فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة الجزء ٢

فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة0%

فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة مؤلف:
تصنيف: مكتبة الحديث وعلومه
الصفحات: 465

فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة

مؤلف: آية الله السيد مرتضى الحسيني الفيروزآبادي
تصنيف:

الصفحات: 465
المشاهدات: 124244
تحميل: 5134


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 465 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 124244 / تحميل: 5134
الحجم الحجم الحجم
فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة

فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة الجزء 2

مؤلف:
العربية

الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكانه ، روى بطريقين عن أبي سعيد الخدري قال : أخبرني من هو خير مني أن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال لعمار حين يحفر الخندق ، جعل يمسح رأسه ويقول : بؤس ابن سمية تقتلك فئة باغية ، (اللغة) ـ قال ابن الأثير الجزرى في نهاية غريب الحديث بمادة (بأس) : «ومنه حديث عمار رضي اللّه عنه (بؤس ابن سمية) كأنه ترحم له من الشدة التي يقع فيها».

[صحيح مسلم في الباب المتقدم] روى بطرق عديدة عن أم سلمة إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال لعمار : تقتلك الفئة الباغية.

[صحيح الترمذي ج ٢ في مناقب عمار] روى بسنده عن أبي هريرة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إبشر يا عمار تقتلك الفئة الباغية ، قال : وفي الباب عن أم سلمة وعبد اللّه بن عمر وأبي اليسر وحذيفة.

[مستدرك الصحيحين ج ٢ ص ١٤٨] روى بسنده عن خالد العربى قال : دخلت أنا وأبو سعيد الخدري على حذيفة فقلنا : يا أبا عبد اللّه حدثنا ما سمعت من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في الفتنة؟ قال حذيفة : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : دوروا مع كتاب اللّه حيثما دار فقلنا : فاذا اختلف الناس فمع من نكون؟ فقال : انظروا الفئة التي فيها ابن سمية فالزموها فانه يدور مع كتاب اللّه ، قلت : ومن ابن سمية؟ قال : أوَ ما تعرفه؟ قلت : بينه لي ، قال : عمار بن ياسر ، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول لعمار : يا أبا اليقظان لن تموت حتى تقتلك الفئة الباغية عن الطريق ، قال الحاكم : هذا حديث له طرق بأسانيد صحيحة.

[مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ٣٨٥] روى بسنده عن عمارة بن خزيمة بن ثابت قال : شهد خزيمة بن ثابت الجمل وهو لا يسل سيفاً ، وشهد

٤٢١

صفين ، قال : أنا لا أضل أبداً بقتل عمار فأنظر من يقتله فاني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : تقتلك الفئة الباغية ، قال : فلما قتل عمار قال خزيمة : قد حانت لي الضلالة ثم أقرب ، وكان الذي قتل عماراً أبو غادية المزني بالرمح فسقط فقاتل حتى قتل ، وكان يومئذٍ يقاتل وهو ابن أربع وتسعين فلما وقع كبّ عليه رجل آخر فاحتز رأسه فأقبلا يختصمان كل منهما يقول : أنا قتلته ، فقال عمرو بن العاص : واللّه إن يختصمان إلا في النار ، فقال عمرو : هو واللّه ذاك ، واللّه إنك لتعلمه ولوددت أني مت قبل هذا بعشرين سنة ، (أقول) ورواه ابن سعد أيضاً في طبقاته (ج ٣ ص ١٨٥) وقال فيه : قد بانت لي الضلالة واقترب فقاتل حتى قتل (الحديث) (ورواه) ابن الاثير أيضاً في أُسد الغابة ج ٤ ص ٤٧ (وابن حجر) في اصابته ج ٢ ص ١١١ (وفي تهذيب التهذيب) ج ٣ ص ١٤٠ مختصراً.

[مستدرك الصحيحين أيضاً ج ٣ ص ٣٨٦] روى بسنده عن محمد ابن عمرو بن حزم قال : لما قتل عمار بن ياسر دخل عمرو بن حزم على عمرو ابن العاص فقال : قتل عمار وقد سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : تقتله الفئة الباغية ، فقام عمرو فزعاً حتى دخل على معاوية فقال له معاوية : ما شأنك؟ فقال : قتل عمار بن ياسر قال : فماذا؟ فقال عمرو : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : تقتله الفئة الباغية ، فقال له معاوية : أنحن قتلناه؟ إنما قتله علي وأصحابه ، جاؤا به حتى ألقوه بين رماحنا أو قال سيوفنا (قال الحاكم) صحيح على شرطهما ـ يعني على شرط الشيخين البخاري ومسلم ـ ولم يخرجاه بهذه السياقة ، (أقول) وسيأتي جواب علي عليه السلام لمعاوية فقال : إن كنت قتلته فالنبى صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قتل حمزة حين أرسله إلى قتال الكفار.

[مستدرك الصحيحين أيضاً ج ٣ ص ٣٨٧] روى بسنده عن أبي عبد الرحمن السلمي قال : شهدنا صفين فكنا إذا توادعنا دخل هؤلاء في عسكر هؤلاء وهؤلاء في عسكر هؤلاء ، فرأيت أربعة يسيرون ، معاوية ابن أبي

٤٢٢

سفيان ، وأبو الأعور السلمي ، وعمرو بن العاص ، وابنه ، فسمعت عبد اللّه بن عمرو يقول لأبيه عمرو : قد قتلنا هذا الرجل وقد قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فيه ما قال ، قال : أي الرجل؟ قال : عمار بن ياسر أما تذكر يوم بني رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم المسجد فكنا نحمل لبنة لبنة وعمار يحمل لبنتين لبنتين فمر على رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يحمل لبنتين لبنتين وأنت ممن حضر ، قال : أما إنك ستقتلك الفئة الباغية وأنت لمن أهل الجنة؟ فدخل عمرو على معاوية فقال : قتلنا هذا الرجل وقد قال فيه رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ما قال ، فقال : اسكت فو اللّه ما تزال تدحض في بولك ، أنحن قتلناه؟ إنما قتله علي وأصحابه جاؤا به حتى ألقوه بيننا ، (أقول) قد أشير آنفا إلى جواب علي عليه السلام عن ذلك وسيأتي أيضاً تفصيله ، ثم إن الحديث المذكور قد رواه ابن جرير أيضاً في تاريخه (ج ٤ ص ٢٨) بنحو أبسط :

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج ٢ ص ١٦١] روى بسنده عن عبد اللّه بن الحارث قال : إني لأسير مع معاوية في منصرفه من صفين بينه وبين عمرو بن العاص ، قال : فقال عبد اللّه بن عمرو بن العاص : يا أبت ما سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول لعمار : ويحك يابن سمية تقتلك الفئة الباغية؟ قال : فقال عمرو لمعاوية : ألا تسمع ما يقول هذا؟ فقال معاوية : لا تزال تأتينا بهنة(١) أنحن قتلناه؟ إنما قتله الذين جاؤا به (أقول) قد عرفت الجواب عن ذلك فلا تغفل.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج ٢ ص ١٦٤] روى بسنده عن حنظلة ابن خويلد العنبري ، قال : بينما أنا عند معاوية إذ جاء رجلان يختصمان في رأس عمار يقول كل واحد منهما : أنا قتلته ، فقال عبد اللّه بن عمرو : ليطب

_________________

(١) هنة جمعه هنات وهي خصال الشر ، قال الجزري في النهاية بمادة (دحض) : «وفي حديث معاوية قال لابن عمرو : لا تزال تأتينا بهنة تدحض بها في بولك ، أي تزلق ويروى بالصاد (المهملة) أي تبحث فيها برجلك».

٤٢٣

به أحدكما نفساً لصاحبه فاني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : تقتله الفئة الباغية ، قال معاوية : فما بالك معنا؟ قال : إن أبي شكاني إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال : أطع أباك ما دام حياً ولا تعصه فأنا معكم ولست أقاتل.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج ٤ ص ١٩٧] روى بسنده عن عمرو ابن دينار عن رجل من أهل مصر يحدث أن عمرو بن العاص أهدى إلى ناس هدايا ففضل عمار بن ياسر فقيل له فقال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : تقتله الفئة الباغية.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج ٦ ص ٢٨٩] روى بسنده عن أم سلمة قالت : ما نسيت قوله صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يوم الخندق وهو يعاطيهم اللبن وقد اغبر شعر صدره وهو يقول : اللهم إن الخير خير الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة ، قال : فرأى عماراً فقال : ويحه ابن سمية تقتله الفئة الباغية (الحديث).

[مسند أبي داود الطيالسى ج ٣ ص ٩٠] روى بسنده عن عبد اللّه ابن الهذيل العنزى إن عماراً كان ينقل معهم ـ يعني الصخر ـ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : ويحك يابن سمية تقتلك الفئة الباغية.

[حلية الأولياء لأبي نعيم ج ٤ ص ١٧٢] روى بسنده عن زيد قال : كان عمار قد ولع بقريش وولعت به فعدوا عليه فضربوه فجلس في بيته فجاءه عثمان بن عفان يعوده فخرج عثمان فقام حتى صعد المنبر فقال : سمعت النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لعمار : تقتلك الفئة الباغية قاتلك في النار.

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج ١٣ ص ١٨٦] روى بسنده عن علقمة والأسود قالا : أتينا أبا أيوب الأنصاري عند منصرفه من صفين (وساق الحديث) إلى أن قال أبو أيوب : وسمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول لعمار : يا عمار تقتلك الفئة الباغية وأنت إذ ذاك مع الحق والحق

٤٢٤

معك يا عمار بن ياسر (الحديث) وقد تقدم تمامه في باب علي عليه السلام أمره النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين ، فراجع.

[تاريخ بغداد أيضاً ج ٥ ص ٣١٥] روى بسنده عن أنس بن مالك قال : سمعت النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : ابن سمية تقتله الفئة الباغية قاتله وسالبه في النار (تاريخ بغداد) أيضاً ج ٢ ص ٢٨٢ (روى بسنده) عن ابن سعيد قال حدثني من هو خير مني ابو قتادة ان النبي (ص) قال لعمار تقتله الفئة الباغية.

[تاريخ بغداد أيضاً ج ٧ ص ٤١٤] روى بسنده عن عبد اللّه بن عمر قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لعمار : تقتلك الفئة الباغية.

[طبقات ابن سعد ج ٣ القسم ١ ص ١٧٧] روى بسنده عن عمرو ابن ميمون قال : أحرق المشركون عمار بن ياسر بالنار قال : فكان رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يمر به ويمر يده على رأسه فيقول : يا نار كونى بردا وسلاما على عمار كما كنت على ابراهيم ، تقتلك الفئة الباغية.

[الطبقات أيضاً ج ٣ القسم ١ ص ١٧٩] روى بسنده عن عبد اللّه ابن أبي الهذيل قال : لما بني رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم مسجده جعل القوم يحملون وجعل النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يحمل هو وعمار فجعل عمار يرتجز ويقول : (نحن المسلمون نبتني المساجدا) وجعل رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : المساجدا ، وقد كان عمار اشتكى قبل ذلك فقال بعض القوم : ليموتن عمار اليوم فسمعهم رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فنفض لبنته وقال : ويحك ـ ولم يقل ويلك ـ يابن سمية تقتلك الفئة الباغية

[الطبقات أيضاً ج ٣ القسم ١ ص ١٨١] روى بسنده عن هني مولى

٤٢٥

عمر بن الخطاب قال : كنت أول شيء مع معاوية على علي عليه السلام فكان أصحاب معاوية يقولون : لا واللّه لا نقتل عماراً أبداً إن قتلناه فنحن كما يقولون فلما كان يوم صفين ذهبت أنظر في القتلى فاذا عمار بن ياسر فقال هنى : فجئت إلى عمرو بن العاص وهو على سريره فقلت : أبا عبد اللّه قال : ما تشاء؟ قلت : أنظر أكلمك ، فقام إلي فقلت عمار بن ياسر ما سمعت فيه؟ فقال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم تقتله الفئة الباغية ، فقلت : هوذا واللّه مقتول ، فقال : هذا باطل ، فقلت : بصر عينى به مقتول قال : فانطلق فأرنيه فذهبت به فأوقفته عليه فساعة رآه انتقع لونه ثم أعرض في شق وقال : إنما قتله الذي خرج به (أقول) قد تقدم الجواب عن ذلك وستعرفه أيضاً قريباً.

[أُسد الغابة لابن الأثير ج ٢ ص ١٤٣] في ترجمة ذي الكلاع قال : ثم إن ذا الكلاع خرج إلى الشام وأقام به فلما كانت الفتنة كان هو القيم بأمر صفين وقتل فيها ، قيل : إن معاوية سرّه قتله وذلك أنه بلغه أن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال لعمار بن ياسر : تقتله الفئة الباغية فقال لمعاوية وعمرو ما هذا وكيف نقاتل علياً وعماراً؟ فقالا : إنه يعود الينا ويقتل معنا فلما قتل ذو الكلاع وقتل عمار ، قال معاوية : لو كان ذو الكلاع حيا لمال بنصف الناس إلى علىّ.

[أُسد الغابة لابن الأثير ج ٢ ص ٢١٧] قال : روى الزهري عن أبي السرو عن زياد القرد إنه سمع النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول لعمار : تقتلك الفئة الباغية.

[الإمامة والسياسة لابن قتيبة في قتل عمار بن ياسر ص ١٠٦] قال : ثم قال عمار : اليوم ألقى الأحبة محمداً وحزبه ، ثم حمل عمار وأصحابه فالتقى عليه رجلان فقتلاه وأقبلا برأسه إلى معاوية يتنازعان كل يقول : أنا قتلته فقال لهما عمرو بن العاص : واللّه إن تتنازعان إلا في النار سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : تقتل عماراً الفئة الباغية ، فقال

٤٢٦

معاوية : قبحك اللّه من شيخ فما تزال تزلق في بولك أو نحن قتلناه؟ إنما قتله الذين جاؤا به (الخ) ، (أقول) تقدم الجواب عن ذلك ويأتي.

[الإصابة لابن حجر ج ١ القسم ٤ ص ١٢٥] في ترجمة اسماعيل ابن عبد الرحمن الأنصاري قال : روى الباوردي من طريق عبد الرحمن بن عبد اللّه بن دينار عن أبي سهيل بن مالك عن اسماعيل بن عبد الرحمن الأنصاري إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال لعمار : تقتلك الفئة الباغية.

[الرياض النضرة ج ١ ص ١٤] ذكر حديثاً طويلاً عن زيد بن أبي أوفى في المؤاخاة بين الأصحاب (إلى أن قال) ثم دعا ـ يعني رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ـ عمار بن ياسر وسعدا وقال : يا عمار تقتلك الفئة الباغية (الحديث).

[نور الأبصار للشبلنجى ص ٨٩] قال : وفي عقائد الشيخ أبي اسحاق الفيروز آبادي إن عمرو بن العاص كان وزير معاوية فلما قتل عمار بن ياسر أمسك عن القتال وتابعه على ذلك خلق كثير ، فقال له معاوية : لم لا تقاتل؟ قال : قد قتلنا هذا الرجل وقد سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : تقتله الفئة الباغية فدل على أنا نحن بغاة ، قال له معاوية : أمسك فو اللّه لا تزال تدحض في بولك أنحن قتلناه؟ إنما قتله علي وأصحابه جاؤا به حتى ألقوه بيننا (قال) وفي رواية قال : قتله من أرسله الينا يقاتلنا وإنما دفعنا عن أنفسنا فقتل ، فبلغ ذلك علياً عليه السلام فقال : إن كنت قتلته أنا فالنبى صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، قتل حمزة حين أرسله إلى قتال الكفار.

[أقول] بل لو كان علي عليه السلام قد قتل عماراً حين أرسله إلى معاوية فاللّه جل وعلا قد قتل جملة من أنبيائه حيث أرسلهم إلى الكفار ليدعوهم إلى الإيمان ، قال اللّه تبارك وتعالى :( أَفَكُلَّمٰا جٰاءَكُمْ رَسُولٌ بِمٰا لاٰ تَهْوىٰ أَنْفُسُكُمُ اِسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ ) .(١)

______________

(١) في سورة البقرة.

٤٢٧

[كنز العمال ج ٧ ص ٧٢] قال عن جابر بن سمرة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لعمار : تقتلك ، وفي لفظ تقتل عماراً الفئة الباغية ، قال : أخرجه ابن عساكر.

[كنز العمال أيضاً ج ٧ ص ٧٢] قال : عن جابر إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم والمسلمين ـ لما أخذوا في حفر الخندق ـ جعل عمار بن ياسر يحمل التراب والحجارة في الخندق فيطرحه على شفيره وكان ناقهاً من مرض صائماً فأدركه الغشى فأتاه أبو بكر فقال : أربع على نفسك يا عمار فقد قتلت نفسك وأنت ناقه من مرض ، فسمع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قول أبي بكر فقام فجعل يمسح التراب عن رأس عمار ومنكبه وهو يقول : يزعمون أنك ميت وأنت قد قتلت نفسك كلا واللّه ، (وفي لفظ لا واللّه) ما أنت بميت حتى تقتلك الفئة الباغية ، قال : أخرجه ابن عساكر.

[كنز العمال أيضاً ج ٧ ص ٧٢] قال : عن عمار بن ياسر قال : قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : ويحك ابن سمية تقتلك الفئة الباغية آخر زادك من الدنيا ضياح لبن ، قال : أخرجه ابن عساكر.

[كنز العمال أيضاً ج ٧ ص ٧٢] قال : عن مولاة لعمار بن ياسر قالت : اشتكى عمار فغشى عليه فقال : أتخشون أن أموت على فراشي ، أخبرني حبيبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أنه تقتلنى الفئة الباغية ، وأن آخر زادى من الدنيا مذقة من لبن ، قال : أخرجه أبو يعلى وابن عساكر.

[كنز العمال أيضاً ج ٧ ص ٧٣] قال : عن كعب بن مالك إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال لعمار بن ياسر ـ وهو ينقل التراب من الخندق ـ تقتلك الفئة الباغية وآخر شرابك ضياح من لبن ، وفي لفظ وآخر زادك من الدنيا ضيح من لبن ، قال : أخرجه ابن عساكر.

[كنز العمال أيضاً ج ٧ ص ٧٣] قال : عن خالد بن الوليد عن ابنة هشام بن الوليد بن المغيرة وكانت تمرّض عماراً قالت : جاء معاوية إلى عمار

٤٢٨

يعوده فلما خرج من عنده قال : اللهم لا تجعل منيته بأيدينا فاني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : تقتل عماراً الفئة الباغية ، قال : أخرجه أبو يعلى وابن عساكر.

[كنز العمال أيضاً ج ٧ ص ٧٣] قال : عن أبي امامة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لعمار : تقتلك الفئة الباغية ، قال : أخرجه ابن عساكر.

[كنز العمال أيضاً ج ٧ ص ٧٤] قال : عن أبي قتادة إن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال لعمار ـ ومسح التراب عن رأسه ـ بؤساً لك ابن سمية تقتلك فئة باغية ، قال : أخرجه ابن عساكر.

[كنز العمال أيضاً ج ٧ ص ٧٤] قال : عن أبي بكر بن حفص قال : سمعت اليسر قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لعمار : تقتلك الفئة الباغية ، وفي لفظ تقتل عماراً الفئة الباغية.

[كنز العمال أيضاً ج ٧ ص ٧٤] قال : عن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لعمار بن ياسر : تقتلك الفئة الباغية قال : أخرجه ابن عساكر.

[كنز العمال أيضاً ج ٧ ص ٧٤] قال : عن عائشة إن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لما أخذ في بناء المسجد جعل الناس ينقلون حجراً حجراً وعمار حجرين ، فمسح النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يده على ظهر عمار فقال : اللهم بارك في عمار ، ويحك ابن سمية تقتلك الفئة الباغية وآخر زادك من الدنيا ضياح من لبن ، قال : أخرجه ابن عساكر.

[كنز العمال أيضاً ج ٧ ص ٧٤] قال : عن الحسن قال : لما قدم النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم المدينة قال : إبنوا لنا مسجداً ، قالوا : كيف يا رسول اللّه؟ قال : عرش كعرش موسى ، إبنوا لنا بلبن ، فجعلوا يبنون ورسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يعاطيهم اللبن وعلى صدره ماء وتراب

٤٢٩

حريص على الجهاد وإنك لمن أهل الجنة ولتقتلنك الفئة الباغية؟ قال : بلى ، قال : فلم قتلتموه؟ قال : واللّه ما تزال تدحض في بولك نحن قتلناه؟ إنما قتله الذي جاء به ، قال : رواه الطبراني ورجاله ثقات ، (أقول) قد تقدم الجواب عن ذلك من علي عليه السلام فلا تغفل.

[الهيثمي في مجمعه أيضاً ج ٩ ص ٢٩٧] قال : وعن حذيفة قال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول ـ وضرب جنب عمار ـ قال : إنك لن تموت حتى تقتلك الفئة الباغية الناكبة عن الحق ، يكون آخر زادك من الدنيا شربة لبن ، قال : رواه الطبراني.

[ثم] إن ها هنا جملة من الأحاديث يناسب ذكرها في خاتمة هذا الباب.

[منها] ما ذكره المتقي في كنز العمال (ج ٦ ص ١٥٥) ولفظه : يا علي ستقاتلك الفئة الباغية وأنت على الحق فمن لم ينصرك يومئذٍ فليس مني ، قال : أخرجه ابن عساكر عن عمار بن ياسر ـ يعني عن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم.

[ومنها] ما رواه أبو نعيم في حليته (ج ٤ ص ٢٠) مسنداً عن ابن عمر قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : اللهم إنك أو لعتهم بعمار يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار ، (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج ٦ ص ١٨٤) وقال : أخرجه الطبراني عن ابن عمر (وفي ج ٧ ص ٧٥) وقال : أخرجه ابن عساكر عن مجاهد عن أسامة بن شريك ، وقال مرة أسامة بن زيد وزاد في آخر الحديث : قاتله وسالبه في النار (وفي ج ٧ ص ٧٥ ثانياً) وقال : عن مجاهد قال : رآهم النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وهم يحملون الحجارة على عمار وهو يبني المسجد الحرام فقال : ما لهم ولعمار؟ يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار وذلك فعل الأشقياء (قال) وفي لفظ : دأب الأشقياء الفجار ، قال : أخرجه ابن عساكر.

٤٣٠

[ومنها] ما رواه ابن سعد في الطبقات (ج ٣ القسم ١ ص ١٨٨) مسنداً عن الحسن قال : قال عمرو بن العاص : إني لأرجو ألا يكون رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم مات يوم مات وهو يحب رجلاً فيدخله اللّه النار ، قال : فقالوا : قد كنا نراه يحبك وكان يستعملك قال : فقال : اللّه أعلم أحبني أم تألفنى ، ولكنا كنا نراه يحب رجلاً ، قالوا : فمن ذاك الرجل؟ قال : عمار بن ياسر ، قالوا : فذاك قتيلكم يوم صفين ، قال : قد واللّه قتلناه ورواه بطريق آخر قال فيه : قال : صدقتم واللّه لقد قتلناه.

[ومنها] ما ذكره ابن الأثير في أُسد الغابة (ج ٥ ص ٢٦٧) في ترجمة أبي الغادية الجهنى قال : روى ابن أبي الدنيا عن محمد بن أبي معشر عن أبيه قال : بينا الحجاج جالسا إذ أقبل رجل مقارب الخطو فلما رآه الحجاج قال : مرحبا بأبى غادية وأجلسه على سريره وقال : أنت قتلت ابن سمية؟ قال : نعم ، قال : كيف صنعت؟ قال : صنعت كذا حتى قتلته ، فقال الحجاج لأهل الشام : من سره أن ينظر إلى رجل عظيم الباع يوم القيامة فلينظر إلى هذا ثم ساره أبو غادية يسأله شيئاً فأبى عليه ، فقال أبو غادية : نوطىء لهم الدنيا ثم نسألهم فلا يعطوننا ويزعم إني عظيم الباع يوم القيامة (إلى أن قال) واللّه لو أن عماراً قتله أهل الأرض لدخلوا النار.

[ومنها] ما رواه أبو نعيم في حليته (ج ١ ص ١٤٢) مسنداً عن أبي المليح الأنصاري عن علي عليه السلام قال : ذكرت للنبى صلى اللّه عليه (وآله) وسلم عماراً فقال : أما إنه سيشهد معك مشاهد أجرها عظيم وذكرها كثير وثناؤها حسن.

[ومنها] ما رواه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده (ج ٤ ص ٨٩) مسنداً عن خالد بن الوليد قال : كان بينى وبين عمار بن ياسر كلام فأغلظت له في القول ، فانطلق عمار يشكوني إلى النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فجاء خالد وهو يشكوه إلى النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، قال : فجعل يغلظ له ولا يزيد إلا غلظة ، والنبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ساكت لا يتكلم فبكى

٤٣١

وهويقول : اللهم إن العيش عيش الأخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة فمرّ عمار بن ياسر فجعل النبي صلى الله عليه واله وسلم ينقض التراب عن راسه ويقول : ويحك يا بن سمية تقتلك الفئة الباغية قال أخرجه ابن عساكر.

[كنز العمال أيضاً ج ٧ ص ٧٤] قال عن سعيد بن جبير قال كان عمار بن ياسر ينقل التراب والحجارة الي المسجد فاتى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فقيل له : مات عمار وقع عليه حجر قتله فقال رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلم : ما مات عمار تقتله الفئة الباغية قال أخرجه ابن عساكر.

[كنز العمال أيضاً ج ٧ ص ٧٤] : قال عن ابن مسعود قال : لا نسيت يوم الخندق والنبي صلى الله عليه (وآله) وسلم يناولهم اللبن وقد اغبر شعر صدره وهو ينادي : ألا إن الخير خير الاخره فاغفر للأنصار والمهاجرة فجاء عمار بن ياسر فقال له النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم ويح عماراً وويح ابن سمية تقتله الباغية قال : أخرجه ابن عساكر.

[الهيثمي في مجمعه ج ٧ ص ٢٤٠] قال : وعن أبي عبد الرحمن السلمي قال شهدنا مع علي عليه السلام صفين (وساق الحديث الى أن قال) فكان عمار ياسر علماً لا صحاب محمد صلى الله عليه واله وسلم لايسلك وادياً من أودية صفين إلا تبعه أصحاب محمد صلى الله عليه (واله) وسلم فانتهينا الى هاشم بن عتبة بن أبي وقاص وقد ركز الراية فقال: ما لك هاشم أعور وجبنا لاخير في أعور لا يغشى الناس فنزع هاشم الراية وهو يقول:

أعور يبغي أهله محلا

قد عالج الحياة حتى ملا

لا بد أن يفل أو يفلا

فقال له عمار أقبل فإن الجنة تحت الأبارقة وقد تزين الحور العين مع محمد صلى الله عليه واله وسلم حزبه في الرفيق الاعلى ، فما رجعا حتى

٤٣٢

قتلا (إلى أن قال) فسمعت عبد الله بن عمر ويقول لأبيه : يا أبت قد قتلنا هذا الرجل قد قال فيه رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم ما قال ، قال : وأي رجل؟ قال عمار بن اسر أما سمعت رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم يقول ـ يوم بناء المسجد ونحن نحمل لبنة وعمار يحمل لبنتين لبنتين ـ وأنت ترحض : أما إنه ستقتلك الفئة الباغية وانت من أهل الجنة (فساق الحديث على نحو ما تقدم في صدر الباب من الحاكم في مستدرك الصحيحين (ج ٣ ص ٨٧) ثم قال : رواه الطبراني واحمد باختصار وابو يعلى بنحو الطبراني والبزار قال : ورجال أحمد وأبي يعلى ثقات.

[أقول] قوله وأنت ترحض أما إنه ستقتلك (الخ) من كلام النبي صلى الله عليه واله وسلم لعمار ، وانت ترحض أي محموم فهو بالراء والحاء المهملة والضاد المعجمة.

[الهيثمي في مجمعه أيضاً ج ٧ ص ٢٤٢] قال وعن عمار بن ياسر قال ضرب رسول الله عليه (وآله) وسلم في خاصرتي فقال : خاصرة مؤمنة تقتلك الفئة الباغية آخر زادك ضياح من لبن قال : رواه الطبراني في الكبير والأوسط باختصار.

[الهيثمي في مجمعه أيضاً ج ٩ ص ٢٩٦] قال وعن أبي رافع قال قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم تقتل عماراً الفئة الباغية ، قال رواه الطبراني.

[الهيثمي في مجمعه أيضاً ج ٩ ص ٢٩٦] قال : وعن حبة قال : اجتمع حذيفة وأبو مسعود فقال أحدهما لصاحبة ان رسول الله عليه واله وسلم قال تقتل عماراً الفئة الباغية وصدقة لآخر قال رواه البزار.

[الهيثمي في مجمعه أيضاً ج ٩ س ٢٩٧] قال : وعن عبد الله بن الحارث إن عمرو بن العاص قال لمعاوية : يا أمير المؤمنين أما سمعت رسول الله عليه (وآله) وسلم يقول حين كان يبنى المسجد لعمار: إنك

٤٣٣

عمار وقال : يا رسول اللّه ألا تراه؟ فرفع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم رأسه وقال : من عادى عماراً عاداه اللّه ، ومن أبغض عماراً أبغضه اللّه قال : فخرجت فما كان شيء أحب إلي من رضا عما فلقبته فرضى ، قال عبد اللّه ـ وهو ابن أحمد بن حنبل ـ سمعته مر أبي مرتين (أقول) ورواه في (ص ٩٠) أيضاً وزاد فيه : ومن يسبه يسبه اللّه.

[ومنها] ما ذكره المتقي في كنز العمال (ج ٦ ص ٨٨) قال : روى مسنداً عن شداد بن أوس أنه دخل على معاوية وهو جالس وعمرو بن العاص على فراشه فجلس شداد بينهما وقال : هل تدريان ما يجلسنى بينكما؟ لأنى سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : إذا رأيتموهما جميعاً ففرقوا بينهما فو اللّه ما اجتمعا إلا على غدره فأحببت أن أفرق بينكما ، قال : أخرجه ابن عساكر ، (أقول) وذكره الهيثمي في مجمعه (ج ٧ ص ٢٤٨) وقال : أخرجه الطبراني.

[الهيثمي في مجمعه ج ٨ ص ١٢١] قال : وعن ابن عباس قال : سمع النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم صوت رجلين وهما يتغنيان (إلى أن قال) فسأل عنهما فقيل له : معاوية وعمرو بن أبي العاصى ، فقال : اللهم اركسهما في الفتنة ركساً ودعهما إلى النار دعاً ، قال : رواه الطبراني ، (أقول) ورواه الذهبي أيضاً في ميزان الاعتدال (ج ٣ ص ٣١١) وقال : عن أبي برزة قال : تغنى معاوية وعمرو بن العاص فقال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : اللهم اركسهما في الفتنة ركساً ودعهما في النار ، وقال أيضاً في (ص ٣١١) عن أبي هريرة قال : كنا مع النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فسمع صوت غناء فاذا عمرو ومعاوية يتغنيان فقال : أركسهما في الفتنة ركساً ودعهما إلى النار دعاً.

٤٣٤

باب

فيمن لحق بعلي عليه السّلام يوم

صفين لأجل عمار وأويس

[الإصابة لابن حجر ج ٣ ص ٣٨] في ترجمة زبيد بن عبد الخولانى قال : له إدرك وشهد فتح مصر ثم شهد صفين مع معاوية وكانت معه الراية فلما قتل عمار تحول إلى عسكر علي عليه السلام قال ابن حجر : ذكره ابن يونس ومن تبعه.

[أُسد الغابة لابن الأثير ج ٤ ص ٤٧] في ترجمة عمار بن ياسر قال : وروى عمارة بن خزيمة بن ثابت قال : شهد خزيمة بن ثابت الجمل وهو لا يسل سيفاً وشهد صفين ولم يقاتل وقال : لا أقاتل حتى يقتل عمار فأنظر من يقتله فاني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : تقتله الفئة الباغية فلما قتل عمار قال خزيمة : ظهرت لي الضلالة ، ثم تقدم فقاتل حتى قتل (الحديث) ، (أقول) وذكره ابن حجر أيضاً في إصابته (ج ٢ ص ١١١) وفي تهذيب التهذيب (ج ٣ ص ١٤٠) مختصراً.

[مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ٤٠٢] روى بسنده عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى قال : لما كان يوم صفين نادى منادٍ من أصحاب معاوية أصحاب على

٤٣٥

عليه السلام : أفيكم أويس القرني؟ قالوا : نعم فضرب دابته حتى دخل معهم ثم قال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : خير التابعين أويس القرني (أقول) ورواه أبو نعيم أيضاً في حليته (ج ٢ ص ٨٩٦) وقال : نادى رجل من أهل الشام يوم صفين أفيكم أويس القرنى؟ قال : قلنا : نعم وما تريد منه؟ قال : إني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : أويس القرنى خير التابعين بإحسان ، وعطف دابته فدخل مع أصحاب علي عليه السلام ، ورواه ابن سعد أيضاً في طبقاته (ج ٦ ص ١١٢) ورواه غير هؤلاء أيضاً من أئمة الحديث.

٤٣٦

باب

إن عبد اللّه بن عمر يتأسف

لانه لم يقاتل الفئة الباغية

[مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١١٥] روى بسنده عن شعيب بن أبي حمزة القرشى عن الزهري عن حمزة بن عبد اللّه بن عمر أنه بينما هو جالس مع عبد اللّه بن عمر إذ جاءه رجل من أهل العراق فقال : يا أبا عبد الرحمن إني واللّه لقد حرصت أن اتسمت بسمتك وأقتدى بك في أمر فرقة الناس واعتزال الشر ما استطعت ، وإني أقرأ آية من كتاب اللّه محكمة قد أخذت بقلبي فأخبرنى عنها ، أرأيت قول اللّه عز وجل :( وَإِنْ طٰائِفَتٰانِ مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ اِقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمٰا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدٰاهُمٰا عَلَى اَلْأُخْرىٰ فَقٰاتِلُوا اَلَّتِي تَبْغِي حَتّٰى تَفِيءَ إِلىٰ أَمْرِ اَللّٰهِ فَإِنْ فٰاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمٰا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اَللّٰهَ يُحِبُّ اَلْمُقْسِطِينَ ) أخبرني عن هذه الآية ، فقال عبد اللّه : ما لك ولذلك ، انصرف عنى فانطلق حتى توارى عنا سواده وأقبل علينا عبد اللّه بن عمر فقال : ما وجدت في نفسي من شيء في أمر هذه الآية ما وجدت في نفسي إني لم أقاتل هذه الفئة الباغية كما أمرنى اللّه عز وجل ، قال الحاكم : هذا باب كبير رواه عن عبد اللّه ابن عمر جماعة من كبار التابعين ، وإنما قدمت حديث شعيب بن أبي حمزة عن الزهري واقتصرت

٤٣٧

عليه لأنه صحيح على شرط الشيخين.

[طبقات ابن سعد ج ٤ القسم ١ ص ١٣٦] روى بسنده عن سعيد ابن جبير قال : لما أصاب ابن عمر (وساق الحديث إلى أن قال) قال ابن عمر ما آسي من الدنيا إلا على ثلاث ، ظمأ الهواجر ، ومكابدة الليل ، وألا أكون قاتلت هذه الفئة الباغية التي حلت بنا.

[الطبقات أيضاً ج ٤ القسم ١ ص ١٣٧] روى بسنده عن حبيب ابن أبي ثابت قال : بلغني عن ابن عمر في مرضه الذي مات فيه أنه قال : ما أجدني آسي على شيء من أمر الدنيا إلا إني لم أقاتل الفئة الباغية ، (أقول) ورواه ابن الأثير أيضاً في أُسد الغابة (ج ٤ ص ٣٣) ثم قال : وقال الشعبى : ما مات مسروق حتى تاب إلى اللّه تعالى من تخلفه عن القتال مع علي عليه السلام.

[الهيثمي في مجمعه ج ٣ ص ١٨٢] قال : وعن ابن عمر قال : ما آسي على شيء فاتني إلا الصوم والصلاة ، وتركي الفئة الباغية ألا أكون قاتلتها واستقالتي علياً عليه السلام البيعة ، قال : رواه الطبراني في الكبير والأوسط.

[الرياض النضرة ج ٢ ص ٢٤٢] قال : وعن ابن عمر إنه قال : ما آسى على شيء إلا إني لم أقاتل مع علي (عليه السلام) الفئة الباغية وعلى صوم الهواجر ، قال : وفيه دليل على صحة خلافته عندهم.

[الاستيعاب لابن عبد البر ج ١ ص ٣٠٧] ذكر حديثاً مسنداً عن أبي بكر بن أبي الجهم قال : سمعت ابن عمر يقول : ما آسي على شيء إلا تركي قتال الفئة الباغية مع علي (عليه السلام).

٤٣٨

باب

إنّ عبد اللّه بن عمرو بن العاص

يتأسف لانه كان مع الفئة الباغية

[طبقات ابن سعد ج ٤ القسم ٢ ص ١٢] روى بسنده عن نافع بن عمر عن ابن أبي مليكة قال : قال عبد اللّه بن عمرو : ما لي ولصفين ، ما لي ولقتال المسلمين ، لوددت إني مت قبله بعشر سنين ، أما واللّه على ذلك ما ضربت بسيف ، ولا طعنت برمح ، ولا رميت بسهم ، وما رجل أجهد مني من رجل لم يفعل شيئاً من ذلك ، قال : قال نافع : حسبته ذكر أنه كانت بيده الراية فقدم الناس منزلة أو منزلتين.

[الاستيعاب لابن عبد البر ج ١ ص ٣٧١] في ترجمة عبد اللّه بن عمرو ابن العاص روى بسنده عن ابن أبي مليكة عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص أنه كان يقول : ما لي ولصفين ، ما لي ولقتال المسلمين ، واللّه لوددت إني مت قبل هذا بعشر سنين ، ثم يقول : أما واللّه ما ضربت فيها بسيف ، ولا طعنت برمح ولا رميت بسهم ، ولوددت إني لم أحضر شيئاً منها وأستغفر اللّه عز وجل من ذلك وأتوب اليه ، إلا أنه ذكر أنه كانت بيده الراية يومئذٍ فندم ندامة شديدة على قتاله مع معاوية وجعل يستغفر اللّه ويتوب اليه.

٤٣٩

باب

في وجوب ملازمة علي عليه السّلام

وعمارعند الفتنة والاختلاف

[أُسد الغابة لابن الأثير ج ٥ ص ٢٨٧] في ترجمة أبي ليلى الغفارى ذكر حديثاً مسنداً عن أبي ليلى الغفارى قال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : ستكون بعدي فتنة ، فاذا كان ذلك فالزموا علي بن أبي طالب ، فانه أول من يرانى ، وأول من يصافحني يوم القيامة ، وهو الصديق الأكبر ، وهو فاروق هذه الأمة ، يفرق بين الحق والباطل ، وهو يعسوب المؤمنين ، (أقول) وذكره ابن حجر أيضاً في إصابته (ج ٧ ص ١٦٧) وابن عبد البر أيضاً في استيعابه (ج ٢ ص ٦٥٧) والمتقي أيضاً في كنز العمال (ج ٦ ص ١٥٥) وقال : أخرجه أبو نعيم عن أبي ليلى الغفاري.

[كنز العمال ج ٦ ص ١٥٧] قال : تكون بين الناس فرقة واختلاف فيكون هذا وأصحابه على الحق ـ يعني علياً عليه السلام ـ قال : أخرجه الطبراني عن كعب بن عجرة ـ يعني عن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم.

[كنز العمال أيضاً ج ٧ ص ٣٠٥] قال : عن أبي رافع دخلت على رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم (وساق الحديث إلى أن قال) ثم أخذ

٤٤٠