البراهين القاطعة في شرح تجريد العقائد الساطعة الجزء ٤

البراهين القاطعة في شرح تجريد العقائد الساطعة0%

البراهين القاطعة في شرح تجريد العقائد الساطعة مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
ISBN: 964-548-224-0
الصفحات: 535

البراهين القاطعة في شرح تجريد العقائد الساطعة

مؤلف: محمّد جعفر الأسترآبادي
تصنيف:

ISBN: 964-548-224-0
الصفحات: 535
المشاهدات: 110671
تحميل: 5636


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 535 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 110671 / تحميل: 5636
الحجم الحجم الحجم
البراهين القاطعة في شرح تجريد العقائد الساطعة

البراهين القاطعة في شرح تجريد العقائد الساطعة الجزء 4

مؤلف:
ISBN: 964-548-224-0
العربية

من الأمر بعدك؟

فكرّ بوجهه إليّ ضاحكا وقال : « ليس الغيبة حيث ظننت في هذه السنة » ، فلمّا أخرج به الثانية إلى المعتصم صرت إليه فقلت : جعلت فداك أنت خارج فإلى من هذا الأمر من بعدك؟ فبكى حتّى اخضلّت لحيته بالدموع ، ثمّ التفت إليّ فقال : « عند هذه يخاف عليّ ، الأمر من بعدي إلى ابني عليّ »(١) .

وفي باب النصّ والإشارة على أبي محمّدعليه‌السلام : أنّ يحيى بن يسار القنبري قال : أوصى أبو الحسنعليه‌السلام إلى ابنه الحسن قبل مضيّه بأربعة أشهر ، وأشهدني على ذلك وجماعة من الموالي(٢) .

وعن عليّ بن عمر النوفلي قال : كنت مع أبي الحسنعليه‌السلام في صحن داره فمرّ بنا محمّد ابنه فقلت له : جعلت فداك هذا صاحبنا بعدك؟ فقال : « لا ، صاحبكم بعدي الحسن »(٣) .

وعن عبد الله بن محمّد الأصفهاني قال : قال أبو الحسنعليه‌السلام : « صاحبكم بعدي الذي يصلّي عليّ » ، قال : ولم نعرف أبا محمّد قبل ذلك ، قال : فخرج أبو محمّد فصلّى عليه(٤) .

وعن سعد بن عبد الله عن جماعة من بني هاشم ـ منهم الحسن بن الحسن الأفطس ـ أنّهم حضروا يوم توفّي محمّد بن عليّعليه‌السلام باب أبي الحسن يعزّونه وقد بسط له في صحن داره والناس جلوس حوله ، فقالوا : قدّرنا أن يكون حوله من آل أبي طالب وبني هاشم وقريش مائة وخمسون رجلا سوى مواليه وسائر الناس ، إذ نظر إلى الحسن بن عليّعليه‌السلام قال : جاء مشقوق الجيب حتّى قام عن يمينه ونحن

__________________

(١) المصدر السابق : ٣٢٣ ، باب الإشارة والنصّ على أبي الحسن الثالثعليه‌السلام ، ح ١.

(٢) المصدر السابق : ٣٢٥ ، باب الإشارة والنصّ على أبي محمّدعليه‌السلام ، ح ١.

(٣) المصدر السابق : ٣٢٥ ـ ٣٢٦ ، ح ٢.

(٤) المصدر السابق : ٣٢٧ ، ح ٣.

١٨١

لا نعرفه ، فنظر إليه أبو الحسن بعد ساعة ، فقال : « يا بنيّ ، أحدث لله عزّ وجلّ شكرا فقد أحدث فيك أمرا ».

فبكى الفتى وحمد الله واسترجع وقال : « الحمد لله ربّ العالمين وأنا أسأل الله تمام نعمه لنا فيك ، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون ».

فسألنا عنه فقيل : هذا الحسن ابنه ، وقدّرنا له في ذلك الوقت عشرين سنة أو أرجح ، فيومئذ عرفناه وعلمنا أنّه قد أشار إليه بالإمامة فأقامه مقامه(١) .

وفي باب الإشارة إلى صاحب الدارعليه‌السلام : عليّ بن محمّد ، عن محمّد بن عليّ بن بلال قال : خرج إليّ من أبي محمّدعليه‌السلام قبل مضيّه بسنتين يخبرني بالخلف من بعده ، ثمّ خرج إليّ من قبل مضيّه بثلاثة أيّام يخبرني بالخلف من بعده(٢) .

عليّ بن محمّد ، عن جعفر بن محمّد الكوفي ، عن جعفر بن محمّد المكفوف ، عن عمرو الأهوازي قال : أراني أبو محمّد ابنه ، فقال : « هذا صاحبكم بعدي »(٣) .

محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن إسحاق ، عن أبي هاشم الجعفري ، قال : قلت لأبي محمّدعليه‌السلام : جلالتك تمنعني عن مسألتك ، أتأذن لي أن أسألك؟ فقال : « سل » ، قلت : يا سيّدي ، هل لك ولد؟ فقال : « نعم ».

فقلت : فإن حدث بك حدث فأين أسأل عنه؟ قال : « بالمدينة »(٤) .

وفي باب تسمية من رآهعليه‌السلام : عن عبد الله بن جعفر الحميري قال : اجتمعت أنا والشيخ أبو عمرورحمه‌الله عند أحمد بن إسحاق فغمزني أحمد بن إسحاق أن أسأله عن الخلف ، فقلت له : يا أبا عمرو ، إنّي أريد أن أسألك عن شيء وما أنا بشاكّ فيما أريد أن أسألك عنه ، فإنّ اعتقادي وديني أنّ الأرض لا تخلو من حجّة إلاّ إذا كان قبل

__________________

(١) « الكافي » ١ : ٣٢٦ ـ ٣٢٧ ، باب الإشارة والنصّ على أبي محمّدعليه‌السلام ، ح ٨.

(٢) المصدر السابق : ٣٢٨ ، باب الإشارة والنصّ على صاحب الدارعليه‌السلام ، ح ١.

(٣) المصدر السابق : ٣٢٨ ، ح ٣.

(٤) المصدر السابق : ح ٢.

١٨٢

يوم القيامة بأربعين يوما.

أقول : وساق الكلام كثيرا إلى أن قال : فخرّ أبو عمرو ساجدا وبكى ، ثمّ قال : سل حاجتك ، فقلت له : أنت رأيت الخلف من بعد أبي محمّدعليه‌السلام ؟ فقال : إي والله ورقبته مثل ذا ، وأومأ بيده.

فقلت له : فبقيت واحدة ، فقال لي هات : قلت : فالاسم؟ قال : محرّم عليكم أن تسألوا عن ذلك ، ولا أقول هذا من عندي فليس لي أن أحلّل ولا أحرّم ، ولكن عنهعليه‌السلام ـ وساق الحديث إلى أن قال : ـ وإذا وقع الاسم وقع الطلب فاتّقوا الله وأمسكوا عن ذلك(١) .

عليّ بن محمّد ، عن محمّد بن إسماعيل بن موسى بن جعفر ـ وكان أسنّ شيخ من ولد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالعراق ـ فقال : رأيته بين المسجدين وهو غلامعليه‌السلام (٢) .

وعن حكيمة بنت محمّد بن عليّ ـ وهي عمّة أبيه ـ : أنّها رأته ليلة مولده وبعد ذلك(٣) .

عليّ بن محمّد عن حمدان القلانسي قال : قلت للعمري : قد مضى أبو محمّدعليه‌السلام ؟ فقال : قد مضى ، ولكن قد خلّف فيكم من رقبته مثل هذه وأشار بيده(٤) .

عليّ بن محمّد ، عن جعفر بن محمّد الكوفي ، عن جعفر بن محمّد المكفوف ، عن عمرو الأهوازي قال أرانيه أبو محمّدعليه‌السلام وقال : « هذا صاحبكم »(٥) .

وبمضمون ما ذكر وقريب منه أخبار كثيرة لا نطيل الكلام بذكرها.

وفي باب النهي عن الاسم : عن ابن رئاب ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : « صاحب هذا

__________________

(١) المصدر السابق : ٣٢٩ ـ ٣٣٠ ، باب في تسمية من رآهعليه‌السلام ، ح ١.

(٢) المصدر السابق ، ح ٢.

(٣) المصدر السابق : ٣٣٠ ـ ٣٣١ ، ح ٣.

(٤) المصدر السابق : ٣٣١ ، ح ٤.

(٥) المصدر السابق : ٣٣٢ ، ح ١٢.

١٨٣

الأمر لا يسمّيه باسمه إلاّ كافر »(١) .

عن الريّان بن الصلت قال : سمعت أبا الحسن الرضاعليه‌السلام يقول ـ وسئل عن القائمعليه‌السلام ـ فقال : « لا يرى جسمه ولا يسمّى اسمه »(٢) .

وقريب بمضمونها خبران آخران(٣) .

وفي باب الغيبة : عن يمان التمّار قال : كنّا عند أبي عبد اللهعليه‌السلام جلوسا فقال لنا : « إنّ لصاحب هذا الأمر غيبة المتمسّك فيها بدينه كالخارط للقتاد ».

ثمّ قال هكذا بيده « فأيّكم يمسك شوك القتاد بيده؟ ».

ثمّ أطرق مليّا ، ثمّ قال : « إنّ لصاحب هذا الأمر غيبة فليتّق الله عبد وليتمسّك بدينه »(٤) .

عن عليّ بن جعفر ، عن أخيه موسى بن جعفرعليهما‌السلام قال : « إذا فقد الخامس من ولد السابع فالله الله من أديانكم لا يزيلكم عنها أحد ، يا بنيّ ، إنّه لا بدّ لصاحب هذا الأمر من غيبة حتّى يرجع عن هذا الأمر من كان يقول به إنّما هي محنة من الله عزّ وجلّ امتحن بها خلقه ، لو علم آباؤكم وأجدادكم دينا أصحّ من هذا لاتّبعوه ».

قال : قلت : يا سيّدي ، من الخامس من ولد السابع؟ فقال : « يا بنيّ ، عقولكم تصغر عن هذا وأحلامكم تضيق عن حمله ولكن إن تعيشوا فسوف تدركونه »(٥) .

عن محمّد بن المساور ، عن المفضّل بن عمر قال : سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول : « إيّاكم والتنويه أما والله ليغيبنّ إمامكم سنينا من دهركم ، ولتمحّصنّ حتّى يقال : مات ، أو قتل ، هلك بأيّ واد سلك ، ولتدمعنّ عليه عيون المؤمنين ، ولتكفّأنّ كما تكفأ

__________________

(١) « الكافي » ١ : ٣٣٣ ، باب في النهي عن الاسم ، ح ٤.

(٢) المصدر السابق ، ح ٣.

(٣) راجع الباب المذكور في المصدر السابق.

(٤) المصدر السابق : ٣٣٥ ـ ٣٣٦ ، باب في الغيبة ، ح ١.

(٥) المصدر السابق : ٣٣٦ ، ح ٢.

١٨٤

السفن في أمواج البحر فلا ينجو إلاّ من أخذ الله ميثاقه وكتب في قلبه الإيمان وأيّده بروح منه ، ولترفعنّ اثنتا عشرة راية مشتبهة لا تدرى أيّ من أيّ ».

فبكيت ثمّ قلت : فكيف نصنع؟ قال : فنظر إلى شمس داخلة في الصفّة فقال : « يا أبا عبد الله ، ترى هذه الشمس؟ » قلت : نعم ، فقال : « والله لأمرنا أبين من هذه الشمس »(١) .

وبمضمونه مع تفاوت ما خبر آخر(٢) عن إبراهيم بن خلف بن عباد الأنماطي ، عن المفضّل بن عمر عنهعليه‌السلام

عن عبيد بن زرارة قال : سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول : « يفقد الناس إمامهم يشهد الموسم فيراهم ولا يرونه »(٣) .

عن الأصبغ بن نباتة قال : أتيت أمير المؤمنين فوجدته متفكّرا ينكت في الأرض : فقلت : يا أمير المؤمنين ، ما لي أراك متفكّرا تنكت؟ أرغبة منك فيها؟

فقال : « لا والله ما رغبت فيها ولا في الدنيا يوما قطّ ، ولكنّي فكّرت في مولود يكون من ظهري الحادي عشر من ولدي ، هو المهديّ الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما تكون له غيبة وحيرة يضلّ فيها أقوام ويهتدي فيها آخرون ».

فقلت : يا أمير المؤمنين ، وكم تكون الحيرة والغيبة؟ قال : « ستّة أيّام أو ستّة أشهر أو ستّ سنين » ، فقلت : وإنّ هذا لكائن؟ فقال : « نعم كما أنّه مخلوق وأنّى لك بهذا الأمر يا أصبغ ، أولئك خيار هذه الأمّة مع خيار أبرار هذه العترة ».

فقلت : ثمّ ما يكون بعد ذلك؟ فقال : « ثمّ يفعل الله ما يشاء فإنّ له بداءات وإرادات

__________________

(١) المصدر السابق ، ح ٣.

(٢) المصدر السابق : ٣٣٨ ـ ٣٣٩ ، ح ١١.

(٣) المصدر السابق : ٣٣٧ ـ ٣٣٨ ، ح ٦.

١٨٥

وغايات ونهايات »(١) .

عن زرارة قال : سمعت أبا عبد الله صلوات الله عليه يقول : « إنّ للقائم غيبة قبل أن يقوم » ، قال : قلت : ولم؟ قال : « إنّه يخاف » ، وأومأ بيده إلى بطنه يعني القتل(٢) .

وقريب بمضمونه خبران آخران(٣) .

عن عبيد بن زرارة ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : « للقائم غيبتان يشهد في إحداهما المواسم ، ويرى الناس ولا يرونه »(٤) .

وبمضمونه خبر آخر أيضا(٥) .

عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : « لا بدّ لصاحب هذا الأمر من غيبة ، ولا بدّ له في غيبته من عزلة ، ونعم المنزل طيّبة وما بثلاثين من وحشة »(٦) .

عن إسحاق بن عمّار قال : قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « للقائم غيبتان : إحداهما قصيرة والأخرى طويلة ، الغيبة الأولى لا يعلم بمكانه فيها إلاّ خاصّة شيعته ، والأخرى لا يعلم بمكانه فيها إلاّ خاصّة مواليه »(٧) .

وقريب بمضمونه خبران : عن مفضّل بن عمر قال : سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول : « لصاحب هذا الأمر غيبتان إحداهما يرجع منها إلى أهله ، والأخرى يقال : هلك في أيّ واد سلك ».

قلت : كيف نصنع إذا كان كذلك؟ قال : « إذا ادّعاها مدّع فاسألوه عن أشياء

__________________

(١) « الكافي » ١ : ٣٣٨ ، باب في الغيبة ، ح ٧.

(٢) المصدر السابق : ٣٣٨ ، ح ٩.

(٣) المصدر السابق : ٣٤٠ ، ح ١٨ و ٣٤٢ ، ح ٢٩.

(٤) المصدر السابق : ٣٣٩ ، ح ١٢.

(٥) المصدر السابق : ٣٣٧ ـ ٣٣٨ ، ح ٦.

(٦) المصدر السابق : ٣٤٠ ، ح ١٦.

(٧) المصدر السابق ، ح ١٩.

١٨٦

يجيب فيها مثله »(١) .

عن أمّ هانئ قالت : سألت أبا جعفر محمّد بن عليّعليه‌السلام عن قول الله عزّ وجلّ :( فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الْجَوارِ الْكُنَّسِ ) (٢) ، قالت : فقال : « إمام يخنس سنة ستّين ومائتين ، ثمّ يظهر كالشهاب يتوقّد في الليلة الظلماء فإن أدركت زمانه قرّت عينك »(٣) .

وبمضمونه خبر آخر(٤) عن طريق آخر عنهعليه‌السلام .

عن أيّوب بن نوح قال : قلت لأبي الحسنعليه‌السلام قال : « إذا وقع رفع علمكم من بين أظهركم فتوقّعوا الفرج من تحت أقدامكم »(٥) .

عن المفضّل بن عمر ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله عزّ وجلّ :( فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ ) (٦) قال : « إنّ منّا إماما مظفّرا مستترا فإذا أراد الله عزّ ذكره إظهار أمره نكت في قلبه نكتة فظهر فقام بأمر الله تبارك وتعالى »(٧) .

وفي باب كراهية التوقيت : عن أبي حمزة الثمالي قال : سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول : « يا ثابت ، إنّ الله تبارك وتعالى قد كان وقّت هذا الأمر في السبعين ، فلمّا أن قتل الحسينعليه‌السلام اشتدّ غضب الله تعالى على أهل الأرض فأخّره إلى أربعين ومائة ، فحدّثناكم فأذعتم الحديث فكشفتم قناع السرّ ولم يجعل الله له بعد ذلك وقتا عندنا( يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ ) (٨) » ، قال أبو حمزة : فحدّثت بذلك

__________________

(١) المصدر السابق : ٣٤٠ ، باب في الغيبة ، ح ٢٠.

(٢) التكوير (٨١) : ١٥ ـ ١٦.

(٣) « الكافي » ١ : ٣٤١ ، باب في الغيبة ، ح ٢٢.

(٤) المصدر السابق ، ح ٢٣.

(٥) المصدر السابق ، ح ٢٤.

(٦) المدّثّر (٧٤) : ٨.

(٧) « الكافي » ١ : ٣٤٣ ، باب في الغيبة ، ح ٣٠.

(٨) الرعد (١٣) : ٣٩.

١٨٧

أبا عبد اللهعليه‌السلام فقال : « قد كان ذلك »(١) .

عن عبد الرحمن بن كثير قال : كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام إذ دخل عليه مهزم فقال له : جعلت فداك أخبرني عن هذا الأمر الذي ننتظره متى هو؟ فقال : « يا مهزم ، كذب الوقّاتون وهلك المستعجلون ونجا المسلّمون »(٢) « إنّا أهل بيت لا نوقّت »(٣) .

وبمضمونه خبران آخران(٤) .

عن الحسن بن عليّ بن يقطين ، عن أخيه الحسين ، عن أبيه عليّ بن يقطين قال : قال لي أبو الحسنعليه‌السلام : « الشيعة تربّى بالأماني منذ مائتي سنة ».

قال : وقال يقطين لابنه عليّ بن يقطين : ما بالنا قيل لنا فكان ، وقيل لكم فلم يكن؟

قال : فقال له عليّ : إنّ الذي قيل لنا ولكم كان من مخرج واحد ، غير أنّ أمركم حضر ، فأعطيتم محضة ، فكان كما قيل لكم ، وإنّ أمرنا لم يحضر ، فعلّلنا بالأماني ، فلو قيل لنا : إنّ هذا الأمر لا يكون إلاّ إلى مائتي سنة أو ثلاثمائة سنة لقست القلوب ولرجع عامّة الناس عن الإسلام ، ولكن قالوا : ما أسرعه وما أقربه تألّفا لقلوب الناس وتقريبا للفرج(٥) .

وفي باب أنّه من عرف إمامه لم يضرّه تقدّم هذا الأمر أو تأخّره : عن الفضيل بن يسار قال : سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول الله تبارك وتعالى :( يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ ) (٦) ، فقال : « يا فضيل ، اعرف إمامك ، فإنّك إذا عرفت إمامك لم يضرّك تقدّم هذا الأمر أو تأخّر. ومن عرف إمامه ثمّ مات قبل أن يقوم صاحب هذا الأمر كان

__________________

(١) « الكافي » ١ : ٣٦٨ ، باب كراهيّة التوقيت ، ح ١.

(٢) المصدر السابق ، ح ٢.

(٣) المصدر السابق ، ح ٣.

(٤) المصدر السابق ، ح ٤ ـ ٥.

(٥) المصدر السابق : ٣٦٩ ، ح ٦.

(٦) الإسراء (١٧) : ٧١.

١٨٨

بمنزلة من كان قاعدا في عسكره ، لا بل بمنزلة من قعد تحت لوائه ». قال : وقال بعض أصحابه : بمنزلة من استشهد مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .(١)

عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : جعلت فداك متى الفرج؟ فقال : « يا با بصير ، وأنت ممّن يريد الدنيا ، من عرف هذا الأمر فقد فرّج عنه لانتظاره »(٢) .

عن فضيل بن يسار قال : سمعت أبا جعفر يقول : « من مات وليس له إمام فميتته ميتة جاهليّة ، ومن مات وهو عارف لإمامه لم يضرّه تقدّم هذا الأمر أم تأخّر ، ومن مات وهو عارف لإمامه كان كمن هو مع القائم في فسطاطه »(٣) .

وبمضمون الأخبار المسطورة أو قريب منها أخبار أخر(٤) .

عن الحارث بن المغيرة قال : قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهليّة؟ » قال : « نعم » ، قلت : جاهليّة جهلاء أو جاهليّة لا يعرف إمامه؟ قال : « جاهليّة كفر ونفاق وضلال »(٥) .

وفي باب أنّهعليه‌السلام يحكم بحكم آل داود : عن أبان قال : سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول : « لا تذهب الدنيا حتّى يخرج رجل منّي ، يحكم بحكومة آل داود ، ولا يسأل بيّنة ، يعطي كلّ نفس حقّها »(٦) . وبمضمونه خبر آخر(٧) .

وفي باب صلة الإمامعليه‌السلام : عن يونس بن ظبيان قال : سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول : « ما من شيء أحبّ إلى الله من إخراج الدراهم إلى الإمام ، وإنّ الله ليجعل له الدرهم

__________________

(١) « الكافي » ١ : ٣٧١ ، باب أنّه من عرف إمامه لم يضرّه ، ح ٢.

(٢) المصدر السابق : ٣٧١ ـ ٣٧٢ ، ح ٣.

(٣) المصدر السابق ، ح ٥.

(٤) المصدر السابق : ٣٧٢ ، ح ٦ ـ ٧.

(٥) المصدر السابق : ٣٧٧ ، باب من مات وليس له إمام ، ح ٣.

(٦) المصدر السابق : ٣٩٧ ـ ٣٩٨ ، باب في الأئمّةعليهم‌السلام إذا ظهر أمرهم ، ح ٢.

(٧) المصدر السابق : ٣٩٧ ، ح ١.

١٨٩

في الجنّة مثل جبل أحد ».

ثمّ قال : « إنّ الله تعالى يقول في كتابه :( مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً ) (١) قال : « هو والله في صلة الإمام خاصّة »(٢) .

وبمضمونه أخبار أخر(٣) .

عن صفوان بن يحيى قال : قلت للرضاعليه‌السلام : قد كنّا نسألك قبل أن يهب الله لك أبا جعفرعليه‌السلام فكنت تقول : « يهب الله لي غلاما » ، فقد وهب الله لك ، فأقرّ عيوننا ، فلا أرانا الله يومك فإن كان كون فإلى من؟ فأشار بيده إلى أبي جعفرعليه‌السلام وهو قائم بين يديه ، فقلت : جعلت فداك هذا ابن ثلاث سنين؟! قالعليه‌السلام : « وما يضرّه من ذاك شيء قد قام عيسىعليه‌السلام بالحجّة وهو ابن ثلاث سنين »(٤) .

عن عليّ بن سيف ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي جعفر الثانيعليه‌السلام قال : قلت له : إنّهم يقولون في حداثة سنّك ، فقال : « إنّ الله تعالى أوحى إلى داود أن يستخلف سليمان وهو صبيّ يرعى الغنم ، فأنكر ذلك عبّاد بني إسرائيل وعلماؤهم ، فأوحى الله تعالى إلى داودعليه‌السلام أن خذ عصا المتكلّمين وعصا سليمان واجعلهما في بيت واختم عليهما بخواتيم القوم ، فإذا كان من الغد فمن كانت عصاه قد أورقت وأثمرت فهو الخليفة ، فأخبرهم داودعليه‌السلام فقالوا : قد رضينا وسلّمنا »(٥) .

عن أبي بصير ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال أبو بصير : دخلت عليه ومعي غلام يقودني خماسيّ لم يبلغ ، فقال لي : « كيف أنتم إذا احتجّ عليكم بمثل سنّه؟ »(٦) .

__________________

(١) البقرة (٢) : ٢٤٥.

(٢) « الكافي » ١ : ٥٣٧ ، باب صلة الإمامعليه‌السلام ، ح ٢.

(٣) المصدر السابق : ٥٣٧ ـ ٥٣٨ ، ح ٤ ـ ٧.

(٤) المصدر السابق : ٣٢١ ، باب الإشارة والنصّ على أبي جعفر الثاني ، ح ١٠ ، بتفاوت يسير.

(٥) المصدر السابق : ٣٨٣ ، باب حالات الأئمّةعليهم‌السلام في السنّ ، ح ٣.

(٦) المصدر السابق ، ح ٤.

١٩٠

عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه قال : قال عليّ بن حسان لأبي جعفرعليه‌السلام : يا سيّدي ، إنّ الناس ينكرون عليك حداثة سنّك ، فقال : « وما ينكرون من ذلك قول الله عزّ وجلّ وقد قال الله تعالى لنبيّه :( قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ) ،(١) فو الله ما تبعه إلاّ عليّعليه‌السلام وهو له تسع سنين »(٢) .

وقريب بهذه المضامين أخبار أخر(٣) .

وفي باب أنّ الإمام لا يغسّل إلاّ إمام ، عن أحمد بن عمر الحلاّل أو غيره ، عن الرضاعليه‌السلام قال : قلت له : إنّهم يحاجّونا يقولون : إنّ الإمام لا يغسّله إلاّ الإمام ، فقال : « ما يدريهم من غسّله؟ فما قلت لهم؟ » قال : قلت ـ جعلت فداك ـ لهم : إن قال مولاي : غسّله تحت عرش ربّي فقد صدق ، وإن قال : غسّله في تخوم الأرض فقد صدق ، قال : « لا هكذا » ، قلت : فما أقول لهم؟ قال : « قل : إنّي غسّلته » ، فقلت : أقول لهم : إنّك غسّلته؟ قال : « نعم »(٤) .

عن محمّد بن جمهور ، قال : حدّثنا أبو معمّر قال : سألت الرضاعليه‌السلام عن الإمام : يغسّله الإمام؟ قال : « سنّة موسى بن عمرانعليه‌السلام »(٥) .

عن محمّد بن جمهور ، عن يونس ، عن طلحة قال : قلت للرضاعليه‌السلام : إنّ الإمام لا يغسّله إلاّ الإمام؟ فقال : « أما تدرون من حضر لغسله قد حضره خير ممّن غاب عنه ، الذين حضروا يوسف في الجبّ حين غاب عنه أبواه وأهل بيته »(٦) .

وفي باب ولادة الإمام : عن الحسن بن راشد قال : سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول :

__________________

(١) يوسف (١٢) : ١٠٨.

(٢) « الكافي » ١ : ٣٨٤ ، باب حالات الأئمّةعليهم‌السلام في السنّ ، ح ٨.

(٣) راجع الباب المذكور في المصدر السابق ، ح ١ ، ٥ ، ٦ ، ٧.

(٤) المصدر السابق : ٣٨٤ ـ ٣٨٥ ، باب أنّ الإمام لا يغسّله إلاّ إمام من الأئمّةعليهم‌السلام ، ح ١.

(٥) المصدر السابق : ٣٨٥ ، ح ٢.

(٦) المصدر السابق ، ح ٣.

١٩١

« إنّ الله تبارك وتعالى إذا أحبّ أن يخلق الإمام أمر ملكا فأخذ شربة من ماء تحت العرش فيسقيها أباه ، فمن ذلك يخلق الإمام ، فيمكث أربعين يوما وليلة في بطن أمّه ، لا يسمع الصوت ، ثمّ يسمع بعد ذلك الكلام ، فإذا ولد بعث ذلك الملك فيكتب بين عينيه( وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) (١) ، فإذا مضى الإمام الذي كان قبله رفع له منار من نور ينظر به إلى أعمال الخلائق ، فبهذا يحتجّ الله على خلقه »(٢) .

وفي خبر آخر عن أبي بصير ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام : « وإذا سكنت النطفة في الرحم أربعة أشهر وأنشئ فيها الروح بعث الله تبارك وتعالى ملكا يقال له : حيوان فكتب على عضده الأيمن( وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ ) (٣) إلى آخره ، وإذا وقع من بطن أمّه وقع واضعا يديه على الأرض رافعا رأسه إلى السماء ، فأمّا وضعه يديه على الأرض فإنّه يقبض كلّ علم لله أنزله من السماء إلى الأرض ، وأمّا رفعه برأسه إلى السماء فإنّ مناديا ينادي به من بطنان العرش من قبل ربّ العزّة من الأفق الأعلى باسمه واسم أبيه يقول : يا فلان بن فلان ، أثبت تثبت ، فلعظيم ما خلقتك أنت صفوتي من خلقي وموضع سرّي وعيبة علمي وأميني على وحيي وخليفتي في أرضي ، لك ولمن تولاّك أوجبت رحمتي ومنحت جناني وأحللت جواري.

ثمّ وعزّتي وجلالي لأصلينّ من عاداك أشدّ عذابي وإن وسّعت عليه في دنياي من سعة رزقي.

فإذا انقضى الصوت ـ صوت المنادي ـ أجابه هو واضعا يديه رافعا رأسه إلى

__________________

(١) الأنعام (٦) : ١١٥.

(٢) « الكافي » ١ : ٣٨٧ ، باب مواليد الأئمّةعليهم‌السلام ، ح ٢.

(٣) الأنعام (٦) : ١١٥.

١٩٢

السماء يقول :( شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ ) ـ إلى ـ( الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) ،(١) فإذا قال ذلك أعطاه الله العلم الأوّل والعلم الآخر واستحقّ زيارة الروح في ليلة القدر »(٢) إلى آخر الحديث.

وفي خبر آخر ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام : « فإذا قام بهذا الأمر رفع الله له في كلّ بلدة منارا ينظر به إلى أعمال العباد »(٣) .

وفي خبر آخر عنهعليه‌السلام : « فإذا ولد خطّ بين كتفيه( وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ ) (٤) الآية فإذا صار الأمر إليه جعل الله له عمودا من نور يبصر به ما يعمل أهل كلّ بلدة »(٥) .

عليّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد قال : كنت أنا وابن فضّال جلوسا إذ أقبل يونس فقال : دخلت على أبي الحسن الرضاعليه‌السلام فقلت : جعلت فداك قد أكثر الناس في العمود ، قال : فقال لي : « يا يونس ، ما تراه؟ أتراه عمودا من حديد يرفع لصاحبك؟ ».

قال : قلت : ما أدري ، قال : « لكنّه ملك موكّل بكلّ بلدة يرفع الله به أعمال تلك البلدة ».

قال : فقام ابن فضّال ، فقبّل رأسه وقال : رحمك الله يا با محمّد ، لا تزال تجيئني بالحديث الحقّ الذي يفرّج الله به عنّا(٦) .

عن زرارة ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال : « للإمام عشر علامات : يولد مطهّرا مختونا ، وإذا وقع على الأرض وقع على راحته رافعا صوته بالشهادتين ، ولا يجنب ، وتنام

__________________

(١) آل عمران (٣) : ١٨.

(٢) « الكافي » ١ : ٣٨٦ ـ ٣٨٧ ، باب مواليد الأئمّةعليهم‌السلام ، ح ١.

(٣) المصدر السابق ، ح ٣.

(٤) الأنعام (٦) : ١١٥.

(٥) « الكافي » ١ : ٣٨٧ ، باب مواليد الأئمّةعليه‌السلام ، ح ٤.

(٦) المصدر السابق : ٣٨٨ ، ح ٧.

١٩٣

عينه ولا ينام قلبه ، ولا يتثاءب ، ولا يتمطّى ، ويرى من خلفه كما يرى من أمامه ، ونجوه كرائحة المسك والأرض موكّلة بستره وابتلاعه ، وإذا لبس درع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كانت عليه وفقا ، وإذا لبسها غيره من الناس طويلهم وقصيرهم زادت عليه شبرا ، وهو محدّث إلى أن تنقضي أيّامهعليه‌السلام »(١) .

وفي باب خلق أبدان الأئمّة وأرواحهم وقلوبهم : عن أبي يحيى الواسطي ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : « إنّ الله خلقنا من علّيّين وخلق أرواحنا من فوق ذلك ، وخلق أرواح شيعتنا من علّيّين ، وخلق أجسادهم من دون ذلك ، فمن أجل ذلك القرابة بيننا وبينهم ، وقلوبهم تحنّ إلينا »(٢) .

عن عليّ بن رئاب رفعه إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام قال : قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : « إنّ لله نهرا دون عرشه ، ودون النهر الذي دون عرشه نور نوّره ، وإنّ في حافتي النهر روحين مخلوقين : روح القدس ، وروحا من أمره ، وإنّ لله عشر طينات خمس من الجنّة وخمس من الأرض » ، ففسّر الجنان وفسّر الأرض ، ثمّ قال : « ما من نبيّ ولا ملك من بعده جبله إلاّ نفخ فيه من أحد الروحين وجعل النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من إحدى الطينتين ».

قلت لأبي الحسن الأوّلعليه‌السلام : ما الجبل؟ فقال : « الخلق غيرنا أهل البيت ، فإنّ الله عزّ وجلّ خلقنا من العشر طينات ونفخ فينا من الروحين جميعا فأطيب بها طيبا »(٣) .

وروى غيره عن أبي الصامت قال : « طين الجنان : جنّة عدن وجنّة المأوى وجنّة النعيم والفردوس والخلد ، وطين الأرض مكّة والمدينة والكوفة وبيت المقدس والحائر »(٤) .

__________________

(١) « الكافي » ١ : ٣٨٨ ـ ٣٨٩ ، باب مواليد الأئمّةعليهم‌السلام ، ح ٨.

(٢) المصدر السابق : ٣٨٩ ، باب خلق أبدان الأئمّة وأرواحهم ، ح ١.

(٣) المصدر السابق ، ح ٣.

(٤) المصدر السابق : ٣٩٠ ، ذيل الحديث ٣.

١٩٤

وقريب بمضمون ما ذكر غيره(١) .

وفي باب تدخل الملائكة بيوتهم وتأتيهم بالأخبار : عن أبي حمزة الثمالي قال :

دخلت على عليّ بن الحسينعليه‌السلام فاحتبست في الدار ساعة ثمّ دخلت البيت وهو يلتقط شيئا ، وأدخل يده من وراء الستر فناوله من كان في البيت ، قلت : جعلت فداك هذا الذي أراك تلتقطه أيّ شيء هو؟ فقال : « فضلة من زغب الملائكة نجمعه إذا خلونا نجعله سبحا لأولادنا » ، فقلت : جعلت فداك وإنّهم ليأتونكم؟ فقال : « يا أبا حمزة ، وإنّهم ليزاحمونا على تكأتنا »(٢) .

عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي الحسنعليه‌السلام قال : سمعته يقول : « ما من ملك يهبطه الله في أمر ما يهبطه إلاّ بدأ بالإمامعليه‌السلام فعرض ذلك عليه وإنّ مختلف الملائكة من عند الله تبارك وتعالى إلى صاحب هذا الأمر »(٣) .

وفي خبر آخر ، عن مسمع البصري بعد قوله : ـ إنّي إذا أكلت عنده لم أتأذّ به ، ـ فقال : ـ « يا با سيّار ، إنّك تأكل طعام قوم صالحين ، تصافحهم الملائكة على فرشهم ».

قال : قلت : ويظهرون لكم قال : فمسح يده على بعض صبيانه ، فقال : « هم ألطف بصبياننا منّا بهم »(٤) .

وفي باب أنّ الجنّ تأتيهم فيسألونهم عن معالم دينهم : عن سعد الإسكاف قال : أتيت أبا جعفرعليه‌السلام أريد الإذن عليه فإذا رحال إبل على الباب مصفوفة وإذا الأصوات قد ارتفعت ، ثمّ خرج قوم معتمّين بالعمائم يشبهون الزطّ ، قال : فدخلت على أبي جعفرعليه‌السلام فقلت : جعلت فداك أبطأ إذنك عليّ اليوم ، ورأيت قوما خرجوا عليّ معتمّين بالعمائم فأنكرتهم؟ فقال : « أو تدري من أولئك يا سعد؟ » قال : قلت : لا ،

__________________

(١) راجع الباب السابق من المصدر السابق.

(٢) المصدر السابق : ٣٩٣ ـ ٣٩٤ ، باب أنّ الملائكة تدخل بيوتهم ، ح ٣.

(٣) المصدر السابق : ٣٩٤ ، ح ٤.

(٤) المصدر السابق : ٣٩٣ ، ح ١.

١٩٥

قال : فقال : « أولئك إخوانكم من الجنّ يأتونا فيسألونا عن حلالهم وحرامهم ومعالم دينهم »(١) .

عن سدير الصيرفي قال : أوصاني أبو جعفرعليه‌السلام بحوائج له بالمدينة ، فخرجت فبينا أنا بين فجّ الروحاء على راحلتي إذا إنسان يلوي بثوبه قال : فملت إليه وظننت أنّه عطشان فناولته الإداوة فقال لي : لا حاجة لي بها ، وناولني كتابا طينه رطب ، قال : فلمّا نظرت إلى الخاتم إذا خاتم أبي جعفرعليه‌السلام ، فقلت : متى عهدك بصاحب الكتاب؟ قال : الساعة وإذا في الكتاب أشياء يأمرني بها. ثمّ قد التفتّ فإذا ليس عندي أحد.

قال سدير : فلقيته فقلت : جعلت فداك رجل أتى بكتابك وطينه رطب؟ فقال : « يا سدير ، إنّ لنا خدما من الجنّ فإذا [ أردنا ] السرعة بعثناهم »(٢) .

وفي رواية أخرى قال : « إنّ لنا أتباعا من الجنّ كما أنّ لنا أتباعا من الإنس فإذا أردنا أمرا بعثناهم »(٣) . والأخبار التي تدلّ على ذلك كثيرة.

وفي باب حق الإمام على الرعيّة وحقّ الرعيّة على الإمامعليه‌السلام : عن أبي حمزة قال : سألت أبا جعفرعليه‌السلام ما حقّ الإمام على الناس؟ قال : « حقّه عليهم أن يسمعوا له ويطيعوا » ، قلت : فما حقّهم عليه؟

قال : « يقسم بينهم بالسويّة ، ويعدل في الرعيّة ، فإذا كان ذلك في الناس فلا يبالي من أخذ هاهنا وهاهنا »(٤) .

وفي خبر آخر عنهعليه‌السلام مثله إلاّ أنّه قال : « هكذا وهكذا وهكذا » يعني بين يديه وخلفه وعن يمينه وعن شماله(٥) .

__________________

(١) « الكافي » ١ : ٣٩٥ ، باب أنّ الجنّ تأتيهم ، ح ٣.

(٢) المصدر السابق ، ح ٤.

(٣) المصدر السابق ، ذيل ح ٤.

(٤) المصدر السابق : ٤٠٥ ، باب ما يجب من حقّ الإمام على الرعيّة ، ح ١.

(٥) المصدر السابق ، ح ٢.

١٩٦

عن مسعدة ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : « قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : لا تختانوا ولاتكم ، ولا تغشّوا هداتكم ، ولا تجهّلوا أئمّتكم ، ولا تصدعوا عن جبلكم ، فتفشلوا وتذهب ريحكم ، وعلى هذا فليكن تأسيس أموركم وألزموا هذه الطريقة فإنّكم لو عاينتم ما عاين من قد مات منكم ممّن خالف ما تدعون إليه لبدرتم وخرجتم ولسمعتم ، ولكن محجوب عنكم ما قد عاينوا وقريبا ما يطرح الحجاب »(١) .

عن صباح بن سيّابة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أيّما مؤمن أو مسلم مات وترك دينا لم يكن في فساد ولا إسراف فعلى الإمام أن يقضيه ، فإن لم يقضه فعليه إثم ذلك ، إنّ الله تبارك وتعالى يقول :( إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ ) الآية(٢) ، فهو من الغارمين وله سهم عند الإمام فإن حبسه فإثمه عليه »(٣) .

عن حنان ، عن أبيه عن أبي جعفرعليه‌السلام قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « لا تصلح الإمامة إلاّ لرجل فيه ثلاث خصال : ورع يحجزه عن معاصي الله ، وحلم يملك به غضبه ، وحسن الولاية على من يلي حتّى يكون لهم كالوالد الرحيم ».

وفي رواية أخرى « حتّى يكون للرعية كالأب ».(٤)

وفي باب أنّ الأرض كلّها للإمامعليه‌السلام : عن أبي خالد الكابلي عن أبي جعفرعليه‌السلام قال : « وجدنا في كتاب عليّعليه‌السلام : أنّ الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتّقين ، أنا وأهل بيتي الذين أورثنا الله الأرض ، ونحن المتّقون ، والأرض كلّها لنا ، فمن أحيا أرضا من المسلمين فليؤدّ خراجها إلى الإمامعليه‌السلام من أهل بيتي ، وله ما أكل منها فإن تركها وأخربها وأخذها رجل من المسلمين من بعده فعمّرها وأحياها فهو أحقّ بها من الذي تركها ، ويؤدّي خراجها إلى الإمام من أهل بيتي ، وله ما أكل منها

__________________

(١) المصدر السابق ، ح ٣.

(٢) التوبة (٩) : ٦٠.

(٣) « الكافي » ١ : ٤٠٧ ، باب ما يجب من حقّ الإمام على الرعيّة ، ح ٧.

(٤) المصدر السابق ، ح ٨.

١٩٧

حتّى يظهر القائمعليه‌السلام من أهل بيتي بالسيف ، فيحويها ويمنعها ويخرجهم منها ، كما حواها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومنعها إلاّ ما كان في أيدي شيعتنا فإنّه يقاطعهم على ما في أيديهم ويترك الأرض في أيديهم »(١) .

عن يونس بن ظبيان أو المعلّى بن خنيس قال : قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : ما لكم من هذه الأرض؟ فتبسّم ثمّ قال : « إنّ الله تبارك وتعالى بعث جبرئيلعليه‌السلام وأمره أن يخرق بإبهامه ثمانية أنهار في الأرض منها سيحان وجيحان ـ وهو نهر بلخ ـ والخشوع ـ وهو نهر الشاش ـ ومهران ـ وهو نهر الهند ـ ونيل مصر ودجلة والفرات ، فما سقت أو استقت فهو لنا ، وما كان لنا فهو لشيعتنا وليس لعدوّنا منه شيء إلاّ ما غصب عليه ، وأنّ وليّنا لفي أوسع فيما بين ذه إلى ذه ، يعني بين السماء والأرض.

ثمّ تلا هذه الآية :( قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ) (٢) المغصوبين عليها( خالِصَةً ) لهم( يَوْمَ الْقِيامَةِ ) بلا غصب »(٣) . وفي معنى ما ذكر أخبار أخر(٤) .

وفي باب سيرة الإمام في نفسه : عن حمّاد ، عن حميد وجابر العبدي قال :

قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : « إنّ الله جعلني إماما لخلقه ففرض عليّ التقدير في نفسي ومطعمي ومشربي وملبسي كضعفاء الناس ، كي يقتدي الفقير بفقري ولا يطغى الغنيّ بغناه »(٥) .

وبمضمونه خبران آخران(٦) .

__________________

(١) « الكافي » ١ : ٤٠٧ ـ ٤٠٨ ، باب أنّ الأرض كلّها للإمامعليه‌السلام ، ح ١.

(٢) الأعراف (٧) : ٣٢.

(٣) « الكافي » ١ : ٤٠٩ ، باب أنّ الأرض كلّها للإمامعليه‌السلام ، ح ٥.

(٤) راجع المصدر السابق : ٤٠٨ ـ ٤١٠ من الباب السابق.

(٥) المصدر السابق : ٤١٠ ، باب سيرة الإمام في نفسه ، ح ١.

(٦) المصدر السابق : ٤١٠ ـ ٤١١ ، ح ٣ و ٤.

١٩٨

عن حمّاد بن عثمان قال : حضرت أبا عبد اللهعليه‌السلام ، وقال له رجل : أصلحك الله ذكرت : أنّ عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام كان يلبس الخشن يلبس القميص بأربعة دراهم وما أشبه ذلك ونرى عليك اللباس الجديد؟ فقال له : « إنّ عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام كان يلبس في زمان لا ينكر ، ولو لبس مثل ذلك اليوم شهر به ، فخير لباس كلّ زمان لباس أهله ، غير أنّ قائمنا أهل البيتعليهم‌السلام إذا قام لبس ثياب عليّعليه‌السلام وسار بسيرة عليّعليه‌السلام »(١) .

وفي باب فيه نتف وجوامع من الولاية : عن بكير بن أعين قال : كان أبو جعفرعليه‌السلام يقول : « إنّ الله أخذ ميثاق شيعتنا بالولاية وهم ذرّ ، يوم أخذ الميثاق على الذرّ والإقرار له بالربوبيّة ولمحمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالنبوّة »(٢) .

عن عبد الأعلى قال : سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول : « ما من نبيّ جاء قطّ إلاّ بمعرفة حقّنا وتفضيلنا على من سوانا »(٣) .

عن أبي الصباح الكناني ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال : سمعته يقول : « إنّ لله في السماء لسبعين صفّا من الملائكة ، لو اجتمع أهل الأرض كلّهم يحصون عدد كلّ صفّ منهم ما أحصوهم ، وأنّهم ليدينون بولايتنا »(٤) .

عن محمّد بن الفضيل ، عن أبي الحسنعليه‌السلام قال : « ولاية عليّعليه‌السلام مكتوبة في جميع صحف الأنبياء ، ولن يبعث الله رسولا إلاّ بنبوّة محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ووصيّة عليّعليه‌السلام »(٥) .

عن الفضيل بن يسار ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال : « إنّ الله عزّ وجلّ نصب عليّاعليه‌السلام علما بينه وبين خلقه ، فمن عرفه كان مؤمنا ، ومن أنكره كان كافرا ، ومن جهله كان ضالاّ ، ومن

__________________

(١) المصدر السابق ، ح ٤.

(٢) المصدر السابق : ٤٣٦ ، باب فيه نتف وجوامع من الرواية ، ح ١.

(٣) المصدر السابق : ٤٣٧ ، ح ٤.

(٤) المصدر السابق ، ح ٥.

(٥) المصدر السابق : ٤٣٧ ، ح ٦.

١٩٩

نصب معه شيئا كان مشركا ، ومن جاء بولايته دخل الجنّة »(١) .

وفي باب معرفة أوليائهم والنصوص إليهم : عن أبي عبد اللهعليه‌السلام : « إنّ رجلا جاء إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام وهو مع أصحابه فسلّم عليه ثمّ قال له : أنا والله أحبّك وأتولاّك ، فقال له أمير المؤمنينعليه‌السلام : كذبت قال : بلى والله إنّي أحبّك وأتولاّك ، فقال له أمير المؤمنينعليه‌السلام : كذبت ما أنت كما قلت ، إنّ الله خلق الأرواح قبل الأبدان بألفي عام ، ثمّ عرض علينا المحبّ لنا ، فو الله ما رأيت روحك فيمن عرض ، فأين كنت؟ فسكت الرجل عند ذلك ولم يراجعه »(٢) .

وفي رواية أخرى قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « كان في النار »(٣) .

عن جابر ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال : « إنّا لنعرف الرجل بحقيقة الإيمان وحقيقة النفاق »(٤) .

عن عبد الله بن سليمان ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : سألته عن الإمام : فوّض الله إليه كما فوّض إلى سليمان بن داودعليه‌السلام ؟

فقال : « نعم ، وذلك أنّ رجلا سأله عن مسألة فأجابه فيها ، وسأله آخر عن تلك المسألة فأجابه بغير جواب الأوّل ، ثمّ سأله آخر فأجابه بغير جواب الأوّلين ، ثمّ قال : « هذا عطاؤنا فامنن أو ـ أعط ـ بغير حساب »(٥) وهكذا في قراءة عليّعليه‌السلام ».

قال : قلت : أصلحك الله فحين أجابهم بهذا الجواب يعرفهم الإمام؟ قالعليه‌السلام :

« سبحان الله أما تسمع الله يقول :( إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ ) (٦) ، وهم الأئمّة

__________________

(١) « الكافي » ١ : ٤٣٧ ، باب فيه نتف وجوامع من الرواية ، ح ٧.

(٢) المصدر السابق : ٤٣٨ ، باب في معرفتهم أولياءهم ، ح ١.

(٣) المصدر السابق ، ذيل الحديث.

(٤) المصدر السابق ، ح ٢.

(٥) اقتباس من سورة ص (٣٨) : ٣٩.

(٦) الحجر (١٥) : ٧٥.

٢٠٠