مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات0%

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات مؤلف:
الناشر: مؤسسة الأعلمي
تصنيف: متون الأدعية والزيارات
الصفحات: 836

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ عباس القمي
الناشر: مؤسسة الأعلمي
تصنيف: الصفحات: 836
المشاهدات: 463843
تحميل: 19072

توضيحات:

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 836 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 463843 / تحميل: 19072
الحجم الحجم الحجم
مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات

مؤلف:
الناشر: مؤسسة الأعلمي
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

التَّقْوىٰ زادَهُ وَما عِنْدَكَ خَيْراً لَهُ فِي مَعادِهِ وَتَحْشُرَهْ فِي زُمْرَةِ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ صَلّىٰ الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَتَغْفِرَ لَهُ وَلِوالِدَيْهِ فَإِنَّكَ خَيْرُ مَرْغُوبٍ إِلَيْهِ وَأَكْرَمُ مَسْؤُولٍ اعْتَمَدَ العِبادُ عَلَيْهِ، اللّهُمَّ وَلِكُلِّ مُوفَدٍ جائِزَةٌ وَلِكُلِّ زائِرٍ كَرامةٌ فَاجْعَلْ جائِزَتَهُ فِي مَوْقِفِي هذا غُفْرانَكَ وَالجَنَّةَ لَهُ وَلِجَمِيعِ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ ؛ اللّهُمَّ وَأَنا عَبْدُكَ الخاطِيُ المُذْنِبُ المُقِرُّ بِذُنُوبِهِ فَأَسْأَلُكَ يا الله بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ أَنْ لاتَحْرِمْنِي بَعْدَ ذلِكَ الاَجْرَ وَالثَّوابَ مِنْ فَضْلِ عَطائِكَ وَكَرَمِ تَفَضُّلِكَ. ثُمَّ ترفع يديك إلىٰ السماء مستقبل القبلة عند المشهد وتقول:

يامَوْلايَ يا إِمامِي عَبْدُكَ فُلانُ بْنُ فُلانٍ أَوْفَدَنِي زائِراً لِمَشْهَدِكَ يَتَقَرَّبُ إِلىٰ الله عَزَّوَجَلَّ بِذلِكَ وَإِلىٰ رَسُولِهِ وَإِلَيْكَ يَرْجُو بذلِكَ فَكاكَ رَقَبَتِهِ مِنَ النّار مِنَ العُقُوبَةِ، فَاغْفِرْ لَهُ وَلِجَمِيعِ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا اللهِ ، لا إِلهَ إِلَّا الله الحَلِيمُ الكَرِيمُ لا إِلهَ إِلَّا الله العَلِيُّ العَظِيمُ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَتَسْتَجِيبَ لِي فِيهِ وَفِي جَمِيعِ اخْوانِي وَأَخَواتِي وَوَلَدِي وَأَهْلِي بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

و لقد أجاد الشيخ النظامي في قوله بالفارسية:

زنده دلي در صف افسردگان

رفت بهمسایگی مردگان

حرف فناخواند زَهَر لوح یاک

روح بقاجُست زِهَر روح یاک

کار شناسي بي تفتیش حال

کرد أو بد سر را هي سؤال

كين همه از زنده دهيدن جرا است

رخت سوى مرده شوم همنشين

گفت پلیدان بمغاک اندرند

یاک نهادان تَهِ خاک اندرند

مروه دلانند بروي زمین

بهر چه یا مرده شوم همنشین

همدمي مُرده دهد مردکي

صحبت أفسرده دل افسردکي

زیر گل آنانکه پداکنده اند

گر چه بتن مرده بدِل زنده اند

مُرده دلي بود مرا پیش از این

بسته هر چون و چرا پیش از این

٦٦١

زنده شدم از نظر یاکشان

آب حیا نست مرا خاکشان

* * *

روي أنه أوحىٰالله تعالىٰ إلىٰ عيسىٰعليه‌السلام :ياعِيسى، هَبْ لِي مِنْ عَيْنِكَ الدُّمُوعَ وَمِنْ قَلْبِكَ الخُشُوعَ وَاكْحَلْ عَيْنَيْكَ بِمِيلِ الحُزْنِ إِذا ضَحِكَ البَطَّالُونَ وَقُمْ عَلىٰ قُبُورِ الاَمْواتِ فَنادِهِمْ بِالصَّوْتِ الرَّفِيعِ لَعَلَّكَ تَأْخُذُ مَوْعِظَتَكَ مِنْهُمْ وَقُلْ إِنِّي لاحِقٌ بِهِمْ فِي اللآحِقِينَ.

تم ما قدّر تسجيله في هذا الكتاب الشريف ليلة الاحد الموافق عاشر شهر ذي القعدة الحرام سنة ألف وثلاثمئة وأربع وأربعين (١٣٤٤ هجرية ) وهي ليلة ميلاد أبي الحسن الرضا (صلواتالله عليه) والحمدللهِ أولا وآخراً وصلىٰالله علىٰ محمد وآله الطاهرين.

٦٦٢

كِتَابْ

البَاقِيَات الصَّالِحَات

تَأليف

الحَاج الشَيخ عَبّاس القميّ

"طابَ ثرَاه"

منشورات

مؤسّسة الأعلمى للمطبوعات

بيروت_ لبْنان

ص ب:٧١٢٠

٦٦٣

٦٦٤

المقدّمَة

بِسْمِالله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ

الحَمْدِ لله الَّذِي سَمَكَ السَّماء وَنَدَبَ عِبادَهُ إِلىٰ الدُّعاءِ، وَالصَّلَواتِ وَالسَّلامُ عَلىٰ مَنْ قَدَّمَهُ فِي الأصْطِفاءِ مُحَمَّدٍ خاتَمِ الأَنْبِياءِ وَعَلىٰ آلِهِ الطّاهِرِينَ مَصابِيحِ الدُّجىٰ سِيَّما عَلىٰ قائِمِهِمْ خاتَمُ الأَوْصِياء.

وبعد: يقول المذنب الذي اسودّ وجهه من الذنوب المقصّر لدىٰالله تعالىٰ عبّاس بن محمّد رضا القمي سامحهماالله ، هذه مجموعة تحتوي علىٰ نبذٍ من أعمال الليل والنهار من الصّلوات المأثورة والعوذات والأحراز والأذكار والأدعية الموجزة وآثار بعض السور والايات، وخلاصة من آداب الأموات جمعتها لاضمها إلىٰ مفاتيح الجنان فيكمل بها الكتاب من كافّة الجهات، ويكون النفع بها أتم وسميته الباقيات الصالحات في الأدعية والصلوات المندوبات. قالالله تعالى:( وَالباقِياتِ الصَّالِحاتِ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثواباً وخَيْرٌ أَمَلاً ) ورتّبته علىٰ سته أبواب وخاتمه:

الباب الأول: في نزر من أعمال الليل والنهار.

الباب الثاني: في بعض الصلوات المندوبة.

الباب الثالث: في الأدعية والعوذات للآلام والإسقام ولعلل الأعضاء والحمّىٰ وغيرها.

الباب الرابع: في دعوات منتخبة من كتاب الكافي الشريف.

الباب الخامس: في بعض الأحراز والأدعية الموجزة المقتطفة من كتاب (مهج الدعوات) و(المجتنى).

الباب السادس: في آثار بعض السور والآيات وذكر أمور مختلفة.

الخاتمة: في خلاصة من أحكام الأموات.

والرجاء الواثق والأمل الصادق في إخواني المؤمنين شيعة أمير المؤمنينعليه‌السلام أن لاينسوني اثناء الدعاء والاستغفار، وأنا العاصي في حياتي وبعد الممات.

عباس بن محمد القمي

٦٦٥

الباب الأول: في نزر من أعمال الليل والنهار

(الفصل الأول)

فيما يتعلق بالغداة مابين الفجر وطلوع الشمس

إعلم أن هذه الساعة من الساعات الشريفة ولنا في فضلها وفي الحثّ علىٰ الذكر والتسبيح والعباده فيها روايات كثيرة مأثورة عن أهل البيت عليهم السلام ، وقد عبّر عنها في بعض الروايات بساعة الغفلة، كما روي عن الباقرعليه‌السلام قال: إنّ ابليس عليه لعائنالله يبثُّ جنوده من حين تغيب الشمس وتطلع، فأكثروا ذكرالله عزَّ وجلَّ في هاتين الساعتين وتعوذوابالله من شر إبليس وجنوده وعوّذوا صغاركم في هاتين السّاعتين فإنهما ساعتا غفلة، واعلم أنّه يكره النوم في هذه الساعة.

وعن الباقرعليه‌السلام أيضاً قال: نومة الغداة مشومة تطرد الرزق وتصفر اللّون وتغيّره وهو نومُ كلّ مشومٍ إنالله تعالىٰ يقسم الأرزاق مابين طلوع الفجر إلىٰ طلوع الشّمس، فإيّاكم وتلك النّومة وهذا الدعاء كما قال الطوسي في المصباح يدعىٰ به عند طلوع الفجر الصادق:

اللَّهُمَّ أَنْتَ صاحِبُنا فَصَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلهِ وَ أَفْضِلْ عَلَيْنا، اللَّهُمَّ بِنِعْمَتِكَ تَتِمُّ الصّالِحاتُ فَصَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَأَتْمِمْهَا عَلَيْنا، عائِذا بِالله مِنَ النّارِ، عائِذا بِالله مِنَ النّارِ، عائِذا بِالله مِنَ النّارِ.

ثم تقول:يافالِقَهُ مِنْ حَيثُ لاأَرى، وَمُخْرِجَهُ مِنْ حَيْثُ أَرى، صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَاجْعَلْ أَوَّلَ يَوْمِنا هذا صَلاحا وَأَوْسَطَهُ فَلاحا وَاَّخِرَهُ نَجاحاً . انتهى.

ثم تقول "عشر مرات":اللَّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ أَنَّهُ ما أَصْبَحَ بِي مِنْ نِعْمَةٍ أَوْ عافِيَةٍ فِي دِينٍ أَوْ دُنْيا فَمِنْكَ وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ، لَكَ الحَمْدُ وَلَكَ الشُكْرُ بِها عَلَيَّ حَتّىٰ تَرْضا وَبَعْدَ الرِّضا.

والأذكار المأثورة في هذه الساعة سوىٰ مامرّ كثير وأفضلها ذكر:سُبْحانَ الله وَالحَمْدُ لله وَلا إِلهَ إِلَّا الله وَ اللهُ أَكْبَرُ . الذي عبّر عنه في الحديث (الباقيات الصالحات). وأيضاً أن يقول:لا إِلهَ إِلَّا الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، يُحْيي وَيُميتُ وَيُميتُ وَيُحْيي وَهُوَ حَيُّ لا يَمُوتُ، بِيَدِهِ الخَيْرُ وَهُوَ عَلىٰ كُلِّ شَيْءٍ

٦٦٦

قَديرٌ . وقل إذا سمعت صوت الآذان عند الفجر:اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِإقْبالِ نَهارِكَ وَإِدْبارِ لَيْلِكَ وَحُضورِ صَلَواتِكَ وَأَصْواتِ دُعائِكَ وَتَسْبيحِ مَلائِكَتِكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنَ تَتُوبَ عَليَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَوّابُ الرَّحيمُ.

وإذا شئت أن تصلّي واحتجت إلىٰ التخلي لقضاء الحاجة فابدأ به، والمأثور من آداب التخلّي كثير نذكر منه ملخصاً: أن تقدّم رجلك اليسرىٰ عند الدخول وتقول:بِسْمِ الله وَ بالله ، أَعُوذُ بِالله مِنَالرِّجْسِ النَّجِسِ الخَبيثِ المُخَبِّثِ الشَيطانِ الرَّجيمِ ، وتنطق بالتسمية إذا كشفت ويجب عندئذ بل يجب وفي جميع الأحوال ستر العورة عن الناظر المحترم، ويحرم إذا قعد المرء للحاجة أن يستقبل القبلة أو يستدبرها، ويستحب أن يقول عند قضاء الحاجة:اللَّهُمَّ أَطْعِمْنِي طَيِّباً فِي عافِيَةٍ وَأَخْرِجْهُ مِنّي خَبيثاً فِي عافِيَةٍ. وقل إذا وقع نظرك علىٰ البراز:اللَّهُمَّ ارْزِقْنِي الحَلالَ وَجَنِّبْنِي الحَرامَ. وإذا أردت أن تستنجي، فاستبري أولاً ثم اقرأ دعاء رؤية الماء:الحَمْدُ لله الَّذِي جَعَلَ الماءَ طَهُوراً وَلَمْ يَجْعَلْهُ نَجِساً. وتقول عند الاستنجاء:اللَّهُمَّ حَصِّنْ فَرْجِي وَأَعْفِهِ وَاسْتُرْ عَوْرَتي وَحَرِّمنِي عَلىٰ النّارِ. وتمسح بطنك إذا فرغت وقمت بيدك اليمنىٰ وتقول:الحَمْدُ لله الَّذِي أَماطَ عَنِّي الأذىٰ وَهَنّأَني طَعامي وَشَرابي وَعافاني مِنَ البَلوى. ثم تخرح وتقدّم رجلك اليمنىٰ وتقول:الحَمْدُ لله الَّذِي عَرَّفَني لَذَّتَه وَأَبْقىٰ في جَسَدي قُوَّتَه وَأخْرَجَ عَنِّي أَذاهُ، يالَها نِعمَةً يالَها نِعمَةً يالَها نِعمَةً لا يَقْدِرُ الْقادِرُونَ قَدْرَها. وتبدأ بالإستياك إذا أردت الوضوء فإنّه يطهر الفم ويزيل البلغم ويقوي الذّاكرة ويزيد في الحسنات ويرضي الرب تعالى، والصلاة مع الإستياك ركعتين أفضل من سبعين ركعة بدونه، ويجزي الإصبع إذا لم يتيسّر المسواك، وينبغي أن يجلس عند الوضوء مستقبلاً القبلة ويضع الإناء علىٰ يمينه ويقول إذا نظر إلىٰ الماء:الحَمْدُ لله الَّذِي جَعَلَ لماء طَهُوراً وَلَمْ يَجْعَلْهُ نَجِساً. ثم تغسل يدك قبلما تدخلها في الإناء وتقول إذا أدخلت يدك فيه:بِسْمِ الله وَ بِالله اللَّهُمَّ اِجْعَلْني مِنَ التَوّابينَ وَاجْعَلني مِنَ المُتَطَهِّرينَ.

ثم تمضمض "ثلاث مرات" بثلاث أكف من الماء وتقول:اللَّهُمَّ لَقّنِي حُجَّتِي يَوْمَ ألْقاكَ وَأطْلِقْ لِساني بِذِكْراكَ. ثم تستنشق "ثلاث مرات" وتقول:اللَّهُمَّ لاتُحَرِّمْ عَليَّ ريحَ الجَنَةَ وَاجْعَلْني مِمَّنْ يَشَمُّ ريحَها وَرَوْحَه وَطَيبَها. ثم تبدأ بغسل الوجه وتقول:اللَّهُمَّ بَيِّضْ وَجْهي يَوْمَ تَسْوَدُّ الوُجُوهُ وَلاتُسوّدْ وَجْهي يَوْمَ تَبْيَضّ الوجُوهُ . ثم تأخذ كفا من الماء لغسل اليد اليمنىٰ وتقول عند

٦٦٧

الغسل:اللَّهُمَّ أعطِني كِتابِي بِيَمِيني وَالخُلْدَ في الجِنانِ بيَسارِي وَحاسِبْني حِسابا يَسيراً.

ثم تغسل اليسرىٰ وتقول:اللَّهُمَّ لاتُعْطِني كِتابي بِشمالي وَلا مِنْ وَراءِ ظَهْري وَلاتَجْعَلْها مَغْلُولَةً إِلىٰ عُنِقي وَأعُوُذ بِكَ مِنْ مُقَطِّعاتِ النِّيرانِ. ثم تمسح مقدّم رأسك ببلّة يمناك وتقول:اللَّهُمَّ غَشّنِي رَحْمَتَكَ وَبَرَكاتِكَ. ثم امسح برجليك وقل وأنت تمسح:اللَّهُمَّ ثَبّتْنِي عَلىٰ الصِّراطِ يَوْمَ تَزِلُّ فِيهِ الاقْدامُ وَاجْعَلْ سَعْيي فِيما يُرْضِيكَ عَنِّي ياذَا الجَلالِ وَالإكْرامِ. وقل إذا فرغت من الوضوء:اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ تَمامَ الوُضُؤِ وَتَمامَ الصَّلاةِ وَتَمامَ رِضْوانِكْ وَالجَنَّةَ. وتقول أيضاً:الحَمْدُ لله رَبِّ العالَمينَ.

واقرأ سورة القدر "ثلاث مرات" واستعمل طيباً إذا فرغت من الوضوء، ثم سر إلىٰ المسجد وعليك السّكينة والوقار وقل عند خروجك من الدار للذهاب إلىٰ المسجد:بِسْمِ الله الَّذِي خَلَقَني فَهْوَ يَهْدِيني وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُني وَيَسْقِيني وَإذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ، وَالَّذِي يُمِيتَني ثُمَّ يُحْيينِ وَالَّذِي أطمَعُ أنْ يَغْفَرَ لِي خَطِيئَتي يَوْمَ الدِّينِ رَبِّ هَبْ لِي حُكْما وَالحِقْنِي بالصّالِحِينَ وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الاخَرِينَ وَاجْعَلْ لِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَعِيمِ وَاغْفِرْ لأبِي . وإذا أردت أن تدخل المسجد فلاحظ كعب حذائك واحذر أن تكون نجاسة عالقة به، ثم قدّم رجلك اليمنىٰ وقل:بِسْمِ الله وَ بِالله وَمِنَ الله وإِلىٰ الله وَخَيرُ الاسَّماء كُلِّها للّهِ ،تَوَكَلْتُ عَلىٰ الله وَلاحَوْلَ وَلاقُوَةَ إِلَّا بِالله ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآل مُحَمَّدٍ وَافْتَحْ لِي أبوابَ رَحْمَتِكَ وَتَوْبَتِكَ وَاغْلِقْ عَنِي أبْوابَ مَعْصِيَتِكَ، وَاجْعَلْنِي مِنْ زُوارِكَ وَعُمّارِ مَساجِدِكَ وَمِمَّنْ يُناجِيكَ في اللَّيلِ وَالنَهارِ وَمِنَ الَّذينَ هُمْ فِي صَلَواتِهِمْ خاشِعُونَ، وَادْحَرْ عَنِّي الشَيْطانَ الرَّجيمَ وَجُنُودَ ابْليسَ أجْمَعينَ. وقل إذا أردت أن تُصلي:اللَّهُمَّ إِنِّي أُقَدِّمُ إِلَيكَ مُحَمَّداً صَلّىٰ الله عَلَيْهِ وَآلِهِ بَيْنَ يَدَيْ حاجَتي، وَأتَوَجَهُ بِهِ إِلَيْكَ فَاجْعَلْني بِه وَجيها عِنْدَكَ في الدُّنيا وَالاخِرَةِ وَمِنَ المُقَرَبينَ، واجْعَلْ صَلاتي بِهِ مَقْبولَةً وَذَنْبي بِهِ مَغْفُوراً وَدُعائي بِهِ مُسْتَجابا، إِنَّكَ أنْتَ الغَفُورُ الرَّحيمَ.

ثم تؤذن للصلاة وتقيم، وتفصل بينهما بسجدة أو جلسة وتقول:اللَّهُمَّ اجْعَلْ قَلْبي بارّاً وَعَيْشي قارّاً وَرِزْقي دارّاً، واجْعَلْ لي عِنْدَ قَبْرِ رَسولِكِ صَلّىٰ الله عَلَيْهِ وَآله مُسْتَقَرّا وَقَراراً. وتدعو بما شئت وتسألالله عزَّ وجلَّ ما تريد فإنه لا يرد بين الآذان والإقامة دعاء وتقول بعدما أقمت:اللَّهُمَّ إلَيْكَ تَوَجَهْتُ وَمَرْضاتَكَ طَلَبْتُ وَثَوابَكَ ابْتَغَيتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَلْتُ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآل مُحَمَّدٍ وَافْتَحْ مَسامِعَ قَلْبي لِذِكْرِكَ وَثَبِّتْنِي عَلىٰ دِينِكَ وَلاتُزِغْ قَلْبي بَعْدَ إذْ هَدَيْتَني

٦٦٨

وَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إنَّكَ أنْتَ الوَهّابُ. ثم استعدّ للصلاة وأقبل عليها بقلبك واعطف انتباهك إلىٰ ذلة مقامك وإلىٰ عظمة مولاك الذي تناجيه وجلاله، وكن كأنك تراه واستحي من أن تكلّمه بلسانك وأنت تتجه بقلبك إلىٰ غيره، ثم قف بوقار وخشوع واضعا يديك علىٰ فخذيك قبال ركبتيك وافصل بين قدميك قدر ثلاث أصابع منفرجات إلىٰ شبر، وألق نظرك إلىٰ موضع سجودك، ثم إنو فريضة الفجر قربة إلىٰالله تعالىٰ وكبّر تكبيرة الإحرام. ويستحبّ أن تضيف إليها ست تكبيرات أُخر ترفع يديك في كل تكبيرة إلىٰ حيال شحمة أذنيك موجّها باطن كفّيك إلىٰ القبلة ولتكن أصابعك متصلة غير منفرجة سوىٰ الابهام وادع بأدعية التكبيرات وهي أن تقول بعد التكبيرة الثالثة:اللَّهُمَّ أنْتَ المَلِكُ الحَقْ المُبينُ لا إلهَ إِلَّا أنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسي فَاغْفِرْ لِي ذَنْبِي، إنَّهُ لايَغْفِرُ الذُّنوبَ إِلَّا أنْتَ ، وتقول بعد الخامسة:لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالخَيْرُ في يَدَيْكَ وَالشَّرُ لَيْسَ إلَيْكَ وَالمَهْدِيُّ مِنْ هَدَيْتَ عَبْدُكَ وَإبْنُ عَبْدَيْكَ ذَليلٌ بَيْنَ يَدَيْكَ مِنْكَ وَبِكَ وَلَكَ وَإليكَ لا مَلْجَأ وَلا مَنْجاً وَلا مَفَرَّ مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ، سُبْحانَكَ وَحَنانَيْكَ تَبارَكْتَ وَتَعالَيْتَ سُبْحانَكَ رَبَّ البَيْتِ الحَرام، وتقول بعد السابعة:وَجَّهْتُ وَجْهيَ لِلَّذي فَطَرَ السَّماواتِ وَالأرضِ عالِمِ الغَيْبِ وَالشَّهادَةِ حَنيفا مُسْلِما وَما أنا مِنَ المُشْركين إِنَّ صَلاتي وَنُسُكي وَمَحْيايَ وَمَماتِي لله رَبِّ العالَمينَ لا شَريكَ لَه وَبِذلِكَ أُمِرْتُ وَأنا مِنَ المُسْلِمينَ. ثم خافت بالاستعاذة قبل القراءة(١) ثم أقرأ سورة الحمد متأدباً بجميع الآداب مقبلاً بقلبك متدبراً في معانيه واصمت إذا فرغت منها مقدار النَّفَس ثم اقرأ سورة من القرآن الكريم وينبغي أن تكون من أمثال سورة عمّ وهل أتىٰ ولا أقسم، ثم تسكت أيضاً قدر النفس، ثم ترفع يديك بالتكبير إلىٰ شحمة أذنيك علىٰ ما مضي. ثم تركع وتضع يدك اليمنىٰ علىٰ ركبتك اليمنىٰ ثم تضع اليسرىٰ علىٰ اليسرىٰ وتفرج أصابع يديك وتملاهما بركبتيك وتحني ظهرك وتمد عنقك في مستوىٰ ظهرك وتلقي بنظرك إلىٰ مابين قدميك وقل:سُبْحانَ رَبِّيَ العَظيمِ وَبِحَمْدِهِ وينبغي أن تكرر هذا الذكر "سبعاً " أو "خمساً " أو "ثلاثاً " وأن تقول قبل الذكر:اللَّهُمَّ لَكَ رَكَعْتُ وَ لَكَ أسْلَمْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَلْتُ وَأنْتَ رَبِّي خَشَعَ لَكَ سَمْعِي وَبَصَري وَشَعْري وَبَشَري وَلَحْمي وَدَمي وَمُخّي وَعَصَبي وَعِظامي وَما أقْلَمَتْهُ قَدَمايَ، غَيْرَ مُسْتَنْكِفٍ وَلا مُسْتَكْبِرٍ وَلا مُسْتَحْسِرٍ ، ثم ارفع رأسك من الركوع وقف

____________________

(١) أي تقول.

٦٦٩

وقل:سَمِعَ الله لِمَنْ حَمِدَهُ . ثم كبّر وأهو إلىٰ السجود وأنت خاضع خاشع غاية الخضوع والخشوع وابسط كفّيك وضعهما علىٰ الأرض قبل وضع ركبتيك واسجد علىٰ تربة الحسينعليه‌السلام واذكر ذكر السجود والأفضل أن تكرر "سبعاً " أو "خمساً " أو "ثلاثاً " وقل قبل الذكر:اللَّهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ وبِكَ آمَنْتُ وَلَكَ أسْلَمْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَلْتُ وَأنْتَ رَبّي، سَجَدَ وَجْهي لِلَّذي خَلَقَهُ وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ الحَمْدُ لله رَبِّ العالَمينَ تَبارَكَ الله أحْسَنَ الخالِقينَ . ثم أئت بالذّكر وارفع رأسك من السجود واجلس ويستحب التكبير حينئذ والجلوس متوركا وقل:أسْتَغْفِرُ الله رَبّي وَأتُوبُ إلَيْهِ . وتقول أيضا:اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي وارْحَمْني وَأجِرْني وَادْفَعْ عَنِّي وَعافِني، إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِليَ مِنْ خْيرٍ فَقيرٌ تَبارَكَ الله رَبُّ العالَمينَ.

ثم كبّر واهو إلىٰ السجدة الثانية واعمل مثل ما عملت في الأولى، ثم ارفع رأسك واجلس جلسة الاستراحة، ثم قم وقل وأنت تقوم:بِحَوْلِ الله وَقوَتِهِ أَقُومُ وَأَقْعُدْ.

فإذا استقررت قائماً فاقرأ الحمد وسورة غيرها والأفضل اختيار سورة التوحيد، ويستحب أن تقول بعد التوحيد:كَذلِكَ الله رَبّي "ثلاث مرات". ثم تكبّر وترفع يديك للقنوت إلىٰ حيال وجهك وتوجّه باطن راحتيك نحو السماء وتضم أصابعك ولا تفرجها سوىٰ الابهام، وينبغي أن تختار للقنوت كلمات الفرج، وتقول بعد ذلك:اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا وَعافِنا وَأعْفُ عَنّا في الدُّنْيا وَالاخِرَةَ إِنَّكَ عَلىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَديرٌ.

ثم تقول:اللَّهُمَّ مَنْ كانَ أصْبَحَ وَلَهُ ثِقَةٌ أو رَجاءٌ غَيْرُكَ فَأَنْتَ ثِقَتي وَرَجائي. ياأَجْوَدَ مَنْ سُئِلْ وَياأرْحَمَ مَنْ اسْتُرْحِمْ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآل مُحَمَّدٍ، وَارْحَمْ ضُعْفي وَمَسْكَنَتي وَقِلَّةَ حيلَتي وَامْنُنْ عَليَّ بالْجَنَّةِ طَوْلاً مِنْكَ وَفُكَّ رَقَبَتي مِنَ النّارِ وَعافِني في نَفْسي وَفي جَميعِ اموري بِرَحْمَتِكَ ياأرْحَمَ الرّاحِمينَ.

وينبغي إطالة القنوت وأدعية القنوت كثيرة. ثم تكبّر وتركع وتسجد كما مضي، وإذا فرغت من السّجدتين فتجلس للتشهّد والتسليم، ويستحب أن تجلس متوركا وأن تقول قبل التشهد:بِسْمِ الله وَ بالله وَ الحَمْدُ لله وَخَيْرُ الاَسَّماء لله أشْهَدُ أنْ لا إلهَ ألا اللّهُ . وإذا فرغت من الصلاة فابدأ في التعقيب فالأمر به في الاحاديث كثير ومؤكد وقالالله تعالى:( فَاذا فَرَغْتَ فانْصَبْ وإِلىٰ رَبِّكَ فَارْغَبْ ) . وروي في تفسير الآية: إذا فرعت من الصلاة فأتعب نفسك بالدعاء وارغب إلىٰربك وسله حاجتك واقطع رجاءك عمّن سواه. وعن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: إذا فرغ أحدكم من الصلاة فليرفع يديه إلىٰ السماء وليتعب نفسه بالدعاء، والمستفاد من الروايات أنّ التعقيب يوجب الزّيادة في الرزق وأنّ المؤمن يعدّ مصلِّيا

٦٧٠

وكتب له ثواب الصلاة ماكان مشتغلاً بذكرالله بعد الصلاة، والدعاء بعد الفريضة أفضل مما بعد النافلة.

قال العلامة المجلسي رحمهالله : إنّ التعقيب علىٰ مايظهر من لفظه هو القرآن والدّعاء والذكر المتّصلة بالصلاة عرفا والافضل أن يكون المعقّب علىٰ وضؤ مستقبلاً القبلة، والاحسن أن يجلس علىٰ هيئة المتشهد، وأن لايتكلم في أثناء التعقيب لاسيّما في تعقيب فريضة العشاء، وذهب البعض إلىٰ لزوم مراعاة جميع شرائط الصلاة في التعقيب، ولكن الظاهر أن المر يثاب ثواب التعقيب في الجملة إذا اشتغل بعد الصلاة بالقرآن والذكر والدّعاء ولو ماشيا.

أقول : قد ورد عن الأئمة الاطهارعليهم‌السلام للتعقيب أدعية كثيرة للدنيا والاخرة. والصلاة هي أشرف العبادات الجوارحية ولتعقيباتها المأثورة أثر بالغ في تكميلها وتتميمها، كما أنها تورث رفع الدرجات والحطّ من السيّئات وحصول المطالب والحاجات، وهذا ماحملني علىٰ أن أورد نبذا منها هنا في هذه الرسالة اقتباسا في الاغلب من كتابي (البحار) و(المقباس) للعلامة المجلسي عطرالله مرقده الشريف.

فأقول : إنّ التعقيبات المأثورة نوعان عامّة وخاصّة:

التعقيبات العامة

وهي مايعقب بها عامّة الصلوات فلاتخص صلاة خاصّة، وهي كثيرة ونكتفي بإيراد جملة منها:

الأول: تسبيح فاطمة الزهراءعليها‌السلام :

إن الاحاديث المأثورة في فضل هذا التسبيح تفوق حد الاحصاء. وعن الصادقعليه‌السلام أنّه قال: إنا نأمر صبياننا بتسبيح فاطمة الزهراءعليه‌السلام كما نأمرهم بالصلاة فالزمه فإنّه لم يلزمه عبد فشقي.

وقد أتىٰ في الروايات المعتبرة أنّ الذكر الكثير المأمور به في الكتاب العزيز هو هذا التسبيح ومن واظب عليه بعد الصلوات فقد ذكرالله ذكراً كَثِيراً وعمل بهذه الآية الكريمة:( واذْكُروا الله ذِكْراً كَثِيراً ) .

وبسند معتبر عن الباقرعليه‌السلام أنّه قال: من سبّح تسبيح فاطمة سلامالله عليها ثم استغفرالله غفرالله له وهو مئة علىٰ اللّسان وألف في الميزان ويطرد الشيطان ويرضي الرب.

وبأسناد صحاح عن الصادقعليه‌السلام أنّه قال: من سبح بتسبيح فاطمة سلامالله عليها

٦٧١

ثم استغفرالله غفرالله له و هو مئة على اللّسان و ألف في الميزان و يطرد الشيطان و يرضيالرب .و بإسناد صحيح عن الصادقعليه‌السلام أنّه قال: من سبح بتسبيح فاطمة عليها السلام قبل أن يثني رجليه من صلاة ألف ركعة في كل يوم.

وفي رواية معتبرة عن الباقرعليه‌السلام قال: ما عبدالله بشي من التسبيح والتمجيد أفضل من تسبيح فاطمةعليها‌السلام ولو كان شي افضل منه لاعطاه النبيصلي الله عليه وآله وسلم فاطمةعليها‌السلام والاحاديث في فضل ذلك أكثر من أن تستوعبها هذه الرسالة.

وفي وصف هذا التسبيح:

فقد اختلفت الروايات وهو علىٰ الاشهر والاظهر: أربع وثلاثون مرة:الله أكْبَرُ ، وثلاث وثلاثون مرة:الحَمْدُ لله ، وثلاث وثلاثون مرة:سُبْحانَ اللّهِ . وذكر سبحانالله قد أتىٰ في بعض الاحاديث مقدما علىٰ الحمدللّه . وقد جمع بين هذه الرويات بعض العلماء فراي أن يؤتىٰ بالتسبيحات علىٰ الطريقة الأولىٰ في أعقاب الصلوات وعلىٰ الطريقة الثانية عند النوم، والعمل علىٰ الطريقة الأولىٰ المشهورة هو الأولي علىٰ الظاهر سواء عند النوم، أو عقيب الصلوات.ومن المسنون أن يهلل بعد التسبيحات قائلاً: لا إِلهَ إِلَّااللّه . فعن الصادقعليه‌السلام أنّه قال: من سبح بعد كل فريضة بتسبيح فاطمة (عليها سلاماللّه ) وعقبه بلا اله إِلَّاالله غفرالله له. والافضل أن يحصي عدد التسبيحات بسبحة مصنوعة من تربة الحسينعليه‌السلام وهو سنّة في جميع الاذكار. ويستحب للمرء أيضاً أن يحمل معه سبحة من تراب الحسينعليه‌السلام وهي حرز من البلايا ومورثة لمثوبات غير متناهية.

وروي أن فاطمة عليها‌ السلام كانت سبحتها من خيط صوف مفتل معقود عليه، فكانت تديرها بيدها تكبّر وتسبح إلىٰ أن قتل حمزة بن عبد المطلب (رضيالله تعالىٰ عنه) فاستعملت تربته وعملت التسابيح فاستعملها الناس، فلما قتل الحسين سيّد الشهداءعليه‌السلام عدل بالأمر إليه فاستعملوا تربته. وعن الإمام المنتظرعليه‌السلام قال: من

٦٧٢

نسي الذكر وفي يده سبحة من تربة الحسينعليه‌السلام كتب له أجره.

وعن الصادقعليه‌السلام : السبحة التي من قبر الحسينعليه‌السلام تسبح بيد الرجل من غير أن يُسبّح. وقال: من أدار الحجر من تربة الحسينعليه‌السلام فاستغفر به مرّة واحدة كتبالله له سبعين مرة، وإن أمسك السبحة بيده ولم يسبّح بها ففي كلّ حبّة منها سبع مرات.

وعلىٰ رواية أخرى: إن أدارها مع الذكر كتب له بكل حبّة أربعون حسنة. وروي أن الحور العين إذا أبصرن بواحد من الاملاك يهبط إلىٰ الارض لأمر ما، يستهدين منه السبح والترب من طين قبر الحسينعليه‌السلام .

وفي الصحيح عن الإمام موسىٰعليه‌السلام قال: لايخلو المؤمن من خمسة: سواك، ومشط، وسجّادة، وسبحة فيها أربع وثلاثون حبّة وخاتم عقيق. والظاهر أن للسبحة من الخزف أيضاً فضل، ولكنّها من الطين الذي لايمسّه النار أحسن. وعن الصادقعليه‌السلام قال: من سبح بسبحة من طين قبر الحسينعليه‌السلام تسبيحة كتبالله له أربعمئة حسنة ومحا عنه أربعمئة سيئة وقضيت له أربعمئة حاجة ورفعت له أربعمئة درجة. وروي استحباب أن يكون لون خيطها أزرق. ويستفاد من بعض الروايات أن الافضل للنساء أن يعقدن بالانامل، ولكن الاحاديث الدّاله علىٰ استحباب العقد بالتربة مطلقا هي الاكثر والاقوى.

الثاني: يستحب أن يكبر بعد الفريضة ثلاثا يرفع عند كل تكبيرة يديه إلىٰ حيال وجهه ثم ينزلهما إلىٰ ركبتيه أو قريبا منهما. كما روىٰ علي بن طاووس وابن بابويه بأسناد معتبرة عن المفضّل بن عمر قال: قلت للصادقعليه‌السلام لاي علة يكبّر المصلّي بعد التسليم ثلاثاً يرفع بها يديه؟ فقالعليه‌السلام : لان النبيصلي الله عليه وآله وسلم لمّا فتح مكة صلّىٰ بأصحابه الظهر عند الحجر الاسود فلما سلّم رفع يديه وكبّر ثلاثا وقال: لا إلهَ إِلَّا الله وَحْدَهُ وَحْدَهُ وَحْدَهُ أنْجَزَ وَعْدَهُ وَنَصَرَ عَبْدَهُ وَأعَزَّ جُنْدَهُ وَغَلَبَ الاَحزابَ وَحْدَهُ، فَلَهُ المُلْكَ وَلَهُ الحَمْدُ يُحْيي وَيُميتُ وَهُوَ عَلىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَديرٌ. ثم أقبل علىٰ أصحابه فقال: لا تدعوا هذا التكبير وهذا القول في دبر كل صلاة مكتوبة فإن من فعل ذلك بعد التسليم وقال هذا القول كان قد أدّىٰ مايجب عليه من شكرالله تعالىٰ ذكره علىٰ تقوية الاسلام وجنده.

٦٧٣

وفي الصحيح عن الصادق (صلواتالله وسلامه عليه) أنه كان إذا فرغ من الصلاة يرفع يديه فوق رأسه ويدعو. وعن الإمام محمّد الباقر(صلواتالله وسلامه عليه) أنه قال: إذا رفع العبد كفّه إلىٰالله تعالىٰ استحىٰالله أن يردّها خالية فإذا دعوتم فلا تضعو أيديكم إلا وتمسحون بها وجوهكم. الثالث: روىٰ الكليني بسند معتبر عن الباقرعليه‌السلام أنه قال: من دعا بهذا الدعاء ثلاث مرات بعد الفريضة قبل أن يحوّل رجليه غفرالله ذنوبه وإن كانت كزبد البحار:أسْتَغْفِرُ الله الَّذِي لا إلهَ إِلَّا هُوَ الحَيُّ القَيّومُ ذُوالجَلالِ وَالاكْرامِ وَأتُوبُ إلَيْهِ. وعلىٰ رواية أخرىٰ أن من استغفرالله في كل يوم بهذا الاستغفار غفرالله له أربعين كبيرة من سيئاته.

الرابع: روىٰ الكليني عن الإمام الصادقعليه‌السلام قال: لاتدع أن تقول بعد كل صلاة:أعيذُ نَفْسي وَما رَزَقَني رَبِّي بِالله الواحِدِ الصَمَدِ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفْوا أحَدٌ، وَأعِيذُ نَفْسي وَمارَزَقَني رَبِّي بِرَبِّ الفَلَقِ مِنْ شَرِّ ماخَلَقَ وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ وَمِنْ شَرِّ النَفّاثاتِ في العُقَدِ وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إذا حَسَدْ، وَأعِيذُ نَفْسي وَما رَزَقَني رَبِّي بِرَبِّ النّاسِ مَلِكِ النّاسِ إلهِ النّاس مِنْ شَرِّ الوِسْواسِ الخَنّاسَ الَّذِي يُوَسْوِسُ في صُدُورِ النّاسِ مِنَ الجِنّةِ وَالنّاسِ.

الخامس : روىٰ الكليني في حديث معتبر عن عليّ بن مهزيار قال: كتب محمد بن إبراهيم إلىٰ أبي الحسن النقيعليه‌السلام : إن رأيت ياسيّدي أن تعلّمني دعاء أدعو به في دبر صلاتي يجمعالله لي به خير الدنيا والاخرة فكتبعليه‌السلام تقول:أعُوذ بِوَجْهِكَ الكَريمُ وَعِزَّتِكَ الَّتي لاتُرامُ وَقُدْرَتِكَ الَّتي لايَمْتَنِعُ مِنْها شَيٌ مِنْ شَرِّ الدُّنْيا وَالاخِرَةِ وَمِنْ شَرِّ الاوْجاعِ كُلِّها. وزاد في اَّخره في بعض الروايات: وَلا حَوْلَ وَلاقُوَةَ إِلَّا بِالله العَليّ العَظيمِ.

السادس: روىٰ الكليني وابن بابويه بأسناد صحاح وغير صحاح عن الباقر والصادق عليهما السلام: إن أدنىٰ مايجزي من الدعاء بعد المكتوبة أن تقول:

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ كُلِّ خَيْرٍ أحاطَ بِهِ عِلْمُكْ وَأعُوذُ بِكَ مِنْ كُلِّ شَرٍّ أحاطَ بِهِ عِلْمُكَ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عافِيَتِكَ في أُموري كُلِّها وَأعوذُ بِكَ مِنْ خِزْي الدُّنْيا وَعَذابِ الاخِرَةِ.

٦٧٤

وعلىٰ رواية ابن بابويه:اللَّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآل مُحَمَّدٍ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ إلىٰ اَّخر الدعاء.

السابع: من المسنون أن يقول إذا فرغ من الصلاة:اللَّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآل مُحَمَّدٍ وَأجِرْني مِنَ النّارِ وَأدْخِلْني الجَنَّةَ وَزَوجْني الحُورَ العينَ. كما في الحديث المعتبر عن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: لايفتل العبد من صلاته حتىٰ يسألالله الجنة ويستجير به من النار ويسأله أن يزوّجه من الحور العين.

الثامن: بسند موثق عن الصادقعليه‌السلام أنه قال: لما أمرالله عزَّ وجلَّ هذه الايات أن يهبطن إلىٰ الارض تعلّقن بالعرش وقلن أي رب إلىٰ أين تهبطنا إلىٰ اهل الخطايا والذنوب؟ فأوحىٰالله عزَّ وجلَّ إليهنّ أن اهبطن، فوعزتي وجلالي لايتلوكنَّ أحد من آل محمد وشيعتهم إِلَّا نظرت إليه بعيني المكنونة في كل يوم سبعين نظرة أقضي له في كل نظرة سبعين حاجة وقبلته علىٰ مافيه من المعاصي. وقال علىٰ رواية أخرىٰ من تلاها عقيب كل صلاة اسكنته حظيرة قدسي علىٰ مافيه من المعاصي، وإن لم أصنع ذلك نظرت إليه نظرتي الخاصة في كل يوم سبعين نظرة، وإن لم أصنع قضيت له في كل يوم سبعين حاجة أدناها غفران الذنوب، وإن لم أصنع عوّذته من الشيطان ومن كل عدو ونصرته عليهم ولم يمنعه من دخول الجنة مانع سوىٰ الموت.

وهذه الايات هي:سورة الفاتحة إلىٰ اَّخرها، وآية الكرسي وقراءتها إلى: هم فيها خالدون أحسن، وآية الشهادة وهي:شَهِدَ الله أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَالمَلائِكَةُ وَأولوا العِلْمِ قائِما بِالقِسْطِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ العَزيزُ الحَكيمُ إنَّ الدّينَ عِنْدَ الله الاسْلامُ وَمااخْتَلَفَ الَّذينَ أُوتوا الكِتابَ إِل مِنْ بَعْدِ ماجأَهُمْ العِلْمُ بَغْيا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآياتِ الله فِإنَ الله سَريعُ الحِسابِ . وآية الملك وهي:قُلْ اللَّهُمَّ مالِكَ المُلْكِ تؤتي المُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَتَنْزِعُ المُلْكَ مِمّنْ تَشاءُ وَتُعِزّ مِنْ تَشاءُ وَتُذِلّ مَنْ تَشاءُ بِيَدِكَ الخَيْرُ إِنَّكَ عَلىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَديرٌ تُولِجُ اللّيْلَ في النَّهارِ وَتُولِجُ النَّهارَ في اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ وَتُخْرِجُ المَيِّتَ مِنَ الحَيّ وَتَرْزِقُ مَنْ تَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ.

وبسند معتبر عن موسىٰ بن جعفرعليه‌السلام قال: من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة لم يضره ذو حمة.

وقالعليه‌السلام في رواية معتبرة أخرىٰ قال رسولالله صلي الله عليه وآله وسلم : ياعلي عليك بتلاوة

٦٧٥

آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة فإنّه لايتحافظ عليها إِلَّا نبي أو صدّيق أو شهيد.

وعن النبيصلي الله عليه وآله وسلم قال: من تلا آية الكرسي دبر كل صلاة فليس له مانع من دخول الجنّة سوىٰ الموت.

وعلىٰ رواية أخرى: من تلاها بعد كل فريضة قبلت صلاته وكان في أمانالله وصانهالله من البلايا والذنوب.

التاسع: روىٰ الكليني وابن بابويه وغيرهما بأسناد معتبرة عن محمّد الباقرعليه‌السلام قال: أتىٰ رجل النبيصلي الله عليه وآله وسلم يقال له شيبة الهذلي فقال: يارسولالله صلي الله عليه وآله وسلم إني شيخ قد كبرت سنّي وضعفتْ قوتي عن عمل كنت قد عوّدته نفسي من صلاة وصيام وحجّ وجهاد. فعلّمني يارسولالله كلاما ينفعنيالله به وخفّف عليّ يارسولاللّه . فقال: أعدها فأعادها ثلاث مرات فقال رسولالله صلي الله عليه وآله وسلم : ماحولك شجرة ولامدرة إِلَّا وقد بكت من رحمتك فإذا صليت الصبح فقل عشر مرات:

سُبْحانَ الله العَظيمِ وَبِحَمْدِهِ وَلاحَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلَّا بِالله العَلي العَظيمِ فإن الله عزَّ وجلَّ يعافيك بذلك من العمىٰ والجنون والجذام والفقر والهرم. فقال: يارسولالله صلي الله عليه وآله وسلم هذا للدنيا فما للاخرة. فقال: تقول في دبر كل صلاة:اللَّهُمَّ اهْدِني مِنْ عِنْدِكَ وَأفِضِ عَليّ مِنْ فَضْلِكَ وَأنْشُرْ عَليَّ مِنْ رَحْمَتِكَ وَأنْزِلْ عَليَّ مِنْ بَرَكاتِكَ. فقال النبيصلي الله عليه وآله وسلم : أما أنّه إن وافىٰ بها يوم القيامة لم يدعها متعمداً فتحت له ثمانية أبواب الجنّة يدخلها من أيها شاء. والدعاء يختلف عن هذا الدعاء علىٰ رواية أخرىٰ مروية أيضاً بأسناد معتبرة.

العاشر: أن يسبّح بالتسبيحات الاربعة كما روىٰ الطوسي وابن بابويه والحميري بأسناد صحيحة عن الصادقعليه‌السلام قال: قال رسولالله صلي الله عليه وآله وسلم لاصحابه ذات يوم: أترون لو جمعتم ماعندكم من الانية والمتاع، أكنتم ترونه يبلغ السماء قالوا: لا يا رسولالله ، قال: أفلا أدلّكم علىٰ شي أصله في الارض وفرعه في السماء. قالوا: بلىٰ يارسولاللّه .

قال: يقول أحدكم إذا فرغ من الصلاة:سُبْحانَ الله وَالحَمْدُ لله وَلا إِلهَ إِلَّا الله وَ الله أكْبَرُ. ثلاثين مرة فإن أصلهنَّ في الارض وفرعهن في السماء، وهنّ يدفعن الحرق والغرق والهدم والتردي في البئر وافتراس السباع وميتة السوء وما ينزل في ذلك اليوم من السماء، وهنّ الباقيات الصالحات المذكورة في القرآن. وبأسناد أُخر صحيحة عن الصادقعليه‌السلام قال: مَنْ سبّح بهذه التسبيحات عقيب

٦٧٦

كل فريضة أربعين مرة قبل أن يتحول من مصلاه قضي له ماسأل.

وفي صحيح آخر عن الصادقعليه‌السلام : أنّ من قال دبر الفريضة:سُبْحانَ الله ثلاثين مرة مابقي عليه ذنب إِلَّا وتساقط. وعنهصلي الله عليه وآله وسلم في صحيح اَّخر قال: الذكر الكثير الذي مدحهالله تعالىٰ في كلامه المجيد هو أن تقول:سُبْحانَ الله بعد كل فريضة ثلاثين مرة. روىٰ القطب الراوندي أنه: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام للبراء بن عازب: ألا أدلّك علىٰ أمر إذا فعلته كنت وليالله حقا؟ قلت بلى. قال: تسبّحالله في دبر كل صلاة عشراً بالتسبيحات الاربعة. يصرف ذلك عنك ألف بليّة في الدنيا أحدها الردّة عن دينك، ويدخر لك في الاخرة ألف منزلة أحدها مجاورة نبيّك محمدصلي الله عليه وآله وسلم .

الحادي عشر: عن الكليني عن الصادقعليه‌السلام قال: من قال في دبر الفريضة:يامَنْ يَفْعَلُ مايَشاءُ ولايَفْعَلُ مايَشاءُ أحَدٌ غَيْرَهُ. ثلاثا ثم سأل، أعطي ماسأل.

الثاني عشر: روىٰ البرقي في الموثق عن الصادقعليه‌السلام قال: من هلّل بعد فراغه من الصلاة قبل أن يزوّل ركبتيه بهذا التهليل عشر مرّات محاالله عنه أربعين ألف ألف سيئة وكتب له أربعين ألف ألف حسنة وكان مثل من قرأ القرآن اثنتي عشرة مرة. ثم التفت إليّ فقال: أما أنا فلا أزوّل ركبتي حتىٰ أقولها مئة مرة وأما أنتم فقولوها عشر مرات:أشْهَدُ أنْ لا إِلهَ إِلَّا الله وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ إِلها وَاحِداً أحَداً صَمَداً لَمْ يَتَّخِذْ صاحِبَةٍ وَلا وَلَداً. وقد روي لهذا التهليل فضل كثير لاسيّما إذا عقب به صلاة الصبح وصلاة العشاء، وإذا قري عند طلوع الشمس وغروبها.

الثالث عشر: روىٰ الكليني وابن بابويه وغيرهما بأسناد صحيحة عن الصادقعليه‌السلام قال: جاء جبرائيل إلىٰ يوسفعليهما‌السلام في السجن وقال: قل في دبر كل صلاة:اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِي فَرَجاً وَمَخْرَجاً وَارْزُقْني مِنْ حَيْثُ أحْتَسِبُ وَمِنْ حَيْثُ لا أحْتَسِبُ.

الرابع عشر: في كتاب البلد الامين عن النبيصلي الله عليه وآله وسلم قال: من أراد أن لايوقفهالله يوم القيامة علىٰ قبيح أعماله ولاينشر له ديوان، فليقرأ هذا الدعاء في دبر كل صلاة وهو:اللَّهُمَّ إِنَّ مَغْفِرَتَكَ أرْجىٰ مِنْ عَمَلي وَإِنَّ رَحْمَتَكَ أوْسَعُ مِنْ ذَنْبِي،

٦٧٧

اللَّهُمَّ إنْ كانَ ذَنْبي عِنْدَكَ عَظِيما فَعَفوُكَ أعْظَمُ مِنْ ذَنْبِي، اللَّهُمَّ إنْ لَمْ أكُنْ أهْلاً أنْ تَرْحَمَني فَرَحْمَتُكَ أهْلٌ أنْ تَبْلُغَني وَتَسَعَني لاَنَّها وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ بِرَحْمتِكَ ياأَرْحَمَ الرّاحِمينَ.

الخامس عشر: روىٰ الكفعمي عن النبيصلي الله عليه وآله وسلم أنّ رجلاً شكا إليه العلة والفقر فقالصلي الله عليه وآله وسلم : قل في دبر الفرائض: تَوَكَّلْتُ عَلىٰ الحَيُّ الَّذِي لايَموتُ وَالحَمْدُ لله الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ صاحِبَةً وَلا وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَريكٌ في المُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَليُّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبيراً.

وعلىٰ رواية أخرىٰ قالصلي الله عليه وآله وسلم : ماعرضت لي شده إِلَّا وتمثل لي جبرائيل وقال: قل هذه الكلمات. وعلىٰ روايات معتبرة يكرر هذا الدعاء لوساوس الصدور والدين والفاقة، وصُدّر الدعاء في بعض الروايات ب‍‍(لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلَّا باللّه ).

السادس عشر: أورد المفيد في المقنعة هذا الدعاء لتعقيب كل صلاة:

اللَّهُمَّ انْفَعْنا بِالعِلْمِ وَزَيِّنَّا بِالحِلْمِ وجَمِّلْنا بِالعافيةِ وَكَرِّمْنا بِالتَقْوىٰ إنَّ وَليّيَ الله الَّذِي نَزَّلَ الكِتابَ وَهُو يَتَولّىٰ الصّالِحينَ.

السابع عشر: عن الطوسي وابن بابويه وغيرهما بأسناد معتبرة عن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: من أحبّ أن يخرج من الدنيا وقد خلص من الذنوب كما يخلص الذهب لا كدر فيه، وليس احد يطالبه بمظلمة فليقرأ في دبر الصلوات الخمس نسبةالله عزَّ وجلَّ( قُلْ هُوَ الله ) أَحَد اثنتي عشرة مرة، ثم يبسط يده ويدعو بهذا الدعاء ثم قالعليه‌السلام : هذا من المنجيات مما علمني رسولالله صلي الله عليه وآله وسلم وأمرني أن أعلمه الحسن والحسينعليهما‌السلام وهو هذا الدعاء:

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ المَكْنُونِ المَخْزونِ الطّاهِرِ الطُّهْرِ المُبارَكِ وَأسأَلُكَ بِاسْمِكَ العَظيمُ وَسُلْطانِكَ القَديمُ، ياواهِبَ العَطايا يامُطْلِقَ الاُسارىٰ يافَكّاكَ الرِّقابِ مِنَ النّارِ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآل مُحَمَّدٍ وَفُكَّ رَقَبَتي مِنَ النّار وَاخْرِجْني مِنَ الدُّنْيا آمِنا وَأدْخِلْني الجَنَّةَ سالِما، وَاجْعَلْ دُعائي أوَّلَهُ فَلاحا وَأوسَطَهُ نَجاحا وَآخِرَهُ صَلاحا إنَّكَ أنْتَ عَلاّ مُ الغُيوبِ. والدعاء في بعض النسخ المعتبرة هكذا:

يافَكّاكَ الرّقابِ مِنَ النّارِ أسأَلُكَ أنْ تُصَلّي عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأنْ تَعْتِقَ رَقَبَتي مِنَ النّارِ وَأنْ تُخْرِجَني مِنَ الدُّنيا سالِما وَتُدْخِلَني الجَنَّةَ آمِنا وَأنْ تَجْعَلْ دُعائِئٍ

٦٧٨

أَوَّلَهُ فَلاحا وَأوسَطَهُ نَجاحا وَآخِرَهُ صَلاحا إنَّكَ أنْتَ عَلاّ مُ الغُيوبِ.

وروىٰ الكليني بسند معتبر عن الصادقعليه‌السلام أن من اَّمنبالله واليوم الاخر فلايدع تلاوة قل هوالله أحد بعد كل فريضة فان من تلاها جمعالله له خير الدنيا والاخرة وغفر له ولوالديه ولمن انحدر عنهما.

وفي رواية أخرى: من قرأ التوحيد دبر كل فريضة عشراً، زوّجهالله من الحور العين.

وروىٰ السيد ابن طاووس عن النبيصلي الله عليه وآله وسلم : أن من تلا سورة التوحيد بعد كل صلاة أمطرت عليه الرحمة من السماء وأنزلت عليه السكينة ونظرالله تعالىٰ إليه نظر الرحمة وغفر له ذنوبه وقضىٰ له ماسأل وكان في أماناللّه .

الثامن عشر: روىٰ الكليني رحمهالله وغيره بسند معتبر عن أهل البيتعليهم‌السلام : إنّ من قال بعد كل صلاة وهو آخذ بلحيته بيده اليمنىٰ ويده اليسرىٰ مرفوعة بطنها إلىٰ مايلي السماء:ياذا الجَلالِ وَالاكْرامِ ارْحَمْني مِنَ النّار ثلاثا ثم يقول ثلاثا:أجِرْني مِنْ العَذابِ الاليمِ.

ثم يؤخر اليمنىٰ عن لحيته ويجعل بطنها ممايلي السماء ثم يقول:ياعَزيزُ ياكَريمُ يارَحْمانُ ياغَفورُ يارَحيمُ ، ثلاثا ويقلب يديه ويجعل ظهورهما مما يلي السماء ثم يقول ثلاثا:أجِرْني مِنْ العَذابِ الاليمِ ، ثم يقول:وَصَلَّىٰ الله عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآله وَالمَلائِكَةُ وَالرّوحُ ؛ من فعل ذلك غفرالله له ورضي عنه، ووصله جميع الخلائق بالاستغفار حتّي يموت إِلَّا الثقلين الجِنَّ والانس.

التاسع عشر: روىٰ المفيد في المجالس عن محمد بن الحنفية قال: بينا أمير المؤمنينعليه‌السلام يطوف بالبيت إذا رجل متعلق بالاستار وهو يدعو بهذا الدعاء، فقال أمير المؤمنينعليه‌السلام هذا دعاؤك؟ قال له الرجل: وهل سمعته؟ قال: نعم. قال: فادع به في دبر كل صلاة فوالله مايدعو به أحد من المؤمنين في أدبار الصلاة إِلَّا غفرالله له ذنوبه ولو كانت عدد نجوم السماء وقطرها وحصىٰ الارض وثراها. فقال له أمير المؤمنينعليه‌السلام إنّ علم ذلك عندي والله واسع كريم. فقال له الرجل وهو الخضرعليه‌السلام : صدقت والله ياأمير المؤمنين وفوق كل ذي علم عليم. ورواه أيضاً الكفعمي في كتاب (البلد الامين) وهو هذا الدعاء:يامَنْ لايَشْغَلُهُ سَمْعٌ عَنْ سَمْعٍ يامَنْ لايُغَلِّطُهُ السّائِلونَ ويامَنْ لايُبْرِمُهُ إلحاحُ المُلحّينَ أذِقْنِي بَرْدَ عَفْوِكَ وَمَغْفِرَتِكَ وَحَلاوَةَ رَحْمَتَكَ.

٦٧٩

العشرون: روىٰ الديلمي في كتاب (أعلام الدين) عن ابن عبّاس أنّ رسولالله صلي الله عليه وآله وسلم قال: من قرأ هذه الثلاث آيات ثلاث مرات دبر صلاة المغرب أدرك مافات في يومه ذلك وقبل صلاته، فإن قرأها دبر كل صلاة من فريضة أو تطوع كتب له من الحسنات عدد نجوم السماء وقطر المطر وعدد ورق الشجر وعدد تراب الارض فإذا مات أجرىٰ له بكل حسنة عشر حسنات في قبره، وهي هذه الايات:( فَسُبْحانَ الله حينَ تُمْسُونَ وَحينَ تُصبِحُونَ وَلَهُ الحَمْدُ فِي السَّماواتِ وَالارضِ وَعَشِيَّا وَحينَ تُظْهِرُونَ. يُخْرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ وَيُخْرِجُ المَيِّتَ مِنَ الحَيِّ وَيُحْيي الارضَ بَعْدَ مَوْتِها وَكَذلِكَ تُخْرَجُونَ. سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمّا يَصِفُونَ وَسَلامٌ عَلىٰ المُرسَلينَ وَالحَمْدُ لله رَبِّ العالَمينَ ) .

الحادي والعشرون: روىٰ السيد ابن طاووس بسند معتبر عن جميل ابن دارج قال: دخل رجل علىٰ الصادقعليه‌السلام فقال له: ياسيدي علت سني ومات أقاربي وأنا خائف أن يدركني الموت وليس لي من اَّنس به وأرجع إليه. فقال له:

إن من إخوانك المؤمنين من هو أقرب نسبا أو سببا وأنسك به خير من أنسك بقريب، وإذا أردت أن يطول عمرك وعمر أقاربك، فعليك بأن تقول عقب كل صلاة:اللَّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآل مُحَمَّدٍ، اللَّهُمَّ إنَّ رَسُولَكَ الصّادِقَ المُصَدَّقَ صَلَواتُكَ عَلَيهِ وَآلِهِ قالَ إِنَّكَ قُلْتَ ماتَرَدَّدْتُ في شَيْءٍ أنا فاعِلُهُ كَتَردُّدي في قَبْضِ روحِ عَبْديَ المؤمِنِ يَكْرَهُ المَوْتَ وَأكْرَهُ مُسائَتَهُ، اللَّهُمَّ فصَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآل مُحَمَّدٍ وَعَجِّلْ لِوَليّكَ الفَرَجَ والعافِيةَ وَالنَصْرَ وَلاتَسؤْني في نَفْسي وَلا في أحَدٍ من أحِبَّتي.

وان شئت فسمّ أحبّتك واحداً واحداً فقل: وَلا في فُلانٍ وَلا في فُلانٍ. قال الرجل: والله لقد عشت حتىٰ سئمت الحياة وهذا دعاء في غاية الاعتبار مرويّ في جميع كتب الدّعوات

التعقيبات الخاصّة بفريضة الصبح

إعلم أنّ ماورد من الاذكار والدعوات لتعقيب صلاة الصبح أكثر مما ورد لغيرها والاحاديث في فضل هذا التعقيب خاصّة كثيرة.فعن أمير المؤمنينعليه‌السلام : إن ذكرالله بعد صلاة الغداة إلىٰ طلوع الشمس أسرع في طلب الرزق من الضرب في الارض.

وعن النبيصلي الله عليه وآله وسلم من جلس في مصلاه يعقب من صلاة الفجر إلىٰ طلوع

٦٨٠