فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة الجزء ١

فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة0%

فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة مؤلف:
تصنيف: مكتبة الحديث وعلومه
ISBN: 964-6406-18-1
الصفحات: 463

فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة

مؤلف: آية الله السيد مرتضى الحسيني الفيروزآبادي
تصنيف:

ISBN: 964-6406-18-1
الصفحات: 463
المشاهدات: 118846
تحميل: 5062


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 463 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 118846 / تحميل: 5062
الحجم الحجم الحجم
فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة

فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة الجزء 1

مؤلف:
ISBN: 964-6406-18-1
العربية

باب

في أن سورة هل أتى نزلت في علي وفاطمة

والحسن والحسينعليهم‌السلام

[أُسد الغابة لابن الأثير الجزري ج ٥ ص ٥٣٠ ] في ترجمة فضة النوبية ، روى بسنده عن مجاهد عن ابن عباس قال : في قوله تعالى( يُوفُونَ بِالنَّذْرِ ويَخٰافُونَ يَوْماً كٰانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً ويُطْعِمُونَ اَلطَّعٰامَ عَليٰ حُبِّهِ مِسْكِيناً ويَتِيماً وأَسِيراً ) قال : مرض الحسن والحسينعليهما‌السلام فعادهما جدهما رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وعادهما عامة العرب ، فقالوا : يا أبا الحسن لو نذرت على ولدك نذراً ، فقال عليعليه‌السلام : إن برئا مما بهما صمت للّه عز وجل ثلاثة ايام شكراً ، وقالت فاطمةعليهما‌السلام كذلك ، وقالت جارية ـ يقال لها فضة نوبية ـ ان برئا سيداي صمت للّه عز وجل شكراً فالبس الغلامان العافية وليس عند آل محمد قليل ولا كثير. فانطلق عليعليه‌السلام إلى شمعون الخيبري فاستقرض منه ثلاثة أصوع من شعير فجاء بها فوضعها فقامت فاطمةعليها‌السلام إلى صاع فطحنته واختبزته وصلي عليعليه‌السلام مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ثم أتي المنزل فوضع الطعام بين يديه اذ اتاهم مسكين فوقف بالباب فقال : السلام عليكم اهل بيت محمد ، مسكين من اولاد المسلمين اطعموني اطمعكم اللّه عز وجل على موائد الجنة ، فسمعه عليعليه‌السلام فأمرهم فاعطوه الطعام ومكثوا يومهم وليلتهم

٣٠١

لم يذوقوا الا الماء ، فلما كان اليوم الثاني قامت فاطمةعليها‌السلام الى صاع وخبزته وصلى عليعليه‌السلام مع النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ووضع الطعام بين يديه اذ اتاهم يتيم فوقف بالباب وقال : السلام عليكم اهل بيت محمد يتيم بالباب من اولاد المهاجرين استشهد والدي اطعموني فاعطوه الطعام فمكثوا يومين لم يذوقوا الا الماء ، فلما كان اليوم الثالث قامت فاطمةعليها‌السلام إلى الصاع الباقي فطحنته واختبزته فصلى عليعليه‌السلام مع النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ووضع الطعام بين يديه إذ أتاهم أسير فوقف بالباب وقال : السلام عليكم أهل بيت النبوة تأسروننا وتشدوننا ولا تطعموننا ، أطعموني فاني اسير فاعطوه الطعام ومكثوا ثلاث أيام ولياليها لم يذوقوا إلا الماء ، فأتاهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فرأى ما بهم من الجوع فأنزل اللّه تعالى( هَلْ أَتيٰ عَلَى اَلْإِنْسٰانِ حِينٌ مِنَ اَلدَّهْرِ ـ إلى قوله ـلاٰ نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزٰاءً ولاٰ شُكُوراً ) ثم قال : أخرجها أبو موسى (أقول) وذكره الزمخشري ايضاً في الكشاف في تفسير قوله تعالى :( وجَزٰاهُمْ بِمٰا صَبَرُوا جَنَّةً وحَرِيراً ) في سورة هل أتي وحكي عن الواحدي انه ذكره ايضاً ، وذكره الفخر الرازي ايضاً في تفسيره الكبير ، وقال : والواحدي من أصحابنا ـ يعني من الأشاعرة ـ ذكر في كتاب البسيط انها نزلت في حق عليعليه‌السلام قال : وصاحب الكشاف ـ من المعتزلة ـ ذكره هذه القصة فروى عن ابن عباس وذكر الرواية المتقدمة.

[الواحدي في اسباب النزول ص ٣٣١ ] في بيان نزول قوله تعالى :( ويُطْعِمُونَ اَلطَّعٰامَ عَليٰ حُبِّهِ مِسْكِيناً ويَتِيماً وأَسِيراً ) في سورة هل أتى قال : قال عطاء عن ابن عباس ، وذلك ان علي بن أبي طالبعليه‌السلام نوبة آجر نفسه يسقي نخلاً بشيء من شعير ليلة حتى اصبح وقبض الشعير وطحن ثلثه فجعلوا منه شيئاً ليأكلوه يقال له الحريرة فلما تم انضاجه اتى مسكين فاخرجوا اليه الطعام ، ثم عمل الثلث الثاني فلما تم انضاجه اتى يتيم فسأل فاطعموه إياه ثم عمل الثلث الباقي فلما تم انضاجه اتى اسير من المشركين فاطعموه وطووا يومهم ذلك ، فأنزلت فيه هذه الآية (أقول) وذكره المحب الطبري ايضاً في

٣٠٢

الرياض النضرة (ج ٢ ص ٢٢٧ ) وقال فيه : يقال له الحريرة دقيق بلادهن وقال : هذا قول الحسن وقتادة ان الاسير كان من المشركين ، وقال سعيد بن جبير : الاسير المحبوس من اهل القبلة ، وذكره ايضاً في ذخائره (ص ١٠٢ )

[السيوطي في الدر المنثور] في ذيل تفسير قوله تعالى :( ويُطْعِمُونَ اَلطَّعٰامَ عَلىٰ حُبِّهِ مِسْكِيناً ويَتِيماً وأَسِيراً ) في سورة هل أتى ، قال : واخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله : ويطعمون الطعام على حبه الآية ، قال : نزلت في علي بن أبي طالبعليه‌السلام وفاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم.

[نور الابصار للشبلنجي ص ١٠٢ ] قال : وفي مسامرات الشيخ الاكبر ان عبد اللّه بن عباس رضي اللّه عنهما قال في قوله تعالى :( يُوفُونَ بِالنَّذْرِ ويَخٰافُونَ يَوْماً كٰانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً ) مرض الحسن والحسينعليهما‌السلام وهما صبيان فعادهما رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ومعه أبو بكر وعمر فقال عمر لعليعليه‌السلام : يا أبا الحسن لو نذرت عن ابنيك نذراً إن اللّه عافاهما ، قال : أصوم ثلاثة ايام شكراً للّه ، قالت فاطمةعليها‌السلام : وأنا أيضاً اصوم ثلاثة ايام شكراً للّه ، وقال الصبيان ، ونحن نصوم ثلاثة أيام وقالت جاريتهما فضة : وأنا أصوم ثلاثة أيام ، فألبسهما اللّه العافية فأصبحوا صياماً وليس عندهم طعام ، فانطلق عليعليه‌السلام الى جار له من اليهود ـ يقال له شمعون يعالج الصوف ـ فقال له : هل لك ان تعطيني جزة من صوف تغزلها لك بنت محمد بثلاثة أصوع من شعير؟ قال : نعم فأعطاه فجاء بالصوف والشعير فأخبر فاطمةعليها‌السلام فقبلت واطاعت ثم غزلت ثلث الصوف واخذت صاعاً من الشعير فطحنته وعجنته وخبزته خمسة اقراص لكل واحد قرص وصلى عليعليه‌السلام مع النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم المغرب ثم اتى منزله فوضع الخوان فجلسوا فأول لقمة كسرها عليعليه‌السلام اذا مسكين واقف على الباب فقال : السلام عليكم يا أهل بيت محمد أنا مسكين من مساكين المسلمين اطعموني مما تأكلون اطعمكم اللّه من موائد الجنة

٣٠٣

فوضع عليعليه‌السلام اللقمة من يده ثم قال :

فاطم ذات المجد واليقين

يا بنت خير الناس اجمعين

أما ترى ذا البائس المسكين

جاء إلى الباب له حنين

كل امريء بكسبه رهين

فقالت فاطمةعليها‌السلام من حينها :

امرك سمع يا بن عم وطاعة

ما لي من لوم ولا ضراعة

باللب قد غذيت بالبراعة

أرجو إذا أنفقت من مجاعة

أن ألحق الأبرار والجماعة

وأدخل الجنة بالشفاعة

قال : فعمدت إلى ما في الخوان فدفعته إلى المسكين وباتوا جياعاً وأصبحوا صياماً لم يذوقوا الا الماء القراح ، ثم عمدت الى الثلث الثاني من الصوف فغزلته ، ثم اخذت صاعاً فطحنته وعجنته وخبزت منه خمسة اقراص لكل واحد قرص وصلى عليعليه‌السلام المغرب مع النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ثم أتى منزله فلما وضع الخوان وجلس فأول لقمة كسرها عليعليه‌السلام إذا بيتيم من يتامى المسلمين قد وقف على الباب وقال : السلام عليكم أهل بيت محمد أنا يتيم من يتامى المسلمين أطعموني مما تأكلون اطعمكم اللّه من موائد الجنة فوضع عليعليه‌السلام اللقمة من يده وقال :

فاطم بنت السيد الكريم

قد جاءنا اللّه بذا اليتيم

من يطلب اليوم رضا الرحيم

موعده في جنة النعيم

فأقبلت السيدة فاطمة وقالت :

فسوف أعطيه ولا أبالي

وأوثر اللّه على عيالي

أمسوا جياعاً وهمُ أمثالي

أصغرهم يقتل في القتال

ثم عمدت إلى ما كان في الخوان فأعطته اليتيم وباتوا جياعاً لم

٣٠٤

يذوقوا إلا الماء القراح ، وأصبحوا صياماً ، وعمدت فاطمةعليها‌السلام إلى باقي الصوف فغزلته وطحنت الصاع الباقي وخبزته خمسة أقراص لكل واحد قرص وصلى عليعليه‌السلام المغرب مع النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ثم أتي منزله فقربت اليه الخوان ثم جلس ، فأول لقمة كسرها إذا أسير من أساري المسلمين بالباب فقال : السلام عليكم أهل بيت محمد إن الكفار أسرونا وقيدونا وشدونا فلم يطعمونا فوضع عليعليه‌السلام اللقمة من يده وقال :

فاطمة ابنة النبي أحمد

بنت نبي سيد مسود

هذا أسير جاء ليس يهتد

مكبل في قيده المقيد

يشكو الينا الجوع والتشدد

من يطعم اليوم يجده في غد

عند العلي الواحد الموحد

ما يزرع الزراع يوماً يحصد

فأقبلت فاطمةعليها‌السلام تقول :

لم يبق مما جاء غير صاع

قد دبرت كفي مع الذراع

وابناي واللّه ثلاثاً جاعا

يا رب لا تهلكهما ضياعا

ثم عمدت الى ما كان في الخوان فاعطته إياه فأصبحوا مفطرين وليس عندهم شيء ، واقبل علي والحسن والحسينعليهم‌السلام نحو رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وهما يرتعشان كالفرخين من شدة الجوع ، فلما ابصرهما رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال : يا ابا الحسن أشد ما يسوءني ما أدرككم انطلقوا بنا الى ابنتي فاطمة فانطلقوا اليها وهي في محرابها وقد لصق بطنها بظهرها من شدة الجوع وغارت عيناها ، فلما رآها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ضمها اليه وقال : واغوثاه ، فهبط جبريلعليه‌السلام وقال : يا محمد خذ ضيافة اهل بيتك ، قال : وما آخذ يا جبريل؟ قال :( ويُطْعِمُونَ اَلطَّعٰامَ عَليٰ حُبِّهِ مِسْكِيناً ويَتِيماً وأَسِيراً ـ إلى قوله ـوكٰانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً ) .

٣٠٥

باب

في أن آية المودة نزلت في قربى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

وهم علي وفاطمة والحسن والحسينعليهم‌السلام

أما نزول آية المودة وهي قوله تعالى في سورة الشورى( قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ ) في قربى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فللاخبار الكثيرة ، ونحن نذكر جملة منها مما ظفرنا عليه على العجالة فنقول :

[تفسير ابن جرير الطبري ج ٢٥ ص ١٦ ] روى بسنده عن سعيد ابن جبير في قوله :( قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ ) قال : هي قربى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم (أقول) وذكره المحب الطبري أيضاً في ذخائره ، وقال : أخرجه ابن السري.

[تفسير ابن جرير الطبري ج ٢٥ ص ١٧ ] روى بسنده عن أبي اسحاق قال : سألت عمرة بن شعيب عن قول اللّه عز وجل :( قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ ) قال : قربى النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم.

٣٠٦

[حلية الأولياء ج ٣ ص ٢٠١ ] روى بسنده عن جابر قال : جاء أعرابي إلى النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقال : يا محمد اعرض على الاسلام فقال : تشهد ان لا إله الا اللّه وحده لا شريك له وان محمداً عبده ورسوله قال : تسألني عليه أجراً؟ قال : لا إلا المودة في القربي ، قال : قرباي او قرباك؟ قال : قرباي ، قال : هات ابايعك ، فعلى من لا يحبك ولا يحب قرباك لعنة اللّه ، قال صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : آمين.

[السيوطي في الدر المنثور] في تفسير قوله تعالى :( قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ ) في سورة الشورى ، قال : وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله تعالى :( قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ ) قال : أن تتبعوني وتصدقوني وتصلوا رحمي.

[وقال ايضاً] وأخرج ابن مردويه من طريق ابن المبارك عن ابن عباس في قوله :( إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ ) قال : تحفظوني في قرابتي.

[وقال ايضاً] وأخرج أبو نعيم والديلمي عن مجاهد عن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم :( لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ ) أن تحفظوني في أهل بيتي وتودوهم بي.

[وقال ايضاً] : وأخرج سعيد بن منصور عن سعيد بن جبير( إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ ) قال : قربى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم.

[مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١٧٢ ] روى بسنده عن علي بن الحسينعليهما‌السلام قال : خطب الحسن بن عليعليهما‌السلام على الناس حين قتل عليعليه‌السلام فحمد اللّه واثنى عليه ، فساق الحديث (إلى ان قال) ثم قال : أيها الناس من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني فانا الحسن ابن علي وأنا ابن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وأنا ابن الوصي ، وأنا ابن البشير ، وأنا ابن النذير ، وأنا ابن الداعي إلى اللّه باذنه ، وأنا ابن

٣٠٧

السراج المنير ، وأنا من أهل البيت الذين كان جبريل ينزل الينا ويصعد من عندنا ، وأنا من أهل البيت الذين أذهب اللّه عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ، وأنا من أهل البيت الذين افترض اللّه مودتهم على كل مسلم ، فقال تبارك وتعالى لنبيه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ؛( قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبيٰ ) ( ومَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهٰا حُسْناً ) فاقتراف الحسنة مودتنا أهل البيت (أقول) وذكره المحب الطبري ايضاً في ذخائره (ص ١٣٨ ) وقال عن زيد ابن الحسن ، ثم قال : خرجه الدولابي ، وذكره الهيثمي ايضاً في مجمعه (ج ٩ ص ١٤٦ ) وقال : عن أبي الطفيل ، ثم قال : رواه الطبراني وأبو يعلى والبزار وأحمد ، وذكره ابن حجر ايضاً في صواعقه (ص ١٠١ ) وقال : أخرجه البزار والطبراني.

[أسد الغابة ج ٥ ص ٣٦٧ ] قال : روى حكيم بن جبير عن حبيب ابن أبي ثابت قال : كنت أجالس أشياخا لنا إذ مر علينا علي بن الحسينعليه‌السلام وقد كان بينه وبين أناس من قريش منازعة في امرأة تزوجها منهم لم يرض منكحها فقال أشياخ الأنصار : ألا دعوتنا أمس لما كان بينك وبين بني فلان إن أشياخنا حدثونا أنهم أتوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقالوا : يا محمد ألا نخرج اليك من ديارنا ومن أموالنا لما أعطانا اللّه بك ، وفضلنا بك وأكرمنا بك ، فأنزل اللّه تعالى :( قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ ) ونحن ندلكم على الناس ، ثم قال : أخرجه ابن مندة.

[ذخائر العقبى ص ٢٥ ] قال : ورود انه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال : ان اللّه جعل أجري عليكم المودة في اهل بيتي وإني سائلكم غداً عنهم قال : أخرجه الملا في سيرته.

[الصواعق المحرقة ص ١٠١ ] قال : وروى ابو الشيخ وغيره عن علي كرم اللّه وجهه : فينا آل حم آية لا يحفظ مودتنا الا كل مؤمن ، ثم قرأ( قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ ) (أقول) وذكره المتقي ايضاً في كنز العمال (ج ١ ص ٢١٨ )

٣٠٨

[الصواعق المحرقة ص ١٠٢ ] قال : ونقل الثعلبي والبغوي عنه ـ يعني عن ابن عباس ـ انه لما نزل قوله تعالى :( قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ ) قال قوم في نفوسهم : ما يريد إلا ان يحثنا على قرابته من بعده فاخبر جبريل النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم انهم اتهموه ، فأنزل( أَمْ يَقُولُونَ اِفْتَرىٰ عَلَى اَللّٰهِ كَذِباً ) الآية ، فقال القوم : يا رسول اللّه انك صادق فنزل( وهُوَ اَلَّذِي يَقْبَلُ اَلتَّوْبَةَ عَنْ عِبٰادِهِ ) .

[تفسير ابن جرير الطبري ج ٢٥ ص ١٦ ] روى بسنده عن أبي الديلم قال لما جيء بعلي بن الحسينعليهما‌السلام أسيراً فاقيم على درج دمشق قام رجل من اهل الشام فقال : الحمد للّه الذي قتلكم واستأصلكم وقطع قرني الفتنة فقال له علي بن الحسينعليهما‌السلام : أقرأت القرآن؟ قال : نعم ، قال : أقرأت آل حم؟ قال : قرأت القرآن ولم أقرأ آل حم ، قال : ما قرأت( قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ ) قال : وإنكم لأنتم هم؟ قال : نعم (أقول) : وذكره ابن حجر ايضاً في صواعقه (ص ١٠١ ) وقال : أخرجه الطبراني.

هذه جملة من الأخبار الدالة على أن آية المودة قد نزلت في قربي النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم.

(واما) كون القربى هم علي وفاطمة والحسن والحسين فلأخبار اخر حاكمة على الطائفة الأولى مفسرة لها نشير إلى جملة منها مما ظفرنا عليه على العجالة فنقول :

[الزمخشري في الكشاف] في تفسير قوله تعالى :( قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ ) في سورة الشورى ، قال : وروى انها لما نزلت قيل : يا رسول اللّه من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟ قال : علي وفاطمة وابناهما (اقول) قال الفخر الرازي في تفسيره الكبير في ذيل تفسير آية المودة في سورة الشورى ـ بعد نقل الرواية المتقدمة عن صاحب

٣٠٩

الكشاف ـ ما لفظه : فثبت ان هؤلاء الاربعة أقارب النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، واذا ثبت هذا وجب ان يكونوا مخصوصين بمزيد التعظيم (قال) ويدل عليه ـ يعني اختصاصهم بمزيد التعظيم ـ وجوه (الأول) قوله تعالى :( إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ ) ووجه الاستدلال به ما سبق ، يعني به ما تقدم من قوله قبل ذلك من أن آل محمدعليهم‌السلام هم الذين يؤل أمرهم اليه ، فكل من كان أمرهم اليه أشد وأكمل كانوا هم الآل ، ولا شك أن فاطمة وعلياً والحسن والحسينعليهم‌السلام كان التعلق بينهم وبين رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم اشد التعلقات ، وهذا كالمعلوم بالنقل المتواتر ، فوجب أن يكونوا هم الآل (الثاني) لا شك ان النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم كان يحب فاطمةعليها‌السلام ، قال صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : فاطمة بضعة مني يؤذيني ما يؤذيها ، وثبت بالنقل المتواتر عن محمد صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم انه كان يحب علياً والحسن والحسينعليهم‌السلام ، وإذا ثبت ذلك وجب على كل الأمة مثله لقوله :( واِتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ) ولقوله تعالى :( فَلْيَحْذَرِ اَلَّذِينَ يُخٰالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ ) ولقوله :( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اَللّٰهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اَللّٰهُ ) ولقوله سبحانه :( لَقَدْ كٰانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اَللّٰهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ) (الثالث) إن الدعاء للآل منصب عظيم ولذلك جعل هذا الدعاء خاتمة التشهد في الصلاة وهو قوله : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، وارحم محمداً وآل محمد ، وهذا التعظيم لم يوجد في حق غير الآل ، فكل ذلك يدل على أن حب آل محمد واجب (قال) وقال الشافعي :

يا راكباً قف بالمحصب من مني

واهتف بساكن خيفها والناهض

سحراً إذا فاض الحجيج الى مني

فيضاً كما نظم الفرات الفائض

إن كان رفضاً حب آل محمد

فليشهد الثقلان إني رافضي

[السيوطي في الدر المنثور] في تفسير قوله تعالى :( قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ ) في سورة الشورى (قال) واخرج ابن المنذر

٣١٠

وابن ابي حاتم والطبراني وابن مردويه من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : لما نزلت هذه الآية( قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ ) قالوا : يا رسول اللّه من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟ قال : علي وفاطمة وولداهما.

[ذخائر العقبى ص ٢٥ ] قال : عن ابن عباس قال : لما نزلت( قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ ) قالوا : يا رسول اللّه من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟ قال : علي وفاطمة وابناهما (قال) اخرجه احمد في المناقب (اقول) وذكره الهيثمي ايضاً في مجمعه (ج ٧ ص ١٠٣ وج ٩ ص ١٦٨ ) وقال فيهما رواه الطبراني ، وذكره ابن حجر ايضاً في صواعقه (ص ١٠١ ) وقال : اخرجه احمد والطبراني وابن ابي حاتم والحاكم عن ابن عباس وذكره الشبلنجي ايضاً في نور الأبصار (ص ١٠١ ) نقلاً عن البغوي في تفسيره.

٣١١

باب

في جملة من الآيات النازلة في فضل عليعليه‌السلام

[اقول] قد سبق في باب كثرة فضائل عليعليه‌السلام ـ وهو أول باب عقدناه في فضائله ـ رواية الخطيب البغدادي في تاريخه (ج ٦ ص ٢٢١ ) مسندا عن ابن عباس قال : نزلت في عليعليه‌السلام ثلاثمائة آية ، وحكاية ابن حجر في صواعقه (ص ٧٦ ) والشبلنجي في نور الأبصار (ص ٧٣ ) عن ابن عساكر أنه أخرج عن ابن عباس ، قال : ما نزل في أحد من كتاب اللّه تعالى ما نزل في عليعليه‌السلام ، وانه أخرج ايضاً عنه قال : نزل في عليعليه‌السلام ثلاثمائة آية والمقصود من عقد هذا الباب ليس ذكر كل آية نزلت في فضل عليعليه‌السلام إذ سيأتي مثل قوله تعالى :( يٰا أَيُّهَا اَلرَّسُولُ بَلِّغْ مٰا أُنْزِلَ إِلَيْكَ ) وقوله تعالى :( اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) وقوله تعالى :( سَأَلَ سٰائِلٌ بِعَذٰابٍ وٰاقِعٍ ) النازل في شأن الحارث بن النعمان لما أنكر نصب النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم علياعليه‌السلام يوم غدير خم ، وقوله تعالى :( إِنَّمٰا وَلِيُّكُمُ اَللّٰهُ ورَسُولُهُ واَلَّذِينَ آمَنُوا ) وقوله تعالى :( وكَفَى اَللّٰهُ اَلْمُؤْمِنِينَ اَلْقِتٰالَ ) إلى غير ذلك ، سيأتي كل ذلك في ابواب مستقلة على حدة ، كما أنه تقدم قوله تعالى :( فَتَلَقّٰى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمٰاتٍ ) النازلة في سؤال آدم من ربه بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين

٣١٢

عليهم‌السلام ، وآية التطهير النازلة في النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسينعليهم‌السلام ، وآية المباهلة النازلة في مباهلة النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بعلي وفاطمة والحسن والحسينعليهم‌السلام ، وهل أتى النازلة في علي وفاطمة والحسن والحسينعليهم‌السلام ، وآية المودة النازلة في قربى النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وهم علي وفاطمة والحسن والحسينعليهم‌السلام ، على ما عرفت في أبواب مستقلة على حدة ، بل المقصود من عقد هذا الباب ذكر جملة من الآيات النازلة في فضل عليعليه‌السلام مما لم نعقد لكل منه باباً على حدة (فنقول) :

قوله تعالى :

( إِنَّمٰا أَنْتَ مُنْذِرٌ ولِكُلِّ قَوْمٍ هٰادٍ )

في سورة الرعد

[مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١٢٩ ] روى بسنده عن عباد بن عبد اللّه الأسدي عن عليعليه‌السلام ( إنما أنت منذر ولكل قوم هاد ) قال عليعليه‌السلام : رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم المنذر وأنا الهادي قال : هذا حديث صحيح الاسناد (اقول) وذكره المتقي ايضاً في كنز العمال (ج ١ ص ٢٥١ ) وقال : أخرجه ابن أبي حاتم وذكره الهيثمي ايضاً في مجمعه (ج ٧ ص ٤١) وقال فيه : والهادي رجل من بني هاشم ، قال الهيثمي : رواه عبد اللّه بن أحمد والطبراني في الصغير والأوسط ، ورجال المسند ثقات (أقول) قولهعليه‌السلام : والهادي رجل من بني هاشم ، يعني به نفسه ، فكأنه كره التصريح باسم نفسه ، وذكره السيوطي ايضاً في الدر المنثور في ذيل تفسير الآية في سورة الرعد ، وقال : أخرجه ابن مردويه وابن عساكر ، قال : وفي لفظ : والهادي رجل من بني هاشم ، يعني نفسه.

٣١٣

[تفسير ابن جرير الطبري ج ١٣ ص ٧٢ ] روى بسنده عن ابن عباس قال : لما نزلت( إِنَّمٰا أَنْتَ مُنْذِرٌ ولِكُلِّ قَوْمٍ هٰادٍ ) وضع صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يده على صدره فقال : انا المنذر ، ولكل قوم هاد وأومأ بيده إلى منكب عليعليه‌السلام فقال : أنت الهادي يا علي ، بك يهتدي المهتدون بعدي (أقول) وذكره السيوطي ايضاً في الدر المنثور في تفسير الآية في سورة الرعد ، وقال : أخرجه ابن مردويه وأبو نعيم في المعرفة والديلمي وابن عساكر وابن النجار.

[الفخر الرازي] في تفسيره الكبير في ذيل تفسير الآية في سورة الرعد (قال) واعلم ان اهل الظاهر من المفسرين ذكروا ها هنا أقوالاً (الى ان قال) والثالث المنذر النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم والهادي عليعليه‌السلام قال : قال ابن عباس : وضع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يده على صدره فقال : أنا المنذر ثم أومأ الى منكب عليعليه‌السلام وقال : أنت الهادي بك يهتدي المهتدون من بعدي.

[السيوطي في الدر المنثور] في ذيل تفسير الآية في سورة الرعد قال : واخرج ابن مردويه عن أبي برزة الاسلمي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول : إنما أنت منذر ووضع يده على صدره ثم وضعها على صدر عليعليه‌السلام ويقول : لكل قوم هاد ، قال : واخرج ابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس (رض) في الآية ، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم المنذر والهادي علي بن ابي طالبعليه‌السلام .

[كنز العمال ج ٦ ص ١٥٧ ] قال : انا المنذر وعلي الهادي ، وبك يا علي يهتدي المهتدون من بعدي (قال) اخرجه الديلمي عن ابن عباس (اقول) وذكره الشبلنجي ايضاً في نور الأبصار (ص ٧٠ ) وذكره المناوي ايضاً في كنوز الحقائق (ص ٤٢ )

٣١٤

قوله تعالى :

( أَفَمَنْ كٰانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كٰانَ فٰاسِقاً لاٰ يَسْتَوُونَ )

في سورة السجدة

[تفسير ابن جرير الطبري ج ٢١ ص ٦٨ ] في ذيل تفسير قوله تعالى :( أَفَمَنْ كٰانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كٰانَ فٰاسِقاً لاٰ يَسْتَوُونَ ) في سورة السجدة ، روى بسنده عن عطاء بن يسار قال : نزلت بالمدينة في علي بن أبي طالبعليه‌السلام والوليد بن عقبة بن أبي معيط ، كان بين الوليد وبين عليعليه‌السلام كلام ، فقال الوليد بن عقبة : أنا ابسط منك لساناً ، واحد منك سناناً ، وأراد منك للكتيبة ، فقال عليعليه‌السلام : اسكت فانك فاسق فانزل اللّه فيهما( أَفَمَنْ كٰانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كٰانَ فٰاسِقاً لاٰ يَسْتَوُونَ ، أَمَّا اَلَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا اَلصّٰالِحٰاتِ فَلَهُمْ جَنّٰاتُ اَلْمَأْويٰ نُزُلاً بِمٰا كٰانُوا يَعْمَلُونَ ، وأَمَّا اَلَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوٰاهُمُ اَلنّٰارُ كُلَّمٰا أَرٰادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهٰا أُعِيدُوا فِيهٰا وقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذٰابَ اَلنّٰارِ اَلَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ ) (اقول) وذكره الزمخشري ايضاً في الكشاف في تفسير الآية في سورة السجدة ، وذكره السيوطي ايضاً في الدر المنثور في تفسير الآية وقال : اخرجه ابن اسحاق عن عطاء بن يسار (ثم قال) واخرج ابن أبي حاتم مثله.

[الواحدي في أسباب النزول ص ٢٦٣ ] روى بسنده عن ابن عباس قال : قال الوليد بن عقبة بن أبي معيط لعلي بن أبي طالبعليه‌السلام : أنا أحدّ منك سناناً ؛ وابسط منك لسانا ، واملأ للكتيبة منك ، فقال له عليعليه‌السلام : اسكت فانما انت فاسق فنزل :( أَفَمَنْ كٰانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كٰانَ فٰاسِقاً لاٰ يَسْتَوُونَ ) قال : يعني بالمؤمن علياًعليه‌السلام وبالفاسق الوليد ابن عقبة.

[السيوطي في الدر المنثور] في تفسير الآية المذكورة في سورة السجدة ،

٣١٥

قال : واخرج ابن أبي حاتم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى في قوله :( أَفَمَنْ كٰانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كٰانَ فٰاسِقاً لاٰ يَسْتَوُونَ ) قال : نزلت في علي بن أبي طالبعليه‌السلام والوليد بن عقبة.

[قال] وأخرجه ابن مردويه والخطيب وابن عساكر عن ابن عباس في قوله :( أَفَمَنْ كٰانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كٰانَ فٰاسِقاً ) قال : أما المؤمن فعلي بن أبي طالبعليه‌السلام ، واما الفاسق فعقبة بن أبي معيط ، وذلك لسباب كان بينهما فأنزل اللّه ذلك.

[تاريخ بغداد ج ١٣ ص ٣٢١ ] روى بسنده عن ابن عباس ان الوليد بن عقبة قال لعلي بن أبي طالبعليه‌السلام : الست ابسط منك لساناً وأحد منك سناناً ، واملأ منك حشواً؟ فانزل اللّه تعالى( أَفَمَنْ كٰانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كٰانَ فٰاسِقاً لاٰ يَسْتَوُونَ ) (اقول) وذكره السيوطي ايضاً في الدر المنثور في ذيل تفسير الآية في سورة السجدة ، وقال : أخرجه ابو الفرج الاصبهاني في كتاب الاغاني وابن عدي وابن مردويه والخطيب وابن عساكر من طرق عن ابن عباس.

[الرياض النضرة ج ٢ ص ٢٠٦ ] قال : ومنها ـ اي ومن الآيات النازلة في فضل عليعليه‌السلام ـ قوله تعالى :( أَفَمَنْ كٰانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كٰانَ فٰاسِقاً ) الآية قال : قال ابن عباس : نزلت في علي بن أبي طالبعليه‌السلام والوليد ابن عقبة بن أبي معيط لأشياء بينهما ، قال : اخرجه الحافظ السلفي (ثم قال) وعنه ان الوليد قال لعليعليه‌السلام : أنا أحد منك سناناً ، وابسط لساناً واملأ للكتيبة ، فقال له عليعليه‌السلام : اسكت فانما أنت فاسق (قال) (وفي رواية) انت فاسق تقول الكذب ، فانزل اللّه ذلك تصديقاً لعليعليه‌السلام قال : قال قتادة : لا واللّه ما استووا في الدنيا ولا عند اللّه ولا في الآخرة ثم أخبر عن منازل الفريقين فقال تعالى : أما الذين آمنوا الآية (قال) اخرجه الواحدي.

٣١٦

قوله تعالى :

( أَفَمَنْ كٰانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ ويَتْلُوهُ شٰاهِدٌ مِنْهُ )

في سورة هود

[السيوطي في الدر المنثور] في ذيل تفسير الآية المذكورة في سورة هود ، قال : اخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه وابو نعيم في المعرفة عن علي بن أبي طالبعليه‌السلام قال : ما من رجل من قريش الا نزل فيه طائفة من القرآن ، فقال له رجل : ما نزل فيك؟ قال : أما تقرأ سورة هود( أَفَمَنْ كٰانَ عَلىٰ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ ويَتْلُوهُ شٰاهِدٌ مِنْهُ ) رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم على بينة من ربه وأنا شاهد منه (اقول) وذكره في كنز العمال ايضاً (ج ١ ص ٢٥١ )

[وقال ايضاً] وأخرج ابن مردويه وابن عساكر عن عليعليه‌السلام في الآية قال : رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم على بينة من ربه وانا شاهد منه.

[وقال ايضاً] واخرج ابن مردويه من وجه آخر عن عليعليه‌السلام قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : أفمن كان على بينة من ربه انا ، ويتلوه شاهد منه قال : عليعليه‌السلام .

[الفخر الرازي في تفسيره الكبير] في تفسير الآية المذكورة في سورة هود ، قال : فذكروا في تفسير الشاهد وجوهاً (الى ان قال) وثالثها ان المراد هو علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، والمعنى انه يتلو تلك البينة ، وقوله : منه أي هذا الشاهد من محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبعض منه ، والمراد منه تشريف هذا الشاهد بانه بعض من محمد صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم.

٣١٧

قوله تعالى :

( فَإِنَّ اَللّٰهَ هُوَ مَوْلاٰهُ وجِبْرِيلُ وصٰالِحُ اَلْمُؤْمِنِينَ )

في سورة التحريم

[السيوطي في الدر المنثور] في ذيل تفسير الآية الشريفة في سورة التحريم (قال) واخرج ابن مردويه عن أسماء بنت عميس سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول : وصالح المؤمنين قال : علي بن أبي طالبعليه‌السلام .

[وقال ايضاً] وأخرج ابن مردويه وابن عساكر عن ابن عباس في قوله : وصالح المؤمنين ، قال : هو علي بن أبي طالبعليه‌السلام .

[كنز العمال ج ١ ص ٢٣٧ ] قال : عن عليعليه‌السلام قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم في قوله : وصالح المؤمنين ، قال : هو علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، قال : اخرجه ابن ابي حاتم (اقول) وقال ابن حجر في صواعقه (ص ١٤٤ ) ما هذا لفظه : بل في حديث ورد موقوفاً ومرفوعاً صالح المؤمنين علي كرم اللّه وجهه. [العسقلاني] في فتح الباري ج ١٣ ص ٢٧ (قال) واخرج الطبري عن مجاهد ان صالح المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه‌السلام ) (وقال ايضاً) وذكر النقاش عن ابن عباس ومحمد بن علي الباقر وابنه جعفر بن محمد الصادق ان صالح المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه‌السلام ).

[الهيثمي في مجمعه ج ٩ ص ١٩٤ ] قال : وعن حبيب بن يسار لما اصيب الحسين بن عليعليهما‌السلام قام زيد بن أرقم على باب المسجد فقال : افعلتموها اشهد لسمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول : اللهم اني استودعكهما وصالح المؤمنين ، فقيل لعبيد اللّه ابن زياد : إن زيد بن أرقم قال كذا وكذا قال : ذاك شيخ قد ذهب

٣١٨

عقله (قال) رواه الطبراني (أقول) والمراد من ضمير التثنية في قوله : اللهم اني أستودعكهما هو الحسن والحسينعليهما‌السلام والمراد من صالح المؤمنين هو علي بن أبي طالبعليه‌السلام فالمعنى هكذا : اللهم أستودعك الحسن والحسين وعلي بن أبي طالب ، ولذا لما قيل لعبيد اللّه بن زياد : إن زيد بن أرقم قال كذا وكذا غضب وقال : ذاك شيخ قد ذهب عقله.

قوله تعالى :

( وتَعِيَهٰا أُذُنٌ وٰاعِيَةٌ )

في سورة الحاقة

[تفسير ابن جرير الطبري ج ٢٩ ص ٣٥ ] روى بسنده عن مكحول يقول : قرأ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم (وتعيها أذن واعية) ثم التفت الى عليعليه‌السلام فقال : سألت اللّه أن يجعلها اذنك قال عليعليه‌السلام فما سمعت شيئاً من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فنسيته.

[تفسير ابن جرير الطبري ج ٢٩ ص ٣٥ ] روى بسنده عن بريدة يقول : سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول لعليعليه‌السلام : يا علي إن اللّه امرني ان ادنيك ولا اقصيك ، وان اعلمك وان تعي ، وحق على اللّه ان تعي ، قال : فنزلت : وتعيها اذن واعية (اقول) ورواه في (ص ٣٦ ) ايضاً من (ج ٢٩ ) بطريق آخر عن بريدة الاسلمي باختلاف يسير.

[الزمخشري في الكشاف] في تفسير قوله تعالى :( وتَعِيَهٰا أُذُنٌ وٰاعِيَةٌ ) في سورة الحاقة : قال : وعن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم انه قال لعليعليه‌السلام ـ عند نزول هذه الآية ـ سألت اللّه ان

٣١٩

يجعلها اذنك يا علي قال عليعليه‌السلام : فما نسيت شيئاً بعد وما كان لي ان انسى (اقول) وذكره الفخر الرازي ايضاً في تفسيره الكبير كالكشاف مثله.

[الهيثمي في مجمعه ج ١ ص ١٣١ ] قال : وعن أبي رافع ان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال لعلي بن أبي طالبعليه‌السلام : إن اللّه أمرني ان اعلمك ولا أجفوك ، وان ادنيك ولا أقصيك ، فحق علي أن أعلمك وحق عليك أن تعي ، قال : رواه البزار (اقول) وقد ذكر المتقي في كنز العمال (ج ٦ ص ٣٩٨ ) عن بريدة ما يقرب من ذلك ، وقال فيه : ونزلت وتعيها أذن واعية ، ثم قال : أخرجه ابن عساكر.

[حلية الأولياء ج ١ ص ٦٧ ] روى بسنده عن عليعليه‌السلام قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : يا علي إن اللّه أمرني أن أذنيك وأعلمك لتعي ، ونزلت هذه الآية( وتَعِيَهٰا أُذُنٌ وٰاعِيَةٌ ) فانت اذن واعية لعلمي.

[السيوطي في الدر المنثور] في تفسير الآية الشريفة في سورة الحاقة (قال) واخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن مكحول قال : لما نزلت( وتَعِيَهٰا أُذُنٌ وٰاعِيَةٌ ) قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : سألت ربي ان يجعلها أذن علي ، قال مكحول : فكان عليعليه‌السلام يقول : ما سمعت من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم شيئاً فنسيته.

[وقال ايضاً] وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والواحدي وابن مردويه وابن عساكر وابن النجار عن بريدة قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم لعليعليه‌السلام : إن اللّه امرني ان أدنيك ولا اقصيك وان اعلمك وأن تعي وحق لك أن تعي ، فنزلت هذه الآية ، وتعيها اذن واعية (اقول) وجدت الحديث في أسباب النزول للواحدي

٣٢٠