فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة الجزء ٢

فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة8%

فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة مؤلف:
تصنيف: مكتبة الحديث وعلومه
الصفحات: 465

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣
  • البداية
  • السابق
  • 465 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 132980 / تحميل: 6210
الحجم الحجم الحجم
فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة

فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة الجزء ٢

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

بابٌ

فى قتال علي (ع) يوم خيبر

وقلعه الباب بقوة ربانية

[أقول] قد تقدم في باب علي يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله (ص ١٦١) قصة قتاله عليه السّلام في يوم خيبر مع مرحب وقتله له ، وأن الفتح كان على يديه ، وهذا بعض ما يرجع الى ذلك اليوم نذكره في هذا الباب.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج ٦ ص ٨] روى بسنده عن أبي رافع مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : خرجنا مع علي عليه السلام حين بعثه رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم برايته فلما دنا من الحصن خرج اليه أهله فقاتلهم فضربه رجل من يهود فطرح ترسه من يده فتناول علي عليه السلام بابا كان عند الحصن فترس به نفسه فلم يزل في يده وهو يقاتل حتى فتح اللّه عليه ثم القاه من يده حين فرغ ، فلقد رأيتني في نفر مع سبعة أنا ثامنهم نجهد على أن نقلب ذلك الباب فما نقلبه. (أقول) ورواه ابن جرير الطبري أيضاً في تاريخه (ج ٢ ص ٣٠٠) وذكره علي بن سلطان أيضاً في مرقاته (ج ٥ ص ٥٦٦) وقال : أخرجه أحمد في المناقب.

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج ١١ ص ٣٦٤] روى بسنده عن

٣٦١

جابر بن عبد اللّه إن علياً عليه السّلام حمل باب خيبر يوم افتتحها وإنهم جربوه بعد ذلك فلم يحمله إلا أربعون رجلاً (أقول) ورواه الذهبي أيضاً في ميزان الاعتدال (ج ٢ ص ٢١٨)(١) وذكره علي بن سلطان أيضاً في مرقاته (ج ٥ ص ٥٦٧) في الشرح ، والمحب الطبري في الرياض النضرة (ج ٢ ص ١٨٨) وقالا : ثم اجتمع عليه سبعون رجلاً فكان جهدهم أن أعادوا الباب ، ثم قالا : اخرجهما الحاكمى في الاربعين ، أي هذا الحديث وحديث أبي رافع.

[كنز العمال ج ٦ ص ٣٩٨] قال : عن جابر بن سمرة قال : إن علياً عليه السّلام حمل الباب يوم خيبر حتى صعد المسلمون ففتحوها وإنه جرب فلم يحمله إلا أربعون ، قال : أخرجه ابن أبي شيبة.

[الاستيعاب لابن عبد البر ج ٢ ص ٧٨٠] قال : وروى ـ يعني الزبير بن بكار ـ عن عبد اللّه بن بريدة عن أبيه قال : شهدت أم سلمة غزوة خيبر فقالت سمعت وقع السيف في أسنان مرحب.

[الفخر الرازي في تفسيره الكبير] في ذيل تفسير قوله تعالى :( أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحٰابَ اَلْكَهْفِ وَاَلرَّقِيمِ كٰانُوا مِنْ آيٰاتِنٰا عَجَباً ) في سورة الكهف قال في الحجة السادسة من الحجج التي أقامها على جواز الكرامات ، ما لفظه : ولهذا المعنى نرى أن كل من كان أكثر علماً بأحوال عالم الغيب كان أقوى قلباً وأقل ضعفاً ، ولهذا قال علي بن أبي طالب كرم اللّه وجهه : واللّه ما فلعت باب خيبر بقوة جسدانية ولكن بقوة ربانية ، قال : وذلك لان علياً كرم اللّه وجهه في ذلك الوقت انقطع نظره عن عالم الاجساد وأشرقت الملائكة بانوار عالم الكبرياء ، فتقوى روحه وتشبه بجواهر الأرواح الملكية ، وتلألأت فيه أضواء عالم القدس والعظمة ، فلا جرم حصل له من القدرة ما قدر بها على ما لم يقدر عليه غيره.

__________________

(١) ذكره العسقلاني أيضاً في فتح الباري ج ٩ ص ١٨ وقال اخرجه الحاكم.

٣٦٢

بابٌ

في قتال علي عليه السّلام يوم حنين

[الهيثمي في مجمعه ج ٦ ص ١٨٠] قال : وعن أنس قال : لما كان يوم حنين انهزم الناس عن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إلا العباس بن عبد المطلب وأبو سفيان بن الحارث ـ يعني ابن عم النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ـ (إلى أن قال) وكان علي بن أبي طالب عليه السلام يومئذٍ أشد الناس قتالا بين يديه ، قال : رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط.

[الهيثمي أيضاً في مجمعه ج ٦ ص ١٨٢] قال : وعن ابن عباس إن علي ابن أبي طالب عليه السلام ناول رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم التراب فرمى به وجوه المشركين يوم حنين ، قال : رواه البزار ، (أقول) ورواه الخطيب البغدادي أيضاً في تاريخه (ج ٤ ص ٣٣٤) عن ابن عباس مثله.

٣٦٣

بابٌ

أن علياً (ع) أسد اللّه وسيفه في أرضه

وذكر شيء من شجاعته

[ذخائر العقبى ص ٩٢] قال : عن أنس بن مالك قال : صعد رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم المنبر فذكر قولاً كثيراً ، ثم قال : أين علي بن أبي طالب؟ فوثب اليه فقال : ها أنا ذا يا رسول اللّه فضمه إلى صدره وقبل بين عينيه ، وقال بأعلى صوته : معاشر المسلمين هذا أخي وابن عمي وختني ، هذا لحمي ودمي وشعري ، هذا أبو السبطين الحسن والحسين سيدى شباب أهل الجنة ، هذا مفرج الكروب عنى ، هذا أسد اللّه وسيفه في أرضه على أعدائه ، على مبغضه لعنة اللّه ولعنة اللاعنين ، واللّه منه بريء وأنا منه بريء ، فمن أحب أن يبرأ من اللّه ومنى فليبرأ من علي ، وليبلغ الشاهد الغائب ، ثم قال : أجلس يا علي قد عرف اللّه لك ذلك ، قال : أخرجه أبو سعيد في شرف النبوة.

[الإمامة والسياسة لابن قتيبة ص ٩٧] قال : وذكروا أن عبد اللّه ابن أبي محجن الثقفى قدم على معاوية فقال : يا أمير المؤمنين إني أتيتك من عند الغبي الجبان البخيل ابن أبي طالب ، فقال معاوية : للّه أنت تدري ما قلت؟ أما قولك الغبى فو اللّه لو أن ألسن الناس جمعت

٣٦٤

فجعلت لساناً واحداً لكفاها لسان علي ، وأما قولك : إنه جبان فثكلتك أمك هل رأيت أحداً قط بارزه إلا قتله؟ وأما قولك : إنه بخيل فو اللّه لو كان له بيتان أحدهما من تبر والآخر من تبن لأنفد تبره قبل تبنه ، فقال الثقفي فعلى م تقاتله إذا؟ قال : على دم عثمان (الخ).

[الرياض النضرة للمحب الطبري ج ٢ ص ٢٢٥] قال : وعن ابن عباس ـ وقد سأله رجل أكان علي عليه السلام يباشر القتال يوم صفين ـ؟ فقال : واللّه ما رأيت رجلاً أطرح لنفسه في متلف من علي (عليه السلام) ولقد كنت أراه يخرج حاسر الرأس بيده السيف إلى الرجل الدارع فيقتله قال : أخرجه الواحدي ، وقال المحب في ذخائره (ص ٩٩) أخرجه الواقدي ثم قال : وقال ابن هشام : حدثني من أثق به من أهل العلم أن علي بن أبي طالب عليه السلام صاح وهم محاصرو بني قريظة : يا كتيبة الإيمان وتقدم هو والزبير ابن العوام وقال : واللّه لأذوقن ما ذاق حمزة أو لأفتحن حصنهم ، فقالوا : يا محمد فنزل على حكم سعد بن معاذ.

[الاستيعاب لابن عبد البر ج ٢ ص ٤٥٧] روى بسنده عن ابن عباس قال لعلي عليه السلام : أربع خصال ليست لأحد غيره ، هو أول عربي وعجمي صلى مع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، وهو الذي كان لواؤه معه في كل زحف ، وهو الذي صبر معه يوم فرّ عنه غيره ، وهو الذي غسله وأدخله قبره ، (أقول) وسيأتي هذا الحديث في الباب الآتي من الحاكم في مستدرك الصحيحين.

[الإصابة لابن حجر ج ٥ القسم ٣ ص ٢٨٧] في ترجمة قيس بن تميم الطائي الكيلاني الأشج ، قال : قرأت في تاريخ اليمن للجندي أن قيس بن تميم حدث سنة سبع عشرة وخمسمائة عن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وعن علي بن أبي طالب عليه السّلام فسمع منه أبو الخير الطالقاني ومحمود بن

٣٦٥

صالح وعلي الطرازى ومحمود بن عبيد اللّه بن صاعد المروزي كلهم عنه ، قال : خرجت من بلدي وكنا أربعمائة وخمسين رجلاً فضللنا الطريق فلقينا رجل فصال علينا ثلاث صولات فقتل منا في كل مرة أزيد من مائة رجل فبقى منا ثلاثة وثمانون رجلاً فاستأمنوه فآمنهم فإذا هو علي بن أبي طالب عليه السّلام فاتى بنا النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وهو يقسم غنائم بدر فوهبني لعلي عليه السلام فلزمته ثم استأذنته في الذهاب الى أهلي فاذن لي فتوجهت ثم رجعت اليه بعد قتل عثمان فلزمت خدمته فكنت صاحب ركابه فرمحتني بغلته فسال الدم على رأسي فمسح على رأسي وهو يقول مد اللّه يا أشج في عمرك مداً.

٣٦٦

باب

إن لواء النبي (ص) مع علي (ع) في كل زحف

[مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١١١] روى بسنده عن ابن عباس قال : لعلي عليه السلام أربع خصال ليست لأحد ، هو أول عربي وأعجمي صلى مع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، وهو الذي كان لواؤه معه في كل زحف ، والذي صبر معه يوم المهراس ، وهو الذي غسله وأدخله قبره (أقول) وفسر يوم المهراس في الهامش بيوم أُحد ، ثم إن الحديث المذكور قد رواه ابن عبد البر أيضاً في استيعابه كما تقدم في الباب السابق (ص ٣٢٨) رواه في (ج ٢ ص ٤٥٧).

[مستدرك الصحيحين أيضاً ج ٣ ص ١٣٧] روى بسنده عن مالك ابن دينار قال : سألت سعيد بن جبير فقلت : يا أبا عبد اللّه من كان حامل راية رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم؟ قال : فنظر إلي وقال : إنك لرخي البال فغضبت وشكوته إلى إخوانه من القراء فقلت : ألا تعجبون من سعيد إني سألته من كان حامل راية رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فنظر إلي وقال : إنك لرخي البال ، قالوا : إنك سألته وهو خائف من الحجاج وقد لاذ

٣٦٧

بالبيت فسله الآن ، فسألته فقال : كان حاملها علي عليه السلام ، هكذا سمعته من عبد اللّه بن عباس ، قال : هذا حديث صحيح الإِسناد.

[أقول] ورواه ابن سعد أيضاً في طبقاته (ج ٣ ص ١٥) باختلاف في اللفظ ، قال : فقال لي معبد الجهنى : أنا أخبرك ، كان يحملها في المسير ابن ميسرة العبسي فاذا كان القتال أخذها علي بن أبي طالب عليه السّلام ، وذكره المحب الطبري أيضاً في ذخائره (ص ٧٥) وقال : أخرجه أحمد في المناقب.

[مستدرك الصحيحين أيضاً ج ٣ ص ٤٩٩] روى بسنده عن قيس ابن أبي حازم قال : كنت بالمدينة فبينا أنا أطوف في السوق إذ بلغت أحجار الزيت فرأيت قوماً مجتمعين على فارس قد ركب دابة وهو يشتم علي بن أبي طالب (عليه السلام) والناس وقوف حواليه ، إذ أقبل سعد بن أبي وقاص فوقف عليهم فقال : ما هذا؟ فقالوا رجل يشتم علي بن أبي طالب (عليه السلام) فتقدم سعد فأفرجوا له حتى وقف عليه فقال : يا هذا على ما تشتم علي بن أبي طالب (عليه السلام) ألم يكن أول من أسلم؟ ألم يكن أول من صلى مع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم؟ ألم يكن أزهد الناس؟ ألم يكن أعلم الناس؟ وذكر حتى قال : ألم يكن ختن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم على ابنته؟ ألم يكن صاحب راية رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في غزواته؟ ثم استقبل القبلة ورفع يديه وقال : اللهم إن هذا يشتم ولياً من أوليائك فلا تفرق هذا الجمع حتى تريهم قدرتك ، قال قيس : فو اللّه ما تفرقنا حتى ساخت به دابته فرمته على هامته في تلك الأحجار فانفلق دماغه ومات قال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.

[مسند الإِمام أحمد بن حنبل ج ١ ص ٣٦٨] روى بسنده عن مقسم قال : لا أعلمه إلا عن ابن عباس إن راية النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم كانت مع علي بن أبي طالب عليه السّلام وراية الأنصار مع سعد بن عبادة (الحديث) (أقول) وذكره ابن حجر أيضاً في تهذيب التهذيب (ج ٣ ص ٤٧٥) قال : وعن مقسم عن ابن عباس كانت راية رسول اللّه صلى اللّه عليه

٣٦٨

(وآله) وسلم في المواطن كلها مع علي عليه السلام راية المهاجرين ومع سعد بن عبادة راية الأنصار.

[أُسد الغابة لابن الأثير ج ٤ ص ٢٠] روى بسنده عن ثعلبة بن ابن أبي مالك قال : كان سعد بن عبادة صاحب راية رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في المواطن كلها ، فاذا كان وقت القتال أخذها علي بن أبي طالب عليه السّلام.

[كنز العمال ج ٥ ص ٢٩٥] قال : عن ابن عبادة قال : كانت راية رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في المواطن كلها ، راية المهاجرين مع علي بن أبي طالب عليه السلام (الحديث) قال : أخرجه ابن عساكر.

[طبقات ابن سعد ج ٣ القسم ١ ص ١٤] روى بسنده عن قتادة إن علي بن أبي طالب عليه السلام كان صاحب لواء رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يوم بدر والمشاهد كلها.

[الرياض النضرة ج ٢ ص ١٩١] قال : عن ابن عباس قال : كان علي عليه السلام آخذاً راية رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يوم بدر قال الحاكم : يوم بدر والمشاهد كلها ، قال : أخرجه أحمد في المناقب.

[الهيثمي في مجمعه ج ٥ ص ٣٢١] قال : وعن ابن عباس إن علياً عليه السّلام كان صاحب راية رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يوم بدر ، وقيس بن سعد صاحب راية علي عليه السلام ، وصاحب راية المهاجرين علي عليه السلام في المواطن كلها ، قال : رواه الطبراني في الأوسط والكبير ، (أقول) راية المهاجرين هي راية النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم كما ظهر لك مما تقدم.

[مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١١١] روى بسنده عن مقسم عن ابن عباس إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم دفع الراية إلى على عليه

٣٦٩

السلام يوم بدر وهو ابن عشرين سنة ، قال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين (أقول) ورواه البيهقي أيضاً في سننه (ج ٦ ص ٢٠٧) وذكره ابن عبد البر أيضاً في استيعابه (ج ٢ ص ٤٥٩) وقال : ذكره السراج في تاريخه ، وذكره الهيثمي في مجمعه (ج ٦ ص ٩٢) وقال : رواه الطبراني.

[كنز العمال ج ٥ ص ٢٦٩] قال : عن ابن عباس قال : كان لواء رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يوم بدر مع علي بن أبي طالب عليه السّلام ولواء الأنصار مع سعد بن عبادة ، قال : أخرجه ابن عساكر (أقول) ورواه ابن جرير أيضاً في تاريخه (ج ٢ ص ١٣٨).

[مجمع الهيثمي ج ٦ ص ١١٤] قال : وعن ابن عباس قال : ما بقي مع النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يوم أُحد إلا أربعة أحدهم عبد اللّه بن مسعود قلت : فأين كان علي عليه السلام؟ قال : بيده لواء المهاجرين ، قال : رواه البزار والطبراني ، (أقول) قد سمعت آنفا أن راية المهاجرين هي راية النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم.

[الرياض النضرة ج ٢ ص ١٩١] قال : وعن علي عليه السلام قال : كسرت يد علي عليه السلام يوم أُحد فسقط اللواء من يده فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : ضعوه في يده اليسرى فانه صاحب لوائي في الدنيا والآخرة ، قال : أخرجه الحضرمى.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج ٣ ص ١٦] روى بسنده عن أبي سعيد الخدري يقول : إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أخذ الراية فهزها ثم قال : من يأخذها بحقها؟ فجاء فلان فقال : أنا قال : أمط(١) ، ثم جاء رجل فقال : أمط ، ثم قال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : والذي كرم وجه محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لأعطينها رجلاً لا يفر ، هاك يا علي

________________

(١) أمط : أي تنح وابتعد.

٣٧٠

فانطلق حتى فتح اللّه عليه خيبر وفدك ، وجاء بعجوتهما وقديدهما ، (أقول) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج ٩ ص ١٢٤) وقال : رواه أبو يعلى.

[أُسد الغابة لابن الأثير ج ٤ ص ٢١] روى بسنده عن عبد اللّه ابن بريدة عن أبيه قال : لما كان يوم خيبر أخذ أبو بكر اللواء فلما كان من الغد أخذه عمر ، وقيل : محمد بن مسلمة ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لأدفعن لوائى إلى رجل لم يرجع حتى يفتح اللّه عليه ، فصلى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم صلاة الغداة ، ثم دعا باللواء فدعا علياً عليه السّلام وهو يشتكى عينيه فمسحهما ثم دفع اليه اللواء ففتح ، قال : فسمعت عبد اللّه بن بريدة يقول : حدثني أبي إنه كان صاحب مرحب ـ يعني علياً عليه السّلام.

[الصواعق المحرقة لابن حجر ص ٧٦] قال : وأخرج أبو يعلى عن أبي هريرة قال : قال عمر بن الخطاب : لقد أُعطى علي ثلاث خصال لأن تكون لي خصلة منها أحب إلي من حمر النعم ، فسئل وما هي؟ قال : تزويجه ابنته ، وسكناه في المسجد ولا يحل لي فيه ما يحل له ، والراية يوم خيبر ، قال : وروى أحمد بسند صحيح عن ابن عمر نحوه.

٣٧١

باب

إن علياً عليه السّلام كتب الصلح يوم الحديبية

[صحيح البخاري في الصلح] باب كيف يكتب هذا ما صالح فلان ابن فلان ، روى بسنده عن أبي اسحاق قال : سمعت البراء بن عازب رضي اللّه عنهما قال : لما صالح رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أهل الحديبية كتب علي (عليه السلام) بينهم كتاباً فكتب : محمد رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال المشركون : لا تكتب محمد رسول اللّه لو كنت رسولاً لم نقاتلك ، فقال لعلي عليه السلام : إمحه فقال علي (عليه السلام) : ما أنا بالذى أمحاه فمحاه رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وصالحهم على أن يدخل هو وأصحابه ثلاثة أيام ولا يدخلوها إلا بجلبان السلاح فسألوه ما جلبان السلاح فقال : القراب بما فيه.

[أقول] ورواه البخاري أيضاً في الجزية والموادعة مع أهل الحرب بنحو أبسط في باب المصالحة على ثلاثة أيام ، قال : حدثني البراء أن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لما أراد أن يعتمر أرسل إلى أهل مكة يستأذنهم ليدخل مكة فاشترطوا عليه أن لا يقيم بها إلا ثلاث ليال ولا يدخلها إلا بجلبان السلاح ولا يدعو منهم أحداً ، قال : فأخذ يكتب الشرط بينهم علي بن أبي طالب (عليه

٣٧٢

السلام) فكتب : هذا ما قاضى عليه محمد رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقالوا : لو علمنا أنك رسول اللّه لم نمنعك ولبايعناك ولكن اكتب : هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد اللّه ، فقال : أنا واللّه محمد بن عبد اللّه وأنا واللّه رسول اللّه ، قال : وكان لا يكتب ، قال : فقال لعلي عليه السلام : أمح رسول اللّه ، فقال علي عليه السلام : واللّه لا أمحاه أبدا ، قال : فأرنيه قال : فأراه إياه فمحاه النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بيده ، فلما دخل ومضى الأيام أتوا علياً (عليه السلام) فقالوا : مُر صاحبك فليرتحل ، فذكر ذلك لرسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال : نعم ثم ارتحل.

[صحيح مسلم في كتاب الجهاد والسير] في باب صلح الحديبية ، روى بسنده عن أبي اسحاق عن البراء قال : لما أُحصر النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم عند البيت صالحه أهل مكة على أن يدخلها فيقيم بها ثلاثاً ولا يدخلها إلا بجلبان السلاح السيف وقرابه ولا يخرج بأحد معه من أهلها ولا يمنع أحداً يمكث بها ممن كان معه ، قال لعلي عليه السلام : اكتب الشرط بيننا : بسم اللّه (الخ).

[الهيثمي في مجمعه ج ٦ ص ١٤٥] قال : وعن عبد اللّه بن مغفل المزني قال : كنا مع النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بالحديبية في أصل الشجرة التي قال اللّه عز وجل في القرآن ، وكان يقع من أغصان الشجرة على ظهر النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وعلى بن أبي طالب (عليه السلام) وسهيل بن عمرو بين يديه ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لعلي (عليه السلام) اكتب : بسم اللّه الرحمن الرحيم فأخذ سهيل بيده فقال : ما نعرف الرحمن الرحيم اكتب في قضيتنا ما نعرف ، فقال : اكتب باسمك اللهم ، فكتب : هذا ما صالح عليه محمد رسول اللّه أهل مكة ، فأمسك سهيل بن عمرو بيده فقال : لقد ظلمناك إن كنت رسوله اكتب في قضيتنا ما نعرف ، قال : أكتب هذا ما صالح عليه محمد بن عبد اللّه بن عبد المطلب وأنا رسول اللّه فكتب (الحديث) قال : رواه أحمد.

٣٧٣

[الرياض النضرة ج ٢ ص ١٩١] قال : عن ابن عباس قال : كان كاتب كتاب الصلح يوم الحديبية علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال : قال معمر ، فسألت عنه الزهري فضحك أو تبسم وقال : هو علي (عليه السلام) ولو سألت هؤلاء لقالوا هو عثمان ـ يعني بني أمية ـ قال : خرجه في المناقب والغساني.

٣٧٤

باب

إن علياً امتحن اللّه قلبه للايمان

[صحيح الترمذي ج ٢] في مناقب علي بن أبي طالب عليه السلام روى بسنده عن ربعى بن حراش ، حدثنا علي بن أبي طالب (عليه السلام) بالرحبة قال : لما كان يوم الحديبية خرج الينا ناس من المشركين فيهم سهيل ابن عمرو ، وأناس من رؤساء المشركين فقالوا : يا رسول اللّه خرج اليك ناس من أبنائنا وإخواننا وأرقائنا وليس لهم فقه في الدين وإنما خرجوا فراراً من أموالنا وضياعنا فارددهم الينا ، قال : فان لم يكن لهم فقه في الدين سنفقههم ، فقال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : يا معشر قريش لتنتهن أو ليبعثن اللّه عليكم من يضرب رقابكم بالسيف على الدين قد امتحن اللّه قلبه على الإيمان ، قالوا : من هو يا رسول اللّه؟ فقال له أبو بكر : من هو يا رسول اللّه؟ وقال عمر : من هو يا رسول اللّه؟ قال : هو خاصف النعل وكان أعطى علياً عليه السلام نعله يخصفها ، قال : ثم التفت الينا علي عليه السلام فقال : إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار ، (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج ٦ ص ٤٠٧) وقال : أخرجه ابن جرير وصححه.

[خصائص النسائي ص ١١] روى بسنده عن ربعي عن علي عليه السلام قال : جاء النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أناس من قريش

٣٧٥

فقالوا : يا محمد إنا جيرانك وحلفاؤك وإن من عبيدنا قد أتوك ليس بهم رغبة في الدين ولا رغبة في الفقه إنما فروا من ضياعنا وأموالنا فارددهم الينا ، فقال لأبي بكر : ما تقول؟ فقال : صدقوا إنهم لجيرانك وحلفاؤك فتغير وجه النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ثم قال لعمر : ما تقول؟ قال : صدقوا إنهم لجيرانك وحلفاؤك فتغير وجه النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ثم قال : يا معشر قريش واللّه ليبعثن اللّه عليكم رجلاً منكم امتحن اللّه قلبه للإيمان فيضربكم على الدين أو يضرب بعضكم ، قال أبو بكر : أنا هو يا رسول اللّه؟ قال : لا قال عمر : أنا هو يا رسول اللّه؟ قال : لا ولكن ذلك الذي يخصف النعل وقد كان أعطى علياً عليه السلام نعلا يخصفها ، (أقول) ورواه الحاكم أيضاً في مستدرك الصحيحين (ج ٢ ص ١٣٧و في ج ٤ ص ٢٩٨) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج ٦ ص ٣٩٦) وقال أخرجه أحمد وابن جرير وصححه (وفي ص ٤٠٧) وقال : أخرجه ابن أبي شيبة وابن جرير ويحيى بن سعيد.

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج ١ ص ١٣٣] روى بسنده عن ربعى بن حراش قال : سمعت علياً عليه السلام يقول وهو بالمدائن : جاء سهيل بن عمرو إلى النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال : إنه قد خرج اليك ناس من أرقائنا ليس بهم الدين تعيذا فارددهم علينا ، فقال له أبو بكر وعمر : صدق يا رسول اللّه فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لن تنتهوا يا معشر قريش حتى يبعث اللّه عليكم رجلاً امتحن اللّه قلبه بالإيمان يضرب أعناقكم وأنتم مجفلون(١) عنه إجفال النعم ، فقال أبو بكر : أنا هو يا رسول اللّه؟ قال : لا ، قال له عمر : أنا هو يا رسول اللّه؟ قال : لا ولكنه خاصف النعل ، قال : وفي كف علي عليه السلام نعل يخصفها لرسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم (أقول) ورواه بطريق آخر أيضاً في (ج ٨ ص ٤٣٣) ورواه الطحاوي أيضاً في شرح معانى الآثار (ج ٢ ص ٤٠٨) مختصراً.

__________________

(١) جفل البعير بالجيم والفاء ثم اللام : قفز وشرد.

٣٧٦

باب

إن النبي (ص) يخطب وعلي عليه السّلام يعبر عنه

[صحيح أبي داود] في الجزء الخامس والعشرين باب في الرخصة أي في لبس الحمراء (ص ١١٦) قال : حدثنا مسدد أبو معاوية عن هلال بن عامر عن أبيه قال : رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بمنى يخطب على بغلة وعليه برد أحمر وعلي عليه السلام أمامه يعبر عنه ، (أقول) ورواه البيهقي أيضاً في سننه (ج ٣ ص ٢٤٧).

[أُسد الغابة لابن الأثير ج ٢ ص ١٥٥] قال : روى هلال بن عامر الكوفي عن رافع بن عمرو قال : رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يخطب يوم النحر حين ارتفع الضحى على بغلة شهباء وعلي عليه السلام يعبر عنه والناس بين قائم وقاعد ، الحديث ، (أقول) ورواه أيضاً في (ج ٣ ص ٨٩) عن هلال بن عامر المزني عن أبيه قال : رأيت النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يخطب الناس بمنى على بغلة بيضاء وعليه برد أحمر ورجل من أهل بدر يعبر عنه (قال) وقال ابراهيم بن معاوية : وعلى بن أبي طالب عليه السلام يعبر عنه.

٣٧٧

[أُسد الغابة أيضاً ج ٥ ص ١١] في ترجمة نافع بن عمرو المزني إنه قال : إني يوم حجة الوداع خماسي أو فوق خماسي فأخذ بيدي أبي حتى انتهى بى إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وهو واقف على بغلة له شهباء يخطب الناس وعلي (عليه السلام) يعبر عنه فتخللت الرحال حتى أقوم عند ركاب البغلة ثم أضرب بيدى كلتيهما في ركبته فمسحت الساق حتى بلغت القدم ثم أدخل يدى هذه بين النعل والقدم فانه ليخيل إلي أني أجد برد قدمه الساعة على ك‍في.

٣٧٨

باب

إن علياً صعد على منكب النبي لكسر الأصنام

[خصائص النسائي ص ٣١] روى بسنده عن أبي مريم قال : قال علي (عليه السلام) انطلقت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم حتى أتينا الكعبة فصعد رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم على منكبي فنهض به علي (عليه السلام) فلما رأى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ضعفى قال لي : اجلس فجلست فنزل النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وجلس لي وقال لي : اصعد على منكبى فصعدت على منكبيه فنهض بى ، فقال علي (عليه السلام) إنه يخيل إلي إني لو شئت لنلت أفق السماء ، فصعدت على الكعبة وعليها تمثال من صفر أو نحاس فجعلت أعالجه لأزيله يميناً وشمالاً وقداماً ومن بين يديه ومن خلفه حتى استمكنت منه ، فقال نبي اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إقذفه فقذفت به فكسرته كما تكسر القوارير ثم نزلت فانطلقت أنا ورسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم نستبق حتى توارينا بالبيوت خشية أن يلقانا أحد.

[أقول] ورواه الحاكم أيضاً في مستدرك الصحيحين (ج ٢ ص ٣٦٦) وقال فيه : فصعدت فوق الكعبة وتنحى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله)

٣٧٩

وسلم فقال لي : ألق صنمهم الأكبر صنم قريش ، وكان من نحاس موتداً بأوتاد من حديد إلى الأرض ، فقال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : عالجه ورسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول لي : إيه إيه(١) ( جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً ) فلم أزل أعالجه حتى استمكنت منه فقال : إقذفه فقذفته فتكسر وترديت من فوق الكعبة فانطلقت أنا والنبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم نسعى وخشينا أن يرانا أحد من قريش وغيرهم ، قال علي عليه السلام : فما صعد به حتى الساعة (انتهى) ، ورواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده (ج ١ ص ٨٤ وص ١٥١) مختصراً ، وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج ٦ ص ٤٠٧) وقال : أخرجه ابن أبي شيبة وأبو يعلى وابن جرير ، وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج ٢ ص ٢٠٠) وقال : أخرجه أحمد وصاحب الصفوة ، وأخرجه الحاكمي.

[مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ٥] روى بسنده عن أبي مريم الأسدي عن علي عليه السلام ، قال : لما كان الليلة التي أمرني رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أن أبيت على فراشه وخرج من مكة مهاجراً انطلق بي رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إلى الأصنام فقال : اجلس فجلست إلى جنب الكعبة ثم صعد رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم على منكبي ثم قال : انهض فنهضت فلما رأى ضعفي تحته قال : اجلس فجلست فأنزلته عنى وجلس لي رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ثم قال لي : يا علي إصعد على منكبي فصعدت على منكبيه ثم نهض بي رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وخيل لي إني لو شئت نلت السماء وصعدت إلى الكعبة ، وتنحى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فألقيت صنمهم الأكبر ، وكان من نحاس موتداً بأوتاد من حديد إلى الأرض ، فقال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : عالجه فعالجت فما زلت أعالجه ويقول رسول اللّه صلى اللّه عليه

_______________

(١) إيه : بكسر الهمزة والياء المثناة التحتانية ثم الهاء ، إسم فعل للاستزادة من حديث أو فعل ، وقد تؤكد بلفظة مثلها.

٣٨٠

(وآله) وسلم : إيه إيه ، فلم أزل أعالجه حتى استمكنت منه فقال : دقه فدققته فكسرته ونزلت قال : هذا حديث صحيح الإسناد ، (أقول) ورواه الخطيب البغدادي أيضاً في تاريخه (ج ١٣ ص ٣٠٢).

[الزمخشري في الكشاف] في تفسير قوله تعالى :( وَقُلْ جٰاءَ اَلْحَقُّ وَزَهَقَ اَلْبٰاطِلُ إِنَّ اَلْبٰاطِلَ كٰانَ زَهُوقاً ) في سورة الأسرى قال : ولما نزلت هذه الآية يوم الفتح قال جبريل لرسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : خذ مخصرتك ثم القها ـ يعني الأصنام ـ فجعل يأتي صنماً صنماً وهو ينكت بالمخصرة في عينه ويقول :( جٰاءَ اَلْحَقُّ وَزَهَقَ اَلْبٰاطِلُ ) فينكب الصنم لوجهه حتى ألقاها جميعاً وبقى صنم خزاعة فوق الكعبة وكان من قوارير صفر ، فقال : يا علي إرم به فحمله رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم حتى صعد فرمى به فكسره فجعل أهل مكة يتعجبون ويقولون : ما رأينا رجلاً أسحر من محمد.

٣٨١

باب

إن علياً عليه السّلام بعثه النبي (ص) ببراءة

وأرجع أبا بكر

[صحيح الترمذي ج ٢ ص ١٨٣] روى بسنده عن أنس بن مالك قال : بعث النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ببراءة مع أبي بكر ثم دعاه فقال : لا ينبغي لأحد أن يبلغ هذا إلا رجل من أهلي فدعا علياً (عليه السلام) فأعطاه إياه ، (أقول) ورواه النسائي أيضاً في خصائصه (ص ٢٠) وأحمد بن حنبل أيضاً في مسنده (ج ٣ ص ٢٨٣) والسيوطي أيضاً في الدر المنثور في ذيل تفسير قوله تعالى :( بَرٰاءَةٌ مِنَ اَللّٰهِ وَرَسُولِهِ ) وقال : أخرجه ابن أبي شيبة وأحمد والترمذي ، وحسنه ، وأبو الشيخ وابن مردويه عن أنس.

[صحيح الترمذي أيضاً ج ٢ ص ١٨٣] روى بسنده عن ابن عباس قال : بعث النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أبا بكر وأمره أن ينادى بهؤلاء الكلمات ، ثم أتبعه علياً (عليه السلام) فبينا أبو بكر في بعض الطريق إذ سمع رغاء ناقة رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم القصواء فخرج أبو بكر فزعاً فظن أنه رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فاذا هو علي (عليه السلام) فدفع اليه كتاب رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وأمر علياً

٣٨٢

(عليه السلام) أن ينادي بهؤلاء الكلمات (الحديث) ثم روى عن زيد بن يثيع قال : سألنا علياً (عليه السلام) بأي شيء بعثت في الحجة؟ قال : بعثت بأربع أن لا يطوف بالبيت عريان ، ومن كان بينه وبين النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم عهد فهو إلى مدته ومن لم يكن له عهد فأجله أربعة أشهر ، ولا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة ، ولا يجتمع المشركون والمسلمون بعد عامهم هذا.

[خصائص النسائي ص ٢٠] روى بسنده عن زيد بن يثيع عن علي عليه السلام : إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بعث ببراءة إلى أهل مكة مع أبي بكر ، ثم أتبعه بعلي (عليه السلام) فقال له : خذ الكتاب فامض به إلى أهل مكة ، قال : فلحقه فأخذ الكتاب منه فانصرف أبو بكر وهو كئيب فقال لرسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : أنزل في شىء؟ قال : لا ، إلا أني أُمرت أن أبلغه أنا أو رجل من أهل بيتي.

[خصائص النسائي أيضاً ص ٢٠] روى بسنده عن سعد قال : بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أبا بكر ببراءة حتى إذا كان ببعض الطريق أرسل علياً (عليه السلام) فأخذها منه ثم سار بها فوجد أبو بكر في نفسه ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لا يؤدى عنى إلا أنا أو رجل مني ، (أقول) وذكره السيوطي أيضاً في الدر المنثور في ذيل تفسير قوله تعالى :( بَرٰاءَةٌ مِنَ اَللّٰهِ وَرَسُولِهِ ) باختلاف يسير في اللفظ ، وقال : أخرجه ابن مردويه عن سعد بن أبي وقاص.

[تفسير ابن جرير ج ١٠ ص ٤٦] روى بسنده عن زيد بن يثيع قال : نزلت براءة فبعث بها رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أبا بكر ثم أرسل علياً (عليه السلام) فأخذها منه ، فلما رجع أبو بكر قال : هل نزل في شىء؟ قال : لا ولكني أمرت أن أبلغها أنا أو رجل من أهل بيتى.

[تفسير ابن جرير أيضاً ج ١٠ ص ٤٦] روى بسنده عن ابن عباس :

٣٨٣

إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بعث أبا بكر ببراءة ثم أتبعه علياً (عليه السلام) فأخذها منه ، فقال أبو بكر : يا رسول اللّه حدث فيَّ شي؟ قال : لا (الحديث).

[تفسير ابن جرير أيضاً ج ١٠ ص ٤٧] روى بسنده عن السدي قال : لما نزلت هذه الآيات إلى رأس أربعين آية بعث بهن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم مع أبي بكر وأمره على الحج ، فلما سار فبلغ الشجرة من ذي الحليفة أتبعه بعلي عليه السلام فأخذها منه ، فرجع أبو بكر إلى النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال : يا رسول اللّه بأبي أنت وأمي أنزل في شأني شيء؟ قال : لا ولكن لا يبلغ عني غيري أو رجل مني (الحديث).

[مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ٥١] روى بسنده عن جميع بن عمير الليثي قال : أتيت عبد اللّه بن عمر فسألته عن علي عليه السلام فانتهرني ثم قال : ألا أُحدثك عن علي (عليه السلام) هذا بيت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في المسجد ، وهذا بيت علي (عليه السلام) إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بعث أبا بكر وعمر ببراءة إلى أهل مكة فانطلقا فاذا هما براكب فقالا : من هذا؟ قال : أنا علي يا أبا بكر هات الكتاب الذي معك قال : وما لى؟ قال : واللّه ما علمت إلا خيرا ، فأخذ علي (عليه السلام) الكتاب فذهب به ورجع أبو بكر وعمر إلى المدينة فقالا : ما لنا يا رسول اللّه؟ قال : ما لكما إلا خير ولكن قيل لي : إنه لا يبلغ عنك إلا أنت أو رجل منك.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج ١ ص ٣] روى بسنده عن زيد بن يثيع عن أبي بكر : إن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بعثه ببراءة لأهل مكة ، لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان ، ولا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة ، من كان بينه وبين رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم مدة فأجله إلى مدته ، واللّه بريء من المشركين ورسوله ، قال : فسار بها ثلاثاً ثم قال لعلى

٣٨٤

(عليه السلام) : إلحقه فرد عليّ أبا بكر وبلغها أنت ، قال : ففعل ، قال : فلما قدم على النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أبو بكر بكى وقال : يا رسول اللّه حدث فيّ شيء؟ قال : ما حدث فيك إلا خير ولكن أمرت أن لا يبلغه إلا أنا أو رجل مني.

[أقول] وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج ١ ص ٢٤٦) وقال : أخرجه ابن خزيمة وأبو عوانة والدار قطني في الأفراد ، وذكر المحب الطبري أيضاً حديثاً في هذا المعنى في ذخائره (ص ٦٩) وقال في آخره : غير أنه لا يبلغ عني غيري أو رجل مني ـ يعني علياً ـ ثم قال : أخرجه أبو حاتم.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج ١ ص ١٥١] روى بسنده عن حنش عن علي عليه السلام ، قال : لما نزلت عشر آيات من براءة على النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم دعا النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أبا بكر فبعثه بها يستقرئها على أهل مكة ، ثم دعاني النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال لي : أدرك أبا بكر فحيثما لحقته فخذ الكتاب منه فاذهب به إلى أهل مكة فاقرأه عليهم فلحقته بالجحفة فأخذت الكتاب منه ، فرجع أبو بكر إلى النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال : يا رسول اللّه نزل في شىء؟ قال : لا ولكن جبرئيل جاءنى فقال : لن يؤدى عنك إلا أنت أو رجل منك ، (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج ١ ص ٢٤٦) وقال. أخرجه أبو الشيخ وابن مردويه.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل أيضاً ج ١ ص ٣٣٠] روى بسنده عن عمرو بن ميمون قال : إني لجالس إلى ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط فقالوا : يا بن عباس إما أن تقوم معنا وإما أن تخلونا هؤلاء فقال ابن عباس : بل أقوم معكم ـ قال : فجاء ينفض ثوبه ويقول : أف وتف وقعوا في رجل له عشر (إلى أن قال) قال : ثم بعث فلاناً بسورة التوبة فبعث علياً (عليه السلام) خلفه فأخذها منه قال : لا يذهب بها إلا رجل مني وأنا منه (الحديث) (أقول) وقد تقدم تمامه في باب آية التطهير (ج ١ ص ٢٣٠) ورواه النسائي

٣٨٥

أيضاً في خصائصه (ص ٨) وقال : وبعث أبا بكر بسورة التوبة وبعث علياً عليه السلام خلفه (الخ) ، وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج ٢ ص ٢٠٣) وقال : أخرجه بتمامه أحمد والحافظ أبو القاسم الدمشقي في الموافقات وفي الأربعين الطوال ، قال : وأخرج النسائي بعضه (انتهى) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج ٩ ص ١١٩) وقال : رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط باختصار.

[السيوطي في الدر المنثور] في ذيل تفسير قوله تعالى :( بَرٰاءَةٌ مِنَ اَللّٰهِ وَرَسُولِهِ ) ، قال : وأخرج ابن حبان وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري قال : بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أبا بكر يؤدي عنه براءة فلما أرسله بعث إلى علي (عليه السلام) فقال : يا علي إنه لا يؤدى عنى إلا أنا أو أنت فحمله على ناقته العضباء فسار حتى لحق بأبى بكر فأخذ منه براءة ، فأتى أبو بكر النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وقد دخله من ذلك مخافة أن يكون قد أنزل فيه شيء ، فلما أتاه قال : ما لي يا رسول اللّه؟ (وساق الحديث) إلى أن ذكر قول النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لا يبلغ عني غيري أو رجل مني.

[ثم] إن ها هنا حديثاً يناسب ذكره في خاتمة هذا الباب ، وهو ما ذكره المتقي في كنز العمال (ج ٦ ص ٣٩٩) قال : عن جابر لما سأل أهل قبا النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أن يبني لهم مسجداً ، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : ليقم بعضكم فيركب الناقة ، فقام أبو بكر فركبها وحركها فلم تنبعث فرجع وقعد ، فقام عمر فركبها فحركها فلم تنبعث ، فرجع فقعد ، فقام علي عليه السلام فلما وضع رجله في غرز الركاب وثبت به قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : يا علي أرخ زمامها وانبؤ على مدارها فانها مأمورة قال : أخرجه الطبراني ، (أقول) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج ٤ ص ١١) وقال : رواه الطبراني في الكبير.

٣٨٦

بابٌ

إن علياً عليه السّلام بعثه النبي (ص) الى الجن

ليدعوهم إلى الإسلام

[الإصابة لابن حجر ج ٤ القسم ١ ص ٢٣٥] في ترجمة عرفطة بن شمراح الجني من بني نجاح ، ذكر عن الخرائطي في الهواتف حديثاً مسنداً عن سلمان الفارسى قال : كنا مع النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في مسجده في يوم مطير فسمعنا صوت السلام عليك يا رسول اللّه فرد عليه ، فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : من أنت؟ قال : أنا عرفطة أتيتك مسلماً وانتسب له كما ذكرنا ، فقال : مرحباً بك إظهر لنا في صورتك ، قال سلمان : فظهر لنا شيخ أرث أشعر وإذا بوجهه شعر غليظ متكاثف ، وإذا عيناه مشقوقتان طولاً ، وله فم في صدره أنياب بادية طوال ، وإذا في أصابعه أظفار مخاليب كأنياب السباع فأقشعرت منه جلودنا ، فقال الشيخ : يا نبي اللّه أرسل معي من يدعو جماعة من قومى إلى الإسلام وأنا أرده اليك سالماً (قال) ابن حجر فذكر ـ يعني الخرائطي ـ قصة طويلة في بعثه معه علي بن أبي طالب (عليه السلام) فأركبه على بعير وأردف سلمان وإنهم نزلوا في واد لا زرع فيه ولا شجر ، وإن علياً عليه السلام أكثر من ذكر اللّه ، ثم صلى سلمان بالشيخ الصبح ، ثم قام خطيباً ـ يعني علياً عليه السلام ـ فتذمروا عليه فدعا بدعاء

٣٨٧

طويل ، فنزلت صواعق أحرقت كثيراً ، ثم أذعن من بقى وأقروا بالإسلام ورجع بعلي عليه السلام وسلمان ، فقال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لعلي (عليه السلام) لما قص قصتهم أما إنهم لا يزالون لك هائبين إلى يوم القيامة.

٣٨٨

باب

إن علياً عليه السّلام يقاتل على تأويل القرآن

كما قاتل النبي (ص) على تنزيله

[خصائص النسائي ص ٤٠] روى بسنده عن أبي سعيد الخدري قال : كنا جلوساً ننظر رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فخرج الينا قد انقطع شسع نعله فرمى به إلى علي (عليه السلام) فقال : إن منكم رجلاً يقاتل الناس على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله ، قال أبو بكر : أنا؟ قال : لا قال عمر : أنا؟ قال : لا ، ولكن خاصف النعل.

[مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١٢٢] روى بطريقين عن أبي سعيد قال : كنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فانقطعت نعله فتخلف علي (عليه السلام) يخصفها فمشى قليلا ثم قال : إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله ، فاستشرف لها القوم وفيهم أبو بكر وعمر ، قال أبو بكر : أنا هو؟ قال : لا ، قال عمر : أنا هو؟ قال : لا ولكن خاصف النعل يعني علياً (عليه السلام) فأتيناه فبشرناه فلم يرفع به رأسه كأنه قد كان سمعه من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، قال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج ٣ ص ٣٣] روى بسنده عن أبي سعيد

٣٨٩

قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إن منكم من يقاتل على تأويله كما قاتلت على تنزيله ، قال : فقام أبو بكر وعمر فقال صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لا ولكن خاصف النعل وعلي عليه السلام يخصف نعله.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج ٣ ص ٨٢] روى بطريقين عن أبي سعيد الخدري يقول : كنا جلوساً ننتظر رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فخرج علينا من بعض بيوت نسائه قال : فقمنا معه فانقطعت نعله فتخلف عليها علي (عليه السلام) يخصفها ، فمضى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ومضينا معه ثم قام ينتظره وقمنا معه فقال : إن منكم من يقاتل على تأويل هذا القرآن كما قاتلت على تنزيله ، فاستشرفنا وفينا أبو بكر وعمر فقال صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لا ولكنه خاصف النعل ، قال : فجئنا نبشره (قال) في أحدهما وكأنه قد سمعه وقال في الآخر : فلم يرفع به رأساً كأنه قد سمعه.

[حلية الأولياء لأبي نعيم ج ١ ص ٦٧] روى بسنده عن أبي سعيد الخدري قال : كنا نمشي مع النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فانقطع شسع نعلة فتناولها علي (عليه السلام) يصلحها ثم مشى فقال : يا أيها الناس إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله ، قال أبو سعيد : فخرجت فبشرته بما قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فلم يكترث به فرحاً كأنه قد سمعه.

[أُسد الغابة لابن الأثير ج ٣ ص ٢٨٢] قال : روى السري بن اسماعيل عن عامر الشعبي عن عبد الرحمن بن بشير قال : كنا جلوساً عند النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إذ قال : ليضربنكم رجل على تأويل القرآن كما ضربتكم على تنزيله ، فقال أبو بكر : أنا هو؟ قال : لا قال عمر : أنا هو؟ قال : لا ولكن خاصف النعل ، وكان علي عليه السلام يخصف نعل رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم.

[أُسد الغابة أيضاً ج ٤ ص ٣٢] روى بسنده عن أبي سعيد قال : كنا

٣٩٠

مع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فانقطع شسعه فأخذها علي (عليه السلام) يصلحها فمضى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال : إن منكم رجلاً يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله ، فاستشرف لها القوم فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لكنه خاصف النعل فجاء فبشرناه بذلك فلم يرفع به رأساً كأنه شيء قد سمعه من النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم.

[الإصابة لابن حجر ج ١ القسم ١ ص ٢٢] روى بسنده عن الأخضر ابن أبي الأخضر عن النبي صلّى الله عليه (اله) وسلم فقال : ان منكم رجلاً يقال على تأويل القران كما قاتلت على تنزيله ، فاستشرف لها القوم فقال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم لكنه خاصف النعل فجاء فبشرنا بذلك فلم يرفع به راساً كأنه شيء قد سمعه من النبي صلى الله عليه واله وسلم.

[الإصابة لابن حجر ج ١ القسم ١ ص ٢٢] روى بسنده عن الأخضر بن أبي الأخضر عن النبي صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : أنا أقاتل على تنزيل القرآن وعلي يقاتل على تأويله ، (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج ٦ ص ١٥٥) وقال : أخرجه الدار قطني في الأفراد.

[الإصابة أيضاً ج ٤ القسم ١ ص ١٥٢] قال : وأخرج الباوردي وابن مندة من طريق سيف بن محمد عن السرى بن يحيى عن الشعبى عن عبد الرحمن ابن بشير قال : كنا جلوساً مع النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إذ قال : ليضربنكم رجل على تأويل القرآن كما ضربتكم على تنزيله فقال أبو بكر : أنا هو يا رسول اللّه؟ قال : لا فقال عمر : أنا هو يا رسول اللّه؟ قال : لا ولكن خاصف النعل فانطلقنا فاذا علي (عليه السلام) يخصف نعل رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في حجرة عائشة فبشرناه.

[الاستيعاب لابن عبد البر ج ٢ ص ٤٢٣] قال : وروى الأعمش عن أبي عبد الرحمن السلمي قال : شهدنا مع علي عليه السلام صفين فرأيت عمار بن ياسر لا يأخذ في ناحية ولا واد من أودية صفين إلا رأيت أصحاب محمد صلى

٣٩١

اللّه عليه (وآله) وسلم يتبعونه كأنه علم لهم ، وسمعت عماراً يقول يومئذٍ لهاشم بن عتبة : يا هاشم تقدم الجنة تحت الأبارقة ، اليوم ألقى الأحبة محمداً وحزبه ، واللّه لو هزمونا حتى يبلغوا بنا سعفات هجر لعلمنا أنا على الحق وأنهم على الباطل ثم قال :

نحن ضربناكم على تنزيله

فاليوم نضربكم على تأويله

ضرباً يزيل الهام عن مقيله

ويذهل الخليل عن خليله

أو يرجع الحق إلى سبيله

قال : فلم أر أصحاب محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قتلوا في موطن ما قتلوا يومئذٍ.

[أقول] قول عمار رضوان اللّه عليه :

هو إشارة إلى الحديث المشهور وكأنه هو شيء قد سمعه من النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم.

[كنز العمال ج ٦ ص ١٥٥] ولفظه : إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله ، قيل : أبو بكر وعمر؟ قال : لا ولكنه خاصف النعل ـ يعني علياً عليه السلام ـ قال : أخرجه أحمد في مسنده ، وأبو يعلى في مسنده ، والبيهقي في شعب الإيمان ، والحاكم في المستدرك ، وأبو نعيم في حليته ، وسعيد بن منصور في سننه ، كلهم عن أبي سعيد ـ يعني الخدري.

[كنز العمال أيضاً ج ٦ ص ٣٩٠] قال : عن أبي ذر قال : كنت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وهو ببقيع الغرقد فقال : والذي نفسي بيده إن فيكم رجلاً يقاتل الناس من بعدي على تأويل القرآن كما قاتلت المشركين على تنزيله ، وهم يشهدون أن لا إله إلا اللّه ، فيكبر قتلهم على الناس حتى يطعنوا على ولىّ اللّه ويسخطوا عمله كما سخط موسى أمر السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار ، وكان خرق السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار للّه رضىً وسخط ذلك موسى ، قال : أخرجه الديلمي.

٣٩٢

[كنز العمال ج ٦ ص ٣٩١] قال : عن أبي سعيد قال : كنا جلوساً في المسجد فخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فجلس الينا ولكأن على رؤوسنا الطير لا يتكلم منا أحد ، قال : إن منكم رجلاً يقاتل الناس على تأويل القرآن كما قاتلتم على تنزيله ، فقام أبو بكر فقال ، أنا هو يا رسول اللّه؟ قال لا فقام عمر فقال : أنا هو يا رسول اللّه؟ قال لا ولكنه خاصف النعل في الحجرة ، فخرج علينا علي (عليه السلام) ومعه نعل رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يصلح ، قال : أخرجه ابن أبي شيبة وأحمد بن حنبل في مسنده ، وأبو يعلى في مسنده ، وابن حبان في صحيحه ، والحاكم في مستدركه ، وأبو نعيم في حليته ، وسعيد بن منصور في سننه.

[الهيثمي في مجمعه ج ٥ ص ١٨٦] قال : وعن أبي سيعد الخدري قال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : ان منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله ، فقال أبو بكر أنا هو يا رسول اللّه؟ قال : لا قال عمر أنا هو يا رسول اللّه؟ قال : لا ولكنه خاصف النعل ، وكان أعطى علياً (عليه السلام) نعله يخصفها ، قال : رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح (اقول) وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج ٢ ص ١٩٢) وقال : أخرجه أبو حاتم.

[ثم] إن ههنا حديثاً يناسب ذكره في خاتمة هذا الباب وهو ما ذكره المحب الطبري في الرياض النضرة (ج ٢ ص ١٦٧) قال : وعن علي (عليه السلام) قال طلبني النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فوجدني في حائط نائماً فضربني برجله وقال : قم لأرضينك ، أنت أخي وأبو ولدي تقاتل على سنتي ، من مات على عهدي فهو في كنز الجنة ، ومن مات على عهدك فقد قضى نحبه ، ومن مات يحبك بعد موتك ختم اللّه له بالأمن والايمان ما طلعت شمس أو غربت ، قال : خرجه أحمد في المناقب (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج ٦ ص ٤٠٤) وقال : خرجه أبو يعلى ثم قال : قال البوصيري رواته ثقات.

٣٩٣

باب

إن علياً (ع) يقاتل وجبريل

عن يمينه وميكائيل عن يساره

[مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١٧٢] روى بسنده عن علي بن الحسين عليهما السلام قال : خطب الحسن بن على عليهما السلام على الناس حين قتل علي عليه السلام ، فحمد اللّه وأثنى عليه ثم قال : لقد قبض في هذه الليلة رجل لا يسبقه الأولون ، ولا يدركه الآخرون ، وقد كان رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يعطيه رايته فيقاتل وجبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره فما يرجع حتى يفتح اللّه عليه ، وما ترك على أهل الأرض صفراء ولا بيضاء إلا سبعمائة درهم فضلت من عطاياه أراد أن يبتاع بها خادماً لأهله (الحديث).

[مسند الامام أحمد بن حنبل ج ١ ص ١٩٩] روى بسنده عن هبيرة قال : خطبنا الحسن بن على (عليهما السلام) فقال : لقد فارقكم رجل بالامس لم يسبقه الاولون بعلم ، ولا يدركه الآخرون ، وكان رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يبعثه بالراية جبريل عن يمينه وميكائيل عن شماله لا ينصرف حتى يفتح له (أقول) وذكره المحب الطبري أيضاً في ذخائره (ص ٧٦) وقال : أخرجه أحمد ، وخرجه أبو حاتم.

٣٩٤

[حلية الأولياء لأبي نعيم ج ١ ص ٦٥] روى بسنده عن هبيرة بن يريم إن الحسن بن على (عليهما السلام) قام وخطب الناس وقال : لقد فارقكم رجل بالأمس لم يسبقه الأولون ، ولا يدركه الآخرون بعلم ، كان رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم. يبعثه فيعطيه الراية فلا يرتد حتى يفتح اللّه عز وجل عليه ، جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره ، ما ترك صفراء ولا بيضاء إلا سبعمائة فضلت من عطائه أراد أن يشتري بها خادماً (أقول) ورواه ابن سعد أيضاً في طبقاته (ج ٣ ص ٢٥) باختلاف يسير في اللفظ.

[طبقات ابن سعد ج ٣ القسم ١ ص ٢٦] روى بسنده عن هبيرة ابن يريم قال : لما توفي علي بن أبي طالب (عليه السلام) قام الحسن بن على (عليهما السلام) فصعد المنبر فقال : أيها الناس قبض الليلة رجل لم يسبقه الأولون ، ولا يدركه الآخرون ، قد كان رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يبعثه البعث فيكتنفه جبريل عن يمينه وميكائيل عن شماله فلا ينثنى حتى يفتح اللّه له ، وما ترك إلا سبعمائة درهم أراد أن يشترى بها خادماً ، ولقد قبض في الليلة التي عرج فيها بروح عيسى بن مريم ليلة سبع وعشرين من رمضان.

[خصائص النسائي ص ٨] روى بسنده عن هبيرة بن يريم قال : جمع الناس الحسن بن على (عليهما السلام) وعليه عمامة سوداء لما قتل أبوه فقال : لقد كان قتلتم بالأمس رجلاً ما سبقه الأولون ، ولا يدركه الآخرون وإن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : لأعطين الراية غداً رجلاً يحب اللّه ورسوله ، ويحبه اللّه ورسوله ، ويقاتل ، جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره ثم لا ترد رايته حتى يفتح اللّه عليه ، ما ترك ديناراً ولا درهماً إلا تسعمائة أخذها عياله من عطاء كان أراد أن يبتاع بها خادماً لأهله

[كنز العمال ج ٦ ص ٣٩٥] قال : روى مسنداً عن عمر بن الخطاب قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لأعطين الراية رجلاً يحب

٣٩٥

اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله كراراً غير فرار يفتح اللّه عليه جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره ، فبات الناس متشوقين ، فلما أصبح قال : اين علي؟ قالوا : يا رسول اللّه ما يبصر قال : إئتوني به فلما أتى به فقال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : أدن مني فدنا منه فتفل في عينيه ومسحهما بيده فقام علي (عليه السلام) من بين يديه كأنه لم يرمد ، قال : أخرجه الدارقطني في سننه ، والخطيب في تاريخه ، وابن عساكر.

[كنز العمال ج ٦ ص ٤١٢] قال : عن عاصم بن ضمرة قال : خطب الحسن بن على (عليهما السلام) حين قتل علي عليه السلام فقال : يا أهل العراق لقد كان فيكم بين أظهركم رجل قتل الليلة وأصيب اليوم لم يسبقه الاولون بعلم ، ولا يدركه الآخرون ، كان النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إذا بعثه في سرية كان جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره فلا يرجع حتى يفتح اللّه عليه ، قال : أخرجه ابن أبي شيبة.

[كنز العمال ج ٦ ص ٤١٢] قال : عن هبيرة بن يريم قال : سمعت الحسن عليه السّلام قام خطيباً فخطب الناس فقال : يا أيها الناس لقد فارقكم امس رجل ما سبقه الأولون ، ولا يدركه الآخرون ، ولقد كان رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يبعثه البعث فيعطيه الراية فما يرجع حتى يفتح اللّه عليه ، جبريل عن يمينه وميكائيل عن شماله ، ما ترك بيضاء ولا صفراء إلا سبعمائة درهم فضلت من عطائه أراد أن يشتري بها خادما ، قال : أخرجه ابن أبي شيبة ، وأحمد بن حنبل في مسنده ، وأبو نعيم ، وابن عساكر قال : وأورده ابن جرير من طريق الحسن والحسين (عليهما السلام).

[الهيثمي في مجمعه ج ٩ ص ١٤٦] قال : عن أبي الطفيل قال : خطبنا الحسن بن علي (عليهما السلام) فحمد اللّه وأثنى عليه وذكر أمير المؤمنين (عليه السلام) خاتم الأوصياء ووصي الأنبياء وامين الصديقين والشهداء (ثم قال) : يا أيها الناس لقد فارقكم رجل ما سبقه الأولون ، ولا يدركه الآخرون ، لقد كان رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يعطيه الراية

٣٩٦

فيقاتل جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره فما يرجع حتى يفتح اللّه عليه ، ولقد قبضه اللّه في الليلة التي قبض فيها وصى موسى وعرج بروحه في الليلة التي عرج فيها بروح عيسى بن مريم عليه السّلام وفي الليلة التي أنزل اللّه عز وجل فيها الفرقان ، واللّه ما ترك ذهباً ولا فضة وما في بيت ماله إلا سبعمائة وخمسون درهماً فضلت من عطائه وأراد أن يشترى بها خادماً لأم كلثوم (الحديث) قال : رواه الطبراني في الأوسط والكبير باختصار وأبو يعلى باختصار والبزار بنحوه ، ورواه أحمد باختصار كثير ، قال واسناد أحمد وبعض طرق البزار والطبراني في الكبير حسان.

[ذخائر العقبى ص ١٣٨] قال : عن زيد بن الحسن عليه السّلام قال : خطب الحسن عليه السّلام الناس حين قتل علي بن أبي طالب عليه السلام ، فحمد اللّه وأثنى عليه ثم قال : لقد قبض في هذه الليلة رجل لم يسبقه الأولون ولا يدركه الآخرون ، وقد كان رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يعطيه رايته فيقاتل ، جبريل عن يمينه وميكائيل عن شماله فما يرجع حتى يفتح اللّه عليه ، ولا ترك على وجه الأرض صفراء ولا بيضاء إلا سبعمائة درهم فضلت من عطائه أراد أن يبتاع بها خادماً لأهله (الحديث) قال : خرجه الدولابى.

[ثم] ان ههنا حديثاً يناسب ذكره في خاتمة هذا الباب ، وهو ما ذكره المتقي في كنز العمال (ج ٣ ص ١٥٤) قال : عن عثمان بن عبد اللّه (إلى أن قال) عن أبي ذر قال : لما كان أول يوم في البيعة لعثمان اجتمع المهاجرون والأنصار في المسجد وجاء علي بن أبي طالب (عليه السلام) فأنشأ يقول : إن أحق ما ابتدأ به المبتدؤن ، ونطق به الناطقون ، وتفوه به القائلون ، حمد اللّه والثناء عليه بما هو أهله ، والصلاة على النبي محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال : الحمد للّه المتفرد بدوام البقاء (وساق خطبة طويلة) إلى أن قال : هل تعلمون إني كنت إذا قاتلت عن يمين النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قاتلت الملائكة عن يساره؟ قالوا : اللهم نعم (الحديث).

٣٩٧

باب

إن علياً عليه السّلام أمره النبي (ص)

بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين

[مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١٣٩] روى بسنده عن عقاب بن ثعلبة ، حدثني أبو أيوب الأنصاري في خلافة عمر بن الخطاب ، قال : أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم علي بن أبي طالب (عليه السلام) بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين.

[مستدرك الصحيحين أيضاً ج ٣ ص ١٣٩] روى بسنده عن الأصبغ ابن نباتة عن أبي أيوب الأنصاري قال : سمعت النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول لعلى بن أبي طالب (عليه السلام) : تقاتل الناكثين والقاسطين بالطرقات والنهروانات وبالسعفات ، قال أبو أيوب : قلت : يا رسول اللّه مع من نقاتل هؤلاء الأقوام؟ قال : مع علي بن أبي طالب.

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج ٨ ص ٣٤٠] روى بسنده عن خليد العصري قال : سمعت أمير المؤمنين علياً (عليه السلام) يقول يوم النهروان : أمرني رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بقتال الناكثين والمارقين والقاسطين.

[تاريخ بغداد أيضاً ج ١٣ ص ١٨٦] روى بسنده عن علقمة والأسود

٣٩٨

قالا : أتينا أبا أيوب الأنصاري عند منصرفه من صفين فقلنا له : يا أبا أيوب إن اللّه أكرمك بنزول محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وبمجيء ناقته تفضلاً من اللّه وإكراماً لك حتى أناخت ببابك دون الناس ثم جئت بسيفك على عاتقك تضرب به أهل لا إله إلا اللّه ، فقال : يا هذا إن الرائد لا يكذب أهله ، وإن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أمرنا بقتال ثلاثة مع علي عليه السلام بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين ، فأما الناكثون فقد قاتلناهم أهل الجمل طلحة والزبير ، وأما القاسطون فهذا منصرفنا من عندهم ـ يعني معاوية وعمراً ـ وأما المارقون فهم أهل الطرقات وأهل السعيفات وأهل النخيلات وأهل النهروانات ، واللّه ما أدرى أين هم ولكن لا بد من قتالهم إن شاء اللّه ، قال : وسمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول لعمار : تقتلك الفئة الباغية وأنت إذ ذاك مع الحق معك ، يا عمار بن ياسر إن رأيت علياً قد سلك وادياً وسلك الناس وادياً غيره فاسلك مع علي فانه لن يدليك في ردى ولن يخرجك من هدى ، يا عمار من تقلد سيفاً أعان به علياً على عدوه قلده اللّه يوم القيامة وشاحين من در ، ومن تقلد سيفاً أعان به عدو علي عليه قلده اللّه يوم القيامة وشاحين من نار قلنا ، يا هذا حسبك رحمك اللّه حسبك رحمك اللّه (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال ج ٦ ص ١٥٥ وقال فيه لن يدلك على ردى ولن يخرجك من الهدى (قال) اخرجه الديلمي عن عمار بن ياسر وعن أبي ايوب.

[أُسد الغابة لابن الأثير ج ٤ ص ٣٢] روى بسنده عن أبي سعيد الخدري قال : أمرنا رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين ، فقلنا : يا رسول اللّه أمرتنا بقتال هؤلاء فمع من؟ فقال : مع علي بن أبي طالب ، معه يقتل عمار بن ياسر.

[أُسد الغابة أيضاً ج ٤ ص ٣٣] روى بسنده عن مخنف بن سليم قال : أتينا أبا أيوب الأنصاري فقلنا : قاتلت بسيفك المشركين مع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ثم جئت تقاتل المسلمين قال : أمرني رسول اللّه صلى

٣٩٩

اللّه عليه (وآله) وسلم بقتل الناكثين والقاسطين والمارقين ، (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج ٦ ص ٨٨) وقال في آخره : فقد قاتلت الناكثين والقاسطين وأنا مقاتل إن شاء اللّه المارقين (قال) أخرجه ابن جرير.

[أُسد الغابة أيضاً ج ٤ ص ٣٣] روى بسنده عن علي بن ربيعة قال : سمعت علياً (عليه السلام) على منبركم هذا يقول : عهد إلي رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أن أُقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين.

[السيوطي في الدر المنثور] في ذيل تفسير قوله تعالى :( فَإِمّٰا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنّٰا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ ) في سورة الزخرف ، (قال) وأخرج ابن مردويه من طريق محمد بن مروان عن الكلبي عن أبي صالح عن جابر بن عبد اللّه عن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في قوله :( فَإِمّٰا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنّٰا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ ) نزلت في علي بن أبي طالب (عليه السلام) إنه ينتقم من الناكثين والقاسطين بعدى.

[كنز العمال ج ٦ ص ٨٢] قال : عن علي بن ربيعة قال : سمعت علياً عليه السلام على المنبر وأتاه رجل فقال : يا أمير المؤمنين ما لي أراك تستحل الناس استحلال الرجل إبله أبعهد من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أو شيئاً رأيته؟ قال : واللّه ما كذبت ولا كذبت ولا ضللت ولا ضل بي بل عهد من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم عهده إلي وقد خاب من افترى ، عهد إلي النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أن أُقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين ، قال : أخرجه البزار وأبو يعلى.

[كنز العمال ج ٦ ص ٨٨] قال : عن الثوري ومعمر عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن أبي صادق قال : قدم علينا أبو أيوب الأنصاري العراق فقلت له : يا أبا أيوب قد كرمك اللّه بصحبة نبيه محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وبنزوله عليك فمالي أراك تستقبل الناس تقاتلهم ، تستقبل هؤلاء مرة وهؤلاء مرة ، فقال : إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم

٤٠٠

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465