مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات0%

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات مؤلف:
الناشر: مؤسسة الأعلمي
تصنيف: متون الأدعية والزيارات
الصفحات: 836

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ عباس القمي
الناشر: مؤسسة الأعلمي
تصنيف: الصفحات: 836
المشاهدات: 463832
تحميل: 19072

توضيحات:

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 836 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 463832 / تحميل: 19072
الحجم الحجم الحجم
مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات

مؤلف:
الناشر: مؤسسة الأعلمي
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

قال: من مضىٰ به يوم فصلّىٰ فيه خمس صلوات ولم يقرأ فيها ب‍‍قل هو الله أحد قيل له يا عبدالله لست من المصلين. وعنهعليه‌السلام أيضاً قال: من مضت له جمعة أي اسبوع ولم يقرأ فيها ب‍‍قل هو الله أحد ثم مات، مات علىٰ دين أبي لهب. وعنهعليه‌السلام أيضاً قال: من أصابه مرض أو شدّة، فلم يقرأ في مرضه أو في تلك الشدّة،قل هو الله أحد ، فمات فيه فهو من أهل النار.

السابع والثلاثون: أورد في (عدّة الداعي) أيضاً هذه الرّقية، لحفظ زرع البطيخ والخيار وغيرهما من أضرار الدود وغيره مما يفسدها من الحيوان، وصفتها أن يكتب علىٰ أربع قصبات أو علىٰ أربع رقع، فيضع الرقع في جوف القصبات ثم يضعها في الجوانب الاربع للمزرعة:أيّها الدود، أيّها الدَّوَابُّ وَالهَوامُّ وَالحَيْواناتُ أُخْرُجُوا مِنْ هذِهِ الارْضِ وَالزَّرْعِ إِلىٰ الخَرابِ كَما خَرَجَ إبْنُ مَتَّىٰ مِنْ بَطْنِ الحُوتِ، فَإنْ لَمْ تَخْرُجُوا أرْسَلْتُ عَلَيْكُمْ شُواظا مِنْ نارٍ وَنُحاسٍ فَلا تَنْتَصِرانِ، ألَمْ تَرَ إِلىٰ الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَهُمْ اُلُوفٌ حَذَرَ المَوْتِ فَقالَ لَهُمْ الله مُوتوا فماتُوا أُخْرُجْ مِنْها فَإنَّكَ رَجِيمٌ فَخَرَجَ مِنْها خائِفا يَتَرَقَّبُ سُبْحانَ الّذِي أسْرىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ المَسْجِدِ الحَرامِ إِلىٰ المَسْجِدِ الاقْصىٰ كَأنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَها لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً اوْ ضُحاها فَأخْرَجْناهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَ عُيُونٍ وَ زُرُوعٍ وَ مَقامٍ كَريمٍ،وَ نِعْمَةٍ كانُوا فِيها فاكِهِينَ فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماء وَالارْضُ وَما كانُوا مُنْظَرينَ، أُخْرُجْ مِنْها فَما يَكُونُ لَكَ أنْ تَتَكَبَّرَ فِيها فَاخرُجْ إنَّكَ مِنَ الصَّاغِرينَ، أُخْرُجْ مِنْها مَذْوما مَدْحُوراً فَلَنَأتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لاقِبَلَ لَهُمْ وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْها أذِلَّةً وَهُمْ صاغِرُونَ.

الثامن والثلاثون: روىٰ السيد ابن طاووس عن الباقرعليه‌السلام إنّ من أصبح وهو متختم بالعقيق في يمناه فأدار فصّه إلىٰ باطن كفّه قبل أن يقع نظره إلىٰ أحد فنظر إليه وقرأ سورة:إنّا أنزلناه في ليلة القدر ... إلىٰ آخرها، ثم قال:آمَنْتُ بِالله وَحْدَهُ لاشَريكَ لَهُ وَكَفَرْتُ بِالجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَآمَنْتُ بِسِرِّ آلِ مُحَمَّدٍ وَعَلانِيَتِهِمْ وَظاهِرِهِمْ وَباطِنِهِمْ وَأوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ ، فإذا فعل ذلك صانهالله عزَّ وجلَّ في يومه من كل ماينزل من السماء وما يعرج فيه، وما يلج في الارض وما يخرج منها وكان في حرز منالله وأحبّائه إلىٰ الليل.

التاسع والثلاثون: روىٰ الكفعمي عن كتاب (جمع الشتات) عن الصادقعليه‌السلام إذا أردت

٨٠١

أن تحدث عنا بحديث فأنساكه الشيطان فضع يدك علىٰ جبهتك وقل:صَلّىٰ الله عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ اللّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ يامُذَكِّرَ الخَيْرِ وَفاعِلَهُ وَالامِرَ بِهِ ذَكِّرْنِي ما أنْسانِيهِ الشَّيْطانُ.

وفي كتاب (من لايحضره الفقيه) عن الصادقعليه‌السلام من كثر عليه السهو في الصلاة فليقل إذا دخل الخلا:بِسْمِ الله أعوذُ بِالله مِنَ الرِّجْسِ النَّجِسِ الخَبِيثِ الُمخْبِثِ الشَّيْطانِ الرَّجيمِ.

أقول : من شاء أن يقوي ذاكرته فليستعمل السواك وليصم وليقرأ القرآن لاسيما آية الكرسي وليدمن أكل الزبيب علىٰ الريق، ولا سيّما إحدىٰ وعشرين حبة من الاحمر منه، فذلك ينفع للفهم والذهن والحفظ، ومما يورث الحفظ‍ أكل اللحم مما يلي العنق وأكل الحلوا والعسل والعدس وقيل إنّ ممّا جرب للحفظ أن يؤخذ من الكندر والسعد وسكر طبر زد أجزاء متساوية وتسحق ناعما ويستف كل يوم خمسة دراهم، يستعمل ثلاثة أيام ويقطع خمسة، وهكذا وليقل أيضاً كل يوم بعد فريضة الصبح قبل أن يتكلم:ياحَيُّ ياقَيُّومُ فلايَفُوتُ شَيْئاً عِلْمُهُ وَلايؤدُهُ ، وليقرأ عقيب الصلوات دعاء:سُبْحانَ مَنْ لايَعْتَدِي عَلىٰ أهْلِ مَمْلَكَتِهِ ، وليصل أيضاً مارويناه في الباب الثاني من الصلاة لقوّة الذاكرة، وغير ذلك وليتجنب مايورث النسيان وهو أكل التفّاح الحامض والكزبرة الخضراء، والجبن وسؤر الفار، والبول في الماء الواقف وقراءة ألواح القبور، والمشي بين امرأتين، والقاء القملة الحية علىٰ الارض، وترك تقليم الاظفار وترك القيلولة، والاكثار من المعاصي وكثرة الهموم والاحزان في أمور الدنيا وكثرة الاشغال والعلائق والنظر إلىٰ المصلوب والمرور بين القطار من الجمل.

الاربعون: روىٰ الشيخ ابن فهد عن الصادق صلواتالله عليه: إن كل دعاء لم يبدأ بالتمجيد فهو أبتر وإنما التمجيد ثم الثناء، قال الراوي: ماأدنىٰ مايجزي من التمجيد قال قل:اللّهُمَّ أنْتَ الأول فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيٌ وَأنْتَ الاخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيٌ وَأنْتَ الظّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيٌ وَأنْتَ الباطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيٌ وَأَنْتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ.

الخاتمة:

في بعض مايتعلق بالموت من الاداب والادعية. إعلم أنه إذا بان علىٰ المر إمارات الموت، فأوّل من عليه أن يهتم لذلك هو نفسه حيث أنّه يستقبل سفراً لايؤوب منه، هو السفر إلىٰ دار الاخرة ويحتاج فيه من الزاد إلىٰ مايناسب السفر

٨٠٢

فأول ما يجب عليه هو الاقرار بالذّنب، والاعتراف بالتقصير والندامة عمّا سلف والتوبة الكاملة، والبكاء والتضرّع إلىٰ جناب قدسالله ، كي يغفر له ماسلف من ذنوبه، ولا يكله إلىٰ نفسه ولا إلىٰ غيره، فيما يستقبله من الاحوال والاهوال ثم ليلتفت إلىٰ الوصية، فيؤدي بنفسه مافي ذمّته من حقوقالله أو حقوق خلقه، ولايتوكل علىٰ غيره فالمال سيخرج من يده فيرنو إليه متحسّراً، وشياطين الجن والانس يوسوسون في صدر الوارثين صادين عن إبراء ذمّته، وليس له من حيلة فيقول: أرجعوني لعلي أعمل صالحا فيما تركت فلا يسمع منه ذلك ولاتنفعه الحسرة والندامة ثم ليوص بثلث ماله لاقاربه، وللصدقات والخيرات مما يناسب حاله فليس له أكثر من الثلث ثم ليستبري إخوانه المؤمنين ويستحلّ ممّن اغتابه أو أهانه أو اَّذاه إذا كان حاضراً، ويلتمس إخوانه المؤمنين أن يستحلّوا له ويستبرئوا لذمّته إذا لم يحضر، ثم يعيّن قيّمه علىٰ أولاده الصغار، ويكل إلىٰ من يأتمنه أمور أطفاله وعياله، بعد التوكل علىٰ جناب قدسالله ، ثم يهيّ كفنه ويطلب أن يكتب عليه بتربة الحسينعليه‌السلام مالم تسعه هذه الرسالة من الاذكار والادعية والايات الواردة في الكتب المبسوطة هذا إذا كان قد اغفل من قبل فلم يعد الكفن، فالمؤمن عليه ان يكون كفنه حاضراً لديه دائماً، كما روي عن الصادقعليه‌السلام قال: من كان كفنه في بيته لم يكتب من الغافلين، وكان مأجوراً كلّما نظر إليه، وينبغي أن لايفكّر بعد في عياله وأولاده وأمواله وأن يلتفت الىٰ جناب قدسالله فيجعله علىٰ ذكر منه وليفكر في أنّ الامور الفانية هذه هي مما لا تنفعه نفعاً ولايغنيه في دنياه وآخرته سوىٰ لطفالله ورحمته فإذا اتكل علىٰالله جرت شؤون أهل بيته في أحسن مجاريها وليعلم أنه نفسه لو ظلَّ حيا فلا يستطيع أن ينفعهم نفعا، أو يدفع عنهم ضرراً إِلَّا أن يشاءالله وأنالله الذي خلقهم هو أرأف بهم منه، وعليه أن يكون راجيا آملاً يرجو رحمة ربّه رجاءا ويأمل في شفاعة النبيصلي الله عليه وآله وسلم والأئمة المعصومينعليه‌السلام أملاً عظيماً وينتظر قدومهم وليعلم أنهم أجمعين يحضرون عند الموت ويبشرون شيعتهم بالبشائر، ويوصون ملك الموت بالوصايا. وقال الشيخ الطوسي في (مصباح المتهجد): يستحب للانسان الوصية وأن لا يخلّ بها إنسان، فإنّه روي أنّه ينبغي أن لا يبيت الانسان إِلَّا ووصيّته تحت رأسه، ويتأكد ذلك في حال المرض ويحسّن وصيته ويخلّص نفسه فيما بينه وبينالله تعالىٰ من حقوقه ومظالم العباد. فقد روي عن النبي

٨٠٣

صلي الله عليه وآله وسلم أنه قال من لم يحسن الوصيّة عند موته كان ذلك نقصا في عقله ومروّته، قالوا: يارسولالله صلي الله عليه وآله وسلم وكيف الوصية؟ قال: إذا حضرته الوفاة واجتمع الناس إليه قال:اللّهُمَّ فاطِرَ السَّماواتِ وَالارْضِ عالِمَ الغَيْبِ وَالشَّهادَةِ الرَّحْمنَ الرَّحِيمَ، إنِّي أعْهَدُ إلَيْكَ أنِّي أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إِلَّا الله وَحْدَهُ لاشَريكَ لَهُ، وَأنَّ مُحَمَّداً صَلّىٰ الله عَلَيْهِ وَآلِهِ عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، وَأنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لارَيْبَ فِيها، وَأنَّ الله يَبْعَثُ مَنْ فِي القُبُورِ، وَأنَّ الحِسابَ حَقُّ وَأنَّ الجَنَّةَ حَقُّ وَأنَّ ما وُعِدَ فِيها مِنَ النَّعيمِ مِنَ المَأْكَلِ وَالْمَشْرَبِ وَالنِّكاحِ حَقُّ وَأنَّ النَّارَ حَقُّ وَأنَّ الايْمانَ حَقُّ، وَأنَّ الدِّينَ كَما وَصَفَ وَأنَّ الاسْلامَ كَما شَرَعَ وَأنَّ القَوْلَ كَما قالَ وَأنَّ القُرْآنَ كَما أُنْزِلَ وَأنَّ الله هُوَ الحَقُّ المُبِينُ، وَأَنِّي أعْهَدُ إلَيْكَ فِي دارِ الدُّنْيا أنِّي رَضِيتُ بِكَ رَبَّا وَبِالاسْلامِ دِينا وَبِمُحَمَّدٍ صَلّىٰ الله عَلَيْهِ وَآلِهِ نَبِيَّا وَبِعَلِيٍّ وَلَيَّا وَبِالقُرْآنِ كِتابا، وَأنَّ أهْلَ بَيْتِ نَبِيِّكَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمُ ‌السَّلامُ أَئِمَتِي. اللّهُمَّ أنْتَ ثِقَتِي عِنْدَ شِدَّتِي وَرَجائِي عِنْدَ كُرْبَتي وَعِدَّتِي عِنْدَ الاُمُورِ الَّتي تَنْزِلُ بِي وَأنْتَ وَلِيِّي فِي نِعْمَتي وَالهي وَإلهُ آبائِي صَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَلا تَكِلْني إِلىٰ نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ أَبَداً وَاَّنِسْ فِي قَبْرِي وَحْشَتِي وَاجْعَلْ لِي عِنْدَكَ عَهْداً يَوْمَ ألْقاكَ مَنْشُوراً. فهذا عهد الميت يوم يوصي بحاجته، والوصيّة حق علىٰ كل مسلم. قال الصادق (صلواتالله وسلامه عليه): وتصديق هذا في سورة مريم قولالله تبارك وتعالى:( لايَمْلِكُونَ الشَّفاعَةَ إِلَّا مَنْ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً ) .

وقال النبيصلي الله عليه وآله وسلم لعليعليه‌السلام : تعلّمها أنت وعلّمها أهل بيتك وشيعتك قال: وقال النبيصلي الله عليه وآله وسلم : علّمنيها جبرائيلعليه‌السلام ، ثم قال الشيخ: نسخة الكتاب الذي يوضع عند الجريدة مع الميت يقول قبل أن يكتب:بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إِلَّا الله وَحْدَهُ لاشَريكَ لَهُ وَأشْهَدُ أنَّ محمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلّىٰ الله عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَأنَّ الجَنَّةَ حَقُّ وَأنَّ النَّارَ حَقُّ وَأنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لارَيْبَ فِيها وَأنَّ الله يَبْعَثُ مَنْ فِي القُبُورِ . ثم يكتب:بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ شَهِدَ الشُّهُودُ المُسَمَّونَ فِي هذا الكِتابِ أنَّ أخاهُمْ فِي الله عَزَّوَجَلْ (فلان بن فلان) ويذكر اسم الرجل:أشْهَدَهُمْ وَاسْتَوْدَعَهُمْ وَأقَرَّ عِنْدَهُمْ أَنَّهُ يَشْهَدُ أنْ لا إلهَ إِلَّا الله وَحْدَهُ لاشَريكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً صَلّىٰ الله عَلَيْهِ وَآلِهِ عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّهُ مُقِرُّ بِجَميعِ الأَنْبِياءِ وَالرُّسُلِ عَلَيْهِم‌ُ السَّلامُ، وَأَنَّ عَلِيَّاً وَلِيُّ الله وَإمامُهُ وَأنَّ الأَئِمَّةِ مِنْ وِلْدِهِ أَئِمَّتُهُ وَأنَّ أوَّلَهُمُ الحَسَنُ وَالحُسَيْنُ وَعَلِيُّ بْنُ الحُسَيْنِ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ وَجَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَمُوسىٰ بْنُ جَعْفَرٍ وَعَلِيُّ بْنُ مُوسَىٰ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ وَعَلِيُّ بْنُ

٨٠٤

مُحَمَّدٍ وَالحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ وَالقائِمُ الحُجَّةُ عَلَيْهِم‌ُ السَّلامُ، وَأنَّ الجَنَّةَ حَقُّ وَالنَّارَ حَقُّ وَالسَّاعَةَ آتِيَةٌ لاَ رَيْبَ فِيها وَأنَّ الله يَبْعَثُ مَنْ فِي القُبُورِ، وَأنَّ مُحَمَّداً صَلّىٰ الله عَلَيْهِ وَآلِهِ عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ جاءَ بِالحَقِّ، وَأنَّ عَلِيَّا وَلِيُّ الله وَالخَلِيفَةُ مِنْ بَعْدِ رَسُولِ الله صَلّىٰ الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَمُسْتَخْلَفُهُ فِي أمَّتِهِ مُؤَدِّيا لامِرِ رَبِّهِ تَبارَكَ وَتَعالى، وَأنَّ فاطِمَةَ بِنْتُ رَسُولِ الله وَابْنَيْها الحَسَنَ وَالحُسَيْن ابْنا رَسُولِ الله وَسِبْطاهُ وَإمام الهُدىٰ وَقائِداً الرَّحْمَةِ، وَأنَّ عَلِيَّاً وَمُحَمَّداً وَجَعْفَراً وَمُوسَىٰ وَعَلِيَّاً وَمُحَمَّداً وَعَلِيَّاً وَحَسَناً وَالحُجَّةَ عَلَيْهِم‌ُ السَّلامُ أئِمَّةٌ وَقادَةٌ وَدُعاةٌ إِلىٰ الله جَلَّ وَعَلا وَحُجَّةٌ عَلَىٰ عِبادِهِ. ثم يقول:ياشهود فلان بن فلان المسمّمين في هذا الكتاب اثبتوا لي هذه الشهادة عندكم حتىٰ تلقوني بها علىٰ الحوض . ثم يقول الشهود:يا فُلانُ نَسْتَودِعُكَ الله ، وَالشَّهادَةُ وَالاقْرارُ وَالاخاءُ مَوْدُوَعَةٌ عِنْدَ رَسُولِ الله صَلّىٰ اللّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَنَقْرَأ عَلَيْكَ السَّلامَ وَ رَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ. ثم تطوي الصحيفة وتطبع ولتختم بخاتم الشهود وخاتم الميّت وتوضع علىٰ يمين الميت مع الجريدة وتكتب الصحيفة بكافور وعلىٰ عود جهته غير مطيّب، وينبغي إذا حضره الموت أن يستقبل بباطن قدميه القبلة ويكون عنده من يقرأ من القرآن سورة يَّس والصافات ويذكرالله تعالىٰ ويلقَّن الميت بالشهادتين والاقرار بالأئمة عليهم ‌السلام واحداً واحداً ويلقّن كلمات الفرج وهي:لا إلهَ إِلَّا الله الحَلِيمُ الكَريمُ لا إلهَ إِلَّا الله العَلِيُّ العَظيمُ، سُبْحانَ الله رَبِّ السَّماواتِ السَبْعِ وَرَبِّ الارَضِينَ السَّبْعِ وَمافِيهِنَّ وَمابَيْنَهُنَّ وَماتَحْتَهُنَّ وَرَبِّ العَرْشِ العَظِيم، وَالحَمْدُ لله رَبِّ العالَمين وَالصَّلاةُ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّيِّبِينَ. ولا يحضره جنب ولا حائض فإذا قضىٰ نحبه غمضت عيناه ومُدّت يداه ويطبق فوه، وتمدّ ساقاه، ويشدّ لحياه ويؤخذ في تحصيل أكفانه، فيحصل له من الاكفان المفروضة ثلاث قطع: مئزر وقميص وإزار ويستحب أن يضاف إلىٰ ذلك حبرة يمنيّة (وهي ثوب يستورد من اليمن) أو إزار آخر وخرقة خامسة يشدّ بها فخذاه ووركه ويستحبّ أن تجعل له عمامه زائدة علىٰ ذلك ويحصل له شي من الكافور الذي لم تمسّه النار وأفضله ثلاثة عشر دراهما وثلث درهم وأوسطه أربعة مثاقيل، وأقلّه درهم، فإن تعذّر فما سهل وينبغي أن يكتب علىٰ الاكفان كلها، أي كل واحد منها :فُلانُ يَشْهَدُ أنْ لا إلهَ إِلَّا الله وَحْدَهُ لاشَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ الله وَأنَّ عَلِيّاً أميرُ المُؤْمِنِينَ وَالأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ ، ويكتب أسماء الأئمة كلها ثم يكتب:أئمته أئمة الهُدىٰ الابرار ، ويكتب ذلك بتربة الحسينعليه‌السلام أو بالاصبع ولا يكتب

٨٠٥

بالسواد. ويغسّل الميث ثلاثة أغسال أوّلها بماء السّدر، والثاني بماء الكافور، والثالث بماء القراح. وكيفية غسله مثل غسل الجنابة سواء، يبدأ أولاً فيغسل يدي الميت ثلاث مرات ثم ينجيه بقليل من الاشنان ثلاث مرات، ثم يغسل رأسه برغوة السّدر ثلاث مرات، ثم جانبه الايمن ثم الايسر مثل ذلك، ويمرّ يده علىٰ جميع جسده، كل ذلك بماء السّدر، ثم يغسل الاواني ويطرح ماء آخر ويطرح فيه قليلاً من الكافور، ثم يغسله بماء الكافور، ومثل ذلك علىٰ السواء ويقلّب بقيّة الماء ويغسل الاواني، ثم يطرح الماء القراح ويغسله الغسلة الثالثة مثل ذلك سواء ويقف الغاسل علىٰ جانبه الايمن، يقول كلما غسل منه شَيْئاً: عفوا عفوا، فاذا فرغ نشفه بثوب نظيف ويغتسل الغاسل فرضا، إما في الحال، أو فيما بعد، ويستحب تقديم الوضؤ علىٰ الغسلات. ثم يكفنه فيعمد الخرقة التي هي الخامسة فيبسطها ويضع عليها شَيْئاً من القطن وينثر عليها شَيْئاً من الذّريرة ويضعه علىٰ فرجيه قبله ودبره، ويحشي دبره بشي من القطن، ثم يستوثق بالخرقة إليتيه وفخذيه شداً وثيقا، ثم يؤزره من سرته إلىٰ حيث يبلغ المئزر، ويلبسه القميص وفوق القميص الازار، وفوق الازار الحبرة، أو ما يقوم مقامها، ويضع معه جريدتين من النخل أو من شجر غيره، ولتكونا رطبتين، ومقدارهما مقدار عظم‌الذراع، يضع واحدة منهما من الجانب الايمن، يلصقها بجلده من عند حقوه، والاخر من الجانب الايسر بين القميص والازار، ويضع الكافور علىٰ مساجده، جبهته وباطن كفيه وركبتيه وأطراف أصابع رجليه، فإن فضل منه شي جعله علىٰ صدره، ويرد عليه اللّفافة ويعقدها من ناحية رأسه ورجليه إلىٰ أن يدفنه فإذا دفنه حلّ عنه عقد أكفانه ثم يحمل علىٰ سريره إلىٰ المصلّىٰ ثم يصلّي عليه. وقال العلامة المجلسي رحمهالله في (زاد المعاد) في باب صلاة الميت ماملخصه: إنّ صلاة الميت فرض علىٰ كل مسلم علم بموت أحد فإذا قام بها احد المسلمين سقط عن الباقين وتجب الصلاة علىٰ كل شيعي إثنىٰ عشري بالغ بلا خلاف، والاشهر الاقوىٰ أنّها تجب أيضاً علىٰ غير البالغ، إذا تم الست سنين من العمر والظاهر كفاية قصد القربة فيها والصلاة علىٰ الطفل الذي لم يبلغ الستّة أشهر إذا كان قد ولد حيّا مسنونة لدىٰ البعض وبدعة عند البعض والاحوط‍ ترك الصلاة عليه وأحق الناس بالصلاة علىٰ الميت أولاهم بميراثه علىٰ المشهور والزوج أحقّ بالصلاة علىٰ زوجته ويجب أن يستقبل المصلّي القبلة ويكون رأس الميت إلىٰ جانبه الايمن، وأن يكون الميّت مستلقيا علىٰ قفاه ولا

٨٠٦

يشترط في هذه الصلاة الطهارة من الحدث وتصح من الجنب والحائض وغير المتوضي ويستحب أن يكون متوضئاً فإن لم يتيسر الماء أو كان يمنعه عن استعماله مانع أو ضاق الوقت عن استعماله فالمسنون التيمّم وظاهر بعض الاحاديث استحباب التيمّم من دون عذر عن الوضؤ والمسنون أن يقف المصلي عند وسط الرجل وصدر المرأة علىٰ المشهور وأن ينزع المصلّي حذاءه ويجب أن ينوي صلاة الميت فيكبّر خمس تكبيرات ومن المسنون أن يرفع عند كل تكبيرة يديه إلىٰ حذاء أذنيه ويقول علىٰ المشهور بعد التكبيرة الأولى:أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إِلَّا الله وَأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللّه . وبعد التكبيرة الثانية:اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ. وبعد التكبيرة الثالثة:اللّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ . وبعد التكبيرة الرابعة:اللّهُمَّ اغْفِرْ لِهذا المَيِّتِ. ثم يكبر الخامسة وينصرف والصلاة بهذه الصفة مجزية. والافضل علىٰ المشهور أن يقول بعد مانوى:الله أكْبَرُ أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إِلَّا الله وَحْدَهُ لاشَريكَ لَهُ وَأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ أرْسَلَهُ بِالحَقِّ بَشيراً وَنَذيراً بَيْنَ يَدَي السَّاعَةِ. ثم يقول:الله أكْبَرُ اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَبارِكْ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَارْحَمْ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ كَأَفْضَلِ ماصَلَّيْتَ وَبارَكْتَ وَتَرَحَّمْتَ عَلىٰ إبْراهِيمَ وَآلِ إبْراهِيمَ إنَّكَ حَميدٌ مَجِيدٌ، وَصَلِّ عَلىٰ جَمِيعِ الأَنْبِياءِ وَالمُرْسَلينَ. ثم يقول:الله أكْبَرُ اللّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ وَالمُسْلِمِينَ وَالمُسْلِماتِ الاحْياءِ مِنْهُمْ وَالامْواتِ، وَتَابِعِ بَيْنَنا وَبَيْنَهُمْ بِالخَيْراتِ إنَّكَ مُجِيبُ الدَّعَواتِ إنَّكَ عَلىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَديرٌ. ثم يقول:الله أكْبَرُ اللّهُمَّ إنَّ هذا عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أمَتِكَ نَزَلَ بِكَ وَأنْتَ خَيْرُ مَنْزُولٍ بِهِ اللّهُمَّ إنَّا لانَعْلَمُ مِنْهُ إِلَّا خَيْراً وَأنْتَ أعْلَمُ بِهِ مِنَّا، اللّهُمَّ إنْ كانَ مُحْسِناً فَزِدْ فِي إحْسانِهِ، وَإنْ كانَ مُسيئا فَتَجاوَزْ عَنْهُ وَاغْفِرْ لَهُ، اللّهُمَّ اجْعَلْهُ عِنْدَكَ فِي أعْلَىٰ عِلِّيِّينَ وَاخْلُفْ عَلىٰ أهْلِهِ فِي الغابِرِينَ وَارْحَمْهُ بِرَحْمَتِكَ ياأرْحَمَ الرَّاحِمينَ. ثم يقول:الله أكْبَرُ وينصرف. وإذا كان الميّت انثىٰ قال المصلي:اللّهُمَّ إنَّ هذِهِ أمَتُكَ وَابْنَةُ عَبْدِكَ وَابْنَةُ أمَتِكَ نَزَلَتْ بِكَ وَأنْتَ خَيْرُ مَنْزُولٍ بِهِ ؛ اللّهُمَّ إنَّا لانَعْلَمُ مِنْها إِلَّا خَيْراً وَأنْتَ أعْلَمُ بِها مِنَّا، اللّهُمَّ إنْ كانَتْ مُحْسِنَةٍ فَزِدْ فِي إحْسانِها وَإنْ كانَتْ مُسَيئةً فَتَجاوَزْ عَنْها وَاغْفِرْ لَها، اللّهُمَّ اجْعَلْها عِنْدَكَ فِي أعْلَىٰ عِلِّيِّينَ وَاخْلُفْ عَلىٰ أهْلِها فِي الغابِرِينَ وَارْحَمْها بِرَحْمَتِكَ ياارْحَمَ الرَّاحِمِينَ. وإن كان الميت مستضعفا قال:اللّهُمَّ اغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذابَ الجَحِيم. وإن كان الميت طفلاً غير بالغ قال:اللّهُمَّ

٨٠٧

اجْعَلْهُ لاَبَوَيْهِ وَلَنا سَلَفا وَفَرَطا وَأَجْراً. ومن المسنون أن يقف المصلّي لاسيما الإمام في مكانه حتىٰ ترفع الجنازة. وفي الحديث تقول إذا فرغت من الصلاة:رَبَّنا اَّتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الاخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النَّارِ.

وروي عن الصادق (صلواتالله وسلامه عليه) أنه يستحب إعلام الاخوان المؤمنين بالموت، ليحضروا جنازته ويصلّوا عليه ويستغفروا له، فيثاب الميت ويثابوا. وفي حديث حسن عن الصادقعليه‌السلام قال: إن المؤمن إذا أدخل قبره ينادى: ألا إنّ أوّل حبائك الجنّة وأوّل حباء من تبعك المغفرة. وقال في حديث آخر: أوّل تحفة المؤمن في قبره أن يغفر لمن تبع جنازته. وقال في حديث آخر: من تبع جنازة مؤمن حتىٰ يدفن وكلالله عليه يوم القيامة سبعين ملكاً يشيعونه ويستغفرون له من القبر الىٰ موقف الحساب، وقال من أخذ بقائمة السرير غفرالله له خمسا وعشرين كبيرة، فإذا ربّع خرج من الذنوب، وينبغي أن يحمل السرير أربعة رجال والافضل للمشيّع أن يبدأ بحمل الميّت من طرف يده اليمنىٰ الواقع إلىٰ يسار السرير، ثم يحمله من جانب الرجل اليمنى، ثم يدور خلف الجنازة فيحمل جانب الرجل اليسرىٰ علىٰ العاتق الايسر، ثم جانب اليد اليسرىٰ علىٰ العاتق الايسر، فإذا أراد أن يربع ثانيا فليجانب المرور أمام الجنازة بل يدور من خلفها، فيبدأ في التربيع من جانب اليد اليمنىٰ كما صنع أوّلاً، وهذه الطريقة في التربيع معاكسة لمذهب أكثر العلماء، حيث ذهبوا إلىٰ أنّ التربيع يبدأ بحمل الجانب الايمن من مقدّم السرير ثم الايمن من مؤخره ثم الايسر منه ثم الايسر من مقدّمه. والطريقة الأولىٰ هي الموافقة للاحاديث المعتبرة، والأولىٰ العمل بالطريقتين والافضل أن يكون مشي المشيع خلف الجنازة أو إلىٰ أحد جانبيها لا مقدما عليها، وظاهر أكثر الاحاديث أنّه يحسن المشي أمام جنازة المؤمن ولايحسن أمام جنازة المخالف في المذهب، فإن الملك تستقبلها بالعذاب. ويكره التشييع راكبا. وعن النبيصلي الله عليه وآله وسلم أن من رأىٰ جنازة فقال:

الله أكْبَرُ هذا ماوَعَدَنا الله وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ الله وَرَسُولُهُ، اللّهُمَّ زِدْنا إيْمانا وَتَسْلِيماً الحَمْدُ لله الَّذِي تَعَزَّزَ بِالقُدْرَةِ وَقَهَرَ العِبادَ بِالمَوْتِ، لم يبق في السماء ملك إِلَّا بكىٰ رحمة له. وعن الصادقعليه‌السلام قال: يقول من يحمل الجنازة:بَسْمِ الله وَ بِالله اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ.

وروي عن الإمام زين العابدينعليه‌السلام أنّه كان إذا رأىٰ جنازة يقول:الحَمْدُ لله الَّذِي لَمْ يَجْعَلْنِي مِنَ السَّوادِ الُمخْتَرَمِ. وليس من المسنون للمرأة أن تشيّع جنازة، ويكره لمن حضر الجنازة أن يضحك أو

٨٠٨

يتكلم بالباطل. وقال العلامة المجلسي رض أيضاً في كتاب (الحلية): روي عن النبيصلي الله عليه وآله وسلم قال: من صلّىٰ علىٰ ميّت صلّىٰ عليه سبعون ألف ملك، وغفرالله له ماتقدّم من ذنبه وما تأخّر فإن أقام حتّىٰ يدفن ويحثىٰ عليه التراب، كان له بكل قدم نقلها قيراط من الاجر. والقيراط مثل جبل أحد. وقال في حديث آخر: أيّما مؤمن صلّىٰ علىٰ جنازة وجبت له الجنة إِلَّا إذا كان منافقاً أو عاقّاً لوالديه. وروي بسند معتبر عن الصادق صلواتالله عليه أنّه إذا مات المؤمن فحضر جنازته أربعون من المؤمنين وقالوا:اللّهُمَّ إنَّا لانَعْلَمُ مِنْهُ إِلَّا خَيْراً وَأنْتَ أعْلَمُ بِهِ مِنَّا قالالله تعالى:قبلت شهادتكم وغفرت له مالم تعلموه وعلمته.

وفي حديث معتبر آخر عن النبيصلي الله عليه وآله وسلم قال: أوّل عنوان صحيفة المؤمن بعد موته مايقول الناس فيه: إن خيراً فخيراً وإن شراً فشراً.أقول : قال الشيخ الطوسي في (مصباح المتهجد) ويستحب تربيع الجنازة بأن يأخذ جانبها الايمن، ثم رجلها اليمنى، ثم رجلها اليسرى، ثم منكبها الايسر (يحمل بهذه الكيفية الجوانب الاربع للسرير) يدور خلفها دور الرّحى، فإذا جي بها إلىٰ القبر ترك جنازة الرجل مما يلي رجلي القبر، ويقدم إلىٰ شفير القبر في ثلاث دفعات وإن كانت جنازة امرأة تركت قدّام القبر مما يلي القبلة ثم ينزل إلىٰ القبر وليّ الميت أو من يأمره الولي ويكون نزوله من عند رجلي القبر ويقول:اللّهُمَّ اجْعَلْها رَوْضَةً مِنْ رِياضِ الجَنَّةِ وَلا تَجْعَلْها حُفْرَةً مِنْ حُفَرِ النَّارِ. وينبغي أن ينزل القبر حافيا مكشوف الرأس محلول الأزرار ثم يتناول الميت فيه فيبدأ برأسه فيأخذه وينزل به القبر ويقول:بَسْمِ الله وَ بِالله وَفِي سَبيلِ الله وَعَلىٰ مِلَّةِ رَسُولِ الله اللّهُمَّ إيْمانا بِكَ وَتَصْدِيقا بِكِتابِكَ هذا ماوَعَدَنا الله وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ الله وَرسُولُهُ اللّهُمَّ زِدْنا إيْمانا وَتَسْلِيماً، ثم يضجعه علىٰ جانبه الايمن ويستقبل بوجهه القبلة ويحلّ عقد أكفانه من قبل راسه ورجليه ويضع خدّه علىٰ التراب ويستحبّ أن يجعل معه شَيْئاً من تربة الحسينعليه‌السلام ثم يشرج عليه اللبن ويقول من يشرجه:اللّهُمَّ صِلْ وَحْدّتَهُ وَآنِسْ وَحْشَتَهُ وَارْحَمْ غُرْبَتَهُ وَأسْكِنْ إلَيْهِ مِنْ رَحْمَتِكَ رَحْمَةً يَسْتَغْنِي بِها عَنْ رَحْمَةِ مَنْ سِواكَ وَاحْشُرْهُ مَعَ مَنْ كانَ يَتَوَلاهُ مِنَ الائِمَّةِ الطّاهِرينَ، ويستحب أن يلقن الميت الشهادتين، وأسماء الأئمة عَلَيْهِمُ ‌السَّلامُ و يستجب أن يلقن الميت الشهادتين، و أسماء الأئمة عليهم السلام عند وضعه في القبر قبل تشريج اللبن عليه فيقول الملقّنُيافلان بن فلان ويذكر اسم الميت واسم ابيه:اذْكُرِ العَهْدَ الَّذِي خَرَجْتَ عَلَيْهِ مِنْ دارِ

٨٠٩

الدُّنْيا: شَهادَةَ أنْ لا إلهَ إِلَّا الله وَحْدَهُ لاشَريكَ لَهُ، وَأنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأنَّ عَلَيَّاً أَميرُ المُؤْمِنِينَ وَالحَسَنَ وَالحُسَيْنَ ويذكر الأئمة عليهم ‌السلام واحداً واحداً إلىٰ آخرهمأئمَّتُكَ أئمَّةُ الهُدَىٰ الابْرارُ، فإذا فرغ من تشريج اللبن عليه أهال التراب عليه، ويهيل كل من حضر استحبابا بظهور أكفهم ويقولون عند ذلك:إنَّا لله وَإنَّا إلَيْهِ راجِعُونَ هذا ماوَعَدَنا الله وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ الله وَرَسُولُهُ، اللّهُمَّ زِدْنا إيْماناً وَتَسْلِيماً، فاذا أراد الخروج من القبر خرج من قبل رجليه ثم يطمّ القبر ويرفع من الارض مقدار أربع أصابع، ولا يطرح فيه غير ترابه ويجعل عند رأسه لبنة أو لوحا ثم يصب الماء علىٰ القبر، يبدأ بالصبّ من عند الرأس، ثم يدار من أربع جوانب القبر حتىٰ يعود إلىٰ موضع الرأس، فإن فضل‌ من الماء شيء صبه علىٰ وسط القبر، فإذا سوّى‌القبر وضع يده علىٰ القبر من أراد ذلك ويفرج أصابعه ويغمرها فيه ويدعو للميّت فيقول:اللّهُمَّ آنِسْ وَحْشَتَهُ وَارْحَمْ غُرْبَتَهُ وَأسْكِنْ (وَآمِنْ) رَوْعَتُهُ وَصِلْ وَحْدَتَهُ وَأسْكِنْ إلَيْهِ مِنْ رَحْمَتِكَ رَحْمَةً يَسْتَغْنِي بِها عَنْ رَحْمَةِ مَنْ سِواكَ وَاحْشُرْهُ مَعَ مَنْ كانَ يَتَوَلاّهُ . فإذا انصرف الناس عن القبر تأخر أولىٰ الناس بالميّت ويترحم عليه وينادي بأعلىٰ صوته إن لم يكن في موضع تقيّة:يافلان بن فلان يذكر اسم الميت واسم ابيه:الله رَبُّكَ وَمُحَمَّدٌ نَبِيُّكَ وَالقُرْآنُ كِتابُكَ وَالكَعْبَةُ قِبْلَتُكَ وَعَلِيُّ إمامُكَ وَالحَسَنُ وَالحُسَيْنُ ويذكر الأئمة واحداً واحداً أئمَّتُكَ أئمَّةُ الهُدَىٰ الابْرارُ.

أقول : يستحب تلقين الميت في ما عداً حال الاحتضار في موضعين:

الأول : عندما يوضع في القبر والافضل أن يقبض علىٰ منكبه الايمن باليد اليمنىٰ وعلىٰ الايسر باليسرىٰ فيحرّكه ويلقنه.

الثاني: بعد الدفن، فيستحب أن يجلس الوليّ أي أقرب الناس إليه عند رأسه بعد انصراف الناس فيلقنه برفيع صوته ويحسن أن يضع راحتيه علىٰ القبر ويقرب فاه منه ولابأس بأن يستنيب الوليّ للتلقين.

وفي الاحاديث أنّ الميّت إذا لُقّن هذا التلقين قال منكر ونكير: قد لقنوه فلا حاجة إلىٰ سؤاله فلننصرف، فينصرفان عنه ولا يسألانه.

قال العلامة المجلسي رحمهالله : التلقين الجامع هو أن يقول المُلقِّن:إسْمَعْ إفْهَمْ يافُلانُ بْنُ فُلانٍ وليذكر اسمه واسم ابيههَلْ أنْتَ عَلىٰ العَهْدِ الَّذِي فارَقْتَنا عَلَيْهِ مِنْ شَهادَةِ أنْ لا إلهَ إِلَّا الله وَحْدَهُ لاشَريكَ لَهُ، وَأنَّ مُحَمَّداً صَلّىٰ الله عَلَيْهِ وَآلِهِ عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَسَيِّدُ النَّبِيِّينَ وَخاتَمُ المُرْسَلِينَ، وَأنَّ عَلَيَّاً أمِيرُ المُؤْمِنِينَ وَسَيِّدُ الوَصِيِّينَ وَإمامٌ افْتَرَضَ الله طاعَتَهُ عَلىٰ العالَمِينَ، وَأنَّ الحَسَنَ وَالحُسَيْنَ وَعلِيَّ

٨١٠

بْنَ الحُسَيْن وَمُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ وَجَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ وَمُوسَىٰ بْنَ جَعْفَرٍ وَعَلِيَّ بْنَ مُوسَىٰ وَمُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ وَعَلِىَّ بْنَ مُحَمَّدٍ وَالحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ وَالقائِمَ الحُجَّةَ المَهْدِيَّ صَلَواتُ الله عَلَيْهِمْ أئِمَّةُ المُؤْمِنِينَ وَحُجَجُ الله عَلىٰ الخَلْقِ أجْمَعِينَ، وَأئِمَّتُكَ أئِمَّةُ هُدىٰ أبْرارٌ. (يافُلانَ بْنَ فُلانٍ) إذا أتاكَ المَلَكانِ المُقَرَّبانِ رَسُولَيْنِ مِنْ عِنْدِ الله تَبارَكَ وَتَعالىٰ وَسَألاكَ عَنْ رَبِّكَ وَعَنْ نَبِيِّكَ وَعَنْ دِينِكَ وَعَنْ كِتابِكَ وَعَنْ قِبْلَتِكَ وَعَنْ أئِمَّتِكَ فَلا تَخَفْ وَقُلْ فِي جَوابِهِما الله جَلَّ جَلالُهُ رَبِّي، وَمُحَمَّدٌ صَلّىٰ الله عَلَيْهِ وَآلِهِ نَبِيِّي، وَالاسْلامُ دِينِي، وَالقُرْآنُ كِتابِي، وَالكَعْبَةُ قِبْلَتِي، وَأميرُ المُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أبِي طالِبٍ إمامِي، وَالحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الُمجْتَبىٰ إمامِي، وَالحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الشَهِيدُ بِكَرْبَلاَء إمامِي، وَعَلِيُّ زَيْنُ العابِدِينَ إمامِي، وَمُحَمَّدٌ باقِرُ عِلْمِ النَّبِيِّينَ إمامِي، وَجَعْفَرٌ الصادِقُ إمامِي، وَمُوسَىٰ الكاظِمُ إمامِي، وَعَلِيُّ الرِّضا إمامِي، وَمُحَمَّدٌ الجَوادُ إمامِي، وَعَلِيُّ الهادِي إمامِي، وَالحَسَنُ العَسْكَرِيُ إمامِي، وَالحُجَّةُ المُنْتَظَرُ إمامِي ؛ هؤُلاِ صَلَواتُ الله عَلَيْهِمْ أجْمَعينَ أئِمَّتِي وَسادَتِي وَقادَتِي وَشُفَعائِي، بِهِمْ أتَوَلّىٰ وَمِنْ أعْدائِهِمْ أتَبَرَّأُ فِي الدُّنْيا وَالاخِرَةِ. ثُمَّ إعْلَمْ يافُلانَ بْنَ فُلانٍ أَنَّ الله تَبارَكَ وَتَعالىٰ نِعْمَ الرَّبُ ، وَأنَّ مُحَمَّداً صَلّىٰ الله عَلَيْهِ وَآلِهِ نِعْمَ الرَّسُولُ، وَأنَّ أميرَ المُؤْمِنِينَ عَلِيَّ بْنَ أبَي طالبِ وَأوَلادَهُ الائِمَّةَ الاحَدَ عَشَرَ نِعْمَ الائِمَّةَ، وَأنَّ ماجاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ صَلّىٰ الله عَلَيْهِ وَآلِهِ حَقُّ، وَأنَّ المَوتُ حَقٌّ وَسُؤالَ مُنْكَرٍ وَنَكيرٍ فِي القَبْرِ حَقُّ وَالبَعْثَ حَقُّ وَالنُشُورَ حَقُّ وَالصِّراطَ حَقُّ وَالمِيزانَ حَقُّ وَتَطايُرَ الكُتُبِ حَقُّ وَالجَنَّةَ حَقُّ وَالنَّارَ حَقُّ، وَأنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لارَيْبَ فِيها، وَأنَّ الله يَبْعَثُ مَنْ فِي القُبُورِ. ثم يقول :أفَهِمْتَ يافُلانُ . وفي الحديث أنّ الميّت يجيب بلىٰ فهمت. ثم يقول:ثَبَّتَكَ الله بِالقَوْلِ الثَّابِتِ هَدَاكَ الله إِلىٰ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ عَرَّفَ الله بيْنَنا وَبَيْنَكَ وَبَيْنَ أوْلِيائِكَ فِي مُسْتَقَرٍّ مِنْ رَحْمَتِهِ. ثم يقول:اللّهُمَّ جافِ الارْضَ عَنْ جَنْبَيْهِ وَاصْعَدْ بِرُوَحِهِ إلَيْكَ وَلَقِّهِ مِنْكَ بُرْهانا، اللّهُمَّ عَفْوَكَ عَفْوَكَ.

جعلت الختام كلمة العفو الشريفة والرجاء الواثق هو شمول العفو الربوبي لي أنا الذي سوّدت وجهي الذنوب ولمن جرىٰ علىٰ هذه الرسالة. وكان ذلك في آخر يوم جمعة التاسع عشر من شهر محرم الحرام سنة ١٣٤٥ ألف وثلاثمئة وخمس وأربعين في جوار إمامنا المسموم مولانا الغريب المظلوم أبي الحسن علي بن موسىٰ الرضا عليه وعلىٰ آبائه السلام من الحي القيوم والحمدلله أولاً وآخراً وصلىٰالله علىٰ محمد وآله.

٨١١

ملحق

كتاب الباقيات الصالحات

في ذكر عدة أدعية وعوذات موجزات اقتطفناها من كتاب البحار وألحقناها بكتاب الباقيات الصالحات.

الأول: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام أنه رأىٰ رجلاً يدعو بدعاء طويل في دفتر له، فقال: ياهذا إنّالله الذي يسمع الكثير يجيب عن القليل فقال الرجل: يامولاي ماذا تأمرني أن أصنع؟ قال قل:الحَمْدُ لله عَلىٰ كُلِّ نِعْمَةٍ وَأسْأَلُ الله مِنْ كُلِّ خَيْرٍ وَأعُوذُ بِالله مِنْ كُلِّ شَرِّ وَأسْتَغْفِرُ الله مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ.

الثاني: دعاء مروي عن الصادقعليه‌السلام علّمه بعض أصحابه لدفع الهول والغم:أعْدَدْتُ لِكُلِّ عَظِيمَةٍ لا إلهَ إِلَّا اللّهُ وَلِكُلِّ هَمٍّ وَغَمٍّ لاحَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلَّا بِالله مُحَمَّدٌ النُورُ الأول وَعَلِيُّ النُورُ الثَّانِي وَالائِمَّةُ الابْرارُ عُدَّةٌ لِلِق الله وَحِجابٌ مِنْ أعْداء الله ، ذَلَّ كُلَّ شَيْءٍ لِعَظَمَة الله ، وَأسْاَلُ الله عَزَّوَجَلَّ الكِفايَةَ.

الثالث: دعاء لزوال الاسقام: قال السيد ابن طاووس رحمهالله قد جرّبناه، تكتب في رقعة:يامَنْ اسْمُهُ دَواءٌ وَذِكْرُهُ شِفاءٌ يامَنْ يَجْعَلُ الشِّفاءَ فِيما يَشاءُ مِنَ الاشْياءِ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَإجْعَلْ شِفائِي مِنْ هذا الدَّاءِ فِي إسْمِكَ هذا. ثم تكتب عشرا: ياالله ، وعشرا: ياربِّ، وعشرا:ياأرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

الرابع: للبثر: عن الصادق (صلواتالله وسلامه عليه) قال: إذا أحسست بالبثر فضع عليه السبابة ودوّر ماحوله وقل: لا إله إِلَّاالله الحليم الكريم، سبع مرات، فإذا كان في السابعة فضمّده وشدّده بالسّبابة.

الخامس: روي أنه تقول للخنازير مكررا:يارَؤُوفُ يارَحِيمُ يا رَبِّ ياسَيِّدِي.

السادس: لوجع الظهر: روي أنّه تضع يدك علىٰ موضع الوجع، وتقرأ ثلاثا:وماكانَ لِنَفْسٍ أنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإذْنِ الله كِتابا مُؤَجَّلاً وَمْنْ يُرِدْ ثَوابَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها وَمَنْ يُرِدْ ثَوابَ الاخِرَة نُؤْتِهِ مِنْها وَسَنِجْزِي الشَّاكِرِينَ، ثم تقرأ سورة إنّا

٨١٢

أنزلناه سبع مرات فإنّك تعافىٰ إن شاءاللّه .

السابع: لوجع السّرة روي أنّه تضع يدك على موضع الوجع و تقول ثلاثاً:

وَ إنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ لا يأتيه الباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكيمٍ حَمِيدٍ فإنك تعافى إن شاءالله .

الثامن: عوذة للآلام كلها مرويّة عن الرضاعليه‌السلام أُعِيذُ نَفْسِي بِرَبِّ الأرْضِ وَ رَبِّ ٍالسَّماءِ، أُعِيذُ نَفْسِي بِالّذي لا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ داءٌ أُعِيذُ نَفْسِي بِالله الّذِي اسْمُهُ بَرَكَةٌ وَ شِفاءٌ.

التاسع: لوجع الخاصرة روي أنّه إذا فرغت من صلاتك فضع يدك على موضع السجود ثم امسحها و اقرأ :أَفْحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً إلى آخر السورة المباركة.

العاشر: لوجع البطن و القولنج و نحوهما تقول:بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيم وَذا النُّون إذْ ذَهَبَ مُغاضِباً إلي آخر السورة المباركة.

الحادي العشر: دعاء المكروب و الملهوف و من قد أعيته حيلته و أعصابته بليّة يدعو به ليلة الجمعة إذا فرغ من الصلاة المكتوبة من العشاء الآخرة :لا إلهَ إلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِيِنِ .

الثاني العشر: دعاء موسى بن جعفر عليهما السلام للخلاص من السجن:يا مُخَلِّصَ الشَّجَرِ مِنْ بَيْنِ رَمْلٍ وَ طِينٍ وَ ماءٍ، وَ يا مُخَلِّصَ النَّارِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَ دَمَ،وَ يا مُخَلِّصَ الوَلَدِ مِنَ بَيْنِ مَشِيمَةٍ وَ رَحِمٍ ، وَ يا مُخَلِّصَ النَّارِ مِنْ بَيْنِ الحَدِيدِ وَ الحَجَرِ وَ يا مُخَلِّصَ الوَلَدِ مِنَ بَيْنِ مَشِيمَةٍ وَ رَحِمٍ ، وَ يا مُخَلِّصَ النَّارِ مِنْ بَيْنِ الحَدِيدِ وَ الحَجَرِ وَ يا مُخَلِّصَ الرُّوحِ مِنْ بَيْنِ الأحْشاءِ وَ الأمْعاءِ خَلِّصْني مِنْ بَيْنِ يَدَيْ هرُونَ و ليذكر عوض هرون اسم من يؤذيه. و رُوِي أنّهعليه‌السلام بعد أن دعاء بهذا الدعاء في سجن هرون و قد جنّ الليل وجدّد الوضوء و صلّى أربع ركعات، رأى هرون في منامه رؤيا مهولة، ففزع و أمر بإطلاقهعليه‌السلام من السجن.

الثالث العشر دعاء الفرج:اللّهُمَّ إنْ كانَتْ ذُنُوبي قَدْ أخْلَقَتْ وَجْهِي عِنْدَكَ، فَإنِّي أتَوَجَّهُ إلَيْكَ بِنَبيِّكَ نَبِيَّ الرَّحْمَةِ ، مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَ آلِهِ ، وَ عَلِيٍّ وَ فاطِمَةَ وَ الحَسَنِ وَ الحُسَيْنِ وَ الأئِمَّةِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ .

واعلم أنّ أدعية الفرج كثيرة منها: الدعاء:إلهِي طُمُوحُ الامالِ قَدْ خابَتْ إِلَّا لَدَيْكَ ... الخ، (والدعاء مذكور في المفاتيح في خلال أعمال ليلة الجمعة ).

٨١٣

الرابع عشر: دعاء شريف يدعىٰ به في صلاة الوتر وقد رواه العلاّ مة المجلسي رحمهالله في (البحار) عن كتاب الاختيار تمدّ يدك إلىٰ السماء وتقول:إلهِي كَيْفَ أصْدُرُ عَنْ بابِكَ بِخَيْبَةٍ مِنْكَ وَقَدْ قَصَدْتُهُ عَلىٰ ثِقَةٍ بِكَ، إلهِي كَيْفَ تُؤْيِسُني مِنْ عَطائِكَ وَقَدْ أمَرْتَني بِدُعائِكَ، صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَارْحَمْنِي إذا اشْتَدَّ الانِينُ وَحُظِرَ عَلَيَّ العَمَلُ وَانْقَطَعَ مِنِّي الامَلُ وَأفْضَيْتُ إِلىٰ المَنُونِ وَبَكَتْ عَلَيَّ العُيُونُ وَوَدَّعَني الاهْلُ وَالاحْبابُ وَحُثِيَ عَلّيَّ التُّرابُ وَنُسِيَ اسْمِي وَبَلِيَ جِسْمِي وَانْطَمَسَ ذِكْرِي وَهُجِرَ قَبْرِي، فَلَمْ يَذْكُرْني ذاكِرٌ وَظَهَرَتْ مِنِّي المَآثِمُ وَاسْتَوْلَتْ عَلَيَّ المَظالِمُ، وَطالَتْ شِكايَةُ الخُصُومِ وَإتَّصَلَتْ دَعْوَةُ المَظْلُومِ صَلِّ اللّهُمَّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَأرْضِ خُصُومِي عَنِّي بِفَضْلِكَ وَإحْسانِكَ وَجُدْ عَلَيَّ بِعَفْوِكَ وَرِضْوانِكَ إلهِي ذَهَبَتْ أَيامُ لَذَّاتِي وَبَقِيَتْ مَآثِمِي وَتَبِعاتِي، وَقَدْ أتَيْتُكَ مُنِيبا تائِبا فَلا تَرُدَّنِي مَحْرُوما وَلا خائِبا، اللّهُمَّ آمِنْ رَوْعَتِي وَاغْفِرْ زَلَّتِي وَتُبْ عَلَيَّ إنَّكَ أنْتَ التَّوابُ الرَّحِيمِ.

الخامس عشر: دعاء الحزين: وهو دعاء شريف يدعىٰ به بعد صلاة الليل وهو علىٰ مافي كتاب (مصباح المتهجد) كما يلي :أُناجِيكَ يامَوْجُودُ فِي كُلِّ مَكانٍ لَعَلَّكَ تَسْمَعُ نِدائِي، فَقَدْ عَظُمَ جُرْمي وَقَلَّ حَيائِي مَوْلايَ يامَوْلايَ، أَيَّ الاهْوالِ أتَذَكَّرُ وَأيَّها أنْسىٰ؟ وَلَوْ لَمْ يَكُنْ إِلَّا المَوْتُ لَكَفىٰ! كَيْفَ وَما بَعْدَ المَوْتِ أعْظَمُ وَأدْهىٰ؟! مَوْلايَ يامَوْلايَ، حَتّىٰ مَتىٰ وَإِلىٰ مَتىٰ أقُولُ لَكَ العُتْبىٰ مَرَّةً بَعْدَ أخْرىٰ ثُمَّ لاتَجِدُ عِنْدِي صِدْقا وَلا وَفاءً فَياغَوْثَاهُ ثُمَّ وَاغَوْثاهُ بِكَ يا الله مِنْ هَوىً قَدْ غَلَبَني وَمِنْ عَدُوٍّ قَدْ اسْتَكْلَبَ عَلَيَّ وَمِنْ دُنْيا قَدْ تَزَيَّنَتْ لِي وَمِنْ نَفْسٍ أمَّارَةٍ بِالسُّوءِ إِلَّا مارَحِمَ رَبِّي. مَولايَ يامَولايَ، إنْ كُنْتَ رَحِمْتَ مِثْلِي فَارْحَمْنِي وَإنْ كُنْتَ قَبِلْتَ مِثْلي فَاقْبَلْني ياقابِلَ السَّحَرَةِ اقْبَلْني يامَنْ لَمْ أزَلْ أتَعَرَّفُ مِنْهُ الحُسْنىٰ يامَنْ يُغَذِّيَني بِالنِعَمِ صَباحا وَمَساءً ارْحَمْني، يَوْمَ آتِيكَ فَرْداً شاخِصا إلَيْكَ بَصَري مُقَلَّداً عَمَلِي قَدْ تَبَرَّأَ جَميعُ الخَلْقِ مِنِّي. نَعَمْ، وَأبِي وَأمِّي وَمَنْ كانَ لَهُ كَدِّي وَسَعْيِي فَإنْ لَمْ تَرْحَمْنِي فَمَنْ يَرْحَمُنِي؟ وَمَنْ يُؤْنِسُ فِي القَبْرِ وَحْشَتِي وَمَنْ يُنْطِقُ لِسانِي إذا خَلَوْتُ بِعَمَلِي وَسائَلْتَنِي (١) عَمَّا أنْتَ أعْلَمُ بِهِ مِنِّي فَإنْ قُلْتُ: نَعَمْ، فَأيْنَ المَهْرَبُ مِنْ عَدْلِكَ وَإنْ قُلْتُ: لَمْ أفْعَلْ، قُلْتَ: ألَمْ أكُنْ الشَّاهِدَ عَلَيْكَ فَعَفْوُكَ عَفْوُكَ يامَوْلايَ قَبْلَ سَرابِيلِ

____________________

(١) في نسخة ثانية : وسألتني.

٨١٤

القَطِرانِ، عَفْوُكَ عَفْوُكَ يامَوْلايَ قَبْلَ جَهَنَّمَ وَالنِّيرانِ، عَفْوُكَ عَفْوُكَ يامَولايَ قَبْلَ أنْ تُغَلَّ الايْدِي إِلىٰ الاعْناقِ ياأرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وَخَيْرَ الغافِرينَ.

السادس عشر: روي عن الثقة الجليل، العالم العابد عبدالله بن جندب وهو من كبار أصحاب موسىٰ بن جعفر، والإمام الرضاعليه‌السلام وقد كان وكيلاً عنهم، أنّه بعث يوما كتابا إلىٰ أبي الحسن أي الإمام موسىٰعليه‌السلام كتب فيه: جعلت فداك إنّي قد كبرت وضعفت وعجزت عن كثير مما كنت أقدر عليه وأحبّ جعلت فداك أن تعلّمني كلاما يقرّبني إلىٰالله ويزيدني فهما وعلما فامرهعليه‌السلام في الجواب ان يكثر من قول:بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ لاحَوْلَ وَلاقُوَّةَ إِلَّا بِالله العَلِيِّ العَظِيمِ.

السابع عشر: في الحديث القدسي: يامحمد قل للذين يريدون التقرب إليّ اعلموا علم اليقين، أنّ هذا الكلام أفضل ماأنتم متقرّبون به إليّ بعد الفرائض، وذلك أن تقولوا:

اللّهُمَّ إنَّهُ لَمْ يُمْسِ أحَدٌ مِنْ خَلْقِكَ أنْتَ إلَيْهِ أحْسَنُ صَنِيعا وَلا لَهُ أدْوَمُ كَرامَةً وَلا عَلَيْهِ أبْيَنُ فَضْلاً وَلا بِهِ أشَدُّ تَرَفُقا وَلا عَلَيْهِ أشَدُّ حِياطَةً وَلا عَلَيْهِ أشَدُّ تَعَطُّفا مِنْكَ عَلَيَّ، وَإنْ كانَ جَميعُ الَمخْلُوقِينَ يُعَدِّدُونَ مِنْ ذلِكَ مِثْلَ تَعْدِيدِي فَاشْهَدْ ياكَافي الشَّهادَة بِأَنِّي أُشْهدُكَ بِنِيَّةِ صِدْقٍ بِأنَّ لَكَ الفَضْلَ وَالطولَ فِي‌إنْعامِكَ عَلَيَّ مَعَ قِلَّةِ شُكْرِي لَكَ فِيها، يافاعِلَ كُلِّ إرادَة صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَطَوِّقْنِي أمانا مِنْ حُلُولِ السَّخَطِ لِقِلَّةِ الشُّكْرِ، وَأوْجْب لِي زِيادَةً مِنْ إتْمامِ النِّعْمَةِ بِسَعَةِ المَغْفِرَةِ أمْطِرْنِي خَيْرَكَ، فَصَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَلا تُقايِسْنِي بِسُوءِ سَرِيرَتِي، وَامْتَحِنْ قَلْبِي لِرِضاكَ وَاجْعَلْ ماتَقَرَّبْتُ بِهِ إلَيْكَ في دِينِكَ لَكَ خالِصا وَلا تَجْعَلْهُ لِلُزُوَم شُبْهَةٍ اوَ فَخْرٍ أوْ رياءٍ ياكَرِيمُ .

أقول : هذا الدعاء من أدعية السر القدسية وهي إحدىٰ وثلاثون دعاء لحوائج الدنيا والاخرة وقد رواها المشايخ بأسانيد متصلة وبعضها مذكور في (مصباح المتهجد) و(مصباح الكفعمي) ومن طلب الكل فليراجع كتاب (البلد الامين) وكتاب الدعاء من (البحار) أو (الجواهر السنية) ونحن نذكر هنا دعاءً آخر من تلك الأدعية.

الثامن عشر: أيضاً من أدعية السر: من أراد الخروج من أهله لحاجة أو سفر فأحبّ أن أؤديه سالما مع قضائي له الحاجة فليقل حين يخرج من بيته:بِسْمِ الله مَخْرَجِي وَبِإذْنِهِ خَرَجْتُ وَقَدْ عَلِمَ قبل أنْ أخْرُجَ خُرُوَجِي وَقَدْ أحْصىٰ عِلْمُهُ ما فِي مَخْرَجِي وَمَرْجِعِي، تَوَكَّلْتُ عَلىٰ الالهِ الاكْبَرِ تَوَكُّلَ مُفَوِّضٍ إلَيْهِ أمْرَهُ وَمُسْتَعِينٍ بِهِ عَلَىٰ شُؤُوَنِهِ مُسْتَزِيدٍ مِنْ فْضِلِه مُبْرِىءٍ نَفْسَهُ مِنْ كُلِّ حَوْلٍ وَمِنْ كُلِّ قُوَّةٍ إِلَّا بِهِ، خُرُوجَ

٨١٥

ضَرِيرٍ خَرَجَ بِضُرِّهِ إِلىٰ مَنْ يَكْشِفُهُ وَخُرُوجَ فَقِيرٍ خَرَجَ بِفَقْرِهِ إِلىٰ مَنْ يَسُدُّهُ وَخُرُوجَ عائِلٍ خَرَجَ بِعَيْلَتِهِ إِلىٰ مَنْ يُغْنيها وَخُرُوجَ مَنْ رَبُّهُ أكْبَرُ ثِقِتِهِ وَأعْظَمُ رَجائِهِ وَأفْضَلُ اُمْنِيَّتِهِ، الله ثِقَتِي في جَمِيع اُمُورِي كُلِّها، بِهِ فِيها جَميعاً أسْتَعِينُ وَلا شَىْءٍ إِلَّا ماشَاءَ الله فِي عِلْمِهِ، أسْألُ الله خَيْرَ الَمخْرَجِ وَالمَدْخَلِ لا إلهَ إِلَّا هُوَ إلَيْهِ المَصِيرُ.

التاسع عشر: ذكر الصلاة والدعاء ليلة الزفاف: روي عن الإمام محمد الباقرعليه‌السلام قال: إذا زفّت إليك العروس فمر أن تتوضأ من قبل وتتوضأ أنت وصلّ ركعتين وقل يأمروها أيضاً بالصلاة ركعتين ثم احمدالله وصلّ علىٰ محمد وآل محمد ثم ادع وأمر من حضر معها من النساء أن يؤمنَّ وقل:اللّهُمَّ ارْزُقْنِي إلْفَها وَوُدِّها وَرِضاها، وَأرْضِنِي بِها وَاجْمَعْ بَيْنَنا بِأحْسَنِ اجْتِماعٍ وَاَّنَسِ ائْتِلافٍ فَإنَّكَ تُحِبُّ الحَلالَ وَتَكْرَهُ الحَرَامَ، وعن الصادقعليه‌السلام قال: إذا دخلت علىٰ العروس ليلة الزفاف فخذ ناصيتها وأدرها إلىٰ القبلة وقل:اللّهُمَّ بأمانَتِكَ أخَذْتُها وَبِكَلِماتِكَ اسْتَحْلَلْتُها فَإنْ قَضَيْتَ لِي مِنْها وَلَداً فَاجْعَلْهُ مُبارَكا تَقِيّا مِنْ شِيعَةِ آلِ مُحَمَّدٍ وَلا تَجْعَلْ لِلْشَيْطانِ فِيهِ شِرْكاً وَلا نَصِيباً.

العشرون: دعاء الرهبة: روي أن موسىٰ بن جعفرعليه‌السلام كان يدعو به ليلاً إذا قام في محراب عبادته وهو الدعاء الخمسون من أدعية الصحيفة وهو:اللّهُمَّ إنَّكَ خَلَقْتَني سَوِيّا وَرَبَّيْتَنِي صَغِيراً وَرَزَقْتَنِي مَكْفِيّا، اللّهُمَّ إنِّي وَجَدْتُ فِيما أنْزَلْتَ مِنْ كِتابِكَ وَبَشَّرْتَ بِهِ عِبادَكَ أنْ قُلْتَ ياعِبادِي الَّذِينَ أسْرَفُوا عَلىٰ أنْفِسِهِمْ لاتَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ الله إنَّ الله يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَميعاً وَقَدْ تَقَدَّمَ مِنِّي ماقَدْ عَلِمْتَ وَما أنْتَ أعْلَمُ بِهِ مِنِّي، فَياسَوْأتاهُ مِمَّا أحْصاهُ عَلَيَّ كِتابُكَ! فَلَوْلا المَواقِفُ الَّتي أؤمِّلُ مِنْ عَفْوِكَ االَّذي شَمِلَ كُلَّ شَيْءٍ لالْقَيْتُ بِيَدِي، وَلَوْ أنَّ أحَداً اسْتَطاعَ الهَرَبَ مِنْ رَبِّهِ لَكُنْتُ أنَا أحَقُّ بِالهَرَبِ مِنْكَ وَأنْتَ لاتَخْفىٰ عَلَيْكَ خافِيَةٌ فِي الارْضِ وَلا فِي السَّماء إِلَّا أتَيْتَ بِها وَكَفىٰ بِكَ جازِيا وَكَفىٰ بِكَ حَسِيبا، اللّهُمَّ إنَّكَ طالِبِي إنْ أنا هَرَبْتُ وَمُدْرِكِي إنْ أنا فَرَرْتُ، فَها أنا ذا بَيْنَ يَدَيْكَ خاضِعٌ ذَلِيلٌ راغِمٌ إنْ تُعَذِّبْنِي فَإنِّي لِذلِكَ أهْلٌ وَهُوَ يا رَبِّ مِنْكَ عَدْلٌ، وَانْ تَعْفُ عَنِّي فَقَدِيما شَمَلَنِي عَفْوُكَ وَألْبَستَنِي عافِيَتَكَ فَأسْألُكَ اللّهُمَّ بِالَمخْزُونِ مِنْ أسْمائِكَ وَبِما وارَتْهُ الحُجُبُ مِنْ بِهائِكَ إِلَّا رَحِمْتَ هذِهِ النَفْسَ الجَزُوعَةَ وَهذِهِ الرِّمَّةَ الهَلُوعَةَ الَّتي لاتَسْتَطِيعُ حَرَّ شَمْسِكَ، فَكَيْفَ تَسْتَطِيعُ حَرَّ نارِكَ؟! وَالَّتي لاتَسْتَطِيعُ صَوْتَ رَعْدِكَ فَكَيْفَ تَسْتَطِيعُ غَضْبَكَ فَارْحَمْنِي

٨١٦

اللّهُمَّ فَإنِّي إمْرِؤٌ حَقِيرٌ وَخَطَرِي يَسِيرٌ وَلَيْسَ عَذابِي مِمَّا يَزِيدُ فِي مُلْكِكَ مِثْقالَ ذَرَّةٍ وَلَوْ أنَّ عَذابِي مِمَّا يَزِيدُ فِي مُلْكِكَ لَسَألْتُكَ الصَبْرَ عَلَيْهِ وَاحْبَبْتُ أنْ يَكُونَ ذلِكَ لَكَ، وَلكِنَّ سُلْطانَكَ اللّهُمَّ اعْظَمُ وَمُلْكَكَ أدْوَمُ مِنْ أنْ تَزِيدَ فِيه طاعَةُ المُطِيعِينَ أوْ تَنْقُصَ مِنْهُ مَعْصِيَةُ المُذْنِبِينَ ؛ فَارْحَمْنِي ياأرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وَتَجاوَزْ عَنِّي ياذا الجَلالِ وَالاكْرامِ وَتُبْ عَلَيَّ إنَّكَ أنْتَ التَّوّابُ الرَّحِيمُ.

الملحق الثاني

للباقيات الصالحات

دعاء السجاد عليه السلام

و كان من دعائه عليه‌السلام في ذكر التوبة وطلبها: اللّهُمَّ يامَنْ لايَصِفُهُ نَعْتُ الواصِفِينَ وَيامَنْ لا يُجاوِزْهُ رَجاءُ الرَّاجِينَ وَيامَنْ لايَضِيعُ لَدَيْهِ أجْرُ الُمحْسِنِينَ وَيامَنْ هُوَ مُنْتَهىٰ خَوْفِ العابِدِينَ وَيامَنْ هُوَ غايَةُ خَشْيَةِ المُتَّقِينَ، هذا مَقامُ مَنْ تَداولتْهُ أيْدِي الذُنُوبِ وَقادَتْهُ أزِمَّةُ الخَطايا وَاسْتَحْوَذَ عَلَيْهِ الشَّيْطانُ فَقَصَّرَ عَمَّا أمَرْتَ بِهِ تَفْرِيطا، وَتَعاطىٰ مانَهَيْتَ عَنْهُ تَغْرِيراً كَالجاهِلِ بِقُدْرَتِكَ عَلَيْهِ أوْ كَالمُنْكِرِ فَضْلَ إحْسانِكَ إلَيْهِ حَتّىٰ إذا انْفَتَحَ لَهُ بَصَرُ الهُدىٰ وَتَقْشَّعَتْ عَنْهُ سَحائِبُ العَمى، أحْصىٰ ماظَلَمَ بِهِ نَفْسَهُ وَفَكَّرَ فِيما خالَفَ بِهِ رَبَّهُ فَرَأىٰ كَبِيرَ عِصْيانِهِ كَبِيراً وَجَلِيلَ مُخالَفَتِهِ جَلِيلاً، فَأقْبَلَ نَحْوَكَ مُؤَمِّلاً لَكَ مُسْتَحْيا مِنْكَ وَوَجَّهَ رَغْبَتَهُ إلَيْكَ ثِقَةً بِكَ فَأمَّكَ بِطَمَعِهِ يَقِينا وَقَصَدَكَ بِخَوْفِهِ إخْلاصاً. قَدْ خَلا طَمَعُهُ مِنْ كُلِّ مَطْمُوعٍ فِيهِ غَيْرُكَ وَأفْرَخَ رَوْعُهُ مِنْ كُلِّ مَحْذُورٍ مِنْهُ سِواكَ، فَمَثَلَ بَيْنَ يَدَيْكَ مُتَضَرِّعاً وَغَمَّضَ بَصَرَهُ إِلىٰ الارْضِ مُتَخَشِّعاً وَطَأطَأ رَأسَهُ لِعِزَّتِكَ مُتَذَلِّلاً وَأبَثَّكَ مِنْ سِرِّهِ ماأنْتَ أعْلَمُ بِهِ مِنْهُ خُضُوعا وَعَدَّدَ مِنْ ذُنُوبِهِ ما أنْتَ أحْصىٰ لَها خُشُوعاً، وَاسْتَغاثَ بِكَ مِنْ عَظِيمِ ماوَقَعَ بِهِ فِي عِلْمِكَ وَقَبِيحِ مافَضَحَهُ فِي حُكْمِكَ مِنْ ذُنُوبٍ أدْبَرَتْ لَذَّاتُها فَذَهَبَتْ وَأقامَتْ تَبِعاتها فَلَزِمَتْ، لايُنْكِرُ يا إلهِي عَدْلَكَ إنْ عاقَبْتَهُ وَلايَسْتَعْظِمُ عَفْوَكَ إنْ عَفَوْتَ عَنْهُ وَرَحِمْتَهُ ؛ لانَّكَ الرَبُّ الكَرِيمُ الَّذِي لايَتَعاظَمُهُ غُفْرانُ الذَّنْبِ العَظِيمِ اللّهُمَّ فَها أنا ذا قَدْ جِئْتُكَ مُطِيعاً لامْرِكَ فِيما أمَرْتَ بِهِ مِنَ الدُّعاءِ مُتَنَجَّزاً وَعْدَكَ فِيما وَعَدْتَ بِهِ مِنَ الاجابَةِ، إذْ تَقُولُ ادْعُونِي أسْتَجِبْ لَكُمْ اللّهُمَّ

٨١٧

فَصَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَالْقَنِي بِمَغْفِرَتِكَ كَما لَقَيْتُكَ بِإقْرارِي وَارْفَعْنِي عَنْ مَصارِعِ الذُّنُوبِ كَما وَضَعْتُ لَكَ نَفْسِي وَاسْتُرْنِي بِسِتْرِكَ كَما تَأَنَّيْتَنِي عَنْ الانْتِقامِ مِنِّي، اللّهُمَّ وَثَبِّتْ فِي طاعَتِكَ نِيَّتِي وَأَحْكِمْ فِي عِبادَتِكَ بَصِيرَتِي وَوَفِّقْنِي مِنَ الاعْمالِ لِما تَغْسِلُ بِهِ دَنَسَ الخَطايا عَنِّي وَتَوَفَّنِي عَلىٰ مِلَّتِكَ وَمِلَّةِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلامُ إذا تَوَفَّيْتَنِي، اللّهُمَّ إنِّي أتُوبُ إلَيْكَ فِي مَقامِي هذا مِنْ كَبائِرِ ذُنُوبِي وَصَغائِرها وَبَواطِنِ سَيِّئاتِي وَظَواهِرِها وَسَوَالِفِ زَلاّ تِي وَحَوادِثِها تَوبَةَ مَنْ لايُحَدِّثْ نَفْسَهُ بِمَعْصِيَةٍ وَلايُضْمِرُ أنْ يَعُودَ فِي خَطِيئَةٍ، وَقَدْ قُلْتَ يا إلهِي فِي مُحْكَمِ كِتابِكَ إِنَّكَ تَقْبَلْ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِكَ وَتَعْفُو عَنْ السَّيِّئاتِ وَتُحِبُّ التَّوابِينَ، فَاقْبَلْ تَوْبَتِي كَما وَعَدْتَ وَاعْفُ عَنْ سَيِّئاتِي كَما ضَمِنْتَ وَأوْجِبْ لِي مَحَبَّتَكَ كَماشَرَطْتَ وَلَكَ يا رَبِّ شَرْطِي إِلَّا أعُودَ فِي مَكْرُوهِكَ وَضَمانِي إِلَّا أرْجِعَ فِي مَذْمُومِكَ وَعَهْدِي أنْ أهْجُرَجَمِيعَ مَعاصِيكَ، اللّهُمَّ إنَّكَ أعْلَمُ بِما عَمِلْتُ فَاغْفِرْ لِي ماعَلِمْتَ وَاصْرِفْنِي بِقُدْرَتِكَ إِلىٰ ما أحْبَبْتَ، اللّهُمَّ وَعَلَيَّ تَبِعاتٌ قَدْ نَسِيتُهُنَّ وَكُلُّهُنَّ بِعَيْنِكَ الَّتي لاتَنامُ وَعِلْمِكَ الَّذي لايَنْسى، فَعَوِّضْ مِنْها أهْلَها وَاحْطُطْ عَنِّي وِزْرَها وَخَفِّفْ عَنِّي ثِقْلَها وَاعْصِمْنِي مِنْ أنْ أُقارِفَ مِثْلَها، اللّهُمَّ وَإنَّهُ لاوَفاءَ لِي بِالتَّوْبَةِ إِلَّا بِعِصْمَتِكَ وَلا اسْتِمْساكَ بِي عَنِ الخَطايا إِلَّا عَنْ قُوَّتِكَ فَقَوِّنِي بِقُوَّةٍ كافِيَةٍ وَتَوَلَّنِي بِعِصْمَةٍ مانِعَةٍ، اللّهُمَّ أيُّما عَبْدٍ تابَ إلَيْكَ وَهُوَ فِي عِلْمِ الغَيْبِ عِنْدَكَ فاسِخٌ لِتَوْبَتِهِ وَعائِدٌ فِي ذَنْبِهِ وَخَطِيئَتِهِ فَإنِّي أعُوذُ بِكَ أنْ أكُونَ كَذلِكَ، فَاجْعَلْ تَوْبَتِي هذِهِ تَوْبَةً لا أحْتاجُ بَعْدَها إِلىٰ تَوْبَةٍ تَوْبَةً مُوجِبَةً لِمحْوِ ماسَلَفَ وَالسَّلامَةَ فِيما بَقِيَ، اللّهُمَّ إنِّي أعْتَذِرُ إلَيْكَ مِنْ جَهْلِي وَأسْتَوْهِبُكَ سُوءَ فِعْلِي، فَاضْمُمْنِي إِلىٰ كَنَفِ رَحْمَتِكَ تَطَوُّلاً وَاسْتُرْنِي بِسِتْر عافِيَتِكَ تَفَضُّلاً، اللّهُمَّ وَإنِّي أتُوبُ إلَيْكَ مِنْ كُلِّ ماخالَفَ إرادَتَكَ اوْ زالَ عَنْ مَحَبَّتَكَ مِنْ خَطَراتِ قَلْبِي وَلَحَظاتِ عَيْنِي وَحِكاياتِ لِسانِي تَوْبَةً تَسْلَمُ بِها كُلُّ جارِحَةٍ عَلَىٰ حِيالِها مِنْ تَبِعاتِكَ وَتَأْمَنُ مِمّا يَخافُ المُعْتَدُوَنَ مِنْ ألِيمِ سَطَواتِكَ، اللّهُمَّ فارْحَمْ وَحْدَتِي بَيْنَ يَدَيْكَ وَوَجِيبَ قَلْبِي مِنْ خَشْيَتِكَ وَاضْطِرابَ أرْكانِي مِنْ هَيْبَتِكَ فَقَدْ أقامَتْنِي يا رَبِّ ذُنُوبي‌مَقامَ الخِزْي بِفِنائِكَ فَإنْ سَكَتُّ لَمْ يَنْطِقْ عَنِّي أحَدٌ وَإنْ شَفَعْتَ فَلَسْتُ بِأهْلِ الشَّفاعَةِ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَشَفِّعْ فِي خَطايايَ كَرَمَكَ وَعُدْ عَلىٰ سَيِّئاتِي بِعَفْوِكَ وَلاتُجْزِنِي جَزائِي مِنْ عُقُوبَتِكَ وَابْسُطْ عَلَيَّ طَوْلَكَ وَجَلِّلْنِي بِسِتْرِكَ وَافْعَلْ بِي فِعْلَ عَزِيزٍ تَضَرَّعَ إلَيْهِ عَبْدٌ ذَلِيلٌ فَرَحِمَهُ أوْ غَنِيٍّ تَعَرَّضَ لَهُ عَبْدٌ فَقِيرٌ فَنَعَّشَهُ

٨١٨

اللّهُمَّ لاخَفِيرَ لِي مِنْكَ فَلْيَخْفُرْنِي عِزُّكَ وَلا شَفِيعَ لِي إلَيْكَ فَلْيَشْفَعْ لِي فَضْلُكَ وَقَدْ أوْجَلَتْنِي خَطايايَ فَلْيُؤْمِنِّي عَفْوُكَ فَما كُلُّ ما نَطَقْتُ بِهِ عَنْ جَهْلٍ مِنِّي بِسُوءِ أثَرِي وَلانِسْيانٍ لِما سَبَقَ مِنْ ذَمِيمِ فِعْلِي، لكِنْ لِتَسْمَعَ سَماؤُكَ وَمَنْ فِيها وَأرْضُكَ وَمَنْ عَلَيْها ماأظْهَرْتُ لَكَ مِنَ النَّدَمِ وَلَجَأْتُ إلَيْكَ فِيهِ مِنَ التَّوْبَةِ فَلَعَلَّ بَعْضَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَرْحَمُنِي لِسُوءِ مَوْقِفِي أوْ تُدْرِكُهُ الرِّقَّةُ عَلَيَّ لِسُوءِ حالِي فَيَتالَنِي مِنْهُ بِدَعْوَةٍ هِيَ أسْمَعُ لَدَيْكَ مِنْ دُعائِي أوْ شَفاعَةٍ أوْكَدُ عِنْدَكَ مِنْ شَفاعَتِي تَكُونُ بِها نَجاتِي مِنْ غَضَبِكَ وَفَوْزِي بِرِضاكَ، اللّهُمَّ إنْ يَكُنْ النَّدَمُ تَوْبَةً إلَيْكَ فَأنا أنْدَمُ النَّادِمِينَ، وَإنْ يَكُنْ التَّرْكُ لِمَعْصِيَتِكَ إنابَةً فَأنا أوَّلُ المُنِيبينَ، وَإنْ يَكُنْ الاسْتِغْفارُ حِطَّةً للذُّنُوبِ فَإنِّي لَكَ مِنَ المُسْتَغْفِرينَ، اللّهُمَّ فَكَما أمَرْتَ بِالتَّوْبَةِ وَضَمِنْتَ القَبُولَ وَحَثَثْتَ عَلىٰ الدُّعاءِ وَوَعَدْتَ الاجابَةَ، فَصَلِّ عَلىٰ حَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَاقْبَلْ تَوْبَتِي وَلا تَرْجِعْنِي مَرْجِعَ الخَيْبَةِ مِنْ رَحْمَتِكَ إنَّكَ أنْتَ التَوّابُ عَلىٰ المُذْنِبِينَ وَالرَّحِيمُ لِلْخاطِئِينَ المُنِيبِينَ. اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ كَما هَدَيْتَنا بِهِ، وَصَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ كَما اسْتَنْقَذْتَنا بِهِ وَصَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ صَلاةً تَشْفَعُ لَنا يَوْمَ القِيامَةِ وَيَوْمَ الفاقَةِ إلَيْكَ إنَّكَ عَلىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَهُوَ عَلَيْكَ يَسِيرٌ.

قد تمّت بعونالله الملك المنان هذا الكتاب الشريف.

٨١٩

الفهرس

كلمة الناشر ٣

مقدمة التعريب ٤

سورة يس ٩

سورة العنكبوت ١٣

سورة الروم ١٨

سورة الدخان ٢٢

سورة الرَّحْمن ٢٤

سورة الواقعة ٢٦

سورة الجمعة ٢٨

سورة الملك ٢٩

سورة النبأ ٣١

سورة الأعلى ٣٢

سورة الشمس ٣٣

سورة القدر ٣٣

سورة الزلزلة ٣٤

سورة العاديات ٣٤

سورة الكافرون ٣٤

سورة النصر ٣٥

سورة الاخلاص ٣٥

سورة الفلق ٣٥

سورة الناس ٣٦

مقدمة المؤلّف ٣٧

٨٢٠