فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة الجزء ١

فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة0%

فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة مؤلف:
تصنيف: مكتبة الحديث وعلومه
ISBN: 964-6406-18-1
الصفحات: 463

فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة

مؤلف: آية الله السيد مرتضى الحسيني الفيروزآبادي
تصنيف:

ISBN: 964-6406-18-1
الصفحات: 463
المشاهدات: 118814
تحميل: 5062


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 463 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 118814 / تحميل: 5062
الحجم الحجم الحجم
فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة

فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة الجزء 1

مؤلف:
ISBN: 964-6406-18-1
العربية

[كنز العمال ج ٦ ص ٣٠٥ ] قال : عن شداد بن أوس ، قال : بينا نحن جلوس عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم إذ أتاه رجل من بني عامر ـ وهو سيد قومه وكبيرهم ومدرههم ـ يتوكأ على عصاه ، فقام بين يدي النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ونسب النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم الى جده ، فقال : يابن عبد المطلب إني أُنبئت أنك تزعم أنك رسول اللّه الى الناس أرسلك بما أرسل به ابراهيم ، وموسى ، وعيسىعليهم‌السلام وغيرهم من الأنبياء ، ألا وانك قد تفوهت بعظيم ، إنما كانت الأنبياء والملوك في بيتين من بني اسرائيل ، بيت نبوة ، وبيت ملك ، فلا أنت من هؤلاء ولا أنت من هؤلاء إنما أنت رجل من العرب فما لك والنبوة ولكن لكل امر حقيقة فانبئني بحقيقة قولك وشأنك ، فأعجب النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم مسألته ، ثم قال : يا أخا بني عامر إن للحديث الذي تسأل عنه نبأ ومجلساً فأجلس ، فثني رجله وبرك كما يبرك البعير ، فقال له النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يا أخا بني عامر إن حقيقة قولي وبدء شأني دعوة ابراهيم وبشرى أخي عيسى بن مريم (أقول) وذكر الحديث بطريق آخر قال فيه : فجلس العامري بين يدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : ان والدي لما بني بامي حملت فرأت فيما يرى النائم أن نوراً خرج من جوفها فجعلت تتبعه بصرها حتى ملأ ما بين السماء والأرض نورا فقصت ذلك على حكيم من أهلها فقال لها : واللّه لئن صدقت رؤياك ليخرجن من بطنك غلام يعلو ذكره بين السماء والأرض ، وكان هذا الحي من بني سعد ابن هوزان ينتابون نساء أهل مكة فيحضنون أولادهم وينتفعون بخيرهم وإن امي ولدتني في العام الذي قدموا فيه ، وهلك والدي فكنت يتيماً في حجر عمي أبي طالب ، فأقبل النسوان يتدافعنني ويقلن ضرع صغير لا أب له فما عسينا أن ننتفع به من خير ، وكانت فيهن امرأة يقال لها ام كبشة ابنة الحارث ، فقالت : واللّه لا أنصرف عامي

١٢١

هذا خائبة أبداً فاخذتني وألقتني على صدرها فدر لبنها فحضنتني ، فلما بلغ ذلك عمي أبا طالب أقطعها إبلاً ومقطعات من الثياب ولم يبق عم من عمومتي إلا أقطعها وكساها ، فلما بلغ ذلك النسوان أقبلن اليها يقلن أما واللّه يا أم كبشة لو علمنا بركة هذا يكون هكذا ما سبقتنا اليه ثم ترعرعت وكبرت وقد بغضت الى أصنام قريش والعرب فلا اقربها ولا آتيها (اقول) وقال في الطريق الأول الذي ذكرنا صدره ما لفظه : فلما نشأت بغضت الى الأوثان وبغض الى الشعر واسترضع لي في بني جشم بن بكر فبينا أنا ذات يوم في بطن واد مع أتراب من الصبيان إذ أنا برهط ثلاثة معهم طست من ذهب ملئن من ثلج فاخذوني من بين أصحابي وانطلق اصحابي هراباً حتى انتهوا الى شفير الوادي ثم أقبلوا على الرهط فقالوا : ما لكم ولهذا الغلام إنه غلام ليس منا وهو ابن سيد قريش ، وهو مسترضع فينا من غلام يتيم ليس له أب فماذا يرد عليكم قتله ولئن كنتم لا بد فاعلين فاختاروا منا أينا شئتم فليأتكم فأقتلوه مكانه ودعوا هذا الغلام ، فلم يجيبوهم ، فلما رأى الصبيان أن القوم لا يجيبونهم انطلقوا هراباً مسرعين الى الحي يؤذنونهم به ويستصرخونهم على القوم ، فعمد الى أحدهم فاضجعني الى الأرض إضجاعاً لطيفاً ثم شق ما بين صدري الى متن عانتي وأنا أنظر فلم اجد لذلك مساً ثم أخرج أحشاء بطني فغسله بذلك الثلج فأنعم غسله ثم اعادها الى مكانها ، ثم قام الثاني فقال لصاحبه تنح ثم أدخل يده في جوفي فاخرج قلبي وانا انظر فصدعه فاخرج منه مضغة سوداء فرمي بها ، ثم قال بيده كأنه يتناول شيئاً فاذا أنا بخاتم في يده من نور يخطف أبصار الناظرين دونه فختم على قلبي فأمتلأ نوراً وحكمة ثم أعاده مكانه فوجدت برد ذلك الخاتم في قلبي دهراً ، ثم قام الثالث فنحى صاحبيه فأمرّ يده بين ثديي ومنتهى عانتي والتأم ذلك الشق باذن اللّه ، ثم أخذ بيدي فانهضني من مكاني إنهاضاً لطيفاً ، فقال الأول الذي شق بطني : زنوه بعشرة من امته فوزنوني

١٢٢

فرجحتهم. ثم قال : زنوه بمائة من امته فوزنوني فرجحتهم ، ثم قال : زنوه بالف من امته فوزنوني فرجحتهم ، ثم قال دعوه فلو وزنتموه بامته جميعاً لرجح بهم ، ثم قاموا الى فضموني الى صدورهم وقبلوا رأسي وما بين عيني ، ثم قالوا يا حبيب لم ترع انك لو تدري ما يراد بك من الخير لقرت عينك ، بينما نحن كذلك إذ أقبل الحي بحذافيرهم واذا ظئري أمام الحي تهتف بأعلى صوتها وهي تقول : يا ضعيفاه فاكبوا عليّ ـ (أقول) يعني الملائكة الذين شقوا ما بين صدره الى متن عانته ـ يقبلوني ويقولون يا حبذا انت من ضعيف ، ثم قالت يا وحيداه فاكبوا عليّ وضموني الى صدورهم وقالوا : يا حبذا انت من وحيد ، ما انت بوحيد إن اللّه معك وملائكته والمؤمنون من أهل الأرض ، ثم قالت : يا يتيماه استضعفت من بين أصحابك فقتلت لضعفك ، فاكبوا عليّ وضموني الى صدورهم وقبلوا رأسي وقالوا : يا حبذا انت من يتيم ما اكرمك على اللّه تعالى ، لو تعلم ماذا يراد بك من الخير ، فوصلوا الى شفير الوادي فلما بصرت بي ظئري قالت يا بني ألا أراك حياً بعد؟ فجاءت حتى اكبت علي فضمتني الى صدرها ، فوالذي نفسي بيده اني لفي حجرها قد ضمتني اليها وان يدي لفي يد بعضهم وظننت ان القوم يبصرونهم فاذا هم لا يبصرونهم ، فجاء بعض الحي فقال : هذا غلام أصابه ملم أو طائف من الجن فأنطلقوا بنا الى الكاهن ينظر اليه ويداويه ، فقلت له : يا هذا ليس بي شيء مما تذكرون إن لي نفساً سليمة وفؤاداً صحيحاً وليس بي قلبة ، فقال ابي وهو زوج ظئري ألا ترون كلامه صحيحاً؟ إني لأرجو أن لا يكون بابني بأس ، فاتفق القوم على أن يذهبوا بي الى الكاهن فاحتملوني حتى ذهبوا بي اليه فقصوا عليه قصتي فقال : اسكتوا حتى أسمع من الغلام فانه أعلم بامره ، فقصصت عليه أمري من أوله الى آخره فلما سمع مقالتي ضمني الى صدره ونادى باعلى صوته يا للعرب اقتلوا هذا الغلام واقتلوني معه ، فواللات والعزى لئن تركتموه ليبدلن دينكم وليسفهن احلامكم وأحلام آبائكم ، وليخالفن أمركم وليأتينكم بدين لم تسمعوا بمثله ، فانتزعتني

١٢٣

ظئري من يده وقالت : لأنت أعته منه وأحن ، ولو علمت أن هذا يكون من قولك ما أتيتك به ، ثم احتملوني وردوني الى أهلي فاصبحت مغموماً مما دخل بي ، وأصبح أثر الشق ما بين صدري الى منتهى عانتي كأنه شراك فذاك حقيقة قولي وبدء شأني ، فقال العامري : اشهد ان لا إله إلا اللّه ، وان محمدا رسول اللّه ، وأن امرك حق فأنبئني بأشياء أسألك عنها ، قال سل عنك ، وكان صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول للسائلين قبل ذلك : سل عما بدا لك ، فقال يومئذ للعامري : سل عنك ـ فانها لغة بني عامر ـ فكلمه بما يعرف ، فقال العامري : اخبرني يابن عبد المطلب ماذا يزيد في الشر؟ قال : التمادي ، قال : فهل ينفع البر بعد الفجور؟ قال النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : نعم ان التوبة تغسل الحوبة ، وان الحسنات يذهبن السيئات ، فاذا ذكر العبد ربه في الرخاء أعانه عند البلاء ، قال العامري : وكيف ذلك يابن عبد المطلب؟ فقال النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ذلك بان اللّه يقول لا أجمع لعبدي ابداً امنين ، ولا أجمع له أبداً خوفين ، إن هو امنني في الدنيا خافني يوم أجمع فيه عبادي ، وان هو خانني في الدنيا آمنته يوم أجمع فيه عبادي في حظيرة القدس ، فيدوم له امنه ولا امحقه فيمن امحق ، فقال العامري : يا بن عبد المطلب الى ما تدعو؟ قال : ادعو الى عبادة اللّه وحده لا شريك له ، وأن تخلع الأنداد ، وتكفر باللات والعزى ، وتقر بما جاء من اللّه من كتاب ورسول ، وتصلي الصلوات الخمس بحقائقهن ، وتصوم شهراً من السنة ، وتؤدي زكاة مالك ، فيطهرك اللّه به ، ويطيب لك مالك ، وتحج البيت اذا وجدت اليه سبيلاً ، وتغسل من الجنابة ، وتقر بالبعث بعد الموت وبالجنة والنار ، قال يابن عبد المطلب : فاذا انا فعلت هذا فمالي؟ قال النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم( جَنّٰاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا اَلْأَنْهٰارُ خالدا فِيهٰا وذٰلِكَ جَزٰاءُ مَنْ تَزَكّى ) قال : يابن عبد المطلب هل مع هذا من الدنيا شيء فإنه يعجبنا الوطأة في العيش ، فقال النبي صلّى اللّه عليه

١٢٤

(وآله) وسلم نعم النصر والتمكين في البلاد ، فأجاب العامري واناب (قال) اخرجه ابو يعلى وابو نعيم وابن عساكر (اقول) وسيأتي في باب معراج النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم من صحيح مسلم حديثاً يشتمل صدره على تفريج جبريل صدر النبي ، فانتظر.

١٢٥

باب

في بدء نزول الوحي على النبي

صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وكيفيته

[الهيثمي في مجمعه ج ٨ ص ٢٥٥ ] قال : عن ابن عباس ان النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال لخديجة : اني ارى ضوءاً وأسمع صوتاً وانا اخشى ان يكون بي جن ، قالت : لم يكن اللّه ليفعل ذلك بك يابن عبد اللّه ثم أتت ورقة بن نوفل فذكرت ذلك له ، فقال : ان يكن صادقاً فإن هذا ناموس مثل ناموس موسىعليه‌السلام ، وان بعث وأنا حي فسأعززه وأنصره وأو من به (قال) رواه أحمد متصلاً ومرسلاً ، والطبراني بنحوه وزاد : وأعينه (قال) ورجال أحمد رجال الصحيح.

[الهيثمي في مجمعه ج ٨ ص ٢٥٦ ] قال : وعن خديجة قالت : قلت يا رسول اللّه يابن عم هل تستطيع إذا جاءك الذي يأتيك أن تخبرني به؟ فقال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم نعم يا خديجة ، قالت خديجة فجاءه جبرئيل ذات يوم وأنا عنده ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : يا خديجة هذا صاحبي الذي يأتيني قد جاء ، فقلت له : قم فأجلس على فخذي الأيمن ، فقلت له : هل تراه؟ قال : نعم فقلت له : تحول فأجلس على فخذي الأيسر ،

١٢٦

فجلس فقلت له هل تراه؟ قال : نعم فقلت له : تحول فأجلس في حجري ، فجلس ، فقلت له هل تراه؟ قال : نعم ، قالت خديجة فتحسرت وطرحت خماري وقلت هل تراه؟ قال : لا فقلت هذا واللّه ملك كريم ، واللّه ما هو شيطان ، قالت خديجة : فقلت لورقة بن نوفل بن أسد ابن عبد العزى بن قصي : ذلك مما أخبرني به محمد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، قال ورقة : حقا يا خديجة حدثك (قال) رواه الطبراني في الأوسط وأسناده حسن.

[الهيثمي في مجمعه ج ٨ ص ٢٥٦ ] قال : وعن ورقة الأنصاري قال : قلت يا محمد كيف يأتيك الذي يأتيك؟ ـ يعني جبريلعليه‌السلام ـ قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : يأتيني من السماء جناحاه لؤلؤ ، وباطن قدميه أخضر (قال) رواه الطبراني في الكبير والأوسط.

[الهيثمي في مجمعه ج ٨ ص ٢٥٦ ] قال : وعن عبد اللّه بن عمر قال : سألت النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقلت : يا رسول اللّه هل تحس بالوحي؟ قال : نعم اسمع صلصلة ثم أسكت عند ذلك فما من مرة يوحى الى إلا ظننت أن نفسي تقبض (قال) رواه احمد والطبراني واسناده حسن (أقول) وروى البخاري ايضاً في صحيحه ما يقرب من ذلك ، وقد رواه في أول باب منه ، وهو باب كيف كان بدء الوحي الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم.

١٢٧

باب

في معراج النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم

[صحيح مسلم] في كتاب الإيمان ، في باب الاسراء برسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، روى بسنده عن انس بن مالك ، قال كان ابو ذر يحدث ان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال : فرج سقف بيتي وانا بمكة فنزل جبريلعليه‌السلام ففرج صدري ، ثم غسله من ماء زمزم ثم جاء بطست من ذهب ممتليء حكمة وإيماناً فافرغها في صدري ، ثم اطبقه ثم أخذ بيدي فعرج بي الى السماء الدنيا فلما جئنا السماء الدنيا ، قال جبرئيل لخازن السماء الدنيا : افتح قال من هذا؟ قال هذا جبريل ، قال : هل معك احد؟ قال : نعم معي محمد ، قال فارسل اليه ، قال نعم ، ففتح فلما علونا السماء الدنيا فاذا رجل عن يمينه اسودة وعن يساره اسودة ، قال فاذا نظر قبل يمينه ضحك ، واذا نظر قبل شماله بكى ، قال : فقال مرحباً بالنبي الصالح والابن الصالح ، قال قلت : يا جبريل من هذا؟ قال : هذا آدم وهذه الاسودة التي عن يمينه وعن شماله نسم بنيه ، فاهل اليمين اهل الجنة ، والاسودة التي عن شماله اهل النار ، فاذا نظر قبل يمينه ضحك ، واذا نظر قبل شماله

١٢٨

بكي ، قال : فقال مرحباً بالنبي الصالح والابن الصالح ، قال قلت : يا جبريل من هذا؟ قال : هذا آدم وهذه الاسودة التي عن يمينه وعن شماله نسم بنيه ، فاهل اليمين اهل الجنة ، والاسودة التي عن شماله اهل النار ، فاذا نظر قبل يمينه ضحك ، وإذا نظر قبل شماله بكى قال : ثم عرج بي جبريل حتى اتى السماء الثانية ، فقال لخازنها افتح ، قال : فقال له خازنها مثل ما قال خازن السماء الدنيا ، ففتح ، فقال أنس بن مالك : فذكر انه وجد في السماوات آدم وادريس وعيسى وموسى وابراهيم ولم يثبت كيف منازلهم غير انه ذكر انه قد وجد آدم في السماء الدنيا وابراهيم في السماء السادسة قال فلما مر جبريل ورسول اللّه بادريسعليه‌السلام ، قال مرحباً بالنبي الصالح ، والأخ الصالح ، قال ثم مر فقلت من هذا؟ قال : هذا ادريس ، قال ثم مررت بموسىعليه‌السلام فقال : مرحباً بالنبي الصالح ، والاخ الصالح قال قلت من هذا؟ قال هذا موسى قال : ثم مررت بعيسىعليه‌السلام فقال : مرحباً بالنبي الصالح ، والأخ الصالح قلت من هذا؟ قال هذا عيسى ابن مريم ، قال ثم مررت بابراهيمعليه‌السلام : فقال : مرحبا بالنبي الصالح ، والابن الصالح قال : قلت من هذا؟ قال هذا ابراهيم (قال ابن شهاب) واخبرني ابن حزم ان ابن عباس وأبا حبة الأنصاري كانا يقولان قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ثم عرج بي حتى ظهرت بمستوى أسمع فيه صريف الأقلام (قال ابن حزم) وانس بن مالك : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ففرض اللّه على امتي خمسين صلاة ، قال فرجعت بذلك حتى امر بموسىعليه‌السلام فقال موسىعليه‌السلام ماذا فرض ربك على امتك؟ قال : قلت فرض عليهم خمسين صلاة ، قال لي موسىعليه‌السلام فراجع ربك فان امتك لا تطيق ذلك ، قال : فراجعت ربي فوضع شطرها ، قال فرجعت الى موسىعليه‌السلام فاخبرته ، قال راجع ربك فان امتك لا تطيق ذلك ، قال فراجعت ربي فقال هي خمس ، وهي خمسون لا يبدل القول لدى قال فرجعت الى موسىعليه‌السلام فقال : راجع ربك فقلت : قد استحييت من ربي ، قال ثم انطلق جبريل حتى تأتّى سدرة المنتهي فغشيها الوان لا أدري ما هي ، قال : ثم ادخلت الجنة فاذا فيها جنابذ اللؤلؤ واذا ترابها المسك.

١٢٩

[صحيح الترمذي ج ٢ ص ١٩٢ ] روى بسنده عن انس ان النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم اتي بالبراق ليلة أسرى به ملجماً مسرجاً فاستصعب عليه ، فقال له جبرئيل : أبمحمد تفعل هذا؟ فما ركبك أحد أكرم على اللّه منه ، قال فارفض عرقا.

[صحيح النسائي ج ١ ص ٧٧ ] روى بسنده عن انس بن مالك ان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال : أتيت بدابة فوق الحمار ودون البغل ، خطوها عند منتهى طرفها فركبت ومعي جبرئيل فسرت ، فقال إنزل فصل ففعلت ، فقال : اتدري اين صليت؟ صليت بطيبة واليها المهاجر ، ثم قال : انزل فصل فصليت ، فقال اتدري أين صليت؟ صليت بطيبة واليها المهاجر ثم قال : انزل فصل فصليت فقال اتدري اين صليت؟ صليت بطور سيناء حيث كلم اللّه عز وجل موسىعليه‌السلام ، ثم قال : إنزل فصل فصليت ، فقال أتدري أين صليت؟ صليت ببيت لحم حيث ولد عيسىعليه‌السلام ثم دخلت ببيت المقدس فجمع لي الانبياءعليهم‌السلام ، فقدمني جبرئيل حتى أممتهم ثم صعد بي الى السماء الدنيا فاذا فيها آدمعليه‌السلام ، ثم صعد بي الى السماء الثالثة فاذا فيها يوسفعليه‌السلام ، ثم صعد بي الى السماء الرابعة فاذا فيها هارون ، ثم صعد بي الى السماء الخامسة فاذا فيها ادريسعليه‌السلام ، ثم صعد بي الى السماء السادسة فاذا فيها موسىعليه‌السلام ، ثم صعد بي الى السماء السابعة فاذا فيها ابراهيمعليه‌السلام ، ثم صعد بي فوق سبع سماوات فاتينا سدرة المنتهى فغشيتني ضبابة فخررت ساجداً فقيل لي اني يوم خلقت السماوات والأرض فرضت عليك وعلى امتك خمسين صلاة ، فقم بها أنت وامتك فرجعت الى ابراهيم فلم يسألني عن شيء ، ثم أتيت موسى ، فقال كم فرض عليك وعلى امتك؟ قلت : خمسين صلاة ، قال فانك لا تستطيع أن تقوم بها أنت ولا امتك ، فارجع الى ربك فاسأله التخفيف ، فرجعت الى ربي فخفف عني عشرا ، ثم أتيت موسى فامرني بالرجوع فرجعت فخفف عني عشرا ، ثم ردت الى خمس

١٣٠

صلوات ، قال فارجع الى ربك فاسأله التخفيف فانه فرض على بني إسرائيل صلاتين فما قاموا بها ، فرجعت الى ربي عز وجل فسألته التخفيف فقال : اني يوم خلقت السماوات والارض فرضت عليك وعلى أمتك خمسين صلاة فخمس بخمسين فقم بها أنت وامتك ، فعرفت انها من اللّه تبارك وتعالى صرى فرجعت الى موسى فقال ارجع فعرفت انها من اللّه صرى ، أي حتم ، فلم ارجع.

[تاريخ بغداد ج ٥ ص ١٣ ] روى بسنده عن ابي هريرة انه سمع النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول : لما اسري بي الى السماء انتهى بي جبرئيل الى سدرة المنتهى فغمسني في النور غمسة ثم تنحي ، فقلت حبيبي جبرئيل أحوج ما كنت اليك تدعني وتتنحي عني ، قال : يا محمد إنك في موقف لا يكون نبي مرسل ولا ملك مقرب يقف هاهنا ، أنت من اللّه أدنى من القاب الى القوس ، فاتاني الملك فقال : ان الرحمان تعالى يسبح نفسه ، فسمعت الرحمان يقول : سبحان اللّه ما أعظم اللّه لا إله إلا اللّه (الحديث).

[مسند الإمام احمد بن حنبل ج ١ ص ٣٠٩ ] روى بسنده عن ابن عباس ، قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم لما كان ليلة اسرى بي وأصبحت بمكة فظعت بامري وعرفت ان الناس مكذبي فقعدت معتزلا حزيناً (قال) فمر عدو اللّه ابو جهل فجاء حتى أجلس اليه فقال له كالمستهزيء هل كان من شيء؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم نعم ، قال : ما هو؟ قال : إنه أسري بي الليلة ، قال : الى أين؟ قال : الى بيت المقدس ، قال : ثم اصبحت بين ظهرانينا؟ قال : نعم ، (قال) فلم ير انه يكذبه مخافة أن يجحده الحديث إذا دعا قومه اليه ، قال : أرأيت ان دعوت قومك تحدثهم ما حدثتني؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم نعم ، فقال : هيا معشر بني كعب بن لوي ، حتى قال فانتقضت اليه المجالس وجاءوا حتى جلسوا اليهما ، قال : حدث قومك بما حدثتني ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم إني أسرى بي الليلة ، قالوا : الى اين؟ قلت : الى

١٣١

بيت المقدس قالوا : ثم اصبحت بين ظهر انينا؟ قال : نعم ، (قال) : فمن بين مصفق ومن بين واضع يده على رأسه متعجباً للكذب ، زعم قالوا : هل يستطيع ان تنعت لنا المسجد؟ وفي القوم من قد سافر الى ذلك البلد ورأى المسجد ـ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فذهبت أنعت حتى التبس على بعض النعت ، قال : فجيء بالمسجد وأنا أنظر حتى وضع دون دار عقال ـ او عقيل ـ فنعته وانا انظر اليه (الى أن قال) فقال القوم : أما النعت فواللّه لقد أصاب.

١٣٢

باب

في حب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

[صحيح البخاري] في كتاب الإيمان ، في باب حب الرسول من الايمان (روى) بسنده عن انس ، قال : إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال : فوالذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب اليه من والده وولده والناس اجمعين.

[صحيح البخاري] في كتاب الإيمان ، في باب حلاوة الإيمان (روى) بسنده عن انس عن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال : ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الايمان ، أن يكون اللّه ورسوله أحب اليه مما سواهما ، وان يحب المرء لا يحبه إلا للّه ، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار.

[صحيح مسلم] في كتاب الإيمان ، في باب وجوب محبة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، روى بسنده عن انس ، قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم لا يؤمن عبد حتى أكون أحب اليه من أهله وماله والناس أجمعين.

[حلية الأولياء ج ٤ ص ٤٢ ] روى بسنده عن عبد المنعم بن ادريس عن ابيه عن جده وهب ، قال : كان في بني اسرائيل رجل عصى اللّه مائتي سنة

١٣٣

ثم مات فاخذوا برجله فالقوه على مزبلة ، فاوحى اللّه الى موسى عليه السلام أن اخرج فصل عليه ، قال يا رب بنو اسرائيل شهدوا أنه عصاك مائتي سنة فاوحى اللّه اليه هكذا كان إلا أنه كلما نشر التوراة ونظر الى اسم محمد صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قبله ووضعه على عينيه وصلى عليه ، فشكرت ذلك له وغفرت ذنوبه وزوجته سبيلة حوراء.

١٣٤

باب

في جود النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

[صحيح مسلم] في كتاب الفضائل ، في باب شجاعة النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم روى بسنده عن انس بن مالك ، قال : كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم احسن الناس ، وكان أجود الناس ، وكان أشجع الناس ، الحديث (أقول) ورواه الترمذي ايضاً في صحيحه ، وقال فيه : كان النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم من اجرأ الناس ، وأجود الناس وأشجع الناس.

[صحيح مسلم] في كتاب الفضائل ، في باب كان النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم أجود الناس بالخير (روى) بسنده عن ابن عباس ، قال :

كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم أجود الناس بالخير ، وكان أجود ما يكون في شهر رمضان ، إن جبرئيل كان يلقاه في كل سنة من رمضان حتى ينسلخ فيعرض عليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم القرآن فاذا لقيه جبرئيل كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة (اقول) رواه مسلم بطرق متعددة ، وكذلك البخاري في صحيحه.

[صحيح الترمذي ج ٢ ص ٢٨٦ ] روى بسنده عن ابراهيم بن محمد

١٣٥

من ولد علي بن ابي طالبعليه‌السلام ، قال : كان عليعليه‌السلام اذا وصف النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال : لم يكن بالطويل الممغط (الى أن قال) بين كتفيه خاتم النبوة وهو خاتم النبيين ، أجود الناس كفاً ، وأشرحهم صدراً وأصدق الناس لهجة ، وألينهم عريكة ، وأكرمهم عشيرة من رآه بديهة هابه ، ومن خالطه معرفة أحبه ، يقول ناعته : لم أر قبله ولا بعده مثله.

[موطأ الإمام مالك بن انس في كتاب الجهاد ص ١٩٥ ] روى بسنده عن عمرو بن شعيب : أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم حين صدر من حنين وهو يريد الجعرانة ـ سأله الناس حتى دنت به ناقته من شجرة فتشبكت بردائه حتى نزعته عن ظهره ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ردوا عليّ ردائي أتخافون أن لا أقسم بينكم ما افاء اللّه عليكم؟ والذي نفسي بيده لو افاء اللّه عليكم مثل سمر تهامة نعما لقسمته بينكم ثم لا تجدونني بخيلا ولا جباناً ولا كذاباً. (اللغة) السمر : بفتح السين المهملة وضم الميم ثم الراء نوع شجر من العضاه وليس في العضاة أجود خشباً منه.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج ٣ ص ١٧٥ ] روى بسنده عن انس ان رجلاً اتى النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يسأله فاعطاه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم غنما بين جبلين ، فاتي الرجل قومه فقال : أي قومي أسلموا فواللّه ان محمداً صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ليعطي عطية رجل ما يخاف الفاقة ، او قال الفقر (الحديث).

[سنن الدارمي ج ١ ص ٣٤ ] روى بسنده عن جابر ، قال : ما سئل النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم شيئاً قط فقال لا (الحديث).

[سنن الدارمي ج ١ ص ٣٠ ] روى بسنده عن ابن عمر ، قال : ما رأيت أحداً أنجد ولا أجود ولا أشجع ولا أضوأ وأوضأ من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم.

[الهيثمي في مجمعه ج ٩ ص ١٣ ] قال عن انس ، قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ألا اخبركم عن الاجود الاجود؟ اللّه الاجود الاجود ، وأنا أجود ولد آدم (قال) رواه ابو يعلى.

١٣٦

[الهيثمي في مجمعه ج ٩ ص ١٣ ] قال : وعن ابن عمر ، قال : سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم واتى صاحب بز فاشترى منه قميصاً باربعة دراهم فخرج وهو عليه ، فاذا رجل من الأنصار ، فقال : يا رسول اللّه إكسني قميصاً كساك اللّه من ثياب الجنة ، فنزع القميص فكساه إياه ، ثم رجع الى صاحب الحانوت فاشترى منه قميصاً باربعة دراهم وبقي معه درهمان فاذا هو بجارية في الطريق تبكي ، فقال ما يبكيك؟ قالت : يا رسول اللّه دفع الى أهلي درهمين أشتري بهما دقيقا فهلكا ، فدفع النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم اليها الدرهمين الباقيين ثم ولت وهي تبكي ، فدعاها فقال : ما يبكيك وقد أخذت الدرهمين؟ فقالت أخاف أن يضربوني ، فمشي معها الى أهلها فسلم فعرفوا صوته ، ثم عاد فسلم ، ثم عاد فثلث فردوا فقال أسمعتم أول السلام؟ فقالوا : نعم ولكن أحببنا أن تزيدنا من السلام فما اشخصك بابينا وأمنا؟ قال أشفقت هذه الجارية أن تضربوها ، قال صاحبها هي حرة لوجه اللّه لممشاك معها ، فبشرهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) بالخير وبالجنة ، وقال لقد بارك اللّه في العشرة كسا اللّه نبيه قميصاً ورجلا من الانصار قميصاً ، وأعتق منها رقبة ، وأحمد اللّه هو الذي رزقنا هذا بقدرته (قال) رواه الطبراني.

١٣٧

بابٌ

في شجاعة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وحبه للشهادة

وقتال جبرئيل وميكائيل عنه

[أقول] تقدم في الباب السابق بعض ما دل على كونه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم أشجع الناس ، وهذه جملة أخرى وردت في ذلك.

[صحيح البخاري] في الجهاد والسير ، في باب من قاد دابة غيره في الحرب (روى) بسنده عن ابي اسحاق ، قال رجل للبراء بن عازب : أفررتم عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يوم حنين؟ قال لكن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم لم يفر ، إن هوازن كانوا قوماً رماة وإنا لما لقيناهم حملنا عليهم فانهزموا ، فاقبل المسلمون على الغنائم واستقبلونا بالسهام ، فاما رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فلم يفر فلقد رأيته وانه لعلى بغلته البيضاء وان أبا سفيان ـ يعني أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ابن عم النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ـ آخذ بلجامها ـ والنبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول :

أنا النبي لا كذب

أنا ابن عبد المطلب

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج ١ ص ٨٦ ] روى بسنده عن عليعليه‌السلام ، قال لقد رأيتنا يوم بدر ونحن نلوذ برسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله)

١٣٨

وسلم وهو أقربنا الى العدو ، وكان من أشد الناس يومئذ بأسا.

[مسند الإمام احمد بن حنبل ج ١ ص ١٥٨ ] روى بسنده عن عليعليه‌السلام ، قال : كنا اذا احمر البأس ولقي القوم اتقينا برسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فما يكون منا أحد أدنى من القوم منه.

[كنز العمال ج ٦ ص ٢٧٦ ] قال عن البراء بن عازب قال كنا إذا احمر البأس نتقي برسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وان الشجاع الذي يحاذي به (قال) أخرجه ابن ابي شيبة.

[كنز العمال ج ٥ ص ٢٧٥ ] قال : عن انس عن المقداد ، قال : لما تصاففنا للقتال ـ يعني يوم احد ـ جلس رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم تحت راية مصعب بن عمير ، فلما قتل أصحاب اللواء هزم المشركون الهزيمة الأولى وأغار المسلمون على عسكرهم فانتهبوا ثم كروا على المسلمين فاتوا من خلفهم فتفرق الناس ونادى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم في أصحاب الألوية فاخذ اللواء مصعب بن عمير ثم قتل (الى أن قال) ونادى المشركون بشعارهم يا للعزى يا للهبل ، فاوجعوا واللّه فينا قتلا ذريعاً ونالوا من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ما نالوا ، والذي بعثه بالحق إن رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم زال شبراً واحداً ، إنه لفي وجه العدو تثوب اليه طائفة من أصحابه مرة وتتفرق عنه مرة ، فربما رأيته قائما يرمي عن قوسه أو يرمي بالحجر حتى تحاجروا ، الحديث (قال) أخرجه الواقدي.

[صحيح البخاري] في التمني ، الحديث الأول (روى) بسنده عن ابي هريرة ، قال : سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول : والذي نفسي بيده لو لا أن رجالا يكرهون أن يتخلفوا بعدي ولا أجد ما احملهم ما تخلفت ، لوددت أني اقتل في سبيل اللّه ثم أحيي ثم أُقتل ثم أُحي ثم اُقتل ثم أُحي ثم أُقتل.

[صحيح البخاري] في كتاب بدء الخلق ، في باب إذ همت طائفتان (روى) بسنده عن سعد بن ابي وقاص ، قال : رأيت رسول اللّه صلّى اللّه

١٣٩

عليه و (آله) وسلم يوم أحد ومعه رجلان يقاتلان عنه ، عليهما ثياب بيض كأشد القتال ما رأيتهما قبل ولا بعد (أقول) ورواه مسلم ايضاً في صحيحه في كتاب الفضائل ، في باب قتال جبريل وميكائيل عن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) يوم أُحد (قال) فيه : يعني جبرئيل وميكائيل.

١٤٠