المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية الجزء ٢

المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية0%

المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية مؤلف:
الناشر: مؤسّسة الإمام المهدي
تصنيف: الإمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف
الصفحات: 367

المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ نجم الدين جعفر بن محمد العسكري
الناشر: مؤسّسة الإمام المهدي
تصنيف: الصفحات: 367
المشاهدات: 23059
تحميل: 6654


توضيحات:

بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 367 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 23059 / تحميل: 6654
الحجم الحجم الحجم
المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية

المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية الجزء 2

مؤلف:
الناشر: مؤسّسة الإمام المهدي
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

هو رجلٌ من ولدي، كأنَّه من رجال بني إسرائيل، عليه عباءَتان قطوانيتان، كأنَّ وجهه الكوكب الدُّري في اللون، في خدِّه الأيمن خالٌ أسود، ابن أربعين سنة، فتخرج إليه الأبدال من الشام وأشباههم، ويخرج إليه النجباء من مصر، وعصائب أهل المشرق وأشباههم، فيأتون مكَّة فيبايعونه بين الركن والمقام، ثمَّ يخرج متوجّهاً إلى الشام، وجبرائيل على مقدّمته وميكائيل على ساقته، فيفرح به أهلُ السماء، وأهلُ الأرض، والطير، والوحوش، والحيتان في البحر، وتزيد المياه في دولته...) الحديث.

وقد أخرجناه كاملاً في أحاديث أنَّه (عليه السلام) من ولد النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، في الباب (1) رقم (21).

المؤلِّف:

وأخرج السيِّد ابن طاووس في الملاحم والفتن، ج3، ص104، نقلاً من فتن السليلي، أنَّه أخرج بسنده عن ربعي بن خراش قال: سمعتُ من حذيفة بن اليمان حديثاً ذكر فيه السفياني وقصَّته، إلى أن قال:

(فيضرب [ أي: السفياني ] أعناق من فرَّ إلى بلدِ الروم بباب دمشق، فإذا كان ذلك؛ نادى منادٍ من السماء: ألا أيُّها الناس: إنَّ الله قد قطع عنكم مـُدَّة الجبَّارين والمنافقين وأشياعهم، ووليكم خيرُ أُمَّة محمَّد، فالحقوه بمكَّة فإنَّه المهدي، واسمه أحمد بن عبد الله...). الحديث.

وقد تقدَّم حديث عن ربعي بن خراش في رقم (8)، وفيه مضامين هذا الحديث، وفيه زيادة: ولعلَّ الحديث واحدٌ اختصره السيِّد (رحمه الله)، وحديث الملاحم مفصَّل تقدَّم نقله في أنَّه (عليه السلام) من أولاد فاطمة سيِّدة النساء (عليها السلام)، في باب (5)، في رقم (16).

12- وفي الملاحم والفتن لابن طاووس، ص100، نقلاً من فتن السليلي قال: أخرج بسنده عن المغيرة بن عبد الرحمان، عن أُمِّه - وكانت امرأة قديمة - قال: قلتُ لها:

(لِمـَ كانت فتنةُ ابن الزبير؟ والله إنَّ هذه الفتنة يَهلكُ فيها الناس! قالت: كلاَّ يا بنيَّ، ولكن تكون بعدها فتنةٌ يَهلكُ

٢١

فيها الناس، لا يستقيم أمرهم على أحدٍ حتَّى يُنادي منادٍ من السماء: عليكم بفلان ابن فلان)، [ أي: بالمهدي بن الحسن ].

المؤلِّف:

أخرج السيِّد في الملاحم والفتن، ج1، ص37، حديث المغيرة بن عبد الرحمان، نقلاً من فتن نعيم وقال: حدَّثنا نعيم، حدَّثنا ابن وهب، عن إسحاق بن يحيى التميمي، عن المغيرة بن عبد الرحمان، عن أُمِّه - وكانت قديمة - قال: قلت لها - في فتنةِ ابن الزبير - :

(إنَّ هذه الفتنة تُهلك الناس؟ فقالت: كلاَّ يا بنيَّ، ولكن بعدها فِتنةٌ تُهلكُ الناس، لا يستقيم أمرهم حتَّى يُنادي منادي السماء: عليكم بفلان).

المؤلِّف:

تقدَّم أحاديث عديدة فيها لفظ: (فلان) أو (فلان بن فلان) وفسَّروه بالمهدي (عليه السلام)، ويناسب هذا الحديث أن يُغيَّر بما فَسَّر الأحاديث المتقدِّمة.

13- وفي الملاحم والفتن لابن طاووس، ج2، ص100، أخرج بسنده من فتن السليلي وقال: أخرج بسنده عن عبد الله بن موسى، قال: أخبرنا عنبسه بن سعيد، عن سمير قال:

(يظهر في رمضان صوت، وفي شوال هَمْهَمْة - أو مـَهْمـَهْة - وفي ذي القعدة تحارب القبائل، وفي ذي الحِجَّة يُسلب الحاجُّ، وفي المـُحرَّم لو أخبرتُكم بما في المـُحرَّم! قلنا له: وما بالمـُحرَّم؟ قال: يُنادي منادٍ من السماء: ألا إنَّ فلاناً [ أي: المهدي ] خِيَرة الله من خلقه، فاسمعوا له وأطيعوا).

المؤلِّف:

يأتي في رقم (17) نقلاً من كنز العمَّال، ج7، ص260 – 261، حديث فيه بعض ألفاظ هذا الحديث.

14- وفي الملاحم والفتن، ج1، ص38، أخرج بسنده عن سعيد بن

٢٢

المسيَّب قال:

(تكون فُرقةٌ واختلافٌ، حتَّى تَطلع كفٌّ من السماء، ويُنادي منادٍ من السماء: إنَّ أميركم فلان).

المؤلِّف:

أخرج في العرف الوردي، ج2، ص76 الحديث، ولفظه يساوي لفظ ابن طاووس في الملاحم والفتن، وفي عقد الدُّرر، الحديث (146)، من الباب (4)، نقلاً من كتاب الفتن لنعيم بن حمَّاد، عن الزهري قال:

(إذا التقى السفياني والمهدي للقتال، يومئذٍ يسمعون من السماء صوتاً: ألا إنَّ أولياء الله من أصحاب فلان يعني: المهدي).

ثمَّ قال الزهري: قالت أسماء بنت عُميس : (إنَّ أمارة ذلك اليوم: أنَّ كفَّاً من السماء مدلاَّة ينظر إليها الناس).

المؤلِّف:

في الملاحم والفتن، ص38، أخرج حديث الزهري عن أسماء بنت عُميس، ولفظه يساوي ما في عقد الدُّرر. وفي عقد الدُّرر في الحديث (147)، أخرج حديثاً عن ابن عباس قال:

(لا يخرج المهدي حتَّى تَطلع مع الشمس آيةٌ)، المؤلِّف: وهو الكفُّ.

المؤلِّف:

وأخرج جلال الدين الحديث في العرف الوردي، ج2، ص76، وهذا نصُّه: أخرج نعيم بن حمَّاد، عن الزهري قال:

(إذا التقى السفياني والمهدي للقتال، يومئذٍ يُسمع صوت من السماء: ألا إنَّ أولياء الله أصحاب فلان، يعني: المهدي).

قالت أسماء بنت عُميس: (وإنَّ أمارة ذلك اليوم: أنَّ كفَّاً من السماء مدلاّة ينظر إليها الناس).

ثمَّ أخرج حديثاً آخر في الباب، وقال: في ج2، ص76 أيضاً، أخرج نعيم بن حمَّاد، عن الحكم بن نافع قال:

(إذا كان الناس بمنى وعرفات، نادى منادٍ - بعد أن تتحارب القبائل -: ألا إنَّ أميركم فلان، ويتبعه صوت آخر: ألا إنَّه قد صدق، فيقتتلون قتالاً شديداً، وجلُّ سلاحهم البرادع، وعند ذلك يرون كفَّاً مـُعلَّمةً في السماء، ويشتدُّ القتال حتَّى لا يبقى من أنصار الحقَّ إلاَّ عدَّةُ

٢٣

أهل بدر، فيذهبون حتَّى يبايعوا صاحبهم).

15- وفي عقد الدُّرر، الحديث (143)، من الباب (4)، أخرج بسنده من كتاب أبي الحسن أحمد بن جعفر المنادي، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال:

(انظروا الفرج في ثلاث، قلنا: يا أمير المؤمنين: وما هي؟ قال: اختلاف أهل الشام بينهم، واختلاف الرايات السود من خراسان، والفزعة في شهر رمضان، فقيل: وما الفزعة في شهر رمضان؟ قال: أوما سمعتم قول الله عزَّ وجلَّ في القرآن: ( إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمـَاء آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ ) وهي آيةٌ تُخرج الفتاة من خدرها، وتوقظ النائم، وتفزع اليقظان).

أخرجه أبو الحسن أحمد بن جعفر المنادي.

المؤلِّف:

يأتي في رقم (17)، نقلاً من كتاب كنز العمَّال، حديث فيه بعض مضامين هذا الحديث - والراوي ابن المنادي - رواه عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهما السلام)، وفيه ما ليس في هذا الحديث، ويمكن أن يقال: أنَّه حديثٌ آخر رواه ابن المنادي، عن مولى المتَّقين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهما السلام).

ويأتي في رقم (19) حديث عن الإمام محمَّد بن علي (عليهما السلام) في بيان الصوت الذي يقع في شهر رمضان، وفي لفظه زيادة واختلاف عمَّا في الحديث المذكور.

16- وفي عقد الدُّرر، الحديث (136) من الباب (2)، أخرج بسنده عن جابر بن يزيد الجُعفي قال: قال أبو جعفر (عليه السلام):

(يا جابر: إلزم الأرض، ولا تحرِّك يداً ولا رجلاً حتَّى ترى علامات أذكرها لك - إن أدركتها - أوَّلها: اختلاف بني العبَّاس، وما أراك تُدرِك ذلك، ولكن حدِّث به بعدي، [ ومن جملة ما ذكره (عليه السلام) ] قال: منادٍ ينادي من السماء، ويجيئكم الصوت من ناحية دمشق، ويُخسف بقريةٍ من قُرى الشام تسمَّى الجابية...) والحديث مفصَّل نقلناه في الأحاديث التي ذُكر فيها أنَّه (عليه السلام)

٢٤

من أولاد الحسين في الباب (7)، رقم (3).

وقال في آخر الحديث: (ويبعث السفياني بَعْثاً إلى المدينة، فيفرُّ المهدي منها إلى مكَّة، فيبلغ أمير جيش السفياني أنَّ المهدي قد خرج إلى مكَّة، فيبعث جيشاً على أثره فلا يُدرِكه حتَّى يدخل مكَّة خائفاً يترقَّب على سُنَّة موسى بن عمران (عليه السلام)، قال: وينزلُ جيش السفياني البيداء، فينادي منادٍ من السماء: يا بيداء: أبيدي القوم، فيُخسف بهم، فلا يَفْلت منهم إلاَّ ثلاثة نفرٍ، يحوِّل الله وجوههم إلى أقفيتهم، وهم من كلب [ أي: من عشيرة كلب ] قال: فيجمع الله أصحابه ثلاثمئة وثلاث عشرَ رجلاً، على غير ميعاد، قُزعاً كقُزع السَّحاب، فيُبايعونه [ عليه السلام ] بين الركن والمقام). الحديث.

وهو مفصَّل ذكرنا منه مقدار الحاجة.

17- وفي العرف الوردي، ج2، ص81، قال: أخرج أبو عمر الدَّاني في سُننه وقال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم):

(إذا خرجت السودان طلبت العرب مكشوفون، حتَّى يلحقوا ببطن الأرض - أو قال: ببطن الأردن - فبينما هم كذلك إذ خرج السفياني في ستِّين وثلاثمئة راكب، حتَّى يأتي دمشق، فلا يأتي عليهم شهرٌ حتَّى يبايعه من كلب ثلاثون ألفاً، فيبعث جيشاً إلى العراق، فيقتل بالزوراء مئة ألف، وينجرُّون إلى الكوفة فينهبونها، فعند ذلك؛ تخرج راية من المشرق، يقودها رجل من بني تميم، يقال له: شعيب بن صالح، فيستنقذ ما في أيديهم من سبي أهل الكوفة، ويقتلهم، ويَخرج جيشٌ آخر من جيوش السفياني إلى المدينة، فينهبونها ثلاثة أيَّام، ثمَّ يسيرون إلى مكَّة، حتَّى إذا كانوا بالبيداء بعث الله عزَّ وجلَّ جبريل فيقول: يا جبريل: عذِّبهم، فيضربهم برجله ضربةً يخسف الله عزَّ وجلَّ بهم، فلا يبقى منهم إلاَّ رجلان، فَيقدِمان على السفياني فيُخبرانه بخسف الجيش فلا يهوله! ثمَّ إنَّ رجالاً من قريش يهربون إلى قسطنطينيَّة، فيبعث السفياني إلى عظيم الروم: أن يبعث بهم في المـَجَامِع، فيبعث بهم إليه، فيضرب أعناقهم على باب المدينة بدمشق، قال حذيفة: حتَّى إنَّه يُطاف بالمرأة في مسجد

٢٥

دمشق في الثوب [ الواحد ] على مجلسٍ مجلسٍ، حتَّى تأتي فخذ السفياني فتجلس عليه، وهو في المحراب قاعد، فيقوم رجل مسلم من المسلمين فيقول: ويْحَكم! أكفرتم بالله بعد إيمانكم؟ إنَّ هذا لا يحلُّ، فيقوم فيضرب عنقه في مسجد دمشق، ويقتل كلَّ من شايعة على ذلك، فعند ذلك؛ ينادي منادٍ من السماء: أيُّها الناس: إنَّ الله عزَّ وجلَّ قطع عنكم مدَّة الجبَّارين والمنافقين وأشياعهم، وولاَّكُم خير أُمَّة محمَّد (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم) فالحقو به بمكَّة فإنَّه المهدي، واسمه أحمد بن عبد الله، قال حذيفة: فقام عمران بن الحصين فقال: يا رسول الله كيف لنا حتَّى نعرفه؟ قال: هو رجل من ولدي، كأنَّه من رجال بني إسرائيل [ أي: طويل القامة ] عليه عباءَتان قطوانيتان، كأنَّ وجهه الكوكب الدريُّ في اللون، في خدِّه الأيمن خالٌ أسود، ابن أربعين سنة، فيخرج الأبدال من الشام وأشباههم، ويخرج إليه النجباء من مصر، وعصائب أهل الشرق وأشباههم، حتَّى يأتوا مكَّة، فيُبايَع له بين الركن والمقام، ثمَّ يخرج [ عليه السلام ] متوجِّهاً إلى الشام، وجبريل على مقدِّمته وميكائيل على ساقته، فيفرح به أهل السماء وأهل الأرض، والطير والوحوش والحيتان في البحر، وتزيد المياه في دولته، وتمدُّ الأنهار، وتُضعِف الأرض أهلها، وتُستخرج الكنوز، فيقدم الشام، فيذبح السفياني تحت الشجرة التي أغصانها إلى بحيرة طبريَّة، ويقتل كلباً [ أي عشيرة كلب ] ، قال رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم): فالخائب من خاب يوم كلب، ولو بعقال، قال حذيفة: يا رسول الله: كيف يحلُّ قتالهم وهم موحِّدون؟ فقال رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم) : يا حذيفة: هم يومئذٍ على ردَّة، يزعمون أنَّ الخمر حلال، ولا يصلُّون...).

المؤلِّف:

تقدَّم بعض ألفاظ الحديث في رقم (11)، نقلاً من عقد الدُّرر، وفيه اختلاف عمَّا في حديث العرف الوردي، وذكرنا الحديث كاملاً في الأحاديث التي ذُكر فيها أنَّه (عليه السلام) من أولاد النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، وفيه نقصٌ واختلاف لِما في كتاب العرف الوردي.

وقوله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): (ابن أربعين سنة)

٢٦

أي: يُرى كذلك، وإلاَّ فله (عليه السلام) من العمر أزيد من ألف سنة.

وقوله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): (تخرج رايةٌ من المشرق يقودها رجلٌ من تميم يقال له: شعيب بن صالح).

ففي كتاب العرف الوردي، ج1، ص68 قال: أخرج نعيم بن حمَّاد، عن الحسن قال:

(يخرج بالريِّ [ وهو من بلاد الشرق ] رجل رُبْعة أسمر من بني تميم، محروم كوسج، يقال له: شعيب بن صالح في أربعة آلاف، ثيابهم بيض، وراياتهم سود، يكون على مقدِّمة المهدي [ عليه السلام ] لا يلقاه أحدٌ إلاَّ فلَّه).

وقوله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): (يخرج السفياني).

ففي مشارق الأنوار، ص102، من الفصل الأوَّل، من الباب الرابع - الذي ذَكر فيه علامات الساعة - قال:

السفياني رجل من ذرِّية أبي سفيان بن حرب الأُموي، يظهر [ أوَّلاً ] باليمن [ و ] يسير بالناس سيرةً حسنةً، إلى أن يظهر أمره ويستقرَّ شأنه، ثمَّ ينعكس على الناس بشؤم، فيقتل أهل الأسواق، ويحتقر الصلحاء والعلماء والأعيان، ويسير في الناس سيرة سيِّئة، ويخرج بجيوش عظيمة هائلة، إلى أن ينتهي إلى الشام، وتجتمع عليه قبيلة تسمَّى بني كلب، وهم أخواله، وهم أكثر الناس عدداً.

وقال القرطبي في (تذكرته):

وعندما يصل السفياني إلى الشام، يبعث جيشاً إلى الكوفة فيه خمسة عشرَ ألفَ فارس، ويبعث جيشاً آخر إلى مكَّة لمحاربة المهدي ومـَن معه ممَّن اتَّبعه.

فأمَّا الجيش الأوَّل فإنَّه يصل إلى الكوفة فيتغلَّب عليها، ويسبي من كان فيها من النساء والأطفال، ويقتل الرجال، ويأخذ ما يجد فيها من الأموال، ثمَّ يرجع، فتقوم ضجَّة بالمشرق، فيتبعهم أمير من أُمراء بني تميم يقال له: شعيب بن صالح، فيستنقذ ما في أيديهم من السبيِّ ويرُدَّه إلى الكوفة.

وأمَّا الجيش الثاني، فإنَّه يصل إلى مدينة الرسول [ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ] فيقاتلونها ثلاثة أيَّام ثمَّ يدخلونها عُنوة، ويسبون ما فيها من الأهل والولد، ثمَّ يسير نحو مكَّة لمحاربة

٢٧

المهدي ومن معه، فإذا وصلوا إلى البيداء مسخهم الله أجمعين، وذلك قول الله تعالى: ( وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلاَ فَوْتَ وَأُخِذُوا مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ ) .

المؤلِّف:

يناسب هذا الحديث أن يُذكر في باب أحوال السفياني، وقد أخرجنا هناك حديثاً مفصَّلاً في أحواله من عقد الدُّرر، وذكرنا بأنَّنا ذكرنا حديثاً آخر في أحواله في باب النداء السماوي.

وقال في مشارق الأنوار:

فأمَّا السفياني فيبعث جيشاً من الشام [ لمحاربة الإمام المهدي (عليه السلام) ] فيُخسَف بهم بالبيداء، فلا ينجو منهم إلاَّ المـُخبِر، فيسير [ أي: الإمام المهدي (عليه السلام) ] إلى السفياني، وهو رجل من ولد خالد بن يزيد بن أبي سفيان، ضخمـُ الهامة، بوجهه الجُدري، وبعينه نكتةٌ بيضاء، يخرج من ناحية دمشق، وعامَّة من يتبعه من بني كلب، وهم أخواله، يفعل الأفاعيل، ويقتُل قبيلة قيس، فيُريح الله المسلمين منه بظهور المهدي.

المؤلِّف:

أخرج الحديث في عقد الدُّرر، الحديث 125، في الباب (4)، وفيه مضامين الحديثين وزيادة، راجع رقم (5)، ورقم (6) من أحاديث أحوال السفياني.

وفي مشارق الأنوار قال: ذكر النسفي أنَّ أصحاب السفياني ثلاث فرق:

فِرقة تبقى بالكوفة، وفِرقة تسير نحو الرَّي، وفِرقة تأتي المدينة - أي: مدينة الرسول (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) - وعليهم رجلٌ من بني زهرة، فيحاصرون المدينة فيدخلونها، فيَقتُل بالمدينة مقتلةً عظيمةً، حتَّى يبلغ الدم الرأس المقطوع، ويُقتل من أهل بيت رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) جماعة، منهم: رجل وامرأة؛ اسم الرجل: محمَّد، واسم المرأة: فاطمة، ويطلقونهما عارييِّن [ أي: يتركونهما عارييِّن ]، فعند ذلك يشتدُّ غضب الله عليهم، ويبلغ الخبر المهدي فيخرج في ثلاثين رجلٍ، فيَبْلغ المؤمنين في العالم - بواسطة النداء السماوي - فيأتونه أصحابه من أقطار الأرض بطيِّ الأرض، ويحنُّون إليه كما تَحنُّ الناقة إلى فصيلها، فيُبايعونه بين الركن والمقام، فإذا

٢٨

فرغ من بيعة الناس بعث خيلاً [ جيشاً ] إلى المدينة، عليهم رجل من أهل بيته، فيقاتل الزهري، فَيُقتل من كِلاَ الفريقين مقتلةً عظيمةً، ويرزق الله وليَّه [ الهاشمي ] الظفر، فيَقتل الزهري ويقتل أصحابه [ وهم من بني كلب ] فالخائب يومئذٍ من خاب من غنيمة بني كلب [ وهم أخوال السفياني ] ولو بعقال.

قال: فإذا بلغ الخبر - بأنَّ الزهري وأصحابه قُتِلوا - خرج من الكوفة في سبعين ألفٍ، حتَّى إذا بلغ البيداء عسكره، وهو يريد قتال وليِّ الله، وخراب بيت الله، قال: فبينما هم كذلك بالبيداء إذ تفِرُّ فرسُ رجلٍ من العسكر [ أي: عسكر السفياني ] فخرج الرجل في طلبه، فبعث الله [ فيبعث الله ] جبرائيل فضرب الأرض برجله [ فيضرب الأرض برجله ] فخسف الله عزَّ وجلَّ بالسفياني وأصحابه [ فيخسف الله عزَّ وجلَّ بالسفياني وأصحابه ] ورجع الرجل يقود فرسه، فيستقبله جبرائيل (عليه السلام) فيقول: ما هذه الضجَّة في العسكر؟ فيضربه جبرائيل بجناحه فيتحوَّل وجهه مكان القفا، فيمشي القهقرى.

انتهى ما أردنا نقله من مشارق الأنوار، ولا يخفى أن ما ذكرناه نقلاً من مشارق الأنوار ينقل كثيراً منها في كتاب إسعاف الراغبين لمحمَّد بن حسَّان الشافعي، المطبوع بهامش نور الأبصار ص122.

وفي كتاب الملاحم والفتن لابن طاووس (عليه الرحمة) في، ج2، ص108، الطبعة الأُولى، أخرج أحاديث كثيرة في أحوال السفياني وأصحابه وفيما ينزل بهم.

ومن جملة ما ذكره قال:

سأل الأحنف أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) وقال: ومِن أيِّ قوم السفياني؟ قال أمير المؤمنين (عليه السلام):

(هو من بني أُميَّة، وأخواله كلب [ أي: بني كلب ] ، وهو [ أي: اسمه ] : عنبسه بن مرَّة بن كلب بن سلمة بن عبد الله بن عبد المقتدر بن عثمان بن معاوية بن أبي سفيان بن حرب بن أُميَّة بن عبد شمس، أشدُّ خلق الله شرَّاً، وألعنُ خلق الله حيَّاً، وأكثرُ خلق الله ظلماً،

٢٩

فيخرج بخيله وقومه ورجاله وجيشه، ومعه مئة ألفٍ وسبعون ألفاً، فينزِلُ بحيرة طبريَّة، [ قال (عليه السلام) ]: ويسير إليه المهدي عن يمينه جبرائيل، وعن شماله ميكائيل، وعزرائيل أمامه، فيسيرُ بهم في الليل، ويَكْمن بالنهار، والناس يتَّبعونه من الآفاق، حتَّى يواقع السفياني [ أي: يحارب ] على بحيرة طبريَّة، فيغضب الله على السفياني، فترشفهم الطير بأجنحتها، والجبال بصخورها، والملائكة بأصواتها، ولا تكون ساعة حتَّى يُهلكَ الله أصحاب السفياني كلَّهم، ولا يبقى على الأرض غيره وحده، فيأخذه المهدي فيذبحه تحت الشجرة التي أغصانها مـُدلاَّة على بحيرة طبريَّة، ويملك مدينة دمشق...)، الحديث.

بيان:

قال ياقوت الحموي في معجم البلدان، ج2، ص80:

إنَّ لعيسى (عليه السلام) وأصحابه حرب مع الدجَّال على قرب بحيرة طبريَّة، فيقتلُ أصحابُ عيسى جميع أصحابِ الدجَّال، وقال: إنَّ أصحاب الدجَّال هم يأجوج ومأجوج، وهم أربعة عشر أُمَّة، قال: فينصر الله أصحاب عيسى حتَّى يبيدوا جميع أصحاب الدجَّال.

المؤلِّف:

يظهر من أحاديث عديدة أنَّ الإمام المهدي (عليه السلام) يساعد عيسى (عليه السلام) في قتل الدجَّال، وهو السفياني.

راجع رقم (16) من أحاديث صلاة عيسى خلف الإمام المهدي (عليه السلام)، في الباب (29)، فإنَّ فيها: أنَّه (عليه السلام) يخرج ويساعد عيسى على قتل الدجَّال، والسفياني من الدجَّالِين.

وفي معجم البلدان، ج2، ص80، قال:

بحيرة طبريَّة هي [ في ] نحو من عشرة أميال طُولها، في ستَّة أميال عرضها، قال: وغَوْر مائِها علامةٌ لخروج الدجَّال.

قال: ورويَ أنَّ عيسى (عليه السلام) إذا نزل بالبيت المقدَّس ليقتل الدجَّال، عندها يظهر يأجوج ومأجوج. [ قال ]: وقد رأيتها مراراً وهي كالبركة يحيط

٣٠

بها الجبل، ويصبُّ فيها فضلات أنهُرٍ كثيرة تجيء من بانياس والساحل والأُردن الأكبر، وينفصل منها نهرٌ عظيمٌ فيسقى أرض الأُردن الأصغر، وهو بلاد الغَوْر، ويصبُّ في البحيرة المـُتْنة قرب أريحا.

ومدينة طبريَّة في لحف الجبل مشرفة على البحيرة، مائها عذب شروب، ليس بصادق الحلاوة ثقيل، وفي وسط هذه البحيرة حَجَرٌ ناتئ، يزعمون أنَّه قبر سليمان بن داود (عليهما السلام)، وبين البحيرة والبيت المقدَّس نحو خمسين ميلاً.

وفي الملاحم والفتن لابن طاووس (رحمه الله)، ج1، ص38، نقلاً من فتن نعيم، أخرج بسنده عن الزهري قال:

إذا التقى السفياني والمهدي للقتال، يومئذٍ يسمع صوت من السماء: ألا إنَّ أولياء الله أصحاب فلان، [ يعني المهدي ]، هذا لفظ الحديث.

المؤلِّف:

وقد رويَ الحديث بلفظ آخر فيما تقدَّم، وفي الملاحم والفتن أيضاً، ج1، ص42، أخرج بسنده من فتن نعيم، عن الزهري أنَّه قال:

يخرج المهدي من مكَّة - بعد الخسف بأصحاب السفياني في البيداء - في ثلاثمئة وثلاثةَ عشرَ رجلاً عدَّة أصحاب بدر، فيلتقي هو وصاحب جيش السفياني، وأصحاب المهدي يومئذٍ جُنَّتهم البرادع، وقال: إنَّه يومئذٍ يُسمع صوت منادٍ من السماء ينادي: ألا إنَّ أولياء الله أصحاب فلان [ أي: المهدي ]، فتكون الدائرة على أصحاب السفياني.

المؤلِّف:

أخرج جلال الدين الشافعي في كتابه العرف الوردي، ج2، ص74 ما تقدَّم من حديث الزهري، وفيه زيادة واختلاف، وأخرج السيوطي الشافعي في كتابه العرف الوردي، ج2، ص74 أيضاً ما أخرجه السيِّد في الملاحم والفتن من فتن نعيم، عن الزهري أنَّه قال:

يخرج المهدي بعد الخسف في ثلاثمئة وأربعةَ عشرَ رجلاً عدد أهل بدر، فيلتقي هو وصاحب جيش السفياني،

٣١

وأصحاب المهدي جُنَّتهم البرادع [ يعني: أتراسهم ]، ويقال: إنَّه يُسمع يومئذٍ صوت من السماء ينادي: ألا إنَّ أولياء الله أصحاب فلان [ يعني: المهدي ]، فتكون الدائرة على أصحاب السفياني، فيقتلون لا يبقى منهم إلاَّ الشريد، فيهربون إلى السفياني فيُخبِرونه، ويخرج المهدي إلى الشام، فيتلقى السفيانيُ المهديَّ ببيعته، ويُسارع الناس إليه من كلِّ وجه، ويملأ الأرض عدلاً .

المؤلِّف:

وفي الملاحم والفتن، ج1، ص38، قال: فيما ذكره نعيم - عن المنادي بعد الخسف - إنَّ الحقَّ في آل محمَّد (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) قال: حدَّثنا نعيم بسنده، عن ابن رومان، عن علي (عليه السلام) قال:

(بعد الخسف يُنادي منادٍ من السماء: إنَّ الحقَّ في آل محمَّد، في أوَّل النهار: ثمَّ يُنادي منادٍ في آخر النهار: إنَّ الحقَّ في ولد عيسى، وذلك نخوةُ من الشيطان).

وفي العرف الوردي، ج2، ص71، قال: أخرج نعيم بن حمَّاد، عن ابن عباس أنَّه قال:

(يبعث صاحب المدينة إلى الهاشميّين بمكَّة جيشاً فيهزموهم، فيسمع بذلك الخليفة بالشام، فيقطع إليهم بعثاً فيهم ستِّمئة غريب (عريف)، فإذا أتوا البيداء فينزلونها في ليلة مـُقْمِرة، أقبل راعٍ ينظر إليهم ويعجب [ من كثرتهم ] فيقول: يا ويح أهل مكَّة ما جاءهم! فينصرف إلى غنمه، ثمَّ يرجع فلا يرى أحداً، فإذا هُم قد خُسِف بهم، فيقول: سبحان الله ارتحلوا في ساعةٍ واحدةٍ! فيأتي منزلهم فيجد قطيفة قد خُسِف ببعضها وبعضها على ظهر الأرض، فيعالجها فلايطيقها، فيعلم أنَّه قد خُسِف بهم، فينطلق إلى صاحب مكَّة فيُبشِّره، فيقول له صاحب مكَّة: الحمد لله، هذه العلامةُ التي كنتم تُخبَرون، فيسيرون إلى الشام).

المؤلِّف:

الردُّ من صاحب مكَّة [ المهدي الموعود المنتظر (عليه السلام) ].

٣٢

وفي العرف الوردي، ص71 أيضاً قال: ورويَ عن أبي قبيل أنَّه قال:

(لا يَفلت منهم أحد [ أي: من الجيش الذي أرسله السفياني لمحاربة الهاشميِّين في مكَّة بمكَّة ] إلاَّ بشيراً ونذيراً، فأمَّا الذي هو بشير: فإنَّه يأتي المهدي - بمكَّة - وأصحابه، فيُخبِرهم بما كان من أمرهم... [ أي: من أمر جيش السفياني ] ، والثاني... [ أي: النذير ]: يأتي السفياني فيُخبِره بما نزل بأصحابه... قال: وهما رجلان من كلب [ أي: البشير والنذير رجلان من عشيرة كلب ] ).

وفي كنز العمَّال، ج7، ص188، قال:

(يعوذ عائذٌ في البيت، فيُبعث إليه جيش، حتَّى إذا كانوا بالبيداء خُسِف بهم، فلم يَفلت منهم إلاَّ رجلٌ يخُبِر عنهم).

المؤلِّف:

في الحديث تصحيف، والصحيح: (لم يَفلت منهم إلاَّ رجلان يُخبِران عنهم)، وذلك كما يأتي في الأحاديث الآتية:

وفي كنز العمَّال، ج6، ص68، نقلاً من فتن نعيم، عن أبي جعفر قال:

(إذا بلغ السفياني قتل النفس الزكيَّة - وهو الذي كُتب عليه - فيهرب عامَّة المسلمين من حرم رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم) إلى مكَّة، فإذا بلغه ذلك بَعث جُنداً إلى المدينة عليهم رجل من كلب، حتَّى إذا بلغوا البيداء خُسِف بهم، فلا ينجو منهم إلاَّ رجلان من كلب، اسمهما: وبر، ووبير، تحوَّل وجوههما في أقفيتهما).

المؤلِّف:

الظاهر أنَّ الراوي اشتبه في قوله: (بعث جُنداً إلى المدينة) فأراد أن يقول: (إلى مكَّة) فأشتبه عليه، أو أنَّ الطبَّاع اشتبه.

وعلى كلٍّ، الجُند الذين يُخسف بهم هم: جندٌ يقصدون مكَّة المكرَّمة لقتال من بمكَّة من الهاشمييِّن

٣٣

فيُخسف بهم.

بعض ما رويَ في قتل النفس الزكيَّة في كُتبِ علماءِ أهلِ السنَّة

في الملاحم والفتن لابن طاووس (رحمه الله)، ج1، ص37، قال: الباب (120) فيما ذكره نعيم من قتل النفس الزكيَّة وأخيه، والمنادي من السماء: أميركم فلان [ أي: المهدي (عليه السلام) ]، أخرج بسنده عن عمَّار بن ياسر، قال:

(إذا قُتل النفس الزكيَّة وأخوه - بمكَّة ضيعة - ينادي منادٍ من السماء: أميركم فلان، وذلك المهدي الذي يملأ الأرض حقَّاً وعدلاً).

المؤلِّف:

في عقد الدُّرر، الحديث (158)، من الفصل (4)، قال الراوي: سألت عبد الله [ أي: ابن مسعود ] عن النفس الزكيَّة؟ قال: (هو رجل من أهل البيت، وعند قتله ظهور المهدي (عليه السلام)).

المؤلِّف:

إنَّ قتل النفس الزكيَّة بمكَّة المكرَّمة؛ رويَ فيها أحاديث كثيرة في كتب علماء أهل السنَّة والإماميَّة (رضوان الله عليهم)، وإليك بعضها من كتب أهل السنَّة.

أخرج السيوطي الشافعي في كتابه العرف الوردي في أخبار المهدي، ج2، ص65، وقال: أخرج ابن أبي شيبة، عن مجاهد قال: حدَّثني فلان - رجل من أصحاب النبي [ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ] -:

(أنَّ المهدي لا يخرج حتَّى تقتل النفس الزكيَّة، فإذا قُتلت النفس الزكيَّة؛ غضب عليهم مـَن في السماء ومـَن في الأرض، فأتى الناس المهدي فزفُّوه كما تُزفُّ العروس إلى زوجها ليلة عرسها، وهو يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، وتخرج الأرض نباتها، وتمطر السماء مطرها، وتنعم أُمَّتي في ولايته نعمةً لم تنعمها قطُّ).

المؤلِّف:

يأتي إنشاء الله تعالى باب نذكر فيه بعض ما عثرنا عليه من أحوال النفس الزكيَّة الذي يُقتل ظلماً وعدواناً.

٣٤

وفي العرف الوردي، ج2، ص76 قال: أخرج نعيم بن حمَّاد، عن عمَّار بن ياسر قال:

(إذا قُتل النفس الزكيَّة وأخوه - يقتل بمكَّة ضيعة - نادى منادٍ من السماء: إنَّ أميركم فلان، وذلك المهدي الذي يملأ الأرض خصباً وعدلاً).

المؤلِّف:

هذا الحديث هو الحديث الذي أخرجه السيِّد في الملاحم والفتن، وقد وقع فيه تصحيف من الرواة أو من الطبّاع، والصحيح ما في الملاحم ج1 ص37، وأخرجه في كتاب عقد الدُّرر في الباب (1) من الفصل الثالث الحديث (109)، ولفظه عن عمَّار بن ياسر قال:

(إذا قُتل النفس الزكيَّة وأخوه - بمكَّة ضيعة - نادى منادٍ من السماء: إنَّ أميركم فلان، وذلك المهدي يملأ الأرض حقّاً وعدلاً).

أخرجه أبو عبد الله نعيم بن حمَّاد في كتاب الفتن.

وفي نور الأبصار للشبلنجي الشافعي، ص155، أخرج حديثاً مفصَّلاً بسنده عن أبي جعفر [ الإمام ا لباقر (عليه السلام) ] وفيه أخبر (عليه السلام) عن علامات ظهور الإمام المهدي (عليه السلام)، قال:

ومن جملتها: (قتل غلام من آل محمَّد صلَّى الله عليه وآله وسلَّم بين الركن والمقام [ أي: في المسجد الحرام بمكَّة بمكَّة ]، وصاح صائح من السماء: بأنَّ الحقَّ معه [ أي: مع المهدي (عليه السلام) ] ومع أتباعه).

والحديث مفصَّل أخرجناه بتمامه في باب (30) ما يقع قبل ظهوره (عليه السلام).

وفي الملاحم والفتن ج1 ص36، أخرج بسنده عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:

(ينادي منادٍ من السماء: ألا إنَّ الحقَّ في آلِ محمَّد (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم)، وينادي منادٍ من الأرض: ألا إنَّ الحقَّ في آلِ عيسى (أو قال: في آل العباس، الشاكُّ الراوي أبو عبد الله) قال: وإنَّما الصوت [ الثاني ] الأسفل من

٣٥

الشيطان يُلبِّس على الناس [ الحقَّ ] ).

المؤلِّف:

أخرج الحديث في كتاب العرف الوردي، ج2، ص75 وقال: أخرج نعيم بن حمَّاد، عن أبي جعفر قال:

(يُنادي من السماء... - وذكر الحديث، وقال في آخره -: ... وإنَّما الصوت الأسفل كلمة الشيطان، والصوت الأعلى [ أي: الذي من السماء ] كلمة الله العليا).

وفي كنز العمَّال، ج7، ص260 – 261، أخرج أحاديث في الباب.

ومنها ما نقله من سُنن ابن أبي شيبة أنَّه أخرج بسنده عن عاصم بن عمر البجلي، أنَّ أبا أُمامة قال:

(ليُنادينَّ باسم رجل من السماء، لا ينكره الدليل، ولا يمنع منه الذليل).

المؤلِّف:

هذا الحديث هو الحديث المفصَّل الذي تقدَّم نقله في رقم (1) نقلاً من العرف الوردي.

وفي كنز العمَّال، ج7، ص260 – 261 قال: أخرجه نعيم في الملاحم والفتن، وأخرجه ابن المنادي عن علي (عليه السلام) أنَّه قال:

(إذا نادى المنادي من السماء: إنَّ الحقَّ في آل محمَّد؛ فعند ذلك يظهر المهدي على أفواه الناس، ويشربون حُبَّه فلا يكون لهم ذكر غيره).

المؤلِّف:

تقدَّم في رقم (6) في الحديث الذي أخرجه محمَّد بن الصبَّان في إسعاف الراغبين بعض ألفاظ هذا الحديث، والظاهر أنَّه اختصر الحديث وذكر بعض ألفاظه، وقد تقدَّم في رقم (15) حديث ابن المنادي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وفي لفظه اختلاف وحديثه مفصَّل فيه مطالب مهمَّة، راجع الحديث.

٣٦

وفي كنز العمَّال، ج7، ص189، أخرج بسنده من فتن نعيم، عن شهر بن حوشب قال:

يكون في رمضان صوت، وفي شوال همهمة، وفي ذي القعدة تتحارب القبائل، وفي ذي الحجَّة يُنتهب الحاجُّ، وفي المحرَّم ينادي منادٍ من السماء: ألا إنَّ صفوة الله تعالى من خلقه فلان [ أي: المهدي (عليه السلام) ] فاسمعوا له وأطيعوا.

المؤلِّف:

يأتي في رقم (35) حديث أخرجه في كنز العمَّال، ج7، ص360، نقلاً من الملاحم والفتن لابن طاووس، وفيه اختلاف في بعض ألفاظ الحديث.

المؤلِّف:

تقدَّم في رقم (13) حديثاً بمعناه نقلاً من الملاحم والفتن لابن طاووس، بسنده عن سمير، وفي لفظه اختلاف وزيادة.

18- وفي عقد الدُّرر، في الباب (6)، الحديث (183)، أخرج بسنده نقلاً من معجم الطبراني، ومن مناقب المهدي (عليه السلام) لأبي نعيم، ورواه الحافظ أبو نعيم بن حمَّاد في كتاب الفتن قال:

إذا نادى منادٍ من السماء: إنَّ الحقَّ في آل محمَّد؛ فعند ذلك يخرج المهدي (عليه السلام).

وأخرجه في الباب (4)، في الحديث (145)، وفي لفظه اختلاف يسير لا يغيِّر المعنى.

المؤلِّف:

أخرج في الباب الرابع، في الحديث (67) من كتاب عقد الدُّرر حديثاً فيه بعض مضامين الحديث المتقدِّم وقال: أخرجه الإمام أحمد بن الحسين بن جعفر المنادي في كتاب الملاحم، وأخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حمَّاد في كتاب الفتن، ولفظ الحديث هذا عن سعيد بن المسيِّب (رض) قال:

(تكون بالشام فتنة أوَّلها مثل لعبة الصبيان، كلمَّا سكنت من جانب طُمَّت من جانب آخر، فلا تتناهى حتَّى ينادي منادٍ من السماء:

٣٧

ألا إنَّ أميركم فلان).

ثمَّ قال ابن المسيِّب: فذلك الأمير، فذلك الأمير، فذلك الأمير، ثلاثاً، كنَّى عن اسمه ولم يذكره، وهو المهدي (عليه السلام).

وأخرج الحديث في العرف الوردي، ج2، ص75، وقال: أخرج نعيم بن حمَّاد، عن سعيد بن المسيِّب قال:

تكون فتنة كان أوَّلها لعب الصبيان، كلمَّا سكنت من جانب طُمَّت من جانب آخر، فلا تتناهى حتَّى ينادي منادٍ من السماء: ألا إنَّ أميركم فلان، ذلكم الأمير حقّاً، ثلاث مرَّات.

المؤلِّف:

أخرجنا لفظ جلال الدين في العرف الوردي؛ لِمـَا فيه من الاختلاف ولو يسيراً، وأخرج الحديث في كنز العمَّال، ج6، ص63، وفي مجمع الزوائد، ج7، ص316، أخرج الحديث بسنده عن طلحة بن عبد الله، عن النبي (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم) وقال: رواه الطبراني في المعجم الأوسط، وأخرجه السيِّد في الملاحم والفتن، ج1، ص36 الطبعة الأُولى في النجف الأشرف، سنة 1366هـ.

19- وفي عقد الدُّرر، في الحديث (144) من الباب (4) قال: وعن محمَّد بن علي (رض) [ هو الإمام الباقر (عليه السلام) ] قال:

(... الصوت في شهر رمضان في ليلة جمعة... فاسمعوا وأطيعوا، وفي آخر النهار صوت الملعون إبليس ينادي: ألا إنَّ فلاناً قُتِل مظلوماً [ وإنَّ هذا الصوت ] ليشكِّك الناس ويفتنهم، فكم في ذلك اليوم من شاكٍّ متحيِّر!... [ قال (عليه السلام) ] : فإذا سمعتم الصوت في رمضان [ يعني: الصوت الأوَّل ] فلا تشكُّوا أنَّه صوت جبرائيل، وعلامة ذلك؛ أنَّه ينادي باسم المهدي وباسم أبيه).

20- وفي عقد الدُّرر، في الحديث (148)، من الباب (4) قال: وعن أبي جعفر محمد بن علي (عليهما السلام) أنَّه قال:

(إذا رأيتم ناراً من المشرق ثلاثة أيَّام - أو سبعة - [ الراوي الشاكّ ] فتوقعوا فرج آل محمَّد [ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ] إنشاء الله، ثمَّ قال: [ و ] ينادي من السماء منادٍ باسم المهدي، فيُسمع مـَن بالمشرق والمغرب حتَّى لا يبقى راقدٌ إلاَّ استيقظ، ولا قائمٌ إلاَّ قعد، ولا

٣٨

قاعدٌ إلاَّ قام على رِجليه فزعاً، فرحم الله عبداً سمع ذلك الصوت فأجابه، فإنَّ الصوت الأوَّل صوت جبرائيل الروح الأمين (عليه السلام)...).

المؤلِّف:

والصوت الثاني: صوت إبليس اللعين كما تقدَّم في رقم (19).

21- وفي عقد الدُّرر، الحديث (149)، من الباب (4) قال: وعن أبي هريرة، عن النبي (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم ):

(تكون هِدَّة في شهر رمضان [ أي: صوت ] تُوقظ النائم، وتُفزع اليقظان، ثمَّ تظهر عصابةٌ في شوال، ثمَّ مـَعْمعة في ذي الحجَّة، ثمَّ تُنتهك المحارم في المحرَّم، ثمَّ يكونُ موتٌ في صفر، ثمَّ تتنازع القبائل في الربيع، ثمَّ العجب كلَّ العجب بين جمادي ورجب، ثمَّ ناقةٌ مقتَّبةٌ خيرٌ من دسكرة تقلُّ مئة ألف).

أخرجه الإمام أبو عبد الله الحاكم في مستدركه.

المؤلِّف:

إنَّ هذا الحديث فيه إجمال، ويُعرف بعض ذلك من الحديث الآتي رقم (23)، وفي رقم (24)، وقد أخرجنا الحديث بألفاظ مختلفة مفصَّلة ومختصرة في الأحاديث التي ذُكر فيها علائم ظهور الإمام في رقم (10) في الباب (30).

22- وفي عقد الدُّرر، الحديث (150)، من الفصل (3) قال: وعن كعب الأحبار قال:

(تكون في رمضان هِدَّة تُوقظ النائم، وتُفزع اليقظان، وفي شوال مـَهْمهة، وفي ذي القعدة المـَعْمعة (تحارب القبائل)، وفي ذي الحجَّة يُسلب الحاجُّ، والعجب كلَّ العجب بين جمادي ورجب! قيل: وما هو؟ قال: خروج (أهل) المغرب على البراذين الشُّهب، يسبون بأسيافهم حتَّى ينتهوا إلى المجون، وخروج السفياني (و) يكون له وقعةٌ بقرقيسا ووقعة بعاقر قون، يسيء فيها الولدان، ويُقتل فيها مئة ألف، كلُّهم أمير، صاحب سيف مـُحلَّى)

أخرجه الإمام الحافظ أبو عمر الداني في سُننه.

٣٩

المؤلِّف:

أخرج في عقد الدُّرر أحاديث عديدة يُعرف منها إجمال الحديث المتقدِّم، ومنها الحديث الآتي في رقم (23).

23- وفي عقد الدُّرر، الحديث (151)، من الفصل (3) قال: وعن عمر بن شعيب، عن ربيعة، عن جدّه قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم):

(... تحازب القبائل [ في مِنَى ] وعامئذٍ يُنهب الحاجُّ، فتكون ملحمةٌ بِمِنى، فيكثُر فيها القتلى، وتُسفك فيها الدماء، حتَّى تسيل دماؤهم على عقبة الجمرة، حتَّى يَهرب صاحبهم [ وهو الإمام المهدي (عليه السلام) ] فيُؤتى بين الركن والمقام... فيبايعه مثل عدَّة أهل بدر، ويرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض).

المؤلِّف:

أخرج في عقد الدُّرر بعد هذا الحديث حديث آخر يظهر منه إجمال الحديث المتقدِّم، وأخرج الحديث في كنز العمَّال، ج7، ص188، عن عمر بن شعيب، ولفظه يقرُب من لفظ عقد الدُّرر وفيه اختلاف وزيادة، وقد أخرجناه في الأحاديث المبيِّنة لمحلِّ خروج الإمام المهدي (عليه السلام) في رقم (9)، في الباب (27)، وأخرجنا هناك أحاديث عديدة بمعناه من كتب عديدة، فراجع واغتنم.

24- وفي عقد الدُّرر، الحديث (152)، من الفصل الثالث، قال أبو يوسف: حدَّثني محمَّد بن عبد الله بن عمرو بن شعيب، عن عبد الله بن عمرو، [ الحديث ]، وقال:

(يحجُّ الناس معاً ويُعرِّفون معاً... فبينما هم نزول بِمِنى إذ أخذهم كالكَلَب، فثارت القبائل بعضها على بعض، فاقتتلوا حتَّى تسيل العَقَبة دماً، فيفزعون إلى خَيْرِهم، فيأتونه وهو مـُلصقٌ وجهه إلى الكعبة يبكي، [ قال ]: [ و ] كأنَّي أنظر إلى دموعه، فيقولون: هلمَّ فلنُبايعك، فيقول: ويْحَكُم كم عهدٍ نقضتموه، وكم دمٍ سفكتموه؟! فيُبايَع كرهاً، [ قال ] : فإذا أدركتموه فبايعوه، فإنَّه المهدي في الأرض، والمهدي في

٤٠