يخفى أنَّ الأحاديث المرويَّة في كُتب علماء أهل السُنَّة، وفيها ذِكْر أحوال شُعيب بن صالح مختلفة المعنى، فمن بعضها يظهر أنَّه هاشمي، ومن بعضها يظهر أنَّه يكون في مـُقدِّمة الرجل الهاشمي الذي يخرج قبل ظهور الإمام المهدي (عليه السلام) وإليك نصوص الأحاديث التي عثرنا عليها:
ففي كنز العمَّال، ج7، ص260، أخرج بسنده عن علي (عليه السلام) [ أنَّه ] قال:
(تَخرُج راياتٌ سودٌ مـُقابٍل السفياني، فيهم شابٌّ من بني هاشم، في كفِّه اليُسرى خالٌ، وعلى مـُقدِّمته رجلٌ من بني هاشم يدعى: شُعيب بن صالح، فيهزم أصحابه).
وفي الملاحم والفتن لابن طاووس، ج1، ص31، الطبعة الأُولى قال: فيما ذكره نعيم من صفة الشابِّ المنصور من بني هاشم
،
أنَّ بكفِّه اليُمنى خالٌ، وبين يديه شُعيب بن صالح.
وفيه أيضاً: قال: حدَّثنا سعيد أبو عثمان، عن جابر عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
(يخرُج شابٌّ من بني هاشم، بكفِّه اليُمنى خالٌ، من خُراسان بِراياتٍ سودٍ، بين يديه شُعيب بن صالح، يُقاتِل أصحابَ السفياني فيَهزِهم).
وفيه أيضاً: ج1، ص31، أخرج حديثاً آخر بسنده عن الحسن، قال:
(يَخرُج بالريِّ رجلٌ رُبعةٌ أسمر، مولى لبني تميم، كوسج، يقال له: شُعيب بن صالح... يكون مـُقدِّمة
[ للإمام ]
للمهدي...).
وهذا الحديث أخرجه في عقد الدُّرر في الحديث (176)، وهذا الحديث أيضاً أخرجه في الملاحم والفتن، ج1، ص30، وهذا الحديث أيضاً أخرجه جلال الدين السيوطي في العرف الوردي، ج2، ص67 وألفاظ الجميع متقاربة، ويأتي ألفاظ الجميع في رقم (37)، وفي حديثين منها يقول:
(يكون على مـُقدِّمةِ المهدي)،
وفي حديث آخر يقول:
(يكون مـُقدِّمةً للمهدي).
والظاهر أنَّ الحديثين أقرب للصواب، ويؤيِّدُهما حديث رويَ عن عمَّار بن ياسر، وأخرجه السيِّد في الملاحم والفتن، ج1، ص31، قال: وعن عمَّار بن ياسر قال:
(المهديُ على لوائه شُعيب بن صالح).
ويمكن الجمع بأن نقول: يكون أوَّلاً مقدِّمةً له (عليه السلام)، وبعده يكون في مقدِّمةِ جيشه.