مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات0%

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات مؤلف:
الناشر: مؤسسة الأعلمي
تصنيف: متون الأدعية والزيارات
الصفحات: 836

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ عباس القمي
الناشر: مؤسسة الأعلمي
تصنيف: الصفحات: 836
المشاهدات: 463864
تحميل: 19072

توضيحات:

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 836 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 463864 / تحميل: 19072
الحجم الحجم الحجم
مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات

مؤلف:
الناشر: مؤسسة الأعلمي
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

المزار القديم: إنّه يدعىٰ فيها بعد الصلاة ركعتين بدعاء:اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يامَنْ لاتَراهُ العُيُون الخ ... ، والدعاء قد سلف في أعمال دكة باب أمير المؤمنينعليه‌السلام في مسجد الكوفة فراجعه هناك (ص ٦٧٥).

ويقرب من هذه البقعة موضع يعرف بمقام المهديعليه‌السلام ، ومن المناسب فيه زيارتهعليه‌السلام ، ونقل عن بعض كتب الزيارات أنّه ينبغي أن يزور الزائر هنا قائماً علىٰ قدميه بهذه الزيارة:سَلامُ الله الكامِلُ التَّامُّ الشَّامِلُ الخ... ، وهذه هي الاستغاثة السالفة في الفصل السابع من الباب الأول من الكتاب (ص ٢٢٦) نقلا عن كتاب (الكلم الطيب) فلا نعيدها وقد عدّها السيد ابن طاووس من الزيارات التي يزار بها في السرداب المقدّس بعد الصلاة ركعتين.

الصلاة والدعاء في مسجد زيد رحمه الله

ثم تمضي إلىٰ مسجد زيد القريب من مسجد السهلة فتصلي فيه ركعتين وتبسط يديك وتقول:

إِلهِي قَدْ مَدَّ إِلَيْكَ الخاطِيُ المُذْنِبُ يَدَيْهِ بِحُسْنِ ظَنِّهِ بِكَ إِلهِي قَدْ جَلَسَ المُسِيُ بَيْنَ يَدَيْكَ مُقِراً لَكَ بِسُوءِ عَمَلِهِ وَراجِياً مِنْكَ الصَّفْحَ عَنْ زَلَلِهِ ،إِلهِي قَدْ رَفَعَ إِلَيْكَ الظَّالِمُ كَفَّيْهِ راجِياً لِما لَدَيْكَ فَلا تُخَيِّبْهُ بِرَحْمَتِكَ مِنْ فَضْلِكَ، إِلهِي قَدْ جَثاً العائِدُ إِلىٰ المَعاصِي بَيْنَ يَدَيْكَ خائِفاً مِنْ يَوْمٍ تَجْثُو فِيهِ الخَلائِقُ بَيْنَ يَدَيْكَ، إِلهِي جأَكَ العَبْدُ الخاطِيُ فَزِعاً مُشْفِقاً وَرَفَعَ إِلَيْكَ طَرْفَهُ حَذِراً راجِياً وَفاضَتْ عَبْرَتُهُ مُسْتَغْفِراً نادِماً، وَعِزَّتِكَ وَجَلالِكَ ما أَرَدْتُ بِمَعْصِيَتِي مُخالَفَتَكَ وَماعَصَيْتُكَ إِذْ عَصَيْتُكَ وَأَنا بِكَ جاهِلٌ وَلا لِعِقُوبَتِكَ مُتَعَرِّضٌ وَلا لِنَظَرِكَ مُسْتَخِفٌ، وَلكِنْ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي وَأَعانَتْنِي عَلىٰ ذلِكَ شِقْوَتِي وَغَرَّنِي سِتْرُكَ المُرْخىٰ عَلَيَّ، فَمِنَ الانَ مِنْ عَذابِكَ مَنْ يَسْتَنْقِذُنِي وَبِحَبْلِ مَنْ أَعْتَصِمُ إِنْ قَطَعْتَ حَبْلَكَ عَنِّي فَيا سَوْأَتاهُ غَداً مِنَ الوُقُوف (١) بَيْنَ يَدَيْكَ إِذا قِيلَ لِلْمُخِفِّينَ جُوزُوا وَلِلْمُثْقِلِينَ حُطُّوا! أَفَمَعَ المُخِفِّينَ أَجُوُزُ أَمْ مَعَ المُثْقِلِينَ أَحُطُّ؟ وَيْلِي كُلَّما كَبُرَ سِنِّي كَثُرَتْ ذُنُوبِي! وَيْلِي كُلَّما طالَ عُمْرِي كَثرَتْ مَعاصِيَّ! فَكَمْ أَتُوبُ

____________________

(١) مِنَ المَوْقِفِ.

٤٨١

وَكَمْ أَعُودُ؟ أَما آنَ لِي أَنْ أَسْتَحْيِي مِنْ رَبِّي اللّهُمَّ فَبِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ إِغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وَخَيْرَ الغافِرِينَ . ثم ابكِ وضع وجهك علىٰ التراب وقل: اِرْحَمْ مَنْ أَساءَ وَاقْتَرَفَ وَاسْتَكانَ وَاعْتَرَفَ . ثم ضع خدك الأيمن وقل:إِنْ كُنْتُ بِئْسَ العَبْدُ فَأَنْتَ نِعْمَ الرَّبُّ .ثم ضع خدّك الأيسر وقل:عَظُمَ الذَّنْبُ مِنْ عَبْدِكَ فَلْيَحْسُنِ العَفْوُ مِنْ عِنْدِكَ ياكَرِيمُ .ثم عد إلىٰ السجود وقل:العَفْوَ العَفْوَ ، "مئة مرة ".أقول: هذا المسجد من المساجد الشريفة في الكوفة وينتسب إلىٰ زيد بن صوحان وهو من كبار اصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام ويعد من الابدال وقد استشهد في ركابهعليه‌السلام في واقعة الجمل والدعاء السالف هو دعاؤه الذي كان يدعو به في نافلة الليل وبجوار مسجده هذا مسجد اخيه صعصعة بن صوحان وهو أيضاً من أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام ومن العارفين بحقه ومن أكابر المؤمنين وقد بلغ في الفصاحة والبلاغة حيث لقبه أمير المؤمنينعليه‌السلام بالخطيب الشحشح وأثنىٰ عليه بالفصاحة وجودة الخطب كما مدحه بقلة المؤونة وكثرة المعونة وقد حضر صعصعة تشييع جثمانه الشريف ليلاً من الكوفة إلىٰ النجف ولما لحّد أمير المؤمنينعليه‌السلام وقف صعصعة علىٰ القبر وأخذ كفاً من التراب فأهاله علىٰ رأسه وقال: بأبي أنت وأمي ياأمير المؤمنينعليه‌السلام هنيئا لك يا أبا الحسنعليه‌السلام فلقد طاب مولدك وقوي صبرك وعظم جهادك وبلغت ماأمّلت وربحت تجارتك ومضيت إلىٰ ربّك، ونطق بكثير من مثلها وبكىٰ بكاءً شديداً وأبكىٰ كلّ من كان معه.

وبذلك فقد انعقد في جوف الليل مأتم يخطب فيه صعصعة ويحضره الإمامان الحسنانعليه‌السلام ومحمد بن الحنفية وأبو الفضل العباس وغيرهم من أبنائه وأقاربه ولما انتهىٰ صعصعة من خطبته عدل الحاضرون إلىٰ الإمامين الحسن والحسينعليه‌السلام وغيرهما من أبنائه فعَزّوهم في أبيهمعليه‌السلام فعادوا طراً إلىٰ الكوفة. والخلاصة أنّ مسجد صعصعة من المساجد الشريفة في الكوفة وقد شوهد فيه الإمام الغائب صاحب العصر صلواتالله عليه شاهده فيه جمع من الاصحاب في شهر رجب يصلّي ركعتين ويدعو بالدعاء:اللّهُمَّ ياذا المِنَنِ السَّابِغَةِ وَالآلاِء الوازِعَةِ ... الدعاء. وظاهر عمله الشريف اختصاص الدعاء بهذا المسجد الشريف كأدعية مسجد السهلة ومسجد زيد ولكن العمل قد كان في شهر رجب وهذا ما أورث احتمال اختصاص الدعاء بالشهر لا بالمسجد ولذلك نجد الدعاء في كتب العلماء مذكوراً أيضاً في خلال أعمال شهر رجب، ونحن أيضاً قد

٤٨٢

أوردناها هناك فلا نعيده.

الفصل السابع

في فضل زيارة أبي عبدالله الحسينعليه‌السلام والآداب التي ينبغي للزائر رعايتها في طريقه إلىٰ زيارتهعليه‌السلام في حرمه الطاهر وفي كيفية زيارتهعليه‌السلام وفيه ثلاث مقاصد:..

المقصد الأول: في فضل زيارته عليه‌السلام

إعلم أنّ فضل زيارة الحسينعليه‌السلام ممّا لايبلغه البيان، وفي روايات كثيرة أنها تعدل الحجّ والعمرة والجهاد بل هي أفضل بدرجات، تورث المغفرة وتخفيف الحساب وارتفاع الدرجات وإجابة الدعوات، وتورث طول العمر والانحفاظ في النفس والمال وزيادة الرزق وقضاء الحوائج ورفع الهموم والكربات، وتركها يوجب نقصا في الدين وهو ترك حق عظيم من حقوق النبيصلي الله عليه وآله وسلم وأقل مايؤجر به زائره هو أن يغفر ذنوبه وأن يصونالله تعالىٰ نفسه وماله حتىٰ يرجع إلىٰ أهله فإذا كان يوم القيامة كانالله له أحفظ من الدنيا.

وفي روايات كثيرة أن زيارتهعليه‌السلام تزيل الغم وتهون سكرات الموت وتذهب بهول القبر، وأن مايصرف في زيارتهعليه‌السلام يكتب بكل درهم منه ألف درهم بل عشرة آلاف درهم وأنّ الزائر إذا توجه إلىٰ قبرهعليه‌السلام استقبله أربعة آلاف ملك فإذا رجع منه شايعته وأنّ الأنبياء والأوصياء والأئمة المعصومين والملائكة (سلامالله عليهم أجمعين) يزورون الحسينعليه‌السلام ويدعون لزوّاره ويبشرونهم بالبشائر وأنَّالله تعالىٰ ينظر إلىٰ زوار الحسين (صَلَواتُالله وسَلامُهُ عَلَيهِ) قبل نظره إلىٰ من حضر عرفات، وأنّه إذا كان يوم القيامة تمنّىٰ الخلق كلهم أن كانوا من زوارهعليه‌السلام لما يصدر منهعليه‌السلام من الكرامة والفضل في ذلك اليوم.

والأحاديث في ذلك لاتحصىٰ وسنشير إلىٰ جملة منها عند ذكر زيارته الخاصة وحسبنا هنا رواية واحدة: روىٰ بن قولويه والكليني والسيّد ابن طاووس وغيرهم بأسناد معتبرة عن الثقة الجليل معاوية بن وهب البجلي الكوفي قال: دخلت علىٰ الصادق (صَلَواتُالله وسَلامُهُ عَلَيهِ) وهو في مصلاه فجلست حتىٰ قضىٰ صلاته فسمعته وهو يناجي ربه ويقول: يامَنْ خَصَّنا بِالكَرامَةِ وَوَعَدَنا الشَّفاعَةَ وَحَمَّلَّنا الرِّسالَةَ وَجَعَلَنا وَرَثَةَ الأَنْبِياءِ وَخَتَمَ بِنا الاُمَمَ السَّالِفَةَ وَخَصَّنا بِالوَصِيَّةِ وَأَعْطانا عِلْمَ مامَضىٰ وَعِلْمَ مابَقِيَ وَجَعَلَ افْئِدَةِ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْنا، إِغْفِرْ لِي وَلاِخْوانِي وَزُوَّارِ قَبْرِ أَبِي الحُسِين بْن عَلِيّ صَلَواتُالله عَلَيْهِما، الَّذِينَ أَنْفَقُوا أَمْوالَهُمْ وَأَشْخَصُوا أَبْدانَهُمْ رَغْبَةً فِي بِرِّنا وَرَجاءً لِما عِنْدَكَ فِي

٤٨٣

وصْلَتِنا وَسُرُوراً أَدْخَلُوهُ عَلىٰ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلىٰالله عَلَيْهِ وآلِهِ وَإِجابَةً مِنْهُمْ لاَمْرِنا وَغَيْظا أَدْخَلُوهُ عَلىٰ عَدُوِّنا، أَرادوا بِذلِكَ رِضْوانَكَ ؛ فَكافِهِمْ عَنّا بِالرِّضْوانِ وَاكْلاهُمْ بِاللَيْلِ وَالنَّهارِ وَاخْلُفْ عَلىٰ أَهالِيهِمْ وَأَوْلادِهِمْ الَّذِينَ خَلَّفُوا بِأَحْسَنِ الخَلَفِ وَاصْحَبْهُمْ وَأَكْفِهِمْ شَرَّ كُلِّ جَبّارٍ عَنِيدٍ وَكُلَّ ضَعِيفٍ مِنْ خَلْقِكَ أَوْ شَدِيدٍ وَشَرَّ شَياطِين الاِنْسِ وَالجِنِّ، وَأعْطِهِمْ أَفْضَلَ ماأَمِلُوا مِنْكَ فِي غُرْبَتِهِمْ عَنْ أَوْطانِهِمْ وَما آثَرُونا عَلىٰ أَبْنائِهِمْ وَأَهالِيهِمْ وَقَراباتِهِمْ.اللّهُمَّ إِنَّ أَعْدائنا عابُوا عَلَيْهِمْ خُرُوجَهُمْ فَلَمْ يَنْهِهِمْ ذلِكَ عَنِ النُّهُوضِ وَالشُّخُوصِ إِلَيْنا خِلافاً عَلَيْهِمْ فَارْحَمْ تِلْكَ الوُجُوهِ الَّتِي غَيَّرَتْها الشَّمْسُ، وَارْحَمْ تِلْكَ الخُدُودَ الَّتِي تُقَلَّبُ عَلىٰ قَبْرِ أَبِي عَبْدِالله عَلَيْهِ السَّلامُ وَارْحَمْ تِلْكَ الاَعْيُنَ الَّتِي جَرَتْ دُمُوعُها رَحْمَةً لَنا وَارحَمْ تِلْكَ القُلُوبَ الَّتِي جَزَعَتْ وَاحْتَرَقَتْ لَنا وَارْحَمْ تِلْكَ الصَرْخَةَ الَّتِي كانَتْ لَنا،اللّهُمَّ إِنِّي اسْتَوْدِعُكَ تَلْكَ الاَنْفُسِ وَتِلْكَ الاَبْدانِ حَتَّىٰ تَرْوِيها مِنَ الحَوْضِ يَوْمَ العَطَشِ. فما زال (صلواتالله عليه) يدعو بهذا الدعاء وهو ساجد، فلما انصرف قلت له: جعلت فداك لو أن هذا الذي سمعته منك كان لمن لايعرفالله لظننت أن النار لاتطعم منه شَيْئاً أبداً. والله لقد تمنيت أَنِّي كنت زرته ولم أحجّ فقال لي: ما اقربك منه فما الذي يمنعك من زيارته يامعاوية لا تدع ذلك. قلت: جعلت فداك فلم أدر أنّ الأمر يبلغ هذا كله فقال: يامعاوية ومن يدعو لزوّاره في السماء أكثر ممن يدعو لهم في الأَرض، لاتدعه لخوفٍ من أحد فمن تركه لخوف رأىٰ من الحسرة مايتمنّىٰ أنّ قبره كان بيده (أىٰ تمنّىٰ أن يكون قد ظلّ عنده حتّىٰ دفن هناك) أما تحب أن يرىٰالله شخصك وسوادك فيمن يدعو له رسولالله وعلي وفاطمة والأئمة المعصومونعليهم‌السلام ؟ أما تحب أن تكون غداً ممن تصافحه الملائكة؟ أما تحب أن تكون غداً في من يأتي وليس عليه ذنب فيتبع به؟ أما تحبّ أن تكون ممّن يصافح رسولالله صلي الله عليه وآله وسلم .

المقصد الثاني:فيما علىٰ الزائر مراعاته من الاداب في طريقه

إلىٰ الزيارة وفي ذلك الحرم الطاهر وهي عديدة:

الأول: أن يصوم ثلاث أيام متوالية قبل الخروج من بيته، ويغتسل في اليوم الثالث علىٰ ماأمر به الصادق (صَلَواتُالله وسَلامُهُ عَلَيهِ) صفوان، وستأتي الرواية عند ذكر الزيارة السابعة (ص ٥٠٠) وقال الشيخ محمد ابن المشهدي في مقدّمات زيارة العيدين: إذا أردت زيارتهعليه‌السلام فصم ثلاثة أيام واغتسل في اليوم الثالث واجمع إليك أهلك وعيالك وقل:اللّهُمَّ إِنِّي أسْتَوْدِعُكَ اليَوْمَ نَفْسِي وَأَهْلِي وَمالِي

٤٨٤

وَوَلَدِي وَكُلَّ مَنْ كانَ مِنِّي بِسَبِيلٍ الشَّاهِدَ مِنْهُمْ وَالغائِبَ اللّهُمَّ احْفَظْنا بِحِفْظِكَ (١) الإيمانِ وَاحْفَظْ عَلَينا اللّهُمَّ وَاجْعَلْنا فِي حِرْزِكَ وَلاتَسْلُبْنا نِعْمَتَكَ وَلاتُغَيِّرْ ما بِنا مِنْ نِعْمَةٍ وَعافِيَةٍ وَزِدْنا مِنْ فَضْلِكَ إِنَّا إِلَيْكَ راغِبُونَ. ثم اخرج من منزلك خاشعاً وأكثر من قول:لا إِلهَ إِلَّا الله وَ الله أَكْبَرُ وَالحَمْدُ للهِ ، ومن تمجيدالله تعالىٰ والصلاة علىٰ النبي وآله (صَلَواتُالله وسَلامُهُ عَلَيهم)، وامض وعليك السكينة والوقار. وروي أنالله يخلق من عرق زوّار قبر الحسينعليه‌السلام من كل عرقة سبعين ألف ملك يسبحونالله ويستغفرون له ولزوّار الحسينعليه‌السلام إلىٰ أن تقوم الساعة.

الثاني : عن الصادقعليه‌السلام قال: إذا زرت أبا عبدالله عليه‌السلام فزره وأنت حزين مكروب شعث مغبر جائع عطشان، فإنّ الحسينعليه‌السلام قتل حزيناً مكروباً شعثاً مغبراً جائعاً عطشاناً واسأله الحوائج وانصرف عنه ولا تتخذه وطناً.

الثالث: أن لا يتخذ الزاد في سفر زيارتهعليه‌السلام مما لذَّ وطاب من الغذاء كاللحم المشوي والحلاوة، بل يغتذي بالخبز واللّبن.

عن الصادق (صَلَواتُالله وسَلامُهُ عَلَيهِ) قال: بلغني أن قوما إذا زاروا الحسينعليه‌السلام حملوا معهم السفرة فيها الجِداء والاخبصة وأشباهه، ولو زاروا قبور آبائهم وأحبّائهم ما حملوا معهم هذا. قالعليه‌السلام للمفضل بن عمر في حديث معتبر آخر: تزورون خير من أن لاتزورون ولا تزورون خيرٌ من أن تزوروا. قال قلت: قطعت ظهري. قال:تالله إن أحدكم ليذهب إلىٰ قبر أبيه كئيباً حزيناً وتأتونه بالسفر. كلاّ حتىٰ تأتوه شعثاً غبراً. أقول: ما أجدر للأثرياء والتجار أن يراعوا هذا الأمر في سفر زيارة الحسين (صَلَواتُالله وسَلامُهُ عَلَيهِ)، فإذا دعاهم أخلاؤهم في المدن الواقعة علىٰ المسير إلىٰ المَآدب رفضوا الدعوة فإذا عمدوا إلىٰ حقائبهم وسفرهم يملؤونها بما طاب من مطبوخ الزاد كالدجاج المشوي وغيره من الشواء أبوا ذلك وصدّوا عنه قائلين: إنّنا راحلون إلىٰ كربلاء ولا يجدر بنا أن نتغذىٰ بمثل ذلك. روىٰ الكليني رحمهالله : أنّه لما قتل الحسين (صَلَواتُالله وسَلامُهُ عَلَيهِ) أقامت امرأته الكلبية عليه مأتما وبكت وبكت النساء والخدم حتىٰ جفت دموعهن فأهدي اليها الجوني وهو القطا علىٰ مافسّر ليقتتن به فيقوين علىٰ البكاء علىٰ الحسينعليه‌السلام فلما رأته سألت عنه فقيل هو هدية أهداها

____________________

(١) فِى حِفْظِكَ، وردت في نسخة ثانية.

٤٨٥

فلان تستعنّ بها في مأتم الحسينعليه‌السلام فقالت: لسنا في عرس فما نصنع بها؟ فأمرت بإخراجه من الدار.

الرابع: مما ندب إليه فىٰ سفر زيارة الحسينعليه‌السلام هو التواضع والتذلّل والتخاشع والمشي مشي العبد الذليل. فمن ركب من الزائرين المراكب الحديثة التي تجري مسرعة بقوة البخار وأمثالها يجب عليه التحفظ والاحتراز عن الكبر والخيلاء والتمالك عن التبختر علىٰ سائر الزّوار من عبادالله الذين هم يقاسون الشدائد والصعاب في طريقهم إلىٰ كربَلاءِ فلا يرنو إليهم نظر التحقير والازدراء. روىٰ العلماء في أصحاب الكهف أنهم كانوا من خاصة دقيانوس ووزرائه فلمّا وسعتهم رحمةالله تعالىٰ فاستقام فكرهم في معرفةالله عزّ وجلّ وفي إصلاح شأنهم استقرّوا علىٰ الرَّهبنة والانزواء عن الخلق والايواء إلىٰ كهف يعبدونالله تعالىٰ فيه فركبوا خيولهم وخرجوا من المدينة فلمّا ساروا ثلاثة أميال قال لهم تمليخا وكان هو أحدهم:ياإخوتاه جاءت مسكنة الآخِرة وذهب ملك الدنيا إنزلوا عن خيولكم وامشوا علىٰ ارجلكم .

(انزلوا عن الخيول وسيروا في سبيلالله علىٰ أرجلكم لعلالله تعالىٰ ينزل عليكم عطفه ورحمته ويجعل لكم من أمركم مخرجاً) فنزل أولئك العظماء الأجلاء عن خيولهم ومشوا علىٰ أرجلهم سبعة فراسخ في ذلك اليوم حتىٰ تقاطرت أرجلهم دماً. فعلىٰ زائر هذا القبر الشريف أن يراعي هذا الأمر وليعلم أيضاً أن تواضعه في هذا الطريق لوجهالله تعالىٰ إنما هو رفعة له واعتلاء. وقد روىٰ في آداب زيارتهعليه‌السلام عن الصادقعليه‌السلام قال: من أتىٰ قبر الحسين (صَلَواتُالله وسَلامُهُ عَلَيهِ) ماشياً كتبالله له بكل خطوة ألف حسنة ومحا عنه ألف سيئة ورفع له ألف درجة. فإذا أتيت الفرات فاغتسل وعلق نعليك وامش حافياً وامش مشي العبد الذليل.

الخامس: أن يجتهد ماوسعه الاجتهاد في اعانة الزائر الراجل إذا شاهده وقد تعب وأعياه المسير فيهتم بشأنه ويبلغه منزلاً يستريح فيه، وحذار من الاستخفاف به وعدم الاهتمام لشأنه. روىٰ الكليني بسند معتبر عن أبي هارون قال: كنت عند الصادقعليه‌السلام يوما فقال لمن حضره: ماذا بكم تستخفون بنا؟ فقام من بينهم رجلٌ من أهل خراسان وقال: نعوذبالله أن نستخفّ بكم أو بشي من أمركم.

فقال: نعم أنت ممّن استخفّ بي وأهانني. قال الرجل: أعوذبالله أن أكون كذلك. قالعليه‌السلام : ويلك ألم تسمع فلاناً يناديك عندما كنّا بقرب جحفة، ويقول أركبني ميلاً فوالله لقد تعبت؟ إنك والله لم ترفع إليه رأسك واستخففت به، ومن أذلّ مؤمنا فقد أذَلّنا وأضاع حرمةالله تعالى.أقول: راجع الأدب التاسع من آداب الزيارة العامّة

٤٨٦

فقد أوردنا هناك كلاماً يناسب المقام. ورواية عن علي بن يقطين وهذا الادب الذي ذكرناه هنا لايخص زيارة الحسينعليه‌السلام وإنما أوردناه هنا في الاداب الخاصّة بزيارتهعليه‌السلام لكثرة مصادفة موارده في هذه الزيارة خاصة.

السادس: عن الثقة الجليل محمد بن مسلم عن الإمام محمد الباقرعليه‌السلام قال: قلت له: إذا خرجنا إلىٰ أبيك أفلسنا في حجّ؟ قال: بلى. قلت: فيلزمنا مايلزم الحاج؟ قال: يلزمك حسن الصحبة لمن يصحبك ويلزمك قلّة الكلام إِلَّا بخير، ويلزمك كثرة ذكرالله ويلزمك نظافة الثياب، ويلزمك الغسل قبل أن تأتي الحير، ويلزمك الخشوع وكثرة الصلاة والصلاة علىٰ محمد وآل محمد ويلزمك التحفظ عمّا لاينبغي لك، ويلزمك أن تغضي بصرك (من المحرّمات والمشتبهات) ويلزمك أن تعود علىٰ أهل الحاجة من إخوانك إذا رأيت منقطعاً، والمواساة (أن تناصفه نفقتك) ويلزمك التقيّة التي قوام دينك بها، والورع عمّا نهيت عنه وترك الخصومة وكثرة الايمان والجدال الّذي فيه الإيمان فإذا فعلت ذلك تمّ حجُّك وعمرتك واستوجبت من الذي طلبت ماعنده بنفقتك واغترابك عن أهلك ورغبتك فيما رغبت أن تنصرف بالمغفرة والرحمة والرضوان.

السابع: في حديث أبي حمزة الثمالي عن الصادق صلواتالله عليه في زيارة الحسينعليه‌السلام أنه قال: إذا بلغت نينوىٰ فحطّ رحلك هناك ولا تدّهن ولا تكتحل ولا تأكل اللحم ما أقمت فيه.

الثامن: أن يغتسل بماء الفرات. فالروايات في فضله كثيرة، وفي رواية عن الصادق (صَلَواتُالله وسَلامُهُ عَلَيهِ) قال: من اغتسل بماء الفرات وزار قبر الحسينعليه‌السلام كان كيوم ولدته أُمه صفراً من الذنوب ولو اقترفها كبائر. وروىٰ أنّه قيل لهعليه‌السلام ربما أتينا قبر الحسين بن عليعليه‌السلام فيصعب علينا الغسل للزيارة من البرد أو غيره.

فقالعليه‌السلام : من اغتسل في الفرات وزار الحسينعليه‌السلام كتب له من الفضل ما لايحصى. وعن بشير الدّهان عن الصادقعليه‌السلام قال: من أتىٰ قبر الحسين بن عليعليه‌السلام فتوضأ واغتسل في الفرات لم يرفع قدماً ولم يضع قدما ما إِلَّا كتبالله له حجّة وعمرة. وفي بعض الروايات أئت الفرات واغتسل بحيال قبره. وكما يستفاد من بعض الروايات يحسن إذا بلغ الفرات أن يقول "مئة مرة":الله أَكْبَرُ، و"مئة مرة":لا إِلهَ إِلَّا اللهِ ، ويصلي علىٰ محَمَّدٍ وَآلِهِ "مئة مرة".

التاسع: أن يدخل الحائر المقدس من الباب الشرقي علىٰ ماأمر الصادق (صَلَواتُالله وسَلامُهُ عَلَيهِ) يوسف الكناسي.

٤٨٧

العاشر: عن ابن قولويه عن الصادقعليه‌السلام أنّه قال لمفضّل بن عمر يامفضّل إذا بلغت قبر الحسين (صَلَواتُالله وسَلامُهُ عَلَيهِ) فقف علىٰ باب الروضة وقل هذه الكلمات فإن لك بكل كلمة نصيباً من رحمةالله تعالى:

السَّلامُ عَلَيْكَ ياوارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياوارِثَ نُوحٍ نَبِيِّ الله السَّلامُ عَلَيْكَ ياوارِثَ إِبْراهِيمَ خَلِيلِ الله السَّلامُ عَلَيْكَ ياوارِثَ مُوسىٰ كَلِيمِ الله السَّلامُ عَلَيْكَ ياوارِثَ عِيسىٰ رُوحِ الله السَّلامُ عَلَيْكَ ياوارِثَ مُحَمَّدٍ حَبِيبِ الله السَّلامُ عَلَيْكَ ياوارِثَ عَلِيٍّ وَصِيِّ رَسُولِ الله السَّلامُ عَلَيْكَ ياوارِثَ الحَسَنِ الرَّضِيِّ السَّلامُ عَلَيْكَ ياوارِثَ فاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ الله السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الشَّهِيدُ الصِّدِّيقُ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الوَصِيُّ البَّارُّ التَقِيُّ السَّلامُ عَلىٰ الأَرواحِ الَّتِي حَلَّتْ بِفِنائِكَ وَأَناخَتْ بِرَحْلِكَ السَّلامُ عَلىٰ مَلائِكَةِ الله المُحْدِقِينَ بِكَ أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ وَأَمَرْتَ بِالمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ المُنْكَرِ وَعَبَدْتَ الله مُخْلِصاً حَتّىٰ أَتاكَ اليَقِينُ السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ . ثم تمضي إلىٰ القبر ولك بكل خطوة تخطوها أجر المتشحط بدمه في سبيلالله فإذا اقتربت من القبر فامسحه بيدك وقل:السَّلامُ عَلَيْكَ ياحُجَّةَ الله فِي أَرْضِهِ وَسَمائِهِ . ثم تمضي إلىٰ صلاتك ولك بكل ركعة ركعتها عنده كثواب من حجّ ألف حجّة واعتمر ألف عمرة وأعتق في سبيلالله ألف رقبة، وكأنَّما وقف في سبيلالله "ألف مرة" مع نبيّ مرسل... الخبر.

الحادي عشر: روي عن أبي سعيد المدائني قال: أتيت الصادقعليه‌السلام فسألته أأذهب إلىٰ زيارة قبر الحسينعليه‌السلام فاجاب : بلىٰ اذهب إلىٰ زيارة قبر الحسينعليه‌السلام ابن رسولالله صلي الله عليه وآله وسلم أطيب الطيبين وأطهر الطاهرين وأحسن المحسنين. فإذا زرته فسبّح عند رأسه بتسبيح أمير المؤمنينعليه‌السلام "ألف مرة" وسبّح عند رجليه بتسبيح الزهراءعليها‌السلام "ألف مرّة" ثم صل عنده ركعتين تقرأ فيهما سورة يَّس والرحمن، فإذا فعلت ذلك كان لك أجر عظيم. قلت: جعلت فداك، علمني تسبيح علي وفاطمةعليها‌السلام قال: بلىٰ يا أبا سعيد تسبيح علي (صَلَواتُالله وسَلامُهُ عَلَيهِ) هو:سُبْحانَ الَّذِي لاتَنْفَذُ خَزائِنُهُ سُبْحانَ الَّذِي لاتَبِيدُ مَعالِمُهُ سُبْحانَ الَّذِي لايُفْنىٰ

٤٨٨

ماعِنْدَهُ سُبْحانَ الَّذِي لا يُشْرِكُ أَحَداً فِي حُكْمِهِ سُبْحانَ الَّذِي لا اضْمِحْلالَ لِفَخْرِهِ سُبْحانَ الَّذِي لا انْقِطاعَ لِمُدَّتِهِ سُبْحانَ الَّذِي لا إِلهَ غَيْرُهُ . وَتسبيح فاطمةعليها‌السلام هو:سُبْحانَ ذِي الجَلالِ الباذِخِ العَظِيمِ سُبْحانَ ذِي العِزِّ الشَّامِخِ المُنِيفِ ذِي المُلْكِ الفاخِرِ القَدِيمِ سُبْحانَ ذِي البَهْجَةِ وَالجَمالِ سُبْحانَ مَنْ تَرَدَّىٰ بِالنُّورِ وَالوَقارِ سُبْحانَ مَنْ يَرىٰ أَثَرَ النَّمْلِ فِي الصَّفاً وَوَقْعَ الطَّيْرِ فِي الهَواءِ.

الثاني عشر: أن تصلي الفرائض والنوافل عند قبر الحسينعليه‌السلام فإن الصلاة عنده مقبولة. وقال السيد ابن طاووس رحمهالله : اجتهد في أن تؤدي صلواتك كلها فريضة كانت أو نافلة في الحائر، فقد روي أنّ الفريضة عنده تعدل الحجّ والنافلة تعدل العمرة.أقول: قد مضىٰ في حديث مفضّل فضل كثير للصلاة في الحائر الشريف. وفي رواية معتبرة عن الصادقعليه‌السلام قال: من صلىٰ عنده ركعتين أو أربع ركعات كتبت له حجّة وعمرة. والذي يبدو من الاخبار أنّ صلاة الزيارة أو غيرها من الصلوات يحسن أداؤها خلف القبر كما يحسن أن تؤدي ممّا يلي الرّأس الشريف وليتأخر المصلّي قليلاً إذا وقف مما يلي الرّأس حتىٰ لايكون محاذيا للقبر الشريف. وورد في رواية أبي حمزة الثمالي عن الصادقعليه‌السلام أنه قال: صلّ عند رأسه ركعتين تقرأ في الأولىٰ الحمد ويَّس وفي الثانية الحمد والرحمن، وإن شئت صلّيت خلف القبر وعند رأسه أفضل فإذا فرغت فصلّ ماأحببت إِلَّا أن الركعتين ركعتي الزيارة لابدّ منهما عند كل قبر. وروىٰ ابن قولويه عن الباقرعليه‌السلام أنّه قال لرجل: يافلان ما ذا يمنعك إذا عرضتك حاجة أن تمضي إلىٰ قبر الحسين صلوتالله عليه وتصلي عنده أربع ركعات ثم تسأل حاجتك؟ إنّ الفريضة عنده تعدل الحجّ والنافلة تعدل العمرة.

الثالث عشر: إعلم أن أهم الاعمال في الروضة الطاهرة للحسينعليه‌السلام هو الدعاء، فإن إجابة الدعاء تحت قبته السامية هي مما خوّلهالله الحسينعليه‌السلام عوضا عن الشهادة فعلىٰ الزائر أن يغتنم ذلك ولايتوانىٰ في التضرّع إلىٰالله والانابة والتوبة وعرض الحوائج عليه. وقد وردت في خلال زيارتهعليه‌السلام أدعية كثيرة ذات مضامين عالية لم يسمح لنا الاختصار بإيرادها هنا، والافضل أن يدعو بدعوات (الصحيفة الكاملة) ما وسعه الدعاء فإنها أفضل الأدعية. ونحن سنذكر دعاءً يدعىٰ به في جميع الروضات المقدسة في أواخر هذا الباب بعد ذكر الزيارات الجامعة (ص٦٤١)، واعلم

٤٨٩

انا سنذكر في (ص٦٣٦) دعاءً هو أجمع الدعوات يدعىٰ به في روضات الأئمةعليهم‌السلام فلا تغفل عنه.

واحترازاً عن خلو المقام نثبت هنا دعاءً وجيزاً ورد في خلال بعض الزيارات وهو أنه تقول في ذلك الحرم الشريف رافعاً يديك إلىٰ السَّماء:

اللّهُمَّ قَدْ تَرىٰ مَكانِي وَتَسْمَعُ كَلامِي وَتَرىٰ مَقامِي (١) وَتَضَرُّعِي وَمَلاذِي بِقَبْرِ حُجَّتِكَ وَابْنِ نَبِيِّكَ وَقَدْ عَلِمْتَ ياسَيِّدِي حَوائِجِي وَلايَخْفىٰ عَلَيْكَ حالِي، وَقَدْ تَوَجَّهْتُ إِلَيْكَ بِابْنِ رَسُولِكَ وَحُجَّتِكَ وَأَمِينِكَ وَقَدْ أَتَيْتُكَ مُتَقَرِّباً بِهِ إِلَيْكَ وَإِلىٰ رَسُولِكَ فَاجْعَلْنِي بِهِ عِنْدَكَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيا وَالآخِرةِ وَمِنَ المُقَرَّبِينَ، وَاعْطِنِي بِزِيارَتِي أَمَلِي وَهَبْ لِي مُنايَ وَتَفَضَّلْ عَلَيَّ بِسُؤْلِي (٢) وَرَغْبَتِي وَاقْضِ لِي حَوائِجِي وَلاتَرُدَّنِي خائِباً وَلاتَقْطَعْ رَجائِي وَلاتُخَيِّبْ دُعائِي وَعَرِّفْنِي الاِجابَةَ فِي جَمِيعِ مادَعَوْتُكَ مِنْ أَمْرِ الدِّينِ وَالدُّنْيا وَالآخِرةِ، وَاجْعَلْنِي مِنْ عِبادِكَ الَّذِينَ صَرَفْتَ عَنْهُمُ البَلايا وَالأمراضَ وَالفِتَنَ وَالاَعْراضَ مِنَ الَّذِينَ تُحْيِيهِمْ فِي عافِيَةٍ وَتُمِيتُهُمْ فِي عافِيَةٍ وَتُدْخِلُهُمُ الجَنَّةَ فِي عافِيَةٍ وَتُجِيرُهُمْ مِنَ النَّارِ فِي عافِيَةٍ، وَوَفِّقْ لِي بِمنٍّ مِنْكَ صَلاحَ مااُؤَمِّلُ فِي نَفْسِي وَأَهْلِي وَوَلَدِي وَإِخْوانِي وَمالِي وَجَمِيعِ ماأَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيَّ ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

الرابع عشر: من أعمال حرم الحسينعليه‌السلام الصلاة عليه، وروي أنّك تقف خلف القبر عند كتفه الشّريف وتصلّي علىٰ النبيصلي الله عليه وآله وسلم وعلىٰ الحسين (صَلواتالله عَلَيهِ). وقد أورد السيد ابن طاووس في (مصباح الزائر) في خلال بعض الزيارات هذه الصلاة عليه:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَصَلِّ عَلىٰ الحُسَيْنِ المَظْلُومِ الشَّهِيدِ قَتِيلِ العَبَراتِ وَأَسِيرِ الكُرُباتِ صَلاةً نامِيَةً زاكِيَةً مُبارَكَةً يَصْعَدُ أَوَّلُها وَلايَنْفَذُ آخِرُها أَفْضَلَ ماصَلَّيْتَ عَلىٰ أَحَدٍ مِنْ أَوْلادِ الأَنْبِياءِ

____________________

(١) مَكانِي.

(٢) بِشهْوتِي.

٤٩٠

وَالمُرْسَلِينَ يا رَبَّ العالَمِينَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ الإمام الشَّهِيدِ المَقْتُولِ المَظْلُومِ المَخْذُولِ وَالسَيِّدِ القائِدِ وَالعابِدِ وَالزَّاهِدِ الوَصِيِّ الخَليفَةِ الإمام الصِّدِّيقِ الطُّهْرِ الطَّاهِرِ الطَّيِّبِ المُبارَكِ وَالرَّضِيِّ المَرْضِي وَالتَّقِيِّ الهادِي المَهْدِيِّ الزَّاهِدِ الذائِدِ المُجاهِدِ العالِم إِمامِ الهُدىٰ سِبْطِ الرَّسُولِ وَقُرَّةِ عَيْنِ البَتُولِ صَلّىٰ الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ سَيِّدِي وَمَوْلايَ كَما عَمِلَ بِطاعَتِكَ وَنَهىٰ عَنْ مَعْصِيَتِكَ وَبالَغَ فِي رِضْوانِكَ وَأَقْبَلَ عَلىٰ إيمانِكَ غَيْرَ قابِلٍ فِيكَ عُذْراً سِرّا وَعَلانِيَةً، يَدْعُو العِبادَ إِلَيْكَ وَيَدُلُّهُمْ عَلَيْكَ وَقامَ بَيْنَ يَدَيْكَ يَهْدِمُ الجَوْرَ بِالصَّوابِ وَيُحْيِيَ السُّنَّةَ بِالكِتابِ، فَعاشَ فِي رِضْوانِكَ مَكْدُوداً وَمَضىٰ عَلىٰ طاعَتِكَ وَفِي أَوْلِيائِكَ مَكْدُوحا وَقَضىٰ إِلَيْكَ مَفْقُوداً، لَمْ يَعْصِكَ فِي لَيْلٍ وَلا نَهارٍ بَلْ جاهَدَ فِيكَ المُنافِقِينَ وَالكُفَّار اللّهُمَّ فَاجْزِهِ خَيْرَ جَزاءِ الصَّادِقِينَ الأبْرارِ وَضاعِفْ عَلَيْهِمْ العَذابَ وَلِقاتِلِيهِ العِقابَ فَقَدْ قاتَلَ كرِيماً وَقُتِلَ مَظْلُوماً وَمَضىٰ مَرْحُوماً، يَقُولُ: أَنا ابْنُ رَسُولِ الله مُحَمَّدٍ وَابْنُ مَنْ زَكّىْ وَعَبَدَ فَقَتَلُوهُ بِالعَمْدِ المُعْتَمَدِ قَتَلُوهُ عَلىٰ الإيمانِ وَأَطاعُوا فِي قَتْلِهِ الشَّيْطانَ وَلمْ يُراقِبُوا فِيهِ الرَّحْمنَ، اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلىٰ سَيِّدِي وَمَوْلايَ صَلاةً تَرْفَعُ بِها ذِكْرَهُ وَتُظْهِرُ بِها أَمْرَهُ وَتُعَجِّلُ بِها نَصْرَهُ وَاخْصُصْهُ بِأَفْضَلِ قِسَمِ الفَضائِلِ يَوْمَ القِيامَةِ وَزِدْهُ شَرَفاً فِي أَعْلىٰ عِلِّيِّينَ وَبَلِّغْهُ أَعلىٰ شَرَفِ المُكَرَّمِينَ وَارْفَعْهُ مِنْ شَرَفِ رَحْمَتِكَ فِي شَرَفِ المُقَرَّبِينَ فِي الرَّفِيعِ الاَعْلىٰ وَبَلِّغْهُ الوَسِيلَةَ وَالمَنْزِلَةَ الجَلِيلَةَ وَالفَضْلَ وَالفَضِيلَةَ وَالكَرامَةَ الجَزِيلَةَ، اللّهُمَّ فَأَجْزِهِ عَنَّا أَفْضَلَ ما جازَيْتَ إِماما عَنْ رَعِيَّتِهِ وَصَلِّ عَلىٰ سَيِّدِي وَمَوْلايَ كُلَّما ذُكِرَ وَكُلَّما لَمْ يُذْكَرْ. ياسَيِّدِي وَمَوْلايَ ادْخِلْنِي فِي حِزْبِكَ وَزُمْرَتِكَ وَاسْتَوْهِبْنِي مِنْ رَبِّكَ وَ رَبِّي فَإِنَّ لَكَ عِنْدَ الله جاهاً وَقَدْراً وَمَنْزِلَةً رَفِيعَةً، إِنْ سَأَلْتَ اُعْطِيتَ وَإِنْ شَفَعْتَ شُفِّعْتَ، الله الله فِي عَبْدِكَ وَمَوْلاكَ لاتُخَلِّنِي عِنْدَ الشَّدائِدِ وَالأهْوالِ بِسُوءِ عَمَلِي وَقَبِيحِ فِعْلِي

٤٩١

وَعَظِيمِ جُرْمِي فَإِنَّكَ أَمَلِي وَرَجائِي وَثِقَتِي وَمُعْتَمَدِي وَوَسِيلَتِي إِلىٰ الله رَبِّي وَ رَبِّكَ ،لَمْ يَتَوَسَّلِ المُتَوَسِّلُونَ إِلىٰ الله بِوَسِيلَةٍ هِيَ أَعْظَمُ حَقّاً وَلا أوْجَبُ حُرْمَةً وَلا أَجَلُّ قَدْراً عِنْدَهُ مِنْكُمْ أَهْلَ البَيْتِ. لا خَلَّفَنِي الله عَنْكُمْ بِذُنُوبِي وَجَمَعَنِي وَإِيَّاكُمْ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ الَّتِي أَعَدَّها لَكُمْ وَلاِ وْلِيائِكُمْ إِنَّهُ خَيْرُ الغافِرِينَ وَأَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، اللّهُمَّ أَبْلِغْ سَيِّدِي وَمَوْلايَ تَحِيَّةً كَثِيرَةً وَسَلاما وارْدُدْ عَلَيْنا مِنْهُ السَّلامُ إِنَّكَ جَوادٌ كَرِيمٌ وَصَلِّ عَلَيْهِ كُلَّما ذُكِرَ السَّلامُ وَكُلَّما لَمْ يُذْكَرْ يارَبَّ العالَمِينَ.

أقول: قد أوردنا تلك الزيارة في خلال أعمال يوم عاشوراء (ص٦٤٢)، وسنذكر في أواخر الباب صلاة يصلّىٰ بها علىٰ الحجج الطاهرينعليهم‌السلام تتضمن صلاة وجيزة علىٰ الحسينعليه‌السلام فلا تدع قراءتها.

الخامس عشر: من أعمال الروضة المنورة دعاء المظلوم علىٰ الظالم، أي ينبغي لمن بغىٰ عليه باغٍ أن يدعو بهذا الدعاء في ذلك الحرم الشريف وهو ما أورده شيخ الطائفة رحمهالله في (مصباح المتهجد) في أعمال الجمعة، قال: ويستحب أن يدعو بدعاء المظلوم عند قبر أبي عبدالله عليه‌السلام وهو:اللّهُمَّ إِنِّي أَعْتَزُّ بِدِينِكَ وَأَكْرُمُ بِهِدايَتِكَ وَفُلانُ يُذِلُّنِي بِشَرِّهِ وَيَهِينُنِي بِأَذِيَّتِهِ وَيُعِيبُني بِوِلاءِ أَوْلِيائِكَ وَيَبْهَتُنِي بِدَعْواهُ وَقَدْ جِئْتُ إِلىٰ مَوْضِعِ الدُّعاءِ وَضَمانِكَ الإجابَةَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَعْدِنِي عَلَيْهِ السَّاعَةَ السَّاعَةَ .ثم تنكب علىٰ القبر وتقول:مَوْلايَ إِمامِي مَظْلُومٌ اسْتَعْدىٰ عَلىٰ ظالِمِهِ النَّصْرَ النَّصْرَ حتىٰ ينقطع النفس.

السادس عشر: من أعمال ذلك الحرم الشريف الدعاء الذي رواه ابن فهد رحمهالله في (عدة الداعي) عن الصادقعليه‌السلام قال: من كان له إلىٰالله تعالىٰ حاجة فليقف عند رأس الحسينعليه‌السلام ويقول:ياأَبا عَبْدِ الله أَشْهَدُ أَنَّكَ تَشْهَدُ مَقامِي وَتَسْمَعُ كَلامِي وَأَنَّكَ حَيُّ عِنْدَ رَبِّكَ تُرْزَقُ فَأَسْأَلْ رَبَّكَ وَ رَبِّي فِي قَضاء حَوائِجِي، فانه يقضي حاجته إن شاءالله تعالى.

السابع عشر: من جملة الاعمال في ذلك الحرم الشريف الصلاة عند الرأس

٤٩٢

المقدس ركعتين بسورة الرحمن وسورة تبارك. روىٰ السيِّد ابن طاووس رحمهالله أن من صلاها كتبالله له خمساً وعشرين حجَّةً مقبولةً مبرورة مع رسولالله صلي الله عليه وآله وسلم .

الثامن عشر: من الاعمال تحت تلك القبّة السامية الاستخارة، وصفتها علىٰ ما أوردها العلامة المجلسي رحمهالله ومصدر الرّواية كتاب قرب الاسناد للحميري قال بسند صحيح عن الصادقعليه‌السلام قال: مااستخارالله عزَّ وجلَّ عبدٌ في أمر قطّ "مئة مرة" يقف عند رأس الحسين (صَلّواتاللهِ عليهِ) ويقول:الحَمْدُ للهِ وَلا إِلهَ إِلَّا الله وَسُبْحانَ اللهِ ، فيحمدالله ويهلله ويسبِّحه ويمجِّده ويثني عليه بما هو أهله ويستخيره "مئة مرة"؛ إِلَّا رماهالله تبارك وتعالىٰ بأخير الأمرين.وعلىٰ رواية أخرى: يستخيرالله "مئة مرة" قائلاً:أَسْتَخِيرُ الله بِرَحْمَتِهِ خِيَرَةً فِي عافِيَةٍ .

التاسع عشر: روىٰ الشّيخ الاجلّ الكامل أبو القاسم جعفر بن قولويه القمّي رحمهالله عن الصادق صلواتالله عليه أنّه قال: إذا زرتم أبا عبدالله الحسينعليه‌السلام فالزموا الصمت إِلَّا عن الخير وإنّ ملائكة اللّيل والنّهار من الحفظة يحضرون عند الملائكة الذين هم في الحائر ويصافحونهم فلا يجيبهم ملائكة الحائر من شدَّة البكاء وهم أبداً يبكون ويندبون لايفترون إِلَّا عند الزوال وعند طلوع الفجر فالحفظة ينتظرون حين يحين الظهر أو يطلع الفجر فيكالمونهم ويسألونهم عن أمور من السماء وهم لايمسكون عن الدعاء والبكاء فيما بين هاتين الفترتين. وروي أيضاً عنهعليه‌السلام : أنالله تعالىٰ قد وكَّل علىٰ قبر الحسين (صَلّواتاللهِ عَليهِ) أربعة آلاف من الملائكة شُعثٌ غبر علىٰ هيئة أصحاب العزاء يبكون عليه من طلوع الفجر إلىٰ الزوال فإذا زالت الشمس عرجوا وهبط مثلهم يبكون إلىٰ طلوع الفجر.

والأحاديث في ذلك كثيرة ويبدو من هذه الاحاديث استحباب البكاء عليه في ذلك الحرم الطاهر بل الجدير أن يعد البكاء عليه والرثاء له من أعمال تلك البقعة المباركة التي هي بيت الاحزان للشيعة الموالين. ويستفاد من حديث صفوان عن الصادقعليه‌السلام أنه لا يهناء للمر أكله وشربه لو اطَّلع علىٰ تضرّع الملائكة إلىٰالله تعالىٰ في اللّعن علىٰ قتلة أمير المؤمنين والحسينعليه‌السلام ونياح الجنِّ عليهما وبكاء الملائكة الذين هم حول ضريح الحسينعليه‌السلام وشدة حزنهم. وفي حديث عبدالله بن حماد البصري عن الصادق (صَلَواتُالله وسَلامُهُ عَلَيهِ) أنّه قال: بلغني أن قوماً من نواحي الكوفة وناساً من غيرهم ونساء يندبنه فمن بين قاري يقرأ وقاصٍّ يقصُّ أي يذكر المصائب ونادب يندب وقائل يقول المراثي. فقلت له: نعم جعلت فداك قد شهدت بعض ما

٤٩٣

تصف. فقال الحمدللهِ الذي جعل في الناس من يفد إلينا ويمدحنا ويرثي لنا وجعل عدونا من يطعن عليهم من قرابتنا أو غيرهم يهذون ويقبِّحون ما يصنعون. وقد ورد في أوائل هذا الحديث أنّه يبكيه من زاره ويحزن له من لم يزره ويحترق له من لم يشهده، ويرحمه من نظر إلىٰ قبر ابنه عند رجليه في أرض فلاة ولا حميم قربة ولاقريب، ثم منع الحق وتوازر عليه أهل الرِّدة حتىٰ قتلوه وضيَّعوه وعرضوه للسّباع ومنعوه شرب ماء الفرات الذي يشربه الكلاب وضيَّعوا حقَّ رسولالله صلي الله عليه وآله وسلم ووصيَّته به وبأهل بيته.

وروىٰ أيضاً ابن قولويه عن حارث الاعور عن أمير المؤمنين (صَلَواتُاللهِ عَليهِ) أنه قال: بأبي وأمِّي الحسين الشهيد خلف الكوفة والله كأنِّي أرىٰ وحوش الصحراء من كل نوع قد مدَّت أعناقها علىٰ قبره تبكي عليه ليلها حتىٰ الصباح فإذا كان كذلك فإيّاكم والجفاء. والاخبار في ذلك كثيرة.

العشرون: قال السيد ابن طاووس رحمهالله يستحب للمر إذا فرغ من زيارتهعليه‌السلام وأراد الخروج من الرّوضة المقدسة أن ينكب علىٰ الضريح ويُقبِّله ويقول:

السَّلامُ عَلَيْكَ يامَوْلايَ السَّلامُ عَلَيْكَ ياحُجَّةَ الله السَّلامُ عَلَيْكَ ياصَفْوَةَ الله السَّلامُ عَلَيْكَ ياخالِصَةَ الله السَّلامُ عَلَيْكَ ياقَتِيلَ الظَّماءِ السَّلامُ عَلَيْكَ ياغَرِيبَ الغُرَباءِ السَّلامُ عَلَيْكَ سَلامَ مُوَدِّعٍ لا سَئِمٍ وَلا قالٍ، فَإِنْ أَمْضِ فَلا عَنْ مَلالَةٍ وَإِنْ أُقِمْ فَلا عَنْ سُوءِ ظَنٍّ بِما وَعَدَ الله الصَّابِرِينَ، لاجَعَلَهُ الله آخِرَ العَهْدِ مِنِّي لِزِيارَتِكَ وَرَزَقَنِي الله العَوْدَ إِلىٰ مَشْهَدِكَ وَالمَقامَ بِفِنائِكَ وَالقِيامَ فِي حَرَمِكَ وَإِيَّاه أَسْأَلُ أَنْ يُسْعِدَنِي بِكُمْ وَيَجْعَلَنِي مَعَكُمْ فِي الدُّنْيا وَالآخِرةِ.

المقصد الثالث:في كيفية زيارة سيد الشهداء والعباس عليهما‌السلام

إعلم أن الزيارات المروية للحسينعليه‌السلام نوعان: فزيارات مطلقة غير مقيّدة بزمان مُعين، وزيارات مخصوصة تخص مواقيت خاصّة وسنذكر هذه الزيارات في ضمن مطالب ثلاثة:

المطلب الأول: في الزيارات المطلقة للحسين عليه‌السلام وهي كثيرة ونحن نكتفي

بعدة منها: الزيارة الأولى:

روىٰ الكليني في (الكافي) بسنده عن الحسين بن ثوير قال: كنت أنا ويونس بن

٤٩٤

ظبيان والمفضل بن عمر وأبو سلمة السراج جلوساً عند أبي عبدالله جعفر بن محمدعليه‌السلام وكان المتكلم يونس وكان أكبرنا سنّا فقال له: جعلت فداك إني أحضر مجالس هؤُلاءِ القوم يعني ولد عبّاس فما أقول؟ قال: إذا حضرتهم وذكرتنا فقل:اللّهُمَّ أَرِنا الرَّخاءَ وَالسُّرُورَ لتبلغ ماتريد من الثواب أو الرجوع عند الرجعة. فقلت: جعلت فداك إنِّي كَثِيراً ماأذكر الحسينعليه‌السلام فأي شي أقول؟ قال: تقول وتعيد ذلك "ثلاثاً":صَلّىٰ الله عَلَيْكَ ياأَبا عَبْدِ اللهِ ، فإن السلام يصل إليه من قريبٍ وبعيدٍ.

ثم قال إن أبا عبدالله عليه‌السلام لما مضىٰ بكت السماوات السبع والأَرضون السبع وما فيهن وما بينهن ومن يتقلب في الجنة والنار من خلقربنا وما يرىٰ ومالا يرىٰ بكاءً علىٰ أبي عبدالله عليه‌السلام إِلَّا ثلاثة أشياء لم تبك عليه. قلت: جُعلت فداك ماهذه الثلاثة الاشياء؟ قال: لم تبك عليه البصرة ولا دمشق ولا آل عثمان. قال قلت: جعلت فداك إنِّي أريد أن أزوره فكيف أقول وكيف أصنع؟ قال: إذا أتيت أبا عبدالله عليه‌السلام فاغتسل علىٰ شاطي الفرات ثمّ البس ثيابك الطاهرة ثمَّ امش حافياً فانك في حرم من حرمالله ورسوله بالتكبير والتهليل والتمجيد والتعظيمللهِ كَثِيراً والصلاة علىٰ محمد وأهل بيته حتىٰ تصير إلىٰ باب الحائر ثم قل:السَّلامُ عَلَيْكَ ياحُجَّةَ الله وَابْنَ حُجَّتِهِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يامَلائِكَةَ الله وَزُوَّارَ قَبْرِ ابْنِ نَبِيِّ اللهِ . ثم اخطُ عشر خُطىً ثم قف فكبر "ثلاثين" تكبيرة ثم امش إلىٰ القبر من قبل وجهه واستقبل وجهك بوجهه واجعل القبلة بين كتفيك ثم تقول:

السَّلامُ عَلَيْكَ ياحُجَّةَ الله وَابْنَ حُجَّتِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياقَتِيلَ الله وَابْنَ قَتِيلِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياثارَ الله وَابْنَ ثارِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياوِتْرَ الله المَوْتُورِ فِي السَّماواتِ وَالأَرضِ، أَشْهَدُ أَنَّ دَمَكَ سَكَنَ فِي الخُلْدِ وَاقْشَعَرَّتْ لَهُ أَظِلَّةُ العَرْشِ وَبَكىٰ لَهُ جَمِيعُ الخَلائِقِ وَبَكَتْ لَهُ السَّماواتِ السَّبْعُ وَالأَرَضُونَ السَّبْعُ وَمافِيهِنَّ وَمابَيْنَهُنَّ وَمَنْ يَتَقَلَّبُ فِي الجَنَّةِ وَالنَّار مِنْ خَلْقِ رَبِّنا وَمايُرىٰ وَمالا يُرى، أَشْهَدُ أَنَّكَ حُجَّةُ الله وَابْنُ حُجَّتِهِ وَاشْهَدُ أَنَّكَ قَتِيلُ الله وَابْنُ قَتِيلِهِ وَأَشْهَدُ أَنَّكَ ثارُ الله وَابْنُ ثارِهِ وَاشْهَدُ أَنَّكَ وِتْرُ الله المَوْتُورُ فِي السَّماواتِ وَالاَرْضِ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ

____________________

(١) ثَائِرُ الله في الأرض وَابْنُ ثَائِرِهِ.

٤٩٥

بَلَّغْتَ وَنَصَحْتَ وَوَفَيْتَ وَأَوْفَيْتَ وَجاهَدْتَ فِي سَبِيلِ الله وَمَضَيْتَ لِلَّذِي كُنْتَ عَلَيْهِ شَهِيداً وَمُسْتَشْهِداً وَشاهِداً وَمَشْهُوداً أَنا عَبْدُ الله وَمَوْلاكَ وَفِي طاعَتِكَ وَالوافِدُ إِلَيْكَ أَلْتَمِسُ كَمالَ المَنْزِلَةِ عِنْدَ الله وثَباتَ القَدَمِ فِي الهِجْرَةِ إِلَيْكَ وَالسَّبِيلَ الَّذِي لايَخْتَلِجُ دُونَكَ مِنَ الدُّخُولِ فِي كِفالَتِكَ الَّتِي أُمَرْتَ (١) بِها مِنْ أَرادَ الله بَدَأَ بِكُمْ، بِكُمْ يُبَيِّنُ الله الكَذِبَ وَبِكُمْ يُباعِدُ الله الزَّمانَ الكَلِبَ وَبِكُمْ فَتَحَ الله وَبِكُمْ يَخْتِمُ الله وَبِكُمْ يَمْحُو مايَشاءُ وَيُثْبِتُ وَبِكُمْ يَفُكُّ الذُّلَّ مِنْ رِقابِنا وَبِكُمْ يُدْرِكُ الله تِرَةَ كُلِّ مُؤْمِنٍ يُطْلَبُ بِها وَبِكُمْ تُنْبِتُ الأَرضُ أَشْجارَها وَبِكُمْ تُخْرِجُ الأَرضُ ثِمارَها وَبِكُمْ تُنْزِلُ السَّماءُ قَطْرَها وَرِزْقَها وَبِكُمْ يَكْشِفُ الله الكَرْبَ وَبِكُمْ يُنَزِّلُ الله الغَيْثَ وَبِكُمْ تُسَبِّحُ (٢) الأَرضُ الَّتِي تَحْمِلُ أَبْدانَكُمْ وَتَسْتَقِرُّ جِبالُها عَنْ مَراسِيها (٣) إِرادَةُ الرَّبّ فِي مَقادِيرِ أُمورِهِ تَهْبِطُ إِلَيْكُمْ وَتَصْدُرُ مِنْ بُيُوتِكُمْ وَالصَّادِرُ عَمَّا فُصِّلَ مِنْ أَحْكامِ العِبادِ، لُعِنَتْ اُمَّةٌ قَتَلَتْكُمْ وَاُمَّةٌ خالَفَتْكُمْ وَاُمَّةٌ جَحَدَتْ وِلايَتَكُمْ وَاُمَّةٌ ظاهَرَتْ عَلَيْكُمْ وَاُمَّةٌ شَهِدَتْ وَلَمْ تَسْتَشْهِدْ، الحَمْدُ للهِ الَّذِي جَعَلَ النَّارَ مَأْواهُمْ وَبِئْسَ وِرْدُ الوارِدِينَ وَبِئْسَ الورْدُ المَوْرُودُ وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العالَمِينَ . وقل "ثلاث مرات":

وَصَلّىٰ الله عَلَيْكَ ياأَبا عَبْدِ اللهِ . وقل "ثلاث مرات":إِنّا إِلىٰ الله مِمَّنْ خالَفَكَ بَرِيٌ .ثم تقوم فتاتي ابنه علياً وهو عند رجله فتقول:

السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ رَسُولِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ خَدِيجَةَ وَفاطِمَةَ، صَلّىٰ الله عَلَيْكَ صَلّىٰ الله عَلَيْكَ صَلّىٰ الله عَلَيْكَ، لَعَنَ الله مَنْ قَتَلَكَ .تقول ذلك "ثلاثاً"أَنا إِلىٰ الله مِنْهُمْ بَرِيٌ .ثمّ تقوم فتومي بيدك إلىٰ الشّهداء (رضيالله عنهم) وتقول:

____________________

(١) أَمَرْتَ.

(٢) تَسِيخُ.

(٣) عَنْ مَرَاسِيها.

٤٩٦

السَّلامُ عَلَيْكُمْ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ فُزْتُمْ وَ الله فُزْتُمْ وَ الله فُزْتُمْ وَ الله فَلَيْتَ أَنِّي مَعَكُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً .ثم تدور فتجعل قبر أبي عبدالله عليه‌السلام بين يديك أي تقف خلف القبر المطهر فتصلي ست ركعات وقد تمت زيارتك فإن شئت فانصرف.أقول : قد روىٰ أيضاً هذه الزيارة الشيخ الطوسي في التهذيب والصدوق في كتاب من لايحضره الفقيه. وقال الصدوق إنِّي قد ذكرت في كتابي المزار و المقتل أنواعاً من الزيارات وانتخبت هذه الزيارة لهذا الكتاب فإنّها أصحُّ الزيارات عندي روايةً وهي تكفينا وتفي بالمقصود انتهى.

الزيارة الثانية:

روىٰ الشيخ الكليني عن الإمام علي النقيعليه‌السلام قال: تقول عند الحسينعليه‌السلام :

السَّلامُ عَلَيْكَ ياأَبا عَبْدِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياحُجَّةَ الله فِي أَرْضِهِ وَشاهِدَهُ عَلىٰ خَلْقِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ رَسُولِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ عَلِيٍّ المُرْتَضى، السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ وَأَمَرْتَ بِالمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ المُنْكَرِ وَجاهَدْتَ فِي سَبِيلِ الله حَتَّىٰ أَتاكَ اليَقِينُ فَصَلَّىٰ الله عَلَيْكَ حَيّاً وَمَيِّتاً. ثم تضع خدّك الأيمن علىٰ القبر وتقول:أَشْهَدُ أَنَّكَ عَلىٰ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكَ جِئْتُ مُقِرَّا بِالذُّنُوبِ لِتَشْفَعَ لِي عِنْدَ رَبِّكَ يابْنَ رَسُولِ اللهِ .

ثم تذكر الأئمةعليهم‌السلام بأسمائهم واحداً واحداً وقل:أَشْهَدُ أَنَّكُمْ حُجَجُ اللهِ ، ثم قل:أُكْتُبْ لِي عِنْدَكَ مِيثاقاً وَعَهْداً إِنِّي أَتَيْتُكَ مُجَدِّداً المِيثاقَ فَاشْهَدْ لِي عِنْدَ رَبِّكَ إِنَّكَ أَنْتَ الشَّاهِدُ.

الزيارة الثالثة:

هي مارواها ابن طاووس في المزار، وروىٰ لها فضلاً كَثِيراً قال بحذف الاسناد عن جابر الجعفي قال: قال الصادقعليه‌السلام لجابر: كم بينك وبين قبر الحسينعليه‌السلام : قال قلت: بأبي أنت وأُمِّي يوم وبعض يوم آخر قال فتزوره؟ فقال: نعم قال فقال: ألا أبشّرك؟ ألا أفرحك ببعض ثوابه؟ قلت: بلىٰ جعلت فداك. قال فقال لي: إن الرجل منكم ليأخذ في جهازه ويتهيّأ لزيارته فيتباشر به أهل السماء فإذا

٤٩٧

خرج من باب منزله راكباً أو ماشياً وكَّلالله به أربعة آلاف من الملائكة يصلُّون عليه حتىٰ يوافي الحسينعليه‌السلام ، يامفضل إن أتيت قبر الحسين بن علي عليهما السَّلام فقف بالباب وقل هذه الكلمات فإن لك بكل كلمة كِفلاً من رحمةاللهِ . فقلت: ماهي جُعلت فداك؟ قال: تقول:

السَّلامُ عَلَيْكَ ياوارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ الله ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياوارِثَ نُوحٍ نَبِيِّ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياوارِثَ إِبْراهِيمَ خَلِيلِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياوارِثَ مُوسىٰ كَلِيمِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياوارِثَ عِيسىٰ رُوحِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياوارِثَ مُحَمَّدٍ سَيِّدِ رُسُلِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياوارِثَ عَلِيٍّ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَخَيْرِ الوَصِيِّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياوارِثَ الحَسَنِ الرَّضِيِّ الطَّاهِرِ الرَّاضِي المَرْضِيِّ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الصِّدِّيقُ الاَكْبَرُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الوَصِيُّ البَرُّ التَّقِيُّ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلىٰ الأَرواحِ الَّتِي حَلَّتْ بِفِنائِكَ وَأَناخَتْ بِرَحْلِكَ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلىٰ المَلائِكَةِ الحافِّينَ بِكَ. أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ وَأَمَرْتَ بِالمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ المُنْكَرِ وَجاهَدْتَ المُلْحِدِينَ وَعَبَدْتَ الله حَتّىٰ أَتاكَ اليَقِينُ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَ رَحْمَةُ الله وَ بَرَكاتُهُ .ثمّ تسعىٰ إلىٰ القبر فلك بكل قدمٍ رفعتها أو وضعتها كثواب المتشحط بدمه في سبيلالله فإذا وصلت إلىٰ القبر ووقفت عنده فأمرر عليه يدك وقل:السَّلامُ عَلَيْكَ ياحُجَّةَ الله فِي أَرْضِهِ، ثم تمضي إلىٰ صلاتك ولك بكل ركعة ركعتها عنده كثواب من حجّ ألف حجة واعتمر ألف عمرة وأعتق ألف رقبةٍ وكأنّما وقف في سبيلالله "ألف مرّة" مع نبي مرسل. الخبر.

وقد مرّت هذه الرواية مع اختلافٍ يسير في آداب زيارة الحسينعليه‌السلام علىٰ رواية مفضل بن عمر.

الزيارة الرابعة:

عن معاوية بن عمّار قال: قلت لابي عبدالله عليه‌السلام ماأقول إذا أتيت قبر الحسينعليه‌السلام ؟ قال: قل:السَّلامُ عَلَيْكَ ياأَبا عَبْدِ الله صَلّىٰ الله عَلَيْكَ ياأَبا عَبْدِ الله

٤٩٨

رَحِمَكَ الله ياأَبا عَبْدِ اللهِ ، لَعَنَ الله مَنْ قَتَلَكَ وَلَعَنَ الله مَنْ شَرِكَ فِي دَمِكَ وَلَعَنَ الله مَنْ بَلَغَهُ ذلِكَ فَرَضِيَ بِهِ، أَنا إِلىٰ الله مِنْ ذلِكَ بَرِيٌ.

الزيارة الخامسة:

بسند معتبر عن الكاظمعليه‌السلام أنه قال لابراهيم بن أبي البلاد: ماذا تقول إذا زرت الحسينعليه‌السلام ؟ فأجاب: أقول:

السَّلامُ عَلَيْكَ ياأَبا عَبْدِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ رَسُولِ الله أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ وَأَمَرْتَ بِالمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ المُنْكَرِ وَدَعَوْتَ إِلىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ الَّذِينَ سَفَكُوا دَمَكَ وَاسْتَحَلُّوا حُرْمَتَكَ مَلْعُونُونَ مَعَذَّبُونَ عَلىٰ لِسانِ داوُدَ وَعِيسىٰ بْنِ مَرْيَمَ ذلِكَ بِما عَصَوْا وَكانُوا يَعْتَدُونَ. فقالعليه‌السلام : بلى.

الزيارة السادسة:

عن عمّار عن الصادقعليه‌السلام قال: تقول إذا انتهيت إلىٰ قبرهعليه‌السلام :

السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ رَسُولِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ ياأَبا عَبْدِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياسَيِّدَ شَبابِ أَهْلِ الجَنَّةِ وَ رَحْمَةُ الله وَ بَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يامَنْ رِضاهُ مِنْ رِضىٰ الرَّحْمنِ وَ سَخَطُهُ مِنْ سَخَطِ الرَّحْمنِ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياأَمِينَ الله وَ حُجَّةَ الله وَ بابَ الله وَ الدَّلِيلَ عَلىٰ الله وَ الدَّاعِيَ إِلىٰ اللهِ ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ حَلَّلْتَ حَلالَ الله وَحَرَّمْتَ حَرامَ الله وَأَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ وَأَمَرْتَ بِالمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ المُنْكَرِ وَدَعَوْتَ إِلىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ وَمَنْ قُتِلَ مَعَكَ شُهَداءُ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّكُمْ تُرْزَقُونَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ قاتِلَكَ فِي النَّارِ أَدِينُ الله بِالبَرائةِ مِمَّنْ قَتَلَكَ وَمِمَّنْ قاتَلَكَ وَشايَعَ عَلَيْكَ وَمِمَّنْ جَمَعَ عَلَيْكَ وَمِمَّنْ سَمِعَ صَوْتَكَ وَلَمْ يُعِنْكَ يالَيْتَنِي كُنْتُ مَعَكُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً.

٤٩٩

الزيارة السابعة:

روىٰ الشيخ في المصباح عن صفوان(١) قال: استأذنت الصادقعليه‌السلام لزيارة مولاي الحسينعليه‌السلام وسألته أن يعرِّفني ماأعمل عليه فقال: ياصفوان صُمْ ثلاثة أيام قبل خروجك واغتسل في اليوم الثالث ثم اجمع إليك أهلك ثم قل:اللّهُمَّ إِنِّي اسْتَوْدِعُكَ ... الدعاء، ثم علمه دعاءً يدعو به إذا أتىٰ الفرات ثم قال: ثم اغتسل من الفرات فإنّ أبي حدّثني عن آبائهعليه‌السلام قال: قال رسولالله صلي الله عليه وآله وسلم : إن ابني هذا الحسينعليه‌السلام يقتل بعدي علىٰ شاطي الفرات فمن زاره واغتسل من الفرات تساقطت خطاياه كهيئة يوم ولدته أُمه فإذا اغتسلت فقل في غُسلك:

بِسْمِ الله وَ بِالله اللّهُمَّ اجْعَلْهُ نُوراً وَطَهُوراً وَحِرْزاً وَشِفاءاً مِنْ كُلِّ داءٍ وَسُقْمٍ وَ آفَةٍ عاهَةٍ، اللّهُمَّ طَهِّرْ بِهِ قَلْبِي وَاشْرَحْ بِهِ صَدْرِي وَسَهِّلْ لِي بِهِ أَمْرِي ، فاذا فرغت من غسلك فالبس ثوبين وصلّ ركعتين خارج المشرعة وهو المكان الذي قالالله تعالى:( وَفِي الأَرضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ وَجَنَّاتُ مِنْ أَعْنابٍ وَزَرْعٍ وَنَخِيلٍ صِنْوانٌ وَغَيْرِ صِنْوانٍ يُسْقىٰ بِماءٍ واحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَها عَلىٰ بَعْضٍ فِي الاُكُلِ ) .

فاذا فرغت من صلاتك فتوجه نحو الحائر وعليك السكينة والوقار وقصر خطاك فإنالله تعالىٰ يكتب لك بكل خطوة حجة وعمرة وصر خاشعاً قلبك باكيةً عينك وأكثر من التكبير والتهليل والثناء علىٰالله عز وجل والصلاة علىٰ نبيهصلي الله عليه وآله وسلم والصلاة علىٰ الحسينعليه‌السلام خاصة ولعن من قتله والبراءة ممّن أسس ذلك عليه، فإذا أتيت باب الحائر فقف وقل:

الله أَكْبَرُ كَبِيراً وَالحَمْدُ للهِ كَثِيراً وَسُبْحانَ الله بُكْرَةً وَأَصِيلاً الحَمْدُ للهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدانا اللهِ ، لَقَدْ جأَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالحَقِّ . ثُمَّ قل:السَّلامُ عَلَيْكَ يارَسُولَ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يانَبِيَّ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياخاتَمِ النَّبِيِّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياسَيِّدَ المُرْسَلِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياحَبِيبَ الله السَّلامُ عَلَيْكَ ياأَمِيرِ المُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياسَيِّدَ الوَصِيِّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياقائِدَ الغُرِّ المُحَجَّلِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَ عَلىٰ الأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِكَ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياوَصِيَّ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ

____________________

(١) أقولُ : هذه الزيارات الثلاث مروية عن كتاب المزار لابن قولويه منه.

٥٠٠