البراهين القاطعة في شرح تجريد العقائد الساطعة الجزء ٢

البراهين القاطعة في شرح تجريد العقائد الساطعة14%

البراهين القاطعة في شرح تجريد العقائد الساطعة مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
ISBN: 964-371-766-6
الصفحات: 556

  • البداية
  • السابق
  • 556 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 41637 / تحميل: 7744
الحجم الحجم الحجم
البراهين القاطعة في شرح تجريد العقائد الساطعة

البراهين القاطعة في شرح تجريد العقائد الساطعة الجزء ٢

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٣٧١-٧٦٦-٦
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

لخيريّة ذات المبدأ وكمالها المعشوقين لذاتيهما ، فذلك الشيء مراد ، لكن ليس مراد الأوّل على نحو مرادنا حتّى يكون له فيما يكون عنه غرض ، فكأنّك قد علمت استحالة هذا وستعلم ، بل هو لذاته مريد هذا النحو من الإرادة العقليّة(١) .

ثمّ قال : فواجب الوجود ليست إرادته مغايرة الذات لعلمه ، ولا مغايرة المفهوم لعلمه ، فقد بيّنّا أنّ العلم هو بعينه الإرادة التي له. وهذه الإرادة ـ على الصورة التي حقّقناها ، التي لا تتعلّق بغرض في فيض الوجود ـ لا تكون غير نفس الفيض وهو الجود ، فقد كنّا حقّقنا لك من أمر الجود ما إذا تذكّرته ، علمت أنّ هذه الإرادة نفسها تكون جودا(٢) .

وقال في رسالته(٣) في إثبات المبدأ الأوّل : فصل في بيان إرادته.

هذه الموجودات كلّها صادرة عن ذاته ، ومن مقتضى ذاته ، فهي غير منافية له ، ولأنّه يعشق ذاته ، فهذه الأشياء كلّها مرادة لأجل ذاته ، فكونها مرادة له ليس لأجل غرض ، بل لأجل ذاته ؛ لأنّها مقتضى ذاته ، فليس يريد هذه الموجودات لأنّها هي ، بل لأجل ذاته ، ولأنّها مقتضى ذاته.

مثلا لو كنت تعشق شيئا لكان جميع ما يصدر عنه معشوقا لك لأجل ذلك الشيء. ونحن إنّما نريد الشيء لأجل الشهوة أو اللذّة لا لأجل ذات الشيء المراد ، ولو كانت الشهوة أو اللذّة أو غيرهما من الأشياء شاعرة بذاتها ، وكان مصدرا لأفعال عنها ذاتها ، لكانت مريدة لتلك الأشياء لذاتها ؛ لأنّها صادرة عن ذاتها ، والإرادة لا تكون إلاّ لشاعر بذاته ، وكلّ ما يصدر عن فاعل فإنّه إمّا أن يكون بالذات أو بالعرض ، وما يكون بالذات يكون إمّا طبيعيّا وإمّا إراديا ، وكلّ فعل يصدر عن علم فإنّه لا يكون بالطبع ولا بالعرض ، فإذن يكون بالإرادة.

__________________

(١) « الشفاء » الإلهيّات : ٣٦٦ ـ ٣٦٧ ، الفصل السابع من المقالة الثامنة.

(٢) نفس المصدر : ٣٦٧.

(٣) الرسالة غير متوفّرة لدينا.

٢٦١

وكلّ فعل يصدر عن فاعل والفاعل يعرف صدوره عنه ، ويعرف أنّه فاعله ، فإنّ ذلك الفعل صدر عن علم ، وكلّ فعل صدر عن إرادة فإمّا أن يكون مبدأ تلك الإرادة علما أو ظنّا أو تخيّلا.

مثال ما يصدر عن العلم فعل المهندس أو الطبيب ، ومثال ما يصدر عن الظنّ التحرّز ممّا فيه خطر ، ومثال ما يصدر عن التخيّل فإمّا أن يكون شيئا يشبه شيئا عاليا ، أو طلبا لشيء يشبه شيئا حسنا ليخلصه بمشابهة الأمر العالي أو الأمر الحسن.

ولا يجوز أن يكون فعل واجب الوجود بحسب الظنّ أو بحسب التخيّل ؛ فإنّ ذلك يكون لغرض ، ويكون معه انفعال ؛ فإنّ الغرض يؤثّر في ذي الغرض فإذن ينفعل عنه ، وواجب الوجود بذاته واجب من جميع جهاته ، فإن حدث فيه غرض من جهة انفعاله عن الغرض ، فلا يكون واجب الوجود بذاته ، فإذن يجب أن يكون إرادته علميّة.

ثمّ قال : الأولى أن نفصّل أمر الإرادة ، فنقول : نحن إذا أردنا شيئا ، فإنّا نتصوّر ذلك الشيء تصوّرا إمّا ظنّيّا وإمّا تخيّليا وإمّا علميّا ، وأنّ ذلك الشيء المتصوّر موافق ، والموافق هو أن يكون حسنا أو نافعا ، ثمّ يتبع هذا التصوّر والاعتقاد شوق إليه وإلى تحصيله ، فإذا قوي الشوق والإجماع حرّكت القوّة التي في العضلات الآليّة إلى تخيّله.

ولهذا السبب تكون أفعالنا تابعة للغرض ، وقد بيّنّا أنّ واجب الوجود تامّ ، بل فوق التامّ ، فلا يصحّ أن يكون فعله لغرض ، فلا يصحّ أن يعلم أنّ شيئا هو موافق له ، فيشتاقه ثمّ يحصّله ، فإذن إرادته من جهة العلم أن يعلم أنّ ذلك الشيء كونه خير من لا كونه ، وأنّ وجود ذلك يجب أن يكون على الوجه الفلانيّ حتّى يكون وجودا فاضلا ، فلا يحتاج بعد هذا العلم إلى إرادة أخرى ليكون هذا الشيء موجودا ، بل نفس علمه بنظام الأشياء الممكنة على الترتيب الفاضل هو سبب موجب لوجود تلك الأشياء على النظام الموجود والترتيب الفاضل.

٢٦٢

فلوازم ذاته ـ أعني المعلومات ـ لم يعلمها ، ثمّ رضي بها ، بل لمّا كان صدورها عن مقتضى ذاته ، كان نفس صدورها عنه رضاه بها ، فإذا لم يكن صدورها عنه منافيا لذاته ، بل مناسب لذات الفاعل ، وكلّ ما كان غير مناف وكان مع ذلك يعلم الفاعل أنّه فاعله ، فهو مراده ؛ لأنّه مناسب له ، فنقول : هذه المعلومات صدرت عن مقتضى ذات الواجب الوجود بذاته المعشوقة له مع علم منه بأنّه فاعلها وعلّتها ، وكلّ ما صدر عن شيء على هذه الصفة فهو غير مناف لذلك الفاعل ، وكلّ فعل يصدر عن فاعل ـ وهو غير مناف له ـ فهو مراده.

فإذن الأشياء كلّها مرادة لواجب الوجود. وهذا هو المراد الخالي عن الغرض ؛ لأنّ الغرض في رضاه بصدور تلك الأشياء عنه أنّه مقتضى ذاته المعشوقة ، فيكون رضاه بتلك الأشياء لأجل ذاته ، فيكون الغاية في فعله ذاته.

ومثال هذا إذا أحببت شيئا لأجل إنسان ، كان المحبوب بالحقيقة ذلك الإنسان ، فكذلك المعشوق المطلق هو ذاته.

ومثال الإرادة فينا أنّا نريد شيئا فنشتاقه ؛ لأنّا محتاجون إليه ، وواجب الوجود يريده على الوجه الذي ذكرنا ، ولكنّه لا يشتاق إليه ؛ لأنّه غنيّ عنه ، فالغرض لا يكون إلاّ مع الشوق ؛ فإنّه يقال : لم طلب هذا؟ فيقال : لأنّه يشتاقه ، وحيث لا يكون الشوق لا يكون الغرض. انتهى.

وهذا الذي نقلناه من هذه الرسالة ذكره بعينه في التعليقات أيضا(١) .

وقال أيضا في التعليقات : والعناية هي أن يعقل الواجب الوجود بذاته أنّ الإنسان كيف يجب أن تكون أعضاؤه ، والسماء كيف يجب أن تكون حركتها ليكونا فاضلين ، ويكون نظام الخير فيهما موجودا من دون أن يتبع هذا العلم الشوق ، أو غرض آخر سوى علمه بما ذكرناه مع موافقة معلومه لذاته المعشوقة له ؛ فإنّ الغرض وبالجملة ،

__________________

(١) « التعليقات » : ١٦ ـ ١٧ ، مع الاختلاف في بعض العبارات.

٢٦٣

النظر إلى أسفل ، أعني(١) لو خلق الخلق طلبا لغرض ، أعني أن يكون غرض الخلق أو الكمالات الموجودة في الخلق ـ أعني ما يتبع الخلق ـ طلب كمال ، لم يكن لو لم يخلق. وهذا لا يليق بما هو واجب الوجود من جميع جهاته.

فإن قال قائل : إنّا قد نفعل أفعالا بلا غرض ولا يكون لنا فيها نفع كالإحسان إلى إنسان من دون أن يكون لنا فيه فائدة ، فكذلك يصحّ أن يكون واجب الوجود يخلق الخلق لأجل الخلق لا لغرض آخر كما نحسن إلى إنسان ما.

قلنا : إنّ مثل هذا الفعل لا يخلو عن غرض ؛ فإنّا نريد الخير بالغير ليكون لنا اسم حسن ، أو ثواب أو شيء هو أولى بأن يكون لنا من أن لا يكون(٢) . انتهى.

وقال في الرسالة : إنّ الغرض ـ أعني الغاية ـ هو السبب في أن يصير الفاعل فاعلا بعد أن لم يكن ، فلا يجوز أن يكون لواجب الوجود بذاته ـ الذي هو تامّ ـ أمر يجعله على صفة لم يكن عليها ؛ فإنّه يكون ناقصا عن تلك الجهة. وتلك الصفة إمّا أن تكون فضيلة أو نقصانا ، وعلى جميع الأحوال فإنّ ذلك لا يليق به لا النقصان ولا التكميل.

ثمّ قال : وقد عرفت إرادة واجب الوجود بذاته ، وأنّها بعينها علمه وهو بعينه عنايته ، وأنّ هذه الإرادة غير حادثة ، وبيّنّا أنّ منّا أيضا إرادة على هذا الوجه. انتهى.

إذا عرفت هذا ، فاعلم : أنّ الأشبه أنّ مراد محقّقي المعتزلة من كون الإرادة عين الداعي الذي هو العلم بالأصلح إنّما هو الذي ذهب إليه الفلاسفة على ما ذكرنا(٣) ، فيكون الواجب تعالى عندهم أيضا فاعلا بالعناية [ بالمعنى ](٤) وإن لم يقولوا به

__________________

(١) أي لو خلق الخلق طلبا لغرض لكان النظر إلى أسفل. وكلمة « أعني » الثانية تفسير لـ « الغرض ». وكلمة « أعني » الثالثة تفسير للكمالات.

(٢) « التعليقات » : ١٨.

(٣) راجع ص ٢٥٩ من هذا الجزء.

(٤) ليست في « شوارق الإلهام ».

٢٦٤

بحسب اللفظ.

والغرض تصحيح إطلاق الإرادة عليه تعالى التي هي هي بحسب اللغة والعرف بمعنى القصد التابع للشوق ؛ فإنّ ذلك ممتنع عليه تعالى.

وبالجملة ، القصد أمر معلوم بالوجدان لا يمكن أن يكون عين العلم ولا عين الذات ، فكلّ من قال بكون الإرادة عين العلم لا ينبغي أن يكون مراده بها هو القصد ، فيكون مراده أنّه تعالى فاعل بمجرّد العلم المتعلّق بالخيريّة والمصلحة في الفعل ، فتكون إرادته عقليّة محضة.

وهذا هو مراد الفلاسفة من الفاعل بالعناية ، فهؤلاء المحقّقون يوافقونهم في المعنى الذي هو مرادهم من العناية وإن لم يوافقوهم في اصطلاح الفاعل بالعناية بحسب اللفظ.

ثمّ من لم يقل بالعناية والعلم المقدّم في الواجب تعالى من المنتسبين إلى الفلاسفة ، كصاحب الإشراق قال بكونه تعالى فاعلا بالرضى ، وهو ما يكون فعله مقارنا للعلم والشعور من غير تقديم للعلم على الفعل(١) .

وأنت خبير بأنّ هذا لا يكون من الفاعل بالإرادة والاختيار في شيء ؛ فإنّ الفاعل المختار ما يكون فعله صادرا عن علم سواء كان ذلك مستتبعا للقصد ، كما في الفاعل بالقصد ، أولا ، كما في الفاعل بالعناية ؛ فإنّ كليهما داخلان في الفاعل المختار.

فأمّا الفاعل بالرضى فليس فعله عن علم أصلا وإن كان مقارنا للعلم ، فلا يكون من الفاعل المختار ، بل هو من الفاعل بالإيجاب ؛ فإنّ الموجب ما لا يكون فعله عن

__________________

(١) نسب إلى الإشراقيّين في « الأسفار الأربعة » ٢ : ٢٢٤ ؛ « الشواهد الربوبيّة » : ٥٥ ؛ « المبدأ والمعاد » للصدر الشيرازيّ : ١٣٤ ؛ « شرح المنظومة » قسم الحكمة : ١٢١. ولم نعثر على تصريح بذلك في مصنّفات شيخ الإشراق.

نعم ، ربّما يستفاد ذلك من كلامه في نفي العناية وعدم قوله بمقالة الدهريّين والمتكلّمين في كونه تعالى فاعلا بالقصد أو بالطبع ، وعدم قوله بالقسر والجبر. راجع « حكمة الإشراق » ضمن « مصنّفات شيخ الإشراق » ٢ : ١٥٣.

٢٦٥

علم سواء كان مقارنا له كما في الفاعل بالرضى ، أو لا كما في الفاعل بالطبع ، فعند من ينفي العلم عن الواجب تعالى مطلقا ـ كما مرّ نقلا عن بعض الأوائل(١) ـ يكون تعالى فاعلا بالطبع ، تعالى عن ذلك. وعند من يقول بالعلم الحضوري المقارن فقط كصاحب الإشراق يكون فاعلا بالرضى. وكلاهما داخلان في الفاعل الموجب ، تعالى الله عن ذلك علوّا كبيرا.

واعلم أنّ الإمام الرازيّ أيضا في المباحث المشرقيّة رجع إلى سبيل التحقيق في إرادته تعالى ، فقال : فإذا كانت إرادة الله تعالى دائمة الوجود ، لم تكن تلك الإرادة قصدا إلى التكوين ؛ لأنّ القصد إلى الشيء يستحيل بقاؤه بعد حصول ذلك الشيء ، فثبت أنّ إرادة الله تعالى ليست عبارة عن القصد ، بل الحقّ في معنى كونه مريدا أنّه تعالى يعقل ذاته ويعقل نظام الخير الموجود في الكلّ أنّه كيف يكون ذلك النظام ويكون لا محالة كائنا مستفيضا ، وهو خير غير مناف لذات المبدأ الأوّل ، فعلم المبدأ بفيضانه عنه ، وأنّه غير مناف لذاته هو إرادته لذلك ورضاه.

ثمّ إنّا إذا حقّقناه ، حكمنا بأنّ الفرق بين المريد وغير المريد ـ سواء كان في حقّنا ، أو في حقّ الله تعالى ـ هو ما ذكرناه ؛ فإنّ إرادتنا ما دامت متساوية النسبة إلى وجود المراد وعدمه ، لم تكن صالحة لترجيح أحد ذينك الطرفين على الآخر ، وإذا صارت نسبتها إلى وجود المراد أرجح بالنسبة إلى عدمه ، وثبت أنّ الرجحان لا يحصل إلاّ عند الانتهاء إلى حدّ الوجوب ، لزم منه الوقوع ؛ لأنّ الإرادة الجازمة إنّما تتحقّق عند الله ، وهنا لك قد صارت موجبة للفعل.

فإذن ما يقال من الفرق بين الموجب والمختار : إنّ المختار يمكنه أن يفعل وأن لا يفعل ، والموجب لا يمكنه أن لا يفعل ، كلام باطل ؛ لأنّا بيّنّا أنّ الإرادة متى كانت

__________________

(١) « شوارق الإلهام » : ٥١٤. وانظر « شرح مسألة العلم » : ٢٢ ؛ « الأسفار الأربعة » ٦ : ١٨٠ ؛ « المبدأ والمعاد » للصدر الشيرازيّ : ٩٠ ؛ « المباحث المشرقيّة » ٢ : ٤٩٢ ـ ٤٩٨ ؛ « المحصّل » : ٣٨٤ ؛ « نقد المحصّل » : ٢٧٧ ـ ٢٨٠ و ٢٩٤ ؛ « شرح المواقف » ٨ : ٧١ ـ ٧٢.

٢٦٦

متساوية النسبة ، لم تكن جازمة ، وهناك يمتنع حدوث المراد ، ومتى ترجّح أحد طرفيها على الآخر صارت موجبة للفعل ، ولا يبقى بينها وبين سائر الموجبات فرق من هذه الجهة ، بل الفرق ما ذكرناه أنّ المريد هو الذي يكون عالما بصدور الفعل غير المنافي عنه ، وغير المريد هو الذي لا يكون عالما بما يصدر عنه كالقوى الطبيعيّة وإن كان الشعور حاصلا لكنّ الفعل لا يكون ملائما له ، بل منافرا مثل الملجأ إلى الفعل ؛ فإنّ الفعل لا يكون مرادا(١) . انتهى كلامه ، فتأمّل فيه ؛ فإنّه بظاهره يشعر بكون الفاعل بالرضى أيضا داخلا في المريد. والتحقيق ما ذكرناه ، هذا.

فإن قيل : إرادته تعالى لا يصحّ أن تكون عين علمه ؛ فإنّه تعالى يعلم كلّ شيء ولا يريد كلّ شيء ؛ فإنّه لا يريد شرّا ولا ظلما ولا كفرا ولا شيئا من القبائح والسيّئات ؛ فإرادته أمر آخر وراء علمه تعالى.

قلنا : لا يلزم من كون إرادته عين علمه بكلّ شيء أن يتعلّق إرادته أيضا بكلّ شيء ؛ فإنّ الإرادة ليست هو العلم مطلقا ، بل العلم بما فيه مصلحة وخير. وهذا كما أنّ سمعه وبصره راجعان عند المحقّقين إلى العلم ، ولا يلزم منه تعلّق السمع بما سوى المسموع ، ولا تعلّق البصر بما سوى المبصر ، فليتفطّن.

فإن قلت : ما ذا تقول فيما رواه ثقة الإسلام رئيس المحدّثين أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكلينيّ في كتاب الكافي(٢) والشيخ الصدوق أبو جعفر محمّد بن بابويه القمّيّ في كتابي التوحيد(٣) والعيون(٤) عن الأئمّة الطاهرين وسادتنا المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين في حدوث الإرادة والمشيئة ، وأنّهما من

__________________

(١) « المباحث المشرقية » ٢ : ٥١٣ ـ ٥١٥.

(٢) « الكافي » ١ : ١٠٩ ـ ١١٠ باب الإرادة أنّها من صفات الفعل ، ح ١ ـ ٧.

(٣) « التوحيد » : ١٤٥ ـ ١٤٨ باب صفات الذات وصفات الأفعال ، ح ١٣ ـ ١٩ و: ٣٣٦ ـ ٣٤٤ باب المشيئة والإرادة ، ح ١ ـ ١٣.

(٤) « عيون أخبار الرضا » ١ : ١٧٩ ـ ١٩١ ، الباب ١٣ ، ح ١.

٢٦٧

صفات الفعل دون صفات الذات؟

وذكر محمّد بن يعقوب في الكافي(١) في الفرق بين صفات الفعل وصفات الذات ما حاصله : أنّ كلّ شيئين وصفت الله بهما ، وكانا جميعا في الوجود ـ كما أنّ في الوجود ما يريده وما لا يريده ، وما يرضاه وما يسخطه وما يحبّه ويبغضه ـ فهما من صفات الفعل ؛ فإنّهما لو كانا من صفات الذات كانت الصفات التي هي عين الذات ناقضا بعضها لبعض ، فيكون ما يريده ناقضا لما لا يريده ، وما يسخطه ناقضا لما يرضاه ، وما يبغضه ناقضا لما يحبّه ، وهذا محال.

وكلّ شيئين وصفته تعالى بأحدهما وكان في الوجود ، ولم يكن الآخر في الوجود مثل العلم والقدرة ؛ فإنّ في الوجود ما يعلمه ويقدر عليه ، وليس في الوجود ما لا يعلمه ولا يقدر عليه ، فهو من صفات الذات. هذا ، فإذا كانت الإرادة محدثة ومن صفات الفعل ، فكيف يجوز أن تكون عين العلم القديم الذي هو عين ذاته تعالى(٢) ؟!

قلت : لعلّ المراد من الإرادة في تلك الروايات إنّما هو القصد إلى الفعل على ما يفهمه الجمهور من لفظ الإرادة ، والخطاب إنّما معهم ، وعلى هذا فتخلّف المراد عن الإرادة بمعنى القصد نقص وعجز لا يليق بجنابه تعالى ، والمراد حادث ، فيجب كون الإرادة أيضا حادثة لكن نسبة القصد إليه تعالى ليست على الحقيقة ؛ لامتناعه عليه تعالى ، بل بمعنى ترتّب الغاية والأثر ، بمعنى أنّ كلّ ما يمكن أن يترتّب على القصد في غيره تعالى ، فهو مرتّب على ذاته تعالى فقط من غير توسّط القصد على ما قالوا في صفة الرحمة وغيرها ، فإطلاق لفظ القصد والإرادة في حقّه إنّما هو على سبيل التمثيل.

__________________

(١) « الكافي » ١ : ١١١ ـ ١١٢ ، آخر باب الإرادة أنّها من صفات الفعل.

(٢) « عيون أخبار الرضا » ١ : ١٧٩ ـ ١٩١ ، الباب ١٣ ، ح ١.

٢٦٨

وعلى هذا فيكون المراد من حدوث إرادته هو حدوث مراده تعالى حسب اقتضاء علمه تعالى بالمصلحة فيه.

وممّا يدلّ صريحا على ما ذكرنا : ما رواه في الكافي عن هشام بن الحكم ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في حديث الزنديق الذي سأل أبا عبد اللهعليه‌السلام فكان من سؤاله أن قال له : فله رضا وسخط؟ فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : نعم ، ولكن ليس ذلك على ما يوجد من المخلوقين ، وذلك أنّ الرضا حال يدخل عليه ، فينقله من حال إلى حال ؛ لأنّ المخلوق أجوف معتمل مركّب ، للأشياء فيه مدخل ، وخالقنا لا مدخل للأشياء فيه ؛ لأنّه أحديّ الذات وأحديّ المعنى ، فرضاه ثوابه ، وسخطه عقابه ، من غير شيء يتداخله ، فيهيجه وينقله من حال إلى حال ؛ لأنّ ذلك من صفة المخلوقين العاجزين المحتاجين(١) .

هذا كلامه صلوات الله عليه وسلامه.

ونعم ما قال بعض(٢) أفاضل إخواننا الإلهيين ـ كثّر الله أمثاله في العالمين ـ في هذا المقام ما محصّله أنّ التحقيق أنّ للإرادة والمشيئة جهة ثبات هي أزليّة وعين ذاته تعالى ، وجهة تجدّد هي إضافة حادثة مع حدوث المشيء والمراد ، كما أنّ العلم والقدرة كذلك إلاّ أنّ جهة الثبات في العلم والقدرة أدلّ على الكمال والبهاء ؛ حيث يوجب(٣) تخلّف متعلّقيهما عنهما تحقّق العلم والقدرة وإن لم يكن المقدور والمعلوم ، وذلك ممّا يعدّ غاية في كمال العلم والقدرة جدّا.

فلذلك عدّتا من صفات الذات ، وجهة التجدّد في المشيئة والإرادة أدلّ على العزّ والجلال ؛ حيث يوجب عدم تخلّف المشيء والمراد عنهما ، وذلك ممّا يعدّ في غاية

__________________

(١) « الكافي » ١ : ١١٠ باب الإرادة أنّها من صفات الفعل ، ح ٦.

(٢) في هامش « ب » : وهو مولانا محمّد محسن صاحب كتاب الوافي سلّمه الله من العاهات. منهرحمه‌الله .

انظر « الوافي » ١ : ٤٤٦ ـ ٤٤٨ و ٤٥٨.

(٣) في « ب » : « يوجد ».

٢٦٩

العزّ والجلال ، فلذلك عدّتا من صفات الفعل. وخطاب الشارع إنّما هو مع الجماهير ، فينبغي أن يذكر في نعته تعالى معهم ما يكون أدلّ عندهم على الكمال ، وأظهر في العزّ والجلال هذا. ولنا في هذا المقام تحقيق آخر ذكرناه في كتابنا المسمّى بگوهر مراد(١) فليرجع إليه من أراد »(٢) .

المسألة الخامسة : في سمعه وبصره

اعلم أنّ الإدراك للمسموعات والمبصرات ـ الذي يراد ممّا ذكر في الآيات والأخبار من كونه تعالى سميعا بصيرا ـ هو علم متعلّق بالمسموعات والمبصرات ، بل بجميع الجزئيّات المحسوسة بإحدى الحواسّ ، فيكون إسناد السمع والبصر إليه تعالى مجازا ؛ إذ ليس له القوّة السامعة والباصرة ؛ لاستلزامهما النقص والاحتياج المنافيين لوجوب والوجود. والدليل النقليّ على ذلك قوله تعالى :( سَمِيعٌ بَصِيرٌ ) (٣) ونحو ذلك.

وقال الفاضل اللاّهيجي : « قد علم بالضرورة من الدين ، وثبت في الكتاب والسنّة ، وانعقد عليه إجماع أهل الأديان على أنّه تعالى سميع بصير وإليه أشار بقوله :( والسمع (٤) دلّ على اتّصافه تعالى بالإدراك ) أي السمع والبصر دون الذوق والشمّ واللّمس ؛ لعدم ورود السمع بها وإن الإدراك يشملها جميعا.

قال المصنّف في شرح رسالة العلم : الإدراك كالجنس للإدراك الحسّي والإدراك العلميّ ، والإدراك الحسّيّ إنّما يحصل بالآلات الجسمانيّة التي هي الحواسّ ، والإدراك العلمي إنّما يحصل للذات العاقلة من غير آلة ، ولذلك لا يدرك حسّ نفسه ولا آلته ؛ فإنّه لا آلة تتوسّط بينه وبينها ، ويدرك الذات العاقلة نفسها وآلاتها وتعقّلاتها.

__________________

(١) « گوهر مراد » : ٢٤٩ ـ ٢٥٧.

(٢) انتهى كلام الفاضل اللاهيجي ، انظر « شوارق الإلهام » : ٥٤٩ ـ ٥٥٤.

(٣) الحجّ (٢٢) : ٦١ و ٧٥ ؛ لقمان (٣١) : ٢٨ ؛ المجادلة (٥٨) : ١.

(٤) في بعض نسخ التجريد : « النقل » بدل « السمع ».

٢٧٠

أمّا البارئ تعالى ، فكلّ من يعتقد أنّه جسم أو مباشر للأجسام ، فقد يمكن له أن يصفه بالإدراك الحسّيّ ، وكلّ من ينزّهه عن ذلك ، ينزّهه أيضا عن هذا الوصف.

ولمّا كان السمع والبصر ألطف الحواسّ وأشدّها مناسبة للعقل ، عبّر بهما عن العلم في كثير من المواضع ، كما في قوله عزّ من قائل :( وَقالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ ما كُنَّا فِي أَصْحابِ السَّعِيرِ ) (١) وقوله تعالى :( وَتَراهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لا يُبْصِرُونَ ) (٢) وفي غير ذلك من المواضع التي لا يمكن أن تعدّ ، ولذلك وصفوا البارئ تعالى بالسميع والبصير دون الشامّ والذائق واللاّمس ، وعنوا بهما العلم بالمسموعات والمبصرات وفرّقوا بين السامع والسميع ، والمبصر والبصير ، وجميع ذلك من المباحث اللفظيّة ، وأكثر المتكلّمين يخصّصون الإدراك بالحسّ ويتنازعون في جواز وصف البارئ تعالى به ، ثمّ في المراد منه إذا وصفوه به ، فيذهب بعضهم إلى الإحساس ، وبعضهم إلى العلم بالمحسوسات(٣) . انتهى.

فقوله :( والعقل على استحالة الآلات ) إشارة إلى تنزيهه تعالى عن الجسميّة ومباشرة الأجسام ، فوجب من مجموع الدلالتين القول بكونه سميعا بصيرا من دون آلة وجارحة.

وفي قوله : والسمع دلّ ، إشارة إلى ضعف ما استدلّ به بعضهم على كونه تعالى سميعا بصيرا وهو أنّه حيّ ، وكلّ حيّ يصحّ اتّصافه بالسمع والبصر ، وكلّ ما يصحّ في حقّه تعالى ، يجب أن يكون ثابتا له بالفعل ؛ لبراءته عن القوّة والإمكان ، وذلك لتوقّفه على أنّ الحياة في الغالب تقتضي صحّة السمع والبصر.

وغاية متشبّثهم في ذلك إمّا طريق السبر والتقسيم على ما ذكره إمام الحرمين(٤) ؛ فإنّ الجماد لا يتّصف بقبول السمع والبصر ، وإذا صار حيّا اتّصف بهما إن لم يقم به

__________________

(١) الملك (٦٧) : ١٠.

(٢) الأعراف (٧) : ١٩٨.

(٣) « شرح رسالة العلم » : ٣٧ ـ ٣٨.

(٤) « شرح المقاصد » ٤ : ١٣٩.

٢٧١

آفة ، ثمّ إذا سبرنا صفات الحيّ ، لم نجد ما يصحّح قبوله لهما سوى كونه حيّا ، ولزم القضاء بمثل ذلك في حقّه تعالى.

وإمّا أنّه لا خفاء في أنّ المتّصف بهما أكمل ممّن لا يتّصف بهما ، فلو لم يتّصف البارئ تعالى بهما ، لزم كون الإنسان ، بل سائر الحيوانات أكمل منه تعالى ، وهو باطل قطعا ، على ما ذكره الغزاليّ(١) .

ويرد على الأوّل : أنّه يتوقّف على كونه تعالى حيّا بحياة مثل حياتنا المصحّحة للسمع والبصر وهو ممنوع.

وعلى الثاني : أنّ كون المتّصف بهما أكمل ممّن لا يتّصف بهما مسلّم في الشاهد. وأمّا في الغائب ، فهو ممنوع ، بل هو أوّل المسألة.

وأيضا وجوب كونه تعالى منزّها عن النقائص ثابت عندهم بالإجماع ، والظواهر الدالّة على ثبوت السمع والبصر أقوى جدّا من الظواهر الدالّة على حجّيّة الإجماع ؛ لكثرة المنوع والاعتراضات عليها.

فالأولى التمسّك في إثبات السمع والبصر بالظواهر القطعيّة ابتداء.

قال شارح المواقف في المحصّل : إنّ المسلمين اتّفقوا على أنّه تعالى سميع بصير ، لكنّهم اختلفوا في معناه ، فقال الفلاسفة والكعبيّ وأبو الحسين البصريّ : ذلك عبارة عن علمه تعالى بالمسموعات والمبصرات. وقال الجمهور منّا ومن المعتزلة والكراميّة : إنّهما صفتان زائدتان على العلم.

وقال ناقده : أراد فلاسفة الإسلام ؛ فإنّ وصفه تعالى بالسمع والبصر مستفاد من النقل ، وإنّما لم يوصف بالذوق والشمّ واللمس ؛ لعدم ورود النقل. وإذا نظر في ذلك من حيث العقل ، لم يوجد له وجه سوى ما ذكره هؤلاء ؛ فإنّ إثبات صفتين شبيهتين بسمع الحيوانات وبصرها لا يمكن بالعقل.

والأولى أن يقال : لمّا ورد النقل بهما آمنّا بذلك وعرفنا أنّهما لا يكونان إلاّ

__________________

(١) نفس المصدر.

٢٧٢

بالآلتين المعروفتين ، واعترفنا بعدم الوقوف على حقيقتهما(١) . انتهى.

ولعلّ هذا هو معنى قوله : والنقل(٢) دلّ على اتّصافه بالإدراك ، والعقل على استحالة الآلات ، فتدبّر.

وقريب من هذا ما قال الشارح العلاّمة ـرحمه‌الله ـ في شرح هذا الكلام : اتّفق المسلمون كافّة على أنّه تعالى مدرك ، واختلفوا في معناه : والذي ذهب إليه أبو الحسين أنّ معناه علمه بالمسموعات والمبصرات. وأثبت الأشعريّة وجماعة من المعتزلة صفة زائدة على العلم.

والدليل على كونه تعالى سميعا بصيرا السمع ؛ فإنّ القرآن وإجماع المسلمين دلّ على ذلك.

إذا عرفت هذا ، فنقول : السمع والبصر في حقّنا إنّما يكونان بالآلات الجسمانيّة ، وكذا غيرهما من الإدراكات ، وهذا الشرط ممتنع في حقّه تعالى بالعقل ، فإمّا أن يرجع إلى ما ذهب إليه أبو الحسين ، وإمّا إلى صفة زائدة غير مفتقرة إلى الآلات في حقّه تعالى »(٣) . انتهى(٤) .

المسألة السادسة : في كلامه تعالى

قال الفاضل اللاهيجي : « اعلم أنّ لفظ الكلام حقيقة في هذا الملفوظ المسموع المركّب من الأصوات والحروف. وقد يطلق ويراد به التكلّم أعني القدرة على إلقاء الكلام بالمعنى الأوّل ، وهذا المعنى الثاني هو صفة المتكلّم وقائم به ، والكلام بالمعنى الأوّل هو ما به التكلّم ، وليس صفة للمتكلّم ولا قائما به ، بل هو قائم

__________________

(١) « شرح المواقف » ٨ : ٨٩ ـ ٩٠. وانظر « نقد المحصّل » : ٢٨٨.

(٢) كذا في النسخ ، وفي « شوارق الإلهام » وبعض نسخ « تجريد الاعتقاد » : « السمع ».

(٣) « كشف المراد » : ٢٨٩.

(٤) أي كلام الفاضل اللاهيجي. انظر « شوارق الإلهام » : ٥٥٤ ـ ٥٥٥.

٢٧٣

بالهواء ؛ لكونه من جنس الأصوات ، كما عرفت في مباحث الأعراض.

وهذا ـ أعني التكلّم وإلقاء الكلام ـ يتوقّف فينا على آلة وجارحة لا محالة ، وقد أخبر الأنبياءعليهم‌السلام بأنّ الله تعالى متكلّم ، وجاءوا بكلام أخبروا أنّه كلام الله تعالى ، وهو منقسم إلى إخبار وأمر ونهي إلى غير ذلك من أقسام الكلام ، ودلّت المعجزة على صدقهم ، وهو أمر ممكن ؛ فإنّه وإن كان متوقّفا فينا على الآلة ويمتنع صدوره عنّا بدونها ، لكن لا يدلّ ذلك على كونه ممتنعا في حقّه تعالى أيضا بدون الجارحة والآلة ؛ لعموم قدرته التامّة وضعف قدرتنا الناقصة ، وكلّ ما أخبر الأنبياءعليهم‌السلام عن الله تعالى من الممكنات يجب تصديقهم فيه من غير تأويل وصرف عن ظاهره.

وهذا معنى قوله :( وعموميّة قدرته تدلّ على ثبوت الكلام ) أي بعد ضمّ إخبار الأنبياء كما عرفت ، فالكلام الذي هو من صفته تعالى هو بمعنى التكلّم ؛ فإنّ المتكلّم من قام به التكلّم ، لا من قام به الكلام ، وهذا ظاهر جدّا.

والأشاعرة توهّموا أنّ الصفة هو الكلام بمعنى ما به التكلّم ، والمتكلّم من قام به الكلام بهذا المعنى ، وأطلقوا القول بأنّ القرآن قديم ، وأنّ من قال بخلق القرآن وحدوثه مبتدع ، بل كافر.

ثمّ لمّا رأوا أنّ الكلام بهذا المعنى ـ الذي حقيقته ليست إلاّ الأصوات والحروف الحادثة ـ لا يجوز أن يكون قديما قائما بذاته تعالى ، اخترعوا أمرا محالا سمّوه بالكلام النفسيّ ، وقالوا : إنّه مدلول الكلام اللفظيّ ، وأرادوا به غير العلم بمدلولات الألفاظ ، وغير إرادة إلقاء الكلام ، وغير القدرة على ذلك ، وغير حديث النفس. وقالوا : إنّه أمر واحد في نفسه ليس بخبر ولا أمر ولا نهي إلى غير ذلك ، ولا يدخل فيه ماض ولا حال ولا استقبال. وقالوا : إنّ الكلام حقيقة ليس إلاّ ذلك ، واللفظيّ سمّي كلاما ؛ لدلالته على ذلك(١) .

__________________

(١) انظر « شرح المواقف » ٨ : ٩٠ ـ ١٠٤ ؛ « شرح المقاصد » ٤ : ١٤٣ ـ ١٥١.

٢٧٤

وعمدة ما تمسّكوا به في ذلك أمران :

[ الأمر ] الأوّل ـ وهو ما عوّل عليه إمامهم في « المحصّل » ـ : هو قول الشاعر :

إنّ الكلام لفي الفؤاد وإنّما

جعل اللسان على الفؤاد دليلا(١)

وإنّما التعجّب أنّهم من أين عرفوا أنّ مراد الشاعر ممّا في الفؤاد غير الأمور المذكورة التي سمّوه كلاما نفسيا؟ مع أنّي لا أظنّ أنّ عاقلا يجد في نفسه هذا الأمر المحال.

ونعم ما قال المصنّف في نقد المحصّل : فقد صارت مسألة قدم الكلام ـ إلى أن قام العلماء فيها وقعدوا وضرب الخلفاء لأجلها الأكابر بالسوط ، بل بالسيف ـ مبنيّة على هذا البيت الذي قاله الأخطل(٢) . انتهى. والأعجب تكفيرهم من يأبى القول بهذا الأمر.

قال شارح المقاصد : وعلى البحث والمناظرة في ثبوت الكلام النفسيّ وكونه هو القرآن ينبغي أن يحمل ما نقل من مناظرة أبي حنيفة وأبي يوسف ستّة أشهر ، ثمّ استقرّ رأيهما على أنّ من قال بخلق القرآن فهو كافر(٣) . انتهى.

[ الأمر ] الثاني : هو ما قالوا من أنّ المتكلّم من قام به الكلام لا من أوجد الكلام ولو في محلّ آخر ؛ للقطع بأنّ موجد الحركة في جسم آخر لا يسمّى متحرّكا.

والجواب ما مرّ من أنّ المتكلّم من قام به الكلام بمعنى التكلّم ، وهو القدرة على إيجاد الكلام بمعنى ما به التكلّم ، وهو ما يلقيه المتكلّم إلى غيره لإظهار ما في ضميره أعني الألفاظ الدالّة على المعاني بحسب الوضع ، وليس المتكلّم من قام به الكلام بمعنى ما به التكلّم ، وإلاّ لزم كون الهواء متكلّما ؛ لكون الألفاظ قائمة به ،

__________________

(١) « المحصّل » : ٤٠٨.

(٢) الموجود في « نقد المحصّل » : ٢٩٢ كالتالي : « الاستدلال بهذا البيت ركيك ، وهو يقتضي أن يقال للأخرس : متكلّم ؛ لكونه بهذه الصفة ، والباقي ظاهر ».

(٣) « شرح المقاصد » ٤ : ١٤٩.

٢٧٥

وحينئذ يكون الأمر في صيغة الفاعل هاهنا وفي المتحرّك وأمثال ذلك على سبيل واحد ، كما لا يخفى.

وأمّا تمسّكهم في ثبوت الكلام النفسي بأنّ من يورد صيغة أمر ، أو نهي ، أو إخبار ، أو استخبار ، أو غير ذلك ، يجد في نفسه معاني ، ثمّ يعبّر عنها بالألفاظ التي نسمّيها الكلام الحسّيّ ، فهذا المعنى الذي يجده في نفسه ويدور في خلده(١) هو الذي نسمّيه الكلام النفسيّ.

فقد مرّ الجواب عنه في مبحث الأصوات من الأعراض عند شرح قول المصنّف : « ولا يعقل كلام غيره(٢) . وحاصله منع كون تلك المعاني التي يجدها غير الإرادة والطلب والعلم ، فمن أراد تفصيل الجواب وتحقيقه ، فليراجع إلى هناك ؛ فإنّا لا نطوّل الكلام بإعادة ذلك. وإلى بطلان الكلام النفسيّ والإشارة إلى ما أشار إليه هناك أشار هاهنا بقوله :( والنفسانيّ غير معقول ) (٣) .

وقال الشارح القوشجي : « لصاحب المواقف كلام(٤) في تحقيق الكلام النفسي محصّله : أنّ لفظ « المعنى » يطلق تارة على مدلول اللفظ ، وأخرى على الأمر القائم بالخير ، فالشيخ الأشعري لمّا قال : الكلام هو المعنى النفسيّ ، فهم الأصحاب منه أنّ مراده مدلول اللفظ وحده وهو القديم عنده ، وأمّا العبارات فإنّما تسمّى كلاما مجازا ؛ لدلالتها على ما هو كلام حقيقة حتى صرّحوا بأنّ اللفظ حادث على مذهبه أيضا ، لكنّها ليست كلاما حقيقة ، وهذا الذي فهموه من كلام الشيخ ، له لوازم كثيرة فاسدة : كعدم إنكار من أنكر كلاميّة ما بين دفّتي المصحف مع أنّه علم ضرورة كونه كلام الله حقيقة ، وكعدم المعارضة والتحدّي بكلام الله الحقيقيّ ، وكعدم كون المقروّ

__________________

(١) الخلد : البال والقلب والنفس.

(٢) « شوارق الإلهام » : ٤١٤ ـ ٤١٥. وفي تجريد الاعتقاد : ١٦٨ « ولا يعقل غيره ».

(٣) إلى هنا نهاية كلام المحقق اللاهيجي ، راجع شوارق الإلهام : ٥٥٥.

(٤) « شرح المواقف » ٨ : ٩٣ ـ ٩٩.

٢٧٦

والمحفوظ كلامه حقيقة إلى غير ذلك ممّا لا يخفى على المتفطّن في الأحكام الدينيّة ، فوجب حمل كلام الشيخ على أنّه أراد به المعنى واللفظ ليكون الكلام النفسيّ عنده أمرا شاملا للّفظ والمعنى جميعا قائما بذات الله ـ تعالى ـ ، وهو مكتوب في المصاحف ، مقروء بالألسن ، محفوظ في الصور وهو غير الكتابة والقراءة والحفظ الحادثة.

وما يقال من أنّ الحروف والألفاظ مرتبة متعاقبة ، فجوابه أنّ ذلك المرتّب إنّما هو في التلفّظ بسبب عدم مساعدة الأدلة ، فالتلفّظ حادث والأدلّة الدالّة على الحدوث يجب حملها على حدوثه دون حدوث الملفوظ جمعا بين الأدلّة »(١) .

أقول (٢) : بيان ذلك أنّ الكلام على قسمين :

الأوّل : ما هو من صفاته تعالى وهو القدرة على إيجاد الكلام والألفاظ والحروف الدالّة على المعاني المقصودة وهي في الإنسان باللسان وفيه تعالى في مخلوقاته كلسان جبرئيل وشجرة موسى ونحوهما.

والثاني : ما هو غير صفته وهو أيضا على قسمين :

الأوّل الكلام بمعنى إيجاد ما يدلّ على المراد.

والثاني نفس ما يدلّ على المراد وهو بمعنى المتكلّم به المراد من قولنا للقرآن : إنّه كلام الله وهو غير صفته تعالى ؛ لكونه حادثا نوعا وشخصا. أمّا نوعا ، فعند النزول ، وأمّا شخصا ، فحين التلاوة ، ولا شيء من الحوادث صفة له تعالى.

ووجه ثبوت تلك الصفة [ له ] تعالى ، ووجه كونها من الصفات العينيّة أنّ دليل ثبوت القدرة وعينيّتها دليل لها أيضا ؛ لأنّها من شعبها.

ووجه حصول أثرها أنّ حصول الغرض من الخلق موقوف على إيجادها

__________________

(١) « شرح تجريد العقائد » : ٣١٩. ما نقل عن القوشجي في « ب » و « ز » غير موجود في الشوارق ، وكلام الشارح باعتراف ابنه محمّد حسن يبتدئ من « أقول ».

(٢) إلى هنا كلام الفاضل اللاهيجي ، وقد جفّ قلمه ، وأتمّه الوالد الماجد بقوله : أقول [ محمّد حسن ابن الشارح ].

٢٧٧

الألفاظ المذكورة ؛ لتوقّف العلم [ و ] الإيصال إلى النعيم الأبديّ الذي هو الغرض على تحصيل القابليّة ، وهذا يتوقّف على العمل بمقتضى ومباشرة الطاعات ، والاجتناب عن المعاصي ، وذلك موقوف على العلم بالأحكام الشرعيّة ، وهو موقوف على بيانه تعالى ، وهو موقوف على إيجاد الألفاظ المذكورة ، فالداعي على الإيجاد موجود والمانع عنه مفقود ، فالإيجاد لازم.

وممّا ذكرنا ظهر أنّ كلام الله لفظيّ لا نفسيّ محض. بيانه أنّه لا خلاف لأرباب المذاهب أنّه تعالى متكلّم ، وإنّما الخلاف في معنى كلامه وقدمه وحدوثه ، وذلك لأنّ هاهنا قياسين متعارضين لهم ـ على ما حكي(١) عنهم ـ :

أحدهما : أنّ كلامه تعالى صفة له ، وكلّ ما هو صفة له فهو قديم ، فكلامه تعالى قديم.

وثانيهما : أنّ كلام الله تعالى مؤلّف من أجزاء مترتّبة متعاقبة في الوجود ، وكلّ ما هو كذلك فهو حادث ؛ فكلامه حادث.

فالحنابلة قالوا بالقياس الأوّل ومنعوا كبرى القياس الثاني ، وادّعوا قدم الحروف والأصوات القائمة بذاته تعالى.

[ و ] الكراميّة عكسوا ؛ حيث جوّزوا قيام الحوادث بذاته تعالى.

والمعتزلة قالوا بصحّة القياس الثاني أيضا ولكنّهم قدحوا في صغرى القياس الأوّل ؛ حيث ادّعوا أنّ كلام الله ليس قائما بذاته ، بل خلقه الله في غيره كجبرئيل والنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فمعنى التكلّم عندهم خلق الكلام.

والأشاعرة عكسوا ؛ حيث قالوا : إنّ كلام الله معنى قائم بذاته يسمّى بالكلام

__________________

(١) للتعرّف للأقوال في المسألة راجع « الأربعين في أصول الدين » ١ : ٢٤٧ ـ ٢٥٨ ؛ « المحصّل : ٤٠٣ ـ ٤٠٨ ؛ « نقد المحصّل » : ٢٨٩ ـ ٢٩٢ و ٣٠٧ ـ ٣١٠ ؛ « شرح الأصول الخمسة » : ٥٢٧ ـ ٥٦٣ ؛ « كشف المراد » : ٢٨٩ ـ ٢٩٠ ؛ « مناهج اليقين » ١٩٣ ـ ١٩٤ ؛ « شرح المواقف » ٨ : ٩١ ـ ٩٩ ؛ « شرح المقاصد » ٤ : ١٤٣ ـ ١٥١ ؛ « النافع يوم الحشر » : ١٦ ـ ١٨ ؛ « مفتاح الباب » : ١٢١ ـ ١٢٦ ؛ « إرشاد الطالبين » : ٢٠٨ ـ ٢١٣ و ٢١٩ ـ ٢٢١.

٢٧٨

النفسيّ ، وهو مدلول الكلام اللفظيّ المركّب من الحروف.

وتمسّك المعتزلة بوجوه :

الأوّل : أنّه علم بالضرورة من دين النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّ القرآن هو هذا المؤلّف المفتتح بالتحميد ، المختتم بالاستعاذة.

الثاني : أنّ خواصّ القرآن الثابتة بالنصّ والإجماع ـ ككونه ذكرا وعربيّا ونحو ذلك ـ ثابتة لهذا المؤلّف لا المعنى.

الثالث : أنّ كلام الله لو كان أزليّا ، لزم الكذب في إخباره الذي يكون بطريق المضيّ ؛ لاقتضائه سبق وقوع النسبة.

وأجيب : بأنّ الاتّصاف بالمضيّ ونحوه ليس في الأزل ، بل فيما لا يزال بحسب التعلّقات.

وفيه : أنّه مناف للقول بأنّ الأزليّ مدلول اللفظيّ المتّصف بالمضيّ ونحوه.

الرابع : أنّ كلامه مشتمل على أمر ونهي ونحوهما ، فلو كان أزليّا ، يلزم الأمر بلا مأمور والنهي بلا منهيّ ونحو ذلك.

والإيراد هنا كالسابق.

والخامس : أنّه لو كان أزليّا ، لكان أبديّا ؛ لأنّ ما ثبت قدمه امتنع عدمه ؛ فيلزم أبديّة التكليف ، وهو باطل إجماعا.

وأيضا لم يختصّ مكالمة موسىعليه‌السلام بالطور ونحو ذلك ، وهو باطل إجماعا.

وقد تذكر وجوه أخر ككون التكلّم صفة كمال ، وعدمه صفة نقص ، ولزوم عدم تكفير من أنكر كلاميّة ما بين الدفّتين إذا علم بالضرورة أنّه كلام الله تعالى ، ولزوم عدم المعارضة والتحدّي بكلام الله الحقيقي ، وعدم كون المقروء والمحفوظ كلامه حقيقة.

أقول : يرد ـ مضافا إلى ما ذكر ـ عدم كون القرآن من معجزات نبيّناصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من الله ؛ إذ الإعجاز إنّما هو بسبب الفصاحة والبلاغة اللتين هما من صفات اللفظ ، مع أنّه

٢٧٩

من أعلى معجزاتهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فلعلّ مراد بعض محقّقي الأشاعرة من الكلام النفسي هو الأمر القائم بالغير الشامل للّفظ والمعنى جميعا بأن يكون ترتّب الحروف وتعاقب الألفاظ في التلفّظ بسبب عدم مساعدة الآلة ، فالمتلفّظ حادث دون الملفوظ ، فتأمّل.

والدليل النقلي على ذلك قوله تعالى :( وَكَلَّمَ اللهُ مُوسى تَكْلِيماً ) (١) ونحو ذلك.

المسألة السابعة : في أنّه تعالى صادق

كما أشار إليه المصنّف بقوله :( وانتفاء القبح يدلّ على صدقه ).

بيان ذلك : أنّ الصدق قد يطلق على ضدّ الكذب ، وهو كون الخبر مطابقا للواقع والاعتقاد ، أو لأحدهما على الاختلاف.

وقد يطلق على القدرة على إيجاد الكلام المطابق للواقع والاعتقاد ، بمعنى أنّ ذاته منشأ لصدور الخبر المطابق للواقع عنه تعالى ، فيمتنع عليه الكذب المقابل للصدق ، وهذا المعنى هو المراد في مقام بيان الصفات الذاتيّة.

قال الشارح القوشجي : « اتّفق المسلمون على أنّ الكذب في كلام الله تعالى محال :

أمّا المعتزلة فلوجهين أشار المصنّف إلىأوّلهما ، وهو أنّ الكذب في الكلام ـ الذي هو عندهم من قبيل الأفعال دون الصفات ؛ لأنّ الكلام عندهم ـ كما ذكرنا آنفا ـ عبارة عن خلق الألفاظ الدالّة على المعاني المقصودة منها [ وخلقها على خلاف الواقع والاعتقاد(٢) ] ـ قبيح وهو سبحانه لا يفعل القبيح. وهو بناء على أصلهم في إثبات حكم العقل بحسن الأفعال وقبحها.

__________________

(١) النساء (٤) : ١٦٤.

(٢) العبارة غير موجودة في « شرح تجريد العقائد » للقوشجي.

٢٨٠

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

الوصي الذي هو فيها، صل على محمد وآل محمد، واجعل هذا الطين شفاء لي من كلّ داء، وأمانا من كلّ خوف، فإن فعل ذلك كان حتما(٣) شفاء له من كلّ داء، وأمانا من كلّ خوف ».

[١٢١٣٨] ٥ - وعن محمد بن يعقوب الكليني، عن محمد بن علي(١) رفعه قال: قالعليه‌السلام : « الختم على طين قبر الحسينعليه‌السلام ، أن يقرأ عليه إنا أنزلناه في ليلة القدر، وروي: إذا أخذته فقل: ( بسم الله )(٢) اللهم بحق هذه التربة الطاهرة، وبحق البقعة الطيبة، وبحق الوصي الذي تواريه، وبحق جده وأبيه وأمه وأخيه، والملائكة الذين يحفون به، والملائكة العكوف على قبر وليك ينتظرون نصره صلى الله عليهم أجمعين، اجعل لي فيه شفاء من كلّ داء، وأمانا من كلّ خوف، وغنى من كلّ فقر، وعزا من كلّ ذل، وأوسع به علي في رزقي، وأصح به جسمي ».

[١٢١٣٨] ٦ - وعن أبيه وجماعة، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل البصري، عن بعض رجاله، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « طين قبر الحسينعليه‌السلام شفاء من كلّ داء، وإذا أكلته تقول(١) : بسم الله وبالله، اللهم اجعله رزقا واسعا، وعلما نافعا، وشفاء من كلّ داء، إنك على كلّ شئ قدير » قال: وروى لي بعض أصحابنا - يعني محمد بن عيسى - قال: نسيت اسناده، قال: إذا

__________________

(٣) في نسخة: حقا.

٥ - كامل الزيارات ص ٢٨١.

(١) في المصدر: علي بن محمد بن علي.

(٢) ليس في المصدر.

٦ - كامل الزيارات ص ٢٨٤ ح ١، ٢.

(١) في نسخة: فقل، ( منه قده ).

٣٤١

أكلته تقول: « اللهم رب هذه التربة المباركة، ورب الوصي(٢) الذي وارته، صل على محمد وآل محمد، واجعله علما نافعا، ورزقا واسعا، وشفاء من كلّ داء ».

[١٢١٤٠] ٧ - وعن الحسن بن عبد الله بن محمد، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبيه، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « إذا أخذت من تربة المظلوم ووضعتها في فيك فقل: اللهم إني أسألك بحق هذه التربة، وبحق الملك الذي قبضها، والنبي الذي حضنها، والامام الذي حل فيها، أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تجعل لي فيه شفاء نافعا، ورزقا واسعا، وأمانا من كلّ خوف وداء فإنه إذا قال ذلك، وهب الله له العافية وشفاه ».

[١٢١٤١] ٨ - الشيخ الطوسي في المصباح: عن حنان بن سدير، عن أبيه، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنه قال: « من أكل من طين قبر الحسينعليه‌السلام غير مستشف به، فكأنما أكل من لحومنا، فإذا احتاج أحدكم إلى الأكل منه ليستشفي به، فليقل: بسم الله وبالله، اللهم رب هذه التربة المباركة الطاهرة، ورب النور الذي ( انزل فيه )(١) ، ورب الجسد الذي سكن فيه، ورب الملائكة الموكلين به، اجعله لي شفاء من داء كذا وكذا، واجرع من الماء جرعة خلفه، وقل: اللهم اجعله رزقا واسعا، وعلما نافعا، وشفاء من كلّ داء وسقم، فإن الله تعالى يدفع(٢) بها كلّ ما تجد من السقم والهم والغم إن شاء الله ».

__________________

(٢) في المصدر: هذا الوصي.

٧ - كامل الزيارات ص ٢٨٤ ح ٣.

٨ - مصباح المجتهد ص ٦٧٦.

(١) وفي نسخة: نزل فيها.

(٢) في المصدر زيادة: عنك.

٣٤٢

٥٧ -( باب أقل ما يزار فيه الحسينعليه‌السلام ، وأكثر ما يكره تأخير زيارته عنه للغني والفقير)

[١٢١٤٢] ١ - جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارة: عن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد البصري، عن عبد الله بن عبد الرحمان الأصم، عن صفوان الجمال قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام ، ونحن في طريق المدينة - إلى أن قال - قلت له: فمن يأتيه زائرا ثم متى(١) يعود إليه؟ وفي كم يؤتى؟ وفي كم يسع الناس تركه؟ قال: « أما القريب فلا أقل من شهر، وأما البعيد الدار ففي كلّ ثلاث سنين، فما جاز الثلاث سنين(٢) فقد عق رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وقطع رحمه، إلا من علة، ولو يعلم الزائر للحسينعليه‌السلام ما يدخل على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من الفرح، وإلى أمير المؤمنين وإلى فاطمة وإلى الأئمةعليهم‌السلام والشهداء منا أهل البيت، وما ينقلب به من دعائهم له، وما له في ذلك من الثواب في العاجل والأجل والمذخور له عند الله، لأحب أن يكون ما ثم مدارة ما بقي، وأن زائره ليخرج من رحله فما يقع قدمه على شئ إلا دعا له، فإذا وقعت الشمس عليه أكلت ذنوبه كما تأكل النار الحطب، وما تبقي الشمس عليه من ذنوبه شيئا، فينصرف وما عليه ذنب، وقد رفع له من الدرجات ما لا يناله المتشحط ( في دمه )(٣) في سبيل الله، ويوكل به ملك يقوم مقامه ويستغفر له حتى يرجع إلى الزيارة، أو يمضي ثلاث سنين، أو يموت » وذكر الحديث بطوله.

__________________

الباب ٥٧

١ - كامل الزيارات ص ٢٩٧ ح ١٧.

(١) في المصدر: ينصرف فمتى.

(٢) وفيه زيادة: وما يصل إليه.

(٣) في المصدر: بدمه.

٣٤٣

[١٢١٤٣] ٢ - الشيخ محمد بن المشهدي في مزاره: بإسناده عن أحمد بن إدريس، عن صندل، عن داود بن فرقد قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام ما لمن زار قبر الحسينعليه‌السلام في كلّ شهر من الثواب؟ قال: « له الثواب مثل ثواب مائة ألف شهيد من شهداء بدر ».

٥٨ -( باب استحباب اتخاذ سبحة من تربة الحسينعليه‌السلام ، والتسبيح بها، وادارتها)

[١٢١٤٤] ١ - الشيخ محمد بن المشهدي في المزار: بإسناده عن أبي القاسم محمد بن علي، عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام قال: « من أدار الطين من التربة فقال: سبحان الله والحمد لله إله إلا الله والله أكبر، مع كلّ حبة منها كتب الله له بها ستة آلاف حسنة، ومحا عنه ستة آلاف سيئة، ورفع له ستة آلاف درجة، وأثبت له من الشفاعة مثلها ».

[١٢١٦٥] ٢ - وروي عن الصادقعليه‌السلام أنه قال: « من أدار الحجر من تربة الحسينعليه‌السلام ، فاستغفر مرة واحدة، كتبت له بالواحدة سبعون مرة، ومن أمسك السبحة بيده ولم يسبح بها، ففي كلّ حبة منها سبع مرات ».

[١٢١٤٦] ٣ - وفي كتاب الحسن بن محبوب: أن أبا عبد اللهعليه‌السلام ، سئل عن استعمال التربتين من طين قبر حمزة وطين(١) قبر الحسين

__________________

٢ - المزار للمشهدي ص ٥٩٤، وعنه في البحار ج ١٠١ ص ١٧ ح ٢٤.

الباب ٥٨

١ - المزار للمشهدي ص ٥١٣، وعنه في لبحار ج ١٠١ ص ١٣٣ ح ٦٥.

٢ - المزار للمشهدي ص ٥١٣، ورواه المجلسي في البحار ج ١٠١ ص ١٣٦ ح ٧٧ عن مصباح المتهجد ص ٦٧٨.

٣ - المزار للمشهدي ص ٥١٤، وعنه في البحار ج ١٠١ ص ١٣٣ ح ٦٦.

(١) ليس في المصدر.

٣٤٤

عليه‌السلام ، والتفاضل بينهما، فقال: « السبحة التي هي من طين قبر الحسينعليه‌السلام تسبح بيد الرجل من غير أن يسبح. قال: وقال: ( رأيت )(٢) أبو عبد اللهعليه‌السلام ، وفي يده السبحة منها وقيل له في ذلك، فقال: « أما أنها أعود علي أو قال أخف علي ».

[١٢١٤٧] ٤ - وروي: أن الحور العين إذا أبصرن بواحد من الاملاك يهبط إلى الأرض لامر ما، يستهدين منه السبح والتربة من طين قبر الحسينعليه‌السلام .

[١٢١٤٨] ٥ - وروي عن الصادقعليه‌السلام أنه قال: « السبح الزرق في أيدي شيعتنا، مثل الخيوط الزرق في أكسية بني إسرائيل، إن الله عزو جل أوحى إلى موسىعليه‌السلام : أن مر بني إسرائيل أن يجعلوا في أربع جوانب أكسيتهم الخيوط الزرق، ويذكرون به إله السماء ».

٥٩ -( باب استحباب الاكثار من الدعاء وطلب الحوائج عند قبر الحسينعليه‌السلام )

[١٢١٤٩] ١ - أحمد بن فهد في عده الداعي: روي عن الصادقعليه‌السلام : « من كانت له حاجة إلى الله عز ووجل، فليقف عند رأس الحسينعليه‌السلام وليقل: يا با عبد الله أشهد أنك تشهد مقامي وتسمع كلامي، وأنك حي عند ربك ترزق، فاسأل ربك وربي في قضاء حوائجي، فإنها تقضى إن شاء الله تعالى ».

__________________

(٢) أثبتناه من المصدر.

٤ - المزار للمشهدي ص ٥١٥، وعنه في البحار ج ١٠١ ص ١٣٤ ح ٦٧.

٥ - المزار للمشهدي ص ٥١٥، وعنه في البحار ج ١٠١ ص ١٣٤ ح ٦٨.

الباب ٥٩

١ - عدة الداعي ص ٥٦.

٣٤٥

[١٢١٥٠] ٢ - جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارة: عن أبيه، ومحمد بن الحسن بن الوليد معا، عن الحسن بن متيل، عن سهل بن زياد، عن أبي هاشم الجعفري قال: بعث إلى أبو الحسنعليه‌السلام في مرضه، وإلى محمد بن حمزه، فسبقني إليه محمد بن حمزة، فأخبرني أنه ما زال يقول: « ابعثوا إلى الحائر ( ابعثوا إلى الحائر )(١) » فقلت لمحمد: ألا قلت له: أنا أذهب إلى الحائر، ثم دخلت عليه فقلت: جعلت فداك أنا أذهب إلى الحائر، فقال: « انظروا في ذلك » ثم قال: « إن محمدا ليس له سر من زيد بن علي، وأنا أكره أن يسمع ذلك. قال فذكرت ذلك لعلي بن بلال، فقال: ما كان يصنع بالحائر وهو الحائر؟ فقدمت العسكر فدخلت عليه، فقال لي: « اجلس » حين أردت القيام: فلما رأيته آنس بي ذكرت قول علي بن بلال، فقال لي: « ألا قلت له: إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يطوف بالبيت ويقبل الحجر، وحرمة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله والمؤمن أعظم من حرمة البيت، وأمره الله أن يقف بعرفة، إنما هي من مواطن يحب الله أن يذكر فيها، فأنا أحب أن يدعى لي حيث يحب الله أن يدعى فيها، والحائر من تلك المواضع ».

[١٢١٥١] ٣ - وعن علي بن الحسين وجماعة، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى، عن أبي هاشم الجعفري قال: دخلت أنا ومحمد بن حمزة عليهعليه‌السلام - يعني الهاديعليه‌السلام - نعوده وهو عليل، فقال لنا: « وجهوا قوما إلى الحير من مالي. فلما خرجنا من عنده، قال لي محمد بن حمزة المشير: يوجهنا إلى الحائر وهو بمنزلة من في الحائر، قال: فعدت إليه فأخبرته، فقال لي: « ليس هو هكذا، إن لله مواضع يحب أن يعبد فيها، وحير الحسينعليه‌السلام من تلك المواضع » قال الحسين بن

__________________

٤ - كامل الزيارات ص ٢٥٢ ح ٤.

(١) ما بين القوسين ليس في المصدر.

(٣) كامل الزيارات ص ٢٧٣ ح ٢.

٣٤٦

أحمد بن المغيرة، وحدثني أبو محمد الحسن بن أحمد بن محمد بن علي الرازي المعروف بالوهوردي بنيسابور بهذا الحديث، وذكر في آخره غير ما مضى في الحديثين الأوليين، أحببت شرحه في هذا الباب لأنه منه، قال أبو محمد الوهودي: وحدثني أبو علي محمد بن همام (ره) قال: حدثني محمد الحميري قال: حدثني أبو هاشم الجعفري قال: دخلت على أبي الحسن علي بن محمدعليهما‌السلام ، وهو محموم عليل، فقال لي: « يا أبا هاشم ابعث رجلا من موالينا إلى الحير يدعو الله لي، فخرجت من عنده فاستقبلني علي بن بلال، فأعلمته ما قال لي وسألته أن يكون الرجل الذي يخرج، فقال: السمع والطاعة، ولكني أقول: إنه أفضل من الحير، إذا كان بمنزلة من في الحير، ودعاؤه لنفسه أفضل من دعائي له: بالحائر، فأعلمته ( صلوات الله عليه ) ما قال، فقال لي: « قل له: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أفضل من البيت والحجر، وكان يطوف بالبيت ويستلم الحجر، وأن لله تبارك وتعالى بقاعا يحب أن يدعى فيها، فيستجيب لمن دعاه، والحائر منها ».

[١٢١٥٢] ٤ - وعن الحسن ( بن عبد الله )(١) بن محمد ( بن عيسى )(٢) عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن العلاء، عن شعيب العقرقوفي، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام - في حديث - أنه قال: « ولا دعا عنده أحد دعوة إلا استجيب له عاجلة وآجلة » الخبر.

__________________

٤ - كامل الزيارات ص ٢٥٢ ح ٤.

(١ و ٢) أثبتناه من المصدر، أنظر معجم رجال الحديث ج ٤ ص ٣٧٦

٣٤٧

٦٠ -( باب أنه يستحب لمن أراد زيارة الحسينعليه‌السلام ، أن يصوم ثلاثا آخرها الجمعة، ثم يغتسل ليلتها، وعلى غسل، تاركا للدهن والطيب والزاد الطيب، ملازما للحزن والشعث والجوع والعطش)

[١٢١٥٣] ١ - جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارة: عن محمد بن أحمد بن الحسين العسكري، ومحمد بن الحسن، عن الحسن بن علي بن مهزيار، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن مروان، عن الثمالي قال: قال الصادقعليه‌السلام : « إذا أردت المسير إلى قبر الحسين بن عليعليهما‌السلام ، فصم يوم الأربعاء والخميس والجمعة، فإذا أردت الخروج، فاجمع أهلك وولدك وادع بدعاء السفر، واغتسل قبل خروجك - إلى أن قال - ولا تدهن ولا تكتحل، حتى تأتي الفرات، وأقل من الكلام والمزاح، وأكثر من ذكر الله تعالى، وإياك والمزاح والخصومة ».

[١٢١٥٤] ٢ - وعن محمد بن الحسن بن الوليد، وغيره، عن سعد بن عبد الله، عن موسى بن عمر، عن صالح بن السندي الجمال، عن رجل من أهل الرقة يقال له: أبو المضا قال: قال لي ( رجل: قال )(١) أبو عبد اللهعليه‌السلام : « تأتون قبر أبي عبد اللهعليه‌السلام ؟ » قال: قلت: نعم، قال: « تتخذون لذلك سفرة(٢) » قال: قلت: نعم، قال: « أما لو أتيتم قبور آبائكم وأمهاتكم لم تفعلوا ذلك » قال: قلت: أي شئ نأكل؟

__________________

الباب ٦٠

١ - كامل الزيارات ص ٢٢٢ ح ١٨.

٢ - كامل الزيارات ص ١٢٩ ح ٢.

(١) ليس في المصدر.

(٢) السفرة، بضم السين: طعام يتخذ للمسافر ( لسان العرب ج ٤ ص ٣٦٨ ) .

٣٤٨

قال: « الخبز واللبن. قال: وقال صرام(١) لأبي عبد اللهعليه‌السلام جعلت فداك، إن قوما يزورون قبر الحسين بن عليعليهما‌السلام فيطيبون السفر، قال: فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « أما أنهم لو زاروا قبور آبائهم ما فعلوا ذلك ».

[١٢١٥٥] ٣ - وعن أبيه وأخيه وعلي بن الحسين وغيرهم جمعيا، عن سعد بن عبد الله، عن موسى بن عمر، عن صالح بن السندي الجمال، عمن ذكره، عن كرام بن عمرو قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام لكرام: « إذا أردت أنت قبر الحسين ( صلوات الله عليه )، فزره وأنت كئيب حزين شعث غبر(١) ، فإن الحسينعليه‌السلام قتل وهو كئيب حزين شعث مغبر جائع عطشان ».

[١٢١٥٦] ٤ - الشيخ الطوسي في المصباح، روى لنا جماعة عن أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله بن قضاعة بن صفوان بن مهران الجمال، عن أبيه، عن جده صفوان قال: استأذنت الصادقعليه‌السلام لزيارة مولاي الحسينعليه‌السلام ، وسألته أن يعرفني ما أعمل عليه، فقال: « يا صفوان صم ثلاثة أيام قبل خروجك، واغتسل في اليوم الثالث ثم، اجمع إليك أهلك » الخ.

__________________

في المصدر كرام. وقد اختلفت النسخ في ضبطه، فورد بلفظ: ضرام وحرام، وخرام، وجزام.

٣ - كامل الزيارات ص ١٣١ ح ٤.

(١) في نسخة: مغبر.

٤ - مصباح المتهجد ص ٦٦٠.

٣٤٩

٦١ -( باب استحباب زيارة الحسن وعلي بن الحسين والباقر والصادقعليهم‌السلام بالبقيع)

[١٢١٥٧] ١ - السيد المرتضى في الفصول: نقلا عن شيخه المفيد (ره) قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله للحسنعليه‌السلام : « من زارك بعد موتك، أو زار أباك، أو زار أخاك، فله الجنة ».

[١٢١٥٨] ٢ - جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارة: عن محمد بن عبد الله الحميري، عن أبيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد البصري، عن عبد الله بن عبد الرحمان الأصم، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام - في حديث طويل - أنه أتاه رجل فقال: هل يزار والدك؟ فقال: « نعم » قال: فما لمن زاره؟ قال: « الجنة إن كان يأتم به » قال: فما لمن تركه رغبة عنه؟ قال: « الحسرة يوم الحسرة ».

[١٢١٥٩] ٣ - وعن حكيم بن داود، عن سلمة بن الخطاب، عن عبد(١) الله بن أحمد، عن بكر بن صالح، عن عمرو بن هاشم، عن ( رجل من )(٢) أصحابنا، عن أحدهمعليهم‌السلام قال: « إذا أتيت القبور بالبقيع - قبور الأئمةعليه‌السلام - فقف عندهم واجعل(٣) القبر بين يديك، ثم تقول: السلام عليكم » الزيارة.

__________________

الباب ٦١

١ - الفصول ص ٩٥، عنه في البحار ج ١٠٠ ص ١٤٥ ح ٣٧.

٢ - كامل الزيارات ص ١٩٤ ح ٧.

٣ - كامل الزيارات ص ٥٣ ح ٢.

(١) في المخطوط: عبيد وما أثبتناه من المصدر وهو الصواب. راجع معجم رجال الحديث ج ٣ ص ٣٤٥.

(٢) في المصدر: بعض.

(٣) وفيه زيادة: القبلة خلفك و.

٣٥٠

[١٢١٦٠] ٤ - وعن علي بن الحسين وغيره، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي نجران، عن يزيد بن إسحاق، عن الحسن بن عطية، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « تقول عند قبر علي بن الحسينعليهما‌السلام ما أحببت ».

[١٢١٦١] ٥ - البحار عن ( مجموع الدعوات لأبي محمد هارون بن موسى التلعكبري )(١) ، روى أبو الحسين أحمد بن الحسين بن رجاء الصيداوي هذه الزيارة لعثمان بن سعيد العمري ومعه أبو القاسم بن روح، قال: عند زيارتهما لمولانا أبي عبد الله جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، وقفا على باب السلام فقالا: « السلام عليك يا مولاي وابن مولاي وأبا موالي ورحمة الله وبركاته، السلام عليك يا شهيد دار الفناء وزعيم دار البقاء، إنا خالصتك ومواليك، ونعترف بأولاك وأخراك، فاشفع لنا إلى مشفعك الله تعالى ربنا وربك، فما خاب عبد قصد بك ربه، وأتعب فيك قلبه، وهجر فيك أهله وصحبه، واتخذك وليه وحسبه، والسلام عليك ورحمة الله ».

[١٢١٦٢] ٦ - فقه الرضاعليه‌السلام : « وتزور قبور السادة في المدينة وأنت على غسل إن شاء الله تعالى ».

[١٢١٦٣] ٧ - البحار: روي في بعض مؤلفات أصحابنا، عن معلى بن خنيس قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: « ما من رجل يزورنا أو يزور قبورنا، إلا غشيته الرحمة، وغفرت له ذنوبه ».

__________________

٤ - كامل الزيارات ص ٥٥ ح ٣.

٥ - البحار ج ١٠٠ ص ٢١١ ح ٩.

(١) في البحار: الكتاب العتيق.

٦ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٣٠.

٧ - البحار ج ١٠٢ ص ٣٠٢ ح ١.

٣٥١

٦٢ -( باب استحباب زيارة قبر الكاظمعليه‌السلام ، ولو من خارج)

[١٢١٦٤] ١ - جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارة: عن أبيه وعلي بن الحسين ومحمد بن الحسين بن الوليد جمعيا، عن سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن الحسين بن يسار الواسطي قال: سألت أبا الحسن الرضاعليه‌السلام : ما لمن زار قبر أبيك؟ قال: فقال: « زره » قال: قلت: وأي شئ فيه من الفضل؟ قال: فقال: « فيه من الفضل كفضل من زار والده، يعني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله » قلت: فإن خفت ولم يكن لي الدخول داخلا؟ قال: « سلم من وراء الجدار ».

[١٢١٦٥] ٢ - وعن محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن الخيبري، عن الحسين بن محمد الأشعري قال: قال(١) الرضاعليه‌السلام : « من زار قبر أبي ببغداد، كان كمن زار رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وقبر أمير المؤمنينعليه‌السلام ، إلا أن لرسول الله وأمير المؤمنين ( صلوات الله عليهما ) فضلهما ».

وعن الكليني، عن محمد بن يحيى، عن ابن أبي الخطاب، مثله(٢) .

[١٢١٦٦] ٣ - وعن علي بن الحسين، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن الحسن بن علي الوشاء قال: قلت للرضاعليه‌السلام : ما لمن

__________________

الباب ٦٢

١ - كامل الزيارات ص ٢٩٩ ح ٥.

٢ - كامل الزيارات ص ٢٩٩ ح ٦.

(١) في المصدر: قال لي.

(٢) نفس المصدر ذيل ح ٦.

٣ - كامل الزيارات ص ٢٩٩ ح ٣.

٣٥٢

زار قبر(١) أبي الحسينعليه‌السلام ؟(٢) قال: له مثل ما لمن زار قبر أبي عبد اللهعليه‌السلام ».

[١٢١٦٧] ٤ - وعنه، عن سعد، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الوشاء قال: سألت الرضاعليه‌السلام ، عن زيارة قبر أبي الحسنعليه‌السلام ، أمثل زيارة قبر الحسينعليه‌السلام ؟ قال: « نعم ».

وعن الكليني، عن محمد بن يحيى، عن ابن عيسى، مثله(١) .

٦٣ -( باب استحباب زيارة قبر أبي الحسنعليه‌السلام بالمأثور، والصلاة في المساجد حوله، وما يصلح لزيارة جميع المشاهد)

[١٢١٦٨] ١ - جعفر بن محمد بن قولويه في الكامل: عن محمد بن جعفر الرزاز، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عمن ذكره، عن أبي الحسنعليه‌السلام قال: « تقول ببغداد: السلام عليك يا ولي الله، السلام عليك يا حجة الله، السلام عليك يا نور الله في ظلمات الأرض، السلام عليك يا من بدا لله في شأنه، اتيتك عرافا بحقك، معاديا لأعدائك، فاشفع لي عند ربك يا مولاي، قال: وادع الله واسأل حاجتك، قال: وسلم بهذا على أبي جعفر محمد بن عليعليهما‌السلام ».

[١٢١٦٩] ٢ - وعن محمد بن عبد الله الحميري، عن أبيه، عن هارون بن مسلم، عن علي بن حسان الواسطي، عن بعض أصحابنا، عن الرضا

__________________

(١) في المصدر: قبر أبيك.

(٢) في المصدر زيادة: فقال: زره، قال: وقلت: فأي شئ فيه من الفضل.

٤ - كامل الزيارات ص ٢٩٨ ح ١.

(١) نفس المصدر ذيل ح ٦.

الباب ٦٣

١ - كامل الزيارات ص ٣٠١.

٢ - كامل الزيارات ص ٢٩٩ ح ٤.

٣٥٣

عليه‌السلام ، في إتيان قبر أبي الحسنعليه‌السلام قال: « صلوا في المساجد حوله ».

[١٢١٧٠] ٣ - وعن محمد بن الحسين مت الجوهري، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران عن هارون بن مسلم، عن علي بن حسان قال: سئل الرضاعليه‌السلام عن إتيان(١) أبي الحسن موسىعليه‌السلام ، قال: صلوا في المساجد حوله، ويجزئ في المواضع كلها أن تقول: السلام على أولياء الله وأصفيائه، السلام على أمناء الله وأحبائه، السلام على أنصار الله وخلفائه، السلام على محال معرفة الله، السلام على مساكن ذكر الله، السلام على مظهري(٢) أمر الله ونهيه، السلام على الدعاة إلى الله، السلام على المستقرين في مرضاة الله، السلام على الممحصين(٣) في طاعة الله، ( السلام على الادلاء على الله )(٤) ، السلام على الذين من والاهم فقد والى الله، ومن عاداهم فقد عادى الله، ومن عرفهم فقد عرف الله، ومن جهلهم فقد جهل الله، ومن اعتصم بهم فقد اعتصم بالله، ومن تخلى منهم فقد تخلى من الله، اشهد الله أني سلم لمن سالمكم، وحرب لمن حاربكم، مؤمن بسركم وعلانيتكم، مفوض في ذلك كله إليكم، لعن الله عدو آل محمد من الجن والإنس ( من الأولين والآخرين )(٥) ، وأبرأ إلى الله منهم، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين(٦) ، هذا يجزئ في الزيارات كلها، وتكثر من الصلاة على محمد وآل محمد، وتسمي واحدا واحدا بأسمائهم، وتبرأ من أعدائهم، وتخير ما شئت من الدعاء لنفسك وللمؤمنين والمؤمنات ».

__________________

٣ - كامل الزيارات ص ٣١٥ ح ١.

(١) في المصدر زيادة: قبر.

(٢) وفيه: مظاهر.

(٣) في نسخة: المخلصين. ( منه قده ).

(٤) ليس في المصدر.

(٥) ليس في المصدر.

(٦) ليس في المصدر.

٣٥٤

٦٤ -( باب استحباب زيارة قبر الرضاعليه‌السلام )

[١٢١٧١] ١ - جعفر بن محمد بن قولويه في الكامل: عن جماعة مشايخه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن داود الصرمي، عن أبي جعفر(١) عليه‌السلام قال: سمعته يقول: « من زار قبر أبي فله الجنة ».

وعن الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن الصرمي، مثله.

[١٢١٧٢] ٢ - وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن علي بن إبراهيم الجعفري، عن حمدان الدسوائي(١) قال: دخلت على أبي جعفر الثانيعليه‌السلام فقلت له: ما لمن زار أباك بطوس؟ فقال: « من زار قبر أبي بطوس غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. قال حمدان: فلقيت بعد ذلك أيوب بن نوح بن دراج فقلت له: يا أبا الحسين إني سمعت مولاي أبا جعفرعليه‌السلام يقول: « من زار قبر أبي بطوس غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فقال أيوب: وأزيدك، فيه قلت: نعم، فقال: سمعته يقول(٢) ، يعني أبا جعفرعليه‌السلام : « ( من زار قبر أبي بطوس غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر )(٣) ، فإذا كان يوم القيامة نصب له منبر بحذاء منبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، حتى يفرغ الله من حساب الخلائق ».

__________________

الباب ٦٤

١ - كامل الزيارات ص ٣٠٣ ح ١.

(١) في المصدر زيادة: الثاني.

٢ - كامل الزيارات ص ٣٠٤ ح ٣.

(١) وفي نسخة: الديواني.

(٢) في المصدر زيادة: ذلك.

(٣) ما بين القوسين ليس في المصدر.

٣٥٥

[١٢١٧٣] ٣ - وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن علي بن الحسين النيسابوري، عن شعيب بن عيسى، عن صالح بن محمد الهمداني، عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي قال: قال أبو الحسن الرضاعليه‌السلام :من زارني على بعد داري وشطون (١) مزاري، اتيته يوم القيامة في ثلاثة مواطن حتى أخلصه من أهوالها: إذا تطايرت الكتب يمينا وشمالا، وعند الصراط، وعند الميزان ».

[١٢١٧٤] ٤ - وعن أبيه، عن سعد، عن إبراهيم بن الزيات، عن يحيى بن الحسن الحسيني، عن علي بن عبد الله بن قطرب، عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما‌السلام قال: مر به ابنه وهو شاب حدث وبنوه مجتمعون عنده، فقال: « إن ابني هذا يموت في أرض غربة، فمن زاره مسلما لامره عارفا بحقه، كان عند الله عز وجل كشهداء بدر ».

[١٢١٧٥] ٥ - وعن أبيه والكليني معا، عن علي بن إبراهيم، عن حمدان بن إسحاق قال: سمعت أبا جعفر عليه‌السلام ، أو حكى لي عن رجل عن أبي جعفر عليه‌السلام - الشك من علي بن إبراهيم - قال: قال أبو جعفر عليه‌السلام : « من زار قبر أبي بطوس غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. قال فحججت بعد الزيارة فلقيت أيوب بن نوح، فقال لي: قال (١) أبو جعفر عليه‌السلام : « من زار قبر أبي بطوس غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وبنى له منبرا حذاء (٢) منبر محمد وعلي ( صلوات الله عليهما )، حتى يفرغ الله من حساب الخلائق » فرأيت بعد ذلك أيوب بن نوح

__________________

٣ - كامل الزيارات ص ٣٠٤ ح ٤.

(١) شطنت الدار شطونا: بعدت. ( لسان العرب ج ١٣ ص ٢٣٨ ).

٤ - كامل الزيارات ص ٣٠٤ ح ٥.

٥ - كامل الزيارات ص ٣٠٥ ح ٦.

(١) ليس في المصدر.

(٢) في نسخة. بحذاء.، ( منه قده ).

٣٥٦

وقد زار، فقال: جئت أطلب المنبر.

[١٢١٧٦] ٦ - زيد النرسي في أصله: عن أبي الحسن موسى عليه‌السلام قال: « من زار ابني هذا - وأومأ إلى أبي الحسن الرضا عليه‌السلام - فله الجنة ».

[١٢١٧٧] ٧ - البحار: رأيت في بعض مؤلفات أصحابنا قال: ذكر في كتاب فصل الخطاب، عن الرضا عليه‌السلام أنه قال: « من شد رحله إلى زيارتي، استجيب دعاؤه، وغفرت له ذنوبه » الخبر.

٦٥ -( باب استحباب التبرك بمشهد الرضاعليه‌السلام ومشاهد الأئمةعليهم‌السلام )

[١٢١٧٨] ١ - البحار: عن بعض مؤلفات أصحابنا، عن كتاب فصل الخطاب، عن الرضا عليه‌السلام ، قال في حديث: « وهذه البقعة روضة من رياض الجنة، ومختلف الملائكة، لا يزال فوج ينزل من السماء وفوج يصعد، إلى أن ينفخ في الصور ».

٦٦ -( باب استحباب اختيار زيارة الرضاعليه‌السلام على زيارة كلّ واحد من الأئمةعليهم‌السلام )

[١٢١٧٩] ١ - جعفر بن محمد بن قولويه في الكامل: عن الكليني، عن محمد بن يحيى العطار، عن علي بن الحسين النيسابوري، عن إبراهيم بن محمد، عن

__________________

٦ - أصل زيد النرسي ص ٥٢.

٧ - البحار ج ١٠٢ ص ٤٤ ح ٥١.

الباب ٦٥

١ - البحار ج ١٠٢ ص ٤٤ ح ٥١.

الباب ٦٦

١ - كامل الزيارات ص ٣٠٧ ح ١٣.

٣٥٧

عبد الرحمان بن سعيد المكي، عن يحيى بن سليمان المازني، عن أبي الحسن موسى بن جعفرعليهما‌السلام ، أنه قال: « من زار ولدي - إلى أن قالعليه‌السلام - أو بات(١) عنده ليلة، كان كمن زار الله في عرشه. قلت: كمن زار في عرشه! قال: « نعم، إذا كان يوم القيامة، كان على عرش اله أربعة من الأولين وأربعة من الآخرين، فأما الأربعة الذين هم من الأولين فنوح وإبراهيم وموسى وعيسىعليهم‌السلام ، وأما الأربعة الذين هم من الآخرين فمحمد وعلي والحسن والحسينعليهم‌السلام ، ثم يمد المضمار فيقعد معنا من زار قبور الأئمةعليهم‌السلام ، إلا أن أعلاهم درجه وأقربهم حبوه زوار قبر ولدي عليعليه‌السلام ».

ورواه عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن علي بن الحسين النيسابوري بهذا السند.

٦٧ -( باب استحباب اختيار زيارة الرضاعليه‌السلام وخصوصا في رجب على الحج والعمرة المندوبتين)

[١٢١٨٠] ١ - جعفر بن محمد بن قولويه في الكامل: بالاسناد السابق عن يحيى بن سليمان المازني، عن أبي الحسن موسى عليه‌السلام قال: « من زار قبر ولدي كان له عند الله كسبعين حجة مبرورة » قال: قلت: سبعين حجة! قال: « نعم وسبعمائة حجة » قلت: وسبعمائة حجة! قال: « نعم وسبعين ألف حجة » قلت: وسبعين ألف حجة! قال: « رب حجة لا تقبل ».

[١٢١٨١] ٢ - وعن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار،

__________________

(١) في المصدر: وبات.

الباب ٦٧

١ - كامل الزيارات ص ٣٠٧.

٢ - كامل الزيارات ص ٣٠٦.

٣٥٨

عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: قرأت في كتاب أبي الحسن الرضاعليه‌السلام : « أبلغ شيعتي(١) أن زيارتي تعدل عند الله عز وجل ألف حجة » قال: فقلت لأبي جعفرعليه‌السلام : ألف حجة! قال! « أي والله وألف ألف حجة، لمن زاره عارفا بحقه ».

[١٢١٨٢] ٣ - وعن أبيه ومحمد بن الحسن وعلي بن الحسين جمعيا، عن سعد بن عبد الله، عن الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة، عن الحسين بن سيف بن عميرة، عن محمد بن أسلم الجبلي، عن محمد بن سليمان قال: سألت أبا جعفر عليه‌السلام ، عن رجل حج حجة الاسلام (١) متمتعا بالعمرة إلى الحج، فأعانه الله تبارك وتعالى على عمرته وحجة، ثم أتى المدينة فسلم على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثم أتاك عارفا بحقك يعلم أنك حجته على خلقه، وبابه الذي يؤتى منه، فسلم عليك، ثم أتى أبا عبد الله عليه‌السلام فسلم عليه، ثم أتى بغداد فسلم على أبي الحسن موسى عليه‌السلام ، ثم انصرف إلى بلاده فلما كان وقت الحج رزقه الله تعالى ما يحج به، فأيهما أفضل لهذا الذي حج حجة الاسلام، يرجع فيحج أيضا، أو يخرج إلى خراسان إلى أبيك علي بن موسى الرضا عليه‌السلام فيسلم عليه؟ قال: « بل يأتي خراسان فيسلم على أبي الحسن عليه‌السلام أفضل، وليكن ذلك في رجب، ولكن لا ينبغي أن تفعلوا (٣) هذا اليوم، فإن علينا وعليكم من السلطان شنعة ».

قلت: متن الخبر هكذا في نسختي من كامل الزيارة، وهو مطابق لما في

__________________

(١) في نسخة: شيعتنا.

٣ - كامل الزيارات ص ٣٠٥.

(١) في المصدر زيادة: فدخل.

(٢) وفيه زيادة: الحسين.

(٣) وفيه: يفعلوا.

٣٥٩

الكافي(٤) سندا من الحسن بن علي إلى آخره: ومتنا، ولما في التهذيب(٥) ، ولكن الصدوق رواه في العيون(٦) بهذا السند، وفي متنه اختلاف في مواضع عديدة، غير مضر بالمقصود، إلا أن فيه: ثم أتى المدينة فسلم على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثم أتى أباك أمير المؤمنينعليه‌السلام عارفا بحقه يعلم أنه حجة الله على خلقه، وبابه الذي يؤتى منه فسلم عليه، ثم أتى أبا عبد الله الخ. وهذا مطابق لأصل السيرة وأقرب إلى الاعتبار، بل السلام على الجواد الحيعليه‌السلام في هذا الترتيب، قبل السلام على أمير المؤمنين وأبي عبد الله وأبي الحسنعليهما‌السلام ما لا يخفى، فاللازم على جامع شتات الروايات الإشارة إلى هذا الاختلاف في محله، والعجب من الشيخين الجليلين المحدثين الكاملين(٧) شيخنا المجلسي(٧) والحر(٨) رحمهما الله، وما صنعا في هذا المقام، أما الأول فساق أولا متن ما في العيون، ثم ذكر سند الكامل وقال: مثله، وأما الثاني فساق في الأصل متن ما في الكافي، ثم قال: ورواه الصدوق في عيون الأخبار عن فلان إلى آخره نحوه، من غير إشارة منهما إلى هذا الاختلاف الغريب، وهذا منهما عجيب.

[١٢١٨٣] ٤ - البحار: وجدت في بعض مؤلفات قدماء أصحابنا قال: زيارة مولانا وسيدنا أبي الحسن الرضا عليه‌السلام ، كلّ الأوقات صالحة (١) ، وأفضلها في شهر رجب، روى ذلك عن ولده أبي جعفر الجواد عليه‌السلام الزيارة.

__________________

(٤) - الكافي ج ٤ ص ٥٨٤ ح ٢.

(٥) - التذهيب ج ٦ ص ٨٤ ح ١٦٦.

(٦) - عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ج ٢ ص ٢٥٨ ح ١٥.

(٧) - البحار ج ١٠٢ ص ٣٧ ح ٢٩.

(٨) - وسائل الشيعة ج ١٠ ص ٤٤٤ ح ٢.

٤ - البحار ج ١٠٢ ص ٥٢ ح ١١.

(١) في المصدر زيادة: لزيارته.

٣٦٠

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556