مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات0%

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات مؤلف:
الناشر: مؤسسة الأعلمي
تصنيف: متون الأدعية والزيارات
الصفحات: 836

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ عباس القمي
الناشر: مؤسسة الأعلمي
تصنيف: الصفحات: 836
المشاهدات: 463828
تحميل: 19072

توضيحات:

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 836 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 463828 / تحميل: 19072
الحجم الحجم الحجم
مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات

مؤلف:
الناشر: مؤسسة الأعلمي
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

وَ مَوالِيكُمْ وَ مُحِبِّيكُمْ وَ شِيعَتِكُم وَ رَزَقَنِي الله الْعَوْدَ ثُمَ الْعَوْدَ ثُمْ الْعُوْدَ ما أَبْقانِي رَبِّي بِنِيَّةٍ صادِقَةٍ وَ إيمانٍ وَ تَقْوى وَ إِخْباتٍ وَ رِزْقٍ واسِعٍ حَلالٍ طَيِّبٍ اللّهُمَّ لا تَجْعَلَهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَتَهُمْ وَ ذِكْرِهِمْ وَ الصَلاةِ عَلَيْهِمْ وَ أَوْجِبْ لِيَ المَغْفِرَةَ وَ الرَّحْمَةَ وَ الْخَيْرَ وَ الْبَركَةَ وَ النُّورَ وَ الإِيمانَ وَ حُسْنَ الإِجابَةِ كَما أَوْجَبْتَ لِأَوْلِيائِكَ العارِفِينَ بِحَقِّهِمُ الْمُوجِبِينَ طاعَتَهُمْ وَ الرَّاغِبيِنَ فِي زِيارَتِهِمُ الْمُتَقَرِّبِينَ إِلَيْكَ وَ إِلَيْهِمْ بِأَبِي أَنْتُمْ وَ أُمِّي وَ نَفْسِي وَ مالِي وَ أَهْلِي إجْعَلُونِي مِنْ هَمِّكُمْ وَ صَيِّرُونِي فِي حِزْبِكُمْ وَ أَدْخِلُونِي فِي شَفاعَتِكُمْ وَ اذْكُرُونِي عِنْدَ رَبَّكُمْ اللّهُمَّ صَلِّ عَلي مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَبْلِغْ أَرْواحَهُمْ وَ أَجْسادَهُمْ عَنِّي تَحِيَّةً كَثِيرَةً وَ سَلاماً وَ السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَةُ الله وَ بَرَكاتُهُ.

المقام الثاني: فيما يدعىٰ به عقيب زيارات الأئمة عليهم‌ السلام

قال السيد ابن طاووس يستحب أن يدعىٰ بهذا الدعاء عقيب زيارات الأئمة عليهم‌ السَّلام:

اللّهُمَّ إِنْ كانَتْ ذُنُوبِي قَدْ أَخْلَقَتْ وَجْهِي عِنْدَكَ وَحَجَبَتْ دُعائِي عَنْكَ وَحالَتْ بَيْنِي وَبَيْنَكَ، فَأَسْأَلُكَ أَنْ تُقْبِلَ عَلَيَّ بِوَجْهِكَ الكَرِيمِ وَتَنْشُرَ عَلَيَّ رَحْمَتَكَ وَتُنْزِّلَ عَلَيَّ بَرَكاتِكَ، وَإِنْ كانَتْ قَدْ مَنَعَتْ أَنْ تَرْفَعَ لِي إِلَيْكَ صَوْتا أَوْ تَغْفِرَ لِي ذَنْباً أَوْ تَتَجاوَزَ عَنْ خَطِيئَةٍ مُهْلِكَةٍ فَها أَنَذا مُسْتَجِيرٌ بِكَرَمِ وَجْهِكَ وَعِزِّ جَلالِكَ، مُتَوَسِّلٌ إِلَيْكَ مُتَقَرِّبٌ إِلَيْكَ بِأَحَبِّ خَلْقِكَ إِلَيْكَ وَأَكْرَمِهِمْ عَلَيْكَ وَأَوْلاهُمْ بِكَ وَأَطْوَعِهِمْ لَكَ وَأَعْظَمِهِمْ منْزِلَةً وَمَكانا عِنْدَكَ مُحَمَّدٍ وَبِعِتْرَتِهِ الطَّاهِرِينَ الأَئِمَّةِ الهُداةِ المَهْدِيِّينَ، الَّذِينَ فَرَضْتَ عَلىٰ خَلْقِكَ طاعَتَهُمْ وَأَمَرْتَ بِمَوَدَّتِهِمْ وَجَعَلْتَهُمْ وُلاةَ الأمر مِنْ بَعْدِ رَسُولِكَ صَلىٰ الله عَلَيْهِ وَآلِهِ. يامُذِلَّ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ وَيامُعِزَّ المُؤْمِنِينَ بَلَغَ مَجْهُودِي فَهَبْ لِي نَفْسِيَ السَّاعَةَ وَرَحْمَةً مِنْكَ تَمُنُّ بِها

٦٤١

عَلَيَّ ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .ثُمَّ قبل الضريح وضع خدّيك عليه وقل:اللّهُمَّ إِنَّ هذا مَشْهَدٌ لا يَرْجُو مَنْ فاتَتْهُ فِيهِ رَحْمَتُكَ أَنْ يَنالَها فِي غَيْرِهِ وَلا أَحَدٌ أَشْقىٰ مِنْ امْرِيٍ قَصَدَهُ مُؤَمِّلا فَآبَ عِنْهُ خائِباً، اللّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ الإيّابِ وَخَيْبَةِ المُنْقَلَبِ وَالمُناقَشَةِ عِنْدَ الحِسابِ، وَحاشاكَ يا رَبِّ أَنْ تُقْرِنَ طاعَةَ وَلِيِّكَ بِطاعَتِكَ وَمُوالاتَهُ بِمُوالاتِكَ وَمَعْصِيَتَهُ بِمَعْصِيَتِكَ ثُمَّ تُؤْيِسَ زَائِرَهُ وَالمُتَحَمِّلَ مِنْ بُعْدِ البِلادِ إِلىٰ قَبْرِهِ، وَعِزَّتِكَ يا رَبِّ لا يَنْعَقِدُ عَلىٰ ذلِكَ ضَمِيرِي إِذْ كانَتْ القُلُوبُ إِلَيْكَ بِالجَمِيلِ تُشِيرُ.

ثُمَّ صل للزيارة فإذا شئت أن تودع وتنصرف فقل:السَّلامُ عَلَيْكُمْ ياأَهْلَ بَيْتِ النُّبُوَّةِ وَمَعْدِنَ الرِّسالَةِ سَلامَ مُوَدِّعٍ لا سَئِمٍ وَلا قالٍ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ ،الخ.والشيخ المفيد رحمهالله أيضاً قد ذكر هذا الدعاء ولكنه بعد كلمة (بالجميل تشير) قال: ثُمَّ قل:

ياوَلِيَّ الله إِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَ الله عَزَّوَجَلَّ ذُنُوباً لا يَأْتِي عَلَيْها إِلَّا رِضاكَ، فَبِحَقِّ مَنِ ائْتَمَنَكَ عَلىٰ سِرِّهِ وَاسْتَرْعاكَ أَمْرَ خَلْقِهِ وَقَرَنَ طاعَتَكَ بِطاعَتِهِ وَمُوالاتَكَ بِمُوالاتِهِ تَوَلَّ صَلاحَ حالِي مَعَ الله عَزَّوَجَلَّ، وَاجْعَلْ حَظِّي مِنْ زِيارَتِكَ تَخْلِيطِي بِخالِصِي زُوَّارِكَ الَّذِينَ تَسْأَل الله عَزَّوَجَلَّ فِي عِتْقِ رِقابِهِمْ وَتَرْغَبُ إِلَيْهِ فِي حُسْنِ ثَوابِهِمْ ؛ وَها أَنا اليَوْمَ بِقَبْرِكَ لائِذٌ وَبِحُسْنِ دِفاعِكَ عَنِّي عائِذٌ فَتَلافَنِي يامَوْلايَ وَأدْرِكْنِي وَاسْأَلِ الله عَزَّوَجَلَّ فِي أَمْرِي فَإِنَّ لَكَ عِنْدَ الله مَقاماً كَرِيماً وَجاهاً عَظِيماً صَلّىٰ الله عَلَيْكَ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً.

أقول : الأفضل للزائر إذا أراد أن يدعو في مشهد من المشاهد الشريفة بل الافضل للداعي أينما كان وأيّا ما كانت حاجته أن يبدأ بالدّعاء لصحّة حجّة العصر وصاحب الأمرعليه‌السلام وهذا أمرٌ هامٌ ذو فوائد هامّة لا يناسب المقام شرحها.والشيخ رحمهالله قد بسط الكلام في ذلك في الباب العاشر من كتاب النجم الثاقب وذكر أدعية تخص المقام فليراجعه من شاء.وأخصر تلك الدعوات هو ما مرّ في أعمال

٦٤٢

الليلة الثالثة والعشرين من شهر رمضان في خلال أدعية العشر الأواخر (ص٢٨٧). ونحن قد أوردنا في خلال آداب زيارة الحسينعليه‌السلام ، (ص٤٩٠) دعاءً يدعىٰ به في كافة المشاهد الشريفة.

المقام الثالث: في ذكر الصلوات علىٰ الحجج الطاهرين عليهم السّلام

قال الطوسي في المصباح في خلال أعمال يوم الجمعة: أخبرنا جماعة من أصحابنا عن أبي المفضل الشيباني قال: حدثنا أبو محمد عبدالله بن محمد العابد بالدالية لفظا قال: سألت مولاي الإمام الحسن العسكريعليه‌السلام في منزله بسر من رأىٰ سنة خمس وخمسين ومائتين يملي عليّ الصَّلاة علىٰ النبي وأوصيائه عليه وعليهم‌السلام وأحضرت معي قرطاساً كَبِيراً، فأملىٰ عليّ لفظا من غير كتاب وقال: أكتب.

الصَّلاة علىٰ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله

اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ كَما حَمَلَ وَحْيَكَ وَبَلَّغَ رِسالاتِكَ وصَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ كَما أَحَلَّ حَلالَكَ وَحَرَّمَ حَرامَكَ وَعَلَّمَ كِتابَكَ وَصَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ كَما أقامَ الصَّلاةَ وَآتىٰ الزَّكاةَ وَدَعا إِلىٰ دِينِكَ وَصَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ كَما صَدَّقَ بِوَعْدِكَ وَأَشْفَقَ مِنْ وَعِيدِكَ وَصَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ كَما غَفَرْتَ بِهِ الذُّنُوبَ وَسَتَرْتَ بِهِ العُيُوبَ وَفَرَّجْتَ بِهِ الكُرُوبَ وَصَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ كَما دَفَعْتَ بِهِ الشَّقاءَ وَكَشَفْتَ بِهِ الغَمّاءِ وَأَجَبْتَ بِهِ الدُّعاءَ وَنَجَّيْتَ بِهِ مِنَ البَلاءِ وَصَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ كَما رَحِمْتَ بِهِ العِبادَ وَأَحْييْتَ بِهِ البِلادَ وَقَصَمْتَ بِهِ الجَبابِرَةَ وَأَهْلَكْتَ بِهِ الفَراعِنَةَ وَصَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ كَما أضْعَفْتَ بِهِ الاَمْوالَ وَأَحْرَزْتَ بِهِ مِنَ الاَهْوالِ وَكَسَرْتَ بِهِ الاَصْنامَ وَرَحِمْتَ بِهِ الأنامَ وَصَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ كَما بَعَثْتَهُ بِخَيْرِ الاَدْيانِ وَأَعْزَزْتَ بِهِ الإيْمانَ وَتَبَّرْتَ بِهِ الأوْثانَ وَعَظَّمْتَ بِهِ البَيْتَ الحَرامَ وَصَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ الطَّاهِرِينَ الاَخْيارِ وَسَلِّم تَسْلِيماً.

٦٤٣

الصَّلاة علىٰ أمير المؤمنينعليه‌السلام :

اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالِبٍ أَخِي نَبِيِّكَ وَوَلِيِّهِ وَصَفِيِّهِ (١) وَوَزِيرِهِ وَمُسْتَوْدَعِ عِلْمِهِ وَمَوْضِعِ سِرِّهِ وَ بابِ حِكْمَتِهِ وَ النَّاطِقِ بِحُجَّتِهِ وَ الداعِي إِلىٰ شَرِيعَتِهِ وَ خَلِيفَتِهِ فِي أُمَّتِهِ وَ مُفَرِّجَ الكَرْبِ عَنْ وَجْهِهِ، قاصِمِ الكَفَرَةِ وَ مُرْغِمِ الفَجَرَةِ الَّذِي جَعَلْتَهُ مِنْ نَبِيِّكَ بِمَنْزِلَةِ هارُونَ مِنْ مُوسى، اللّهُمَّ وآلِ مَنْ والآهُ وَ عادِ مَنْ عاداهُ وَ انْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَ اخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ وَ الْعَنْ مَنْ نَصَبَ لَهُ مِنَ الأوَّلِينَ وَ الآخِرِينَ، وَصَلِّ عَلَيْهِ أَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلىٰ أَحَدٍ مِنْ أَوْصِياء أَنْبِيائِكَ يا رَبَّ العالَمِينَ.

الصَّلاة علىٰ سيدة النساء فاطمةعليه‌السلام :

اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ الصِّدِّيقَةِ فاطِمَةَ الزَّكِيَّةِ حَبِيبَةِ حَبِيبِكَ وَنَبِيِّكَ وَأُمِّ أَحِبَّائِكَ وَأَصْفِيائِكَ الَّتِي انْتَجَبْتَها وَفَضَّلْتَها وَاخْتَرْتَها عَلىٰ نِساءِ العالَمِينَ، اللّهُمَّ كُنْ الطَّالِبَ لَها مِمَّنْ ظَلَمَها وَاسْتَخَفَّ بِحَقِّها وَكُنْ الثَّائِرَ اللّهُمَّ بِدَمِ أَوْلادِها، اللّهُمَّ وَكَما جَعَلْتَها أُمَّ أَئِمَّةِ الهُدىٰ وَحَلِيلَةَ صاحِبِ اللِّواءِ وَالكَرِيمَةَ عِنْدَ المَلاء الأعْلىٰ فَصَلِّ عَلَيْها وَعَلىٰ أُمِّها صَلاةً تُكْرِمُ بِها وَجْهَ (٢) مُحَمَّدٍ صَلىٰ الله عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ تُقِرُّ بِها أَعْيُنَ ذُرِّيَّتِها، وَأبْلِغْهُمْ عَنِّي فِي هذِهِ السَّاعَةِ أَفْضَلَ التَّحِيَّةِ وَالسَّلامِ.

الصَّلاة علىٰ الحسن والحسينعليهما‌السلام :

اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ عَبْدَيْكَ وَوَلِيَّيْكَ وَابْنَيْ رَسُولِكَ وَسِبْطَي الرَّحْمَةِ وَسَيِّدَي شَبابِ أَهْلِ الجَنَّةِ أَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلىٰ أَحَدٍ مِنْ أَوْلادِ النَّبِيِّينَ وَالمُرْسَلِينَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ الحَسَنِ بْنِ سَيِّدِ النَّبِيِّينَ وَ وَصِيِّ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ رَسُولِ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ سَيِّدِ الوَصِيِّيَنَ، أَشْهَدُ أَنَّكَ يابْنَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ أَمِينُ الله وَابْنُ

____________________

(١) وَ وَصِيّه.

(٢) وَجْهَ أَبِيها مُحَمَّدصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٦٤٤

أَمِينِهِ عِشْتَ مَظْلُوماً وَ مَضْيَت شَهِيداً، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ الإمام الزَّكِيُّ الهادِي المَهْدِيُّ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ وَبَلِّغْ رُوحَهُ وَجَسَدَهُ عَنِّي فِي هذِهِ السَّاعَةِ أَفْضَلَ التَّحِيَّةِ وَالسَّلامِ اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ الحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ المَظْلُومِ الشَّهِيدِ قَتِيلِ الكَفَرَةِ وَ طَرِيحِ الفَجَرَةِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبا عَبْدِ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ رَسُولِ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ، أَشْهَدُ مُوقِنا أَنَّكَ أَمِينُ الله وَابْنُ أَمِينِهِ قُتِلْتَ مَظْلُوما وَمَضْيَت شَهِيداً، وَأَشْهَدُ أَنَّ الله تَعالىٰ الطَّالِبُ بِثأرِكَ وَمُنْجِزٌ ما وَعَدَكَ مِنَ النَّصْرِ وَالتَّأْيِيدِ فِي هَلاكِ عَدُوِّكَ وَإِظْهارِ دَعْوَتِكَ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ وَفَيْتَ بِعَهْدِ الله وَجاهَدْتَ فِي سَبِيلِ الله وَعَبَدْتَ الله مُخْلِصاً حَتىٰ أَتاكَ اليَّقِينُ لَعَنَ الله أُمَّةً قَتَلَتْكَ وَلَعَنَ الله أُمَّةً خَذَلَتْكَ وَلَعَنَ الله أُمَّةً أَلَّبَتْ عَلَيْكَ، وَأَبْرأُ إِلىٰ الله تَعالىٰ مِمَّنْ أَكْذَبَكَ وَاسْتَخَفَّ بِحَقِّكَ وَاسْتَحَلَّ دَمَّكَ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ياأَبا عَبْدِ الله لَعَنَ الله قاتَلَكَ وَلَعَنَ الله خاذِلَكَ وَلَعَنَ الله مَنْ سَمِعَ واعِيَتَكَ فَلَمْ يُجِبْكَ وَلَمْ يَنْصُرْكَ وَلَعَنَ الله مَنْ سَبىٰ نِسأَكَ ؛ أَنا إِلىٰ الله مِنْهُمْ بَرِيٌ وَمِمَّنْ وَالاهُمْ وَمالاَهُمْ وَأَعانَهُمْ عَلَيْهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ وَالأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِكَ كَلِمَةُ التَّقْوىٰ وَبابُ الهُدىٰ وَالعُرْوَةُ الوُثْقىٰ وَالحُجَّةُ عَلىٰ أَهْلِ الدُّنْيا، وَأَشْهَدُ أَنِّي بِكُمْ مُؤْمِنٌ وَبِمَنْزِلَتِكُمْ مُوقِنٌ وَلَكُمْ تابِعٌ بِذاتِ نَفْسِي وَشَرائِعِ دِينِي وَخَواتِيمِ عَمَلِي وَمُنْقَلَبِي فِي دُنْيايَ وَآخِرَتِي.

الصَّلاة علىٰ علي بن الحسينعليهما‌السلام :

اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ عَلِيِّ بْنِ الحُسَيْنِ سَيِّدِ العابِدِينَ الَّذِي اسْتَخْلَصْتَهُ لِنَفْسِكَ وَجَعَلْتَ مِنْهُ أَئِمَّةَ الهُدىٰ الَّذِينَ يَهْدُونَ بِالحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ، اخْتَرْتَهُ لِنَفْسِكَ وَطَهَّرْتَهُ مِنَ الرِّجْسِ وَاصْطَفَيْتَهُ وَجَعَلْتَهُ هادِياً مَهْدِيّاً، اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلَيْهِ أَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلىٰ أَحَدٍ مِنْ ذُرِّيَّةِ أَنْبِيائِكَ حَتىٰ تَبْلُغَ بِهِ ما تَقَرُّ بِهِ عَيْنُهُ فِي الدُّنْيا وَالآخِرةِ إِنَّكَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ.

٦٤٥

الصَّلاة علىٰ محمد بن عليعليه‌السلام :

اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ بْنِ عَلِيٍّ باقِرِ العِلْمِ وَ إِمامِ الهُدىٰ وَ قائِدِ أَهْلِ التَّقْوىٰ وَالمُنْتَجَبِ مِنْ عِبادِكَ، اللّهُمَّ وَكَما جَعَلْتَهُ عَلَما لِعِبادِكَ وَمَناراً لِبِلادِكَ وَمُسْتَوْدَعاً لِحِكْمَتِكَ وَمُتَرْجِما لِوَحْيِكَ وَأَمَرْتَ بِطاعَتِهِ وَحَذَّرْتَ مِنْ مَعْصِيَتِهِ، فَصَلِّ عَلَيْهِ يا رَبِّ أَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلىٰ أَحَدٍ مِنْ ذُرِّيَّةِ أَنْبِيائِكَ وأَصْفِيائِكَ وَرُسُلِكَ وَأُمَنائِكَ يا رَبَّ العالَمِينَ.

الصَّلاة علىٰ جعفر بن محمدعليه‌السلام :

اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ خازِنِ العِلْمِ الدَّاعي إِلَيْكَ بِالحَقِّ النُّورِ المُبِينِ، اللّهُمَّ وَكَما جَعَلْتَهُ مَعْدِنَ كَلامِكَ وَوَحْيِكَ وَخازِنَ عِلْمِكَ وَلِسانَ تَوْحِيدِكَ وَوَلِيَّ أَمْرِكَ وَمُسْتَحْفِظَ دِينِكَ فَصَلِّ عَلَيْهِ أَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلىٰ أَحَدٍ مِنْ أَصْفِيائِكَ وَحُجَجِكَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

الصَّلاة علىٰ موسىٰ بن جعفرعليه‌السلام :

اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ الاَمِينِ المُؤْتَمَنِ مُوسىٰ بْنِ جَعْفَرٍ البَرِّ الوَفِيِّ الطَّاهِرِ الزَّكِيّ النُورِ المُبِينِ (١) المُجْتَهِدِ المُحْتَسِبِ الصَّابِرِ عَلىٰ الاَذىٰ فِيكَ، اللّهُمَّ وَكَما بَلَّغَ عَنْ آبائِهِ ما اسْتُودِعَ مِنْ أَمْرِكَ وَنَهْيِكَ وَحَمَلَ عَلىٰ المَحَجَّةِ وَكابَدَ أَهْلَ العِزَّةِ وَالشِّدَّةِ فِيما كانَ يَلْقىٰ مِنْ جُهَّالِ قَوْمِهِ رَبِّ ، فَصَلِّ عَلَيْهِ أَفْضَلَ وَأَكْمَلَ ما صَلَّيْتَ عَلىٰ أَحَدٍ مِمَّنْ أَطاعَكَ وَنَصَحَ لِعِبادِكَ إِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ.

الصلاة علىٰ علي بن موسىٰعليه‌السلام :

اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ عَلِيِّ بْنِ مُوسىٰ الَّذِي ارْتَضَيْتَهُ وَرَضَّيْتَ بِهِ مَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِكَ، اللّهُمَّ وَكَما جَعَلْتَهُ حُجَّةً عَلىٰ خَلْقِكَ وَقائِما بِأَمْرِكَ وَناصِراً لِدِينِكَ وَشاهِداً عَلىٰ عِبادِكَ، وَكَما نَصَحَ لَهُمْ فِي السِّرِّ وَالعَلانِيَةِ

____________________

(١) النورِ الْمُنِيرِ.

٦٤٦

وَدَعا إِلىٰ سَبِيلِكَ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ فَصَلِّ عَلَيْهِ أَفْضَلَ ماصَلَّيْتَ عَلىٰ أَحَدٍ مِنْ أَوْلِيائِكَ وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ إِنَّكَ جَوادٌ كَرِيمٌ.

الصَّلاة علىٰ محمد بن علي بن موسىٰعليه‌السلام :

اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسىٰ عَلَمِ التُّقىٰ وَنُورِ الهُدىٰ وَمَعْدِنِ الوَفاءِ وَفَرْعِ الاَزْكِياءِ وَخَلِيفَةِ الأَوْصِياء وَأَمِينِكَ عَلىٰ وَحْيِكَ، اللّهُمَّ فَكَما هَدَيْتَ بِهِ مِنَ الضَّلالَةِ وَاسْتَنْقَذْتَ بِهِ مِنَ الحِيرَةِ وَأَرْشَدْتَ بِهِ مَنِ اهْتَدىٰ وَزَكَّيْتَ بِهِ مَنْ تَزَكّىٰ فَصَلِّ عَلَيْهِ أَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلىٰ أَحَدٍ مِنْ أَوْلِيائِكَ وَبَقِيَّةِ أَوْصِيائِكَ إِنَّكَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ.

الصَّلاة علىٰ علي بن محمدعليه‌السلام :

اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ وَصِيِّ الأَوْصِياء وَإِمامِ الأَتْقِياءِ وَخَلَفِ أَئِمَّةِ الدِّينِ وَالحُجَّةِ عَلىٰ الخَلائِقِ أَجْمَعِينَ، اللّهُمَّ كَما جَعَلْتَهُ نُوراً يَسْتَضِييُ بِهِ المُؤْمِنُونَ فَبَشَّرَ بِالجَزِيلِ مِنْ ثَوابكَ وَأَنْذَرَ بِالاَلِيمِ مِنْ عِقابِكَ وَحَذَّرَ بَأسَكَ وَذَكَّرَ بآياتِكَ، وَأَحَلَّ حَلالَكَ وَحَرَّمَ حَرامَكَ وَبَيَّنَ شَرائِعَكَ وَفَرائِضَكَ وَحَضَّ عَلىٰ عِبادَتِكَ وَأَمَرَ بِطاعَتِكَ وَنَهىٰ عَنْ مَعْصِيَتِكَ، فَصَلِّ عَلَيْهِ أَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلىٰ أَحَدٍ مِنْ أَوْلِيائِكَ وَذُرِّيَّةِ أَنْبِيائِكَ ياإِلهَ العالَمِينَ. قال الراوي أبو محمد اليمني: فلما انتهيت إلىٰ الصَّلاة عليه أمسك فقلت له في ذلك. فقال: لولا أنّه دين أُمرنا أن نبلِّغه ونؤدّيه إلىٰ أهله لاحببت الامساك ولكنه الدّين أكتب به.

الصَّلاة علىٰ الحسن بن علي بن محمدعليه‌السلام :

اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ الحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ البَرِّ التَّقِيِّ الصَّادِقِ الوَفِيِّ النُورِ المُضِيِ، خازِنِ عِلْمِكَ وَالمُذَكِّرَ بِتَوْحِيدِكَ وَوَلِيَّ أمْرِكَ وَخَلَفِ أئِمَّةِ الدِّينِ الهُداةِ الرَّاشِدِينَ وَالحُجَّةِ عَلىٰ أهْلِ الدُّنْيا، فَصَلِّ عَلَيْهِ يا رَبِّ أَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلىٰ أَحَدٍ مِنْ أَصْفِيائِكَ وَحُجَجِكَ وَأَوْلادِ

٦٤٧

رُسُلِكَ ياإِلهَ العالَمِينَ.

الصَّلاة علىٰ ولي الأمر المنتظرعليه‌السلام :

اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ وَلِيِّكَ وَابْنِ أَوْلِيائِكَ الَّذِينَ فَرَضْتَ طاعَتَهُمْ وَأَوْجَبْتَ حَقَّهُمْ وَأَذْهَبْتَ عَنْهُمْ الرِّجْسَ وَطَهَّرْتَهُمْ تَطْهِيراً، اللّهُمَّ انْصُرْهُ وَانْتَصِرْ بِهِ لِدِينِكَ وَانْصُرْ بِهِ أَوْلِيائَكَ وَأَوْلِيائَهُ وَشِيعَتَهُ وَأَنْصارَهُ وَاجْعَلْنا مِنْهُمْ، اللّهُمَّ أَعِذْهُ مِنْ شَرِّ كُلِّ باغٍ وَطاغٍ وَمِنْ شَرِّ جَمِيعِ خَلْقِكَ وَاحْفَظْهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمالِهِ وَاحْرُسْهُ وَامْنَعْهُ أَنْ يُوصَلَ إِلَيْهِ بِسُوءٍ وَاحْفَظْ فِيهِ رَسُولَكَ وَآلَ رَسُولِكَ وَأَظْهِرْ بِهِ العَدْلَ وَأَيِّدْهُ بِالنَّصْرِ وَانْصُرْ ناصِرِيهِ وَاخْذُلْ خاذِلِيهِ وَاقْصِمْ بِهِ جَبابِرَةَ الكُفْرِ وَاقْتُلْ بِهِ الكُفَّارَ وَالمُنافِقِينَ وَجَمِيعَ المُلْحِدِينَ حَيْثُ كانُوا مِنْ مَشارِقِ الاَرْضِ وَمَغارِبِها وَبَرِّها وَبَحْرِها، وَامْلأ بِهِ الاَرْضَ عَدْلاً وَأَظْهِرْ بِهِ دِينَ نَبِيِّكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلامُ، وَاجْعَلْنِي اللَّهُمَّ مِنْ أَنْصارِهِ وَأَعْوانِهِ وَأَتْباعِهِ وَشِيعَتِهِ وَأَرِنِي فِي آل مُحَمَّدٍ ما يَأْمَلُونَ وَفِي عَدُوِّهِمْ ما يَحْذَرُونَ إِلهَ الحَقِّ آمِينَ.

الخاتمة

في زيارة الأنبياء العظام عليهم‌السلام وأبناء الأئمة الكرام وقبور

المؤمنين أسكنهم الله دار السلام

وتحتوي علىٰ مطالب ثلاثة:

المطلب الأول: في زيارة الأنبياء العظامعليهم‌السلام

إعلم أن تكريم الأنبياءعليهم‌السلام وتعظيمهم واجب عقلا وشرعاً لا نفرق بين أحد من رسله، وزيارتهم راجحة مستحسنة، والعلماء قد صرّحوا باستحباب زيارتهم. وليس في الأنبياءعليهم‌السلام وإن كثروا من يعرف موضع قبره إِلَّا القليلون وهم علىٰ ما أعهد آدمعليه‌السلام و نوحعليه‌السلام وهما مدفونان عند مرقد أمير المؤمنين

٦٤٨

عليه‌السلام ، وإبراهيمعليه‌السلام و قبره في القدس الخليل قرب بيت المقدس، وبجواره مراقد سارة زوجته واسحق و يعقوب و يوسفعليه‌السلام ، و إسماعيلعليه‌السلام وأُمه هاجر مدفونان في الحجر في المسجد الحرام وفيه قبور الأنبياءعليهم‌السلام . وعن الباقر (صلواتالله عليه) قال: مابين الركن والمقام مكتظ بقبور الأنبياءعليهم ‌السَّلام . وعن الصادقعليه‌السلام قال: ما بين الركن اليماني والحجر الاسود مراقد سبعين نبيا من الأنبياءعليهم‌السلام . وفي بيت المقدس قبور عدّة من الأنبياء كداوودعليه‌السلام وسليمان وغيرهما من الأنبياء المعروفين هناك سلامالله عليهم أجمعين، وقبر زكرياعليه‌السلام معروف في حلب، وليونسعليه‌السلام علىٰ شريعة الكوفة بقعة ذات قبّة معروفة، وقبراً هودعليه‌السلام وصالحعليه‌السلام في النجف الاشرف مشهوران، ومرقد ذي الكفل علىٰ شاطئ الفرات مشهور وهو يبعد عن الكوفة، والنبي جرجيس قبره مدينة الموصل، وفي خارج المدينة قبر شيت هبةالله و قبر النبي دانيال في شوش، وقبر يوشع(١) مقابل مسجد براثا وغيرهم سلامالله عليهم أجمعين.

وأما كيفية زيارتهمعليهم‌السلام فلم أظفر بزيارة مأثورة تخصهم عداً ما سلف في باب زيارة أمير المؤمنينعليه‌السلام من زيارة آدم و نوح عليهما السَّلام ولكن ماجعلناها الاُولىٰ من الزيارات الجامعة يزار بها الأنبياء أيضاًعليه‌السلام كما يبدو من روايتها، ويشهد لذلك أن الشيخ الجليل محمد ابن المشهدي والسيد الاجل عليّ بن طاووس في مصباح الزائر وغيرهما رضوانالله عليهم قد أوردوا هذه الزيارة لمشهد يونسعليه‌السلام عند بيانهم آداب دخول مدينة الكوفة والمظنون أنّ ذكرهم هذه الزيارة لهذا المشهد ليس إِلَّا لما يبدو من العموم من روايتها. وكيف كان فمن المناسب الزيارة بها في المراقد الشريفة للانبياء عليهم ‌السَّلام. وقد أثبتنا الزيارة فيما سلف فلا حاجة إلىٰ إعادتها هنا فمن شاء فليرجع إلىٰ زيارة الجامعة الأولىٰ (ص٦١٩) و ينتفع بفضلها العظيم.

المطلب الثاني: في زيارة الابناء العظام للأئمةعليهم‌السلام

وهم أبناء الملوك بالحق وقبورهم منابع الفيض والبركة ومهابط الرحمة و العناية الالهية و العلماء قد صرّحوا باستحباب زيارة قبورهم وهي والحمدللهِ منتشرة في غالب بلاد الشيعة بل وفي القرىٰ والبراري وأطراف الجبال والاودية وهي دائماً ملاذ المضطرين وملجأ البائسين وغياث المظلومين وتسلية للقلوب الذابلة وستظّل كذلك

____________________

(١) ليس هنالك الآن مرقد معروف و إنما قلنا ذلك طبقاً لما مرّ عند ذكر جامع براثا.

٦٤٩

إلىٰ يوم القيامة وقد برز في كثير من هذه المراقد الشريفة كرامات وخوارق للعادات. ولكن لا يخفىٰ أنّ الزائر إذا شاء أن يشدّ الرحل إلىٰ شي من هذه المراقد موقنا ببلوغه فيض رحمةالله وبكشف كروبه فينبغي أن يحرز فيه شرطين:

شرط الأول: جلالة صاحب ذلك المرقد وعظمة شأنه إضافة إلىٰ ماحازه من شرافة النسب وتعرف هذه من كتب الاحاديث والأنساب والتواريخ.

شرط الثاني: التأكد من صحة نسبة هذا المرقد إليه وما حاز كلا الشرطين من المشاهد قليل جداً ونحن قد أشرنا في كتاب (هدية الزائر) إلىٰ عدّة مراقد قد اجتمع فيها الشرطان وأشرنا في كتاب (نفثة المصدور) وكتاب (منتهىٰ الامال) إلىٰ مرقد محسن بن الحسينعليه‌السلام وهذا الكتاب لا يسع التفصيل فنقتصر علىٰ ذكر اثنين منها:

زيارة المعصومة عليها السّلام في قُمّ:

الأول: مشهد السيدة الجليلة العظيمة فاطمة بنت موسىٰ بن جعفر عليها السّلام وقبرها الشريف في بلدة قم الطيّبة معروف مشهور وله قبّة شامخة وضريح وصحون وخدم كثيرون وأوقاف وافرة وهو قرة العين لاهالي قم وملاذ لعامّة الخلق يشدّ إليه الرحال في كل سنة خلق كثير من أقاصي البلاد فيتحمّلون متاعب السفر ابتغاء فضيلة زيارتها وفضلها وجلالها يعرف من كثير من الاخبار. روىٰ الصدوق بسند كالصحيح عن سعد بن سعد قال: سألت الرضاعليه‌السلام عن فاطمة بنت موسىٰ بن جعفرعليه‌السلام فقال: من زارها فله الجنة. وروي بسند معتبر آخر عن محمد التقي بن الرضا عليهما السلام قال: من زار قبر عمّتي بقم فله الجنة. وروىٰ العلامة المجلسي رحمهالله عن بعض كتب الزيارات عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن سعد الاشعري القمّي عن الرضا صلواتالله عليه قال: قال: ياسعد عندكم لنا قبر.

قلت: جعلت فداك قبر فاطمة عليها‌ السلام بنت موسىٰ بن جعفرعليه‌السلام .

قال: بلي، من زارها عارفاً بحقّها فله الجنّة. فإذا أتيت القبر فقم عند رأسها مستقبلاً القبلة وقل: "أربعاً وثلاثين مرة":الله أكبَرُ ، و"ثلاثاً وثلاثين مرة":سُبْحانَ اللهِ ، و"ثلاثاً وثلاثين مرّة":الحَمْدُ لله ، وقل:

السَّلامُ عَلَىٰ آدَمَ صَفْوَةِ الله السَّلامُ عَلَىٰ نُوحٍ نَبِيِّ الله السَّلامُ عَلَىٰ إِبْراهِيمَ خَلِيلِ الله السَّلامُ عَلَىٰ مُوسىٰ كَلِيمِ الله السَّلامُ عَلَىٰ عِيسىٰ رُوحِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يارَسُولَ الله السَّلامُ عَلَيْكَ ياخَيْرَ خَلْقِ

٦٥٠

الله السَّلامُ عَلَيْكَ ياصَفِيَّ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يامُحَمَّد بْنَ عَبْدِ الله خاتَمِ النَّبِيِّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياأَمِيرَ المُؤْمِنِينَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طالِبٍ وَصِيَّ رَسُولِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكِ يافاطِمَةُ سَيِّدَةَ نِساءِ العالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكُما ياسِبْطَي نَبِيّ الرَّحْمَةِ وَسَيِّدَيْ شَبابِ أَهْلِ الجَنَّةِ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياعَلِيَّ بْنَ الحُسَيْنِ سَيِّدَ العابِدِينَ وَقُرَّةَ عَيْنِ النَّاظِرِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يامُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ باقِرَ العِلْمِ بَعْدَ النَّبِيِّ السَّلامُ عَلَيْكَ ياجَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ الصَّادِقَ البارَّ الاَمِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يامُوسىٰ بْنَ جَعْفَرٍ الطَّاهِرَ الطُّهْرَ السَّلامُ عَلَيْكَ ياعَلِيَّ بْنَ مُوسىٰ الرِّضا المُرْتَضىٰ السَّلامُ عَلَيْكَ يامُحَمَّدَ بْنَ عَلِيِّ التَّقِيَّ السَّلامُ عَلَيْكَ ياعَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ النَّقِيَّ النَّاصِحَ الاَمِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ ياحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ السَّلامُ عَلىٰ الوَصِيِّ مِنْ بَعْدِهِ اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ نُورِكَ وَسِراجِكَ وَوَلِيِّ وَلِيِّكَ وَوَصِيِّ وَصِيِّكَ وَحُجَّتِكَ عَلىٰ خَلْقِكَ، السَّلامُ عَلَيْكِ يابِنْتَ رَسُولِ الله السَّلامُ عَلَيْكِ يابِنْتَ فاطِمَةَ وَخَدِيجَةَ السَّلامُ عَلَيْكِ يابِنْتَ أَمِيرِ المُوْمِنِينَ السَّلامُ عَلَيْكِ يابِنْتَ الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يابِنْتَ وَلِيِّ الله السَّلامُ عَلَيْكِ ياأُخْتَ وَلِيِّ الله السَّلامُ عَلَيْكِ ياعَمَّةَ وَلِيِّ الله السَّلامُ عَلَيْكِ يابِنْتَ مُوسىٰ بْنَ جَعْفَرٍ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ. السَّلامُ عَلَيْكِ عَرَّفَ الله بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ فِي الجَنَّةِ وَحَشَرَنا فِي زُمْرَتِكُمْ وَأَوْرَدَنا حَوْضَ نَبِيِّكُمْ وَسَقانا بِكَأْسِ جَدِّكُمْ مِنْ يَدِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالِبٍ صَلَواتُ الله عَلَيْكُمْ أَسْأَلُ الله أَنْ يُرِينا فِيكُمُ السُّرُورَ وَالفَرَجَ وَأَنْ يَجْمَعَنا وَإِيَّاكُمْ فِي زُمْرَةِ جَدِّكُمْ مُحَمَّدٍ صَلّىٰ الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَأَنْ لايَسْلُبَنا مَعْرِفَتَكُمْ إِنَّهُ وَلِيُّ قَدِيرٌ، أَتَقَرَّبُ إِلىٰ الله بِحُبِّكُمْ وَالبَرائةِ مِنْ أَعْدائِكُمْ وَالتَّسْلِيمِ إِلىٰ الله راضِيا بِهِ غَيْرَ مُنْكِرٍ وَلامُسْتَكْبِرٍ وَعَلىٰ يَقِينٍ ما أَتىٰ بِهِ مُحَمَّدٌ وَبِهِ راضٍ نَطْلُبُ بِذلِكَ وَجْهَكَ ياسَيِّدِي، اللّهُمَّ وَرِضاكَ وَالدَّارَ الآخِرةَ يا فاطِمَةُ اشْفَعِي لِي فِي الجَنَّةِ فَإِنَّ لَكَ عِنْدَ الله شَأْنا مِنَ الشَّأْنِ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تَخْتِمَ لِي بِالسَّعادَةِ فَلا تَسْلُبْ مِنِّي ما أَنا فِيهِ، وَلاحَوْلَ وَلاقُوَّةَ

٦٥١

إِلَّا بِالله العَلِيِّ العَظِيمِ، اللّهُمَّ اسْتَجِبْ لَنا وَتَقَبَّلْهُ بِكَرَمِكَ وَعِزَّتِكَ وَ بِرَحْمَتِكَ وَ عافِيَتِكَ وَ صَلّىٰ الله عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ أَجْمَعِينَ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

زيارة الشاه عبد العظيم الحسني عليه‌السلام :

الثاني : عبد العظيم (شاه زاده عبد العظيم) اللازم التعظيم وينتهي نسبه الشريف بوسائط أربع إلىٰ سبط خير الورىٰ الإمام الحسن المجتبىٰعليه‌السلام فهو عبد العظيم بن عبدالله بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، ومرقده الشريف في الري معروف مشهور وملاذ ومعاذ لعامّة الخلق وعلو مقامه وجلالة شأنه أظهر من الشمس فإنّه من سلالة خاتم النبيّين وهو مع ذلك من أكابر المحدّثين، وأعاظم العلماء والزهّاد والعبّاد وذوي الورع والتقوى. وهو من أصحاب الجواد والهادي عليهما السلام وكان متوسّلا بهما أقصىٰ درجات التوسّل ومنقطعاً إليهما غاية الانقطاع. وقد روىٰ عنهما أحاديث كثيرة وهو المؤلف لكتاب (خطب أمير المؤمنينعليه‌السلام )، وكتاب (اليوم والليلة)، وهو الذي عرض دينه علىٰ إمام زمانه الإمام الهاديعليه‌السلام فأقره وصدّقه وقال: يا أبا القاسم، هذاوالله دينالله الذي ارتضاه فأثبت عليه ثبتكالله بالقول الثابت في الدنيا والآخِرة.

وقد ألّف الصاحب بن عبّاد رسالة وجيزة في أحواله، وشيخنا ثقة الإسلام النوري قد أورد الوجيزة في خاتمة كتاب (المستدرك)، وروىٰ هناك وفي كتاب (الرجال) للنجاشي أنه خاف من السلطان فطاف بالبلدان علىٰ أنّه فيج الرسول) ثم ورد الريّ وسكن بساربانان.

وعلىٰ رواية النجاشي سكن سربا في دار رجل من الشيعة في سكة المولىٰ وكان يعبدالله في ذلك السرب ويصوم نهاره ويقوم ليله وكان يخرج مستتراً يزور القبر المقابل لقبره وبينهما الطريق ويقول هو رجل من ولد موسىٰ بن جعفر عليهما السلام. فلم يزل يأوي إلىٰ ذلك السرب ويقع خبره إلىٰ الواحد بعد الواحد من شيعة آل محمد عليه و عليهم‌ السلام حتىٰ عرفه أكثرهم فرأىٰ رجل من الشيعة في المنام رسولالله صلي الله عليه وآله وسلم قال له: إن رجلا من ولدي يحمل من سكة الموالي ويدفن عند شجرة التفاح في باغ (بستان) عبد الجبار بن عبد الوهاب وأشار إلىٰ المكان الذي دفن فيه فذهب الرجل ليشتري الشجرة ومكانها من صاحبها فقال له: لاي شي تطلب الشجرة ومكانها فأخبره بالرؤيا فذكر صاحب الشجرة، أنّه كان رأىٰ مثل هذه الرؤيا وأنه جعل موضع الشجرة مع جميع الباغ (البستان) وقفاً علىٰ الشريف والشيعة يدفنون فيه.فمرض

٦٥٢

عبد العظيم ومات رحمهالله فلما جرّد ليغسّل وجد في جيبه رقعة فيها ذكر نسبه فإذا فيها: أنا أبو القاسم عبد العظيم بن عبدالله بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام . وقال أيضاً الصاحب بن عبّاد في وصف علم عبد العظيم: أنه روىٰ أبو تراب الروياني قال: سمعت أبا حماد الرَّازي يقول: دخلت علىٰ الإمام علي النقيعليه‌السلام في سر من رأىٰ فسألته عن أشياء من حلالي وحرامي فأجابني فلما ودّعته قال لي: يا حمّاد إذا أشكل عليك شي من أُمور دينك بناحيتك أي في بلدة الري فسل عنه عبد العظيم بن عبدالله الحسني وأقرئه مني السلام. وقال المحقّق الدّاماد في كتاب (الرواشح): إن في فضل زيارة عبد العظيم روايات متضافرة. وروي أن من زار قبره وجبت له الجنة. وهذا الحديث رواه أيضاً الشهيد الثاني رحمهالله في حواشي الخلاصة عن بعض النسّابين.

وروىٰ ابن بابويه وابن قولويه بسند معتبر عن رجل من أهل الرّي عن الإمام عليّ النقيّ صلواتالله عليه قال: دخلت عليه فقال: أين كنت؟ فقلت: زرت الحسينعليه‌السلام قال: أما لو أنّك زرت قبر عبد العظيمعليه‌السلام عندكم لكنت كمن زار الحسين بن علي صلواتالله عليهما.

أقول : لم يذكر العلماء زيارة خاصّة وإنما قال فخر المحققين جمال الدين في مزاره: إنّ من المناسب أن يزار هكذا:

السَّلامُ عَلَىٰ آدَمَ صَفْوَةِ الله السَّلامُ عَلَىٰ نُوحٍ نَبِيِّ الله السَّلامُ عَلَىٰ إِبْراهِيمَ خَلِيلِ الله السَّلامُ عَلَىٰ مُوسىٰ كَلِيمِ الله السَّلامُ عَلَىٰ عِيسىٰ رُوحِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يارَسُولَ الله السَّلامُ عَلَيْكَ ياخَيْرَ خَلْقِ الله السَّلامُ عَلَيْكَ ياصَفِيَّ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يامُحَمَّد بْنَ عَبْدِ الله خاتَمَ النَّبِيِّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياأَمِيرَ المُؤْمِنِينَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طالِبٍ وَصِيَّ رَسُولِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكِ يافاطِمَةُ سَيِّدَةَ نِساءِ العالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكُما ياسِبْطَي الرَّحْمَةِ وَسَيِّدَيْ شَبابِ أَهْلِ الجَنَّةِ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياعَلِيَّ بْنَ الحُسَيْنِ سَيِّدَ العابِدِينَ وَقُرَّةَ عَيْنِ النَّاظِرِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يامُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ باقِرَ العِلْمِ بَعْدَ النَّبِيِّ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياجَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ الصَّادِقَ البارَّ الاَمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يامُوسىٰ بْنَ جَعْفَرٍ الطَّاهِرَ الطُّهْرَ، السَّلامُ عَلَيْكَ

٦٥٣

ياعَلِيَّ بْنَ مُوسىٰ الرِّضا المُرْتَضى، السَّلامُ عَلَيْكَ يامُحَمَّدَ بْنَ عَلِيِّ التَّقِيَّ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياعَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ النَّقِيَّ النَّاصِحَ الاَمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ، السَّلامُ عَلىٰ الوَصِيِّ مِنْ بَعْدِهِ. اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ نُورِكَ وَسِراجِكَ وَوَلِيِّ وَلِيِّكَ وَوَصِيِّ وَصِيِّكَ وَحُجَّتِكَ عَلىٰ خَلْقِكَ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها السَّيِّدُ الزَّكِيُّ وَالطَّاهِرُ الصَّفِيُّ، السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ السَّادَةِ الاَطْهارِ السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ المُصْطَفَينَ الاَخْيارِ، السَّلامُ عَلىٰ رَسُولِ الله وَعَلىٰ ذُرِّيَّةِ رَسُولِ الله وَ رَحْمَةُ الله وَ بَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلىٰ العَبْدِ الصَّالِحِ المُطِيعِ للهِ رَبِّ العالَمِينَ وَلِرَسُولِهِ وَلأَمِيرِ المُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبا القاسِمِ ابْنَ السِّبْطِ المُنْتَجَبِ المُجْتَبىٰ السَّلامُ عَلَيْكَ يامَنْ بِزِيارَتِهِ ثَوابُ زِيارَةِ سَيِّدِ الشُّهَداءِ يِرْتَجى، السَّلامُ عَلَيْكَ عَرَّفَ الله بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ فِي الجَنَّةِ وَحَشَرَنا فِي زُمْرَتِكُمْ وَأَوْرَدَنا حَوْضَ نَبِيِّكُمْ وَسَقانا بِكَأْسِ جَدِّكُمْ مِنْ يَدِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالِبٍ صَلَواتُ الله عَلَيْكُمْ ؛ أَسْأَلُ الله أَنْ يُرِيَنا فِيكُمُ السُّرُورَ وَالفَرَجَ وَأَنْ يَجْمَعَنا وَإِيَّاكُمْ فِي زُمْرَةِ جَدِّكُمْ مُحَمَّدٍ صَلّىٰ الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَأَنْ لايَسْلُبَنا مَعْرِفَتَكُمْ إِنَّهُ وَلِيُّ قَدِيرٌ. أَتَقَرَّبُ إِلىٰ الله بِحُبِّكُمْ وَالبَرائةِ مِنْ أَعْدائِكُمْ وَالتَّسْلِيمِ إِلىٰ الله راضِياً بِهِ غَيْرَ مُنْكِرٍ وَلامُسْتَكْبِرٍ وَعَلىٰ يَقِينٍ ماأَتىٰ بِهِ مُحَمَّدٌ، نَطْلُبُ بِذلِكَ وَجْهَكَ ياسَيِّدِي اللّهُمَّ وَرِضاكَ وَالدَّارَ الآخِرةَ، يا سَيِّدِي وَ ابْنَ سَيِّدِي اشْفَعْ لِي فِي الجَنَّةِ فَإِنَّ لَكَ عِنْدَ الله شَأْنا مِنَ الشَّأْنِ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تَخْتِمَ لِي بِالسَّعادَةِ فَلا تَسْلُبَ مِنِّي ما أَنا فِيهِ وَلاحَوْلَ وَلاقُوَّةَ إِلَّا بِالله العَلِيِّ العَظِيمِ، اللّهُمَّ اسْتَجِبْ لَنا وَتَقَبَّلْهُ بِكَرَمِكَ وَعِزَّتِكَ وَبِرَحْمَتِكَ وَعافِيَتِكَ وَصَلّىٰ الله عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ أَجْمَعِينَ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

ثم قال المحقق المذكور: ورد في الاحاديث أنّ عبد العظيم كان يخرج عند إقامته بالريّ مستتراً يزور القبر المقابل قبره وبينهما الطريق ويقول: هو رجل من ولد موسىٰ بن جعفر عليهما السلام ونجد هناك في عصرنا قبراً ينسب إلىٰ حمزة ابن الإمام موسىٰعليه‌السلام والظاهر أنّه القبر الذي كان يزوره عبد العظيم وينبغي زيارته أيضاً إن شاءاللهِ ،

٦٥٤

ولا بأس بأن يزار بهذه الزيارة إِلَّا أنه يحذف منها الجملة:السَّلامُ عَلَيْكَ ياأَبَا القَاسِمِ ، والجملة التي تليها، انتهى.

لايخفىٰ عليك أنّ قبر الشيخ الجليل السعيد قدوة المفسرين جمال الدين أبي الفتوح حسين بن علي الخزاعي رحمهالله صاحب التفسير المعروف واقع في صحن حمزةعليه‌السلام وينبغي زيارته، والشيخ الصدوق رئيس المحدثين المعروف بابن بابويه قبره بقرب بلدة شاهزاده عبد العظيم فلا تغفل عن زيارته ايضا.

زيارة أبناء الأئمة عليهم‌السلام

روىٰ السيد الاجل علي بن طاووس (رضيالله عنه) في مصباح الزائر زيارتين يزار بهما أولاد الأئمةعليهم‌السلام ينبغي لنا ذكرهما هنا.

قال: إذا أردت زيارة احد منهم كالقاسم بن الكاظمعليه‌السلام أو العباس بن أمير المؤمنينعليه‌السلام أو علي بن الحسينعليه‌السلام المقتول بالطّف ومن جرىٰ في الحكم مجراهم فقف علىٰ قبر المزور منهم وقل:

السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها السَّيِّدُ الزَّكِيُّ الطَّاهِرُ الوَلِيُّ وَالدَّاعِي الحَفِيُّ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قُلْتَ حَقّاً وَنَطَقْتَ حَقّاً وَصِدْقاً وَدَعَوْتَ إِلىٰ مَوْلايَ وَمَوْلاكَ عَلانِيَةً وَسِرّاً، فازَ مُتَّبِعُكَ وَنَجا مُصَدِّقُكَ وَخابَ وَخَسِرَ مُكَذِّبُكَ وَالمُتَخَلِّفُ عَنْكَ إِشْهَدْ لِي بِهذِهِ الشَّهادَةَ لاَكُونَ مِنَ الفائِزِينَ بِمَعْرِفَتِكَ وَطاعَتِكَ وَتَصْدِيقِكَ وَإِتِّباعِكَ، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ ياسَيِّدِي وَابْنَ سَيِّدِي أَنْتَ بابُ الله المُؤْتىٰ مِنْهُ وَالمَأْخُوذُ عَنْهُ، أَتَيْتُكَ زائِراً وَحاجاتِي لَكَ مُسْتَوْدِعاً وَها أَنا ذا أَسْتَوْدِعُكَ دِينِي وَأَمانَتِي وَخَواتِيمَ عَمَلِي وَجوامِعَ أَمَلِي إِلىٰ مُنْتَهىٰ أَجَلِي وَالسَّلامُ عَلَيْكَ وَ رَحْمَةُ الله وَ بَرَكاتُهُ.

زيارة أخرىٰ لاولاد الأئمةعليهم‌السلام

تقول:السَّلامُ عَلىٰ جَدِّكَ المُصْطَفىٰ السَّلامُ عَلىٰ أَبِيكَ المُرْتَضىٰالرِّضا، السَّلامُ عَلىٰ السَّيِّدَيْنِ الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ السَّلامُ عَلىٰ خَدِيجَةَ أمِّ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمِينَ السَّلامُ عَلىٰ فاطِمَةَ أُمِّ الأَئِمَّةِ الطَّاهِرِينَ، السَّلامُ عَلىٰ النُّفُوسِ

٦٥٥

الفاخِرَةِ بُحُورِ العُلُومِ الزَّاخِرَةِ شُفَعائِي فِي الآخِرةِ وَأَوْلِيائِي عِنْدَ عَوْدِ الرُّوحِ إِلىٰ العِظامِ النَّاخِرَةِ أَئِمَّةِ الخَلْقِ وَوُلاةِ الحَقِّ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الشَّخْصُ الشّرِيفُ الطَّاهِرُ الكَرِيمُ، أَشْهَدُ إَنْ لا إِلهَ إِلَّا الله وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَمُصْطَفاهُ وَأَنَّ عَلِيّاً وَلِيُّهُ وَمُجْتَباهُ، وَأَنَّ الإمامَةَ فِي وُلْدِهِ إِلىٰ يَوْمِ الدِّينِ نَعْلَمُ ذلِكَ عِلْمَ اليَقِينِ وَنَحْنُ لِذلِكَ مُعْتَقِدُونَ وَفِي نَصْرِهِمْ مُجْتَهِدُونَ.

المطلب الثالث: في زيارة

قبور المؤمنين رضي الله عنهم أجمعين:

روىٰ الثقة الجليل الشيخ جعفر بن قولويه القمّي عن عمرو بن عثمان الرازي قال: سمعت أبا الحسن الإمام موسىٰ بن جعفر عليهما السلام يقول: من لم يقدر أن يزورنا فليزر صالحي موالينا يكتب له ثواب زيارتنا، ومن لم يقدر علىٰ صلتنا فليصل صالحي موالينا يكتب له ثواب صلتنا. وروي أيضاً بسند صحيح عن محمد بن أحمد بن يحيىٰ الاشعري قال: كنت بفيد (وهو اسم منزل في طريق مكة) فمشيت مع عليّ بن بلال إلىٰ قبر محمد بن إسماعيل بن بزيع، قال: فقال لي عليّ بن بلال: قال لي صاحب هذا القبر - عن الرضاعليه‌السلام - قال: من أتىٰ قبر أخيه المؤمن ثم وضع يده علىٰ القبر وقرأ إنّا أنزلناه في ليلة القدر "سبع مرّات" أمن يوم الفزع الاكبر. ومثله حديث آخر ولكن زاد فيه واستقبل القبلة.

أقول : ظاهر الحديث أن الضمير في قولهعليه‌السلام : أمن من الفزع الاكبر راجع إلىٰ القارىٰ نفسه ومن المحتمل رجوعه إلىٰ صاحب القبر ويؤيد هذاالمعنىٰ ما سيأتي من الرواية عن السيد ابن طاووس.

وروي أيضاً في (كامل الزيارة) بسند معتبر عن عبد الرحمن بن أبي عبدالله قال: سألت الصادقعليه‌السلام كيف أضع يدي علىٰ قبور المسلمين؟ فأشار بيده إلىٰ الارض فوضعها عليها وهو مستقبل القبلة.

وروي أيضاً بسند صحيح عن عبدالله بن سنان قال: قلت للصادقعليه‌السلام كيف أسلم علىٰ أهل القبور؟ قال: نعم، تقول:

السَّلامُ عَلىٰ أَهْلِ الدِّيارِ مِنَ المُؤْمِنِينَ وَالمُسْلِمِينَ أَنْتُمْ لَنا فَرَطٌ وَنَحْنُ إِنْ شاءَ الله بِكُمْ لاحِقُونَ.

وعن الحسينعليه‌السلام قال من دخل المقابر فقال:اللّهُمَّ رَبَّ هذِهِ

٦٥٦

الاَرْواحِ الفانِيَةِ وَالاَجْسادِ البالِيَةِ وَالعِظامِ النَّخِرَةِ الَّتِي خَرَجَتْ مِنَ الدُّنْيا وَهِيَ بِكَ مُؤْمِنَةٌ أَدْخِلْ عَلَيْهِمْ رَوْحا مِنْكَ وَسَلاماً مِنِّي ، كتبالله له بعدد الخلق من لدن آدم إلىٰ أن تقوم الساعة حسنات.

وعن عليعليه‌السلام قال: من دخل المقابر فقال:بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ السَّلامُ عَلىٰ أَهْلِ لا إِلهَ إِلَّا الله مِنْ أَهْلِ لا إِلهَ إِلَّا الله ياأَهْلَ لا إِلهَ إِلَّا الله بِحَقِّ لا إِلهَ إِلَّا الله كَيْفَ وَجَدْتُمْ قَوْلَ لا إِلهَ إِلَّا الله مِنْ لا إِلهَ إِلَّا الله يا لا إِلهَ إِلَّا الله بِحَقِّ لا إِلهَ إِلَّا الله اغْفِرْ لِمَنْ قالَ لا إِلهَ إِلَّا الله وَاحْشُرْنا فِي زُمْرَةِ مَنْ قالَ لا إِلهَ إِلَّا الله مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله عَلِيُّ وَلِيُّ اللهِ . اعطاهالله سبحانه وتعالىٰ ثواب خمسين سنة وكفّر عنه وعن أبويه سيئات خمسين سنة.

وفي رواية أخرى: إن أحسن ما يقال في المقابر إذا مررت عليها أن تقف وتقول:اللُهُّمَّ وَلِّهِمْ ما تَوَلَّوا وَاحْشُرْهُمْ مَعَ مَنْ أَحَبُّوا.

وقال السيد ابن طاووس في (مصباح الزائر): إذا أردت زيارة المؤمنين فينبغي أن يكون يوم الخميس، وإِلاّ ففي أيّ وقت شئت. وصفتها أن تستقبل القبلة وتضع يدك علىٰ القبر وتقول:

اللّهُمَّ ارْحَمْ غُرْبَتَهُ وَصِلْ وَحْدَتَهُ وَآنِسْ وَحْشَتَهُ وَآمِنْ رَوْعَتَهُ، وَأسْكِنْ إِلَيْهِ مِنْ رَحْمَتِكَ رَحْمَةً يَسْتَغْنِي بِها عَنْ رَحْمَةِ مَنْ سِواكَ وَأَلْحِقْهُ بِمَنْ كانَ يَتَوَلاّهُ . ثم اقرأ إنّا أنزلناه في ليلة القدر "سبع مرات".

وروي في صفة زيارتهم وثوابها حديث آخر عن فضيل قال: من قرأ إنّا أنزلناه عند قبر مؤمن "سبع مرّات" بعثالله إليه ملكا يعبدالله عند قبره ويكتب للميت ثواب ما يعمل ذلك الملك فإذا بعثهالله من قبره لم يمر علىٰ هول إِلَّا صرفهالله عنه بذلك الملك حتىٰ يدخلهالله الجنة. ويقرأ مع إنّا أنزلناه سورة [الحمد] و[المعوذتين] و[قل هوالله أحد] و[آية الكرسي] "ثلاث مرات" كل سورة. وروي أيضاً في صفة زيارتهم رواية أخرىٰ عن محمد بن مسلم قال: قلت للصادق (صلواتالله وسلامه عليه): نزور الموتىٰ؟ قال: نعم. قلت: فيعلمون بنا إذا أتيناهم؟ قال: إي والله ليعلمون بكم ويفرحون بكم ويستأنسون إليكم. قال قلت: فأيّ شي نقول إذا أتيناهم؟ قال: قل:

٦٥٧

اللّهُمَّ جافِ الاَرْضَ عَنْ جُنُوبِهِمْ وَصاعِدْ إِلَيْكَ أَرْواحَهُمْ وَلَقِّهِمْ مِنْكَ رِضْواناً وَأسْكِنْ إِلَيْهِمْ مِنْ رَحْمَتِكَ ما تَصِلُ بِهِ وَحْدَتَهُمْ وَتُؤْنِسُ بِهِ وَحْشَتَهُمْ إِنَّكَ عَلىٰ كُلِّ شيْءٍ قَدِيرٌ . ثم قال السيد فإذا كنت بين القبور فاقرأ قل هوالله أحد "إحدىٰ عشرة مرة "، وأهد ذلك لهم.فقد روي أنالله يثيبه علىٰ عدد الاموات. وروي في (كامل الزيارة) عن الصادقعليه‌السلام قال: إذا زرتم موتاكم قبل طلوع الشمس سمعوا وأجابوكم، وإذا زرتموهم بعد طلوع الشمس سمعوا ولم يجيبوكم. وقد روي في كتاب (الدعوات) للراوندي حديث عن رسولالله صلي الله عليه وآله وسلم في كراهة زيارة الاموات ليلا، كما قال لابي ذر ولا تزرهم أحيانا بالليل. وروي في مجموعة الشيخ الشهيد عن رسولالله صلي الله عليه وآله وسلم قال: لايقول أحد عند قبر ميّت "ثلاث مرات":اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ أَنْ لا تُعَذِّبَ هذا المَيِّتِ ، إِلاّ وأقصىٰالله عنه عذاب يوم القيامة. وعن جامع الاخبار عن بعض أصحاب النبيصلي الله عليه وآله وسلم قال: قال رسولالله صلي الله عليه وآله وسلم أهدوا لموتاكم فقلنا: يارسولالله وما نهديه الاموات؟ قال الصدقة والدّعاء، وقال إنّ أرواح المؤمنين تأتي كل جمعة إلىٰ السماء الدنيا بحذاء دورهم وبيوتهم ينادي كل واحد منهم بصوت حزين باكين ياأهلي وياولدي وياأبي وياأُمي وأقربائي اعطفوا علينا يرحمكمالله بالذي كان في أيدينا والويل والحساب علينا والمنفعة لغيرنا وينادي كل واحد منهم إلىٰ أقربائه اعطفوا علينا بدرهم أو رغيف او بكسوة يكسوكمالله من لباس الجنّة. ثم بكىٰ النبيصلي الله عليه وآله وسلم وبكينا معه فلم يستطع النبيصلي الله عليه وآله وسلم أن يتكلّم من كثرة بكائه ثم قالصلي الله عليه وآله وسلم : أولئك إخوانكم في الدّين فصاروا تراباً رميماً بعد السرور والنعيم فينادون بالويل والثبور علىٰ أنفسهم يقولون ياويلنا لو أنفقنا ما كان في أيدينا في طاعة الله ورضائه ما كنّا نحتاج إليكم فيرجعون بحسرة وندامة وينادون أسرعوا صدقة الاموات. و روي عنه أيضاً قال: ماتصدّقت لميت فيأخذها ملك في طبق من نور ساطع ضوؤها يبلغ سبع سماوات ثم يقوم علىٰ شفير الخندق فينادي السلام عليكم ياأهل القبور أهلكم أهدوا إليكم بهذه الهدية فيأخذها ويدخل بها في قبره توسّع عليه مضاجعه. فقالصلي الله عليه وآله وسلم ألا من أعطف لميّت بصدقة فله عندالله من الاجر مثل أُحُد ويكون يوم القيامة في ظل عرشالله يوم لا ظل إِلَّا ظلّ العرش وحيّ وميت نجا بهذه الصدقة. وحكي أنّ وإلي خراسان شوهد في

٦٥٨

المنام وهو يقول: إبعثوا إليّ ما تطرحونه إلىٰ الكلاب فإني مفتقر إليه. واعلم أنّ لزيارة قبور المؤمنين أَجْراً جزيلاً وهي علىٰ مالها من جزيل الاجر ذات فوائد وآثار عظيمة فهي تورث العبرة والانتباه والزهد والاعراض عن الدنيا والرغبة في الآخِرة. وينبغي زيارة المقابر إذا اشتد السرور أو الغم فالعاقل من اتخذ المقابر عبرة ينزع بها حلاوة الدنيا من قلبه ويحوّل شهدها مراً في ذائقته وتفكر في فناء الدنيا وتقلّب أحواله واستحضر بالبال أنّه هو نفسه سيكون عمّا قريب مثلهم ويقصر يده عن الصالحات ويكون عبرة لغيره.

في آداب الزيارة بالنيابة عن الغير

إعلم أنَه يجوز للزائر أن يهدي ثواب زيارة كل من النبي والأئمة عليهم‌ السلام إلىٰ أرواحهم الطاهرة ؛ كما يجوز أن يهدي إلىٰ أرواح كل من المؤمنين ؛ ويجوز أن يزور بالنيابة عنهم كما روي بسند معتبر عن داود الصّرمي قال: قلت للإمام علي النقيعليه‌السلام : إنّي زرت أباك وجعلت ذلك لك. فقال: لك منالله أجر و ثواب عظيم ومنّا المحمدة. وفي حديث آخر أنّ الإمام عليّاً النقي (صلواتالله وسلامه عليه) أرسل إلىٰ حائر الحسين صلواتالله عليه من يزور له ويدعو. وبسند معتبر عن الإمام موسىٰ بن جعفرعليه‌السلام قال: إذا أتيت قبر النبيصلي الله عليه وآله وسلم فقضيت مايجب عليك فصلّ ركعتين ثم قف عند رأس النبيصلي الله عليه وآله وسلم ثم قل:

السَّلامُ عَلَيْكَ يانَبِيَّ الله مِنْ أَبِي وَاُمِّي وَزَوْجَتِي وَوَلَدِي وَحامَّتِي وَمِنْ جَمِيعِ أَهْلِ بَلَدِي حُرِّهِمْ وَعَبْدِهِمْ وَأَبْيَضِهِمْ وَأَسْوَدِهِمْ، فلا تشاء أن تقول للرجل إنّي قد قرأت رسولالله صلي الله عليه وآله وسلم عنك السلام إِلَّا كنت صادقاً. وفي بعض الاحاديث أنّ سائلاً سأل أحد الأئمة الطاهرين صلواتالله عليهم أجمعين عن الرجل يصلّي ركعتين أو يصوم يوما أو يحجّ أو يعتمر أو يزور رسولالله صلي الله عليه وآله وسلم أو أحد الأئمة الطاهرينعليهم‌السلام ويجعل ثواب ذلك لوالديه أو لاخ له في الدين أو يكون له علىٰ ذلك ثواب؟ فقال: إنّ ثواب ذلك يصل إلىٰ من جعل له من غير أن ينقص من أجره شي. وقال الشيخ الطوسي رحمهالله في التهذيب : من خرج زائراً عن أخ له بأجر فليقل عند فراغه من غسل الزيارة - وعلىٰ بعض النسخ - فليقل عند فراغه من عمل الزيارة:

٦٥٩

اللّهُمَّ ما أَصابَنِي مِنْ تَعَبٍ أَوْ نَصَبٍ أَوْ شَعَثٍ أَوْ لُغُوبٍ فَأْجُرْ فُلانَ بْنَ فُلانٍ فِيهِ وَأْجُرْنِي فِي قَضائِي عَنْهُ . فإذا سلّم علىٰ الإمام فليقل في آخر التسليم:السَّلامُ عَلَيْكَ يامَوْلايَ عَنْ فُلانِ بْنِ فُلانٍ أتَيْتُكَ زائِراً عَنْهُ فَاشْفَعْ لَهُ عِنْدَ رَبِّكَ .ثم يدعو له بما أحبّ، وقال أيضاً يقول الزائر إذا أناب عن غيره:

اللّهُمَّ إنَّ فُلانَ بْنَ فُلانٍ أَوْفَدَنِي إِلىٰ مَوالِيهِ وَمَوالِيَّ لاَزُورَ عَنْهُ رَجاءً لِجَزِيلِ الثَّوابِ وَفِراراً مِنْ سُوءِ الحِسابِ، اللّهُمَّ إِنَّهُ يَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِأَوْلِيائِهِ (١) الدَّالِّينَ عَلَيْكَ فِي غُفْرانِكَ ذُنُوبَهُ وَحَطِّ سَيِّئاتِهِ وَيَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِهِم عِنْدَ مَشْهَدِ إِمامِهِ صَلَواتُ الله عَلَيْهِمْ، اللّهُمَّ فَتَقَبَّلْ مِنْهُ وَاقْبَلْ شَفاعَةَ أَوْلِيائِهِ صَلَواتُ الله عَلَيْهِمْ فِيهِ، اللّهُمَّ جازِهِ عَلىٰ حُسْنِ نِيَّتِهِ وَصَحِيحِ عَقِيدَتِهِ وَصِحَّةِ مُوالاتِهِ أَحْسَنَ ما جازَيْتَ أَحَداً مِنْ عَبِيدِكَ المُؤْمِنِينَ وَأَدِمْ لَهُ ماخَوَّلْتَهُ وَاسْتَعْمِلْهُ صالِحا فِيما آتَيْتَهُ وَلا تَجْعَلْنِي آخِرَ وَافِدٍ لَهُ يُوفِدُهُ، اللّهُمَّ اعْتِقْ رَقَبَتَهُ مِنَ النَّارِ وَأَوْسِعْ عَلَيْهِ مِنْ رِزْقِكَ الحَلالِ الطَّيِّبِ وَاجْعَلْهُ مِنْ رُفَقاءِ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَبارِكْ لَهُ فِي وُلْدِهِ وَمالِهِ وَأَهْلِهِ وَما مَلَكَتْ يَمِينُهُ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَحُلْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَعاصِيكَ حَتّىٰ لايَعْصِيَكَ وَأَعِنْهُ عَلىٰ طاعَتِكَ وَطاعَةِ أَوْلِيائِكَ حَتّىٰ لا تَفْقِدَهُ حَيْثُ أَمَرْتَهُ وَلا تَراهُ حِيثُ نَهَيْتَهُ اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ وَاعْفُ عَنْهُ وَعَنْ جَمِيعِ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَعِذْهُ مِنْ هَوْلِ المُطَّلَعِ وَمِنْ فَزَعِ يَوْمِ القِيامَةِ وَسُوءِ المُنْقَلَبِ وَمِنْ ظُلْمَةِ القَبْرِ وَوَحْشَتِهِ وَمِنْ مَواقِفِ الخِزْيِ فِي الدُّنْيا وَالآخِرَةِ اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْ جائِزَتَهُ فِي مَوْقِفِي هذا غُفْرانَكَ وَتُحْفَتَهُ فِي مَقامِي هذا عِنْدَ إِمامِي صَلّىٰ الله عَلَيْهِ أَنْ تُقِيلَ عَثْرَتَهُ وَتَقْبَلَ مَعْذِرَتَهُ وَتَتَجاوَزَ عَنْ خَطِيئَتِهِ، وَتَجْعَلْ

____________________

(١) بِأَوليائِكَ.

٦٦٠