مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات0%

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات مؤلف:
الناشر: مؤسسة الأعلمي
تصنيف: متون الأدعية والزيارات
الصفحات: 836

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ عباس القمي
الناشر: مؤسسة الأعلمي
تصنيف: الصفحات: 836
المشاهدات: 463680
تحميل: 19072

توضيحات:

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 836 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 463680 / تحميل: 19072
الحجم الحجم الحجم
مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات

مؤلف:
الناشر: مؤسسة الأعلمي
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مَـعْقِلُ الخائِفِينَ مِنْ كُلِّ خَوْفٍ

أَوْفَـرُ الـعُرْبِ ذِمَّـةً أَوْفـاها

مَـصْدَرُ الـعِلْمِ لَـيْسَ إِلَّا لَدَيْهِ

خَـبَرُ الـكائِناتِ مِـنْ مُبْتَداها

فـاضَ لِـلْخَلْقِ مِنْهُ عِلْمٌ وَحِلْمٌ

أَخَـذَتْ مِـنْهُما الـعُقُولُ نُهاها

نَـوَّهَتْ بِاسْمِهِ السَّماواتُ وَالأرْضُ

كَـما نَوَّهَتْ بِصُبْحٍ ذُكاها

وَغَـدَتْ تَـنْشُرُ الفَضائِلَ عَنْهُ

كُـلُّ قَـوْمٍ عَلىٰ اخْتِلافِ لُغاها

طَرِبَتْ لاسْمِهِ الثَّرىٰ فَاسْتَطالَتْ

فَـوْقَ عُـلْوِيَّةِ السَّماء سُفْلاها

جـازَ مِـنْ جَوْهَرِ التَّقْدُّسِ ذاتاً

تـاهَتِ الأَنْـبِياءِ فِـي مَعْناها

لاتُـجِلْ فِي صِفاتِ أَحْمَدَ فِكْراً

فَـهِي الـصُّورَةُ الَّتِي لَنْ تَراها

أَيُّ خَـلْـقٍلـلهِ أَعْـظَمُ مِـنْهُ

وَهُـوَ الـغايَةُ الَّتِي اسْتَقْصاها

قَـلَّبَ الـخافِقِيْنِ ظَـهْراً لِبَطْنٍ

فَـرَأىٰ ذاتَ أَحْـمَدَ فَـاجْتَباها

لَـسْتُ أَنْـسىٰ لَهُ مَنازِلَ قُدْسٍ

قَـدْ بَـناها التُّقىٰ فَأَعْلىٰ بِناها

وَرِجـالاً أَعِـزَّةً فِـي بُـيُوتٍ

أَذِنَالله أَنْ يُـعَـزَّ حِـمـاها

سـادَةٌ لاتُـريدُ إِلَّا رِضـىَاللهِ

كَـمـا لايُـريـدُ إِلَّا رِضـاها

خَـصَّها مِـنْ كَـمالِهِ بِالمعانِي

وَبِـأَعْـلىٰ أَسْـمـائِهِ سَـمَّاها

لَـمْ يَـكُونُوا لِلْعَرْشِ إِلَّا كُنُوزاً

خـافِياتٍ سُـبْحانَ مَـنْ أَبْداها

كَـمْ لَـهُمْ أَلْـسُنٌ عَنْالله تُنْبِي

هِـيَ أَقْـلامُ حِـكْمَةٍ قَدْ بَراها

وَهُمُ الاَعْيُنُ الصَّحِيحاتُ تَهْدِىٰ

كُـلَّ عَـيْنٍ مَـكْفُوفَةٍ عَـيْناها

عُـلَـماءٌ أَئِـمَّـةٌ حُـكَـماءٌ

يَـهْتَدِي الـنَّجْمُ بِـاتِّباعِ هُداها

قـادَةً عِـلْمُهُمْ وَرأيُ حِـجاهُمْ

مَـسْمَعاً كُـلِّ حِـكْمَةٍ مَنْظَراها

مـا أُبالِي وَلَوْ أُهِيلَتْ عَلىٰ الأرْ

ضِ السَّماواتُ بَعْدَ نَيْلِ وِلاها

في ذكر سائر الزيارات في المدينة الطيبة

نقلاً عن مصباح الزائر وغيره

* زيارة إبراهيم ابن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم

تقف عند القبر وتقول :السَّلامُ عَلىٰ رَسُولِ الله السَّلامُ عَلىٰ نَبِيِّ الله السَّلامُ عَلىٰ حَبِيبِ الله السَّلامُ عَلىٰ صَفِيِّ الله السَّلامُ عَلىٰ نَجِيِّ اللهِ ، السَّلامُ عَلىٰ مُحَمَّدِ بْنِ

٤٠١

عَبْدِ الله سَيِّدِ الأَنْبِياءِ وَخاتَمِ المُرْسَلِينَ وَخِيَرَةِ الله مِنْ خَلْقِهِ فِي أَرْضِهِ وَسَمائِهِ، السَّلامُ عَلىٰ جَمِيعِ أَنْبِيائِهِ وَرُسُلِهِ، السَّلامُ عَلىٰ الشُّهداء وَالسُّعَداءِ وَالصّالِحِينَ، السَّلامُ عَلَيْنا وَعَلىٰ عِبادِ الله الصّالِحِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيَّتُها الرُّوحُ الزَّاكِيَةُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيَّتُها النَّفْسُ الشَّرِيفَةُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيَّتُها السُّلالَةُ الطَّاهِرَةُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيَّتُها النَّسَمَةُ الزَّاكِيَةُ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياابْنَ خَيْرِ الوَرى، السَّلامُ عَلَيْكَ ياابْنَ النَبَيِّ المُجْتَبى، السَّلامُ عَلَيْكَ ياابْنَ المَبْعُوثِ إِلىٰ كافَّةِ الوَرى، السَّلامُ عَلَيْكَ ياابْنَ البَّشِيرِ النَّذِيرِ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياابْنَ السِّراجِ المُنِيرِ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياابْنَ المُؤَيَّدِ بِالقُرْآنِ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياابْنَ المُرْسَلِ إِلىٰ الاِنْسِ وَالجانَّ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياابْنَ صاحِب الرَّايَةِ وَالعَلامَةِ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياابْنَ الشَّفِيعِ يَوْمَ القِيامَةِ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياابْنَ مَنْ حَباهُ الله بِالكَرامَةِ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدِ اخْتارَ الله لَكَ دارَ إِنْعامِهِ قَبْلَ أَنْ يَكْتُبَ عَلَيْكَ أَحْكامَهُ وَيُكَلِّفَكَ حَلالَهُ وَحَرامَهُ فَنَقَلَكَ إِلَيْهِ طَيِّباً زاكِياً مَرْضِياً طاهِراً مِنْ كُلِّ نَجَسٍ مُقَدَّساً مِنْ كُلِّ دَنَسٍ وَبَوَّأَكَ جَنَّةَ المَأْوىٰ وَرَفَعَكَ إِلىٰ الدَّرَجاتِ العُلى، وَصَلّىٰ الله عَلَيْكَ صَلاةً تَقَرُّ بِها عَيْنُ رَسُولِهِ وَتُبَلِّغُهُ أَكْبَرَ مَأْمُولِهِ، اللّهُمَّ اجْعَلْ أَفْضَلَ صَلَواتِكَ وَأَزْكاها وَأَنْمىٰ بَرَكاتِكَ وَأَوْفاها عَلىٰ رَسُولِكَ وَنَبِيِّكَ وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيِّينَ وَعَلىٰ مَنْ نَسَلَ مِنْ أَوْلادِهِ الطَيِّبِينَ وَعَلىٰ مَنْ خَلَّفَ مِنْ عُتْرَتِهِ الطَّاهِرِينَ بِرَحْمَتِكَ ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ صَفِيِّكَ وَإِبْراهِيمَ نَجْلِ نَبِيِّكَ أَنْ تَجْعَلَ سَعْيي بِهِمْ مَشْكُوراً وَذَنْبِي بِهِمْ مَغْفُوراً وَحَياتِي بِهِمْ سَعِيدَةً وَعاقِبَتِي بِهِمْ حَمِيدَةً وَحَوائِجِي بِهِمْ مَقْضِيَّةً وَافْعالِي بِهِمْ مَرْضِيَّةً وَأُمُورِي بِهِمْ مَسْعُودَةً وَشُؤُونِي بِهِمْ مَحْمُوَدةً، اللّهُمَّ وَأحْسِنْ لِيَ التَّوْفِيقَ وَنَفِّسْ عَنِّي كُلَّ هَمٍّ وَضِيقٍ، اللّهُمَّ جَنِّبْنِي عِقابَكَ وَامْنَحْنِي ثَوابَكَ وَأسْكِنِّي جِنانَكَ وَارْزُقْنِي رِضوانَكَ وَأَمانَكَ وَأَشْرِكْ لِي فِي صالِحِ دُعائِي والِدَيَّ

٤٠٢

وَوَلَدِي وَجَمِيعَ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ الاَحْياءِ مِنْهُمْ وَالاَمْوات إِنَّكَ وَلِيُّ الباقِياتِ الصالِحاتِ آمِينَ رَبَّ العالَمِينَ ثم تسأل حوائجك وتصلي ركعتين.

زيارة فاطمة بنت أسد والدة أمير المؤمنين عليه‌السلام

تقف عند قبرها وتقول:

السَّلامُ عَلىٰ نَبِيِّ اللهِ ، السَّلامُ عَلىٰ رَسُولِ اللهِ ، السَّلامُ عَلىٰ مُحَمَّدٍ سَيِّدِ المُرْسَلِينَ، السَّلامُ عَلىٰ مُحَمَّدٍ سَيِّدِ الأوّلِينَ، السَّلامُ عَلىٰ مُحَمَّدٍ سَيِّدِ الآخِرِينَ، السَّلامُ عَلىٰ مَنْ بَعَثَهُ الله رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها النَبِيُّ وَرَحْمَةَ الله وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلىٰ فاطِمَةَ بِنْتِ أَسَدٍ الهاشِمِيَّةِ، السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُها الصِدِّيقَةُ المَرْضِيَّةُ، السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُها التَّقِيَّةُ النَّقِيَّةُ، السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُها الكَرِيمَةُ الرَّضِيَّةُ (١) ،السَّلامُ عَلَيْكَ ياكافِلَةَ مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيِّينَ، السَّلامُ عَلَيْكِ ياوالِدَةَ سَيِّدِ الوَصِيِّينَ، السَّلامُ عَلَيْكِ يامَنْ ظَهَرَتْ شَفقَتُها عَلىٰ رَسُولِ الله خاتَمِ النَّبِيِّينَ، السَّلامُ عَلَيْكِ يامَنْ تَرْبِيَتُها لِوَلِيِّ اللهِ الأمِينِ، السَّلامُ عَلَيْكِ وَعَلىٰ رُوحِكِ وَبَدَنِكِ الطَّاهِرِ، السَّلامُ عَلَيْكِ وَعَلىٰ وَلَدِكِ وَرَحْمَةَ الله وَبَرَكاتُهُ أَشْهَدُ أَنَّكِ أَحْسَنْتِ الكِفالَةَ وَأَدَّيْتِ الاَمانَةَ وَاجْتَهَدْتِ فِي مَرْضاةِ اللهِ ، وَبالَغْتِ فِي حِفْظِ رَسُولِ الله عارِفَةً بِحَقِّهِ مُؤْمِنَةً بِصِدْقِهِ مُعْتَرِفَةً بِنُبُوَّتِهِ مُسْتَبْصِرَةً بِنِعْمَتِهِ كافِلَةً بِتَرْبِيَتِهِ مُشْفِقَةً عَلىٰ نَفْسِهِ وَاقِفَةً عَلىٰ خِدْمَتِهِ مُخْتارَةً رِضاهُ (٢) ، وَأَشْهَدُ أَنَّكِ مَضَيْتِ عَلىٰ الإيْمانِ وَالتَّمَسُّكِ بِأَشْرَفِ الأدْيانِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً طاهِرَةً زَكِيَّةً تَقِيَّةً نَقِيَّةً فَرَضِيَّ الله عَنْكِ وأَرْضاكِ وَجَعَلَ الجَنَّةَ مَنْزِلَكِ وَمَأْواكِ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَانْفَعْنِي بِزِيارَتِهِا وَثَبِّتْنِي عَلىٰ مَحَبَّتِها وَلاتَحْرِمْنِي شَفاعَتَها وَشَفاعَةَ الأَئِمَّةِ مِنْ ذُرِّيَّتِها وَارْزُقْنِي مُرافَقَتَها وَاحْشُرْنِي مَعَها وَمَعَ أَوْلادِها الطَّاهِرِينَ، اللّهُمَّ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ العَهْدِ مِنْ زِيارَتِي إِيَّاها

____________________

(١) الكَرِيمَةُ الْمَرْضِيَّةُ.

(٢) مُؤْثِرَةً هَوَاهُ.

٤٠٣

وَارْزُقْنِي العَوْدَ إِلَيْها أَبَداً ما أَبْقَيْتَنِي، وَإِذا تَوَفَّيْتَنِي فَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَتِها وَأَدْخِلْنِي فِي شَفاعَتِها بِرَحْمَتِكَ ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، اللّهُمَّ بِحَقِّها عِنْدَكَ وَمَنْزِلَتِها لَدَيْكَ اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ وَلِجَمِيعِ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ وَآتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الآخِرةِ حَسَنَةً وَقِنا بِرَحْمَتِكَ عَذابَ النَّارِ . ثم تصلي ركعتين للزيارة وتدعو بما تشاء وتنصرف.

* زيارة حمزة رضي‌الله‌عنه في أحد *

تقول عند قبره إذا مضيت لزيارته:

السَّلامُ عَلَيْكَ ياعَمَّ رَسُولِ الله صَلّىٰ الله عَلَيْهِ وَآلِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياأَسَدَ الله وَأَسَدَ رَسُولِهِ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ جاهَدْتَ فِي الله عَزَّوَجَلْ وَجُدْتَ بِنَفْسِكَ وَنَصَحْتَ رَسُولَ اللهِ وَكُنْتَ فِيما عِنْدَ الله سُبْحانَهُ راغِباً بِأَبِي أَنْتَ وَاُمِّي، أَتَيْتُكَ مُتَقَرِّباً إِلىٰ الله عَزَّ وَجَلَّ بِزِيارَتِكَ، وَمُتَقَرِّباً إِلىٰ رَسُولِ الله صَلّىٰ الله عَلَيْهِ وَآلِهِ بِذلِكَ، راغِباً إِلَيْكَ فِي الشَّفاعَةِ أَبْتَغِي بِزِيارَتِكَ (١) خَلاصَ نَفْسِي مُتَعَوِّذاً بِكَ مِنَ نارٍ اسْتَحَقَّها مِثْلِي بِما جَنَيْتُ عَلىٰ نَفْسِي هارِباً مِنْ ذُنُوبِي الَّتِي احْتَطَبْتُها عَلىٰ ظَهْرِي فَزِعاً إِلَيْكَ رَجاءَ رَحْمَةِ رَبِّي مِنْ شُقَّةٍ بَعِيدَةٍ طالِباً فَكاكَ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ، وَقَدْ اوْقَرَتْ ظَهْرِي ذُنُوبِي وَأَتَيْتُ ما أَسْخَطَ رَبِّي وَلَمْ أَجِدْ أَحَداً أَفْزَعُ إِلَيْهِ خَيْراً لِي مُنْكُمْ أَهْلَ بَيْتِ الرَّحْمَةِ فَكُنْ لِي شَفِيعاً يَوْمَ فَقْرِي وَحاجَتِي، فَقَدْ سِرْتُ إِلَيْكَ مَحْزُوناً مَكْرُوباً وَسَكَبْتُ عَبْرَتِي عِنْدَكَ باكِياً وَصِرْتُ إِلَيْكَ مُفْرَداً، وَأَنْتَ مِمَّنْ أَمَرَنِي الله بِصَلَتِهِ وَحَثَّنِي عَلىٰ بِرِّهِ وَدَلَّنِي عَلىٰ فَضْلِهَ وَهَدانِي لِحُبِّهِ وَرَغَّبَنِي فِي الوِفادَةِ إِلَيْهِ وَأَلْهَمَنِي طَلَبَ الحَوائِجِ عِنْدَهُ، أَنْتُمْ أَهْلُ بَيْتٍ لايَشْقىٰ مَنْ تَوَلا كُمْ وَلايَخِيبُ مَنْ أَتاكُمْ وَلايَخْسَرُ مَنْ يَهْواكُمْ وَلايَسْعَدُ مَنْ عاداكُمْ. ثم تستقبل القبلة وتصلي ركعتين للزيارة وبعد الفراغ تنكب علىٰ القبر وتقول:

____________________

(١) أبْتَغِي بذلِكَ.

٤٠٤

اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ اللّهُمَّ إِنِّي تَعَرَّضْتُ لِرَحْمَتِكَ بِلُزُومِي لِقَبْرِ عَمِّ نَبِيِّكَ صَلّىٰ الله عَلَيْهِ وَآلِهِ لِيُجِيرَنِي مِنْ نِقْمَتِكَ فِي يَوْمٍ تَكْثَرُ فِيهِ الاَصْواتُ وَتُشْغَلُ كُلُّ نَفْسٍ بِما قَدَّمَتْ وَتُجادِلُ عَنْ نَفْسِها، فَإِنْ تَرْحَمَنِي اليَوْمَ فَلا خَوْفٌ عَلَيَّ وَلا حُزْنٌ وَإِنْ تُعاقِبْ فَمَوْلىً لَهُ القُدْرَةُ عَلىٰ عَبْدِهِ وَلاتُخَيِّبْنُي بَعْدَ اليَوْمِ وَلاتَصْرِفْنِي بِغَيْرِ حاجَتِي، فَقَدْ لَصِقْتُ بِقَبْرِ عَمِّ نَبِيِّكَ وَتَقَرَّبْتُ بِهِ إِلَيْكَ ابْتِغاءَ مَرْضاتِكَ وَرَجاءَ رَحْمَتِكَ فَتَقَبَّلْ مِنِّي وَعُدْ بِحِلْمِكَ عَلىٰ جَهْلِي وَبِرَافَتِكَ عَلىٰ جِنايَةِ نَفْسِي، فَقَدْ عَظُمَ جُرْمِي وَما أَخافُ أَنْ تَظْلِمَنِي وَلكِنْ أَخافُ سُوءَ الحِسابِ فانْظُرِ اليَوْمَ تَقَلُّبِي عَلىٰ قَبْرِ عَمِّ نَبِيِّكَ، فَبِهما فُكَّنِي مِنْ النَّارِ وَلاتُخَيِّبْ سَعْيي وَلا يَهُونَنَّ عَلَيْكَ ابْتِهالِي وَلاتَحْجُبَنَّ عَنْكَ صَوْتِي وَلاتَقْلِبْنِي بِغَيْرِ حَوائِجِي، ياغِياثَ كُلِّ مَكْرُوبٍ وَمَحْزُونٍ وَيامُفَرِّجاً عَنِ المَلْهُوفِ الحَيْرانِ الغَرِيقِ المُشْرِفِ عَلىٰ الهَلَكَةِ فَصَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَانْظُرْ إِليَّ نَظْرَةً لا أَشْقىٰ بَعْدَها أَبَداً، وَارْحَمْ تَضَرُّعِي وَعَبْرَتِي وَانْفِرادِي فَقَدْ رَجَوْتُ رِضاكَ وَتَحَرَّيْتُ الخَيْرَ الَّذِي لايُعْطِيهِ أَحَدٌ سِواكَ فَلا تَرُدَّ أَمَلِي، اللّهُمَّ إِنْ تُعاقِبْ فَمَوْلىً لَهُ القُدْرَةُ عَلىٰ عَبْدِهِ وَجَزائِهِ (١) بِسُوءِ فِعْلِهِ فَلا أَخِيبَنَّ اليَوْمَ، وَلا تَصْرِفْنِي بِغَيْرِ حاجَتِي وَلا تُخَيِّبَنَّ شُخُوصِي وَوِفادَتِي فَقَدْ أَنْفَذْتُ نَفَقَتِي وَأَتْعَبْتُ بَدَنِي وَقَطَعْتُ المَفازاتِ وَخَلَّفْتُ الاَهْلَ وَالمالَ وَما خَوَّلْتَنِي وَآثَرْتُ ما عِنْدَكَ عَلىٰ نَفْسِي وَلُذْتُ بِقَبْرِ عَمِّ نَبِيِّكَ صَلّىٰ الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَتَقَرَّبْتُ بِهِ ابْتِغاءَ مَرْضاتِكَ، فَعُدْ بِحِلْمِكَ عَلىٰ جَهْلِي وَبِرأْفَتِكَ عَلىٰ ذَنْبِي فَقَدْ عَظُمَ جُرْمِي بِرَحْمَتِكَ ياكَرِيمُ ياكَرِيمُ.

وقال فخر المحققين رحمهالله في الرسالة الفخرية:

يستحب زيارة حمزة رضيالله تعالى وباقي الشهداء بأحد لما روي عن

____________________

(١) وَ جَزاؤُهُ سُوءُ فَعْلِهِ.

٤٠٥

النبيصلي الله عليه وآله وسلم أنّه قال: من زارني ولم يَزُرْ عمي حمزة فقد جفانيوأقول : إني قد ذكرت في كتاب بيت الاحزان في مصائب سيّدة النسوان أنّ فاطمة صلواتالله عليها كانت تخرج يومي الاثنين والخميس من كل اسبوع بعد وفاة أبيها إلىٰ زيارة حمزة وباقي شهداء أُحد فتصلي هناك وتدعو إلىٰ أن توفيت. وقال محمود بن لبيد: إنها كانت تأتي قبر حمزة وتبكي هناك، فلما كان في بعض الأيام أتيت قبر حمزة فوجدتها تبكي هناك فأمهلتها حتىٰ سكنت فأتيتها وسلمت عليها وقلت: يا سيّدة النسوان قد والله قطعت أنياط‍ قلبي من بكائك فقالت: يا أبا عمرو يحق لي البكاء فلقد أصبت بخير الاباء رسولالله صلي الله عليه وآله وسلم .ثم قالت: واشوقاه إلىٰ رسولاللهِ ، ثم أنشدت تقول:

إِذا ماتَ يَوما مَيِّتٌ قَلَّ ذِكْرُه‌ُ

وَذِكْرُ أَبِي مُذْ ماتَ وَالله أَكْثَرُ

وقال الشيخ المفيد: وكان رسولالله صلي الله عليه وآله وسلم أمر في حياته بزيارة قبر حمزةعليه‌السلام وكان يُلِمُّ به وبالشهداء ولم تزل فاطمةعليها ‌السَّلام بعد وفاتهصلي الله عليه وآله وسلم تَغْدُو إلىٰ قبره وَتَرُوحُ والمُسْلِمُونَ يَنْتابُونَ علىٰ زيارتِهِ وَمُلازَمَةِ قَبْره.

* زيارة قبور الشهداء رضوان الله عليهم بأُحد

تقول في زيارتهم:

السَّلامُ عَلىٰ رَسُولِ اللهِ ، السَّلامُ عَلىٰ نَبِي اللهِ ، السَّلامُ عَلىٰ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، السَّلامُ عَلىٰ أَهْلِ بَيْتِهِ الطَّاهِرِينَ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَيُّها الشُّهداء المُؤْمِنُونَ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ ياأَهْلَ بَيْتِ الإيْمانِ وَالتَّوْحِيدِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أَنْصارَ دِينِ الله وَأَنْصارِ رَسُولِهِ عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلامُ، سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبىٰ الدَّارِ (١) أَشْهَدُ أَنَّ الله اخْتارَكُمْ لِدِينِهِ وَاصْطَفاكُمْ لِرَسُولِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّكُمْ قَدْ جاهَدْتُمْ فِيالله حَقَّ جِهادِهِ وَذَبَبْتُمْ عَنْ دِينِ الله وَعَنْ نَبِيِّهِ وَجُدْتُمْ بِأَنْفُسِكُمْ دُونَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّكُمْ قُتِلْتُمْ عَلىٰ مِنْهاجِ رَسُولِ الله فَجَزاكُمْ الله عَنْ نَبِيِّهِ وَعَنِ الإسلامِ وَأَهْلِهِ أَفْضَلَ الجَزاءِ وَعَرَّفنا وَجُوهَكُمْ فِي مَحَلِّ رِضْوانِهِ وَمَوْضِع إِكْرامِهِ مَعَ النَّبِيِّينَ

____________________

(١) وفي مصباح الزائر ذكر ثلاث مرّات : سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ.

٤٠٦

وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهداء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ اُولَئِكَ رَفِيقاً أَشْهَدُ أَنَّكُمْ حِزْبُ الله وَ أَنَّ مَنْ حارَبَكُمْ فَقَدْ حارَبَ الله وَ أَنَّكُمْ لَمِنَ المُقَرَّبِينَ الفائِزِينَ الَّذِينَ هُمْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ، فَعَلىٰ مَنْ قَتَلَكُمْ لَعْنَةُ الله وَالنَّاسِ أَجْمَعِينِ، أَتَيْتُكُمْ ياأَهْلَ التَّوْحِيدِ زائِراً وَبِحَقِّكُمْ عارِفاً وَبِزِيارَتِكُمْ إِلىٰ الله مُتَقَرِّباً وَبِما سَبَقَ مِنْ شَرِيفِ الاَعْمالِ وَمَرْضِيِّ الاَفْعالِ عالِماً، فَعَلَيْكُمْ سَلامُ الله وَرَحْمَتُهُ وَبَرَكاتُهُ وَعَلىٰ مَنْ قَتَلَكُمْ لَعْنَةُ الله وَغَضَبُهُ وَسَخَطُهُ، اللّهُمَّ انْفَعْنِي بِزِيارَتِهِمْ وَثَبِّتْنِي عَلىٰ قَصْدِهِمْ وَتَوَفَّنِي عَلىٰ ماتَوَفَّيْتَهُمْ عَلَيْهِ وَاجْمَعْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فِي مُسْتَقَرِّ دارِ رَحْمَتِكَ أَشْهَدُ أَنَّكُمْ لَنا فَرَطٌ وَنَحْنُ بِكُمْ لاحِقُونَ . وتكرر سورة إنا أنزلناه في ليلة القدر ما تمكنت، وقال البعض تصلي عند كل مزور ركعتين وترجع إن شاءالله تعالى.

ذكر المساجد المعظمة بالمدينة المنورة

منها مسجد قباء: الذي أُسس علىٰ التقوىٰ من أول يوم، وروىٰ أن من ذهب إليه فصلىٰ فيه ركعتين رجع بثواب العمرة. فإمض إليه وصلِّ فيه ركعتين للتحية وسبّح تسبيح الزهراء عليها ‌السَّلام.

ثم زر بالزيارة الجامعة التي تفتح ب‍‍:السَّلامُ عَلىٰ أَوْلِياءِ اللهِ …، وقد جعلناها أُولىٰ الزيارة الجامعة وستأتي في أواخر الباب إن شاءالله (ص٦١٩)، ثم ادعالله وقل:ياكائِنا قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ …، وهو دعاء طويل وإيراده هنا ينافي ما نبغيه من الاختصار فليطلبه من شاء من مزار البحار وتصلّي في مشربة أُم إبراهيم، أي غرفة أُم إبراهيم ابن رسولالله صلي الله عليه وآله وسلم ، وقد كانت هناك مسكن رسولالله صلي الله عليه وآله وسلم ومصلاه.

وكذلك في مسجد الفضيخ: وهو قريب من قبا ويسمىٰ أيضاً مسجد ردّ الشمس.وفي مسجد الفتح أيضاً: ويسمىٰ أيضاً بمسجد الاحزاب وقل إذا فرغت من الصلاة في مسجد الفتح:ياصَرِيخَ المَكْرُوبِينَ وَيامُجِيبَ دَعْوَةِ المُضْطَرِّينَ وَيامُغِيثَ المَهْمُومِينَ إكْشِفْ عَنِّي ضُرِّي وَهَمِّي وَكَرْبِي كَما كَشَفْتَ عَنْ نَبِيِّكَ صَلّىٰ الله عَلَيْهِ وَآلِهِ هَمَّهُ وَكَفَيْتَهُ هَوْلَ عَدُوِّهِ، وَاكْفِنِي ماأَهَمَّنِي مِنْ أَمْرِ الدُّنْيا وَالآخِرةِ ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

وتصلي ما استطعت في دار الإمام زين العابدين ودار الإمام جعفر

٤٠٧

الصادقعليهما‌السلام وفي مسجد سلمان.ومسجد أمير المؤمنينعليه‌السلام : المحاذي قبر حمزة.ومسجد المباهلة وتدعو بما تشاء إن شاءالله تعالى.

الوداع

إذا أردت أن تخرج من المدينة فاغتسل وامضِ إلىٰ قبر النبيصلي الله عليه وآله وسلم واعمل ما كنت تعمله من قبل ثم ودّعه وقل:السَّلامُ عَلَيْكَ يارَسُولَ الله أَسْتَوْدِعُكَ الله وَأَسْتَرْعِيكَ وَأَقْرَاءُ عَلَيْكَ، السَّلامُ آمَنْتُ بِالله وَبِما جِئْتَ بِهِ وَدَلَلْتَ عَلَيْهِ، اللّهُمَّ لاتَجْعَلْهُ آخِرَ العَهْدِ مِنِّي لِزِيارَةِ قَبْرِ نَبِيِّكَ فَإِنْ تَوَفَّيْتَنِي قَبْلَ ذلِكَ فَإِنِّي أَشْهَدُ فِي مَماتِي عَلىٰ ماشَهِدْتُ عَلَيْهِ فِي حَياتِي أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ صَلّىٰ الله عَلَيْهِ وَآلِهِ. وقال الصادقعليه‌السلام ليونس بن يعقوب: قل في وداع النبيصلي الله عليه وآله وسلم :صَلّىٰ الله عَلَيْكَ، السَّلامُ عَلَيْكَ لا جَعَلَهُ الله آخِرَ تَسْلِيمِي عَلَيْكَ.

أقول: قد قلنا في كتاب هدية الزائرين عند بيان ماينبغي أن يصنع زوّار المدينة الطيّبة إن من مهام الامور أن يغتنموا الفرصة ماأقاموا في المدينة المعظّمة فيكثروا من الصلاة في مسجد النبيصلي الله عليه وآله وسلم فإن الصلاة فيه تعدل عشرة آلاف صلاة في غيره من المواضع، وأفضل الاماكن فيه مسجد الروضة وهو بين القبر والمنبر.

وإعلم أنّه قال شيخنا في التحية: إنّ موضع جسد نبينا والأئمة صلواتالله عليهم أجمعين في الأَرض أشرف من الكعبة المعظّمة باتفاق جميع الفقهاء كما صرح به الشهيد في القواعد. وفي حديث حسن عن الحضرمي قال: أمرني الصادقعليه‌السلام أن أكثر من الصلاة في مسجد النبيصلي الله عليه وآله وسلم ما أمكنتني الصلاة. وقال: إنّه لايتيسر لك دائماً الحضور في هذه البقعة الشريفة...الخ. وروىٰ الشيخ الطوسي (رحمهالله ) في التهذيب بسند معتبر عن مرازم عن الصادق صَلَواتُالله وسَلامُهُ عَلَيهِ قال: الصيام في المدينة والقيام عند الاساطين ليس بمفروض ولكن من شاء فليصم فإنه خير له إنما المفروض الصلاة الخمس وصيام شهر رمضان فأكثروا الصلاة في هذا المسجد مااستطعتم فإنه خير لكم. واعلموا أنّ الرجل قد يكون كيّساً في أمر الدنيا فيقال ما أكيس فلانا فكيف من كاس في أمر آخرته. وكرر ما أمكنتك في كل يوم زيارة النبيصلي الله عليه وآله وسلم وكذلك زيارة أئمة البقيع عليهم ‌السَّلام وسلم علىٰ النبيصلي الله عليه وآله وسلم

٤٠٨

مهما وقع بصرك علىٰ حجرته وراقب نفسك مادمت في المدينة وصن نفسك من المعاصي والمظالم وتدبّر في شرف تلك المدينة ولا سيّما مسجدها مسجد النبيصلي الله عليه وآله وسلم فتلك البقاع هي مواضع أقدام النبيصلي الله عليه وآله وسلم وقد تردد النبيصلي الله عليه وآله وسلم في مسالك هذه المدينة وأسواقها وصلّىٰ في مسجدها، وهناك موضع الوحي والتنزيل وكان يهبط فيها جبرائيل والملائكة المقرّبون ولنعم ماقيل:

أَرْضٌ مَشىٰ جَبْرِيلُ فِي عَرَصاتِها

وَالله شَرَّفَ أَرْضَها وَسَّماءها

وتصدق مااستطعت في المدينة ولا سيّما في المسجد وخاصّة علىٰ السادة وذرية الرسولصلي الله عليه وآله وسلم فإن لها ثواباً جزيلاً وأجراً عظيماً. وقال العلامة المجلسي رحمهالله في رواية معتبرة إنّ درهما يتصدق بها فيها يعدل عشرة آلاف درهم في غيرها وجاور المدينة الطيّبة إن أمكنتك فإنّها مستحبّة وقد ورد في فضلها أحاديث مستفيضة

سَقىٰالله قَبْراً بِالمَدِينَةِ غَيْثَه‌ُ

فَـقَدْ حَـلَّ الاَمْنُ بِالبَرَكاتِ

نَبِيُّ الهُدىٰ صَلّىٰ عَلَيْهِ مَلِيكُه‌ُ

وَبَـلَّغَ عَنَّا رُوحَهُ التُّحُفاتِ

وَصَلِّىٰ عَلَيْهِالله ما ذَرَّء شارِقٌ

وَلاحَتْ نُجُومُ اللَيْلِ مُبْتَدِراتِ

الفصل الرابع

في ‌فضل زيارة مولانا أمير المؤمنين عليه‌السلام وكيفيته

وفيه عدة مطالب:

المطلب الأول: في فضل زيارته عليه‌السلام

روىٰ الشيخ الطوسي رحمهالله بسند صحيح عن محمد بن مسلم عن الصادق صَلَواتُالله وسَلامُهُ عَلَيهِ قال: ما خلقالله خلقاً أكثر من الملائكة وإنه لينزل كل يوم سبعون ألف ملك فيأتون البيت المعمور فيطوفون به فإذا هم طافوا به طافوا بالكعبة فإذا طافوا بها أتوا قبر النبيصلي الله عليه وآله وسلم فسلّموا عليه ثم أتوا قبر أمير المؤمنينعليه‌السلام فسلموا عليه ثم أتوا قبر الحسينعليه‌السلام فسلّموا عليه ثم عرجوا، وينزل مثلهم أبداً إلىٰ يوم القيامة ثم قال: من زار أمير المؤمنينعليه‌السلام عارفاً بحقه أي وهو يعترف بإمامته ووجوب طاعته وأنّه الخليفة للنبيصلي الله عليه وآله وسلم حقاً غير متجبر ولامتكبر كتبالله له أجر مئة الف شهيد وغفرالله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وبعث من الامنين وهوّن عليه الحساب واستقبلته الملائكة. فإذا انصرف إلىٰ منزله فإن مرض عادوه وإن مات تبعوه بالإستغفار إلىٰ قبره. وروىٰ السيد عبد الكريم بن طاووس رحمهالله في فرحة الغري

٤٠٩

عنهعليه‌السلام قال: من زار أمير المؤمنين صَلَواتُالله وسَلامُهُ عَلَيهِ ماشياً كتبالله له بكل خطوة حجة وعمرة فإن رجع ماشياً كتبالله له بكل خطوة حجتين وعمرتين. وروي عنهعليه‌السلام أيضاً أنه قال لابن مارد: ياابن مارد من زار جدّي عارفاً بحقّه كتبالله له بكل خطوة حجة مقبولة وعمرة مبرورة، يابن مارد والله مايُطعمالله النار قدما غبرت في زيارة أمير المؤمنينعليه‌السلام ماشياً كان أو راكباً، يابن مارد اكتب هذا الحديث بماء الذهب. وروي أيضاً عنهعليه‌السلام قال: نحن نقول بظهر الكوفة قبر لايلوذ به ذو عاهة إِلَّا شفاهاللهِ .أقول: يظهر من أحاديث معتبرة أنالله تعالىٰ قد جعل قبور أمير المؤمنينعليه‌السلام وأولاده الطاهرين صلواتالله عليهم أجمعين معاقل الخائفين وملاجي المضطرين وأمانا لاهل الأَرض مازارها مغموم إِلَّا وفرّجالله عنه وماتمسّح بها سقيم إِلَّا وشفي وما التجأ اليها أحد إِلَّا أمن.

روىٰ السيد عبد الكريم بن طاووس عن محمد بن علي الشيباني قال: خرجت أنا وأبي وعمي حسين ليلاً متخفّين إلىٰ الغري لزيارة أمير المؤمنين صَلَواتُالله وسَلامُهُ عَلَيهِ وكان ذلك سنة مائتين وبضع وستين وكنت طفلاً صغيراً فلمّا وصلنا إلىٰ القبر الشريف وكان يومئذ قبراً حوله حجارة سود ولا بناء عنده، فبينا نحن عنده بعضنا يقرأ وبعضنا يصلّي وبعضنا يزور إذا نحن بأسد مقبل نحونا فلمّا قرب منّا قدر رمح تباعدنا عن القبر الشريف فجاء الأسد فجعل يمرّغ ذراعيه علىٰ القبر، فمضىٰ رجل منا فشاهده فعاد فأعلمنا فزال الرعب عنّا، فجئناه جميعاً فشاهدناه يمرّغ ذراعه علىٰ القبر وفيه جراح فلم يزل يمرّغه ساعة، ثم انزاح عن القبر ومضىٰ فعدنا إلىٰ ماكنّا عليه لاتمام الزيارة والصلاة وقراءة القران.

وحكىٰ الشيخ المفيد قال: خرج الرشيد يوماً من الكوفة للصيد فصار إلىٰ ناحية الغريين والثّويّة فرأىٰ هناك ظبأً فأمر بإرسال الصقور والكلاب المعلمة عليها فحاولتها ساعة ثم لجأت الظِّباء إلىٰ أكمة فتراجعت الصقور والكلاب عنها فتعجّب الرشيد من ذلك. ثم ان الظباء هبطت من الاكمة فسقطت الطيور والكلاب عليها فرجعت الظّباء إلىٰ الاكمة فتراجعت الصقور والكلاب عنها مرّة ثانية ثم فعلت ذلك مرة أخرى، فقال الرشيد: أركضوا إلىٰ الكوفة فأتوا بأكبرها سنّا، فأُتي بشيخ من بني أسد فقال الرشيد: أخبرني ماهذه الاكمة فقال: وهل أنا آمن إذا أجبت السؤال؟ فقال الرشيد: عاهدتالله علىٰ أن لا أؤذيك. فقال: حدثني‌أبي عن آبائه أنّهم كانوا يقولون إن هذه الاكمة قبر عليّ بن أبي طالب صَلَواتُالله وسَلامُهُ

٤١٠

عَلَيهِما، جعلهالله حرما آمنا يأمن من لجأ إليه.أقول : من أمثال العرب السائرة: (أحمىٰ من مجير الجراد)، وقصّة المثال أنّ رجلاً من أهل البادية من قبيلة طي يسمّىٰ مُدْلج بن سويد كان ذات يوم في خيمة فإذا هو بقوم من طي ومعهم أوعيتهم فقال: ماخطبكم؟ قالوا: جراد وقع في فنائك فجئنا لنأخذه. فلما سمع مدلج ذلك ركب فرسه وأخذ رمحه. وقال: أيكون الجراد في جواري ثم تريدون أخذه؟ لايكون ذلك. فما زال يحرسه حتىٰ حميت الشمس عليه وطار فقال شأنكم الان تحوّل عن جواري.وقال صاحب (القاموس): إن ذا الاعواد لقب رجل شريف جداً من العرب قيل هو جدّ أكثم بن الصيفي كانت قبيلة مضر تجبي إليه الخراج، فلما هرم وبلغ الكبر كان يحمل علىٰ سرير فيطاف به بين قبائل العرب ومياهها فيجبىٰ له، وكان شريفاً مكرَّماً ما لجأ إلىٰ سريره خائف إِلَّا أمِنَ ومادناً من سريره ذليل إِلَّا عزّ وما أتاه جائع إِلَّا أشبع انتهى.فإذا كان سرير رجل من العرب يبلغ من العزة والرفعة هذا المبلغ فلا غرو إذا جعلالله تعالىٰ قبر وليه الذي كان حملة سريره هم جبرائيل وميكائيلعليه‌السلام والإمام الحسنعليه‌السلام والإمام الحسينعليه‌السلام معقلاً للخائفين وملجأ للهاربين وغوثاً للمضطرين وشفاءً للمرضى. فاجتهد أينما كنت لبلوغ قبره الشريف والتصق به ماأمكنك ذلك. وألح في الدعاء كي يغيثكعليه‌السلام وينجيك من الهلاك في الدنيا والآخِرة:

لُذْ إِلىٰ جُودِهِ تَجِدْهُ زَعِيماً

بِنَجاةِ العُصاةِ يَوْمَ لِقاها

عـائِذٌ لِلْمُؤَمِّلِينَ مُجِيب

سامِعٌ ماتُسِرُّ مِنْ نَجْواها

وحكي فىٰ كتاب (دار السلام) عن الشيخ الديلمي أنه روىٰ جمع من صلحاء النجف الاشرف أن رجلاً شاهد في‌المنام القبة الشريفة لحبلالله المتين أمير المؤمنين صلواتالله عليه وقد امتدّت إليها واتصلت بها خيوط خارجة من القبور التي في داخل ذلك المشهد الشريف وفي خارجة فأنشد الرجل:

إِذا مُـتُّ فَـادْفِنِّي إِلـىٰ جَنْبِ حَيْدَرٍ

أَبِــي شُـبَّرٍ أَكْـرِمْ بِـهِ وَشُـبَيْرِ

فَـلَسْتُ أَخـافُ الـنَّارَ عِـنْدَ جِوارِه‌

وَلا أَتَّـقِـي مِــنْ مُـنْكَرٍ وَنَـكِيرِ

فَعارعَلىٰ حامِي‌ الحِمىٰ ‌وَهُو فِي الحِمىٰ

إِذا ضَـلَّ فِـي الـبِيْداءِ عِـقالُ بَعِيرِ

المطلب الثاني: في كيفية زيارته عليه‌السلام

إعلم أنَّ زياراتهعليه‌السلام نوعان فزيارات مطلقة لاتخص زمانا خاصاً وزيارات

٤١١

مخصوصة يزار بها في أوقات معينة ونذكر الزيارات في مقصدين:

المقصد الأول:في‌ الزيارات المطلقة

وهي ‌كثيرة نقتصر هنا علىٰ عدة منها:

الأولى: مارواها الشيخ المفيد والشهيد والسيد ابن طاووس وغيرهم. وصفتها أنّك إذا أردت زيارتهعليه‌السلام فاغتسل والبس ثوبين طاهرين ونَلْ شَيْئاً من الطِّيب، وإن لم تنل أجزائك، فإذا خرجت من منزلك فقل:اللّهُمَّ إِنِّي خَرَجْتُ مِنْ مَنْزِلِي أَبْغِي فَضْلَكَ وَأَزُورُ وَصِيَّ نَبِيِّكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِما، اللّهُمَّ فَيَسِّرْ ذلِكَ لِي وَسَبِّبْ المَزارَ لَهُ وَاخْلُفْنِي فِي عافِيَتِي وَحُزانَتِي بِأَحْسَنِ الخِلافَةِ ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .فَسِرْ وأنت تلهج بهذه الأذكار:الحَمْدُ للهِ ، وَسُبْحانَ الله ، وَلا إِلهَ إِلَّا اللهُ . وإذا بلغت خندق الكوفة فقف عنده وقل:الله أَكْبَرُ الله أَكْبَرُ أَهْلَ (١) الكِبْرِياءِ وَالمَجْدِ وَالعَظَمَةِ الله أَكْبَرُ أَهْلَ التَّكْبِيرِ وَالتَّقْدِيسِ وَالتَّسْبِيحِ وَالالاِء الله أَكْبَرُ مِما أَخافُ وَأَحْذَرُ الله أَكْبَرُ عِمادِي وَعَلَيْهِ أَتَوَكَّلُ الله أَكْبَرُ رَجائِي وَإِلَيْهِ انُيبُ، اللّهُمَّ أَنْتَ وَلِيُّ نِعْمتِي وَالقادِرُ عَلىٰ طَلِبَتِي تَعْلَمُ حاجَتِي وَما تُضْمِرُهُ هَواجِسُ الصُّدُورِ وَخَواطِرُ النُّفُوسِ ؛ فَأَسْأَلُكَ بِمُحَمَّدٍ المُصْطَفىٰ الَّذِي قَطَعْتَ بِهِ حُجَجَ المُحْتَجِّينَ وَعُذْرَ المُعْتَذِرِينَ وَجَعَلْتَهُ رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ أَنْ لاتَحْرِمْنِي ثَوابَ زِيارَةِ وَلِيِّكَ وَأَخِي نَبِيِّكَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَقَصْدَهُ، وَتَجْعَلَنِي مِنْ وَفْدِهِ الصَّالِحِينَ وَشِيعَتِهِ المُتَّقِينَ بِرَحْمَتِكَ ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .فإذا تراءت لك القُبَّة الشريفة فقل:الحَمْدُ للهِ عَلىٰ ما اخْتَصَّنِي بِهِ مِنْ طِيبِ المَوْلِدِ وَاسْتَخْلَصَنِي إِكْراماً بِهِ مِنْ مُوالاةِ الأبْرارِ السَّفَرَهِ الأطْهارِ وَالخِيَرَةِ الأعْلامِ، اللّهُمَّ فَتَقَبَّلْ سَعْيي إِلَيْكَ وَتَضَرُّعِي بَيْنَ يَدَيْكَ وَاغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتِي لاتَخْفىٰ عَلَيْكَ إِنَّكَ أَنْتَ الله المَلِكُ الغَفَّارُ .

أقول: يعرض للزائر إذا وقع نظره علىٰ قبته المنيرة النشاط والانبساط ويثور في

____________________

(١) وَرَدَتْ: أَهْلُ.

٤١٢

فؤاده العشق والولاء، فيحاول أن يتوجه إليهعليه‌السلام بمجامع قلبه وأن يمدحه ويثني عليه بكلّ لسان وبيان ولا سيّما إذا كان الزائر من أهل العلم والكمال فإنه يرغب في شعر بليغ يتمثّل به في ذلك الحال لذلك خطر لي أن أثبت هنا هذه الأبيات المناسبة للمقام من القصيدة الهائية الآزريّة والرجاء الواثق أن يسلّم الزائر عني سلاماً علىٰ صاحب القبّة البيضاء وأن لا ينساني من الدعاء وهذه هي الأبيات:

أَيُّـهـا الـرَّاكِـبُ الـمُجِدُّ رُوَيْـداً

بِـقُـلُوبٍ تَـقَـلَّبَتْ فِــي جَـواها

إِنْ تَـــراَءتْ أَرْضُ الـغَـرِيَّـينِ فَاخْضَعْ

وَاخْلَعْ النَّعْلَ دُونَ وَادي طُواها

وإذا شِــمـتَ قُـبَّـةَ الـعـالَم‌ِ

الأ عـلـىٰ وَأنــوارُ رَبِّـها تَـغشاها

فَـتَـواضَـعْ فَـثَـمَّ دارَةُ قُــدْسٍ

تَـتَـمَنّىٰ الأفــلاكُ لَـثْـمَ ثَـراها

قُـلْ لَـهُ وَالـدُّموعُ سَـفحُ عَـقِيقٍ

والـحَشا تَـصطَلي بـنارِ غَـضاها

يـابـنَ عـمِّ الـنبيّ أَنْـتَ يـدُاللهِ

الـتـي عَــمَّ كُـلَّ شَـيءٍ نَـداها

أَنْــتَ قـرآنُـه الـقـديمُ وَأوصا

افُــكَ آيـاتُـهُ الَّـتِـي أَوْحـاهـا

خَـصَّـكَالله فِــي مَـآثِرَ شَـتَّىٰ

هِــيَ مِـثلُ الاعـدادِ لا تَـتَناهى

لَـيْتَ عَـيناً بِـغيرِ رَوضِكَ تَرعىٰ

قَـذِيـتْ وَاسـتَـمرَّ فِـيها قَـذاها

أَنْـتَ الَّـذِي بَـعدَ النبِّي خيرُ البَرايا

والـسَّماء خَـيرُ مـا بـها قَـمَراها

لَــكَ ذاتٌ كَـذاتِـهِ حـيثُ لَـولا

أنَّــهـا مِـثـلُها لَـمـا آخـاهـا

قــد تـراضَعتُما بِـثَدْي وِصـالٍ

كـان مِـنْ جَـوهرِ الـتَّجلِّي غِذاها

يـاأخـا الـمُصطفىٰ لَـديَّ ذنُـوبٌ

هِـيَ عَـينٌ الـقَذىٰ وَأَنْـتَ جَلاها

لـكَ فِـي مُـرتَقىٰ الـعُلىٰ وَالمَعالي‌

درَجـــاتٌ لا يُـرتَـقىٰ أدْنـاهـا

لَـكَ نَـفسٌ من مَعدِنِ الُّلطفِ صِيغَت

جَـعَـلَالله كُــلَّ نَـفـسٍ فِـداها

فاذا بلغت باب حصن النّجف فقل:

الحَمْدُ للهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَماكُنَّا لِنَهْتَدِي لَوْلا أَنْ هدانا اللهِ ، الحَمْدُ للهِ الَّذِي سَيَّرَنِي فِي بِلادِه وَحَمَلَنِي عَلىٰ دَوابِّهِ وَطَوىٰ لِي البَعِيدَ وَصَرَفَ عَنِّي المَحْذُورَ وَدَفَعَ عَنِّي المَكْرُوهَ حَتّىٰ أَقْدَمَنِي حَرَمَ أَخِي رَسُولِهِ صَلّىٰ الله عَلَيْهِ وَآلِهِ.

ثم ادخل وقل:الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَدْخَلَنِي هذِهِ البُقْعَةَ المُبارَكَهَ الَّتِي بارَكَ الله فِيها وَاخْتارَها لِوَصِيِّ نَبِيِّهِ، اللّهُمَّ فاجْعَلْها شاهِدَةً لِي .

٤١٣

فاذا بلغت العتبة الأولىٰ فقل:اللّهُمَّ بِبابِكَ وَقَفْتُ وَبِفِنائِكَ نَزَلْتُ وَبِحَبْلِكَ اعْتَصَمْتُ وَلِرَحْمَتِكَ تَعَرَّضْتُ وَبِوَلِيِّكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ تَوَسَّلْتُ فَاجْعَلْها زِيارَةً مَقْبُولَةً وَدُعاءاً مُسْتَجاباً .

ثم قف علىٰ باب الصحن وقل:اللّهُمَّ إِنَّ هذا الحَرَمَ حَرَمُكَ وَالمَقَامَ مَقامُكَ وَأَنا أَدْخُلُ إِلَيْهِ أُناجِيكَ بِما أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي وَمِنْ سِرِّي وَنَجْوايَ، الحَمْدُ للهِ الحَنَّانِ المَنَّانِ المُتَطَوِّلِ الَّذِي مِنْ تَطَوُّلِهِ سَهَّلَ لِي زِيارَةَ مَوْلايَ بِإِحْسانِهِ وَلَمْ يَجْعَلْنِي عَنْ زِيارَتِهِ مَمْنُوعاً وَلا عَنْ وِلايَتِهِ مَدْفُوعاً بَلْ تَطَوَّلَ وَمَنَحَ، اللّهُمَّ كَما مَنَنْتَ عَلَيَّ بِمَعْرِفَتِهِ فَاجْعَلْنِي مِنْ شِيعَتِهِ وَادْخِلْنِي الجَنَّةَ بِشَفاعَتِهِ ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

ثُمَّ ادخل الصحن وَقل:

الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَكْرَمَنِي بِمَعْرِفَتِهِ وَمَعْرِفَةِ رَسُولِهِ وَمَنْ فَرَضَ عَلَيَّ طاعَتَهُ رَحْمَةً مِنْهُ لِي وَتطَوُّلاً مِنْهُ عَلَيَّ وَمَنَّ عَلَيَّ بِالإيْمانِ، الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَدْخَلَنِي حَرَمَ أَخِي رَسُولِهِ وَأَرانِيهِ فِي عافِيَةٍ، الحَمْدُ للهِ الَّذِي جَعَلَنِي مِنْ زُوَّارِ قَبْرِ وَصِيِّ رَسُولِهِ. أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا الله وَحْدَهُ لاشَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ جاءَ بِالحَقِّ مِنْ عِنْدِ الله وَأَشْهَدُ أَنَّ عَلِيّاً عَبْدُ الله وَأَخو رَسُولِ اللهِ ، اللهُ أَكْبَرُ الله أَكْبَرُ الله أَكْبَرُ لا إِلهَ إِلَّا الله وَ الله أَكْبَرُ والحَمْدُ للهِ عَلىٰ هِدايَتِهِ وَتَوْفِيقِهِ بِما دَعا إِلَيْهِ مِنْ سَبِيلِهِ، اللّهُمَّ إِنَّكَ أَفْضَلُ مَقْصُودٍ وَأَكْرَمُ مأْتِيٍّ وَقَدْ أَتَيْتُكَ مُتَقَرِّباً إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ نَبِيِّ الرَّحْمةِ وَبِأَخِيهِ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ عَلي بْنِ أَبِي طالِبٍ عَلَيْهِما، السَّلامُ، فَصَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَلا تُخَيِّبْ سَعْيي وَانْظُرْ إِليَّ نَظْرَةً رَحِيمَةً تُنْعِشُنِي بِها وَاجْعَلْنِي عِنْدَكَ وَجِيها فِي الدُّنْيا وَالآخِرةِ وَمِنَ المُقَرَّبِينَ.

ثم امش حتىٰ تقف علىٰ باب الرواق وقل:السَّلامُ عَلىٰ رَسُولِ الله أَمِينِ الله عَلىٰ وَحْيِهِ وَعَزائِمِ أَمْرِهِ الخاتِمِ لِما سَبَقَ وَالفاتِحِ لِما اسْتُقْبِلَ

٤١٤

وَالمُهَيْمِنِ عَلىٰ ذلِكَ كُلِّهِ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلىٰ صاحِبِ السَّكِينَةِ، السَّلامُ عَلىٰ المَدْفُونِ بِالمَدِينَةِ، السَّلامُ عَلىٰ المَنْصُورِ المُؤَيَّدِ، السَّلامُ عَلىٰ أَبِّي القاسِمِ مُحَمَّدٍ بْنِ عَبْدِ الله وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ .(١)

ثم ادخل الرواق وقدم رجلك اليمنىٰ قبل اليسرىٰ وقف علىٰ باب القُبَّة وقل:

أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا الله وَحْدَهُ لاشَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ جاءَ بِالحَقِّ مِنْ عِنْدِهِ وَصَدَّقَ المُرْسَلِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يارَسُولَ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياحَبِيب الله وَخِيَرَتَهُ مِنْ خَلْقِهِ، السَّلامُ عَلىٰ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ عَبْدِ الله وَأَخِي رَسُولِ اللهِ . يامَوْلايَ ياأَمِيرَ المُؤْمِنِينَ عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ جائكَ مُسْتَجِيراً بِذِمَّتِكَ قاصِداً إِلىٰ حَرَمِكَ مُتَوَجِّها إِلىٰ مَقامِكَ مُتَوَسِّلاً إِلىٰ الله تَعالىٰ بِكَ، أَأَدْخُلُ يامَوْلايَ أَأَدْخُلُ ياأَمِيرَ المُؤْمِنِينَ أَأَدْخُلُ ياحُجَّةَ الله أَأَدْخُلُ ياأَمِينَ الله أَأَدْخُلُ يامَلائِكَةَ الله المُقِيمِينَ (٢) فِي هذا المَشْهَدِ يامَوْلايَ أَتَأْذَنْ لِي بِالدُّخُولِ أَفْضَلَ ماأَذِنْتَ لاَحَدٍ مِنْ أَوْلِيائِكَ، فَإِنْ لَمْ أَكُنْ لَهُ أَهْلاً فَأنْتَ أَهْلٌ لِذلِكَ.

ثم قبل العتبة وقدم رجلك اليمنىٰ علىٰ اليسرىٰ وادخل وأنت تقول:بِسْمِ الله وَ بِالله وَفِي سَبِيلِ الله وَعَلىٰ مِلَّةِ رَسُولِ الله صَلّىٰ الله عَلَيْهِ وَآلِهِ، اللّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَتُبْ عَلَيَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوابُ الرَّحِيمُ.

ثم امش حتىٰ تحاذي القبر واستقبله بوجهك وقف قبل وصولك إليه وقل:

السَّلامُ مِنَ الله عَلىٰ مُحَمَّدٍ رَسُولِ الله أَمِينِ الله عَلىٰ وَحْيِهِ وَرِسالاتِهِ وَعَزائِمِ أَمْرِهِ وَمَعْدِنِ الوَحْيِ وَالتَّنْزِيلِ الخاتِمِ لِما سَبَقَ وَالفاتِحِ لِما اسْتُقْبِل وَالمُهَيْمِنِ عَلىٰ ذلِكَ كُلِّهِ الشَّاهِدِ عَلىٰ الخَلْقِ السِّراجِ المُنِيرِ، والسَّلامُ عَلَيْهِ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ

____________________

(١) عَدَّ الكفعمي هذه الزيارة الوجيزة إلى: (السلام على أبي القاسم محمد و رحمة الله و بركاته) من زيارات النبيصلي الله عليه وآله وسلم .

(٢) يا ملائكة الله المقربين المقيمين الخ...

٤١٥

مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ المَظْلُومِينَ أَفْضَلَ وَأَكْمَلَ وَأرْفَعَ وَأَشْرَفَ ماصَلَّيْتَ عَلىٰ أَحَدٍ مِنْ أَنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ وَأَصْفِيائِكَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ عَبْدِكَ وَخَيْرِ خَلْقِكَ بَعْدَ نَبِيِّكَ وَأَخِي رَسُولِكَ وَوَصِيِّ حَبِيبِكَ الَّذِي انْتَجَبْتَهُ مِنْ خَلْقِكَ وَالدَّلِيلِ عَلىٰ مَنْ بَعَثْتَهُ بِرِسالاتِكَ وَدَيَّانِ الدِّينِ بِعَدْلِكَ وَفَصْلِ قَضائِكَ بَيْنَ خَلْقِكَ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ الأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ القَوَّامِينَ بِأَمْرِكَ مِنْ بَعْدِهِ المُطَهَّرِينَ الَّذِينَ ارْتَضَيْتَهُمْ أَنْصاراً لِدِينِكَ وَحَفَظَةً لِسِرِّكَ وَشُّهداء عَلىٰ خَلْقِكَ وَأَعْلاما لِعِبادِكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ. السَّلامُ عَلىٰ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ عَليِّ بْنِ أَبِىٰ طالِبٍ وَصِيِّ رَسُولِ الله وَخَلِيفَتِهِ وَالقائِمِ بِأَمْرِهِ مِنْ بَعْدِهِ سَيِّدِ الوَصِيِّينَ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلىٰ فاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ الله صَلّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمِينَ، السَّلامُ عَلىٰ الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ سَيِّدَي شَبابِ أَهْلِ الجَنَّةِ مِنَ الخَلْقِ أَجْمَعِينَ، السَّلامُ عَلىٰ الأَئِمَّةِ الرَّاشِدِينَ، السَّلامُ عَلىٰ الأَنْبِياءِ وَالمُرْسَلِينَ، السَّلامُ عَلىٰ الأئِمَّةِ المُسْتَوْدَعِينَ، السَّلامُ عَلىٰ خاصَّةِ الله مِنْ خَلْقِهِ، السَّلامُ عَلىٰ المُتَوَسِّمِينَ، السَّلامُ عَلىٰ المُؤْمِنِينَ الَّذِينَ قامُوا بِأَمْرِهِ وَوازَرُوا أَوْلِياَء الله وَخافُوا بِخَوْفِهِمْ، السَّلامُ عَلىٰ المَلائِكَةِ المُقَرَّبِينَ، السَّلامُ عَلَيْنا وَعَلىٰ عِبادِ الله الصَّالِحِينَ .

ثم أدنُ من القبر وإستقبله واجعل القبلة خلفك وقل: السَّلامُ عَلَيْكَ ياأَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياحَبِيبَ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياصَفِيَّ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياوَلِيَّ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياحُجَّةَ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياإِمامَ الهُدى، السَّلامُ عَلَيْكَ ياعَلَمَ التُّقى، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الوَصِيُّ البِرُّ التَّقِيُّ النَقِيُّ الوَفِيُّ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياأَبا الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياعَمُودَ الدِّينِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا سَيِّدَ الوَصِيِّنَ وَأَمِينَ رَبِّ العالَمِينَ وَدَيَّانَ يَوْمِ الدِّينِ وَخَيْرَ المُؤْمِنِينَ وَسَيِّدَ الصِدِّيقِينَ وَالصَفْوَةَ مِنْ سُلالَةِ النَّبِيِّينَ وَبابَ حِكْمَةِ رَبِّ العالَمِينَ وَخازِنَ وَحْيِهِ وَعَيْبَةَ عِلْمِهِ وَالنَّاصِحَ لاُمَّةِ نَبِيِّهِ

٤١٦

وَالتَّالِيَ لِرَسُولِهِ وَالمُواسِيَ لَهُ بِنَفْسِهِ وَالنَّاطِقَ بِحُجَّتِهِ وَالدَّاعِيَ إِلىٰ شَرِيعَتِهِ وَالماضِيَ عَلىٰ سُنَّتِهِ، اللّهُمَّ إِنِّي أَشْهَدُ أَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ عَنْ رَسُولِكَ ماحُمِّلَ وَرعىٰ ما اسْتُحْفِظَ وَحَفِظَ ما اسْتُودِعَ وَحَلَّلَ حَلالَكَ وَحَرَّمَ حَرامَكَ وَأَقامَ أَحْكامَكَ وَجاهَدَ النَّاكِثِينَ فِي سَبِيلِكَ وَالقاسِطِينَ فِي حُكْمِكَ وَالمارِقِينَ عَنْ أَمْرِكَ صابِراً مُحْتَسِباً لاتأْخُذُهُ فِيكَ لَوْمَةُ لائِمٍ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ أَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلىٰ أَحَدٍ مِنْ أَوْلِيائِكَ وَأَصْفِيائِكَ وَأَوْصِياء أَنْبِيائِكَ اللّهُمَّ هذا قَبْرُ وَلِيِّكَ الَّذِي فَرَضْتَ طاعَتَهُ وَجَعَلْتَ فِي أَعْناقِ عِبادِكَ مُبايَعَتَهُ وَخَلِيفَتِكَ الَّذِي بِهِ تَأْخُذُ وَتُعْطِي وَبِهِ تُثِيبُ وَتُعاقِبُ وَقَدْ قَصَدْتُهُ طَمَعاً لِما أَعْدَدْتَهُ لاَوْلِيائِكَ ؛ فَبِعَظِيمِ قَدْرِهِ عِنْدَكَ وَجَلِيلِ خَطَرِهِ لَدَيْكَ وَقُرْبِ مَنْزِلَتِهِ مِنْكَ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَافْعَلْ بِي ما أَنْتَ أَهْلَهُ فَإِنَّكَ أَهْلُ الكَرَمِ وَالجُودِ، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلىٰ ضَجِيعَيْكَ آدَمَ وَنُوحٍ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ .

ثم قبل الضريح وقف مما يلي الرأس وقل:يامَوْلايَ إِلَيْكَ وُفُودِي وَبِكَ أَتَوَسَّلُ إِلىٰ رَبِّي فِي بُلُوغِ مَقْصُودِي وَأَشْهَدُ أَنَّ المُتَوَسِّلِ بِكَ غَيْرُ خائِبٍ وَالطَّالِبَ بِكَ عَنْ مَعْرِفَةٍ غَيْرُ مَرْدُودٍ إِلَّا بِقَضاء حَوائِجِهِ، فَكُنْ لِي شَفِيعاً إِلىٰ الله رَبِّكَ وَ رَبِّي فِي قَضاء حَوائِجي وَتَيْسِيرِ أُمُورِي وَكَشْفِ شِدَّتِي وَغُفْرانِ ذَنْبِي وَسَعَةِ رِزْقِي وَتَطْوِيلِ عُمْرِي وَإِعْطاءِ سُؤْلِي فِي آخِرَتِي وَدُنْيايَ، اللّهُمَّ العَنْ قَتَلَةَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ اللّهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ اللّهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ الأَئِمَّةِ وَعَذِّبْهُمْ عَذاباً أَلِيماً لا تُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنْ العالَمِينَ عَذاباً كَثِيراً لا انْقِطاعَ لَهُ وَلا أَجَلَ وَلا أَمَدَ بِما شاقُّوا وُلاةَ أَمْرِكَ وَأَعِدَّ لَهُمْ عَذاباً لَمْ تُحِلَّهُ بِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ، اللّهُمَّ وَأَدْخِلْ عَلىٰ قَتَلَةِ أَنْصارِ رَسُولِكَ وَعَلىٰ قَتَلَةِ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَعَلىٰ قَتَلَةِ الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ وَعَلىٰ قَتَلَةِ أَنْصارِ الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ وَقَتَلَةِ مَنْ قُتِلَ فِي وِلايَةِ آلِ مُحَمَّدٍ أجْمَعِينَ عَذاباً مُضاعَفاً فِي أَسْفَلِ دَرَكٍ مِنَ

٤١٧

الجَّحِيمِ لايُخَفَّفُ عَنْهُمُ العَذابُ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ مَلْعُونُونَ ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ قَدْ عايَنُوا النَّدامَةَ وَالخِزْيَ الطَّوِيلَ لِقَتْلِهِمْ عِتْرَةَ أَنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ وَأَتْباعِهِمْ مِنْ عِبادِكَ الصَّالِحِينَ، اللّهُمَّ العَنْهُمْ فِي مُسْتَسِرِّ السِرِّ وَظاهِرِ العَلانِيَةِ فِي أَرْضِكَ وَسَمائِكَ، اللّهُمَّ اجْعَلْ لِي قَدَمَ صِدْقٍ فِي أَوْلِيائِكَ وَحَبِّبْ إِلَيَّ مَشاهِدَهُمْ وَمُسْتَقَرَّهُمْ حَتّىٰ تُلْحِقَنِي بِهِمْ وَتَجْعَلَنِي لَهُمْ تَبَعاً فِي الدُّنْيا وَالآخِرَةِ ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

ثم قبل الضريح واستقبل قبرالحسين بن عليعليه‌السلام بوجهك واجعل القبلة بين كتفيك وقل:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبا عَبْدِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياابْنَ رَسُولِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياابْنَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياابْنَ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبا الأَئِمَّةِ الهادِينَ المَهْدِيِّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياصَرِيعَ الدَّمْعَةِ السَّاكِبَةِ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياصاحِبَ المُصِيبةِ الراتِبةِ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلىٰ جَدِّكَ وَأَبِيكَ وَعَلىٰ اُمِّكَ وَأَخِيكَ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلىٰ الأَئِمَّةِ مِنْ ذُرِّيَتِكَ وَبَنِيكَ. أَشْهَدُ لَقَدْ طَيَّبَ الله بِكَ التُّرابَ وَأَوْضَحَ بِكَ الكِتابَ وَجَعَلَكَ وَأَباكَ وَجَدَّكَ وَأَخاكَ وَبَنِيكَ عِبْرَةً لاِ ولِي الاَلْبابِ، ياابْنَ المَيامِينِ الاَطْيابِ التَّالِينَ الكِتابَ وَجَّهْتُ سَلامِي إِلَيْكَ صَلَواتُ الله وَسَلامُهُ عَلَيْكَ وَجَعَلَ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْكَ ماخابَ مَنْ تَمَسَّكَ بِكَ وَلَجَأَ إِلَيْكَ.

ثم تحول إلىٰ عند الرجلين وقل:السَّلامُ عَلىٰ أَبِي الأَئِمَّةِ وَخَلِيلِ النُّبُوَّةِ وَالمَخْصُوصِ بِالاُخُوَّةِ، السَّلامُ عَلىٰ يَعْسُوبِ الدِّينِ وَالإيْمانِ وَكَلِمَةِ الرَّحْمنِ، السَّلامُ عَلىٰ مِيْزانِ الاَعْمالِ وَمُقَلِّبِ الاَحْوالِ وَسَيْفِ ذِي الجَلالِ وَساقِي السَلْسَبِيلِ الزُّلالِ، السَّلامُ عَلىٰ صالِحِ المُؤْمِنِينَ وَوارِثِ عِلْمِ النَبِيِّنَ وَالحاكِمِ يَوْمَ الدِّينَ، السَّلامُ عَلىٰ شَجَرَةِ التَّقْوىٰ وَسامِعِ السِّرِّ وَالنَّجْوى، السَّلامُ عَلىٰ حُجَةَ الله البالِغَةِ وَنِعْمَتِهِ السَّابِغَةِ وَنِقْمَتِهِ

٤١٨

الدَّامِغَةِ، السَّلامُ عَلىٰ الصِّراطِ الواضِحِ وَالنَّجْمِ اللائِحِ وَالإمام النَّاصِحِ وَالزِّنادِ القادِحِ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ.

ثم قل:اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالِبٍ أَخِىٰ نَبِيِّكَ وَوَلِيِّهِ وَناصِرِهِ وَوَصِيِّهِ وَوَزِيرِهِ وَمُسْتَوْدَعِ عِلْمِهِ وَمَوْضِعِ سِرِّهِ وَبابِ حِكْمَتِهِ وَالناطِقِ بِحُجَّتِهِ وَالدَّاعِي إِلىٰ شَرِيعَتِهِ وَخَلِيفَتِهِ فِي اُمَّتِهِ وَمُفَرِّجِ الكَرْبِ عَنْ وَجْهِهِ، قاصِمِ الكَفَرَهِ وَمُرْغِمِ الفَجَرَةِ الَّذِي جَعَلْتَهُ مِنْ نَبِيِّكَ بِمَنْزِلَةَ هارُونَ مِنْ مُوسى، اللّهُمَّ والِ مَنْ والاهُ وَعادِ مَنْ عاداهُ وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ وَالْعَنْ مَنْ نَصَبَ لَهُ مِنَ الأوَّلِينَ وَالآخِرِينَ وَصَلِّ عَلَيْهِ أَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلىٰ أَحَدٍ مِنْ أَوْصِياء أَنْبِيائِكَ يا رَبَّ العالَمِينَ .

ثم عد إلىٰ جانب الرأس لزيارة آدم ونوحعليه‌السلام وقل في زيارة آدمعليه‌السلام :السَّلامُ عَلَيْكَ ياصَفِيَّ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياحَبِيبَ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يانَبِيَ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياأَمِينَ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياخَلِيفَةَ الله فِي أَرْضِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبا البَشَرِ، السَّلامُ عَلَيْكَ (١) وَعَلىٰ رُوحِكَ وَبَدَنِكَ وَعَلىٰ لطَّاهِرِينَ مِنْ وُلْدِكَ وَذُرِّيَّتِكَ وَصَلّىٰ الله عَلَيْكَ صَلاةً لايُحْصِيها إِلَّا هُوَ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ.

وقل في زيارة نوحعليه‌السلام :السَّلامُ عَلَيْكَ يانَبِيَّ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياصَفِيَّ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياوَلِيَّ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياحَبِيبَ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياشَيْخَ المُرْسَلِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياأمِينَ الله فِي أَرْضِهِ، صَلَواتُ الله وَسَلامُهُ عَلَيْكَ وَعَلىٰ رُوحِكَ وَبَدَنِكَ وَعَلىٰ الطَّاهِرِينَ مِنْ وُلْدِكَ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ.

ثم صل ست ركعات ركعتان منها لزيارة أمير المؤمنينعليه‌السلام تقرأ في الركعة

____________________

(١) سَلامُ الله عَلَيْكَ وَ عَلَى...

٤١٩

الأولىٰ فاتحة الكتاب وسورة الرحمن، وفي الثانية الحمد وسورة يَّس وتشهد وسلم وسبح تسبيح الزهراءعليها‌السلام واستغفرالله عزَّ وجلَّ وادع لنفسك ثم قل:

اللّهُمَّ إِنِّي صَلَّيْتُ هاتَيْنِ الرَّكْعَتَيْنِ هَدِيَّةً مِنِّي إِلىٰ سَيِّدِي وَمَوْلايَ وَلِيِّكَ وَأَخِي رَسُولِكَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَسَيِّدِ الوَصِيِّينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِىٰ طالِبٍ صَلَواتُ الله عَلَيْهِ وَعَلىٰ آلِهِ، اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَتَقَبَّلها مِنِّي وَاجْزِنِي عَلىٰ ذلِكَ جَزاءَ المُحْسِنِينَ، اللّهُمَّ لَكَ صَلَّيْتُ وَلَكَ رَكَعْتُ وَلَكَ سَجَدْتُ وَحْدَكَ لاشَرِيكَ لَكَ ؛ لاَنَّهُ لاتَكُونُ (١) الصَّلاةُ وَالرُّكُوعُ وَالسُّجُودُ إِلَّا لَكَ لاَنَّكَ أَنْتَ الله لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَتَقَبَّلْ مِنِّي زِيارَتِي وَاعْطِنِي سُؤْلِي بِمُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ .

وتهدىٰ الأَربع ركعات الآخِر إلىٰ آدمعليه‌السلام ونوحعليه‌السلام ثم تسجد سجدة الشكر وقل فيها:اللّهُمَّ إِلَيْكَ تَوَجَّهْتُ وَبِكَ اعْتَصَمْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، اللّهُمَّ أَنْتَ ثِقَتِي وَرَجائِي فَاكْفِنِي ما أَهَمَّنِي وَما لا يَهِمُّنِي وَما أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، عَزَّ جارُكَ وَجَلَّ ثَناؤُكَ وَلا إِلهَ غَيْرُكَ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَقَرِّبْ فَرَجَهُمْ. ثم ضع خدّك الأيمن علىٰ الأَرض وقل: إرْحَمْ ذُلِّي بَيْنَ يَدَيْكَ وَتَضَرُّعِي إِلَيْكَ وَوَحْشَتِي مِنَ النَّاسِ وَأُنْسِي بِكَ ياكَرِيمُ ياكَرِيمُ ياكَرِيمُ.ثم ضع خدّك الايسر علىٰ الأَرض وقل: لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ رَبِّي حَقاً سَجَدْتُ لَكَ يا رَبِّ تَعَبُّداً وَرِقّا، اللّهُمَّ إِنَّ عَمَلِي ضَعِيفٌ فَضاعِفْهُ لِي ياكَرِيمُ ياكَرِيمُ ياكَرِيمُ. ثم عد إلىٰ السجود وقل:شكراً "مئة مرة "، واجتهد في الدعاء فإنه موضع مسألة وأكثر من الإستغفار فإنه موضع مغفرة واسأل الحوائج فإنه مقام إجابة. وقال السيد ابن طاووس في المزار وكلما صلّيت صلاة فرضاً كانت أو نفلاً مدة مقامك بمشهد أمير المؤمنين وادع بهذا الدعاء:

اللّهُمَّ لابُدَّ مِنْ أَمْرِكَ وَلابُدَّ مِنْ قَدَرِكَ وَلابُدَّ مِنْ قَضائِكَ وَلاحَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ، اللّهُمَّ فَما (٢) قَضَيْتَ عَلَيْنا مِنْ قَضاء أَوْ قَدَّرْتَ عَلَيْنا

____________________

(١) لَا تَجُوزُ.

(٢) كما قضيت.

٤٢٠