مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات0%

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات مؤلف:
الناشر: مؤسسة الأعلمي
تصنيف: متون الأدعية والزيارات
الصفحات: 836

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ عباس القمي
الناشر: مؤسسة الأعلمي
تصنيف: الصفحات: 836
المشاهدات: 463787
تحميل: 19072

توضيحات:

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 836 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 463787 / تحميل: 19072
الحجم الحجم الحجم
مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات

مؤلف:
الناشر: مؤسسة الأعلمي
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

بابَ الله الَّذِي لايُؤْتىٰ إِلَّا مِنْهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياسَبِيلَ الله الَّذِي مِنْ سَلَكَ غَيْرَهُ هَلَكَ السَّلامُ عَلَيْكَ ياناظِرَ شَجَرَةِ طُوبىٰ وَسِدْرَةِ المُنْتَهى، السَّلامُ عَلَيْكَ يانُورَ الله الَّذِي لايُطْفىٰ السَّلامُ عَلَيْكَ ياحُجَّةَ الله الَّتِي لاتَخْفىٰ السَّلامُ عَلَيْكَ ياحُجَّةَ الله عَلىٰ مَنْ فِي الاَرْضِ وَالسَّماء السَّلامُ عَلَيْكَ سَلامَ مَنْ عَرَفَكَ بِما عَرَّفَكَ بِهِ الله وَنَعَتَكَ بِبَعْضِ نُعُوتِكَ الَّتِي أَنْتَ أَهْلُها وَفَوْقَها أَشْهَدُ أَنَّكَ الحُجَّةُ عَلىٰ مَنْ مَضىٰ وَمَنْ بَقِيَ وَأَنَّ حِزْبَكَ هُمُ الغالِبُونَ وَأَوْلِيائَكَ هُمُ الفائِزُونَ وَأَعْدائَكَ هُمُ الخاسِرُونَ، وَأَنَّكَ خازِنُ كُلِّ عِلْمٍ وَفاتِقُ كُلِّ رَتْقٍ وَمُحَقِّقُ كُلِّ حَقٍّ وَمُبْطِلُ كُلِّ باطِلٍ ؛ رَضَيْتُكَ يامَوْلايَ إِماماً وَهادِيا وَوَلِيَّا وَمُرْشِداً لاأَبْتَغِي بِكَ بَدَلاً وَلا أَتَّخِذُ مِنْ دُونِكَ وَلِيّاً، أَشْهَدُ أَنَّكَ الحَقُّ الثَّابِتُ الَّذِي لاعَيْبَ فِيهِ وَأَنَّ وَعْدَ الله فِيكَ حَقُّ لاارْتِيابَ لِطُولِ الغَيْبَةِ وَبُعْدِ الاَمَدِ وَلا أَتَحَيَّرُ مَعَ مَنْ جَهِلَكَ وَجَهِلَ بِكَ ، مُنْتَظِرٌ مُتَوَقِّعٌ لأيّامِكَ وَأَنْتَ الشَّافِعُ الَّذِي لاتُنازَعُ (١) وَالوَلِيُّ الَّذِي لاتُدافَعُ ذَخَرَكَ الله لِنُصْرَةِ الدِّينِ وَإِعْزازِ المُؤْمِنِينَ وَالاِنْتِقامِ مِنْ الجاحِدِينَ المارِقِينَ. أَشْهَدُ أَنَّ بِوِلايَتِكَ تُقْبَلُ الأعْمالُ وَتُزَكّىٰ الاَفْعالُ وَتُضاعَفُ الحَسَناتُ وَتُمْحىٰ السَيِّئاتُ فَمَنْ جاءَ بِوِلايَتِكَ وَاعْتَرَفَ بِإِمامَتِكَ قُبِلَتْ أَعْمالُهُ وَصُدِّقَتْ أَقْوالُهُ وَتَضاعَفَتْ حَسَناتُهُ وَمُحِيَتْ سَيِّئاتُهُ، وَمَنْ عَدَلَ عَنْ وِلايَتِكَ وَجَهِلَ مَعْرِفَتَكَ وَاسْتَبْدَلَ بِكَ غَيْرَكَ كَبَّهُ اللهُ عَلىٰ مَنْخَرِهِ فِي النَّارِ وَلَمْ يَقْبَلِ الله لَهُ عَمَلاً وَلَمْ يُقِمْ لَهُ يَوْمَ القِيامَةِ وَزْنا أُشْهِدُ الله وَأُشْهِدُ مَلائِكَتَهُ وَأُشْهِدُكَ يامَوْلايَ بِهذا ظاهِرُهُ كَباطِنِهِ وَسِرِّهِ كَعَلانِيَّتِهِ، وَأَنْتَ الشَّاهِدُ عَلىٰ ذلِكَ وَهُوَ عَهْدِي إِلَيْكَ وَمِيثاقِي لَدَيْكَ إِذْ أَنْتَ نِظامُ الدِّينِ وَيَعْسُوبُ المُتَّقِينَ وَعِزُّ المُوَحِّدِينَ وَبِذلِكَ أَمَرَنِي رَبُّ العالَمِينَ، فَلَوْ تَطاوَلَتِ الدُّهُورُ وَتَمادَتِ الاَعْمارُ (٢) لَمْ أَزْدَدْ فِيكَ إِلَّا يَقِيناً

____________________

(١) و في نسخة أُخرى : لا ينازع و لا يدافع بالياء عوض التاء.

(٢) وَ تَمَادَتِ الأعصارُ.

٦٠١

وَلَكَ إِلَّا حُبّاً وَعَلَيْكَ إِلَّا مُتَّكَلاً وَمُعْتَمَداً (١) وَلِظُهُورِكَ إِلَّا مُتَوَقِّعاً وَمُنْتَظِراً (٢) وَلِجِهادِي بَيْنَ يَدَيْكَ مُتَرَقِّباً (٣) ؛ فَأَبْذُلْ نَفْسِي وَمالِي وَوَلَدِي وَأَهْلِي وَجَمِيعَ ماخَوَّلَنِي رَبِّي بَيْنَ يَدَيْكَ وَالتَّصَرُّفَ بَيْنَ أَمْرِكَ وَنَهْيِكَ مَوْلايَ فَإِنْ أَدْرَكْتُ أَيَّامَكَ الزَّاهِرَةَ وَأَعْلامَكَ الباهِرَةَ فَها أَنا ذا عَبْدُكَ المُتَصَرِّفُ بَيْنَ أَمْرِكَ وَنَهْيِكَ أَرْجُو بِهِ الشَّهادَةَ بَيْنَ يَدَيْكَ وَالفَوْزَ لَدَيْكَ، مَوْلايَ فَإِنْ أَدْرَكَنِي المَوْتُ قَبْلَ ظُهُورِكَ فَإِنِّي أَتَوَسَّلُ بِكَ وَبِآبائِكَ الطَّاهِرِينَ إِلىٰ الله تَعالىٰ وَأَسْأَلُهُ أَنْ يُصَلِّيَ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ يَجْعَلَ لِي كَرَّةً فِي ظُهُورِكَ وَرَجْعَةً فِي أَيّامِكَ لاَبْلُغَ مِنْ طاعَتِكَ مُرادِي وَأَشْفِي مِنْ أَعْدائِكَ فُؤادِي، مَوْلايَ وَقَفْتُ فِي زِيارَتِكَ مَوْقِفَ الخاطِئِينَ النَّادِمِينَ الخائِفِينَ مِنْ عِقابِ رَبِّ العالَمِينَ وَقَدْ اتَّكَلْتُ عَلىٰ شَفاعَتِكَ وَرَجَوْتُ بِمُوالاتِكَ وَشَفاعَتِكَ مَحْوَ ذُنُوبِي وَسَتْرَ عُيُوبِي وَمَغْفِرَةَ زَلَلِي، فَكُنْ لِوَلِيِّكَ يامَوْلايَ عِنْدَ تَحْقِيقِ أَمَلِهِ وَاسْأَلِ الله غُفْرانَ زَلَلِهِ فَقَدْ تَعَلَّقَ بِحَبْلِكَ وَتَمَسَّكَ بِوِلايَتِكَ وَتَبَرَّأَ مِنْ أَعْدائِكَ. اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَأَنْجِزْ لِوَلِيِّكَ ماوَعَدْتَهُ، اللّهُمَّ أظْهِرْ كَلِمَتَهُ وَأعْلِ دَعْوَتَهُ وَانْصُرْهُ عَلىٰ عَدُوِّهِ وَعَدُوِّكَ يا رَبَّ العالَمِينَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاظْهِرْ كَلِمَتَكَ التَّامَّةَ وَمُغَيَّبَكَ فِي أَرْضِكَ الخائِفَ المُتَرَقِّبَ، اللّهُمَّ انْصُرْهُ نَصْراً عَزِيزاً وَافْتَحْ لَهُ فَتْحاً يَسِيراً، اللّهُمَّ وَأَعِزَّ بِهِ الدِّينَ بَعْدَ الخُمُولِ وَأَطْلِعْ بِهِ الحَقَّ بَعْدَ الاُفُولِ وَأَجْلِ بِهِ الظُّلْمَةَ وَاكْشِفْ بِهِ الغُمَّةَ، اللّهُمَّ وَآمِنْ بِهِ البِلادَ وَاهْدِ بِهِ العِبادَ، اللّهُمَّ امْلاء بِهِ الاَرْضَ عَدْلاً وَقِسْطاً كَما مُلِئَتْ ظُلْماً وَجَوْراً إِنَّكَ سَمِيعٌ مُجِيبٌ.

السَّلامُ عَلَيْكَ ياوَلِيَّ الله إِئْذَنْ لِوَلِيِّكَ فِي الدُّخُولِ إِلىٰ حَرَمِكَ صَلَواتُ الله عَلَيْكَ وَعَلىٰ آبائِكَ الطَّاهِرِينَ وَ رَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ.

____________________

(١) إلَّا تَوَكُّلاً وَ اعْتِماداً.

(٢) توقعاً و انتظاراً.

(٣) إِلَّا تَرَقُّباً.

٦٠٢

ثم ائت سرداب الغيبة وقف بين البابين ماسكا جانب الباب بيدك ثم تنحنح كالمستأذن وقل:بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، وانزل بسكينة وحضور قلب وصل ركعتين في عرصة السرداب وقل:

الله أَكْبَرُ الله أَكْبَرُ الله أَكْبَرُ لا إِلهَ إِلَّا الله وَ الله أَكْبَرُ وَ للهِ الحَمْدُ الحَمْدُ للهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَعَرَّفَنا أَوْلِيائَهُ وَ أَعْدائَهُ وَ وَفَّقَنا لِزِيارَةِ أَئِمَّتِنا، وَلَمْ يَجْعَلْنا مِنَ المُعانِدِينَ النَّاصِبِينَ وَلا مِنَ الغُلاةِ المُفَوِّضِينَ وَلا مِنَ المُرْتابِينَ المُقَصِّرِينَ. السَّلامُ عَلىٰ وَلِيِّ الله وَابْنَ أَوْلِيائِهِ السَّلامُ عَلىٰ المُدَّخَر لِكَرامَةِ أَوْلِياء الله وَبَوارِ أَعْدائِهِ السَّلامُ عَلىٰ النُّورِ الَّذِي أَرادَ أَهْلُ الكُفْرِ إِطْفأَهُ فَأَبىٰ الله إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ بِكُرْهِهِمْ وَأَيَّدَهُ بِالحَياةِ حَتّىٰ يُظْهِرَ عَلىٰ يَدِهِ الحَقَّ بِرَغْمِهِمْ، أَشْهَدُ أَنَّ الله اصْطَفاكَ صَغِيراً وَأَكْمَلَ لَكَ عُلُومَهُ كَبِيراً وَأَنَّكَ حَيُّ لاتَمُوتَ حَتّىٰ تُبْطِلَ الجِبْتَ وَالطَّاغُوتَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ وعَلىٰ خُدَّامِهِ وَأَعْوانِهِ وَعَلىٰ غَيْبَتِهِ وَنَأْيِهِ وَاسْتُرْهُ سَتْراً عَزِيزاً وَاجْعَلْ لَهُ مَعْقِلاً حَرِيزاً وَاشْدُدِ اللّهُمَّ وَطْأَتَكَ عَلىٰ مُعانِدِيهِ وَاحْرُسْ مَوالِيهِ وَزائِرِيهِ، اللّهُمَّ كَما جَعَلْتَ قَلْبِي بِذِكْرِهِ مَعْمُوراً فَاجْعَلْ سِلاحِي بِنُصْرَتِهِ مَشْهُوراً، وَإِنْ حالَ بَيْنِي وَبَيْنَ لِقائِهِ المَوْتُ الَّذِي جَعَلْتَهُ عَلىٰ عِبادِكَ حَتْما وَأَقْدَرْتَ بِهِ عَلىٰ خَلِيقَتِكَ رَغْما فَابْعَثْنِي عِنْدَ خُرُوجِهِ ظاهِراً مِنْ حُفْرَتِي مُؤْتَزِراً كَفَنِي حَتّىٰ أُجاهِدَ بَيْنَ يَدَيْهِ فِي الصَّفِّ الَّذِي أَثْنَيْتَ عَلىٰ أَهْلِهِ فِي كِتابِكَ فَقُلْتَ كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ. اللّهُمَّ طالَ الاِنْتِظارُ وَشَمُتَ بِنّا (١) الفُجّارُ وَصَعُبَ عَلَيْنا الاِنْتِصارُ، اللّهُمَّ أَرِنا وَجْهَ وَلِيِّكَ المَيْمُونَ فِي حَياتِنا وَبَعْدَ المَنُونِ، اللّهُمَّ إِنِّي أَدِينُ لَكَ بِالرَّجْعَةِ بَيْنَ يَدَيْ صاحِبِ هذِهِ البُقْعَةِ الغَوْثَ الغَوْثَ ياصاحِبَ الزَّمانِ! قَطَعْتُ فِي وُصْلَتِكَ الخُلاّ نَ وَهَجَرْتُ لِزِيارَتِكَ الاَوْطانَ وَأَخْفَيْتُ أَمْرِي عَنْ أَهْلِ البُلْدانِ، لِتَكُونَ شَفِيعاً عِنْدَ رَبِّكَ وَرَبِّي وَإِلىٰ آبائِكَ وَمَوالِيَّ فِي

____________________

(١) مِنّا.

٦٠٣

حُسْنِ التَّوْفِيقِ لِي وَإسْباغِ النِّعْمَةِ عَلَيَّ وَسَوْقِ الاِحْسانِ إِلَيَّ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ أَصْحابِ الحَقِّ وَقادَةِ الخَلْقِ وَاسْتَجِبْ مِنِّي مادَعَوْتُكَ وَأَعْطِنِي مالَمْ أَنْطِقْ بِهِ فِي دُعائِي مِنْ صَلاحِ دِينِي وَدُنْيايَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَصَلّىٰ الله عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ.

ثم ادخل الصّفة فصل ركعتين وقل:

اللّهُمَّ عَبْدُكَ الزَّائِرُ فِي فَناءِ وَلِيِّكَ المَزُورِ الَّذِي فَرَضْتَ طاعَتَهُ عَلىٰ العَبِيدِ وَالاَحْرارِ وَأَنْقَذْتَ بِهِ أَوْلِياءَكَ مِنْ عَذابِ النَّارِ، اللّهُمَّ اجْعَلْها زِيارَةً مَقْبُولَةً ذاتَ دُعاءٍ مُسْتَجابٍ مِنْ مُصَدِّقٍ بِوَلِيِّكَ غَيْرِ مُرْتابٍ، اللّهُمَّ لاتَجْعَلْهُ آخِرَ العَهْدِ بِهِ وَلا بِزِيارَتِهِ وَلاتَقْطَعْ أَثَرِي مِنْ مَشْهَدِهِ وَزِيارَةِ أَبِيهِ وَجَدِّهِ، اللّهُمَّ أَخْلِفْ عَلَيَّ نَفَقَتِي وَانْفَعْنِي بِما رَزَقْتَنِي فِي دُنْيايَ وَآخِرَتِي لِي وَلاِخْوانِي وَأَبَوَيَّ وَجَمِيعِ عُتْرَتِي أَسْتَوْدِعُكَ الله أَيُّها الإمام الَّذِي يَفُوزُ بِهِ المُؤْمِنُونَ وَيَهْلِكُ عَلىٰ يَدَيْهِ الكافِرُونَ المُكَذِّبُونَ يامَوْلايَ ياابْنَ الحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ جِئْتُكَ زائِراً وَلاَبِيكَ وَجَدِّكَ مُتَيَقِّنا الفَوْزَ بِكُمْ مُعْتَقِداً إِمامَتَكُمْ، اللّهُمَّ اكْتُبْ هذِهِ الشَّهادَةَ وَالزِّيارَةَ لِي عِنْدَكَ فِي عِلِّيِّينَ وَبَلِّغْنِي بَلاغَ الصَّالِحِينَ وَانْفَعْنِي بِحُبِّهُمْ يا رَبَّ العالَمِينَ.

زيارة أخرى: وهي مارواها السيّد ابن طاووس، تقول:

السَّلامُ عَلىٰ الحَقِّ الجَدِيدِ وَالعالِمِ الَّذِي عِلْمُهُ لايَبِيدُ السَّلامُ عَلىٰ مُحْيي المُؤْمِنِينَ وَمُبِيرِ الكافِرِينَ السَّلامُ عَلىٰ مَهْدِيِّ الاُمَمِ وَجامِعِ الكَلِمِ السَّلامُ عَلىٰ خَلَفِ السَّلَفِ وَصاحِبِ الشَّرَفِ، السَّلامُ عَلىٰ حُجَّةِ المَعْبُودِ وَكَلِمَةِ المَحْمُودِ السَّلامُ عَلىٰ مُعِزِّ الأوْلِياء وَمُذِلَّ الأعداء السَّلامُ عَلىٰ وَارِثِ الأنْبِياءِ وَخاتَمِ الأوْصِياءِ، السَّلامُ عَلىٰ القائِمِ المُنْتَظَرِ وَالعَدْلِ المُشْتَهَرِ السَّلامُ عَلىٰ السَّيْفِ الشَّاهِرِ وَالقَمَرِ الزَّاهِرِ ] وَالنُّورِ الباهِرِ [ (١) ، السَّلامُ عَلىٰ شَمْسِ الظَّلامِ وَبَدْرِ (٢)

____________________

(١) ما بين الهلالين لايوجد في بعض النسخ.

(٢) وَ البَدْرِ التَمامِ.

٦٠٤

التَّمامِ السَّلامُ عَلىٰ رَبِيعِ الأنامِ وَنَضْرَةِ الأيّامِ (١) السَّلامُ عَلىٰ صاحِبِ الصَّمْصامِ وَفَلاقِ الهامِ، السَّلامُ عَلىٰ الدِّينِ المَأْثُورِ وَالكِتابِ المَسْطُورِ السَّلامُ عَلىٰ بَقِيَّةِ الله فِي بِلادِهِ وَ حُجَّتِهِ عَلىٰ عِبادِهِ المُنْتَهىٰ إِلَيْهِ مَوارِيثُ الأَنْبِياءِ وَلَدَيْهِ مَوْجُودٌ آثارُ الأصْفِياء، ] السَّلامُ عَلَى [ (٢) المُؤْتَمَنِ عَلىٰ السِّرِّ وَالوَلِيِّ لِلاَمْرِ السَّلامُ عَلىٰ المَهْدِيِّ الَّذِي وَعَدَ الله عَزَّوَجَّل بِهِ الاُمَمَ أَنْ يَجْمَعَ بِهِ الكَلِمَ وَيَلُمَّ بِهِ الشَّعَثَ وَيَمْلأَ بِهِ الاَرْضَ قِسْطاً وَعَدْلاً وَيُمَكِّنَ لَهُ وَيُنْجِزَ بِهِ وَعْدَ المُؤْمِنِينَ. أَشْهَدُ يامَوْلايَ أَنَّكَ وَالأَئِمَّةِ مِنْ آبائِكَ أَئِمَّتِي وَمَوالِيَّ فِي الحَياةِ الدُّنْيا وَيَوْمَ يَقُومُ الاَشْهادُ، أَسْأَلُكَ يامَوْلايَ أَنْ تَسْأَلَ الله تَبارَكَ وَتَعالىٰ فِي صَلاحِ شَأْنِي وَقَضاء حَوائِجِي وَغُفْرانِ ذُنُوبِي وَالاَخْذِ بِيَدِي فِي دِينِي وَدُنْيايَ وَآخِرَتِي لِي وَ لاِخْوانِي وَ أَخَواتِي المُؤْمِنِينَ وَالمُوْمِناتِ كافَّةً إِنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ.

ثم صلّ صلاة الزيارة بما قدمناه، أي اثنتي عشرة ركعة، تسلّم بعد كل ركعتين منها، وتسبح تسبيح الزهراء عليها ‌السلام، واهدها إليهعليه‌السلام فإذا فرغت من صلاة الزيارة فقل:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ حُجَّتِكَ فِي أَرْضِكَ وَخَلِيفَتِكَ فِي بِلادِكَ الدَّاعِي إِلىٰ سَبِيلِكَ وَالقائِمِ بِقِسْطِكَ وَالفائِزِ بِأَمْرِكَ وَلِيِّ المُؤْمِنِينَ وَمُبِيرِ الكافِرِينَ وَ مُجَلِّي الظُّلْمَةِ وَ مُنِيرِ الحَقِّ وَالصَّادِعِ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ وَالصِّدْقِ، وَكَلِمَتِكَ وَ عَيْبَتِكَ وَ عَيْنِكَ فِي أَرْضِكَ المُتَرَقِّبِ الخائِفِ الوَلِيِّ النَّاصِحِ سَفِينَةِ النَّجاةِ وَعَلَمِ الهُدىٰ وَنُورِ أَبْصارِ الوَرىٰ وَخَيْرِ مَنْ تَقَمَّصَ وَارْتَدىٰ وَالوِتْرِ المَوْتُورِ وَمُفَرِّجِ الكَرْبِ وَمُزِيلِ الهَمِّ وَكاشِفِ البَلْوى، صَلَواتُ الله عَلَيْهِ وَعَلىٰ آبائِهِ الأَئِمَّةِ الهادِينَ وَالقادَةِ المَيامِينَ ماطَلَعَتْ كَواكِبُ الأسحارِ وَأَوْرَقَتِ

____________________

(١) وَ فِطْرَةِ الْأَيَّامِ.

(٢) ما بين الهلالين لا يوجد في بعض النسخ.

٦٠٥

الاَشْجارِ وَأَيْنَعَتْ الاَثْمارِ وَأَخْتَلَفَ اللَيْلُ وَالنَّهارُ وَغَرَّدَتِ الاَطْيارُ، اللّهُمَّ انْفَعْنا بِحُبِّهِ وَاحْشُرْنا فِي زُمْرَتِهِ وَتَحْتَ لِوائِهِ إِلهَ الحَقِّ آمِينَ رَبَّ العالَمِينَ.

الصلاة عليه عليه‌السلام :اللّهمَّ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وأَهْلِ بَيْتِهِ وَصَلِّ عَلىٰ وَلِيِّ الحَسَنِ وَوَصِيِّهِ وَوارِثِهِ القائِمِ بأَمْرِكَ وَالغائِبِ فِي خَلْقِكَ وَالمُنْتَظِرِ لاِذْنِكَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ وَقَرِّبْ بُعْدَهُ وَأَنْجِزْ وَعْدَهُ وَأَوْفِ عَهْدَهُ وَاكْشِفْ عَنْ بَأسِهِ حِجابَ الغَيْبَةِ وَأَظْهِرْ بِظُهُورِهِ صَحائِفَ المحْنَةِ، وَقَدِّمْ أَمامَهُ الرُّعْبَ وَثَبِّتْ بِهِ القَلْبَ وَأَقِمْ بِهِ الحَرْبَ وَأَيِّدْهُ بِجُنْدٍ مِنَ المَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ وَسَلِّطْهُ عَلىٰ أَعْداء دِينِكَ أَجْمَعِينَ، وَأَلْهِمْهُ أَنْ لايَدَعَ مِنْهُمْ رُكْناً إِلَّا هَدَّهُ وَلا هَاماً إِلَّا قَدَّهُ وَلا كَيْداً إِلَّا رَدَّهُ وَلا فاسِقاً إِلَّا حَدَّهُ وَلا فِرْعَوْنَ إِلَّا أَهْلَكَهُ وَلا سِتْراً إِلَّا هَتَكَهُ وَلا عَلَماً إِلَّا نَكَّسَهُ وَلا سُلْطاناً إِلَّا كَسَبَهُ وَلا رُمْحاً إِلَّا قَصَفَهُ وَلا مِطْرَداً إِلَّا خَرَقَهُ وَلاجُنْداً إِلَّا فَرَّقَهُ وَلا مِنْبَراً إِلَّا أَحْرَقَهُ وَلا سَيْفاً إِلَّا كَسَرَهُ وَلا صَنَماً إِلَّا رَضَّهُ وَلادَماً إِلَّا أَراقَهُ وَلا جَوْراً إِلَّا أَبادَهُ وَلا حِصْناً إِلَّا هَدَمَهُ وَلا باباً إِلَّا رَدَمَهُ وَلا قَصْراً إِلَّا خَرَّبَهُ (١) وَلا مَسْكَناً إِلَّا فَتَّشَهُ وَلا سَهْلاً إِلَّا أَوْطَأَهُ وَلا جَبَلاً إِلَّا صَعِدَهُ وَلا كَنْزاً إِلَّا أَخْرَجَهُ بِرَحْمَتِكَ ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

أقول : أورد المفيد الزيارة السالفة التي أولها:الله أَكْبَرُ الله أَكْبَرُ لا إِلهَ إِلَّا الله وَ الله أَكْبَرُ …. ثم قال: روي بطريق آخر تقول عند نزول السرداب:السَّلامُ عَلىٰ الحَقِّ الجَدِيدِ ، فأورد الزيارة إلىٰ موضع صلاتها ثم قال: ثم تصلي صلاة الزيارة اثنتي عشرة ركعة كل ركعتين بتسليمة ثم تدعو بعدها بالدعاء المروي عنهعليه‌السلام وهو:اللّهُمَّ عَظُمَ البَلاُء وَبَرِحَ الخَفاءُ وَانْكَشَفَ الغِطاءُ وَضاقَتِ

____________________

(١) أَخْرَبَهُ.

٦٠٦

الاَرْضُ وَمُنِعَتِ السَّماء وَإِلَيْكَ يا رَبِّ المُشْتَكىٰ وَعَلَيْكَ المُعَوَّلُ فِي الشِّدَّةِ وَ الرَّخاءِ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الَّذِينَ فَرَضْتَ عَلَيْنا طاعَتَهُمْ فَعَرَّفْتَنا بِذلِكَ مَنْزِلَتَهُمْ، فَرِّجْ عَنَّا بِحَقِّهِمْ فَرَجاً عاجِلاً كَلَمْحِ البَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ مِنْ ذلِكَ يا مُحَمَّدُ يا عَلِيُّ يا عَلِيُّ يا مُحَمَّدُ انْصُرانِي فَإِنَّكُما ناصِرانَ وَاكْفِيانِي فَإِنَّكُما كافِيانَ، يامَوْلايَ ياصاحِبَ الزَّمانِ الغَوْثَ الغَوْثَ الغَوْثَ أَدْرِكْنِي أَدْرِكْنِي أَدْرِكْنِي.

أقول : هذا دعاء شريف وينبغي أن يكرر الدّعاء به في ذلك الحرم الشريف وفي غيره من الاماكن. ونحن قد أثبتناه في الباب الأول باختلاف يسير.

الزيارة الآخِرى: مارواه السيد ابن طاووس قال: صلّ ركعتين وقل بعدها:سَلامُ الله الكامِلُ التَّامُّ الشَّامِلُ الخ... ونحن قد أثبتناها في الفصل السابع من الباب الأول تحت عنوان الاستغاثة بهعليه‌السلام نقلاً عن كتاب (الكلم الطيب) فراجعها هناك (ص١٦٤).

دُعاء النّدبة :

أقول : أفرد السيد ابن طاووس في كتاب (مصباح الزائر) فصلاً لاعمال السرداب المقدس فأثبت فيه ست زيارات ثم قال: ويلحق بهذا الفصل دعاء الندبة وما يزار به مولانا صاحب الأمرعليه‌السلام في كل يوم بعد فريضة الفجر وهي السابعة من الزيارات، ودعاء العهد الذي أُمرنا بتلاوته في زمان الغيبة ومايدعىٰ به عند إرادة الخروج من ذلك الحرم الشّريف. ثم بداً في ذكر هذه الامور الاربعة ونحن نتابعه في هذا الكتاب المبارك بذكر تلك الامور.

الأمر الأول: دعاء الندبة: ويستحب أن يدعىٰ به في الاعياد الاربعة (أي عيد الفطر والاضحىٰ والغدير ويوم الجمعة) وهو:

الحَمدُ للهِ رَبِّ العالَمِينَ وَصَلّىٰ الله عَلىٰ سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ نَبِيّهِ وَآلِهِ وَ سَلَّمَ تَسليماً، اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ عَلىٰ ماجَرىٰ بِهِ قَضاؤُكَ فِي أَوْلِيائِكَ الَّذينَ اسْتَخْلَصْتَهُمْ لِنَفْسِكَ وَدِينِكَ إِذْ اخْتَرْتَ لَهُمْ جَزِيلَ ماعِنْدَكَ مِنَ النَّعيمِ المُقيمِ الَّذِي لا زَوالَ لَهُ وَلا اضْمِحْلالَ، بَعْدَ أَنْ شَرَطْتَ عَلَيْهِمُ

٦٠٧

الزُّهْدَ فِي دَرَجاتِ هذِهِ الدُّنيا الدَّنِيَّةِ وَزُخْرُفِها وَزِبْرجِها، فَشَرَطُوا لَكَ ذلِكَ وَعَلِمْتَ مِنْهُمُ الوَفاءَ بِهِ فَقَبِلْتَهُمْ وَقَرَّبْتَهُمْ وَقَدَّمْتَ لَهُمُ الذِّكْرَ العَلِيَّ وَالثَّناءَ الجَلِيَّ وَأَهْبَطْتَ عَلَيْهِمْ مَلائِكَتَكَ وَكَرَّمْتَهُم بِوَحْيِكَ وَ رَفَدْتَهُمْ بِعِلْمِكَ وَجَعَلْتَهُمُ الذَّرِيعَةَ (١) إِلَيْكَ وَالوَسِيلَةَ إِلىٰ رِضْوانِكَ فَبَعْضٌ أَسْكَنْتَهُ جَنَّتَكَ إِلىٰ أَنْ أَخْرَجْتَهُ مِنها، وَبَعْضٌ حَمَلْتَهُ فِي فُلْكِكَ وَنَجَّيْتَهُ وَمَنْ (٢) آمَنَ مَعَهُ مِنَ الهَلَكَةِ بِرَحْمَتِكَ، وَبَعْضٌ اتَّخَذْتَهُ لِنَفْسِكَ خَلِيلاً وَسَأَلَكَ لِسانَ صِدْقٍ فِي الآخِرينَ فَأَجَبْتَهُ وَجَعَلْتَ ذلِكَ عَلِيّاً، وَبَعْضٌ كَلَّمْتَهُ مِنْ شَجَرَةٍ تَكْلِيماً وَجَعَلْتَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ رِداً وَوَزِيراً، وَبَعْضٌ أَوْلَدْتَهُ مِنَ غَيْرِ أَبٍ وَآتَيْتَهُ البَيِّناتِ وَأيَّدْتَهُ بِرُوحِ القُدُسِ، وَكُلٌ (٣) شَرَعْتَ لَهُ شَرِيعَةً وَنَهَجْتَ لَهُ مِنْهاجاً وَتَخَيَّرْتَ لَهُ أَوْصِياء (٤) مُسْتَحْفِظاً بَعْدَ مُسْتَحْفِظٍ مِنْ مُدَّةٍ إِلىٰ مُدَّةٍ إِقامَةً لِدِينِكَ وَحُجَّةً عَلىٰ عِبادِكَ، وَلِئَلا يَزُولَ الحَقُّ عَنْ مَقَرِّهِ وَيَغْلِبَ الباطِلُ عَلىٰ أَهْلِهِ وَلا (٥) يَقُولَ أَحَدٌ لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولاً مُنْذِراً وَأَقَمْتَ لَنا عَلَماً هادِياً فَنَتَّبِعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزى، إِلىٰ أَنْ إِنْتَهَيْتَ بِالأَمْرِ إِلىٰ حَبِيبِكَ وَنَجِيبِكَ مُحَمَّدٍ صَلّىٰ الله عَلَيْهِ وَآلِهِ فَكانَ كَما انْتَجَبْتَهُ سَيِّدَ مَنْ خَلَقْتَهُ وصَفْوَةَ مَنِ اصْطَفَيْتَهُ وَأَفْضَلَ مَنِ اجْتَبَيْتَهُ وَأَكْرَمَ مَنِ اعْتَمَدْتَهُ. قَدَّمْتَهُ عَلىٰ أَنْبِيائِكَ وَبَعَثْتَهُ إِلىٰ الثَّقَلَينِ مِنْ عِبادِكَ وَأَوْطأْتَهُ مَشارِقَكَ وَمَغارِبَكَ وَسَخَّرْتَ لَهُ البُراقَ وَعرَجْتَ بِرُوحِهِ (٦) إِلىٰ سَمائِكَ وَأوْدَعْتَهُ عِلْمَ ماكانَ وَمايَكُونُ إِلىٰ انْقَضاء خَلْقِكَ، ثُمَّ نَصَرْتَهُ بِالرُّعْبِ وَحَفَفْتَهُ بِجَبْرائِيلَ وَمِيكائِيلَ وَالمُسَوِّمِينَ مِن مَلائِكَتِكَ وَوَعَدْتَهُ أَنْ تُظْهِرَ دِينَهُ عَلىٰ الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ المُشْرِكُونَ، وَذلِكَ بَعْدَ أَنْ بَوَّأْتَهُ مُبَوَّأَ صِدْقٍ مِنْ أَهْلِهِ وَجَعَلْتَ لَهُ وَلَهُمْ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَهُدىً لِلْعالَمِينَ فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إِبْراهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً، وَقُلْتَ

____________________

(١) وَ جعلْتَهُمُ الذَّرَائِعَ.

(٣) وَكُلًّا شَرَعْتَ لَهُ شَرِيعَةً.

(٤) وَ تَخَيَّرْتَ لَهُ أَوْصِياءَهُ.

(٥) وَ لِئَلَّا يَقُولَ أَحَدُ.

(٦) وَ عَرَجْتَ بِهِ.

٦٠٨

إِنَّما يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً. ثُمَّ جَعَلْتَ أَجْرَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ مَوَدَّتَهُمْ فِي كِتابِكَ فَقُلْتَ قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا المَوَدَّةَ فِي القُرْبى، وَقُلْتَ: ماسَأَلْتُكُمْ مِنْ أجْرٍ فَهُو لَكُمْ، وَقُلْتَ ماأسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَنْ شاءَ أنْ يَتَّخِذَ إِلىٰ رَبِّهِ سَبِيلاً ؛ فَكانُوا هُمُ السَّبِيلَ إِلَيْكَ وَالمَسْلَكَ إِلىٰ رِضْوانِكَ. فَلَمّا انْقَضَتْ أَيّامُهُ أَقامَ وَلِيَّهُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طالِبٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِما وَآلِهِما هادِياً إِذْ كانَ هُوَ المُنْذِرَ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ، فَقالَ وَالمَلاَ أَمامَهُ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيُّ مَوْلاهُ، اللّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَعادِ مَنْ عاداهُ وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ، وَقالَ مَنْ كُنْتُ أَنا نَبِيَّهُ فَعَلِيُّ أَمِيرُهُ، وَقَالَ: أَنَا وَعَلِيُّ مِنْ شَجَرَةٍ وَاحِدَةٍ وَسائِرُ النَّاسِ مِنْ شَجَرٍ شَتّى وَأَحَلَّهُ مَحلَّ هارُونَ مِنْ مُوسىٰ فَقالَ لَهُ أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هارُونَ مِنْ مُوسىٰ إِلَّا أَنَّهُ لانَبِيَّ بَعْدِي، وَزَوَّجَهُ إِبْنَتَهُ سَيِّدَةَ نِساءِ العالَمِينَ، وَأحَلَّ لَهُ مِنْ مَسْجِدِهِ ما حَلَّ لَهُ، وَسَدَّ الابْوابَ إِلَّا بابَهُ ثُمَّ أَوْدَعَهُ عِلْمَهُ وَحِكْمَتَهُ فَقالَ أَنَا مَدِينَةُ العِلْمِ وَعَلِيُّ بابُها فَمَنْ أَرادَ المَدِينَةَ وَالحِكْمَةَ فَلْيَأْتِها مِنْ بابِها. ثُمَ قالَ أَنْتَ أَخِي وَوَصِيِّي وَوَارِثِي، لَحْمُكَ مِنْ لَحْمِي وَدَمُكَ مِنْ دَمِي وَسِلْمُكَ سِلْمِي وَحَرْبُكَ حَرْبِي، وَالإيْمانُ مُخالِطٌ لَحْمَكَ وَدَمَكَ كَما خالَطَ لَحْمِي وَدَمِي، وَأَنْتَ غَداً عَلىٰ الحَوْضِ خَلِيفَتِي وَأَنْتَ تَقْضِي دَيْنِي وَتُنْجِزُ عِداتِي، وَشِيعَتُكَ عَلىٰ مَنابِرَ مِنْ نُورٍ مُبْيَضَّةً وُجُوهُهُمْ حَوْلِي فِي الجَنَّةِ وَهُمْ جِيرانِي، وَلَوْلا أَنْتَ ياعَلِيُّ لَمْ يُعْرَفِ المُؤْمِنُونَ بَعْدِي. وَكانَ بَعْدَهُ هُدىً مِنَ الضَّلالِ وَنُوراً مِنَ العَمىٰ وَحَبْلَ الله المَتِينَ وَصِراطَهُ المُسْتَقِيمَ لايُسْبَقُ بِقَرابَةٍ فِي رَحِمٍ وَلا بِسابِقَةٍ فِي دِينٍ وَلا يُلْحَقُ فِي مَنْقَبَةٍ مِنْ مَناقِبِهِ، يَحْذُو حَذْوَ الرَّسُولِ صَلّىٰ الله عَلَيْهِما وَآلِهِما وَيُقاتِلُ عَلىٰ التَأوِيلِ وَلا تَأخُذُهُ فِي الله لَوْمَةُ لائِمٍ ؛ قَدْ وَتَرَ فِيهِ صَناديدَ العَرَبِ وَقَتَلَ أَبْطالَهُمْ وَناوَشَ (١) ذُؤْبانَهُمْ فَأَوْدَعَ قُلُوبَهُمْ

____________________

(١) وَ نَاهَشَ ذُؤْبَانَهُمْ.

٦٠٩

أَحْقاداً بَدْرِيَّةً وَخَيْبَرِيَّةً وَحُنَيْنِيَّةً وَغَيْرَهُنَّ، فَأَضَبَّتْ (١) عَلىٰ عَداوَتِهِ وَأَكَبَّتْ عَلىٰ مُنابَذَتِهِ حَتىٰ قَتَلَ النَّاكِثِينَ وَالقاسِطِينَ وَالمارِقِينَ. وَلَمَّا قَضىٰ نَحْبَهُ وَقَتَلَهُ أَشْقىٰ (٢) الآخِرينَ يَتْبَعُ أَشْقَىٰ الأوّلِينَ لَمْ يُمْتَثَلْ أَمْرُ رَسُولِ الله صَلّىٰ الله عَلَيْهِ وَآلِهِ فِي الهادِينَ بَعْدَ الهادِينَ، وَالاُمَّةُ مُصِرَّةٌ عَلىٰ مَقْتِهِ مُجْتَمِعَةٌ عَلىٰ قَطِيعَةِ رَحِمِهِ وَإِقْصاءِ وُلْدِهِ إِلَّا القَلِيلَ مِمَّنْ وَفىٰ لِرِعايَةِ الحَقِّ فِيهِمْ، فَقُتِلَ مَنْ قُتِلَ وَسُبِيَ مَنْ سُبِيَ وَأُقْصِيَ مَنْ أُقْصِيَ وَجَرىٰ القَضاء لَهُمْ بِما يُرْجىٰ لَهُ حُسْنُ المَثُوبَةِ، إِذْ كانَتِ الارْضُ للهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَالعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ وَسُبْحانَ رَبِّنا إِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً وَلَنْ يُخْلِفَ الله وَعْدَهُ وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ. فَعَلىٰ الاطائِبِ (٣) مِنْ أَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ صَلّىٰ الله عَلَيْهِما وَآلِهِما فَلْيَبْكِ الباكُونَ وَإِيّاهُمْ فَليَنْدُبِ النّادِبُونَ وَلِمِثْلِهِمْ فَلْتَذْرِفِ (٤) الدُّمُوعُ وَلِيَصْرُخِ الصارِخُونَ وَيَضِجَّ الضَّاجُّونَ وَيَعِجَّ العاجُّونَ أَيْنَ الحَسَنُ أَيْنَ الحُسَيْنُ أَيْنَ أَبْناءُ الحُسَيْنِ صالِحٌ بَعْدَ صالِحٍ وَصادِقٌ بَعْدَ صادِقٍ أَيْنَ السَّبِيلُ بَعْدَ السَّبِيلِ أَيْنَ الخِيَرَةُ بَعْدَ الخِيَرَةِ أَيْنَ الشُّمُوسُ الطَّالِعَةُ أَيْنَ الاَقْمارُ المُنِيرَةُ أَيْنَ الاَنْجُمُ الزّاهِرَةُ أَيْنَ أَعْلامُ الدِّينِ وَقَواعِدُ العِلْمِ أَيْنَ بَقِيَّةُ الله الَّتِي لاتَخْلُو مِنَ العِتْرَةِ الهادِيَةِ أَيْنَ المُعَدُّ لِقَطْعِ دابِرِ الظَّلَمَةِ أَيْنَ المُنَتَظَرُ لاِقامَةِ الاَمْتِ وَالعِوَجِ أَيْنَ المُرْتَجىٰ لاِزالَةِ الجَوْرِ وَالعُدْوانِ أَيْنَ المُدَّخَرُ لِتَجْدِيدِ الفَرائِضِ وَالسُّنَنِ أَيْنَ المُتَخَيَّرُ (٥) لاِعادَةِ المِلَّةِ وَالشَّرِيعَةِ أَيْنَ المُؤَمَّلُ لاِحْياءِ الكِتابِ وَحُدُودِهِ أَيْنَ مُحْيِي مَعالِمِ الدِّينِ وَأَهْلِهِ أَيْنَ قاصِمُ شَوْكَةِ المُعْتَدِينَ أَيْنَ هادِمُ أَبْنِيَةِ الشِرْكِ وَالنِّفاقِ أَيْنَ مُبِيدُ أَهْلِ الفُسُوقِ وَالعِصْيانِ وَالطُّغْيانِ أَيْنَ حاصِدُ فُروعِ الغَيِّ وَالشِّقاقِ (٦) أَيْنَ طامِسُ آثارِ الزَّيْغ‌ِ وَ الاَهْواءِ أَيْنَ قاطِعُ حَبائِلَ الكِذْبِ (٧) وَالاِفْتِراءِ أَيْنَ مُبِيدُ العُتاةِ وَالمَرَدَةِ أَيْنَ مُسْتَأصِلُ أَهْلِ العِنادِ

____________________

(١) فَأَصَنَّتْ- فَأَصَنَّ.

(٢) وَ قَتَلَهُ أَشْقَى الأشْقِيَاءِ مِن الأوّلِينَ وَ الآخرين.

(٣) الأطائِب.

(٤) فَلْتُذْرَفِ، فلتدرِّ.

(٥) المتَّخَذُ.

(٦) الغَيِّ وَ النِّفاقِ.

(٧) الكَذِبِ.

٦١٠

وَالتَّضْلِيلِ وَالاِلحادِ أَيْنَ مُعِزُّ الأوْلِياء وَمُذِلُّ الأعداء أَيْنَ جامِعُ الكَلِمَةِ (١) عَلىٰ التَّقْوىٰ أَيْنَ بابُ الله الَّذِي مِنْهُ يُؤْتىٰ أَيْنَ وَجْهُ الله الَّذِي إِلَيْهِ يَتَوجَّهُ الأوْلِياء أَيْنَ السَّبَبُ المُتَّصِلُ بَيْنَ الاَرْضِ وَالسَّماء أَيْنَ صاحِبُ يَوْمِ الفَتْحِ وَناشِرُ رايَةِ الهُدىٰ؟ أَيْنَ مُؤَلِّفُ شَمْلِ الصَّلاحِ وَالرِّضا؟ أَيْنَ الطّالِبُ بِذُحُولِ الأَنْبِياءِ وَأَبْناءِ الأَنْبِياءِ أَيْنَ الطَّالِبُ (٢) بِدَمِ المَقْتُولِ بِكَرْبَلاَء أَيْنَ المَنْصُورُ عَلىٰ مَنْ اعْتَدىٰ عَلَيْهِ وَافْتَرىٰ أَيْنَ المُضْطَرُّ الَّذِي يُجابُ إِذا دَعا أَيْنَ صَدْرُ الخَلائِقِ (٣) ذُو البِرِّ وَالتَّقْوىٰ أَيْنَ ابْنُ النَّبِيِّ المُصْطَفىٰ وَابْنُ عَلِيٍّ المُرْتَضىٰ وَابْنُ خَدِيجَةَ الغَرَّاءِ وَابنُ فاطِمَةَ الكُبْرىٰ بِأَبِي أَنْتَ وَاُمِّي وَنَفْسِي لَكَ الوِقاءُ وَالحِمىٰ يَابْنَ السّادَةِ المُقَرَّبِينَ يَابْنَ النُجباءِ الاَكْرَمِينَ يَابْنَ الهُداةِ المَهْدِيِّينَ (٤) يَابْنَ الخِيَرَةِ المُهَذَّبِينَ يَابْنَ الغَطارِفَةِ الاَنْجَبِينَ يَابْنَ الاَطائِبِ المُطَهَّرِينَ (٥) يَابْنَ الخَضارِمَةِ المُنْتَجَبِينَ يَابْنَ القَماقِمَةِ الاَكْرَمِينَ (٦) ، يَابْنَ البُدُورِ المُنِيرَةِ يَابْنَ السُّرُجِ المُضِيئَةِ يَابْنَ الشُّهُبِ الثَّاقِبَةِ يَابْنَ الاَنْجُمِ الزَّاهِرَةِ يَابْنَ السُّبُلِ الواضِحَةِ يَابْنَ الاَعْلامِ اللائِحَةِ، يَابْنَ العُلُومِ الكامِلَةِ يَابْنَ السُّنَنِ المَشْهُورَةِ يَابْنَ المَعالِمِ المَأثُورَةِ يَابْنَ المُعْجِزاتِ المَوْجُودَةِ يَابْنَ الدَّلائِلِ المَشْهُودَةِ (٧) ، يَابْنَ الصِّراطِ المُسْتَقِيمِ يَابْنَ النَّبَأ العَظِيمِ يَابْنَ مَنْ هُوَ فِي اُمِّ الكِتابِ لَدَىٰ الله عَلِيُّ حَكِيمٌ، يَابْنَ الاياتِ وَالبَيِّناتِ يَابْنَ الدَّلائِلِ الظّاهِراتِ يَابْنَ البَراهِينِ الواضِحاتِ الباهِراتِ يَابْنَ الحُجَجِ البالِغاتِ يَابْنَ النِّعَمِ السَّابِغاتِ يَابْنَ طهَ وَالمُحْكَماتِ يَابْنَ يسَّ وَالذّارِياتِ يَابْنَ الطُّورِ وَالعادِياتِ، يَابْنَ مَنْ دَنىٰ فَتَدَلَّىٰ فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنىٰ دُنُواً وَاقْتِراباً مِنَ العَلِيِّ الاَعْلىٰ لَيْتَ شِعْرِي ايْنَ اسْتَقَرَّتْ بِكَ النَّوىٰ بَلْ أَيُّ أَرْضٍ تُقِلُّكَ أَوْ ثَرىٰ أَبِرَضْوىٰ أَوْ غَيْرِها

____________________

(١) جَامِعُ الكَلِمِ.

(٢) المُطَالِبُ.

(٣) صَدْرُ الخَلائِفِ.

(٤) المُهْتَدِينَ.

(٥) المُسْتَظْرينَ.

(٦) الأَكْبَرينَ.

(٧) المَشْهورَةِ.

٦١١

أَمْ ذِي طُوىٰ عَزِيزٌ عَلَيَّ أَنْ أَرىٰ الخَلْقَ وَلاتُرىٰ وَلا أَسْمَعُ لَكَ حَسِيساً وَلا نَجْوى، عَزِيزٌ عَلَيَّ أَنْ تُحِيطَ بِكَ دُونِيَ البَلْوىٰ (١) وَلا يَنالُكَ مِنِّي ضَجِيجٌ وَلا شَكْوى بِنَفْسِي أَنْتَ مِنْ مُغَيَّبٍ لَمْ يَخْلُ مِنّا بِنَفْسِي أَنْتَ مِنْ نازِحٍ مانَزَحَ عَنّا بِنَفْسِي أَنْتَ أُمْنِيَّةُ شائِقٍ يَتَمَنَّىٰ مِنْ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ ذَكَراً فَحَنّا، بِنَفْسِي أَنْتَ مِنْ عَقِيدِ عِزٍّ لايُسامىٰ بِنَفْسِي أَنْتَ مِنْ أَثِيلِ مَجْدٍ لايُجارىٰ (٢) بِنَفْسِي أَنْتَ مِنْ تِلادِ نِعَمٍ لاتُضاهىٰ بِنَفْسِي أَنْتَ مِنْ نَصِيفِ شَرَفٍ لايُساوىٰ! إِلىٰ مَتىٰ أُحارُ فِيكَ يامَوْلايَ وَإِلىٰ مَتّىٰ وَأَيُّ خِطابٍ أَصِفُ فِيكَ وَأيُّ نَجْوىٰ؟ عَزِيزٌ عَلَيَّ أَنْ اُجابَ دُونَكَ وَأُناغىٰ (٣) عَزِيزٌ عَلَيَّ أَنْ أَبْكِيَكَ وَيَخْذُلَكَ الوَرىٰ عَزِيزٌ عَلَيَّ أَنْ يَجْرِيَ عَلَيْكَ دُونَهُمْ ماجَرى، هَلْ مِن مُعينٍ فَأُطِيلَ مَعَهُ العَوِيلَ وَالبُكاءَ هَلْ مِنْ جَزُوعٍ فَأُساعِدَ جَزَعَهُ إِذا خَلا هَلْ قَذِيَتْ عَينٌ فَساعَدَتْها عَيْنِي عَلَىٰ القَذىٰ هَلْ إِلَيْكَ يَابْنَ أَحْمَدَ سَبِ يلٌ فَتُلْقىٰ هَلْ يَتَّصِلُ يَوْمُنا مِنْكَ بِعِدَةٍ (٤) فَنَحْظىٰ؟ مَتىٰ نَرِدُ مَناهِلَكَ الرَّوِيَةَ فَنَرْوىٰ مَتىٰ نَنْتَقِعُ (٥) مِنْ عَذْبِ مائِكَ فَقَدْ طالَ الصَّدىٰ مَتىٰ نُغادِيكَ وَنُراوِحُكَ فَنُقِرُّ عَيْناً (٦) مَتىٰ تَرانا وَنَراكَ وَقَدْ نَشَرْتَ لِواءَ النَّصْرِ؟ تُرىٰ أَتَرانا نَحُفُّ بِكَ وَأَنْتَ تَؤُمُّ المَلاَ وَقَدْ مَلاْتَ الاَرْضَ عَدْلاً وَأَذَقْتَ أَعْدائَكَ هَواناً وَعِقاباً وَأَبَرْتَ العُتاةَ وَجَحَدةَ الحَقِّ وَقَطَعْتَ دابِرَ المُتَكَبِّرِينَ وَاجْتَثَثْتَ أُصُولَ الظَّالِمِينَ. وَنَحْنُ نَقُولُ: الحَمْدُ للهِ رَبِّ العالَمِينَ، اللّهُمَّ أَنْتَ كَشَّافُ الكُرَبِ وَالبَلْوىٰ وَإِلَيْكَ أَسْتَعْدِي فَعِنْدَكَ العَدْوىٰ وَأَنْتَ رَبُّ الآخِرةِ وَالدُّنْيا (٧) فَأَغِثْ ياغِياثَ المُسْتَغِيثِينَ عُبَيْدُكَ المُبْتَلىٰ وَأَرِهِ سَيِّدَهُ ياشَدِيدَ القُوىٰ وَأَزِلْ عَنْهُ بِهِ الاَسىٰ وَالجَوىٰ وَبَرِّدْ غَلِيلَهُ يَامَن عَلىٰ العَرْشِ اسْتَوىٰ وَمَن إِلَيْهِ الرُّجْعىٰ وَالمُنْتَهى، اللّهُمَّ

____________________

(١) أَنْ لَا تُحِيطَ بي دُونَكَ الْبَلْوَى.

(٢) مَجدٍ لَا يُحَاذَى.

(٣) أَوْ أُناغى.

(٤) بِغَدِهِ.

(٥) ننفع في جَميع النُّسخ بالفاء (نَنْتَفِعُ) ولكن الظاهر أنها بالقاف بقرينة كلمة (الصَّدى) في آخر الجملة،و يشهد بذلك تعلذق (مِنْ) الجارّة بها دون الباء (منه).

(٦) فَتَقُرُّ عُيُونُنَا.

(٧) الآخِرَةِ وَ الأولى.

٦١٢

وَنَحنُ عَبِيدُكَ التّائِقُونَ (١) إِلىٰ وَلِيِّكِ المُذَكِّرِ بِكَ وَبِنَبِيِّكَ خَلَقْتَهُ لَنا عِصْمَةً وَمَلاذاً وَأَقَمْتَهُ لَنا قِواماً وَمَعاذاً وَجَعَلْتَهُ لِلمُؤْمِنِينَ مِنّا إِماماً، فَبَلِّغْهُ مِنّا تَحِيَّةً وَسَلاماً وَزِدْنا بِذلِكَ يا رَبِّ إِكْراماً وَاجْعَلْ مُسْتَقَرَّهُ لَنا مُسْتَقَرّاً وَمُقاماً وَأَتْمِمْ نِعْمَتَكَ بِتَقْدِيمِكَ إِيّاهُ أَمامَنا حَتىٰ تُورِدَنا جِنانَكَ (٢) وَمُرافَقَةَ الشُّهَداء مِنْ خُلَصائِكَ، اللّهُمَّ (٣) صَلِّ عَلىٰ مُحمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَصَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ جَدِّهِ وَرَسُولِكَ السَّيِّدِ الاَكْبَرِ وَعَلىٰ (٤) أَبِيهِ السَّيِّدِ الاَصْغَرِ وَجَدَّتِهِ الصِّدِّيقَةِ الكُبْرىٰ فاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ صَلّىٰ الله عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَعَلىٰ مَنْ اصْطَفَيْتَ مِن آبائِهِ البَرَرَةِ وَعَلَيْهِ أَفْضَلَ وَأَكْمَلَ وَأَتَمَّ وَأَدْوَمَ وَأَكْثَرَ وَأَوْفَرَ ماصَلَّيْتَ عَلىٰ أَحَدٍ مِنْ أَصْفِيائِكَ وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَصَلِّ عَلَيْهِ صَلاةً لاغايَةَ لِعَدَدِها وَلانِهايَةَ لِمَدَدِها وَلانَفادَ لاَمَدِها، اللّهُمَّ وَأَقِمْ بِهِ الحَقَّ وَأدْحِضْ بِهِ الباطِلَ وَأَدِلْ بِهِ أَوْلِيائَكَ وَأَذْلِلْ بِهِ أَعْدائَكَ، وَصِلِ اللّهُمَّ بَيْنَنا وَبَيْنَهُ وَصْلَةً تُؤَدِّي إِلىٰ مُرافَقَةِ سَلَفِهِ وَاجْعَلْنا مِمَّنْ يَأخُذُ بِحُجْزَتِهِمْ وَيَمْكُثُ فِي ظِلِّهِمْ وَأَعِنّا عَلىٰ تَأدِيَةِ حُقُوقِهِ إِلَيْهِ وَالاجْتِهادِ فِي طاعَتِهِ وَاجتِنابِ مَعْصِيَتِهِ، وَامنُنْ عَلَيْنا بِرِضاهُ وَهَبْ لَنا رَأفَتَهُ وَرَحْمَتَهُ وَدَعائَهُ وَخَيْرَهُ مانَنالُ بِهِ سَعَةً مِنْ رَحْمَتِكَ وَفَوْزاً عِنْدَكَ، وَاجْعَلْ صَلاتَنا بِهِ مَقْبُولَةً وَذُنُوبَنا بِهِ مَغْفُورَةً وَدُعائنا بِهِ مُسْتَجاباً وَاجْعَلْ أَرْزاقَنا بِهِ مَبْسُوطَةً وَهُمُومَنا بِهِ مَكَفِيَّةً وَحَوائِجَنا بِهِ مَقْضِيَّةً، وَأَقْبِلْ إِلَيْنا بِوَجْهِكَ

____________________

(١) الشَّائِقُونَ.

(٢) جَنَّاتِكَ.

(٣) هذه الفقرة وردت في كتب المجلسي رحمه الله كما يلي: اللَّهُمَ صَلِّ عَلَى حُجَّتِكَ وَ وَلِيِّ أَمْرِكَ وَ صَلَّ عَلَى جَدِّهِ مُحَمَّدٍ رَسُولِكَ السَيِّد الأكْبَرِ وَ صَلِّ عَلَى أَبِيه السَّيِّدِ الْقَسْوَرِ وَ حامِلِ اللّواءِ فِي المَحْشَرِ وَ ساقِي أَوْلِيائِهِ مِنْ الكَوثَرِ وَ الأمِير عَلَى سَائِرِ البَشَرِ الَّذِي مَنْ آمَنَ بِهِ فَقَدْ ظَفَرَ وَمَنْ لمْ يُؤمِنْ بِهِ فَقَدْ ظَفَرَ وَ مَنْ لَمْ يُؤمِنْ بِهِ فَقَدْ خَطَرَ وَ كَفَرَ صَلَّي الله عَلَيْهِ وَ عَلَى أنجالهما المَيامِينِ الغُرَرِ ما طَلَعَتْ شَمْسٌ وَ ما أضَاءَ قَمَرٌ وَ عَلَى جَدَّتِهِ الصِّدِّيقةِ الكُبْرَى فاطِمَةَ الزَّهْراءِ بِنْتِ مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفَى وَ عَلَى مَنِ اصْطَفَيْتَ الخِ.

(٤) وَ عَلِيٍّ أبِيهِ.

٦١٣

الكَرِيمِ وَاقْبَلْ تَقَرُّبَنا إِلَيْكَ وَانْظُرْ إِلَيْنا نَظْرَةً رَحِيمَةً نَسْتَكْمِلُ بِها الكَرامَةَ عِنْدَكَ ثُمَّ لاتَصْرِفْها عَنا بِجُودِكَ، وَاسْقِنا مِنْ حَوضِ جَدِّهِ صَلَّىٰ الله عَلَيْهِ وَآلِهِ بِكَأسِهِ وَبِيَدِهِ رَيّاً رَوِيّاً هَنِيئاً سائِغاً لاظَمأَ بَعْدَهُ ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

ثم صلّ صلاة الزيارة وقد تقدم وصفها، ثم تدعو بما أحببت فيجاب لك إن شاءالله تعالى.

الأمر الثاني: مايزار به مولانا صاحب الزمان صَلوتالله وسلامه عليه كل يوم بعد صلاة الفجر وهي:

اللّهُمَّ بَلِّغْ مَولايَ صاحِبَ الزَّمانِ صَلواتُ الله عَلَيْهِ عَنْ جَمِيعِ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ فِي مَشارِقِ الاَرْضِ وَمَغارِبِها وَبَرِّها وَبَحْرِها وَسَهْلِها وَجَبَلِها، حَيِّهِمْ وَمَيِّتِهِمْ وَعَنْ وَالِدَيَّ وَوُلْدِي (١) وَعَنِّي مِنَ الصَّلَواتِ وَالتَّحِياتِ زِنَةَ عَرْشِ الله وَمِدادَ كَلِماتِهِ وَمُنْتَهىٰ رِضاهُ وَعَدَدَ ما أحْصاهُ كِتابُهُ وَأَحاطَ بِهِ عِلْمُهُ، اللّهُمَّ إِنِّي أُجَدِّدُ لَهُ فِي هذا اليَوْمِ وَفِي كُلِّ يَوْمٍ عَهْداً وَعَقْداً وَبَيْعَةً فِي رَقَبَتِي، اللّهُمَّ كَما شَرَّفْتَنِي بِهذا التَّشْرِيفِ وَفَضَّلْتَنِي بِهِذِهِ الفَضِيلَةِ وَخَصَصْتَنِي بِهِذِهِ النِّعْمَةِ فَصَلِّ عَلىٰ مَوْلايَ وَسَيِّدِي صاحِبِ الزَّمانِ، وَاجْعَلْنِي مِنْ أَنْصارِهِ وَأَشْياعِهِ وَالذَّابِّينَ عَنْهُ وَاجْعَلْنِي مِنَ المُسْتَشْهَدِينَ بَيْنَ يَدَيْهِ طائِعاً غَيْرَ مُكْرَهٍ فِي الصَفِّ الَّذِي نَعَتَّ أَهْلَهُ فِي كِتابِكَ، فَقُلْتَ: صَفّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصوصٌ عَلىٰ طاعَتِكَ وَطاعَةِ رَسُولِكَ وَآلِهِ عَلَيْهِمُ‌ السَّلامُ ؛ اللّهُمَّ هذِهِ بَيْعَةٌ لَهُ فِي عُنُقِي إِلىٰ يَوْمِ القِيامَةِ.

أقول : قال العلامة المجلسي في البحار: وجدت في بعض الكتب القديمة بعد ذلك: ويصفق بيده اليمنىٰ علىٰ اليسرىٰ كتصفيق البيعة. واعلم أيضاً أنّا قد ذكرنا في أعمال السرداب المقدّس زيارات أربع فهذه هي خامسة الزيارات في كتابنا هذا وقد أوردنا أيضاً زيارة لهعليه‌السلام في أيام الجمع في الباب الأول عند ذكر زيارات الحجج الطاهرين عليهم ‌السلام في أيام الاسبوع (ص ٩٢ ).

____________________

(١)

٦١٤

دعاء العهد:

الأمر الثالث :دعاء العهد :روي عن الصادقعليه‌السلام أنه قال: من دعا إلىٰالله تعالىٰ أربعين صباحا بهذا العهد كان من أنصار قائمنا، فإن مات قبله أخرجهالله تعالىٰ من قبره وأعطاه بكل كلمة ألف حسنة ومحا عنه ألف سيئة، وهو هذا:

اللّهُمَّ رَبَّ النُّورِ العَظِيمِ وَرَبَّ الكُرْسِيِّ الرَّفِيعِ وَرَبَّ البَحْرِ المَسْجُورِ وَمُنْزِلَ التَّوْراةِ وَالانْجِيلِ وَالزَّبُورِ وَرَبَّ الظِّلِّ وَالحَرُورِ وَمُنْزِلَ القُرْآنِ (١) العَظِيمِ وَرَبَّ المَلائِكَةِ المُقَرَّبِينَ وَالأَنْبِياءِ وَالمُرْسَلِينَ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِوَجْهِكَ الكَرِيمِ وَبِنُورِ وَجْهِكَ المُنِيرِ وَمُلْكِكَ القَدِيمِ، ياحَيُّ ياقَيُّومُ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ (٢) الَّذِي أَشْرَقَتْ بِهِ السَّماواتُ وَالاَرَضُونَ وَبِاسْمِكَ الَّذِي يَصْلَحُ بِهِ الأوَّلُونَ وَالآخِرُونَ، ياحَيّاً قَبْلَ كُلِّ حَيٍّ وَياحَيّاً بَعْدَ كُلِّ حَيٍّ وَياحَيّاً حِينَ لاحَيَّ يامُحْيِيَ المَوْتىٰ وَمُمِيتَ الاَحْياءِ ياحَيُّ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ، اللّهُمَّ بَلِّغْ مَوْلانا الإمام الهادِيَ المَهْدِيَّ القائِمَ بِأَمْرِكَ صَلواتُ الله عَلَيْهِ وَعَلىٰ آبائِهِ الطَّاهِرِينَ عَنْ جَمِيعِ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ فِي مَشارِقِ الاَرْضِ وَمَغارِبِها سَهْلِها وَجَبَلِها وَبَرِّها وَبَحْرِها وَعَنِّي وَعَنْ وَالِدَيَّ مِنَ الصَّلَواتِ زِنَةَ عَرْشِ الله وَمِدادَ كَلِماتِهِ وَما أحْصاهُ عِلْمُهُ وَأَحاطَ بِهِ كِتابُهُ (٣) اللّهُمَّ إِنِّي أُجَدِّدُ لَهُ فِي صَبيحةِ يَوْمِي هذا وَما عِشْتُ مِنْ أيّامِي عَهْداً وَعَقْداً وَبَيْعَةً لَهُ فِي عُنُقِي لاأَحُولُ عَنْها وَلاأَزُولُ أَبَداً، اللّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ أَنْصارِهِ وَأَعْوانِهِ وَالذَّابِّينَ عَنْهُ وَالمُسارِعِينَ إِلَيْهِ فِي قَضاء حَوائِجِهِ وَالمُمْتَثِلِينَ لاَوامِرِهِ وَالمُحامِينَ عَنْهُ وَالسَّابِقِينَ إِلىٰ إِرادَتِهِ وَالمُسْتَشْهَدِينَ بَيْنَ يَدَيْهِ، اللّهُمَّ إِنْ حالَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ المَوْتُ الَّذِي جَعَلْتَهُ عَلىٰ عِبادِكَ حَتْما مَقْضِيّا فَأخْرِجْنِي مِنْ قَبْرِي مُؤْتَزِراً كَفَنِي شاهِراً سَيْفِي مُجَرِّداً قَناتِي مُلَبِّيا دَعْوَةَ الدَّاعِي فِي الحاضِرِ وَالبادِي، اللّهُمَّ أَرِنِي الطَّلْعَةَ الرَّشِيدَةَ وَالغُرَّةَ الحَمِيدَةَ وَاكْحُلْ ناظِرِي

____________________

(١) وَ مُنْزِلَ الفُرْقانِ.

(٢) أَسْأَلُكَ بَوَجْهِكَ.

(٣) وَ مَا أَحْصَاهُ كِتَابُهُ وَ أَحَاطَ بِهِ عِلْمُهُ.

٦١٥

بِنَظْرَةٍ مِنِّي إِلَيْهِ وَعَجِّلْ فَرَجَهُ وَسَهِّلْ مَخْرَجَهُ وَأَوْسِعْ مَنْهَجَهُ وَاسْلُكْ بِي مَحَجَّتَهُ وَأَنْفِذْ أَمْرَهُ وَاشْدُدْ أَزْرَهُ، وَاعْمُرِ اللّهُمَّ بِهِ بِلادَكَ وَأَحْيِ بِه عِبادَكَ فَإِنَّكَ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الحَقُّ: ظَهَرَ الفَسادُ فِي البَرِّ وَالبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ فَأَظْهِرِ اللّهُمَّ لَنا وَلِيَّكَ وَابْنَ بِنْتِ نَبِيِّكَ المُسَمّىٰ بِاسْمِ رَسُولِكَ حَتّىٰ لايَظْفَرَ بِشَيْءٍ مِنَ الباطِلِ إِلَّا مَزَّقَهُ وَيَحِقَّ الحَقَّ وَيُحَقِّقَهُ، وَاجْعَلْهُ اللّهُمَّ مَفْزَعاً لِمَظْلُومِ عِبادِكَ وَناصِراً لِمْن لايَجِدُ لَهُ ناصِراً غَيْرَكَ وَمُجَدِّداً لِما عُطِّلَ مِنْ أَحْكامِ كِتابِكَ وَمُشَيِّداً لِما وَرَدَ مِنْ أَعْلامِ دِينِكَ وَسُنَنِ نَبِيِّكَ صَلّىٰ الله عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَاجْعَلْهُ، اللّهُمَّ مِمَّنْ حَصَّنْتَهُ مِنْ بَأْسِ المُعْتَدِينَ اللّهُمَّ وَسُرَّ نَبِيِّكَ مُحَمَّداً صَلّىٰ الله عَلَيْهِ وَآلِهِ بِرُؤْيَتِهِ وَمَنْ تَبِعَهُ عَلىٰ دَعْوَتِهِ وَارْحَم اسْتِكانَتَنا بَعْدَهُ اللّهُمَّ اكْشِفْ هذِهِ الغُمَّةَ عَنْ هذِهِ الاُمَّةِ بِحُضُورِهِ وَعَجِّلْ لَنا ظُهُورَهُ إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً وَنَراهُ قَرِيباً بِرَحْمَتِكَ ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. ثم تضرب علىٰ فخذك الايمن بيدك ثلاث مرّات وتقول كل مرّة : العَجَلَ العَجَلَ يامَوْلايَ ياصاحِبَ الزَّمانِ.

الرابع: قال السيد ابن طاووس فإذا أردت الانصراف من حرمه الشريف فعد إلىٰ السرداب المنيف وصلّ فيه ما شئت ثم قم مستقبلاً القبلة وقل:اللّهُمَّ ادْفَعْ عَنْ وَلِيِّكَ …، وأورد الدعاء بتمامه. ثم قال: ثم ادعالله كَثِيراً وانصرف مسعوداً إن شاءالله تعالى.

أقول : هذا الدعاء قد رواه الشيخ في المصباح عن الرضاعليه‌السلام في خلال أعمال الجمعة ونحن أيضاً سنروي الدعاء طبقاً لرواية الشيخ قال: روىٰ يونس بن عبد الرحمن عن الرضا صلواتالله عليه أنّه كان يأمر بالدعاء لصاحب الأمرعليه‌السلام بهذا الدعاء:

اللّهُمَّ ادْفَعْ عَنْ وَلِيِّكَ وَخَلِيفَتِكَ وَحُجَّتِكَ عَلىٰ خَلْقِكَ وَلِسانِكَ المُعَبِّرِ عَنْكَ وَالنَّاطِقِ بِحِكْمَتِكَ وَعَيْنِكَ النَّاظِرَةِ بِإِذْنِكَ وَشاهِدِكَ عَلىٰ عِبادِكَ الجَحْجاحِ المُجاهِدِ العائِذِ بِكَ العابِدِ عِنْدَكَ، وَأَعِذْهُ مِنْ شَرِّ جَمِيعِ ماخَلَقْتَ وَبَرَأْتَ وَأَنْشَأْتَ وَصَوَّرْتَ، وَاحْفَظْهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمالِهِ وَمِنْ فَوْقِهِ وَمِنْ تَحْتِهِ بِحِفْظِكَ الَّذِي لا

٦١٦

يَضِيعُ مَنْ حَفِظْتَهُ بِهِ وَاحْفَظْ فِيهِ رَسُولَكَ وَآبأَهُ وَأَئِمَّتَكَ وَدَعائِمَ دِينِكَ، وَاجْعَلْهُ فِي وَدِيعَتِكَ الَّتِي لاتَضِيعُ وَفي جِوارِكَ الَّذِي لايُخْفَرُ وَفِي مَنْعِكَ وَعِزِّكَ الَّذِي لايُقْهَرُ وَآمِنْهُ بِأَمانِكَ الوَثِيقِ الَّذِي لايُخْذَلُ مَنْ آمَنْتَهُ بِهِ، وَاجْعَلْهُ فِي كَنَفِكَ الَّذِي لايُرامُ مَنْ كانَ فِيهِ وَانْصُرْهُ بِنَصْرِكَ العَزِيزِ وَأَيِّدْهُ بِجُنْدِكَ الغالِبِ وَقُوِّهِ بِقُوَّتِكَ وَارْدِفْهُ بِمَلائِكَتِكَ وَوالِ مَنْ والاهُ وَعادِ مَنْ عاداهُ وَأَلْبِسْهُ دِرْعَكَ الحَصِينَةَ وَحُفَّهُ بِالمَلائِكَةِ حَفّاً.

اللّهُمَّ اشْعَبْ بِهِ الصَّدْعَ وَارْتُقْ بِهِ الفَتْقَ وَأَمِتْ بِهِ الجَوْرَ وَأَظْهِرْ بِهِ العَدْلَ وَزَيِّنْ بِطُولِ بَقائِهِ الاَرْضَ، وَأَيِّدْهُ بِالنَّصْرِ وَانْصُرْهُ بِالرُّعْبُ وَقَوِّ ناصِرِيهِ وَاخْذُلْ خاذِلِيهِ وَدَمْدِمْ مَنْ نَصَبَ لَهُ وَدَمِّرْ مَنْ غَشَّهُ، وَاقْتُلْ بِهِ جَبابِرَةَ الكُفْرِ وَعُمُدَهُ (١) وَدَعائِمَهُ وَاقْصِمْ بِهُ رُؤُوسَ الضَّلالَةِ وَشارِعَةَ البِدَعِ وَمُمِيتَةَ السُّنَّةِ وَمُقَوِّيَةَ الباطِلِ، وَذَلِّلْ بِهِ الجَبّارِينَ وَأَبِرْ بِهِ الكافِرِينَ وَجَمِيعَ المُلْحِدِينَ فِي مَشارِقِ الاَرْضِ وَمَغارِبِها وَبَرِّها وَبَحْرِها وَسَهْلِها وَجَبَلِها حَتّىٰ لاتَدَعَ مِنْهُمْ دَيَّاراً وَلاتُبْقِي لَهُمْ آثاراً، اللّهُمَّ طَهِّرْ مِنْهُمْ بِلادَكَ وَاشْفِ مِنْهُمْ عِبادَكَ، وَأَعِزَّ بِهِ المُؤْمِنِينَ وَأَحْيِ بِهِ سُنَنَ المُرْسَلِينَ وَدارِسَ حُكْمِ النَّبِيِّينَ، وَجَدِّدْ بِهِ ماامْتَحىٰ مِنْ دِينِكَ وَبُدِّلَ مِنْ حُكْمِكَ، حَتّىٰ تُعِيدَ دِينَكَ بِهِ وَعَلىٰ يَدَيْهِ جَدِيداً غَضّاً مَحْضاً صَحِيحاً لاعِوَجَ فِيهِ وَلابِدْعَةَ مَعَهُ، وَحَتّىٰ تُنِيرَ بِعَدْلِهِ ظُلْمَ الجَوْرِ وَتُطْفِيَ بِهِ نِيرانَ الكُفْرِ وَتُوَضِّحَ بِهِ مَعاقِدَ الحَقِّ وَمَجْهُولَ العَدْلِ ؛ فَإِنَّهُ عَبْدُكَ الَّذِي اسْتَخْلَصْتَهُ لِنَفْسِكَ وَاصْطَفَيْتَهُ عَلىٰ غَيْبِكَ وَعَصَمْتَهُ مِنَ الذُّنُوبِ وَبَرَّأْتَهُ مِنَ العُيُوبِ وَطَهَّرْتَهُ مِنَ الرِّجْسِ وَسَلَّمْتَهُ مِنَ الدَّنَسِ، اللّهُمَّ فَإِنّا نَشْهَدُ لَهُ يَوْمَ القِيامَةِ وَيَوْمَ حُلُولِ الطَّامَّةِ أَنَّهُ لَمْ يُذْنِبْ ذَنْباً وَلا أَتىٰ حَوْباً وَلَمْ يَرْتَكِبْ مَعْصِيَةً وَلَمْ يَضَيِّعْ لَكَ طاعَةً وَلَمْ يَهْتِكَ لَكَ حُرْمَةً وَلَمْ يُبَدِّلْ لَكَ فَرِيضَةً وَلَمْ يُغَيِّرْ لَكَ شَرِيعَةً، وَأَنَّهُ الهادِي المُهْتَدِي الطَّاهِرُ التَّقِيُّ النَّقِيُّ الرَّضِيُّ

____________________

(١) وَ عَمَدَهُ.

٦١٧

الزَّكِيُّ، اللّهُمَّ أعْطِهِ فِي نَفْسِهِ وَأَهْلِهِ وَوَلَدِهِ وَذرِّيَّتِهِ وَاُمَّتِهِ وَجَمِيعِ رَعِيَّتِهِ ماتُقِرُّ بِهِ عَيْنَهُ وَتَسُرُّ بِهِ نَفْسَهُ وَتَجْمَعُ لَهُ مُلْكَ المُمْلَكاتِ كُلِّها قَرِيبِها وَبَعِيدِها وَعَزِيزِها وَذَلِيلِها حَتّىٰ تُجْرِيَ حُكْمَهُ عَلىٰ كُلِّ حُكْمٍ وَيَغْلِبَ بِحَقِّهِ كُلَّ باطِلٍ (١) اللّهُمَّ اسْلُكْ بِنا عَلىٰ يَدَيْهِ مِنْهاجَ الهُدىٰ وَالمَحَجَّةَ العُظْمىٰ وَالطَّرِيقَةَ الوُسْطىٰ الَّتِي يَرْجِعُ إِلَيْها الغالِي وَيَلْحَقُ بِها التَّالِي، وَقَوِّنا عَلىٰ طاعَتِهِ وَثَبِّتْنا عَلىٰ مُشايَعَتِهِ وَامْنُنْ عَلَيْنا بِمُتابَعَتِهِ وَاجْعَلنا فِي حِزْبِهِ القَوَّامِينَ بِأَمْرِهِ الصَّابِرِينَ مَعَهُ الطَّالِبِينَ رِضاكَ بِمُناصَحَتِهِ حَتّىٰ تَحْشُرَنا يَوْمَ القِيامَةِ فِي أَنْصارِهِ وَأَعْوانِهِ وَمُقَوِّيَةِ سُلْطانِهِ، اللّهُمَّ وَاجْعَلْ ذلِكَ لَنا خالِصاً مِنْ كُلِّ شَكٍّ وَشُبْهَةٍ وَرِياءٍ (٢) وَسُمْعَةٍ حَتّىٰ لانَعْتَمِدَ بِهِ غَيْرَكَ وَلانَطْلُبَ بِهِ إِلَّا وَجْهَكَ وَحَتّىٰ تُحِلَّنا مَحَلَّهُ وَتَجْعَلَنا فِي الجَنَّةِ مَعَهُ، وَأَعِذْنا مِنْ السَّامةِ وَالكَسَلِ وَالفَتْرَةِ وَاجْعَلْنا مِمَّنْ تَنْتَصِرُ بِهِ لِدِينِكَ وَتُعِزُّ بِهِ نَصْرَ وَلِيِّكَ وَلاتَسْتَبْدِلْ بِنا غَيْرَنا فَإِنَّ اسْتِبْدالَكَ بِنا غَيْرَنا عَلَيْكَ يَسِيرٌ وَهُوَ عَلَيْنا كَثِيرٌ اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ وِلاةِ عَهْدِهِ الأَئِمَّةِ مِنْ بَعْدِهِ وَبَلِّغْهُمْ آمالَهُمْ وَزِدْ فِي آجالِهِمْ وَأَعِزَّ نَصْرَهُمْ وَتَمِّمْ لَهُمْ ماأَسْنَدْتَ إِلَيْهِمْ مِنْ أَمْرِكَ لَهُمْ وَثَبِّتْ دَعاِئَمُهْم، وَاجْعَلْنا لَهُمْ أَعْوانا وَعَلىٰ دِينِكَ أَنْصاراً فَإِنَّهُمْ مَعادِنُ كَلِماتِكَ وَخُزَّانُ عِلْمِكَ وَأَرْكانُ تَوْحِيدِكَ وَدَعائِمُ دِينِكَ وَوُلاةُ أَمْرِكَ وَخالِصَتُكَ مِنْ عِبادِكَ وَصَفْوَتُكَ مِنْ خَلْقِكَ وَأَوْلِياؤُكَ وَسَلائِلُ أَوْلِيائِكَ وَصَفْوَةُ أَوْلادِ نَبِيِّكَ وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ.

فصل في الزيارات الجامعة و ما يدعىٰ به عقيب الزيارات

وذكر الصَّلاة علىٰ الحجج الطاهرين ويحتوي علىٰ عدة مقامات

المقام الأول: في الزيارات الجامعة

وهي مايزار به كل إمام من الأئمةعليهم‌السلام وهي عديدة: ونحن نكتفي بذكر بعضها.

____________________

(١) وَ يَغْلِبَ بِحَقِّهِ عَلَى كُلِّ بَاطِلٍ.

(٢) وَ رِئاءٍ.

٦١٨

الزيارة الأولى:

روىٰ الصدوق في كتاب من لايحضره الفقيه أنّه سئل الرضاعليه‌السلام عن إتيان أبي الحسن موسىٰعليه‌السلام قال: صلّوا في المساجد حوله ويجزي في المواضع كلها (أي يجزي في زيارة كل من الأئمة أو في مطلق المزارات الشريفة المقدسة كمراقد الأنبياء وسائر الأوصياءعليهم‌السلام كما هو الظاهر) أن تقول:

السَّلامُ عَلىٰ أَوْلياء الله وَأَصْفِيائِهِ السَّلامُ عَلىٰ اُمَناءِ الله وَأَحِبّائِهِ السَّلامُ عَلىٰ أَنْصارِ الله وَخُلَفائِهَ، السَّلامُ عَلىٰ مَحالِّ مَعْرِفَةِ الله السَّلامُ عَلىٰ مَساكِنِ ذِكْرِ الله السَّلامُ عَلىٰ مُظْهِرِي أَمْرِ الله وَنَهْيِهِ السَّلامُ عَلىٰ الدُّعاةِ إِلىٰ الله السَّلامُ عَلىٰ المُسْتَقِرِّينَ فِي مَرْضاتِ الله السَّلامُ عَلىٰ المُخْلِصِينَ فِي طاعَةِ الله السَّلامُ عَلىٰ الأَدِلاّء عَلىٰ اللهِ ، السَّلامُ عَلىٰ الَّذِينَ مَنْ وَالاهُمْ فَقَدْ والىٰ الله وَمَنْ عاداهُمْ فَقَدْ عادىٰ الله وَمَنْ عَرَفَهُمْ فَقَدْ عَرَفَ الله وَمَنْ جَهِلَهُمْ فَقَدْ جَهِلَ الله وَمَنْ اعْتَصَمَ بِهِمْ فَقَدْ اعْتَصَمَ بِالله وَمَنْ تَخَلّىٰ مِنْهُمْ فَقَدْ تَخَلّىٰ مِنَ الله عَزَّوَجَلَّ، وَأُشْهِدُ الله أَنِّي سِلْمٌ لِمِنْ سالَمْتُمْ وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبْتُمْ مُؤْمِنٌ بِسِرِّكُمْ وَعَلانِيَّتِكُمْ وَمُفَوِّضٌ فِي ذلِكَ كُلِّهِ إِلَيْكُمْ. لَعَنَ الله عَدُوَّ آلِ مُحَمَّدٍ مِنَ الجِنِّ وَالاِنْسِ وَأَبْرَأُ إِلىٰ الله مِنْهُمْ وَصَلّىٰ الله عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ. وهذه الزيارة موجودة في الكافي والتهذيب وكامل الزيارات وقد ورد بعد هذه الزيارة في جميع مصادرها أن هذا (أي هذا القول، والمراد به هذه الزيارة) يجزي في الزيارات كلها. وتكثر من الصَّلاة علىٰ محمد وآله وتسمي واحداً واحداً بأسمائهم وتبرأ من أعدائهم. وتخيّر ماشئت من الدعاء لنفسك والمؤمنين والمؤمنات.أقول: هذه التتمة علىٰ الظاهر جز الرواية ومن كلام المعصومعليه‌السلام ولكن حتىٰ لو فرضناها خارجة عن الرواية وقلنا إنّها من كلام بعض المحدّثين فنحن مطمئنون بأنّ الزيارة جامعة فالاعاظم من مشايخ الحديث قد ارتأوا - طبقاً لما يدل عليه مفتتح الحديث - أنّها تجزي في كافة المشاهد فرووها في باب الزيارات الجامعة. والتعابير الواردة في الزيارة هي أيضاً كافةً من الصفات الجامعة التي لاتخصّ بعضا دون بعض فمن المناسب أن يزار بها في جميع المشاهد حتّىٰ مشاهد الأنبياء والأوصياءعليهم‌السلام ، كما أوردها جمع

٦١٩

من العلماء لمشهد يونسعليه‌السلام وقد أمر في ذيل الرواية بالصلاة علىٰ محمد وآله واحداً واحداً فمن المناسب لذلك جداً قراءة الصَّلاة المنسوبة إلىٰ أبي الحسن الضرّاب التي مضت في أعمال يوم الجمعة (ص٨٣).

الزيارة الثانية:

روىٰ الصدوق أيضاً في الفقيه والعيون عن موسىٰ بن عبدالله النخعي أنّه قال للإمام علي النقيعليه‌السلام علمني يابن رسولالله صلي الله عليه وآله وسلم قولاً أقوله بليغاً كاملاً إذا زرت واحداً منكم.

فقال: إذا صرت إلىٰ الباب فقف واشهد الشهادتين أي قل:أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً صَلّىٰ الله عَلَيْهِ وَآلِهِ عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، وأنت علىٰ غسل. فإذا دخلت ورأيت القبر فقف وقل:الله أكْبَرُ "ثلاثين مرة" ثم امش قليلاً وعليك السكينة والوقار وقارب بين خطاك ثم قف وكبّرالله عزَّ وجلَّ "ثلاثين مرة ". ثم ادن من القبر وكبرالله "أربعين مرة " تمام مئة تكبيرة. ولعل الوجه في الأمر بهذه التكبيرات هو الاحتراز عما قد تورثه أمثال هذه العبارات الواردة في الزيارة من الغلو والغفلة عن عظمةالله سبحانه وتعالىٰ فالطباع مائلة إلىٰ الغلوّ أو غير ذلك من الوجوه. ثم قل:

السَّلامُ عَلَيْكُمْ ياأَهْلَ بَيْتِ النُّبُوَّةِ وَمَوْضِعَ الرِّسالَةِ وَمُخْتَلَفِ المَلائِكَةِ وَمَهْبِطَ الوَحْي وَمَعْدِنَ الرَّحْمَةِ وَخُزَّانَ العِلْمِ وَمُنْتَهىٰ الحِلْمِ وَأُصُولَ الكَرَمِ وَقادَةَ الاُمَمِ وَأَوْلِياءِ النِّعَمِ وَعَناصِرَ الاَبْرارِ وَدَعائِمَ الاَخْيارِ وَساسَةَ العِبادِ وَأَرْكانَ البِلادِ وَأَبْوابَ الإيْمانِ وَاُمَناءَ الرَّحْمنِ وَسُلالَةَ النَّبِيِّينَ وَصَفْوَةَ المُرْسَلِينَ وَعُتْرَةَ خِيرَةِ رَبِّ العالَمِينَ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلىٰ أَئِمَّةِ الهُدىٰ وَمَصابِيحِ الدُّجىٰ وَأَعْلامِ التُّقىٰ وَذَوِي النُّهىٰ وَأُولِي الحِجىٰ وَكَهْفِ الوَرىٰ وَوَرَثَةِ الأَنْبِياءِ وَالمَثَلِ الاَعْلىٰ وَالدَّعْوَةِ الحُسْنىٰ وَحُجَجِ اللهِ عَلىٰ أَهْلِ الدُّنْيا وَالآخِرةِ وَالاُولىٰ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلىٰ مَحالِّ مَعْرِفَةِ الله وَمَساكِنِ بَرَكَةِ الله وَمَعادِنِ حِكْمَةِ الله وَحَفَظَةِ سِرِّ الله وَحَمَلَةِ كِتابِ الله وَأَوْصِياء نَبِيِّ الله وَذُرِّيَّةِ رَسُولِ الله صَلّىٰ الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلىٰ

٦٢٠