مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات0%

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات مؤلف:
الناشر: مؤسسة الأعلمي
تصنيف: متون الأدعية والزيارات
الصفحات: 836

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ عباس القمي
الناشر: مؤسسة الأعلمي
تصنيف: الصفحات: 836
المشاهدات: 463739
تحميل: 19072

توضيحات:

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 836 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 463739 / تحميل: 19072
الحجم الحجم الحجم
مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات

مؤلف:
الناشر: مؤسسة الأعلمي
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

أَيُّها الصِّدِّيقُ الشَّهِيدُ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يامَلائِكَةَ الله (١) المُقِيمِينَ فِي هذا المَقامِ الشَّرِيفِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يامَلائِكَةَ رَبِّي المُحْدِقِينَ بِقَبْرِ الحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ مِنِّي أَبَداً مابَقِيتُ وَبَقِيَ اللَيْلُ وَالنَّهارِ. ثم تقول:السَّلامُ عَلَيْكَ ياأَبا عَبْدِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ رَسُولِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ، عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ المُقِرُّ بِالرِّقِّ وَالتَّارِكُ لِلْخِلافِ عَلَيْكُمْ وَالمُوالِي لِوَلِيِّكُمْ وَالمُعادِي لِعَدُوِّكُمْ قَصَدَ حَرَمَكَ وَاسْتَجارَ بِمَشْهَدِكَ وَتَقَرَّبَ إِلَيْكَ بِقَصْدِكَ، أَأَدْخُلُ يارَسُولَ الله ؟ أَأَدْخُلُ يانَبِيَّ الله ؟ أَأَدْخُلُ ياأَمِيرَ المُؤْمِنِينَ؟ أَأَدْخُلُ ياسَيِّدَ الوَصِيِّينَ؟ أَأَدْخُلُ يافاطِمَةُ سَيِّدَةُ نِساءِ العالَمِينَ؟ أَأَدْخُلُ يامَوْلايَ ياأَبا عَبْدِ الله ؟ أَأَدْخُلُ يامَوْلايَ ياْبَن رَسُولَ اللهِ ؟ فإن خشع قلبك ودمعت عينك فهو علامة الاذن، ثم ادخل وقل:الحَمْدُ للهِ الواحِدِ الاَحَدِ الفَرْدِ الصَّمَدِ الَّذِي هَدانِي لِولايَتِكَ وَخَصَّنِي بِزِيارَتِكَ وَسَهَّلَ لِي قَصْدَكَ.

ثم ائت باب القُبّة وقف من حيث يلي الرأس وقل:

السَّلامُ عَلَيْكَ ياوارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ الله ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياوارِثَ نُوحٍ نَبِيِّ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياوارِثَ إِبْراهِيمَ خَلِيلِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياوارِثَ مُوسىٰ كَلِيمِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياوارِثَ عِيسىٰ رُوحِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياوارِثَ مُحَمَّدٍ حَبِيبِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياوارِثَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ (٢) عَلَيْهِ السَّلامُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ مُحَمَّدٍ المُصْطَفى، السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ عَلِيٍّ المُرْتَضى، السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ فاطِمَةَ الزَهْراءِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ خَدِيجَةَ الكُبْرى، السَّلامُ عَلَيْكَ ياثارَ الله وَابْنَ ثارِهِ وَالوِتْرَ المَوْتُورَ. أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ وَأَمَرْتَ بِالمَعْروفِ وَنَهَيْتَ عَنِ المُنْكَرِ وَأَطَعْتَ الله وَ رَسُولَهُ حَتّىٰ أَتاكَ اليَقِينُ، فَلَعَنَ الله اُمَّةً قَتَلَتْكَ وَلَعَنَ الله اُمَّةً ظَلَمَتْكَ وَلَعَنَ الله اُمَّةً سَمِعَتْ بِذلِكَ فَرِضِيَتْ بِهِ يا

____________________

(١) يَا مَلَائِكَةَ رَبِّي.

(٢) أَمِير المُؤْمِنِينَ وَلِيِّ الله.

٥٠١

مَوْلايَ ياأَبا عَبْدِ الله أَشْهَدُ أَنَّكَ كُنْتَ نُوراً فِي الاَصْلابِ الشَّامِخَةِ وَالأَرحامِ المُطَهَّرَةِ لَمْ تُنَجِّسْكَ الجاهِلِيَّةُ بِأَنْجاسِها وَلْمْ تُلْبِسْكَ مِنْ مُدْلَهِمَّاتِ ثِيابِها، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ مِنْ دَعائِمِ الدِّينِ وَأَرْكانِ المُؤْمِنِينَ وَأَشْهَدُ أَنَّكَ الإمام البَرُّ التَّقِيُّ الرَّضِيُّ الزَّكِيُّ الهادِي المَهْدِيُّ وَأشْهَدُ أَنَّ الأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِكَ كَلِمَةُ التَّقْوىٰ وَأَعْلامُ الهُدىٰ وَالعُرْوَةُ الوُثْقىٰ وَالحُجَّةُ عَلىٰ أَهْلِ الدُّنْيا، وَأُشْهِدُ الله وَمَلائِكَتَهُ وَأَنْبِيائَهُ وَرُسُلَهُ أَنِّي بِكُمْ مُوْمِنٌ وَبِإِيّابِكُمْ (١) مُوقِنٌ بِشَرايِعِ دِينِي وَخَواتِيمِ عَمَلِي وَقَلْبِي لِقَلْبِكُمْ سِلْمٌ وَأَمْرِي لاَمْرِكُمْ مُتَّبَعٌ، صَلَواتُ الله عَلَيْكُمْ وَعَلىٰ أَرْواحِكُمْ وَعَلىٰ أَجْسادِكُمْ وَعَلىٰ أَجْسامِكُمْ وَعَلىْ شاهِدِكُمْ وَعَلىٰ غائِبِكُمْ وَعَلىٰ ظاهِرِكُمْ وَعَلىٰ باطِنِكُمْ.

ثم انكب علىٰ القبر و قبِّله و قل:بَأَبِي أَنْتَ وَاُمِّي يابْنَ رَسُولِ الله بِأَبِي أَنْتَ وَاُمِّي ياأَبا عَبْدِ الله لَقَدْ عَظُمَتْ الرَّزِيَّةُ وَجَلَّتِ المُصِيبَةُ بِكَ عَلَيْنا وَعَلىٰ جَمِيعِ أَهْلِ السَّماواتِ وَالأَرض، فَلَعَنَ الله اُمَّةً أَسْرَجَتْ وَأَلْجَمَتْ وَتَهَيَّأَتْ لِقِتالِكَ يامَوْلايَ ياأَبا عَبْدِ الله قَصَدْتُ حَرَمَكَ وَآتَيْتُ إِلىٰ مَشْهَدِكَ أَسْأَلُ الله بِالشَّأْنِ الَّذِي لَكَ عِنْدَهُ وَبِالمَحَلِّ الَّذِي لَكَ لَدَيْهِ أَنْ يُصَلِّيَ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ يَجْعَلَنِي مَعَكُمْ فِي الدُّنْيا وَالآخِرةِ.

ثم قُم فصلِّ ركعتين عند الراس اقرأ فيهما ماأحببت فإذا فرغت من صلاتك فقل:

اللّهُمَّ إِنِّي صَلَّيْتُ وَرَكَعْتُ وَسَجَدْتُ لَكَ وَحْدَكَ لاشَرِيكَ لَكَ لاَنَّ الصَّلاةَ وَالرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ لا يَكُونُ إِلَّا لَكَ لاَنَّكَ أَنْتَ الله لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَبْلِغْهُمْ عَنِّي أَفْضَلَ السَّلامُ وَالتَّحِيَّةِ وَارْدُدْ عَلَيَّ مِنْهُمْ السَّلامَ، اللّهُمَّ وَهاتانِ الرَّكْعَتانِ هَدِيَّةٌ مِنِّي إِلىٰ

____________________

(١) وَ بِآيَاتِكُمْ.

٥٠٢

مَوْلايَ الحُسِينِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِما السَّلامُ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَعَلَيْهِ وَتَقَبَّلْ مِنُّي وَأَجِرْنِي عَلىٰ ذلِكَ بِأَفْضَلِ أَمَلِي وَرَجائِي فِيكَ وَفِي وَلِيِّكَ ياوَلِيَّ المُؤْمِنِينَ.

ثم قم وصر إلىٰ عند رجلي القبر وقف عند رأس علي بن الحسينعليه‌السلام وقل:

السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ رَسُولِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ نَبِيِّ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ الحُسَيْنِ الشَّهِيدِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الشَّهِيدُ (١) ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها المَظْلُومُ وَابْنُ المَظْلُومُ، لَعَنَ الله أُمَّةً قَتَلَتْكَ وَلَعَنَ الله اُمَّةً ظَلَمَتْكَ وَلَعَنَ الله اُمَّةً سَمِعَتْ بِذلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ.

ثم انكب علىٰ القبر وقل:السَّلامُ عَلَيْكَ ياوَلِيَّ الله وَابْنَ وَلِيهِ لَقَدْ عَظُمَتِ المُصِيبَةُ وَجَلَّتِ الرَّزِيَّةُ بِكَ عَلَيْنا وَعَلىٰ جَمِيعِ المُسْلِمِينَ فَلَعَنَ الله اُمَّةً قَتَلَتْكَ وَ أَبْرَاُ إِلىٰ الله وَإِلَيْكَ مِنْهُمْ.

ثم اخرج من الباب الذي عند رجلي علي بن الحسينعليه‌السلام ثم توجه إلىٰ الشهداء وقل:

السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أَوْلِياء الله وَأَحِبّائهُ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أَصْفِياءَ الله وَ أَوِدَّائَهِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ ياأَنْصارَ دِينِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ ياأَنْصارَ رَسُولِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أَنْصارَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ ياأَنْصارَ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ ياأَنْصارَ أَبِي مُحَمَّدٍ الحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الوَلِيِّ (٢) النَّاصِحِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ ياأَنْصارَ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، بِأَبِي أَنْتُمْ وَاُمِّي طِبْتُمْ وَطابَتِ الأَرضُ الَّتِي (٣) فِيها دُفِنْتُمْ وَفُزْتُمْ فَوْزاً عَظِيماً فَيالَيْتَنِي كُنْتُ مَعَكُمْ فَأَفُوزَ مَعَكُمْ. ثم عد إلىٰ عند راس الحسينعليه‌السلام وأكثر من الدّعاء لك ولاهلك ولوالديك ولاخوانك فإن مشهده لا ترد فيه دعوة داع ولا سؤال سائل.

____________________

(١) ليس في النسخ الموجودة عندنا من المصباح بعد الشهيد و ابن الشهيد، ولكن ذلك موجود في كتب العلامة المجلسي رحمه الله. (منه).

(٢) الزَّكِي.

(٣) التي أَنْتُمْ فِيها.

٥٠٣

أقول: تعرف هذه الزيارة باسم زيارة وارث وهي مأخوذة عن كتاب مصباح المتهجد للطوسي وهو من أرقىٰ الكتب المعتبرة المشهورة في الاوساط العلمية وقد اقتطفت هذه الزيارة نصاً عن ذلك المأخذ الشريف من دون واسطة أتكل عليها فكانت كلمة الختام لزيارة الشهداء هي:فَيالَيْتَنِي كُنْتُ مَعَكُمْ فَأَفُوزَ مَعَكُمْ. فالزيادة التي ذيلت بها هذه الزيارة وهي:فِي الجِنانِ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ اُولئِكَ رَفِيقاً، السَّلامُ عَلىٰ مَنْ كانَ فِي الحائِرِ مِنْكُمْ وَعَلىٰ مَنْ لَمْ يَكُنْ فِي الحائِرِ مَعَكُمْ ... الخ، إنّما هي خروج عن الماثور ودس في الحديث.

قال شيخنا في كتابه الفارسي لؤلؤ ومرجان: إن هذه الكلمات التي ذيّلت بها هذه الرواية إنما هي بدعة في الدّين وتجاسر علىٰ الإمامعليه‌السلام بالزيادة فيما صدر منه وفوق ذلك فهي تحتوي علىٰ أباطيل وأكاذيب بينة الكذب والغريب المدهش أنها تنبث بين الناس وتذيع حتىٰ تهتف بها في كل يوم وليلة عدّة آلاف مرة في مرقد الحسينعليه‌السلام وبمحضر من الملائكة المقرّبين وفي مطاف الأنبياء والمرسلين عليهم السلام ولامنكر ينكرها أو رادع يردع عن الكذب والعصيان. فآل الأمر الىٰ أن تدون هذه الاباطيل وتطبع في مجاميع من الادعية والزيارات يجمعها الحمقىٰ من عموم الناس فتزعمها كتاباً فتجعل لها اسما من الاسماء ثم تتلاقفها المجاميع فتسري من مجموعة أحمق إلىٰ مجموعة أحمق آخر. وتتفاقم المشكلة فيلتبس الأمر علىٰ بعض طلبة العلم والدّين وإني صادفت طالباً من طلبة العلم والدين وهو يزور الشهداء بتلك الاباطيل القبيحة فمسست كتفه فالتفت إليّ فخاطبته قائلاً: ألا يشنع من الطالب أن ينطق بمثل هذه الاباطيل في مثل هذا المحضر المقدس؟ قال: أليست هي مرويّة عن الإمامعليه‌السلام فتعجّبت لسؤاله وأجبته بالنفي. قال: فإني قد وجدتها مدوّنة في بعض الكتب فسألته عن الكتاب فأجاب كتاب مفتاح الجنان. فسكتّ عنه فإنه لايليق أن يكالم المرء رجلاً أدّت به الغفلة والجهل إلىٰ أن يعد المجموعة التي جمعها بعض العوام من الناس كتاباً من الكتب ويستند إليه مصدراً لما يقول ثم بسط الشيخ رحمهالله كلامه في هذا المقام وقال: إنّ عدم ردع العوام عن نظائر هذه الامور غير الهامة والبدع الصغيرة كغسل أويس القرن وأبي الدرداء وهو التابع المخلص لمعاوية وصوم الصّمت بأن يتمالك المرء عن التكلّم بشيء في اليوم كلّه وغير ذلك من البدع التي لم يردع عنه رادع ولم ينكره منكر قد أورثت الجرأة والتطاول ففي كل شهر من الشهور وفي كل سنة من السنين يظهر للنّاس نبيّ أو إمام

٥٠٤

جديد فترىٰ الناس يخرجون من دينالله أفواجاً انتهى.وأقول : أنا الفقير لاحظ هذا القول وأنعم النظر فيه أنّه القول الصادر وعن عالم جليل واقف علىٰ ذوق الشريعة المقدسة واتجاهها في سننها وأحكامها وهو يبدي بوضوح مبلغ اهتمام هذا العالم الجليل بالأمر ويكشف عمّا يكظمه في الفؤاد من الكآبة والهم، فهو يعرف مساوئه وتبعاته علىٰ النّقيض من المحرومين عن علوم أهل البيتعليهم‌السلام المقتصرين علىٰ العلم بضغث من المصطلحات والالفاظ فهم لايعبأون بذلك ولايبالون بل تراهم بالعكس يصحّحونه ويصبّونه ويجرون عليه في الاعمال فيستفحل الخطب ويعاف كتاب (مصباح المتهجد) و(الاقبال) و(مهج الدعوات) و(جمال الاسبوع) و(مصباح الزائر) و(البلد الامين) و(الجنة الواقية) و(مفتاح الفلاح) و(المقباس) و(ربيع الاسابيع) و(التحفة) و(زاد المعاد)، ونظائرها فيستخلفها هذه المجاميع السخيفة فيدس فيها في (دعاء المجير) وهو دعاء من الادعية الماثورة المعتبرة الكلمة بعفوك في "سبعين" موضعاً فلم ينكرها منكر. و(دعاء الجوشن الكبير) الحاوي علىٰ مئة فصل يبدع لكلّ فصل من فصوله أثراً من الاثار ومع مابلغتنا من الدعوات المأثورة ذات المضامين السامية والكلمات الفصيحة البليغة يصاغ دعاء سخيف غاية السخف فيسمّىٰ بدعاء الحُبّي فينزّل من شرفات العرش فيفتري له من الفضل مايدهش المرء ويبهته من ذلك والعياذبالله : أن جبرائيل بلَّغ النبي محمداًصلي الله عليه وآله وسلم أنالله تعالىٰ يقول: إني لاأعذب عبداً يجعل معه هذا الدعاء وإن استوجب النار وأنفق العمر كله في المعاصي ولم يسجد لي فيه سجدة واحدة إنني أمنحه أجر سبعين ألف نبيّ وأجر سبعين ألف زاهد وأجر سبعين ألف شهيد وأجر سبعين ألف من المصلّين وأجر من كسىٰ سبعين ألف عريان وأجر من أشبع سبعين ألف جائع ووهبته من الحسنات عدد حصىٰ الصحارىٰ وأعطيته أجر سبعين الف بقعة من الأَرض وأجر خاتم النبوّة لنبيناصلي الله عليه وآله وسلم وأجر عيسىٰ روحالله وإبراهيم خليلالله وأجر إسماعيل ذبيحالله وموسىٰ كليمالله ويعقوب نبيالله وآدم صفيّالله و جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل و عزرائيل و الملائكة. يامحمد من دعا بهذا الدعاء العظيم (دعاء الحبّى) أو جعله معه غفرت له واستحييت أن أعذّبه... الخ.

وجدير بالمرء أن يستبدل الضحك علىٰ هذه المفتريات الغريبة بالبكاء علىٰ كتب الشيعة ومؤلفاتهم، الكتب القيّمة التي بلغت الرتبة السامية ضبطاً وصحّة وإتقاناً فكانت لايستنسخها في الغالب إِلَّا رجال من أهل العلم والدين فيقابلونها بنسخ نسختها أيدي أهل العلم وصحّحها العلماء وكانوا يلمحون في الهامش إلىٰ ماعساه يوجد من

٥٠٥

الاختلاف بين النسخ. ومن نماذج ذلك أنا نرىٰ في دعاء مكارم الاخلاق كلمة: وبلّغ بإيماني، فيرد في الهامش أن في نسخة ابن اشناس: وأبلغ بإيماني، وفي رواية ابن شاذان:اللّهُمَّ أبلغْ إيماني.

وقد نرىٰ الاشارة إلىٰ أنّ الكلمة وجدت بخط ابن سكون هكذا وبخط الشهيد هكذا فهذه هي المرتبة الرفيعة التي نالتها كتب الشيعة ضبطاً وإتقانا وهذا مبلغ مابذلوه من الجهد في مداقتها وتصحيحها والان نجدها قد عفيت وتركت فاستخلفها كتاب (مفتاح الجنان) الذي وقفت علىٰ نزر من صفتها فيكون هو الكتاب الوحيد الذي تتداوله الايدي ويرجع إليه العوام والخواص والعرب والعجم وماذلك إِلَّا لان أهل العلم والدين لايبالون بالاحاديث والروايات ولايراجعون كتب علماء أهل البيت الطَّاهرين وفقهائهم ولاينكرون علىٰ أشباه هذه البدع والزوائد وعلىٰ دسّ الدسّاسين والوضّاعين وتحريف الجاهلين ولايصدون من لايرونه أهلاً ولا يردعون الحمقىٰ فيبلغ الأمر حيث تلفق الادعية بما تقتضيه الاذواق أو يصاغ زيارات ومفجعات وصلوات ويطبع مجاميع عديدة من الادعية المدسوسة وينتج أفراخ بكتاب (المفتاح) وتعم المشكلة فيروج الدسّ والتحريف ونراهما يسيران من كتب الادعية إلىٰ سائر الكتب والمؤلفات فتجد مثلا كتابي الفارسي المسمىٰ (منتهىٰ الامال) المطبوع حديثاً قد عبث فيه الكاتب بما يلائم ذوقه وفكره ومن نماذج ذلك ان الكاتب دسّ كلمة (الحمدلله ) في أربعة مواضع خلال سطرين من الكتاب فقد كتب في حال مالك بن يسر اللعين: أنّه قد شُلت يداه بدعاء الحسينعليه‌السلام (الحمدلله ) فكانتا في الصيف كخشبتين يابستين (الحمدلله ) وفي الشتاء يتقاطر منهما الدم (الحمدلله ) فكان عاقبة أمره خسراً (الحمدلله )، ودس أيضاً في بعض المواضع كلمة السيدة (خانم) عقيب اسم زينب وأُم كلثوم تجليلاً لهما واحتراما وكأنّ الكاتب معادياً لحميد بن قحطبة فحرف اسمه إلىٰ حميد بن قحبة ثم احتاط‍ احتياطاً فأشار في الهامش إلىٰ أن في بعض النّسخ حميد بن قحطبة واستصوب أن يكتب الاسم عبدالله عوض عبد ربّه والاسم زحر بن القيس وهو بالحاء المهملة التزم أن يسجله بالجيم أينما وجده وخطأ كلمة أُمّ سلمة فسجلها أمّ السّلمة ماوسعه ذلك، والغاية التي توخيتها بعرض هذه النماذج من التحريف هي بيان أمرين: أولاً فلاحظ هذا الكاتب انه لم يجرِ ماأجراه من الدّس والتحريف إِلَّا وهو يزعم بفكره وذوقه أنّ في الكتاب نقصاً يجب أن يزال وليس النقص والوهن إِلَّا ما يجريه من التحريف فلنقس علىٰ ذلك الزيادات التي يبعثنا الجهل علىٰ اضافتها إلىٰ الادعية والزيارات والتغييرات والتصرفات التي تقتضيها طباعنا وأذواقنا الناقصة زعما أنّها تزيد الادعية والزيارات

٥٠٦

كمالاً وبهاءً وهي تنتزع منه الكمال والبهاء وتسلبها الاعتبار عند أهلها العارفين.

فالجدير أن نتحافظ علىٰ نصوصها المأثورة فيجزي عليها لانزيد فيها شَيْئاً ولانحرف منها حرفاً ولنلاحظ ثانياً الكتاب الذي تكلمنا عنه أنّه كتاب لمؤلف حي يراقب كتابه ويترصّد له يجري فيه من التّحريف والتّشويه نظائر ماذكرت فكيف القياس في سائر الكتب والمؤلفات وكيف يجوز الاعتماد علىٰ الكتب المطبوعة إِلَّا إذا كانت من المؤلفات المشهورة للعلماء المعروفين وعرضت علىٰ علماء الفن فصدّقوها وأمضوها. وقد روي في ترجمة الثقة الجليل الفقيه المقدّم في أصحاب الأئمةعليهم‌السلام يونس بن عبد الرحمن أنّه كان قد عمل كتاباً في أعمال اليوم والليلة فعرضه أبو هاشم الجعفري علىٰ الإمام العسكريعليه‌السلام فتصّفحهعليه‌السلام كله ثم قال: هذا ديني ودين آبائي كلّه وهو الحقّ كله. فهذا أبو هاشم الجعفري أراد الجري علىٰ كتاب يونس فلم يعتمد علىٰ سعة علم يونس وفقاهته وجلاله والتزامه بدينه حتّىٰ عرض الكتاب علىٰ الإمامعليه‌السلام واستعلم رأيه فيه. وروي أيضاً عن بورق الشنجاني الهروي وكان معروفاً بالصدق والصلاح والورع أنه وافىٰ الإمام العسكريعليه‌السلام في سامراء وعرض عليه كتاب اليوم والليلة الذي ألفه الشيخ الجليل فضل بن شاذان وقال: جعلت فداك أردت أن تطالع هذا الكتاب وتصفّحه قالعليه‌السلام : هذا صحيح ينبغي أن نعمل به. إلىٰ غير ذلك من الروايات في هذا الباب وإنّي قد قدمت علىٰ تأليف هذا الكتاب وإنّي واقف علىٰ طباع الناس في هذا العصر وعدم اهتمامهم لنظائر هذه الامور وإنما ألفته إتماما للحجّة عليهم فجددت واجتهدت في أخذ الادعية والزيارات الواردة في هذا الكتاب عن مصادرها الاصيلة وعرضها علىٰ نسخ عديدة كما بذلت أقصىٰ الجهد في تصحيحها واستخلاصها من الاخطاء كي يثق به العامل ويسكن إليه إن شاءالله ولكن الشرط هو أن لا يحرّفه الكاتب والمستنسخ وأن يتخلّىٰ القاري عمّا يقتضيه طبعه وذوقه من التغيير. وروىٰ الكليني (رضيالله عنه) عن عبد الرحمن القصير قال: دخلت علىٰ الصادق (صَلَواتُالله وسَلامُهُ عَلَيهِ) فقلت: جعلت فداك إنّي اخترعت دعاءً. قال: دعني من اختراعك. فأعرضعليه‌السلام عن اختراعه ولم يسمح أن يعرض عليه. ثم أنعم عليه بتعليمه عملاً ينبغي أن يؤدّيه. وروىٰ الصدوق عطرالله مرقده عن عبدالله بن سنان قال: قال الصادقعليه‌السلام : سيصيبكم شبهة فتبقون بلا علم يُرىٰ ولا إمام هدىٰ ولا ينجو منها إِلَّا من دعا بدعاء الغريق. قلت: وكيف دعاء الغريق؟ قال: تقول:يا الله يا رَحْمانُ يا رَحِيمُ يا مُقَلِّبَ القُلُوبِ ثَبِّتْ

٥٠٧

قَلْبِي عَلىٰ دِينِكَ . فقلت:يامُقَلِّبَ القُلُوبِ وَالاَبْصارِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلىٰ دِينِكَ .فقال: إنالله عزَّ وجلَّ مقلب القلوب والابصار، ولكن قل كما أقول:يامُقَلِّبَ القُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلىٰ دِينِكَ. وحسب العابثين بالدعوات إضافةً وتحريفاً بما تقتضيه أذواقهم وطبائعهم التأمّل في هاتين الروايتين والله العاصم.

المطلب الثاني:في زيارة العباس بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام

روىٰ الشيخ الاجل جعفر بن قولويه القمّي بسند معتبر عن أبي حمزة الثمالي عن الصادقعليه‌السلام قال: إذا أردت زيارة قبر العباس بن علي وهو علىٰ شط الفرات بحذاء الحائر فقف علىٰ باب السقيفة (الروضة) وقل:

سَلامُ الله وَسَلامُ مَلائِكَتِهِ المُقَرَّبِينَ وَأَنْبِيائِهِ المُرْسَلِينَ وَعِبادِهِ الصَّالِحِينَ وَجَمِيعِ الشُّهَداء وَالصِّدِّيقِينَ وَالزَّاكِياتُ الطَّيِّباتُ فِيما تَغْتَدِي وَتَرُوحُ عَلَيْكَ يابْنَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ أَشْهَدُ لَكَ بِالتَّسْلِيمِ وَالتَّصْدِيقِ وَالوَفاءِ وَالنَّصِيحَةِ لِخَلَفِ النَّبِيِّ صَلّىٰ الله عَلَيْهِ وَآلِهِ المُرْسَلِ وَالسِّبْطِ المُنْتَجَبِ وَالدَّلِيلِ العالِمِ وَالوَصِيِّ المُبَلِّغِ وَالمَظْلُومِ المُهْتَضَمِ، فَجَزاكَ الله عَنْ رَسُولِهِ وَعَنْ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَعَنْ الحَسَنِ (١) وَالحُسَيْنِ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِمْ أَفْضَلَ الجَزاءِ بِما صَبَرْتَ وَاحْتَسَبْتَ وَأَعَنْتَ فَنِعْمَ عُقْبىٰ الدَّارِ لَعَنَ الله مَنْ قَتَلَكَ وَلَعَنَ الله مَنْ جَهِلَ حَقَّكَ وَاسْتَخَفَّ بِحُرْمَتِكَ وَلَعَنَ الله مَنْ حالَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ ماءِ الفُراتِ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قُتِلْتَ مَظْلُوما وَأَنَّ الله مُنْجِزٌ لَكُمْ ماوَعَدَكُمْ. جِئْتُكَ يابْنَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَافِداً إِلَيْكُمْ وَ قَلَبْيِ مُسَلِّمٌ لَكُمْ تابِعٌ وَأَنا لَكُمْ تابِعٌ وَنُصْرَتِي لَكُمْ مُعَدَّةٌ حَتّىٰ يَحْكُمَ الله وَ هُوَ خَيْرُ الحاكِمِينَ فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لامَعَ عَدُوِّكُمْ، إِنِّي بِكُمْ وَبِإِيَّابِكُمْ (٢) مِنَ المُؤْمِنِينَ وَبِمَنْ خالَفَكُمْ وَقَتَلَكُمْ مِنَ الكافِرِينَ قَتَلَ الله اُمَّةً قَتَلَتْكُمْ بِالاَيْدِي وَالألْسُنِ.

____________________

(١) و في مصباح الشيخ : وَ عَنْ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الحُسَيْنِ.

(٢) و بآبائكم.

٥٠٨

ثم ادخل وانكب علىٰ القبر وقل:السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها العَبْدُ الصَّالِحُ المُطِيعُ للهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأمير المُؤْمِنِينَ وَالحَسَنِ وَالحُسَيْنِ صَلّىٰ الله عَلَيْهِمْ وَسَلَّمَ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ الله وَ بَرَكاتُهُ وَ مَغْفِرَتُهُ وَ رِضْوانُهُ وَ عَلىٰ رُوحِكَ وَ بَدَنِكَ، أَشْهَدُ وَ أُشْهِدُ الله أَنَّكَ مَضَيْتَ عَلىٰ مامَضىٰ بِهِ البَدْرِيُّونَ وَالمُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ المُناصِحُونَ لَهُ فِي جِهادِ أَعْدائِهِ المُبالِغُونَ فِي نُصْرَةِ أَوْلِيائِهِ الذَّابُّونَ عَنْ أَحِبَّائِهِ ؛ فَجَزاكَ الله أَفْضَلَ الجَزاءِ وَأَكْثَرَ الجَزاءِ وَأَوْفَرَ الجَزاءِ وَأَوْفىٰ جَزاءِ أَحَدٍ مِمَّنْ وَفىٰ بِبَيْعَتِهِ وَاسْتَجابَ لَهُ دَعْوَتَهُ وَأَطاعَ وُلاةَ أَمْرِهِ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بالَغْتَ فِي النَّصِيحَةِ وَأَعْطَيْتَ غايَةَ المَجْهُودِ فَبَعَثَكَ الله فِي الشُّهَداء وَجَعَلَ رُوحَكَ مَعَ أَرْواحِ السُّعَداءِ وَأَعْطاكَ مِنْ جِنانِهِ أَفْسَحَها مَنْزِلاً وَأَفْضَلَها غُرَفاً وَرَفَعَ ذِكْرَكَ فِي عِلّيِّينَ (١) وَ حَشَرَكَ مَعَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداء وَ الصَّالِحِينَ وَ حَسُنَ اُولئِكَ رَفِيقاً، أَشْهَدُ أَنَّكَ لَمْ تَهِنْ وَلَمْ تَنْكُلْ وَأَنَّكَ مَضَيْتَ عَلىٰ بَصِيرَةٍ مِنْ أَمْرِكَ مُقْتَدِياً بِالصَّالِحِينَ وَ مُتَّبِعاً لِلْنَبِيِّينَ فَجَمَعَ الله بَيْنَنا وَبَيْنَ رَسُولِهِ وَأَوْلِيائِهِ فِي مَنازِلِ المُخْبِتِينَ فَإِنَّهُ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ. أقول : من المستحسن أن يزار بهذه الزيارة خلف القبر مستقبل القبلة كما قال الشيخ في التهذيب.

ثم ادخل فانكب علىٰ القبر وقل وأنت مستقبل القبلة:السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها العَبْدُ الصَّالِحُ.

واعلم أيضاً أنّ إلىٰ هنا تنتهي زيارة العباسعليه‌السلام علىٰ الرواية السالفة ولكن السيد ابن طاووس والشيخ المفيد وغيرهما ذيّلوها قائلين: ثم انحرف إلىٰ عند الراس فصلّ ركعتين ثم صل بعدهما مابداً لك وادعالله كَثِيراً وقل عقيب الركعات:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَلاتَدَعْ لِي فِي هذا المَكانِ المُكَرَّمِ وَالمَشْهَدِ المُعَظَّمِ ذَنْباً إِلَّا غَفَرْتَهُ وَلا هَمّاً إِلَّا فَرَّجْتَهُ وَلا مَرَضاً إِلَّا شَفَيْتَهُ وَلا عَيْباً إِلَّا سَتَرْتَهُ وَلا رِزْقاً إِلَّا بَسَطْتَهُ وَلاخَوْفاً إِلَّا آمَنْتَهُ وَلا

____________________

(١) فِي العالَمِينَ.

٥٠٩

شَمْلاً إِلَّا جَمَعْتَهُ وَلا غائِباً إِلَّا حَفِظْتَهُ وَأَدْنَيْتَهُ وَلا حاجَةً مِنْ حَوائِجِ الدُّنْيا وَالآخِرةِ لَكَ فِيها رِضىً وَلِيَ فِيها صَلاحٌ إِلَّا قَضَيْتَها ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. ثم عد إلىٰ الضريح فقف عند الرجلين وقل:السَّلامُ عَلَيْكَ ياأَبا الفَضْل العَبَّاس ابْنَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ سَيِّدِ الوَصِيِّيَن، السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ أَوَّلِ القَوْمِ إِسْلاما وَأَقْدِمِهْم إِيْمانا وَأَقْوَمُهِمْ بِدِينِ اللهِ وَ أَحْوَطِهِمْ عَلىٰ الإسْلامِ، أَشْهَدُ لَقَدْ نَصَحْتَ للهِ وَ لِرَسُولِهِ وَ لاِ خِيكَ فَنِعْمَ الاَخُ المُواسِي، فَلَعَنَ الله اُمَّةٌ قَتَلَتْكَ وَ لَعَنَ الله اُمَّةً ظَلَمَتْكَ وَ لَعَنَ الله اُمَّةً اسْتَحَلَّتْ مِنْكَ المَحارِمَ وَانْتَهَكَتْ حُرْمَةَ الإسْلامِ، فَنِعْمَ الصَّابِرُ المُجاهِدُ المُحامِي النَّاصِرُ وَالأخُ الدَّافِعُ عَنْ أَخِيهِ المُجِيبُ إِلىٰ طاعَةِ رَبِّهِ الرَّاغِبُ فِيما زَهِدَ فِيهِ غَيْرُهُ مِنَ الثَّوابِ الجَزِيلِ وَالثَّناءِ الجَمِيلِ وَ أَلْحَقَكَ الله (١) بِدَرَجَةِ آبائِكَ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ اللّهُمَّ إِنِّي تَعَرَّضْتُ لِزِيارَةِ أَوْلِيائِكَ رَغْبَةً فِي ثَوابِكَ وَ رَجاءً لِمَغْفِرَتِكَ وَجَزِيلِ إِحْسانِكَ، فَأَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ وَ أَنْ تَجْعَلَ رِزْقِي دارَّا وَعَيْشِي بِهِمْ قارَّاً وَزِيارَتِي بِهِمْ مَقْبُولَةً وَحَياتِي بِهِمْ طَيِّبَةً، وَأَدْرِجْنيِ إِدْراج المُكْرَمِينَ وَاجْعَلْنِي مِمَّنْ يَنْقَلِبُ مِنْ زِيارَةِ مَشاهِدِ أَحِبَّائِكَ مُفْلِحا مُنْجِحا قَدْ اسْتَوْجَبَ غُفْرانَ الذُّنُوبِ وَسَتْرَ العُيُوبِ وَكَشْفَ الكُرُوبِ إِنَّكَ أَهْلُ التَّقْوىٰ وَأَهْلُ المَغْفِرَةِ.

فإذا أردت وداعه فادن من القبر الشريف وودّعه بما ورد في رواية أبي حمزة الثمالي وذكره العلماء أيضا:

اسْتَوْدِعُكَ الله وَأَسْتَرْعِيكَ وَأَقْرَأُ عَلَيْكَ، السَّلامُ آمَنّا بِالله وَبِرَسُولِهِ وَبِكِتابِهِ وَبِما جاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِ اللهِ ،اللّهُمَّ فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ اللّهُمَّ لاتَجْعَلْهُ آخِرَ العَهْدِ مِنْ زِيارَتِي قَبْرَ ابْن أَخِي رَسُولِكَ صَلّىٰ الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَارْزُقْنِي زِيارَتَهُ أَبَداً ماأَبْقَيْتَنِي وَاحْشُرْنِي مَعَهُ وَمَعَ

____________________

(١) فألْحَقَكَ الله.

٥١٠

آبائِهِ فِي الجِنانِ وَعَرِّفْ بَيْنِي وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ رَسُولِكَ وَأَوْلِيائِكَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَتَوَفَّنِي عَلىٰ الإيمانِ بِكَ وَالتَّصْدِيقِ بِرَسُولِكَ وَالوِلايَةِ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طالِبٍ وَالأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ عَلَيْهِمُ، السَّلامُ وَالبَرائةِ مِنْ عَدُوِّهِمْ فَإِنِّي قَدْ رَضِيْتُ يا رَبِّي بِذلِكَ وَصَلّىٰ الله عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ. ثم ادع لنفسك ولابويك وللمؤمنين والمسلمين واختر من الدعاء ماشئتأقول : في رواية عن السجّاد (صَلَواتُالله وسَلامُهُ عَلَيهِ) قال: رحمالله العباس، فلقد آثر وفدىٰ أخاه بنفسه حتىٰ قطعت يداه فأبدلهالله عزَّ وجلَّ بهما جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنة كما جعل لجعفر بن أبي طالبعليه‌السلام وإن للعباسعليه‌السلام عندالله تبارك وتعالىٰ منزلة يغبطه بها جميع الشهداء يوم القيامة. وروي أن العباسعليه‌السلام استشهد وله من العمر أربع وثلاثون سنة، وأن أُمّه أم البنين كانت تخرج لرثاء العباسعليه‌السلام وإخوته إلىٰ البقيع فتبكي وتندب فتبكي كل من يمرّ بها ولايستغرب البكاء من الموالي فقد كانت أم البنين تبكي مروان بن الحكم إذا مر بها وشاهد شجوها وهو أكبر المعادين لآل بيت الرسولصلي الله عليه وآله وسلم . ومن قول أُمّ البنين في رثاء أبي الفضل العباس وسائر أبنائـها:

يامَنْ رَأىٰ العَبّاسَ كَرَّ عَلىٰ جَماهِيرِ النَّقَد

وَوَراهُ مِـنْ أَبْـناءِ حَيْدَرَ كُلُّ لَيْثٍ ذِي لَبَدِ

أنْـبِئْتُ أَنَّ ابْنِي أُصِيبَ بِرَأسِهِ مَقْطُوعَ يَدِ

وَيْلِي عَلىٰ شِبْلِي أَمالَ بِرَأسِهِ ضَرْبُ العَمَد

لَوْ كانَ سَيْفُكَ فِي يَدَيْكَ لَما دَنا مِنْكَ أَحَدٌ

ولها أيضــاً:

لا تَـدْعُونِّي وَيْـكِ أُمَّ الـبَنِين‌ِ

تُـذَكِّرِينِي بِـلُيُوثِ الـعَرِينِ

كـانَتْ بَـنُونَ لِـي أُدْعىٰ بِهِم‌ْ

وَالـيَوْمَ أَصْبَحْتُ وَلا مِنْ بَنِينِ

أَرْبَـعَةٌ مِـثْلُ نُـسُورِ الرُّبىٰ

قَدْ واصَلُوا المَوْتَ بِقَطْعِ الوَتِينِ

تَـنازَعَ الـخِرْصانُ أَشْـلاَهُم‌ْ

فَـكُلُّهُمْ أمْـسىٰ صَرِيعاً طَعِين

يا لَيْتَ شِعْرِي أَكَما أَخْبَرُوا

بِأَنَّ عَبَّاساً قَطِيعُ اليَميِن

المطلب الثالث:في زيارات الحُسَين عليه‌السلام المخصوصة

وهي عديدة:

الأولى : مايزار بهاعليه‌السلام في أول رجب وفي النصف منه ومن شعبان. عن

٥١١

الصادقعليه‌السلام قال: من زار الحُسَين صلواتالله عليه في أول يوم من رجب غفرالله له البتة.

وعن ابن أبي نصر قال: سألت الرضاعليه‌السلام أي الاوقات أفضل أن تزور فيه الحُسَينعليه‌السلام قال: النصف من رجب، والنصف من شعبان. وهذه الزيارة التي سنذكرها هي علىٰ رأي الشيخ المفيد والسيد ابن طاووس تخصّ اليوم الأول من رجب وليلة النصف من شعبان.

ولكن الشهيد أضاف إليها أوّل ليلة من رجب وليلة النصف منه ونهاره ويوم النصف من شعبان. فعلىٰ رأيه الشريف يزارعليه‌السلام بهذه الزيارة في ستة أوقات. وأما صفة هذه الزيارة فهي كما يلي: إذا أردت زيارتهعليه‌السلام في الاوقات المذكورة فاغتسل والبس أطهر ثيابك وقف علىٰ باب قبته مستقبلاً القبلة وسلّم علىٰ سيدنا رسولالله و علي أميرالمؤمنين و فاطمة و الحسن و الحُسَين و الأئمة (صلواتالله عليهم أجمعين) وسيأتي في الاستئذان لزيارة عرفة كيفية السَّلام عليهم عليهم السَّلام ثم ادخل وقف عند الضريح المقدّس وقل "مئة مرة":الله أَكْبَرُ . ثم قل:

السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ رَسُولِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ خاتَمِ النَّبِيِّينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ سَيِّدِ المُرْسَلِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ سَيِّدِ الوَصِيِّينَ السَّلامُ عَلَيْكَ ياأَبا عَبْدِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُسَيْنَ بْنَ عَلِيًّ السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ الله وَابْنَ وَلِيِّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفِيَّ الله وَ ابْنَ صَفِيِّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ الله وَ ابْنَ حُجَّتِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حَبِيبَ الله وَ ابْنَ حَبِيبِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا سَفِيرَ الله وَ ابْنَ سَفِيرِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياخازِنَ الكِتابِ المَسْطُورِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ التَّوْراةِ وَ الاِنْجِيلِ وَ الزَّبُورِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَمِينَ الرَّحْمنِ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياشَرِيكَ القُرْآنِ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياعَمُودَ الدِّينِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يابابَ حِكْمَةِ رَبِّ العالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا بابَ حِطَّةٍ الَّذِي مَنْ دَخَلَهُ كانَ مِنَ الامِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياعَيْبَةَ عِلْمِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يامَوْضِعَ سِرِّ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ثارَ الله وَابْنَ ثارِهِ وَ الوِتْرَ المَوْتُورِ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَ عَلىٰ الأَرواحِ الَّتِي حَلَّتْ بِفِنائِكَ وَ أَناخَتْ بِرَحْلِكَ بِأَبِي أَنْتَ وَاُمِّىٰ وَنَفْسِي ياأَبا عَبْدِ الله لَقَدْ عَظُمَتِ المُصِيبَةُ

٥١٢

وَجَلَّتِ الرَّزِيَّةُ بِكَ عَلَيْنا وَعَلىٰ جَمِيعِ أَهْلِ الإسْلامِ، فَلَعَنَ الله اُمَّةً أَسَّستْ أَساسَ الظُّلْمِ وَالجَوْرِ عَلَيْكُمْ أَهْلَ البَيْتِ وَلَعَنَ الله اُمَّةً دَفَعَتْكُمْ عَنْ مَقامِكُمْ وَأَزالَتْكُمْ عَنْ مَراتِبِكُمُ الَّتِي رَتَّبَكُمْ الله فِيها، بِأَبِي أَنْتَ وَاُمِّي وَنَفْسِي ياأَبا عَبْدِ الله أَشْهَدُ لَقَدْ اقْشَعَرَّتْ لِدِمائِكُمْ أَظِلَّةُ العَرْشِ مَعَ أَظِلَّةِ الخَلائِقِ وَبَكَتْكُمْ السَّماءُ وَالأَرضُ وَسُكّانُ الجِنانِ وَالبَرِّ وَالبَّحْرِ صَلّىٰ الله عَلَيْكَ عَدَدَ ما فِي عِلْمِ الله لَبَّيْكَ داعِيَ اللهِ ، إِنْ كانَ لَمْ يُجِبْكَ بَدَنِي عِنْدَ اسْتِغاثَتِكَ وَلِسانِي عِنْدَ اسْتِنْصارِكَ فَقَدْ أَجابَكَ قَلْبِي وَسَمْعِي وَبَصَرِي سُبْحانَ رَبِّنا إِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً. أَشْهَدُ أَنَّكَ طُهْرٌ طاهِرٌ مُطَهَّرٌ مِنْ طُهْرٍ طاهِرٍ مُطَهَّرٍ طَهُرْتَ وَطَهُرَتْ بِكَ البِلادُ وَطَهُرَتْ أَرْضٌ أَنْتَ بِها (١) وَطَهُرَ حَرَمُكَ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَمَرْتَ بِالقِسْطِ وَالعَدْلِ وَدَعَوْتَ إِلَيْهِما وَأَنَّكَ صادِقٌ صِدِّيقٌ صَدَقْتَ فِيما دَعَوْتَ إِلَيْهِ وَأَنَّكَ ثارُ الله فِي الأَرضِ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ عَنِ الله وَعَنْ جَدِّكَ رَسُولِ الله وَعَنْ أَبِيكَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَعَنْ أَخِيكَ الحَسَنِ وَنَصَحْتَ وَجاهَدْتَ فِي سَبِيلِ الله وَعَبَدْتَهُ مُخْلِصاً حَتّىٰ أَتاكَ اليَقِينُ ؛ فَجَزاكَ الله خَيْرَ جَزاءِ السَّابِقِينَ وَصَلّىٰ الله عَلَيْكَ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً، اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَصَلِّ عَلىٰ الحُسَيْنِ المَظْلُومِ الشَّهِيدِ الرَّشِيدِ قَتِيلِ العَبَراتِ وَأَسِيرِ الكُرُباتِ صَلاةً نامِيَةً زاكِيَةً مُبارَكَةً يَصْعَدُ أوّلُها وَلا يَنْفَدُ آخِرُها أفْضَلَ ماصَلَّيْتَ عَلىٰ أَحَدٍ مِنْ أَوْلادِ أَنْبِيائِكَ المُرْسَلِينَ يا إِلهَ العالَمِينَ.

ثم قبّل الضريح وضع خدك الايمن عليه ثم الايسر ثم طف حول الضريح وقبّله من جوانبه الأَربعة.

وقال المفيد رحمهالله : ثم امض إلىٰ ضريح علي بن الحُسَينعليه‌السلام وقف عليه وقل:

السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الصِّدِّيقُ الطَيِّبُ الزَّكِيُّ الحَبِيبُ المُقَرَّبُ وَابْنَ رَيْحانَةِ رَسُولِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ مِنْ شَهِيدٍ مُحْتَسِبٍ وَ رَحْمَةُ الله

____________________

(١) أَنْتَ فِيها.

٥١٣

وَ بَرَكاتُه، ماأَكْرَمَ مَقامَكَ وَأَشْرَفَ مُنْقَلَبَكَ! أَشْهَدُ لَقَدْ شَكَرَ الله سَعْيَكَ وَأَجْزَلَ ثَوابَكَ وَأَلْحَقَكَ بِالذِّرْوَةِ العالِيَةِ حَيْثُ الشَّرَفُ كُلُّ الشَّرَفِ وَفِي الغُرَفِ السَّامِيَةِ، كَما مَنَّ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَكَ مِنْ أَهْلِ البَيْتِ الَّذِينَ أَذْهَبَ الله عَنْهُمْ الرّجْسَ وَطَهَّرَهُمْ تَطْهِيراً، صَلَواتُ الله عَلَيْكَ وَ رَحْمَةُ الله وَ بَرَكاتُهُ وَ رِضْوانُهُ فَاشْفَعْ أَيُّها السَيِّدُ الطَّاهِرُ إلىٰ رَبِّكَ فِي حَطِّ الاَثْقالِ عَنْ ظَهْري وَتَخْفِيفِها عَنِّي وَارْحَمْ ذُلِّي وَخُضُوعِي لَكَ وَلِلْسَيِّدِ أَبِيكَ صَلّىٰ الله عَلَيْكُما. ثم انكب علىٰ القبر وَقل:زادَ الله فِي شَرَفِكُمْ فِي الآخِرةِ كَما شَرَّفَكُمْ فِي الدُّنْيا وَأَسْعَدَكُمْ كَما أَسْعَدَ بِكُمْ، وَأَشْهَدُ أَنَّكُمْ أَعْلامُ الدِّينِ وَنُجُومُ العالَمِينَ وَ السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُه. ثم توجه إلىٰ الشهداء وقل:السَّلامُ عَلَيْكُمْ ياأَنْصارَ الله وَأَنْصارَ رَسُولِهِ وَأَنْصارَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالِبٍ وَأَنْصارَ فاطِمَةَ وَأَنْصارَ الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ وَأَنْصارَ الإسْلامِ، أَشْهَدُ أَنَّكُمْ لَقَدْ نَصَحْتُمْ للهِ وَجاهَدْتُمْ فِي سَبِيلِهِ فَجَزاكُمُ الله عَنِ الإسْلامِ (١) وَأَهْلِهِ أَفْضَلَ الجَزاءِ، فُزْتُمْ وَ الله فَوْزاً عَظِيما يالَيْتَنِي كُنْتُ مَعَكُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيما أَشْهَدُ أَنَّكُمْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّكُمْ تُرْزَقُونَ، أَشْهَدُ أَنَّكُمْ الشُّهَداء وَالسُّعَداءُ وَأَنَّكُمُ الفائِزُونَ فِي دَرَجاتِ العُلىٰ وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ الله وَ بَرَكاتُهُ . ثم عد إلىٰ الرأس فصلّ صلاة الزياره وادع لنفسك ولوالديك ولاخوانك المؤمنين. واعلم أن السيد ابن طاووس رحمهالله قد أورد زيارة لعلي الأكبر والشهداء (قدّسالله أرواحهم) تشتمل علىٰ أسمائهم وقد أعرضنا عن ذكرها لطولها واشتهارها.

الثانية: زيارة النصف من رجب

وهي زيارة أخرىٰ غير مامرّ أوردها المفيد رحمهالله في المزار للنصف من رجب خاصة ويسمّىٰ (أي النصف من رجب ) بالغفيلة لغفلة عامة الناس عن فضله. فإذا أردت ذلك وأتيت الصحن فادخل (أي ادخل الروضة) وكبّرالله تعالىٰ "ثلاثاً " وقف

____________________

(١) مِنَ الإِسْلامِ.

٥١٤

علىٰ القبر وقل:

السَّلامُ عَلَيكُمْ ياآلَ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا صَفْوَةَ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا خِيَرَةَ الله مِنْ خَلْقِهِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ ياسادَةَ السَّاداتِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ (١) يالُيُوثَ الغاباتِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ ياسُفُنَ النَّجاةِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبا عَبْدِ الله الحُسَيْنِ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياوارِثَ عِلْمِ الأَنْبِياءِ وَرَحمَةُ الله وَبَرَكاتُه. ]السَّلامُ عَلَيْكَ ياوارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياوارِثَ نُوحٍ نَبِيِّ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياوارِثَ إِبْراهِيمَ خَلِيلِ اللهِ [(٢) ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياوارِثَ إِسْماعِيلَ ذَبِيحِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياوارِثَ مُوسىٰ كَلِيمِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياوارِثَ عِيسىٰ رُوحِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياوارِثَ مُحَمَّدٍ حَبِيبِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ مُحَمَّدٍ المُصْطَفى، السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ عَلِيٍّ المُرْتَضى، السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ فاطِمَةَ الزَهْراءِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ خَدِيجَةَ الكُبْرى، السَّلامُ عَلَيْكَ ياشَهَيدُ بْنَ الشَّهِيدِ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياقَتِيلَ بْنَ القَتِيلِ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياوَلِيَّ الله وَابْنَ وَلِيِّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياحُجَّةَ الله وَابْنَ حُجَّتِهِ عَلىٰ خَلْقِهِ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ وَأَمَرْتَ بِالمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ المُنْكَرِ وَرُزِئْتَ بِوَالِدَيْكَ (٣) وَجاهَدْتَ عَدُوَّكَ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ تَسْمَعُ الكَلامَ وَتَرُدُّ الجَوابَ وَأَنَّكَ حَبِيبُ الله وَخَلِيلُهُ وَنَجِيبُهُ (٤) وَصَفِيُّهُ وَابْنُ صَفِيِّهِ. يامَوْلايَ وَابْنَ مَوْلايَ زُرْتُكَ مُشْتاقاً فَكُنْ لِىٰ شَفِيعاً إِلىٰ الله ياسَيِّدِي وَاسْتَشْفِعُ إِلىٰ الله بِجَدِّكَ سَيِّدِالنَّبِيِّينَ وَبِأَبِيكَ سَيِّدِ الوَصِيِّينَ وَبِاُمِّكَ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمِينَ، أَلا لَعَنَ الله قاتِلِيكَ وَلَعَنَ الله ظالِمِيكَ وَلَعَنَ الله سالِبِيكَ وَمُبْغِضِيكَ مِنَ الأوّلِينَ والآخِريِن وَصَلّىٰ الله عَلىٰ سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ.

ثم قبّل القبر الطاهر وتوجّه إلىٰ قبر علي بن الحسينعليه‌السلام فزره وقل:

____________________

(١) السَّلامُ عَلَى لُيُوثِ الغابَاتِ.

(٢) ما بين المعقوفتين توجد في بعض النسخ.

(٣) وَ بَررت بوالديك.

(٤) وَ نَجِيُّهُ.

٥١٥

السَّلامُ عَلَيْكَ يامَوْلايَ وَابْنَ مَوْلايَ لَعَنَ الله قاتِلِيكَ وَلَعَنَ الله ظالِمِيكَ وَإِنِّي أَتَقَرَّبُ إِلىٰ الله بِزِيارَتِكُمْ وَبِمَحَبَّتِكُمْ وَأَبْرَأُ إِلىٰ الله مِنْ أَعْدائِكُمْ وَالسَّلامُ عَلَيْكَ يامَوْلايَ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ. ثم امض إلىٰ قبور الشهداء رضوانالله عليهم فإذا بلغتها فقف وقل:السَّلامُ عَلىٰ الأَرواحِ المُنِيخَةِ بِقَبْرِ أَبِي عَبْدِ الله الحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا طاهِرِينَ مِنَ الدَّنَسِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا مَهْدِيُّونَ (١) ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ ياأَبْرارَ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَعَلىٰ المَلائِكَةِ الحافِّينَ بِقِبُورِكُمْ أَجْمَعِينَ جَمَعَنا الله وَإِيَّاكُمْ فِي مُسْتَقَرِّ رَحْمَتِهِ وَتَحْتَ عَرْشِهِ إِنَّهُ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ والسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ. ثم امضِ إلىٰ حرم العباس بن أمير المؤمنين عليهما السَّلام فإذا بلغته فقف علىٰ باب قبته وقل:سَلامُ الله وَسَلامُ مَلائِكَتِهِ المُقَرَّبِينَ ... إلىٰ آخر ماسبق من زيارته (ص ٥٠٨).

الثالثة: زيارة النصف من شعبان

إعلم أنّه وردت أحاديث كثيرة في فضل زيارته في النصف من شعبان و يكفيها فضلاً أنّها رويت بعدّة أسناد معتبرة عن الإمام زين العابدين وعن الإمام جعفر الصادق عليهما السَّلام قالا: من أحبّ ان يصافحه مئة ألف نبي وأربعة وعشرون ألف نبي فليزر قبر أبي عبدالله الحُسَين بن عليعليه‌السلام في النصف من شعبان فإن أرواح النبيينعليهم‌السلام يستأذنونالله في زيارته فيؤذن لهم فطوبىٰ لمن صافح هؤُلاءِ وصافحوه ومنهم خمسة أولو العزم من الرسل هم نوح وإبراهيم وموسىٰ وعيسىٰ ومحمدصلي الله عليه وآله وسلم وعليهم اجمعين.

قال الرّاوي: قلنا له: مامعنىٰ أولي العزم؟ قال: بعثوا إلىٰ شرق الأَرض وغربها جنّها وإنسها. وقد وردت فيه زيارتان:فالأولى: هي ماأوردناه لزيارتهعليه‌السلام في أول يوم من رجب.والثانية: مارواه الشيخ الكفعمي في كتاب البلد الامين عن الصادقعليه‌السلام وهي كما يلي: تقف عند قبره وتقول:

الحَمْدُ للهِ العَلِيِّ العَظِيمِ وَالسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها العَبْدُ الصَّالِحِ الزَّكِيِّ

____________________

(١) يَا مَهْدِيِّينَ.

٥١٦

أُودِعُكَ شَهادَةً مِنِّي تُقَرِّبُنِي إِلَيْكَ فِي يَوْمِ شَفاعَتِكَ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قُتِلْتَ وَلَمْ تَمُتْ بَلْ بِرَجاءِ حَياتِكَ حَيِيَتْ قُلُوبُ شِيعَتِكَ وَبِضِياءِ نُورِكَ اهْتَدىٰ الطَّالِبُونَ إِلَيْكَ، وأَشْهَدُ أَنَّكَ نُورُ الله الَّذِي لَمْ يُطْفَأْ وَلايُطْفَأْ أَبَداً وأَنَّكَ وَجْهُ الله الّذِي لَمْ يُهْلَكْ وَلايُهْلَكُ أَبَداً، وأَشْهَدُ أَنَّ هذِهِ التُّرْبَةَ تُرْبَتُكَ وَهذا الحَرَمَ حَرَمُكَ وَهذاالمَصْرَعَ مَصْرَعُ بَدَنِكَ لاذَلِيلَ وَ الله مُعِزُّكَ وَ لا مَغْلُوبَ وَ الله ناصِرُكَ ؛ هذِهِ شَهادَةٌ لِي عِنْدَك‌َإِلىٰ يَوْمِ قَبْضِ رُوحِي بِحَضْرَتِكَ وَالسَّلامُ عَلَيْكَ وَ رَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ.

الرابعة: زيارة ليالي القدر : إعلم أنّ الاحاديث كثيرة في فضل زيارة الحُسَينعليه‌السلام في شهر رمضان و لا سيّما في أول ليلة منه وليلة النصف منه وآخر ليلة منه وفي خصوص ليلة القدر. وروي عن الإمام محمد التقيعليه‌السلام قال: من زار الحسينعليه‌السلام ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان وهي الليلة التي يرجىٰ أن تكون ليلة القدر وفيها يفرق كلُّ أمر حكيم صافحه روح أربعة وعشرين ألف نبي كلهم يستأذنالله في زيارة الحُسَينعليه‌السلام في تلك الليلة. وفي حديث معتبر آخر عن الصادقعليه‌السلام إذا كان ليلة القدر ينادي مناد من السماء السابعة من بطنان العرش: أنالله عزَّ وجلَّ قد غفر لمن أتىٰ قبر الحُسَينعليه‌السلام و في رواية أنّ من كان عند قبر الحسينعليه‌السلام ليلة القدر يصلّي عنده ركعتين أو ماتيسر له وسألالله الجنة واستعاذ من النار أعطاهالله ماسأل وأعاذهالله ممّا استعاذ منه. وروىٰ ابن قولويه عن الصادقعليه‌السلام أنّ من زار قبر الحُسَين بن علي عليهما السَّلام في شهر رمضان ومات في الطريق لَم يعرض ولَم يحاسب وقيل له: ادخل الجنة آمنا. وأما الالفاظ التي يزاربها الحُسَينعليه‌السلام في ليلة القدر فهي زيارة أوردها الشيخ المفيد ومحمد ابن المشهدي وابن طاووس والشّهيد رحمهمالله في كتب الزيارة وخصوها بهذه الليلة وبالعيدين (أي عيد الفطر وعيد الاضحى) وروىٰ الشيخ محمد ابن المشهدي بأسناده المعتبرة عن الصادقعليه‌السلام قال: إذا أردت زيارتهعليه‌السلام فأت مشهده المقدس بعد أن تغتسل وتلبس أطهر ثيابك فإذا وقفت علىٰ قبره فاستقبله بوجهك واجعل القبلة بين كتفيك وقل:

السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ رَسُولِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ أَمِيرِ

٥١٧

المُؤْمِنِينَ السَّلامُ عَلَيْك‌َيابْنَ الصِّدِّيقَةِ الطَّاهِرَةِ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يامَوْلايَ ياأَبا عَبْدِ الله وَ رَحْمَةُ الله وَ بَرَكاتُهُ. أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ وَأَمَرْتَ بِالمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ المُنْكَرِ وَتَلَوْتَ الكِتابَ حَقَّ تِلاوَتِهِ وَجاهَدْتَ فِي الله حَقَّ جِهادِهِ وَصَبَرْتَ عَلىٰ الاَذىٰ فِي جَنْبِهِ مُحْتَسِبا حَتّىٰ أَتاكَ اليَقِينُ، أَشْهَدُ أَنَّ الَّذِينَ خالَفُوكَ وَحارَبُوكَ وَالَّذِينَ قَتَلُوكَ مَلْعُونُونَ عَلىٰ لِسانِ النَّبِيِّ الاُمِّي وَخابَ مَنْ افْتَرى، لَعَنَ الله الظَّالِمِينَ لَكُمْ مِنَ الأوَّلِينَ وَالآخِرِينَ وَضاعَفَ عَلَيْهِمُ العَذابَ الاَلِيمَ أَتَيْتُكَ يا مَوْلايَ يابْنَ رَسُولِ الله زائِراً عارِفا بِحَقِّكَ مُوالِيا لاَوْلِيائِكَ مُعادِيا لاَعْدائِكَ مُسْتَبْصِراً بِالهُدىٰ الَّذِي أَنْتَ عَلَيهِ عارِفاً بِضَلالَةِ مَنْ خالَفَكَ فَاشْفَعْ لِي عِنْدَ رَبِّكَ .

ثم انكب علىٰ القبر وقبله وضع خدّك عليه ثم انحرف عند الرأس وقل:

السَّلامُ عَلَيْكَ ياحُجَّةَ الله فِي أَرْضِهِ وَسَمائِهِ صَلَّىٰ الله عَلىٰ رُوحِكَ الطَّيِّبِ وَجَسَدِكَ الطَّاهِرِ وعَلَيْكَ، السَّلامُ يا مَوْلايَ وَ رَحْمَةُ الله وَ بَرَكاتُهُ.

ثم انكب علىٰ القبر وقبله وضع خدّك عليه، ثم انحرف إلىٰ عند الرأس فصلِّ ركعتين للزيارة وصلّ بعدهما ماتيسر ثم تحول إلىٰ عند الرجلين وزر علي بن الحُسَينعليه‌السلام وقل:

السَّلامُ عَلَيْكَ يامَوْلايَ وَابْنَ مَوْلايَ وَرَحْمَةُ الله وَ بَرَكاتُهُ، وَلَعَنَ الله مَنْ ظَلَمَكَ وَ لَعَنَ الله مَنْ قَتَلَكَ وَ ضاعَفَ عَلَيْهِمُ العَذابَ الألِيمَ . وادع بما تريد.

ثم زر الشهداء منحرفاً من عند الرجلين إلىٰ القبلة فقل:

السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَيُّها الصِّدِّيقُونَ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَيُّها الشُّهَداءُ الصَّابِرُونَ، أَشْهَدُ أَنَّكُمْ جاهَدْتُمْ فِي سَبِيلِ الله وَصَبّرْتُمْ عَلىٰ الاَذىٰ فِي جَنْبِ الله وَنَصَحْتُمْ للهِ وَلِرَسُولِهِ حَتّىٰ أَتاكُمْ اليَّقِينُ، أَشْهَدُ أَنَّكُمْ أّحْياءٌ عِنْدَ رَبِّكُمْ تُرْزَقُونَ فَجَزاكُمُ الله عَنِ الإسْلامِ وَأَهْلِهِ أَفْضَلَ جَزاءِ المُحْسِنِينَ وَجَمَعَ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ فِي مَحَلِّ النَّعِيمِ.

٥١٨

ثم امض إلىٰ مشهد العباس بن أمير المؤمنينعليهما السَّلام. فإذا وقفت عليه فقل:

السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها العَبْدُ الصَّالِحُ المُطِيعُ للهِ وَلِرَسُولِهِ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ جاهَدْتَ وَنَصَحْتَ وَصَبَرْتَ حَتّىٰ أَتاكَ اليَّقِينُ ؛ لَعَنَ الله الظَّالِمِينَ لَكُمْ مِنَ الأوَّلِينَ وَالآخِرِينَ وَأَلْحَقَهُمْ بِدَرْكِ الجَحِيمِ. ثم صل تطوعاً في مسجده ماتشاء وانصرف.

الخامسة: زيارة الحُسَين عليه‌السلام في عيدَي الفطر والاضحى

بسندٍ معتبرٍ عن الصادقعليه‌السلام قال: من زار قبر الحُسَينعليه‌السلام ليلة من ثلاث ليالٍ غفرالله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر: ليلة الفطر، وليلة الاضحى، وليلة النصف من شعبان. وفي رواية معتبرة عن موسىٰ بن جعفرعليه‌السلام قال: ثلاث ليالٍ من زار فيها الحُسَينعليه‌السلام غفر له ماتقدم من ذنبه وما تأخر: ليلة النصف من شعبان، وليلة الثالث والعشرون من رمضان، وليلة العيد (أي ليلة عيد الفطر)، وعن الصادقعليه‌السلام قال: من زار الحُسَين بن علي عليهما السَّلام ليلة النصف من شعبان، وليلة الفطر، وليلة عرفة في سنة واحدة كتبالله له ألف حجة مبرورة وألف عمرة متقبَّلة، وقضيت له ألف حاجة من حوائج الدنيا والآخِرة. وعن الباقرعليه‌السلام قال: من بات ليلة عرفة بأرض كربلاء وأقام بها حتىٰ يُعَيِّد وينصرف وقاهالله شر سنته. واعلم أنّ العلماء قد أوردوا لهذين العيدين الشريفين زيارتين إحداهما مامضت من الزّيارة في ليالي القدر والثانية هي مايلي والزيارة السابقة يزار بها علىٰ مايظهر من كلماتهم في يومي العيدين وهذه الزيارة تخص ليلتهما. قالوا: إذا أردت زيارته في الليلتين المذكورتين فقف علىٰ باب القبَّة الطاهرة وارْمِ بنظرك نحو القبر مستأذنا فقل:

يامَوْلايَ يا أَبا عَبْدِ الله يابْنَ رَسُولِ الله عَبْدُكَ وَابْنُ أَمَتِكَ الذَّلِيلُ بَيْنَ يَدَيْكَ وَالمُصَغَّرُ فِي عُلُوِّ قَدْرِكَ وَالمُعْتَرِفُ بِحَقِّكَ جأَكَ مُسْتَجِيراً بِكَ قاصِداً إِلىٰ حَرَمِكَ مُتَوَجِّها إلىٰ مَقامِكَ مُتَوَسِّلاً إِلىٰ الله تَعالىٰ بِكَ، أَأَدْخُلُ يامَوْلايَ؟ أَأَدْخُلُ ياوَلِيَّ الله ؟ أَأَدْخُلُ يامَلائِكَةَ الله المُحْدِقِينَ بِهذا الحَرَمِ المُقِيمِينَ فِي هذا المَشْهَدِ؟. فإن خشع قلبك ودمعت عينك فادخل وقدم رجلك اليمنىٰ علىٰ اليسرىٰ وقل:بِسْمِ الله وَ بِالله

٥١٩

وَفِي سَبِيلِ الله وَعَلىٰ مِلَّةِ رَسُولِ الله اللّهُمَّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلاً مُبارَكا وَأَنْتَ خَيْرُ المُنْزِلِينَ . ثم قل:الله أَكْبَرُ كَبِيراً وَ الْلَحَمْدُلله كَثِيراً وَ سُبْحانَالله بُكْرَةً وَأَصِيلاً وَالحَمْدُللهِ الفَرْدِ الصَّمَدِ الماجِدِ الاَحَدِ المُتَفَضِّلِ المَنَّانِ المُتَطَوِّلِ الحَنَّانِ الَّذِي مِنْ تَطَوُّلِهِ سَهَّلَ لِي زِيارَةَ مَوْلايَ بِإِحْسانِهِ وَلَمْ يَجْعَلْنِي عَنْ زِيارَتِهِ مَمْنُوعاً وَلا عَنْ ذِمَّتِهِ مَدْفُوعاً بَلْ تَطَوَّلَ وَمَنَحَ.ثم ادخل فإذا توسطت فقم حذاءالقبر بخضوع وبكاء وتضرُّع وقل:

السَّلامُ عَلَيْكَ ياوارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ نُوحٍ أَمِينِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياوارِثَ إِبْراهِيمَ خَلِيلِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياوارِثَ مُوسىٰ كَلِيمِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياوارِثَ عِيسىٰ رُوحِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياوارِثَ مُحَمَّدٍ صَلّىٰ الله عَلَيهِ وآلِهِ حَبِيبِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارث عَلِيٍّ حُجَّةِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الوَصِيُّ البَرُّ التَّقِيُّ السَّلامُ عَلَيْكَ يا ثارَ الله وَ ابْنَ ثارِهِ وَ الوِتْرَ المَوْتُورِ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ وَأَمَرْتَ بِالمَعْرُوفِ وَ نَهَيْتَ عَنِ المُنْكَرِ وَجاهَدْتَ فِي الله حَقَّ جِهادِهِ حَتّىٰ اسْتُبِيحَ حَرَمُكَ وَقُتِلْتَ مَظْلُوماً. ثم قم عند رأسه خاشعاً قلبك دامعة عينك ثم قل:

السَّلامُ عَلَيْكَ ياأَبا عَبْدِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ رَسُولِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ سَيِّدِ الوَصِيِّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ فاطِمَة‌َالزَّهْراءِ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يابَطَلَ المُسْلِمِينَ يامَوْلايَ أَشْهَدُ أَنَّكَ كُنْتَ نُوراً فِي الاَصْلابِ الشَّامِخَةِ وَالأَرحامِ المُطَهَّرَةِ لَمْ تُنَجِّسْكَ الجاهِلِيَّةُ بِأَنْجاسِها وَلَمْ تُلْبِسْكَ مِنْ مُدْلَهِمَّاتِ ثِيابِها، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ مِنْ دَعائِمِ الدِّينِ وَأَرْكانِ المُسْلِمينَ وَمَعْقِلِ المُؤْمِنِينَ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ الإمام البَرُّ التَّقِيُّ الرَّضِيُّ الزَّكِيُّ الهادِي المَهْدِيُّ، وَأَشْهَدُ أَنَّ الأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِكَ كَلِمَةُ التَّقْوىٰ وَأَعْلامِ الهُدىٰ وَالعُرْوَةُ الوُثْقىٰ وَالحُجَّةُ علىٰ أَهْلِ الدُّنْيا.

ثم انكب علىٰ القبر وقل:إِنّا للهِ وَإِنّا إِلَيْهِ راجِعُونَ يامَوْلايَ، أَنا

٥٢٠