مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات0%

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات مؤلف:
الناشر: مؤسسة الأعلمي
تصنيف: متون الأدعية والزيارات
الصفحات: 836

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ عباس القمي
الناشر: مؤسسة الأعلمي
تصنيف: الصفحات: 836
المشاهدات: 463885
تحميل: 19072

توضيحات:

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 836 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 463885 / تحميل: 19072
الحجم الحجم الحجم
مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات

مؤلف:
الناشر: مؤسسة الأعلمي
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مَنْ وَالاهُ وَعادِ مَنْ عاداهُ وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ فَما آمَنَ بِما أَنْزَلَ الله فِيكَ عَلىٰ نَبِيِّهِ إِلَّا قَلِيلٌ وَلا زادَ أَكْثَرَهُمْ غَيْرَ تَخْيِيرٍ، وَلَقَدْ أَنْزَلَ الله تَعالىٰ فِيكَ مِنْ قَبْلُ وَهُمْ كارِهُونَ ياأَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي الله بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلىٰ المُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلىٰ الكافِرِينَ يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ الله وَلايَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَ الله وَاسِعٌ عَلِيمٌ إِنَّما وَلِيُّكُمْ الله وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ وَمَنْ يَتَوَلَّ الله وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ الله هُمُ الغالِبُونَ ؛ رَبَّنا آمَنّا بِما أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ ؛ رَبَّنا لاتُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ اللّهُمَّ إِنَّا نَعْلَمُ أَنَّ هذا هُوَ الحَقُّ مِنْ عِنْدِكَ فَالعَنْ مَنْ عارَضَهُ وَاسْتَكْبَرَ وَكَذَّبَ بِهِ وَكَفَرَ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ. السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ وَسَيِّدَ الوَصِيِّينَ وَأَوَّلَ العابِدِينَ وَأَزْهَدَ الزَّاهِدِينَ وَرَحْمَةَ الله وَبَرَكاتُهُ وَصَلَواتُهُ وَتَحِياتُهُ، أَنْتَ مُطْعِمُ الطَّعامِ عَلىٰ حُبِّهِ مِسْكِينا وَيَتِيماً وَأَسِيراً لِوَجْهِ الله لا تُرِيدُ مِنْهُمْ جَزاءً وَلاشُكُوراً، وَفِيكَ أَنْزَلَ الله تَعالى: وَيُؤْثِرُونَ عَلىٰ أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ، وَأَنْتَ الكاظِمُ لِلْغَيْظِ وَالعافِي عَنِ النَّاسِ وَ الله يُحِبُّ المُحْسِنِينَ، وَأَنْتَ الصَّابِرُ فِي البَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ البَأْسِ وَأَنْتَ القاسِمُ بِالسَّوِيَّةِ وَالعادِلُ فِي الرَّعِيَّةِ وَالعالِمُ بِحُدُودِ الله مِنْ جَمِيعِ البَرِيَّةِ، وَ الله تَعالىٰ أَخْبَرَ عَمَّا أَوْلاكَ مِنْ فَضْلِهِ بِقَوْلِهِ: أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لايَسْتَوُونَ ؛ أَمّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ المَأْوىٰ نُزُلاً بِما كانُوا يَعْلَمُونَ ؛ وَأَنْتَ المَخْصُوصُ بِعِلْمِ التَّنْزِيلِ وَحُكْمِ التَّأْوِيلِ وَنَصِّ الرَّسُولِ، وَلَكَ المَواقِفُ المَشْهُودَةُ وَالمَقاماتُ المَشْهُورَةُ وَالأيَّامُ المَذْكُورَةُ يَوْمَ بَدْرٍ وَيَوْمَ الاَحْزابِ، إِذْ زاغَتِ

٤٤١

الاَبْصارُ وَبَلَغَتِ القُلُوبُ الحَناجِرَ وَتَظُنُّونَ بِالله الظُّنُونا، هُنالِكَ ابْتُلِيَ المُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزالاً شَدِيداً، وَإذْ يَقُولُ المُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ما وَعَدَنا الله وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً، وَإِذْ قالَتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ ياأَهْلَ يَثْرِبَ لامُقامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ النَّبِيَّ يَقُولُونَ: إِنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ وَما هِي بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِراراً، وَقالَ الله تَعالى: وَلَمَّا رَأَىٰ المُؤْمِنُونَ الأحْزابَ قالُوا هذا ماوَعَدَنا الله وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ الله وَرَسُولُهُ وَمازادَهُمْ إِلَّا إِيْماناً وَتَسْلِيماً، فَقَتلْتَ عَمْرَهُمْ وَهَزَمْتَ جَمْعَهُمْ وَرَدَّ الله الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنالُوا خَيْراً وَكَفىٰ الله المُؤْمِنِينَ القِتالَ، وَكانَ الله قَوِياً عَزِيزاً. وَيَوْمَ أُحُدٍ إِذْ يُصْعِدُونَ وَلا يَلْوُوْنَ عَلىٰ أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوهُمْ فِي اُخْراهُمْ وَأَنْتَ تَذُودُ بِهِمُ المُشْرِكينَ عَنِ النَّبِيَّ ذاتَ اليَمِينِ وَذاتَ الشِّمالِ حَتّىٰ رَدَّهُمُ الله تَعالىٰ عَنْكُما خائِفِينَ وَنَصَرَ بِكَ الخاذِلِينَ، وَيَوْمَ حُنَيْنٍ عَلىٰ ما نَطَقَ بِهِ التَّنْزِيلُ: إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضاقَتْ عَلَيْكُمْ الأَرضُ بِما رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرينَ ثُمَّ أَنْزَلَ الله سَكِينَتَهُ عَلىٰ رَسُولِهِ وَعَلىٰ المُؤْمِنِينَ، وَالمُؤْمِنُونَ أَنْتَ وَمَنْ يَلِيكَ وَعَمُّكَ العَبَّاُس يُنادِي المُنْهَزِمِينَ: ياأَصْحابَ سُورَةِ البَقَرَةِ، ياأَهْلَ بَيْعَةِ الشَّجَرَةِ، حَتّىٰ اسْتَجابَ لَهُ قَوْمٌ قَدْ كَفَيْتَهُمُ المُؤْنَةَ وَتَكَلَّفْتَ دُونَهُمُ المَعُونَةَ فَعادُوا آيِسِينَ مِنَ المَثُوبَةِ راجِينَ وَعْدَ الله تعالىٰ بِالتَّوْبَهِ وَذلِكَ قَوْلُ الله جَلَّ ذِكْرُهُ ثُمَّ يَتُوبُ الله مِنْ بَعْدِ ذلِكَ عَلىٰ مَنْ يَشاءُ ؛ وَأَنْتَ حائِزٌ دَرَجَةَ الصَّبْرِ فائِزٌ بِعَظِيمِ الاَجْرِ، وَيَوْمَ خَيْبَرَ إِذْ أَظْهَرَ الله خَوَرَ المُنافِقِينَ وَقَطَعَ دابِرَ الكافِرِينَ وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العالَمِينَ، وَلَقَدْ كانُوا عاهَدُوا الله مِنْ قَبْلُ لايُوَلُّونَ الاَدْبارَ وَكانَ عَهْدُ الله مَسْؤولاً مَوْلايَ أَنْتَ الحُجَّةُ البالِغَةُ وَالمَحَجَّةُ الواضِحَةُ وَالنِّعْمَةُ السابِغَةُ وَالبُرْهانُ المُنِيرُ فَهَنِيئا لَكَ بِما أَتاكَ الله مِنْ فَضْلٍ وَتَبّاً لِشانِئِكَ ذِي الجَهْلِ، شَهِدْتَ مَعَ النَّبِيِّ صَلّىٰ الله عَلَيْهِ وَآلِهِ جَمِيعَ حُروبِهِ وَمَغازِيهِ تَحْمِلُ الرَّايَةَ أَمامَهُ

٤٤٢

وَتَضْرِبُ بِالسَّيْفِ قُدَّامَهُ، ثُمَّ لِحَزْمِكَ المَشْهُورِ وَبَصِيرَتِكَ فِي الاُمورِ أَمَّرَكَ فِي المَواطِنِ وَلَمْ يَكُنْ عَلَيْكَ أَمِيرٌ. وَكَمْ مِنْ أَمْرٍ صَدَّكَ عَنْ إِمْضاءِ عَزْمِكَ فِيهِ التُّقىٰ وَاتَّبَعَ غَيْرُكَ فِي مِثْلِهِ الهَوىٰ فَظَنَّ الجاهِلُونَ أَنَّكَ عَجَزْتَ عَمَّا إِلَيْهِ انْتَهى، ضَلَّ وَ الله الظَّانُّ لِذلِكَ وَما اهْتَدىٰ وَلَقَدْ أَوْضَحْتَ ماأَشْكَلَ مِنْ ذلِكَ لِمَنْ تَوَهَّمَ وَامْتَرىٰ بِقَوْلِكَ صَلّىٰ الله عَلَيْكَ: قَدْ يَرىٰ الحُوَّلُ القُلَّبُ وَجْهَ الحِيلَةِ وَدُونَها حاجِزٌ مِنْ تَقْوىٰ الله فَيَدَعُها رَأْيَ العَيْنِ وَيَنْتَهِزُ فُرْصَتَها مَنْ لا حَرِيجَةَ (١) لَهُ فِي الدِّينِ ؛ صَدَقْتَ وَخَسِرَ المُبْطِلُونَ. وَإِذْ ماكَرَكَ الناكِثانِ فَقالا: نُرِيدُ العُمْرَةَ! فَقُلْتَ لَهُما: لَعَمْرُكُما ماتُرِيدانِ العُمْرَةَ لكِنْ تُرِيدانِ الغَدْرَةَ، فَأَخَذْتَ البَيْعَةَ عَلَيْهِما وَجَدَّدْتَ المِيثاقَ فَجَداً فِي النِّفاقِ، فَلَمَّا نَبَّهْتَهُما عَلىٰ فِعْلِهِما أَغْفَلا وَعادا وَما انْتَفَعا وَكانَ عاقِبَةُ أَمْرِهِما خُسْراً ثُمَّ تَلاهُما أَهْلُ الشَّامِ فَسِرْتَ إِلَيْهِمْ بَعْدَ الاعْذارِ وَهُمْ لايَدِينُونَ دِينَ الحَقِّ وَلايَتَدَبَّرُونَ القُرْآنَ هَمَجٌ رعاعٌ ضالُّونَ وَبِالَّذِي اُنْزِلَ عَلىٰ مُحَمَّدٍ فِيْكَ كافِرُونَ وَ لاِ هْلِ الخِلافِ عَلَيْكَ ناصِرُونَ، وَقَدْ أَمَرَ اللهُ تَعالىٰ بِاتِّباعِكَ وَنَدَبَ المُؤْمِنِينَ إِلىٰ نَصْرِكَ، وَقالَ عَزَّوَجَلَّ: يا أَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا الله وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ. مَوْلايَ بِكَ ظَهَرَ الحَقُّ وَقَدْ نَبَذَهُ الخَلْقُ وَأَوْضَحْتَ السُّنَنَ بَعْدَ الدُّرُوسِ وَالطَّمْسِ فَلَكَ سابِقَةُ الجِهادِ عَلىٰ تَصْدِيقِ التَّنْزِيلِ وَلَكَ فَضِيلَةُ الجِهادِ عَلىٰ تَحْقِيقِ التَّأْوِيلِ. وَعَدُوُّكَ عَدُوُّ الله جاحِدٌ لِرَسُولِ الله يَدْعُو باطِلاً وَيَحْكُمُ جائِراً وَيَتَأَمَّرُ غاضِباً وَيَدْعُو حِزْبَهُ إِلىٰ النَّارِ، وَعَمَّارُ يُجاهِدُ وَيُنادِي بَيْنَ الصَّفَّيْنِ الرَّواحَ الرَّواحَ إِلىٰ الجَنَّةِ وَلَمّا اسْتَسْقَىٰ فَسُقِيَ اللَّبَنَ كَبَّرَ، وَقالَ: قالَ لِي رَسُولُ الله صَلّىٰ الله عَلَيْهِ وَآلِهِ: آخِرُ شَرابِكَ مِنَ الدُّنْيا ضَياحٌ مِنْ لَبَنٍ وَتَقْتُلُكَ الفِئَةُ الباغِيَةُ، فَاعْتَرَضَهُ أَبُو العادِيَةِ الفَزارِيِّ فَقَتَلَهُ ؛ فَعَلىٰ أَبِي العادِيَةِ لَعْنَةُ الله وَلَعْنَةُ مَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ أجْمَعِينَ، وَعَلىٰ مَنْ سَلَّ

____________________

(١) مَنْ لَا جَريحَةَ لَهُ.

٤٤٣

سَيْفَهُ عَلَيْكَ وَسَلَلْتَ سَيْفَكَ عَلَيْهِ يا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ مِنْ المُشْرِكِينَ وَالمُنافِقِينَ إِلىٰ يَوْمِ الدِّينِ، وَعَلىٰ مَنْ رَضِيَ بِما سأَكَ وَلَمْ يَكْرَهْهُ وَأَغْمَضَ عَيْنَهُ وَلَمْ يُنْكِرْ، أَوْ أَعانَ عَلَيْكَ بِيَدٍ أَوْ لِسانٍ أوْ قَعَدَ عَنْ نَصْرِكَ أوْ خَذَلَ عَنِ الجِهادِ مَعَكَ أوْ غَمَطَ فَضْلَكَ وَجَحَدَ حَقَّكَ أوْ عَدَلَ بِكَ مَنْ جَعَلَكَ الله أَوْلىٰ بِهِ مِنْ نَفْسِهِ، وَصَلَواتُ الله عَلَيْكَ وَ رَحْمَةُ اللهِ وَ بَرَكاتُهُ وَ سَلامُهُ وَ تَحِيَّاتُهُ وَعَلىٰ الأَئِمَّةِ مِنْ آلِكَ الطَّاِهرِينَ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ وَالأمْرُ الاَعْجَبُ وَالخَطْبُ الأفْظَعُ بَعْدَ جَحْدِكَ حَقَّكَ غَصْبُ الصِّدِّيقَةِ الطَّاهِرَةِ الزَّهْراءِ سَيِّدَةِ النِّساءِ فَدَكاً وَرَدُّ شَهادَتِكَ وَشَهادَةِ السَّيِّدَيْنِ سُلالَتِكَ وَعِتْرَةِ المُصْطَفىٰ صَلّىٰ الله عَلَيْكُمْ، وَقَدْ أَعْلىٰ الله تَعالىٰ عَلىٰ الاُمَّةِ دَرَجَتَكُمْ وَرَفَعَ مَنْزِلَتَكُمْ وَأَبانَ فَضْلَكُمْ وَشَرَّفَكُمْ عَلىٰ العالَمِينَ، فَأَذْهَبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرَكُمْ تَطْهِيراً قالَ الله عَزَّوَجَلَّ : إِنَّ الإنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً وَإِذا مَسَّهُ الخَيْرُ مَنُوعاً إِلَّا المُصَلِّينَ، فَاسْتَثْنىٰ الله تَعالىٰ نَبِيَّهُ المُصْطَفىٰ وَأَنْتَ ياسَيِّدَ الأَوْصِياء مِنْ جَمِيعِ الخَلْقِ فَما أَعْمَهَ مَنْ ظَلَمَكَ عَنِ الحَقِّ! ثُمَّ أَفْرَضُوكَ سَهْمَ ذِوي القُرْبىٰ مَكْراً وَأَحادُوهُ عَنْ أَهْلِهِ جَوْراً، فَلَمّا آلَ الأمْرُ إِلَيْكَ أَجْرَيْتَهُمْ عَلىٰ ماأَجْرَيا رَغْبَةً عَنْهُما بِما عِنْدَ الله لَكَ فَأَشْبَهَتْ مِحْنَتُكَ بِهِما مِحَنَ الأَنْبِياءِ عَلَيْهِمُ، السَّلامُ عِنْدَ الوَحْدَةِ وَعَدَمِ الاَنْصارِ، وَأَشْبَهْتَ فِي البِياتِ عَلىٰ الفِراشِ الذَّبِيحَ عَلَيْهِ السَّلامُ إِذْ أَجَبْتَ كَما أَجابَ وَأَطَعْتَ كَما أَطاعَ إسْماعِيلُ صابِراً مُحْتَسِباً، إِذْ قالَ لَهُ: يابُنَيَّ إِنِّي أَرىٰ فِي المَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ ماذا تَرىٰ قالَ ياأَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ الله مِنَ الصَّاِبِرينَ ؛ وَكَذلِكَ أَنْتَ لَمّا أَباتَكَ النَّبِيُّ صَلّىٰ الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَأَمَرَكَ أَنْ تَضْجَعَ فِي مَرْقَدِهِ وَاقِياً لَهُ بِنَفْسِكَ أَسْرَعْتَ إِلىٰ إِجابَتِهِ مُطِيعاً وَلِنَفْسِكَ عَلىٰ القَتْلِ مُوَطِّناً، فَشَكَرَ الله تَعالىٰ طاعَتَكَ وَأَبانَ عَنْ جَمِيلِ فِعْلِكَ بِقَوْلِهِ جَلَّ ذِكْرُهُ: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ ثُمَّ مِحْنَتُكَ يَوْمَ صِفِّينَ

٤٤٤

وَقَدْ رُفِعَتِ المَصاحِفُ حِيلَةً وَمَكْراً فَأَعْرَضَ الشَّكُّ وَعُرِفَ الحَقُّ وَاتُّبَعَ الظَّنُّ أَشْبَهْتْ مِحْنَةَ هارُونَ إِذْ أَمَّرَهُ مُوسىٰ عَلىٰ قَوْمِهِ فَتَفَرَّقُوا عَنْهُ وَهارُونُ يُنادِي بِهِمْ وَيَقُولُ: ياقَوْمِ إِنَّما فُتِنْتُمْ بِهِ وَ إِنَّ رَبَّكُمُ الرَحْمانُ فَاتَّبِعُونِي وَ أَطِيعُوا أَمْرِي قالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عاكِفِينَ حَتّىٰ يَرْجِعَ إِلَيْنا مُوسى، وَكذلِكَ أَنْتَ لَمَّا رُفِعَتِ المَصاحِفُ قُلْتَ ياقَوْمِ إِنَّما فُتِنْتُمْ بِها وَخُدِعْتُمْ فَعَصَوكَ، وَخالَفُوا عَلَيْكَ وَاسْتَدْعَوا نَصْبَ الحَكَمَيْنِ فَأَبَيْتَ عَلَيْهِمْ وَ تَبَرَّأْتَ إِلىٰ الله مِنْ فِعْلِهِمْ وَفَوَّضْتَهُ إِلَيْهِمْ، فَلَمَّا أَسْفَرَ الحَقُّ وَسَفِهَ المُنْكَرُ وَاعْتَرَفُوا بِالزَّلَلِ وَالجَوْرِ عَنِ القَصْدِ اخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِهِ وَأَلْزَمُوكَ عَلىٰ سَفَهٍ التَّحْكِيمَ الَّذِي أَبَيْتَهُ وَأَحَبُّوُه وَحَظَرْتَهُ وَأَباحُوا ذَنْبَهُمْ الَّذِي اقْتَرَفُوهُ، وَأَنْتَ عَلىٰ نَهْجِ بَصِيرَةٍ وَهُدىً وَهُمْ عَلىٰ سُنَنِ ضَلالَةٍ وَعَمىً، فَما زالُوا عَلىٰ النِّفاقِ مُصِرِّينَ وَفِي الغَيِّ مُتَرَدِّدِينَ حَتّىٰ أَذاقَهُمُ الله وَبالَ أَمْرِهِمْ فَأَماتَ بِسَيْفِكَ مَنْ عانَدَكَ فَشَقِيَ وَهَوىٰ وَأَحْيا بِحُجَّتِكَ مَنْ سَعَدَ فَهُدِيَ صَلَواتُ الله عَلَيْكَ غادِيَةً وَ رائِحَةً وَ عاكِفَةً وَ ذاهِبَةً، فَما يُحِيطُ المادِحُ وَصْفَكَ وَلايُحْبِطُ الطَّاعِنُ فَضْلَكَ! أَنْتَ أَحْسَنُ الخَلْقِ عِبادَةً وَأَخْلَصُهُمْ زَهادَةً وَأَذَبُّهُمْ عَنِ الدِّينِ أَقَمْتَ حُدُودَ الله بِجُهْدِكَ وَفَلَلْتَ عَساكِرَ المارِقِينَ بِسَيْفِكَ تُخْمِدُ لَهَبَ الحُرُوبِ بِبَنانِكَ وَتَهْتِكُ سُتُورَ الشُّبَهِ بِبَيانِكَ وَتَكْشِفُ لَبْسَ الباطِلِ عَنْ صَرِيحِ الحَقِّ، لاتَأْخُذُكَ فِي الله لَوْمَةَ لائِمٍ وَفِي مَدْحِ اللهِ تَعالىٰ لَكَ غِنىً عَنْ مَدْحِ المادِحِينَ وَتَقْرِيظِ الواصِفِينَ قالَ الله تَعالى: مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا الله عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً. وَلَمَّا رَأَيْتَ أَنْ قَتَلْتَ النَّاكِثِينَ وَالقاسِطِينَ وَالمارِقِينَ وَصَدَّقَكَ رَسُولُ الله صَلّىٰ الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَعْدَهُ فَأَوْفَيْتَ بِعَهْدِهِ قُلْتَ أَما آنَ أَنْ تُخْضَبَ هذِهِ مِنْ هذِهِ أَمْ مَتىٰ يُبْعَثُ أَشْقاها واثِقاً بِأَنَّكَ عَلىٰ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَبَصِيرَةٍ مِنْ أَمْرِكَ قادِمٌ عَلىٰ اللهِ مُسْتَبْشِرٌ بِبَيْعِكَ الَّذِي بايَعْتَةُ بِهِ وَذلِكَ هُوَ الفَوْزُ العَظِيمُ اللّهُمَّ

٤٤٥

العَنْ قَتَلَةَ أَنْبِيائِكَ وَأَوْصِياء أَنْبِيائِكَ بِجَمِيعِ لَعَناتِكَ وَأَصْلِهِمْ حَرَّ نارِكَ، وَالعَنْ مَنْ غَصَبَ وَلِيَّكَ حَقَّهُ وَأَنْكَرَ عَهْدَهُ وَجَحَدَهُ بَعْدَ اليَقِينِ وَالإقْرارِ بِالوِلايَةِ لَهُ يَوْمَ أَكْمَلْتَ لَهُ الدِّينَ، اللّهُمَّ العَنْ قَتَلَةَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَمَنْ ظَلَمَهُ وَأَشْياعَهُمْ وَأَنْصارَهُمْ، اللّهُمَّ الْعَنْ ظالِمِي الحُسَيْنِ وَقاتِلِيهِ وَالمُتابِعِينَ عَدُوَّهُ وَناصِرِيهِ وَالرَّاضِينَ بقَتْلِهِ وَخاذِلِيهِ لَعْنا وَبِيلاً، اللّهُمَّ الْعَنْ أَوَّلَ ظالِمٍ ظَلَمَ آلَ مُحَمَّدٍ وَمانِعِيهِمْ حُقُوقَهُمْ، اللّهُمَّ خُصَّ أَوَّلَ ظالِمٍ وَغاصِبٍ لالِ مُحَمَّدٍ بِاللّعْنِ وَكُلَّ مُسْتَنٍّ بِما سَنَّ إِلىٰ يَوْمِ القِيامَةِ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ (١) خاتَمِ النَبِيِّنَ وَعَلىٰ عَلِيٍّ سَيِّدِ الوَصِيِّنَ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ وَاجْعَلْنا بِهِمْ مُتَمَسِّكِينَ وَبِوِلايَتِهِمْ مِنَ الفائِزِينَ الامِنِينَ الَّذِينَ لاخَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ.

أقول : قد أومأنا في كتاب هديّة الزائر إلىٰ سند هذه الزيارة وقلنا هناك: هذه الزيارة يزارعليه‌السلام بها في جميع الاوقات عن قرب وعن بعد فلا تخص يوماً خاصاً أو مكاناً معيناً وهذه البتة فائدة جليلة يغتنمها الراغبون في العبادة الشائقون إلىٰ زيارة سلطان الولايةعليه‌السلام .

الثالثة: زيارة رواها في الاقبال قال عن الصادقعليه‌السلام قال: إذا كنت في يوم الغدير في مشهد مولانا أمير المؤمنين صَلَواتُالله وسَلامُهُ عَلَيهِ فادن من قبره بعد الصلاة والدعاء وإن كنت في بعد منه فأوم إليه بعد الصلاة وهذا هو الدعاء:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ وَلِيِّكَ وَأَخِيِ نَبِيِّكَ وَوَزِيرِهِ وَحَبِيبِهِ وَخَلِيلِهِ وَمَوْضِعِ سِرِّهِ وَخِيَرَتِهِ مِنْ أُسْرَتِهِ وَوَصِيِّهِ وَصَفْوَتِهِ وَخالِصَتِهِ وَأَمِينِهِ وَوَلِيِّهِ وَأَشْرَفِ عُتْرَتِهِ، الَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَأَبِي ذُرِّيَّتِهِ وَبابِ حِكْمَتِهِ وَالنَّاطِقِ بِحُجَّتِهِ وَالدَّاعِي إِلىٰ شَرِيعَتِهِ وَالماضِي عَلىٰ سُنَّتِهِ وَخَلِيفَتِهِ عَلىٰ اُمَّتِهِ، سَيِّدِ المُسْلِمِينَ وَأَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَقائِدِ الغُرِّ المُحَجَّلِينَ أَفْضَلَ ماصَلَّيْتَ عَلىٰ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ وَأَصْفِيائِكَ وَأَوْصِياء أَنَبِيِّاكَ، اللّهُمَّ إِنِّي أَشْهَدُ أَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ عَنْ نَبِيِّكَ صَلّىٰ الله عَلَيهِ وَآلِهِ ما حُمِّلَ وَرَعىٰ ما اسْتُحْفِظَ وَحَفِظَ ما

____________________

(١) وَ آلِ مُحَمَّدٍ.

٤٤٦

اسْتَوْدِعَ وَحَلَّلَ حَلالَكَ وَحَرَّمَ حَرامَكَ وَأَقامَ أَحْكامَكَ وَدَعا إِلىٰ سَبِيلِكَ وَوَالىٰ أَوْلِياَئكَ وَعادىٰ أَعْدائكَ وَجاهَدَ النَّاكِثِينَ عَنْ سَبِيلِكَ وَالقاسِطِينَ وَالمارِقِينَ عَنْ أَمْرِكَ، صابِراً مُحْتَسِباً مُقْبِلاً غَيْرَ مُدْبِرٍ لاتَأْخُذُهُ فِي الله لَوْمَةُ لائِمٍ حَتّىٰ بَلَغَ فِي ذلِكَ الرِّضا وَسَلَّمَ إِلَيْكَ القَضاء وَعَبَدَكَ مُخْلِصاً وَنَصَحَ لَكَ مُجْتَهِداً حَتّىٰ أَتاهُ اليَقِينُ فَقَبَضْتَهُ إِلَيْكَ شَهِيداً سَعِيداً وَلِيّاً تَقِيّاً رَضِيّاً زَكِيّاً هادِياً مَهْدِيّاً، اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَعَلَيْهِ أَفْضَلَ ماصَلَّيْتَ عَلىٰ أَحَدٍ مِنْ أَنْبِيائِكَ وَأَصْفِيائِكَ يا رَبَّ العالَمِينَ .أقول: أورد السيد في كتاب مصباح الزائر لهذا اليوم زيارة أخرىٰ لم يعلم اختصاصها به وهي قد ركبت من زيارتين اثنتين أودعهما العلامة المجلسي كتاب التحفة فجعلهما الزيارتين الثانية والثالثة.

الثانية من الزيارات المخصوصة

زيارة يوم ميلاد النبي صلي الله عليه وآله وسلم

روىٰ الشهيد والمفيد والسيد ابن طاووس أن الصادقعليه‌السلام زار أمير المؤمنين صلواتالله عليه في اليوم السابع عشر من ربيع الأول بهذه الزيارة، وعلمها الثقة الجليل محمد بن مسلم الثقفي قدس فقال: إذا اتيت مشهد أمير المؤمنينعليه‌السلام فاغتسل للزيارة والبس أنظف ثيابك واستعمل شَيْئاً من الطيب وسر و عليك السكينة والوقار، فاذا وصلت إلىٰ باب السَّلامُ أي باب الحرم الطاهر فاستقبل القبلة وقل:الله أَكْبَرَ "ثلاث مرات" ثم قل:

السَّلامُ عَلىٰ رَسُولِ اللهِ ، السَّلامُ عَلىٰ خِيَرَةِ اللهِ ، السَّلامُ عَلىٰ البَشِيرِ النَّذِيرِ السِّراجِ المُنِيرِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ السَّلامُ عَلىٰ الطُّهْرِ الطَّاهِرِ، السَّلامُ عَلىٰ العَلَمِ الزَّاهِرِ، السَّلامُ عَلىٰ المَنْصُورِ المُؤَيَّدِ، السَّلامُ عَلىٰ أَبِي القاسِمِ مُحَمَّدٍ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ السَّلامُ عَلىٰ أَنْبِياءِ الله المُرْسَلِينَ وَعِبادِ الله الصَّالِحِينَ، السَّلامُ عَلىٰ مَلائِكَةِ الله الحافِّينَ بِهذا الحَرَمِ وَبِهذا الضَّرِيحِ أَللآئِذِينَ بِهِ . ثم ادن من القبر وقل:

السَّلامُ عَلَيكَ يا وَصِيَّ الأَوْصِياء، السَّلامُ عَلَيكَ ياعِمادَ الأَتْقِياءِ، السَّلامُ عَلَيكَ ياوَلِيَّ الأوْلِياءِ، السَّلامُ عَلَيكَ ياسَيِّدَ الشُّهداء، السَّلامُ

٤٤٧

عَلَيكَ ياآيَةَ الله العُظْمى، السَّلامُ عَلَيكَ ياخامِسَ أَهْلِ العَباءِ، السَّلامُ عَلَيكَ ياقائِدَ الغُرِّ المُحَجَّلِينَ الأَتْقِياءِ ياعِصْمَةَ الأوْلِياء، السَّلامُ عَلَيكَ يازَيْنَ المُوَحِّدِينَ النُّجَباءِ، السَّلامُ عَلَيكَ ياخالِصَ الاَخِلاّء، السَّلامُ عَلَيكَ ياوالِدَ الأَئِمَّةِ الاُمَناءِ، السَّلامُ عَلَيكَ ياصاحِبَ الحَوْضِ وَحامِلَ اللِّواء، السَّلامُ عَلَيكَ ياقَسِيمَ الجَنَّةِ وَلَظى، السَّلامُ عَلَيكَ يامَنْ شُرِّفَتْ بِهِ مَكَّةُ وَمِنى، السَّلامُ عَلَيكَ يا بَحْرَ العُلومِ وَكَنَفَ (١) الفُقَراءِ، السَّلامُ عَلَيكَ يامَنْ وُلِدَ فِي الكَعْبَةِ وَزُوِّجَ فِي السَّماء بِسَيِّدَةِ النَّساءِ وَكانَ شُهُودُها المَلائِكَةُ الأصْفِياء (٢) ، السَّلامُ عَلَيكَ يامِصْباحَ الضِّياءِ، السَّلامُ عَلَيكَ يامَنْ خَصَّهُ النَّبِيُّ بِجَزِيلِ الحِباءِ السَّلامُ عَلَيكَ يامَنْ باتَ عَلىٰ فِراشِ خاتَمِ (٣) الأَنْبِياءِ وَوَقاهُ بِنَفْسِهِ شَرَّ الأعْداء السَّلامُ عَلَيكَ يامَنْ رُدَّتْ لَهُ الشَّمْسُ فَسامىٰ شَمْعُونَ الصَّفا، السَّلامُ عَلَيكَ يامَنْ أَنْجىٰ الله سَفِينَةَ نُوحٍ بِاسْمِهِ وَاسْمِ أَخِيهِ حَيْثُ التَطَمَ الماءُ حَوْلَها وَطَمى، السَّلامُ عَلَيكَ يامَنْ تابَ الله بِهِ وَبِأَخِيهِ عَلىٰ آدَمَ إِذْ غَوى، السَّلامُ عَلَيكَ يافُلْكَ النَّجاةِ الَّذِي مَنْ رَكِبَهُ نَجىٰ وَمَنْ تَأَخَّرَ عَنْهُ هَوى، السَّلامُ عَلَيكَ يامَنْ خاطَبَ الثُّعْبانَ وَذِئْبَ الفَلا، السَّلامُ عَلَيكَ ياأَمِيرَ المُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلَيكَ ياحُجَّةَ الله عَلىٰ مَنْ كَفَرَ وَأَنابَ، السَّلامُ عَلَيكَ ياإِمامَ ذَوِي الألْبابِ، السَّلامُ عَلَيكَ يامَعْدِنَ الحِكْمَةِ وَفَصْلَ الخِطابِ السَّلامُ عَلَيكَ يامَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الكِتابِ، السَّلامُ عَلَيكَ يامِيزانَ يَوْمِ الحِسابِ السَّلامُ عَلَيكَ يافاصِلَ الحُكْمِ النَّاطِقَ بِالصَّوابِ، السَّلامُ عَلَيكَ أَيُّها المُتَصَدِّقُ بِالخاتَمِ فِي المِحْرابِ، السَّلامُ عَلَيكَ يامَنْ كَفىٰ الله المُؤْمِنِينَ القِتالَ بِهِ يَوْمَ الاحْزابِ، السَّلامُ عَلَيكَ يامَنْ أَخْلَصَ للهِ الوَحْدانِيَّةَ وَأَنابَ السَّلامُ عَلَيكَ ياقاتِلَ خَيْبَرَ وَقالِعَ البابِ، السَّلامُ عَلَيكَ

____________________

(١) وَ كَهْفَ الفُقَراءِ.

(٢) وَ كَانَ شُهُودَهَا المَلَائِكَةُ الأَصْفيَاءُ.

(٣) خَاتِمِ.

٤٤٨

يا مَنْ دَعاهُ خَيْرُ الأنامِ لِلْمَبِيتِ عَلىٰ فِراشِهِ فَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لِلْمَنِيَّةِ وَأَجابَ، السَّلامُ عَلَيكَ يامَنْ لَهُ طُوبىٰ وَحُسْنُ مَآبٍ وَ رَحْمَةُ الله وَ بَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلَيكَ ياوَلِيَّ عِصْمَةِ الدِّينِ وَياسَيِّدَ السَّاداتِ، السَّلامُ عَلَيكَ ياصاحِبَ المُعْجِزاتِ، السَّلامُ عَلَيكَ يامَنْ نَزَلَتْ فِي فَضْلِهِ سُورَةُ العادِياتِ، السَّلامُ عَلَيكَ يامَنْ كُتِبَ اسْمُهُ فِي السَّماء عَلىٰ السُّرادِقاتِ، السَّلامُ عَلَيكَ يامُظْهِرَ العَجائِبِ وَالآياتِ، السَّلامُ عَلَيكَ ياأَمِيرَ الغَزَواتِ، السَّلامُ عَلَيكَ يامُخْبِراً بِما غَبَرَ وَبِما هُوَ آتٍ، السَّلامُ عَلَيكَ يامُخاطِبَ ذِئْبِ الفَلَواتِ، السَّلامُ عَلَيكَ ياخاتِمِ الحَصىٰ وَمُبَيِّنَ المُشْكِلاتِ، السَّلامُ عَلَيكَ يامَنْ عَجِبَتْ مِنْ حَمَلاتِهِ فِي الوَغىٰ مَلائِكَةُ السَّماواتِ، السَّلامُ عَلَيكَ يامَنْ ناجىٰ الرَّسُولَ فَقَدَّمَ بَيْنَ يَدَيْ نَجْواهُ الصَّدَقاتِ، السَّلامُ عَلَيكَ ياوالِدَ الأَئِمَّةِ البَرَرَةِ السَّاداتِ وَ رَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ السَّلامُ عَلَيكَ ياتالِيَ المَبْعُوثِ، السَّلامُ عَلَيكَ ياوارِثَ عِلْمِ خَيْرِ مَوْرُوثٍ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلَيكَ ياسَيِّدَ الوَصِيِّينَ (١) ، السَّلامُ عَلَيكَ يا إِمامَ المُتَّقِينَ، السَّلامُ عَلَيكَ ياغِياثَ المَكْرُوبِينَ، السَّلامُ عَلَيكَ ياعِصْمَةَ المُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيكَ يامُظْهِرَ البَراهِين، السَّلامُ عَلَيكَ ياطه وَيَّس، السَّلامُ عَلَيكَ ياحَبْلَ الله المَتِين، السَّلامُ عَلَيكَ يامَنْ تَصَدَّقَ فِي صَلاتِهِ بِخاتَمِهِ عَلىٰ المِسْكِينِ السَّلامُ عَلَيكَ ياقالِعَ الصَّخْرَةِ عَنْ فَمِ القَلِيبِ وَمُظْهِرَ الماءِ المَعِينِ، السَّلامُ عَلَيكَ ياعَيْنَ الله النَّاظِرَةَ وَيَدَهُ الباسِطَةَ وَلِسانَهُ المُعَبِّرَ عَنْهُ فِي بَرِيَّتِهِ أَجْمَعِينَ السَّلامُ عَلَيكَ ياوارِثَ عِلْمِ النَّبِيِّينَ وَمُسْتَوْدَعَ عِلْمِ الأوَّلِينَ وَالآخِرِينَ وَصاحِبَ لِواءِ الحَمْدِ وَساقِيَ أَوْلِيائِهِ مِنْ حَوضِ خاتَمِ النَّبِيِّينَ السَّلامُ عَلَيكَ يايَعْسُوبَ الدِّينِ وَقائِدَ الغُرِّ المُحَجَّلِينَ وَوالِدَ الأَئِمَّةِ المَرْضِيِّينَ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلىٰ اسْمِ الله الرَّضِيِّ وَوَجْهِهِ المُضِيِ وَجَنْبِهِ القَوِيِّ وَصِراطِهِ السَّوِيِّ، السَّلامُ عَلىٰ

____________________

(١) يَا سَيدِ المؤْمِنِينَ.

٤٤٩

الإمام التَّقِيِّ المُخْلِصِ الصَّفِيّ، السَّلامُ عَلىٰ الكَوْكَبِ الدُّرِّيّ، السَّلامُ عَلىٰ الإمام أَبِي الحَسَنِ عَلِيٍّ وَ رَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلىٰ أَئِمَّةِ الهُدىٰ وَمَصابِيحِ الدُّجىٰ وَأَعْلامِ التُّقىٰ وَمَنارِ الهُدىٰ وَذَوِي النُّهىٰ وَكَهْفِ الوَرىٰ وَ العُرْوَةِ الوُثْقىٰ وَ الحُجَّةِ عَلىٰ أَهْلِ الدُّنْيا وَ رَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلىٰ نُورِ الأنْوارِ وَحُجَّةَ الجَبَّارِ وَوالِدِ الأَئِمَّةِ الاَطْهارِ وَقَسِيمِ الجَنَّةِ وَالنَّارِ المُخْبِرِ عَنِ الآثارِ المُدمِّرِ عَلىٰ الكُفّارِ مُسْتَنْقِذِ الشَّيِعَةِ المُخْلِصِينَ مِنْ عَظِيمِ الأوْزارِ، السَّلامُ عَلىٰ المَخْصُوصِ بِالطَّاهِرَةِ التَّقِيَّةِ ابْنَةِ المُخْتارِ المَوْلُودِ فِي البَيْتِ ذِي الأسْتارِ المُزَوَّجِ فِي السَّماء بِالبَرَّةِ الطَّاهِرَةِ الرَّضِيَّةِ المَرْضِيَّةِ وَالِدَةِ الأَئِمَّةِ الاَطْهارِ (١) وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلىٰ النَّبَأ العَظِيم الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ وَعَلَيْهِ يُعْرَضُونَ وَعَنْهُ يُسْأَلُونَ، السَّلامُ عَلىٰ نُورِ الله الأنْوَرِ وَضِيائِهِ الأزْهَرِ وَ رَحْمَةُ الله وَ بَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلَيكَ ياوَلِيَّ الله وَحُجَّتَهُ وَخالِصَةَ الله وَخاصَّتَهُ، أَشْهَدُ أَنَّكَ ياوَلِيَّ الله لَقَدْ جاهَدْتَ فِي سَبِيلِ الله حَقَّ جِهادِهِ وَاتَّبَعْتَ مِنْهاجَ رَسُولِ الله صَلّىٰ الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَحَلَّلْتَ حَلالَ الله وَحَرَّمْتَ حَرامَ الله وَشَرَّعْتَ أَحْكامَهُ وَأَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ وَأَمَرْتَ بِالمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ المُنْكَرِ وَجاهَدْتَ فِي سَبِيلِ الله صابِراً مُحْتَسِباً ناصِحاً مُجْتَهِداً مُحْتسِباً عِنْدَ الله عَظِيمَ الأجْرِ حَتّىٰ أَتاكَ اليَّقِينُ ؛ فَلَعَنَ الله مَنْ دَفَعَكَ عَنْ حَقِّكَ وَأَزالَكَ عَنْ مَقامِكَ وَلَعَنَ الله مَنْ بَلَغَهُ ذلِكَ فَرَضِيَ بِهِ. أُشْهِدُ الله وَمَلائِكَتَهُ وَأَنْبِيائهُ وَرُسُلَهُ أَنِّي وَلِيُّ لِمَنْ وَالاكَ وَعَدُوُّ لِمَنْ عاداكَ، السَّلامُ عَلَيكَ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ . ثم انكب علىٰ القبر وقَبِّله وقل:

أَشْهَدُ أَنَّكَ تَسْمَعُ كَلامِي وَتَشْهَدُ مَقامِي وَأَشْهَدُ لَكَ ياوَلِيَّ الله بِالبَلاغِ وَالاَداءِ يامَوْلايَ ياحُجَّةَ الله ياأَمِينَ الله ياوَلِيَّ اللهِ ، إِنَّ بَيْنِي

____________________

(١) المَرْضِيةِ ابْنَةِ الأَطْهارِ.

٤٥٠

وَبَيْنَ الله عَزَّوَجَلَّ ذُنُوباً قَدْ أَثْقَلَتْ ظَهْرِي وَمَنَعَتْنِي مِنَ الرُّقادِ وَذِكْرُها يُقَلْقِلُ أَحْشائِي، وَقَدْ هَرَبْتُ إِلىٰ الله عَزَّوَجَلَّ وَإِلَيْكَ. فَبِحَقِّ مَنْ ائْتَمَنَكَ عَلىٰ سِرِّهِ وَاسْتَرْعاكَ أَمْرَ خَلْقِهِ وَقَرَنَ طاعَتَكَ بِطاعَتِهِ وَمُوالاتَكَ بِمُوالاتِهِ كُنْ لِي إِلىٰ الله شَفِيعاً وَمِنَ النَّارِ مُجِيراً وَعَلىٰ الدَّهْرِ ظَهِيراً . ثم انكب أيضاً علىٰ القبر وقبله وقل:

ياوَلِيَّ الله ياحُجَّةَ الله يابابَ حِطَّةِ الله وَلِيُّكَ وَزائِرُكَ وَاللائِذُ بِقَبْرِكَ وَالنَّازِلُ بِفِنائِكَ وَالمُنِيخُ رَحْلَهُ فِي جِوارِكَ يَسْأَلُكَ أَنْ تَشْفَعَ لَهُ إِلىٰ الله فِي قَضاء حاجَتِهِ وَنُجْحِ طَلِبَتِهِ فِي الدُّنْيا وَالآخِرةِ فَإِنَّ لَكَ عِنْدَ الله الجاهَ العَظِيمَ وَالشَّفاعَةَ المَقْبُولَةَ فَاجْعَلْنِي يامَوْلايَ مِنْ هَمِّكَ وَأَدْخِلْنِي فِي حِزْبِكَ وَالسَّلامُ عَلَيكَ وَعَلىٰ ضَجِيعَيْكَ آدَمَ وَنُوحٍ وَالسَّلامُ عَلَيكَ وَعَلىٰ وَلَدَيْكَ الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ وَعَلىٰ الأَئِمَّةِ الطَّاهِرِينَ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ. ثم صل ست ركعات للزيارة ركعتين للأميرعليه‌السلام ، وركعتين لآدمعليه‌السلام ، وركعتين لنوحعليه‌السلام ادعالله كَثِيراً تجب لك إن شاءالله تعالى.أقول : قال مؤلف المزار الكبير: إنه يزار بهذه الزيارة في اليوم السابع عشر عند طلوع الشمس. وقال المجلسي رحمهالله : إن هذه الزيارة هي أحسن الزيارات وهي مروية بالأسناد المعتبرة في الكتب المعتبرة وظاهر بعض رواياتها أنها لاتخص هذا اليوم فمن المستحسن زيارتهعليه‌السلام بهذه الزيارة في جميع الأوقات.أقول : لو سأل سائل فقال قد رويت زيارات مخصوصه في يوم الميلاد ويوم المبعث لأمير المؤمنين صلواتالله عليه دون النبيصلي الله عليه وآله وسلم وكان ينبغي أن ترد فيها زيارة مخصوصة لرسولالله صلي الله عليه وآله وسلم فكيف ذلك؟ أجبناه: إنما ذلك لما بين هذين القدوتين العظيمتين من شدة الاتصال ولما بين هذين النورين الطاهرين من كمال الاتحاد بحيث كان من زار أمير المؤمنينعليه‌السلام كمن زار رسولالله صلي الله عليه وآله وسلم ويشهد علىٰ ذلك الكتاب المجيد آية( أنْفُسَنا ) ، وهو في آية التباهل نفس المصطفىٰ ليس غيره إياها كما يشهد عليه من الأخبار روايات عديده منها ما رواه الشيخ محمد ابن المشهدي عن الصادقعليه‌السلام قال: إن رجلاً من الاعراب أتىٰ رسولالله صلي الله عليه وآله وسلم فقال: يارسولالله إن داري بعيد من دارك، وإنني أشتاق إلىٰ زيارتك و رؤيتك فأقدم إليك زائراً فلا يتيسر

٤٥١

رؤيتك فأزور علي بن أبي طالبعليه‌السلام فيؤنسني بحديثه ومواعظه ثم أعود مغتما محزونا لما أيست من زيارتك فقال: من زار علياًعليه‌السلام فقد زارني ومن أحبه فقد أحبني ومن عاداه فقد عاداني بلِّغه عني إلىٰ قومك ومن أتاه زائراً فقد أتاني وإني مجزيه يوم القيامة وجبريل وصالح المؤمنين.

وفي الحديث المعتبر عن الصادقعليه‌السلام قال: إذا زرت جانب النجف فزر عظام آدمعليه‌السلام وبدن نوحعليه‌السلام وجسد علي بن أبي طالبعليه‌السلام تزور بذلك الاباء الماضين ومحمداًصلي الله عليه وآله وسلم خاتم النبيين وعلياً أفضل الأوصياء. وقد مرَّ في الزيارة السادسة مايدل علىٰ ماقلناه وهو قولهم استقبل قبر أمير المؤمنينعليه‌السلام و قل:السَّلامُ عَلَيكَ يارَسُولَ الله السَّلامُ عَلَيكَ ياصَفْوَةَ اللهِ . إلىٰ غير ذلك ولقد أجاد الشيخ جابر في تسميطه للقصيدة الازرية بقوله مشيراً إلىٰ القبة العلوية:

فَـاعْتَمِدْ لِلْنَّبِيِّ أَعْظَمَ رَمْسٍ

‌ٍفِيه لِـلـطُّهْرِ أَحْـمَـدٍ أَيُّ نَـفْسِ

أَوْ تَرىٰ العَرْشَ فِيهِ أَنْوَرَ شَمْس‌ٍ

فَـتَـواضَعْ فَـثَمَّ دارَةُ قَـدْسِ

تَتَمَنَّـىٰ الأفْـلاكُ لَثْـم ثَراه

زيارة ليلة المبعث ويومه

الثالثة من الزيارات المخصوصة

وهو اليوم السابع والعشرون من رجب وقد وردت فيه ثلاث زيارات:

الأولى : الزيارة الرجبية:الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَشْهَدَنا مَشْهَدَ أَوْلِيائِهِ …، وقد سلفت في أعمال رجب (ص١٨٥) وهي زيارة يزار بها كلُّ من المشاهد المشرفة في شهر رجب وقد عدَّها صاحب كتاب المزار القديم والشيخ محمد ابن المشهدي من زيارات ليلة المبعث المخصوصة وقالا: صلِّ بعدها للزيارة ركعتين ثم ادع بما شئت.

الثانية: زيارة:السَّلامُ عَلىٰ أَبِي الأَئِمَّةِ وَمَعْدِنِ النُّبُوَّةِ …، التي قد جعلها العلامة المجلسي الزيارة السابعة من الزيارات المطلقة في كتاب التحفة. قال صاحب المزار القديم إنها تخص الليلة السابعة والعشرين من رجب ونحن أيضاً قد جرينا علىٰ ذلك في كتاب هدية الزائر.

الثالثة: زيارة اوردها الشيخ المفيد والسيد والشهيد بهذه الكيفية: إذا أردت زيارة الأميرعليه‌السلام في ليلة المبعث أو يومه فقف علىٰ باب القُبَّة الشريفة مقابل قبره وَقُلْ:

٤٥٢

أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا الله وَحْدَهُ لاشَرِيكَ لَهُ وأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَأَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طالِبٍ أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ عَبْدُ الله وَأَخُو رَسُولِهِ وَأَنَّ الأَئِمَّةِ الطَّاهِرِينَ مِنْ وُلْدِهِ حُجَجُ الله عَلىٰ خَلْقِهِ . ثم ادخل وقف عند القبر مستقبلاً القبر والقبلة بين كتفيك وكبرالله "مئة مرة " وقل:

السَّلامُ عَلَيكَ ياوارِثَ آدَمَ خَلِيفَةِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيكَ ياوارِثَ نُوحٍ صَفْوَةِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيكَ ياوارِثَ إِبْراهِيمَ خَلِيلِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيكَ ياوارِثَ مُوسىٰ كَلِيمِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيكَ ياوارِثَ عِيْسىٰ رُوحِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيكَ ياوارِثَ مُحَمَّدٍ سَيِّدِ رُسُلِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيكَ ياأَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيكَ ياإِمامَ المُتَّقِينَ، السَّلامُ عَلَيكَ ياسَيِّدَ الوَصِيِّينَ، السَّلامُ عَلَيكَ ياوَصِيَّ رَبِّ العالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيكَ ياوارِثَ عِلْمِ الأوّلِينَ وَالآخِرِينَ السَّلامُ عَلَيكَ أَيُّها النَبَأُ العَظِيمُ، السَّلامُ عَلَيكَ أَيُّها الصِّراطُ المُسْتَقِيمُ السَّلامُ عَلَيكَ أَيُّها المُهَذَّبُ الكَرِيمُ، السَّلامُ عَلَيكَ أَيُّها الوَصِيُّ التَّقِيُّ السَّلامُ عَلَيكَ أَيُّها الرَّضِيُّ الزَّكِيُّ، السَّلامُ عَلَيكَ أَيُّها البَدْرُ المُضِيُ السَّلامُ عَلَيكَ أَيُّها الصِّدِّيقُ الاَكْبَرُ، السَّلامُ عَلَيكَ أيُّها الفارُوقُ الأعْظَمُ السَّلامُ عَلَيكَ أَيُّها السِّراجُ المُنِيرُ، السَّلامُ عَلَيكَ ياإِمامَ الهُدى، السَّلامُ عَلَيكَ ياعَلَمَ التُّقى، السَّلامُ عَلَيكَ ياحُجَّةَ الله الكُبْرى، السَّلامُ عَلَيكَ ياخاصَّةَ الله وَخالِصَتَهُ وَأَمِينَ الله وَصَفْوَتَهُ وَبابَ الله وَحُجَّتَهُ وَمَعْدِنَ حُكْمِ اللهِ وَسِرَّهُ وَعَيْبَةَ عِلْمِ الله وَخازِنَهُ وَسَفِيرَ الله فِي خَلْقِهِ. أَشْهَدُ أَنَّكَ أَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ وَأَمَرْتَ بِالمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ المُنْكَرِ وَاتَّبَعْتَ الرَّسُولَ وَتَلَوْتَ الكِتابَ حَقَّ تِلاوَتِهِ، وَبَلَّغْتَ عَنِ الله وَوَفَيْتَ بِعَهْدِ الله وَتَمَّتْ بِكَ كَلِماتُ الله وَجاهَدْتَ فِي الله حَقَّ جِهادِهِ وَنَصَحْتَ للهِ وَلِرَسُولِهِ صَلّىٰ الله عَلَيهِ وَآلِهِ وَجُدْتَ بِنَفْسِكَ صابِراً مُحْتَسِباً مُجاهِداً عَنْ دِينِ الله مُوَقِّياً لِرَسُولِ الله صَلّىٰ الله عَلَيْهِ وَآلِهِ طالِباً ماعِنْدَ الله راغِباً فِيما وَعَدَ الله وَمَضَيْتَ لِلَّذِي كُنْتَ عَلَيْهِ شَهِيداً

٤٥٣

وَشاهِداً وَمَشْهُوداً، فَجَزاكَ الله عَنْ رَسُولِهِ وَعَنِ الإسلامِ وَأَهْلِهِ مِنْ صِدِّيقٍ أَفْضَلَ الجَزاءِ. أَشْهَدُ أَنَّكَ كُنْتَ أَوَّلَ القَوْمِ إِسْلاماً وَاَخْلَصَهُمْ إِيماناً وَأَشَدَّهُمْ يَقِيناً وَأَخْوَفَهُمْ للهِ وَأَعْظَمَهْم عَناءِ وَأَحْوَطَهُمْ عَلىٰ رَسُولِ الله صَلّىٰ الله عَلَيهِ وَآلِهِ وَأَفْضَلَهُمْ مَناقِبَ وَأَكْثَرَهُمْ سَوابِقَ وَأَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً وَأَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً وَأَكْرَمَهُمْ عَليْهِ ؛ فَقَوِيْتَ (١) حِينَ وَهَنُوا وَلَزَمْتَ مِنْهاجَ رَسُولِ الله صَلّىٰ الله عَلَيهِ وَآلِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ كُنْتَ خَلِيفَتَهُ حَقاً لَمْ تُنازَعْ بِرَغْمِ المُنافِقِينَ وَغَيْظِ الكافِرِينَ وَضِغْنِ الفاسِقِينَ وَقُمْتَ بِالأمْرِ حِينَ فَشِلُوا وَنَطَقْتَ حِينَ تَتَعْتَعُوا وَمَضَيْتَ بِنُورِ الله إِذْ وَقَفُوا، فَمَنْ اتَّبَعَكَ فَقَدْ اهْتَدى (٢) ، كُنْتَ أَوَّلَهُمْ كَلاما وَأَشَدَّهُمْ خِصاما وَأَصْوَبَهُمْ مَنْطِقاً َأَسَدَّهُمْ رَأْياً وَأَشْجَعَهُمْ قَلْباً وَأَكْثَرَهُمْ يَقِيناً وَأَحْسَنَهُمْ عَمَلاً وَأَعْرَفَهُمْ بِالاُمُورِ، كُنْتَ لِلْمُؤْمِنِينَ أَبا رَحِيماً إِذْ صارُوا عَلَيكَ عِيالاً فَحَمَلْتَ أَثْقالَ ماعَنْهُ ضَعُفُوا وَحَفِظْتَ ماأَضاعُوا وَرَعَيْتَ ما أَهْمَلُوا وَشَمَّرْتَ إِذْ جَبَنُوا وَعَلَوْتَ إِذْ هَلِعُوا وَصَبَرْتَ إِذْ جَزِعُوا، كُنْتَ عَلىٰ الكافِرِينَ عَذاباً صَبّاً وَغِلْظَةً وَغَيْظاً وَلِلْمُؤْمِنِينَ غَيْثاً وَخِصْباً وَعِلْماً، لَمْ تُفْلَلْ حُجَّتُكَ وَلَمْ يَزِغْ قَلْبُكَ وَلَمْ تَضْعُفْ بَصِيرَتُكَ وَلَمْ تَجْبُنْ نَفْسُكَ، كُنْتَ كَالجَبَلِ لا تُحَرِّكُهُ العَواصِفُ وَلا تُزِيلُهُ القَواصِفُ.

كُنْتَ كَما قالَ رَسُولُ الله صَلّىٰ الله عَلَيهِ وَآلِهِ قَوِياً فِي بَدَنِكَ مُتَواضِعاً فِي نَفْسِكَ عَظِيماً عِنْدَ الله كَبِيراً فِي الأَرضِ جَلِيلاً فِي السَّماء لَمْ يَكُنْ لاَحَدٍ فِيكَ مَهْمَزٌ وَلا لِقائِلٍ فِيكَ مَغْمَزٌ وَلا لِخَلْقٍ فِيكَ مَطْمَعٌ وَلا لأحَدٍ عِنْدَكَ هَوادَةٌ يُوجَدُ الضَّعِيفُ الذَّلِيلُ عِنْدَكَ قَوِياً عَزِيزاً حَتّىٰ تَأْخُذَ لَهُ بِحَقِّهِ وَالقَوِيُّ العَزِيزُ عِنْدَكَ ضَعِيفاً (٣) حَتّىٰ تَأْخُذَ مِنْهُ الحَقَّ القَرِيبُ وَالبَعِيدُ عِنْدَكَ فِي ذلِكَ سَواءٌ، شَأْنُكَ الحَقُّ وَالصِّدْقُ وَالرِّفْقُ وَقَوْلُكَ حُكْمٌ وَحَتْمٌ وَأَمْرُكَ حِلْمٌ وَعَزْمٌ وَرأْيُكَ عِلْمٌ وَحَزْمٌ (٤) .إعْتَدَلَ بِكَ الدِّينُ وَسَهُلَ بِكَ

____________________

(١) قَويْتَ.

(٢) فقد هُدِيَ.

(٣) ذَليلاً حتَّى.

(٤) عَلْمّ و جَزْمٌ.

٤٥٤

العَسِيرُ وَأُطْفِئَتْ بِكَ النِّيرانُ وَقَوِيَ بِكَ الإيمانُ وَثَبَتَ بِكَ الإسْلامُ، وَهَدَّتْ مُصِيبَتُكَ الأنامُ، فَإِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ لَعَنَ الله مَنْ قَتَلَكَ وَلَعَنَ الله مَنْ خالَفَكَ وَلَعَنَ الله مَنِ افْتَرىٰ عَلَيكَ وَلَعَنَ الله مَنْ ظَلَمَكَ وَغَصَبَكَ حَقّكَ وَلَعَنَ الله مَنْ بَلَغَهُ ذلِكَ فَرَضِيَ بِهِ، إِنَّا إِلىٰ الله مِنْهُمْ بُراءُ لَعَنَ الله اُمَّةً خالَفَتْكَ وَجَحَدَتْ وِلايَتَكَ وَتَظاهَرَتْ عَلَيكَ وَقَتَلَتْكَ وَحادَتْ عَنْكَ وَخَذَلَتْكَ، الحَمْدُ للهِ الَّذِي جَعَلَ النَّارَ مَثْواهُمْ وَبِئْسَ الوِرْدُ المَوْرُودُ. أَشْهَدُ لَكَ ياوَلِيَّ الله وَوَلِيَّ رَسُولِهِ صَلّىٰ الله عَلَيهِ وَآلِهِ بِالبَلاغِ وَالأداءِ (١) ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ حَبِيبُ اللهِ وَبابُهُ وَأَنَّكَ جَنْبُ الله وَوَجْهُهُ الَّذِي مِنْهُ يُؤْتىٰ وَأَنَّكَ سَبِيلُ الله وَأَنَّكَ عَبْدُ الله وَأَخُو رَسُولِهِ صَلّىٰ الله عَلَيهِ وَآلِهِ ؛ أَتَيْتُكَ زائِراً لِعَظِيمِ حالِكَ وَمَنْزِلَتِكَ عِنْدَ الله وَعِنْدَ رَسُولِهِ مُتَقَرِّباً إِلىٰ الله بِزِيارَتِكَ راغِباً إِلَيْكَ فِي الشَّفاعَةِ، أَبْتَغِي بِشَفاعَتِكَ خَلاصَ نَفْسِي مُتَعَوِّذاً بِكَ مِنَ النَّارِ هارِباً مِنْ ذُنُوبِي الَّتِي احْتَطَبْتُها عَلىٰ ظَهْرِي فَزِعاً إِلَيْكَ رَجاءَ رَحْمَةِ رَبِّي ، أَتَيْتُكَ اسْتَشْفِعُ بِكَ يامَوْلايَ إِلىٰ الله وَأَتَقَرَّبُ بِكَ إِلَيْهِ لِيَقْضِيَ حَوائِجِي فَاشْفَعْ لِي ياأَمِيرَ المُؤْمِنِينَ إِلىٰ الله فَإِنِّي عَبْدُ الله وَمَوْلاكَ وَزائِرُكَ وَلَكَ عِنْدَ الله المَقامُ المَعْلُومُ وَالجاهُ العَظِيمُ وَالشَّأْنُ الكَبِيرُ وَالشَّفاعَةُ المَقْبُولَةُ اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَصَلِّ عَلىٰ عَبْدِكَ وَأَمِينِكَ الاَوْفىٰ وَعُرْوَتِكَ الوُثْقىٰ وَيَدِكَ العُلْيا وَكَلِمَتِكَ الحُسْنىٰ وَحُجَّتِكَ عَلىٰ الوَرىٰ وَصِدِّيقِكَ الاَكْبَرِ، سَيِّدِ الأوصياء وَرُكْنِ الأوْلِياء وَعِمادِ الأصْفِياء أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَيَعْسُوبِ المُتَّقِينَ وَقُدْوَةِ الصِّدِّيقِينَ وَإِمامِ الصَّالِحِينَ، المَعْصُومِ مِنَ الزَّلَلِ وَالمَفْطُومِ مِنَ الخَلَلِ وَالمُهَذَّبِ مِنَ العَيْبِ وَالمُطَهَّرِ مِنَ الرَّيْبِ، أَخِي نَبِيِّكَ وَوَصِيِّ رَسُولِكَ وَالبائِتِ عَلىٰ فِراشِهِ وَالمُواسِي لَهُ بِنَفْسِهِ وَكاشِفِ

____________________

(١) وَ الأداءِ وَ النَّصِيحَةِ وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ جنْبُ الله وَ بَابُهُ وَ أَنَّكَ حَبيبُ الله.

٤٥٥

الكَرْبِ عَنْ وَجْهِهِ الَّذِي جَعَلْتَهُ سَيْفاً لِنُبوَّتِهِ وَمُعْجِزاً لِرِسالَتِهِ وَدَلالَةً وَاضِحَةً لِحُجَّتِهِ وَحامِلاً لِرايَتِهِ وَوِقايَةً لِمُهْجَتِهِ وَهادياً لاِ مَّتِهِ وَيَداً لِبَأْسِهِ وَتاجاً لِرَأْسِهِ وَباباً لِنَصْرِهِ وَمِفْتاحاً لِظَفَرِهِ، حَتّىٰ هَزَمَ جُنُودَ الشِّرْكِ بَأَيْدِكِ وَأَبادَ عَساكِرَ الكُفْرِ بِأَمْرِكَ وَبَذَلَ نَفْسَهُ فِي مَرْضاتِكَ وَمَرْضاةِ رَسُولِكَ وَجَعَلَها وَقْفاً عَلىٰ طاعَتِهِ وَمَجِنّا دُونَ نَكْبَتِهِ، حَتّىٰ فاضَتْ نَفْسُهُ صَلّىٰ الله عَلَيهِ وَآلِهِ فِي كَفِّهِ وَاسْتَلَبَ بَرْدَها وَمَسَحَهُ عَلىٰ وَجْهِهِ وَأَعانَتْةُ مَلائِكَتُكَ عَلىٰ غُسْلِهِ وَتَجْهِيزِهِ وَصَلّىٰ عَلَيْهِ وَوارىٰ شَخْصَهُ وَقضىٰ دَيْنَهُ وَأَنْجَزَ وَعْدَهُ وَلَزِمَ عَهْدَهُ وَاحْتَذىٰ مِثالَهُ وَحَفِظَ وَصِيَّتَهُ. وَحِينَ وَجَدَ أَنْصاراً نَهَضَ مُسْتَقِلاً بِأَعْباءِ الخِلافَةِ مُضْطَلِعاً بِأَثْقالِ الإمامةِ فَنَصَبَ رايَةَ الهُدىٰ فِي عِبادِكَ وَنَشَرَ ثَوْبَ الاَمْنِ فِي بِلادِكَ وَبَسَطَ الَعْدَل فِي بَرِيَّتِكَ وَحَكَمَ بِكِتابِكَ فِي خَلِيقَتِكَ وَأَقامَ الحُدُودَ وَقَمَعَ الجُحُودَ وَقَوَّمَ الزَّيْغَ وَسَكَّنَ الغَمْرَةَ وَأَبادَ الفَتْرَةَ وَسَدَّ الفُرْجَةَ وَقَتَلَ النَّاكِثَةَ وَالقاسِطَةَ وَالمارِقَةَ، وَلَمْ يَزَلْ عَلىٰ مِنْهاجِ رَسُولِ الله صَلّىٰ الله عَلَيهِ وَآلِهِ وَوَتِيرَتِهِ وَلُطْفِ شاكِلَتِهِ وَجَمالِ سِيرَتِهِ، مُقْتَدِياً بِسُنَّتِهِ مُتَعَلِّقاً بِهِمَّتِهِ مُباشِراً لِطَريِقَتِهِ وَأَمْثِلَتُهُ نَصْبُ عَيْنَيْهِ يَحْمِلُ عِبادَكَ عَلَيْها وَيَدْعُوهُمْ إِلَيْها إِلىٰ أَنْ خُضِّبَتْ شَيْبَتُهُ مِنْ دَمِ رَأْسِهِ. اللّهُمَّ فَكَما لَمْ يُؤْثِرْ فِي طاعَتِكَ شَكّا عَلىٰ يَقِينٍ وَلَمْ يُشْرِكْ بِكَ طَرْفَةَ عَيْنٍ ؛ صَلِّ عَلَيْهِ صَلاةً زاكِيَةً نامِيَةً يَلْحَقُ بِها دَرَجَةَ النُّبُوَّةِ فِي جَنَّتِكَ وَبَلِّغْهُ مِنّا تَحِيَّةً وَسَلاما وَآتِنا مِنْ لَدُنْكَ فِي مُوالاتِهِ فَضْلاً وَإِحْسانا وَمَغْفِرَةً وَرِضْوانا إِنَّكَ ذُو الفَضْلِ الجَسِيمِ بَرَحْمَتِكَ ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. ثم قبِّل الضريح وضع خدَّكَ الايمن عليه ثم الايسر ومِل إلىٰ القبلة وصل صلاة الزيارة وادع بما بداً لك بعدها وقل بعد تسبيح الزهراء عليها‌ السَّلام:

اللّهُمَّ إِنَّكَ بَشَّرْتَنِي عَلىٰ لِسانِ نَبِيِّكَ وَرَسُولِكَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ فَقُلْتَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ ، اللّهُمَّ

٤٥٦

وَإِنِّي مُؤْمِنٌ بِجَمِيعِ أَنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِمْ فَلا تَقِفْنِي بَعْدَ مَعِرَفَتِهِمْ مَوْقِفاً تَفْضَحُنِي فِيهِ عَلىٰ رِؤُوسِ الاَشْهادِ بَلْ قِفْنِي مَعَهُمْ وَتَوَفَّنِي عَلىٰ التَّصْدِيقِ بِهِمْ، اللّهُمَّ وَأَنْتَ خَصَصْتَهُمْ بِكَرامَتِكَ وَأَمَرْتَنِي بِاتِّباعِهِمْ، اللّهُمَّ وَإِنِّي عَبْدُكَ وَزائِرُكَ مُتَقَرِّباً إِلَيْكَ بِزِيارَةِ أَخِي رَسُولِكَ وَعَلىٰ كُلِّ مَأْتِيٍّ وَمَزُورٍ ؛ حَقُّ لِمَنْ أَتاهُ وَزارَهُ وَأَنْتَ خَيْرُ مَأتِيٍّ وَأَكْرَمُ مَزُورٍ فَأَسْأَلُكَ يا الله يا رَحْمانُ يا رَحِيمُ يا جَوادُ يا ماجِدُ يا أَحَدُ يا صَمَدُ يا مَنْ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفْوا أَحَدٌ وَلَمْ يَتَّخِذَ صاحِبَةً وَلا وَلَداً أَنْ تُصَلِّي عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَجْعَلَ تُحْفَتَكَ إِيَّايَ مِنْ زِيارَتِي أَخا رَسُولِكَ فَكاكَ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ، وَأَنْ تَجْعَلَنِي مِمَّنْ يُسارِعُ فِي الخَيْراتِ وَيَدْعُوكَ رَغَباً وَرَهَباً وَتَجْعَلَنِي لَكَ مِنَ الخاشِعِينَ. اللّهُمَّ أِنَّكَ مَنَنْتَ عَلَيَّ بِزِيارَةِ مَوْلايَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالِبٍ وَوِلايَتِهِ فَاجْعَلْنِي مِمَّنْ يَنْصُرُهُ وَيَنْتَصِرُ بِهِ وَمُنَّ عَلَيَّ بِنَصْرِكَ لِدِينِكَ، اللّهُمَّ وَاجْعَلْنِي مِنْ شِيعَتِهِ وَتَوَفَّنِي عَلىٰ دِينِهِ، اللّهُمَّ أَوْجِبْ لِي مِنَ الرَّحْمَةِ وَالرِّضْوانِ وَالمَغْفِرَةِ وَالاِحْسانِ وَالرِّزْقِ الواسِعِ الحَلالِ الطَيِّبِ ما أَنْتَ أَهْلُهُ ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العالَمِينَ.

أقول : و روي بسند معتبر أنّ خضراًعليه‌السلام أسرع إلىٰ دار أمير المؤمنينعليه‌السلام يوم شهادته وهو يبكي ويسترجع فوقف علىٰ الباب فقال:رَحِمَكَ الله يا أَبا الحَسَنِ كُنْتَ أَوَّلَ القَوْمِ إِسْلاماً وَأَخْلَصَهُمْ إِيْماناً وَأَشَدَّهُمْ يَقِيناً وَأَخْوَفَهُمْ للهِ ، وعدَّ كَثِيراً من فضائله بما يقرب من هذه العبارة الواردة في هذه الزيارة. فمن المناسب أن يزارعليه‌السلام فيه أيضاً بهذه الزيارة.وأمّا نصوص تلك العبارات وهي كزيارة للأميرعليه‌السلام في يوم شهادته فقد أودعناها كتاب (هدية الزائر) فليطلبها منه من شاء. واعلم أنا قد أوردنا في ضمن أعمال ليلة المبعث ماقاله ابن بطوطة في رحلته مما يتعلق بهذه الروضة الشريفة صلواتالله علىٰ مشرِّفها فينبغي أن يراجع هناك.

٤٥٧

الفصل الخامس

في فضل الكوفة ومسجدها الاعظم وأعماله

و زيارة مسلم عليه‌السلام

إعلم أنّ مدينة الكوفة هي إحدىٰ المدن الأَربعة التي اختارهاالله تعالىٰ وبها قد فسرت كلمة طُور سينين وفي الحديث أنّها حرمالله وحرم رسولهصلي الله عليه وآله وسلم وحرم أمير المؤمنينعليه‌السلام ودرهم واحد يتصدق به فيها يعدل مئة درهم يتصدق بها في مكان آخر. والصلاة فيها ركعتان تعدل مئة ركعة في غيرها.

وأما فضل جامع الكوفة: فلا يفي به الذِّكر وحسبه شرفاً أنه أحد المساجد الأَربعة الجديرة بأن تشدَّ إليها الرحال لدرك فضلها وهو أحد المواطن الأَربعة التي يكون المسافر فيها بالمختار بين القصر والاتمام، والفريضة فيه تعدل حجة مقبولة وتعدل ألف صلاة تصلىٰ في غيره وفي الروايات أنه موضع قد صلىٰ فيه الأنبياء وسيصلي فيه القائِمُ المهديُّ صلواتالله عليه. وفي الحديث أنّه قد صلىٰ فيه ألف نبي وألف وصي نبي. ويستفاد من بعض الروايات فضل مسجد الكوفة علىٰ المسجد الاقصىٰ في بيت المقدس.

وروىٰ ابن قولويه عن الباقرعليه‌السلام قال: لو علم الناس ما لمسجد الكوفة من الفضل لشدُّوا إليه الرحال من بعد البلاد. وقالعليه‌السلام : الصلاة المكتوبة فيه تعدل حجّة مقبولة، والنافلة تعدل عمرة مقبولة. وعلىٰ رواية أخرى: الفريضة والنافلة فيه تعدل حجة وعمرة مع رسولالله صلي الله عليه وآله وسلم . وروىٰ الكليني وغيره عن المشايخ العظام عن هارون بن خارجه قال قال أبو عبدالله (صَلَواتالله عَلَيهِ) كم بينك وبين مسجد الكوفة يكون ميلاً؟ قلت: لا. قال: افتصلِّي فيه الصلاة كلها؟ قلت: لا. قال: أما لو كنت حاضراً بحضرته لرجوت أن لاتفوتني فيه الصلاة. أو تدري مافضل ذلك الموضع؟ مامن نبي ولا عبد صالح إِلَّا وقد صلّىٰ في مسجد الكوفة حتىٰ إن رسولالله صلي الله عليه وآله وسلم لما أُسري به إلىٰ السماء قال له جبرائيل: أتدري أين أنت يامحمد، أنت السّاعة مقابل مسجد كوفان. قال: فاستأذنربّي حتىٰ آتيه فأصلي فيه ركعتين. فنزل فصلّىٰ فيه. وإن ميمنته لروضة من رياض الجنة، وإن وسطه لروضة من رياض الجنة، وإن مؤخَّره لروضة من رياض الجنة، والصلاة فيه فريضة تعدل بألف صلاة، والنافلة فيه بخمسمئة صلاة، وإن الجلوس فيه بغير تلاوة ولا ذكر لعبادة. ولو علم الناس مافيه لاتوه ولو حبوا. وفي رواية أخرىٰ أن الصلاة المكتوبة فيه تعدل حجّة والنافلة تعدل

٤٥٨

عمرة وقد ألمحنا في ذيل الزيارة السابعة للأميرعليه‌السلام إلىٰ فضل هذا المسجد الشريف. ويستفادُ من بعض الروايات ان ميمنة هذا المسجد أفضل مِنْ مَيْسَرته.

أعمال جامع الكوفة

وأما أعمال: فهي علىٰ مافي مصباح الزائر وغيره كما يلي: قل حينما تدخل مدينة الكوفة:بِسْمِ الله وَ بالله وَفِي سَبِيلِ الله وَعَلىٰ مِلَّةِ رَسُولِ الله صَلّىٰ الله عَلَيهِ وَآلِهِ، اللهُمَّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلاً مُبارَكا وَأَنْتَ خَيْرُ المُنْزَلِينَ. ثم سر نحو المسجد وانت تقول:الله أَكْبَرُ وَلا إِلهَ إِلَّا الله وَالحَمْدُ للهِ وَسُبْحانَ اللهِ ، حتىٰ تأتي باب المسجد، فإذا أتيته فقف علىٰ الباب وقل:

السَّلامُ عَلىٰ سَيِّدِنا رَسُولِ الله مُحَمَّدٍ بْنِ عَبْدِ الله وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ السَّلامُ عَلىٰ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالِبٍ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ، وَعَلىٰ مَجالِسِهِ وَمَشاهِدِهِ وَمَقامِ حِكْمَتِهِ وَآثارِ آبائِهِ آدَمَ وَنُوحٍ وَإِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَتِبْيانِ (١) بَيِّناتِهِ، السَّلامُ عَلىٰ الإمام الحَكِيمِ العَدْلِ الصِّدِّيقِ الاَكْبَرِ الفارُوقِ بِالقِسْطِالَّذِي فَرَّقَ الله بِهِ بَيْنَ الحَقِّ وَالباطِلِ وَالكُفْرِ وَالإيمانِ وَالشِّرْكِ وَالتَّوْحِيدِ لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْياً مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ أَشْهَدُ أَنَّكَ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ وَخاصَّةُ نَفْسِ المُنْتَجَبِينَ وَزَيْنُ الصِّدِّيقِينَ وَصابِرُ المُمْتَحَنِينَ، وَأَنَّكَ حَكَمُ الله فِي أَرْضِهِ وَقاضِي أَمْرِهِ وَبابُ حِكْمَتِهِ وَعاقِدُ عَهْدِهِ وَالنَّاطِقُ بِوَعْدِهِ وَالحَبْلُ المَوْصُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ عِبادِهِ وَكَهْفُ النَّجاةِ وَمِنْهاجُ التقُّىٰ وَالدَّرَجَةُ العُلْيا وَمُهَيْمِنُ القاضِي الاَعْلى، ياأَمِيرَ المُؤْمِنِينَ بِكَ أَتَقَرَّبُ إِلىٰ الله زُلْفىٰ أَنْتَ وَلِيِّي وَسَيِّدِي وَوسِيلَتِي فِي الدُّنْيا وَالآخِرةِ . ثم تدخل المسجد.أقول : والافضل أن تدخل من الباب الواقع خلف المسجد المشهور بباب الفيل ثمّ تقول:

____________________

(١) وَ بُنْيانِ.

٤٥٩

الله أَكْبَرُ الله أَكْبَرُ الله أَكْبَرُ هذا مَقامُ العائِذِ بِالله وَبِمُحَمَّدٍ حَبِيبِ الله صَلّىٰ الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَبِوِلايَةِ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَالأَئِمَّةِ المَهْدِيِّينَ الصَّادِقِينَ النَّاطِقِينَ الرَّاشِدِينَ الَّذِينَ أَذْهَبَ الله عَنْهُمْ الرِّجْسَ وَطَهَّرَهُمْ تَطْهِيراً رَضَيْتُ بِهِمْ أَئِمَّةً وَهُداةً وَمَوالِيَ، سَلَّمْتُ لأمْرِ الله لااُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً وَلا أَتَّخِذُ مَعَ الله وَلِيّاً كَذَبَ العادِلُونَ بِالله وَ ضَلُّوا ضَلالاً بَعِيداً، حَسْبِيَ الله وَ أَوْلِياء الله أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا الله وَحْدَهُ لاشَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ صَلّىٰ الله عَلَيهِ وَآلِهِ وَأَنَّ علياً وَالأَئِمَّةِ المَهْدِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ عَلَيْهِمُ، السَّلامُ أَوْلِيائِي وَحُجَّةُ الله عَلىٰ خَلْقِهِ. ثم سر إلىٰ الاسطوانة الرابعة الواقعة إلىٰ جانب باب الانماط بحذاء الخامسة وهي اسطوانة إبراهيمعليه‌السلام فصل عندها أربع ركعات: ركعتان بالحمد والتوحيد (قُلْ هُوَ الله أَحَد ) وركعتان بالحمد والقدر( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ ) فإذا فرغت منها فسبح تسبيح الزهراء عليها‌ السَّلام وقل:

السَّلامُ عَلىٰ عِبادِ الله الصَّالِحِينَ الرَّاشِدِينَ الَّذِينَ أَذْهَبَ الله عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرَهُمْ تَطْهِيراً وَجَعَلَهُمْ أَنْبِياءَ مُرْسَلِينَ وَحُجَّةً عَلىٰ الخَلْقِ أَجْمَعِينَ، وَسَلامٌ عَلىٰ المُرْسَلِينَ وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العالَمِينَ ذلِكَ تَقْدِيُر العَزِيزِ العَلِيمِ .وقل "سبع مرات":سَلامٌ عَلىٰ نُوحٍ فِي العالَمِينَ.

ثم قل:نَحْنُ عَلىٰ وَصِيَّتِكَ ياوَلِيَّ المُؤْمِنِينَ الَّتِي أَوْصَيْتَ بِها ذُرِّيَّتَكَ مِنَ المُرْسَلِينَ وَالصِّدِّيقِينَ، (١) وَنَحْنُ مِنْ شِيعَتِكَ وَشِيعَةِ نَبِيِّنا مُحَمَّدٍ صَلّىٰ الله عَلَيهِ وَآلِهِ وَعَلَيكَ وَعَلىٰ جَمِيعِ المُرْسَلِينَ وَالأَنْبِياءِ وَالصَّادِقِينَ، (٢) وَنَحْنُ عَلىٰ مِلَّةِ إِبْراهِيمَ وَدِينِ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الاُمِّيِّ وَالأَئِمَّةِ المَهْدِيِّينَ وَوِلايَةِ مَوْلانا عَلِيٍّ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلىٰ البَشِيرِ النَّذِيرِ صَلَواتُ الله عَلَيْهِ وَرَحْمَتُهُ وَرِضْوانُهُ وَبَرَكاتُهُ وَعَلىٰ وَصِيِّهِ وَخَلِيفَتِهِ الشَّاهِدِ للهِ مِنْ بَعْدِهِ عَلىٰ خَلْقِهِ عَلِيٍّ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ الصِّدِّيقِ الاَكْبَرِ وَالفارُوقِ

____________________

(١) وَ الصَّادِقِينَ.

(٢) وَ الصَّدِّيقِينَ.

٤٦٠