المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية الجزء ٢

المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية0%

المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية مؤلف:
الناشر: مؤسّسة الإمام المهدي
تصنيف: الإمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف
الصفحات: 367

المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ نجم الدين جعفر بن محمد العسكري
الناشر: مؤسّسة الإمام المهدي
تصنيف: الصفحات: 367
المشاهدات: 23048
تحميل: 6647


توضيحات:

بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 367 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 23048 / تحميل: 6647
الحجم الحجم الحجم
المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية

المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية الجزء 2

مؤلف:
الناشر: مؤسّسة الإمام المهدي
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

السماء).

أخرجه عبد الله الحاكم في مستدركه، ج4، ص503، وأخرجه الإمام الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حمَّاد في كتاب الفتن.

المؤلِّف:

الحديث الآتي يفسِّر إجمال هذا الحديث، راجع رقم (24)، وقد أخرج السيِّد الحديث في الملاحم والفتن، ج1 ص38 بسنده المتَّصل عن عبد الله بن عمر، وقال:

(يحجُّ الناس معاً ويُعرِّفون معاً على غير إمام، فبينا هم نزول بِمِنى إذ أخذهم كالكَلَب، فثارت القبائل بعضهم إلى بعض، حتَّى تسيل العَقَبة دماً، فيفزعون إلى خَيْرِهم، فيأتونه وهو مـُلصقٌ وجهه إلى الكعبة يبكي، كأنَّي أنظر إلى دموعه تسيل، فيقولون: هلمَّ ولَّيناك، فيقول: ويْحَكم كم مِن عهدٍ نقضتموه، وكم مِن دمٍ سفكتموه! فيُبايَع كرهاً، [ قال ] : فان أدركتموه فبايعوه؛ فإنَّه المهدي في الأرض، والمهدي في السماء).

وقال: - في حديث آخر -: (ليُستَخرج المهدي كارهاً [ وهو ] من ولد فاطمة [ عليها السلام ] فيُبايع).

25- وفي عقد الدُّرر، الحديث (128) من الفصل الثالث، قال: وعن أبي أُمامة قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم):

(يكونُ في رمضان صوت! قالوا: يا رسول الله في أوَّله، أو في وسطه، أو في آخره؟ قال: لا، بل في النصف من شهر رمضان، إذا كانت النصف ليلة الجمعة، يكونُ صوتٌ من السماء، يُصْعَق له سبعون ألفاً، وتُفتَق فيه سبعون ألف عذراء، (ويَعْمى سبعون ألفاً)! قالوا: فمن السالم يا رسول الله؟ قال: من لَزِم بيته، وتعوَّذ بالسُّجود، وجَهَر بالتكبير، قال: ويتبعه صوتٌ آخر! فالصوت الأوَّل: صوت جبريل، والصُّوت الثاني: صوت الشياطين، فالصوت في رمضان، والمـَعْمـَعَة في شوال، وتميُّز القبائل في ذي القعدة، ويُغار على الجاجِّ في ذِي الحجَّة والمحرَّم، وأمَّا المحرَّم! أوَّله بلاء، وآخره فرجٌ على أُمَّتي، راحلةٌ في ذلك الزمان ينجو عليها المؤمن خير من دسكرة تغلُّ مئة ألف).

أخرجه الإمام أبو عمر عثمان بن سعيد المقري في سُننه هكذا، وأخرجه الإمام أبو الحسن

٤١

أحمد بن جعفر المـُنادي من حديث ابن الديلمي، وزاد فيه بعد قوله: (يُصعق له سبعون ألفاً): (ويعمى سبعون ألفاً)، وذكر الباقي بمعناه.

المؤلِّف:

بالتأمُّل في هذا الحديث الشريف المروي عن الرسول الأكرم (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) يظهر لك: أنَّ الأحاديث المتقدِّمة - التي فيها ما في هذا الحديث - أحاديث مرويَّة، غير أنَّ الرواة أسقطوا الإسناد وذكر النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) للإختصار أو لأمرٍ آخر، وفي الحديث الآتي في رقم (25) شرح وبيان للأحاديث المتقدِّمة.

26- وفي عقد الدُّرر، الحديث (139) من الفصل الثالث قال: وعن شهر بن حوشب قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم):

(في المحرَّم ينادي منادٍ من السماء: ألا إنَّ صفوةَ الله من خلقه فلان [ أي: المهدي (عليه السلام) ] ، فاسمعوا له وأطيعوا، في سَنَةِ الصوت والمـَعْمعة). وأخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حمَّاد.

المؤلِّف:

تقدَّم عن شهر بن حوشب حديثٌ بمعناه في رقم (17)، ويأتي حديث عن ابن مسعود في رقم (26) فيه بيان لِما تقدَّم من الأحاديث المـُجملة، وأخرجه السيِّد في الملاحم والفتن، ج1، ص37 وقال: الباب (119) فيما ذكره نعيم عن المنادي في المحرَّم: (إنَّ صفوة الله من خلقه فلان)، قال:

حدَّثنا نعيم، حدَّثنا الوليد بن مسلم بن عنبسه القرشي، عن سلمة بن أبي سلمة، عن شهر بن حوشب قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم):... إلخ، ولفظه يساوي لفظ عقد الدُّرر.

المؤلِّف:

وأخرج السيِّد في الملاحم والفتن، ج1، ص39 حديثاً آخر بسنده عن شهر بن حوشب قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم):

(... وفي ذي القعدة تتحارب القبائل، وفي ذي الحجَّة يُنْتَهب الحاجُّ، وفي المحرَّم ينادي منادٍ من السماء:...).

٤٢

المؤلِّف:

تقدَّم الحديث في رقم (17)، وفيه زيادات نافعة، ولعلَّ ذلك سَقطَ من الملاحم للسيِّد (رحمه الله)، ويأتي الحديث بلفظ آخر في رقم (27) وفيه زيادات مهمَّة نافعة.

27- وفي عقد الدُّرر، الحديث (140) من الفصل (3) قال: وعن عبد الله بن مسعود قال:

(إذا كانت صيحة في رمضان فإنَّه يكون مـَعْمعةٌ في شوال، وتميُّز القبائل في ذي القعدة، وتُسفك الدماء في ذي الحجَّة، والمحرَّم وما المحرَّم! يقولها ثلاثاً، هيهات هيهات، يُقتل الناس فيها هرجاً هرجاً، قال [ ابن مسعود ] : قلنا: وما الصَّيحة يا رسول الله؟ قال: هِدَّةٌ في النصف من رمضان، ليلة جُمعة، وتكون هِدَّةٌ تُوقظ النائم، وتُقعد القائم، وتُخرج العواتق من خُدورِهنَّ، في ليلة جمعة من سنةٍ كثيرة الزلازل، فإذا صلِّيتم الفجر من يوم الجمعة فأدخلوا بيوتكم، وأغلقوا أبوابكم، وسُدُّوا كواكم، ودثِّروا أنفسكم، وسُدُّوا آذانكم، فإذا أحْسَسْتم بالصّيحة فخرِّوا لله تعالى سجَّداً وقولوا: سبحان القدُّوس، سبحان القدُّوس... فإنَّه من فعل ذلك نجا، ومن لم يفعل ذلك هلك).

أخرجه أبو عبد الله نعيم بن حمَّاد في كتاب الفتن.

المؤلِّف:

هذا الحديث الشريف يُعرف منه كثير من إجمال الحديث المتقدِّم في رقم (24) وهو: حديث أبو أُمامة، وفيه زيادات عمَّا في ذلك الحديث، ويأتي حديث عن شهر بن حوشب في رقم (27) غير الحديث المتقدِّم في رقم (25) فيه تفصيل، وبه يظهر إجمال بعض ألفاظ الأحاديث السابقة المـُجملة، فتدبَّر ذلك واغتنم.

28- وفي عقد الدُّرر، الحديث (141)، من الفصل (3): وعن شهر بن حوشب قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم): (سيكون في رمضان صوت

٤٣

وفي شوال معمعة، وفي ذي القعدة تحارب القبائل، وعلامتُه يُنهب الحاجُّ، وتكون ملحمةٌ بِمِنى، يكثر فيها القتلى، وتسيل فيها الدماء، حتَّى تسيل دماؤهم على الجمرة [ أي: جمرة العقبة ] [ و ] حتَّى يهرب صاحبهم [ وهو المهدي (عليه السلام) ] فيُؤتى بين الركن والمقام [ في مسجد الحرام ] ، فيبايع وهو كاره، ويقال له: إنْ أبيت ضربنا عنقك [ و ] يرضى به [ أي: بالمهدي (عليه السلام) ] ساكنُ السماء وساكنُ الأرض).

لأنَّه (عليه السلام) يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد ما مـُلئت جوراً وظلماً.

أخرجه الإمام أبو عمر الداني في سُننه.

المؤلِّف:

وفي الحديث الآتي في رقم (28) بيان وشرح لإجمال ما تقدَّم في الحديث رقم (24)، حيث قال:

(وفي المحرَّم أوَّله بلاءٌ وآخره فرجٌ على أُمَّتي)، وقد تقدَّم عن شهر بن حوشب أحاديث عديدة وفي جميعها اختصار واختلاف، راجع رقم (17)، ورقم (25)، ورقم (27) وهو هذا، فيه ذكر الحديث أحسن من جميع الأرقام؛ فإنَّ فيه غنىً وكفايةً لمـَن كان طالباً للعلم والحقائق الصحيحة الواضحة، ويأتي الحديث نقلاً من المستدرك للحاكم في رقم (37) ولفظه يخالف ما ذكروه.

29- وفي عقد الدُّرر، الحديث (142) قال: وعن أبي هريرة قال:

(يُسمع في شهر رمضان صوت من السماء، وفي شوال همهمة، وفي ذي القعدة تحزب فيه القبائل [ تحارب القبائل ] ، وفي ذي الحجَّة يُسلب الحاجُّ، وفي المحرَّم الفرج).

أخرجه الإمام أبو الحسين أحمد بن جعفر المنادي.

المؤلِّف:

المراد بالفرج: ظهور الإمام المهدي (عليه السلام)، (فإنَّ في المحرَّم ينادي منادٍ من السماء: باتِّباعه وإطاعته).

ففي الملاحم والفتن لابن طاووس (رحمه الله)، ج2، ص37 قال: حدَّثنا نعيم، حدَّثنا الوليد بن مسلم بن عنبسه القرشي، عن سلمة بن أبي سلمة، عن شهر بن حوشب قال: قال رسول الله

٤٤

(صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم):

(في المحرَّم ينادي منادٍ من السماء: ألا إنَّ صفوة الله من خلقه فلان [ أي: المهدي (عليه السلام) ] فاسمعوا له وأطيعوا...).

وقد أخرج الحديث في العرف الوردي، ج2، ص76، ولفظه يساوي لفظ ابن طاووس، وزاد في آخره: (أنَّ ذلك النداء يكون في سَنةِ الصوت والمـَعْمعة).

30- وفي عقد الدُّرر، الحديث (143)، من الفصل (3) قال: وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهما السلام) قال:

(انظروا الفرج في ثلاث، [ قال الراوي ]: قلنا: يا أمير المؤمنين: وما هي؟ قال: اختلاف أهل الشام بينهم، والرايات السود من خراسان، والفزعة في شهر رمضان، فقيل: ما الفزعة في شهر رمضان؟ قال: أوَ ما سمعتم قول الله عز وجل في القرآن: ( إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمـَاء آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ ) وهي آيةٌ تُخرِج الفتاةَ من خِدرِها، وتُوقِظ النائم، وتفزع اليقظان).

أخرجه الإمام أبو الحسين أحمد بن جعفر المنادي.

31- وفي عقد الدُّرر، الحديث (153)، من الفصل (3)، قال: وعن بِشْر بن مرَّة الحضرمي قال:

(آية الحوادثِ في رمضان علامةٌ في السماء، بعدها اختلاف في الناس، فإذا أدركتها فأكثر من الطعام ما استطعت). أخرجه نعيم بن حمَّاد.

المؤلِّف:

بالرجوع إلى الأحاديث المتقدِّمة تَعرِف المراد من: (علامة في السماء تظهر في رمضان).

وأمَّا مقصود الراوي من كثرة الطعام هو: أنَّه عندما تظهر العلامة يلزم على من عرفها أنْ لا يخرج من داره حتَّى يأتي الفرج، فعليه يتَّخذ الاحتياط من الطعام لما يحتاجه طيلة ذلك الزمان الذي يبقى في داره.

وقد تقدَّم في حديث رقم (26) الأمر بلزوم الدار، وعدم الخروج منه وفيه: أنَّ من خرج من الدار وخالف ما أمر به هلك.

٤٥

32- وفي عقد الدُّرر، الحديث (154)، من الفصل (3) قال: وعن سيف بن عمير قال: كنت عند أبي جعفر المنصور [ العباسي ]، فقال لي ابتداءً: يا سيف بن عمير:

لابدَّ من منادٍ من السماء باسم رجلٍ من ولد أبي طالب، [ قال سيف ]: فقلت: جعلت فداك يا أمير المؤمنين تروي هذا؟! قال [ المنصور ]: أي والذي نفسي بيده لَسَماعُ أُذُناي له، [ قال سيف ]: فقلت: يا أمير المؤمنين إنَّ هذا الحديث ما سمعته قبل وقتي هذا! فقال [ المنصور ]: يا سيف: إنَّه الحقَّ، وإذا كان [ إذا كان النداء من السماء ] فنحن أولى مـَن يُجيبه، أما إنَّ النداء إلى رجل من بني عمِّنا، فقلت: رجل من ولد فاطمة؟ قال [ المنصور ]: نعم يا سيف، لولا إنَّي سمعته من أبي جعفر محمَّد بن علي [ الباقر (عليه السلام) ] وحدَّثني به أهل الأرض كلُّهم ما قبلته، ولكنَّه محمَّد بن علي (عليهما السلام).

المؤلِّف:

أخرج الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة حديث سيف، وأخرجه الكليني في الروضة للكافي، مع اختلاف في بعض ألفاظ الحديث، وأخرجه الشيخ المفيد في كتاب الإرشاد بسندٍ عن علي بن بلال المـُهلبي، وأخرج في عقد الدُّرر حديثاً آخر في رقم (157) فيه إشارة إلى النداء والصيحة التي تقع قبل ظهور الإمام الحجَّة المهدي (عليه السلام)، وإليك نصُّه.

33- وفي عقد الدُّرر، الحديث (157)، من الفصل (3) قال: وعن أبي عبد الله الحسين بن علي (عليهما السلام) أنَّه قال:

(للمهدي [ أي: لخروج

المهدي (عليه السلام) ] خَمْسُ علاماتٍ [ تقع قبل ظهوره وفي عصره ] السفياني، واليماني، والصَّيحة من السماء، والخسف بالبيداء، وقتلُ النفس الزكيَّة).

المؤلِّف:

تقدَّم في رقم (20) نقلاً من عقد الدُّرر حديثٌ عن الإمام الحسين بن علي (عليهما السلام) فسَّر فيه الصيحةَ السماويَّة وما يقول في صيحته وندائه.

٤٦

34- وفي (القول المختصر في علامات المهدي المنتظر)، تأليف ابن حجر الهيتمي الشافعي، ذكر نداء السماء، والصيحة، وذكر قتل النفس الزكيَّة.

أمَّا النداء فذكره في (63) علامة التي ذكرها الباب في الأوَّل من الكتاب وقال:

الثانية والعشرون: (ستكونُ فِتنةٌ لا يهدأ منها جانب إلاَّ جاشَ منها جانبان، حتَّى يُنادي منادٍ من السماء: إنَّ أميركم فلان)، [ أي: المهدي (عليه السلام) ].

قال: والثالثة والعشرون: (يخرج المهدي (عليه السلام) وعلى رأسه غمامة فيها منادٍ يُنادي: هذا المهدي خليفة الله فاتَّبعوه).

قال: والرابعة والعشرون: (يخرج المهدي (عليه السلام) وعلى رأسه مـَلَكٌ يُنادي: إنَّ هذا المهدي فاتَّبعوه).

المؤلِّف:

تقدَّم الحديث الأوَّل في رقم (18)، والحديث الثاني في رقم (3 و4)، والحديث الثالث في رقم (1و2و3)، وذَكَر النداء في (السادسة والخمسون) وقال:

يخرج [ المهدي (عليه السلام) ] (في المحرَّم ومنادٍ يُنادي من السماء: ألا إنَّ صفوة الله من خلقه فلان [ يعني: المهدي ] فاسمعوا له وأطيعوا).

وقد تقدَّم هذا الحديث الشريف في رقم (17) في آخره، وقال ابن حجر - في الباب الثالث -: نذكر في هذا الباب ما جاء فيه من التَّابعين وتابعيهم فقال:

الأُولى: يُنادى باسمه من السماء، لا ينكر الدليل، ولا يُمنع منه الذليل .

المؤلِّف:

هذا النداء تقدَّم في رقم (1) نقلاً من كتاب العرف الوردي، وفي آخر رقم (17) نقلاً من كتاب كنز العمَّال، ج7، ص260 – 261، عن أبي أُمامة، وأبو أُمامة صحابي يروي حديث الصيحة والنداء من النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)! وابن حجر الهيتمي يقول:

نذكر في الباب الثالث ما جاء من التابعين! وأبو أُمامة (رضي الله عنه) من أصحابة الكرام، فالحديث مروي من الرسول الأكرم (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) بواسطة الصحابة الكرام لا بواسطة التابعين وهذا

٤٧

القول يدلُّ على قلَّة اطِّلاع ابن حجر، وعلى عدم تميزه بين الصحابة والتابعين.

وقال ابن حجر : في الباب الثالث عند تعداده ما يقع عند ظهور الإمام المهدي (عليه السلام).

قال: الأربعون : (تكون فتنةٌ... فلا تتناهى حتَّى يُنادي منادٍ من السماء: ألا إنَّ الأمير فلان)، ذلكم الأمير حقَّاً، ثلاث مرَّات.

قال: الحادي والأربعون: يُنادي منادٍ من السماء: إنَّ الحقَّ في آل محمَّد، ويُنادي منادٍ من الأرض: ألا إنَّ الحقَّ في آل عيسى (أو قال: في آل العباس)، والأسفل كلمة الشيطان، والأعلى كلمة الله العليا.

قال: الثانية والأربعون: يكون فُرقةٌ واختلاف، حتَّى يَطلُع كفٌّ من السماء، وينادي منادٍ من السماء: إنَّ أميركم فلان.

قال: الثالثة والأربعون: إذا التقى المهدي والسفياني للقتال سُمع صوتٌ من السماء: ألا إنَّ أولياء الله أصحاب فلان ، يعني: المهدي.

قال: الرابعة والخمسون: يُنادي منادٍ من السماء باسمه، فيَسمعُ مـَن بالمشرق ومـَن بالمغرب، حتَّى لا يبقى راقدٌ إلاَّ استيقظ.

المؤلِّف:

تقدَّم ما ذكره في عدد (40) في رقم (18)، وما ذكره في عدد (41) في رقم (17)، وما ذكره في عدد (42) في رقم (14)، وما ذكره في عدد (43) في رقم (14)، وما ذكره في عدد (54) في رقم (20) وغيرهم.

المؤلِّف:

قال ابن حجر : نذكر في الباب الثالث ما رواه التابعين وتابع التابعين، وإنَّك أيُّها الطالب للحقِّ، وإنَّك أيُّها المتبِّتع لو راجعت الأرقام التي أشار إليها، وقلنا: إنَّ الحديث بتفصيله مذكور هناك لعرفت أنَّ رواة الأحاديث كلَّهم من الصحابة، وهم من أهل البيت وأهل العبا (عليهم السلام) ومن غيرهم.

وابن حجر يقول: إنَّ رواة هذه الأحاديث التابعين أو تابع التابعين! والحال أنَّ الروايات أكثر رواتها الصحابة، وروتها عنهم التابعين وتابع التابعين، وهذا أيضاً يدلُّ على عدم اطِّلاع ابن حجر على حال الرواة

٤٨

فلم يُميِّز بين الصحابي والتابعي، وهو عند أهل السنَّة من العلماء الأعلام المطَّلعين على الأحاديث ورواتها! فلو راجعت رواة حديث عدد (40)، وعدد (41)، وعدد (43)، وعدد (54)، لوجدت أنَّ أغلب رواتها من الصحابة الكرام وليسوا من التابعين.

35- وفي الخاتمة - للقول المختصر في علامات المهدي المنتظر - قال:

وعن الزهري:

يبايع بعد المهدي لمخزومي، فيمكث زماناً، ثمَّ يُنادي منادٍ من السماء - ليس بأنسٍ ولا جانٍّ -: بايعوا فلاناً ولا تَرجِعوا على أعقابكم بعد الهجرة، فلا يعرفونه، ثمَّ يُنادي ثلاثاً: يُبايع المنصور، فيسير للمخزومي فينصره الله عليه ويقتله ومن معه.

المؤلِّف:

للإمام المهدي (عليه السلام) أسامي عديدة منها: (المنصور)، وعليه لا يبعد أن يكون المراد في الحديث: المهدي (عليه السلام) على فرض صحَّة الحديث.

36- وفي الملاحم والفتن لابن طاووس، ص36 الطبعة الأُولى في النجف الأشرف قال: وفيما ذكره نعيم بن حمَّاد وقال: حدَّثنا نعيم، حدَّثنا الوليد ورشيدين، عن أبي لهيعة، عن أبي قبيل، عن أبي رومان، عن علي (عليه السلام) قال:

(وإذا نادى منادٍ من السماء: إنَّ الحقَّ في آل محمَّد؛ فعند ذلك يظهر المهدي على أفواه الناس، ويشربون حُبَّه، فلا يكون لهم ذكر غيره).

المؤلِّف:

بالتأمُّل في ألفاظ الحديث تَعرف الاختلاف مع الحديث المتقدِّم.

37- وفي الملاحم والفتن لابن طاووس (رحمه الله)، ج1، ص37 قال: الباب (118) فيما ذكره نعيم أيضاً (من منادي السماء عليكم بفلان ويطلع كفٌّ يُشير)، قال: حدَّثنا نعيم، حدَّثنا ابن وهب، عن إسحاق بن يحيى، عن

٤٩

محمَّد بن بِشْر بن هشام، عن ابن المسيِّب قال:

(تكون فتنةٌ بالشام، كأنَّ أوَّلها لعب الصبيان، ثمَّ لا يستقيم أمر الناس على شيء، ولا تكون لهم جماعة، حتَّى ينادي منادٍ من السماء: عليكم بفلان، وتطلع كفٌّ تُشير).

المؤلِّف:

وأخرج الحديث بسندين آخرين وقال: قال نعيم: حدَّثنا أبو وهب، عن عياض بن عبد الله الفهري، عن محمَّد بن زيد بن المهاجر، عن ابن المسيِّب نحوه، إلاَّ أنَّه قال: (ينادي منادٍ من السماء: أميركم فلان).

وقال عياض: وأخبرنا محمَّد بن المكندر أنَّه سمع عبد الملك بن مروان يذكر عن رجلٍ من علمائهم نحوه.

المؤلِّف:

تقدَّم الحديث بلفظيه في رقم (18) مع اختلاف وزيادة من كتب عديدة، مِن كتاب الملاحم لأحمد المنادي، ومن العرف الوردي مع اختلاف، ومن كنز العمَّال، وفي ألفاظ الجميع اختلاف لِمـَا تقدَّم من الملاحم والفتن لابن طاووس (رحمه الله) ولأجل ذلك ذكرناه.

وأمَّا قوله: (ويطلع كفُّ يُشير)، فقد رويَ فيه أحاديث خاصَّة تقدَّمت في رقم (14)، نقلاً من الملاحم والفتن لابن طاووس، ومن العرف الوردي، ومن عقد الدُّرر، وفي ألفاظ الجميع اختلاف.

38- وفي المستدرك للصحيحين للحاكم النيسابوري، ج4، ص504، أخرج بسنده المتَّصل عن عمر بن شعيب، عن أبيه، عن جدِّه قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله):

(في ذي القعدة تجاذب القبائل وتغادر، فينهب الحاجُّ، فتكونُ ملحمةٌ بِمِنى، يكثُر فيها القتلى، ويسيل فيها الدماء، حتَّى تسيل دماؤهم على عقبة الجمرة، وحتى يهرب صاحبهم، فيأتي بين الركن والمقام فيُبايع وهو كاره، يقال له: إن أبيت ضربنا عنقك، يبايعه مثل عدَّة أهل بدرٍ، يرضى عنهم ساكن السماء، وساكن الأرض).

ثمَّ قال الحاكم: قال أبو يوسف: فحدَّثني محمَّد بن عبد الله، عن عمر بن شعيب، عن أبيه، عن عبد الله بن

٥٠

عمرو، قال:

(يحجُّ الناس معاً ويُعرِّفون معاً على غير إمام، فبينما هم نزول بِمِنى إذ أخذهم كالكَلَب، فثارت القبائل بعضها إلى بعض، واقتتلوا حتَّى تسيل العقبة دماً، فيفزعون إلى خيرهم فيأتونه، وهو مـُلصِقٌ وَجهَهُ إلى الكعبة يبكي، كأنَّي انظر إلى دموعه [ تسيل ] فيقولون: هلم فلنبايعك، فيقول: ويحكم كم [ من ] عهدٍ قد نقضتموه، وكم [ من ] دمٍ قد سفكتموه، فيُبايع كرهاً، [ قال ] : فإذا أدركتموه فبايعوه؛ فإنَّه المهدي في الأرض والمهدي في السماء).

المؤلِّف:

تقدَّم هذا الحديث بألفاظ مختلفة من كتبٍ عديدةٍ، وليس فيما تقدَّم لفظٌ بهذا التفصيل، وفيه زيادات ليست في غيرها، وقد أخرج السيِّد في الملاحم والفتن، ج1، ص38- 39 حديث أبا يوسف، وفيه اختلاف لِما في المستدرك، وذكرنا ما زاده في الملاحم بين هلالين.

39- وفي كنز العمَّال لعلي المتَّقي الحنفي، ج7، ص261، في كتاب القيامة من قسم الأفعال، قال: في كتاب الملاحم لابن المنادي، وفي كتاب الملاحم لسعد، عن سعد الإسكاف، بسنده عن الأصبغ بن نُباتة (رحمه الله) قال: خطب [ مولانا ] علي بن أبي طالب (عليهما السلام) فحمد الله وأثنى عليه، ثمَّ قال:

(أيُّها الناس: إنَّ قريشاً أئمَّة العرب، أبرارها لإبرارها، وفُجَّارُها لفُجَّارِها، ألا ولا بدَّ من رحىً تطحن على ضلالة وتدور، فإذا قامت على قلبها طحنت بحدَّتها، ألا إنَّ لطحينها روقاً، وروقها حدَّتها، وفلُّها على الله، ألا وإنِّي وأبرار عترتي وأهل بيتي أعلم الناس صغاراً، وأحلم الناس كباراً، معنا راية الحقِّ [ ركيَّة الحقِّ - نسخه - ] من تقدَّمها مـَرَق، ومـَن تخلَّف عنها محق، ومـَن لزمها لحق، إنَّا أهل الرحمة [ بيت الرحمة ]، وبنا فُتِحت أبواب الحكمة، وبحكم الله حكمنا، وبعلم الله علمنا، ومن صادِق سمعنا، فإن تتَّبعونا تنجوا، وإن تتولَّوا يُعذِّبكم الله بأيدنا، بنا فكَّ الله ريق الذُّل من

٥١

أعناقكم، وبنا يختم لا بكم، وبنا يلحق التالي، والينا يفيء الغالي، فلولا تستعجلوا وتستأخروا القدر لأمرٍ قد سبق في البشر، لحدَّثتكم بشباب من الموالي وأبناء العرب، ونُبَذٍ من الشيوخ كالملح في الزاد، وأقلُّ الزاد الملح، فينا معتبر، ولشيعتنا منتظر، إنَّا وشيعنا نمضي إلى الله بالبطن والحمى والسيف، إنَّ عدوَّنا يهلك بالداء والدبيله، وبما شاء الله من البليَّة والنقمة وأيمـُ الله الأعزُّ الأكرم، أن لو حدَّثتكم بكلِّ ما أعلم لقالت طائفة: ما أكذب وأرحم! ولو انتقيت منكم مئةً قلوبهم كالذهب، ثمَّ انتخبت من المئة عشرة، ثمَّ حدَّثتهم فينا أهل البيت حديثاً ليِّناً لا أقولُ فيه إلاَّ حقَّاً، ولا أعتمدُ فيه إلاَّ صدقاً، لخرجوا وهم يقولون: عليٌ من أكذب الناس! ولو اخترتُ من غيركم عشرةً، فحدَّثتهم في عدوِّنا وأهلَ البغي علينا أحاديث كثيرة لخرجوا وهم يقولون: عليٌ من أصدق الناس، هلك حاطب الحطب، وحاصر صاحب القصب، وبقيت القلوب منها تَقلَّب، فمنها مـُشغب، ومنها مـُجذب، ومنها مـُنصب، ومنها مسيب، يا بَنِيَّ: لَيِبِر صغارُكم كباركم، وليرأف كباركم بصغاركم، ولا تكونوا كالغُواة الجُفاة الذين لم يتفقَّهوا في الدين، ولم يعطوا في الله محض اليقين، كبيضٍ بِيضَ في أداحي، ويحٌ لفراخٍ فراخ آل محمَّد من خليفةٍ جبَّارٍ عتريفٍ مـُترفٍ، مـُستخفٍ بِخَلَفي وخَلَف الخَلَف، وبالله لقد علمتُ تأويلَ الرسالات، وإنجازَ العدات، وتمامـَ الكلمات، وليكوننَّ من يَخْلُفني في أهلَ بيتي رجلٌ يأمر بالله، قويٌّ يحكم بحكم الله، وذلك بعد زمانٍ مـُكلحٍ مـُفضحٍ، يشتدُّ فيه البلاء، وينقطع فيه الرجاء، ويُقبل فيه الرشاء، فعند ذلك؛ يَبعث الله رجلاً من شاطئ دجلة لأمر حزبه، يحمله الحقد على سفك الدماء، قد كان في سترٍ وغطاءٍ، فيقتل قوماً وهو عليهم غضبان شديد الحقد حرَّان، في سنة بختنصر، يسومهم خسفاً، ويسقيهم كأساً، مصيره سوطُ عذابٍ وسيفُ دمارٍ، ثمَّ يكون بعده هِناتٍ، وأمورٌ مشتبهات، إلاَّ من شطِّ الفرات إلى

٥٢

النجفات باباً إلى القطقطانيات، في آياتٍ وآفاتٍ متوالياتٍ، يُحْدِثنَ شكَّاً بعد يقينٍ، يقوم بعد حين، يبني المدائن ويفتح الخزائن، ويجمع الأُمم، يَنفُذها شخصَ البصر، وطَمح النظر، وعنت الوجوه، وكشفت البال، حتَّى يُرى مـُقبلاً مـُدبراً، فيا لهفي على ما أعلم، رجب شهر ذكرٍ، رمضان تمام السنين، شوال يُشال فيه أمرُ القوم، ذي القعدة يقتعدون فيه، ذو الحجَّة الفتح من أوَّل العشر، ألا إنَّ العجب كلَّ العجب بعد جمادي ورجب، جمعُ أشتات، وبعثُ أمواتٍ، وحديثاتٍ هوناتٍ هوناتٍ بينهنَّ موتاتٍ، رافعةً ذيلها، دايةً عولها، معلنةً قولها، بدجلةَ أو حولها، ألا إنَّ منَّا قائماً، عفيفةً أحسابه، سادةً أصحابه، يُنادى - عند اصطلام أعداء الله - باسمه واسم أبيه، في شهر رمضان ثلاثاً، بعد هرجٍ وقتالٍ، وضنكٍ وخبال، وقيام من البلاء، على وإنِّي لأعلم إلى مـَن تُخرِج الأرض ودائعها، وتُسلِم إليه خزائنها، ولو شئتُ أن أضرب برجلي فأقول: أخرُجي من ها هنا بِيضاً ودروعاً، كيف أنتم يابن هنات إذا كانت سيوفكم بإيمانكم مصلتاتٍ، ثمَّ رملتم رملات ليلة البيات؟! ليستخلفنَّ الله خليفةً يُثيب على الهدى، ولا يأخذ على حكمه الرُّشى، إذا دعى دعواتٍ بعيدات المدى، دامغاتٍ للمنافقين، فارجاتٍ على المؤمنين، ألا إنَّ ذلك كائنٌ على رغم الراغمين، والحمد لله ربِّ العالمين وصلواته على سيِّدنا محمَّد خاتمـَ النبيِّين، وآله وأصحابه أجمعين).

المؤلِّف:

لا يخفى على أهل العلم والفضل أنَّ هذا الحديث الشريف حديث صحيح على اصطلاح علماء أهل السنَّة؛ لوجوده في المعجم الكبير للطبراني الذي جميع أحاديثه صحيحة، وإنَّما نقلنا هذا الحديث الشريف لِما فيه من قضيَّة النداء الذي يحتوي هذا الباب على أحاديثه، وهذا الحديث الشريف - علاوةً على احتوائه للنداء السماوي - يحتوي على علوم نافعة أخبر بها سيِّد الوصيِّين (عليه السلام) من الأُمور الغيبيِّة التي تقع في آخر الزمان

٥٣

وقد تقدَّم في رقم (13) النداء الذي في شهر رمضان بلفظ آخر، وفي رقم (15)، ورقم (19)، ورقم (21)، ورقم (22)، ورقم (24)، ورقم (26)، ورقم (27)، ورقم (28)، بألفاظٍ مختلفة من رواة عِدَّة، وفي جميعها أنَّ الصوت الذي يقع في شهر رمضان مرَّة، وفي هذا الحديث قال:

(يُنادي في شهر رمضان ثلاثاً)، [ أي: ثلاث مرَّات ]، وفي بعضها عيَّن الليلة التي يقع فيها الصوت وقال: (إنَّها ليلةُ الجمعة من نصف شهر رمضان)، وفي بعضها أنَّه يكون بعده صوت آخر من الشيطان... إلخ.

40- وفي ينابيع المودَّة، ص435 نقلاً من كتاب فصل الخطاب قال: أخرج بسنده عن ابن عمر أنَّه قال: سمعت النبي (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم) يقول:

(مـَلكٌ من السماء يُنادي ويحثُّ الناس عليه [ أي: على الإمام الحجة (عليه السلام) ] ويقول: إنَّه المهدي فأجيبوه).

41- وفي ينابيع المودَّة، ص414 نقلاً من (الدرُّ النظير) أنَّ فيه:

وإنَّ من أمارات خروج الإمام المهدي (عليه السلام) منادٍ يُنادي: ألا إنَّ صاحب الزمان قد ظهر، فلا يبقى راقدٌ إلاَّ قام، ولا قائمٌ إلاَّ قعد، وإنَّه يَخرج في شوال، في وترٍ من السنين، ويُبايعه بين الركن والمقام ثلاثمئة وثلاثةَ عشرَ رجلاً من الأخيار، كلُّهم شبَّان لا كهل فيهم، ويكون دار مـُلْكِه الكوفة، ويُبني له في ظهر الكوفة مسجدٌ له ألفُ باب.

42- وفي ينابيع المودَّة، ص414 قال:

ومن أمارات ظهور الإمام المهدي (عليه السلام) خروج السفياني، وهو يُرسل ثلاثين (ألفاً) إلى مكَّة، وفي البيداء تَخسِفهم الأرض، فلا ينجو منهم إلاَّ رجلان، وتكون مدَّة حكمه ثمانية أشهر، وظهور المهدي (عليه السلام) في هذه السنة، قال مـُقاتل في تفسيره: والصيحة التي تكون في شهر رمضان تكون في ليلة الجمعة،

٥٤

ويكون ظهور المهدي (عليه السلام) عَقِبه في شوال.

المؤلِّف:

تقدَّم أحاديثُ عديدة أنَّ الصيحة في شهر رمضان تكون في ليلة الجمعة، وفي ليلة النصف من شهر رمضان، راجع رقم (24)، ورقم (26) من أحاديث الباب، قال مقاتل في الصيحة:

ومن أمارات خروج الإمام المهدي (عليه السلام) منادٍ يُنادي: ألا إنَّ صاحب الزمان قد ظهر، وهو في الليلة الثالثة والعشرين من شهر رمضان، فلا يبقى راقدٌ إلاَّ قام، ولا قائمٌ إلاَّ قعد، وأنْ يخرج في شوال في وترٍ من السنين، ويُبايعه بين الركن والمقام ثلاثمئة وثلاثةَ عشرَ رجلاً من الأخيار، كلُّهم شبابٌ لا كهلَ فيهم، ويكون دار مـُلْكِه الكوفة، ويُبنى له في ظهر الكوفة مسجدٌ له ألفُ باب.

المؤلِّف:

يمكن أنْ يقال: إنَّ النداء في شهر رمضان المبارك يتكرَّر في ليلة النصف من الشهر، وفي ليلة الثالث عشر منها أيضاً، وقد تقدَّم في رقم (40) أنَّ النداء في شهر رمضان يكون ثلاث مرَّات.

٥٥

البَابُ الرابع وَالعشرُون

1- في الملاحم والفتن لابن طاووس (رحمه الله)، ج1، باب (91)، ص30 قال: فيما ذكره نعيم بن حمَّاد من دخول السفياني الكوفة، وإقامته بها ثمانية عشر ليلة، ويقتل من أهلها ستِّين ألفاً، قال: حدَّثنا نعيم، حدَّثنا الحكم بن نافع، عن جرَّاح، عن أرطأة قال:

(إنَّ السفياني يدخل الكوفة فيسبها ثلاثة أيَّام، ويقتل من أهلها ستِّين ألفاً، ويقيم فيها ثمانية عشرة ليلة، يقسِّم أموالها، ثمَّ ذكر باقي الحديث... إلى أن يبعث الرايات السود بالبيعة إلى المهدي).

المؤلِّف:

هذا الحديث الشريف رويَ بألفاظٍ مختلفة ٍمختصرةٍ ومفصَّلةٍ، وسيمرُّ عليك إنشاء الله جميع ما عثرنا عليه.

2- وفي الملاحم والفتن، باب (92)، ص30، أخرج بسنده عن محمَّد بن الحنفيَّة قال:

(تخرج رايةٌ سوداء لبني العبَّاس، ثمَّ تخرج من خراسان أُخرى سوداء، قلانِسُهم سود، وثيابهم بيض، على مقدّمتهم رجلٌ يقال له: شعيب بن صالح - أو صالح بن شعيب - من تميم، يهزمون أصحاب السفياني حتَّى ينزل بيت المقدس، يوطِّئ للمهدي سلطانه، يمدّ إليه ثلاثمئة من الشام، يكون بين خروجه وبين أن يُسلِّم الأمر للمهدي اثنان وسبعون شهراً). أي: ستُّ سنين.

المؤلِّف:

ثمَّ ذكر ابن طاووس حديثاً عن إبراهيم بن علقمة، عن عبد الله، ذكر فيها بكاء النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) على أهل بيته لمّا رأى فتيةً منهم، وقد

٥٦

أخرجنا الحديث في الأحاديث التي قال فيها النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): (المهدي من أهل بيتي)، في الباب (2)، في رقم (117)، وفيه أنَّه:

يأتي قومٌ من نحو المشرق، أصحاب راياتٍ سودٍ يَسألون الحقَّ - إلى أن قال فيه -: أنَّه يسلِّمون الحقَّ إلى المهدي (عليه السلام).

ويأتي الحديث في رقم (15) وما بعده بألفاظٍ عديدة من كتب متعدِّدة.

وذكر ابن حجر في (القول المختصر) وقال:

العاشر : - من مقدِّمات خروج الإمام المهدي (عليه السلام) - أنَّه يخرج قَبْله خيل السفياني إلى الكوفة، ويخرج أهل خراسان في طلب المهدي، فيلتقي هو والهاشمي براياتٍ سودٍ على مقدِّمته شعيب بن صالح، فيلتقي هو والسفياني في باب اصطخر، فيكون بينهم ملحمةٌ عظيمة، فتظهر الرايات السود ويهرب خيل السفياني؛ فعند ذلك يتمنَّى الناس المهدي ويطلبونه.

وفي العرف الوردي، ج2، ص69، أخرج حديثاً نحو حديث ابن حجر في القول المختصر، نقلاً من فتن نعيم بن حمَّاد، ويأتي في رقم (4) حديث محمَّد بن الحنفيَّة، نقلاً من الصواعق المحرِقة لابن حجر، ولفظه يَقرُب الملاحم والفتن.

3- وفي الملاحم والفتن لابن طاووس، ج1، باب (94)، ص31، أخرج بسنده عن ثوبان قال:

(إذا رأيتم الرايات السود خرجت من قِبَل خراسان، فأتوها ولو حبواً على الثلج؛ فإنَّ فيها خليفة الله المهدي (عليه السلام)) .

المؤلِّف:

يأتي الحديث في رقم (20) نقلاً من كتاب الفصول المهمَّة، ومن أربعين الحافظ أبو نعيم، وهو الحديث (26) من أحاديثه، وقد أخرج السيِّد جميعها في غاية المرام عند ذكر الأحاديث الدالَّة على إمامة الإمام المهدي المنتظر (عليه السلام)، وأخرجه يوسف بن يحيى الشافعي في عقد الدُّرر في الحديث (164)، وفي لفظه اختلاف يسير وهذا نصُّه: عن ثوبان قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم):

(إذا رأيتم الرايات السود وقد أقبلت من خُراسان، فأتوها ولو حبواً على الثلج؛ فإنَّ فيها خليفة الله المهدي). أخرجه أبو نعيم في صفة المهدي هكذا، وأخرجه أبو عبد الله الحاكم في

٥٧

مستدركه، وأخرجه أبو عمرو في سُننه، ونعيم بن حمَّاد في كتاب الفتن.

وأخرج الحديث في كنز العمَّال، ج7، ص182، ولفظه عن ثوبان قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم):

(إذا رأيتم الرايات السود قد جاءت من قِبَل خراسان فأتوها؛ فإنَّ فيها خليفة الله المهدي).

(حم، ك، عن ثوبان)، الحديث (1927).

4- وفي الملاحم والفتن لابن طاووس، ج1، باب (95)، ص31 قال: حدَّثنا نعيم، حدَّثنا عبد الله بن إسماعيل البصري، عن أبيه، عن الحسن قال:

يَخرج بالريِّ رجلٌ رُبْعةٌ أسمر - مولى لبني تميم - كوسج، يقال له: شعيب بن صالح، في أربعة آلاف، ثيابهم بيض، وراياتهم سود، يكون مقدِّمةً للمهدي، لا يلقاه أحدٌ إلاَّ فلَّه.

المؤلِّف:

ذكر ابن حجر الهيتمي في (القول المختصر) ما ذكره في الملاحم، وهذا نصُّه: قال: الباب الثالث فيما جاء فيه [ أي: في الإمام المهدي (عليه السلام) ] عن التابعين، ثمَّ ذكر أموراً ثلاثة وقال:

الرابعة: أنَّه يخرج قَبله راياتٌ سود لبني العباس، ثمَّ أُخرى من خراسان، قلانِسُهم سود، وثيابهم بيض، يقدِمـُهم شعيب بن صالح التميمي، يهزمون أصحاب السفياني حتَّى ينزل بيت المقدس، يوطِّئ للمهدي سلطانه، بين خروجه وبين أن يُسلِّم الأمر للمهدي اثنان وسبعون شهراً.

5- وفي الملاحم والفتن، ج1، باب (76)، ص31، أخرج بسنده عن عمَّار بن ياسر قال:

(المهدي على لوائه شعيب بن صالح).

المؤلِّف:

هذا الشخص الذي على لواء المهدي: هو الذي يأتي من خراسان ويحارب أصحاب السفياني ويهزمهم، ويأخذ منهم النساء اللاَّتي أُخذنَ من الكوفة، ثمَّ يأتي الإمامـَ المهدي (عليه السلام) ويسلِّم جيشه إليه؛ فيجعله الإمام على لوائه، وهذه الأُمور أُشير إليها في روايات عديدة ذُكرت في الباب وفي غيرها من الأبواب الثلاثين من هذا الكتاب، راجع ما تقدَّم

٥٨

وما يأتي ليتَّضح لك ما ذكرنا وزيادة.

6- وفي الملاحم والفتن لابن طاووس، ج1، باب (77)، ص31، أخرج بسنده عن جابر عن [ الإمام ] أبي جعفر (عليه السلام) قال:

(يخرج شابٌ من بني هاشم - بكفِّه اليمنى خالٌ - من خراسان برايات سود، بين يديه شعيب بن صالح، يقاتل أصحاب السفياني فيهزمهم).

المؤلِّف:

ذكر ابن حجر في (القول المختصر) هذا الحديث مع الاختصار وقال:

التاسعة - ممَّا يكون قبل مجيء الإمام المهدي (عليه السلام) -:

أنَّه تخرج راياتٌ سود تقاتل السفياني، فيهم شابٌ من بني هاشم في كفِّه اليُسرى خال، وعلى مقدِّمته شعيب بن صالح التميمي.

7- وفي الملاحم والفتن لابن طاووس، ج1 باب، (99) ص32، أخرج بسنده عن كعب [ الأحبار ] قال:

(إذا ملك رجلٌ بالشام وآخر بمصر، فاقتتل الشامي والمصري، وسبى أهلُ الشام قبائلَ من مصر، وأقبل رجلٌ من المشرق برايات سود صغار قبل صاحب الشام، فهو الذي يؤدِّي الطاعة إلى المهدي).

المؤلِّف:

ذكر ابن حجر في (القول المختصر) في الباب الثالث وقال:

السادسة عشر : يقاتل قَبْله [ أي: قبل ظهوره (عليه السلام) ] مـَلكُ مصر وملك الشام، ويسبي أهل الشام قبائل مصر، ويُقبل رجل من المشرق برايات سود قبل صاحب الشام، فهو الذي يؤدِّي الطاعة للمهدي.

8- وفي الملاحم والفتن، ج1 باب (100)، ص32 الطبعة الأُولى، أخرج بسنده عن الحسن، أنَّ رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) ذكر بلاءً يلقاه أهل بيته، (حتَّى يبعث الله رايةً من المشرق سوداء، من نصرها نصره الله، ومن خذلها خذله الله حتَّى

٥٩

يأتوا رجلاً اسمه كاسمي فيولّوه أمرهم، فيؤيِّده الله وينصره).

المؤلِّف:

في هذا الحديث وقع تغيرٌ وتحريف، وقد أخرج الحديث يوسف بن يحيى الشافعي في عقد الدُّرر في رقم (174) ولفظه هذا:

وعن الحسن، أنَّ النبي (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم) ذكر بلاءً يلقاه أهل بيته، (حتَّى يبعث اللهُ رايةً من المشرق سوداء، مـَن نصرها نصره الله، ومـَن خذلها خذله الله، حتَّى يأتوا رجلاً اسمه كاسمي، فيولُّونه أمرهم، فيؤيِّده الله وينصره)، أخرجه نعيم بن حمَّاد.

المؤلِّف:

أخرج جلال الدين السيوطي الشافعي الحديث في العرف الوردي، ج2، ص68، ولفظه ولفظ السيِّد سواء، وقال: أخرجه نعيم بن حمَّاد عن الحسن [ وهو الحسن البصري ] على فرض صحَّةِ الحديث، والأَولى أن يقال: أنَّ الحديث محرَّف في الكتابين.

9- وفي الملاحم والفتن لابن طاووس، ج1، باب (101)، ص33، أخرج بسنده عن عمر بن مرَّة الجُهني صاحب رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم) يقول:

(لتَخرُجنَّ من خراسان رايةٌ سوداء، حتَّى تربط خيولها بهذا الزيتون الذي بين (بيت لهيا) و (حرستا)، [ قال ] : قلنا: ما نرى

بين هاتين زيتونة؟ قال: سَيَصِيرُ بينهما زيتونٌ حين ينزلها أهلُ تلك الراية، فتربِط خيولها بها).

10- وفي الملاحم والفتن، ج1، باب (102)، ص33، أخرج بسنده عن سعيد بن المسيَّب قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم):

(خرج من المشرق راياتٌ سودٌ لبني العبَّاس، ثمَّ يمكثون ما شاء الله، ثمَّ تخرج راياتٌ سودٌ صغار، تُقاتِل رجلاً من ولد أبي سفيان وأصحابه من قِبَل المشرق، ويؤدُّون الطاعة للمهدي).

المؤلِّف:

في هذا الحديث وأمثاله أُشير إلى أبي مسلم الخراساني، الذي حارب للعباسيِّين حتَّى ملكوا الدنيا، ثمَّ يُشير إلى الجيش الذي يُحارب

٦٠