الغدير في الكتاب والسنة والأدب

الغدير في الكتاب والسنة والأدب0%

الغدير في الكتاب والسنة والأدب مؤلف:
الناشر: دارالكتب الإسلامية
تصنيف: الإمامة
الصفحات: 12

الغدير في الكتاب والسنة والأدب

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: العلامة الشيخ الأميني
الناشر: دارالكتب الإسلامية
تصنيف: الصفحات: 12
المشاهدات: 4540
تحميل: 2504


توضيحات:

بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 12 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 4540 / تحميل: 2504
الحجم الحجم الحجم
الغدير في الكتاب والسنة والأدب

الغدير في الكتاب والسنة والأدب

مؤلف:
الناشر: دارالكتب الإسلامية
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

ألغَديرُ

في الكتاب و السنّة و الأدب

كتابٌ دينىٌّ.علمىٌّ.فنّىٌّ.تاريخىٌّ. أدَبىٌّ.أخلاقىٌّ

مبتكرٌ فى موضوعه فريدٌ في بابه يُبحث فيه عن حديث الغدير كتاباً و سنّةً و ادباً

و يتضّمن تراجَم اُمّة كبيرةٍ من رجلات العلم والدّين و الأدب من الّذين نظمُوا هذه الأثارة

مِن العِلْمِ وَ غيرهمْ

تأليف

الحبْر العَلَم الحُجّةُ الْمُجاهد شَيخُنَا الأكْبَرَ الشّيخ

عبد الحسين احمد الأمينىّ النّجفىّ

١

٢

خطاب

تفضَّل به الفيلسوف الشهير الدكتور محمَّد غلّاب مدرِّس الفلسفة في شعبة اصول الدين من الجامع الأزهر المصري بالقاهرة، و قد نشرته مجلّة ( اليبان) العصماء النجفيَّة في عددها ١٠ من سنتها الأولى ص ٢٥٨ بعد كلمتها القيِّمة حول ذلك الخطاب، نتقدَّم بنشرهما مع تقدير للناشر و إكبارٍ لمقام الكاتب و ثناءٍ على مايعطيه من النصفة من نفسه في كلِّ موضوعٍ.

بريد البيان

ننشر نصَّ الرِّسالة التي بعث بها الدكتور محمَّد غلاّب من مصر إلى سماحة العلّامة الجليل ألشيخ عبد الحسين الأميني حول كتابه - ألغدير في الكتاب و السنَّة و الأدب - و فيها أعرب عن حقايق ناصعة تبشِّر بفجر صادق يكفل لنا تقدير الآراء المذهبيَّة الحقَّة، و الإعتراف بالحقايق التأريخيَّة التي قاومتها العاطفة ردحاً من الزَّمن، و إليك نصُّ الرِّسالة :

تحيّتي يقتادها تقديري، و سلامي يدفعه إجلالي لعلماء العراق عامَّة و لأهل النجف الأشرف خاصَّة، و في طليعتهم المؤلِّفون الأماجد أمثالكم. و بعد :فقد تسلّمت الجزئين :الأوَّل و الثاني من كتابكم النفيس ] الغدير [ الذي شابه الغدير حقّاً في صفائه و نفعه، و الذي يلفي الباحث فيه اُمنيَّته على نحوما يجد المسافر الظامئ في الغدير ما ينقع غلّته، و الذي عنيتم فيه بجانب هامّ من جوانب التراث الإسلامي، متوخّين الحقايق، متتبِّعين الآثار الصادقة، متعقِّبين مواطن الشّبه بالتصحيح و النقد.

و نحن على يقين من أنَّ الشباب العصريّ الإسلاميّ سيستفيد من هذه الثمار الشهيَّة، لاسيَّماانَّ أكثر ما يكتب اليوم غثُّ خفيف الوزن، تافه القيمة، و انَّ الحركتين العلميَّة و الأدبيَّة قد تحوَّلتا إلى حركةٍ تجاريَّةٍ بحتة.

٣

و لقد جاءني كتاب حضرتكم في الوقت الملائم لأنّي عاكفٌ على دراسة كثير من الجوانب الإسلاميَّة و على التأليف فيها، و لذا يعيني كثيراً أن تنكشف أمامي المبادئ الحقيقيَّة، و الآراء الصحيحة للشيعة الإماميَّة حتّى لانكبو - بازاء هذه الفرقة الجليلة - في مثل ما كبا فيه و(١) و أمثالهما من المحدثين المتسِّرعين، و لقد تسلّمت أيضاً قبل الآن بضعة كتب من علماء العراق في مبادئ الشيعة الإماميَّة و آرائهم، و نسال الله أن يوفِّقنا إلى ما فيه الرَّشاد، و أن يهدينا إلى سبل السَّداد، و أن ينفع بماننتجه الناطقين بالضّاد، و تفضّلوا بقبول إحترامي.

الدكتور محمد غلاب

الستاذ الفلسفة بكليَّة أصول الدين

بالجامعة الأزهريَّة بالقاهرة

____________________

(١) سمى رجلين من المحدثين المتسرعين لم نذكرهما لعدم علمنا برضاه.

٤

مقال

أتانا من الشخصية البارزة، بطل الجهاد السياسي، صاحب المعالى ألدكتور عبد الرحمن الكيالى الحلبى، أحد رجالات الاسرة الكريمة ( الرفاعية ) بحلب الشهباء، ألعريقة بالمجد المؤثل، المطنبة في أرجاء العالم الاسلامى بشرف النسب و الحسب و العلم و الكرامة، و المقال يعرب عن تقدّمه في حبك الكلام، و ترصيف القول، و سبك الغرر و الدرر في بوتقة البيان، كما يعرّفة بدقة النظر، و رضانة الفكر، و الشعور الحىّ، و الروح الشاعرة، حيّاه الله، و بيّاه، و اليك المقال :(١)

صاحب الفضل و الفضيلة العلّامة الجليل الاستاذ الشيخ عبد الحسين

أحمد الأميني المحترم

أحمدِ لله موحِّد القلوب، و باعث الهمم على جمع شمل المسلمين، و الصَّلاة و السَّلام على رسوله هادي الاُمم إلى يوم الدين، و على آله و أصحابه و من والاهم من المؤمنين.

و بعد :فإنّ تاريخ الإسلام هو تاريخ العرب، و العرب قصَّر وافي دراسة تارخهم دراسة علميَّة مجرَّدة عن الغرض و الهوى.

و الذّين كتبوا التاريخ الإسلاميَّ في عهود الأمويِّين و العباسيِّين لم يخل أكثرهم من شبهات الميل إلى العاطفة، و الإنحيازعن الحقِّ، فلم يستطع المتأخِّرون النقّادون استخراج الوقايع، و الحقائق، و الأحداث، و ربطها ببعضها البعض بسياق العبر، و استجلاء الأسباب، و اظهار النتائج، و هي من أهمِّ مقاصد التاريخ.

إنَّ العالم الاسلاميّ الذي لايزال في حاجة ماسَّة إلى مثل هذه الدراسات يهمّه و لا شكَّ أن يعلم تطوّر الحكم قبل الاسلام و بعده، و أسباب الأحداث التي رافقت قضيَّة الخلافة و الخلفاء و ما جرى في أيّامهم، ويهمّه أن يعلم لما ذا تعدَّدت دول

____________________

(١) هذا المقال من ملحقات الطبعة الثانية.

٥

الاسلام و تفرّقت؟ و ماذا حدث في عصورها من حروب و أعمال؟ و كيف زالت تلك الدول و حلّ محلّها غيرها؟ و ماذا أدّى كلّ منها من الخدمات إلى الحضارة الاسلاميَّة و إلى الذين شادوا بنيانها و رفعوا منارها؟ و يهمّه أن يعلم ما هي عوامل السّرعة في الفتوحات و اتّساعها و انتشار الاسلام بيد الاُمم و الشعوب على اختلاف مللهم و نحلهم؟ و لماذا بدأ الإختلاف بعد وفاة الرَّسول الأعظم و اُبعد بنو هاشم عن حقِّهم؟ ويهمّه أن يعلم ما هي بواعث الإنحطاط و الإنحلال في المسلمين حتّى أصبحوا على ما هم عليه؟ و ما هي الطرق المؤدِّية إلي وحدة كلّمتهم و نهضتهم دينيّاً، و سياسيّاً، و اقتصاديّاً، و أدبيّاً و علميّاً؟ و هل يمكن تدارك ما فات بالرجوع إلى ما كتبته التواريخ القديمة و الإعتماد عليها؟ أم يجب البحث و العمل و الانصراف إلى التحرّي و الإستقراء بتجرّد و نزاهة؟ حتّى يمكن الاستنباط التحقّق من العلل، و استخراج الأسباب، و بيان ما يجب أن يتهيّأله الجيل الجديد للأخذ بمقوِّمات العلم و النهضة و التمسّك بالمثل العليا التي تمثّل لنا مبادئ الرسوم، و سيرته و تعاليمه، و تعاليم من سارواسيرته.

وعلموا بهديه، و استناروابنوره، و كانوا مصابيح الشريعة، و سند الحقّ، و كعبة الحياة السعيدة، و مثالاً للزهد و التقوى.

إنَّني لأرى - و أنا الواثق بأنَّ مثل هذه الدراسة و هذا النهج القويم هو خير ما يجب على رجال العلم و الدين و الإصلاح السعي لتحقيقه و إبرازه إلى حيِّز الوجود - إنَّ في كتابكم (الغدير) الذي أخرجتموه إلى العالم الإسلامي ما يثبت لنا فائدة هذه الدّراسة على هذا الطراز العلميِّ، و فيه ما يحقِّق لناحقيقة تاريخيَّة لم ينصف الّمؤرِّخون في روايتها بإجماع كما حدثت، بل تناولها بعضهم بالإثبات و بعضهم بالنَّفي، و هنالك مَن رواها بالزيادة أو النقصان، و منهم مَن نقَلها محرَّفة، و منهم مّن ذَكَرها دون اهتمام، كأنَّهما قضيَّةٌ لا يتوقَّف على صحَّتها و العمل بها سلامة البداية و خلود النهاية، فمرَّ بها مرور الغافل، أو الجاهل، أو المغرض.

و في كلِّ ما حدث بقي العالم الإسلامي بعيداً عن فهم الحقيقة حقيقة الحدث التاريخيِّ الّذي لو عمل به صحابة العهد النبوي، و نفذ ما جاء في الوصيَّة حسبما أراده الرَّسول الأمين، و المؤسِّس الأعظم ما وقع، و أصاب المسلمين ما أصاب من بلاء

٦

الشقاق، و شقاء الإختلاف، و لبقيت وحدة المسلمين متماسكة الحلقات، سليمة من النوازع و الرَّغبات، وسارت الخلافة تحفّها مواكب النصر، و تظلّها أعلام الهدى و الرَّشاد في طريق القوَّة و الإجماع، كما رسم خططها الرَّسول، فلا يتوّلاها إلّا ذو استعدادٍ، و كفايةٍ، و علمٍ، وإرادةٍ، و شجاعةٍ، و قوَّةٍ، و حزمٍ، و ثبات، إدراكه و إدراكٌ صحيحٌ لسياسة الشريعة، و حِكمته حِكمةٌ عادلةٌ تجمع بين الدين و الدّنيا، و خلقه خلق النبوَّة، و سيرته سيرة المصلح، و هديه هدي القرآن، و حياته حياة الزاهد في حطام الدنيا و زينتها و لذّاتها، و عمله عمل الحقِّ و الرَّحمة و المحبَّة، و سيفه سيف الحكيم الخبير بمواطن الداء، و حُكمه حُكم القاضي الَّذى لا تأخذه في الحقِّ لومة لائم، و يد الجبَّار على الظالم، و يد الرحيم مع الضّعيف، و علمه الذي يقيس القضايا بمقاييس العقل و الحقِّ و الصّالح العام، و التجرُّد عن كلِّ ما يخالف أمر الله، يريد وجهه في كلِّ عمل و قول.

أما و الواقع كان خلاف ما يجب أن يكون، وحدث ما ليس في الحسبان، و أوضاع العرب الفرصة و الزمان، و خسر المسلمون رجالتهم و قوَّتهم و هم في أوّل نشأتهم في منابذات و منازعات، ما أغناهم عنها ! و لو لاها لدوّخوا العالم، و دكّوا العروش، و نشروا ألوية السَّلام في أقلِّ من نصف قرن، و لبسطوا سلطانهم على العالم، و أسَّسوا هُدى شريعتهم دون عناء.

أما وقد انطوت أحداث التاريخ على ما لا يُحمد و ما يُحمد خلال تلك القرون فليكن لنا منها و بعث ينشِّطنا إلى بسط الحقائق، و ربط الوقائع، و بيان العلل و الأسباب، و كشف النتائج معتمدين على منطق العلم و العقل و التجارب، و منهج جمع الشمل، و لثم الجروح حتّى لا تشوب مباحثنا شائبة الزيغ أو التقصير أوالإهمال، فنطهِّر سيرة ذلك الوصيِّ الذي عاش لِلَّه و دينه، و استشهد فى سبيل إعلاء كلمته، و الدفاع عن حقّه، و ناصر ابن عمّه بروحه و جسمه و طاعته و ولائه، و بذل جهده و إخلاصه و نفسه لِلّذين تولَّوا اُمور المسلمين على أن يكونوا لدين الله ناصرين، و بكتابه عاملين، و لرعيّته راعين، و لتعاليمه حافظين، و لرسالته مؤيِّدين، ولهديه تابعين.

كان في مباديه و أخلاقه و أعماله مثلاً أعلى لما رسمه الإسلام لتابعيه، و كان

٧

سيِّد الفصاحة و البلاغة، و باب العلم و الإجتهاد، و سيف النبيّ على الأعداء، و صاحب الإرادة التي لا تلين لمطمع أو غاية، و الإمام الورع كرَّم الله وجهه و طهَّره و آله و عترته من الرِّجس و عصمهم عن الزيع، و أوجب عباده محبَّتهم، ووهبهم جمال الخلق، و صفاء السريرة، و حسن الطويّة، و عفَّة اليد و اللسان، و حباهم بالصبر و الثبات.

أما و العالم الاسلاميُّ اليوم لفي حاجة إلى إبراز ما منح الله تلك الشخصيَّة الفذَّة من الصِّفات، و المزايا، و الفضائل، و السياسة، و التدبير، لتكون رائد المؤمنين في حياتهم أينما كانوا و حيثما تولّوا، يتبعونها بروحهم و أفكارهم، فينالهم الشفاء، و تنفحهم الهداية بنعمائها و نفحاتها العلويَّة، فتنقى أرواحهم و قلوبهم من أدران المدنيّة الكاذبة، و تصفى عقولهم من هواجس الشكّ و نزوات الإلحاد، فإنّ كتاب ( الغدير) و ما فيه من سنَّة، و أدب، و علم، و فنّ، و تاريخ، و أخلاق، و حقائق، و تتبّعات، و أقوال، لجديرٌ بالإطِّلاع عليه و الإحاطة به، و خليقٌ بكلِّ مسلم إقتناؤه، فيعلم كيف قصَّر المؤرِّخون، و أين هي الحقيقة، الأوامر، و جمع الكلمة، و توحيد العقائد و المذاهب، و إجماع الرأي لعلّنا ننهض و ينهض من آلمهم ما وصل اليه المسلمون، و يستيقظ الجميع و قد عاد إليهم رشدهم و عزّهم و قوّتهم و ما ذلك على الله بعزيز.

اُبارك عملكم، و أشكر هديَّتكم، و أرجو دوام سعيكم، و لسيَّدي الاستاذ الجليل أن يتقبَّل إحترام أخيه و تمنيّاته بدوام صحّته، و أن يتفضّل بإعلامه عن وصول هذا المقال، و له من الله الجزاء الأوفر انّه على كلّ شيئ قدير، و السَّلام عليكم و رحمة الله و بركاته بدءاً و ختاما.

ألمخلص

الدكتور عبد الرَّحمن الكيالي

حلب في ١٨ محرم الحرام عام ١٣٧٣

ألمصادف ٢٦ أيلول عام ١٩٥٣

٨

كلّمة

للبحّثة الكبير و الكاتب القدير ألاُستاذ المحامي توفيق الفكيكي البغدادي حول كتاب ] الغدير [ نشرتها مجلّة الغريِّ الغرّاء النجفيَّة في عددها ١٧ من سنتها الثامنة ص ٤١٥ و نحن نذكر هامشفوعة بالشكر و التقدير للكتاب والناشر.

في أواخر الصيف المنصرم وردتني هديَّةٌ ثمينةٌ غالبةٌ من فضيلة العلّامة الجليل و المحقِّق الفاضل ألشيخ عبد الحسين أحمد الأميني النجفي و هي الجزء الأوَّل و الثاني من كتابه النفيس القيِّم ] الغدير [ و كانت علّة التأخير و التقصير عن إبداء رأيي في هذا الكتاب من ثمراتهما الشهيَّة، و بعد أن ارتوى المجلّد و متاعب المحامات كلُّ ذلك من الدواعي و الأسباب أرغمتني ارغاماً على أن اسراف في التقصير عن انصاف كتاب [ الغدير ] النادر الطرايف إلّا أنَّ طمعي الكثير بحلم فضيلة المؤلِّف حفظه الله خير ضمان لعفوه الكريم وقد قيل :- و العذر عند كرام الناس مقبول-

و قبل أن اُسجِّل كلمتي في تقدير قيمة الكتاب العلميَّة، أتقدَّم بجزيل الشكر لفضيلة البحّاثة النحرير مولِّف الكتاب على هديَّته و تحفته العجيبة، و عندي أنَّ إهداء تحف العقول النيّرة، و غرر القرائح المشرقة، و عرائس الأفكار الزاهرة، هي أثمن و أغلى من زفّ العرائس الأبكار، بل و أفضل من تقديم الجواهر و الأعلاق من كرائم الأحجاز.

و بعد :فقد تصفَّحت الجزئين من كتاب ( الغدير ) و وقفت على مادوَّنه المؤلِّف المحترم فيهما من الموضاعات و المضامين، ثمَّ فحصت ما جاء فيهما من البحوث الجليلة و التحقيقات العلميَّة المرفوعة و الموضوعة منها، ما قام به فضيلته من بحث و تحليل للمسائل اللغويَّة

٩

الغامضة، و الرِّوايات الكثيرة المتضاربة المختلفة، و المساجلات الأدبيَّة و الشعريَّة، و أثرها في خدمة المبادئ العلويَّة الشريفة، و كذلك أمنعت النظر في ما نقله صاحب [ الغدير ] و أحاط به من الآراء العلميَّة السديدة في التفسير و التأويل لنصوص الذِّكر الحكيم، و الحكمة المحمديَّة العالية، تلك الآراء و النظرات الصائبة التي كشف الغطاء وزاحت الستار عن كثير من الحقائق المطموسة، و الأسرار المحجوبة في شأن يوم الغدير، و قد كان فضيلته في كلِّ ذلك موفَّقاً أعظم التوفيق في تنبيه الأفكار، و تنوير الأذهان، و إرشاد الحائرين إلى معرفة تلك الحقائق التأريخيّة، و إدراك كنه الحكمة التشريعيَّة في قصَّة الغدير، و ما يتَّصل بها من مقدِّمات خطيرة محزنة، و نتائج كبيرة مؤلمة، لاتزال مدعاة للتأمّل العميق، و العبرة البالغة في التأريخ الاسلامي و سجِّل القوميَّة العربيَّة.

لم يكن العلّامة مؤلَّف كتاب ( الغدير) أوّل من كتب و ألَّف في (الغدير) فقد سبقه إلى ذلك كثيرٌ من العلماء الأعلام، و جملةٌ كبيرةٌ من كبار الاُدباء و حملة الأقلام إلّا انَّهم مع الإعتراف بغزارة فضلهم، و علوِّ كعبهم في الأدب و العلم، فلم يتمكنّوا من إزاحة العلّة، و شفاء الغلّة، و لم يتوصَّلوا إلى ما وصل إليه العلَّامة الأميني من تحقيقٍ و تدقيق و تمحيص، بنتيجة جلده الجبّار في البحث و الاستقصاء و صبره العتيد على التعمّق في الاستقراء و الإستنتاج، و من ثمَّ بلوغه الى إصابه الهدف و تقدير الحقيقة، و إبرازها سافرة ناصعةّ، مما دّل على شدَّة مراسيه، و عنته في جميع الادلّة التاريخيَّة القويَّة، و إقامة البراهين العلميّة الساطعة، و سوق الحجج العقليّة و النقليَّة و الادبيَّة لإثبات دعم موضوعه الخطير في الغدير، و هو ذلك قد أبطل المثل الساير - ما ترك الأوائل للأواخر من شيىء و أراد أن يثبت للقراء بأنَّ الأواخر قد أتوا بما لا تسطعه الاوائل من ابتكار و معجزات في العلوم و الفنون.

لا اُغالي في القول إذا قلت: إنَّ كتاب [ الغدير ] ما هو إلّا موسوعةٌ نادرةٌ في العلم و الفنِّ و التاريخ و التراجم، و روضةٌ بهيجةٌ أنيقةٌ ساحرةٌ بالطرف الأدبيَّة الزاهرة، و هو فوق ذلك فانَّه دائرة معارف جليلة مهمَّة، حافلةٌ بكثير من الآراء الدينيَّة السديدة، التي تطمئنُّ إليها النفوس الزائعة الحائرة الغارقة في حنادس الجهالة،

١٠

و غياهب الشكِّ، و دياجير الضلالة، و الحقّ فإنَّ هذا الأثر النفيس الخالد ممّا يعجز عن تحقيقه و تخليده أكبر الجمعيّات العلميَّة في عصرنا الحاضر، و عليه فانَّ هذا المجهود الجبّار أعظم مفخرةٍ خالدةٍ للعلّامة البحّاثة الشيخ عبد الحسين أحمد الأميني النجفي في ميدان العلم و الفنِّ، و هو أكبر خدمة أسداها فضيلته للمكتبة العربيَّة و هي تستحقُّ اللإعجاب و التقدير.

و الَّذى نؤاخذ به حضرة المؤلِّف هو عدم قيامه باكمال هذه المنَّة من وضع الفهارس بأسماء الرِّجال و الشعراء و الأماكن و لكن هذا لاينقص من قيمة الكتاب التاريخيَّة و العلميَّة و الأدبيَّة، و أعتقدأنَّ ازمة الورق هي السبب الأوَّل لهذا النقص في الكتاب.

أمّا فضيلة المؤلِّف فقد أهدى هذه الخدمة المشكورة إلى صاحب الولاية الكبري، و سيِّد الاُمّة، و أبي الاُئمَّة، مولانا أميرالمؤمنين صلوات الله و سلامه عليه إذ لم يجد أحداً أولى بإهداء كتابه إليه من صاحب الولاية الكبرى. أيّها الشيخ الفاضل إنَّ بضاعتك المزجاة و هى صحائف ولائك الخالص لأميرالمؤمنينعليه‌السلام لأعظم صفقة رابحة في تجارتك التي لن تبور، و إنّي اُبشّرك بصكّ الفوز الأكبر من الفزع الأكبر فلا يمسّك و أهلك الضرّ إن شاء الله تعالى.

بغداد

توفيق الفكيكي المحامى

شكر و تقدير

اُقدِّم جزيل شكري إلى الأعلام الأفذاذ و الأساتذة الأماجد من الَّذين كتبوا كلمة حول كتابنا [ ألغدير ] إشادة بذكر الحقِّ، و إعلاءاً لكلمة الولاء و توحيد الكلمة، و سعياً وراء صالح الاُمّة.

و أردفه بالتقدير لرجالات الصّحف و المجلّات ناشري تلكم الكلم القيِّمة في الأقطار الإسلاميَّة من مصر و سوريا و الهند و العراق.

ألامينى

١١

الفهرس

خطاب ٣

بريد البيان ٣

مقال ٥

كلّمة ٩

شكر و تقدير ١١

١٢