مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات0%

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات مؤلف:
الناشر: مؤسسة الأعلمي
تصنيف: متون الأدعية والزيارات
الصفحات: 836

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ عباس القمي
الناشر: مؤسسة الأعلمي
تصنيف: الصفحات: 836
المشاهدات: 464229
تحميل: 19088

توضيحات:

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 836 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 464229 / تحميل: 19088
الحجم الحجم الحجم
مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات

مؤلف:
الناشر: مؤسسة الأعلمي
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

المُهِمَّاتِ بِخِيرَتِكَ وَأَوْلِيائِكَ وَذلِكَ لِما أَوْجَبْتَ لَهُمْ مِنَ الكَرامَةِ وَالفَضْلِ الكَثِيرِ، اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَارْزُقْنِي شَفاعَةَ الحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ يَوْمَ الوُرُودِ وَالمَقامِ المَشْهُودِ وَالحَوْضِ المَوْرُودِ، وَاجْعَلْ لِي قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَكَ مَعَ الحُسَيْنِ وَأَصْحابِ الحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ الَّذِينَ وَاسَوْهُ بِأَنْفُسِهِمْ وَبَذَلُوا دُونَهُ مُهَجَهُمْ وَجاهَدُوا مَعَهُ أَعْدائَكَ ابْتِغاءَ مَرْضاتِكَ وَرَجائِكَ وَتَصْدِيقاً بِوَعْدِكَ وَخَوْفاً مِنْ وَعِيدِكَ إِنَّكَ لَطِيفٌ لِما تَشاءُ ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

الثامنة: زيارة الاربعين:

أي اليوم العشرين من صفر روىٰ الشيخ في (التهذيب) و(المصباح) عن الإمام الحسن العسكريعليه‌السلام قال: علامات المؤمن خمس: صلاة إحدىٰ وخمسين (أي الفرائض اليوميّة وهىٰ سبع عشرة ركعة والنوافل اليومية وهي أربع وثلاثون ركعة)، وزيارة الاربعين والتختم باليمين وتعفير الجبين بالسجود والجهرببسم الله الرحمن الرحيم . وقد رويت زيارته في هذا اليوم علىٰ نحوين:

أحدهما: مارواه الشيخ في التهذيب والمصباح عن صفوان الجمّال قال: قال لي مولاي الصادق صلواتالله عليه في زيارة الاربعين: تزور عند ارتفاع النهار وتقول:السَّلامُ عَلىٰ وَلِيِّ الله وَحَبِيبِهِ، السَّلامُ عَلىٰ خَلِيلِ الله وَنَجِيبِهِ، السَّلامُ عَلىٰ صَفِيِّ الله وَابْنِ صَفِيِّهِ، السَّلامُ عَلىٰ الحُسَيْنِ المَظْلُومِ الشَّهِيدِ، السَّلامُ عَلىٰ أَسِيرِ الكُرُباتِ وَقَتِيلِ العَبَراتِ، اللّهُمَّ إِنِّي أَشْهَدُ أَنَّهُ وَلِيُّكَ وَصَفِيُّكَ وَابْنُ صَفِيِّكَ الفائِزُ بِكَرامَتِكَ أَكْرَمْتَهُ بِالشَّهادَهِ وَحَبَوْتَهُ بِالسَّعادَهِ وَاجْتَبَيْتَهُ بِطِيبِ الوِلادَةِ وَجَعَلْتَهُ سَيِّداً مِنَ السَّادَةِ وَقائِداً مِنَ القادَةِ وَذائِداً مِنَ الذَّادَةِ وَأَعْطَيْتَهُ مَوارِيثَ الأَنْبِياءِ وَجَعَلْتَهُ حُجَّةً عَلىٰ خَلْقِكَ مِنَ الأَوْصِياء، فَأَعْذَرَ فِي الدُّعاءِ وَمَنَحَ النُّصْحَ وَبَذَلَ مُهْجَتَهُ فِيكَ لِيَسْتَنْقِذَ عِبادَكَ مِنَ الجَهالَةِ وَحَيْرَةِ الضَّلالَهِ، وَقَدْ تَوازَرَ عَلَيْهِ مَنْ غَرَّتْهُ الدُّنْيا وَباعَ حَظَّهُ بِالاَرْذَلِ الاَدْنىٰ وَشَرىٰ آخِرَتَهُ بِالثَّمَنِ الاَوْكَسِ وَتَغَطْرَسَ وَتَرَدّىٰ فِي هَواهُ وَأَسْخَطَكَ وَأَسْخَطَ نَبِيَّكَ وَأَطاعَ مِنْ عِبادِكَ

٥٤١

أَهْلَ الشِّقاقِ وَالنِّفاقِ وَحَمَلَةَ الاَوْزارِ المُسْتَوْجِبِينَ النَّار، فَجاهَدَهُمْ فِيكَ صابِراً مُحْتَسِباً حَتّىٰ سُفِكَ فِي طاعَتِكَ دَمُهُ وَاسْتُبِيحَ حَرِيمُهُ ؛ اللّهُمَّ فَالعَنْهُمْ لَعْنا وَبِيلاً وَعَذِّبْهُمْ عَذاباً أَلِيماً. السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ رَسُولِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ سَيِّدِ الأَوْصِياء، أَشْهَدُ أَنَّكَ أَمِينُ الله وَابْنُ أَمِينِهِ عِشْتَ سَعِيداً وَمَضَيْتَ حَمِيداً وَمُتَّ فَقِيداً مَظْلُوماً شَهِيداً، وَأَشْهَدُ أَنَّ الله مُنْجِزٌ ما وَعَدَكَ وَمُهْلِكُ مَنْ خَذَلَكَ وَمُعَذِّبُ مَنْ قَتَلَكَ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ وَفَيْتَ بِعَهْدِ الله وَجاهَدْتَ فِي سَبِيلِهِ حَتّىٰ أَتاكَ اليَّقِينُ، فَلَعَنَ الله مَنْ قَتَلَكَ وَلَعَنَ الله مَنْ ظَلَمَكَ وَلَعَنَ الله اُمَّةً سَمِعَتْ بِذلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ، اللّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ أَنِّي وَلِيُّ لِمَنْ وَالاهُ وَعَدُوُّ لِمَنْ عاداهُ. بِأَبِي أَنْتَ وَاُمِّي يابْنَ رَسُولِ الله أَشْهَدُ أَنَّكَ كُنْتَ نُوراً فِي الاَصْلابِ الشَّامِخَةِ وَالاَرْحامِ المُطَهَّرَةِ (١) لَمْ تُنَجِّسْكَ الجاهِلِيَّةُ بِأَنْجاسِها وَلَمْ تُلْبِسْكَ المُدْلَهِمَّاتِ مِنْ ثِيابِها، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ مِنْ دَعائِمِ الدِّينِ وَأَرْكانَ المُسْلِمينَ وَمَعْقِلِ المُؤْمِنِينَ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ الإمام البَرُّ التَّقِيُّ الرَّضِيُّ الزَّكِيُّ الهادِي المَهْدِيُّ، وَأَشْهَدُ أَنَّ الأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِكَ كَلِمَةُ التَّقْوىٰ وَأَعْلامِ الهُدىٰ وَالعُرْوَةُ الوُثْقىٰ وَالحُجَّةُ علىٰ أَهْلِ الدُّنْيا، وَأَشْهَدُ أَنِّي بِكُمْ مُؤْمِنٌ وَبِإِيَّابِكُمْ مُوقِنٌ بِشَرايِعِ دِينِي وَخَواتِيمِ عَمَلِي وَقَلْبِي لِقَكْبِكُمْ سِلْمٌ وَأَمْرِي لاَمْرِكُمْ مُتَّبِعٌ وَنُصْرَتِي لَكُمْ مُعَدَّةٌ حَتّىٰ يَأْذَنَ الله لَكُمْ ؛ فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لا مَعَ عَدُوِّكُمْ، صَلَواتُ الله عَلَيْكُمْ وَعَلىٰ أَرْواحِكُمْ وَأَجسادِكُمْ (٢) وَشاهِدِكُمْ وَغائِبِكُمْ وَظاهِرِكُمْ وَباطِنِكُمْ آمِينَ رَبَّ العالَمِينَ . ثم تصلىٰ ركعتين وتدعو بما أحببت وترجع.

الزيارة الآخِرى: هي مايروىٰ عن جابر وهي أنه روىٰ عن عطاً قال: كنت مع جابر بن عبدالله الانصاري يوم العشرين من صفر فلما وصلنا الغاضرية اغتسل في شريعتها ولبس قميصاً كان معه طاهراً ثم قال لي: أمعك شي من الطيب ياعطا؟ قلت: سعد فجعل منه علىٰ رأسه وسائر جسده ثم مشىٰ حافياً حتىٰ وقف عند رأس

____________________

(١) وَ الأرحَامِ الطَّاهِرَةِ.

(٢) وَ أَجسَامِكُمْ.

٥٤٢

الحُسَينعليه‌السلام وكبّر "ثلاثاً " ثم خر مغشياً عليه فلمّا أفاق سمعته يقول:،السَّلامُ عَلَيْكُمْ ياآل اللهِ … الخبر. وهي بعينها ماذكرناه من زيارة النصف من رجب لَم يفترق عنها في شي سوىٰ بضع كلمات ولعلّها من اختلاف النسخ كما احتمله الشيخ (رض) فمن أرادها فليقرأ زيارة النصف من رجب السالفة (ص٥١٥).أقول: زيارة الحُسَينعليه‌السلام تزداد فضلاً في الاوقات الشريفة والليالي والأيام المباركة مما لم يخص بالذكر لا سيما فيما انتسب إليه من تلك الاوقات كيوم المباهلة ويوم نزول سورة هل أتىٰ ويوم ميلاده الشريف وليالي الجمعة وغير ذلك من شريف الازمان. ويستفاد من بعض الروايات أنالله تعالىٰ ينظر إلىٰ الحُسَينعليه‌السلام في كل ليلة من ليالي الجمعة بعين الكرامة فيبعث إلىٰ زيارته كل نبيّ أو وصي نبيّ. وروىٰ ابن قولويه عن الصادقعليه‌السلام : أن من زار قبر الحُسَينعليه‌السلام في كل جمعة غفرالله له ولم يخرج من الدنيا حسراً وكان في الجنة مع الحُسَينعليه‌السلام . وفي حديث الاعمش أنّه قال له بعض جيرانه: رأيت في المنام رقعاً تتساقط من السماء فيها أمان لمن زار الحُسَينعليه‌السلام ليلة الجمعة. وستأتي إشارة إلىٰ هذا في أعمال الكاظمية عند ذكر قصّة الحاج علي البغدادي (ص٥٥٩). وروي أن الصادقعليه‌السلام سئل عن زيارة الحُسَينعليه‌السلام هل لها وقت أفضل من غيره؟ قال: زوروه في كل زمان فإنّ زيارته خير مقرّر من أكثر منها كثر نصيبه من الخير. ومن أقلّ منها قلّ نصيبه منه، واجتهدوا في زيارته في الاوقات الشريفة ففيها يضاعف أجر الصالحات وتنزل فيها الملائكة من السماء لزيارتهعليه‌السلام ... الخبر. ولَم نعثر علىٰ زيارة خاصة لهعليه‌السلام تخص هذه الاوقات المذكورة، نعم قد خرج من الناحية المقدّسة في اليوم الثالث من شعبان وهو يوم ميلادهعليه‌السلام دعاء ينبغي قراءته، وقد مضىٰ في خلال أعمال شهر شعبان.واعلم أيضاً أن لزيارتهعليه‌السلام في غير كربلاء من البلاد البعيدة فضلاً كَثِيراً أيضاً ونحن نقتصر في ذلك علىٰ ذكر حديثين مرويين في (الكافي) و(الفقية) و(التهذيب).

الحديث الأول: روىٰ ابن أبي عمير عن هشام عن الصادقعليه‌السلام قال: إذا بعدت بأحدكم الشقة ونأت به الدار فليعل أعلىٰ منزله فيصلّي ركعتين وليومي بالسلام إلىٰ قبورنا فإن ذلك يصير إلينا.

الحديث الثاني: عن حنان بن سدير عن أبيه قال: قال لي الصادقعليه‌السلام : ياسدير تزور قبرالحُسَينعليه‌السلام في كل يوم؟ قلت: جعلت فداك لا. قال: ماأجفاكم فتزوره في كل جمعة؟ قلت: لا. قال: فتزوره في كل شهر؟ قلت: لا.

٥٤٣

قال: فتزوره في كل سنة؟ قلت: قد يكون ذلك. قال: ياسدير ماأجفاكم بالحسينعليه‌السلام أما علمتم أنَّللهِ ألفين من الملائكة، وفي رواية (التهذيب) و(الفقيه) ألف ألف ملك شعثاً غبراً يبكون ويزورون لايفترون؟ وماعليك ياسدير أن تزور قبر الحُسَينعليه‌السلام في كل جمعة "خمس مرات" وفي كل يوم "مرة". قلت: جعلت فداك إنّ بيننا وبينه فراسخ كثيرة. فقال: تصعد فوق سطحك ثم تلتفت يمنة ويسرة ثم ترفع رأسك إلىٰ السماء ثم تتحول نحو قبر الحُسَينعليه‌السلام ثم تقول:السَّلامُ عَلَيْكَ ياأَبا عَبْدِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ . تكتب لك زوره، والزورة حجة وعمرة. قال سدير: فربما فعلته في الشهر أكثر من "عشرين مرة " وقد مضىٰ في أوّل الزيارة المطلقة الأولىٰ مايناسب المقام.

تذييل: في فضل تربة الحُسَينعليه‌السلام المقدسة وآدابها إعلم أن لنا روايات متظافرة تنطق بأن تربتهعليه‌السلام شفاء من كل سقم وداء إِلَّا الموت وأمان من كل بلاء. وهي تورث الامن من كل خوف. والاحاديث في هذا الباب متواترة ومابرزت من تلك التربة المقدسة من المعجزات أكثر من أن تذكر وإني قد ذكرت في كتاب (الفوائد الرضوية) في تراجم العلماء الإمامية عند ترجمة السيد المحدّث المتبحر نعمةالله الجزائري أنه كان ممّن جهد لتحصيل العلم جهداً وتحمل في سبيله الشدائد والصعاب وكان فىٰ أبّان طلبه العلم لايسعه الاسراج فقراً فيستفيد للمطالعة ليلاً من ضؤ القمر، وقد أكثر من المطالعة في ضؤ القمر ومن القراءة والكتابة حتىٰ ضعف بصره فكان يكتحل بتربة الحُسَينعليه‌السلام المقدسة وبتراب المراقد الشريفة للأئمة في العراقعليهم‌السلام فيقوىٰ بصره ببركتها. وإنّي قد حذرت هناك أيضاً أهالي عصرنا أن يعجبوا لهذه الحكاية أثر معاشرتهم الكفّار والملاحدة. فقد قال الدميري في (حياة الحيوان) أنّ الافعىٰ إذا عاش مئة سنة عميت عينه فيلهمهالله تعالىٰ أن يمسحها بالرازيانج الرطب لكي يعود إليها بصرها فيقبل من الصحراء نحو البساتين ومنابت الرازيانج وإن طالت المسافة حتّىٰ يهتدي إلىٰ ذلك النبات فيمسح بها عينه فيرجع إليها بصرها. ويروىٰ ذلك عن الزمخشري وغيره أيضاً فإذا كانالله تعالىٰ قد جعل مثل هذه الفائدة في نبات رطب وتهتدي إليه حيّة عمياء فتأخذ نصيبها منه فأيّ استبعاد واستعجاب في أن يجعل في تربة ابن نبيه صلواتالله عليه الذي استشهد هو وعترته في سبيله شفاءً من كل داء وغير ذلك من الفوائد والبركات لينتفع بها الشيعة والاحباب! ونحن في المقام نقنع بذكر عدّة روايات:

٥٤٤

الأولى: رُوي أن الحور العين إذا ابصرن بواحد من الاملاك يهبط إلىٰ الارض لامر ما يستهدين منه السبح والتربة من طين قبر الحُسَينعليه‌السلام .

الثانية: روي بسند معتبر عن رجل قال: بعث إليّ الرضاعليه‌السلام من خراسان رزم ثياب وكان بين ذلك طين فقلت للرسول ماهذا؟ قال هذا طين قبر الحُسَينعليه‌السلام ماكان يوجّه شَيْئاً من الثياب ولاغيره إِلَّا ويجعل فيه الطين فكان يقول: هو أمان بإذنالله .

الثالثة: عن عبدالله بن أبي يعقوب قال: قلت للصادقعليه‌السلام يأخذ الإنْسان من طين قبر الحُسَينعليه‌السلام فينتفع به ويأخذ غيره فلا ينتفع به. فقال: لا والله ماياخذه أحد وهو يرىٰ أنالله ينفعه به إِلَّا نفعهالله به.

الرابعة: عن أبي حمزة الثمالي قال: قلت للصادقعليه‌السلام إنّي رأيت أصحابنا يأخذون من طين الحُسَينعليه‌السلام يستشفون به هل في ذلك شي مما يقولون من الشفاء؟ قال يُستشفىٰ بما بينه وبين القبر علىٰ راس أربعة أميال وكذا طين قبر جدّىٰ رسولالله صلي الله عليه وآله وسلم وكذا طين قبر الحسن وعليّ ومحمد فخذ منها فإنها شفاء من كل سقم وجُنّة مما تخاف ولايعدلها شي من الاشياء التي يستشفىٰ بها إِلَّا الدعاء وإنّما يفسدها مايخالطها من أوعيتها وقلّة اليقين ممن يعالج بها، فأما من أيقن أنّها له شفاء إذا يعالج بها كفته بإذنالله تعالىٰ من غيرها ممّا يتعالج به، ويفسدها الشياطين والجنّ من أهل الكفر منهم يتمسحون بها وما تمر بشي إِلَّا شمّها. وأما الشياطين وكفّار الجن فإنهم يحسدون ابن آدم عليها فيمسحون بها فيذهب عامّة طيبها ولايخرج الطين من الحائر إِلَّا وقد استعدّ له مالا يحصىٰ منهم والله إنها لفي يدي صاحبها وهم يتمسحون بها ولايقدرون مع الملائكة أن يدخلوا الحائر ولو كان من التربة شي يسلم ماعولج به أحد إِلَّا بري من ساعته. فإذا أخذتها فاكتمها وأكثر عليها ذكرالله عزَّ وجلَّ وقد بلغني أن بعض من يأخذ من التربة شَيْئاً يستخف به حتىٰ إن بعضهم ليطرحها في مخلاة الابل والبغل والحمار أو في وعاء الطعام ومايمسح به الايدي من الطعام والخرج والجوالق، فكيف يستشفي به من هذا حالها عنده؟ ولكن القلب الذي ليس فيه اليقين من المستخف بما فيه صلاحه يفسد عمله.

الخامسة: روي أنّه إذا تناول التربة أحدكم فليأخذ بأطراف أصابعه وقدره مثل الحمّصة فليقبّلها وليضعها علىٰ عينه وليمرَّها علىٰ سائر جسده وليقل:اللّهُمَّ بِحَقِّ هذِهِ التُّرْبَهِ وَبِحَقِّ مَنْ حَلَّ بِها وَثَوىٰ فِيها وَبِحَقِّ جَدِّهِ وَأَبِيهِ وَاُمِّهِ

٥٤٥

وَأَخِيهِ وَالأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ وَبِحَقِّ المَلائِكَةِ الحافِّينَ بِهِ إِلَّا جَعَلْتَها شِفاءً مِنْ كُلِّ داءٍ وَبُرْا مِنْ كِلِّ مَرَضٍ وَنَجاةً مِنْ كُلِّ آفَةٍ وَحِرْزاً مِمّا أَخافُ وَأَحْذَرُ . ثم ليستعملها.وروي أن الختم علىٰ طين قبر الحُسَينعليه‌السلام أن يقرأ عليه سورة إنّا أنزلناه في ليلة القدر. وروي أيضاً أنك تقول إذا طعمت شَيْئاً من التربة أو أطعمته أحداً:بِسْمِ الله وَ بِالله اللّهُمَّ اجْعَلْهُ رِزْقاً وَاسِعاً وَعِلْماً نافِعاً وَشِفاءً مِنْ كُلِّ داءٍ إِنَّكَ عَلىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. أقول: لتربته الشريفة فوائد جمة منها: استحباب جعلها مع الميت في اللحد واستحباب كتابة الاكفان بها واستحباب السجود عليها. فقد روي أن السجود عليها يخرق الحجب السبعة (أي يورث قبول الصلاة عند ارتقائها السماوات)، واستحباب أن يصنع منها السبحة فتستعمل للذِّكر أو تترك في اليد من دون ذكر فلذلك فضل عظيم، ومن ذلك الفضل أن السبحة تسبّح في يد صاحبها من غير أن يسبّح. ومن المعلوم أنّ هذا التسبيح بمعنىٰ خاص غير التسبيح الذي يسبّحة كل شي كما قالالله تعالى:وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلكِنْ لاتَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُم . وبالاجمال فالتسبيح الوارد في هذه الرواية هو تسبيح خاص بتربة سيد الشهداء أرواحنا له الفداء.

السادسة: عن الرضاعليه‌السلام من أدار السبحة من تربة الحُسَينعليه‌السلام فقال: سُبْحانَالله وَالحَمْدُللهِ وَلا إِلهَ إِلَّاالله وَالله أَكْبَرُ. مع كل حبّة منها كتبالله له بها ستّة آلاف حسنة ومحا عنه ستة آلاف سيئة ورفع له ستة آلاف درجة وأثبت له من الشفاعة مثلها. وعن الصادقعليه‌السلام : إنّ من أدار الحصيات التي تعمل من تربة الحُسَينعليه‌السلام أي السبحة من الخزف، فاستغفر بها "مرة واحدة " كتب له سبعون مرّة، وإن أمسك سبحة في يده ولَم يسبّح كتب له بكل حبة "سبعاً

تربة الحسين عليه‌السلام و دعاء الاعتصام:

السابعة: في الحديث المعتبر أنّ الصادق صلواتالله عليه لما قدم العراق أتاه قوم فسألوه: عرفنا أنّ تربة الحُسَينعليه‌السلام شفاء من كل داء، فهل هي أمان أيضاً من كل خوف؟ قال: بلىٰ من أراد أن تكون التربة أمانا له من كل خوف فليأخذ السبحة منها بيده ويقول ثلاثاً:أَصْبَحْتُ (١) اللّهُمَّ مُعْتَصِما بِذِمامِكَ وَجِوارِكَ المَنِيعِ الَّذِي لايُطاوَلُ وَلا يُحاوَلُ مِنْ شَرِّ كُلِّ غاشِمٍ وَطارِقٍ مِنْ سائِرِ مَنْ

____________________

(١) أَمْسَيْتُ (فى المساء يقول: أمسيت، و في الصباح يقول: أصبحت)

٥٤٦

خَلْقِكَ وَماخَلَقْتَ مِنْ خَلْقِكَ وَالصَّامِتِ وَالنَّاطِقِ فِي جُنَّةٍ مِنْ كُلِّ مَخُوفٍ بِلِباسٍ سابِغَةٍ حَصِينَةٍ، وَهِيَ وَلاُ أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلّىٰ الله عَلَيْهِ وَآلِهِ مُحْتَجِزاً (١) مِنْ كُلِّ قاصِدٍ لِي إِلىٰ أَذِيَّةٍ بِجِدارٍ حَصِينِ الاِخْلاصِ فِي الاِعْتِرافِ بِحَقِّهِمْ وَالتَّمسُّكِ بِحَبْلِهِمْ جَميعاً، مُوِقنا أَنَّ الحَقَّ لَهُمْ وَمَعَهُمْ وَمِنْهُمْ وَفِيهِمْ وَبِهِمْ، أُوالِي مَنْ وَالوا وَأُعادِي مَنْ عادَوا

____________________

(١) مُحْتَجِباً.

أقول: لا يجوز مطلقاً علي المشهور بين العلماء أكل شيء من التراب أو الطين إلَّا تربة الحسينعليه‌السلام المقدسة استشفاء من دون قصد الإلتذاذ بها بقدر الحمّصة و الأحوط أن لا يزيد قدرها على العدسة، و يحسن أن يضع التربة في فمه ثم يشرب جرعة من الماء و يقول:اللهم اجْعَلْهُ رِزْقاً واسِعاً وَ عِلماً نافِعاً وَ شِفاءً من كلِّ داءٍ و سقمٍ. قال العلامة المجلسي: الأحوط ترك التبايع على السبحة من التربة أو ما يصنع منها للسجدة بل تهدي إهداءً و لعلّه ممّا لا بأس به أن يتراضي عليها المتعاملان تراضياً من دون اشتراط سابق ففي الحديث المعتبر عن الصادقعليه‌السلام قال: من باع تراب قبر الحسينعليه‌السلام فكأنّما تبايع علي لحمهعليه‌السلام أقول: حكي شيخنا المحدث المتبحّر ثقة الإسلام النوري رحمه الله في كتاب دار السلام قال: دخل بعض إخواني على والدتي رحمهما الله فرأت في جيبه الذي في أسفل قبائه تربة مولانا أبي عبداللهعليه‌السلام فزجرته و قالت هذا من سوء الأدب و لعلّها تقع تحت فخذك فتنكسر، فقال: نعم انكسرت منها إلى الآن اثنتان و عهد أن لا يضعها بعد ذلك فيه و لما مضي بعض الأيام رأى والدي العلّامة رفع الله مقامه في المنام، ولم يكن له اطّلاع بذلك، أن مولانا أبا عبداللهعليه‌السلام دخل عليه زائراً وقعد في بيت كتبه الذي كان يقعد فيه غالباً فلاطفه كثيراً و قال ادع بنيك يأتوا إليّ لأكرمهم،فدعاهم و كانوا خمسة معي فوقفوا قدّامهعليه‌السلام عند الباب و كان بين يديه أشياء من الثوب و غيره،فكان يدعو واحداً بعد واحد و يعطيه شيئاً منه،فلما وصلت النوبة إلى الأخ المزبور سلّمه الله نظر إليه شبه المغضب والتفت إلي الوالد قُدس سرّه و قال:ابتك هذا قد كسر تربتين من تراب قبري تحت فخذه،ثم طرح إليه شيئاً و لم يدعه إليه.

و ببالي أن ما أعطاه كان بيت المشط الّذي يعمل من الثوب الّذي يُقال له بالفارسية ترمه فانتبه وقص ما راه على الوالدة رحمها الله فأخبرته بما وقع فتعجّب من صدقه، انتهى.

٥٤٧

وَأُجانِبُ مَنْ جانَبُوا فَصَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَعِذْنِي اللّهُمَّ بِهِمْ مِنْ شَرِّ كُلِّ ماأَتَّقِيهِ، ياعَظِيُم حَجَزْت الأعادِي عَنِّي بِبِدِيعِ السَّماواتِ وَالاَرْضِ إِنّا جَعَلْنا مِنْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ سَداً وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَداً فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لايُبْصِرُونَ. ثم يقبل السبحة ويمسح بها عينيه ويقول: اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ هذِهِ التُّرْبَةِ المُبارَكَةِ وَبِحَقِّ صاحِبِها وَبِحَقِّ جَدِّهِ وَبِحَقِّ أَبِيهِ وَبِحَقِّ اُمِّهِ وَبِحَقِّ أَخِيهِ وَبِحَقِّ وُلْدِهِ الطَّاهِرِينَ اجْعَلْها شِفاءً مِنْ كُلِّ داءٍ وَأَمانا مِنْ كُلِّ خَوْفٍ وَحِفْظا مِنْ كُلِّ سُوءٍ. ثم يجعلها علىٰ جبينه فإن عمل ذلك صباحا كان في أمانالله تعالىٰ حتىٰ يمسي، وإن عمله مساء كان في أمانالله تعالىٰ حتىٰ يصبح وروي في حديث آخر أنّ من خاف من سلطان أو غيره فليصنع مثل ذلك حين يخرج من منزله ليكون ذلك حرزاً له.

الفصل الثامن :في فضل زيارة الكاظمين عليهما السلام

أي الإمام موسىٰ الكاظم، والإمام محمد التّقيعليهما‌السلام ، وكيفية زيارتهما، وفي ذكر مسجد براثا، وزيارة النواب الاربعة رضيالله عنهم وزياره سلمان رضيالله عنهم ويحتوي علىٰ عدّة مطالب:

المطلب الأول: في فضل زيارة الكاظمين عليه ‌السلام وكيفيّتها

إعلم أنّه قد ورد لزيارة هذين الإمامين المعصومين فضل كثير. وفي أخبار كثيرة أنّ زيارة الإمام موسىٰ بن جعفرعليه‌السلام هي كزيارة النبيصلي الله عليه وآله وسلم . وفي رواية: من زاره كان كما لو زار رسولالله صلي الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنينعليه‌السلام . وفي حديث آخر: إن زيارته مثل زيارة الحسينعليه‌السلام .وفي حديث آخر: من زاره كان له الجنة. وروىٰ الشَّيخ الجليل محمد بن شهر آشوب في (المناقب) عن (تاريخ بغداد) للخطيب بإسناده عن علي بن خلال، قال: ماأهمني أمرٌ فقصدت موسىٰ بن جعفرعليه‌السلام وتوسلت به إِلَّا سهلالله لي. وقال أيضاً: وروي في بغداد امرائةِ تهرول فقيل لها إلىٰ أين؟ قالت: إلىٰ موسىٰ بن جعفرعليه‌السلام فإنه حبس ابني. فقال لها حنبلي مستهزئا: إنّه قد مات في الحبس. فقالت: بحقّ المقتول في الحبس أن تريني قدرتك، فإذا بابنها قد أطلق وأُخِذَ ابن المستهزي بجنايته. وروىٰ الصدوق عن إبراهيم بن عقبه قال: كتبت إلىٰ الإمام علي النقيعليه‌السلام عن زيارة الحسينعليه‌السلام

٥٤٨

وزيارة الإمام موسىٰ بن جعفر والإمام محمد التقيعليه‌السلام أي أسأله عن أيّهما أفضل، فكتب إليَّ أبو عبدالله عليه‌السلام المقدَّم، وزيارتهما أجمع وأعظم أَجْراً وأمّا كيفية زيارتهماعليهما‌السلام ، فاعلم أنَّ الزيارات الواردة في ذلك الحرم الشريف بعضها مشترك بين هذين الإمامينعليهما‌السلام ، وبعضها يخص أحدهما.

أما ما يخصُّ الإمام موسىٰعليه‌السلام فهي: علىٰ ما رواه السيّد ابن طاووس في المزار كما يلي: إذا أردت زيارتهعليه‌السلام فينبغي أن تغتسل ثم تأتي المشهد المقدَّس وعليك السكينة والوقار فإذا أتيته فقف علىٰ بابه وقل:

الله أَكْبَرُ الله أَكْبَرُ لا إِلهَ إِلَّا الله وَ الله أَكْبَرُ، الحَمْدُ للهِ علىٰ هِدايَتِهِ لِدِينِهِ وَالتَّوْفِيقِ لِما دَعا إِلَيْهِ مِنْ سَبِيلِهِ، اللّهُمَّ إِنَّكَ أَكْرَمُ مَقْصُودٍ وَأَكْرَمُ مَأْتِيٍّ وَقَدْ أَتَيْتُكَ مُتّقَرِّباً إِلَيْكَ بِابْنِ بِنْتِ نَبِيِّكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلىٰ آبائِهِ الطَّاهِرِينَ وَأَبْنائِهِ الطَيِّبِينَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَلاتُخَيِّبْ سَعْيِي وَلاتَقْطَعْ رَجائِي وَاجْعَلْنِي عِنْدَكَ وَجِيها فِي الدُّنْيا وَالآخِرةِ وَمِنَ المُقَرَّبِينَ.

ثم ادخل وقدِّم رجلك اليُمنىٰ وقل:بِسْمِ الله وَ بِالله وَفِي سَبِيلِ الله وَعَلىٰ مِلَّةُ رَسُولِ الله صَلّىٰ الله عَلَيْهِ وَآلِهِ، اللّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ وَلِجَمِيعِ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ. فإذا وصلت باب القُبَّه فقف عليه واستأذن تقول:أَأَدْخُلُ يارَسُولَ الله أَأَدْخُلُ يانَبِيَّ الله أَأَدْخُلُ يامُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الله أَأَدْخُلُ ياأَمِيرَ المُؤْمِنِينَ أَأَدْخُلُ ياأَبا مُحَمَّدٍ الحَسَنَ أَأَدْخُلُ ياأَبا عَبْدِ الله الحُسَيْنِ أَأَدْخُلُ ياأَبا مُحَمَّدٍ عَلِيَّ بْنَ الحُسَيْنِ أَأَدْخُلُ ياأَبا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ ابْنَ عَلِيٍّ أَأَدْخُلُ ياأَبا عَبْدِ الله جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ أَأَدْخُلُ يامَوْلايَ ياأَبا الحَسَنِ مُوسىٰ بْنَ جَعْفَرٍ أَأَدْخُلُ يامَوْلايَ ياأَبا جَعْفَرٍ أَأَدْخُلُ يامَوْلايَ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ.

وادخل وقل "أربعاً ":الله أَكْبَرُ ، ثم قف مستقبلاً القبر واجعل القبله بين كتفيك وقل:

٥٤٩

السَّلامُ عَلَيْكَ ياوَلِيَّ الله وَابْنَ وَلِيِّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ ياحُجَّةَ الله وَابْنَ حُجَّتِهِ السَّلامُ عَلَيْكَ ياصَفِيَّ اللهِ وَابْنَ صَفِيِّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ ياأَمِينَ الله وَابْنَ أَمِينِهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يانُورَ الله فِي ظُلُماتِ الاَرْضِ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياإِمامَ الهُدىٰ السَّلامُ عَلَيْكَ ياعَلَم‌َالدِّينِ وَالتُّقىٰ السَّلامُ عَلَيْكَ ياخازِنَ عِلْمِ النَّبِيِّينَ السَّلامُ عَلَيْكَ ياخازِنَ عِلْمِ المُرْسَلِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يانائِبَ الأَوْصِياء السَّابِقِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يامَعْدِنَ الوَحْي المُبِينِ السَّلامُ عَلَيْكَ ياصاحِبَ العِلْمِ اليَقِينِ السَّلامُ عَلَيْكَ ياعَيْبَةَ عِلْمِ المُرْسَلِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الإمام الصَّالِحُ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الإمام الزَّاهِدُ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الإمام العابِدُ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الإمام السَيِّدُ الرَّشِيدُ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها المَقْتُولُ الشَّهِيدُ السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ رَسُولِ الله وَابْنَ وَصِيِّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يامَوْلايَ مُوْسىٰ بْنَ جَعْفَرٍ وَرَحمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ.

أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ عَنِ الله ماحَمَّلَكَ وَحَفِظْتَ مااسْتَوْدَعَكَ وَحَلَّلْتَ حَلالَ الله وَحَرَّمْتَ حرامَ الله وَأَقَمْتَ أَحْكامَ الله وَتَلَوْتَ كِتابَ الله وَصَبَرْتَ عَلىٰ الاَذىٰ فِي جَنْبِ الله وَجاهَدْتَ فِي الله حَقَّ جِهادِهِ حَتّىٰ أَتاكَ اليَّقِينُ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ مَضَيْتَ عَلىٰ مامَضىٰ عَلَيْهِ آباؤُكَ الطَّاهِرُونَ وَأَجْدادُكَ الطَيِّبُونَ الأَوْصِياء الهادُونَ الأَئِمَّةِ المَهْدِيُّونَ لَمْ تُؤْثِرْ عَمىً عَلىٰ هُدىً وَلَمْ تَمِلْ مِنْ حَقٍّ إِلىٰ باطِلٍ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ نَصَحْتَ للهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَمِيرِ المُؤْمِنِينَ، وَأَنَّكَ أَدَّيْتَ الأمانَةَ وَاجْتَنَبْتَ الخِيانَةَ وَأَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ وَأَمَرْتَ بِالمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ المُنْكَرِ وَعَبَدْتَ الله مُخْلِصا مُجْتَهِداً مُحْتَسِباً حَتّىٰ أَتاكَ اليَّقِينُ ؛ فَجَزاكَ الله عَنِ الإسْلامِ وَأَهْلِهِ أَفْضَلَ الجَزاءِ وَأَشْرَفَ الجَزاءِ. أَتَيْتُكَ يابْنَ رَسُولِ الله زائِراً عارِفاً بِحَقِّكَ مُقِرَّاً بِفَضْلِكَ مُحْتَمِلاً لِعِلْمِكَ مُحْتَجِباً بِذِمَّتِكَ عائِذاً بِقَبْرِكَ لائِذاً بِضَرِيحِكَ مُسْتَشْفِعاً بِكَ إِلىٰ اللهِ ، مُوالِيا لاَوْلِيائِكَ مُعادِياً لاَعْدائِكَ مُسْتَبْصِراً بِشَأْنِكَ وَبِالهُدىٰ الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ عالِما بِضَلالَةِ مَنْ

٥٥٠

خَالَفَكَ وَبِالعَمىٰ الَّذِي هُمْ عَلَيْهِ. بِأَبِي أَنْتَ وَاُمِّي وَنَفْسِي وَأَهْلِي وَمالِي وَوَلَدِي يابْنَ رَسُولِ الله أَتَيْتُكَ مُتَقَرِّباً بِزِيارَتِكَ إِلىٰ الله تَعالىٰ وَمُسْتَشْفِعاً بِكَ إِلَيْهِ، فَاشْفَعْ لِي عِنْدَ رَبِّكَ لِيَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي وَيَعْفُوَ عَنْ جُرْمِي وَيَتَجاوَزَ عَنْ سَيِّئاتِي وَيَمْحُو عَنِّي خَطِيئاتِي وَيُدْخِلَنِي الجَنَّةَ وَيَتَفَضَّلَ عَلَيَّ بِما هُوَ أَهْلُهُ وَيَغْفِرَ لِي وَلاِ بائِي وَلاِ خْوانِي وَأَخواتِي وَلِجَمِيعِ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ فِي مَشارِقِ الاَرْضِ وَمَغارِبِها بِفَضْلِهِ وَجُودِهِ وَمَنِّهِ .

ثم تنكب علىٰ القبر وتقبله وتعفر خدَّيك عليه وتدعو بما تريد ثمّ تتحول إلىٰ الرأس وتقول:السَّلامُ عَلَيْكَ يامَوْلايَ يامُوسىٰ بْنَ جَعْفَرٍ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ، أَشْهَدُ أَنَّكَ الإمام الهادِي وَالوَلِيَّ المُرْشِدُ وَأَنَّكَ مَعْدِنُ التَّنْزِيلِ وَصاحِبُ التَّأْوِيلِ وَحامِلُ التَّوْراةِ وَالاِنْجِيلِ وَالعالِمُ العادِلُ وَالصَّادِقُ العامِلُ، يامَوْلايَ أَنا أَبْرَأُ إِلىٰ الله مِنْ أَعْدائِكَ وَأَتَقَرَّبُ إِلىٰ الله بِمُوالاتِكَ فَصَلّىٰ الله عَلَيْكَ وَعَلىٰ آبائِكَ وَأَجْدادِكَ وَأَبْنائِكَ وَشِيعَتِكَ وَمُحِبِّيكَ وَرَحمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ .ثم تصلِّي ركعتين للزيارة تقرأ فيهما سورة يَّس والرحمن أو ماتيسر من القران ثم ادع بما تريد.

زيارة أخرىٰ لموسىٰ بن جعفر عليه‌السلام : قال المفيد والشهيد ومحمد ابن المشهدي: إذا أردت زيارته ببغداد فاغتسل للزيارة واقصد المشهد وقف علىٰ الباب الشريف واستأذن ثم ادخل وأنت تقول:بِسْمِ الله وَب الله وَفِي سَبِيلِ الله وَعَلىٰ مِلَّةِ رَسُولِ الله صَلّىٰ الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسلم وَالسَّلام عَلىٰ أَوْلِياء الله .

ثم امضِ حتىٰ تستقبل قبر موسىٰ بن جعفرعليه‌السلام فإذا وقفت عند قبره فقل:السَّلامُ عَلَيْكَ يانُورَ الله فِي ظُلُماتِ الاَرْضِ السَّلامُ عَلَيْكَ ياوَلِيَّ الله السَّلامُ عَلَيْكَ ياحُجَّةَ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يابابَ اللهِ ، أَشْهَدُ أَنَّكَ أَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ وَأَمَرْتَ بِالمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ المُنْكَرِ وَتَلَوْتَ الكِتابَ حَقَّ تِلاوَتِهِ وَجاهَدْتَ فِي الله حَقَّ جِهادِهِ وَصَبَرْتَ عَلىٰ الاَذىٰ

٥٥١

فِي جَنْبِهِ مُحْتَسِباً وَعَبَدْتَهُ مُخْلِصاً حَتّىٰ أَتاكَ اليَّقِينُ، أَشْهَدُ أَنَّكَ أَوْلىٰ بِالله وَبِرَسُولِهِ وَأَنَّكَ ابْنُ رَسُولِ الله حَقاً، أَبْرَأُ إِلىٰ الله مِنْ أَعْدائِكَ وَأَتَقَرَّبُ إِلىٰ الله بِمُوالاتِكَ ؛ أَتَيْتُكَ يامَوْلايَ عارِفاً بِحَقِّكَ مُوالِياً لاَوْلِيائِكَ مُعادِياً لاَعْدائِكَ فَاشْفَعْ لِي عِنْدَ رَبِّكَ .

ثم انكبَّ علىٰ القبر وقبله وضع خدّيك عليه وتحول إلىٰ عند الرأس وقف وقل:السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ رَسُولِ الله أَشْهَدُ أَنَّكَ صادِقٌ أَدَّيْتَ ناصِحا وَقُلْتَ أَمِينا وَمَضَيْتَ شَهِيداً لَمْ تُؤْثِرْ عَمىً عَلىٰ الهُدىٰ وَلَمْ تَمِلْ مِنْ حَقٍّ إِلىٰ باطِلٍ، صَلّىٰ الله عَلَيْكَ وَعَلىٰ آبائِكَ وَأَبْنائِكَ الطَّاهِرِينَ .ثم قبل القبر وصلّ ركعتين وصلّ بعدهما ماأحببت واسجد وقل:اللّهُمَّ إِلَيْكَ اعْتَمَدْتُ وَإِلَيْكَ قَصَدْتُ وَبِفَضْلِكَ رَجَوْتُ وَقَبْرَ إِمامِي الَّذِي أَوْجَبْتَ عَلَيَّ طاعَتَهُ زُرْتُ وَبِهِ إِلَيْكَ تَوَسَّلْتُ، فَبِحَقِّهِمْ الَّذِي أَوْجَبْتَ عَلىٰ نَفْسِكَ اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ياكَرِيمُ. ثم اقلب خدّك الايمن وقل:اللّهُمَّ قَدْ عَلِمْتَ حَوائِجِي فَصَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاقْضِها .ثم اقلب خدَّك الأيسر وقل:اللّهُمَّ قَدْ أَحْصَيْتَ ذُنُوبِي فَبِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ صَلِّ على‌مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاغْفِرْها وَتَصَدَّقْ عَلَيَّ بِما أَنْتَ أَهْلُهُ .ثم عُدْ إلىٰ السجود وقل:شُكْراً شُكْراً مئة مرة ثم ارفع رأسك من السجود وادع بما شئت وأحببت.أقول : قد أورد الجليل للسيد علي بن طاووس قدس في كتاب (مصباح الزائر) عند ذكر بعض زيارات الإمام موسىٰ بن جعفرعليه‌السلام صلاة يصلّىٰ بها عليه تحوي ذكر نبذ من فضائله ومناقبه وعباداته ومصائبه ينبغي للزائر أن لايفوته فضل الصلاة بها عليه وهي:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ وَصَلِّ عَلىٰ مُوسىٰ بْنِ جَعْفَرٍ وَصِيِّ الأبْرارِ وَإِمامِ الأخْيارِ وَعَيْبَةِ الأنْوارِ وَوارِثِ السَّكِينَةِ وَالوَقارِ وَالحِكَم وَالاثارِ، الَّذِي كانَ يُحْيِي اللَيْلَ بِالسَّهَرِ إِلىٰ السَّحَرِ بِمُواصَلَةِ الاسْتِغْفارِ حَلِيفِ السَّجْدَةِ الطَّوِيلَةِ وَالدُّمُوعِ الغَزِيرَةِ وَالمُناجاةِ الكَثِيرَةِ

٥٥٢

والضَّراعاتِ المُتَّصِلَةِ وَمَقَرِّ النُّهىٰ وَالعَدْلِ وَالخَيْرِ وَالفَضْلِ وَالنَّدىٰ وَالبَذْلِ وَمَأْلَفِ البَلْوىٰ وَالصَبْرِ وَالمُضْطَهَدِ بِالظُّلْمِ وَالمَقْبُورِ بِالجَوْرِ، وَالمُعَذَّبِ فِي قَعْرِ السُّجُونِ وَظُلَمِ المَطامِيرِ ذِي السَّاقِ المَرْضُوضِ بِحَلَقِ القُيُودِ وَالجَنازَةِ المُنادىٰ عَلَيها بِذُلِّ الاِسْتِخْفافِ، وَالوارِدِ عَلىٰ جَدِّهِ المُصْطَفىٰ وَأَبِيهِ المُرْتَضىٰ وَاُمِّهِ فاطَمَةَ سَيِّدَةِ النِّساءِ بِإِرْثٍ مَغْصُوبٍ وَوَلاٍ مَسْلُوبٍ وَأَمْرٍ مَغْلُوبٍ وَدَمٍ مَطْلُوبٍ وَسَمٍّ مَشْرُوبٍ. اللّهُمَّ وَكَما صَبَرَ عَلىٰ غَلِيظِ المِحَنْ وَتَجَرَّعَ غُصَصَ الكُرَبِ وَاسْتَسْلَمَ لِرِضاكَ وَأَخْلَصَ الطَّاعَةَ لَكَ وَمَحَضَ الخُشُوعَ وَاسْتَشْعَرَ الخُضُوعَ وَعادىٰ البِدْعَةَ وَأَهْلَها وَلَمْ يَلْحَقْهُ فِي شيْءٍ مِنْ أَوامِرِكَ وَنَواهِيكَ لَوْمَةُ لائِمٍ ؛ صَلِّ عَلَيْهِ صَلاةً نامِيَةً مُنِيفَةً زاكِيَةً تُوجِبُ لَهُ بِها شَفاعَةَ أُمَمٍ مِنْ خَلْقِكَ وَقُرُونٍ مِنْ بَراياكَ وَبَلِّغْهُ عَنّا تَحِيَّةً وَسَلاماً، وَآتِنا مِنْ لَدُنْكَ فِي مُوالاتِهِ فَضْلاً وَإحْسانا وَمَغْفِرَةً وَرِضْوانا إِنَّكَ ذُو الفَضْلِ العَمِيمِ وَالتَّجاوُزِ العَظِيمِ بِرَحْمَتِكَ ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

زيارة الامام محمد الجواد عليه السَّلام:

وأمّا الزيارة الخاصة بالإمام محمد التقيعليه‌السلام : فقد قال فيها الاجلا الثلاثة أيضاً. ثم توجّه نحو قبر أبي جعفر محمد بن علي الجوادعليه‌السلام وهو بظهر جدّهعليه‌السلام ، فإذا وقفت عليه فقل:

السَّلامُ عَلَيْكَ ياوَلِيَّ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يانُورَ الله فِي ظُلُماتِ الاَرْضِ السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ رَسُولِ الله السَّلامُ عَلَيْكَ وَعلىٰ آبائِكَ السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلىٰ أَبْنائِكَ السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلىٰ أَوْلِيائِكَ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ وَأَمَرْتَ بِالمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ المُنْكَرِ وَتَلَوْتَ الكِتابَ حَقَّ تِلاوَتِهِ وَجاهَدْتَ فِي الله حَقَّ جِهادِهِ وَصَبَرْتَ عَلىٰ الاَذىٰ فِي جَنْبِهِ حَتّىٰ أَتاكَ اليَّقِينُ، أَتَيْتُكَ زائِراً عارِفاً بِحَقِّكَ مُوالِياً لاَوْلِيائِكَ مُعادِياً لاَعْدائِكَ فَاشْفَعْ لِي عِنْدَ رَبِّكَ . ثم قبل

٥٥٣

القبر وضع خدَّيك عليه ثم صلّ ركعتين للزيارة وصل بعدهما ماشئت.ثم اسجد وقل:إرْحَمْ مَنْ أَساءَ وَاقْتَرَفَ وَاسْتَكانَ وَاعْتَرَفَ ،ثم اقلب خدك الأيمن وقل:إِنْ كُنْتُ بِئْسَ العَبْدِ فَأَنْتَ نِعْمَ الرَّبُّ .ثم اقلب خدّك الايسر وقل:عَظُمَ الذَّنْبُ مِنْ عَبْدِكَ فَلْيَحْسُنِ العَفْوُ مِنْ عِنْدِكَ ياكَرِيمُ .ثم عد إلىٰ السجود وقل:شُكْراً شُكْراً ، مئة مرة، ثم انصرف.

زيارة أخرىٰ للإمام محمد بن علي التقي عليه ‌السَّلام : قال السيد ابن طاووس في (المزار): إذا زرت الإمام موسىٰ الكاظمعليه‌السلام فقف علىٰ قبر الجوادعليه‌السلام وقبله وقل:

السَّلامُ عَلَيْكَ ياأَبا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ البَرَّ التَّقِيَ الإمام الوَفِيَّ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الرَّضِيُّ الزَّكِيُّ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياوَلِيَّ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يانَجِيَّ الله السَّلامُ عَلَيْكَ ياسِرِّ (١) الله السَّلامُ عَلَيْكَ ياضِياءَ الله السَّلامُ عَلَيْكَ ياسَناءَ الله السَّلامُ عَلَيْكَ ياكَلِمَةَ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يارَحْمَةَ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها النُّورُ السَّاطِعُ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها البَدْرُ الطَّالِعُ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الطَّيِّبُ مِنَ الطَّيِّبِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الطَّاهِرُ مِنَ المُطَهَّرِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الايَةُ العُظْمىٰ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الحُجَّةُ الكُبْرى، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها المُطَهَّرُ مِنَ الزَّلاتِ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها المُنَزَّهُ عَنِ المُعْضِلاتِ (٢) السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها العَلِيُّ عَنْ نَقْصِ الاَوْصافِ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الرَّضِيُّ عِنْدَ الاشْرافِ السَّلامُ عَلَيْكَ ياعَمُودَ الدِّينِ. أَشْهَدُ أَنَّكَ وَلِيُّ اللهِ وَحُجَّتُهُ فِي أَرْضِهِ وَأَنَّكَ جَنْبُ الله وَخِيَرَةُ الله وَمُسْتَوْدَعُ عِلْمِ الله وَعِلْمِ الأَنْبِياءِ وَرُكْنُ الإيْمانِ وَتَرْجُمانُ القُرْآنِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مَنِ اتَّبَعَكَ عَلىٰ الحَقِّ وَالهُدىٰ وَأَنَّ مَنْ أَنْكَرَكَ وَنَصَبَ لَكَ العَداوَةَ عَلىٰ الضَّلالَةِ وَالرَّدى.

أَبْرأُ إِلىٰ الله وَإِلَيْكَ مِنْهُمْ فِي الدُّنْيا وَالآخِرةِ وَالسَّلامُ عَلَيْكَ مابَقَيْتُ وَبَقِيَ اللَيْلُ وَالنَّهارُ .

____________________

(١) يَا سِتْر الله.

(٢) المُعْظِلات.

٥٥٤

وقل في الصلاة عليه:اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ وَصَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ بْنَ عَلِيٍّ الزَّكِيّ التَقِيّ وَالبَرِّ الوَفِيّ وَالمُهَذَّبِ النَّقِيِّ، هادِي الاُمَّةِ وَوارِثِ الأَئِمَّةِ وَخازِنِ الرَّحْمَةِ وَيَنْبُوعِ الحِكْمَةِ وَقائِدِ البَرَكَةِ وَعَدِيلِ القُرْآنِ فِي الطَّاعَةِ وَواحِدِ الأَوْصِياء فِي الاِخْلاصِ وَالعِبادَةِ وَحُجَّتِكَ العُلْيا وَمَثَلِك الاَعْلىٰ وَكَلِمَتِكَ الحُسْنىٰ الدَّاعِي إِلَيْكَ وَالدَّالِّ عَلَيْكَ، الَّذِي نَصَبْتَهُ عَلَما لِعِبادِكَ وَمُتَرْجِما لِكِتابِكَ وَصادِعاً بِأَمْرِكَ وَناصِراً لِدِينِكَ وَحُجَّةً عَلىٰ خَلْقِكَ وَنُوراً تُخْرَقُ بِهِ الظُّلَمُ وَقُدْوَةً تُدْرَكُ بِها الهِدايَةُ وَشَفِيعاً تُنالُ بِهِ الجَنَّةُ ، اللّهُمَّ وَكَما أَخَذَ فِي خُشُوعِهِ لَكَ حَظَّهُ وَاسْتَوْفىٰ مِنْ خَشْيَتِكَ نَصِيبَهُ فَصَلِّ عَلَيْهِ أَضْعافَ ماصَلَّيْتَ عَلىٰ وَلِيٍّ ارْتَضَيْتَ طاعَتَهُ وَقَبِلْتَ خِدْمَتَهُ وَبَلِّغْهُ مِنَّا تَحِيَّةً وَسَلاماً، وَآتِنا فِي مُوالاتِهِ مِنْ لَدُنْكَ فَضْلاً وَإِحْساناً وَمَغْفِرَةً وَرِضْوانا إِنَّكَ ذُو المَنِّ القَدِيمِ وَالصَّفْحِ الجَمِيلِ .ثم صل صلاة الزيارة وقل بعد السلام:اللّهُمَّ أَنْتَ الرَّبُّ وَأَنا المَرْبُوبُ .الدعاء (ص٥٥٦).

زيارة أخرىٰ مختصه به عليه‌السلام : روىٰ الصدوق في (الفقيه) قال: إذا أردت زيارته فاغتسل وتنظف وألبس ثوبين طاهرين وقل في زيارته:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ ابْنَ عَلِيٍّ الإمام التَّقِيِّ النَّقِيِّ الرَّضِيِّ المَرْضِيِّ وَحُجَّتِكَ عَلىٰ مَنْ فَوْقَ الاَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الثَّرىٰ صَلاةً كَثِيرَةً نامِيَةً زاكِيَةً مُبارَكَةً مُتَواصِلَةً مُتَرادِفَةً مُتَواتِرَةً، كَأَفْضَلِ ماصَلَّيْتَ عَلىٰ أَحَدٍ مِنْ أَوْلِيائِكَ وَالسَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ الله السَّلامُ عَلَيْكَ ياإِمامَ المُؤْمِنِينَ وَوارِثَ عِلْمِ النَّبِيِّينَ وَسُلالَةَ الوَصِيِّينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يانُورَ الله فِي ظُلُماتِ الأرْضِ، أَتَيْتُكَ زائِراً عارِفاً بِحَقِّكَ مُعادِياً لاَعْدائِكَ مُوالِياً لاَوْلِيائِكَ فَاشْفَعْ لِي عِنْدَ رَبِّكَ . ثم سل حاجتك.

٥٥٥

وهذه زيارة اخرىٰ مرويّة لهعليه‌السلام :

السَّلامُ عَلىٰ البابِ الاَقْصَدِ وَالطَّرِيقِ الاَرْشَدِ وَالعالِمِ المُؤَيَّدِ يَنْبُوعِ الحِكَمِ وَمِصْباحِ الظُّلَمِ سَيِّدِ العَرَبِ وَالعَجَمِ الهادِي إِلىٰ الرَّشادِ المُوَفَّقِ بِالتَّأْييدِ وَالسَّدادِ، مَوْلايَ أَبِي جَعَفٍر مُحَمَّدٍ بْنِ عَلِيٍّ الجَوادِ.أَشْهَدُ ياوَلِيَّ الله أَنَّكَ أَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ وَأَمَرْتَ بِالمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ المُنْكَرِ وَجاهَدْتَ فِي سَبِيلِ الله حَقَّ جِهادِهِ وَعَبَدْتَ الله مُخْلِصاً حَتّىٰ أَتاكَ اليَّقِينُ فَعِشْتَ سَعِيداً وَمَضَيْتَ شَهِيداً ؛ يالَيْتَنِي كُنْتُ مَعَكُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيما وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ .ثم قبل التربة الشريفة وضع خدّك الايمن عليها. وصل ركعتين للزيارة وادع بعدهما بما تشاء.ثم صلّ في القبة التي فيها قبر محمد بن عليعليه‌السلام عند رأسه أربع ركعات، ركعتين لزيارة موسىٰ الكاظمعليه‌السلام ، وركعتين لزيارة محمد التقيعليه‌السلام ولاتصل عند رأس موسىٰ الكاظمعليه‌السلام فانه يقابل قبور قريش ولايجوز اتخاذها قبلة.أقول : يبدو من كلام الشيخ الصدوق أنّ قبر الإمام الكاظمعليه‌السلام كان مفرزاً عن قبر الإمام الجوادعليه‌السلام فكان ينفرد بقبّة مستقلّة وباب خاص فالزائر يخرج منها ليدخل تحت قبّة الجوادعليه‌السلام التي كانت ذات بناء خاص.

مايدعىٰ به بعد صلاة زيارة الجوادعليه‌السلام وهو هذا الدعاء:

اللّهُمَّ أَنْتَ الرَّبُّ وَأَنا المَرْبُوبُ وَأَنْتَ الخالِقُ وَأَنا المَخْلُوقُ وَأَنْتَ المالِكَ وَأَنا المَمْلُوكُ وَأَنْتَ المُعْطِي وَأَنا السَّائِلُ وَأَنْتَ الرَّازِقُ وَأَنا المَرْزُوقُ وَأَنْتَ القادِرُ وَأَنا العاجز وَأَنْتَ القَوِيُّ وَأَنا الضَّعِيفُ وَأَنْتَ المُغِيثُ وَأَنا المُسْتَغِيثُ وَأَنْتَ الدَّائِمُ وَأَنا الزَّائِلُ وَأَنْتَ الكَبِيرُ وَأَنا الحَقِيرُ وَأَنْتَ العَظِيمُ وَأَنا الصَّغِيرُ وَأَنْتَ المَوْلىٰ وَأَنا العَبْدُ وَأَنْتَ العَزِيزُ وَأَنا الذَّلِيلُ وَأَنْتَ الرَّفِيعُ وَأَنا الوَضِيعُ وَأَنْتَ المُدَبِّرُ وَأَنا المُدَبَّرُ وَأَنْتَ الباقِي وَأَنا الفانِي وَأَنْتَ الدَّيَّانُ وَأَنا المُدانُ (١) وَأَنْتَ الباعِثُ وَأَنا المَبْعُوثُ وَأَنْتَ الغَنِيُّ وَأَنا الفَقِيرُ وَأَنْتَ الحَيُّ وَأَنا المَيِّتُ، تَجِدُ مَنْ

____________________

(١) وَ أَنَا الْمُدّانُ.

٥٥٦

تُعَذِّبُ يا رَبِّ غَيْرِي وَلا أَجِدُ مَنْ يَرْحَمُنِي غَيْرُكَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَقَرِّبْ فَرَجَهُمْ وَارْحَمْ ذُلِّي بَيْنَ يَدَيْكَ وَتَضَرُّعِي إِلَيْكَ وَوَحْشَتِي مِنَ النَّاسِ وَأُنْسِي بِكَ ياكَرِيمُ ؛ تَصَدَّقْ عَلَيَّ فِي هذِهِ السَّاعَةِ بِرَحْمَةٍ مِنْ عِنْدِكَ تَهْدِي بِها قَلْبِي وَتَجْمَعُ بِها أَمْرِي وَتَلُمُّ بِها شَعَثِي وَتُبَيِّضُ بِها وَجْهِي وَتُكْرِمُ بِها مَقامِي وَتَحُطُّ بِها عَنِّي وِزْرِي وَتَغْفِرُ بِها مامَضىٰ مِنْ ذُنُوبِي وَتَعْصِمُنِي فِيما بَقِيَ مِنْ عُمْرِي وَتَسْتَعْمِلُنِي فِي ذلِكَ كُلِّهِ بِطاعَتِكَ وَمايُرْضِيكَ عَنِّي وَتَخْتِمُ عَمَلِي بِأَحْسَنِهِ وَتَجْعَلُ لِي ثَوابَهُ الجَنَّةَ وَتَسْلُكُ بِي سَبِيلَ الصَّالِحِينَ وَتُعِينُنِي عَلىٰ صالِحِ ما أَعْطَيْتَنِي كَما أَعَنْتَ الصَّالِحِينَ عَلىٰ صالِحِ ما أَعْطَيْتَهُمْ، وَلاتَنْزِعْ مِنِّي صالِحا أَبَداً وَلاتَرُدَّنِي فِي سُوءٍ اسْتَنْقَذْتَنِي مِنْهُ أَبَداً وَلاتُشْمِتْ بِي عَدُوّا وَلا حاسِداً أَبَداً وَلا تَكِلْنِي إِلىٰ نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ أَبَداً وَلا أَقَلَّ مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْثَرَ يا رَبَّ العالَمِينَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَرِنِي الحَقَّ حَقّا فَأَتَّبِعَهُ وَالباطِلَ باطِلاً فَأَجْتَنِبَهُ، وَلا تَجْعَلْهُ عَلَيَّ مُتَشابِها فَأَتَّبِعَ هَوايَ بِغَيْرِ هُدىً مِنْكَ وَاجْعَلْ هَوايَ تَبَعاً لِطاعَتِكَ وَخُذْ رِضا نَفْسِكَ مِنْ نَفْسِي، وَاهْدِنِي لِما اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الحَقِّ بِإِذْنِكَ إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشاءُ إِلىٰ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ. ثم سل حاجتك فإنها تقضىٰ إن شاءالله تعالى.

وأما الزيارات المشتركة بين هذين الإمامين الهمامين فهي أيضاً نوعان:

الأول : ما يزار به كل واحد منهماعليه‌السلام منفرداً: روىٰ الشيخ الجليل جعفر بن محمد بن قولويه القمي في كتاب (كامل الزيارة) عن الإمام علي النقيعليه‌السلام قال: قل في زيارة كل من الإمامين:

السَّلامُ عَلَيْكَ ياوَلِيَّ الله السَّلامُ عَلَيْكَ ياحُجَّةَ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يانُورَ الله فِي ظُلُماتِ الاَرْضِ السَّلامُ عَلَيْكَ يامَنْ بَداً للهِ فِي شَأْنِهِ أَتَيْتُكَ زائِراً عارِفاً بِحَقِّكَ مُعادِياً لاَعْدائِكَ مُوالِياً لاَوْلِيائِكَ فَاشْفَعْ (١) لِي

____________________

(١) إشفع لي.

٥٥٧

عِنْدَ رَبِّكَ يامَوْلايَ. وهذه الزيارة معتبره غاية الاعتبار، وقد رواها أيضاً الصدوق والكليني والطوسي مع اختلاف يسير.

الثاني : ما يزار به كلا الإمامينعليه‌السلام معا: وهي كما يلي، قال المفيد والشهيد ومحمد ابن المشهدي: تقول في زيارتهماعليهما‌السلام إذا وقفت عند الضريح الطاهر:

السَّلامُ عَلَيْكُما ياوَلِيَّي الله السَّلامُ عَلَيْكُما ياحُجَّتَي الله السَّلامُ عَلَيْكُما يا نُورَي الله فِي ظُلُماتِ الاَرْضِ، أَشْهَدُ أَنَّكُما قَدْ بَلَّغْتُما عَنِ الله ماحَمَّلَكُما وَحَفِظْتُما مااسْتُودِعْتُما وَحَلَّلْتُما حَلالَ الله وَحَرَّمْتُما حَرامَ الله وَأَقَمْتُما حُدُودَ الله وَتَلَوْتُما كِتابَ الله وَصَبَرْتُما عَلىٰ الاَذىْ فِي جَنْبِ الله مُحْتَسِبينَ حَتّىٰ أَتاكما اليَّقِينُ، أَبْرأُ إِلىٰ الله مِنْ أَعدائِكُما وَأَتَقَرَّبُ إِلىٰ الله بِوِلايَتِكُما، أَتَيْتُكُما زائِراً عارِفاً بِحَقِّكُما مُوالِياً لاَوْلِيائِكُما مُعادِياً لاَعْدائِكُما مُسْتَبْصِراً بِالهُدىٰ الَّذِي أَنْتُما عَلَيْهِ عارِفاً بِضَلالَةِ مَنْ خالَفَكُما ؛ فَاشْفَعا لِي عِنْدَ رَبِّكُما فَإِنَّ لَكُما عِنْدَ الله جاهاً عَظِيماً وَمَقاماً مَحْمُوداً.ثم قبّل التربة الشريفة وضع خدّك الايمن عليها، ثم تحوّل إلىٰ جانب الرأس المقدّس فقل:السَّلام عَلَيْكُما ياحُجَّتَي الله فِي أَرْضِهِ وَسَمائِهِ عَبْدُكُما وَوَلِيُّكُما زائِرُكُما مُتَقَرِّباً إِلىٰ الله بِزِيارَتِكُما، اللّهُمَّ اجْعَل لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي أَوْلِيائِكَ المُصْطَفِينَ وَحَبِّبْ إِلِيَّ مَشاهِدَهُمْ وَاجْعَلْنِي مَعَهُمْ فِي الدُّنْيا وَالآخِرةِ ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. ثم صلّ ركعتين لزيارة كل إمام وادع بما أحببت.

أقول : كان عصر صدور هذه الزيارات عصر التقية الشديدة ولاجل ذلك كان المعصومونعليهم‌السلام يعلّمون الشيعة زيارات قصيرة صيانة لهم عن طاغية الزمان فالزائر إن طلب زيارة طويلة فليقرأ الزيارات الجامعة الاتية وهي خير ما يزاران بها.

ولا سيّما الزيارة الأولىٰ منها (ص٦١٩) حيث يظهر من روايتها أن لها مزيد اختصاص بالإمام الكاظمعليه‌السلام وإذا شاء الزائر أن يخرج من بلدهماعليهما‌السلام فليودّعهماعليهما‌السلام بدعوات الوداع ومن تلك الدعوات مارواه الطوسي رحمهالله في

٥٥٨

التهذيب قال: إذا أردت أن تودع الإمام موسىٰعليه‌السلام فقف عند القبر وقل:

السَّلامُ عَلَيْك‌َيامَوْلايَ ياأَبا الحَسَنِ وَرَحمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ اسْتَوْدِعُكَ الله وَأَقْرَأ عَلَيْكَ السَّلامَ، آمَنَّا بِاللهِ وَبِالرَّسولِ وَبِما جِئْتَ بِهِ وَدَلَلْتَ عَلَيْهِ، اللّهُمَّ اكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ.وتقول أيضاً في وداع الإمام محمد التقي عليه‌السلام: السَّلامُ عَلَيْكَ يامَوْلايَ يابْنَ رَسُولِ الله وَرَحمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ اسْتَوْدِعُكَ الله وَأَقْرَأ عَلَيْكَ السَّلامَ آمَنَّا بِالله وَبِرَسُولِهِ وَبِما جِئْتَ بِهِ وَدَلَلْتَ عَلَيْهِ اللّهُمَّ اكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ . ثم سل إلىٰالله تعالىٰ أن لا تكون هذه آخر عهدك من زيارتهم وأن توفق للعود وقبّل القبر وضع خدّيك عليه.

أقول : مما يناسب المقام قصة السعيد الصالح الصفي المتّقي الحاج علي البغدادي التي أوردها شيخنا في جنّة المأوى والنجم الثاقب وقال في كتاب النجم الثاقب إنّه لو لَم يكن في هذا الكتاب سوىٰ هذه القصة المتقنة الصحيحة الحاوية علىٰ فوائد جمة الحادثة في عصرنا لكفاهالله شرفاً ونفساً ثم قال بعدما مهّده من المقدمات حكىٰ الحاج علي أيّدهالله قائلاً: تراكم في ذمّتي من سهم الإمامعليه‌السلام من الخمس مبلغ ثمانين تومانا فرحلت إلىٰ النجف الاشرف ودفعت منها إلىٰ علم الهدىٰ والتقىٰ حضرة الشيخ مرتضىٰ أعلىٰالله مقامه عشرين تومانا وإلىٰ حضرة الشيخ محمد حسين المجتهد الكاظمي عشرين تومانا وإلىٰ حضرة الشيخ محمد الشّروقي عشرين تومانا ولَم يبق عليّ سوىٰ عشرين تومانا كنت أروم أن أقدمها إذا قفلت من النجف إلىٰ الشيخ محمد حسن آل يَّس الكاظمي أيدهالله .ووددت لمّا وافيت بغداد أن أبادر إلىٰ أداء مااستمرّ علي من السهم فتوجهت إلىٰ الكاظمية وكان اليوم الخميس فزرت الإمامين الهمامين الكاظمينعليه‌السلام ثم وافيت حضرة الشيخ سلّمهالله فنقدته شطراً من العشرين تومانا وأوعدته بأن أؤدّي الباقىٰ إذا بعت بعض البضائع بأن أبذله إلىٰ مستحقه حسب ما يحيله عليّ بالتدريج ثم أزمعت علىٰ مغادرة الكاظمية ورفضت ماألح فيه حضرة الشيخ من البقاء معتذراً بأن عليّ أن أوفي عمال معمل النسيج أجورهم حسب ماقررت عليه من بذل أجر عمل الاسبوع في يوم الخميس عصراً فأخذت أسلك طريقي إلىٰ بغداد فلما قاربت ثلث الطريق إذا أنا بسيد جليل من السادة يعرّج عليّ في طريقه إلىٰ الكاظمية فدنا مني وسلم عليّ وبسط يده للمصافحة والمعانقة ورحب قائلاً أهلاً وسهلاً وضمّني إلىٰ صدره

٥٥٩

وتلاثمنا وكان قد تعمّم بعمامة خضراء زاهرة وفي وجهه الشريف شامه كبيرة سوداء فتوقف وقال علىٰ خير أيُّها الحاج عليّ أين المقصد فأجبته قد زرت الكاظمينعليهما‌ السلام وأنا الان ماضٍ إلىٰ بغداد فقال لي: عد إلىٰ الكاظمينعليهما‌ السلام فهذه ليلة الجمعة. قلت: لايسعني العود فأجاب ذلك في وسعك، عد كي أشهد لك بأنك من الموالين لجدي أمير المؤمنين عليه‌السلام ولنا ويشهد لك الشيخ فقد قال تعالى واستشهدوا شَهيدين وكان هذا تلميحا إلىٰ ما كنت أتوخاه من التماس الشيخ أن يمنحني رقعة أجعلها في كفني يشهد لي فيها بأنّي من الموالين لاهل البيتعليهم ‌السلام .

فسألته من أين عرفتني وكيف تشهد لي فأجاب كيف لايعرف المر من وافاه حقّه. قلت: وأي حق هذا الذي تعنيه؟ فأجاب: مابذلته لوكيلي. قلت: ومن هو؟ قال: الشيخ محمد حسن فقلت: أهو وكيلك؟ أجاب هو وكيلي وكذلك السيد محمد. قال الحاج علي: ماكنت أعرف صاحبي هذا ولكنه كان قد دعاني باسمي فاحتملت أن تكون بيننا معرفة سابقة وقلت أيضاً في نفسي أنه يطالبني بشي من الخمس ووددت أن ابذل له من سهم الإمامعليه‌السلام فقلت:ياأيُّها السيد إنّه قد بقي في ذمّتي من حقكم شي (أي حق السادة) وقد راجعت في ذلك حضرة الشيخ محمد حسن كي أؤديه إليكم بإذنه فتبسّم في وجهي قائلا: نعم، قد أبلغت شطراً من حقّنا إلىٰ وكلائنا في النجف الاشرف.فقلت: هل قبل ماأدّيته؟ قال: نعم. ثم انتبهت إلىٰ أن صاحبي هذا يعبر عن أعاظم العلماء بكلمة وكلائي فاستكبرت ذلك ثم قلت في نفسي العلماء وكلا السادة في قبض حقوقهم ثم اعترضتني الغفلة، انتهى. ثم قال لي: عد إلىٰ زيارة جدي فطاوعته وعدت معه وكنت قابضا علىٰ يده اليمنىٰ بيدىٰ اليسرىٰ فلما أستأنفنا المسير وجدت نهراً إلىٰ جانبنا الايمن يجري بماء زلال ووجدت أشجار الليمون والرارنج والعنب والرمان وغيرها تظللنا من فوق رؤوسنا وكلها مثمره معاً في غير مواسمها فسألته عن النهر والاشجار فقال: إنها تصاحب كل موال من موالينا إذا زار جدّنا وزارنا فقلت له: مسألة أريد سؤالها.

قال: سل. قلت: إن الشيخ عبد الرزاق رحمهالله كان ممّن يزاول التدريس وقد وافيته يوما فسمعته يقول: من دأب في حياته علىٰ صيام النهار وقيام الليل وحجّ أربعين حجّة واعتمر أربعين عمره ثم وافته المنون وهو بين الصفا والمروه ولَم يكن هو من الموالين لأمير المؤمنينعليه‌السلام ماكان له شي من الاجر؟ فأجاب: نعم والله ماكان له شي. ثم سألته عن أقربائي هل هو من الموالين لأمير المؤمنينعليه‌السلام ؟ فأجاب: نعم. هو ومن يتصل بك.ثم قلت: سيّدنا مسألة؟.

٥٦٠