المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية الجزء ٢

المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية0%

المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية مؤلف:
الناشر: مؤسّسة الإمام المهدي
تصنيف: الإمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف
الصفحات: 367

المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ نجم الدين جعفر بن محمد العسكري
الناشر: مؤسّسة الإمام المهدي
تصنيف: الصفحات: 367
المشاهدات: 23054
تحميل: 6647


توضيحات:

بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 367 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 23054 / تحميل: 6647
الحجم الحجم الحجم
المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية

المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية الجزء 2

مؤلف:
الناشر: مؤسّسة الإمام المهدي
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

أبي عبد الله [ الصادق (عليه السلام) ] [ أنَّه ] قال:

(لا يخرج القائم إلاَّ في وترٍ من السنين، سنة إحدى، أو ثلاث، أو خَمْس، أو سبع، أو تسع).

المؤلِّف:

أخرج جلال الدين السيوطي في العرف الوردي، ج2، ص69، عن نعيم بنت حمَّاد، عن كعب قال:

(إذا دارت رحى بني العبَّاس، وربط أصحابُ الراياتِ خيولهم بزيتون الشام، ويُهْلِك الله لهم الأصهب، ويقتله وعامَّة أهل بيته على أيديهم، حتَّى لا يَبْقى امرؤٌ منهم إلاَّ هاربٌ أو مختفٍ، ويَسقط الشعبتان: بنو جعفر، وبنو العباس، ويجلس ابن آكلة الأكباد على منبر دمشق، ويَخرج البَربر إلى سرة الشام؛ فهو علامةُ خروج المهدي).

68- وفي مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، ج4 ص215، أخرج بسنده عن أُمِّ سلمة [ أنَّها ] قالت: سمعت رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم) يقول:

(يكون اختلافٌ عند موتِ خليفة، فيَخرج من بني هاشم، فيأتي مكَّة، فيستخرِجُه الناس من بيته، بين الركن والمقام، [ فيبايعونه ] فيُجهَّز إليه جزء من الشام، [ من شخصٍ ] أخواله من [ بني ] كلب، فيُجهِّز إليه [ المهدي (عليه السلام) ] جيش، فيهزمهم الله، فتكون الدائرةُ عليهم، فذلك يومـُ كلب [ أي: يوم مغلوبيَّة بني كلب، أصحاب السفياني ] الخائب من خابَ غنيمةِ كلب [ أي: من غنيمة بني كلب المغلوبين ] فيَستفتِح [ الإمام المهدي (عليه السلام) ] الكنوز [ التي بمكَّة ] ويُقسِّم الأموال ويلقي الإسلام بجرانه إلى الأرض، فيعيشون بذلك سبع، أو قال: تسع).

رواه في المعجم الأوسط الطبراني، ورجاله رجال الصحيح.

المؤلِّف:

عرفنا بهذا الحديث الشريف المـُراد من يوم كلب، المشار إليه في كثير من الأخبار، وعرفنا أنَّ الكنوز التي يُقسِّمها الإمام هي كنوز

١٢١

مكَّة التي أراد عمر بن الخطاب أن يُقسِّمها فمنعه من ذلك أمير المؤمنين (عليه السلام)، وقال له:

(سيأتي من يُقسِّمها في آخر الزمان).

وهذا الحديث أخرجناه في كتابنا (علي والخلفاء)، طبع النجف الأشرف، وسيمـُرُّ عليك إنْ شاء الله تعالى في رقم (69) حديث عن أُمِّ سلمة بمعنى هذا الحديث، مع اختلافٍ في بعض ألفاظه.

69- وفي الجمع بين الصحاح الستَّة، أخرج بإسناده عن أُمِّ سلمة زوج رسول الله (صلَّى الله عليه وآله)، قالت: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم):

(يكون اختلافٌ عند موتِ خليفة، فيَخرُج رجلٌ من أهل المدينة هارباً إلى مكَّة، فيأتيه ناسٌ من أهل مكَّة فيُخرِجونه وهو كارهٌ، فيُبايعونه بين الركن والمقام، ويُبْعَث إليه بَعثٌ من الشام، فيُخسف بهم بالبيداء بين مكَّة والمدينة، فإذا رأى الناس ذلك ؛ أتاه أبدال الشام، وعصائب أهلِ العراق، ثمَّ ينشأ رجلٌ من قريش [ وهو السفياني ] أخواله كلب ، [ أي: بنو كلب ] فيبعث إليهم بعثاً فيَظهَرون عليهم، وذلك بَعثُ كلب، والخيبةُ لمن لم يشهد غنيمةَ كلب، فيُقسِّم [ الإمام المهدي (عليه السلام) ] المالَ، ويعملُ في الناس بسُنَّة نبيِّهم (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم)، ويُلقي الإسلام بجرانه إلى الأرض، فيَلبَث سبعَ سنين).

قال: وقال بعض الرواة - عن هشام -: [ يلبث ] (تسعَ سنين).

المؤلِّف:

تقدَّم أحاديثُ عديدة بمضمون هذا الحديث، وهذا الحديث أخرجه السيِّد في غاية المرام، ص697، نقلاً من الجمع بين الصحاح الستَّة، ونحن أخرجناه منه لاختلافه في بعض ألفاظه مع ما تقدَّم.

وأخرج السيِّد في غاية المرام، ص702، نقلاً من كتاب الفتوح لابن أعثم الكوفي، حديثاً عن أُمِّ سلمة زوج النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، ولفظه يُساوي ما في الجمع بين الصحاح الستَّة إلاَّ في بعض ألفاظه، والظاهر أنَّ ذلك من الطابع أو من الرواة، وزاد في آخره: (ثمَّ يُتَوفَّى ويُصلِّي عليه المسلمون).

المؤلِّف:

ورد في الأحاديث المرويِّة عن الرسول الأكرم (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، وعن

١٢٢

أهل البيت (عليهم السلام): أنَّه (عليه السلام) يُقتل، وتَقتُله امرأة.

70- وفي كنز العمَّال، ج6، ص90، عن ابن عباس، أنَّ معاوية قال له:

(هل لكم دولةٌ؟ قال: نعم، وذلك في آخر الزمان، قال [ معاوية ] : فمن أنصاركم؟ قال: أهل خراسان، قال [ ابن عباس ] : ولبني أُميَّة من بني هاشم نَطَحات، ولبني هاشم من بني أُميَّة نَطَحات، ثمَّ يخرج السفياني).

نعيم، أي: أخرجه نعيم في الفتن.

71- وفي شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد الشافعي، ج2، ص179، المطبوع بمصر - في أربعة أجزاء - قال: ومن خطبه له (عليه السلام) - التي أخرجها السيِّد الرضي قدِّس سرُّه - [ قال: (عليه السلام) ]

(فانظروا أهلَ بيتِ نبيِّكم، فإنْ لَبَدوا فالبِدوا، وإنْ استنصروكم فانصروهم، فلَيُفَرِجَنَّ الله الفتنة برجلٍ منَّا أهلَ البيت بأبي ابن خِيَرة الإماء، لا يعطيهم إلاَّ السيف، هرجاً هرجاً موضوعاً على عاتِقِه ثمانيةَ أشهرٍ حتَّى تقول قُريشٌ: لو كان هذا من وُلد فاطمةَ لرحِمنا، يُغريه الله ببني أُميَّة حتَّى يجعلهم حُطاماً ورفاتاً، ( مـَلْعُونِينَ أَيْنَمـَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً ) .

قال ابن أبي الحديد: فإن قيل: فمـَن يكون من بني أُميَّة في ذلك الوقت موجوداً؟ حتَّى يقول (عليه السلام) في حقِّهم وفي أمرهم ما قال من انتقام هذا الرجل منهم، حتَّى يَوَدُّوا لو أنَّ علياً (عليه السلام) كان المتولِّي لأمرهم عوضاً عنه (عليه السلام)؟.

فأجاب بجوابٍ لا نحتاج إليه، بل الجواب: أنَّ في عصره وعند ظهوره يخرج السفياني، ويستولي على كثيرٍ من بلادِ المسلمين، ويفعل ما يُقرح القلوب، ولو راجعت أحوال السفياني في هذا الباب لظهر لك الجواب؛ وعرفت أنَّه (عليه السلام) إنَّما ينتقم من السفياني وهو من بني أُميَّة، وينتقم من أتباعه، ويَقتُل منهم مقتلةً

١٢٣

عظيمةً حتَّى يقولوا لو كان هذا من وُلد فاطمة لرحِمنا.

وقد ذكر ابن أبي الحديد هذا الجواب في آخر كلامه وقال: ورد في الأخبار أنَّه يخرج رجلٌ اسمه محمَّد، ويكون خروجه بعد أنْ يستولي - على كثير من ممالك الإسلام - مـَلِكٌ من أعقاب بني أُميَّة، وهو السفياني الموعود به في الأحاديث النبويَّة، وهو من وُلد أبي سفيان بن حرب بن أُميَّة، وأنَّ الإمام (عليه السلام) يقتُلَه ويقتُل أشياعه من بني أُميَّة وغيرهم.

١٢٤

البَابُ السَادسُ والعِشرُون

1- في كتاب عقد الدُّرر، الحديث (107) من الباب الرابع، أخرج بسنده عن أبي جعفر [ محمَّد بن علي الباقر (عليه السلام) ] أنَّه قال:

(يظهر المهدي [ عليه السلام ] في يوم عاشوراء، وهو اليوم الذي قُتِل فيه [ جدِّه ] الحسينُ بن علي [ عليهما السلام ] [ قال ]: وكأنَّي به يومـَ السبت العاشر من المـُحرَّم قائمٌ بين الركن والمقام، وجبريل عن يمينه، وميكائيل عن يساره، ويصير إليه شيعته [ أي: أتباعه إليه ] من أطرافِ الأرض، تطوي لهم طيَّاً، حتَّى يُبايعوه، فيملأ بهم الأرض عدلاً، كما مـُلئت جوراً وظلماً).

المؤلِّف:

ذكر ابن الصبَّان في إسعاف الراغبين بعد ذكره أحوال الإمام المهدي (عليه السلام) بهامش ص129 من نور الأبصار وقال: في كلام المجدولي، (إنَّ ظهوره [ عليه السلام ] يكون في يوم عاشوراء).

المؤلِّف:

في كتاب كشف الأستار، ص181، عن محمَّد بن مسلم قال: سأل رجل أبا عبد الله [ الصادق (عليه السلام) ] متى يظهر قائمكم؟ قال (عليه السلام):

(إذا كثُرتِ الغِواية وقلَّت الهداية - [ إلى أنَّ يقول (عليه السلام) ] - : فعند ذلك يُنادى باسم القائم في ليلة ثلاث وعشرين من شهرِ رمضان، ويقوم في يوم عاشوراء...). الحديث.

2- وفي إسعاف الراغبين في سيرة المصطفى وفضائل أهل بيته الطاهرين، تأليف الشيخ محمَّد بن الصبَّان الشافعي المـُتوفَّى سنة 1206 هـ، المطبوع بهامش نور الأبصار للشبلنجي الشافعي قال: في هامش ص129، طبعة مصر سنة 1322، ورد في بعض الآثار أنَّه (عليه السلام) يخرج في وترٍ من السنين، سنة إحدى، أو ثلاث، أو خَمْس، أو سبع، أو تسع وأنَّه (عليه

١٢٥

السلام) بعد أنْ تُعقد له البيعة (بمكَّة) يسير منها إلى الكوفة، ثمَّ يُفرِّق الجنود [ منها ] إلى الأمصار، وأنَّ السنَة من سِنِيِّه تكون مقدار عشرَ سنين، وأنَّ سلطانه يبلُغ المشرق والمغرب، وتظهر له الكنوز، ولا يبقى خرابٌ في الأرض إلاَّ عمَّره. [ ثمَّ ذكر أموراً غيرها ].

المؤلِّف:

إنَّ محمَّد بن الصبَّان أخذ ما بيَّنه من الشبلنجي الشافعي؛ فإنَّه أخرج في كتاب نور الأبصار، ص155، طبع سنة 1322، ما يكون قبل ظهور الإمام، ويوم ظهوره، وسنة ظهوره، ومن جملةِ ما بيَّنه: أنَّ خروج المهدي (عليه السلام) يكون قبل نزول عيسى من السماء وقال:

قد تواترت الأخبار أنَّه (عليه السلام) من أهل بيته، لا من الأُمويِّين، ولا من العبَّاسيِّين، ولا من غيرهم، ثمَّ ذكر ما ذكره ابن الصبَّان، وهذه الأمور وغيرها ذكرها ابن حجر الهيتمي في كتابه (المختصر في أحوال المهدي المنتظر)، وقد عثرنا عليه وعليه خطِّ ابن حجر وإجازته، ونقلنا منها في هذا المختصر - بالمناسبة - في رقم (12) من الأحاديث التي تُشير لِما يقع قبل ظهوره (عليه السلام)، وقد وصل أرقامها - إلى يوم (25) من شوال سنة 1387 - (66)، وستزيد إنْ شاء الله تعالى.

3- وفي ينابيع المودَّة، ص414، طبع إسلامبول، سنة 1301، قال: قال مقاتل في تفسيره:

والصيحة التي تكون في شهر رمضان، تكون في ليلة الجمعة، ويكون ظهور المهدي (عليه السلام) عَقِبَهُ في شوال، [ ثمَّ قال ]: ومن أمارات خروج الإمام المهدي (عليه السلام):

منادٍ يُنادي: إلاَّ إنَّ صاحب الزمان قد ظهر، وهو في ليلة الثالث والعشرين من شهر رمضان [ قال ]: فلا يبقى راقدٌ إلاَّ قام، ولا قائمٌ إلاَّ قعد، وإنَّه يخرج في شوال في وترٍ من السنين، ويُبايعه بين الركن والمقام ثلاثمئة وثلاثة عشر رجلاً من الأخيار، كلُّهم شبَّان لا كهل فيهم، ويكون دارُ مـُلْكِه الكوفة، ويُبنى له في ظهر الكوفة مسجدٌ له ألفُ باب.

المؤلِّف:

لا مـُنافاة بين هذه الأخبار وبين ما تقدَّم؛ لإمكان التوجيه بينهما.

١٢٦

البَابُ السَابعُ والعِشرُون

1- أخرج الحاكم النيسابوري الشافعي في كتاب مستدرك الصحيحين البخاري ومسلم، ج4، ص554 بسنده المـُتَّصل عن أبي الطفيل، عن محمَّد بن الحنفيَّة (عليه السلام) قال:

كنَّا عند علي (عليه السلام) فسأله رجل، عن المهدي (عليه السلام) - أي: سأله عن ظهوره - فقال علي (رضي الله عنه):

(هيهات - ثم عقد بيده سبعاً - فقال: ذاك يخرج في آخر الزمان (في زمانٍ) إذا قال الرجل: الله الله [ أي وحَّد الله وأنكر غيره ] قُتِل، فيجمع الله تعالى له قوماً (أنصاراً) قُزعٌ كقُزِع (الخريف) السحاب، يؤلِّف الله بين قلوبهم، لا يستوحشون (فلا يستوحشون) إلى أحد، ولا يفرحون بأحدٍ يدخل فيهم (بأحد دخل فيهم) (عدَّتهم) على عدَّة أصحاب بدر، لم يسبقهم الأوَّلون ولا يُدرِكهم الآخِرون، وعلى عدد أصحاب طالوت الذين جاوزوا معه النهر).

قال أبو الطفيل، قال ابن الحنفية [ محمَّد ]: أتريده؟ [ أي: أتريد ملاقاته؟ ]، قلت: نعم، قال:

إنَّه يَخرج من بين هذين الخشبتين، قلت: لا جرم والله لا أريهما حتَّى أموت بها - يعني مكَّة - قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين [ البخاري ومسلم ] ولم يخرجاه.

المؤلِّف:

ذكر في نهاية اللغة، ج3، ص283: وفي حديث علي (عليه السلام): (يجتمعون إليه كما يجتمع قُزع الخريف) أي: قطع السحاب المتفرِّقة.

وفيه أيضاً الأخشبان: الجبلان المطيفان (بمكَّة)، وهما: أبو قُبيس، والأحمر. هذا

١٢٧

وقد أخرج ابن خلدون ما أخرجه الحاكم مع اختلاف في بعض ألفاظه جعلناه بين هلالين، وذكر ذلك في ج1، ص267 ويأتي نصَّه في رقم (2).

2- وفي مقدِّمة ابن خلدون، ج1، ص267 أيضاً قال: وفي رواية عمَّار الذهبي - وهو شيعي - وثَّقه أحمد بن حنبل، وأبو حاتم، والنسائي، وغيرهم.

وفي عقد الدُّرر، الحديث (219) من الباب الرابع، وفي الفصل الثاني منه، نقلاً من فتن نعيم بن حمَّاد قال: وعن أبي هريرة أنَّه قال:

(يُبايع للمهدي بين الركن والمقام، لا يُوقِظ نائماً، ولا يُريق دماً).

أخرجه نعيم بن حمَّاد في كتاب الفتن.

المؤلِّف:

وفي العرف الوردي، ج2، ص76، أخرج حديث أبي هريرة، ولفظُه يساوي لفظ عقد الدُّرر، وقال: أخرجه نعيم بن حمَّاد.

وأخرجه السيِّد ابن طاووس في الملاحم والفتن، ج1، ص39، الطبعة الأُولى، عن أبي هريرة قال:

(يُبايع المهدي بين الركن والمقام، لا يُوقِظُ نائماً، ولا يَهرِيق دماً).

المؤلِّف:

تأمَّل في الحديث حتَّى تعرف الفرق بين لفظ جلال الدين السيوطي، ولفظ السيِّد ابن طاووس (رحمه الله).

3- وفي عقد الدُّرر، الحديث (117) من الباب (1) قال: وعن أُمِّ سلمة (رضي الله عنها) قالت: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم):

(يُبَايِعُ لِرجلٍ من أُمَّتي - بين الرُّكن والمقام - كعدَّة أهل بدر، فتأتيه عُصَبُ العراق، وأبدال الشام، فيأتيهم جيشٌ من الشام، حتَّى إذا كانوا بالبيداء خُسِف بهم، ثمَّ يسير إليه رجلٌ من قريش أخواله كلب [ اسم عشيرة ]، فيهزمهم الله تعالى، قال: وكان يقال: إنَّ الخائب يومئذٍ مـَن خاب مِن غنيمة كلب).

أخرجه الحافظ أبو عبد الله الحاكم في مستدركه.

المؤلِّف:

في الحديث تشويش وتعقيد، يُعرف ذلك بما ذكرناه من

١٢٨

الأحاديث التي ذُكرت في باب خسف جيش السفياني، ومنها الحديث (116) من هذا الباب (2)، ففيه عن أُمِّ سلمة حديثٌ مفصَّل نذكره في رقم (4) ليُمكن الإشارة إليه.

4- وفي عقد الدُّرر، الحديث (116) من الباب (2)، عن أُمِّ سلمة زوجة النبي (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم) أنَّه قال، (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم):

( يكون اختلافٌ عند موتِ خليفة، فيَخرُج [ المهدي الذي هو ] رجلٌ من أهل المدينة هارباً إلى مكَّة، فيأتيه ناسٌ من أهل مكَّة فيخرجونه وهو كارهٌ، فيُبايعونه بين الرُّكن والمقام، ويُبعث إليه بَعثٌ من الشام، وعصائب أهل العراق فيُبايعونه، ثمَّ ينشأ رجلٌ من قُريش أخواله كلب، فيَبعث إليهم بعثاً فيَظهرون عليهم، وذلك بعثُ كلب، والخَيبة لمـَن لم يَشهد غنيمةَ كلب، فيُقسِّم المال، ويَحمِل في الناس بُسنِّة نبيِّهم (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم)، ويُلقي الإسلام بِجِرانه إلى الأرض، فيلبث سبعَ سنين، ثمَّ يُتوفَّى، ويصلِّي عليه المسلمون).

[ ثمَّ قال ]: أخرج هذا الحديث جماعةٌ من أئمَّة الحديث في كُتبهم.

منهم: أبو داود السجستاني في سُننه، وأبو عيسى الترمذي في جامعه، وأحمد بن حنبل في مسنده، وأبو عبد الله بن ماجة القزويني في سُننه، وأبو عبد الرحمان النسائي في سُننه، وأبو بكر البيهقي في كتابه البَعْثُ والنشور.

وفي رواية لأبي داود بدلَ: (يلبث سبعَ سنين)، قال: (يلبث تسعَ سنين).

ومنهم: ابن حجر الهيتمي الشافعي في الصواعق، ص102 وسيمرُّ عليك لفظه في رقم (7).

المؤلِّف:

في الأحاديث التي تقع قَبل ظهور الإمام، وفي عصره في الباب (30)، أخرجنا الحديث من كُتبٍ عديدةٍ بألفاظٍ مختلفةٍ مفصَّلةٍ

١٢٩

ومختصرة وإليك الإشارة إلى بعض مصادره بالاختصار فإن أحببت فراجعها.

منها: ما في كتاب البيان في، ص317.

ومنها: ما في غاية المرام، ص697.

ومنها: ما في تاريخ ابن أعثم الكوفي.

ومنها: ما في كنز العمَّال، ج7، ص186 لعلي المتَّقي الحنفي.

ومنها: ما في ينابيع المودَّة، ص431، طبع إسلامبول، سنة 1301، وألفاظ الجميع مذكورة في باب الأحاديث التي تقع قبل ظهور الإمام المهدي (عليه السلام)، وبعد ظهوره، في الباب (31)، فلا نُطيل الكلام بإخراجها.

وقد أخرجه علي المتَّقي الحنفي في كنز العمَّال، ج6، ص32، ولفظه يَقرب لفظ عقد الدُّرر في الحديث (116) الذي رواه عن أُمِّ سلمة، وفيه اختلاف؛ ولذلك نذكره في رقم (26) من هذا الباب، فراجعه واغتنم.

وبالتأمُّل في الحديث رقم (4) تَعرف النقص الذي وقع في الحديث رقم (3) وسبَّب تشويش الحديث.

5- وفي كتاب العرف الوردي في أخبار الإمام المهدي (عليه السلام)، تأليف جلال الدين السيوطي الشافعي، في ج2، ص61 قال: أخرج الطبراني في الأوسط، والحاكم، عن أُمِّ سلمة [ أنَّها ] قالت: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم):

(يُبايِعُ لرجلٍ بين الركن والمقام عدَّةُ أهل بدر، فيأتيه عصائب أهل العراق، وأبدال أهل الشام، فيَغزو جيش من أهل الشام، حتَّى انتهوا بالبيداء خُسِف بهم).

المؤلِّف:

اختصر جلال الدين الحديث، وذكره بمعناه، ولم يذكر جميع مصادر الحديث.

المؤلِّف:

يظهر من هذا الحديث الشريف أنَّ جملةَ: (فيغزو جيشٌ من أهل الشام) سقط من الحديث رقم (4)، فسبَّب تشويش الحديث.

6- وفي كتاب الفتوحات المكِّية، باب (363) قال - عند ذكره

١٣٠

أحوال الإمام المهدي المنتظر -:

المهدي من وُلد فاطمة، يوافق اسمه اسم النبي - وإنَّ جدَّه الحسن بن علي بن أبي طالب - يُبايع بين الركن والمقام .

المؤلِّف:

من الممكن أنَّ نقول: أنَّ صاحب الفتوحات اشتبه في قوله: (أنَّ جدَّه الحسن)، أو نقول: أنَّ الطابع اشتبه في النقل؛ فإنَّ عبارة الفتوحات كما نُقل في غير هذا الكتاب هي: (أنَّ جده الحسين)، وإليك نصُّ بعض ما نُقل من الفتوحات:

ففي مشارق الأنوار ، ص104 قال: قال الشيخ القطب الغوث سيِّدي محي الدين بن العربي في الفتوحات: اعلموا أنَّه لا بدَّ من خروج المهدي، لكن لا يَخرج حتَّى تُملأ الأرض جوراً وظلماً؛ فيملأها قسطاً وعدلاً.

وهو من عترة الرسول (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم)، من وُلد فاطمة، جدُّه الحسين بن علي بن أبي طالب، ووالده الإمام الحسن العسكري، ابن الإمام علي النقي - بالنون - ابن الإمام محمَّد التَّقي - بالتاء - ابن الإمام علي الرضا، ابن الإمام موسى الكاظم، ابن الإمام جعفر الصادق، ابن الإمام محمَّد الباقر، ابن الإمام زين العابدين علي، ابن الإمام الحسين، ابن الإمام علي بن أبي طالب (عليهم السلام).

يواطئ اسمه اسم رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم)، يُبايعه المسلمون بين الركن والمقام، يُشبه رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم)... الحديث. وله تتمَّة.

وممَّا يؤيِّد أنَّ في طبع الفتوحات وقع الاشتباه، ما نقله في إسعاف الراغبين بهامش نور الأبصار، ص131، حيث نقل ما ذكره في الفتوحات وقال:

قال: إنَّ جدَّه الحسين، ووالده الحسن العسكري، إلى آخر الحديث المذكور في مشارق الأنوار، وقال في إسعاف الراغبين بهامش ص129 من نور الأبصار: إنَّه [ عليه السلام ] بعد أنَّ تُعقد له البيعة (بمكَّة) يسير منها إلى الكوفة، ثمَّ يُفرِّق الجنود إلى الأمصار.

وذكر الشبلنجي في نور الأبصار، ص155 ما ذكره ابن الصبَّان في إسعاف الراغبين وقال: إنَّه بعد أنْ تُعقد له البيعة (بمكَّة) يسير منها إلى الكوفة، ثمَّ يُفرِّق الجنود إلى الأمصار.

وفي نور الأبصار أيضاً ذكر في ضمن حديث مفصَّل ذكر فيه أشراط ظهوره (عليه السلام) وعلاماته [ قال ]:

فإنَّه (عليه السلام) إذا ظهر - أو إذا خرج -

١٣١

(أسند ظهره إلى الكعبة، واجتمع إليه ثلاثمئة وثلاثة عشر رجلاً من أتباعه، فأوَّل ما ينطق به هذه الآية: ( بَقِيَّةُ اللّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ) ، ثمَّ يقول: أنا بقيِّة الله وخليفته، وحُجَّتُه عليكم، فلا يُسلِّمـُ عليه أحدٌ إلاَّ قال: السلام عليك يا بقيَّةَ الله في الأرض). الحديث وله تتمَّة.

7- وفي الصواعق المحرقة لابن حجر الهيتمي الشافعي، ص102، طبع سنة 1308هـ، قال: وصحَّ أنَّه (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم) قال:

(يكون اختلافٌ عند موتِ خليفة، فيخرج رجلٌ من المدينة هارباً إلى مكَّة، فيأتيه ناسٌ من أهل مكَّة فيُخرِجونه وهو كاره، فيُبايِعونه بين الرُّكن والمقام، ويُبعث إليهم بَعْثٌ من الشام، فيُخسَف بهم بالبيداء بين مكَّة والمدينة، فإذا رأى الناس ذلك؛ أتاه أبدال أهل الشام، وعصائب أهل العراق فيُبايِعونه، ثمَّ يَنشأ رجلٌ من قُريش أخواله كلب، فيَبْعَث إليهم بعثاً فيظهرون عليهم، وذلك بعثُ كلب، والخيبةُ لمن لم يَشهد غنيمةَ كلب، فيُقسِّم المال، ويعمل في الناس بسُنَّة نبيِّهم (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم) ويُلقي الإسلام بِجِرانِه إلى الأرض...).

المؤلِّف:

في النهاية وغيره: الجِران : باطن العنق، ولعلَّ مـُراده (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم) من هذا البيان: أنَّ الإسلام والمسلمين يَخلُصون من أيدي المنافقين والكافرين، فيستريحون كما تستريح الناقة عند وضعها جِرانِها، وهو: باطن عُنُقها على الأرض.

هذا ؛ والحديث الذي أخرجه في الصواعق - هو الحديث المتقدِّم في رقم (4) - عن أُمِّ سلمة زوجة النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، وحيث إنَّ الحديث المتقدِّم كان فيه نقصٌ وتحريفٌ وتبديل لبعض كلمات الحديث، أخرجنا الحديث من الصواعق؛ ليُعلمـَ به الصحيح من الغلط.

وقد ذكرنا أنَّ هذا الحديث أخرجه جماعةٌ من مؤلِّفي الصحاح الستَّة عند أهل السنَّة، كالترمذي، وابن ماجة، وأبي داوود وغيرهم.

وأخرجه علي المتَّقي في كنز العمُّال، ج7، ص36 بسنده من كتبٍ عديدةٍ، كمسند أحمد، ومستدرك الحاكم، وسنن أبي داوود، وفي لفظه زيادةٌ عمَّا تقدَّم.

١٣٢

وأخرج الحديث في كنز العمَّال، ج7، ص188 أيضاً، ولفظه ما يأتي في رقم (8).

8- وفي كنز العمَّال، ج7، ص188، عن أُمِّ سلمة قالت: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم):

(يُبايِعُ لِرجُلٍ من أُمَّتي - بين الركن والمقام - كعدَّةِ أهلِ بدرٍ، فتأتيه عُصَبُ العراق، وأبدال الشام، فيأتيهم جيشٌ من الشام، حتَّى إذا كانوا بالبيداء خُسف بهم، ثمَّ يَسير إليه رجلٌ من قُريش أخواله كلب، فيهزمهم الله تعالى، فكان يقال: الخائبُ من خاب غنيمةِ كلبٍ [ اسم عشيرة ] ).

(ش، طب، كر عن أُمِّ سلمة).

أي: أخرجه ابن عساكر، ومـُحب الدين الطبري في المعجم الكبير، وابن أبي شيبة في مسنده، أو سُننه.

المؤلِّف:

هذا الحديث هو الحديث الذي مرَّ في رقم (3) مشوشاً؛ لِما فيه من نقصِ جملةِ: (فيأتيهم جيشٌ من الشام) قَبل كلمة: (حتَّى إذا كانوا بالبيداء خُسف بهم).

9- وفي كنز العمَّال، ج7، ص188 قال: روى عمرو بن شعيب عن أبيه، عن جدِّه قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله):

(في ذي القعدة تجاذب القبائل وتغادر؛ فيُنهب الحاجُّ؛ فتكون ملحمةٌ بِمِنى... وحتى يَهرب صاحبُهم، فيأتي بين الركن والمقام، فيُبايعُ وهو كارهٌ... يُبايعه مثل عدَّةِ أهل بدرٍ، يرضى عنهم ساكنُ السماء، وساكن الأرض).

(نعيم بن حمَّاد في الفتن (ك)، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدِّه)، أي: أخرجه نعيم والحاكم في المستدرك.

المؤلِّف:

أخرج الحاكم في المستدرك - ج4، ص503، طبع حيدر آباد الدكن - حديث عمرو بن شعيب، وفيه اختلافٌ وزيادةٌ، وهذا نصُّه - بحذف السند - عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدِّه قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله):

(في ذي القعدة تجاذب القبائل وتغادر، فيُنهب الحاجُّ؛ فتكون ملحمةٌ بِمِنى يكثر فيها القتلى، ويسيل فيها الدماء، حتَّى تسيل دماؤهم على عقبة الجمرة، وحتى يهرب صاحبهم، فيأتي بين الركن والمقام، فيُبايع وهو

١٣٣

كاره، يقال له: إنْ أبيتَ ضربنا عُنقك، يُبايعه مثلُ عدَّةِ أهل بدرٍ، يرضى عنهم ساكنُ السماء، وساكنُ الأرض). وفيه أيضاً حديث آخر.

المؤلِّف:

في العرف الوردي، ج2، ص82، أخرج الحديث بسندٍ آخر من سُنن أبي عمرو الداني، وفي لفظه زيادةٌ واختلافٌ، ويأتي في رقم (17).

10- وفي مستدرك الحاكم، ج4، ص504 - بحذف السند - عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو (رضي الله عنهما)، قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله):

(يحجُّ الناس معاً، ويُعرِّفون معاً على غيرِ إمامٍ، فبينما هم نزولٌ بِمِنى إذ أخذهم كالكلب؛ فثارت القبائل بعضها إلى بعض واقتتلوا، حتَّى تسيل العقبة دماً [ أي: على العقبة ] فيفزعون إلى خيرهم، فيأتونه وهو ملصقٌ وجهه إلى الكعبة يبكي - كأنِّي انظر إلى دموعه (تسيل) - فيقولون: هَلُمَّ فُلْنُبعايك (هَلُمَّ ولَّيناك) فيقول: ويْحَكُم؛ كم مِن عهدٍ نقضتموه (كم من عهدٍ قد نقضتموه)، وكم دمٍ قد سفكتموه (وكم من دمٍ قد سفتكتموه) فيُبَايَع كرهاً ، فإذا أدركتموه فبايعوه فإنِّه المهدي في الأرض، والمهدي في السماء).

المؤلِّف:

أخرج الحديث السيِّد ابن طاووس في الملاحم والفتن، ج1، ص38 من باب (124)، ولفظه يَقرُب لفظ الحاكم مع اختلافٍ في بعض ألفاظه أشرنا إليه وجعلناه بين هلالين فلا تغفل.

وأخرج الحديث في عقد الدُّرر، الحديث (152) من الفصل (3)، ولفظه يساوي لفظ الحاكم مع اختلاف، وقد أخرجناه في أحاديث النداء السماوي قبل ظهور الإمام (عليه السلام) في رقم (23) في الباب (23).

11- وفي العرف الوردي، ج2، ص76 قال: أخرج نعيم بن حمَّاد، عن قتادة قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم):

(يخرج المهدي من المدينة إلى مكَّة، فيستخرجه الناس من بينهم، فيُبابعونه بين الركن والمقام، وهو كارهٌ).

١٣٤

المؤلِّف:

بالتأمُّل في هذا الحديث تعرف الرجل الذي يخرج من المدينة هارباً إلى مكَّة، فإنَّ قتادة أظهر اسمه بلا خوفٍ، ولكنَّ غيره أخفى اسمه وعبَّر عنه بـ (رجلٍ)، وفي الحديث الآتي تعرف المكان الذي يُستخرج منه (بمكَّة) فيُبايَع كرهاً.

12- وفي الملاحم والفتن لابن طاووس (رحمه الله)، ج1، ص39، باب (126) قال: وعن أبان بن الوليد بن عقبة بن أبي معيط أنَّه سمع ابن عباس يقول:

(يبعث الله المهدي بعد أياسٍ [ من الناس ] وحتى يقول الناس: لا مهدي، وأنصاره من أهل الشام، عدَّتُهم ثلاثمئةَ وثلاثةَ عشرَ رجلاً عدَّة أصحاب بدرٍ، يسيرون إليه من الشام، حتَّى يستخرجوه من بطن مكَّة، من دارٍ عند الصفا، فيُبايعونه كرهاً، فيُصلي بهم ركعتين صلاة المسافر عند المقام، ثمَّ يصعد المنبر).

قال: وروى حديثاً آخر عن أبي ثور وعبد الرزاق وابن معاذ، عن مـُعمَّر، عن قتادة قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم): [ قال فيه ]:

(تأتيه عَصَائِب العراق، وأبدال الشام، فيُبايعونه بين الركن والمقام).

المؤلِّف:

لا يخفى على المطالع ما في الحديثين من التعقيد والتشويش، وبالمراجعة إلى ما في العرف الوردي، ج2، ص81 تعرف بعض ما في الحديثين من التعقيد والتشويش.

هذا، وقد أخرج في الملاحم والفتن لابن طاووس، ج1، ص38، باب (125) أيضاً:

[ أنَّ المهدي (عليه السلام) ] ليُسْتَخْرَج كارهاً ، [ وهو ] من وُلد فاطمة (عليها السلام)، فيُبايع [ أي: يستخرج من داره بمكَّة ] .

وفي العرف الوردي، ج2، ص81 قال: أخرج أبو عمرو الداني في سُننه عن قتادةَ [ أنَّه ] قال:

(يُجاء إلى المهدي وهو في بيته، والناس في فتنةٍ تُهْرَاقُ فيها الدماء، فيقال له: قُمْ علينا، فيأبى، حتَّى يُخوَّف بالقتل، فإذا خُوِّف بالقتل قام عليهم، فلا يُهْرَاق في سببه مـَحْجَمةَ دمٍ).

وأخرج في العرف الوردي، ص76، ج2، حديث أبان بن عقبة، وفيه اختصارٌ واختلاف.

١٣٥

13- وفي إسعاف الراغبين، بهامش ص127 من نور الأبصار قال:

وجاء في الروايات أنَّه (عليه السلام) عند ظهوره يُنادي فوق رأسه مـَلَك: هذا المهدي خليفة الله فاتَّبعوه، فتُذعن له الناس ويشربون حُبَّه، وأنَّه يملك الأرض شرقها وغربها، وأنَّ الذين يبايعونه أوَّلاً بين الركن والمقام بعدد أهل بدرٍ، ثمَّ يأتيه أبدال الشام... الحديث، وله تتمَّة.

المؤلِّف:

ذكرنا في باب النداء السماوي باسم الإمام المهدي (عليه السلام) في باب (23) بأنَّه يُنادي ملكٌ من السماء: بأنَّه (عليه السلام) خليفة الله فاتَّبعوه.

وأوردنا ألفاظ النداء ومصادره من رقم (1) إلى آخر الأرقام، وهو رقم (41)، فراجع ذلك أيُّها الطالب وأخرجنا في ذلك الباب أحاديث عديدةٍ فيها إشارةٌ إلى محلِّ خروجه، ومحلِّ بيعةِ الناس معه (عليه السلام) بعد ظهوره، وهي كثيرة، منها ما يأتي في رقم (14).

14- وفي الملاحم والفتن لابن طاووس (رحمه الله)، ج3، ص101، الطبعة الأُولى، أخرج حديثاً مفصَّلاً ذكرناه في رقم (8) من أحاديث النداء في باب (23)، ونذكر لك هنا بعض الحديث، وهو الذي يُبيِّن لك محلَّ مـُبايعة الناس له (عليه السلام).

قال عمران بن الحصين لرسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): صف لنا يا رسول الله هذا الرجل؟ [ أي: الرجل يُسمَّى باسمه ] فقال النبي (صلَّى الله عليه وآله):

(إنَّه رجلٌ من وُلدي، كأنَّه من رجالِ بني إسرائيل، يخرج عند جَهْدٍ من أُمَّتي وبلاءٍ، عربيُ اللون، ابن أربعين سنة، كأنَّ وجهه كوكبٌ دُرِّي، يملأ الأرض عدلاً كما مـُلئت ظلماً وجوراً، يملك عشرين سنة، وهو صاحب مدائن الكفر كلِّها [ أي: يفتحها كلَّها ]: قسطنطينيَّة وروميَّة، يخرج إليه الأبدال من الشام وأشباههم، كأنَّ قلوبهم زُبر الحديد، رهبانٌ بالليل، ليوثٌ بالنهار، وأهل اليمن [ أي: من أنصاره أهل اليمن ]، حتَّى يأتونه فيُبايعونه بين الركن والمقام، فيخرج من مكَّة متوجهاً إلى الشام، يفرح به أهلُ السماء والأرض، والطير في الهواء، والحيتان في البحر).

١٣٦

15- وفي العرف الوردي، ج2، ص71 قال: أخرج نعيم بن حمَّاد عن أبي جعفر [ الإمام الباقر (عليه السلام) ] قال:

(يظهر المهدي بمكَّة عند العشاء، ومعه راية رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم) وقميصه وسيفه، وعلاماتٍ ونور وبيان، فإذا صلَّى العشاء نادى بأعلى صوته يقول: أذكِّركم الله أيُّها الناس ومقامكم بين يدي ربِّكم، فقد اتَّخذ الحجر، وبعث الأنبياء، وأنزل الكتاب، وأمركم أنْ لا تشركوا به شيئاً، وأنْ تحافظوا على طاعته وطاعة رسوله، وأنْ تحيوا ما أحيا القرآن، وتميتوا ما أمات، وتكونوا أعواناً على الهدى، ووزراء على التقوى، فإنَّ الدنيا قد دنا فناؤها وزوالها، وأذنت بانصرام [ بالوداع ] ، فإنِّي أدعوكم إلى الله والى رسوله، والعمل بكتابه، وإماتة الباطل وإحياء سُنَّتة، فيظهر في ثلاثمئةَ وثلاثةَ عشرَ رجلاً عدد أهل بدرٍ على غير ميعادٍ، قزعاً كقزع الخريف، رهبانٌ بالليل أُسدٌ بالنهار، فيتفح الله للمهدي أرض الحجاز، ويستخرج من كان في السجن من بني هاشم، وتنزل الرايات السود الكوفة، فيبعث بالبيعة إلى المهدي، ويبعث المهدي جُنوده إلى الآفاق، ويميت الجور وأهله، وتستقيم له البلدان، ويفتح الله على يديه القسطنطينيَّة).

المؤلِّف:

أخرج السيِّد ابن طاووس في الملاحم والفتن، ج1، ص40، الطبعة الأُولى، سنة 1368 الحديث من فتن نعيم، بسنده عن أبي جعفر (عليه السلام)، ولفظُه يساوي لفظَه بلا اختلاف، ثمَّ ذكر حديثاً آخر.

وفي العرف الوردي، ج2، ص71 أخرج حديثاً آخر عن ابن عباس، فيه إشارةٌ إلى الجيش الذي يبعثه السفياني إلى الهاشميين المنهزمين من المدينة، والعائذين بالبيت الحرام، فيَخسف الله بهم ولا يبقى منهم أحدٌ، ويُخبر بخسفِهم راعي غنمٍ كان هناك، فعندما يسمع من الراعي قضيَّة خسفهم، يقول:

(الحمد لله، وقال لأصحابه: هذه العلامة التي كنَّا نُخبَر بها، فيسيرون بعد خسفهم إلى الشام).

ويأتي لفظ الحديث في رقم (40) في آخر الباب.

١٣٧

16- وفي مشارق الأنوار، ص103، قال:

يؤخذ من أحاديث [ كثيرة ] أنَّه (عليه السلام) يخرج من المشرق من بلاد الحجاز، والقول بأنَّه يخرج من المغرب لا أصل له، كما نبَّه عليه العلقمي.

المؤلِّف:

قال ابن الصبَّان في إسعاف الراغبين، بهامش ص125 من نور الأبصار:

إنَّ المهدي (عليه السلام) يظهر من الشرق من بلاد الحجاز، والقول بأنَّه يخرج من المغرب لا أصل له، كما نبَّه عليه العلقمي.

المؤلِّف:

من راجع الأحاديث المبيِّنة لمكان بيعة أصحابه (عليه السلام) معه، وغير ذلك من الأحاديث المبيِّنة لِما يقع قبل ظهوره وبعد ظهوره، عرف أنَّ خروجه (عليه السلام) بعد غيبته الطويلة - أي: الغيبة الكبرى - يكون في المشرق في بلاد الحجاز، ومن مكَّة المكرَّمة.

هذا أوَّلاً، وثانياً: من الممكن أن نقول أنَّ الذي يخرج من المغرب - حيث أنَّه يدَّعوا إليه - سمِّي باسمه، فالجمع بين الأحاديث مهما أمكن أولى من الطرح.

17- وفي كتاب العرف الوردي، ج2، ص82 قال: أخرج أبو عمرو الداني في سُننه عن شهر بن حوشب قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم):

(سيكون في رمضان صوت، وفي شوال معمعة، وفي ذي القعدة تحارب القبائل وعلامته ينهب الحاجُّ، وتكون ملحمةٌ بِمنى تكثر فيها القتلى، وتسيل فيها الدماء، حتَّى تسيل دمائهم على الجمرة، (و) حتَّى يهرب صاحبهم، فيؤتى بين الركن والمقام فيُبايع وهو كاره، ويقال له: إنْ أبيت ضربنا عنقك، (يبايعه مِثْل عدَّةِ أهل بدر) يرضى به ساكن السماء، وساكن الأرض).

المؤلِّف:

تقدَّم حديثان في رقم (9)، ورقم (10) من هذا الباب براوية عمرو بن شُعيب، وفيهما اختلاف في الألفاظ ومشاركةٌ في معنى الحديث، وفيهما زيادةٌ ونقصان، وبالمراجعة إليهما تعرف ذلك.

وقد أخرج الشيخ يوسف في عقد الدُّرر، الحديث (141)، من الفصل (3) هذا الحديث

١٣٨

عن شهر بن حوشب مع اختلاف قليل، وفي آخره قال: أخرجه الإمام أبو عمرو الداني في سُننه.

وقد أخرجنا الحديث في باب أحاديث النداء، في باب (23) في رقم (27)، وذكرنا في باب أحاديث النداء في رقم (17)، ورقم (18)، ورقم (21)، أحاديث ذُكر فيها بعض مضامين حديث شهر بن حوشب، وبمراجعتها تعرف مضامين الأحاديث؛ فإنَّ الأحاديث تفسِّر بعضها بعضاً، وعلى الأخصِّ أحاديث آخر الزمان، ومن جملتها أحاديث الملاحم، فإنَّ إجمالها وتعقيدها لا ينحلُّ إلاَّ بعد مراجعة كثيرٍ من أحاديث الملاحم والفتن.

18- وفي إسعاف الراغبين، بهامش ص127 من نور الأبصار قال:

وجاء في رواياتٍ أنَّه (عليه السلام) عند ظهوره ينادي فوق رأسه مـَلَك: هذا المهدي خليفة الله فاتَّبعوه، فتُذعن له الناس ويشربون حبَّه، وأنَّه (عليه السلام) يملك الأرض شرقها وغربها، وأنَّ الذين يبايعونه أوَّلاً بين الركن والمقام بعدد أهل بدر، ثمَّ يأتيه أبدال الشام، ونجباء مصر، وعصائب أهل المشرق وأشباههم، ويبعث الله إليه جيشاً من خراسان براياتٍ سود، ثمَّ يتوجَّه إلى الشام، وفي روايةٍ إلى الكوفة، والجمع ممكن، وأنَّ الله تعالى يَمـُدَّه بثلاثة آلافٍ من الملائكة، وأنَّ أهل الكهف من أعوانه.

ثمَّ قال ابن الصبَّان: وإنَّ على مـُقدِّمة جيشه رجلاً من تميم خفيف اللحية، يقال له: شُعيب بن صالح، وإنَّ جبرئيل على مـُقدِّمة جيشه، وميكائيل على ساقته، وإنَّ السفياني يبعث إليه من الشام جيشاً فيُخسف بهم بالبيداء، فلا ينجو منهم إلاَّ المـُخبِر، فيسير إليه السفياني بمـَن معه، فتكون النصرة للمهدي (عليه السلام)، ويذبح المهدي (عليه السلام) السفياني.

المؤلِّف:

أخرج جلال الدين في العرف الوردي، ص66 حديثاً عن محمَّد بن الحنفيَّة، فيه إشارةٌ إلى بعض مضامين هذه الرواية، وهذا نصُّه:

19- في العرف الوردي، ج2، ص66 قال: أخرج نعيم بن حمَّاد، عن محمَّد بن الحنفية [ أنَّه ] قال:

(تخرج راياتٌ سود لبني العباس، ثمَّ تخرج

١٣٩

من خراسان [ رايات ] أُخرى سودٌ، قلانِسهم سود [أي: الذين تحت تلك الرايات]، وثيابهم بيض، على مـُقدِّمتهم رجل يقال له: شُعيب بن صالح من تميم، يهزِمون أصحاب السفياني، حتَّى ينزل بيت المقدس، ويوطِّئ للمهدي سلطانه، ويَمـُدُّ إليه ثلاثمئة من الشام، يكون بين خروجه وبين أنْ يُسلِّم الأمر للمهدي اثنان وسبعون شهراً).

المؤلِّف:

وأخرج في عقد الدُّرر حديثاً آخر فيه بعض مضامين حديث ابن الصبَّان، وهذا نصُّه فيما يأتي:

20- وفي عقد الدُّرر، الحديث (208) قال: في كتاب السُنن لأبي عمرو عثمان بن سعيد المـُقري، فإنَّه أخرج بسنده عن حذيفة عن النبي (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم) في قصَّة المهدي (عليه السلام) وظهور أمره، وقال [ فيما قال ]:

(... فتخرج [ إليه ] الأبدال من الشام وأشباههم، ويخرج إليه النجباء من مضر، وعصائب أهل الشرق وأشباههم، حتَّى يأتوا مكَّة فيُبايَع له [ أي: المهدي (عليه السلام) ] بين زمزم والمقام، ثمَّ يخرج [ الإمام المهدي (عليه السلام) ] متوجِّهاً إلى الشام، وجبريل على مـُقدِّمته، وميكائيل على ساقته، يَفرحُ به أهلُ الأرض، والطير، والوحوش، والحيتان في البحر، وتزيد المياه في دولته، وتمـَدُّ الأنهار، وتُضِعف الأرض أُكُلَها وتستخرج الكنوز).

المؤلِّف:

وردت أحاديثُ عديدة بهذه المضامين، مختصرة ومـُفصَّلة، ومن جملتها حديث يأتي في رقم (22)، نقلاً من العرف الوردي، ففيه مضامين حديث أبي عمرو عثمان بن سعيد المـُقري، وفيه زياداتٌ كثيرة.

21- وفي عقد الدُّرر، الحديث (178)، عن عبد الله بن مسعود قال:

(إذا انقطعت التجارات للطرق، وكثرت الفتن، وخرج سبعةُ علماء من آفاقٍ شتَّى على غيرِ ميعاد، يُبايِع لكلِّ رجلٍ منهم ثلاثمئة وبضعةَ عشرَ رجلاً، حتَّى يجتمعوا بمكَّة، فيقول بعضهم لبعض: ما جاء بكم؟ فيقولون: جئنا في طلب

١٤٠