المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية الجزء ٢

المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية0%

المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية مؤلف:
الناشر: مؤسّسة الإمام المهدي
تصنيف: الإمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف
الصفحات: 367

المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ نجم الدين جعفر بن محمد العسكري
الناشر: مؤسّسة الإمام المهدي
تصنيف: الصفحات: 367
المشاهدات: 23046
تحميل: 6647


توضيحات:

بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 367 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 23046 / تحميل: 6647
الحجم الحجم الحجم
المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية

المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية الجزء 2

مؤلف:
الناشر: مؤسّسة الإمام المهدي
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

(عليه السلام) مقتدياً به.

ولا يخفى أنَّ حديث أُمِّ شريك مرويٌ في أغلب الصحاح الستَّة، ومن جملتها سُنن ابن ماجة القزويني، فإنَّه أخرج الحديث في ج2، ص267، طبعة مصر، سنة().

وقد أخرجه السيوطي في العرف الوردي، ج2، ص64 نقلاً عن أبي نعيم، وفيه تصريح باسم الإمام (عليه السلام)؛ حيث يقول:

(ويقول أميرهم المهدي: تعال صلِّ بنا، فيقول: لا، إنَّ بعضكم على بعض أُمراء، تكْرِمةٌ من الله لهذه الأُمَّة).

وقد تقدَّم أنَّ هذا الحديث أخرجه مسلم في صحيحه، مع اختلاف في بعض ألفاظه.

38- وفي الملاحم والفتن لابن طاووس (رحمه الله)، ج1، ص53 باب (182)، أخرج حديثاًَ مفصَّلاً، وفي آخره قال:

(... وفتح القسطنطينيَّة على يديه، ثمَّ يسير إلى روميَّة فيفتحها، ويستخرج كنوزها، ومائدةَ سُليمان بن داود، ثمَّ يرجِعُ إلى بيت المقدس فينزِلها، ويخرُج الدجَّال في زمانه، وينزِلُ عيسى بن مريم [ من السماء ] فيصلِّي خلفه [ أي: خلف الإمام المهدي (عليه السلام) ]) .

المؤلِّف:

إنَّ الإمام المهدي (عليه السلام) بعد أنْ يُقاتل - ثلاثة أيَّام - الروم، ويُقتلُ منهم جمعٌ كثير، في اليوم الثالث يفتح القسطنطينيَّة ويأخذ غنائمها.

وقد أخرجنا الحديث بتفصيله في أحاديث مدَّة إمامته (عليه السلام) في رقم (58)، وذكرنا من الحديث ما يُناسب الباب، وقد ذَكَر ما بيَّنَّاه في العرف الوردي، ج2، ص67 عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم):

(يخلينَّ الروم على والٍ من عترتي، اسمه يواطئ اسمي، فيقتتلون بمكان يقال له: العماق). وقد تقدَّم الحديث.

39- وفي الملاحم والفتن لابن طاووس، ج1، ص54، الطبعة الأُولى، باب (186) من فتن نعيم، أخرج بسنده عن أبي أُمامة الباهلي، قال: ذكر

٢٤١

رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم) الدجَّال، فقالت أُمُّ شريك: فأين المسلين يومئذٍ يا رسول الله؟ قال:

(ببيت المقدس، يخرُجُ حتَّى يُحاصِرهُم، وإمامـُ المسلمين يومئذٍ رجلٌ صالحٌ، فيُقال [ له ]: صلِّ الصُّبح، فإذا كبَّر ودخل فيها [ أي: صلاة الصبح ] نزل عيسى بن مريم، فإذا (رحمه الله) ذلك الرجل [ الصالح المصلِّي ] عرفه؛ فرَجَع يمشي القهقرى [ في صلاته ] فيتقدَّم [ عيسى ] فيضَع يده بين كتفيه، ثمَّ يقول: صلِّ، فإنَّما أُقيمت لك، فيصلِّي عيسى ورائه...).

المؤلِّف:

الحديث كان فيه تشويش أصلحناه، ولا يخفى أنَّ حديث أُمِّ شريك تقدَّم في الأحاديث السابقة، وليس فيه ما في هذا الحديث؛ ولذلك أخرجناه.

40- وفي الحاوي للفتاوي، ج2، ص167، قال: وروى أبو داود، وابن حبَّان، بسنديهما عن أبي أُمامة الباهلي [ أنَّه قال ]:

خطبنا رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم)، فحدَّثنا عن الدجَّال، فذكر الحديث، وذكر ما يفعله الدجَّال - إلى أن يقول -:

(وإمامهم [ أي: إمام المسلمين ] رجلٌ صالحٌ، فبينما إمامهم قد تقدَّم يُصلِّي بهم الصبُّح، إذ نزَلَ عليهم عيسى بن مريم [ من السماء ] [ والإمام (عليه السلام) ] في صلاة الصبُّح، فرَجَع (فيرجع) ذلك الإمام يمشي القهقرى؛ ليتقدَّم عيسى يُصلِّي [ بهم وهو إمام ] فيَضعُ عيسى (عليه السلام) يده بين كتفيه، ثمَّ يقول له: تقدَّم فصلِّ فإنَّها لك أُقيمت، فيصلِّي بهم إمامـُهم [ أي: بالمسلمين وبعيسى (عليه السلام) ] فإذا انصرف [ الإمام ] قال عيسى (عليه السلام) [ لمـَن في بيت المقدس ]: أقيموا الباب، فيفتح، ووراءه الدجَّال ). الحديث.

41- وفي الملاحم والفتن لابن طاووس، ج1، ص57، باب (196)، أخرج بسنده عن عبد الله بن عمرو، قال:

(المهدي: الذي ينزِلُ عليه عيسى ابن مريم [ من السماء ] ويصلِّي خلفه).

المؤلِّف:

في كتاب الحاوي للفتاوي، ج2، ص167، قال: رأيت

٢٤٢

في مصنف ابن أبي شيبة [ قال ]: حدَّثنا أبو أُسامة، عن هشام، عن ابن سيرين، أنَّه قال:

(المهدي من هذه الأُمَّة هو الذي يؤمُّ عيسى بن مريم [ في الصلاة ]).

المؤلِّف:

في العرف الوردي، روى هذا المعنى بسنده عن أبي سعيد، عن النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، وهذا نصُّه:

42- وفي العرف الوردي، ج2، ص64، قال: أخرج أبو نعيم عن أبي سعيد [ أنَّه ] قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم):

(منَّا الذي يُصلِّي عيسى بن مريم خلفه).

المؤلِّف:

تقدَّم في الأحاديث التي ذُكر فيها أنَّ النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) يقول: (منِّي - أو منَّا - المهدي)، في الباب (2)، في رقم (32)، نقلاً من كنز العمَّال، ج7، ص187. وقد أخرج فيه نقلاً من كتاب المهدي لأبي نعيم، عن أبي سعيد، قال: قال (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم):

(منِّا الذي يُصلِّي عيسى بن مريم خلفه).

وذكرنا في رقم (8) أيضاً نقلاً من ينابيع المودَّة، ونقله الشيخ سليمان من الأربعين حديث لنعيم بن حمَّاد، أنَّه روى عن أبي سعيد ما أخرجه في العرف الوردي، ولفظُه يساوي لفظَه، وذكر في رقم (8) أيضاً أنَّ الشيخ عبيد الله الآمر تسري الحنفي أخرج حديث أبي سعيد في أرجح المطالب، ص378، نقلاً من حِلْيَة الأولياء لأبي نعيم وذكرنا أنَّ جلال الدين في (العرف الوردي، ج2، ص78)، أخرج حديث عبد الله بن عمرو الذي نقلاه من الملاحم والفتن لابن طاووس، ولفظُه يساوي لفظَه.

وذكرنا أنَّ الشيخ يوسف الشافعي أخرج في عقد الدُّرر في الحديث (28)، من الباب (1)، حديث أبي سعيد الخدري، ولفظُه ولفظ العرف الوردي سواء.

وأخرج الحديث في عقد الدُّرر في الحديث (223)، من الباب (7) أيضاً، ولفظُه يساوي لفظَه في الباب (1)، وقال: أخرجه أبو نعيم في مناقب المهدي (عليه السلام)، وفي عقد الدُّرر، الحديث (311)، من الباب (10)، أخرج ما أخرجه السيِّد في الملاحم والفتن، ولفظه يساوي لفظ السيِّد سنداً ومتناً، وقال: أخرجه

٢٤٣

أبو عبد الله نعيم بن حمَّاد في كتاب الفتن.

وأخرج السيِّد في غاية المرام، ص701 و704 حديث عبد الله بن عمرو، وحديث أبي سعيد، ولفظهما يساوي ما في الملاحم والفتن للسيِّد، وما في العرف الوردي للسيوطي الشافعي.

43- وفي عقد الدُّرر، الحديث (310)، من الباب (10)، قال: وعن حذيفة بن اليمان، قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم):

(يلتفِتُ المهدي، وقد نزَلَ عيسى بن مريم [ من السماء ] كأنَّما يَقطُرُ من شعرِه الماء، فيقول المهدي [ له ]: تقدَّم وصلِّ بالنَّاس، فيقول عيسى بن مريم: إنَّما أُقيمت الصلاة لك، فيصلِّي عيسى خلف رجلٍ من وُلدي، فإذا صُلِّيت [ الصلاة ]؛ قام عيسى حتَّى جلسَ في المقام [ بمكَّة ] فيُبايعَه [ النَّاس ]) . الحديث، وله تتمَّة.

أخرجه الحافظ أبو نعيم في كتاب مناقب الإمام المهدي (عليه السلام).

المؤلِّف:

هذا الحديث الشريف له مصادر عديدة، تقدَّمت في الباب في رقم (8)، ورقم (43)، ولفظ الجميع خالٍ عن قوله: (فإذا صُلِّيَت قام عيسى فجلس في المقام فيُبايعَه [ النَّاس ]) ؛ ولذلك أخرجناه في هذا الرقم.

*تحقيق:

لسبط ابن الجوزي شمس الدين قزعلي في كتابه (تذكرة خواصِّ الأُمَّة)، ص376، طبع النجف الأشرف، سنة 1369 هـ، قال: قال السدِّي: يجتمع المهدي وعيسى بن مريم، فيجيء وقت الصلاة، فيقول المهدي لعيسى: تقدَّم، فيقول عيسى: أنت أولى بالصلاة، فيصلِّي عيسى ورائه مأموماً.

ثمَّ قال سبط ابن الجوزي قزعلي: قلت: فلو صلَّى المهدي خلف عيسى لم يَجُزْ لوجهين:

أحدهما : لأنَّه يخرج عن الإمامة بصلاته مأموماً فيصير تبع.

والثاني : لأنَّ النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) قال: (لا نبي بعدي). وقد نسَخَت شريعته جميع الشرائع، فلو صلَّى عيسى بالمهدي لتدنَّس وجْهُ (لا نبي بعدي) بغبارِ الشُّبهة.

ثمَّ قال: وعامَّة الإماميَّة على أنَّ الخلف الحجَّة (عليه السلام) موجود، وأنَّه

٢٤٤

حيٌّ يُرزق، ويحتجُّون على حياته بأدلَّة منها: أنَّ جماعةً طالت أعمارهم [ في الدنيا ] كالخضر، وإلياس، فإنَّه لا يُدرى كم لهما من السنين.

المؤلِّف:

مدَّة عُمـُرِهما إلى اليوم معلوم، وأنَّهما يجتمعان كلَّ سنةٍ، فيأخذ هذا من شعر هذا، وهذا من شعر هذا، [ قالوا ]: وفي التوراة أنَّ ذا القرنين عاش ثلاثة آلاف سنة، والمسلمون يقولون: ألفاً وخمسمئة سنة، وقال محمَّد بن إسحاق: عاش عوج بن عناق ثلاثة آلاف سنة، وكذلك طهمورث، وأمَّا من الأنبياء (عليهم السلام) فخلق كثير.

* منهم: بلغوا الألف، وزادوا عليها كآدم، ونوح، وشيث، ونحوهم، وعاش قينان تسعمئة سنة، وعاش مهلائيل، ثمانمئة سنة، وعاش نفيل بن عبد الله سبعمئة سنة، وعاش سطيح الكاهن - واسمه ربيعة بن عمرو - ستمئة سنة، وعاش عامر بن الضرب خمسمئة سنة وكان حاكم العرب، وكذا تيم الله بن ثعلبة، وكذا سام بن نوح، وعاش الحرث بن مضاض الجرهمي أربعمئة سنة، وكذلك أرفخشد، وعاش قس بن ساعدة ثلاثمئة سنة، وعاش سلمان الفارسي مئتين وخمسين سنة، وقيل ثلاثمئة سنة... إلخ، وقيل أزيد.

المؤلِّف:

إن شاء الله تعالى نذكر في خاتمة هذا الكتاب أسماء المعمِّرين عند أهل السنَّة والأماميِّة وغيرهم.

44- وفي كتاب البيان في أخبار صاحب الزمان، ص322، باب (9)، أخرج بسنده عن سهل بن سُليمان، عن أبي هارون العبدي، قال: أتيت أبا سعيد الخدري، فقلت له: هل شهدت بدراً؟ فقال: نعم، فقلت: إلاَّ تحدِّثني بشيءٍ ممَّا سمعته من رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم) في عليٍّ وفضله، فقال: بلى، أُخبرك أنَّ رسول الله مـَرِضَ مـَرْضةً نَقِه منها، فدخلت عليه فاطمة (عليها السلام) تعوده، وأنا جالس عن يمين رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم)، فلمَّا رأت ما

٢٤٥

برسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم) من الضعف خنقتها العبرة، حتَّى بدت دموعها على خدِّها، فقال لها رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم):

(ما يُبكيكِ يا فاطمة؟... أما علمتِ أنَّ الله تعالى اطَّلعَ إلى الأرض اطَّلاعة، فاختار منها أباك فبعثه نبيَّاً، ثمَّ اطَّلعَ ثانيةٍ فاختار بَعلِكَ... إيَّاك زوَّجك أعلمهم علماً، وأكثرهم حلماً، وأقدمهم سلماً، فضحكت واستبشرت، فأراد رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم) أن يزيدها مزيدَ الخيرِ كلِّه، الذي قسمه الله لمحمَّد وآل محمَّد (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم)، فقال لها: يا فاطمة: ولعلي ثمانية أضراس - يعني: مناقب - إيمان بالله ورسوله، وحكمته، وزوجته، وسبطاه الحسن والحسين، وأمره بالمعروف، ونهيه عن المنكر، يا فاطمة: إنَّا أهل بيتٍ أُعطينا ستَّ خصال لم يُعَطها أحدٌ من الأوَّلين، ولا يُدركها أحدٌ من الآخرين غيرنا أهل البيت، نبيُّنا خير الأنبياء وهو أبوكِ، ووصيُّنا خير الأوصياء وهو بعلك، وشهيدنا خير الشهداء وهو حمزة عمُّ أبيك، ومنَّا سبطا هذه الأُمَّة وهما ابناكِ، ومنَّا مهديُّ الأُمَّة، الذي يُصلِّي عيسى خلفه، ثمَّ ضربَ على مـَنكبِ الحسين فقال: مِن هذا مهدي الأُمَّة).

٢٤٦

البَابُ الثَّلاثون

1- في عقد الدُّرر، الحديث (98)، من الباب (4)، أخرج بسنده عن سلمة بن زفر، قال: قيل يوماً عند حذيفة: قد خرج؟ قال:

(لقد أفلحتم إنْ خرج وأصحابُ محمَّد بينكم، إنَّه لا يخرُج حتَّى لا يكون غائبٌ أحبَّ إلى النَّاس منه؛ ممَّا يَلْقون من الشرِّ).

أخرجه أبو عمرو المـُقري في سُننه.

2- وفي عقد الدُّرر، الحديث (101)، من الباب (4)، أخرج بسنده عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهما السلام) قال:

(لا يخرُج المهدي حتَّى يُقتلَ ثُلث، ويموتَ ثُلث، ويَبقى ثُلث).

أخرجه أبو عمرو عثمان بن سعيد المـُقري في سُننه، والحافظ أبو عبد الله نعيم بن حمَّاد في كتاب الفتن.

المؤلِّف:

أخرج يوسف بن يحيى في عقد الدُّرر (1) في الحديث (91)، بسنده عن كعب الأحبار قال:

(تكون ناحية الفرات في ناحية الشام، أو بعدها بقليل، مجتمعٌ عظيمٌ، فيقتتلون على الأموال، فيُقتل من كلِّ تسعةٍ سبعة، وذاك بعد الهِدَة والواهية في شهر رمضان، وبعد افتراق ثلاثِ راياتٍ، يطلُب كلَّ واحدٍ منهم المـُلْك لنفسه، فيهم رجلٌ اسمه عبد الله).

أخرجه أبو عبد الله نعيم بن حمَّاد في كتاب الفتن.

3- وفي عقد الدُّرر، الحديث (103)، من الباب (4)، أخرج

____________________

(1) لم نجد تخريجاً لهذا الحديث في عقد الدُّرر؟ وقد أخرجه نعيم بن حمَّاد في الفتن ج1 / ص207 / تحقيق: الدكتور سهيل زكار / الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان / سنة الطبع: 1414 هـ - 1993 م.

٢٤٧

بسنده عن أبي عبد الله الحسين بن علي (عليهما السلام) قال:

(لا يكون الأمر الذي ينتظرون - يعني ظهور المهدي (عليه السلام) - حتَّى يتبرَّأ بعضكم من بعض، ويشهد بعضكم على بعض بالكفر، ويلعنَ بعضُكم بعضاً، [ قال ]: فقلتُ: ما في ذلك الزَّمانُ من خيرٍ؟ فقال (عليه السلام): الخيرُ كلُّه في ذلك الزمان؛ يخرُج المهدي، فيرفَع ذلك كلِّه).

4- وفي عقد الدُّرر، الحديث (104)، أخرج بسنده عن أبي جعفر محمَّد بن علي (عليهما السلام) [ أنَّه قال ]:

(لا يظهرُ المهدي إلاَّ على خوفٍ شديدٍ من النَّاس وزلزال، وفتنةٍ وبلاءٍ يصيب النَّاس، وطاعون قبل ذلك، وسيفٍ قاطع بين العرب، واختلافٍ شديد في النَّاس، وتَشْتِتٍ في دينهم، وتغيُّرٍ في حالهم، حتَّى يتمنَّى المتمنِّي الموت صباحاً ومساءً؛ من عُظْمِ ما يرى من كَلَبِ النَّاس، وأكل بعضهم بعضاً، فخروجه (عليه السلام) إذا خرج يكون عند اليأس والقنوط من أن نرى فرجاً، فيا طوبى لمن أدركه، وكان من أنصاره، والويل كلُّ الويل لمن خالفه، وخالف أمره).

المؤلِّف:

ذكر ابن حجر الهيتمي الشافعي في القول المختصر، وقال:

الثامنة : يبعث [ المهدي (عليه السلام) ] على اختلاف وزلزال، وقال:

الثانية والعشرون : ستكون فتنة لا يهدأ منها جانب إلاَّ جاش منها جانبان، حتَّى يُنادي منادٍ من السماء: إنَّ أميركم فلان - أي المهدي - وقال:

السادسة والثلاثون : يظهر (عليه السلام) عند انقطاع من الزمن، وظهور من الفتن، يكون عطاؤه هنيئاً.

5- وفي عقد الدُّرر، الحديث ()، من الباب (4)، عن عبد الله بن عمر، قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم):

(لا تقومـُ السَّاعة حتَّى يخرُج المهدي من وُلدي، ولا يخرُج حتَّى يخرُج ستُّون كذَّاباً، كلُّهم يقول: أنا نبي).

6- وفي عقد الدُّرر، الحديث (106)، أخرج بسنده عن علي بن

٢٤٨

محمَّد الأزدي، عن أبيه عن جدِّه عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهما السلام)، [قال]:

( [ إنَّ ] بين يدي المهدي موتٌ أحمرٌ، وموتٌ أبيض، وجرادٌ في حينه، وجرادٌ في غير حينه، كألوان الدم، فأمَّا الموتُ الأحمر فالسيف، وأمَّا الموتُ الأبيضُ فالطاعون).

7- وفي عقد الدُّرر، الحديث (107)، من الباب (4)، أخرج بسنده عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:

(يظهرُ المهدي يومـَ عاشوراء - وهو اليوم الذي قُتِل فيه الحسين بن علي (عليهما السلام) - [ قال ]: وكأنِّي به يومـَ السبتِ العاشرِ من المحرَّم، قائمٌ بين الرُّكن والمقام، وجبرئيلُ عن يمينه، وميكائيلُ عن يساره، وتَصيِر إليه شيعتُه من أطرافِ الأرض، تُطوى لهم طيَّاً، حتَّى يُبايعوه، فيملأ الأرض عدلاً كما مـُلئت ظلماً وجوراً).

المؤلِّف:

يأتي في الباب السادس والعشرون أحاديث عديدة....، وهذا الحديث أظهر الأحاديث وأوضحها، والجميع تُثبت المطلوب.

8- وفي عقد الدُّرر، الحديث (18)، من الباب (4)، أخرج بسنده عن يزيد بن الخليل الأسدي، قال:

(كنت عند أبي جعفر محمَّد بن علي (عليهما السلام)، فذكر آيتين تكونان قبل [ ظهور ] المهدي [ عليه السلام ] لم تكن مـُنْذُ أهبطَ الله تعالى آدم (عليه السلام)، وذلك أنَّ الشمس تنكسف في النِّصف من شهر رمضان، والقمر في آخره، فقال له رجلٌ: يا بن رسول الله: بل الشمس في آخر الشهر والقمر في النصف؟! فقال أبو جعفر: أعلمـُ الذي تقول، إنَّهما آيتان لم يكونا مـُنْذُ هبطَ آدم (عليه السلام)).

المؤلِّف:

أخرج جلال الدين في العرف الوردي، ج2، ص66، وقال: أخرج الدارقطني في سُننه، عن محمَّد بن علي [ أنَّه قال ]:

(إنَّ لمهديِّنا آيتين لم تكونا مـُنْذُ خلق الله السّماوات والأرض، ينكَسِفُ القمرُ لأوَّل ليلة من رمضان، وتنكَسِفُ الشمسُ في النصف منه، ولم تكونا مـُنْذُ خلق الله

٢٤٩

السماوات والأرض).

وفي العرف الوردي أيضاً، ج2، ص82، قال: أخرج نعيم، عن شريك، قال:

(بلغني قبل خروج المهدي ينكسف القمر في شهر رمضان مرَّتين).

وفي إسعاف الراغبين المطبوع بهامش نور الأبصار، ص135، قال: وفي الفتوحات لمحيي الدين: أنَّ ظهور المهدي (عليه السلام) بعد أنْ يخسف القمر في أوَّل ليلة شهر رمضان، وتنكسف الشمس في النصف منه، فإنَّ مثل ذلك لم يوجد مـُنْذُ خلق الله السماوات والأرض.

المؤلِّف:

الظاهر أنَّ في العرف الوردي وقع سهو في التعبير، فقال مكان الخسوف: الكسوف.

9- وفي عقد الدُّرر، الحديث (109)، من الباب (4)، أخرج بسنده عن عمَّار بن ياسر، قال:

(إذا قُتل النَّفس الزكيَّة وأخوه بمكَّة - يُقتل بمكَّة ضيعةً - نادى منادٍ من السماء: إنَّ أميركم فلان، وذلك المهدي الذي يملأ الأرضَ حقاً وعدلاً).

أخرجه أبو عبد الله نعيم بن حمَّاد في كتاب الفتن.

المؤلِّف:

الأحاديث المرويَّة في قضيَّة قتل النَّفس الزكيَّة مختلفة من حيث السند واللفظ، وإليك بعض ألفاظه بحذف السند.

ففي الملاحم والفتن لابن طاووس، ج1، ص38، الطبعة الأُولى، عن عبد الله بن زرير، عن عمَّار بن ياسر قال:

(إذا قُتل النَّفس الزكيَّة وأخوه - يُقتل بمكَّة ضيعةً - يُنادي منادٍ من السماء: [ إنَّ ] أميركم فلان، وذلك المهدي الذي يملأ الأرض حقاً وعدلاً).

المؤلِّف:

وأخرج الحديث في العرف الوردي، ج2، ص76 ولفظُه يساوي لفظَه.

وفي الملاحم والفتن، ج3، ص133، الطبعة الأُولى، قال: الباب (48)، فيما ذكره زكريا عن المهدي (عليه السلام)، وخروجه، قال:

حدَّثنا محمَّد بن يحيى، قال: حدَّثنا محمَّد بن عبيد الطنافسي، قال: حدَّثنا موسى الجُهني، عن عمرو

٢٥٠

بن قيس الماصر، قال: قلت لمجاهد: عندك في شأن المهدي شيء؟ فإنَّ هؤلاء الشيعة لا نصدُّقهم، قال: نعم عندي فيه شيءٌ مـُثبت، حدَّثني رجلٌ من أصحاب النَّبي (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم):

(إنَّ المهدي [ عليه السلام ] لا يخرُج حتَّى تقتل النَّفس الزكيَّة، فإذا قُتلت النَّفس الزكيَّة غضب عليهم من في السماء ومن في الأرض، فيأتي النَّاس المهدي [ وهو في الكعبة ] فيَزفُّونه كما تُزَفُّ العروس ليلة عُرسِها، فهو يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، وتُخرِج الأرض نباتها، وتُمطِر السماء مطرها).

المؤلِّف:

أخرج السيِّد الحديث في الملاحم والفتن، ج2، ص99 من فتن السليلي مع اختلاف في لفظه، وفيه زيادة، وإليك نصُّه بحذف السند قال: وعن مجاهد، عن رجل من أصحاب النبي (صلَّى الله عليه وآله)، قال:

(لا يخرُج المهدي حتَّى يُقتل النَّفس الزكيَّة، فإذا قُتلت النَّفس الزكيَّة غَضِب عليهم أهل السماء وأهل الأرض، فأتى النَّاس المهدي وزفُّوه إليه كما تُزفُّ العروس إلى زوجها ليلة عُرسِها، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً، وتُمطِر السماء مطراً، تُخرِج الأرضُ نباتها، وتنعم أُمَّتي في ولايته نعمةً لم تَنْعَم بمثلها قطُّ).

المؤلِّف:

أخرج جلال الدين السيوطي الشافعي الحديث في العرف الوردي، ج2، ص65، وفي لفظه اختلاف، وإليك نصُّ ألفاظه، قال: أخرج ابن أبي شيبة، عن مجاهد، قال: حدَّثني فلان - رجل من أصحاب رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) -:

(أنَّ المهدي لا يَخرُج حتَّى تُقتل النَّفس الزكيَّة، فإذا قُتلت النَّفس الزكيَّة غَضِب عليهم مـَن في السماء ومـَن في الأرض، فأتى النَّاس المهدي فزَفُّوه كما تُزفُّ العروس إلى زوجها ليلةَ عُرسِها، وهو يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، وتُخرِج الأرضُ نباتها، وتُمطِر السماء مـَطَرها، وتنعم أُمَّتي [ في ] ولايته نعمةً لم تَنْعَمها قطُّ).

المؤلِّف:

بالتأمُّل في اللفظين تَعرِف الفرق، وتعرف الزيادة والنقصان في الحديثين.

٢٥١

المؤلِّف:

ومن الممكن أنَّ مجاهد هذا لم يذكر اسم الراوي تقيَّة، وكان الراوي ممَّن يُخالف أهل عصره فقال: حدَّثني فلان - رجل من أصحاب النبي - فإنَّ الرجل من أصحاب النبي - الذي روى حديث النَّفس الزكيَّة منه - هو عمَّار بن ياسر (عليه الرحمة)، أو غيره.

10- وفي الملاحم والفتن لابن طاووس (رحمه الله)، باب (67)، ص24، أخرج بسنده عن شهر بن حوشب قال: بلغني أنَّ رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم) قال:

(يكون في رمضانَ صوتٌ، وفي شوالَ مهمهة، وفي ذي القعدة تتحارب القبائل، وفي ذي الحجَّة يُنتهب الحاجُّ، وفي المحرَّم ينادي منادٍ من السماء: ألا إنَّ صفوة الله من خلقه فلان، فاسمعوا له وأطيعوا).

المؤلِّف:

هذا الحديث الشريف في الملاحم والفتن وغيره رويَ بألفاظٍ مختلفة مختصرة ومفصَّلة، ففي الملاحم والفتن، ص24، أخرج بسنده عن مكحول قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم):

(يظهرُ في السماء آية لليلتين تخلوان من شهر رمضان، وفي شوال المهمهة، وفي ذي القعدة المعمعة، وفي ذي الحجَّة يُنتهب الحاجُّ، وفي المحرَّم وما المحرَّم!). إلى هنا انتهى الحديث.

المؤلِّف:

إنَّ سبب التعجُّب من المحرَّم وقوع الفرج فيه، وفي ص 24، باب (65)، أخرج بسنده عن عبد الوهَّاب بن بخت [ قال ]: بلغني أنَّ رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم) قال:

(في رمضان آيةٌ في السماء كعمودٍ ساطعٍ، وفي شوال البلاء، وفي ذي القعدة المعمعة، وفي ذي الحجَّة يُنتهب الحاجُّ، والمحرَّم وما المحرَّم!). انتهى.

وفي ص24، باب (66)، أخرج بسنده عن أبي هريرة، عن النبي (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم) قال:

(تكون آيةٌ في رمضان، ثمَّ تظهرُ عِصابةٌ في شوال، ثمَّ تكون معمعة في ذي القعدة، ثمَّ يُسلب الحاجُّ في ذي الحجَّة، ثمَّ تُنتهك المحارم في المحرَّم، ثمَّ يكون الصوتُ في صفر، ثمَّ تنازُع القبائل في شهري ربيع، ثمَّ العجب كلَّ العجب بين جمادى ورجب، ثمَّ ناقةٌ مقتبةٌ خيرٌ من دسكرة تغلُّ مئة ألف).

٢٥٢

المؤلِّف:

أخرجنا الحديث في رقم (21)، ورقم (24) من أحاديث النداء السماوي الذي يقع عند ظهور الإمام (عليه السلام) بألفاظ مختلفة مفصَّلة ومختصرة، راجع حتَّى تعرف ألفاظ الحديث وتفهم معناه، راجع باب (23) من الكتاب.

وفي الملاحم والفتن، ص26، باب (75)، أخرج بسنده عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة قال:

(في رمضان هَدَّة تُوقِظُ النائم، وتُخرِج العواتق من خِدرِها، وفي شوال مهمهة، وفي ذي القعدة تمشي القبائلُ بعضها إلى بعض، وفي ذي الحجَّة تُهراق الدماء، وفي المحرَّم وما المحرَّم! يقولها ثلاثاً...).

المؤلِّف:

إنَّما أظهر التعجُّب من المحرَّم لأنَّ في المحرَّم فرج آل محمَّد (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) كما في حديث رقم (1). وفي الفتن والملاحم، ص26، باب (76)، أخرج بسنده عن سعيد بن المسيَّب قال:

(تكون فِتنةٌ بالشام، كأنَّ أوَّلها لَعِبُ الصبيان، كلمَّا سكنت من جانب طُمَّت من جانب، فلا تتناهى حتَّى يُنادي منادٍ من السماء: ألا إنَّ الأمير فلان . [ أي: المهدي ]) .

المؤلِّف:

هذا بعض ألفاظ الحديث، وسيأتي في رقم (22) بلفظ آخر، وفيه زيادة وتحريف، وأخرجنا حديثاً آخر في رقم (92) أيضاً بلفظ آخر مفصَّل يتضمَّن ما في الحديثين.

11- وفي الملاحم والفتن لابن طاووس (رحمه الله)، باب (72)، ص25، الطبعة الأُولى، أخرج بسنده عن شريك، قال:

(بلغني أنَّه تَنْكَسِفُ الشمس قَبل خُروج المهدي في شَهرِ رمضان مرَّتين).

المؤلِّف:

وهذا يخالف ما عليه العادة في الكسوف والخسوف.

12- وفي (القول المختصر) في الباب (2)، أخرج بعض ما ذكره الصحابة عن النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) من الأُمور التي تقع قبل ظهوره، فعدَّ منها ما يّقرُب من أربعين قضيَّة، فقال ما هذا نصُّه:

٢٥٣

فيما جاء عن الصحابة - فيه - رضوان الله تعالى عليهم أجمعين.

*الأُولى: (تكونُ فتنةٌ تَحصُد النَّاس حصداً، فلا تسبُّوا أهل الشام بل سبُّوا ظلمتهم؛ فإنَّ الأبدال منهم، وسيرُسل الله سيباً من السماء فيُفرِّقهم، حتَّى لو قاتلَتهُم الثعالب غلبتهم، ثمَّ يُبعث المهدي في اثني عشر ألفاً إنْ قلُّوا، أو خمسةَ عشرَ ألفاً إنْ كثروا، علامتهم [ إنَّهم يقولون ] : أمِتْ أمِتْ، على ثلاثِ راياتٍ، يُقاتلهم أهل سبعِ راياتٍ، ليس من صاحب رايةٍ إلاَّ وهو يطمع بالمـُلْكِ، ثمَّ يظهر المهدي، فيردُّ إلى المسلمين أُلفتهم ونعمتهم، فيكونون على ذلك حتَّى يخرُج الدجَّال). ثمَّ قال: وجاء أكثر هذا عنه (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم).

المؤلِّف:

لا يُعرف المعنى من هذا الحديث للاختصار الذي عمله فيه ابن حجر الهيتمي، وإن أردت فهم الحديث ودرك معناه فعليك بمراجعة الأحاديث التي أخرجناها في قوله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): (المهدي من عترتي، أو من أهل بيتي)، من الباب (3)، وهو الحديث رقم (110)، ورقم (111)، ورقم (112)، ورقم (113) وغيرهنَّ. وفي القول المختصر قال:

* الثانية: لا يخرُج [ أي: المهدي (عليه السلام) ] حتَّى يُقتل النَّفس الزكيَّة، فإذا قُتل غَضِب عليهم مـَن في السماء ومـَن في الأرض، ثمَّ يأتي النَّاس المهدي فيزفُّونه كما تُزفُّ العروس إلى زوجها.

المؤلِّف:

أخرجنا حديث قتل النَّفس الزكيَّة في رقم (9) من هذا الباب بألفاظ مختلفة، راجع حتَّى تعرف ما فعل ابن حجر وغيره في الأحاديث النبويَّة، قال ابن حجر:

* الثالثة: لا يخرُج [ المهدي (عليه السلام) ] حتَّى يكون قَبْلَه فتنةٌ يُستَحلُّ فيها المحارم كلُّها، ثمَّ تأتيه الخلافة وهو قاعد في بيته، وهو خير أهل الأرض.

* الرابعة: علامة خروجه [ أي: خروج المهدي (عليه السلام) ] أنْ يُخسف بالجيش بالبيداء.

المؤلِّف:

لا يخفى على أهل الحديث أنَّ الجيش الذي يُخسف به في البيداء هو جيش السفياني الذي أرسله إلى قتال الإمام وأصحابه (عليهم السلام)،

٢٥٤

فيَخسِف الله بهم جميعاً إلاَّ البشير والنذير، الأوَّل يُبشِّر الإمام (عليه السلام) بما وقع عليهم من البلاء، والثاني يُنذر السفياني بما وقع على جيشه ولا يُبالي، وإن شاء الله تعالى نذكر أخباره في آخر الكتاب في باب (25)، نقلاً من كتب علماء أهل السنَّة والإماميَّة.

* الخامسة: [ من علامات ظهور الإمام المهدي (عليه السلام) ] [ جيشٌ ] يَخرُج من قِبَل المشرق [ يهيئ له سلطانه ] لو استقبل به [ بذلك الجيش ] الجبال لهدَّها واتَّخذها طُرُقاً. أشرنا إلى هذا الجيش في رقم (28) من الباب (1)، راجع واغتنم.

المؤلِّف:

إنَّ لهذا الجيش تفصيل يُذكر إن شاء الله عند ذكر جيش السفياني واليماني والخُراساني وغيرهم، قال السيوطي في العرف الوردي، ج2، ص66: أخرج نعيم بن حمَّاد، وابن عساكر، وتمَّام في (فوائده)، عن عبد الله بن عمرو، قال:

(يخرُج رجلٌ من وُلد حسن، من قِبَل المشرق، لو استقبل به الجبال لهدَّها واتَّخذ فيها طُرُقاً).

وفيه أيضاً، ص70، أخرج حديثاً آخر بمعناه ذكرناه في ما يقع قبل ظهوره (ع) وبعده. قال ابن حجر:

* السادسة: من مقدِّمات ظهوره (عليه السلام): أسعدُ النَّاس به أهل الكوفة.

المؤلِّف:

على ما يظهر من الأحاديث أنَّ أهل الكوفة يرون بلاءً شديداً من السفياني من القتل والأسر والنهب، وبعد ذلك كلِّه إذا ظهر الإمام المهدي (عليه السلام) يكونون أسعدَ النَّاس به (عليه السلام).

* السابعة: [من علامات ظهوره (عليه السلام) ] إذا انثال عليكم التُّرك، ومات خليفتكم الذي يجمع الأموال، ويُستخلف بعده رجلٌ ضعيف، فيُخلع بعد سنتين من بيعته، ويُخسف بغربي مسجد دمشق، وخروج ثلاثِ نفرٍ بالشام، وخروج أهل المغرب إلى مصر، وتلك أمارة السفياني.

المؤلِّف:

هذه القضايا التي ذُكرت في هذا الرقم وقع بعضها وبقي بعضها ولم تظهر بعد ولم تقع، ومن جملتها خروج السفياني، ولكلِّ قضيَّة

٢٥٥

حديث خاصٌّ نذكره إن شاء الله تعالى عند ذكر قضايا السفياني وغيره. قال ابن حجر:

* الثامنة: [ أي: ممَّا يقع قبل ظهور الإمام المهدي (عليه السلام) ] إذا نادى منادٍ من السماء: أنَّ الحقَّ في آل محمَّد؛ فعند ذلك يظهر المهدي على أفواه النَّاس، ويشربون حبَّه، ولا يكون لهم ذكر غيره.

المؤلِّف:

ورد في أحاديث آخر الزمان، وما يقع في آخر الزمان أحاديث عديدة، (منها) في ما يُنادى به من قبل ظهور الإمام المهدي (عليه السلام)، وسنذكرها إن شاء الله فيما يأتي مفصَّلاً.

ومن جملتها الحديث الذي يُنادى فيه: أنَّ الحقَّ في آل محمَّد (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم). قال ابن حجر:

* التاسعة: [ أي: ممَّا يقع قبل ظهور الإمام المهدي (عليه السلام) ] خروج الرايات السود، قال:

تخرُجُ راياتٌ سودٌ تُقاتل السفياني، فيهم شابٌّ من بني هاشم، في كفِّه اليسرى خالٌ، وعلى مقدِّمته شعيب بن صالح التميمي.

المؤلِّف:

أخرجنا بعض ما رويَ من الأحاديث النبويَّة في الرايات السود، ومن جملتها ما فيه بعض أحوال الشابِّ الهاشمي، راجع الرايات السود التي تخرج قبل خروج الإمام المهدي (عليه السلام) في باب (24)، حتَّى تعرف قضيَّة الشابِّ وغيره. قال ابن حجر:

* العاشرة: يخرُج قَبله خيلُ السفياني في الكوفة، ويخرج أهل خُراسان في طلب المهدي، فيلتقي هو والهاشمي براياتٍ سودٍ، على مقدِّمته شعيب بن صالح، فيلتقي هو والسفياني في باب إصطخر، فيكون بينهم ملحمةٌ عظيمةٌ، فتَظهرُ الرايات السود، وتهرب خيل السفياني؛ فعند ذلك يتمنَّى النَّاس المهدي ويطلبونه.

المؤلِّف:

اختصار ابن حجر للأخبار والأحاديث سبَّب عدم وضوح القضايا، ولو راجعت ما جمعنا في باب (24) من أحاديث الرايات السود - التي يَقْدِمـُها شعيب بن صالح، وما يفعله جيش شعيب بن صالح - عرفت ما ذكره في الأمر العاشر. قال ابن حجر:

* الحاديةَ عشرَ: من الأُمور التي تقع قبل ظهوره (عليه السلام): أنَّه يخرُج قَبلَه رجلٌ من أهل بيته

٢٥٦

بالمشرق، يحمل السيف على عاتقه ثمانية عشر شهراً، يقتل ويمثِّل، ويتوجَّه إلى بيت المقدس، فلا يبلغه حتَّى يموت.

المؤلِّف:

أخرج يوسف بن يحيى الشافعي في عقد الدُّرر في الحديث (171)، بسنده عن علي بن أبي طالب (عليهما السلام) قال:

(يخرُج رجلٌ قَبْلَ المهدي من أهل بيته بالمشرق، يحمل السيف على عاتقه ثمانيةَ أشهرٍ، ويَقتُل ويمثِّل، فيتوجَّه إلى بيت المقدس فلا يبلغه حتَّى يموت).

أخرجه أبو عبد الله نعيم بن حمَّاد في كتاب الفتن.

المؤلِّف:

يظهر من بعض الأحاديث المرويَّة في عقد الدُّرر أنَّ الرجل الذي هو من أهل بيته هو أخوه، وفي بعض الأحاديث أنَّه من ولد الحسين (عليه السلام)، ولم يُعيَّن اسمه، وفي بعض الأحاديث أنَّه من بني هاشم، وفي كفِّه اليُمنى خالٌ، وجميع الأحاديث تُشير أنَّه يخرُج من المشرق، وفي بعضها أنَّه يخرُج من خُراسان وعلى كلِّ حالٍ بالرجوع إلى الأحاديث التي يُذكر فيها مقدِّمات الظهور يُعرف الرجل الذي يخرُج قبل خروج الإمام المهدي (عليه السلام). قال ابن حجر:

* الثانيةَ عشرَ: من الأُمور التي تقع قبل ظهوره (عليه السلام)، قال: يكون قبل ظهوره (عليه السلام) بالمدينة وقعةٌ يَغرق فيها [ أي: في الدماء الحاصلة منها ] أحجار الزيت، ما الحرَّة [ أي: وقعتها المشهورة ] عندها إلاَّ كضربة سوط، فيَتنحَّى [ السفياني ] عن المدينة قدر بريدين، ثمَّ يبايع المهدي.

المؤلِّف:

أخرج يوسف بن يحيى في عقد الدُّرر، الحديث (110) عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال:

(يبلُغ أهل المدينة خروج الجيش، فيَهرب منها مـَن كان من أهل محمَّد (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم) إلى مكَّة، يَحمِل الشديد الضعيف، والكبير الصغير، فيُدرِكون نفساً من آل محمَّد (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم) فيَذبَحونه عند أحجار الزيت). أخرجه نعيم بن حمَّاد.

أقول: من الممكن أن يكون مقصود ابن حجر هذه القضيَّة

٢٥٧

أو هذه الواقعة التي تكون قبل ظهوره (عليه السلام)، كما يظهر من أخباره. قال ابن حجر:

* الثالثةَ عشرَ: [ ممَّا يقع قبل ظهوره (عليه السلام) أنَّه ] يَبعث صاحب المدينة [ أي: واليها من طرف السلطان ] إلى الهاشميين بمكَّة جيشاً فيهزمونهم، فيسمع بذلك الخليفة بالشام [ في ذلك الوقت ] أي السفياني من ذُرِّية أبي سفيان بن حرب، فيقطع إليهم [ أي: يبعث ] بعثاً، فينزلون بالبيداء في ليلة مـُقمرة، فيقول راعٍ نظر إليهم: يا ويح أهل مكَّة ما جاءهم! [ إن استولى عليهم هذا الجيش ] ويذهب [ الراعي ] ثمَّ يرجع فلا يراهم! [ أي: لا يرى من الجيش أحداً ] فيقول: سبحان الله! ارتحلوا في ساعة واحدة؟! فيأتي منزلهم فيجد قطيفة قد خُسف بعضها وبعضها فوق الأرض، فيُعالجها [ حتَّى يُخرجها من الأرض ] فلا يطيقها؛ فيعلم أنَّهم قد خُسِف بهم، فينطلق إلى صاحب مكَّة [ أي: الهاشمي ] فيُبشِّره [ بخسف الجيش الذي جاء لقتاله ] فيحمد الله ويقول: هذه العلامة التي كنتم تنتظرون، فيسيرون [ أي: الهاشمي وأصحابه ] إلى الشام.

المؤلِّف:

بالمراجعة إلى أخبار السفياني - والتي نذكر بعضها إن شاء الله - تعرف ما أشرنا إليه في هذا الرقم. قال ابن حجر:

* الرابعةَ عشرَ: ينقطع قبل خروجه (عليه السلام) التجارات والطرق، ويكثر الفتن، فيخرج في طلبه (عليه السلام) سبعةُ نفرٍ [ أي: سبع راياتٍ محاربات ] [ مع كلِّ واحدٍ منهم ] علماً [ و ] من أُفقٍ شتَّى، على غير ميعاد بينهم، يُبايع لكلٍّ منهم ثلاثمئة وبضعة عشر، حتَّى يلتقي السبعة ومن معهم بمكَّة، فيقول بعضهم لبعض ما جاء بكم: فيقول: جئنا في طلب هذا الرجل الذي ينبغي أن تهدأ على يديه هذه الفتن، ويفتح القسطنطينيَّة، قد عرفناه باسمه واسم أبيه وأُمِّه وجيشه، فيطلبونه بمكَّة فيصيبونه [ بمكَّة ]، فيقولون: أنت فلان بن فلان [ أي: أنت محمَّد بن الحسن ]، فيجيبهم بجواب يفهمون منه الإنكار [ أي ] فينكر، فيهرب إلى المدينة فيلحقونه، فيهرب إلى مكَّة، فيطلبونه بمكَّة فيصيبونه بها عند

٢٥٨

الركن، فيقولون: إثمنا عليك ودمائنا (عليك و) في عنقك إن لم تمدَّ يدك نبايعك، هذا عسكر السفياني قد توجَّه في طلبنا، عليهم رجل من حذام، فيجلس (عليه السلام) بين الركن والمقام ويمدَّ يده فيُبايَع له، فيلقي الله محبَّته في صدور النَّاس فيسيرون [ معه ]، قومٌ أُسدٌ بالنهار، رهبانٌ بالليل.

المؤلِّف:

في هذا الرقم يُشير إلى أصحابه الخاصِّين الذين عددهم (313) شخصاً، فسنذكر أحوالهم إن شاء الله تعالى في باب (28). قال ابن حجر:

* الخامسةَ عشرَ: يخرُج قبله (عليه السلام) هاشمي [ أي: السيِّد الحسني الذي يُطاوعه ويُبايعه هو وجيشه ] يقتُل ويمثِّل [ بالناس الذين يخالفونه ] ثمانية عشر شهراً، ويتوجَّه لبيت المقدس فلا يبلغه، فيبعث السفياني جيشاً إلى المهدي (عليه السلام) فيُخسَف بهم بالبيداء، فيبلغ أهل الشام فيقولون لخليفتهم: بايع المهدي وإلاَّ قتلناك، فيُرسل بالبيعة، فيسير المهدي حتَّى ينزل بيت المقدس، وينقل إليه الخزائن، وتدخل العرب والعجم وأهل الحرب والروم وغيرهم في طاعته من غير قتال، حتَّى يبني المساجد بالقسطنطينيَّة وما دونهما.

المؤلِّف:

تفصيل هذه القضايا يُعرف بالمراجعة إلى أحاديث السفياني والدجَّال في باب (25)، ولكلِّ قسم منها باب خاصٌّ ذُكر بحمد الله فيما تقدَّم ومنها الحديث (269) من عقد الدُّرر. قال ابن حجر:

* السادسة عشر: مهاجره [ أي: مسكنه (عليه السلام) ] ببيت المقدس، وهذه الخصوصية ورد فيها أحاديث مختلفة في كتب علماء أهل السنَّة والإماميَّة، ويمكن الجمع بينهما بالنظر إلى عصره (عليه السلام) وطولها وقصرها، وبالمراجعة إلى الأحاديث المـُعيِّنة لزمان إمامته ومقدارها يُعرف هذه الخصوصيات، وله باب خاصٌّ، راجع أحاديث مسكنه (عليه السلام) في باب (20) حتَّى تعرف ما تريد. قال ابن حجر:

* السابعة عشر: مولده بالمدينة [ أي: مولد الإمام المهدي المنتظر (عليه السلام) بالمدينة ].

٢٥٩

قال المؤلِّف:

هذه الخصوصية - أي: مولدة (عليه السلام) بالمدينة - أمرٌ يُخالف ما هو المشهور والمتواتر في التاريخ والآثار والأخبار الواردة من الإماميَّة وغير الإماميَّة، في تعيين محلِّ ولادته (عليه السلام)، من غير مخالفة بعضها لبعض، بل جميعها متوافقة في تعيين ذلك، وإنَّه كان بسامراء، والحقُّ إن صدَّقنا الأحاديث التي ذُكر فيها أنَّه (عليه السلام) ولد في المدينة أن نقول فيها: إنَّها واردة في مقام التقيِّة؛ حتَّى لا يتبيَّن لأعدائه محلُّ ولادته، ويتمكَّنوا من إلقاء القبض عليه وإعدامه، وأخذه تحت سيطرتهم كما فعلوا بآبائه (عليهم السلام).

هذا والحديث الذي أُشير فيه إلى أنَّه (عليه السلام) يولد في المدينة حديث واحد، ولا تعيين فيه للمدينة التي يولد فيها، فالأولى حمل هذا الإجمال على ما ورد من الأخبار والآثار في تعيين أنَّه (عليه السلام) ولد في مدينة (سامراء)، في داره الذي كان يسكنه الإمام علي الهادي، والإمام الحسن العسكري (عليهما السلام)، وهو دار معروف مشهور من زمان العباسييِّن الذين حملوا الإمام العاشر (عليه السلام) من مدينة جدِّه (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) إليها.

وقد تعرَّض لبيان هذه الدار في معجم البلدان لياقوت الحموي في لفظ (سامراء)، وذَكره غيره، فلا نحتاج إلى ذِكره، وفيما ذكروه كفاية، وهي تخالف الحديث الذي رويَ فيه أنَّه (عليه السلام) ولد في المدينة إن اتَّخذنا المدينة المذكورة مدينة الرسول (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)؛ ولعدم تعيين المدينة في الحديث يُعرف منها المقصود من المدينة. قال ابن حجر:

*الثامنة عشر: [ أنَّه (عليه السلام) ] كثُّ اللحية [ أي: ليس بكوسج، ولا خفيف اللحية ] وهذه الخصوصية والصِّفة له (عليه السلام) مذكورة في الأحاديث التي أُشير فيها إلى أوصافه (عليه السلام)، وقد تعرَّضنا في باب (19) إلى تعيين بعض أوصافه (عليه السلام) ولهذه الخصوصيَّة، وذكرنا في الحديث رقم (14) أنَّه (عليه السلام) كثُّ اللحية، أكحل العينين، برَّاق الثنايا، في وجهه خالٌ، أقنى، أجلى، في كتفه علامة النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، (وعَلَمـُهُ) من مِرْطٍ مـُخْملَة مربَّعة [ وهو عَلَمـُ

٢٦٠