المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية الجزء ٢

المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية15%

المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية مؤلف:
الناشر: مؤسّسة الإمام المهدي
تصنيف: الإمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف
الصفحات: 367

  • البداية
  • السابق
  • 367 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 24327 / تحميل: 7393
الحجم الحجم الحجم
المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية

المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية الجزء ٢

مؤلف:
الناشر: مؤسّسة الإمام المهدي
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

١٢- وفي عقد الدُّرر، الحديث (٣٥٠)، من الباب (١٢) من حديث أبي رافع في أحوال الدجَّال، قال:

(وإنَّ من فتنته أنْ يأمـُر السماء أنْ تُمطِر فتُمطِر، ويأمـُر الأرض أنْ تُنبت فتُنبِت، وإنَّ من فِتنتِهِ أنْ يَمرَّ بالحي فيُكذِبونه فلا تبقى لهم سائِمةٌ إلاَّ هلكت، وإنَّ من فِتنتِه أنْ يَمـُرَّ بالحيِّ فيُصدِّقونه، فيأمـُرَ السماء أنْ تُمطِرَ فتُمطِر، ويأمـُر الأرض أنْ تُنبِت فَتُنبِت، حتَّى تَرُوحَ مواشِيهِم من يومِهِم ذلك أسْمـَن ما كانت وأعَظمهُ، وأمده خواصر، وأدرَّه ضروعاً، وإنَّه لا يبقى شيءٌ من الأرض إلاَّ وطَئَهُ وظهرَ عليه، إلاَّ مكَّة والمدينة؛ فإنَّه لا يأتيهما من نَقْبٍ من نِقابِهما إلاَّ لقيته الملائكة بالسيوف صَلِتَةٍ، حتَّى ينزِلَ عند الظريب الأحمر، عند منقطع السَبْخة، فتَرجُف المدينة بأهلها ثلاثَ رَجَفاتٍ، فتَنفي الخَبَثَ منها كما يَنفي الكِيْرُ خَبَثَ الحديد، ويُدعى ذلك اليوم: يوم الخلاص، قالت أُمُّ شريك بنت أبي العكر: يا رسول الله: فأين العرب يومئذٍ؟ قال: هم يومئذٍ قليل، وجلُّهم ببيت المقدس، وإمامهم رجلٌ صالحٌ، فبينما إمامهم قد تقدَّم يُصلِّي الصبح إذ نزل عيسى بن مريم [ حين كبَّر ] ، فيرجع ذلك الإمام ينكص يمشي القهقرى؛ ليتقدَّم عيسى بن مريم ليُصلِّي بالناس، فيَضعُ عيسى يده بين كتفيه، ثمَّ يقول: تقدَّم فصلِّ؛ فإنَّه لك أُقيمت، فيصلِّي بهم إمامهم [ المهدي ] ، فإذا انصرف قال عيسى: افتحوا الباب، فيُفتح، ووراءه الدجَّال معه سبعون ألف يهودي، كلَّهم ذو سيفٍ محلَّىً وساج، فإذا نظر إليه الدجَّال ذابَ كما يَذُوب الملح في الماء، وانطلق هارباً، فيقول عيسى: إنَّ لي فيك ضربةً لن تسبقني بها، فيُدركه عند باب لُدٍّ الشرقي فيَقتُله، ويَهزِم الله اليهود، فلا يبقى شيءٌ ممَّا خلق الله يتوارى به يهوديٌ إلاَّ أنطق الله ذلك الشيء، ولا حجرٌ، ولا شجرٌ، ولا حائطٌ - إلاَّ الغرقدة [ وهو شجر الغضا والعوسج ] ، فإنَّها من شجرِهم لا تنطق - إلاَّ قال: يا عبد الله المسلم: هذا يهودي، فتعال اقتله، قال رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم): وإنَّ أيَّامه أربعون سنةً، السنةُ كنصفِ السنة، والسنة كالشهر، الشهر كالجمعة، وآخر أيَّامه كالشَّررة، يُصبحُ أحدكم على بابِ المدينة فلا يبلغ بابها الآخر حتَّى يُمسي، فقيل له: يا رسول الله: كيف يُصلَّى في تلك الأيَّام

٢٢١

القصار؟ قال: تقدرون فيها الصلاة، كما تقدرونها في هذه الأيَّام الطوال، ثمَّ صلُّوا . قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم): فيكون عيسى بن مريم في أُمَّتي حَكَماً عدْلاً، وإماماً مـُقسِطاً، يدُّق الصليب، ويذبح الخنزير، ويضع الجزية، ويترك الصدقة، فلا يُسعى على شاةٍ ولا بعير، وتُرفع الشحناء والتباغض، وتُنزع حِمَّة كلِّ ذاتِ حِمَّة، حتَّى يُدخل الوليد يده في فَمِ الحيَّة فلا تضُرَّه، وتُنفِر الوليد الأسد فلا يضُرَّها، ويكون الذئب في الغنم كأنَّه كلبُها، وتُملأ الأرض من السلْم كما يُملأ الإناء من الماء، وتكونُ الكلمة واحدة، فلا يُعبد إلاَّ الله عزَّ وجلَّ، وتضع أوزارها، وتسلب قريش مـُلْكها، وتكون الأرض كفاثور الفضَّة، تُنْبِت نَبْتها بعهد آدم، حتَّى يجتمع النفر على القِطْفِ من العنب فيُشبَعهم، ويكون الثور بكذا وكذا من المال، ويكونُ الفرس بدُريهِمات ، قيل: يا رسول الله: وما يُرخص الفرس؟ قال: لا تُركب لحربٍ أبداً ، قيل: يا رسول الله: وما يُغْلِي الثورَ؟ قال: تَحْرثُ الأرضَ كلَّها، وإنَّ قبل خروج الدجَّال ثلاثُ سنواتٍ شدادٍ، يُصيب الناسَ فيها جوعٌ شديدٌ، يأمـُر الله تعالى السماء السَّنةَ الأُولى أنْ تَحبِس ثُلُثَ مـَطرِها، ويأمـُر الأرضَ فتَحبِس ثلُث نباتها، ثمَّ يأمـُر الله تعالى السماء في الثانية فتَحبِسَ ثُلثي مطرِها، ويأمـُر الأرض فتَحبِسَ مطَرَها كُلَّه فلا تُقْطٍر قطرةً، ويأمـُر الأرض أنْ تَحبِسَ نباتها كُلَّه فلا تَنْبُت خضراء، فلا تبقى ذات ظَلَفٍ إلاَّ هلكت، إلاَّ ما شاء الله تعالى ، فقيل: وما يعيش الناس في ذلك الزمان؟ قال: التهليل والتكبير، والتسبيح والتحميد، ويجري ذلك عليهم مجرى الطعام).

أخرجه الحافظ أبو عبد الله مـُحمَّد بن يزيد بن ماجة القزويني، وقال في آخره: سمعت عبد الرحمان المحاربي يقول: ينبغي أن يُدفع هذا الحديث [ إلى ] المؤدِّب حتَّى يُعلِّمه الصبيان في الكُتَّاب، [ أي: المدارس].

*بيان

الكُتَّاب: بالتشديد، محلٌّ يعلَّم فيه الكتابة.

المؤلِّف:

أخرج السيِّد في كتاب الملاحم والفتن، ج١، ص٥٤، وج ٢، ص١١٠ حديثاً مفصَّلاً يحتوي على ما في هذا الحديث بلفظ آخر؛ ولعلَّ الراوي نقل الحديث بالمعنى فسبَّب الاختلاف والزيادة والنقصان، والحديث برواية عبد الله الحضرمي، عن أبي أُمامة الباهلي، قال: ذكر رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم)،

٢٢٢

فقالت له أُمُّ شريك: فأين المسلمون يومئذ يا رسول الله ؟ قال: ببيت المقدس... الحديث.

ويأتي الحديث بألفاظه في رقم (١٩) من المصدر المذكور، وأخرج الحديث في سُنن ابن ماجة، ج٢، ص٢٦٧، طبعة مصر، في حديث مفصَّل، وفي ضمنه حديث أُمِّ شريك، ولفظه يُخالف عقد الدُّرر، وفي المعنى موافق، وفي نور الابصار، ص١٥٤، أخرج ما أخرجه في سُنن ابن ماجة، ثمَّ أخرج حديث أبي هريرة المروي في صحيح البخاري من الباب (١٢)، (كيف أنتم إذا نزلَ ابن مريم فيكم وإمامكم منكم)، ثمَّ أخرج حديث جابر المتقدِّم في رقم (٤).

١٣- وفي عقد الدُّرر في الحديث (٣٥٢)، أخرج بسنده من قصص الأنبياء، لأبي الحسين مسلم بن عبيد الكسائي، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهما السلام) في قصَّة الدجَّال، قال (عليه السلام):

(إلاَّ وإنَّ أكثر أتباعه أولاد الزنا، لابسو التيجان، وهم اليهود - عليهم لعنة الله - يأكل ويشرب، له حمارٌ أحمر، طوله سِتُّون خطوةً مـَدُّ بصره، أعور اليمين، وإنَّ ربَّكم عزَّ وجلَّ ليس بأعور، صمدٌ لا يُطعم، فيشمل البلاد البلاء، ويُقيم الدجَّال أربعين يوماً، أوَّل يوم كسنة، والثاني فأقلَّ، فلا تزال تصغر وتقصر حتَّى تكون آخر أيَّامه كليلةِ يومٍ من أيَّامكم هذه، يَطأُ الأرض كلَّها، إلاَّ مكَّة والمدينة وبيت المقدس، ويدخل المهدي (عليه السلام) بيت المقدس ويصلِّي بالناس إماماً، فإذا كان يوم الجمعة وقد أُقيمت الصلاة؛ نزل عيسى بن مريم (عليه السلام) بثوبين مشرقين حمر، كأنَّما يَقطُر من رأسه الدهن، رَجِلُ الشَعْرِ، صبيحُ الوجه، أشبهُ خلق الله عزَّ وجلَّ بأبيكم إبراهيم خليل الرحمان (عليه السلام)، فيلتفت المهدي، فينظرَ عيسى (عليه السلام) فيقول لعيسى: يا ابن البتول: صلِّ بالناس، فيقول: لك أُقيمت الصلاة، فيتقدَّم المهدي (عليه السلام) فيصلِّي بالناس، ويصلِّي عيسى (عليه السلام) خلفه، ويبايعه، ويخرج عيسى (عليه السلام) فيلتقي الدجَّال، فيطعنه، فيذوب كما يذوب الرصاص، ولا تقبل الأرض منهم أحداً، لا يزال الحجر والشجر يقول: يا مؤمن: تحتي كافر اقتله، ثمَّ إنَّ عيسى (عليه السلام) يتزوج امرأة من غسَّان، ويُولد له منها مولد، ويخرج حاجَّاً، فيقبض الله تعالى روحه في طريقه قبل وصوله إلى مكَّة ) .

٢٢٣

بعضُ ما رويَ في يأْجوجَ ومأْجوجَ

المؤلِّف:

أخرج في عقد الدُّرر، في الحديث (٣٧٤)، من الباب (١٢)، بعد ذكره حديثاً عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في قصَّة الدجَّال، ونزول عيسى بن مريم (عليه السلام)، [ قال رجلٌ من أصحابه ] يا أمير المؤمنين: صِفْ لنا يأجوج ومأجوج، قال:

(هم أُممٌ، كلُّ أُمَّة منهم أربعمئة ألف ألف نَفْسٍ، لا يموتُ الرجلُ منهم حتَّى يرى من ظهرِه ألفَ عينٍ تَطْرُف، صِنفٌ منهم كشَجرِ الأرُز الطِّوال مئةُ ذراعٍ بلا غُلظٍ، والصنفُ الثاني طوله مئةُ ذراعٍ، وعرضُه خمسون ذراعاً، والصنف الثالث منهم - وهم أكثر عدداً - قِصارٌ يلتحِف أحدهم بإحدى أذنيه، ويفترش الأُخرى، مقدِّمتهم بالشام، وآخرهم وساقتهم بخُراسان، لا يُشرِفون على ماءٍ إلاَّ نشف، يلحسُونه وإنَّ بحيرةَ طبريِّة يشربونها، حتَّى لا يكون فيها وزنُ درهمٍ ماءً). وذكر باقي الحديث.

ثمَّ ذكر حديثاً آخر عن الإمام أبي الحسين مـُحمَّد بن علي الكسائي في قصص الأنبياء، قال: قال وهب بن مـُنَبَّه وكعب الأحبار:

(فعند ذلك - أي: عند قتلِ عيسى بن مريم (عليه السلام) للدجَّال - يتزوَّج بامرأةٍ من العرب، فيمكث ما شاء الله تعالى، ثمَّ يخرُج يأجوج ومأجوج، وهم من كلِّ حَدْبٍ يَنْسِلون؛ فتمتلئ الأرض منهم، حتَّى لا يكون للطير موضعٌ تقرِّ فيه، ولا ينزلون بلداً إلاَّ أبادوا أهله، ثمَّ يسيرون إلى بيت المقدس لقتال عيسى بن مريم (عليهما السلام)، وإذا بهم قد أتوا إلى البيت المقدَّس، ورموا المدينة بالسهام، حتَّى تَسُدَّ السهام عين الشمس، ويقتلون خلقاً كثيراً، فيدعوا عيسى

٢٢٤

(عليه السلام) عليهم، فيُرسلُ الله تعالى عليهم عفارِيت الجنِّ، فيَقتلُونهم عن آخرهم، فيفرَحُ المسلمون، حتَّى يَتُمَّ لعيسى (عليه السلام) في الدنيا أربعون سنة، وأَمـَرَ الله تعالى مـَلَكَ الموت أن ينزل إليه، فيُوقِفه على موضعِ قَبْرِه، ثمَّ يَقْبضه ويُدفنه (صلَّى الله عليه وسلَّم)).

١٤- وفي خاتمة كتاب (القول المختصر في علامات المهدي المنتظر) أخرج ابن حجر الهيتمي الشافعي اقتداءَ عيسى (عليه السلام) بالإمام المهدي المنتظر، وذكر مدَّة حياته، وبعض أحواله، وهذا نصُّ ألفاظه:

قال ابن المنادي - في كتاب دانيال -: إنَّ السفيانيِّين ثلاثةٌ، وإنَّ المهديِّين ثلاثة، الأوَّلُ للسفياني الأوَّل، والثاني للثاني، والثالثُ للثالث، وهذه اختلافات متعارضة في تعدِّده، ومـَن يَلِي بعدُ، والذي يتعيَّن اعتقاده ما دلَّت عليه الأحاديث الصحيحة من وجود المهدي المنتظر الذي يَخرُجُ الدجَّال وعيسى في زمانه، وأنَّه المـُراد حيث أُطلق المهدي، والمذكورون قبله لم يصحَّ فيهم شيء، وبعده أُمراء صالحون أيضاً، لكن ليسوا مثله، فهو الأخير في الحقيقة، ومرَّ منها ما هو صريح في أنَّ خروجه قبل نزول عيسى (عليه السلام)، [ أي: خروج المهدي (عليه السلام) ]، وهو الحقُّ.

وأمَّا ما قيل: إنَّه بعد نزوله فبعيد، والأحاديث تردُّ على قائله، فلا ينظر إليه وأمَّا ما مرَّ من أنَّ نزول عيسى (عليه السلام) ببيت المقدس، فيردَّه ما جاء في حديث الدجَّال:

(المؤمنون يومئذٍ قليل، وجلُّهم ببيت المقدس، وإمامهم رجلٌ صالح، فيسير الدجَّال حتَّى ينزل بها، فيحاصرهم [ فيها ]، فبينما هو محاصرهم، إذ نزل عيسى (عليه السلام)، حين يدخل ذلك الإمام في صلاة الغداة، فإذا رأى الإمام عيسى عرفه؛ فيرجع القهقرى؛ ليتقدَّم عيسى (عليه السلام) للصّلاة، فيضع عيسى (عليه السلام) يده بين كتفيه، ثمَّ يقول له: تقدَّم فصلِّ فإنَّها لك أُقيمت، فيصلِّي عيسى (عليه السلام) وراءه، فإذا سلَّم ذلك الإمام

٢٢٥

قال عيسى: افتحوا - أو أقيموا الباب، فيفتح ووراءه الدجَّال - معه سبعون ألف يهودي، كلُّهم محلَّى ذو سيفٍ وتاجٍ [ أي:طيلسان ]، وقيل: مختصٌّ بالمقوَّر، تُنسج كذلك.

وفي الصحيح: (يتبع الدجَّال من يهود أصبهان سبعون ألفاً، عليهم الطيالسة).

فإذا نظر إليهم (إليه) ذاب كما يذوب الملح في الماء، وانساخ، ثمَّ ولَّى هارباً، فيقول عيسى: إنَّ لي فيك ضربة لم تفتني بها، فيدركه عيسى عند باب لُدٍّ: [ هي: قرية قريبة من بيت المقدس ] فيقتله... الحديث.

قال ابن حجر: فنزوله عندها [ أي: عند بيت المقدس ] جاء في عدِّة أحاديث، لكنَّ الجواب أنَّ هذا أوَّلاً، وما مرَّ بعده.

قال ابن حجر: ويروى عن حابس الحضرمي أنَّه قال:

يخرج [ الدجَّال ] عند المنارة عند الباب الشرقي، ثمَّ يأتي مسجد دمشق حتَّى يقعد على المنبر، فيدخل المسلمون المسجد وكذا النصارى واليهود كلُّهم يرجوه، حتَّى لو ألقيت شيئاً لم يُصِبْ إلاَّ رأس إنسان من كثرتهم، ويأتي مؤذِّن المسلمين وصاحب بوق اليهود والنصارى في المسجد.

ثمَّ يخرج عيسى ومـَن معه من أهل دمشق يتبع الدجَّال، إلى أن يأتي بيت المقدس، فيجده مغلقاً قد حصره الدجَّال، فيأمر(عليه السلام) بفتح الأبواب، ويتبعه حتَّى يدركه بباب لُدٍّ، ويذوب كما يذوب الشمع، ويقول عيسى: إنَّ لي فيك ضربة، فيضربه فيقتله الله على يديه.

ثمَّ يمكث في المسلمين ثلاثين سنة، أو أربعين سنة، ويُهلك الله على يديه يأجوج ومأجوج.

وتُرَدُّ الأرض إلى بركتها، وتكون الحيَّة مع الصبي والأسد والبقرة، ثمَّ يبعث الله ريحاً طيِّبة، يقبض روح كلَّ مؤمن، ويبقى شرار الناس، ثمَّ تقوم الساعة.

المؤلِّف:

وذكر ابن حجر اقتداءَ المسيح عيسى (عليه السلام) بالإمام المهدي (عليه السلام) في الباب الثالث من كتابه القول المختصر، ويأتي نصُّ ألفاظه في رقم (٢١).

١٥- وفي فرائد السمطين آخر ج٢، الحديث (١) في آخر الكتاب،

٢٢٦

أخرج بسنده عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله):

(إنَّ خلفائي وأوصيائي وحُجَجُ الله على الخلق بعدي لاثنا عشر، أوَّلُهم أخي، وآخرهم ولدي، قيل يا رسول الله: مـَن أخوك؟ قال: علي بن أبي طالب، قيل: ومـَن ولدك؟ قال: المهدي الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مـُلئت جوراً وظلماً، والذي بعثني بالحقِّ بشيراً، لو لم يبقَ من الدنيا إلاَّ يومٌ واحدٌ لطوَّل الله ذلك اليوم حتَّى يخرج فيه ولدي المهدي، فينزل عيسى بن مريم فيصلِّي خلفه [ أي: خلف الإمام المهدي (عليه السلام) ] وتُشرق الأرض بنورِ ربِّها، ويبلغ سُلطانه المشرق والمغرب).

المؤلِّف:

أخرج الحديث الشيخ سليمان القندوزي الحنفي، في كتابه ينابيع المودَّة، ص٤٤٧، طبع إسلامبول، سنة ١٣٠١، وفي لفظه اختلاف كثير مع الحديث الذي في فرائد السمطين، وسيمرُّ عليك الحديث في رقم (١٧) من هذا الباب، وأخرجه السيِّد في غاية المرام، ص٤٣، وص٦٩٢، وأخرجه العلاَّمة الحائري في إلزام الناصب، ج١، ص١٨٧ الطبعة الثانية، وأخرجه غير هؤلاء.

١٦- وفي ينابيع المودَّة، ص٤٣٣، وص٤٦٩، قال: أخرج الطبراني مرفوعاً [ وقال ]:

(يلتفِتُ المهدي وقد نزَلَ عيسى (عليه السلام) كأنَّما يَقُطر من شَعْرِه الماء، فيقول المهدي: تقدَّم فصلِّ بالناس، فيقول عيسى: إنَّما أُقيمت الصَّلاة لك، فيصلِّي خلفَ رجلٌ من وُلدي). ثمَّ قال: وفي صحيح ابن حبَّان - في إمامة المهدي - نحوه.

المؤلِّف:

في إسعاف الراغبين، بهامش ص١٢٤- ١٢٥، من نور الأبصار، أخرج نحوه من معجم الطبراني، وقال في صحيح ابن حبَّان نحوه.

وقال في ينابيع المودَّة، ص٤٧٠: قد تواترت الأخبار عن النبي (ص) بخروج المهدي، وأنَّه من أهل بيته، وأنَّه يملأ الأرض عدلاً، وأنَّه يُساعد عيسى (عليهما السلام) على قتل الدجَّال بباب لُدٍّ بأرض فلسطين، وأنَّه يؤمُّ

٢٢٧

هذه الأُمَّة، ويصلِّي عيسى خلفه.

وفي الصواعق المـُحرقة لابن حجر، ص١٠١ أخرج الحديث، ولفظُه ولفظ ينابيع المودَّة سواء، وأخرجه في عقد الدُّرر، الحديث (٣١٠)، الباب (١٠) عن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم):

(يلتفت المهدي، وقد نزل عيسى بن مريم - ثمَّ ذكر الحديث إلى قوله -: فيصلِّي عيسى خلفَ رجلٍ من ولدي، فإذا صُلِّيت، قام عيسى حتَّى جلس في المقام فيُبايَعه).

أخرجه الحافظ أبو نعيم في مناقب المهدي.

١٧- وفي ينابيع المودَّة، ص٤٤٧، قال: وفي كتاب فرائد السمطين للشيخ مـُحمَّد بن إبراهيم الجويني الخراساني الحمويني المحدِّث الفقيه الشافعي [ أخرج ] بسنده عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله:

(إنَّ خلفائي وأوصيائي وحُجج الله على الخلق بعدي الاثنا عشر، أوَّلُهم علي، وآخرَهم ولدي المهدي، فيَنزِل روح الله عيسى بن مريم فيصلِّي خلف المهدي، وتُشرِق الأرض بنورِ ربِّها، ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب).

المؤلِّف:

تقدَّم حديثٌ نحوه مع اختلاف كثير في رقم (١٥) من هذا الباب، وممَّا يورث التعجُّب أنَّ الحديث السابق من هذا المصدر، ومع ذلك يختلف، والله أعلم إنَّ الاختلاف من الراوي، أو الناقل منه، أو الطابع.

١٨- وفي الملاحم والفتن لابن طاووس، ص٥٣، ج١ باب (١٨٢)، أخرج بسنده عن مـُحمَّد بن الحنفيَّة قال:

(ينزل خليفة من بني هاشم بيت المقدس يملأ الأرض عدلاً، يبني بيت المقدس بناءً لم يُبن مثله، يملك أربعين سنة، تكون هُدنةُ الروم على يديه في سبع سنين بقين من خلافته، ثمَّ يغدرون به، ثمَّ يجتمعون له بالعمق، فيموت غمَّاً، ثمَّ يَلِي بعده رجلٌ من بني هاشم، ثمَّ تكون هزِيمتُهم [ أي: الروم ] وفتحُ القسطنطينيَّة على يديه، ثمَّ يسير إلى رومية فيَفتحَها، ويستخرج كنوزها، ومائدة سليمان بن داود، ثمَّ يرجع إلى بيت المقدس فينزلها، ويخرج الدجَّال في زمانه، وينزل عيسى بن مريم فيصلِّي خلفه).

[ أي: يصلِّي عيسى

٢٢٨

خلف الهاشمي ]، كما يُصرَّح به في غيره من الأحاديث المتقدِّمة والمتأخِّرة.

١٩- وفي الملاحم والفتن لابن طاووس، ج١، ص٥٤ الطبعة الأُولى، باب (١٨٦)، أخرج بسنده وقال: حدَّثنا نعيم، حدَّثنا ضمرة، عن يحيى بن أبي عمرو الشيباني، عن عمرو بن عبدالله الحضرمي، عن أبي أُمامة الباهلي قال:

ذكر رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) الدجَّال فقالت أُمُّ شريك: فأين المسلمون يومئذٍ يا رسول الله؟ قال:

(ببيت المقدس، يخرج [ أي: الدجَّال ] حتَّى يُحاصرهم، وإمام المسلمين يومئذٍ رجلٌ صالح، فيقال: صلِّ الصُّبح، فإذا كبَّر ودخل فيها نزل عيسى بن مريم، فإذا رآه ذلك الرجل عرفه، فرجع يمشي القهقرى، فيتقدَّم، فيضع عيسى يده بين كتفيه ثمَّ يقول: صلِّ فإنَّما أُقيمت لك، فيصلِّي عيسى وراءه، ثمَّ يقول: [ أي: عيسى لأصحاب الدجَّال ] افتحوا الباب، فيفتحون الباب، ومع الدجَّال يومئذٍ سبعون ألف يهودي، كلُّهم ذو ساج (*) وسيف محلَّى، فإذا نظر إلى عيسى ذاب كما يذوب الرصاص، وكما يذوب الملح في الماء، ثمَّ يخرج هارباً، فيقول عيسى: إنَّ لي فيك ضربة لن تفوتني بها، فيدركه فيُقتل، فلا يبقى شيءٌ ممَّا خلق الله يتوارى به يهودي إلاَّ أنطقه الله عزَّ وجلَّ، لا حجر، ولا شجر، ولا دابَّة إلاَّ قال: يا عبد الله المسلم: هذا يهودي فاقتله، إلاَّ الغرقد فإنَّها من شجرهم فلا تنطق، ويكون عيسى في أُمَّتي حكماً عدلاً، وإماماً مقسطاً، ويدقُّ الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويترك الصدقة، ولا يُسعى على شاة، وتُرفع الشحناء والتباغض [ من بين البشر ]، وتُنزع حِمَّةُ كلِّ دابَّة، حتَّى يُدخل الوليدُ يَدَه في فَمِ الحنش فلا يضُرَّه، وتَلقى الوليدة الأسد فلا يضُرَّها، ويكون في الإبل كأنَّه كلبها، والذئب في الغنم كأنَّها كلُبها، وتملأ الأرض من الإسلام، ويُسلب الكفَّار مـُلْكَهم، ولا يكون مـُلكٌ إلاَّ للإسلام، وتكون الأرض كفاثور الفضَّة، وتُنبت نباتها كما كانت على عهد آدم [ عليه السلام ]، يجتمع النفر على القطف فيشبعهم، ويجتمع النفر على الرمَّانة، ويكون الثور بكذا وكذا من المال، ويكون الفرس بالدريهمات).

____________________

(*) الساج: الطيلسان الأخضر، وقيل: الطيلسان المقوَّر ينسج كذلك. النهاية - لابن الأثير - [ الشبكة ].

٢٢٩

المؤلِّف:

*بيان: الحِمَّة: العداوة، والحنش: الحيَّة، والوليدة: الطفل الصغير، وفاثور: القطعة من الفضَّة البيضاء الصافية، والنفر: الجماعة من الناس.

المؤلِّف:

تقدَّم أحاديث عديدة في رقم (١٣)، ورقم (١٤)، وفيها مضامين هذا الحديث الشريف، وليس فيها هذا التفصيل وهذا التوضيح، فهذا الحديث أوضح حديث وأتمُّ حديث رُويَ في هذا الباب عن أبي أُمامة وغيره، فيها اختلاف ونقص، وأسْقَط منه صلاة عيسى (عليه السلام) خلف الإمام (عليه السلام) لأغراضٍ معلومةٍ صرَّح بها بعض القوم وسكت عنها بعضهم، وحديث رقم (١٢) فيه زيادات مهمَّة لم تكن في غيره، وألفاظه أشبه بحديث أبي أُمامة من غيره.

وفي، ج٢، ص١١٠ من الملاحم والفتن أخرج حديثاً بمعناه من فتن السليلي، وسيمرُّ عليك الحديث في رقم (٤٦)، فراجع واغتنم.

٢٠- وفي الأربعين حديثاً الذي جمعه الحافظ أبو نعيم في أحوال الإمام المهدي (عليه السلام)، قال: الحديث (٣٨)، وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم):

(منَّا الذي يُصلِّي عيسى بن مريم خلفه).

أخرجه السيِّد في غاية المرام، ص٧٠٠.

المؤلِّف:

أخرج الحديث في عقد الدُّرر في الحديث (٢٢٣)، من الباب (٧)، ولفظه عن أبي سعيد عن النبي (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم) أنَّه قال:

(منَّا الذي يُصلِّي عيسى بن مريم خلفه).

أخرجه أبو نعيم في مناقب المهدي، وأخرجه الشيخ عبيد الله الحنفي في أرجح المطالب، ص٢٧٨ نقلاً من الحِلْية لأبي نعيم، وكتاب (العرف الوردي في أخبار المهدي) لجلال الدين السيوطي الشافعي، وأخرج السيِّد في غاية المرام، ص٧٠٤، وقال: ومن كتاب الفتن للحافظ أبي عبد الله نعيم بن حمَّاد، يرفعه إلى أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله):

(منَّا الذي يُصلِّي عيسى بن مريم [ معه و ] خلفه).

٢٣٠

٢١- وفي كتاب (القول المختصر في أحوال المهدي المنتظر) لابن حجر الهيتمي، في الباب الثالث، قال في (٥٢) من الأُمور التي تكون قبل ظهور المهدي (عليه السلام):

الثانية والخمسون : يحاصر الدجَّال المؤمنين ببيت المقدس، فيصيبهم جوعٌ شديدٌ، حتَّى يأكلوا أوتار قسيِّهم من الجوع، فبينما هم على ذلك إذ سمعوا صوتاً في الغلس! فيقولون: إنَّ هذا لصوتُ رجلٍ شبعان، فينظرون فإذا هو عيسى بن مريم (عليهما السلام)، فتقام الصلاة [ للإمام المهدي (عليه السلام) ] فيرجع إمام المسلمين المهدي، فيقدِّمه عيسى فيصلِّي بهم تلك الصلاة، ثمَّ يكون عيسى إماماً بعده.

المؤلِّف:

تقدَّم حديث فيه مضامين هذا الحديث، في رقم (١٤)، وفيه تفصيل ليس في هذا الحديث؛ لأنَّ ابن حجر اختصر الحديث، وهو عمل لا يرضى به أهل الحديث؛ لأنَّ اختصاره مخلٌّ بفهم الحديث.

٢٢- وفي الملاحم والفتن، ج١، ص٥٥، في الباب (١٨٧)، قال: فيما ذكره نعيم في صلاة عيسى خلف المهدي - ولم يُسمِّه - وأنَّ عيسى يقول:

(إنَّما بُعثتُ وزيراً ولم أُبْعَث أميراً).

قال: حدَّثنا نعيم، حدَّثنا بقيَّة بن الوليد، عن صفوان بن عمرو، عن شُريح بن عبيد، عن كعب، قال:

(يَهبِطُ المسيح عيسى بن مريم عند القَنْطرة البيضاء على باب دمشق الشرقي طرف الشجر، تَحملُه غَمامةٌ، واضعٌ يديه على مـَنكَبِ مـَلَكيْن، عليه ريطتان، مؤتزرٌ بأحديهما، مـُرْتَدٍ بالأُخرى، إذا أكبَّ رأسَهُ يَقطُر منه كالجُمان، فيأتيه اليهود، فيقولون: نحن أصحابك، فيقول: كذبتم، ثمَّ يأتيه النَّصارى فيقولون: نحن أصحابك، فيقول: كذبتم، بل أصحابي: المهاجرون بقيَّة أصحاب المـَلْحَمة، فيأتي مـَجمـَع المسلمين حيثُ هم، فيَجدُ خليفتهم يصلِّي بهم، فيتأخَّر للمسيح حين يراه، فيقول: يا مـَسيحَ الله: صلِّ بنا، فيقول: بل أنت فصلِّ بأصحابك، فقد رضي الله عنك، فإنَّما بُعثت وزيراً ولم أُبعث أميراً، فيصلِّي بهم خليفة المهاجرين ركعتين مرَّة واحدة، وابن مريم

٢٣١

فيهم... ) . وذكر تمام الحديث.

وفي الملاحم والفتن لابن طاووس، ج١، ص٥٦، قال: وفي حديث آخر بإسناده عن حذيفة بن اليمان، عن النبي (صلَّى الله عليه وآله) أنَّه [ قال ]:

(فيَهبِطُ عيسى فيُرحِّب به النَّاس ويفرحون بنزوله لتصديق حديث رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم)، ثمَّ يقول للمؤذِّن: أقِم الصلاة، ثمَّ يقول له النَّاس: صلِّ بنا، فيقول: انطلقوا إلى إمامِكُم فليُصلِّ بكم؛ فإنِّه نِعْمـَ الإمام، فيصلِّي بهم إمامهم، فيصلِّي معهم عيسى). وذكر تمام الحديث، وحديث الدجَّال.

٢٣- وفي الملاحم والفتن، ص٥٣، الباب (١٨٢)، أخرج حديثاً مفصَّلاً يذكر فيه مدَّة أُمامة الإمام المهدي (عليه السلام)، وأنَّه (عليه السلام) يبني البيت المقدَّس أحسن بنيان، وأنَّه (عليه السلام) يفتح القسطنطينيَّة والروميَّة، ويستخرج كُنوزها، ثمَّ يرجع إلى بيت المقدس فيَنزِلها ويَخرج الدجَّال في زمانه، وينزل عيسى بن مريم من السماء فيصلِّي خلفه (عليه السلام)، وقد أوردنا الحديث بنصِّه في أحاديث مدَّة إمامته (عليه السلام) في رقم (٥٨)، في الباب (٢١) من هذا الكتاب.

٢٤- وفي صحيح البخاري، ج٣، ص٣٥٧ طبعة الهند، سنة ١٢٧٢ هـ، أخرج بسنده عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم):

(كيفَ أنتم، إذا نزَلَ ابن مرْيَم فيكم وإمامـُكم منكُم).

٢٥- وفي مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري الشافعي، ج٤، ص٤٧٨ طبعة حيدر آباد الدكن، أخرج بسنده وقال في الحديث:

(... فينزل عيسى بن مريم (عليه الصلاة والسلام) عند صلاة الفجر، فيقول له إمام النَّاس: تقدَّم يا روح الله، فصلِّ بنا، فيقول: إنَّكم معشر هذه الأُمَّة أُمراء بعضكم على بعض، تقدَّم أنت فصلِّ بنا، فيتقدَّم فيصلِّي بهم).

٢٦- وفي صحيح مسلم، ج٢، ص٥٠٠، قال: حدَّثنا في الجيش الذي يخرج من المدينة لقتال الروم الذين نزلوا بأعماق، [ إلى أن يقول ]:

(فينما

٢٣٢

هم يعدُّون للقتال يسوون الصفوف إذ أُقيمت الصلاة، فينزل عيسى بن مريم (صلى الله عليه وسلم) فأَمَّهُم (إمامهم)...).

٢٧- وفي الحاوي للفتاوي، ج٢، ص١٦٧، قال - في الردِّ على من أنكر أنَّ عيسى يصلِّي خلف المهدي -:

هذا من أعجبِ العجب؛ فإنَّ صلاة عيسى خلف المهدي ثابتة في عدِّة أحاديث صحيحة، بإخبار رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم)، وهو الصَّادق المصدَّق الذي لا يَخلُف خبره.

ثمَّ قال : ومن ذلك ما رواه أحمد في مسنده، والحاكم في المستدرك، وصحَّحه عن عثمان بن أبي العاص - وذكر الحديث إلى أن قال -:

(فينزل عيسى (عليه الصلاة والسلام) عند صلاة الفجر، فيقول له إمام النَّاس : [ وهو الإمام المهدي (عليه السلام) ] تقدَّم يا روح الله فصلِّ بنا، فيقول: إنَّكم معشر هذه الأُمَّة أُمراء بعضكم على بعض، تقدَّم أنت فصلِّ بنا، فيتقدَّم فيصلِّي بهم، فإذا انصرف أخذ عيسى (صلوات الله) عليه حربته نحو الدجَّال).

وفيه أيضاً قال: وفي الصحيحين [ أي: صحيح مسلم، وصحيح البخاري ] عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم):

(كيف أنتم إذا نزل فيكم ابن مريم، وإمامكم منكم).

قال: وفي مسند أحمد، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم): (يخرج الدجَّال... - فذكر الحديث، إلى أن قال -: فإذا هم بعيسى بن مريم (صلَّى الله عليه وسلم) [ نزل من السماء ] فتُقام الصلاة، فيقال له: تقدَّم يا روح الله، فيقول: ليتقدَّم إمامكم... [ فيتقدَّم المهدي فيصلِّي بهم ]) .

وفيه أيضاً قال: وفي مسند أبي يعلى، عن جابر، قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم):

(لا تزالُ من أُمَّتي ظاهرين على الحقِّ، حتَّى يَنزِل عيسى بن مريم، فيقول إمامهم: تقدَّم [ فصلِّ بنا ] فيقول: أنتم أحقُّ، بعضكم أُمراء على بعض، أمرٌ أكْرَمـَ الله به هذه الأُمَّة).

المؤلِّف:

أخرج جلال الدين السيوطي في العرف الوردي، ج٢، ص٦٤، حديث جابر مع اختلاف في بعض ألفاظه، وهذا نصُّه، قال: أخرج أبو نعيم عن جابر قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم): (ينزَلُ عيسى بن

٢٣٣

مريم، فيقول أميرهم المهدي: تعالَ صلِّ بنا، فيقول: ألا وإنَّ بعضكم على بعضٍ أُمراء، تَكرِمةُ الله لهذه الأُمَّة).

وأخرج الحديث في الحاوي للفتاوي، ج٢، ص١٦٧، وفي لفظه اختلاف، وقال:

(... إنَّ بعضكم على بعض أمير، تكرِمةٌ من الله لهذه الأُمَّة).

وأخرجه في سُنن ابن ماجة، ولفظه يساوي العرف الوردي، وأخرجه أبو نعيم في عواليه.

٢٨- وفي ينابيع المودَّة، ص٤٣٢، باب (٧٢)، نقلاً من مشكاة المصابيح، فقد أخرجه في باب أشراط الساعة عن جابر، قال: قال رسول الله (ص):

(لا تَزالُ طائفةٌ من أُمَّتي يُقاتِلون على الحقِّ ظاهرين إلى يوم القيمة، قال: فيَنزِلُ عيسى بن مريم، فيقول أميرهم: تعالِ صلِّ لنا، فيقول: لا، إنَّ بعضكم على بعض أُمراء، تَكْرِمةٌ من الله لهذه الأُمَّة).

المؤلِّف:

تقدَّم الحديث نقلاً من مسند أبي يعلى مع اختلافٍ في ألفاظه؛ ولذلك أخرجنا الحديث ثانياً.

٢٩- وفي مشارق الأنوار، ج٢، ص٣٢٢، قال:

ينزل عيسى في زمانه [ أي: زمان المهدي (عليه السلام) ] بالمنارة البيضاء شرقي دمشق، والناس في صلاة العصر، فيتنحَّى له الإمام، فيتقدَّم فيصلِّي بالناس، يؤمُّ بسنَّة محمَّد (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم).

قال صاحب المشارق: والمراد بالإمام: أمير المهدي على دمشق، وأمَّا هو ففي بيت المقدس، ثمَّ يذهب عيسى إلى بيت المقدس، فيقتدي بالمهدي في صلاة الصبح.

المؤلِّف:

ذكر في مشارق الأنوار، ج٢، ص١١٠، وقال:

نزول عيسى بن مريم من على المنارة البيضاء شرقي دمشق آخر الليل، ويأتيه المهدي فيجتمع إليه، ويطلبه النَّاس وقت الصبح، [ أنْ يصلِّي بهم ] فيمتنع ويقول: إمامكم منكم، فيتقدَّم المهدي ويصلِّي بعيسى، تكرُمةٌ لهذه الأُمَّة ونبيِّها (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم).

المؤلِّف:

ثمَّ ذكر بعض ما يفعله عيسى (عليه السلام) باليهود والدجَّال، ثمَّ قال: ويصلِّي عيسى وراء المهدي صلاة الصبح، - قال -: وذلك لا يقدح في قدر نبوَّته.

٢٣٤

المؤلِّف:

إنَّ هذا القائل لم يلتفت إلى ما قال؛ ولو تأمَّل قليلاً لعرف أنَّ الإمام المهدي (عليه السلام) إمام عصره وخليفة رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، ولولا أنَّه أفضلُ من عيسى ما اقتدى عيسى به، وعيسى (عليه السلام) له المقام العظيم في عصر نبوَّته، وفي عصر الإمام - مع ما له من الفضل - مأمور بمتابعة الإمام، وهو وزيره، كما يأتي في الأحاديث الآتية، فالوزير ليس كالسلطان وإن كان له المقام الرفيع بالنسبة إلى غير الإمام، وتقدَّم في الأحاديث المتقدِّمة أنَّه (عليه السلام) يقول: (أنا وزير...).

٣٠- وفي العرف الوردي، ج٢، ص٦٥، قال: أخرج ابن ماجة، والروياني، وابن خزيمة، وأبو عوانة، والحاكم، وأبو نعيم واللفظ له، بسنده عن أبي أُمامة قال: خطبنا رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، وذكر الدجَّال، وقال:

(فتَنفي المدينةُ الخَبَثَ منها كما يَنقي الكِيرُ خَبَثَ الحديد [ الكير: كورةُ الحدَّاد ] [ قال ]: ويُدعى ذلك اليوم: يوم الخلاص، فقالت أُمِّ شريك: فأين العرب يا رسول الله يومئذٍ؟ قال: هم يومئذٍ قليلٌ، وجُلُّهم ببيت المقدس، وإمامهم المهدي رجلٌ صالحٌ، يُصلِّي بهم الصُّبح، إذ نزَلَ عليهم عيسى بن مريم، فرَجعَ ذلك الإمامـُ يَنْكُص [ أي ] يمشي القهقرى ليتقدَّم عيسى، فيضعُ عيسى يده بين كَتِفَيْه، ثمَّ يقول له: تقدَّم، فصلِّ فإنَّه لك أُقيمت، فيصلِّي بهم إمامهم).

المؤلِّف:

لا يخفى ما في هذا الحديث من الإسقاط والتحريف؛ ويدلُّ على ذلك ما أخرجه الشبلنجي الشافعي في كتابه: البيان في أخبار صاحب الزمان (عليه السلام)، وإليك نصُّ الحديث.

٣١- وفي كتاب (البيان في أخبار صاحب الزمان)، ص٣٣٥، باب (٢٢)، أخرج تحت عنوان (المهديُ إمامٌ صالح)، قال: ورويَ عن أبي أُمامة قال: خطبنا رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، وذكر الدجَّال [ ثمَّ قال ]:

(إنَّ المدينة لَتُنقِّي خَبَثَها كما يُنَقِّي الكِيرُ خَبثَ الحديد، ويُدعى ذلك اليوم: يومـُ الخلاص ، [ قال ]:

٢٣٥

فقالت أُمِّ شريك: فأين العرب يا رسول الله يومئذٍ؟ قال : هم يومئذٍ قليل، وجُلُّهُم ببيت المقدس، وإمامهم مهدي [ المهدي ] رجلٌ صالح [ قال ]: فبينا إمامهم قد تقدَّم يُصلِّي بالنَّاس [ الصبح ]، إذ نزَلَ عليهم عيسى بن مريم؛ فرَجَع ذلك الإمام يَنْكُص، يمشي القهقرى لِيَتقدَّم عيسى يُصلِّي بالنَّاس [ فيضَع عيسى يده بين كتفيه، فيقول: تقدَّم فصلِّ، فإنَّها لك أُقيمت، فيصلِّي بهم إمامهم ]).

ثمَّ قال : قلت: هذا حديثٌ حسنٌ، هكذا رواه الحافظ أبو نعيم صاحب (حِلْيَة الأولياء)، ووقع إلينا عالياً بحمد الله.

المؤلِّف:

حديث الكنجي كأنَّ فيه إسقاط، أو سقط منه في الطبع ما يبلغ مقدارَ سطرٍ واحدٍ، وقد أخرجناه وجعلناه بين هلالين، ويشهد على ما قلنا الحديث المتقدِّم عليه المنقول من العرف الوردي؛ فإنَّ العبارة الساقطة موجودة فيه كما ذكرناه.

وقال الكنجي - في كتاب البيان، ص٣١٨، باب (٧) -: أخرج الحديث المتقدِّم نَقلُه من البخاري، ثمَّ قال: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ متَّفق على صحَّته من حديث محمَّد بن شهاب الزهري، رواه البخاري ومسلم في صحيحيهم، ثمَّ أخرج حديث جابر بن عبد الله المتقدِّم نقله، ثمَّ قال: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ، أخرجه مسلم في صحيحه [ ثمَّ قال ]: وهذا الحديث غير قابل للتأويل، لأنَّه صريح، بأنَّ عيسى يقدِّم أمير المسلمين، وهو يومئذٍ المهدي (عليه السلام). انتهى باختصار الحديث.

٣٢- وفي كتاب البيان، ص٣١٨، قال: روى حذيفة، وقال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم):

(يَلتفتُ المهدي وقد نزَلَ عيسى كأنَّما يَقطُر من شعرِهِ الماء، فيقول المهدي [ لعيسى ]: تقدَّم صلِّ بالنَّاس، فيقول عيسى: إنَّما أُقيمت الصلاة لك، فيصلِّي عيسى خلفَ رجلٍ من وُلدي). الحديث.

المؤلِّف:

أخرج جلال الدين السيوطي الحديث في العرف الوردي، ج٢، ص٨١، وقال: أخرج أبو عمرو الداني في سُننه عن حذيفة قال: قال

٢٣٦

رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم):

(يلتفت المهدي وقد نزل عيسى بن مريم...). الحديث.

ولفظه يساوي لفظ الكنجي، وفي معجم الطبراني، ومناقب [ الإمام ] المهدي (عليه السلام) لأبي نعيم، أخرجا عن جابر بن عبد الله الأنصاري أنَّه قال: سمعت رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم) يقول:

(يَلتفِتُ المهدي وقد نزَلَ عيسى بن مريم كأنَّما يَقطُر من شعرِهِ الماء...).

وساق الحديث، وأخرجه في الصواعق المحرقة لابن حجر، ص١٠١، وفي إسعاف الراغبين، بهامش نور الابصار ص١٢٤.

٣٣- وفي تاريخ الخميس، ج٢، ص٣٢٢، أخرج حديث جابر بن عبد الله المتقدِّم نقله من مسند أبي يعلى، ومن العرف الوردي، ومن ينابيع المودَّة، وفي لفظ الجميع تحريف وإسقاط لبعض ألفاظ الحديث، وما في تاريخ الخميس أكمل وأوضح، وهذا نصُّه بلا تصرُّف.

قال: قال جابر بن عبد الله: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم):

(لا تزالُ طائفةٌ من أُمَّتي، يُقاتِلون على الحقِّ حتَّى ينزِلَ عيسى بن مريم عند طُلوع الفجر ببيت المقدس، ينزِلَ على المهدي فيقال: تقدَّم يا نبيَّ الله فصلِّ بنا، فيقول: هذه الأُمَّة أُمراء بعضهم على بعض).

أخرجه الإمام أبو عمرو عثمان بن سعيد المـُقري في سُننه.

المؤلِّف:

أخرج في العرف الوردي، ج٢، ص٨٣ حديث جابر نقلاً من سُنن أبي عمرو الداني، ولفظه يساوي لفظ صاحب تاريخ الخميس، وأخرجه السيِّد في الملاحم والفتن من فتن نعيم، وفي لفظه اختلاف في اللفظ والمعنى، وأخرجه السيِّد هاشم البحراني في غاية المرام، ص٧٠٢ من كتاب الفتوح لابن أعثم الكوفي، ولفظه يساوي حديث رقم (٢٩) في بعض ألفاظه.

٣٤- وفي الملاحم والفتن للسيِّد ابن طاووس (رحمه الله) قال: فيما ذكر نعيم

٢٣٧

من أنَّ عيسى إذا نزل لا يشمُّ رِيحَهُ كافر إلاَّ مات، ويصلِّي وراء المهدي.

حدَّثنا نعيم، حدَّثنا الحكم بن نافع، عن جرَّاح عمَّن حدَّثه عن كعب، قال:

(ينزِلُ عيسى بن مريم عند المنارة، عند باب دمشق الشرقي، وهو شابٌّ أحمر معه مـَلَكان، قد لَزِمـَ مناكِبهُما، لا يَجِدُ نَفَسَهُ ولا رِيحَهُ كافرٌ إلاَّ مات؛ وذلك أنَّ نَفَسَه تَبلُغ مدَّ بصَرِه، فيُدرِك نَفَسَهُ الدجَّال، فيذوب ذوبان الشمع فيموت، ويسير ابن مريمـَ إلى مـَن في بيت المقدِس من المسلمين فيُخبرهم بقتله، ويصلِّي وراء أميرهم...). الحديث.

المؤلِّف:

بالمراجعة إلى أحاديثِ هذا الباب تَعرِف أنَّ أمير المسلمين في بيت المقدس هو الإمام المهدي (عليه السلام)، راجع رقم (١٤)، ورقم (١٨)، ورقم (٢٣) وغيرهنَّ.

٣٥- وفي الملاحم والفتن، ج٢، ص١١٠- ١١١ من فتن أبي صالح السليلي قال:

الباب الحادي والثمانون : فيما نذكره من أحاديث الدجَّال، ومن أيِّ موضع يخرُج، ونزول عيسى بن مريم، وصلاته خلف المهدي، وصلاح الدنيا، وزوال الأكدار منها، إلى أن قال: ذكر أبو صالح السليلي في كتاب الفتن حديثاً هذا إسناده، ويرويه الخيَّاط الدينوري بسنده عن عمرو بن عبد الله الحضرمي، عن أبي أُمامة الباهلي، قال: خطبنا رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) ذاتَ يومٍ خطبةً، فكان آخر خطبته، وذكر ما حدَّثهم عن الدجَّال، ثمَّ قال:

(وإمامـُ النَّاس يومئذٍ رجلٌ صالحٌ [ وهو المهدي (عليه السلام) ] فيُقال له: صلِّ الصُّبح، فإذا كبَّر ودخلَ في الصلاة نزَلَ عيسى بن مريم [ عليه السلام ]، فإذا رآه ذلك الرجلُ [ أي: المهدي (عليه السلام) ] عَرَفه؛ فيَرجعُ يمشي القهقرى ليتقدَّم عيسى بن مريم (عليهما السلام)، فيَضعُ عيسى [ عليه السلام ] يده بين كتفيه فيقول له: صلِّ فإنّما أُقيمت لك الصلاة، فيصلِّي عيسى بن مريم [ عليه السلام ] وراءه، ثمَّ يقول: [ افتحوا الباب ] فيفتحون الباب، ومع الدجَّال يومئذٍ سبعون ألف يهودي، ذي ساجٍ وسيف

٢٣٨

مـُحلَّى، فإذا نظَرَ [ الدجَّال ] إلى عيسى ذاب كما يذوب الرصاص في النَّار، أو الثلجُ في الماء، ثمَّ يخرُجُ هارباً، فيقول عيسى [ عليه السلام ]: إنَّ لي فيك ضربةً لن تفوتني بها، فيُدرِكه عند بابِ اللُدِّ الشرقي، فيَقتُله، ولا يبقى شيءٌ ممَّا خلقَ الله، يتوارى به يهودي إلاَّ أنطقَ الله ذلك الشيء، لا شجرٌ، ولا حجرٌ، ولا دابَّةٌ، إلاَّ قال: يا عبد الله المـُسلم: هذا كافرٌ فاقْتُله، إلاَّ الغرقدة، فإنَّها من شجرِهِم [ الغرقد: شجر الغضا والعوسج ] ولا تنطق [ قال ]: ويكون عيسى في أُمَّتي حكماً عدلاً، وإماماً مـُقسطاً، فيدقُّ الصليب، ويقتلُ الخِنْزير، ويضعُ الجزية، ويتركُ الصدقة، ولا يُسعَى على شاةٍ، ولا تبقى بقرةٌ، وتُرفع الشحناء، والتباغُض، وتُنزع حِمَّة كلِّ دابَّة؛ حتَّى يُدخِل الوليد يده في فَمِ الحنش [ الحيَّة الكبيرة ] فلا يضُرَّه، وتَلْقَى الوليدةُ الأسدَ فلا يضُرَّها، ويكون في الإبل كأنَّه كلبُها، ويكون الذئبُ في الغنمِ كأنَّه كلبُها، وتُملأ الأرضُ من الإسلام، ويُسلب الكفَّار مـُلكَهم، ولا يكون المـُلْكُ إلاَّ للهِ وللإسلام، وتكون الأرضُ كفاثور الفضَّة، تُنبِت نباتَها كما كانت على عهد آدم [ عليه السلام ]، يجتمع النفر القِثَّاء فتُشبعهم، (ويجتمع النفر على الرغيف فتُشبعهم)، (ويجتمع النفر على القِطْفِ من العنب فتُشبعهم)، ويجتمع النفر على الرمَّانةِ فتُشبعهم، ويكون الفرس بدريهمات).

المؤلِّف:

تقدَّم الحديث بلفظ يختلف مع هذا اللفظ، ويشاركه في المعنى، وفيهما اختلاف في المعنى في بعض المطالب، وفي بعضها زيادات كثيرة، وقد أخرج الحديث ابن ماجة القزويني في سُننه مفصَّلاً، وفيه أنَّ أُمَّ شريك بنت أبي العكبر قالت: يا رسول الله فأين العرب يومئذٍ؟ قال: هم

(ببيت المقدس، وإمامهم... قد تقدَّم يصلِّي بهم الصُّبح، إذ نزل عليهم عيسى بن مريم الصُّبح، فرجعَ ذلك الإمام... القهقرى؛ ليتقدَّم عيسى يُصلِّي بالنَّاس، فيَضعُ عيسى يده بين كتفيه، ثمَّ يقول له: تقدَّم... [ فيتقدَّم الإمام ويصلِّي بهم، ويصلِّي عيسى خلفه ]) .

٢٣٩

٣٦- وفي الأربعين حديثاً الذي جمعه الحافظ أبو نعيم في أَمرِ المهدي (عليه السلام) في الحديث (٣٨)، قال: وبالإسناد إلى أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم):

(منَّا الذي يُصلِّي عيسى بن مريم خلفه).

المؤلِّف:

ثمَّ ذكر في الحديث (٣٩) وقال: وعن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم):

(يَنْزِلُ عيسى بن مريم [ من السماء ]، فيقولُ أميركم المهدي: تعال صلِّ بنا، فيقول: ألا إنَّ بعضكم على بعض أُمراء، تكرِمةٌ من الله لهذه الأُمَّة).

المؤلِّف:

تقدَّم في رقم (٣٧)، ورقم (٣٩)، حديثٌ عن جابر ولفظه يقرُب هذا اللفظ مع اختلاف، والظاهر أنَّ الحديث واحدٌ ولكنَّ الرواة نقلوا الحديث بألفاظ مختلفة، والأربعين حديثاً المـُشار إليها جمع أبي نعيم، وأخرجها السيِّد في غاية المرام في، ص٦٩٩، إلى ص٧٠١، طبع إيران.

٣٧- وفي غاية المرام ص٧٠٤ قال: وفي حِلْيَة الأولياء في حديثٍ طويل قال:

( في رحلهم - يعني المسلمين - إلى بيت المقدس، إمامهم مهدي [ المهدي ] رجلٌ صالح [ قال ]: فبينا إمامهم قد تقدَّم يُصلِّي بهم الصُّبح، إذ نزل عيسى بن مريم حتَّى كبَّر للصُّبح، فيرجِعُ ذلك الإمام يَنْكُص [ أي: يتأخَّر ] ليقدَّم عيسى ليصلِّي بالنَّاس، فيَضعُ عيسى يديه بين كتفيه، فيقول: تقدَّم فصلِّ؛ فإنَّها لك أُقيمت، فيصلِّي بهم إمامهم [ المهدي (عليه السلام) ].

المؤلِّف:

تقدَّم في الأحاديث المتقدِّمة في الباب مضمون هذا الحديث بعبارات مختلفة مفصَّلة ومختصرة، والمعنى واحد، ولو تأمَّلت في أحاديث الباب من أوَّله رقم (١)، إلى رقم (٤٨) وجدت في جميعها أنَّ الإمام المهدي (عليه السلام) يطلب من عيسى (عليه السلام) أن يصلِّي بالناس فلا يقبل منه ذلك، ويقول له: أنت الإمام، وأنَّ الصلاة أُقيمت لك؛ فأنت أولى بالصّلاة بالناس، فيصلِّي الإمام المهدي (عليه السلام) بالناس، ويصلِّي معه وخلفه عيسى

٢٤٠

بَين أيديهم ومن خَلفِهِم ، وعَن أيمانِهِم وعن شَمائِلهِم ، ومن حَيثُ شِئتَ ، وَمِن أينَ شِئتَ ، وكَيفَ شِئتَ ، وأنّى شِئتَ ، حَتى لا يَصلَ إليَّ واحِدٌ مِنهُم بِسوءٍ.

اللّهُمَّ واجعلني في حِفظكَ وسِترِكَ وجوارِكَ ، عَزَّ جارُكَ ، وجَلَّ ثَناؤُكَ ، ولا إلهَ غَيرُكَ. اللّهُمَّ أنتَ السُّلامُ ، ومنكَ السُّلامُ ، أسألُكَ يا ذَا الجَلالِ والإكرام فكاكَ رَقَبتَي من النَّار ، وأن تُسكنني دارَ السُّلامِ.

اللّهُمّ إنّي أسألكَ من الخير كُلِّهِ عاجِلِهِ وآجِلِهِ ، ما عَلِمتُ مِنه وما لم أعلم. اللّهُمّ وإنّي أسألًكَ خير ما أرجو ، وأعُوذُ بِكَ من شَرِّ ما أحذر ، ومن شَرَّ ما لا أحذرُ ، وأسألكَ أن تَرزُقني من حَيثُ أحَتسبُ وَمن حَيثُ لا أحتسَبُ.

اللّهُمَّ إنّي عَبدُكَ ( و )(١) ابن عَبدِكَ وابنُ أمتِكَ ، وفي قَبضَتِكَ ، ناصيتي بيدِكَ ماضٍ فيَّ حُكمكَ ، عَدلٌ فيَّ قضاؤكَ ، وأسألُكَ بكُلِّ اسمٍ هُوَ لَكَ سَميَّتَ بهِ نَفسَكَ ، أو أنزلتهُ في شَيءٍ من كُتُبكَ ، أو عَلَّمتَهُ أحَداً من خَلقِكَ ، أو أستَأثرتَ بهِ في عِلمِ الغَيبِ عِندَكَ ، أن تُصلَّي على مُحمّدٍ النَّبيّ الأمي عَبدِكَ ورَسوُلِكَ وخِيرتِكَ من خَلقِكَ ، وعلى آل مُحمّدٍ الطّبيينَ الأخيارِ ، وأن تَرحَمَ مُحمّداً وآلَ مُحمّدٍ ، وتُبارِكَ على مُحمّدٍ وآل مُحمّدٍ كما صَلَّيتَ ( وباركت )(٢) على إبراهِيمَ وآلِ إبراهِيمَ أنّكَ حَميدٌ مَجيدٌ ، وأن تَجعَلَ القرآنَ

__________________

(١) اثبتناها من نسخة « ن ».

(٢) اثبتناه من الرواية الأولى في نسخة « ن ».

٢٤١

نُورَ صَدري ، ورَبيعَ قَلبي ، وجَلاءَ حُزني ، وذهابَ هَمي ، واشرح به صَدري ويسِّر به أمري ، واجَعلهُ نُوراً في بَصري ، ونُوراً في سَمعي ، ونُوراً في مُخي ، ونُوراً في عِظامي ، ونُوراً في عَصبي ، ونُوراً في شَعري ، ونُوراً في بَشري ، ونُوراً من فوقي ، ونُوراً من تَحتي ، ونُوراً عَن يَميني ، ونُوراً عن شمالي ، ونُوراً في مَطعمي ، ونُوراً في مَشربي ، ونُوراً في مَحشَري ، ونُوراً في قَبري ، ونُوراً في حَياتي ، ونُوراً في مماتي ، ونُوراً في كُلِّ شيءٍ مِني ، حَتى تُبَلّغني بِه إلى الجَنَّةِ ، يا نُورَ السّماواتِ والأرضِ ، أنتَ كَما وصَفتَ نَفسَكَ في كِتابِكَ على لِسانِ نَبيكَ ، وقَولكَ الحَقُّ ، تَباركَتَ وتَعاليتَ قُلتَ( اللهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ المِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) (١) .

اللّهُمَّ فَاهدِني بنُورك ، وأيّدني لِنورِكَ ، واجعَل لي في القيامَةِ نُورَاً بين يَدَيَّ ومن خَلفي ، وعَن يَميني وعَن شِمالي ، تهديني بِهِ إلى دارِكَ دار السُّلام يا ذَا الجَلالِ والإكرام. اللّهُمَّ إني أسألُكَ العَفو والعافِية في الدّنيا والآخِرَةِ ، اللّهُمَّ إنّي أسألُكَ العَفوَ والعافِيةَ في كُلّ شَيءٍ أعطَيتني ، اللّهُمَّ إنّي أسألُكَ العَفو والعَافية في أهلي ومالي ووُلدي وكُلّ شَيءٍ أحبَبتَ

__________________

(١) النور ٢٤ : ٣٥.

٢٤٢

أن تُلبسَني في العافيِةَ.

اللّهُمَّ صَلِّ على مُحمّد وآلِ مُحمّدٍ وأقلِني عَثرتي ، وآمِن رَوعَتي ، واحفَظني من بَينَ يَدَيَّ ومن خَلفي ، وعَن يَميني وعن شِمالي ، ومن فَوقي ومن تَحتي ،( اللَّهُمَّ مَالِكَ المُلْكِ تُؤْتِي المُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ المُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ بِيَدِكَ الخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ *تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ وَتُخْرِجُ المَيِّتَ مِنَ الحَيِّ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) (١) .

يا رَحمانَ الدُّنيا والآخِرة ورَحيَمهُما صَلِّ على مُحمّدٍ وآلِهِ ، واغفر لي ذَنبي ، واقضِ عَني دَيني ، واقض لي جَميعَ حَوائجي ، أسألُكَ ذلِكَ بأنّكَ مالِكٌ ، وأنّكَ عَلى كُلّ شَيء قَديرٌ وأنّكَ ما تشاءُ من أمرٍ يَكُن. اللّهُمَّ إنّي أسألُكَ إيماناً صادِقاً وَيقيناً لَيسَ بَعَدهُ ( شك )(٢) ، وتَواضعاً لَيسَ بَعدَهُ كبر ، وَرحمةً أنالُ بِها شَرَفَ الدُّنيا والآخِرَةِ(٣) .

اليوم السابع والعشرون :

اللّهُمَّ إنّي أسألُكَ رحمةً من عِندِكَ تَهدي بها قَلبي ، وتَجمعُ بها أمري ، وَتَلُمُّ بها شَعثي ، وتُصلحُ بها ديني ، وتَحفَظُ بها عيالي ، وتَرفَع بها

__________________

(١) آل عمران ٣ : ٢٦ ـ ٢٧.

(٢) من نسخة « ك » شكر ، واثبتنا ما في الرواية الأولى من نسخة « ن ».

(٣) رواه العلامة الحلي في العدد القوية ٣٢٣ ، ونقله المجلسي في البحار ٩٧ : ٢١٨ باختلاف فيه.

٢٤٣

شَهادَتي ، وتُكثرُ بِها مالي ، وتُزيدُ بها في رِزقي وَعُمري ، وتُعطيني بها كُلّما أُحبّ ، وتَصرِفَ عني ما أكرَهُ ، وتُبَيِّض بها وجهي ، وَتَعصِمني بها من كُلّ سوءٍ.

اللّهُمَّ أنت الأوَّلُ فَلا شَيءَ قَبلَكَ ، وأنت الآخرُ فَلا شَيءَ بَعدَكَ ، ظَهرتَ فَبطَنت ، وبَطنتَ فَظَهرتَ ، عَلَوتَ في ذُنوّكَ ، ودَنوتَ في عُلُوكَ ، أسالُكَ أن تُصَلي على مُحمّدٍ وآلِهِ ، وأن تَصلحَ لي ديني الَّذي هُوَ عصمة أمري ، وتُصلحَ دنياي التي فيها مَعيشتي ، وأن تُصلحَ لي آخرتي التي إليها مُنقلبي ، وأن تَجعَلَ الحَياةَ زِيادَةً لي في كُلِّ خَيرٍ ، وأن تَجعلَ المَوت راحةً لي من كُلِّ سوءٍ.

اللّهُمَّ لَكَ الحَمد قَبل كُلّ شيء ، ولك الحمد بعد كُلّ شيء ، يا صَريخ المَكروُبين ، يا مُجيبَ دَعوة المُضطرينَ ، يا كاشِفَ الكربِ العَظيم ، يا أرحَمَ الراحِمينَ ، إكشف غَمّي وكربي ، فَانَّهُ لا يَكشفُهُ غَيرُكَ ، تَعلَم حالي وحاجَتي.

اللّهُمَّ لَكَ الحَمد كُلّهُ ، ولَكَ المُلكُ كُلّه ، وَبِيدكَ الخَير كُلّه ، وإليكَ يَرجَعُ الأمر كُلّهُ ، عَلانيتُهُ وسِرُّهُ ، لا هادِي لَمِن اضلَلت ، ولا مُضِلِّ لَمِن هديتَ ، ولا مانَعَ لِما أعطَيتَ ، ولا مُعطي لما مَنعَتَ ، ولا مُؤَخّرَ لِما قَدّمتَ ، ولا مُقَدِّم لما أخَّرت ، ولا باسِطَ لِما قَبضت ، ولا قابِضَ لِما بَسطتَ.

اللّهُمَّ ابسط عَلَينا بَرَكاتكَ ورَحمتكَ وفَضلكَ ورِزقكَ ، اللّهُمَّ إنّي أسألُكَ الغنى يَومَ الفَقر ، وأسألُكَ الأمنَ يَومَ الخَوفِ. اللّهُمَّ إنّي أسألُكَ

٢٤٤

النَّعيم المُقيم الَّذي لا يَزولُ ولا يَحولُ. اللّهُمَّ رَبِّ السّماواتِ السَّبعِ وما فيهنَّ وما بَيَنهُنَّ ورَبِّ العَرش العظيم ، رَبَّنا ورَبِّ كُلّ شيءٍ ، مُنزِل التَّوراة والإنجيلِ والفُرقانِ العظيمِ ، فالِق الحَبِّ والنَّوى ، أعُوذُ بِك من شَرِّ كُلّ دابةٍ أنتَ آخِذٌ بناصِيتها ، أنّكَ على صِراطٍ مُستقيمٍ.

اللّهُمَّ أنتَ الأولُ فَلا شَيءَ قَبلَكَ ، وأنتَ الآخِرُ فَليسَ بَعدكَ شيءٌ ، وأنتَ الظاهِر فُليسَ فَوقكَ شيءٌ ، وأنتَ الباطنُ تُخبِرُ كُلَّ شَيء ، وأنتَ الآخِرُ فَلَيسَ بَعدَكَ شَيءٌ ، صَلِّ عَلى مُحمّدٍ وآل مُحمّدٍ وافعَل بي ما أنتَ أهَلُهُ.

بسمِ اللهِ وبِاللهِ ، بِاللهِ أؤمِنُ ، وبِاللهِ أعُوذُ ، وباللهِ ألوذُ ، وباللهِ أعَتصِمُ ، وبِعِزَِّته ومنعَتِهِ أمتنعُ من الشَّيطانِ الرَّجيم وَعَملِهِ وخَيلِهِ ورَجلِهِ ، وَشركُلّ دابةٍ تزحفُ معهُ. وأعُوذُ بِكُلِماتِ اللهِ التّامّاتِ التي لا يُجاوِزُهُنَّ بَرٌّ ولا فاجِر ، وبِأسماءِ اللهِ الحُسنى كُلّها ، ما عَلِمتُ مِنها وما لَم أعلَم به ، من شَرَّ ما خَلَقَ وذَرَأ وبَرَأ ، ومن شَرِّ كُلّ طارِقٍ إلاّ طارِقاً يَطرقُ بِخَيرٍ ، يا رَحمانُ.

اللّهُمَّ إني أعوذُ بِكَ من شَرِّ نَفسي ، ومن شَرِّ كُلِّ عَينٍ ناظِرةٍ ، ومن شَرِّ كُلّ أُذنٍ سامِعَةٍ ، ولِسانٍ ناطِقٍ ، وَيَدٍ باسطَةٍ ، وَقَدمٍ ماشِيةٍ ، وما أخفَيتُهُ في نَفسي ، في لَيلي ونَهارِي ، اللّهُمَّ من أرادَني بِبغي أو عَيب ، أو مَساءةٍ أو سوءٍ ، أو مكروهٍ ، أو خِلافٍ ، من جِنٍّ أو إنسٍ ، قَريبٍ أو بَعيدٍ ، صَغيرٍ أو كبيرٍ ، فَأسألُكَ أن تخرجَ صَدرَهُ ، وتمسكَ يَدَهُ ، وتَقصرَ

٢٤٥

قَدَمَهُ ، وتَفحَمَ لِسانَهُ ، وتَعمي بَصَرَهُ ، وتَقمَعَ رَأسَهُ ، وَترُدَّهُ بِغَيظهِ ، وتَحول بَيني وبَينَهُ ، وتَجعَلَ لَهُ شاغِلاً من نَفسِهِ ، وتُميتَهُ بِغَيظِهِ ، وتكفينيهِ ، بِحولِكَ وقُوّتِكَ أنّكَ على كُلّ شيءٍ قَديرٌ(١) .

اليوم الثامن والعشرون :

اللّهُمَّ إنّي أعُوذُ بكَ من كُلّ شيءٍ هُو دونكَ. اللّهُمَّ لا تَحرِمني ما أعطَيتَني ، ولا تَفتني بما مَنَعتنَي. اللّهُمَّ إنّي أسألُكَ خَيرَ ما تُعطي عِبادَكَ مِنَ الأمانَةِ والمالِ والأهلِ وَالوَلدَ النّافعِ غَير الضّارِ ولاَ المُضِرِّ. اللّهُمَّ إني إليكَ فقيرٌ ، وإني مِنكَ خائِفٌ مُستَجيرٌ بِكَ.

اللّهُمَّ لا تُبدِل اسمي ، ولا تُغَيّر جِسمي ، ولا تُجهِد بَلائي ، اللّهُمَّ إنّي أعُوذُ بِكَ من غنىً يُطغي ، أو هوىً يُردي ، أو عَملٍ يُخزي. اللّهُمَّ اغفِر لي جُرمي ، واقبَل تَوبتي ، واظهر حُجّتي ، واستُر عَورَتي ، واجَعَل مُحمّداً وآلِهِ والأنبياءِ المُصطَفينَ يَستَغفِرونَ لي.

اللّهُمَّ إنّي أعوَذُ بِكَ أن أقولَ قَولاً هُوَ من طاعَتِكَ أريدُ بِه سِوى وَجهكَ ، وأعَوذُ بِكَ أن يَكون غَيري أسَعَدَ بما آتَيتَني منّي. اللّهُمَّ وإنّي أعَوذُ بِكَ من شَرّ الشَّيطانِ ، وشَرِّ السُّلطانِ ، وما تَجري بِه أقلامُهُم. اللّهُمَّ إنّي أسألُكَ عَمَلاً بارّاً ، وعَيشاً قارّاً ، ورِزقاً دارّاً.

__________________

(١) رواه العلامة الحلي في العدد القوية ٣٣٥ ، ونقل المجلسي في البحار ٩٧ : ٢١٨ باختلاف فيه.

٢٤٦

اللّهُمَّ كَتَبتَ الآثامَ واطّلَعتَ على الأسرارِ ، وَحُلْتَ بَيَننا وَبَينَ القُلُوب. والقُلوبُ إليكَ مفضيةٌ ، والسِّرُّ عِندَكَ عَلانِيةٌ ، وإنِّما أمرُكَ إذا أرَدتَ شَيئاً أن تَقُولَ لَهُ : كُن ، فَيَكونُ.

اللّهُمَّ إنّي أسألُكَ بِرَحمتِكَ أن تدخلَ طاعَتَكَ في كُلّ عُضوٍ من أعضائي ثمَّ لا تُخرِجُها مِنّي أبداً. اللّهُمَّ إنّي أسألُكَ بِرحمتكَ أن تخرجَ مَعصيتَكَ من كُلّ عُضوٍ من أعضائي ثُمَّ لا تُعيدُها في أبَداً. اللّهُمَّ أنّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ العَفوَ فَاعفُ عَنّي. اللّهُمَّ كُنتَ وَتكَون وأنتَ حَيٌّ قَيوّمٌ لا تَنامُ ، تَنامُ العُيونُ وتَغورُ النُّجوم وأنتَ الحَيُّ القَيوُّمُ ، لا تأخُذُكَ سِنَةٌ ولا نَومٌ ، فَرِّج عَنّي هَمِّي ، اللّهُمَّ واجعَل لي من أمري فَرَجاً ومَخرَجاً ، وثَبتَ رَجاءَكَ في قَلبي حتى تُغنيني بِه عَن رَجاءِ مَن سِواكَ ، وحَتى لا يَكوُنَ ثِقتي إلاّ أنتَ.

اللّهُمَّ لا تَكتبني من الغافلين. اللّهُمَّ لا تَستَدرِجني بِخطيئتي ، ولا تَفضحني بِسريرتي. اللّهُمَّ إنّي أعَوذُ بِكَ أن أضِلَ عِبادكَ ، واستريب إجابَتكَ. اللّهُمَّ إنّ لي ذُنُوباً قد أحصَتها كُتُبكَ ، وأحاطَ بها عِلمُكَ ، ونَفَذَها بَصَرُكَ ، ولَطُفَ بها خَبركَ ، وكتبَتها مَلائِكتُكَ. اللّهُمَّ فلا تُسَلّطُ عَلَيّ في الدّنيا ولا في ما بَعدها مَن لم يَخلُقني ولَم يَرحَمني ، ومَن أنتَ أولى بِرَحمتي مِنهُ. اللّهُمَّ وما سَتَرت عَلَيّ من تِلكَ العُيوبِ والعَوراتِ ، وأخَّرت من تِلكِ العُقُوباتِ ، مَكراً مِنكَ واستدراجاً ، لِتأخُذَني بِها يَومَ القيامة ، وتَفضحني بها عَلى رُؤوسِ الخَلائِق ، فَاعفُ عَنّي في الدّارينَ كَلتيهما ، فَأنّكَ غَفورٌ رَحيمٌ.

٢٤٧

اللّهُمَّ أنْ لم اُكن أهلاً أن أبلُغَ رَحَمتكَ فَإنَّ رَحَمتَكَ أهلٌ أن تبلُغني ، فإنَّها وسَعتَ كُلّ شَيء ، فَلتَسعني رَحَمتك يا أرحَمَ الرّاحِمينَ. اللّهُمَّ وإن كنتَ خَصَصت بِذلِكَ عِباداً أطاعُوكَ فيما أمَرتَهُم به ، وعَمِلوُا فيما خَلَقتهَمُ لَهُ ، فَإنَّهمُ لَن يَناَلُوا ذِلكَ إلاّ بكَ ، ولا يُوفِقهُم لَهُ إلاّ أنتَ ، كانَتَ رَحَمتُكَ إيّاهُم قَبلَ طاعَتِهِم لَكَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ. اللّهُمَّ فخصّني يا سَيدي ومَولايَ ، ويا إلهي ويا كَهفي ، ويا حِرزي ويا كَنزي ، ويا قُوتي ويا رَجائي ، ويا خالِقي ويا رازقي ، بِما خَصَصتَهُم به ، ووَفِقني لِما وفقتهم لَهُ ، وارحَمني كما رَحمتَهُم يا أرحَمَ الرّاحميِنَ.

يا مَن لا يَشغلُهُ سَمعٌ عن سمعٍ ، يا مَن لا يُغَلِّطُهُ السّائِلُونَ ، يا مَن لا يُبرِمُهُ إلحاحُ المُلحِيّنَ ، أذِقنا بِردَ عَفوك ، وحَلاوَةَ مَغفِرتِكَ ، وطيبَ رَحَمتِكَ.

اللّهُمَّ إنّي أسَتَغفرُكَ مَمّا تُبتُ إليكَ مِنهُ ثُمَّ عُدتُ فيه ، وأستَغفِرُ كَلِما وَعَدتُكَ من نَفسي ثم أخلَفتُكَ ، وأستَغفِرُكَ لِكلِ أمرٍ أرَدتُ به وَجهك فَخالَطَني فيه ما لَيسَ لَكَ ، وأستَغفركَ لِكُلّ النِّعمِ التَّي أنَعمتَ بها عَلَيّ فَقويتُ بِها عَلى مَعصيتِكَ ، وأستَغفِرُكَ مِمّا دَعاني إليهِ الهَوى من قبول الرُّخَصِ فيما أتَيتُهُ واشتَبَه عَلَيَّ مِمّا هُوَ حَرامٌ عِندَكَ ، وأستَغفِرُكَ لِلذّنوبِ التي لا يَعْلُمها غَيرُكَ ، ولا يَسَعُها إلاّ حِلمُكَ وعَفَوكَ ، وأستَغفِرُكَ لكُلِّ يَمينٍ سَبقَت مني حَنثتُ فيها عِندَكَ ، يا مَن عَرَّفَنا نَفسهُ لا تَشغُلُنا بِغَيرِكَ ، وأسقِط عنّا ما كانَ لِغَيركَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ(١) .

__________________

(١) رواه العلامة الحلي في العدد القوية ٣٤٧ ، ونقله المجلسي في البحار ٩٧ : ٢١٨ باختلاف فيه.

٢٤٨

اليوم التاسع والعشرون :

لا إلهَ إلاّ اللهُ الحَليمُ الكَريمُ ، لا إلهَ إلاّ الله العَليُّ العَظيمُ ، سُبحانَ الله رَبِّ السّماواتِ السَّبع وما فيهِنَّ وما بَينهُنَّ ورَبِّ الأرَضينَ السَّبع وما فيهنَّ وما بَينَهُنَّ ورَبِّ العَرشَ العظيمِ ، والحَمدُ لله رَبِّ العالمينَ ، وتَباركَ اللهُ أحَسنُ الخالقينَ ، ولا حَولَ ولا قُوّة إلاّ بالله العَلي العَظيم.

اللّهُمَّ ألبسني العافية حتى تهنيني المعيشة ، واختم لي بالمغفِرة حَتى لا تَضُرنّي مَعَهَا الذُّنوبُ ، واكفِني نَوائِبَ الدُّنيا وهُمُومَ الآخِرَة حَتّى تُدخلني الجَنَّةَ بِرحَمتِكَ أنّكَ على كُلّ شَيءٍ قَديرٌ.

اللّهُمَّ إنّكَ تَعَلم سَريرَتي فاقبَل مَعذِرتي ، وتَعلَمُ حاجَتي فَاعطِني مَسألَتي ، وتَعلُم ما في نَفسي فَاغِفر لي ذُنوبي ، اللّهُمَّ أنتَ تَعلَمُ حوائِجي وتَعَلمُ ذُنُوبي. فَاقضِ لي جَميعَ حَوائِجي ، واغفِر لي جَميعَ ذُنوبي.

اللّهُمَّ أنتَ الرَبِّ وأنا العَبدُ ، وأنتَ المالِكُ وأنا المَملُوكُ ، وأنتَ العزيزُ وأنا الذَّليلُ ، وأنتَ الحَيُّ وأنا خَلَقتَني للمِوتِ ، وأنتَ القَويُّ وأنا الضَّعيفُ ، وأنتَ الغَنيُّ وأنَا الفَقيرُ ، وأنتَ الباقي وأنا الفاني ، وأنتَ المُعطي وأنا السائِلُ ، وأنتَ الغَفُورُ وأنَا المُذنِبُ ، وأنتَ السَّيّدُ وأنا العَبدُ ، وأنتَ العالِمُ وأنَا الجاهِلُ ، عَصَيتُكَ بِجَهلي ، وارتَكَبتُ الذُّنوبَ بِجَهلي ، وألَهْتني الدُّنيا بِجَهلي ، وسَهَوتُ عَن ذِكرِكِ بِجهَلي ، وركَنتُ [ إلى ] الدُّنيا بِجَهلي ،

٢٤٩

واغتَررتُ بِزينَتها بِجهلي ، وأنتَ أرحَمُ بي مني بِنفسي ، وأنتَ أنظر لي مِنّي لِنفسي ، فَاغفِر وارحَم وتَجاوَز عَمّا تَعلَمُ ، فإنّكَ أنتَ الأعَزُ الاكرمُ.

اللّهُمَّ اهدِني لأِرشَدِ الأُمور وقِني شَرَّ نَفسي. اللّهُمَّ أوسِع لي في رِزقي ، وأمدُد لي في عُمري ، واغفِر لي ذُنوبي ، واجعَلني ممَّن تَنتصِرُ به لِدينِكَ ولا تَستبدِل بي غَيري ، يا حَنّانُ يا مَنّانُ ، يا حَيُّ يا قَيوُّمُ ، فرِّغ قلبي لِذِكرِكَ.

اللّهُمَّ رَبِّ السّماواتِ السّبعِ وما بَينهُنَّ ، ورَبِّ [ السبع ] المَثاني والقرآنِ العَظيم ، ورَبِّ جَبرئيلَ وميكائيلَ ، ورَبِّ المَلائِكةِ أجمعَين ، ورَبِّ مُحمّدٍ خاتَمِ النَّبيّينَ والمُرسَلينَ أجمعينَ ، صَلِّ عَلى مُحمّدٍ وآلِهِ واغنني عَن خِدمَةِ عِبادِكَ ، وفَرّغني لِعبادَتِكَ باليسار والكِفايةِ والقنوعِ وَصدقِ اليَقينِ في التّوكُلّ عَليكَ.

اللّهُمَّ [ و ] أسألُكَ باسمكَ الَّذي تَقُومُ به السّماواتِ السَّبع ومَن فيهِنَّ وما بَينهُنَّ ، وبه تَرزُقُ الأحياءَ ، وبه أحصَيتَ وزنَ الجِبالِ ، وبِه احصيتَ البحار ، وبه أحصَيتَ عَددَ الرّمالِ ، وبه تُمتِ الأحياء ، وبه تُحيي المَوتى ، وبه تُعزُّ الذَليلَ ، وبه تُذِلُّ العزيزَ ، وبِه تَفعَلُ ما تَشاءُ ، وبه تَقُولُ للشيء :كن فيكون ، وإذا سألك به سائل اعطيته سؤله ، أسألُكَ باسمك الأعظَمِ الأعظَمِ ، الَّذي إذا سَألكَ به السائِلونَ أعطَيتَهُم سُؤلَهُم ، وإذا دَعاكَ به الدّاعُونَ أجَبتَهُم ، وإذا اسَتجارَ بِكَ المُستَجيرُونَ أجَرتَهُم ، وإذا دَعاكَ به المُضطرُّون أنقَذتَهُم ، وإذا تَشَفّعَ به إليكَ المُتَشفّعونَ شَفَعتَهُم ، وإذا

٢٥٠

استَصرخَكَ به المُستصرخُونَ أصرَخَتهُم ، وإذا ناجاكَ به الهارِبُونَ إليكَ سَمِعتَ نِداءهُم وأعنتَهُم ، وإذا أقبلَ إليكَ التّائِبونَ قَبلتَ تَوبتَهُم.

فَأنَا أسألُكَ ـ يا سَيَّدي ويا مَولاي ويا إلهي ويا قُوّتي ويا رَجائي ويا كَهفي ويا رُكني ويا فَخري ، ويا عِدَّتي لِديني ودُنيايَ وآخِرَتي ـ بِاسمكَ الأعظَمِ ، وأدعُوك بِه لِذَنبٍ لا يَغفِره غَيرُكَ ، ولِكربٍ لا يَكشِفُهُ سِواكَ ، ولِضُرّ لا يَقدِرُ عَلى إزالَتِهِ عَنّي إلاّ أنتَ ، ولِذنُوبي التي بارَزتُكَ بِها ، وقَلَّ مِنها حَيائي عِندَ ارتكابي لَها ، فَها أنا قد أتَيتُكَ مُذنباً خاطِئاً ، قَد ضَاقَت عَلَيّ الأرضُ بِما رَحُبت ، وضَلّت عَنَّي الحيلُ ، وعَلِمتُ أن لا مَلجأ ولا مَنجاً مِنكَ إلاّ إليكَ ، وها أنَا ذا بَينَ يَدَيكَ ، قَد أصبحتُ وأمسيتُ مُذنِباً خاطِئِاً ، قد ضاقَتَ عَليّ الأرضُ ، فَقير ( محتاجاً )(١) ، لا أجِدُ لِذَنبي غافِراً غَيرَكَ ، ولا ( لِكَسري )(٢) جابراً سِواكَ ، ولا لِضُرّي كاشِفاً إلاّ أنتَ. وأنا أقُولُ كما قالَ عَبدُكَ ذُو النّوُنِ حينَ تُبتَ عَلَيهِ ونَجَيتهُ من الغَمِّ ، رَجاءً أن تَتوُبَ عَلَيَّ وتُنقِذُني من الذُّنوبِ يا سَيّدي( لا إِلَٰهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ) (٣) .

وأنا أسألُكَ يا سَيّدي ومَولايَ بِاسمِكِ العَظيم الأعظمِ أن تَستَجيبَ لي دُعائي ، وأن تُعطِيني سُؤلي ، وأن تُعجِّل لي الفَرَجَ من عِندِكَ

__________________

(١) في نسخة « ك » : محتالاً ، وفي نسخة « ن » : محتلاً ، واثبتنا ما في نسخة المجلسي.

(٢) في نسخة « ك » : لشكواي ، واثبتنا ما في نسخة « ن ».

(٣) الانبياء ٢١ : ٨٧.

٢٥١

بِرحَمتِكَ في عافيةٍ ، وأن تُؤمِنَ خَوفي في أتَم النّعمةِ ، وأعظَمِ العافيةِ ، وأفضَلِ الرزقِ والسّعة والدَّعَةِ ، وما لَم تَزَلْ تُعَوِّدنيهِ يا إلهي ، وتَرزُقَني الشّكرَ عَلى ما تُؤتيَني ، وتَجعَلَ ذلِكَ تاماً أبَداً ما أبقَيتَني ، وتَعفُو عن ذُنوبي وخَطايايَ وأسرافي عَلى نَفسي وإجرامي إذا تَوَفيَتني ، حتى تَصِلَ لي سَعادَةَ الدُّنيا بِنَعيم الآخِرَةِ.

اللّهُمَّ بِيدِكَ مَقاديرُ اللَيل والنَّهار ، وبِيدِكَ مقاديرُ الشمسِ والقَمر ، وبيدِكَ مَقاديرُ الخَير والشَّرِّ ، اللّهُمَّ فَباركَ لي في ديِني ودُنيايَ وآخِرَتي ، اللّهُمَّ وباركَ لي في جَميع أُموري.

اللّهُمَّ لا إلهَ إلاّ أنتَ ، وعدكَ حَقٌ ، ولِقاؤُكَ حَقٌ ، فَصَلِّ عَلى مُحمّدٍ وآلِهِ ، وَاختِمْ لي أجَلي بافضَلِ عَمَلي ، حَتّى تَتَوفّاني وقَد رضَيتَ عَنّي يا قيّومُ ، يا كاشِفَ الكَربِ العَظيمِ ، صَلَّ على مُحمّدٍ وآله ، وَوسِّع علَيّ مِن طيب رِزقكَ حسب جودِكَ وكَرَمِكَ.

اللّهُمَّ أنّكَ تَكَفَّلتَ بِرِزقي ورِزقِ كُلّ دابةٍ ، يا خَيرَ مَدعُوٍ ، ويا خَيرَ مَسؤولٍ ، يا أوسَعَ مُعطٍ وأفضَلَ مَرجُوٍ ، وسِّع لي في رِزقي ورِزقِ عَيالي.

اللّهُمَّ اجَعلْ فيما تَقضي وفيما تقدِّرُ من الأمرِ المَحتوم ، وفيما تَفرِقُ مِن الأمِر الحكيمِ في لَيلَةِ القَدر ، في القَضاءِ الَّذي لا يُردُّ ولا يُبدَّلُ ، أن تُصلّيَ عَلَى مُحمّدٍ وآلهِ ، وأن تَرحَمَ مُحمّداً وآل مُحمّدٍ ، وأن تُبارِكَ على مُحمّدٍ وآلِ مُحمّدٍ ، كما صَلَّيتَ وباركَتَ وتَرَحَّمت عَلى إبراهيمَ وآلِ إبراهيمَ أنّكَ حَميدٌ مَجيدٌ ، وأن تَكتُبَني من حُجّاجِ بَيتِكَ الحَرامِ ، المَبرورِ حَجهُّمُ ،

٢٥٢

المَشكور سَعيُهُم ، المَغفور ذُنُوبهُم ، المُكفَّر ( عَنْهُم )(١) سَيّئاتِهِم ، الواسِعةِ أرزاقُهُم ، الصحيحةِ أبدانهُم ، المُؤمِنَ خَوفَهُم ، واجعَل فيما تقضي وفيما تَقدِرُ أن تَطّوّلَ عُمري ، وأن تَزيدَ في رِزقي. يا كائِناً قَبلَ كُلّ شَيء ، يا مكون كُلّ شيءٍ ، يا كائناً بعد كُلّ شيءٍ ، تَنامُ العُيونُ ، وتَنكِدرُ النُّجومُ وأنتَ حَيٌّ قَيّومٌ ، لا تأخُذُكَ سِنَةٌ ولا نَومٌ.

اللّهُمَّ إنّي أسألُكَ بِجلالِكَ وحِلمِكَ ، ومَجدِكَ وكَرَمِكَ ، أن تُصلّي عَلى مُحمّدٍ وآلِ مُحمّدٍ ، وأن تَغفِرَ لَي ولِوالدِيَ ، وتَرحَمهُما رَحَمةً واسِعَةً ، أنّكَ أرحَمُ الرّاحِمينَ. اللّهُمَّ إنّي أسألُكَ بأنّكَ مالِكٌ ، وأسألُكَ بأنّكَ على كُلّ شيءٍ قَديرٌ ، وأسألُكَ بأنّكَ ما تشاءُ يَكنُ من أمرٍ ، ان تَغفِرَ لي ولإخوإنّي من المُؤمنينَ ( وَالمؤمنات )(٢) أنّكَ رَؤُفٌ رحَيمٌ.

الحَمدُ لله الَّذي اشَبعَنا في الجائِعينَ ، والحَمدُ للهِ الَّذي كَسانا في العارينَ ، والحمدُ للهِ الَّذي آوانا في الغائِبين ، والحَمدُ للهِ الَّذي أكرمَنا في المُهانينَ ، والحَمدُ لله الَّذي آمننا في الخائِفين ، والحَمدُ لله الَّذي هَدانا في الضّالينَ. يارَجاءَ المُؤمِنينَ لا تُخيَّبَ رَجائي ، يا غِياث المُستغيثينَ أغِثني ، يا مُعينَ المُؤمنينَ أعِنِّي ، يا مُجيب التَّوابين تُبْ عَلَيّ ، أنّكَ أنتَ التَوابُ الرَّحيمُ.

حَسبِيَ الرَبِّ من العِبادِ ، حَسبِيَ المالِكُ من المَملُوكينَ ، حَسبيَ

__________________

(١) في نسخة « ك » : عن ، واثبتنا ما في نسخة « ن » وما تقدم من الرواية الأولى في نسخة « ك ».

(٢) اثبتناه من نسخة « ن ».

٢٥٣

الخالِقُ من المَخلُوقينَ ، حَسبِيَ الحَيُّ الَّذي لا يَموتُ ، حَسبِيَ الرّازقُ من المَرزُوقينَ ، حَسبيَ الَّذي لَم يَزَل حَسبَي مُذ كنتُ حَسبِيَ اللهُ ونعِمَ الوكيلُ.

لا إلهَ إلاّ اللهُ واللهُ أكَبرُ ، لا إلهَ إلاّ اللهُ واللهُ أكبر كَثيراً مُبارَكاً فيهِ من أوَّلِ الدَّهِر إلى آخِر الدَّهِر. لا إلهَ إلاّ اللهُ رَبِّ كُلّ شَيءٍ وراحِمَهُ ، لا إلهَ إلاّ اللهُ الَّذي لا حَيَّ مَعَهُ في دَيمُومَةِ بَقائِهِ ، قَيُّومٌ قَيُّومٌ ، لا يَفُوتُ شَيءٌ عِلمَهٌ ، ولا يَؤدُهُ. لا إلهَ إلاّ اللهُ الباقي بَعدَ كُلّ شَيءٍ وآخِرهِ ، دائِمٌ بِغيرِ فَناءٍ ولا زَوالٍ لِملكِهِ ، الصَّمَدُ في غَيرِ شبهٍ فلا شَيءَ كَمِثلِهِ ، لا إلهَ إلاّ اللهُ لا شَيءَ كُفُوهُ ولا مُداني لِوَصفِهِ ، كَبيرٌ لا تَهتَدي القُلوُبُ لِكُنهِ عَظَمتِهِ.

لا إلهَ إلاّ اللهُ البارئُ المنشئُ بِلا مِثالٍ خَلا من غَيرِهِ ، الطاهِرُ من كُلّ آفَةٍ بِقدسِه. لا إلهَ إلاّ اللهُ ( الكافي المُوسِع لِما خَلَقَ من عَطايا خَلقِهِ من فَضلِه )(١) ، النَّقيُّ من كُلّ جَورٍ لَم يَرضَهُ ولَم يُخالِطهُ فِعالهُ. لا إلهَ إلاّ الله الَّذي ( وَسِعَ كُلّ شيءٍ رحمةً وعِلماً )(٢) المَنّانُ ذَا الإحسانِ قَد عَمَّ الخَلائِقَ مَنُّهُ. لا إلهَ إلاّ اللهُ دَيّانُ العِبادِ وكُلٌّ يَقُومُ خاضِعاً من هَيبتهِ ، خالِقُ ما في السّماواتِ والأرضِ وكُلٌّ إليهِ مَعادُهُ. لا إلهَ إلاّ اللهُ رَحيمُ كُلّ صَارخٍ وَمَكروبٍ وغِياثُهُ ومَعَاذُهُ ، يا رَبي فَلا تصِفُ الألسُنُ كُلّ جَلالِ مُلكِكَ وعِزِّك.

__________________

(١) لم ترد العبارة في نسخة « ن » ، وفي نسخة المجلسي ومهج الدعوات : ٣٠٥ : الكافي الموسع لما خلق من عطايا فضله. وفي العدد القوية : ٣٦٨ : الموسع في عطايا خلقه من فضله.

(٢) في نسخة « ك » : وسعت رحمته ، واثبتنا ما في نسخة « ن ».

٢٥٤

لا إلهَ إلاّ اللهُ البَديعُ البَرايا لَم يَبغِ في إنشائِها عَوناً من خَلقِهِ ، وعَلاّمُ الغيوبِ فَلا يَفُوتُ شَيئاً حِفظُهُ. لا إلهَ إلاّ اللهُ المَعيدُ ما بَدأ إذا بَرَزَ الخَلائِقُ لِدَعوتِهِ من مَخافَتِهِ. لا إلهَ إلاّ اللهُ العَزيزُ المَنيعُ الغالِبُ في أمرهِ فَلا شَيء يُعادِلُهُ. لا إلهَ إلاّ اللهُ الحَميدُ الفَعّالُ ذُو المَنّ عَلى جَميعِ خَلقِهِ.لا إلهَ إلاّ اللهُ ذُو البَطشِ الشَّديدِ ، الَّذي لا يُطاقُ انتِقامُهُ. لا إلهَ إلاّ اللهُ العالي في ارِتفاعِ مَكانِهِ فَوقَ كُلّ شَيءٍ قَوَّتُهُ. لا إلهَ إلاّ اللهُ الجبَّارُ المُذِلُّ كُلّ شَيءٍ بِقَهرِ عِزّهِ وسُلطانِهِ.

لا إلهَ إلاّ اللهُ نورُ كُلّ شَيءٍ وهَدَاهُ لا إلهَ إلاّ اللهُ القُدُّوسُ الظاهِرُ عَلى كُلّ شَيء فَلا يُعادِلُهُ. لا إلهَ إلاّ اللهُ العَزيزُ المُجيبُ المُتدانّي دُون كُلّ شَيء قربُهُ. لا إلهَ إلاّ اللهُ العَليُّ الشامخُ في السّماءِ فَوقَ كُلّ شيءٍ إرتِفاعُ عُلّوه. لا إلهَ إلاّ اللهُ المبدئ البَرايا وَمُعيدها بَعدَ فَنائها بِقُدرَتِهِ. لا إلهَ إلاّ اللهُ الجَليلُ المُتَكَبِّرُ على كُلّ شَيءٍ فَالعَدلُ أمره والصِدقُ وعدُهُ.

لا إلهَ إلاّ اللهٌ المَحموُدُ الَّذي لا تَبلُغُ الأوهامُ كُلّ ثَنائِهِ ومَجدِهِ. ولا إلهَ إلاّ اللهُ الكَريمُ العَفُوُّ الَّذي وَسِعَ كُلّ شَيءٍ عَفُوهُ. لا إلهَ إلاّ اللهُ العَزيزُ الكَريمُ فلا يَذِلُ عِزُّهُ. لا إلهَ إلاّ اللهُ العَجيبُ فلا تنطِقُ الألسُنُ بكُلّ آلائِهِ وثنائِهِ ، وهُوَ كما أثنى على نَفسهِ ووَصفها بِه : اللهُ الرَّحمانُ الرِّحيمُ ، الحَقُّ المُبينُ ، البرهانُ العظيمُ ، اللهُ العَليمُ الحَكيمُ ، اللهُ الرَبُّ الرَّحيمُ ، اللهُ السُّلام المُؤمِنُ المُهيمنُ ، العَزيزُ الجَبّارُ المُتَكَبِّرُ ، اللهُ المُصوِّرُ الوِترُ النُّورُ

٢٥٥

وَمنه النور ، اللهُ الحَميدُ الكَبير لا إلهَ إلاّ اللهُ عَلَيهِ تَوكَلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرشِ العظيمِ(١) .

اليوم الثلاثون :

اللّهُمَّ صَلِّ على مُحمّدٍ وآلِهِ واشرَح صَدري للإسلامِ ، وزَيّني بالإيمان ، والبِسني التَقوى ، وقِني عَذابَ النَّارِ. تَقُولُ ذلكَ سَبعَ مراتٍ ثُمَّ تَسألُ رَبّكَ حاجَتَكَ.

اللّهُمَّ أنتَ هُوَ يا رَبِّ قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ ، أسألُكَ بِاسمِكَ الأعظَمِ الَّذي لا إلهَ إلاّ هَو الحَيُّ القَيوُّمُ ، لا تَأخُذُكَ سِنةٌ ولا نَومٌ ، لكَ ما في السّماواتِ وما في الأرضِ ، ولا يَؤُدُكَ حِفظُهُما وأنتَ العَليُّ العَظيمُ ، أن تُصَلّي على مُحمّدٍ وآلِهِ في الأوَّلينَ ، وأن تُصلِّي عَلى مُحمّدٍ وآلهِ في الآخِرينَ ، وأن تُصَلِّي على مُحمّدٍ قَبلَ كُلّ شَيءٍ ، وأن تُصلِّي عَلَى مُحمّدٍ وآلهِ بَعدَ كُلّ شَيءٍ ، وأن تُصلي على مُحمّدٍ وآلهِ في اللَيل إذا يَغشى ، وأن تصلي على مُحمّدٍ وآلهِ في النَّهارِ إذا تَجلّى ، وأن تُصَلّي على مُحمّدٍ وآلهِ في الآخِرة والأُولى ، وأن تُعطَيني سُوءلي في جَميعِ ما أدعُوكَ به لِلآخِرِة والدُّنيا.

يا حيُّ حينَ لا حَيُّ ، قَبلَ كُلِّ شَيءٍ وقَبلَ كُلِّ أحَدٍ ، ويا حَيُّ بَعدَ كُلّ حي ، لا إلهَ إلاّ أنتَ ، يا قَيوُّمُ بِرحمتِكَ أستغيثُ ، صَلِّ علَى مُحمّدٍ وآلِهِ ،

__________________

(١) رواه العلامة الحلي في العدد القوية ٣٦٣ ، ونقله المجلسي في البحار ٩٧ : ٢١٨.

٢٥٦

وأصلِح لي شَاني وأسبابي ، ولا تَكلني إلى نَفسي طَرفَةَ عَين أبَداً.

الحَمدُ للهِ رَبِّ العالَمينَ الرَّحمانِ الرَّحيم لا شريكَ لَهُ ـ تقولُ ذلِكَ أربَعَ مرّاتٍ ـ يا رَبِّ أنتَ لي ( رَحِيمٌ )(١) يا رَبِّ فَكُنَ لي رُكناً معي ، أسألُكَ يا رَبِّ بما يَحمِلُ العَرش من عزِّ جَلالِكَ أن تَفعَلَ بي ما أنتَ أهَلُهُ ، فَإنَّكَ أهَلُ التَقوى وأهلُ المَغفِرَةَ.

اللّهُمَّ إنّي أحمدُكَ حمَيداً ، وأتَوكلُّ عَليكَ وحَيداً ، وأستَغفِرُكَ فَريداً ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلاّ اللهُ شَهادة اُفني بِها عُمري ، والقى بها رَبي ، وأدخِلُ بها قَبري ، وأخلو بها ( في وحَدتي )(٢) .

اللّهُمَّ إنّي أسألُكَ فِعلَ الخيراتِ ، وتَرك المُنكراتِ ، وحُبَّ المَساكينَ ، وأن تَغفِرَ لي وتَرحَمَني ، وإذا أردَتَ بِقومٍ فِنتَة أن تَتَوفّاني إليكَ وأنا غَيرُ مَفتونٍ ، وأسألُكَ حُبَّكَ وحُبَّ من يُحبُّكَ ، وحُبّاً يُقرِّبُ من حُبِّكَ.

اللّهُمَّ صَلِّ على مُحمّدٍ وآل مُحمّدٍ ، واجعَل لي من الذُّنوب مَخرَجاً ، ومن اُموري فَرَجاً ، واجَعل لي إلى كُلّ خَيرٍ سَبيلاً. اللّهُمَّ إنّي خَلقٌ من خَلقِكَ ، ولِخَلقٍ من خَلقِكَ قبلي حُقوقٌ ، ولي فِيما بَيني وبَيَنكَ ذُنُوبٌ ، اللّهُمَّ فَارض عَنّي خلقِكَ من حُقوقِهِم ، وهَب لي الذُّنوبَ التي بَيني وبَينَكَ ، اللّهُمَّ واجعَل فيَّ خَيراً تجَده فآنّكَ إلا تَجعَلهُ لا تَجِدهُ عنِدي. اللّهُمَّ خَلقتَني كَما أردتَ فاجعَلني كَما تُحبُّ ، اللّهُمَّ اغفِر لَنا وعافِنا ، وارحَمنا واعفُ عَنَّا ،

__________________

(١) اثبتناه من نسخة « ن ».

(٢) في نسخة « ك » : وحدي ، واثبتنا ما في نسخة « ن ».

٢٥٧

وارضِ عَنّا وَتَقبَّلِ مِنّا ، وادخِلنَا الجَنَّةَ ونَجّنا من النّارِ ، واصلِح لَنا شَأنَنا.

اللّهُمَّ صَلِّ على مُحمّد النِّبيّ الاُميّ ، الطَّيبِ المُبارَكِ ، نَبّي الرِّحمةِ ، كَما أمرتَنا أن نُصلّي عَليهِ. اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى النّبي الاُميّ عَدَدَ مَن صَلّى عَليهِ ، وَعَددَ مَن لَم يُصَلِّ عليهِ. اللّهُمَّ رَبِّ البَيتِ الحرامِ ، ورَبِّ الركن والمَقامِ ، وَرَبِّ المَشعرِ الحَرامِ ، ابلِغ رُوحَ مُحمّد مِنّا السُّلام ، وعَليهَ السُّلامُ وَرَحمةُ اللهِ وبَرَكاتُهُ ، وعلى أهِل بَيتِهِ الطَّيبينَ الطاهِرينَ المُصطَفينَ الأخَيارِ ، ولا حولَ ولاقُوةَ إلاّ باللهِ العَليّ العَظيمِ(١) .

__________________

(١) رواه العلامة الحلي في العدد القوية ٣٧٧ بزيادة فيه. ونقله المجلسي في البحار ٩٧ : ٢٢٤ باختلاف فيه.

٢٥٨

الفصل الثاني والعشرون

في رواية أخرى بتعيين أيّام الشّهور

وما فيها من وقتِ السُّرور والمحذور.

حدّثنا أبو نصر مُحمّد بن أحمد بن حمدون الواسطي ، قال : حدَّثنا أبو الفرج مُحمّد بن علي القنّاني ، قال : حدثنا أحمد بن مُحمّد بن موسى ، قال : حدَّثنا مُحمّد بن علي بن معمرٍ الكوفي ، قال : حدَّثنا علي بن مُحمّد الزّاهد ، قال : حدّثنا عاصم بن حميد ، قال : قال جعفر بن مُحمّد صلوات الله عليه وقد سُئل عن اختيارات الأيام فقال :

اليوم الاول من الشهر

خَلَقَ الله فيه آدَمَ صلى الله عليه ، وهو يومٌ صالحٌ مَسعودٌ ، خاطِب فيه السُّلطان ، وتَزوّج ، واسرع في حَوائجِك ، واعمَل فيه كُلّ ما تُريده من طلب الحَوائج وغيرها(١) .

اليوم الثاني من الشهر

تزوّج فيه ، وائتِ أهلِكَ من السَّفَرِ ، واشتر ، فيه وبع ، واطلُب فيه حَوائجك ، واتَّقِ فيه أعمال السُّلطان ، وابتَغِ واطلُب فيه الحوائج ، فإنَّه يومٌ موافقٌ لذلكَ(٢) .

__________________

(١) نقله المجلسي في البحار ٥٩ : ٥٦ / ٩ باختلاف.

(٢) نقله المجلسي في البحار ٥٩ : ٥٧ / ١٤ صدره.

٢٥٩

اليوم الثالث من الشهر

يوم نَحس ، لا تأتِ فيه السُّلطان ، ولا تشترِ فيه ولا تَبع ، ولا تَطلُب فيه ، واتّقِ فيه أعمال السّلطان ، ففيه سُلبَ آدم وحوّاءعليهما‌السلام لَباسهما(١) .

اليوم الرابع من الشهر

ولد فيه هابيل بن آدمعليهما‌السلام ، وهو يوم صالحٌ للتزويج ، وطلب الصيّد ، ومَن يولد فيه يكون ما عاش صالحاً ، ولا تُسافر فيه فإنّ من سافر فيه يُسلبُ(٢) .

اليوم الخامس من الشهر

ولد فيه قابيل بن آدم وكان ملعوناً ، وهو اليوم الَّذي قتل فيه أخاهُ ودعا بالويل والثّبور على أهله وأدخل عليهم البكاء ، وهو يوم سوء ملعونٌ(٣) .

اليوم السادس من الشهر

جَيّد ، ليس فيه بؤس ، يَصلحُ للتّزويج وللصّيد ولطلب المعاش ، وكُلّ حاجة تريدها(٤) .

__________________

(١) نقله المجلسي في البحار ٥٩ : ٥٨ / ١٩ باختلاف فيه.

(٢) نقله المجلسي في البحار ٥٩ : ٥٩ / ٢٤ باختلاف فيه.

(٣) نقله المجلسي في البحار ٥٩ : ٦٠ / ٢٩ باختلاف فيه.

(٤) نقله المجلسي في البحار ٥٩ : ٦٠ / ٣٤ باختلاف فيه.

٢٦٠

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367