مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات0%

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات مؤلف:
الناشر: مؤسسة الأعلمي
تصنيف: متون الأدعية والزيارات
الصفحات: 836

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ عباس القمي
الناشر: مؤسسة الأعلمي
تصنيف: الصفحات: 836
المشاهدات: 463876
تحميل: 19072

توضيحات:

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 836 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 463876 / تحميل: 19072
الحجم الحجم الحجم
مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات

مؤلف:
الناشر: مؤسسة الأعلمي
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

الله أَحدٌ ) سَبع مرَّات وفي الثّانية مِثل ذلك، وبعد فراغهِ:اللّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ الَّتِي حَشْوُها الْبَرَكَةُ وَعُمَّارُها الْمَلائِكَةُ، مَعَ نَبِيِّنا مُحَمَّدٍ صَلّىٰ الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَأَبِينا إِبْراهِيمَ عَلَيْهِ السَّلام ، لَمْ تضره بليّة ولَمْ تصبه فتنة إلىٰ الجُمعة الأُخرى، وجمعالله بينه وبين مُحَمَّد وبين إبراهيمَعليهما‌السلام .قالَ العلاّمة المجلِسيرحمه‌الله : إذا دعا بهذا الدُّعاء من لَمْ يكن من سلالة النَبيصلي الله عليه وآله وسلم فليقل عوض وأبينا وأبيه.

السّابع والعِشرون: روي أنَّ أفضل ساعات يَوم الجُمعة بعد العصر وتقول مئة مرة:اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ .وقالَ الشَّيخ يستحبّ أن يقول مئة مرَّة:صَلَواتُ الله وَمَلائِكَتِهِ وَأَنْبِيائِهِ وَرُسُلِهِ وَجَمِيعِ خَلْقِهِ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ وَعَلىٰ أَرْواحِهِمْ وَأَجْسادِهِمْ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ ،

وروىٰ الشَّيخ الجليل ابن إدريس في السّرائِر عَن جامع البزنطي عَن أبي بصير قالَ: سَمعت جَعفَراً الصّادق (صَلَواتُالله وسَلامُهُ عَلَيهِ) يقول: الصلاة عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ فيما بين الظّهر والعَصر تعدل سبعين حجَّة ومَنْ قالَ بعد العَصر يَوم الجُمعة:اللّهمَّ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الْأَوْصِياءِ الْمَرْضِيِّيْنَ بِأَفْضَلِ صَلَواتِكَ، وَبارِكْ عَلَيْهِمْ بِأَفْضَلِ بَرَكاتِكَ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِمْ وَعَلىٰ أَرْواحِهِمْ وَأَجْسادِهِمْ، وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ ، كان لَهُ مثل ثواب عمل الثَّقلَين في ذلك اليَوم.

أقول: هذهِ صلاة مرويَّة بما لها من الفضل الكثير في كتب مشايخ الحديث بأسناد معتبرة جداً، والأفضل أن يكرّرها سَبع مرَّات، وأفضل منه عشر مرَّات، فعن الصّادق (صَلَواتُالله وسَلامُهُ عَلَيهِ)، قالَ: مَنْ صَلَّىٰ بهذه الصلاة حين يصَلِّي العصر يَوم الجُمعة قَبلَ أن ينفتل من صَلاته عشر مرَّات صلَّت عَلَيهِ الملائِكَة مِنْ تلك الجُمعة إلىٰ الجُمعة المقبلة في تلك السّاعة. وعنهعليه‌السلام أيضاً قال: إذا صلَّيت العصر يَوم الجُمعة فصلِّ بهذه الصلاة سَبع مرَّات. وروىٰ الكُلَينِي في الكافي أنَّه إذا صلّيت العصر يَوم الجُمعة، فَقُل:اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الأَوْصِياءِ المَرْضِيِّينَ بِأَفْضَلِ صَلَواتِكَ، وَبارِكْ عَلَيْهِمْ بِأَفْضَلِ

٨١

بَرَكاتِكَ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ ، فإن مَن قالها بعد العَصر كتبالله عزَّ وجلّ لَهُ مئة ألف حَسَنة، ومحا عنه مئة ألف سيئة، وقضىٰ لَهُ بها مئة أَلف حاجة، ورفع لَهُ بها مئة ألف درجة. وقال أيضاً: رُوي أنَّ مَنْ صَلَّىٰ بهذه الصلاة سبع مرَّات ردَّالله إليه بعدد كُلّ عبد من العباد حسنة، وتقبّل منه عَمله في ذلك اليَوم وجاء يَوم القيّامة وبين عينيه النّور. وَسيأتي في خلال أَعمال يَوم عرفة (ص ٣٢٤) صَلَواتُ مَنْ صَلَّىٰ بها عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ (صَلَواتُالله وسَلامُهُ عَلَيهِم) سرَّهم.

الثَّامِن والعِشرون: أَن يَقول بعد العَصر سبعين مرَّة:أَسْتَغْفِرُ الله وَأَتُوبُ إِلَيْهِ ليغفرالله ذُنوبه.

التَّاسِع والعِشرون: قراءة إِنّا أَنزلنْاهُ مئة مرَّة، رُوِي عَن الإمام مُوسىٰ الكاظمعليه‌السلام قالَ: إنلله يَوم الجُمعة ألف نفحة من رحمته يعطي كُلّ عبد منها ما شاء فمن قرأ بعد العصر يَوم الجُمعة إِنّا أَنزَلنْاهُ مئة مرَّة وَهبالله لَهُ تلك الألف ومثلها.

الثَّلاثون: قراءة دُعاء العشرات الآتي (ص ١٠٥).

الحادي والثَّلاثون: قال الشَّيخ الطوسيرحمه‌الله آخر ساعة يَوم الجُمعة إلىٰ غروب الشّمس هي السّاعة الَّتي يستجاب فيها الدُّعاء فينبغي أن يستكثر من الدُّعاءِ في تلك الساعة. وروي أنَّ تلك السّاعة هي إذا غاب نصف القرص وبقي نصفه. وكانت فاطمةعليها‌السلام تدعُو في ذلك الوقت، فيستحب الدُّعاء فيها. ويستحبّ أن يدعو بالدُّعاءِ المروي عَن النَبِّيِّصلي الله عليه وآله وسلم في ساعة الاستجابة:سُبْحانَكَ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ يا حَنّانُ يا مَنّانُ، يا بَدِيعَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يا ذَا الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ . ويستحبّ دُعاء السّمات في آخر ساعة من نهار الجُمعة، وسيأتي إن شاءالله تَعالىٰ (ص ١٠٩).

واعلم أنّ ليَوم الجُمعة نسبة وانتماء إلىٰ إمام العصر عجَّلالله تَعالىٰ فرجه من نواحي عديدة ففيه كانت ولادته السّعيدة وفيه يفيض السرور بظهُورهِ، وترقب الفَرَج وانتظاره فيه أشدّ ممّا سواه من الأيّام، وستجد فيما سنورده من زيارته الخاصّة في يَوم الجُمعة هذهِ الكلمة:هذا يَوْمُ الْجُمُعَةِ وَهُوَ يَوْمُكَ الْمُتَوَقَّعُ فِيهِ ظُهُورُكَ، وَالْفَرَجُ فِيهِ لِلْمُؤْمِنِينَ عَلىٰ يَدِكَ .

والواقِع أنّ الجُمعة إنَّما عُدّت عيداً من الأعياد الأربعة لما سيتفق فيها مِن ظهور

٨٢

الحجّةعليه‌السلام وتطهيره الأَرض من أدران الشرك والكفر وأقذار المعاصي والذنوب ومن الجبابرة والملحدين والكفّار والمنافقين، فتقر عيُون الخاصّة مِن المؤمنين، وتُسرّ أفئدتهم بإظهاره كلمة الحق، وإعلاء الدين وشرائع الإِيمان، وأَشرقت الأَرض بِنورِ رَبِّها. وينبغي في هذا اليَوم أن يدعىٰ بالصلاة الكبيرة، ويدعىٰ أيضاً بما أمر الرِّضاعليه‌السلام بأن يدعىٰ به لصاحب الأمرعليه‌السلام :اللّهُمَّ ادْفَعْ عَنْ وَلِيِّكَ وَخَلِيفَتِكَ الخ. وسيأتي هذا الدُّعاء في باب الزّيارات في نهاية أعمال السرداب (ص٦١٦). وأن يدعىٰ أيضاً بما أملاه الشَّيخ أبو عمرو العمروي (قدّسالله رُوحه) علىٰ أبي عليّ بن همام، وقال: لِيُدْعَ بِهِ في غيبة القائم من آل مُحَمَّد عَلَيهِ وعليهم‌السلام ، وهو دعاء طويل كتلك الصلاة. ووجيزتنا هذه لا تسعهما فاطلبهما من مصباح المتهجّد وجمال الأسبوع. وينبغي أن لا نهمل ذكر الصلاة المنسوبة إلى أبي الحسن الضرّاب الأصبهاني وقد رواها الشيخ والسيد في أعمال عصر يوم الجمعة. وقال السيد هذه الصلاة مروية عن مولانا المهدي صلواتالله عليه، وإن تركت تعقيب العصر يوم الجمعة لعذر من الأعذار فلا تترك هذه الصلاة أبداً لأمر أطلعناالله جلَّ جلاله عليه، ثم ذكر الصلاة بسندها وقال الشيخ في المصباح هذه صلاة مروية عن صاحب الزمانعليه‌السلام خرجت إلى أبي الحسن الضرّاب الأصبهاني بمكة ونحن لم نذكر سندها رعاية للاختصار وهي:

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ، وَخاتَمِ النَّبِيِّينَ وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمِينَ، الْمُنْتَجَبِ فِي الْمِيثاقِ الْمُصْطَفىٰ فِي الضِّلالِ، الْمُطَهَّرَ مِنْ كُلِّ آفَةٍ الْبَريءِ مِنْ كُلِّ عَيْبٍ، الْمُؤَمَّلِ لِلنَّجاةِ الْمُرْتَجىٰ لِلشَّفاعَةِ، الْمُفَوَّضِ إِلَيْهِ دِينُ اللهِ ،اللّهُمَّ شَرِّفْ بُنْيانَهُ وَعَظِّمْ بُرْهانَهُ، وَأَفْلِجْ حُجَّتَهُ وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ، وَأَضِئْ نُورَهُ وَبَيِّضْ وَجْهَهُ، وَأَعْطِهِ الْفَضْلَ وَالْفَضِيلَةَ، وَالْمَنْزِلَةَ وَالْوَسِيلَةَ، وَالدَّرَجَةَ الرَّفِيعَةَ، وَابْعَثْهُ مَقاماً مَحْمُوداً يَغْبِطُهُ بِهِ الْأوَّلونَ وَالْآخِرُونَ، وَصَلِّ عَلىٰ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَوارِثِ الْمُرْسَلِينَ، وَقائِدِ الغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ وَسَيِّدِ الْوَصِيِّينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمِينَ، وَصَلِّ عَلىٰ الْحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ إِمامِ الْمُؤْمِنِينَ

٨٣

وَوارِثِ الْمُرْسَلِينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمِينَ، وَصَلِّ عَلىٰ الْحُسَيْنِ بنِ عَلِيٍّ إِمامِ الْمُؤْمِنِينَ وَوارِثِ الْمُرْسَلِينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمِينَ، وَصَلِّ عَلىٰ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ إِمامِ الْمُؤْمِنِينَ، وَوارِثِ الْمُرْسَلِينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمِينَ، وَصَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ إِمامِ الْمُؤْمِنِينَ، وَوارِثِ الْمُرْسَلِينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمِينَ، وَصَلِّ عَلىٰ جَعْفَرٍ بنِ مُحَمَّدٍ إِمامِ الْمُؤْمِنِينَ، وَوارِثِ الْمُرْسَلِينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمِينَ، وَصَلِّ عَلىٰ مُوسىٰ بنِ جَعفَرٍ إِمامِ الْمُؤْمِنِينَ، وَوارِثِ الْمُرْسَلِينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمِينَ، وَصَلِّ عَلىٰ عَلِيِّ بْنِ مُوسىٰ إِمامِ الْمُؤْمِنِينَ، وَوارِثِ الْمُرْسَلِينَ ، وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمِينَ، وَصَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدِ بنِ علِيٍّ إِمامِ الْمُؤْمِنِينَ، وَوارِثِ الْمُرْسَلِينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمِينَ، وَصَلِّ عَلىٰ عَلِيّ بنِ مُحَمَّدٍ إِمامِ الْمُؤْمِنِينَ، وَوارِثِ الْمُرْسَلِينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ العالَمِينَ، وَصَلِّ عَلىٰ الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ إِمامِ الْمُؤْمِنِينَ، وَوارِثِ الْمُرْسَلِينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمِينَ، وَصَلِّ عَلىٰ الخَلَفِ الْهادِي الْمَهْدِيِّ إِمامِ الْمُؤْمِنِينَ، وَوارِثِ الْمُرْسَلِينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمِينَ .اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ الْأَئِمَّةِ الْهادِينَ، الْعُلَماءِ الصَّادِقِينَ الْأَبْرارِ الْمُتَّقِينَ، دَعائِمِ دِينِكَ، وَأَرْكانِ تَوْحِيدِكَ، وَتراجِمَةِ وَحْيِكَ، وَحُجَجِكَ عَلىٰ خَلْقِكَ، وَخُلَفائِكَ فِي أَرْضِكَ، الَّذِينَ اخْتَرْتَهُمْ لِنَفْسِكَ وَاصْطَفَيْتَهُمْ عَلىٰ عِبادِكَ وَارْتَضَيْتَهُمْ لِدِينِكَ، وَخَصَصْتَهُمْ بِمَعْرِفَتِكَ وَجَلَّلْتَهُمْ بِكَرامَتِكَ وَغَشَّيْتَهُمْ بِرَحْمَتِكَ، وَرَبَّيْتَهُمْ بِنِعْمَتِكَ، وَغَذَّيْتَهُمْ بِحِكْمَتِكَ، وَأَلْبَسْتَهُمْ نُورَكَ، وَرَفَعْتَهُمْ فِي مَلَكُوتِكَ، وَحَفَفْتَهُمْ بِملائِكَتِكَ، وَشَرَّفْتَهُمْ بِنَبِيِّكَ، صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ .اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَعَلَيْهِمْ صَلاةً زاكِيَةً نامِيَةً، كَثِيرَةً دائِمَةً طَيِّبَةً، لا يُحِيطُ بِها إِلَّا أَنْتَ، وَلا يَسَعُها إِلَّا عِلْمُكَ، وَلا يُحْصِيها أَحَدٌ غَيْرُكَ .اللّهُمَّ وَصَلِّ عَلىٰ وَلِيِّكَ الْمُحْيِي سُنَّتَكَ الْقائِمِ بِأَمْرِكَ، الدَّاعِي إِلَيْكَ الدَّلِيلِ عَلَيْكَ، حُجَّتِكَ عَلىٰ خَلْقِكَ وَخَلِيفَتِكَ فِي أَرْضِكَ ،

٨٤

وَشاهِدِكَ عَلىٰ عِبادِكَ ،اللّهُمَّ أَعِزَّ نَصْرَهُ وَمُدَّ فِي عُمْرِهِ، وَزَيِّنِ الْأَرْضَ بِطُولِ بَقائِهِ .اللّهُمَّ اكْفِهِ بَغْيَ الحاسِدِينَ، وَأَعِذْهُ مِنْ شَرِّ الْكائِدِينَ، وَازْجُرْ عَنْهُ إِرادَةَ الظّالِمِينَ، وَخَلِّصْهُ مِنْ أَيْدِي الْجَبَّارِينَ .اللّهُمَّ أَعْطِهِ فِي نَفْسِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَشِيعَتِهِ، وَرَعِيَّتِهِ وَخاصَّتِهِ وَعامَّتِهِ وَعَدُوِّهِ وَجَمِيع أَهْلِ الدُّنْيا، ما تُقِرُّ بِهِ عَيْنَهُ وَتَسُرُّ بِهِ نَفْسَهُ، وَبَلِّغْهُ أَفْضَلَ ما أَمَّلَهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ، إِنَّكَ عَلىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .اللّهُمَّ جَدِّدْ بِهِ ما امْتَحىٰ مِنْ دِيْنِكَ، وَأَحْيِ بِهِ ما بُدِّلَ مِنْ كِتابِكَ، وَأَظْهِرْ بِهِ ما غُيِّرَ مِنْ حُكْمِكَ، حَتَّىٰ يَعُودَ دِينُكَ بِهِ وَعَلىٰ يَدَيْهِ غَضّاً جَدِيداً خالِصاً مُخْلَصاً، لا شَكَّ فِيهِ وَلا شُبْهَةَ مَعَهُ، وَلا باطِلَ عِنْدَهُ وَلا بِدْعَةَ لَدَيْهِ .اللّهُمَّ نَوِّرْ بِنُورِهِ كُلَّ ظُلْمَةٍ، وَهُدَّ بِرُكْنِهِ كُلَّ بِدْعَةٍ، وَاهْدِمْ بِعِزِّهِ كُلَّ ضَلالَةٍ، وَاقْصِمْ بِهِ كُلَّ جَبَّارٍ، وَأَخْمِدْ بِسَيْفِهِ كُلَّ نارٍ، وَأَهْلِكْ بِعَدْلِهِ جَوْرَ كُلَّ جائِرٍ، وَأَجْرِ حُكْمَهُ عَلىٰ كُلِّ حُكْمٍ، وَأَذِلَّ بِسُلْطانِهِ كُلَّ سُلطانٍ .اللّهُمَّ أَذِلَّ كُلَّ مَنْ ناواهُ وأَهْلِكْ كُلَّ مَنْ عاداهُ، وَامْكُرْ بِمَنْ كادَهُ، وَاسْتَأْصِلْ مَنْ جَحَدَهُ حَقَّهُ، وَاسْتَهانَ بِأَمْرِهِ وَسَعىٰ فِي إِطْفاءِ نُورِهِ، وَأَرادَ إِخْمادَ ذِكْرِهِ .اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفىٰ وَعَلِيٍّ الْمُرْتَضى، وَفاطِمَةَ الزَّهْراءِ، وَالحَسَنِ الرِّضا، وَالحُسَيْنِ الْمُصَفَّى، وَجَمِيعِ الْأَوْصِياء مَصابِيحِ الدُّجى، وَأَعْلامِ الهُدى، وَمَنارِ التُّقى، وَالعُرْوَةِ الْوُثْقى، وَالحَبْلِ الْمَتِينِ والصِّراطِ الْمُسْتَقِيمِ، وَصَلِّ عَلىٰ وَلِيِّكَ وَوُلاةِ عَهْدِكَ، وَالْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ، وَمُدَّ فِي أَعْمارِهِمْ وَزِدْ فِي آجالِهِمْ، وَبَلِّغْهُمْ أَقْصىٰ آمالِهِمْ دِيناً وَدُنْيا وَآخِرَةً، إِنَّكَ عَلىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَديرٌ . وَاعلم أنّ لَيْلة السّبت هِيَ كَلَيْلَةِ الجمعة عَلى بَعْض الرِّوايات فينبغي أَنْ يُقرأ فيها ما يقرأ في لَيْلَة الجمعة.

٨٥

الفصل الخامس

في تعيين أسماء النَبِّي والْأئِمَّة المَعصُومين عليهم‌السلام بأَيّام الأسبُوع والزّيارات لهُم في كُلِّ يَوم.

قالَ السيّد ابن طاووس في جمال الأسبُوع: رَوىٰ ابن بابويه مُسنداً عَن الصقر بن أبي دلف قالَ: لما حمل المتوكّل سَيِّدَنا عليَّ بن مُحَمَّد النَّقي الىٰ سُرّ مَنْ رأىٰ جِئت أسأل عَنْ خبره، وكانَ سجيناً عِندَ الزراقي حاجب المتوكّل، فأُدخلت عَلَيه فقال: يا صقر ما شأنك؟ فقلت: خَير. فقال: اقعد. قال: فأخذنا فيما تقدّم وما تأخّر إلىٰ أن زجر النّاس عَنْه، ثُمَّ قالَ لي: ما شأنك وفيمَ جئت؟ قلت: لِخَيرٍ ما، قالَ: لعلَّك جِئت تسأل عَن خَبَر مَوْلاك؟ فقلت لَهُ: مَوْلاي أَمير الْمُؤمِنين. قال: اسكتْ، مَوْلاكَ هُوَ الحَقُّ لا تحتشمني فإنِّي علىٰ مَذْهَبِكَ، فقلت: الحَمدلله . فقال أَتُحِبُّ أَن تراه؟ قُلت: نَعَم. قال: اِجلس حَتَّىٰ يخرج صاحِب البريد من عِندِه، قالَ: فَجَلَست فَلَمّا خَرَجَ قالَ لغُلام لَهُ: خذ بيد الصَّقر وأَدْخلهُ إلىٰ الحُجرة، وأومأ إلىٰ بَيْت فَدَخلت فإذا هُوَ جالِس علىٰ صَدر حصير وَبحذائِه قَبر مَحفُور. وَقالَ فسلمت عَلَيهِ فَرَدَّ عليّ ثُمَّ أَمَرَني بِالجُلوس، ثُمَّ قالَ لي: يا صقر، ما أتىٰ بِكَ؟ قُلْتُ: جِئْتُ أتعرَّف خَبَرك. قالَ: ثُمَّ نَظَرت الىٰ القَبْر فبَكَيت، فَنَظَر إليّ فقال: يا صقر لا عَلَيْكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْنا بِسُوءٍ. فقلت: الحَمدللهُ ، ثُمَّ قلت: يا سَيِّدي حديث يُرْوَىٰ عَنِ النَبيّصلي الله عليه وآله وسلم لا أَعرف مَعناهُ. قالَ: وَما هُوَ؟ قُلت: قوله لا تعادُوا الأيَّام فتُعاديكُم ما مَعناهُ؟ فَقال: نَعَم، الأَيَّام نَحنُ ما قامَتِ السَّماوات وَالأَرض، فَالسَّبْتُ اسْم رَسولالله صلي الله عليه وآله وسلم ، والأَحَّد أَميرالْمُؤمِنينَعليه‌السلام ، والاثنان الحَسَنِ والحُسَينعليهما‌السلام ، والثَّلاثاء عَلِيّ بن الحُسَين ومُحَمَّد بن عَلِي وجَعفَر بن مُحَمَّدعليهم‌السلام ، والأَربِعاء مُوسىٰ بن جَعفَر وعَلِي بن مُوسىٰ ومُحَمَّد بن عَلِي وأنا، والخَميس ابني الحَسَنِعليهم‌السلام ، والجُمعة ابن ابني وإليه تجتمع عصابةُ الحَقّ. فهذا معنىٰ الأَيَّام فلا تُعادوهم في الدُّنيا فيُعادوكُم في الآخرة. ثُمَّ قالَ: وَدِّعْ واخرُج. ثُمَّ رَوىٰ السَّيِّد هذا الحديث بسند آخر عَن القطب الراوندي، ثُمَّ قالَ:

زيارةِ النبي صلي الله عليه وآله وسلم في يومه وَهُوَ يَوم السَّبت :

أَشهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُهُ، وَأَنَّكَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ،وَأَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ رِسالاتِ

٨٦

رَبِّكَ وَنَصَحْتَ لأُمَّتِكَ، وَجاهَدْتَ فِي سَبِيلِ الله بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، وَأَدَّيْتَ الَّذِي عَلَيْكَ مِنَ الْحَقِّ، وَأَنَّكَ قَدْ رَؤُفْتَ بِالْمُؤْمِنِينَ وَغَلَظْتَ عَلى الْكافِرِينَ، وَعَبَدْتَ اللهَ مُخْلِصاً حَتَّىٰ أَتاكَ الْيَقِينُ، فَبَلَغ اللهُ بِكَ أَشرَفَ مَحَلِّ الْمُكَرَّمِينَ. الحَمْدُ للهِ الَّذِي اسْتَنْقَذَنا بِكَ مِنَ الشِّرْكِ وَالضَّلالِ .اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَاجْعَلْ صَلَواتِكَ وَصَلَواتِ مَلائِكَتِكَ، وَأَنْبيائِكَ وَالْمُرْسَلِينَ وَعِبادِكَ الصَّالِحِينَ، وَأَهْلِ السَّماواتِ وَالْأَرَضِينَ، وَمَنْ سَبَّحَ لَكَ يا رَبِّ الْعالَمِينَ منَ الْأوَّلينَ وَالْآخِرِينَ، عَلىٰ مُحَمَّدٍ عَبْدِك وَرَسُولِكَ، وَنَبِيِّكَ وَأَمِينِكَ وَنَجِيبِكَ وَحَبِيبِكَ وَصَفِيِّكَ وَصَفْوَتِكَ وَخاصَّتِكَ وَخالِصَتِكَ وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وأَعْطِهِ الفَضْلَ وَالفَضِيلَةَ وَالْوَسِيلَةَ وَالدَّرَجَةَ الرَّفِيعَةَ، وَابْعَثْهُ مَقاماً مَحْمُوداً يَغْبِطُهُ بِهِ الْأَوَّلُونَ وَالْآخرونَ .اللّهمَّ إِنَّكَ قُلتَ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنَفُسَهُمْ جاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا الله وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّاباً رَحِيماً ،إِلهي فَقَدْ أَتَيْتُ نَبِيَّكَ مُسْتَغْفِراً تائِباً مِنْ ذُنُوبِي، فَصَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَاغْفِرْها لِي، يا سَيِّدَنا أَتَوَجَّهُ بِكَ وَبأَهْلِ بَيْتِكَ إِلىٰ اللهِ تَعالىٰ رَبِّكَ وَ رَبِّي لِيَغْفِرَ لِي . ثُمَّ قُلْ ثلاثاً:إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ . ثُمَّ قُلْ:أُصِبْنا بِكَ يا حَبِيبَ قُلُوبِنا، فَما أعْظَمَ الْمُصِيبَةَ بِكَ حَيْثُ انْقَطَعَ عَنَّا الْوَحْيُ، وَحَيْثُ فَقَدْناكَ، فَإِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ، يا سَيِّدَنا يا رَسُولَ اللهِ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْكَ وَعَلىٰ آلِ بَيْتِكَ الطَّيِّبينَ الطَّاهِرينَ، هذا يَوْمُ السَّبْتِ وَهُوَ يَوْمُكَ، وَأَنَا فِيهِ ضَيْفُكَ وَجارُكَ فَأَضِفْنِي وَأَجِرْنِي، فَإِنَّكَ كَرِيمٌ تُحِبُّ الضِّيافَةَ وَمأْمُورٌ بِالْإِجارَةِ، فَأَضِفْنِي وَأَحْسِنْ ضِيافَتِي، وَأَجِرْنا وَأَحْسِنْ إِجارَتَنا، بِمَنْزِلَةِ الله عِنْدَك وَعِنْدَ آلِ بَيْتِكَ وَبِمَنْزِلَتِهِمْ عِنْدَهُ، وَبِما اسْتَوْدَعَكُمْ مِنْ عِلْمِهِ فَإِنَّه أَكْرَمُ الْأَكْرَمِينَ .

يقولُ مؤلّفُ الكتاب عَبّاس القُمّي عُفي عَنْهُ: إِنِّي كلّما زرتهصلي الله عليه وآله وسلم بهذه الزّيارة بَدأت بزيارتهعليه‌السلام علىٰ نحو ما علَّمه الإمام الرِّضاعليه‌السلام البزنطي، ثُمَّ قرأت هذِهِ

٨٧

الزّيارة. فَقَدْ رُوِي بسند صحيح أنَّ ابن أبي بصير سأل الرِّضاعليه‌السلام كَيفَ يصَلِّىٰ على ‌النَّبيّصلي الله عليه وآله وسلم ويسلِّم عَلَيهِ بعد الصلاة فاجابَعليه‌السلام : تقول:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللهِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ ،السَّلامُ عَلَيْكَ يا خِيَرَةَ اللهِ ،السَّلامُ عَلَيْكَ يا حَبِيبَ اللهِ ،السَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفْوَةَ اللهِ ،السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَمِينَ اللهِ . أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُوُلُ اللهِ ،وَأَشْهَدُ أَنَّكَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ نَصَحْتَ لِأُمَّتِكَ، وَجاهَدْتَ فِي سَبِيلِ رَبِّكَ وَعَبَدْتَهُ حَتَّىٰ أَتاكَ الْيَقِينُ، فَجَزاكَ الله يا رَسُولَ الله أَفْضَلَ ما جَزىٰ نَبِيّاً عَنْ أُمَّتِهِ .اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، أَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلىٰ إِبْراهِيمَ وَآلِ إِبْراهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ .

زيارة أَميرِ الْمُؤمِنين عليه‌السلام :

بروايةِ مَنْ شاهد صاحِب الزّمانعليه‌السلام وَهُوَ يزُوره بها في اليقظة لا فِي النّوم، يَوم الأَحد وَهُوَ يَومُهعليه‌السلام :

السَّلامُ عَلىٰ الشَّجَرَةِ النَّبَوِيَّةِ وَالدَّوْحَةِ الْهاشِمِيَّةِ، المُضِيئَةِ الْمُثْمِرَةِ بِالنُّبُوَّةِ الْمُونِقَةِ (١) بِالإمامةِ، وَعَلىٰ ضَجِيعَيْكَ آدَمَ وَنُوحٍ عليهما‌السلام ، السّلامُ عَلَيْكَ وَعَلىٰ أَهْلِ بَيْتِكَ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى الْمَلائِكَةِ الْمُحْدِقِينَ بِكَ وَالْحافِّينَ بِقَبْرِكَ. يا مَوْلايَ يا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، هذا يَومُ الْأَحَدِ وَهُوَ يَوْمُكَ وَبِاسْمِكَ، وَأَنَا ضَيْفُكَ فِيهِ وَجارُكَ، فَأَضِفْنِي يا مَوْلايَ، وَأَجِرْنِي فإِنَّكَ كَرِيمٌ تُحِبُّ الضِّيافَةَ، وَمَأْمُورٌ بِالإِجارَةِ فَافْعَلْ ما رَغِبْتُ إِلَيْكَ فِيهِ، وَرَجَوْتُهُ مِنْكَ بِمَنْزِلَتِكَ وَآلِ بَيْتِكَ عِنْدَ اللهِ ،وَمَنْزِلَتِهِ عِنْدَكُمْ، وَبِحَقِّ ابْنِ عَمِّكَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ .

____________________

(١) الْمُونِعَةِ (من أَيْنَعَ).

٨٨

زِيارة الزَّهراءِ (سَلامُ الله عَليها):

السَّلامُ عَلَيْكِ يا مُمْتَحَنَةُ، إِمْتَحَنَكِ الَّذِي خَلَقَكِ فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً، أَنا لَكِ مُصَدِّقٌ صابِرٌ عَلىٰ ما أَتَىٰ بِهِ أَبُوكِ وَوَصِيُّهُ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِما، وَأَنَا أَسْأَلُكِ إِنْ كُنْتُ صَدَّقْتُكِ إِلَّا أَلْحَقْتِني بِتَصْدِيقِي لَهُما، لِتُسَرَّ نَفْسِي، فَاشْهَدِي أَنِّي ظاهِرُ (١) بِوَلايَتِكِ وَوَلايَةِ آلِ بَيْتِكِ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ .

أيضاً زِيارتُها عليها‌السلام بِرواية اُخرى:

السَّلامُ عَلَيْكِ يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ الَّذِي خَلَقَكِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَكِ، وَكُنْتِ لِمَا امْتَحَنَكِ بِهِ صابِرَةً، وَنَحْنُ لَكِ أَوْلِياءٌ مُصَدِّقُونَ، وَلِكُلِّ ما أَتىٰ بِهِ أَبُوكِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَأَتىٰ بِهِ وَصِيُّهُ عَلَيْهِ السَّلامُ مُسَلِّمُونَ، وَنَحْنُ نَسأَلُكَ اللّهُمَّ إِذْ كُنَّا مُصَدِّقِينَ لَهُمْ، أَنْ تُلْحِقَنا بِتَصْدِيقِنا بِالدَّرَجَةِ العالِيَةِ، لِنُبَشِّـرَ أَنْفُسَنا بِأَنَّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِهِمْ عليهم‌السلام .

يَوم الاثنَين وَهُوَ باسم الحَسَنِ والحُسَين عليهما‌السلام:

زِيارة الحَسَنِ عليه‌السلام :

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ رَسُولِ رَبِّ الْعالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَليْكَ يَا بْنَ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حَبِيبَ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صِفْوَةَ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَمِينَ اللهِ ، السَّلامُ عَليْكَ يا حُجَّةَ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صِراطَ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا بَيانَ حُكْمِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ناصِرَ دِينِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها السَّيِّدُ

____________________

(١) طَاهِرٌ.

٨٩

الزَّكيُّ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الْبَرُّ الْوَفيُّ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الْقائِمُ الْأَمِينُ، السَّلامُ عَليْكَ أَيُّها الْعالِمُ بِالتَّأْوِيلِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الْهادِي الْمَهديُّ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الطَّاهِرُ الزَّكيُّ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها التَّقيُّ النَّقيُّ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الْحَقُّ الْحَقِيقُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الشَّهِيدُ الصِّدّيقُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبا مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنَ عَلِيٍّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ .

زِيارَة الحُسَين عليه‌السلام :

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ رَسُولِ الله ،السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمِينَ، أَشْهَدُ أَنَّكَ أَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ، وَأَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَعَبَدْتَ اللهَ مُخْلِصاً، وَجاهَدْتَ فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ حَتَّىٰ أَتاكَ الْيَقِينُ، فَعَلَيْكَ السَّلامُ مِنِّي ما بَقِيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ، وَعَلىٰ آلِ بَيْتِكَ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ. أَنَا يا مَوْلايَ مَوْلىً لَكَ وَلِآلِ بَيْتِكَ، سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ، مُؤْمِنٌ بِسِرِّكُمْ وَجَهْرِكُمْ وَظاهِرِكُمْ وَباطِنِكُمْ. لَعَنَ الله أَعْداءَكُمْ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ، وَأَنَا أَبْرَأُ إِلى اللهِ تَعالىٰ مِنْهُمْ، يا مَوْلايَ يا أَبا مُحَمَّدٍ (١) ،يا مَوْلايَ يا أَبا عَبْدِ الله ،هذا يَوْمُ الإِثْنَيْنِ وَهُوَ يَوْمُكُما وَبِاسْمِكُما، وَأَنا فِيهِ ضَيْفُكُما فَأَضِيفانِي وَأَحْسِنا ضِيافَتِي، فَنِعْمَ مَنِ اسْتُضِيفَ بِهِ أَنْتُما، وَأَنا فِيهِ مِنْ جِوارِكُما فَأَجِيرانِي، فَإِنَّكُما مَأْمُورانِ بِالضِّيافَةِ وَالإِجارَةِ، فَصَلَّى اللهُ عَلَيْكُما وَآلِكُما الطَّيِّبِينَ .

يَوم الثِّلاثاء

وَهُوَ باسم عَلِي بن الحُسَين ومُحَمَّد بن عَلِيّ الباقِر وجَعفَر بن مُحَمَّد الصّادق صَلَواتُالله عَلَيهِم أَجمعين وهذه زيارتهمعليهم‌السلام :

____________________

(١) أبو محمد: هو الإمام الحسن بن عليعليهما‌السلام .

٩٠

السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا خُزَّانَ عِلْمِ اللهِ ،السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا تَراجِمَةَ وَحْيِ اللهِ ،السَّلامُ عَليْكُمْ يا أَئِمَّةَ الْهُدى، السَّلامُ عَلَيْكُم يا أَعْلامَ التُّقى، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أَوْلادَ رَسُولِ اللهِ ،أَنا عارِفٌ بِحَقِّكُمْ، مُسْتَبْصِرٌ بِشَأْنِكُمْ مُعادٍ لِأَعْدائِكُمْ مُوالٍ لِأَوْلِيائِكُمْ، بِأَبِي أَنْتُمْ وَاُمِّي، صَلَواتُ الله عَلَيْكُمْ .اللّهُمَّ إِنِّي أَتَوالىٰ آخِرَهُمْ كَما تَوالَيْتُ أَوَّلَهُمْ، وَأَبْرَأُ مِنْ كُلِّ وَلِيجَةٍ دُونَهُمْ، وَأَكْفُرُ بِالجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَاللَّاتِ وَالْعُزَّى، صَلَواتُ الله عَلَيْكُمْ يامَوالِيَّ، وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ. السَّلامُ عَلَيْكَ يا سَيِّدَ الْعابِدِينَ وَسُلالَةَ الْوَصِيِّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا باقِرَ عِلْمِ النَّبِيِّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صادِقاً مُصَدَّقاً فِي الْقَوْلِ وَالْفِعْلِ، يا مَوالِيَّ هذا يَوْمُكُمْ وَهُوَ يَوْمُ الثُّلاثاءِ، وَأَنا فِيهِ ضَيْفٌ لَكُمْ وَمُسْتَجِيرٌ بِكُمْ فَأَضِيفُونِي وَأَجِيرُونِي بِمَنْزِلَةِ الله عِنْدَكُمْ، وَآلِ بَيْتِكُمُ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ .

يَوم الاَربِعاء:

وَهُوَ باسم موسى بن جعفر وعلي بن موسى الرِّضا ومُحَمَّد التَّقي وعَلِيّ النَّقي وهذه زيارتهمعليهم‌السلام

السَّلامُ عَلَيْكُم يا أَوْلِياء اللهِ ،السَّلاُمُ عَلَيْكُم يا حُجَجَ اللهِ ،السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا نُورَ الله فِي ظُلُماتِ الْأَرْضِ ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ، صَلَواتُ الله عَلَيْكُمْ وَعَلىٰ آلِ بَيْتِكُمْ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ، بِأَبِي أَنْتُمْ وَاُمِّي، لَقَدْ عَبَدْتُمْ الله مُخْلِصِينَ، وَجاهَدْتُمْ فِي الله حَقَّ جِهادِهِ حَتَّىٰ أَتاكُمُ الْيَقِينُ، فَلَعَنَ الله أَعْداءَكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَجْمَعِينَ، وَأَنا أَبْرَأُ إِلىٰ اللهِ وَإِلَيْكُمْ مِنْهُمْ، يا مَوْلايَ يا أَبا إِبْراهِيمَ مُوسى بْنَ جَعْفَرٍ، يا مَوْلايَ يا أَبا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُوسى، يا مَولايَ يا أَبا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ، يا مَوْلايَ يا أَبا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ، أَنا مَوْلىً لَكُمْ مُؤْمِنٌ بِسِرِّكُمْ وَجَهْرِكُمْ، مُتَضَيِّفٌ بِكُمْ فِي يَوْمِكُمْ هذا وَهُوَ يَومُ الْأَرْبِعاءِ ،

٩١

وَمُسْتَجِيرٌ بِكُمْ فَأَضِيفُونِي وَأَجِيرُونِي بِآلِ بَيْتِكُمُ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ .

يَومُ الخَميس

وَهُوَ يَومُ الحَسَنِ بن عَلِي العسكَري صَلَواتُالله عَلَيهِ فَقُل في زيارته:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ الله وَخالِصَتَهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا إِمامَ الْمُؤْمِنِينَ، وَوارِثَ الْمُرْسَلِينَ، وَحُجَّةَ رَبِّ الْعالَمِينَ. صَلّى الله عَلَيْكَ وَعَلىٰ آلِ بَيْتِكَ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ. يا مَوْلايَ يا أَبا مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنَ عَلِيٍّ، أَنَا مَوْلًى لَكَ وَلآلِ بَيْتِكَ، وَهذا يَوْمُكَ وَهُوَ يَوْمُ الْخَمِيسِ، وَأَنَا ضَيْفُكَ فِيهِ وَمُسْتَجِيرٌ بِكَ فِيهِ، فَأَحْسِنْ ضِيافَتِي وَإِجارَتِي بِحَقِّ آلِ بَيْتِكَ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ .

يَومُ الجُمعة

وَهُوَ يَومُ صاحِب الزَّمان صَلَواتُالله عَلَيهِ وباسمهِ وَهُوَ اليَوم الذي يظهر فيه عجَّلَالله فرجَهُ، فَقُل في زيارته:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ الله فِي أَرْضِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَيْنَ الله فِي خَلْقِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ الله الَّذِي يَهْتَدِي بِهِ الْمُهتَدونَ ويُفَرَّجُ بِهِ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الْمُهَذَّبُ الْخائِفُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الْوَليُّ النّاصِحُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا سَفِينَةَ النَّجاةِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَيْنَ الْحَياةِ، السَّلامُ عَلَيْكَ، صَلّى الله عَلَيْكَ وَعَلىٰ آلِ بَيْتِكَ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ، عَجَّلَ الله لَكَ ما وَعَدَكَ مِنَ النَّصْرِ وَظُهُورِ الْأَمْرِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يامَوْلايَ، أَنا مَوْلاكَ عَارِفٌ بِأُولاكَ وأُخْراكَ، أَتَقَرَّبُ إِلىٰ اللهِ تَعالىٰ بِكَ وَبِآلِ بَيْتِكَ، وَأَنْتَظِرُ ظُهُورَكَ وَظُهُورَ الْحَقِّ عَلىٰ يَدَيْكَ، وَأَسْأَلُ اللهَ أَنْ يُصَلِّيَ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ يَجْعَلَنِي مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ لَكَ وَالتَّابِعِينَ وَالنَّاصِرِينَ لَكَ عَلىٰ أَعْدائِكَ، وَالْمُسْتَشْهَدِينَ بَيْنَ يَدَيْكَ فِي جُمْلَةِ أَوْلِيائِكَ، يا مَوْلايَ يا

٩٢

صاحِبَ الزَّمانِ، صَلَواتُ الله عَلَيْكَ وَعَلىٰ آلِ بَيْتِكَ، هذا يَوْمُ الْجُمُعَةِ وَهُوَ يَوْمُكَ الْمُتَوَقَّعُ فِيهِ ظُهُورُكَ، وَالْفَرَجُ فِيهِ لِلْمُؤْمِنِينَ عَلىٰ يَدَيْكَ، وَقَتْلُ الْكافِرِينَ بِسَيْفِكَ، وَأَنَا يا مَوْلايَ فِيهِ ضَيْفُكَ وَجارُكَ، وَأَنْتَ يا مَولايَ كَرِيمٌ مِنْ أَوْلادِ الْكِرامِ، وَمَأْمُورٌ بِالضِّيافَةِ وَالْإِجارَةِ فَأَضِفْنِي وَأَجِرْنِي صَلَواتُ اللهِ عَلَيْكَ وعَلىٰ أَهْلِ بَيْتِكَ الطَّاهِرِينَ . قالَ السيد ابن طاووس: وأَنا أتمثَّل بعد هذهِ الزيارة بهذا الشِعر وأُشير اليهِعليه‌السلام وأقول:

نَزيلُكَ حَيْثُ مَا اتَّجَهَتْ رِكابي

‌وَضَيْفُكَ حَيْثُ كُنْتُ مِنَ الْبِلادِ

الفَصلُ السَّادِس : في ذِكر نبذ مِنَ الدَّعَواتِ المَشهُورة،

ومِنها: دُعاءُ الصَّباح لأمير المؤمنين عليه‌السلام

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ اللّهُمَّ يا مَنْ دَلَعَ لِسانَ الصَّباحِ بِنُطْقِ تَبَلُّجهِ، وَسَرَّحَ قِطَعَ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ بِغَياهِبِ تَلَجْلُجِهِ، وَأَتْقَنَ صُنْعَ الْفَلَكِ الدَّوّارِ فِي مَقادِيرِ تَبَرُّجِهِ، وَشَعْشَعَ ضِياءَ الشَّمْسِ بِنُورِ تَأَجُّجِهِ، يا مَنْ دَلَّ عَلىٰ ذاتِهِ بِذاتِهِ، وَتَنَزَّهَ عَنْ مُجانَسَةِ مَخْلُوقاتِهِ، وَجَلَّ عَنْ مُلاءَمَةِ كَيْفِيّاتِهِ. يا مَنْ قَرُبَ مِنْ خَطَراتِ الظُّنُونِ، وَبَعُدَ عَنْ لَحَظاتِ الْعُيُونِ، وَعَلِمَ بِما كانَ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ، يا مَنْ أَرْقَدَنِي فِي مِهادِ أَمْنِهِ وَأَمانِهِ، وَأَيْقَضَنِي إِلىٰ ما مَنَحَنِي بِهِ مِنْ مِنَنِهِ وَإِحْسانِهِ، وَكَفَّ أَكُفَّ السُّوءِ عَنِّي بِيَدِهِ وَسُلْطانِهِ، صَلِّ اللّهُمَّ عَلىٰ الدَّلِيلِ إِلَيْكَ فِي اللَّيْلِ الْأَلْيَلِ، وَالْماسِكِ مِنْ أَسْبابِكَ بِحَبْلِ الْشَّـرَفِ الْأَطْوَلِ، والنَّاصِعِ الْحَسَبِ فِي ذِرْوَةِ الْكاهِلِ الْأَعْبَلِ، وَالثَّابِتِ الْقَدَمِ عَلىٰ زَحالِيفِها فِي الزَّمَنِ الْأَوَّلِ، وَعَلىٰ آلِهِ الْأَخْيارِ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَبْرارِ، وَافْتَحِ اللّهُمَّ لَنا مَصارِيعَ الصَّباحِ بِمَفاتِيحِ الرَّحْمَةِ وَالْفَلاحِ، وَأَلْبِسْنِي اللّهُمَّ مِنْ أَفْضَلِ خِلَعِ الْهِدايَةِ وَالصَّلاحِ، وَأَغْرِسِ اللّهُمَّ بِعَظَمَتِكَ فِي شِرْبِ جَنانِي يَنابِيعَ الْخُشُوعِ، وَأَجْرِ اللّهُمَّ لِهَيْبَتِكَ مِنْ آماقِي زَفَراتِ الدُّمُوعِ، وَأَدِّبِ اللّهُمَّ نَزَقَ الخُرْقِ مِنِّي بِأَزِمَّةِ الْقُنُوعِ، إِلهِي إِنْ لَمْ

٩٣

تَبْتَدِئْنِي الرَّحْمَةُ مِنْكَ بِحُسْنِ التَّوْفِيقِ، فَمَنِ السَّالِكُ بِي إِلَيْكَ فِي وَاضِحِ الطَّرِيقِ، وَإِنْ أَسْلَمَتْنِي أَناتُكَ لِقائِدِ الْأَمَلِ وَالْمُنىٰ فَمَنِ الْمُقِيْلُ عَثَراتِي مِنْ كَبَواتِ الْهَوىٰ، وَإِنْ خَذَلَنِي نَصْرُكَ عِنْدَ مُحارَبَةِ النَّفْسِ وَالشَّيْطانِ، فَقَدْ وَكَلَنِي خِذْلانُكَ إِلىٰ حَيْثُ النَّصَبِ وَالْحِرْمانِ ،إِلهِي أَتَرانِي ما أَتَيْتُكَ إِلَّا مِنْ حَيْثُ الْآمالُ، أَمْ عَلِقْتُ بَأَطْرافِ حِبالِكَ إِلَّا حِيْنَ باعَدَتْنِي ذُنُوبِي عَنْ دارِ الْوِصالِ ، فَبِئْسَ الْمَطِيَّةُ الَّتِي امْتَطَتْ نَفْـسِي مِنْ هَواها، فَواهاً لَها لِما سَوَّلَتْ لَها ظُنُونُها وَمُناها، وَتَبًّا لَها لِجُرْأَتِها عَلىٰ سَيِّدِها وَمَوْلاها، إِلهِي قَرَعْتُ بابَ رَحْمَتِكَ بِيَدِ رَجائِي، وَهَرَبْتُ إِلَيْكَ لاجِئاً مِنْ فَرْطِ أَهْوائِي، وَعَلَّقْتُ بِأَطْرافِ حِبالِكَ أَنامِلَ وَلائِي، فَاصْفَحِ اللّهُمَّ عمَّا كُنتُ (١) أَجْرَمْتُهُ مِنْ زَلَلِي وَخَطائِي، وَأَقِلْنِي مِنْ صَرْعَةِ رِدائِي، فَإِنَّكَ سَيِّدِي وَمَوْلايَ وَمُعْتَمَدِي وَرَجائِي، وَأَنْتَ غايَةُ مَطْلُوبِي، وَمُنايَ فِي مُنْقَلَبِي وَمَثْوايَ. إِلهِي كَيْفَ تَطْرُدُ مِسْكِيناً إِلْتَجأَ إِلَيْكَ مِنَ الذُّنُوبِ هارِباً، أَمْ كَيْفَ تُخَيِّبُ مُسْتَرْشِداً قَصَدَ إِلىٰ جَنابِكَ ساعِياً (٢) ، أَمْ كَيْفَ تَرُدُّ ظَمآنَ وَرَدَ إِلىٰ حِياضِكَ شارِباً، كَلّا وَحِياضُكَ مُتْرَعَةٌ فِي ضَنْكِ الْمُحُولِ، وَبابُكَ مَفْتُوحٌ لِلطَّلَبِ وَالْوُغُولِ، وَأَنْتَ غايَةُ السُّؤُلِ (٣) ونِهايَةُ الْمَأْمُولِ، إِلهِي هذِهِ أَزِمَّةُ نَفْسِي عَقَلْتُها بِعِقالِ مَشِيئَتِكَ، وَهذِهِ أَعْباءُ ذُنُوبِي دَرَأْتُها بِعَفْوِكَ وَرَحْمَتِكَ، وَهذِهِ أَهْوائِي المُضِلَّةُ وَكَلْتُها إِلىٰ جَنابِ لُطْفِكَ وَرَأْفَتِكَ فَاجْعَلِ اللّهُمَّ صَباحِي هذا نازِلاً عَلَيَّ بِضِياءِ الْهُدىٰ وَبِالسَّلامَةِ (٤) فِي الدِّينِ وَالدُّنْيا، وَمَسائِي جُنَّةً مِنْ كَيْدِ الْعِدىٰ (٥) وَوِقايَةً مِنْ مُرْدِياتِ الْهَوى، إِنَّكَ قادِرٌ عَلىٰ ما تَشاءُ، تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ، وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ، وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ، وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ، بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، تُولِجُ

____________________

(١) كَانَ.

(٢) ساقِباً.

(٣) الْمَسْؤول.

(٤) وَالسَّلامَةِ.

(٥) الأعْدَاء.

٩٤

اللَّيلَ فِي النَّهارِ، وَتُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ، وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ، وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ، وَتَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ، لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ اللّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، مَنْ ذا يَعْرِفُ قَدْرَكَ فَلا يَخافُكَ، وَمَنْ ذا يَعْلَمُ ما أَنْتَ فَلا يَهابُكَ .أَلَّفْتَ بِقُدْرَتِكَ الْفِرَقَ، وَفَلَقْتَ بِلُطْفِكَ الْفَلَقَ، وَأَنَرْتَ بِكَرَمِكَ دَياجِيَ الْغَسَقِ، وَأَنْهَرْتَ الْمِياهَ مِنَ الصُّمِّ الصَّياخِيدِ عَذْباً وَأُجاجاً، وَأَنْزَلْتَ مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً، وَجَعَلْتَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لِلْبَرِيَّةِ سِراجاً وَهّاجاً، مِنْ غَيْرِ أَنْ تُمارِسَ فِيمَا ابْتَدَأتَ بِهِ لُغُوباً وَلا عِلاجاً، فَيا مَنْ تَوَحَّدَ بِالْعِزِّ وَالْبَقاءِ، وَقَهَرَ عِبادَهُ بِالْمَوْتِ وَالْفَناءِ، صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الْأَتْقِياءِ، وَاسْمَعْ نِدائِي، وَاسْتَجِبْ دُعائِي، وَحَقِّقْ بِفَضْلِكَ أَمَلِي وَرَجائِي، يا خَيْرَ مَنْ دُعِيَ لِكَشْفِ الضُّرِّ، وَالْمَأْمُولِ في كُلِّ (١) عُسْـرٍ وَيُسْـرٍ، بِكَ أَنْزَلْتُ حاجَتِي فَلا تَرُدَّنِي مِنْ سَنِيِّ (٢) مَواهِبِكَ خائِباً يا كَرِيمُ يا كَرِيمُ يا كَرِيمُ، بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرّاحِمِينَ، وَصَلَّى اللهُ عَلىٰ خَيْرِ خَلْقِهِ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ أَجْمَعِينَ . ثُمَّ اسجد وَقُلْ:إِلهِي قَلْبِي مَحْجُوبٌ، وَنَفْسِـي مَعْيُوبٌ، وَعَقْلِي مَغْلُوبٌ، وَهُوَائِي غالِبٌ، وَطاعَتِي قَلِيلٌ، وَمَعْصِيَتِي كَثِيرٌ، وَلِسانِي مُقِرُّ بِالذُّنُوبِ، فَكَيْفَ حِيلَتِي يا سَتَّارَ الْعُيُوبِ، وَيا عَلّامَ الْغُيُوبِ، وَيا كاشِفَ الْكُرُوبِ، إِغْفِرْ ذُنُوبِي كُلَّها بِحُرْمَةِ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، يا غَفّارُ يا غَفّارُ يا غَفّارُ، بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرّاحِمِينَ .

أقول: قد أورد العلامة المجلسيرحمه‌الله هذا الدُّعاء في كتابي الدُّعاء والصّلاة من البحار وذيِّله في كتاب الصّلاة بشرح وتوضيح، وقالَ: إنَّ هذا الدُّعاء من الأدعية المشهورة، ولكن لَمْ أَجده في كتاب يُعتمد عَلَيهِ سوىٰ كتاب المصباح للسيّد ابن باقي رضوانالله عَلَيهِ، وقالَ أيضاً: إنّ المشهُور هو أن يُدعىٰ به بعد فريضة الصبح، ولكن السيد ابن باقي رواه بعد نافلة الصّبح والعمل بأيّها كان حسناً.

____________________

(١) لِكُلِّ.

(٢) من باب.

٩٥

دُعاء كميل بن زياد (ره)

وَهُوَ من الدّعوات المعروفة. قالَ العلّامة المجلسيرحمه‌الله : إنّه أفضل الأدعية، وَهُوَ دعاء الخضرعليه‌السلام وقد علَّمه أمير المؤمنينعليه‌السلام كُمِيْلاً، وَهُوَ من خواصِّ أصحابه، ويُدعىٰ به في ليلة النّصف مِن شعبان، وليلة الجُمعة، ويُجدي في كفاية شرِّ الأعداء، وفي فتح باب الرِّزق، وفي غفران الذُّنوب. وقد رواه الشيخ والسيّد كلاهماقدس‌سره ما وأنا أرويه عَن كتاب مصباح المتهجِّد، وَهُوَ هذا الدُّعاء:

اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِرحَمتِكَ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ، وَبِقُوَّتِكَ الَّتِي قَهَرْتَ بِها كُلَّ شَيْءٍ، وَخضَعَ لَها كُلُّ شَيْءٍ، وَذَلَّ لَها كُلُّ شَيْءٍ، وَبِجَبَرُوتِكَ الَّتِي غَلَبْتَ بِها كُلَّ شَيْءٍ، وَبعَزَّتِكَ الَّتِي لا يَقُومُ لَها شَيْءٌ، وَبِعَظَمَتِكَ الَّتِي مَلأَتْ كُلَّ شَيْءٍ، وَبِسُلْطانِكَ الَّذِي عَلا كُلَّ شَيْءٍ، وَبِوَجْهِكَ الْباقِي بَعْدَ فَناءِ كُلِّ شَيْءٍ، وَبِأَسْمائِكَ الَّتِي ملأَتْ (١) أَرْكانَ كُلِّ شَيْءٍ، وَبِعِلْمِكَ الَّذِي أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ، وَبِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَضاءَ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ، يا نوُرُ يا قُدُّوسُ، يا أَوَّلَ الْأَوَّلينَ، وَيا آخِرَ الْآخرينَ .اللّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تَهْتِكُ الْعِصَمَ ،اللّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُنْزِلُ النِّقَمَ ،اللّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُغَيِّرُ النِّعَمَ ،اللّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تَحْبِسُ الدُّعاءَ ،اللّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الّذنُوبَ الَّتي تُنْزِلُ البَلاَء ،اللّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ كُلَّ ذَنْبٍ أذْنَبْتُهُ، وَكُلَّ خَطِيئَةٍ أَخْطَأْتُها ،اللّهُمَّ إِنِّي أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِذِكْرِكَ، وَأَسْتَشفِعُ بِكَ إِلىٰ نَفْسِكَ، وَأَسْأَلُكَ بِجوُدِكَ أَنْ تُدْنِيَنِي مِنْ قُرْبِكَ، وَأَنْ تُوزِعَنِي شُكْرَكَ، وأَنْ تُلْهِمَنِي ذِكْرَكَ ،اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ سُؤالَ خاضِعٍ مُتَذَلِّلٍ خاشِعٍ، أَنْ تُسامِحَنِي وَتَرْحَمَنِي، وَتَجْعَلَنِي بِقِسَمِكَ (١) راضِياً قانِعاً، وَفِي جَمِيعِ الْأحْوالِ مُتَواضِعاً ،اللّهُمَّ وَأَسأَلُكَ سُؤالَ مَن اشْتَدَّتْ فاقَتُهُ، وَأَنْزَلَ بِكَ عِنْدَ الشَّدائِدِ حاجَتَهُ، وَعَظُمَ فِيما عِنْدَكَ رَغْبَتُهُ .اللّهُمَّ عَظُمَ

٩٦

سُلْطانُكَ وَعَلا مَكانُكَ، وَخَفِيَ مَكْرُكَ، وَظَهَرَ أَمْرُكَ، وَغَلَبَ قَهْرُكَ، وَجَرَتْ قُدْرَتُكَ، وَلا يُمْكِنُ الْفِرارُ مِنْ حُكُومَتِكَ ،اللّهُمَّ لا أَجِدُ لِذُنُوبِي غافِراً وَلا لِقَبائِحِي ساتِراً، وَلا لِشَـيْءٍ مِنْ عَمَلِي الْقَبِيحِ بِالْحَسَنِ مُبَدِّلاً غَيْرَكَ، لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ وَبِحَمْدِكَ ظَلَمْتُ نَفْـسِي، وَتَجَرَّأْتُ بِجَهْلِي، وَسَكَنْتُ إِلىٰ قَدِيمِ ذِكْرِكَ لِي، وَمَنِّكَ عَلَيَّ ،اللّهُمَّ مَوْلايَ كَمْ مِنْ قَبيحٍ سَتَرْتَهُ، وَكَمْ مِنْ فادِحٍ مِنَ الْبَلاءِ أَقَلْتَهُ (١) ، وَكَمْ مِنْ عِثارٍ وَقَيْتَهُ، وَكَمْ مِنْ مَكْروُهٍ دَفَعْتَهُ، وَكَمْ مِنْ ثَناءٍ جَمِيلٍ لَسْتُ أَهْلاً لَهُ نَشَـرْتَهُ ،اللّهُمَّ عَظُمَ بَلائِي، وَأَفْرَطَ بِي سُوءُ حالِي، وَقَصُرَتْ (٢) بِي أَعْمالِي، وَقَعَدَتْ بِي أَغْلالِي، وَحَبَسَنِي عَنْ نَفْعِي بُعْدُ أَمَلِي ، وَخَدَعَتْنِي الدُّنْيا بِغُرُورِها، وَنَفْسِي بِخِيانَتِها (٣) ، وَمِطالِي يا سَيِّدِي فَأَسْأَلُكَ بِعِزَّتِكَ أَنْ لا يَحْجُبَ عَنْكَ دُعائِي سُوءُ عَمَلِي وَفِعالي، وَلا تَفْضَحْنِي بِخَفِيِّ مَا اطَّلَعْتَ عَلَيْهِ مِنْ سِرِّي، وَلا تُعاجِلْنِي بِالْعُقُوبَةِ عَلىٰ ما عَمِلْتُهُ فِي خَلَواتِي مِنْ سوءِ فِعْلِي وَإِساءَتِي، وَدَوامِ تَفْرِيطِي وَجَهالَتِي، وَكَثْرَةِ شَهَواتِي وَغَفْلَتِي، وَكُنِ اللّهُمَّ بِعِزَّتِكَ لِي فِي الْأَحْوالِ كُلِّها (٤) رَؤُوفاً، وَعَلَيَّ فِي جَمِيعِ الْأُمُورِ عَطُوفاً، إِلهِي وَ رَبِّي مَنْ لِي غَيْرُكَ أَسأَلُهُ كَشْفَ ضُرِّي وَالنَّظَرَ فِي أَمْرِي، إِلهِي وَمَوْلايَ أَجْرَيْتَ عَلَيَّ حُكْماً اتَّبَعْتُ فِيهِ هَوىٰ نَفْسِي وَلَمْ أَحْتَرِسْ فِيهِ مِنْ تَزْيينِ عَدُوِّي، فَغَرَّنِي بِما أَهْوىٰ وَأَسْعَدَهُ عَلىٰ ذلِكَ الْقَضاءُ فَتَجاوَزْتُ بِما جَرىٰ عَلَيَّ مِنْ ذلِكَ بَعْضَ حُدُودِكَ، وَخالَفْتُ بَعْضَ أَوامِرِكَ، فَلَكَ الْحُجَّةُ (٥) عَلَيَّ فِي جَمِيعِ ذلِكَ وَلا حُجَّةَ لِي فِيما جَرىٰ عَلَيَّ فِيهِ قَضاؤُكَ، وَأَلْزَمَنِي حُكْمُكَ وَبَلآؤُكَ، وَقَدْ أَتَيْتُكَ يا إِلهِي بَعْدَ تَقْصِيرِي وَإِسْرافِي عَلىٰ نَفْـسِي مُعْتَذِراً نادِماً مُنْكَسِراً مُسْتَقِيلاً مُسْتَغْفِراً مُنِيباً مُقِرّاً مُذْعِناً مُعْتَرِفاً، لا أَجِدُ مَفَرّاً مِمّا كانَ مِنِّي وَلا مَفْزَعاً أَتَوَجَّهُ إِلَيْهِ فِي أَمْرِي، غَيْرَ قَبُوُلِكَ عُذْرِي

____________________

(١) أمَلْتَهُ.

(٢) وَقَصَّرَتْ.

(٣) بِجِنايَتِها.

(٤) في كُلِّ الأَحْوالِ.

(٥) الحَمْدُ.

٩٧

وَإِدْخالِكَ إِيّايَ فِي سَعَةِ مِنْ (١) رَحْمَتِكَ ،اللّهُمَّ فَاقْبَلْ عُذْرِي، وَارْحَمْ شِدَّةَ ضُرِّي، وَفُكَّنِي مِنْ شَدِّ وَثاقِي، يا رَبِّ ارْحَمْ ضَعْفَ بَدَنِي، وَرِقَّةَ جِلْدِي وَدِقَّةَ عَظْمِي، يا مَنْ بَدَأَ خَلْقِي وَذِكْرِي وَتَرْبِيَتِي وَبِرِّي وَتَغْذِيَتِي، هَبْنِي لابْتِداءِ كَرَمِكَ وَسالِفِ بِرِّكَ بِي، يا إِلهِي وَسَيِّدِي وَ رَبِّي ، أَتُراكَ مُعَذِّبِي بِنارِكَ بَعْدَ تَوْحِيدِكَ، وَبَعْدَمَا انْطَوىٰ عَلَيْهِ قَلْبِي مِنْ مَعْرِفَتِكَ، وَلَهِجَ بِهِ لِسانِي مِنْ ذِكْرِكَ، وَاعْتَقَدَهُ ضَمِيرِي مِنْ حُبِّكَ، وَبَعْدَ صِدْقِ اعْتِرافِي وَدُعائِي خاضِعاً لِرُبُوبِيَّتِكَ، هَيْهاتَ أَنْتَ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ تُضَيِّعَ مَنْ رَبَّيْتَهُ، أَوْ تُبَعِّدَ (٢) مَنْ أَدْنَيْتَهُ، أَوْ تُشَرِّدَ مَنْ آوَيْتَهُ، أَوْ تُسَلِّمَ إِلىٰ الْبَلاءِ مَنْ كَفَيْتَهُ وَرَحِمْتَهُ، وَلَيْتَ شِعْرِي يا سَيِّدِي وَ إِلهِي وَمَوْلايَ، أَتُسَلِّطُ النّارَ عَلىٰ وُجُوهٍ خَرَّتْ لِعَظَمَتِكَ ساجِدَةً، وَعَلىٰ أَلْسُنٍ نَطَقَتْ بِتَوْحِيدِكَ صادِقَةً وَبُشُكْرِكَ مادِحَةً، وَعَلىٰ قُلُوبٍ أَعْتَرَفَتْ بِإِلهِيَّتِكَ مُحَقِّقَةً، وَعَلَىٰ ضَمائِرَ حَوَتْ مِنَ الْعِلْمِ بِكَ حَتّىٰ صارَتْ خاشِعَةً، وَعَلىٰ جَوارِحَ سَعَتْ إِلىٰ أَوْطانِ تَعَبُّدِكَ طائِعَةً، وَأَشارَتْ بِإِسْتِغْفارِكَ مُذْعِنَةً، ما هكَذا الظَّنُّ بِكَ وَلا أُخْبِرْنا بِفَضْلِكَ عَنْكَ يا كَرِيمُ يا رَبْ ، وَأَنْتَ تَعْلَمُ ضَعْفِي عَنْ قَلِيلٍ مِنْ بَلاءِ الدُّنْيا وَعُقُوباتِها، وَما يَجْرِي فِيها مِنَ الْمَكارِهِ عَلىٰ أَهْلِها، عَلىٰ أَنَّ ذلِكَ بَلاءٌ وَمَكْروهٌ قَلِيلٌ مَكْثُهُ، يَسِيرٌ بَقاؤُهُ قَصِيٌر مُدَّتُهُ، فَكَيْفَ إِحْتِمالِي لِبَلاءِ الْآخِرَةِ وَجَلِيلِ (٣) وُقُوعِ الْمَكارِهِ فِيها، وَهُوَ بَلاءٌ تَطُولُ مُدَّتُهُ، وَيَدُومُ مَقامُهُ وَلا يُخَفَّفُ عَنْ أَهْلِهِ لِأَنَّهُ لا يَكُونُ إِلَّا عَنْ غَضَبِكَ وَانْتِقامِكَ وَسَخَطِكَ، وَهذا ما لا تَقُومُ لَهُ السَّماواتُ وَالْأرْضُ، يا سَيِّدِي فَكَيْفَ بِي (٤) وَأَنَا عَبْدُكَ الضَّعِيفُ الذَّلِيلُ، الْحَقِيرُ الْمِسْكِينُ الْمُسْتَكِينُ، يا إِلهِي وَ رَبِّي وَسَيِّدِي وَمَوْلايَ، لِأَيِّ الْأُمُورِ إِلَيْكَ أَشْكُو، وَلِما مِنها أَضِجُّ وَأَبْكِي، لِأَلِيمِ الْعَذابِ وَشِدَّتِهِ، أَمْ لِطُولِ الْبَلاءِ وَمُدَّتِهِ، فَلَئِنْ

____________________

(١) فِي سَعَةِ رَحْمَتِكَ.

(٢) تُبْعِدَ.

(٣) وَحُلُولِ.

(٤) لي.

٩٨

صَيَّرْتَنِي لِلْعُقُوباتِ مَعَ أَعْدائِكَ، وَجَمَعْتَ بَيْنِي وَبَيْنَ أَهْلِ بَلائِكَ، وَفَرَّقْتَ بَيْنِي وَبَيْنَ أَحِبّائِكَ وَأَوْلِيائِكَ، فَهَبْنِي يا إِلهِي وَسَيِّدِي وَمَوْلايَ وَ رَبِّي ، صَبَرْتُ عَلىٰ عَذابِكَ فَكَيْفَ أَصْبِرُ عَلىٰ فِراقِكَ، وَهَبْنِي (١) صَبَرْتُ عَلىٰ حَرِّ نارِكَ، فَكَيْفَ أَصْبِرُ عَنِ النَّظَرِ إِلىٰ كَرامَتِكَ، أَمْ كَيْفَ أَسْكُنُ فِي النّارِ وَرَجائِي عَفْوُكَ، فَبِعِزَّتِكَ يا سَيِّدِي وَمَوْلايَ أُقْسِمُ صادِقاً، لَئِنْ تَرَكْتَنِي ناطِقاً لِأَضِجَّنَّ إِلَيْكَ بَيْنَ أَهْلِها ضَجِيجَ الْآمِلِينَ (٢) ، وَلِأَصْرُخَنَّ إِلَيْكَ صُراخَ الْمُسْتَصْرِخِينَ، وَلِأَبْكِيَنَّ عَلَيْكَ بُكاءَ الْفاقِدِينَ، وَلْأُنادِيَنَّكَ أَيْنَ كُنْتَ يا وَلِيَّ الْمُؤْمِنِينَ، يا غايَةَ آمالِ الْعارِفِينَ، يا غِياثَ الْمُسْتَغِيثِينَ، يا حَبِيبَ قُلوُبِ الصّادِقِينَ، وَيا إِلهَ الْعالَمينَ، أَفَتُراكَ سُبْحانَكَ يا إِلهي وَبِحَمْدِكَ تَسْمَعُ فِيها صَوتَ عَبْدٍ مُسْلِمٍ سُجِنَ (٣) فِيها بِمُخالَفَتِهِ، وَذاقَ طَعْمَ عَذابِها بِمَعْصِيَتِهِ، وَحُبِسَ بَيْنَ أَطْباقِها بِجُرْمِهِ وَجَرِيرَتِهِ، وَهُوَ يَضِجُّ إِلَيْكَ ضَجِيجَ مُؤَمِّلٍ لِرَحْمَتِكَ، وَيُنادِيكَ بِلِسانِ أَهْلِ تَوْحِيدِكَ، وَيَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِرُبُوبِيَّتِكَ، يا مَوْلايَ فَكَيْفَ يَبْقىٰ فِي الْعَذابِ وَهُوَ يَرْجوُ ما سَلَفَ مِنْ حِلْمِكَ، أَمْ كَيْفَ تُؤْلِمُهُ النَّارُ وَهُوَ يَأْمُلُ فَضْلَكَ وَرَحْمَتَكَ، أَمْ كَيْفَ يُحْرِقُهُ لَهِيبُها وَأَنْتَ تَسْمَعُ صَوْتَهُ وَتَرىٰ مَكانَهُ، أَمْ كَيْفَ يَشْتَمِلُ عَلَيْهِ زَفِيرُها وَأَنْتَ تَعْلَمُ ضَعْفَهُ، أَمْ كَيْفَ يَتَقَلْقَلُ (٤) بَيْنَ أَطْباقِها وَأَنْتَ تَعْلَمُ صِدْقَهُ، أَمْ كَيْفَ تَزْجُرُهُ زَبانِيَتُها وَهُوَ يُنادِيكَ يا رَبَّاهُ ، أَمْ كَيْفَ يَرْجُو فَضْلَكَ فِي عِتْقِهِ مِنْها فَتَتْرُكَهُ (٥) فِيها، هَيْهاتَ ما ذَلِكَ الظَّنُّ بِكَ وَلَا الْمُعْروفُ مِنْ فَضْلِكَ، وَلا مُشْبِهٌ لِما عامَلْتَ بِهِ الْمُوَحِّدِينَ مِنْ بِرِّكَ وَإِحْسانِكَ، فَبِالْيَقِينِ أَقَطَعُ، لَوْلا ما حَكَمْتَ بِهِ مِنْ تَعْذِيبِ جاحِدِيكَ، وَقَضَيْتَ بِهِ مِنْ إِخْلادِ مُعانِدِيكَ، لَجَعَلْتَ النَّارَ كُلَّها بَرْداً وَسَلاماً، وَما كَانَتْ (٦)

____________________

(١) وَهَبْنِي يا إِلهي.

(٢) الْآلِمِيْنَ.

(٣) يُسْجَنُ.

(٤) يَتَغَلْغَلُ.

(٥) فَتَتْرُكُهُ.

(٦) كَانَ.

٩٩

لِأَحَدٍ فِيها مَقَرّاً وَلامُقاماً (١) ، لكِنَّكَ تَقَدَّسَتْ أَسْماؤُكَ أَقْسَمْتَ أَنْ تَمْلأَها مِنَ الْكافِرِينَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، وَأَنْ تُخَلِّدَ فِيها الْمُعانِدِينَ، وَأَنْتَ جَلَّ ثَناؤُكَ قُلْتَ مُبْتَدِئاً، وَتَطَوَّلْتَ بِالْإِنْعامِ مُتَكَرِّماً، أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ ،إِلهِي وَسَيِّدِي، فَأَسأَلُكَ بِالقُدْرَةِ الَّتِي قَدَّرْتَها، وَبِالْقَضِيَّةِ الَّتِي حَتَمْتَها وَحَكَمْتَها، وَغَلَبْتَ مَنْ عَلَيْهِ أَجْرَيْتَها، أَنْ تَهَبَ لِي فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ وَفِي هذِهِ السَّاعَةِ، كُلَّ جُرْمٍ أَجْرَمْتُهُ، وَكُلَّ ذَنْبٍ أَذْنَبْتُهُ، وَكُلَّ قَبِيحٍ أَسْرَرْتُهُ، وَكُلَّ جَهْلٍ عَمِلْتُهُ، كَتَمْتُهُ أَوْ أَعَلَنْتُهُ، أَخْفَيْتُهُ أَوْ أَظْهَرْتُهُ، وَكُلَّ سَيِّئَةٍ أَمَرْتَ بِإِثْباتِها الْكِرامَ الْكاتِبِينَ، الَّذِينَ وَكَّلْتَهُمْ بِحِفْظِ ما يَكُونُ مِنِّي، وَجَعَلْتَهُمْ شُهُوداً عَلَيَّ مَعَ جَوارِحِي، وَكُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيَّ مِنْ وَرائِهِمْ، وَالشَّاهِدَ لِما خَفِي عَنْهُمْ وَبِرَحْمَتِكَ أَخْفَيْتَهُ، وَبِفَضْلِكَ سَتَرْتَهُ، وَأَنْ تُوَفِّرَ حَظِّي مِنْ كُلِّ خَيْرٍ تُنْزِلُهُ (٢) ، أَوْ إِحْسانٍ تُفَضِّلُهُ ، أَوْ بِرٍّ تَنْشُـرُهُ ، أَوْ رِزْقٍ تَبْسُطُهُ، أَوْ ذَنْبٍ تَغْفِرُهُ، أَوْ خَطَإٍ تَسْتُرُهُ، يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ ، يا إِلهِي وَسَيِّدِي وَمَوْلايَ وَمالِكَ رِقِّي، يا مَنْ بِيَدِهِ ناصِيَتِي، يا عَلِيماً بِضُرِّي وَمَسْكَنَتِي، يا خَبِيراً بَفَقْرِي وَفاقَتِي، يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ ، أَسأَلُكَ بِحَقِّكَ وَقُدْسِكَ وَأَعْظَمِ صِفاتِكَ وَأَسْمائِكَ، أَنْ تَجْعَلَ أَوْقاتِي فِي (١) اللَّيْلِ وَالنَّهارِ بَذِكْرِكَ مَعْمُورَةً، وَبِخِدْمَتِكَ مَوْصُولَةً، وَأَعْمالِي عِنْدَكَ مَقْبُولَةً، حَتَّىٰ تَكُونَ أَعْمالِي وأوْرادِي (٢) كُلُّها وِرْداً وَاحِداً، وَحالِي فِي خِدْمَتِكَ سَرْمَداً، يا سَيِّدِي يا مَنْ عَلَيْهِ مُعَوَّلِي، يا مَنْ إِلَيْهِ شَكَوْتُ أَحْوالِي، يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ ، قَوِّ عَلىٰ خَدْمَتِكَ جَوارِحِي، وَاشْدُدْ عَلىٰ الْعَزِيمَةِ جَوانِحِي، وَهَبْ لِيَ الْجِدَّ فِي خَشْيَتِكَ، وَالدَّوامَ فِي الْإِتِّصالِ بِخِدْمَتِكَ، حَتَّىٰ أَسْرَحَ إِلَيْكَ فِي مَيادِينِ السّابِقِينَ، واُسْرِعَ

____________________

(١) مَقاماً.

(٢) مِنْ كُلِّ خَيْرٍ أَنْزَلْتَهُ أوْ إِحْسانٍ فَضَّلْتَهُ أَوْ بِرٍّ نَشَرْتَهُ أَوْ رِزْقٍ بَسَطْتَهُ.

(٣) مِنَ.

(٤) وَإِرادَتي.

١٠٠