المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية الجزء ٢

المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية21%

المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية مؤلف:
الناشر: مؤسّسة الإمام المهدي
تصنيف: الإمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف
الصفحات: 367

  • البداية
  • السابق
  • 367 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 24331 / تحميل: 7395
الحجم الحجم الحجم
المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية

المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية الجزء ٢

مؤلف:
الناشر: مؤسّسة الإمام المهدي
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

أبي عبد الله [ الصادق (عليه السلام) ] [ أنَّه ] قال:

(لا يخرج القائم إلاَّ في وترٍ من السنين، سنة إحدى، أو ثلاث، أو خَمْس، أو سبع، أو تسع).

المؤلِّف:

أخرج جلال الدين السيوطي في العرف الوردي، ج٢، ص٦٩، عن نعيم بنت حمَّاد، عن كعب قال:

(إذا دارت رحى بني العبَّاس، وربط أصحابُ الراياتِ خيولهم بزيتون الشام، ويُهْلِك الله لهم الأصهب، ويقتله وعامَّة أهل بيته على أيديهم، حتَّى لا يَبْقى امرؤٌ منهم إلاَّ هاربٌ أو مختفٍ، ويَسقط الشعبتان: بنو جعفر، وبنو العباس، ويجلس ابن آكلة الأكباد على منبر دمشق، ويَخرج البَربر إلى سرة الشام؛ فهو علامةُ خروج المهدي).

٦٨- وفي مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، ج٤ ص٢١٥، أخرج بسنده عن أُمِّ سلمة [ أنَّها ] قالت: سمعت رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم) يقول:

(يكون اختلافٌ عند موتِ خليفة، فيَخرج من بني هاشم، فيأتي مكَّة، فيستخرِجُه الناس من بيته، بين الركن والمقام، [ فيبايعونه ] فيُجهَّز إليه جزء من الشام، [ من شخصٍ ] أخواله من [ بني ] كلب، فيُجهِّز إليه [ المهدي (عليه السلام) ] جيش، فيهزمهم الله، فتكون الدائرةُ عليهم، فذلك يومـُ كلب [ أي: يوم مغلوبيَّة بني كلب، أصحاب السفياني ] الخائب من خابَ غنيمةِ كلب [ أي: من غنيمة بني كلب المغلوبين ] فيَستفتِح [ الإمام المهدي (عليه السلام) ] الكنوز [ التي بمكَّة ] ويُقسِّم الأموال ويلقي الإسلام بجرانه إلى الأرض، فيعيشون بذلك سبع، أو قال: تسع).

رواه في المعجم الأوسط الطبراني، ورجاله رجال الصحيح.

المؤلِّف:

عرفنا بهذا الحديث الشريف المـُراد من يوم كلب، المشار إليه في كثير من الأخبار، وعرفنا أنَّ الكنوز التي يُقسِّمها الإمام هي كنوز

١٢١

مكَّة التي أراد عمر بن الخطاب أن يُقسِّمها فمنعه من ذلك أمير المؤمنين (عليه السلام)، وقال له:

(سيأتي من يُقسِّمها في آخر الزمان).

وهذا الحديث أخرجناه في كتابنا (علي والخلفاء)، طبع النجف الأشرف، وسيمـُرُّ عليك إنْ شاء الله تعالى في رقم (٦٩) حديث عن أُمِّ سلمة بمعنى هذا الحديث، مع اختلافٍ في بعض ألفاظه.

٦٩- وفي الجمع بين الصحاح الستَّة، أخرج بإسناده عن أُمِّ سلمة زوج رسول الله (صلَّى الله عليه وآله)، قالت: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم):

(يكون اختلافٌ عند موتِ خليفة، فيَخرُج رجلٌ من أهل المدينة هارباً إلى مكَّة، فيأتيه ناسٌ من أهل مكَّة فيُخرِجونه وهو كارهٌ، فيُبايعونه بين الركن والمقام، ويُبْعَث إليه بَعثٌ من الشام، فيُخسف بهم بالبيداء بين مكَّة والمدينة، فإذا رأى الناس ذلك ؛ أتاه أبدال الشام، وعصائب أهلِ العراق، ثمَّ ينشأ رجلٌ من قريش [ وهو السفياني ] أخواله كلب ، [ أي: بنو كلب ] فيبعث إليهم بعثاً فيَظهَرون عليهم، وذلك بَعثُ كلب، والخيبةُ لمن لم يشهد غنيمةَ كلب، فيُقسِّم [ الإمام المهدي (عليه السلام) ] المالَ، ويعملُ في الناس بسُنَّة نبيِّهم (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم)، ويُلقي الإسلام بجرانه إلى الأرض، فيَلبَث سبعَ سنين).

قال: وقال بعض الرواة - عن هشام -: [ يلبث ] (تسعَ سنين).

المؤلِّف:

تقدَّم أحاديثُ عديدة بمضمون هذا الحديث، وهذا الحديث أخرجه السيِّد في غاية المرام، ص٦٩٧، نقلاً من الجمع بين الصحاح الستَّة، ونحن أخرجناه منه لاختلافه في بعض ألفاظه مع ما تقدَّم.

وأخرج السيِّد في غاية المرام، ص٧٠٢، نقلاً من كتاب الفتوح لابن أعثم الكوفي، حديثاً عن أُمِّ سلمة زوج النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، ولفظه يُساوي ما في الجمع بين الصحاح الستَّة إلاَّ في بعض ألفاظه، والظاهر أنَّ ذلك من الطابع أو من الرواة، وزاد في آخره: (ثمَّ يُتَوفَّى ويُصلِّي عليه المسلمون).

المؤلِّف:

ورد في الأحاديث المرويِّة عن الرسول الأكرم (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، وعن

١٢٢

أهل البيت (عليهم السلام): أنَّه (عليه السلام) يُقتل، وتَقتُله امرأة.

٧٠- وفي كنز العمَّال، ج٦، ص٩٠، عن ابن عباس، أنَّ معاوية قال له:

(هل لكم دولةٌ؟ قال: نعم، وذلك في آخر الزمان، قال [ معاوية ] : فمن أنصاركم؟ قال: أهل خراسان، قال [ ابن عباس ] : ولبني أُميَّة من بني هاشم نَطَحات، ولبني هاشم من بني أُميَّة نَطَحات، ثمَّ يخرج السفياني).

نعيم، أي: أخرجه نعيم في الفتن.

٧١- وفي شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد الشافعي، ج٢، ص١٧٩، المطبوع بمصر - في أربعة أجزاء - قال: ومن خطبه له (عليه السلام) - التي أخرجها السيِّد الرضي قدِّس سرُّه - [ قال: (عليه السلام) ]

(فانظروا أهلَ بيتِ نبيِّكم، فإنْ لَبَدوا فالبِدوا، وإنْ استنصروكم فانصروهم، فلَيُفَرِجَنَّ الله الفتنة برجلٍ منَّا أهلَ البيت بأبي ابن خِيَرة الإماء، لا يعطيهم إلاَّ السيف، هرجاً هرجاً موضوعاً على عاتِقِه ثمانيةَ أشهرٍ حتَّى تقول قُريشٌ: لو كان هذا من وُلد فاطمةَ لرحِمنا، يُغريه الله ببني أُميَّة حتَّى يجعلهم حُطاماً ورفاتاً، ( مـَلْعُونِينَ أَيْنَمـَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً ) .

قال ابن أبي الحديد: فإن قيل: فمـَن يكون من بني أُميَّة في ذلك الوقت موجوداً؟ حتَّى يقول (عليه السلام) في حقِّهم وفي أمرهم ما قال من انتقام هذا الرجل منهم، حتَّى يَوَدُّوا لو أنَّ علياً (عليه السلام) كان المتولِّي لأمرهم عوضاً عنه (عليه السلام)؟.

فأجاب بجوابٍ لا نحتاج إليه، بل الجواب: أنَّ في عصره وعند ظهوره يخرج السفياني، ويستولي على كثيرٍ من بلادِ المسلمين، ويفعل ما يُقرح القلوب، ولو راجعت أحوال السفياني في هذا الباب لظهر لك الجواب؛ وعرفت أنَّه (عليه السلام) إنَّما ينتقم من السفياني وهو من بني أُميَّة، وينتقم من أتباعه، ويَقتُل منهم مقتلةً

١٢٣

عظيمةً حتَّى يقولوا لو كان هذا من وُلد فاطمة لرحِمنا.

وقد ذكر ابن أبي الحديد هذا الجواب في آخر كلامه وقال: ورد في الأخبار أنَّه يخرج رجلٌ اسمه محمَّد، ويكون خروجه بعد أنْ يستولي - على كثير من ممالك الإسلام - مـَلِكٌ من أعقاب بني أُميَّة، وهو السفياني الموعود به في الأحاديث النبويَّة، وهو من وُلد أبي سفيان بن حرب بن أُميَّة، وأنَّ الإمام (عليه السلام) يقتُلَه ويقتُل أشياعه من بني أُميَّة وغيرهم.

١٢٤

البَابُ السَادسُ والعِشرُون

١- في كتاب عقد الدُّرر، الحديث (١٠٧) من الباب الرابع، أخرج بسنده عن أبي جعفر [ محمَّد بن علي الباقر (عليه السلام) ] أنَّه قال:

(يظهر المهدي [ عليه السلام ] في يوم عاشوراء، وهو اليوم الذي قُتِل فيه [ جدِّه ] الحسينُ بن علي [ عليهما السلام ] [ قال ]: وكأنَّي به يومـَ السبت العاشر من المـُحرَّم قائمٌ بين الركن والمقام، وجبريل عن يمينه، وميكائيل عن يساره، ويصير إليه شيعته [ أي: أتباعه إليه ] من أطرافِ الأرض، تطوي لهم طيَّاً، حتَّى يُبايعوه، فيملأ بهم الأرض عدلاً، كما مـُلئت جوراً وظلماً).

المؤلِّف:

ذكر ابن الصبَّان في إسعاف الراغبين بعد ذكره أحوال الإمام المهدي (عليه السلام) بهامش ص١٢٩ من نور الأبصار وقال: في كلام المجدولي، (إنَّ ظهوره [ عليه السلام ] يكون في يوم عاشوراء).

المؤلِّف:

في كتاب كشف الأستار، ص١٨١، عن محمَّد بن مسلم قال: سأل رجل أبا عبد الله [ الصادق (عليه السلام) ] متى يظهر قائمكم؟ قال (عليه السلام):

(إذا كثُرتِ الغِواية وقلَّت الهداية - [ إلى أنَّ يقول (عليه السلام) ] - : فعند ذلك يُنادى باسم القائم في ليلة ثلاث وعشرين من شهرِ رمضان، ويقوم في يوم عاشوراء...). الحديث.

٢- وفي إسعاف الراغبين في سيرة المصطفى وفضائل أهل بيته الطاهرين، تأليف الشيخ محمَّد بن الصبَّان الشافعي المـُتوفَّى سنة ١٢٠٦ هـ، المطبوع بهامش نور الأبصار للشبلنجي الشافعي قال: في هامش ص١٢٩، طبعة مصر سنة ١٣٢٢، ورد في بعض الآثار أنَّه (عليه السلام) يخرج في وترٍ من السنين، سنة إحدى، أو ثلاث، أو خَمْس، أو سبع، أو تسع وأنَّه (عليه

١٢٥

السلام) بعد أنْ تُعقد له البيعة (بمكَّة) يسير منها إلى الكوفة، ثمَّ يُفرِّق الجنود [ منها ] إلى الأمصار، وأنَّ السنَة من سِنِيِّه تكون مقدار عشرَ سنين، وأنَّ سلطانه يبلُغ المشرق والمغرب، وتظهر له الكنوز، ولا يبقى خرابٌ في الأرض إلاَّ عمَّره. [ ثمَّ ذكر أموراً غيرها ].

المؤلِّف:

إنَّ محمَّد بن الصبَّان أخذ ما بيَّنه من الشبلنجي الشافعي؛ فإنَّه أخرج في كتاب نور الأبصار، ص١٥٥، طبع سنة ١٣٢٢، ما يكون قبل ظهور الإمام، ويوم ظهوره، وسنة ظهوره، ومن جملةِ ما بيَّنه: أنَّ خروج المهدي (عليه السلام) يكون قبل نزول عيسى من السماء وقال:

قد تواترت الأخبار أنَّه (عليه السلام) من أهل بيته، لا من الأُمويِّين، ولا من العبَّاسيِّين، ولا من غيرهم، ثمَّ ذكر ما ذكره ابن الصبَّان، وهذه الأمور وغيرها ذكرها ابن حجر الهيتمي في كتابه (المختصر في أحوال المهدي المنتظر)، وقد عثرنا عليه وعليه خطِّ ابن حجر وإجازته، ونقلنا منها في هذا المختصر - بالمناسبة - في رقم (١٢) من الأحاديث التي تُشير لِما يقع قبل ظهوره (عليه السلام)، وقد وصل أرقامها - إلى يوم (٢٥) من شوال سنة ١٣٨٧ - (٦٦)، وستزيد إنْ شاء الله تعالى.

٣- وفي ينابيع المودَّة، ص٤١٤، طبع إسلامبول، سنة ١٣٠١، قال: قال مقاتل في تفسيره:

والصيحة التي تكون في شهر رمضان، تكون في ليلة الجمعة، ويكون ظهور المهدي (عليه السلام) عَقِبَهُ في شوال، [ ثمَّ قال ]: ومن أمارات خروج الإمام المهدي (عليه السلام):

منادٍ يُنادي: إلاَّ إنَّ صاحب الزمان قد ظهر، وهو في ليلة الثالث والعشرين من شهر رمضان [ قال ]: فلا يبقى راقدٌ إلاَّ قام، ولا قائمٌ إلاَّ قعد، وإنَّه يخرج في شوال في وترٍ من السنين، ويُبايعه بين الركن والمقام ثلاثمئة وثلاثة عشر رجلاً من الأخيار، كلُّهم شبَّان لا كهل فيهم، ويكون دارُ مـُلْكِه الكوفة، ويُبنى له في ظهر الكوفة مسجدٌ له ألفُ باب.

المؤلِّف:

لا مـُنافاة بين هذه الأخبار وبين ما تقدَّم؛ لإمكان التوجيه بينهما.

١٢٦

البَابُ السَابعُ والعِشرُون

١- أخرج الحاكم النيسابوري الشافعي في كتاب مستدرك الصحيحين البخاري ومسلم، ج٤، ص٥٥٤ بسنده المـُتَّصل عن أبي الطفيل، عن محمَّد بن الحنفيَّة (عليه السلام) قال:

كنَّا عند علي (عليه السلام) فسأله رجل، عن المهدي (عليه السلام) - أي: سأله عن ظهوره - فقال علي (رضي الله عنه):

(هيهات - ثم عقد بيده سبعاً - فقال: ذاك يخرج في آخر الزمان (في زمانٍ) إذا قال الرجل: الله الله [ أي وحَّد الله وأنكر غيره ] قُتِل، فيجمع الله تعالى له قوماً (أنصاراً) قُزعٌ كقُزِع (الخريف) السحاب، يؤلِّف الله بين قلوبهم، لا يستوحشون (فلا يستوحشون) إلى أحد، ولا يفرحون بأحدٍ يدخل فيهم (بأحد دخل فيهم) (عدَّتهم) على عدَّة أصحاب بدر، لم يسبقهم الأوَّلون ولا يُدرِكهم الآخِرون، وعلى عدد أصحاب طالوت الذين جاوزوا معه النهر).

قال أبو الطفيل، قال ابن الحنفية [ محمَّد ]: أتريده؟ [ أي: أتريد ملاقاته؟ ]، قلت: نعم، قال:

إنَّه يَخرج من بين هذين الخشبتين، قلت: لا جرم والله لا أريهما حتَّى أموت بها - يعني مكَّة - قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين [ البخاري ومسلم ] ولم يخرجاه.

المؤلِّف:

ذكر في نهاية اللغة، ج٣، ص٢٨٣: وفي حديث علي (عليه السلام): (يجتمعون إليه كما يجتمع قُزع الخريف) أي: قطع السحاب المتفرِّقة.

وفيه أيضاً الأخشبان: الجبلان المطيفان (بمكَّة)، وهما: أبو قُبيس، والأحمر. هذا

١٢٧

وقد أخرج ابن خلدون ما أخرجه الحاكم مع اختلاف في بعض ألفاظه جعلناه بين هلالين، وذكر ذلك في ج١، ص٢٦٧ ويأتي نصَّه في رقم (٢).

٢- وفي مقدِّمة ابن خلدون، ج١، ص٢٦٧ أيضاً قال: وفي رواية عمَّار الذهبي - وهو شيعي - وثَّقه أحمد بن حنبل، وأبو حاتم، والنسائي، وغيرهم.

وفي عقد الدُّرر، الحديث (٢١٩) من الباب الرابع، وفي الفصل الثاني منه، نقلاً من فتن نعيم بن حمَّاد قال: وعن أبي هريرة أنَّه قال:

(يُبايع للمهدي بين الركن والمقام، لا يُوقِظ نائماً، ولا يُريق دماً).

أخرجه نعيم بن حمَّاد في كتاب الفتن.

المؤلِّف:

وفي العرف الوردي، ج٢، ص٧٦، أخرج حديث أبي هريرة، ولفظُه يساوي لفظ عقد الدُّرر، وقال: أخرجه نعيم بن حمَّاد.

وأخرجه السيِّد ابن طاووس في الملاحم والفتن، ج١، ص٣٩، الطبعة الأُولى، عن أبي هريرة قال:

(يُبايع المهدي بين الركن والمقام، لا يُوقِظُ نائماً، ولا يَهرِيق دماً).

المؤلِّف:

تأمَّل في الحديث حتَّى تعرف الفرق بين لفظ جلال الدين السيوطي، ولفظ السيِّد ابن طاووس (رحمه الله).

٣- وفي عقد الدُّرر، الحديث (١١٧) من الباب (١) قال: وعن أُمِّ سلمة (رضي الله عنها) قالت: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم):

(يُبَايِعُ لِرجلٍ من أُمَّتي - بين الرُّكن والمقام - كعدَّة أهل بدر، فتأتيه عُصَبُ العراق، وأبدال الشام، فيأتيهم جيشٌ من الشام، حتَّى إذا كانوا بالبيداء خُسِف بهم، ثمَّ يسير إليه رجلٌ من قريش أخواله كلب [ اسم عشيرة ]، فيهزمهم الله تعالى، قال: وكان يقال: إنَّ الخائب يومئذٍ مـَن خاب مِن غنيمة كلب).

أخرجه الحافظ أبو عبد الله الحاكم في مستدركه.

المؤلِّف:

في الحديث تشويش وتعقيد، يُعرف ذلك بما ذكرناه من

١٢٨

الأحاديث التي ذُكرت في باب خسف جيش السفياني، ومنها الحديث (١١٦) من هذا الباب (٢)، ففيه عن أُمِّ سلمة حديثٌ مفصَّل نذكره في رقم (٤) ليُمكن الإشارة إليه.

٤- وفي عقد الدُّرر، الحديث (١١٦) من الباب (٢)، عن أُمِّ سلمة زوجة النبي (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم) أنَّه قال، (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم):

( يكون اختلافٌ عند موتِ خليفة، فيَخرُج [ المهدي الذي هو ] رجلٌ من أهل المدينة هارباً إلى مكَّة، فيأتيه ناسٌ من أهل مكَّة فيخرجونه وهو كارهٌ، فيُبايعونه بين الرُّكن والمقام، ويُبعث إليه بَعثٌ من الشام، وعصائب أهل العراق فيُبايعونه، ثمَّ ينشأ رجلٌ من قُريش أخواله كلب، فيَبعث إليهم بعثاً فيَظهرون عليهم، وذلك بعثُ كلب، والخَيبة لمـَن لم يَشهد غنيمةَ كلب، فيُقسِّم المال، ويَحمِل في الناس بُسنِّة نبيِّهم (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم)، ويُلقي الإسلام بِجِرانه إلى الأرض، فيلبث سبعَ سنين، ثمَّ يُتوفَّى، ويصلِّي عليه المسلمون).

[ ثمَّ قال ]: أخرج هذا الحديث جماعةٌ من أئمَّة الحديث في كُتبهم.

منهم: أبو داود السجستاني في سُننه، وأبو عيسى الترمذي في جامعه، وأحمد بن حنبل في مسنده، وأبو عبد الله بن ماجة القزويني في سُننه، وأبو عبد الرحمان النسائي في سُننه، وأبو بكر البيهقي في كتابه البَعْثُ والنشور.

وفي رواية لأبي داود بدلَ: (يلبث سبعَ سنين)، قال: (يلبث تسعَ سنين).

ومنهم: ابن حجر الهيتمي الشافعي في الصواعق، ص١٠٢ وسيمرُّ عليك لفظه في رقم (٧).

المؤلِّف:

في الأحاديث التي تقع قَبل ظهور الإمام، وفي عصره في الباب (٣٠)، أخرجنا الحديث من كُتبٍ عديدةٍ بألفاظٍ مختلفةٍ مفصَّلةٍ

١٢٩

ومختصرة وإليك الإشارة إلى بعض مصادره بالاختصار فإن أحببت فراجعها.

منها: ما في كتاب البيان في، ص٣١٧.

ومنها: ما في غاية المرام، ص٦٩٧.

ومنها: ما في تاريخ ابن أعثم الكوفي.

ومنها: ما في كنز العمَّال، ج٧، ص١٨٦ لعلي المتَّقي الحنفي.

ومنها: ما في ينابيع المودَّة، ص٤٣١، طبع إسلامبول، سنة ١٣٠١، وألفاظ الجميع مذكورة في باب الأحاديث التي تقع قبل ظهور الإمام المهدي (عليه السلام)، وبعد ظهوره، في الباب (٣١)، فلا نُطيل الكلام بإخراجها.

وقد أخرجه علي المتَّقي الحنفي في كنز العمَّال، ج٦، ص٣٢، ولفظه يَقرب لفظ عقد الدُّرر في الحديث (١١٦) الذي رواه عن أُمِّ سلمة، وفيه اختلاف؛ ولذلك نذكره في رقم (٢٦) من هذا الباب، فراجعه واغتنم.

وبالتأمُّل في الحديث رقم (٤) تَعرف النقص الذي وقع في الحديث رقم (٣) وسبَّب تشويش الحديث.

٥- وفي كتاب العرف الوردي في أخبار الإمام المهدي (عليه السلام)، تأليف جلال الدين السيوطي الشافعي، في ج٢، ص٦١ قال: أخرج الطبراني في الأوسط، والحاكم، عن أُمِّ سلمة [ أنَّها ] قالت: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم):

(يُبايِعُ لرجلٍ بين الركن والمقام عدَّةُ أهل بدر، فيأتيه عصائب أهل العراق، وأبدال أهل الشام، فيَغزو جيش من أهل الشام، حتَّى انتهوا بالبيداء خُسِف بهم).

المؤلِّف:

اختصر جلال الدين الحديث، وذكره بمعناه، ولم يذكر جميع مصادر الحديث.

المؤلِّف:

يظهر من هذا الحديث الشريف أنَّ جملةَ: (فيغزو جيشٌ من أهل الشام) سقط من الحديث رقم (٤)، فسبَّب تشويش الحديث.

٦- وفي كتاب الفتوحات المكِّية، باب (٣٦٣) قال - عند ذكره

١٣٠

أحوال الإمام المهدي المنتظر -:

المهدي من وُلد فاطمة، يوافق اسمه اسم النبي - وإنَّ جدَّه الحسن بن علي بن أبي طالب - يُبايع بين الركن والمقام .

المؤلِّف:

من الممكن أنَّ نقول: أنَّ صاحب الفتوحات اشتبه في قوله: (أنَّ جدَّه الحسن)، أو نقول: أنَّ الطابع اشتبه في النقل؛ فإنَّ عبارة الفتوحات كما نُقل في غير هذا الكتاب هي: (أنَّ جده الحسين)، وإليك نصُّ بعض ما نُقل من الفتوحات:

ففي مشارق الأنوار ، ص١٠٤ قال: قال الشيخ القطب الغوث سيِّدي محي الدين بن العربي في الفتوحات: اعلموا أنَّه لا بدَّ من خروج المهدي، لكن لا يَخرج حتَّى تُملأ الأرض جوراً وظلماً؛ فيملأها قسطاً وعدلاً.

وهو من عترة الرسول (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم)، من وُلد فاطمة، جدُّه الحسين بن علي بن أبي طالب، ووالده الإمام الحسن العسكري، ابن الإمام علي النقي - بالنون - ابن الإمام محمَّد التَّقي - بالتاء - ابن الإمام علي الرضا، ابن الإمام موسى الكاظم، ابن الإمام جعفر الصادق، ابن الإمام محمَّد الباقر، ابن الإمام زين العابدين علي، ابن الإمام الحسين، ابن الإمام علي بن أبي طالب (عليهم السلام).

يواطئ اسمه اسم رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم)، يُبايعه المسلمون بين الركن والمقام، يُشبه رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم)... الحديث. وله تتمَّة.

وممَّا يؤيِّد أنَّ في طبع الفتوحات وقع الاشتباه، ما نقله في إسعاف الراغبين بهامش نور الأبصار، ص١٣١، حيث نقل ما ذكره في الفتوحات وقال:

قال: إنَّ جدَّه الحسين، ووالده الحسن العسكري، إلى آخر الحديث المذكور في مشارق الأنوار، وقال في إسعاف الراغبين بهامش ص١٢٩ من نور الأبصار: إنَّه [ عليه السلام ] بعد أنَّ تُعقد له البيعة (بمكَّة) يسير منها إلى الكوفة، ثمَّ يُفرِّق الجنود إلى الأمصار.

وذكر الشبلنجي في نور الأبصار، ص١٥٥ ما ذكره ابن الصبَّان في إسعاف الراغبين وقال: إنَّه بعد أنْ تُعقد له البيعة (بمكَّة) يسير منها إلى الكوفة، ثمَّ يُفرِّق الجنود إلى الأمصار.

وفي نور الأبصار أيضاً ذكر في ضمن حديث مفصَّل ذكر فيه أشراط ظهوره (عليه السلام) وعلاماته [ قال ]:

فإنَّه (عليه السلام) إذا ظهر - أو إذا خرج -

١٣١

(أسند ظهره إلى الكعبة، واجتمع إليه ثلاثمئة وثلاثة عشر رجلاً من أتباعه، فأوَّل ما ينطق به هذه الآية: ( بَقِيَّةُ اللّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ) ، ثمَّ يقول: أنا بقيِّة الله وخليفته، وحُجَّتُه عليكم، فلا يُسلِّمـُ عليه أحدٌ إلاَّ قال: السلام عليك يا بقيَّةَ الله في الأرض). الحديث وله تتمَّة.

٧- وفي الصواعق المحرقة لابن حجر الهيتمي الشافعي، ص١٠٢، طبع سنة ١٣٠٨هـ، قال: وصحَّ أنَّه (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم) قال:

(يكون اختلافٌ عند موتِ خليفة، فيخرج رجلٌ من المدينة هارباً إلى مكَّة، فيأتيه ناسٌ من أهل مكَّة فيُخرِجونه وهو كاره، فيُبايِعونه بين الرُّكن والمقام، ويُبعث إليهم بَعْثٌ من الشام، فيُخسَف بهم بالبيداء بين مكَّة والمدينة، فإذا رأى الناس ذلك؛ أتاه أبدال أهل الشام، وعصائب أهل العراق فيُبايِعونه، ثمَّ يَنشأ رجلٌ من قُريش أخواله كلب، فيَبْعَث إليهم بعثاً فيظهرون عليهم، وذلك بعثُ كلب، والخيبةُ لمن لم يَشهد غنيمةَ كلب، فيُقسِّم المال، ويعمل في الناس بسُنَّة نبيِّهم (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم) ويُلقي الإسلام بِجِرانِه إلى الأرض...).

المؤلِّف:

في النهاية وغيره: الجِران : باطن العنق، ولعلَّ مـُراده (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم) من هذا البيان: أنَّ الإسلام والمسلمين يَخلُصون من أيدي المنافقين والكافرين، فيستريحون كما تستريح الناقة عند وضعها جِرانِها، وهو: باطن عُنُقها على الأرض.

هذا ؛ والحديث الذي أخرجه في الصواعق - هو الحديث المتقدِّم في رقم (٤) - عن أُمِّ سلمة زوجة النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، وحيث إنَّ الحديث المتقدِّم كان فيه نقصٌ وتحريفٌ وتبديل لبعض كلمات الحديث، أخرجنا الحديث من الصواعق؛ ليُعلمـَ به الصحيح من الغلط.

وقد ذكرنا أنَّ هذا الحديث أخرجه جماعةٌ من مؤلِّفي الصحاح الستَّة عند أهل السنَّة، كالترمذي، وابن ماجة، وأبي داوود وغيرهم.

وأخرجه علي المتَّقي في كنز العمُّال، ج٧، ص٣٦ بسنده من كتبٍ عديدةٍ، كمسند أحمد، ومستدرك الحاكم، وسنن أبي داوود، وفي لفظه زيادةٌ عمَّا تقدَّم.

١٣٢

وأخرج الحديث في كنز العمَّال، ج٧، ص١٨٨ أيضاً، ولفظه ما يأتي في رقم (٨).

٨- وفي كنز العمَّال، ج٧، ص١٨٨، عن أُمِّ سلمة قالت: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم):

(يُبايِعُ لِرجُلٍ من أُمَّتي - بين الركن والمقام - كعدَّةِ أهلِ بدرٍ، فتأتيه عُصَبُ العراق، وأبدال الشام، فيأتيهم جيشٌ من الشام، حتَّى إذا كانوا بالبيداء خُسف بهم، ثمَّ يَسير إليه رجلٌ من قُريش أخواله كلب، فيهزمهم الله تعالى، فكان يقال: الخائبُ من خاب غنيمةِ كلبٍ [ اسم عشيرة ] ).

(ش، طب، كر عن أُمِّ سلمة).

أي: أخرجه ابن عساكر، ومـُحب الدين الطبري في المعجم الكبير، وابن أبي شيبة في مسنده، أو سُننه.

المؤلِّف:

هذا الحديث هو الحديث الذي مرَّ في رقم (٣) مشوشاً؛ لِما فيه من نقصِ جملةِ: (فيأتيهم جيشٌ من الشام) قَبل كلمة: (حتَّى إذا كانوا بالبيداء خُسف بهم).

٩- وفي كنز العمَّال، ج٧، ص١٨٨ قال: روى عمرو بن شعيب عن أبيه، عن جدِّه قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله):

(في ذي القعدة تجاذب القبائل وتغادر؛ فيُنهب الحاجُّ؛ فتكون ملحمةٌ بِمِنى... وحتى يَهرب صاحبُهم، فيأتي بين الركن والمقام، فيُبايعُ وهو كارهٌ... يُبايعه مثل عدَّةِ أهل بدرٍ، يرضى عنهم ساكنُ السماء، وساكن الأرض).

(نعيم بن حمَّاد في الفتن (ك)، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدِّه)، أي: أخرجه نعيم والحاكم في المستدرك.

المؤلِّف:

أخرج الحاكم في المستدرك - ج٤، ص٥٠٣، طبع حيدر آباد الدكن - حديث عمرو بن شعيب، وفيه اختلافٌ وزيادةٌ، وهذا نصُّه - بحذف السند - عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدِّه قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله):

(في ذي القعدة تجاذب القبائل وتغادر، فيُنهب الحاجُّ؛ فتكون ملحمةٌ بِمِنى يكثر فيها القتلى، ويسيل فيها الدماء، حتَّى تسيل دماؤهم على عقبة الجمرة، وحتى يهرب صاحبهم، فيأتي بين الركن والمقام، فيُبايع وهو

١٣٣

كاره، يقال له: إنْ أبيتَ ضربنا عُنقك، يُبايعه مثلُ عدَّةِ أهل بدرٍ، يرضى عنهم ساكنُ السماء، وساكنُ الأرض). وفيه أيضاً حديث آخر.

المؤلِّف:

في العرف الوردي، ج٢، ص٨٢، أخرج الحديث بسندٍ آخر من سُنن أبي عمرو الداني، وفي لفظه زيادةٌ واختلافٌ، ويأتي في رقم (١٧).

١٠- وفي مستدرك الحاكم، ج٤، ص٥٠٤ - بحذف السند - عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو (رضي الله عنهما)، قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله):

(يحجُّ الناس معاً، ويُعرِّفون معاً على غيرِ إمامٍ، فبينما هم نزولٌ بِمِنى إذ أخذهم كالكلب؛ فثارت القبائل بعضها إلى بعض واقتتلوا، حتَّى تسيل العقبة دماً [ أي: على العقبة ] فيفزعون إلى خيرهم، فيأتونه وهو ملصقٌ وجهه إلى الكعبة يبكي - كأنِّي انظر إلى دموعه (تسيل) - فيقولون: هَلُمَّ فُلْنُبعايك (هَلُمَّ ولَّيناك) فيقول: ويْحَكُم؛ كم مِن عهدٍ نقضتموه (كم من عهدٍ قد نقضتموه)، وكم دمٍ قد سفكتموه (وكم من دمٍ قد سفتكتموه) فيُبَايَع كرهاً ، فإذا أدركتموه فبايعوه فإنِّه المهدي في الأرض، والمهدي في السماء).

المؤلِّف:

أخرج الحديث السيِّد ابن طاووس في الملاحم والفتن، ج١، ص٣٨ من باب (١٢٤)، ولفظه يَقرُب لفظ الحاكم مع اختلافٍ في بعض ألفاظه أشرنا إليه وجعلناه بين هلالين فلا تغفل.

وأخرج الحديث في عقد الدُّرر، الحديث (١٥٢) من الفصل (٣)، ولفظه يساوي لفظ الحاكم مع اختلاف، وقد أخرجناه في أحاديث النداء السماوي قبل ظهور الإمام (عليه السلام) في رقم (٢٣) في الباب (٢٣).

١١- وفي العرف الوردي، ج٢، ص٧٦ قال: أخرج نعيم بن حمَّاد، عن قتادة قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم):

(يخرج المهدي من المدينة إلى مكَّة، فيستخرجه الناس من بينهم، فيُبابعونه بين الركن والمقام، وهو كارهٌ).

١٣٤

المؤلِّف:

بالتأمُّل في هذا الحديث تعرف الرجل الذي يخرج من المدينة هارباً إلى مكَّة، فإنَّ قتادة أظهر اسمه بلا خوفٍ، ولكنَّ غيره أخفى اسمه وعبَّر عنه بـ (رجلٍ)، وفي الحديث الآتي تعرف المكان الذي يُستخرج منه (بمكَّة) فيُبايَع كرهاً.

١٢- وفي الملاحم والفتن لابن طاووس (رحمه الله)، ج١، ص٣٩، باب (١٢٦) قال: وعن أبان بن الوليد بن عقبة بن أبي معيط أنَّه سمع ابن عباس يقول:

(يبعث الله المهدي بعد أياسٍ [ من الناس ] وحتى يقول الناس: لا مهدي، وأنصاره من أهل الشام، عدَّتُهم ثلاثمئةَ وثلاثةَ عشرَ رجلاً عدَّة أصحاب بدرٍ، يسيرون إليه من الشام، حتَّى يستخرجوه من بطن مكَّة، من دارٍ عند الصفا، فيُبايعونه كرهاً، فيُصلي بهم ركعتين صلاة المسافر عند المقام، ثمَّ يصعد المنبر).

قال: وروى حديثاً آخر عن أبي ثور وعبد الرزاق وابن معاذ، عن مـُعمَّر، عن قتادة قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم): [ قال فيه ]:

(تأتيه عَصَائِب العراق، وأبدال الشام، فيُبايعونه بين الركن والمقام).

المؤلِّف:

لا يخفى على المطالع ما في الحديثين من التعقيد والتشويش، وبالمراجعة إلى ما في العرف الوردي، ج٢، ص٨١ تعرف بعض ما في الحديثين من التعقيد والتشويش.

هذا، وقد أخرج في الملاحم والفتن لابن طاووس، ج١، ص٣٨، باب (١٢٥) أيضاً:

[ أنَّ المهدي (عليه السلام) ] ليُسْتَخْرَج كارهاً ، [ وهو ] من وُلد فاطمة (عليها السلام)، فيُبايع [ أي: يستخرج من داره بمكَّة ] .

وفي العرف الوردي، ج٢، ص٨١ قال: أخرج أبو عمرو الداني في سُننه عن قتادةَ [ أنَّه ] قال:

(يُجاء إلى المهدي وهو في بيته، والناس في فتنةٍ تُهْرَاقُ فيها الدماء، فيقال له: قُمْ علينا، فيأبى، حتَّى يُخوَّف بالقتل، فإذا خُوِّف بالقتل قام عليهم، فلا يُهْرَاق في سببه مـَحْجَمةَ دمٍ).

وأخرج في العرف الوردي، ص٧٦، ج٢، حديث أبان بن عقبة، وفيه اختصارٌ واختلاف.

١٣٥

١٣- وفي إسعاف الراغبين، بهامش ص١٢٧ من نور الأبصار قال:

وجاء في الروايات أنَّه (عليه السلام) عند ظهوره يُنادي فوق رأسه مـَلَك: هذا المهدي خليفة الله فاتَّبعوه، فتُذعن له الناس ويشربون حُبَّه، وأنَّه يملك الأرض شرقها وغربها، وأنَّ الذين يبايعونه أوَّلاً بين الركن والمقام بعدد أهل بدرٍ، ثمَّ يأتيه أبدال الشام... الحديث، وله تتمَّة.

المؤلِّف:

ذكرنا في باب النداء السماوي باسم الإمام المهدي (عليه السلام) في باب (٢٣) بأنَّه يُنادي ملكٌ من السماء: بأنَّه (عليه السلام) خليفة الله فاتَّبعوه.

وأوردنا ألفاظ النداء ومصادره من رقم (١) إلى آخر الأرقام، وهو رقم (٤١)، فراجع ذلك أيُّها الطالب وأخرجنا في ذلك الباب أحاديث عديدةٍ فيها إشارةٌ إلى محلِّ خروجه، ومحلِّ بيعةِ الناس معه (عليه السلام) بعد ظهوره، وهي كثيرة، منها ما يأتي في رقم (١٤).

١٤- وفي الملاحم والفتن لابن طاووس (رحمه الله)، ج٣، ص١٠١، الطبعة الأُولى، أخرج حديثاً مفصَّلاً ذكرناه في رقم (٨) من أحاديث النداء في باب (٢٣)، ونذكر لك هنا بعض الحديث، وهو الذي يُبيِّن لك محلَّ مـُبايعة الناس له (عليه السلام).

قال عمران بن الحصين لرسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): صف لنا يا رسول الله هذا الرجل؟ [ أي: الرجل يُسمَّى باسمه ] فقال النبي (صلَّى الله عليه وآله):

(إنَّه رجلٌ من وُلدي، كأنَّه من رجالِ بني إسرائيل، يخرج عند جَهْدٍ من أُمَّتي وبلاءٍ، عربيُ اللون، ابن أربعين سنة، كأنَّ وجهه كوكبٌ دُرِّي، يملأ الأرض عدلاً كما مـُلئت ظلماً وجوراً، يملك عشرين سنة، وهو صاحب مدائن الكفر كلِّها [ أي: يفتحها كلَّها ]: قسطنطينيَّة وروميَّة، يخرج إليه الأبدال من الشام وأشباههم، كأنَّ قلوبهم زُبر الحديد، رهبانٌ بالليل، ليوثٌ بالنهار، وأهل اليمن [ أي: من أنصاره أهل اليمن ]، حتَّى يأتونه فيُبايعونه بين الركن والمقام، فيخرج من مكَّة متوجهاً إلى الشام، يفرح به أهلُ السماء والأرض، والطير في الهواء، والحيتان في البحر).

١٣٦

١٥- وفي العرف الوردي، ج٢، ص٧١ قال: أخرج نعيم بن حمَّاد عن أبي جعفر [ الإمام الباقر (عليه السلام) ] قال:

(يظهر المهدي بمكَّة عند العشاء، ومعه راية رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم) وقميصه وسيفه، وعلاماتٍ ونور وبيان، فإذا صلَّى العشاء نادى بأعلى صوته يقول: أذكِّركم الله أيُّها الناس ومقامكم بين يدي ربِّكم، فقد اتَّخذ الحجر، وبعث الأنبياء، وأنزل الكتاب، وأمركم أنْ لا تشركوا به شيئاً، وأنْ تحافظوا على طاعته وطاعة رسوله، وأنْ تحيوا ما أحيا القرآن، وتميتوا ما أمات، وتكونوا أعواناً على الهدى، ووزراء على التقوى، فإنَّ الدنيا قد دنا فناؤها وزوالها، وأذنت بانصرام [ بالوداع ] ، فإنِّي أدعوكم إلى الله والى رسوله، والعمل بكتابه، وإماتة الباطل وإحياء سُنَّتة، فيظهر في ثلاثمئةَ وثلاثةَ عشرَ رجلاً عدد أهل بدرٍ على غير ميعادٍ، قزعاً كقزع الخريف، رهبانٌ بالليل أُسدٌ بالنهار، فيتفح الله للمهدي أرض الحجاز، ويستخرج من كان في السجن من بني هاشم، وتنزل الرايات السود الكوفة، فيبعث بالبيعة إلى المهدي، ويبعث المهدي جُنوده إلى الآفاق، ويميت الجور وأهله، وتستقيم له البلدان، ويفتح الله على يديه القسطنطينيَّة).

المؤلِّف:

أخرج السيِّد ابن طاووس في الملاحم والفتن، ج١، ص٤٠، الطبعة الأُولى، سنة ١٣٦٨ الحديث من فتن نعيم، بسنده عن أبي جعفر (عليه السلام)، ولفظُه يساوي لفظَه بلا اختلاف، ثمَّ ذكر حديثاً آخر.

وفي العرف الوردي، ج٢، ص٧١ أخرج حديثاً آخر عن ابن عباس، فيه إشارةٌ إلى الجيش الذي يبعثه السفياني إلى الهاشميين المنهزمين من المدينة، والعائذين بالبيت الحرام، فيَخسف الله بهم ولا يبقى منهم أحدٌ، ويُخبر بخسفِهم راعي غنمٍ كان هناك، فعندما يسمع من الراعي قضيَّة خسفهم، يقول:

(الحمد لله، وقال لأصحابه: هذه العلامة التي كنَّا نُخبَر بها، فيسيرون بعد خسفهم إلى الشام).

ويأتي لفظ الحديث في رقم (٤٠) في آخر الباب.

١٣٧

١٦- وفي مشارق الأنوار، ص١٠٣، قال:

يؤخذ من أحاديث [ كثيرة ] أنَّه (عليه السلام) يخرج من المشرق من بلاد الحجاز، والقول بأنَّه يخرج من المغرب لا أصل له، كما نبَّه عليه العلقمي.

المؤلِّف:

قال ابن الصبَّان في إسعاف الراغبين، بهامش ص١٢٥ من نور الأبصار:

إنَّ المهدي (عليه السلام) يظهر من الشرق من بلاد الحجاز، والقول بأنَّه يخرج من المغرب لا أصل له، كما نبَّه عليه العلقمي.

المؤلِّف:

من راجع الأحاديث المبيِّنة لمكان بيعة أصحابه (عليه السلام) معه، وغير ذلك من الأحاديث المبيِّنة لِما يقع قبل ظهوره وبعد ظهوره، عرف أنَّ خروجه (عليه السلام) بعد غيبته الطويلة - أي: الغيبة الكبرى - يكون في المشرق في بلاد الحجاز، ومن مكَّة المكرَّمة.

هذا أوَّلاً، وثانياً: من الممكن أن نقول أنَّ الذي يخرج من المغرب - حيث أنَّه يدَّعوا إليه - سمِّي باسمه، فالجمع بين الأحاديث مهما أمكن أولى من الطرح.

١٧- وفي كتاب العرف الوردي، ج٢، ص٨٢ قال: أخرج أبو عمرو الداني في سُننه عن شهر بن حوشب قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم):

(سيكون في رمضان صوت، وفي شوال معمعة، وفي ذي القعدة تحارب القبائل وعلامته ينهب الحاجُّ، وتكون ملحمةٌ بِمنى تكثر فيها القتلى، وتسيل فيها الدماء، حتَّى تسيل دمائهم على الجمرة، (و) حتَّى يهرب صاحبهم، فيؤتى بين الركن والمقام فيُبايع وهو كاره، ويقال له: إنْ أبيت ضربنا عنقك، (يبايعه مِثْل عدَّةِ أهل بدر) يرضى به ساكن السماء، وساكن الأرض).

المؤلِّف:

تقدَّم حديثان في رقم (٩)، ورقم (١٠) من هذا الباب براوية عمرو بن شُعيب، وفيهما اختلاف في الألفاظ ومشاركةٌ في معنى الحديث، وفيهما زيادةٌ ونقصان، وبالمراجعة إليهما تعرف ذلك.

وقد أخرج الشيخ يوسف في عقد الدُّرر، الحديث (١٤١)، من الفصل (٣) هذا الحديث

١٣٨

عن شهر بن حوشب مع اختلاف قليل، وفي آخره قال: أخرجه الإمام أبو عمرو الداني في سُننه.

وقد أخرجنا الحديث في باب أحاديث النداء، في باب (٢٣) في رقم (٢٧)، وذكرنا في باب أحاديث النداء في رقم (١٧)، ورقم (١٨)، ورقم (٢١)، أحاديث ذُكر فيها بعض مضامين حديث شهر بن حوشب، وبمراجعتها تعرف مضامين الأحاديث؛ فإنَّ الأحاديث تفسِّر بعضها بعضاً، وعلى الأخصِّ أحاديث آخر الزمان، ومن جملتها أحاديث الملاحم، فإنَّ إجمالها وتعقيدها لا ينحلُّ إلاَّ بعد مراجعة كثيرٍ من أحاديث الملاحم والفتن.

١٨- وفي إسعاف الراغبين، بهامش ص١٢٧ من نور الأبصار قال:

وجاء في رواياتٍ أنَّه (عليه السلام) عند ظهوره ينادي فوق رأسه مـَلَك: هذا المهدي خليفة الله فاتَّبعوه، فتُذعن له الناس ويشربون حبَّه، وأنَّه (عليه السلام) يملك الأرض شرقها وغربها، وأنَّ الذين يبايعونه أوَّلاً بين الركن والمقام بعدد أهل بدر، ثمَّ يأتيه أبدال الشام، ونجباء مصر، وعصائب أهل المشرق وأشباههم، ويبعث الله إليه جيشاً من خراسان براياتٍ سود، ثمَّ يتوجَّه إلى الشام، وفي روايةٍ إلى الكوفة، والجمع ممكن، وأنَّ الله تعالى يَمـُدَّه بثلاثة آلافٍ من الملائكة، وأنَّ أهل الكهف من أعوانه.

ثمَّ قال ابن الصبَّان: وإنَّ على مـُقدِّمة جيشه رجلاً من تميم خفيف اللحية، يقال له: شُعيب بن صالح، وإنَّ جبرئيل على مـُقدِّمة جيشه، وميكائيل على ساقته، وإنَّ السفياني يبعث إليه من الشام جيشاً فيُخسف بهم بالبيداء، فلا ينجو منهم إلاَّ المـُخبِر، فيسير إليه السفياني بمـَن معه، فتكون النصرة للمهدي (عليه السلام)، ويذبح المهدي (عليه السلام) السفياني.

المؤلِّف:

أخرج جلال الدين في العرف الوردي، ص٦٦ حديثاً عن محمَّد بن الحنفيَّة، فيه إشارةٌ إلى بعض مضامين هذه الرواية، وهذا نصُّه:

١٩- في العرف الوردي، ج٢، ص٦٦ قال: أخرج نعيم بن حمَّاد، عن محمَّد بن الحنفية [ أنَّه ] قال:

(تخرج راياتٌ سود لبني العباس، ثمَّ تخرج

١٣٩

من خراسان [ رايات ] أُخرى سودٌ، قلانِسهم سود [أي: الذين تحت تلك الرايات]، وثيابهم بيض، على مـُقدِّمتهم رجل يقال له: شُعيب بن صالح من تميم، يهزِمون أصحاب السفياني، حتَّى ينزل بيت المقدس، ويوطِّئ للمهدي سلطانه، ويَمـُدُّ إليه ثلاثمئة من الشام، يكون بين خروجه وبين أنْ يُسلِّم الأمر للمهدي اثنان وسبعون شهراً).

المؤلِّف:

وأخرج في عقد الدُّرر حديثاً آخر فيه بعض مضامين حديث ابن الصبَّان، وهذا نصُّه فيما يأتي:

٢٠- وفي عقد الدُّرر، الحديث (٢٠٨) قال: في كتاب السُنن لأبي عمرو عثمان بن سعيد المـُقري، فإنَّه أخرج بسنده عن حذيفة عن النبي (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم) في قصَّة المهدي (عليه السلام) وظهور أمره، وقال [ فيما قال ]:

(... فتخرج [ إليه ] الأبدال من الشام وأشباههم، ويخرج إليه النجباء من مضر، وعصائب أهل الشرق وأشباههم، حتَّى يأتوا مكَّة فيُبايَع له [ أي: المهدي (عليه السلام) ] بين زمزم والمقام، ثمَّ يخرج [ الإمام المهدي (عليه السلام) ] متوجِّهاً إلى الشام، وجبريل على مـُقدِّمته، وميكائيل على ساقته، يَفرحُ به أهلُ الأرض، والطير، والوحوش، والحيتان في البحر، وتزيد المياه في دولته، وتمـَدُّ الأنهار، وتُضِعف الأرض أُكُلَها وتستخرج الكنوز).

المؤلِّف:

وردت أحاديثُ عديدة بهذه المضامين، مختصرة ومـُفصَّلة، ومن جملتها حديث يأتي في رقم (٢٢)، نقلاً من العرف الوردي، ففيه مضامين حديث أبي عمرو عثمان بن سعيد المـُقري، وفيه زياداتٌ كثيرة.

٢١- وفي عقد الدُّرر، الحديث (١٧٨)، عن عبد الله بن مسعود قال:

(إذا انقطعت التجارات للطرق، وكثرت الفتن، وخرج سبعةُ علماء من آفاقٍ شتَّى على غيرِ ميعاد، يُبايِع لكلِّ رجلٍ منهم ثلاثمئة وبضعةَ عشرَ رجلاً، حتَّى يجتمعوا بمكَّة، فيقول بعضهم لبعض: ما جاء بكم؟ فيقولون: جئنا في طلب

١٤٠

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

لَا يَسْتَخْلِي(١) اللهُ مِنْهُ(٢) حَتّى يُدْخِلَهُ(٣) الْجَنَّةَ ، وَمَا بَعَثَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - نَبِيّاً وَوَصِيّاً(٤) إِلَّا سَخِيّاً ، وَمَا(٥) كَانَ أَحَدٌ مِنَ الصَّالِحِينَ إِلاَّ سَخِيّاً ، وَمَا زَالَ أَبِي يُوصِينِي بِالسَّخَاءِ حَتّى مَضى ، وَقَالَ(٦) : مَنْ أَخْرَجَ مِنْ مَالِهِ الزَّكَاةَ تَامَّةً ، فَوَضَعَهَا فِي مَوْضِعِهَا ، لَمْ يُسْأَلْ : مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبْتَ مَالَكَ؟ ».(٧)

٦١٥٠/ ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى(٨) ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنِ الْحُسَيْنِ(٩) بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمُكَارِي ، عَنْ رَجُلٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « أَتى رَسُولَ اللهِ(١٠) صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ وَفْدٌ مِنَ الْيَمَنِ ، وَفِيهِمْ(١١) رَجُلٌ كَانَ أَعْظَمَهُمْ كَلَاماً وَأَشَدَّهُمْ اسْتِقْصَاءً فِي مُحَاجَّةِ النَّبِيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، فَغَضِبَ النَّبِيُّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ حَتَّى الْتَوى(١٢) عِرْقُ الْغَضَبِ بَيْنَ عَيْنَيْهِ ، وَتَرَبَّدَ وَجْهُهُ(١٣) ، وَأَطْرَقَ إِلَى‌

__________________

(١). في « ظ ، ى ، بث ، بخ ، جن » وحاشية « بف »والوسائل وتحف العقول : « لا يتخلّى ». والاستخلاء : الفراغ ، والمعنى : لا يستفرغ منه ولا يتركه يذهب. راجع :القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٦٨٠ ( خلا ).

(٢). في « بث » : « عنه ».

(٣). في « ظ ، جن »والوسائل : + « الله ».

(٤). فيالوافي : « ولا وصيّاً ».

(٥). في«بح،بخ،بر،بك»والوافي والوسائل : « ولا ».

(٦). في « بخ ، بر ، بف ، بك »والوافي : « فقال ».

(٧).الكافي ، كتاب الزكاة ، باب منع الزكاة ، ح ٥٧٤٨ ، من قوله : « وقال : من أخرج من ماله الزكاة ». وفيثواب الأعمال ، ص ٦٩ ، ح ١ ، بسنده عن أبي إسحاق إبراهيم بن هاشم ، عن الحسن بن عليّ بن فضّال ، عن مهديّ رجل من أصحابنا ، عن أبي الحسن الأوّلعليه‌السلام .الفقيه ، ج ٢ ، ص ٩ ، ح ١٥٨١ ، مرسلاً ، من قوله : « وقال : من أخرج من ماله الزكاة »الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٨٠ ، ح ٩٩٣١ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٤٤ ، ح ٢٧٨٢٠ ؛وفيه ، ج ٩ ، ص ٢١٨ ، ح ١١٨٧٥ ، من قوله : « وقال : من أخرج من ماله الزكاة » ؛البحار ، ج ١٤ ، ص ٤٦١ ، ح ٢٥ ، وتمام الرواية فيه : « ما بعث الله نبيّاً ولا وصيّاً إلّاسخيّاً ».

(٨). في الكافي ، ح ٦٢٠٣ : « عدّة من أصحابنا » بدل « محمّد بن يحيى ».

(٩). في « بف » : - « الحسين ».

(١٠). في «بح،بخ،بر،بف،بك»والوافي : « النبيّ ».

(١١). في « ى » : « وفيه ».

(١٢). « التوى » : مطاوع لَوَيْتُ الحبل ، فالتوى وتلوّى ، أي فتلته فالتفّ ، ويقال : التَوى الماءُ في مَجراه ، أي انعطف‌ولم يجر على الاستقامة. راجع :لسان العرب ، ج ٨ ص ٣٦٤ ؛القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٧٤٥ ( لوى ).

(١٣). « تربّد وجهه » ، أي تغيّر من الغضب. وقيل : اربدّ وتربّد وجهه ، أي احمرّ حمرة فيها سواد عند الغضب. =

٣٠١

الْأَرْضِ(١) ، فَأَتَاهُ(٢) جَبْرَئِيلُعليه‌السلام ، فَقَالَ : رَبُّكَ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ ، وَيَقُولُ لَكَ(٣) : هذَا رَجُلٌ سَخِيٌّ يُطْعِمُ الطَّعَامَ ، فَسَكَنَ عَنِ النَّبِيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ الْغَضَبُ ، وَرَفَعَ رَأْسَهُ ، وَقَالَ لَهُ(٤) : لَوْ لَا أَنَّ جَبْرَئِيلَ أَخْبَرَنِي عَنِ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - أَنَّكَ سَخِيٌّ تُطْعِمُ الطَّعَامَ ، لَشَرَّدْتُ بِكَ(٥) ، وَجَعَلْتُكَ حَدِيثاً لِمَنْ خَلْفَكَ(٦) ، فَقَالَ(٧) لَهُ الرَّجُلُ : وَإِنَّ(٨) رَبَّكَ لَيُحِبُّ(٩) السَّخَاءَ؟ فَقَالَ(١٠) : نَعَمْ ، فَقَالَ(١١) : إِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلَّا اللهُ ، وَأَنَّكَ رَسُولُ اللهِ ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ ، لَارَدَدْتُ عَنْ(١٢) مَالِي أَحَداً ».(١٣)

__________________

= وقيل غير ذلك. راجع :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٤٧٢ ؛لسان العرب ، ج ٣ ، ص ١٧٠ ( ربد ).

(١). « أطرق إلى الأرض » أي أرخى عينيه ينظر إلى الأرض ، ويقال : أطرق الرجل ، إذا سكت فلم يتكلّم ، فالمعنى : سكت ناظراً إلى الأرض. وقيل : الإطراق : أن يقبل ببصره إلى صدره ويسكت ساكتاً. راجع :الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٥١٥ ؛النهاية ، ج ٣ ، ص ١٢٢ ( طرق ).

(٢). في « بف ، بك »والوافي : « فأتى ».

(٣). في « ى » : - « لك ».

(٤). في « بر ، بف ، بك »والوافي : - « له ».

(٥). فيالبحار : « شددت بك ». وقوله « لَشَرَّدْتُ بِكَ » بتضعيف الراء ، كما هو ظاهر كلام الفيض ونصّ الطريحي ، مثل قوله تعالى :( فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ ) [ الأنفال (٨) : ٥٧ ] ، من قولهم : شرَّد به : سمَّع الناسَ بعيوبه ، أي أذاع عنه عيوباً وندّدبها وشهّرها وفضحها وأسمع الناس إيّاها. أو فعل به فِعْلةً تُشرِّد وتُطرِّد غيرَه أن يفعل فعله ، كقولك : نكّلتُ به ، أي جعلت ما فعلت به نكالاً لغيره. راجع :المفردات للراغب ، ص ٤٤٩ ؛لسان العرب ، ج ٣ ، ص ٢٣٧ ؛القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٤٢٥ ( شرد ).

(٦). فيالوافي : « حديثاً لمن خلفك : يحدّثون عنك بالشرّ ».

(٧). في « بر ، بف ، بك » : « وقال ».

(٨). في « بث ، بح » : « فإنّ ». وفي « بر ، بف ، بك »والوافي : « إنّ » بدون الواو.

(٩). في « بر ، بك »والوافي : « يحبّ ».

(١٠). في « جن » : « قال ».

(١١). في « بث ، بس ، جن » : « قال ».

(١٢). هكذا في جميع النسخ التي قوبلتوالوافي والبحار . وفي المطبوع : « من ».

(١٣).الكافي ، كتاب الزكاة ، باب فضل إطعام الطعام ، ح ٦٢٠٣. وفيالمحاسن ، ص ٣٨٨ ، كتاب المآكل ، ح ١٤ ، عن محمّد بن عليّ بن الحكم ، عن الحسين بن أبي سعيد المكاري ، وفيهما مع اختلافالوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٨١ ، ح ٩٩٣٢ ؛الوسائل ، ج ٩ ، ص ١٧ ، ح ١١٤٠٦ ، إلى قوله : « وأنّك رسول الله » ملخّصاً ؛البحار ، ج ٢٢ ، ص ٨٣ ، ح ٣٣.

٣٠٢

٦١٥١/ ٦. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ(١) ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ ، عَنْ زَيْدٍ الشَّحَّامِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ إِبْرَاهِيمَعليه‌السلام كَانَ أَبَا أَضْيَافٍ ، فَكَانَ(٢) إِذَا لَمْ يَكُونُوا عِنْدَهُ ، خَرَجَ يَطْلُبُهُمْ ، وَأَغْلَقَ(٣) بَابَهُ ، وَأَخَذَ الْمَفَاتِيحَ يَطْلُبُ الْأَضْيَافَ ، وَإِنَّهُ رَجَعَ إِلى دَارِهِ ، فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ(٤) ، أَوْ شِبْهِ رَجُلٍ فِي الدَّارِ ، فَقَالَ(٥) : يَا عَبْدَ اللهِ ، بِإِذْنِ مَنْ دَخَلْتَ هذِهِ الدَّارَ؟ قَالَ : دَخَلْتُهَا بِإِذْنِ رَبِّهَا - يُرَدِّدُ ذلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ - فَعَرَفَ إِبْرَاهِيمُعليه‌السلام أَنَّهُ جَبْرَئِيلُ ، فَحَمِدَ اللهَ(٦) ، ثُمَّ قَالَ : أَرْسَلَنِي رَبُّكَ إِلى عَبْدٍ مِنْ عَبِيدِهِ يَتَّخِذُهُ خَلِيلاً ، قَالَ إِبْرَاهِيمُعليه‌السلام : فَأَعْلِمْنِي مَنْ هُوَ أَخْدُمْهُ(٧) حَتّى أَمُوتَ؟ قَالَ : فَأَنْتَ هُوَ ، قَالَ : وَمِمَّ(٨) ذلِكَ؟ قَالَ : لِأَنَّكَ لَمْ تَسْأَلْ أَحَداً شَيْئاً قَطُّ ، وَلَمْ تُسْأَلْ شَيْئاً(٩) قَطُّ ، فَقُلْتَ : لَا ».(١٠)

٦١٥٢/ ٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمنِ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « أَتى رَجُلٌ النَّبِيَّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَيُّ النَّاسِ‌

__________________

(١). فيالوسائل : « محمّد بن أحمد » بدل « أحمد بن محمّد ». وهو سهوٌ ؛ فإنّ المراد من عليّ بن محمّد بن عبدالله ، هو عليّ بن محمّد بن بُندار سبط أحمد بن محمّد بن خالد البرقي وعليّ بن محمّد هذا ، لم يثبت روايته عن محمّد بن أحمد المنصرف إلى محمّد بن أحمد بن يحيى في موضع.

(٢). في « بث ، بخ ، بر ، بف ، بك »والوافي : « وكان ».

(٣). في « بر ، بك » : « فأغلق ».

(٤). في « بر ، بف ، بك » : « رجل ».

(٥). في « بف » : + « له ».

(٦). في « بخ ، بر ، بس ، بف ، بك » وحاشية « بث »والوافي والبحار : « ربّه ».

(٧). في « بك » : « أخدمنّه ».

(٨). في « ظ ، ى ، بح ، بر ، بف ، بك » وحاشية « بح »والوافي والوسائل : « وبم ». وفي حاشية « بث » : « ولم ».

(٩). في « بر ، بك » : - « شيئاً ».

(١٠).الكافي ، كتاب الروضة ، ح ١٥٤٠٥ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام ، مع اختلافالوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٨١ ، ح ٩٩٣٣ ؛الوسائل ، ج ٩ ، ص ٤١٨ ، ح ١٢٣٧٥ ، ملخّصاً ؛البحار ، ج ١٢ ، ص ١٣ ، ح ٤٠.

٣٠٣

أَفْضَلُهُمْ إِيمَاناً؟

قَالَ(١) : أَبْسَطُهُمْ كَفّاً ».(٢)

٦١٥٣/ ٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ(٣) عَلِيِّ بْنِ يَحْيى ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ أَعْيَنَ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : يُؤْتى يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِرَجُلٍ ، فَيُقَالُ(٤) : احْتَجَّ ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ ، خَلَقْتَنِي وَهَدَيْتَنِي ، فَأَوْسَعْتَ(٥) عَلَيَّ(٦) ، فَلَمْ أَزَلْ أُوسِعُ عَلى خَلْقِكَ ، وَأُيَسِّرُ(٧) عَلَيْهِمْ لِكَيْ تَنْشُرَ(٨) عَلَيَّ(٩) هذَا الْيَوْمَ رَحْمَتَكَ(١٠) ، وَتُيَسِّرَهُ(١١) فَيَقُولُ الرَّبُّ - جَلَّ ثَنَاؤُهُ وَتَعَالى ذِكْرُهُ(١٢) - : صَدَقَ عَبْدِي ، أَدْخِلُوهُ(١٣) الْجَنَّةَ ».(١٤)

٦١٥٤/ ٩. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ(١٥) الْوَشَّاءِ ، قَالَ:

سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِعليه‌السلام يَقُولُ : « السَّخِيُّ قَرِيبٌ مِنَ اللهِ ، قَرِيبٌ مِنَ الْجَنَّةِ ، قَرِيبٌ‌

__________________

(١). في « بث ، بخ ، بر ، بف ، جن ، بك »والوافي : « فقال ».

(٢).الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٨٢ ، ح ٩٩٣٤ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٤٤ ، ح ٢٧٨٢١.

(٣). فيالوسائل : - « أبي الحسن ».

(٤). في « بك » وحاشية « بر » والبحار ، ج ٦٧ : + « له ».

(٥). في « بح ، بخ ، بر ، بف ، بك »والوافي : « وأوسعت ».

(٦). في « ى » : + « رزقي ».

(٧). في «بخ،بر،بف،بك»والوافي : « وأنشر ».

(٨). في « ظ » : « لكي ينشر ». وفي « بث » : « لكي تيسّر ».

(٩). فيالبحار ، ج ٦٧ : - « عليّ ».

(١٠). في « بخ ، بر ، بف ، بك » : - « رحمتك ».

(١١). في « بث ، بح ، بر ، بف ، بك » : - « وتيسّره ».

(١٢). في « بح ، بس » : - « ذكره ». وفي حاشية « بث » : « عزّ وجلّ » بدل « جلّ ثناؤه وتعالى ذكره ».

(١٣). في « ى » : « أدخله ».

(١٤).الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٨٢ ، ح ٩٩٣٥ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٤٥ ، ح ٢٧٨٢٢ ؛البحار ، ج ٧ ، ص ٢٨٨ ، ح ٦ ؛ وج ٦٧ ، ص ٢٠٣ ، ح ٦. (١٥). في « بخ ، بر ، بف » : - « الحسن بن عليّ ».

٣٠٤

مِنَ النَّاسِ ».

قَالَ(١) : وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : « السَّخَاءُ شَجَرَةٌ فِي الْجَنَّةِ ، مَنْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا ، دَخَلَ الْجَنَّةَ ».(٢)

٦١٥٥/ ١٠. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ(٣) يَاسِرٍ الْخَادِمِ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَاعليه‌السلام ، قَالَ : « السَّخِيُّ يَأْكُلُ(٤) طَعَامَ النَّاسِ لِيَأْكُلُوا(٥) مِنْ(٦) طَعَامِهِ ، وَالْبَخِيلُ لَايَأْكُلُ مِنْ(٧) طَعَامِ النَّاسِ لِئَلاَّ يَأْكُلُوا مِنْ طَعَامِهِ ».(٨)

٦١٥٦/ ١١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ رَفَعَهُ ، قَالَ :

قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام لِابْنِهِ الْحَسَنِعليه‌السلام : « يَا بُنَيَّ ، مَا السَّمَاحَةُ(٩) ؟ قَالَ : الْبَذْلُ فِي الْيُسْرِ وَالْعُسْرِ(١٠) ».(١١)

__________________

(١). هكذا في « بث ، بح ، بخ ، بر ، بس ، بف ، بك ، جن »والوافي والوسائل . وفي سائر النسخ والمطبوع : - « قال ».

(٢).عيون الأخبار ، ج ٢ ، ص ١٢ ، ح ٢٧ ، بسنده عن الحسين بن محمّد بن عامر ، عن معلّى بن محمّد البصري. وفيالجعفريّات ، ص ١٥١ ؛وقرب الإسناد ، ص ١١٧ ، ح ٤٠٩ ؛والأمالي للطوسي ، ص ٤٧٤ ، المجلس ١٧ ، ح ٥ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، مع زيادة في آخره.معاني الأخبار ، ص ٢٥٦ ، ح ٤ ، بسند آخر عن أبي عبداللهعليه‌السلام عن رسول الله. وفيفقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٦٢ ؛والاختصاص ، ص ٢٥٢ ، مرسلاً عن العالمعليه‌السلام ، مع زيادة في آخره ، وفي الخمسة الأخيرة من قوله : « السخاء شجرة في الجنّة » وفي كلّ المصادر مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٨٣ ، ح ٩٩٣٦ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٤٥ ، ح ٢٧٨٢٣.

(٣). فيالوسائل ، ح ٣٠٥١٦ : « وعن ». وهو سهو واضح.

(٤). فيالوسائل والعيون : + « من ».

(٥).فيالوسائل ،ح٢٧٨٢٨:«ليأكل الناس»بدل«ليأكلوا».

(٦). في « بخ ، بر ، بك »والوافي : - « من ».

(٧). في « بر ، بك » : - « من ».

(٨).المحاسن ، ص ٤٩٩ ، كتاب المآكل ، ح ٣٥٣ ، عن ياسر الخادم ، إلى قوله : « ليأكلوا من طعامه ».عيون الأخبار ، ص ١٢ ، ح ٢٦ ، بسنده عن عليّ بن إبراهيم.تحف العقول ، ص ٤٤٦الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٨٣ ، ح ٩٩٣٧ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٤٦ ، ح ٢٧٨٢٨ ؛ وج ٢٤ ، ص ٢٦٩ ، ح ٣٠٥١٦.

(٩). « السماحة » في اللغة : الجود والعطاء عن كرم وسخاء. راجع :الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٧٦ ؛النهاية ، ج ٢ ، ص ٣٩٨ ( سمح ).

(١٠). في « بث ، بح ، بخ ، بر ، بف ، بك »والوسائل والمعاني : « في العسر واليسر ».

(١١).معاني الأخبار ، ص ٢٥٦ ، ح ١ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن خالد ، وفيه : « أحمد بن محمّد بن خالد =

٣٠٥

٦١٥٧/ ١٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام لِبَعْضِ جُلَسَائِهِ : « أَلَا أُخْبِرُكَ(١) بِشَيْ‌ءٍ يُقَرِّبُ مِنَ اللهِ ، وَيُقَرِّبُ مِنَ الْجَنَّةَ ، وَيُبَاعِدُ مِنَ النَّارِ؟ ».

فَقَالَ بَلى.

فَقَالَ : « عَلَيْكَ بِالسَّخَاءِ ؛ فَإِنَّ اللهَ خَلَقَ خَلْقاً بِرَحْمَتِهِ لِرَحْمَتِهِ ، فَجَعَلَهُمْ لِلْمَعْرُوفِ أَهْلاً ، وَلِلْخَيْرِ مَوْضِعاً ، وَلِلنَّاسِ وَجْهاً ، يُسْعى(٢) إِلَيْهِمْ(٣) لِكَيْ يُحْيُوهُمْ كَمَا يُحْيِي الْمَطَرُ الْأَرْضَ الْمُجْدِبَةَ(٤) ، أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ الْآمِنُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ».(٥)

٦١٥٨/ ١٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ(٦) رَفَعَهُ ، قَالَ :

أَوْحَى اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ(٧) - إِلى مُوسَىعليه‌السلام : أَنْ لَاتَقْتُلِ(٨) السَّامِرِيَّ ؛ فَإِنَّهُ سَخِيٌّ.(٩)

٦١٥٩/ ١٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَدَائِنِيِّ :

__________________

= قال : حدّثنا بعض أصحابنا بلغ به سعد بن طريف ، عن الأصبغ بن نباتة ، عن الحارث الأعور قال : قال أمير المؤمنين للحسن ابنهعليهما‌السلام »الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٨٣ ، ح ٩٩٣٨ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٤٥ ، ح ٢٧٨٢٤.

(١). في « بح » : « اُخبركم ».

(٢). في « بس » : « وُجَهاء ، تسعى ».

(٣). في « بر ، بك » : - « إليهم ».

(٤). « المجدبة » : هي الأرض التي تمسك الماء فلا تشربه سريعاً. وقيل : هي الأرض التي ليس بها قليل ولا كثير ولا مرتع ولا كلأ. وقيل : هي الأرض التي لا نبات بها ، مأخوذ من الجَدْب ، وهو القحط. راجع :النهاية ، ج ١ ، ص ٢٤٢ ؛لسان العرب ، ج ١ ، ص ٢٥٧ ( جدب ).

(٥).قرب الإسناد ، ص ٧٢ ، ح ٢٣٤ ، عن هارون بن مسلمالوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٨٣ ، ح ٩٩٣٩ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٤٦ ، ح ٢٧٨٢٧. (٦). فيالوسائل : + « عن أبيه ».

(٧). في « بك » : - « الله عزّ وجلّ ».

(٨). في « ى ، بر ، بف ، بك » : « أن لا يقتل ».

(٩).الفقيه ، ج ٢ ، ص ٦١ ، ح ١٧٠٩ ، مرسلاً من دون الإسناد إلى المعصومعليه‌السلام الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٨٣ ، ح ٩٩٤٠ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٤٦ ، ح ٢٧٨٢٦ ؛البحار ، ج ١٣ ، ص ٢٣٠ ، ح ٤٠.

٣٠٦

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ(١) عليه‌السلام ، قَالَ : « شَابٌّ سَخِيٌّ مُرَهَّقٌ(٢) فِي الذُّنُوبِ(٣) أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ شَيْخٍ عَابِدٍ بَخِيلٍ ».(٤)

٦١٦٠/ ١٥. سَهْلُ بْنُ زِيَادٍ(٥) ، عَمَّنْ(٦) حَدَّثَهُ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « خِيَارُكُمْ سُمَحَاؤُكُمْ ، وَشِرَارُكُمْ بُخَلَاؤُكُمْ ، وَمِنْ خَالِصِ الْإِيمَانِ(٧) الْبِرُّ بِالإِخْوَانِ ، وَالسَّعْيُ فِي حَوَائِجِهِمْ ؛ وَإِنَّ الْبَارَّ بِالإِخْوَانِ لَيُحِبُّهُ الرَّحْمنُ ، وَفِي ذلِكَ مَرْغَمَةٌ(٨) ‌.........................................................

__________________

(١). في « بث ، بر ، بخ ، بف »والوافي : « أبي جعفر ».

(٢). « مُرَهَّقٌ » أي ذورَهَق ، وهو غشيان وإتيان للمحارم من شرب الخمر ونحوه. والإفراط فيها. والمرهَّق أيضاً : المتّهم بالسوء والسفه ؛ يقال : رجل مُرَهَّق ، إذا كان يُظَنّ به السوء. راجع :الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٤٨٧ ؛النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٨٤ ( رهق ). (٣). في « جن » : « بالذنوب ».

(٤).الفقيه ، ج ٢ ، ص ٦١ ، ح ١٧٠٧ ، مرسلاً من دون التصريح باسم المعصومعليه‌السلام الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٨٤ ، ح ٩٩٤١ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٤٦ ، ح ٢٧٨٢٥.

(٥). السند معلّق على سابقه. ويروي عن سهل بن زياد ، عدّة من أصحابنا.

(٦). ورد الخبر - باختلاف يسير - فيالأمالي للمفيد ، ص ٢٩١ ، المجلس ٤٣ ، ح ٩ ، بسنده ، وكذا فيالأمالي للطوسي ، ص ٦٨ ، المجلس ٣ ، ح ٧ بنفس سند المفيد عن أبي سعيد الآدمي - وهو سهل بن زياد - قال : حدّثني عمر بن عبد العزيز المعروف بزُحَل عن جميل بن درّاج. وقد روى عمر بن عبد العزيز عن جميل [ بن درّاج ] في أسناد الكتب الأربعة وغيرها ، منها ما ورد فيرجال الكشّي ، ص ١٤ ، الرقم ١١٣ من رواية أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن زحل عمر بن عبد العزيز ، عن جميل بن درّاج. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ١٣ ، ص ٣٧٦ - ٣٧٧. هذا ، وقد ورد الخبر فيالخصال ، ص ٩٦ ، ح ٤٢ ، بسنده عن سهل بن زياد الآدمي ، قال : حدّثني رجل وعمر بن عبد العزيز عن جميل بن درّاج. لكن في بعض مخطوطاتالخصال : « زحل عمر بن عبد العزيز » وهو الظاهر.

إذا تبيّن هذا ، فنقول : قال الاُستاد السيّد محمّد الجواد الشبيري - دام توفيقه - في تعليقته على السند حول تعبير « عمّن حدّثه » : « لعلّ في أصل مصدر المصنّف كان « زحل » ثمّ صحّف بـ « رجل » فعبّر المصنّف بدله بقوله : « عمّن حدّثه » ويمكن أن يكون في منبعالكافي ‌نظير ما في مطبوعةالخصال ، فعبّر المصنّف بدله بقوله : « عمّن حدّثه والله أعلم ».

(٧). في الخصال والأمالي للمفيد والأمالي للطوسي : « صالح الأعمال » بدل « خالص الإيمان ».

(٨). « المرغمة » ، بفتح الميم مصدر ، أو بكسرها اسم آلة من الرَّغام وهو التراب ؛ يقال : رَغِمَ ورَغَمَ أنفُه ، أي =

٣٠٧

لِلشَّيْطَانِ(١) ، وَتَزَحْزُحٌ(٢) عَنِ(٣) النِّيرَانِ ، وَدُخُولُ الْجِنَانِ. يَا جَمِيلُ ، أَخْبِرْ بِهذَا غُرَرَ(٤) أَصْحَابِكَ ».

قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، مَنْ غُرَرُ(٥) أَصْحَابِي(٦) ؟

قَالَ : « هُمُ الْبَارُّونَ بِالإِخْوَانِ فِي الْعُسْرِ وَالْيُسْرِ ».

ثُمَّ قَالَ : « يَا جَمِيلُ ، أَمَا إِنَّ صَاحِبَ الْكَثِيرِ يَهُونُ عَلَيْهِ ذلِكَ(٧) ، وَقَدْ مَدَحَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - فِي ذلِكَ صَاحِبَ الْقَلِيلِ ، فَقَالَ فِي كِتَابِهِ :( وَيُؤْثِرُونَ (٨) عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) (٩) ».(١٠)

__________________

= لصق بالرغام ، وأرغم الله أنفَه ، أي ألصقه بالرغام. هذا هو الأصل ، ثمّ استعمل في الذلّ والعجز عن الانتصاف ، والانقياد على كره. راجع :النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٣٨ ؛لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٢٤٥ - ٢٤٦ ( رغم ).

(١). في « ى » : « الشيطان ». وفي حاشية « بح »والفقيه : « لشيطان ».

(٢). التزحزح : التباعد والتنحّي ؛ يقال : زحزحه عن كذا ، أي باعدته عنه ونحّيته ، فتزحزح ، أي تباعد وتنحّى. راجع :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٣٧١ ؛النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٩٧ ( زحح ).

(٣). في « بخ ، بر ، بف ، بك » : « من ».

(٤). « الغُرَر » : جمع الأغرّ ، وهو الشريف وكريم الأفعال واضحُها. راجع :لسان العرب ، ج ٥ ، ص ١٤ ؛القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٦٢٧ ( غرر ).

(٥). فيالوافي : « في بعض النسخ : العزاز - في الموضعين - بالعين المهملة والمعجمتين : جمع العزيز ».

(٦). في « بر ، بك » : « أصحابك ».

(٧). في « بر ، بف ، بك » : « ذلك عليه ».

(٨). هكذا في المصحف وجميع النسخ التي قوبلت والوافي والفقيه والخصال والأمالي للمفيد والأمالي‌للطوسي ، ص ٦٨. وفي المطبوع :( يُؤْثِرُونَ ) بدون الواو.

(٩). الحشر (٥٩) : ٩.

(١٠).الخصال ، ص ٩٦ ، باب الثلاثة ، ح ٤٢ ، بسنده عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن سهل بن زياد الآدمي ، عن رجل وعمر بن عبدالعزيز ، عن جميل بن درّاج. وفيالأمالي للمفيد ، ص ٢٩١ ، المجلس ٣٤ ، ح ٩ ؛والأمالي للطوسي ، ص ٦٨ ، المجلس ٣ ، ح ٧ ، بسندهما عن أبي سعيد الآدمي ، عن عمر بن عبدالعزيز المعروف بزحل ، عن جميل بن درّاج.وفيه ، ص ٦٣٣ ، المجلس ٣١ ، ح ٨ ، بسنده عن جميل بن درّاج ، إلى قوله : « إنّ البارّ بالإخوان ليحبّه الرحمن ».الفقيه ، ج ٢ ، ص ٦١ ، ح ١٧٠٧ ، مرسلاًالوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٨٤ ، ح ٩٩٤٢ ؛الوسائل ، ج ٩ ، ص ٤٢٩ ، ذيل ح ١٢٤٠٨ ؛ وص ٤٧٥ ، ذيل ح ١٢٥٣٠.

٣٠٨

٨٢ - بَابُ الْإِنْفَاقِ‌

٦١٦١/ ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى وَأَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ(١) خَالِدٍ جَمِيعاً ، عَنِ الْحَسَنِ(٢) بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مِهْزَمٍ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ جَابِرٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ الشَّمْسَ لَتَطْلُعُ(٣) وَمَعَهَا أَرْبَعَةُ أَمْلَاكٍ : مَلَكٌ يُنَادِي : يَا صَاحِبَ الْخَيْرِ ، أَتِمَّ وَأَبْشِرْ ؛ وَمَلَكٌ يُنَادِي : يَا صَاحِبَ الشَّرِّ ، انْزِعْ وَأَقْصِرْ ؛ وَمَلَكٌ يُنَادِي : أَعْطِ مُنْفِقاً خَلَفاً ، وَآتِ مُمْسِكاً تَلَفاً(٤) ؛ وَمَلَكٌ يَنْضَحُهَا(٥) بِالْمَاءِ(٦) ؛ وَلَوْ لَاذلِكَ ، اشْتَعَلَتِ(٧) الْأَرْضُ(٨) ».(٩)

__________________

(١). في « بر » : - « محمّد بن ».

(٢). في « بر ، بف » : - « الحسن ».

(٣). فيالبحار : « تطلع ».

(٤). فيالوافي : « قيل : معنى قوله : آت ممسكاً تلفاً ، ارزقه الإنفاق حتّى ينفق ، فإن لم يقدّر في سابق علمك أن ينفقه‌باختياره فأتلف ماله حتّى نأجره فيه أجر المصاب ، فيصيب خيراً ؛ فإنّ الملك لا يدعو بالشرّ لا سيّما في حقّ المؤمن.

أقول : إنّ دعاء الملائكة باللعن في القرآن والحديث وارد غير مرّة ، والدعاء بالشرّ على أهل الشرّ ليس بشرّ ، بل هو خير مع أنّ تنكير لفظتي المنفق والممسك يشعر بإرادة الخصوص دون العموم ، فيحمل المنفق على من أنفق ابتغاء مرضاة الله ، والممسك على من بخل بما افترض الله ، والبخل بما افترض الله موجب للتلف ، كما مرّ في الباب الأوّل من هذا الكتاب إلّا أنّ هذا لا ينافي ما قاله ذلك القائل ».

وفي هامشه عن صاحبه : « توجيه كلام هذا القائل أنّ الملك لا يدعو للمؤمن إلّابالخير ، بل هو لا يريد الشرّ لأحد ؛ لكونه مجبولاً على الخير ، ودعاؤه بتلف المال المستلزم للخير إنّما يكون بعد يأسه منه أن يختار الإنفاق الذي هو خير خالص. ولمّا كان إنفاقه غائباً عن علمه وإنّما هو في علم الله وهو بعدُ مجوّز له فدعاؤه بالتلف في الحقيقة مشروط بامتناع إنفاقه وعدم تأتّيه منه ».

(٥). في « بخ ، بر ، بك » : « ينضح ». وفيالوافي : « ينضح الأرض ».

(٦). في « بر ، بك » : « الماء ».

(٧). في « بخ » : « لاشتعلت ». وفي « بر ، بك » : « اشتغلت » بالغين المعجمة.

(٨). فيالوافي : « لعلّ الأرض إشارة إلى أرض قلوب بني آدم ، والماء إشارة إلى ماء الرحمة التي تنزل على قلوبهم من سماء فضل الله ، وبه يرحمون أنفسهم ويرحم بعضهم بعضاً. والاشتعال إشارة إلى نار الظلم التي تقع في =

٣٠٩

٦١٦٢/ ٢. أَحْمَدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ(١) ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( كَذلِكَ يُرِيهِمُ اللهُ أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ ) (٢) قَالَ : « هُوَ الرَّجُلُ يَدَعُ مَالَهُ لَايُنْفِقُهُ(٣) فِي طَاعَةِ اللهِ بُخْلاً ، ثُمَّ يَمُوتُ ، فَيَدَعُهُ لِمَنْ يَعْمَلُ فِيهِ بِطَاعَةِ اللهِ أَوْ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ ، فَإِنْ(٤) عَمِلَ بِهِ(٥) فِي طَاعَةِ(٦) اللهِ ، رَآهُ(٧) فِي مِيزَانِ غَيْرِهِ ، فَرَآهُ(٨) حَسْرَةً وَقَدْ كَانَ الْمَالُ لَهُ ، وَإِنْ(٩) كَانَ عَمِلَ بِهِ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ ، قَوَّاهُ بِذلِكَ الْمَالِ حَتّى عَمِلَ بِهِ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ».(١٠)

٦١٦٣/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى(١١) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ مُوسَى بْنِ رَاشِدٍ ، عَنْ سَمَاعَةَ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ(١٢) عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : مَنْ أَيْقَنَ بِالْخَلَفِ ،

__________________

= قلوبهم وبها يظلمون أنفسهم ويظلم بعضهم بعضاً وإلى نائرة الهموم والأحزان وحرقة تزاحم الآمال والحرمان ؛ إذ لولا ما نزل على القلوب من ماء الرحمة والحنان وديمة الغفلة والنسيان وبردّ الإطفاء والاطمئنان ، لاشتعلت بهذه المصائب واحترقت بتلك النوائب ، ولله‌الحمد ».

(٩).الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٨٥ ، ح ٩٩٤٣ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٤٧ ، ح ٢٧٨٢٩ ؛البحار ، ج ٥٨ ، ص ١٤٣ ، ح ٢.

(١). السند معلّق على سابقه. ويروي عن أحمد بن أبي عبد الله ، عدّة من أصحابنا.

(٢). البقرة (٢) : ١٦٧.

(٣). في « ظ ، بث ، بح ، بس »والوسائل : « ولا ينفقه ».

(٤). فيالوسائل : + « هو ».

(٥). في « بث ، بح »والوسائل والفقيه : « فيه ».

(٦). في « بث »والوسائل والفقيه : « بطاعة ».

(٧). في « بر ، بك » : « فرآه ».

(٨). في تفسير العيّاشي : « فزاده ».

(٩). في « بح ، بس »والوسائل : « فإن ».

(١٠).الأمالي للمفيد ، ص ٢٠٥ ، المجلس ٢٣ ، ح ٣٥ ، بسند آخر ، إلى قوله : « رآه في ميزان غيره » مع اختلاف يسير.تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٧٢ ، ح ١٤٤ ، عن عثمان بن عيسى ، عمّن حدّثه ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام .الفقيه ، ج ٢ ، ص ٦٢ ، ح ١٧١٣ ، مرسلاًالوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٩٠ ، ح ٩٩٥٤ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٤٧ ، ح ٢٧٨٣٠.

(١١). في « بر » : - « بن عيسى ».

(١٢). في « بف » : + « موسى ».

٣١٠

سَخَتْ(١) نَفْسُهُ بِالنَّفَقَةِ(٢) ».(٣)

٦١٦٤/ ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ بَعْضِ مَنْ حَدَّثَهُ(٤) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ - صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ(٥) - فِي كَلَامٍ لَهُ : وَمَنْ يَبْسُطْ(٦) يَدَهُ بِالْمَعْرُوفِ إِذَا وَجَدَهُ ، يُخْلِفِ اللهُ(٧) لَهُ(٨) مَا أَنْفَقَ فِي دُنْيَاهُ ، وَيُضَاعِفْ لَهُ فِي آخِرَتِهِ ».(٩)

٦١٦٥/ ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ؛

وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَصْرٍ ، قَالَ:

قَرَأْتُ فِي(١٠) كِتَابِ أَبِي الْحَسَنِ(١١) عليه‌السلام إِلى أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام : « يَا أَبَا جَعْفَرٍ(١٢) ، بَلَغَنِي أَنَّ‌

__________________

(١). في « بر ، بف ، بك » : « سمحت ». وفي حاشية « بر » : « طابت ».

(٢). في « بخ ، بر ، بف ، بك » وحاشية « بث »والوافي : « بالعطيّة ».

(٣).الكافي ، كتاب الزكاة ، باب فضل الصدقة ، ح ٦٠٠٣ ، بسند آخر ، وتمام الرواية فيه : « من صدّق بالخلف جاد بالعطيّة ».الخصال ، ص ٦١٩ ، أبواب الثمانين ومافوقه ، ضمن الحديث الطويل ١٠ ، بسند آخر عن أبي عبدالله ، عن آبائه ، عن أميرالمؤمنينعليهم‌السلام .الفقيه ، ج ٢ ، ص ٦٢ ، ح ١٧١٢ ، مرسلاً عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛الاختصاص ، ص ٣٠ ، مرسلاً عن أبي جعفرعليه‌السلام .تحف العقول ، ص ١٠٩ ، عن عليّعليه‌السلام ، وفي كلّ المصادر مع اختلاف يسير. وراجع :الكافي ، كتاب الزكاة ، باب فضل الصدقة ، ح ٦٠٠٣ ومصادرهالوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٨٦ ، ح ٩٩٤٤ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٤٧ ، ح ٢٧٨٣١.

(٤). في الكافي ، ح ١٩٩٢ : « يحيى » بدل « بعض من حدّثه ».

(٥). في « بح » : « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

(٦). في الكافي ، ح ١٩٩٢ : « بسط ».

(٧). في « بر ، بك » : - « الله ».

(٨). فيالوسائل : « عليه ».

(٩).الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب صلة الرحم ، ضمن ح ١٩٩٢. وفيالزهد ، ص ١٠٣ ، ضمن ح ١٠١ ، بسند آخر عن أميرالمؤمنينعليه‌السلام ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٨٨ ، ح ٩٩٤٧ ؛الوسائل ، ج ٢١،ص٥٤٨،ح٢٧٨٣٢؛البحار ،ج ٧١،ص ١٢١،ح ٨٦. (١٠). في « بخ » والعيون : - « في ».

(١١). هكذا في « ظ ، ى ، بث ، بح ، بخ ، بر ، بف ، بك »والوسائل . وفي « بس ، جن » والمطبوع : + « الرضا ».

(١٢). في « بث ، بك »والوافي : - « يا أبا جعفر ».

٣١١

الْمَوَالِيَ إِذَا رَكِبْتَ ، أَخْرَجُوكَ مِنَ الْبَابِ الصَّغِيرِ ، فَإِنَّمَا(١) ذلِكَ مِنْ بُخْلٍ مِنْهُمْ(٢) لِئَلَّا يَنَالَ مِنْكَ أَحَدٌ(٣) خَيْراً ، وَأَسْأَلُكَ بِحَقِّي عَلَيْكَ لَايَكُنْ(٤) مَدْخَلُكَ وَمَخْرَجُكَ(٥) إِلَّا مِنَ الْبَابِ الْكَبِيرِ ، فَإِذَا(٦) رَكِبْتَ ، فَلْيَكُنْ مَعَكَ ذَهَبٌ وَفِضَّةٌ ، ثُمَّ لَايَسْأَلُكَ أَحَدٌ شَيْئاً إِلَّا أَعْطَيْتَهُ ، وَمَنْ سَأَلَكَ مِنْ عُمُومَتِكَ أَنْ تَبَرَّهُ ، فَلَا تُعْطِهِ أَقَلَّ مِنْ خَمْسِينَ دِينَاراً وَالْكَثِيرُ إِلَيْكَ ، وَمَنْ سَأَلَكَ مِنْ عَمَّاتِكَ ، فَلَا تُعْطِهَا أَقَلَّ مِنْ خَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ دِينَاراً وَالْكَثِيرُ إِلَيْكَ ؛ إِنِّي(٧) إِنَّمَا أُرِيدُ بِذلِكَ أَنْ يَرْفَعَكَ(٨) اللهُ ، فَأَنْفِقْ وَلَاتَخْشَ مِنْ ذِي الْعَرْشِ إِقْتَاراً(٩) ».(١٠)

٦١٦٦/ ٦. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ(١١) ، عَنْ جَهْمِ بْنِ الْحَكَمِ الْمَدَائِنِيِّ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ الْأَيْدِي ثَلَاثَةٌ : سَائِلَةٌ ، وَمُنْفِقَةٌ ، وَمُمْسِكَةٌ ؛ وَخَيْرُ(١٢) الْأَيْدِي الْمُنْفِقَةُ(١٣) ».(١٤)

__________________

(١). في « ظ ، ى ، بس » وحاشية « بح »والوافي والوسائل : « وإنّما ».

(٢). في « بث ، بح ، بس » وحاشية « ظ »والوسائل والعيون : « بهم ».

(٣). في « بخ ، بر ، بف ، بك » : « أحد منك ».

(٤). في « بر ، بك » : « لا تكن ».

(٥). في « ى » : « ولا مخرجك ».

(٦). في « بح ، بخ ، بر ، بف ، بك »والوافي والعيون : « وإذا ».

(٧). في « ى » : « وإنّي ». وفي « بح » : - « إنّي ».

(٨). في « بر ، بك »والوافي : « ليرفعك ».

(٩). الإقتار : التضييق على الإنسان في الرزق ، يقال : أقتر الله رزقه ، أي ضيّقه وقلّله ، وكذا القَتْر والتقتير. راجع :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧٨٦ ؛النهاية ، ج ٤ ، ص ١٢ ( قتر ).

(١٠).عيون الأخبار ، ج ٢ ، ص ٨ ، ح ٢٠ ، بسنده عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنظيالوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٨٩ ، ح ٩٩٥١ ؛الوسائل ، ج ٩ ، ص ٤٦٣ ، ح ١٢٥٠٤.

(١١). السند معلّق على سابقه. ويروي عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عدّة من أصحابنا.

(١٢). في « بح ، بخ ، بر ، بف ، بك »والوسائل : « فخير ».

(١٣). في « ظ ، ى ، بث ، بح ، بخ ، بر ، بف ، بك »والوافي والوسائل : « منفقة ».

(١٤).تحف العقول ، ص ٤٥ ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٨٩ ، ح ٩٩٥٣ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٤٨ ، =

٣١٢

٦١٦٧/ ٧. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ(١) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ سَعْدَانَ ، عَنِ الْحُسَيْنِ(٢) بْنِ أَيْمَنَ(٣) :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : قَالَ(٤) : « يَا حُسَيْنُ ، أَنْفِقْ ، وَأَيْقِنْ بِالْخَلَفِ مِنَ اللهِ ، فَإِنَّهُ لَمْ يَبْخَلْ عَبْدٌ وَلَا أَمَةٌ بِنَفَقَةٍ(٥) فِيمَا يُرْضِي اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ(٦) - إِلَّا أَنْفَقَ أَضْعَافَهَا(٧) فِيمَا يُسْخِطُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ ».(٨)

٦١٦٨/ ٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عُمَرَ(٩) بْنِ أُذَيْنَةَ :

رَفَعَهُ إِلى(١٠) أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، أَوْ أَبِي جَعْفَرٍ(١١) عليه‌السلام ، قَالَ : « يُنْزِلُ(١٢) اللهُ(١٣) الْمَعُونَةَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْعَبْدِ بِقَدْرِ الْمَؤُونَةِ ، فَمَنْ(١٤) أَيْقَنَ بِالْخَلَفِ ، سَخَتْ(١٥) نَفْسُهُ بِالنَّفَقَةِ ».(١٦)

__________________

= ح ٢٧٨٣٣.

(١). في « بر »والوسائل : - « بن محمّد ». ثمّ إنّ السند معلّق كسابقه ؛ فقد روى محمّد بن خالد عن سعدان [ بن مسلم ] في بعض الأسناد. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ١٦ ، ص ٣٥٧ - ٣٥٨.

(٢). في « بح ، بخ ، بر ، بف »والوسائل : « حسين ».

(٣). في « بح » وحاشية « ظ ، جن »والوسائل : « أبتر ». وفي « بخ » : « أبان ». وفي « بف » : « أمير ». وفي « جر » : « أعين » ، والمذكور في بعض نسخرجال الطوسي ، ذيل أصحاب أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسينعليه‌السلام هو الحسين بن أيمن. (٤). في « بر ، بف ، بك »والوسائل : - « قال ».

(٥). فيالوافي : « بنفقته ».

(٦). في « بر ، بك » : - « فيما يرضي الله عزّ وجلّ».

(٧). في « بر ، بك » : « أضعافاً ».

(٨).الاختصاص ، ص ٢٤٢ ، ذيل الحديث ، مرسلاً عن إسماعيل بن جابر ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ؛تحف العقول ، ص ٢٩٣ ، ذيل الحديث ، وفيهما من قوله : « لم يبخل عبد » مع اختلاف يسير. وراجع :الفقيه ، ج ٤ ، ص ٤١٢ ، ح ٥٨٩٩الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٨٨ ، ح ٩٩٤٨ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٤٨ ، ح ٢٧٨٣٤.

(٩). في « بر » : - « عمر ».

(١٠). في « بر » : « عن » بدل « رفعه إلى ».

(١١). في « بس » : « وأبي جعفر ».

(١٢). في « بخ ، بر ، بك » : « تنزل ».

(١٣). في « ى ، بخ ، بر ، بك » : - « الله ».

(١٤). في « بح ، بخ ، بف »والوسائل : « ومن ».

(١٥). في « بر ، بف ، بك »والوافي : « سمحت ».

(١٦).قرب الإسناد ، ص ١١٦ ، ح ٤٠٧ ، بسند آخر عن جعفرعليه‌السلام عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله . وفيالفقيه ، ج ٤ ، ص ٤١٨ ، ح ٥٩١١ ؛والأمالي للصدوق ، ص ٥٥١ ، المجلس ٨٢ ، ضمن ح ٣ ؛ والتوحيد ، ص ٤٠١ ، ضمن ح ٦ ؛والأمالي للطوسي ، ص ٣٠٠ ، المجلس ١١ ، ضمن ح ٤١ ، بسند آخر عن الصادقعليه‌السلام .الفقيه ، ج ٢ ، ص ٢٩٤ ، ضمن ح ٢٤٩٨ ، =

٣١٣

٦١٦٩/ ٩. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى(١) :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَاعليه‌السلام ، قَالَ : دَخَلَ عَلَيْهِ مَوْلًى لَهُ ، فَقَالَ لَهُ : « هَلْ أَنْفَقْتَ الْيَوْمَ شَيْئاً؟».

فَقَالَ(٢) : لَاوَ اللهِ.

فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِعليه‌السلام : « فَمِنْ أَيْنَ يُخْلِفُ اللهُ عَلَيْنَا؟ أَنْفِقْ وَلَوْ دِرْهَماً وَاحِداً ».(٣)

٦١٧٠/ ١٠. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ يَضْمَنُ(٤) أَرْبَعَةً بِأَرْبَعَةِ أَبْيَاتٍ فِي الْجَنَّةِ؟ أَنْفِقْ وَلَا تَخَفْ فَقْراً ، وَأَنْصِفِ النَّاسَ مِنْ نَفْسِكَ ، وَأَفْشِ السَّلَامَ فِي الْعَالَمِ ، وَاتْرُكِ الْمِرَاءَ(٥) وَإِنْ كُنْتَ مُحِقّاً ».(٦)

__________________

= مرسلاً عن الصادقعليه‌السلام .الفقيه ، ج ٣ ، ص ١٦٦ ، ح ٣٦١٣ ، مرسلاً عن أبي جعفرعليه‌السلام .تحف العقول ، ص ٤٠٣ ، عن موسى‌بن جعفرعليهما‌السلام .الاختصاص ، ص ٣٠ ؛ مرسلاً من دون التصريح باسم المعصومعليه‌السلام .خصائص الأئمّة عليهم‌السلام ، ص ١٠٤ ، عن أميرالمؤمنينعليه‌السلام ؛نهج البلاغة ، ص ٤٩٤ ، الحكمة ١٣٩ ، وفي كلّ المصادر إلى قوله : « بقدر المؤونة » مع اختلاف يسير. وراجع :الكافي ، كتاب الزكاة ، باب الإنفاق ، ح ٦١٦٣ ومصادرهالوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٨٧ ، ح ٩٩٤٥ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٤٨ ، ح ٢٧٨٣٥.

(١). في « بر »والوسائل : - « بن يحيى ».

(٢). هكذا في جميع النسخ التي قوبلتوالوافي والوسائل ، ح ١٢٥٠٥. وفي المطبوع : « قال ».

(٣).الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٨٨ ، ح ٩٩٥٠ ؛الوسائل ، ج ٩ ، ص ٤٦٤ ، ح ١٢٥٠٥ ؛ وج ٢١ ، ص ٥٤٩ ، ح ٢٧٨٣٦.

(٤). فيالوسائل والبحار والكافي ح ١٩٤٨ والفقيه والمحاسن والزهد والخصال : + « لي ».

(٥). « المِراء » : الجدال ، إلّا أنّ المراء لا يكون إلّا اعتراضاً ، بخلاف الجدال ؛ فإنّه يكون ابتداءاً واعتراضاً. والتماري والمماراة : المجادلة على مذهب الشكّ والريبة. وقيل : المراء : المماراة والجدل. راجع :النهاية ، ج ٤ ، ص ٣٢٢ ؛لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ٢٧٨ ؛المصباح المنير ، ص ٥٧٠ ( مرا ).

(٦).الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الإنصاف والعدل ، ح ١٩٤٨ ، بنفس السند ، مع اختلاف يسير. وفيالمحاسن ، ص ٨ ، كتاب الأشكال والقرائن ، ح ٢٢ ؛والزهد ، ص ٦٤ ، ح ٣ ،عن محمّد بن سنان.الخصال ،=

٣١٤

٨٣ - بَابُ الْبُخْلِ وَالشُّحِّ‌

٦١٧١/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ :

عَنْ جَعْفَرٍ ، عَنْ آبَائِهِعليهم‌السلام : « أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ - صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ - سَمِعَ رَجُلاً يَقُولُ : إِنَّ الشَّحِيحَ(١) أَغْدَرُ(٢) مِنَ الظَّالِمِ ، فَقَالَ لَهُ : كَذَبْتَ ؛ إِنَّ الظَّالِمَ قَدْ يَتُوبُ وَيَسْتَغْفِرُ وَيَرُدُّ الظُّلَامَةَ(٣) عَلى أَهْلِهَا ، وَالشَّحِيحُ إِذَا شَحَّ ، مَنَعَ الزَّكَاةَ وَالصَّدَقَةَ وَصِلَةَ الرَّحِمِ وَقِرَى(٤) الضَّيْفِ وَالنَّفَقَةَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَأَبْوَابَ الْبِرِّ ، وَحَرَامٌ عَلَى الْجَنَّةِ أَنْ يَدْخُلَهَا شَحِيحٌ ».(٥)

٦١٧٢/ ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ‌

__________________

= ص ٢٢٣ ، باب الأربعة ، ح ٥٢ ، بسنده عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن محمّد بن أحمد ، عن محمّد بن سنان ، مع اختلاف يسير.الفقيه ، ج ٢ ، ص ٦٢ ، ح ١٧١١ ، مرسلاًالوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٨٩ ، ح ٩٩٥٢ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٨٤ ، ح ٢٠٥٢٩ ؛ وج ٢١ ، ص ٥٤٩ ، ح ٢٧٨٣٧ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٣٠ ، ح ٢٣.

(١). « الشحيح » : البخيل ، من الشُّحِّ ، وهو البخل مع الحرص. وقيل : هو أشدّ البخل. وقيل : البخل في أفراد الاُمور و آحادها ، والشحّ عامّ. وقيل : البخل بالمال ، والشحّ بالمال والمعروف. راجع :الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٧٨ ؛النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٤٨ ( شحح ).

(٢). في الوافي والوسائل والفقيه وقرب الإسناد : « أعذر ». و « أغدر » ، من الغَدْر ، وهو ترك الوفاء ، وقيل : هو ضدّ الوفاء بالعهد. راجع :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧٦٦ ؛لسان العرب ، ج ٥ ، ص ٨ ( غدر ).

(٣). قال الجوهري : « الظُلامة والظَليمة والمَظْلِمة : ما تطلبه عند الظالم ، وهو اسم ما اُخذ منك ». وقيل : الظُلامة : اسم مظلمتك التي تطلبه عند الظالم ، يقال : أخذها منه ظُلامة. راجع :الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٩٧٧ ؛لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٣٧٤ ( ظلم ).

(٤). في « جن » : « قراء ». وفيالوافي : « قرئ ( اقرأ - خ ل ) ». و « القِرى » : الإحسان إلى الضيف ، قال الجوهري : « إذاكسرت القاف قصرت ، وإذا فتحت مددت ». راجع :ترتيب كتاب العين ، ج ٣ ، ص ١٤٧١ ،الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٤٩١ ( قرا ).

(٥).قرب الإسناد ، ص ٧٢ ، ح ٢٣٣ ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، عن جعفر ، عن أبيه ، عن عليّعليهم‌السلام .الفقيه ، ج ٢ ، ص ٦٣ ، ح ١٧١٨ ، مرسلاً عن أمير المؤمنينعليه‌السلام الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٩٠ ، ح ٩٩٥٥ ؛الوسائل ، ج ٩ ، ص ٣٥ ، ح ١١٤٥٨.

٣١٥

بَعْضِ أَصْحَابِهِ(١) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام : إِذَا لَمْ يَكُنْ لِلّهِ فِي عَبْدٍ(٢) حَاجَةٌ ، ابْتَلَاهُ بِالْبُخْلِ ».(٣)

٦١٧٣/ ٣. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ(٤) ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ لِبَنِي سَلِمَةَ : يَا بَنِي سَلِمَةَ ، مَنْ سَيِّدُكُمْ؟

قَالُوا(٥) : يَا رَسُولَ اللهِ ، سَيِّدُنَا رَجُلٌ فِيهِ بُخْلٌ.

فَقَالَ رَسُولُ اللهِ(٦) صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : وَأَيُّ دَاءٍ أَدْوى مِنَ الْبُخْلِ؟ ثُمَّ قَالَ : بَلْ سَيِّدُكُمْ الْأَبْيَضُ الْجَسَدِ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ(٧) ».(٨)

٦١٧٤/ ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي الْجَهْمِ ، عَنْ‌

__________________

(١). في « بخ ، بس » : « أصحابنا ».

(٢). فيالوسائل : « عبده ».

(٣).الفقيه ، ج ٢ ، ص ٦٣ ، ح ١٧١٧ ، مرسلاً عن أميرالمؤمنينعليه‌السلام .الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٩١ ، ح ٩٩٥٦ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٤٩ ، ح ٢٧٨٣١.

(٤). في « بر » : - « بن محمّد ». ثمّ إنّ السند معلّق على سابقه. ويروي عن أحمد بن محمّد ، محمّد بن يحيى.

(٥). في « بث ، بح ، بس » : « فقالوا ». وفي حاشية « بث » : « قال ».

(٦). في « ظ ، ى ، بث ، بح ، بخ ، بس ، جن » والبحار : - « رسول الله ». وفي « بر ، بف ، بك »والوافي : « النبيّ ».

(٧). في « ى ، بخ ، بر ، بف ، بك » : « معروف ». وهو سهو ؛ فإنّ البراء هذا هو البراء بن معرور الخزرجيّ السلميّ الذي كانقيب بني سلمة ، وأوّل من بايع ليلة العقبة الأولى ، وأوّل من استقبل القبلة ، وأوّل من أوصى بثلث ماله. راجع :اُسد الغابة ، ج ١ ، ص ٣٦٤ ، الرقم ٣٩٢ ؛الإصابة ، ج ١ ، ص ٤١٥ ، الرقم ٦٢٢.

(٨).الفقيه ، ج ٤ ، ص ٣٧٩ ، ح ٥٧٩٩ ، مرسلاً عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٢٧٦ ، وتمام الرواية فيهما : « أيّ داء أدوى من البخل »الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٩١ ، ح ٩٩٥٧ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٥٠ ، ح ٢٧٨٣٩ وتمام الرواية فيه : « أيّ داء أدوى من البخل » ؛البحار ، ج ٢٢ ، ص ١٣٠ ، ح ١٠٦.

٣١٦

مُوسَى بْنِ بَكْرٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ(١) :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسىعليه‌السلام ، قَالَ : « الْبَخِيلُ مَنْ بَخِلَ بِمَا افْتَرَضَ اللهُ عَلَيْهِ ».(٢)

٦١٧٥/ ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ :

عَنْ جَعْفَرٍ ، عَنْ أَبِيهِعليهما‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : مَا مَحَقَ الْإِسْلَامَ(٣) مَحْقَ الشُّحِّ شَيْ‌ءٌ ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّ لِهذَا الشُّحِّ دَبِيباً(٤) كَدَبِيبِ النَّمْلِ ، وَشُعَباً كَشُعَبِ الشَّرَكِ(٥) » وَفِي نُسْخَةٍ أُخْرى : « الشَّوْكِ(٦) ».(٧)

٦١٧٦/ ٦. أَحْمَدُ(٨) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ ، عَنْ جَابِرٍ :

__________________

(١). في « ى ، بح » وحاشية « جن » وهامش المطبوعوالوسائل : « سلمة ». وفي « بخ ، بر ، بف » : « سلم».

(٢).معاني الأخبار ، ص ٢٤٦ ، ح ٦ ، بسنده عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد ، عن أبيه ، عن أبي الجهم. وفيالتوحيد ، ص ٣٧٣ ، ضمن ح ١٦ ؛والخصال ، ص ٤٣ ، باب الاثنين ، ضمن ح ٣٦ ؛وعيون الأخبار ، ج ١ ، ص ١٤١ ، ضمن ح ٤١ ، بسند آخر عن أحمد بن سليمان ، عن أبي الحسنعليه‌السلام . وفيالفقيه ، ج ٤ ، ص ٣٩٤ ، ضمن ح ٥٨٤٠ ؛والأمالي للصدوق ، ص ٢٠ ، المجلس ٦ ، ضمن ح ٤ ، بسند آخر عن الصادقعليه‌السلام .معاني الأخبار ، ص ١٩٥ ، ضمن ح ١ ، بسند آخر عن الصادق ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .تحف العقول ، ص ٤٠٨ ، ضمن الحديث ، عن موسى‌بن جعفرعليه‌السلام الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٩٢ ، ح ٩٩٥٩ ؛الوسائل ، ج ٩ ، ص ٣٦ ، ح ١١٤٥٩.

(٣). فيالخصال : « محق الإيمان ». والمَحْق : ذهابُ خير الشي‌ء وبركته ، ونقصانُه. وقيل : هو المحو والإبطال. وقيل : هو ذهاب الشي‌ء كلّه حتّى لا يرى له أثر. راجع :الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٥٥٣ ؛لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ٣٣٨ ( محق ).

(٤). الدبيب : المشي اليسير الخفيف بدون السرعة. راجع :المفردات للراغب ، ص ٣٠٦ ؛المصباح المنير ، ص ١٨٨.

(٥). « الشَّرَك » محرّكة : حبائل الصائد ، وما ينصب للطير. راجع :المصباح المنير ، ص ٣١١ ؛القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٢٥١ ( شرك ).

(٦). في « بر ، بك » : - « وفي نسخة اُخرى : الشوك ». والشوك من الشجر معروف.

(٧).الخصال ، ص ٢٦ ، باب الواحد ، ح ٩٣ ، بسنده عن هارون بن مسلم.الفقيه ، ج ٢ ، ص ٦٣ ، ح ١٧١٦ ، مرسلاً عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفيهما إلى قوله : « كشعب الشرك »الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٩١ ، ح ٩٩٥٨ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٥٠ ، ح ٢٧٨٤٠ ، إلى قوله : « كشعب الشرك ».

(٨). هكذا في « بر ، بف ، بك »والوسائل . وفي « ظ ، ى ، بث ، بح ، بخ ، بس ، جن » والمطبوع : « أحمد بن =

٣١٧

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : لَيْسَ بِالْبَخِيلِ(١) الَّذِي يُؤَدِّي الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ فِي مَالِهِ ، وَيُعْطِي الْبَائِنَةَ(٢) فِي قَوْمِهِ ».(٣)

٦١٧٧/ ٧. أَحْمَدُ(٤) ، عَنْ شَرِيفِ بْنِ سَابِقٍ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ أَبِي قُرَّةَ ، قَالَ :

قَالَ لِي(٥) أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « تَدْرِي مَا(٦) الشَّحِيحُ؟ ».

قُلْتُ : هُوَ الْبَخِيلُ.

فَقَالَ(٧) : « الشُّحُّ أَشَدُّ مِنَ الْبُخْلِ ؛ إِنَّ(٨) الْبَخِيلَ يَبْخَلُ بِمَا فِي يَدِهِ ، وَالشَّحِيحُ يَشُحُّ(٩) عَلى مَا فِي أَيْدِي النَّاسِ وَعَلى مَا فِي يَدَيْهِ(١٠) حَتّى لَايَرى مِمَّا(١١) فِي أَيْدِي النَّاسِ‌

__________________

= محمّد ». والمراد من أحمد ، هو أحمد بن أبي عبدالله المذكور في سند الحديث الرابع والراوي عن محمّد بن عليّ وهو أبوسمينة في غير واحد من الأسناد ، فيكون سندنا هذا معلّقاً على ذاك. وتقدّم فيالكافي ، ذيل ح ٦٠٦٣ ، أنّ المناسب في مثل المقام أن يكون التعبير من الراوي أمّا بما يوافق عنوانه المتقدّم أو بما هو مختصر عنه ، فلاحظ.

(١). في « ى ، بف » : « البخيل ».

(٢). في « ظ ، بث ، بخ ، بس ، بف ، جن » : « النائبة ». و « البائنة » : العطيّة ، سمّيت بها لأنّها اُفردت واُبينت من المال. راجع :النهاية ، ج ١ ، ص ١٧٤ ( بين ) ؛الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٩٢.

(٣).الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٩٢ ، ح ٩٩٦٠ ؛الوسائل ، ج ٩ ، ص ٣٦ ، ح ١١٤٦٠.

(٤). هكذا في « بر ، بف ، بك ، جد ». وفي سائرالنسخ والمطبوع : « أحمد بن محمّد ». والمراد من أحمد ، هو أحمد بن أبي عبدالله ، كما تقدّم ذيل السند السابق ؛ فقد روى أحمد بن أبي عبدالله - بعناوينه المختلفة - عن شريف بن سابق في الأسناد. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ٩ ، ص ٣٦٥.

(٥). هكذا في « ظ ، ى ، بث ، بح ، بخ ، بر ، بس ، بف » وحاشية « جن » والوافي والفقيه وتحف العقول. وفي « جن » والمطبوع : - « لي ».

(٦). فيالوافي : « من ».

(٧). هكذا في « بث ، بخ ، بر ، بف ، بك » والوافي والفقيه وتحف العقول والمعاني. وفي سائر النسخ والمطبوع : « قال ».

(٨). في « بر ، بك » : - « إنّ ».

(٩). في « بر ، بك » : - « يشحّ ».

(١٠). في « بث ، بح ، بخ ، بر ، بف ، بك »والوافي والفقيه وتحف العقول : « يده ».

(١١). في « بخ ، بر ، بك »والوافي والفقيه وتحف العقول والمعاني : - « ممّا ».

٣١٨

شَيْئاً إِلَّا تَمَنّى أَنْ يَكُونَ لَهُ بِالْحِلِّ وَالْحَرَامِ(١) ، وَلَايَقْنَعُ(٢) بِمَا رَزَقَهُ اللهُ ».(٣)

٦١٧٨/ ٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنِ الْمُفَضَّلِ(٤) بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ جَابِرٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : لَيْسَ الْبَخِيلُ مَنْ أَدَّى الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ مِنْ مَالِهِ ، وَأَعْطَى الْبَائِنَةَ(٥) فِي(٦) قَوْمِهِ ، إِنَّمَا الْبَخِيلُ حَقُّ الْبَخِيلِ مَنْ لَمْ يُؤَدِّ الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ مِنْ مَالِهِ ، وَلَمْ يُعْطِ الْبَائِنَةَ(٧) فِي قَوْمِهِ ، وَهُوَ يُبَذِّرُ فِيمَا سِوى ذلِكَ ».(٨)

٨٤ - بَابُ النَّوَادِرِ‌

٦١٧٩/ ١. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سُفْيَانَ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « يَأْتِي عَلَى(٩) النَّاسِ زَمَانٌ(١٠) مَنْ سَأَلَ النَّاسَ عَاشَ ، وَمَنْ سَكَتَ مَاتَ ».

__________________

(١). في تحف العقول : + « لا يشبع ». وفي المعاني : + « ولا يشبع ».

(٢). في « ى » : « فلا يقنع ». وفي تحف العقول : « ولا ينتفع ».

(٣).الفقيه ، ج ٢ ، ص ٦٣ ، ح ١٧١٥ ، معلّقاً عن الفضل بن أبي قرّة السمندي.معاني الأخبار ، ص ٢٤٥ ، ح ١ ، بسند آخر.تحف العقول ، ص ٣٧١ ، عن الفضيل بن عياض ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٩٣ ، ح ٩٩٦٢.

(٤). في « بخ ، بر ، بف » : « مفضّل ».

(٥). في « بر ، بك » : « الثانية ». وفيهامش المطبوع عن بعض النسخ : « النائبة ». والبائنة : العطيّة ، سمّيت بها لأنّها اُبينت‌من المال. راجع :الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٩٢ ؛النهاية ، ج ١ ، ص ١٧٤ ( بين ).

(٦). في « بح » : « من ».

(٧). في « بر ، بك » : « الثانية ». وفي هامش المطبوع عن بعض النسخ : « النائبة ».

(٨).معاني الأخبار ، ص ٢٤٥ ، ح ٤ ، بسنده عن جابر ، مع اختلاف يسير.الفقيه ، ج ٢ ، ص ٦٢ ، ح ١٧١٤ ، مرسلاً عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٩٢ ، ح ٩٩٦١ ؛الوسائل ، ج ٩ ، ص ٣٦ ، ح ١١٤٦١.

(٩). في « بر ، بك » : - « على ».

(١٠). في « بر ، بك » : - « زمان ».

٣١٩

قُلْتُ : فَمَا(١) أَصْنَعُ(٢) إِنْ أَدْرَكْتُ ذلِكَ الزَّمَانَ؟

قَالَ : « تُعِينُهُمْ بِمَا عِنْدَكَ ، فَإِنْ(٣) لَمْ تَجِدْ فَبِجَاهِكَ(٤) ».(٥)

٦١٨٠/ ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلى :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ صَدَقَةٌ عَنْ(٦) ظَهْرِ غِنًى(٧) ».(٨)

٦١٨١/ ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ صَدَقَةٌ تَكُونُ عَنْ فَضْلِ الْكَفِّ(٩) ».(١٠)

٦١٨٢/ ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

__________________

(١). في « بخ ، بر ، بف ، بك » : « فماذا ».

(٢). في « بر ، بك » : « يصنع ».

(٣). في « بر ، بك » : « وإن ».

(٤). هكذا في « بث ، بح ، بخ ، بر ، بس ، بف ، بك »والوافي والوسائل . وفي المطبوع : « فتجاهد ». وفي « ى » : « فيجاهد ».

(٥).الوافي ، ج ١٠ ، ص ٥٧٥ ، ح ١٠١٢٣ ؛الوسائل ، ج ٩ ، ص ٤٦٤ ، ح ١٢٥٠٧.

(٦). في « بث ، بخ ، بر ، بف ، بك » : « على ».

(٧). في « ظ ، بس ، جن »والوسائل : « الغنى ». وفيالوافي : « يعني ما يكون بعد الغنى والمؤونة ؛ لئلّا يكون القلب متعلّقاً بما يعطي ، فمعنى الحديث قريب من معنى سابقه » ، وسابقه هو الآتي بعده هنا. وقد مضى تفصيل الكلام في معناه ، ذيل الحديث ٦٠٩٥.

(٨).ثواب الأعمال ، ص ١٧٠ ، ح ١٥ ، بسنده عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن محبوب.الكافي ، كتاب الزكاة ، باب فضل المعروف ، ضمن ح ٦٠٩٥ ، بسنده عن عبدالأعلى.الفقيه ، ج ٢ ، ص ٥٦ ، صدر ح ١٦٨٨ ، مرسلاً عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ .تحف العقول ، ص ٣٨٠ ، ضمن الحديث ، عن عبدالأعلىالوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٤١ ، ح ٩٨٤٤ ؛الوسائل ، ج ٩ ، ص ٤٦١ ، ح ١٢٤٩٩.

(٩). فيالوافي : « يعني عمّا يفضل عن الكفاف ». وهذه الرواية بتمامها لم ترد في « بر ، بف ، بك ».

(١٠).الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٤١ ، ح ٩٨٤٣ ؛الوسائل ، ج ٩ ، ص ٤٦١ ، ح ١٢٥٠١.

٣٢٠

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367