المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية الجزء ٢

المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية0%

المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية مؤلف:
الناشر: مؤسّسة الإمام المهدي
تصنيف: الإمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف
الصفحات: 367

المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ نجم الدين جعفر بن محمد العسكري
الناشر: مؤسّسة الإمام المهدي
تصنيف: الصفحات: 367
المشاهدات: 23045
تحميل: 6647


توضيحات:

بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 367 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 23045 / تحميل: 6647
الحجم الحجم الحجم
المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية

المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية الجزء 2

مؤلف:
الناشر: مؤسّسة الإمام المهدي
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

12- وفي عقد الدُّرر، الحديث (350)، من الباب (12) من حديث أبي رافع في أحوال الدجَّال، قال:

(وإنَّ من فتنته أنْ يأمـُر السماء أنْ تُمطِر فتُمطِر، ويأمـُر الأرض أنْ تُنبت فتُنبِت، وإنَّ من فِتنتِهِ أنْ يَمرَّ بالحي فيُكذِبونه فلا تبقى لهم سائِمةٌ إلاَّ هلكت، وإنَّ من فِتنتِه أنْ يَمـُرَّ بالحيِّ فيُصدِّقونه، فيأمـُرَ السماء أنْ تُمطِرَ فتُمطِر، ويأمـُر الأرض أنْ تُنبِت فَتُنبِت، حتَّى تَرُوحَ مواشِيهِم من يومِهِم ذلك أسْمـَن ما كانت وأعَظمهُ، وأمده خواصر، وأدرَّه ضروعاً، وإنَّه لا يبقى شيءٌ من الأرض إلاَّ وطَئَهُ وظهرَ عليه، إلاَّ مكَّة والمدينة؛ فإنَّه لا يأتيهما من نَقْبٍ من نِقابِهما إلاَّ لقيته الملائكة بالسيوف صَلِتَةٍ، حتَّى ينزِلَ عند الظريب الأحمر، عند منقطع السَبْخة، فتَرجُف المدينة بأهلها ثلاثَ رَجَفاتٍ، فتَنفي الخَبَثَ منها كما يَنفي الكِيْرُ خَبَثَ الحديد، ويُدعى ذلك اليوم: يوم الخلاص، قالت أُمُّ شريك بنت أبي العكر: يا رسول الله: فأين العرب يومئذٍ؟ قال: هم يومئذٍ قليل، وجلُّهم ببيت المقدس، وإمامهم رجلٌ صالحٌ، فبينما إمامهم قد تقدَّم يُصلِّي الصبح إذ نزل عيسى بن مريم [ حين كبَّر ] ، فيرجع ذلك الإمام ينكص يمشي القهقرى؛ ليتقدَّم عيسى بن مريم ليُصلِّي بالناس، فيَضعُ عيسى يده بين كتفيه، ثمَّ يقول: تقدَّم فصلِّ؛ فإنَّه لك أُقيمت، فيصلِّي بهم إمامهم [ المهدي ] ، فإذا انصرف قال عيسى: افتحوا الباب، فيُفتح، ووراءه الدجَّال معه سبعون ألف يهودي، كلَّهم ذو سيفٍ محلَّىً وساج، فإذا نظر إليه الدجَّال ذابَ كما يَذُوب الملح في الماء، وانطلق هارباً، فيقول عيسى: إنَّ لي فيك ضربةً لن تسبقني بها، فيُدركه عند باب لُدٍّ الشرقي فيَقتُله، ويَهزِم الله اليهود، فلا يبقى شيءٌ ممَّا خلق الله يتوارى به يهوديٌ إلاَّ أنطق الله ذلك الشيء، ولا حجرٌ، ولا شجرٌ، ولا حائطٌ - إلاَّ الغرقدة [ وهو شجر الغضا والعوسج ] ، فإنَّها من شجرِهم لا تنطق - إلاَّ قال: يا عبد الله المسلم: هذا يهودي، فتعال اقتله، قال رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم): وإنَّ أيَّامه أربعون سنةً، السنةُ كنصفِ السنة، والسنة كالشهر، الشهر كالجمعة، وآخر أيَّامه كالشَّررة، يُصبحُ أحدكم على بابِ المدينة فلا يبلغ بابها الآخر حتَّى يُمسي، فقيل له: يا رسول الله: كيف يُصلَّى في تلك الأيَّام

٢٢١

القصار؟ قال: تقدرون فيها الصلاة، كما تقدرونها في هذه الأيَّام الطوال، ثمَّ صلُّوا . قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم): فيكون عيسى بن مريم في أُمَّتي حَكَماً عدْلاً، وإماماً مـُقسِطاً، يدُّق الصليب، ويذبح الخنزير، ويضع الجزية، ويترك الصدقة، فلا يُسعى على شاةٍ ولا بعير، وتُرفع الشحناء والتباغض، وتُنزع حِمَّة كلِّ ذاتِ حِمَّة، حتَّى يُدخل الوليد يده في فَمِ الحيَّة فلا تضُرَّه، وتُنفِر الوليد الأسد فلا يضُرَّها، ويكون الذئب في الغنم كأنَّه كلبُها، وتُملأ الأرض من السلْم كما يُملأ الإناء من الماء، وتكونُ الكلمة واحدة، فلا يُعبد إلاَّ الله عزَّ وجلَّ، وتضع أوزارها، وتسلب قريش مـُلْكها، وتكون الأرض كفاثور الفضَّة، تُنْبِت نَبْتها بعهد آدم، حتَّى يجتمع النفر على القِطْفِ من العنب فيُشبَعهم، ويكون الثور بكذا وكذا من المال، ويكونُ الفرس بدُريهِمات ، قيل: يا رسول الله: وما يُرخص الفرس؟ قال: لا تُركب لحربٍ أبداً ، قيل: يا رسول الله: وما يُغْلِي الثورَ؟ قال: تَحْرثُ الأرضَ كلَّها، وإنَّ قبل خروج الدجَّال ثلاثُ سنواتٍ شدادٍ، يُصيب الناسَ فيها جوعٌ شديدٌ، يأمـُر الله تعالى السماء السَّنةَ الأُولى أنْ تَحبِس ثُلُثَ مـَطرِها، ويأمـُر الأرضَ فتَحبِس ثلُث نباتها، ثمَّ يأمـُر الله تعالى السماء في الثانية فتَحبِسَ ثُلثي مطرِها، ويأمـُر الأرض فتَحبِسَ مطَرَها كُلَّه فلا تُقْطٍر قطرةً، ويأمـُر الأرض أنْ تَحبِسَ نباتها كُلَّه فلا تَنْبُت خضراء، فلا تبقى ذات ظَلَفٍ إلاَّ هلكت، إلاَّ ما شاء الله تعالى ، فقيل: وما يعيش الناس في ذلك الزمان؟ قال: التهليل والتكبير، والتسبيح والتحميد، ويجري ذلك عليهم مجرى الطعام).

أخرجه الحافظ أبو عبد الله مـُحمَّد بن يزيد بن ماجة القزويني، وقال في آخره: سمعت عبد الرحمان المحاربي يقول: ينبغي أن يُدفع هذا الحديث [ إلى ] المؤدِّب حتَّى يُعلِّمه الصبيان في الكُتَّاب، [ أي: المدارس].

*بيان

الكُتَّاب: بالتشديد، محلٌّ يعلَّم فيه الكتابة.

المؤلِّف:

أخرج السيِّد في كتاب الملاحم والفتن، ج1، ص54، وج 2، ص110 حديثاً مفصَّلاً يحتوي على ما في هذا الحديث بلفظ آخر؛ ولعلَّ الراوي نقل الحديث بالمعنى فسبَّب الاختلاف والزيادة والنقصان، والحديث برواية عبد الله الحضرمي، عن أبي أُمامة الباهلي، قال: ذكر رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم)،

٢٢٢

فقالت له أُمُّ شريك: فأين المسلمون يومئذ يا رسول الله ؟ قال: ببيت المقدس... الحديث.

ويأتي الحديث بألفاظه في رقم (19) من المصدر المذكور، وأخرج الحديث في سُنن ابن ماجة، ج2، ص267، طبعة مصر، في حديث مفصَّل، وفي ضمنه حديث أُمِّ شريك، ولفظه يُخالف عقد الدُّرر، وفي المعنى موافق، وفي نور الابصار، ص154، أخرج ما أخرجه في سُنن ابن ماجة، ثمَّ أخرج حديث أبي هريرة المروي في صحيح البخاري من الباب (12)، (كيف أنتم إذا نزلَ ابن مريم فيكم وإمامكم منكم)، ثمَّ أخرج حديث جابر المتقدِّم في رقم (4).

13- وفي عقد الدُّرر في الحديث (352)، أخرج بسنده من قصص الأنبياء، لأبي الحسين مسلم بن عبيد الكسائي، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهما السلام) في قصَّة الدجَّال، قال (عليه السلام):

(إلاَّ وإنَّ أكثر أتباعه أولاد الزنا، لابسو التيجان، وهم اليهود - عليهم لعنة الله - يأكل ويشرب، له حمارٌ أحمر، طوله سِتُّون خطوةً مـَدُّ بصره، أعور اليمين، وإنَّ ربَّكم عزَّ وجلَّ ليس بأعور، صمدٌ لا يُطعم، فيشمل البلاد البلاء، ويُقيم الدجَّال أربعين يوماً، أوَّل يوم كسنة، والثاني فأقلَّ، فلا تزال تصغر وتقصر حتَّى تكون آخر أيَّامه كليلةِ يومٍ من أيَّامكم هذه، يَطأُ الأرض كلَّها، إلاَّ مكَّة والمدينة وبيت المقدس، ويدخل المهدي (عليه السلام) بيت المقدس ويصلِّي بالناس إماماً، فإذا كان يوم الجمعة وقد أُقيمت الصلاة؛ نزل عيسى بن مريم (عليه السلام) بثوبين مشرقين حمر، كأنَّما يَقطُر من رأسه الدهن، رَجِلُ الشَعْرِ، صبيحُ الوجه، أشبهُ خلق الله عزَّ وجلَّ بأبيكم إبراهيم خليل الرحمان (عليه السلام)، فيلتفت المهدي، فينظرَ عيسى (عليه السلام) فيقول لعيسى: يا ابن البتول: صلِّ بالناس، فيقول: لك أُقيمت الصلاة، فيتقدَّم المهدي (عليه السلام) فيصلِّي بالناس، ويصلِّي عيسى (عليه السلام) خلفه، ويبايعه، ويخرج عيسى (عليه السلام) فيلتقي الدجَّال، فيطعنه، فيذوب كما يذوب الرصاص، ولا تقبل الأرض منهم أحداً، لا يزال الحجر والشجر يقول: يا مؤمن: تحتي كافر اقتله، ثمَّ إنَّ عيسى (عليه السلام) يتزوج امرأة من غسَّان، ويُولد له منها مولد، ويخرج حاجَّاً، فيقبض الله تعالى روحه في طريقه قبل وصوله إلى مكَّة ) .

٢٢٣

بعضُ ما رويَ في يأْجوجَ ومأْجوجَ

المؤلِّف:

أخرج في عقد الدُّرر، في الحديث (374)، من الباب (12)، بعد ذكره حديثاً عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في قصَّة الدجَّال، ونزول عيسى بن مريم (عليه السلام)، [ قال رجلٌ من أصحابه ] يا أمير المؤمنين: صِفْ لنا يأجوج ومأجوج، قال:

(هم أُممٌ، كلُّ أُمَّة منهم أربعمئة ألف ألف نَفْسٍ، لا يموتُ الرجلُ منهم حتَّى يرى من ظهرِه ألفَ عينٍ تَطْرُف، صِنفٌ منهم كشَجرِ الأرُز الطِّوال مئةُ ذراعٍ بلا غُلظٍ، والصنفُ الثاني طوله مئةُ ذراعٍ، وعرضُه خمسون ذراعاً، والصنف الثالث منهم - وهم أكثر عدداً - قِصارٌ يلتحِف أحدهم بإحدى أذنيه، ويفترش الأُخرى، مقدِّمتهم بالشام، وآخرهم وساقتهم بخُراسان، لا يُشرِفون على ماءٍ إلاَّ نشف، يلحسُونه وإنَّ بحيرةَ طبريِّة يشربونها، حتَّى لا يكون فيها وزنُ درهمٍ ماءً). وذكر باقي الحديث.

ثمَّ ذكر حديثاً آخر عن الإمام أبي الحسين مـُحمَّد بن علي الكسائي في قصص الأنبياء، قال: قال وهب بن مـُنَبَّه وكعب الأحبار:

(فعند ذلك - أي: عند قتلِ عيسى بن مريم (عليه السلام) للدجَّال - يتزوَّج بامرأةٍ من العرب، فيمكث ما شاء الله تعالى، ثمَّ يخرُج يأجوج ومأجوج، وهم من كلِّ حَدْبٍ يَنْسِلون؛ فتمتلئ الأرض منهم، حتَّى لا يكون للطير موضعٌ تقرِّ فيه، ولا ينزلون بلداً إلاَّ أبادوا أهله، ثمَّ يسيرون إلى بيت المقدس لقتال عيسى بن مريم (عليهما السلام)، وإذا بهم قد أتوا إلى البيت المقدَّس، ورموا المدينة بالسهام، حتَّى تَسُدَّ السهام عين الشمس، ويقتلون خلقاً كثيراً، فيدعوا عيسى

٢٢٤

(عليه السلام) عليهم، فيُرسلُ الله تعالى عليهم عفارِيت الجنِّ، فيَقتلُونهم عن آخرهم، فيفرَحُ المسلمون، حتَّى يَتُمَّ لعيسى (عليه السلام) في الدنيا أربعون سنة، وأَمـَرَ الله تعالى مـَلَكَ الموت أن ينزل إليه، فيُوقِفه على موضعِ قَبْرِه، ثمَّ يَقْبضه ويُدفنه (صلَّى الله عليه وسلَّم)).

14- وفي خاتمة كتاب (القول المختصر في علامات المهدي المنتظر) أخرج ابن حجر الهيتمي الشافعي اقتداءَ عيسى (عليه السلام) بالإمام المهدي المنتظر، وذكر مدَّة حياته، وبعض أحواله، وهذا نصُّ ألفاظه:

قال ابن المنادي - في كتاب دانيال -: إنَّ السفيانيِّين ثلاثةٌ، وإنَّ المهديِّين ثلاثة، الأوَّلُ للسفياني الأوَّل، والثاني للثاني، والثالثُ للثالث، وهذه اختلافات متعارضة في تعدِّده، ومـَن يَلِي بعدُ، والذي يتعيَّن اعتقاده ما دلَّت عليه الأحاديث الصحيحة من وجود المهدي المنتظر الذي يَخرُجُ الدجَّال وعيسى في زمانه، وأنَّه المـُراد حيث أُطلق المهدي، والمذكورون قبله لم يصحَّ فيهم شيء، وبعده أُمراء صالحون أيضاً، لكن ليسوا مثله، فهو الأخير في الحقيقة، ومرَّ منها ما هو صريح في أنَّ خروجه قبل نزول عيسى (عليه السلام)، [ أي: خروج المهدي (عليه السلام) ]، وهو الحقُّ.

وأمَّا ما قيل: إنَّه بعد نزوله فبعيد، والأحاديث تردُّ على قائله، فلا ينظر إليه وأمَّا ما مرَّ من أنَّ نزول عيسى (عليه السلام) ببيت المقدس، فيردَّه ما جاء في حديث الدجَّال:

(المؤمنون يومئذٍ قليل، وجلُّهم ببيت المقدس، وإمامهم رجلٌ صالح، فيسير الدجَّال حتَّى ينزل بها، فيحاصرهم [ فيها ]، فبينما هو محاصرهم، إذ نزل عيسى (عليه السلام)، حين يدخل ذلك الإمام في صلاة الغداة، فإذا رأى الإمام عيسى عرفه؛ فيرجع القهقرى؛ ليتقدَّم عيسى (عليه السلام) للصّلاة، فيضع عيسى (عليه السلام) يده بين كتفيه، ثمَّ يقول له: تقدَّم فصلِّ فإنَّها لك أُقيمت، فيصلِّي عيسى (عليه السلام) وراءه، فإذا سلَّم ذلك الإمام

٢٢٥

قال عيسى: افتحوا - أو أقيموا الباب، فيفتح ووراءه الدجَّال - معه سبعون ألف يهودي، كلُّهم محلَّى ذو سيفٍ وتاجٍ [ أي:طيلسان ]، وقيل: مختصٌّ بالمقوَّر، تُنسج كذلك.

وفي الصحيح: (يتبع الدجَّال من يهود أصبهان سبعون ألفاً، عليهم الطيالسة).

فإذا نظر إليهم (إليه) ذاب كما يذوب الملح في الماء، وانساخ، ثمَّ ولَّى هارباً، فيقول عيسى: إنَّ لي فيك ضربة لم تفتني بها، فيدركه عيسى عند باب لُدٍّ: [ هي: قرية قريبة من بيت المقدس ] فيقتله... الحديث.

قال ابن حجر: فنزوله عندها [ أي: عند بيت المقدس ] جاء في عدِّة أحاديث، لكنَّ الجواب أنَّ هذا أوَّلاً، وما مرَّ بعده.

قال ابن حجر: ويروى عن حابس الحضرمي أنَّه قال:

يخرج [ الدجَّال ] عند المنارة عند الباب الشرقي، ثمَّ يأتي مسجد دمشق حتَّى يقعد على المنبر، فيدخل المسلمون المسجد وكذا النصارى واليهود كلُّهم يرجوه، حتَّى لو ألقيت شيئاً لم يُصِبْ إلاَّ رأس إنسان من كثرتهم، ويأتي مؤذِّن المسلمين وصاحب بوق اليهود والنصارى في المسجد.

ثمَّ يخرج عيسى ومـَن معه من أهل دمشق يتبع الدجَّال، إلى أن يأتي بيت المقدس، فيجده مغلقاً قد حصره الدجَّال، فيأمر(عليه السلام) بفتح الأبواب، ويتبعه حتَّى يدركه بباب لُدٍّ، ويذوب كما يذوب الشمع، ويقول عيسى: إنَّ لي فيك ضربة، فيضربه فيقتله الله على يديه.

ثمَّ يمكث في المسلمين ثلاثين سنة، أو أربعين سنة، ويُهلك الله على يديه يأجوج ومأجوج.

وتُرَدُّ الأرض إلى بركتها، وتكون الحيَّة مع الصبي والأسد والبقرة، ثمَّ يبعث الله ريحاً طيِّبة، يقبض روح كلَّ مؤمن، ويبقى شرار الناس، ثمَّ تقوم الساعة.

المؤلِّف:

وذكر ابن حجر اقتداءَ المسيح عيسى (عليه السلام) بالإمام المهدي (عليه السلام) في الباب الثالث من كتابه القول المختصر، ويأتي نصُّ ألفاظه في رقم (21).

15- وفي فرائد السمطين آخر ج2، الحديث (1) في آخر الكتاب،

٢٢٦

أخرج بسنده عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله):

(إنَّ خلفائي وأوصيائي وحُجَجُ الله على الخلق بعدي لاثنا عشر، أوَّلُهم أخي، وآخرهم ولدي، قيل يا رسول الله: مـَن أخوك؟ قال: علي بن أبي طالب، قيل: ومـَن ولدك؟ قال: المهدي الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مـُلئت جوراً وظلماً، والذي بعثني بالحقِّ بشيراً، لو لم يبقَ من الدنيا إلاَّ يومٌ واحدٌ لطوَّل الله ذلك اليوم حتَّى يخرج فيه ولدي المهدي، فينزل عيسى بن مريم فيصلِّي خلفه [ أي: خلف الإمام المهدي (عليه السلام) ] وتُشرق الأرض بنورِ ربِّها، ويبلغ سُلطانه المشرق والمغرب).

المؤلِّف:

أخرج الحديث الشيخ سليمان القندوزي الحنفي، في كتابه ينابيع المودَّة، ص447، طبع إسلامبول، سنة 1301، وفي لفظه اختلاف كثير مع الحديث الذي في فرائد السمطين، وسيمرُّ عليك الحديث في رقم (17) من هذا الباب، وأخرجه السيِّد في غاية المرام، ص43، وص692، وأخرجه العلاَّمة الحائري في إلزام الناصب، ج1، ص187 الطبعة الثانية، وأخرجه غير هؤلاء.

16- وفي ينابيع المودَّة، ص433، وص469، قال: أخرج الطبراني مرفوعاً [ وقال ]:

(يلتفِتُ المهدي وقد نزَلَ عيسى (عليه السلام) كأنَّما يَقُطر من شَعْرِه الماء، فيقول المهدي: تقدَّم فصلِّ بالناس، فيقول عيسى: إنَّما أُقيمت الصَّلاة لك، فيصلِّي خلفَ رجلٌ من وُلدي). ثمَّ قال: وفي صحيح ابن حبَّان - في إمامة المهدي - نحوه.

المؤلِّف:

في إسعاف الراغبين، بهامش ص124- 125، من نور الأبصار، أخرج نحوه من معجم الطبراني، وقال في صحيح ابن حبَّان نحوه.

وقال في ينابيع المودَّة، ص470: قد تواترت الأخبار عن النبي (ص) بخروج المهدي، وأنَّه من أهل بيته، وأنَّه يملأ الأرض عدلاً، وأنَّه يُساعد عيسى (عليهما السلام) على قتل الدجَّال بباب لُدٍّ بأرض فلسطين، وأنَّه يؤمُّ

٢٢٧

هذه الأُمَّة، ويصلِّي عيسى خلفه.

وفي الصواعق المـُحرقة لابن حجر، ص101 أخرج الحديث، ولفظُه ولفظ ينابيع المودَّة سواء، وأخرجه في عقد الدُّرر، الحديث (310)، الباب (10) عن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم):

(يلتفت المهدي، وقد نزل عيسى بن مريم - ثمَّ ذكر الحديث إلى قوله -: فيصلِّي عيسى خلفَ رجلٍ من ولدي، فإذا صُلِّيت، قام عيسى حتَّى جلس في المقام فيُبايَعه).

أخرجه الحافظ أبو نعيم في مناقب المهدي.

17- وفي ينابيع المودَّة، ص447، قال: وفي كتاب فرائد السمطين للشيخ مـُحمَّد بن إبراهيم الجويني الخراساني الحمويني المحدِّث الفقيه الشافعي [ أخرج ] بسنده عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله:

(إنَّ خلفائي وأوصيائي وحُجج الله على الخلق بعدي الاثنا عشر، أوَّلُهم علي، وآخرَهم ولدي المهدي، فيَنزِل روح الله عيسى بن مريم فيصلِّي خلف المهدي، وتُشرِق الأرض بنورِ ربِّها، ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب).

المؤلِّف:

تقدَّم حديثٌ نحوه مع اختلاف كثير في رقم (15) من هذا الباب، وممَّا يورث التعجُّب أنَّ الحديث السابق من هذا المصدر، ومع ذلك يختلف، والله أعلم إنَّ الاختلاف من الراوي، أو الناقل منه، أو الطابع.

18- وفي الملاحم والفتن لابن طاووس، ص53، ج1 باب (182)، أخرج بسنده عن مـُحمَّد بن الحنفيَّة قال:

(ينزل خليفة من بني هاشم بيت المقدس يملأ الأرض عدلاً، يبني بيت المقدس بناءً لم يُبن مثله، يملك أربعين سنة، تكون هُدنةُ الروم على يديه في سبع سنين بقين من خلافته، ثمَّ يغدرون به، ثمَّ يجتمعون له بالعمق، فيموت غمَّاً، ثمَّ يَلِي بعده رجلٌ من بني هاشم، ثمَّ تكون هزِيمتُهم [ أي: الروم ] وفتحُ القسطنطينيَّة على يديه، ثمَّ يسير إلى رومية فيَفتحَها، ويستخرج كنوزها، ومائدة سليمان بن داود، ثمَّ يرجع إلى بيت المقدس فينزلها، ويخرج الدجَّال في زمانه، وينزل عيسى بن مريم فيصلِّي خلفه).

[ أي: يصلِّي عيسى

٢٢٨

خلف الهاشمي ]، كما يُصرَّح به في غيره من الأحاديث المتقدِّمة والمتأخِّرة.

19- وفي الملاحم والفتن لابن طاووس، ج1، ص54 الطبعة الأُولى، باب (186)، أخرج بسنده وقال: حدَّثنا نعيم، حدَّثنا ضمرة، عن يحيى بن أبي عمرو الشيباني، عن عمرو بن عبدالله الحضرمي، عن أبي أُمامة الباهلي قال:

ذكر رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) الدجَّال فقالت أُمُّ شريك: فأين المسلمون يومئذٍ يا رسول الله؟ قال:

(ببيت المقدس، يخرج [ أي: الدجَّال ] حتَّى يُحاصرهم، وإمام المسلمين يومئذٍ رجلٌ صالح، فيقال: صلِّ الصُّبح، فإذا كبَّر ودخل فيها نزل عيسى بن مريم، فإذا رآه ذلك الرجل عرفه، فرجع يمشي القهقرى، فيتقدَّم، فيضع عيسى يده بين كتفيه ثمَّ يقول: صلِّ فإنَّما أُقيمت لك، فيصلِّي عيسى وراءه، ثمَّ يقول: [ أي: عيسى لأصحاب الدجَّال ] افتحوا الباب، فيفتحون الباب، ومع الدجَّال يومئذٍ سبعون ألف يهودي، كلُّهم ذو ساج (*) وسيف محلَّى، فإذا نظر إلى عيسى ذاب كما يذوب الرصاص، وكما يذوب الملح في الماء، ثمَّ يخرج هارباً، فيقول عيسى: إنَّ لي فيك ضربة لن تفوتني بها، فيدركه فيُقتل، فلا يبقى شيءٌ ممَّا خلق الله يتوارى به يهودي إلاَّ أنطقه الله عزَّ وجلَّ، لا حجر، ولا شجر، ولا دابَّة إلاَّ قال: يا عبد الله المسلم: هذا يهودي فاقتله، إلاَّ الغرقد فإنَّها من شجرهم فلا تنطق، ويكون عيسى في أُمَّتي حكماً عدلاً، وإماماً مقسطاً، ويدقُّ الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويترك الصدقة، ولا يُسعى على شاة، وتُرفع الشحناء والتباغض [ من بين البشر ]، وتُنزع حِمَّةُ كلِّ دابَّة، حتَّى يُدخل الوليدُ يَدَه في فَمِ الحنش فلا يضُرَّه، وتَلقى الوليدة الأسد فلا يضُرَّها، ويكون في الإبل كأنَّه كلبها، والذئب في الغنم كأنَّها كلُبها، وتملأ الأرض من الإسلام، ويُسلب الكفَّار مـُلْكَهم، ولا يكون مـُلكٌ إلاَّ للإسلام، وتكون الأرض كفاثور الفضَّة، وتُنبت نباتها كما كانت على عهد آدم [ عليه السلام ]، يجتمع النفر على القطف فيشبعهم، ويجتمع النفر على الرمَّانة، ويكون الثور بكذا وكذا من المال، ويكون الفرس بالدريهمات).

____________________

(*) الساج: الطيلسان الأخضر، وقيل: الطيلسان المقوَّر ينسج كذلك. النهاية - لابن الأثير - [ الشبكة ].

٢٢٩

المؤلِّف:

*بيان: الحِمَّة: العداوة، والحنش: الحيَّة، والوليدة: الطفل الصغير، وفاثور: القطعة من الفضَّة البيضاء الصافية، والنفر: الجماعة من الناس.

المؤلِّف:

تقدَّم أحاديث عديدة في رقم (13)، ورقم (14)، وفيها مضامين هذا الحديث الشريف، وليس فيها هذا التفصيل وهذا التوضيح، فهذا الحديث أوضح حديث وأتمُّ حديث رُويَ في هذا الباب عن أبي أُمامة وغيره، فيها اختلاف ونقص، وأسْقَط منه صلاة عيسى (عليه السلام) خلف الإمام (عليه السلام) لأغراضٍ معلومةٍ صرَّح بها بعض القوم وسكت عنها بعضهم، وحديث رقم (12) فيه زيادات مهمَّة لم تكن في غيره، وألفاظه أشبه بحديث أبي أُمامة من غيره.

وفي، ج2، ص110 من الملاحم والفتن أخرج حديثاً بمعناه من فتن السليلي، وسيمرُّ عليك الحديث في رقم (46)، فراجع واغتنم.

20- وفي الأربعين حديثاً الذي جمعه الحافظ أبو نعيم في أحوال الإمام المهدي (عليه السلام)، قال: الحديث (38)، وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم):

(منَّا الذي يُصلِّي عيسى بن مريم خلفه).

أخرجه السيِّد في غاية المرام، ص700.

المؤلِّف:

أخرج الحديث في عقد الدُّرر في الحديث (223)، من الباب (7)، ولفظه عن أبي سعيد عن النبي (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم) أنَّه قال:

(منَّا الذي يُصلِّي عيسى بن مريم خلفه).

أخرجه أبو نعيم في مناقب المهدي، وأخرجه الشيخ عبيد الله الحنفي في أرجح المطالب، ص278 نقلاً من الحِلْية لأبي نعيم، وكتاب (العرف الوردي في أخبار المهدي) لجلال الدين السيوطي الشافعي، وأخرج السيِّد في غاية المرام، ص704، وقال: ومن كتاب الفتن للحافظ أبي عبد الله نعيم بن حمَّاد، يرفعه إلى أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله):

(منَّا الذي يُصلِّي عيسى بن مريم [ معه و ] خلفه).

٢٣٠

21- وفي كتاب (القول المختصر في أحوال المهدي المنتظر) لابن حجر الهيتمي، في الباب الثالث، قال في (52) من الأُمور التي تكون قبل ظهور المهدي (عليه السلام):

الثانية والخمسون : يحاصر الدجَّال المؤمنين ببيت المقدس، فيصيبهم جوعٌ شديدٌ، حتَّى يأكلوا أوتار قسيِّهم من الجوع، فبينما هم على ذلك إذ سمعوا صوتاً في الغلس! فيقولون: إنَّ هذا لصوتُ رجلٍ شبعان، فينظرون فإذا هو عيسى بن مريم (عليهما السلام)، فتقام الصلاة [ للإمام المهدي (عليه السلام) ] فيرجع إمام المسلمين المهدي، فيقدِّمه عيسى فيصلِّي بهم تلك الصلاة، ثمَّ يكون عيسى إماماً بعده.

المؤلِّف:

تقدَّم حديث فيه مضامين هذا الحديث، في رقم (14)، وفيه تفصيل ليس في هذا الحديث؛ لأنَّ ابن حجر اختصر الحديث، وهو عمل لا يرضى به أهل الحديث؛ لأنَّ اختصاره مخلٌّ بفهم الحديث.

22- وفي الملاحم والفتن، ج1، ص55، في الباب (187)، قال: فيما ذكره نعيم في صلاة عيسى خلف المهدي - ولم يُسمِّه - وأنَّ عيسى يقول:

(إنَّما بُعثتُ وزيراً ولم أُبْعَث أميراً).

قال: حدَّثنا نعيم، حدَّثنا بقيَّة بن الوليد، عن صفوان بن عمرو، عن شُريح بن عبيد، عن كعب، قال:

(يَهبِطُ المسيح عيسى بن مريم عند القَنْطرة البيضاء على باب دمشق الشرقي طرف الشجر، تَحملُه غَمامةٌ، واضعٌ يديه على مـَنكَبِ مـَلَكيْن، عليه ريطتان، مؤتزرٌ بأحديهما، مـُرْتَدٍ بالأُخرى، إذا أكبَّ رأسَهُ يَقطُر منه كالجُمان، فيأتيه اليهود، فيقولون: نحن أصحابك، فيقول: كذبتم، ثمَّ يأتيه النَّصارى فيقولون: نحن أصحابك، فيقول: كذبتم، بل أصحابي: المهاجرون بقيَّة أصحاب المـَلْحَمة، فيأتي مـَجمـَع المسلمين حيثُ هم، فيَجدُ خليفتهم يصلِّي بهم، فيتأخَّر للمسيح حين يراه، فيقول: يا مـَسيحَ الله: صلِّ بنا، فيقول: بل أنت فصلِّ بأصحابك، فقد رضي الله عنك، فإنَّما بُعثت وزيراً ولم أُبعث أميراً، فيصلِّي بهم خليفة المهاجرين ركعتين مرَّة واحدة، وابن مريم

٢٣١

فيهم... ) . وذكر تمام الحديث.

وفي الملاحم والفتن لابن طاووس، ج1، ص56، قال: وفي حديث آخر بإسناده عن حذيفة بن اليمان، عن النبي (صلَّى الله عليه وآله) أنَّه [ قال ]:

(فيَهبِطُ عيسى فيُرحِّب به النَّاس ويفرحون بنزوله لتصديق حديث رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم)، ثمَّ يقول للمؤذِّن: أقِم الصلاة، ثمَّ يقول له النَّاس: صلِّ بنا، فيقول: انطلقوا إلى إمامِكُم فليُصلِّ بكم؛ فإنِّه نِعْمـَ الإمام، فيصلِّي بهم إمامهم، فيصلِّي معهم عيسى). وذكر تمام الحديث، وحديث الدجَّال.

23- وفي الملاحم والفتن، ص53، الباب (182)، أخرج حديثاً مفصَّلاً يذكر فيه مدَّة أُمامة الإمام المهدي (عليه السلام)، وأنَّه (عليه السلام) يبني البيت المقدَّس أحسن بنيان، وأنَّه (عليه السلام) يفتح القسطنطينيَّة والروميَّة، ويستخرج كُنوزها، ثمَّ يرجع إلى بيت المقدس فيَنزِلها ويَخرج الدجَّال في زمانه، وينزل عيسى بن مريم من السماء فيصلِّي خلفه (عليه السلام)، وقد أوردنا الحديث بنصِّه في أحاديث مدَّة إمامته (عليه السلام) في رقم (58)، في الباب (21) من هذا الكتاب.

24- وفي صحيح البخاري، ج3، ص357 طبعة الهند، سنة 1272 هـ، أخرج بسنده عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم):

(كيفَ أنتم، إذا نزَلَ ابن مرْيَم فيكم وإمامـُكم منكُم).

25- وفي مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري الشافعي، ج4، ص478 طبعة حيدر آباد الدكن، أخرج بسنده وقال في الحديث:

(... فينزل عيسى بن مريم (عليه الصلاة والسلام) عند صلاة الفجر، فيقول له إمام النَّاس: تقدَّم يا روح الله، فصلِّ بنا، فيقول: إنَّكم معشر هذه الأُمَّة أُمراء بعضكم على بعض، تقدَّم أنت فصلِّ بنا، فيتقدَّم فيصلِّي بهم).

26- وفي صحيح مسلم، ج2، ص500، قال: حدَّثنا في الجيش الذي يخرج من المدينة لقتال الروم الذين نزلوا بأعماق، [ إلى أن يقول ]:

(فينما

٢٣٢

هم يعدُّون للقتال يسوون الصفوف إذ أُقيمت الصلاة، فينزل عيسى بن مريم (صلى الله عليه وسلم) فأَمَّهُم (إمامهم)...).

27- وفي الحاوي للفتاوي، ج2، ص167، قال - في الردِّ على من أنكر أنَّ عيسى يصلِّي خلف المهدي -:

هذا من أعجبِ العجب؛ فإنَّ صلاة عيسى خلف المهدي ثابتة في عدِّة أحاديث صحيحة، بإخبار رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم)، وهو الصَّادق المصدَّق الذي لا يَخلُف خبره.

ثمَّ قال : ومن ذلك ما رواه أحمد في مسنده، والحاكم في المستدرك، وصحَّحه عن عثمان بن أبي العاص - وذكر الحديث إلى أن قال -:

(فينزل عيسى (عليه الصلاة والسلام) عند صلاة الفجر، فيقول له إمام النَّاس : [ وهو الإمام المهدي (عليه السلام) ] تقدَّم يا روح الله فصلِّ بنا، فيقول: إنَّكم معشر هذه الأُمَّة أُمراء بعضكم على بعض، تقدَّم أنت فصلِّ بنا، فيتقدَّم فيصلِّي بهم، فإذا انصرف أخذ عيسى (صلوات الله) عليه حربته نحو الدجَّال).

وفيه أيضاً قال: وفي الصحيحين [ أي: صحيح مسلم، وصحيح البخاري ] عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم):

(كيف أنتم إذا نزل فيكم ابن مريم، وإمامكم منكم).

قال: وفي مسند أحمد، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم): (يخرج الدجَّال... - فذكر الحديث، إلى أن قال -: فإذا هم بعيسى بن مريم (صلَّى الله عليه وسلم) [ نزل من السماء ] فتُقام الصلاة، فيقال له: تقدَّم يا روح الله، فيقول: ليتقدَّم إمامكم... [ فيتقدَّم المهدي فيصلِّي بهم ]) .

وفيه أيضاً قال: وفي مسند أبي يعلى، عن جابر، قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم):

(لا تزالُ من أُمَّتي ظاهرين على الحقِّ، حتَّى يَنزِل عيسى بن مريم، فيقول إمامهم: تقدَّم [ فصلِّ بنا ] فيقول: أنتم أحقُّ، بعضكم أُمراء على بعض، أمرٌ أكْرَمـَ الله به هذه الأُمَّة).

المؤلِّف:

أخرج جلال الدين السيوطي في العرف الوردي، ج2، ص64، حديث جابر مع اختلاف في بعض ألفاظه، وهذا نصُّه، قال: أخرج أبو نعيم عن جابر قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم): (ينزَلُ عيسى بن

٢٣٣

مريم، فيقول أميرهم المهدي: تعالَ صلِّ بنا، فيقول: ألا وإنَّ بعضكم على بعضٍ أُمراء، تَكرِمةُ الله لهذه الأُمَّة).

وأخرج الحديث في الحاوي للفتاوي، ج2، ص167، وفي لفظه اختلاف، وقال:

(... إنَّ بعضكم على بعض أمير، تكرِمةٌ من الله لهذه الأُمَّة).

وأخرجه في سُنن ابن ماجة، ولفظه يساوي العرف الوردي، وأخرجه أبو نعيم في عواليه.

28- وفي ينابيع المودَّة، ص432، باب (72)، نقلاً من مشكاة المصابيح، فقد أخرجه في باب أشراط الساعة عن جابر، قال: قال رسول الله (ص):

(لا تَزالُ طائفةٌ من أُمَّتي يُقاتِلون على الحقِّ ظاهرين إلى يوم القيمة، قال: فيَنزِلُ عيسى بن مريم، فيقول أميرهم: تعالِ صلِّ لنا، فيقول: لا، إنَّ بعضكم على بعض أُمراء، تَكْرِمةٌ من الله لهذه الأُمَّة).

المؤلِّف:

تقدَّم الحديث نقلاً من مسند أبي يعلى مع اختلافٍ في ألفاظه؛ ولذلك أخرجنا الحديث ثانياً.

29- وفي مشارق الأنوار، ج2، ص322، قال:

ينزل عيسى في زمانه [ أي: زمان المهدي (عليه السلام) ] بالمنارة البيضاء شرقي دمشق، والناس في صلاة العصر، فيتنحَّى له الإمام، فيتقدَّم فيصلِّي بالناس، يؤمُّ بسنَّة محمَّد (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم).

قال صاحب المشارق: والمراد بالإمام: أمير المهدي على دمشق، وأمَّا هو ففي بيت المقدس، ثمَّ يذهب عيسى إلى بيت المقدس، فيقتدي بالمهدي في صلاة الصبح.

المؤلِّف:

ذكر في مشارق الأنوار، ج2، ص110، وقال:

نزول عيسى بن مريم من على المنارة البيضاء شرقي دمشق آخر الليل، ويأتيه المهدي فيجتمع إليه، ويطلبه النَّاس وقت الصبح، [ أنْ يصلِّي بهم ] فيمتنع ويقول: إمامكم منكم، فيتقدَّم المهدي ويصلِّي بعيسى، تكرُمةٌ لهذه الأُمَّة ونبيِّها (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم).

المؤلِّف:

ثمَّ ذكر بعض ما يفعله عيسى (عليه السلام) باليهود والدجَّال، ثمَّ قال: ويصلِّي عيسى وراء المهدي صلاة الصبح، - قال -: وذلك لا يقدح في قدر نبوَّته.

٢٣٤

المؤلِّف:

إنَّ هذا القائل لم يلتفت إلى ما قال؛ ولو تأمَّل قليلاً لعرف أنَّ الإمام المهدي (عليه السلام) إمام عصره وخليفة رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، ولولا أنَّه أفضلُ من عيسى ما اقتدى عيسى به، وعيسى (عليه السلام) له المقام العظيم في عصر نبوَّته، وفي عصر الإمام - مع ما له من الفضل - مأمور بمتابعة الإمام، وهو وزيره، كما يأتي في الأحاديث الآتية، فالوزير ليس كالسلطان وإن كان له المقام الرفيع بالنسبة إلى غير الإمام، وتقدَّم في الأحاديث المتقدِّمة أنَّه (عليه السلام) يقول: (أنا وزير...).

30- وفي العرف الوردي، ج2، ص65، قال: أخرج ابن ماجة، والروياني، وابن خزيمة، وأبو عوانة، والحاكم، وأبو نعيم واللفظ له، بسنده عن أبي أُمامة قال: خطبنا رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، وذكر الدجَّال، وقال:

(فتَنفي المدينةُ الخَبَثَ منها كما يَنقي الكِيرُ خَبَثَ الحديد [ الكير: كورةُ الحدَّاد ] [ قال ]: ويُدعى ذلك اليوم: يوم الخلاص، فقالت أُمِّ شريك: فأين العرب يا رسول الله يومئذٍ؟ قال: هم يومئذٍ قليلٌ، وجُلُّهم ببيت المقدس، وإمامهم المهدي رجلٌ صالحٌ، يُصلِّي بهم الصُّبح، إذ نزَلَ عليهم عيسى بن مريم، فرَجعَ ذلك الإمامـُ يَنْكُص [ أي ] يمشي القهقرى ليتقدَّم عيسى، فيضعُ عيسى يده بين كَتِفَيْه، ثمَّ يقول له: تقدَّم، فصلِّ فإنَّه لك أُقيمت، فيصلِّي بهم إمامهم).

المؤلِّف:

لا يخفى ما في هذا الحديث من الإسقاط والتحريف؛ ويدلُّ على ذلك ما أخرجه الشبلنجي الشافعي في كتابه: البيان في أخبار صاحب الزمان (عليه السلام)، وإليك نصُّ الحديث.

31- وفي كتاب (البيان في أخبار صاحب الزمان)، ص335، باب (22)، أخرج تحت عنوان (المهديُ إمامٌ صالح)، قال: ورويَ عن أبي أُمامة قال: خطبنا رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، وذكر الدجَّال [ ثمَّ قال ]:

(إنَّ المدينة لَتُنقِّي خَبَثَها كما يُنَقِّي الكِيرُ خَبثَ الحديد، ويُدعى ذلك اليوم: يومـُ الخلاص ، [ قال ]:

٢٣٥

فقالت أُمِّ شريك: فأين العرب يا رسول الله يومئذٍ؟ قال : هم يومئذٍ قليل، وجُلُّهُم ببيت المقدس، وإمامهم مهدي [ المهدي ] رجلٌ صالح [ قال ]: فبينا إمامهم قد تقدَّم يُصلِّي بالنَّاس [ الصبح ]، إذ نزَلَ عليهم عيسى بن مريم؛ فرَجَع ذلك الإمام يَنْكُص، يمشي القهقرى لِيَتقدَّم عيسى يُصلِّي بالنَّاس [ فيضَع عيسى يده بين كتفيه، فيقول: تقدَّم فصلِّ، فإنَّها لك أُقيمت، فيصلِّي بهم إمامهم ]).

ثمَّ قال : قلت: هذا حديثٌ حسنٌ، هكذا رواه الحافظ أبو نعيم صاحب (حِلْيَة الأولياء)، ووقع إلينا عالياً بحمد الله.

المؤلِّف:

حديث الكنجي كأنَّ فيه إسقاط، أو سقط منه في الطبع ما يبلغ مقدارَ سطرٍ واحدٍ، وقد أخرجناه وجعلناه بين هلالين، ويشهد على ما قلنا الحديث المتقدِّم عليه المنقول من العرف الوردي؛ فإنَّ العبارة الساقطة موجودة فيه كما ذكرناه.

وقال الكنجي - في كتاب البيان، ص318، باب (7) -: أخرج الحديث المتقدِّم نَقلُه من البخاري، ثمَّ قال: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ متَّفق على صحَّته من حديث محمَّد بن شهاب الزهري، رواه البخاري ومسلم في صحيحيهم، ثمَّ أخرج حديث جابر بن عبد الله المتقدِّم نقله، ثمَّ قال: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ، أخرجه مسلم في صحيحه [ ثمَّ قال ]: وهذا الحديث غير قابل للتأويل، لأنَّه صريح، بأنَّ عيسى يقدِّم أمير المسلمين، وهو يومئذٍ المهدي (عليه السلام). انتهى باختصار الحديث.

32- وفي كتاب البيان، ص318، قال: روى حذيفة، وقال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم):

(يَلتفتُ المهدي وقد نزَلَ عيسى كأنَّما يَقطُر من شعرِهِ الماء، فيقول المهدي [ لعيسى ]: تقدَّم صلِّ بالنَّاس، فيقول عيسى: إنَّما أُقيمت الصلاة لك، فيصلِّي عيسى خلفَ رجلٍ من وُلدي). الحديث.

المؤلِّف:

أخرج جلال الدين السيوطي الحديث في العرف الوردي، ج2، ص81، وقال: أخرج أبو عمرو الداني في سُننه عن حذيفة قال: قال

٢٣٦

رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم):

(يلتفت المهدي وقد نزل عيسى بن مريم...). الحديث.

ولفظه يساوي لفظ الكنجي، وفي معجم الطبراني، ومناقب [ الإمام ] المهدي (عليه السلام) لأبي نعيم، أخرجا عن جابر بن عبد الله الأنصاري أنَّه قال: سمعت رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم) يقول:

(يَلتفِتُ المهدي وقد نزَلَ عيسى بن مريم كأنَّما يَقطُر من شعرِهِ الماء...).

وساق الحديث، وأخرجه في الصواعق المحرقة لابن حجر، ص101، وفي إسعاف الراغبين، بهامش نور الابصار ص124.

33- وفي تاريخ الخميس، ج2، ص322، أخرج حديث جابر بن عبد الله المتقدِّم نقله من مسند أبي يعلى، ومن العرف الوردي، ومن ينابيع المودَّة، وفي لفظ الجميع تحريف وإسقاط لبعض ألفاظ الحديث، وما في تاريخ الخميس أكمل وأوضح، وهذا نصُّه بلا تصرُّف.

قال: قال جابر بن عبد الله: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم):

(لا تزالُ طائفةٌ من أُمَّتي، يُقاتِلون على الحقِّ حتَّى ينزِلَ عيسى بن مريم عند طُلوع الفجر ببيت المقدس، ينزِلَ على المهدي فيقال: تقدَّم يا نبيَّ الله فصلِّ بنا، فيقول: هذه الأُمَّة أُمراء بعضهم على بعض).

أخرجه الإمام أبو عمرو عثمان بن سعيد المـُقري في سُننه.

المؤلِّف:

أخرج في العرف الوردي، ج2، ص83 حديث جابر نقلاً من سُنن أبي عمرو الداني، ولفظه يساوي لفظ صاحب تاريخ الخميس، وأخرجه السيِّد في الملاحم والفتن من فتن نعيم، وفي لفظه اختلاف في اللفظ والمعنى، وأخرجه السيِّد هاشم البحراني في غاية المرام، ص702 من كتاب الفتوح لابن أعثم الكوفي، ولفظه يساوي حديث رقم (29) في بعض ألفاظه.

34- وفي الملاحم والفتن للسيِّد ابن طاووس (رحمه الله) قال: فيما ذكر نعيم

٢٣٧

من أنَّ عيسى إذا نزل لا يشمُّ رِيحَهُ كافر إلاَّ مات، ويصلِّي وراء المهدي.

حدَّثنا نعيم، حدَّثنا الحكم بن نافع، عن جرَّاح عمَّن حدَّثه عن كعب، قال:

(ينزِلُ عيسى بن مريم عند المنارة، عند باب دمشق الشرقي، وهو شابٌّ أحمر معه مـَلَكان، قد لَزِمـَ مناكِبهُما، لا يَجِدُ نَفَسَهُ ولا رِيحَهُ كافرٌ إلاَّ مات؛ وذلك أنَّ نَفَسَه تَبلُغ مدَّ بصَرِه، فيُدرِك نَفَسَهُ الدجَّال، فيذوب ذوبان الشمع فيموت، ويسير ابن مريمـَ إلى مـَن في بيت المقدِس من المسلمين فيُخبرهم بقتله، ويصلِّي وراء أميرهم...). الحديث.

المؤلِّف:

بالمراجعة إلى أحاديثِ هذا الباب تَعرِف أنَّ أمير المسلمين في بيت المقدس هو الإمام المهدي (عليه السلام)، راجع رقم (14)، ورقم (18)، ورقم (23) وغيرهنَّ.

35- وفي الملاحم والفتن، ج2، ص110- 111 من فتن أبي صالح السليلي قال:

الباب الحادي والثمانون : فيما نذكره من أحاديث الدجَّال، ومن أيِّ موضع يخرُج، ونزول عيسى بن مريم، وصلاته خلف المهدي، وصلاح الدنيا، وزوال الأكدار منها، إلى أن قال: ذكر أبو صالح السليلي في كتاب الفتن حديثاً هذا إسناده، ويرويه الخيَّاط الدينوري بسنده عن عمرو بن عبد الله الحضرمي، عن أبي أُمامة الباهلي، قال: خطبنا رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) ذاتَ يومٍ خطبةً، فكان آخر خطبته، وذكر ما حدَّثهم عن الدجَّال، ثمَّ قال:

(وإمامـُ النَّاس يومئذٍ رجلٌ صالحٌ [ وهو المهدي (عليه السلام) ] فيُقال له: صلِّ الصُّبح، فإذا كبَّر ودخلَ في الصلاة نزَلَ عيسى بن مريم [ عليه السلام ]، فإذا رآه ذلك الرجلُ [ أي: المهدي (عليه السلام) ] عَرَفه؛ فيَرجعُ يمشي القهقرى ليتقدَّم عيسى بن مريم (عليهما السلام)، فيَضعُ عيسى [ عليه السلام ] يده بين كتفيه فيقول له: صلِّ فإنّما أُقيمت لك الصلاة، فيصلِّي عيسى بن مريم [ عليه السلام ] وراءه، ثمَّ يقول: [ افتحوا الباب ] فيفتحون الباب، ومع الدجَّال يومئذٍ سبعون ألف يهودي، ذي ساجٍ وسيف

٢٣٨

مـُحلَّى، فإذا نظَرَ [ الدجَّال ] إلى عيسى ذاب كما يذوب الرصاص في النَّار، أو الثلجُ في الماء، ثمَّ يخرُجُ هارباً، فيقول عيسى [ عليه السلام ]: إنَّ لي فيك ضربةً لن تفوتني بها، فيُدرِكه عند بابِ اللُدِّ الشرقي، فيَقتُله، ولا يبقى شيءٌ ممَّا خلقَ الله، يتوارى به يهودي إلاَّ أنطقَ الله ذلك الشيء، لا شجرٌ، ولا حجرٌ، ولا دابَّةٌ، إلاَّ قال: يا عبد الله المـُسلم: هذا كافرٌ فاقْتُله، إلاَّ الغرقدة، فإنَّها من شجرِهِم [ الغرقد: شجر الغضا والعوسج ] ولا تنطق [ قال ]: ويكون عيسى في أُمَّتي حكماً عدلاً، وإماماً مـُقسطاً، فيدقُّ الصليب، ويقتلُ الخِنْزير، ويضعُ الجزية، ويتركُ الصدقة، ولا يُسعَى على شاةٍ، ولا تبقى بقرةٌ، وتُرفع الشحناء، والتباغُض، وتُنزع حِمَّة كلِّ دابَّة؛ حتَّى يُدخِل الوليد يده في فَمِ الحنش [ الحيَّة الكبيرة ] فلا يضُرَّه، وتَلْقَى الوليدةُ الأسدَ فلا يضُرَّها، ويكون في الإبل كأنَّه كلبُها، ويكون الذئبُ في الغنمِ كأنَّه كلبُها، وتُملأ الأرضُ من الإسلام، ويُسلب الكفَّار مـُلكَهم، ولا يكون المـُلْكُ إلاَّ للهِ وللإسلام، وتكون الأرضُ كفاثور الفضَّة، تُنبِت نباتَها كما كانت على عهد آدم [ عليه السلام ]، يجتمع النفر القِثَّاء فتُشبعهم، (ويجتمع النفر على الرغيف فتُشبعهم)، (ويجتمع النفر على القِطْفِ من العنب فتُشبعهم)، ويجتمع النفر على الرمَّانةِ فتُشبعهم، ويكون الفرس بدريهمات).

المؤلِّف:

تقدَّم الحديث بلفظ يختلف مع هذا اللفظ، ويشاركه في المعنى، وفيهما اختلاف في المعنى في بعض المطالب، وفي بعضها زيادات كثيرة، وقد أخرج الحديث ابن ماجة القزويني في سُننه مفصَّلاً، وفيه أنَّ أُمَّ شريك بنت أبي العكبر قالت: يا رسول الله فأين العرب يومئذٍ؟ قال: هم

(ببيت المقدس، وإمامهم... قد تقدَّم يصلِّي بهم الصُّبح، إذ نزل عليهم عيسى بن مريم الصُّبح، فرجعَ ذلك الإمام... القهقرى؛ ليتقدَّم عيسى يُصلِّي بالنَّاس، فيَضعُ عيسى يده بين كتفيه، ثمَّ يقول له: تقدَّم... [ فيتقدَّم الإمام ويصلِّي بهم، ويصلِّي عيسى خلفه ]) .

٢٣٩

36- وفي الأربعين حديثاً الذي جمعه الحافظ أبو نعيم في أَمرِ المهدي (عليه السلام) في الحديث (38)، قال: وبالإسناد إلى أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم):

(منَّا الذي يُصلِّي عيسى بن مريم خلفه).

المؤلِّف:

ثمَّ ذكر في الحديث (39) وقال: وعن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم):

(يَنْزِلُ عيسى بن مريم [ من السماء ]، فيقولُ أميركم المهدي: تعال صلِّ بنا، فيقول: ألا إنَّ بعضكم على بعض أُمراء، تكرِمةٌ من الله لهذه الأُمَّة).

المؤلِّف:

تقدَّم في رقم (37)، ورقم (39)، حديثٌ عن جابر ولفظه يقرُب هذا اللفظ مع اختلاف، والظاهر أنَّ الحديث واحدٌ ولكنَّ الرواة نقلوا الحديث بألفاظ مختلفة، والأربعين حديثاً المـُشار إليها جمع أبي نعيم، وأخرجها السيِّد في غاية المرام في، ص699، إلى ص701، طبع إيران.

37- وفي غاية المرام ص704 قال: وفي حِلْيَة الأولياء في حديثٍ طويل قال:

( في رحلهم - يعني المسلمين - إلى بيت المقدس، إمامهم مهدي [ المهدي ] رجلٌ صالح [ قال ]: فبينا إمامهم قد تقدَّم يُصلِّي بهم الصُّبح، إذ نزل عيسى بن مريم حتَّى كبَّر للصُّبح، فيرجِعُ ذلك الإمام يَنْكُص [ أي: يتأخَّر ] ليقدَّم عيسى ليصلِّي بالنَّاس، فيَضعُ عيسى يديه بين كتفيه، فيقول: تقدَّم فصلِّ؛ فإنَّها لك أُقيمت، فيصلِّي بهم إمامهم [ المهدي (عليه السلام) ].

المؤلِّف:

تقدَّم في الأحاديث المتقدِّمة في الباب مضمون هذا الحديث بعبارات مختلفة مفصَّلة ومختصرة، والمعنى واحد، ولو تأمَّلت في أحاديث الباب من أوَّله رقم (1)، إلى رقم (48) وجدت في جميعها أنَّ الإمام المهدي (عليه السلام) يطلب من عيسى (عليه السلام) أن يصلِّي بالناس فلا يقبل منه ذلك، ويقول له: أنت الإمام، وأنَّ الصلاة أُقيمت لك؛ فأنت أولى بالصّلاة بالناس، فيصلِّي الإمام المهدي (عليه السلام) بالناس، ويصلِّي معه وخلفه عيسى

٢٤٠