مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات0%

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات مؤلف:
الناشر: مؤسسة الأعلمي
تصنيف: متون الأدعية والزيارات
الصفحات: 836

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ عباس القمي
الناشر: مؤسسة الأعلمي
تصنيف: الصفحات: 836
المشاهدات: 463766
تحميل: 19072

توضيحات:

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 836 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 463766 / تحميل: 19072
الحجم الحجم الحجم
مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات

مؤلف:
الناشر: مؤسسة الأعلمي
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

الاصحاب عن الرضاعليه‌السلام قال: لما أردت الخروج من المدينة إلىٰ خراسان جمعت عيالي فأمرتهم أن يبكوا عليّ حتىٰ أسمع بكاءهم، ثم فرّقت فيهم اثني عشر ألف دينار. ثم قلت لهم إنّي لا أرجع إلىٰ عيالي أبداً ثم أخذت أبا جعفر الجواد فأدخلته المسجد ووضعت يده علىٰ حافة القبر وألصقته به واستحفظته برسولالله صلي الله عليه وآله وسلم وأمرت جميع وكلائي وحشمي له بالسمع والطاعة وترك مخالفته وعرفتهم أنّه القيم مقامي.

وروىٰ السيد عبد الكريم ابن طاووس رحمهالله أنّه لما طلب المأمون الرضاعليه‌السلام من المدينة إلىٰ خراسان سارعليه‌السلام من المدينة إلىٰ البصرة ولم يذهب إلىٰ الكوفة ثم توجه من البصرة إلىٰ بغداد علىٰ طريق الكوفة ومن هناك إلىٰ مدينة قم ودخل قم فاستقبله أهلها فتخاصموا في ضيافته كلّ يبغي أن يحلعليه‌السلام داره فقالعليه‌السلام إنّ جملي هو المأمون (أي إنّهعليه‌السلام يحل حيثما برك الجمل) فأتىٰ الجمل داراً واستناخ علىٰ بابه وكان صاحب الدار قد رأىٰ في المنام في ليلته أنّ الرضاعليه‌السلام سيكون ضيفه غداً فلم تمض مدة طويلة حتىٰ صار ذلك الدار مقاما من المقامات الرفيعة وهو في عصرنا مدرسة معمورة. وروىٰ الصدوق بسنده عن إسحاق بن راهويه قال: لما وافىٰ أبو الحسن الرضاعليه‌السلام نيسابور وأراد أن يرحل منها اجتمع إليه أصحاب الحديث فقالوا له يابن رسولالله صلي الله عليه وآله وسلم ترحل عنّا ولاتحدّثنا بحديث فنستفيده منك؟

وقد كان قعد في العمارية فأطلع رأسه وقال: سمعت أبي موسىٰ بن جعفر يقول: سمعت أبي جعفر بن محمد يقول: سمعت أبي محمد بن علي يقول: سمعت أبي علي بن الحسين يقول: سمعت أبي الحسين بن علي يقول: سمعت أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عَليهِ الصَلاة وَالسَلام) يقول: سمعت رسولالله صلي الله عليه وآله وسلم يقول: سمعت جبرائيل يقول: سمعتالله عزَّ وجلَّ يقول:لا إِلهَ إِلَّا الله حِصْنِي فَمَنْ دَخَلَ حِصْنِي أمِنَ مِنْ عَذابِي ، فلما مرّت الراحلة نادانا: بشروطها وانا من شروطها. وروىٰ أبو الصلت أن الرضاعليه‌السلام في طريقه إلىٰ المأمون لما بلغ القرية الحمراء (دِه سُرخ) قيل له: يابن رسولالله صلي الله عليه وآله وسلم قد زالت الشمس، أفلا نصلي؟ فنزلعليه‌السلام فقال: ائتوني بماءً فقيل: مامعنا ماء فبحث بيده الارض فنبع من الماء ماتوضأ به هو ومن معه وأثره باق إلىٰ اليوم فلمّا دخل سناباد أسند إلىٰ الجبل الذي ينحت منه القدور فقال:اللّهُمَّ انْفَعْ بِهِ وَبارِكْ فِيما يَجْعَلُ فِيما يَنْحَتُ مِنْهِ ، ثم امرعليه‌السلام فنحت له قدور من الجبل وقال: لايأكل إِلَّا ماطبخ فيها فاهتدىٰ الناس إليه من ذلك اليوم وظهرت بركة دعائه فيه.

٥٨١

الرابع : أرّخ صاحب (مطلع الشمس) أنّ الملك (الشاه) عباس الأول نزل مشهد الرضاعليه‌السلام في الخامس والعشرين من ذي الحجة سنة ألف وست وذلك بعد مانهب عبد الرحمن الاوزبكي الحرم الطاهر فلم يترك فيها شَيْئاً سوىٰ السياج الذهبي وفي الثامن والعشرين من الشهر، شهر ذي الحجة، توجّه الملك إلىٰ مدينة هرات فاستردّها ونظم شؤونها فقفل إلىٰ مدينة خراسان ولبث فيها شهراً رمّم خلاله الصحن المقدس وأنعم علىٰ خدام البقعة المباركة و رعاهم بعطفه ثم عاد إلىٰ العراق وفي أواخر السنة الثامنة بعد الألف قدم الملك ثانيا خراسان فقضىٰ فيه فصل الشتاء وتقلّد خدمة الأسْتانة المقدسة وباشرها بنفسه. وكان الشاه قد نذر أن يرحل إلىٰ زيارة الرضاعليه‌السلام راجلاً فوفىٰ بنذره في السنة التاسعة بعد الالف وقطع تلك المسافة الشاسعة علىٰ قدميه خلال ثمانية وعشرين يوماً. فلمّا بلغ مدينة خراسان أمر بأن يرحب الصحن المبارك وكان المدخل إلىٰ الروضة حينذاك في إيوان علي شير في جانب من جوانب الصحن الشريف بشكل غير أنيق فأمر بتشييد الصحن بحيث يتوسطه الايوان وبنىٰ إيواناً آخر في الجانب المقابل ومدّ شارعاً مركزياً يجتاز بابي الصحن والايوان ويطوي المدينة من بابها الغربي إلىٰ بابها الشرقي وأحدث للمدينة عيوناً وقنوات ومدّ في منتصف الشارع المركزي ساقية تجري إلىٰ حوض كبير قد احدثه في وسط الصحن الشريف فتخترقه إلىٰ الجانب الشرقي من الشارع والكتابات الموجودة في هذه الابنية هي من آثار الميرزا محمد رضا صدر الكتّاب وعلي رضا العباسي، ومحمد رضا الإمامي، ومما أجراه الشاه عباس أيضاً أنّه كسىٰ القبّة الطاهرة بالذهب كما تنطق به الكتابة الموجودة علىٰ القبّة الطاهرة وهي: (بَسْمِالله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ مِنْ عَظائِمِ تَوفِيقاتالله سُبْحانَهُ أَنْ وَفَق السّلطان الاعظم مولىٰ ملوك العرب والعجم صاحب النسب الطاهر النبوي والحسب المطهر العلوي تراب أقدام خدّام هذه العتبة المطهّرة اللاهوتية غبار نعال زوّار هذه الروضة المنورة الملكوتية مروّج آثار اجداده المعصومين السلطان بن السلطان أبو المظفر شاه عبّاس الحسيني الموسوي الصفوي بهادر خان فاستسعد بالمجيء ماشياً علىٰ قدميه من دار السلطنة اصفهان إلىٰ زيارة هذا الحرم الاشرف وقد تشرّف بزينة هذه القبّة من خلّص ماله في سنة ألف وعشر وتم سنة ألف وستّ وعشر).

الخامس: قال الطبرسي في كتاب اعلام الورى بعدما أورد جملة من معجزات الرضاعليه‌السلام : وأمّا ماظهر للناس بعد وفاته من بركة مشهده المقدّس و العلامات و العجائب التي شاهدها الخلق فيه وأذعن العام والخاص له وأقر المخالف والمؤالف

٥٨٢

به إلىٰ يومنا هذا فكثير خارج عن حد الاحصاء والعدّ، و لقد أبري فيه الأكمه والأبرص واستجيبت الدّعوات وقضيت ببركته الحاجات وكشفت الملمات وشاهدنا كَثِيراً من ذلك وتيقّناه وعلمناه لايتخالج الشك والريب في معناه. والشيخ الاجل الشيخ الحر العاملي في كتابه (أثبات الهداة) بعدما حكىٰ هذا الكلام للطبرسي قال: يقول مؤلف هذا الكتاب محمد بن الحسن الحرّاني قد شاهدت كَثِيراً من هذه المعجزات كما شاهدها الشيخ الطبرسي وتيقنت بها كما تيقّن هو بها وذلك في مدة مجاورتي للمشهد المقدّس وهي ستّ وعشرون سنة وقد سمعت في ذلك مايفوق التواتر ولم أتخطر حاجة دعوتالله بها في هذا المشهد إِلَّا وقضيت والحمدلله . والمقام لايسع التفصيل فاكتفينا بالاجمال.

ويقول عباس القمي مؤلف هذا الكتاب: إنّنا في غنىً عن ذكر الكرامات التي برزت من تلك الروضة المقدسة في سوالف الازمان بما يتجدّد منها في كل عصر وزمان، وقد ألمحنا إلىٰ مايناسب المقام في الباب الثاني في خلال أعمال الليلة السابعة والعشرين من شهر رجب فلنختم هذا الفصل بعدة أبيات مما أنشأه الجامي في مدحهعليه‌السلام :

سَـلامٌ عَلىٰ آل طَه ويس

سلامٌ عَلىٰ آل خَيرِ النَّبِيّينَ

سَلامٌ عَلىٰ رَوْضَةٍ حَلَّ فِيها

إمامٌ يُباهىٰ بِه المُلْكُ والدِّينُ

الفصل العاشر : في زيارة أئمة

سر من راىٰ عليه‌السلام وأعمال السرداب الطاهر

ويحتوي علىٰ مقامين:

المقام الأول في زيارة الإمامين المعصومين

علي بن محمد النقي والحسن بن علي العسكري (ع)

إذا دخلت سرّ من رأىٰ إن شاءالله وقصدت زيارتهما عليهما ‌السلام فاغتسل وتأدّب بآداب دخول المشاهد الشريفة ثم سر بسكينة ووقار حتىٰ تبلغ باب الحرم الطاهر واستاذن للدخول بالاستئذان العام السالف في أوائل هذا الباب، ثم ادخل الحرم الشريف وزرهماعليه‌السلام بهذه الزيارة وهي أصح الزيارات:

٥٨٣

السَّلامُ عَلَيْكُما ياوَلِيَّيِ الله السَّلامُ عَلَيْكُما ياحُجَّتَي الله السَّلامُ عَلَيْكُما يانُورَي الله فِي ظُلُماتِ الاَرْضِ السَّلامُ عَلَيْكُما يامَنْ بَداً للهِ فِي شَأْنِكُما، أَتَيْتُكُما زائِراً عارِفاً بِحَقِّكُما مُعادِياً لاَعْدائِكُما مُوالِياً لاَوْلِيائِكُما مُؤْمِناً بِما آمَنْتُما بِهِ كافِراً بِما كَفَرْتُما بِهِ مُحَقِّقاً لِما حَقَّقْتُما مُبْطِلاً لِما أَبْطَلْتُما، أَسْأَلُ الله رَبِّي وَ رَبَّكُما أَنْ يَجْعَلَ حَظِّي مِنْ زِيارَتِكُما الصَّلاةَ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَأَنْ يَرْزُقَنِي مُرافَقَتَكُما فِي الجِنانِ مَعَ آبائِكُما الصَّالِحِينَ، وَأَسْأَلُهُ أَنْ يُعْتِقَ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ وَ يَرْزُقَنِي شَفاعَتَكُما وَ مُصاحَبَتَكُما وَيُعَرِّفَ بَيْنِي وَبَيْنَكُما وَلايَسْلُبَنِي حُبَّكُما وَحُبَّ آبائِكُما الصَّالِحِينَ، وَأَنْ لايَجْعَلَهُ آخِرَ العَهْدِ مِنْ زِيارَتِكُما وَيَحْشُرَنِي مَعَكُما فِي الجَنَّةِ بِرَحْمَتِهِ. اللّهُمَّ ارْزُقْنِي حُبَّهُما وَتَوَفَّنِي عَلىٰ مِلَّتِهما، اللّهُمَّ العَنْ ظالِمِي آلِ مُحَمَّدٍ حَقَّهُمْ وَانْتَقِمْ مِنْهُمْ، اللّهُمَّ العَنْ الأوَّلِينَ مِنْهُمْ وَالآخِرِينَ وَضاعِفْ عَلَيْهِمُ العَذابَ وَأَبْلِغ بِهِمْ وَبِأَشْياعِهِمْ وَمُحِبِّيهِمْ وَمُتَّبِعِيهِمْ أَسْفَلَ دَرَكٍ مِنْ الجَّحِيمِ إِنَّكَ عَلىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، اللّهُمَّ عَجِّلْ فَرَجَ وَلِيِّكَ وَابْنِ وَلِيِّكَ وَاجْعَلْ فَرَجَنا مَعَ فَرَجِهِمْ (١) ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ . وتجتهد في الدعاء لنفسك ولوالديك وتخير من الدعاء فإن وصلت إليهما (أي إن أمكنك الوصول إلىٰ قبرهما) (صلواتالله عليهما) فصلِّ عند قبريهما ركعتين وإذا دخلت المسجد (أي لم تتمكن من القبر) وصليت دعوتالله بما احببت إنّه قريب مجيب. وهذا المسجد إلىٰ جانب الدار وفيه كانا يصلّيان عليهما ‌السلامأقول : قد أثبتنا هذه الزيارة طبقاً لكتاب (كامل الزيارة) وقد روىٰ الزيارة باختلاف يسير الشيخ محمد ابن المشهدي والشيخ المفيد و الشهيد أيضاً في مزاراتهم وقد ورد في نسخهم بعد الفقرة: (في الجنة برحمته) ثم اذهب وانكبّ علىٰ كل من القبرين وقبلهما وضع جانبي وجهك عليهما ثم ارفع رأسك و قل:اللّهُمَّ ارْزُقْنِي حُبَّهُمْ وَتَوَفَّنِي عَلىٰ مِلَّتِهِمْ ... إلىٰ آخر الزيارة السالفة.

ثم قالوا صل أربع ركعات عند الرأس المقدّس وصلّ ماشئت بعد صلاة

٥٨٤

الزيارة... الخ ولايخفىٰ أنّهماعليهما ‌السلام مدفونان في دارهما وكان للدار باب يفتح حينا فتدخل الشيعة منه وتزور قَرِيباً من القبر، ويغلق حينا فتقف الشيعة للزيارة أمام نافذةٍ في الجدار المقابل للقبر، ويلاحظ في مفتتح الرواية التي وردت فيها هذه الزيارة هذه العبارة تقول بعد الغسل إن وصلت إلىٰ قبرهما وإِلاّ أومات بالسلام من عند الباب الذي علىٰ الشارع (الشبّاك) وهذا الزائر الذي لم يتمكن من الاقتراب من القبر يصلي الصلاة في المسجد. وقد اكترث للامر الشيعة الموالون فنسفوا الدار وشيدوا في موضعه القبّة والحرم والرواق والايوان فأصبح المسجد داخل الحرم الشريف.

والمشهور الان أنّ الايوان المستطيل المتصل بالرواق خلف العسكريينعليهما‌السلام هو المسجد المذكور وعلىٰ كل حال فقد نجا الزائر من هذا الضيق.

ولهماعليهما‌السلام زيارات خاصّة تخصّ كلاً منهما، وعامة مشتركة بينهما وهي مذكورة في كتب الزيارات ونسخها كثيرة شايعة لمن رغب في الزيارة بهما. والزائر إذا أسعفه الحال والمجال فمن المناسب أن يزور بالزيارة الجامعة الكبيرة الاتية إن شاءالله تعالى، فهي بما تحتويه من الكلمات الفصيحة البليغة المعبّرة عن أقصىٰ مراتب الطاعة والخضوع والاقرار بعظمة الأئمة عليهم‌ السلام وجلالهم هي قد صدرت من منبع الجلال والعظمة.

زيارة الإمام الهادي عليه‌السلام

والسيد ابن طاووس قد خصّ في (مصباح الزائر) كل واحد منهماعليهما‌السلام بزيارة مبسوطة وصلاة عليه ودعاء يدعىٰ به بعد صلاة زيارته وهي بما تحتويها من الفوائد تبعثنا علىٰ إيرادها هنا وإن أوجبت التطويل. قال: إذا وصلت إلىٰ محلّه الشريف بسرّ من رأىٰ فاغتسل عند وصولك غسل الزيارة والبس أطهر ثيابك وامش علىٰ سكينة ووقار إلىٰ أن تصل الباب الشريف فإذا بلغته فاستاذن وقل:

أَأَدْخُلُ يانَبِيَّ الله أَأَدْخُلُ يا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ أَأَدْخُلُ يا فاطِمَةَ الزَّهْراءَ سَيِّدَةَ نِساءِ العالمِينَ أَأَدْخُلُ يا مَوْلايَ الحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ أَأَدْخُلُ يا مَوْلايَ الحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ أَأَدْخُلُ يامَوْلايَ عَلِيّ بْنَ الحُسَيْنِ أَأَدْخُلُ يا مَوْلايَ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ أَأَدْخُلُ يا مَوْلايَ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ أَأَدْخُلُ يامَوْلايَ مُوسىْ بْنَ جَعْفَرٍ أَأَدْخُلُ يامَوْلايَ عَلِيَّ بْنَ مُوسىٰ أَأَدْخُلُ يا

٥٨٥

مَوْلايَ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ أَأَدْخُلُ يامَوْلايَ ياأَبا الحَسَنِ عَلِيّ بْنَ مُحَمَّدٍ أَأَدْخُلُ يامَوْلايَ ياأَبا مُحَمَّدٍ الحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ أَأَدْخُلُ يا مَلائِكَةَ الله المُوَكَّلِينَ بِهذا الحَرَمِ الشَّرِيفِ . ثم تدخل مقدّما رجلك اليمنىٰ وتقف علىٰ ضريح الإمام أبي الحسن الهاديعليه‌السلام مستقبلاً القبر ومستدبراً القبلة وتقول "مئة مرة ":الله أَكْبَرُ، وتقول:

السَّلامُ عَلَيْكَ ياأَبا الحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ الزَّكِيَّ الرَّاشِدَ النُّورَ الثَّاقِبَ وَ رَحْمَةُ الله وَ بَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياصَفِيَّ الله السَّلامُ عَلَيْكَ ياسِرَّ الله السَّلامُ عَلَيْكَ ياحَبْلَ الله السَّلامُ عَلَيْكَ ياآلَ الله السَّلامُ عَلَيْكَ ياخِيرَةَ الله السَّلامُ عَلَيْكَ ياصَفْوَةَ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَمِينَ الله السَّلامُ عَلَيْكَ ياحَقَّ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يا حَبِيبَ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يانُورَ الاَنْوارِ السَّلامُ عَلَيْكَ يازَيْنَ الاَبْرارِ السَّلامُ عَلَيْكَ ياسَلِيلَ الاَخْيارِ السَّلامُ عَلَيْكَ ياعُنْصُرَ الاَطْهارِ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياحُجَّةَ الرَّحْمنِ السَّلامُ عَلَيْكَ يارُكْنَ الإيْمانِ السَّلامُ عَلَيْكَ يامَوْلىٰ المُؤْمِنِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ ياوَلِيَّ الصَّالِحِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ ياعَلَمَ الهُدىٰ السَّلامُ عَلَيْكَ ياحَلِيفَ التُّقى، السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَمُودَ الدِّينِ السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ خاتَمِ النَّبِيِّينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ سَيِّدِ الوَصِيِّينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الاَمِينُ الوَفِيُّ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها العَلَمُ الرَّضِيُّ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الزَّاهِدُ التَّقِيُّ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الحُجَّةُ عَلىٰ الخَلْقِ أَجْمَعِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُها التَّالِيَ لِلْقُرْآنِ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُها المُبَيِّنُ لِلْحَلالِ مِنَ الحَرامِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُها الوَلِيُّ النَّاصِحُ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُها الطَّرِيقُ الواضِحُ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُها النَّجْمُ اللائِحُ، أَشْهَدُ يامَوْلايَ ياأَبا الحَسَنِ أنَكَّ حُجَّةُ اللهِ عَلىٰ خَلْقِهِ وَخَلِيفَتُهُ فِي بَرِيَّتِهِ وَأَمِينُهُ فِي بِلادِهِ وَشاهِدُهُ عَلىٰ عِبادِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ كَلِمَةُ التَّقْوىٰ وَبابُ الهُدىٰ وَالعُرْوَةُ الوُثْقىٰ وَالحُجَّةُ عَلىٰ مَنْ فَوْقَ الاَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ

٥٨٦

الثَّرى، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ المُطَهَّرُ مِنَ الذُّنُوبِ المُبَرَّأُ مِنَ العُيُوبِ وَ المُخْتَصُّ بِكَرامَةِ الله وَالمَحْبُوُّ بِحُجَّةِ الله وَالمَوْهُوبُ لَهُ كَلِمَةُ الله وَ الرُّكْنُ الَّذِي يَلْجَأُ إِلَيْهِ العِبادُ وَتُحْيا بِهِ البِلادُ، وَ أَشْهَدُ يامَوْلايَ أَنِّي بِكَ وَبِآبائِكَ وَ أَبْنائِكَ مُوقِنٌ مُقِرُّ وَلَكُمْ تابِعٌ فِي ذاتِ نَفْسِي وَشَرائِعِ دِينِي وَخاتِمَةِ عَمَلِي وَمُنْقَلَبِي وَمَثْوايَ، وَأَنِّي وَلِيُّ لِمَنْ وَالاكُمْ وَعَدُوُّ لِمَنْ عاداكُمْ مُؤْمِنٌ بِسِرِّكُمْ وَعَلانِيَّتَكُمْ وَأَوَّلِكُمْ وَآخِرِكُمْ بِأَبِي أَنْتَ وَاُمِّي وَالسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ.

ثم قبّل ضريحه وضع خدّك الايمن عليه ثم الأيسر وقل:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَصَلِّ عَلىٰ حُجَّتِكَ الوَفِيِّ وَوَلِيِّكَ الزَّكِيَ وَأَمِينِكَ المُرْتَضىٰ وَصَفِيِّكَ الهادِي وَصِراطِكَ المُسْتَقِيمِ وَالجادَّةِ العُظْمىٰ وَالطَّرِيقَةِ الوُسْطى، نُورِ قُلُوبِ المُؤْمِنِينَ وَوَلِيِّ المُتَّقِينَ وَصاحِبِ المُخْلِصِينَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ سَيِّدِنا وَ مَوْلانا مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ وَصَلِّ عَلىٰ عَلِيٍّ بْنِ مُحَمَّدٍ الرَّاشِدِ المَعْصُومِ مِنَ الزَّلَلِ وَ الطَّاهِرِ مِنَ الخَلَلِ وَالمُنْقَطِعِ إِلَيْكَ بِالاَمَلِ، المَبْلُوِّ بِالفِتَنِ وَالمُخْتَبَرِ بِالمِحَنِ وَالمُمْتَحَنِ بِحُسْنِ البَلْوىٰ وَصَبْرِ الشَّكْوىٰ مُرْشِدِ عِبادِكَ وَبَرَكَةِ بِلادِكَ وَمَحَلِّ رَحْمَتِكَ وَمُسْتَوْدَعِ حِكْمَتِكَ وَالقائِدِ إِلىٰ جَنَّتِكَ العالِمِ فِي بَرِيَّتِكَ وَالهادِي فِي خَلِيقَتِكَ، الَّذِي ارْتَضَيْتَهُ وَانْتَجَبْتَهُ وَاخْتَرْتَهُ لِمَقامِ رَسُولِكَ فِي اُمَّتِهِ وَأَلْزَمْتَهُ حِفْظَ شَرِيعَتِهِ فَاسْتَقَلَّ بِأَعْباءِ الوَصِيَّةِ ناهِضا بِها وَمُضْطَلِعاً بِحَمْلِها لَمْ يَعْثُرْ فِي مُشْكِلٍ وَلا هَفاً فِي مُعْضِلٍ بَلْ كَشَفَ الغُمَّةَ وَسَدَّ الفُرْجَةَ وَأَدَّىٰ المُفْتَرَضَ، اللّهُمَّ فَكما أَقْرَرْتَ ناظِرَ نَبِيِّكَ بِهِ فَرَقِّهِ (١) دَرَجَتَهُ وَأَجْزِلْ لَدَيْكَ مَثُوبَتَهُ وَصَلِّ عَلَيْهِ وَبَلِّغْهُ مِنَّا تَحِيَّةً وَسَلاماً، وَآتِنا مِنْ لَدُنْكَ فِي مُوالاتِهِ فَضْلاً وَإِحْسانا وَمَغْفِرَةً وَرِضْوانا إِنَّكَ ذُو الفَضْلِ العَظِيمِ.

____________________

(١) فَارْفَعْ دَرَجَتَهُ.

٥٨٧

ثم تصلّي صلاة الزيارة فإذا سلّمت فقل:ياذا القُدْرَةِ الجامِعَةِ وَالرَّحْمَةِ الواسِعَةِ وَالمِنَنِ المُتَتابِعَةِ والآلاءِ المُتَواتِرَةِ وَالاَيادِي الجَلِيلَةِ وَالمَواهِبِ الجَزِيلَةِ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِينَ، وَأَعْطِنِي سُؤْلِي وَاجْمَعْ شَمْلِي وَلُمَّ شَعَثِي وَزَكِّ عَمَلِي وَ لا تُزِغْ قَلْبِي بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنِي وَ لا تُزِلْ قَدَمِي وَلا تَكِلْنِي إِلىٰ نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ أَبَداً، وَلاتُخَيِّبْ طَمَعِي وَلاتُبْدِ عَوْرَتِي وَلاتَهْتِكْ سِتْرِي وَلاتُوْحِشْنِي وَلاتُؤْيِسْنِي وَكُنْ بِي رَؤُوفاً رَحِيماً، وَاهْدِنِي وَطَهِّرْنِي وَصَفِّنِي وَاصْطَفِنِي وَخَلِّصْنِي وَاسْتَخْلِصْنِي وَاصْنَعْنِي وَاصْطَنِعْنِي وَقَرِّبْنِي إِلَيْكَ وَلا تُباعِدْنِي مِنْكَ، وَالْطُفْ بِي وَلاتَجْفُنِي وَأَكْرِمْنِي وَلاتُهِنِّي وَما أَسْأَلُكَ فَلا تَحْرِمْنِي وَما لا أَسْأَلُكَ فَاجْمَعْهُ لِي بِرَحْمَتِكَ ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وَأَسْأَلُكَ بِحُرْمَةِ وَجْهِكَ الكَرِيمِ وَبِحُرْمَةِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَبِحُرْمَةِ أَهْلِ بَيْتِ رَسُولِكَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ عَلِيٍّ وَالحَسَنِ وَالحُسَيْنِ وَعَلِيٍّ وَمُحَمَّدٍ وَجَعْفَرٍ وَمُوسىٰ وَعَلِيٍّ ومُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ وَالحَسَنِ وَالخَلَفِ الباقِي صَلَواتُكَ وَبَرَكاتُكَ عَلَيْهِمْ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ وَتُعَجِّلَ فَرَجَ قائِمِهِمْ بِأَمْرِكَ وَتَنْصُرَهُ وَتَنْتَصِرَ بِهِ لِدِينِكَ وَتَجْعَلَنِي فِي جُمْلَةِ النَّاجِينَ بِهِ وَالمُخْلِصِينَ فِي طاعَتِهِ، وَأَسْأَلُكَ بِحَقِّهِمْ لَمَّا اسْتَجَبْتَ لِي دَعْوَتِي وَقَضَيْتَ لِي حاجَتِي وَأَعْطَيْتَنِي سُؤْلِي وَكَفَيْتَنِي ماأَهَمَّنِي مِنْ أَمْرِ دُنْيايَ وَآخِرَتِي ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، يانُورُ يابُرْهانُ يامُنِيرُ يامُبِينُ يارَبِّ اكْفِنِي شَرَّ الشُّرُورِ وَآفاتِ الدُّهُورِ، وَأَسْأَلُكَ النَّجاةَ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ. وادع بما شئت واكثر من قولك:ياعُدَّتِي عِنْدَ العَدَدِ وَيارَجائِي وَالمُعْتَمَدَ وَياكَهْفِي وَالسَّنَدَ ياواحِدُ ياأَحَدُ وَيا قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ أَسْأَلُكَ اللّهُمَّ بِحَقِّ مَنْ خَلَقْتَ مِنْ خَلْقِكَ وَلَمْ تَجْعَلْ فِي خَلْقِكَ مِثْلَهُمْ أَحَداً صَلِّ عَلىٰ جَماعَتِهِمْ وَافْعَلْ بِي كَذا وَكَذا. وسل حوائجك عوض هذه الكلمة فقد روي عنه (صلواتالله عليه) أنّه قال: إنّني دعوتالله عزَّ وجلَّ أن لايخيب من دعا به في

٥٨٨

مشهدي بعدي.

زيارة الإمام الحسن العسكري عليه‌السلام

روىٰ الشيخ بسند معتبر عنهعليه‌السلام قال: قبري بسر من رأىٰ أمان لاهل الجانبين. وقد فسر المجلسي الأول كلمة أهل الجانبين بالشيعة وأهل السنّة وقال: إنّ فضلهعليه‌السلام يعمّ الموالي والمعادي، كما إنّ قبر الكاظمين أمان لبغداد... الخ. وقال السيد ابن طاووس: إذا أردت زيارة أبي محمد الحسن العسكريعليه‌السلام فليكن بعد عمل جميع ماقدّمناه في زيارة أبيه الهاديعليه‌السلام ثم قف علىٰ ضريحهعليه‌السلام وقل:

السَّلامُ عَلَيْكَ يامَوْلايَ ياأَبا الحَسَنِ بْنَ عَلِيٍّ الهادِي المُهْتَدِي وَ رَحْمَةُ الله وَ بَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ الله وَ ابْنَ أَوْلِيائِهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ الله و ابْنَ حُجَجِهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفِيَّ الله وَ ابْنَ أَصْفِيائِهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا خَلِيفَةَ الله وَ ابْنَ خُلَفائِهِ وَ أَبا خَلِيفَتِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياابْنَ خاتَمِ النَّبِيِّينَ السَّلامُ عَلَيْكَ ياابْنَ سَيِّدِ الوَصِيِّينَ السَّلامُ عَلَيْكَ ياابْنَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ ياابْنَ سِّيَدِة نِساءِ العالَمِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ ياابْنَ الأَئِمَّةِ الهادِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ ياابْنَ الأَوْصِياء الرَّاشِدِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ ياعِصْمَةَ المُتَّقِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ ياإِمامَ الفائِزِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يارُكْنَ المُؤْمِنِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يافَرَجَ المَلْهُوفِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ ياوارِثَ الأَنْبِياءِ المُنْتَجَبِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياخازِنَ عِلْمِ وَصِيِّ رَسُولِ الله السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الدَّاعِي بِحُكْمِ الله السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها النَّاطِقُ بِكِتابِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياحُجَّةَ الحُجَجِ السَّلامُ عَلَيْكَ ياهادِيَ الاُمَمِ السَّلامُ عَلَيْكَ ياوَلِيَّ النِّعَمِ السَّلامُ عَلَيْكَ ياعَيْبَةَ العِلْمِ السَّلامُ عَلَيْكَ ياسَفِينَةَ الحِلْمِ السَّلامُ عَلَيْكَ ياأَبا الإمام المُنْتَظَرِ الظَّاهِرِ لِلعاقِلِ حُجَّتُهُ وَالثَّابِتَةِ فِي اليَّقِينِ مَعْرِفَتُهُ المُحْتَجَبِ عَنْ أَعْيُنِ الظَّالِمِينَ وَالمُغَيَّبِ عَنْ دَوْلَةِ الفاسِقِينَ وَالمُعِيدِ رَبُّنا بِهِ الإسلام جَدِيداً بَعْدَ الانْطِماسِ وَالقُرْآنِ غَضّا بَعْدَ الانْدِراسِ أَشْهَدُ يامَوْلايَ أَنَّكَ أَقَمْتَ

٥٨٩

الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ وَأَمَرْتَ بِالمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ المُنْكَرِ وَدَعَوْتَ إِلىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ وَعَبَدْتَ الله مُخْلِصاً حَتّىٰ أَتاكَ اليَقِينُ، أَسْأَلُ الله بِالشَّأْنِ الَّذِي لَكُمْ عِنْدَهُ أَنْ يَتَقَبَّلَ زِيارَتِي لَكُمْ وَيَشْكُرَ سَعْيِي إِلَيْكُمْ وَيَسْتَجِيبَ دُعائِي بِكُمْ وَيَجْعَلَنِي مِنْ أَنْصارِ الحَقِّ وَأَتْباعِهِ وَأَشْياعِهِ وَمَوالِيهِ وَمُحِبِّيهِ وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ و رَحْمَةُ الله وَ بَرَكاتُهُ.

ثم قبل ضريحه وضع خدّك الايمن عليه ثم الايسر وقل:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ وَصَلِّ عَلىٰ الحَسَنِ بْنَ عَلِيٍّ الهادِي إِلىٰ دِينِكَ وَالدَّاعِي إِلىٰ سَبِيلِكَ عَلَمِ الهُدىٰ وَمَنارِ التُّقىٰ وَمَعْدَنِ الحِجىٰ وَمَأْوىٰ النُّهىٰ وَغَيْثِ الوَرىٰ وَسَحابِ الحِكْمَةِ وَبَحْرِ المَوْعِظَةِ وَوارِثِ الأَئِمَّةِ وَالشَّهِيدِ عَلىٰ الاُمَّةِ، المَعْصُومِ المُهَذَّبِ وَالفاضِلِ الُمَقَّربِ وَالمُطَهَّرِ مِنَ الرِّجْسِ الَّذِي وَرَّثْتَهُ عِلْمَ الكِتابِ وَأَلْهَمْتَهُ فَصْلَ الخِطابِ وَنَصَبْتَهُ عَلَما لاَهْلِ قِبْلَتِكَ وَقَرَنْتَ طاعَتَهُ بِطاعَتِكَ وَفَرَضْتَ مَوَدَّتَهُ عَلىٰ جَمِيعِ خَلْقِكَ، اللّهُمَّ فَكَما أَنابَ بِحُسْنِ الاِخْلاصِ فِي تَوْحِيدِكَ وَأَرْدىٰ مِنْ خاضَ فِي تَشْبِيهِكَ وَحامىٰ عَنْ أَهْلِ الإيْمانِ بِكَ ؛ فَصَلِّ يا رَبِّ عَلَيْهِ صَلاةً يَلْحَقُ بِها مَحَلَّ الخاشِعِينَ وَيَعْلُو فِي الجَنَّةِ بِدَرَجَةِ جَدِّهِ خاتَمِ النَّبِيِّينَ وَبَلِّغْهُ مِنّا تَحِيَّةً وَ سَلاماً، وَآتِنا مِنْ لَدُنْكَ فِي مُوالاتِهِ فَضْلاً وَإِحْساناً وَمَغْفِرَةً وَرِضْوانا إِنَّكَ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ وَمَنٍّ جَسِيمٍ.

ثم تصلي صلاة الزيارة فإذا فرغت قل:

يادائِمُ يادَيْمُومُ (١) ياحَيُّ ياقَيُّومُ ياكاشِفَ الكَرْبِ وَالهَمِّ وَ يا فارِجَ الغَمِّ وَياباعِثَ الرُّسُلِ وَياصادِقَ الوَعْدِ وَياحَيُّ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ، أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِحَبِيبِكَ مُحَمَّدٍ وَوَصِيِّهِ عَلِيٍّ ابْنِ عَمِّهِ وَصِهْرِهِ عَلىٰ ابْنَتِهِ الَّذِي خَتَمْتَ بِهِما الشَّرائِعَ وَفَتَحْتَ بِهِما التَّأْوِيلَ وَالطَّلائِعَ فَصَلِّ عَلَيْهِما صَلاةً يَشْهَدُ بِها الأولونَ

_____________________

(١) يَا دَائِمُ يَا دَيّومُ.

٥٩٠

وَالآخِرُونَ وَيَنْجُو بِها الأوْلِياء وَالصَّالِحُونَ، وَأَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِفاطِمَةَ الزَّهْراءِ وَالِدَةِ الأَئِمَّةِ المَهْدِيِّينَ وَسَيِّدَةِ نِساءِ العالَمِينَ المُشَفَّعَةِ فِي شيعَةِ أَوْلادِها الطَّيِّبِينَ، فَصَلِّ عَلَيْها صَلاةً دائِمَةً أَبَدَ الابِدِينَ وَدَهْرَ الدَّاهِرِينَ، وَأَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِالحَسَنِ الرَّضِيِّ الطَّاهِر الزَّكِيِّ وَالحُسَيْنِ المَظْلُومِ المَرْضِيِّ البَرِّ التَّقِيِّ سَيِّدَيْ شَبابِ أَهْلِ الجَنَّةِ الإماميْنِ الخَيِّرَيْنِ الطَّيِّبَيْنِ التَّقِيَّيْنِ النَّقِيَّيْنِ الطَّاهِرَيْنِ الشَّهِيدَيْنِ المَظْلُومَيْنِ المَقْتُولَيْنِ، فَصَلِّ عَلَيْهِما ما طَلَعَتْ شَمْسٌ وَما غَرَبَتْ صَلاةً مُتَوالِيَةً مُتَتالِيَةً وَأَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِعَلِيٍّ بْنِ الحُسَيْنِ سَيِّدِ العابِدِينَ المَحْجُوبِ مِنْ خَوْفِ الظَّالِمِينَ وَبِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الباقِرِ الطَّاهِرِ النُّورِ الزَّاهِرِ الإماميْنِ السَّيِّدَيْنِ مِفْتاحَي البَرَكاتِ وَمِصْباحَي الظُّلُماتِ، فَصَلِّ عَلَيْهِما ماسَرىٰ لَيْلٌ وَما أضاءَ نَهارٌ صَلاةً تَغْدُو وَتَرُوحُ، وَأَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ عَنِ الله وَالنَّاطِقِ فِي عِلْمِ الله وَبِمُوسىٰ بْنِ جَعْفَرٍ العَبْدِ الصَّالِحِ فِي نَفْسِهِ وَالوَصِيِّ النَّاصِحِ الإماميْنِ الهادِيَيْنِ المَهْدِيَّيْنِ الوافِيَيْنِ الكافِيَيْنِ، فَصَلِّ عَلَيْهِما ماسَبَّحَ لَكَ مَلَكٌ وَتَحَرَّكَ لَكَ فَلَكٌ صَلاةً تُنْمىٰ وَتَزِيدُ وَلاتَفْنىٰ وَلاتَبِيدُ، وَأَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِعَلِيِّ بْنِ مُوسىٰ الرِّضا وَبِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ المُرْتَضىٰ الإماميْنِ المُطَهَّرَيْنِ المُنْتَجَبَيْنِ، فَصَلِّ عَلَيْهِما ماأَضاءَ صُبْحٌ وَدامَ صَلاةً تُرَقِّيهِما إِلىٰ رِضْوانِكَ فِي العِلِّيِّينَ مِنْ جِنانِكَ، وَأَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِعَلِيّ بْنِ مُحَمَّدٍ الرَّاشِدِ وَالحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الهادِي القائِمَيْنِ بِأَمْرِ عِبادِكَ المُخْتَبَرَيْنِ بِالمِحَنِ الهائِلَةِ وَالصَّابِرَيْنِ فِي الاِحَنِ المائِلَةِ، فَصَلِّ عَلَيْهِما كِفاءَ أَجْرِ الصَّابِرِينَ وَإزاءِ ثَوابِ الفائِزِينَ صَلاةً تُمَهِّدُ لَهُما الرِّفْعَةَ، وَأَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ يا رَبِّ بِإِمامِنا وَمُحَقِّقِ زَمانِنا اليَوْمِ المَوْعُودِ وَالشَّاهِدِ المَشْهُودِ وَالنُّورِ الاَزْهَرِ وَالضِّياءِ الاَنْوَرِ المَنْصُورِ بِالرُّعْبِ وَالمُظَفَّرِ بِالسَّعادَةِ، فَصَلِّ عَلَيْهِ عَدَدَ الثَّمَرِ وَأَوْراقِ الشَّجَرِ وَأَجْزاءِ المَدَرِ وَعَدَدَ الشَّعْرِ وَالوَبَرِ وَعَدَدَ ماأَحاطَ بِهِ عِلْمُكَ وَأَحْصاهُ كِتابُكَ صَلاةً يَغْبِطُهُ بِها الأوّلُونَ وَالآخِرُونَ، اللّهُمَّ وَاحْشُرْنا فِي

٥٩١

زُمْرَتِهِ وَاحْفَظْنا عَلىٰ طاعَتِهِ وَاحْرُسْنا بِدَوْلَتِهِ وَأَتْحِفْنا بِوِلايَتِهِ وَانْصُرْنا عَلىٰ أَعْدائِنا بِعِزَّتِهِ وَاجْعَلْنا يا رَبِّ مِنَ التَّوَّابِينَ ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللّهُمَّ وَإِنَّ إِبْلِيسَ المُتَمَرِّدَ اللّعِينَ قَدِ اسْتَنْظَرَكَ لاِغْواءِ خَلْقِكَ فَأنْظَرْتَهُ وَاسْتَمْهَلَكَ لاِضْلالِ عَبِيدَكَ، فَأَمْهَلْتَهُ بِسابِقِ عِلْمِكَ فِيهِ وَقَدْ عَشَّشَ وَكَثُرَتْ جُنُودُهُ وَازْدَحَمَتْ جُيُوشُهُ وَانْتَشَرَتْ دُعاتُهُ فِي أَقْطارِ الاَرْضِ، فَأَضَلُّوا عِبادَكَ وَأَفْسَدُوا دِينَكَ وَحَرَّفُوا الكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ وَجَعَلُوا عِبادَكَ شِيَعاً مُتَفَرِّقِينَ وَأَحْزابا مُتَمَرِّدِينَ، وَقَدْ وَعَدْتَ نَقْضَ بُنْيانِهِ وَتَمْزِيقَ شَأْنِهِ فَأَهْلِكْ أَوْلادَهُ وَجُيُوشَهُ وَطَهِّرْ بِلادَكَ مِنْ اخْتِراعاتِهِ وَاخْتِلافاتِهِ وَأَرِحْ عِبادَكَ مِنْ مَذاهِبِهِ وَقِياساتِهِ وَاجْعَلْ دائِرَةَ السُّوءِ عَلَيْهِمْ، وَابْسُطْ عَدْلَكَ وَأظْهِرْ دِينَكَ وَقَوِّ أَوْلِيائَكَ وَأَوْهِنْ أَعْدائَكَ وَأَوْرِثْ دِيارَ إِبْلِيسَ وَدِيارَ أَوْلِيائِهِ أَوْلِيائَكَ وَخَلِّدْهُمْ فِي الجَحِيمِ وَأَذِقْهُمْ مِنَ العَذابِ الاَلِيمِ، وَاجْعَلْ لَعائِنَكَ المُسْتَوْدَعَةَ فِي مَناحِسِ (١) الخِلْقَةِ وَمَشاوِيهِ الفِطْرَةِ دائِرَةً عَلَيْهِمْ وَمُوَكَّلَةً بِهِمْ وَجارِيَةً فِيهِمْ كُلَّ صَباحٍ وَمَساءٍ وَغُدُوٍّ وَرَواحٍ، رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الآخِرةِ حَسَنَةً وَقِنا بِرَحْمَتِكَ عَذابَ النَّارِ ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. ثم ادع بما تحبّ لنفسك ولاخوانك.

زيارة أمّ القائم عليها السّلام:

ثم تزور مليكة الدنيا والآخِرة أُمَّ القائمعليه‌السلام وقبرها خلف ضريح مولانا الحسن العسكريعليه‌السلام فتقول:

السَّلامُ عَلىٰ رَسُولِ الله صَلّىٰ الله عَلَيْهِ وَآلِهِ الصَّادِقِ الاَمِينِ السَّلامُ عَلىٰ مَوْلانا أَمِيرِ المُوْمِنِينَ السَّلامُ عَلىٰ الأَئِمَّةِ الطَّاهِرِينَ الحُجَجِ المَيامِينَ، السَّلامُ عَلىٰ وَالِدَةِ الإمام وَالمُودَعَةِ أَسْرارَ المَلِكِ العَلامِ وَالحامِلَةِ لاَشْرَفِ الأنامِ، السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُها الصِّدِّيقَةُ المَرْضِيَّةُ، السَّلامُ

____________________

(١) مَنَاحِيسِ.

٥٩٢

عَلَيْكِ ياشَبِيهَةَ أُمِّ مُوسىٰ وَابْنَةَ حَوارِيَّ عِيسىٰ السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُها التَّقِيَّةُ النَّقِيَّةُ السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُها الرَّضِيَّةُ المَرْضِيَّةُ السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُها المَنْعُوتَةُ فِي الاِنْجِيلِ المَخْطُوبَةُ مِنْ رُوحِ الله الاَمِينِ وَمَنْ رَغِبَ فِي وُصْلَتِها مُحَمَّدٌ سَيِّدُ المُرْسَلِينَ وَالمُسْتَوْدَعَةُ أَسْرارَ رَبِّ العالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكِ وَعَلىٰ آبائِكَ الحَوارِيِّينَ السَّلامُ عَلَيْكِ وَعَلىٰ بَعْلِكِ وَوَلَدِكِ السَّلامُ عَلَيْكِ وَعَلىٰ رُوحِكِ وَبَدَنِكِ الطَّاهِرِ. أَشْهَدُ أَنَّكِ أحْسَنْتِ الكَفالَةَ وَأَدَّيْتِ الاَمانَةَ وَاجْتَهَدْتِ فِي مَرْضاتِ الله وَصَبَرْتِ فِي ذاتِ الله وَحَفِظْتِ سِرَّ الله وَحَمَلْتِ وَلِيَّ الله وَبالَغْتِ فِي حِفْظِ حُجَّةِ الله وَرَغِبْتِ فِي وُصْلَةِ أَبْناءِ رَسُولِ الله عارِفَةً بِحَقِّهِمْ مُؤْمِنَةً بِصِدْقِهِمْ مُعْتَرِفَةً بِمَنْزِلَتِهِمْ مُسْتَبْصِرَةً بِأَمْرِهِمْ مُشْفِقَةً عَلَيْهِمْ مُؤْثِرَةً هَواهُمْ، وَأَشْهَدُ أَنَّكِ مَضَيْتِ عَلىٰ بَصِيرَةٍ مِنْ أَمْرِكِ مُقْتَدِيَةً بِالصّالِحِينَ راضِيَةً تَقِيَّةً نَقِيَّةً زَكِيَّةً فَرَضِيَ الله عَنْكِ وَأَرْضاكِ وَجَعَلَ الجَنَّةَ مَنْزِلَكِ وَمَأواكِ، فَلَقَدْ أَولاكِ مِنَ الخَيْراتِ ماأَوْلاكِ وَأَعْطاكِ مِنَ الشَّرَفِ ما بِهِ أَغْناكِ فَهَنَّأَكِ الله بِما مَنَحَكِ مِنَ الكَرامَةِ وَأَمْرَاكِ.

ثم ترفع رأسك وتقول:

اللّهُمَّ إِيَّاكَ اعْتَمَدْتُ وَلِرِضاكَ طَلَبْتُ وَبِأَوْلِيائِكَ إِلَيْكَ تَوَسَّلْتُ وَعَلىٰ غُفْرانِكَ وَحِلْمِكَ اتَّكَلْتُ وَبِكَ اعْتَصَمْتُ وَبِقَبْرِ أُمِّ وَلِيِّكَ لُذْتُ، فَصَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَانْفَعْنِي بِزِيارَتِها وَثَبِّتْنِي عَلىٰ مَحَبَّتِها وَلاتَحْرِمْنِي شَفاعَتَها وَشَفاعَةَ وَلَدِها وَارْزُقْنِي مُرافَقَتَها وَاحْشُرْنِي مَعَها وَمَعَ وَلَدِها كَما وَفَّقْتَنِي لِزِيارَةِ وَلَدِها وَزِيارَتِها، اللّهُمَّ إِنِّي أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِالأَئِمَّةِ الطَّاهِرِينَ وَأَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِالحُجَجِ المَيامِينِ مِنْ آلِ طهَ وَيَّس أَنْ تُصَلِّيَ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الطَّيِّبِينَ، وَأَنْ تَجْعَلَنِي مِنَ المُطْمَئِنِّينَ الفائِزِينَ الفَرِحِينَ المُسْتَبْشِرِينَ الَّذِينَ لاخَوفٌ عَلَيْهُمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ، وَاجْعَلْنِي مِمَّنْ قَبِلْتَ سَعْيَهُ وَيَسَّرْتَ أَمْرَهُ وَكَشَفْتَ ضُرَّهُ وَآمَنْتَ خَوْفَهُ، اللّهُمَّ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ

٥٩٣

مُحَمَّدٍ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَلاتَجْعَلْهُ آخِرَ العَهْدِ مِنْ زِيارَتِي إِيَّاها، وَارْزُقْنِي العَوْدَ إِلَيْها أَبَداً ما أَبْقَيْتَنِي وَإِذا تَوَفَّيْتَنِي فَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَتِها وَأَدْخِلْنِي فِي شَفاعَةِ وَلَدِها وَشَفاعَتِها، وَاغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالمُوْمِناتِ وَآتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الآخِرةِ حَسَنَةً وَقِنا بِرَحْمَتِكَ عَذابَ النَّارِ وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ ياسادَتِي وَ رَحْمَةُ الله وَ بَرَكاتُهُ.

زيارة السيّدة حكيمة عليها السّلام:

أقول : روي عن زيد الشحام قال قلت للصادقعليه‌السلام : ما لمن زار واحداً منكم؟ قال: كمن زار رسولالله صلي الله عليه وآله وسلم . وقد أسلفنا الرواية عن الصادقعليه‌السلام قال: من زار إماما مفترض الطاعة وصلّىٰ عنده أربع ركعات كتبت له حجّة وعمرة. وقد ذكرنا في كتاب (هدية الزائر) فضائل حكيمة بنت الإمام محمد التقيعليه‌السلام وقبرها الشريف مما يلي رجلي العسكريِّيْنعليه‌السلام متصل بضريحهما. وقلنا هناك إنّ كتب الزيارة لم تخصها بزيارة خاصة مع مالها من رفيع المنزلة فينبغي أن تزار بالزيارة العامة لاولاد الأئمةعليهم‌السلام أو تزار بما ورد لزيارة عمّتها الكريمة فاطمة بنت موسىٰعليه‌السلام بان تستقبل القبلة وتقول:

السَّلامُ عَلَىٰ آدَمَ صَفْوَةِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَىٰ نُوحٍ نَبِيِّ الله السَّلامُ عَلَىٰ إِبْراهِيمَ خَلِيلِ الله السَّلامُ عَلَىٰ مُوسىٰ كَلِيمِ الله السَّلامُ عَلَىٰ عِيسىٰ رُوحِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يارَسُولَ الله السَّلامُ عَلَيْكَ ياخَيْرَ خَلْقِ اللهِ السَّلامُ عَلَيْكَ ياصَفِيَّ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يامُحَمَّد بْنَ عَبْدِ الله خاتَمِ النَّبِيِّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياأَمِيرَ المُؤْمِنِينَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طالِبٍ وَصِيَّ رَسُولِ الله السَّلامُ عَلَيْكِ يافاطِمَةُ سَيِّدَةَ نِساءِ العالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكُما ياسِبْطَي الرَّحْمَةِ وَسَيِّدَيْ شَبابِ أَهْلِ الجَنَّةِ السَّلامُ عَلَيْكَ ياعَلِيَّ بْنَ الحُسَيْنِ سَيِّدَ العابِدِينَ وَقُرَّةَ عَيْنِ النَّاظِرِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ باقِرَ العِلْمِ بَعْدَ النَّبِيِّ السَّلامُ عَلَيْكَ يا جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ الصَّادِقَ البارَّ الاَمِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يامُوسىٰ بْنَ جَعْفَرٍ الطَّاهِرَ الطُّهْرَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا

٥٩٤

عَلِيَّ بْنَ مُوسىٰ الرِّضا المُرْتَضىٰ السَّلامُ عَلَيْكَ يامُحَمَّدَ بْنَ عَلِيِّ التَّقِيَّ السَّلامُ عَلَيْكَ ياعَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ النَّقِيَّ النَّاصِحَ الاَمِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ ياحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ السَّلامُ عَلىٰ الوَصِيِّ مِنْ بَعْدِهِ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ نُورِكَ وَسِراجِكَ وَوَلِيِّ وَلِيِّكَ وَوَصِيِّ وَصِيِّكَ وَحُجَّتِكَ عَلىٰ خَلْقِكَ. السَّلامُ عَلَيْكِ يابِنْتَ رَسُولِ الله السَّلامُ عَلَيْكِ يابِنْتَ فاطِمَةَ وَخَدِيجَةَ السَّلامُ عَلَيْكِ يابِنْتَ أَمِيرِ المُوْمِنِينَ السَّلامُ عَلَيْكِ يابِنْتَ الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ السَّلامُ عَلَيْكِ يابِنْتَ وَلِيِّ الله السَّلامُ عَلَيْكِ يااُخْتَ وَلِيِّ الله السَّلامُ عَلَيْكِ ياعَمَّةَ وَلِيِّ الله السَّلامُ عَلَيْكِ يابِنْتَ مُحَمَّدٍ بْنَ عَلِيٍّ التَّقِيِّ وَ رَحْمَةُ الله وَ بَرَكاتُهُ. السَّلامُ عَلَيْكِ عَرَّفَ الله بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ فِي الجَنَّةِ وَحَشَرَنا فِي زُمْرَتِكُمْ وَأَوْرَدَنا حَوْضَ نَبِيِّكُمْ وَسَقانا بِكَأْسِ جَدِّكُمْ مِنْ يَدِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالِبٍ صَلَواتُ الله عَلَيْكُمْ، أَسْأَلُ الله أَنْ يُرِينا فِيكُمُ السُّرُورَ وَالفَرَجَ وَأَنْ يَجْمَعَنا وَإِيَّاكُمْ فِي زُمْرَةِ جَدِّكُمْ مُحَمَّدٍ صَلّىٰ الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَأَنْ لايَسْلُبَنا مَعْرِفَتَكُمْ إِنَّهُ وَلِيُّ قَدِيرٌ، أَتَقَرَّبُ إِلىٰ الله بِحُبِّكُمْ وَالبَرائةِ مِنْ أَعْدائِكُمْ وَالتَّسْلِيمِ إِلىٰ الله راضِياً بِهِ غَيْرَ مُنْكِرٍ وَلامُسْتَكْبِرٍ، وَعَلىٰ يَقِينٍ ماأَتىٰ بِهِ مُحَمَّدٌ وَبِهِ راضٍ نَطْلُبُ بِذلِكَ وَجْهَكَ ياسَيِّدِي اللّهُمَّ وَرِضاكَ وَالدَّارَ الآخِرةَ. ياحَكِيمَةُ اشْفَعِي لِي فِي الجَنَّةِ فَإِنَّ لَكِ عِنْدَ الله شَأْنا مِنَ الشَّأْنِ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تَخْتِمَ لِي بِالسَّعادَةِ فَلا تَسْلُبْ مِنِّي ما أَنا فِيهِ وَلاحَوْلَ وَلاقُوَّةَ إِلَّا بِالله العَلِيِّ العَظِيمِ، اللّهُمَّ اسْتَجِبْ لَنا وَتَقَبَّلْهُ بِكَرَمِكَ وَعِزَّتِكَ وَبِرَحْمَتِكَ وَعافِيَتِكَ وَصَلّىٰ الله عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ أَجْمَعِينَ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

أقول : عند قبر العسكريِّيْن عليهما‌ السَّلام علىٰ المشهور قبور عصبة من السادة العظام منهم حسين ابن الإمام علي النقيعليه‌السلام وإني لم أقف علىٰ حال الحسين هذا وقوفاً، ويبدو لي أنّه من أعاظم السادة وأجلائهم فقد استفدت من بعض الاحاديث أنه كان يعبر عن مولانا الإمام الحسن العسكريعليه‌السلام وأخيه الحسين هذا بالسِّبطين

٥٩٥

تشبيها لهما بسبطي نبيِّ الرحمة جدَّيهما الإمامين الحسن والحسينعليهما السلام .

وقد ورد في حديث أبي الطيب أن صوت الحجة (صَلَواتالله عَليه ) كان يشبه صوت الحسينعليه‌السلام . والفقيه المحدّث الحكيم السيد أحمد الاردكاني اليزدي قال في كتاب (شجرة الأولياء) عند ذكره أولاد الإمام علي النقيعليه‌السلام : إن ابنه الحسين كان من الزُهّاد والعُبّاد وكان يقر لاخيه بالإمامة ولعل المتتبع البصير يعثر علىٰ غير ماوقفنا عليه ممّا يومي إلىٰ فضله وجلاله.

وعلىٰ أيّ حال فإذا شئت أن تودع العسكريِّيْنعليهما‌السلام فقف علىٰ القبر الطاهر وقل:

السَّلامُ عَلَيْكُما ياوَلِيَّي الله اسْتَوْدِعُكُما الله وَأقْرَأُ عَلَيْكُما السَّلامُ، آمَنَّا بِالله وَبِالرَّسُولِ وَبِما جِئْتُما بِهِ وَدَلَلْتُما عَلَيْهِ، اللّهُمَّ اكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ اللّهُمَّ لاتَجْعَلْهُ آخِرَ العَهْدِ مِنْ زِيارَتِي إِيّاهُما وَارْزُقْنِي العَوْدَ إِلَيْهِما وَاحْشُرْنِي مَعَهُما وَمَعَ آبائِهِما الطَّاهِرِينَ وَالقائِمِ الحُجَّةِ مِنْ ذُرِّيَّتِهِما ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

زيارة السيد محمد ابن الامام عليّ النّقيّ عليهما‌السلام :

واعلم أيضاً أنّ للسيد محمد بن الإمام علي النقيعليه‌السلام مزار مشهور قرب قرية (البلد) وهو معروف بالفضل والجلال وبما يبديه من الكرامات الخارقة للعادات، ويتشرف بزيارته عامة الخلائق ينذرون له النذور ويهدون إليه الهدايا الكثيرة ويسألون عنده حوائجهم. والعرب في تلك المنطقة تهابه وتخشاه وتحسب له الحساب. وقد برز منه كما يحكىٰ كرامات كثيرة لايسع المقام ذكرها ويكفيه فضلاً وشرفاً أنّه كان أهلا للإمامة وكان أكبر أولاد الإمام الهاديعليه‌السلام وقد شق جيبه في عزائه الإمام الحسن العسكريعليه‌السلام . وكان شيخنا ثقة الإسلام النوري نورالله مرقده يعتقد في زيارته اعتقاداً راسخاً وهو قد سعىٰ لتعمير بقعته الشريفة وضريحه وكتب علىٰ ضريحه الشريف هذا مرقد السيد الجليل أبي جعفر محمد إبن الإمام أبي الحسن علي الهاديعليه‌السلام عظيم الشأن جليل القدر وكانت الشيعة تزعم أنّه الإمام بعد أبيهعليه‌السلام فلمّا توفىٰ نصّ أبوه علىٰ أخيه أبي محمد الزّكيعليه‌السلام وقال له: أحدثللهِ شكراً فقد أحدث فيك أمراً. خلّفه أبوه في المدينة طفلاً وقدم عليه في سامراء مشتداً ونهض إلىٰ الرجوع إلىٰ الحجاز ولما بلغ (بلد) علىٰ تسعة فراسخ مرض وتوفىٰ ومشهده

٥٩٦

هناك. ولما توفي شق أبو محمدعليه‌السلام عليه ثوبه وقال في جواب من عابه عليه: قد شق موسىٰ علىٰ أخيه هارون، وكانت وفاته في حدود اثنين وخمسين بعد المائتين.

المقام الثاني : في آداب السرداب الطاهر

وصفة زيارة حجة الله علىٰ العباد وبقية الله في البلاد الإمام المهدي

الحجة بن الحسن صاحب الزمان صلوات الله عليه وعلىٰ آبائه

وعلينا أن نصدِّر المقصد بالتنبيه علىٰ أمر تحدّثنا عنه في كتاب (الهداية) نقلاً عن كتاب (التحيّة) وهو أن هذا السرداب الطاهر هو قسم من دارهماعليهما‌السلام وقبلما يشيد هذا البناء الحديث (الصحن والحرم والقبّة) كان المدخل إلىٰ السرداب خلف القبر عند مرقد السيدة نرجس (نرجس خاتون) ولعله الان واقع في الرواق فكان ينحدر إلىٰ مسلك مظلم طويل ينتهي بباب يفتح وسط سرداب الغيبة.

والسرداب في عصرنا الحاضر مزخرف بالمرايا وله في جانب القبلة نافذة إلىٰ صحن العسكريينعليهما ‌السلام ، وموضع الباب السابق معلَّم بصورة المحراب منقوشة بالقاشاني فكانت الزيارات وغيرها لهؤُلاءِ الأئمة الثلاث تؤدىٰ كلها من حرم واحد ولذلك نجد الشهيد الأول في (المزار) يعقب زيارة العسكريينعليهما‌السلام بزيارة السرداب ثم يذكر زيارة السيدة نرجس ومنذ مئة وبضعة سنين تأهب للبناء المؤيد المسدد أحمد خان الدّنبلي وأفرز بما أنفقه من المبلغ الخطير صحن الإمامينعليهما‌السلام كما هو الان وشيد الروضة والرواق والقبّة الشامخة وأسّس للسرداب الطاهر الصحن الخاص والايوان والمدخل والدِّهليز كما شيد للنساء سرداباً خاصاً كما هو قائم الان فطمست معالم ماكان من قبل المدخل والدّرج والباب وانمحىٰ جميع آثاره(١) فزال بذلك بعض الاداب المأثورة ولكن أصل السرداب الشريف وهو موضع جملة من الزيارات باقٍ لم يتغير. وأما الاستئذان لدخول السرداب فلم يسقط‍ بانسداد المدخل السابق، فلكل زيارة استئذان كما دلّ عليه الاستقراء ونجد العلماء كذلك يصرّحون بلزوم الاستئذان تأدباً للدخول من أي باب اعتيد الدخول منه إلىٰ حرم إمام من الأئمة عليهم ‌السَّلام والان نبدأ في صفة الزيارة.

إعلم أنّ الاستئذان الخاص المأثور لدخول السرداب هو الزيارة الاتية التي مفتتحها:السَّلامُ عَلَيْكَ ياخَلِيفَةَ اللهِ ، وتنتهي بالاستئذان ويزار بها علىٰ باب

____________________

(١) إلَّا مَا يُشَاهَدُ فِي الموضوع المشهور في عصرنا باسم : بيت الأخباريين.

٥٩٧

السرداب قبل النزول إليه وقد أورد السيد ابن طاووس رحمهالله استئذانا آخر يقرب من الاستئذان العام الأول الذي أوردناه في الفصل الثاني من باب الزيارات، وأورد العلامة المجلسي رحمهالله استئذانا آخر حكاه عن نسخة قديمة وأوّلها:اللّهُمَّ إِنَّ هذِهِ بُقْعَةٌ طَهَّرْتَها وَعَقْوَةٌ شَرَّفْتَها …، وهو ماعقبنا به الاستئذان العام المذكور فارجع إليه واستأذن به ثم انزل إلىٰ السرداب وزرهعليه‌السلام بما روي عنه نفسه الشريفة كما عن الشيخ الجليل أحمد بن أبي طالب الطبرسي في كتاب الاحتجاج أنّه خرج من الناحية المقدسة إلىٰ محمد الحميري بعد الجواب عن المسائل التي سألها:

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ لا لاِ مْرِهِ تعْقِلوُنَ وَلا مِنْ أَوْلِيائِهِ تَقْبَلُونَ حِكْمَةٌ بالِغَةٌ فَما تُغْنِي النُّذُرُ السَّلامُ عَلَيْنا وَعَلىٰ عِبادِ الله الصَّالِحِينَ.

إذا أردتم التوجه بنا إلىٰالله تعالىٰ وإلينا فقولوا كما قال الله تعالى:

سَلامٌ عَلىٰ آلِ يَّس، السَّلامُ عَلَيْكَ ياداعِيَ الله وَرَبَّانِيَّ آياتِهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يابابَ الله وَدَيَّانَ دِينِهِ السَّلامُ عَلَيْكَ ياخَلِيفَةَ الله وَناصِرَ حَقِّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ ياحُجَّةَ الله وَدَلِيلَ إِرادَتِهِ السَّلامُ عَلَيْكَ ياتالِيَ كِتابِ الله وَتَرْجُمانَهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ فِي آناءِ لَيْلِكَ وَأَطْرافِ نَهارِكَ السَّلامُ عَلَيْكَ يابَقِيَّةَ الله فِي أَرْضِهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يامِيثاقِ الله الَّذِي أَخَذَهُ وَوَكَّدَهُ السَّلامُ عَلَيْكَ ياوَعْدَ الله الَّذِي ضَمِنَهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها العَلَمُ المَنْصُوبُ وَالعِلْمُ المَصْبُوبُ وَالغَوْثُ وَالرَّحْمَةُ الواسِعَةُ وَعْداً غَيْرَ مَكْذُوبٍ، السَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ تَقُومُ السَّلامُ عَلَيْكَ حِيْنَ تَقْعُدْ السَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ تَقْرَأُ وَتُبَيِّنُ السَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ تُصَلِّيَ وَتَقْنُتُ السَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ تَرْكَعُ وَتَسْجُدُ السَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ تُهَلِّلُ وَتُكَبِّرُ السَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ تَحْمَدُ وَتَسْتَغْفِرُ السَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ تُصْبِحُ وَتُمْسِي السَّلامُ عَلَيْكَ فِي اللَيْلِ إِذا يَغْشىٰ وَالنَّهارِ إِذا تَجَلّى، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الإمام المَأْمُونُ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها المُقَدَّمُ المَأْمُولُ السَّلامُ عَلَيْكَ بِجَوامِعِ السَّلامِ. أُشْهِدُكَ يامَوْلايَ أَنِّي أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا الله وَحْدَهُ لاشَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ لاحَبِيبَ إِلَّا هُوَ وَأَهْلُهُ، وَأُشْهِدُكَ يامَوْلايَ أَنَّ عَلِيّاً أَمِيرَ

٥٩٨

المُوْمِنِينَ حُجَّتُهُ وَالحَسَنَ حُجَّتُهُ وَالحُسَيْنَ حُجَّتُهُ وَعَلِيَّ بْنَ الحُسَيْنِ حُجَّتُهُ وَمُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ حُجَّتُهُ وَجَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ حُجَّتُهُ وَمُوسىٰ بْنَ جَعْفَرٍ حُجَّتُهُ وَعَلِيَّ بْنَ مُوسىٰ حُجَّتُهُ وَمُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ حُجَّتُهُ وَعَلِيِّ بْنَ مُحَمَّدٍ حُجَّتُهُ وَالحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ حُجَّتُهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ حُجَّةُ الله أَنْتُمْ الأوَّلُ وَالآخِرُ، وَأَنَّ رَجْعَتَكُمْ حَقُّ لارَيْبَ فِيها يَوْمَ لايَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً، وَأَنَّ المَوْتَ حَقُّ وَأَنَّ ناكِراً وَنَكِيراً حَقُّ وَأَشْهَدُ أَنَّ النَّشْرَ حَقُّ وَالبَعْثَ حَقُّ وَأَنَّ الصِّراطَ حَقُّ وَالمِرْصادَ حَقُّ وَالمِيزانَ حَقُّ وَالحَشْرَ حَقُّ وَالحِسابَ حَقُّ وَالجَنَّةَ حَقُّ وَالنَّارَ حَقُّ وَالوَعْدَ وَالوَعِيدَ بِهِما حَقُّ. يامَوْلايَ شَقِيَ مَنْ خالَفَكَ وَسَعِدَ مَنْ أَطاعَكَ ؛ فَاشْهَدْ عَلىٰ ماأَشْهَدْتُكَ عَلَيْهِ وَأَنا وَلِيُّ لَكَ بَرِيٌ مِنْ عَدُوِّكَ، فَالحَقُّ مارَضَيْتُمُوهُ وَالباطِلُ ماأَسْخَطْتُمُوهُ وَالمَعْرُوفُ ماأَمَرْتُمْ بِهِ وَالمُنْكَرُ مانَهَيْتُمْ عَنْهُ فَنَفْسِي مُؤْمِنَةٌ بِالله وَحْدَهُ لاشَرِيكَ لَهُ وَبِرَسُولِهِ وَبِأَمِيرَ المُؤْمِنِينَ وَبِكُمْ يامَوْلايَ أَوَّلِكُمْ وَآخِرِكُمْ وَنُصْرَتِي مُعَدَّةٌ لَكُمْ وَمَوَدَّتِي خالِصَةٌ لَكُمْ آمِينَ آمِينَ.

الدعاء عقيب هذا القول:

اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلىٰ مُحَمَّدٍ نَبِيِّ رَحْمَتِكَ وَكَلِمَةِ نُورِكَ وَأَنْ تَمْلا قَلْبِي نُورَ اليَّقِينِ وَصَدْرِي نُورَ الإيْمانِ وَفِكْرِي نُورَ النِّيَّاتِ وَعَزْمِي نُورَ العِلْمِ وَقُوَّتِي نُورَ العَمَلِ وَلِسانِي نُورَ الصِّدْقِ وَدِينِي نُورَ البَّصائِرِ مِنْ عِنْدِكَ وَبَصَرِي نُورَ الضِّياءِ وَسَمْعِي نُورَ الحِكْمَةِ وَمَوَدَّتِي نُورَ المُوالاةِ لِمُحَمَّدٍ وَآلِهِ عَلَيْهِمُ ‌السَّلامُ، حَتّىٰ أَلْقاكَ وَقَدْ وَفَيْتُ بِعَهْدِكَ وَمِيثاقِكَ فَتُغَشِّيَنِي رَحْمَتُكَ (١) ياوَلِيُّ ياحَمِيدُ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ حُجَتِّكَ فِي أَرْضِكَ وَخَلِيفَتِكَ فِي بِلادِكَ وَالدَّاعِي إِلىٰ سَبِيلِكَ وَالقائِمِ بِقِسْطِكَ وَالثَّائِرِ بِأَمْرِكَ وَلِيِّ المُؤْمِنِينَ وَبَوارِ الكافِرِينَ وَمُجَلِّي الظُّلْمَةِ

____________________

(١) فَتُغَشَّيَنِي رَحْمَتُكَ.

٥٩٩

وَمُنِيرِ الحَقِّ وَالنَّاطِقِ بِالحِكْمَةِ وَالصِّدْقِ وَكَلِمَتِكَ التَّامَّةِ فِي أَرْضِكَ المُرْتَقِبِ الخائِفِ وَالوَلِيِّ النَّاصِحِ، سَفِينَةِ النَّجاةِ وَعَلَمِ الهُدىٰ وَنُورِ أَبْصارِ الوَرىٰ وَخَيْرِ مَنْ تَقَمَّصَ وَارْتَدىٰ وَمُجَلِّي العَمىٰ (١) الَّذِي يَمْلاُ الاَرْضَ عَدْلاً وَقِسْطاً كَما مُلِئَتْ ظُلْماً وَجَوْراً إِنَّكَ عَلىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ وَلِيِّكَ وَابْنِ أَوْلِيائِكَ الَّذِينَ فَرَضْتَ طاعَتَهُمْ وَأَوْجَبْتَ حَقَّهُمْ وَاذْهَبْتَ عَنْهُمْ الرِّجْسَ وَطَهَّرْتَهُمْ تَطْهِيراً، اللّهُمَّ انْصُرْهُ وَانْتَصِرْ بِهِ لِدِينِكَ وَانْصُرْ بِهِ أَوْلِيائَكَ وَأَوْلِيائهُ وَشِيعَتَهُ وَأَنْصارَهُ وَاجْعَلْنا مِنْهُمْ، اللّهُمَّ أَعِذْهُ مِنْ شَرِّ كُلِّ باغٍ وَطاغٍ وَمِنْ شَرِّ جَمِيعِ خَلْقِكَ وَاحْفَظْهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمالِهِ وَاحْرُسْهُ وَامْنَعْهُ مِنْ أَنْ يُوصَلَ إِلَيْهِ بِسُوءٍ، وَاحْفَظْ فِيهِ رَسُولُكَ وَآلَ رَسُولَكَ وَأَظْهِرْ بِهِ العَدْلَ وَأَيِّدْهُ بِالنَّصْرِ وَانْصُرْ ناصِرِيهِ وَاخْذُلْ خاذِلِيهِ وَاقْصِمْ قاصِميهِ وَاقْصِمْ بِهِ جَبابِرَةَ الكُفْرِ وَاقْتُلْ بِهِ الكُفَّارَ وَالمُنافِقِينَ وَجَمِيعَ المُلْحِدِينَ حَيْثُ كانُوا مِنْ مَشارِقِ الاَرْضِ وَمَغارِبِها بَرِّها وَبَحْرِها، وَأَمْلاْ بِهِ الأرْضَ عَدْلاً وَأظْهِرْ بِهِ دِينَ نَبِيِّكَ صَلّىٰ الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَاجْعَلْنِي اللّهُمَّ مِنْ أَنْصارِهِ وَأَعْوانِهِ وَأَتْباعِهِ وَشِيعَتِهِ، وَأَرِنِي فِي آلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمُ‌ السَّلامُ مايَأْمَلُونَ وَفِي عَدُوِّهِمْ مايَحْذَرُونَ ؛ إِلهَ الحَقِّ آمِينَ ياذا الجَلالِ وَالاِكْرامِ ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

زيارة أخرىٰ منقولة عَنْ الكتب المعتبرة: قف علىٰ باب حرمه الشريف وَقل:

السَّلامُ عَلَيْكَ ياخَلِيفَةَ الله وَخَلِيفَةَ آبائِهِ المَهْدِيِّينَ السَّلامُ عَلَيْكَ ياوَصِيَّ الأَوْصِياء الماضِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ ياحافِظَ أَسْرارِ رَبِّ العالَمِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يابَقِيَّةَ الله مِنَ الصَّفْوَةِ المُنْتَجَبِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ الاَنْوارِ الزَّاهِرَةِ السَّلامُ عَلَيْكَ ياابْنَ الاَعْلامِ الباهِرَةِ السَّلامُ عَلَيْكَ ياابْنَ العِتْرَةِ الطَّاهِرَةِ السَّلامُ عَلَيْكَ يامَعْدِنَ العُلُومِ النَّبَوِيَّةِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا

____________________

(١) وَ مُجَلِّي الغَمَّاء.

٦٠٠