البراهين القاطعة في شرح تجريد العقائد الساطعة الجزء ٤

البراهين القاطعة في شرح تجريد العقائد الساطعة0%

البراهين القاطعة في شرح تجريد العقائد الساطعة مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
ISBN: 964-548-224-0
الصفحات: 535

البراهين القاطعة في شرح تجريد العقائد الساطعة

مؤلف: محمّد جعفر الأسترآبادي
تصنيف:

ISBN: 964-548-224-0
الصفحات: 535
المشاهدات: 110551
تحميل: 5626


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 535 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 110551 / تحميل: 5626
الحجم الحجم الحجم
البراهين القاطعة في شرح تجريد العقائد الساطعة

البراهين القاطعة في شرح تجريد العقائد الساطعة الجزء 4

مؤلف:
ISBN: 964-548-224-0
العربية

مماثله. مثلا : أرض كلّ عالم تقتضي مركزه ، وناره محيط ، فلا يلزم اختلاف متّفقات الطبائع ، فيكون ما ذكره ثانيا فاسدا ، مع أنّ وروده مبنيّ على خروج كلّ من الأجزاء ومعيّتهما في الوجود وهما ممنوعان ، مضافا إلى ما ذكر في كونه في مقابلة النصّ الإلهي والأخبار النبوي والإمامي.

وحيث كان العالم ممكنا والممكن يجوز له العدم كما يجوز له الوجود ، فيجوز عدم العالم كما يقتضيه قوله تعالى :( كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ ) (١) و( كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ ) (٢) . ونحوهما.

والمعقول من الفناء المذكور في الآيات وأخبار أئمّة الأنام التي يجب حمل ألفاظها على ما يفهم في العرف العامّ ليس إلاّ العدم الحاصل عن الإعدام لا شيء يفني به الأجسام ، ولكن العدم في الأغلب كالمكلّفين بتفريق الأجزاء كما تشهد به قصّة إبراهيمعليه‌السلام حيث قال :( رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى قالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً ) ،(٣) فإنّها تدلّ على أنّ إحياء الموتى إنّما يكون بتأليف الأجزاء المتفرّقة بالموت.

وهكذا قوله تعالى :( قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ ) (٤) .

وقوله تعالى :( أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ * بَلى قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ ) (٥) ونحو ذلك ، تدلّ على بقاء المادّة وعدم الانعدام بالكلّيّة ، فلا يلزم من طريان العدم على العالم مع القول بالمعاد إعادة المعدوم كما توهّم.

__________________

(١) الرحمن (٥٥) : ٢٦.

(٢) القصص (٢٨) : ٨٨.

(٣) البقرة (٢) : ٢٦٠.

(٤) يس (٣٦) : ٧٩.

(٥) القيامة (٧٥) : ٣ ـ ٤.

٢٢١

وأمّا وجوبه عقلا ؛ فلأنّ أفعال الله تعالى معلّلة بالأغراض لئلاّ يعدّ عبثا ، وليست عائدة إليه ؛ لاستحالة استكماله تعالى ، بل عائدة إلى المخلوقات ، وليست هي النعم الدنيويّة ؛ لأنّها على تقدير كونها نعما وعدم كونها دفع آلام كالجوع والعطش ونحو ذلك فهي مشوبة بالآلام الكثيرة التي توجب عدم صلاحيّتها لأن تكون أغراضا لأفعاله تعالى ، كما أنّ عدم بقائها وفنائها أيضا كذلك ، فهي عبارة عن النعيم الأبدي.

ولا ريب أنّ اللذّة الروحانيّة والجسمانيّة معا أولى لأن تكون أغراضا لأفعاله تعالى ؛ لأنّ المجموع أفضل من البعض ولا مانع منه كما مرّ. فيلزم أن يكون هو الغرض ؛ لئلاّ يلزم ترجيح المرجوح القبيح على الله تعالى ، مع أنّ ذات الفيّاض يقتضي كمال الفيض مع عدم المانع ، ففعل الناقص مع إمكان الكامل خلاف مقتضى ذاته.

وهكذا الألم الروحاني والجسماني فإنّهما معا أشدّ من أحدهما ، فلو استحقّ أحد ذلك الأشدّ بسبب الظلم الكثير على مظلوم ـ كما ظلم يزيد الحسين بن عليّ بن أبي طالبعليهما‌السلام ـ ولم يفعل الله بالنسبة إليه ذلك الأشدّ لزم الظلم عليه تعالى وعدم عدله ، وهو في حقّه محال كما مرّ ، فيجب على أشدّ المعاقبين في مقام النكال والنقمة أن يفعل أشدّ العذاب عند استحقاقه ، وهو المركّب من الروحاني والجسماني كما لا يخفى.

مضافا إلى أنّ العوض ـ أعني النفع المستحقّ الخالي عن التعظيم والإجلال بإزاء إنزال الألم بالعبد من غير استناد إلى فعله كالمرض وغيره ـ واجب عليه تعالى ، وإلاّ لكان ظلما وهو قبيح. وهكذا عوض تفويت المنافع إذا كان من المصلحة للغير.

وكذا إنزال الغموم المستندة إليه تعالى بالعلم الضروري كنزول مصيبة ، أو كسبيّ ، أو بظنّ ، كأن يغتمّ عند إفازة وصول مضرّة أو فوات منفعة إذا كان من الله.

٢٢٢

وكذا عوض تمكين غير العاقل كالسباع على الإيلام بخلاف الإحراق عند الإلقاء في النار والقتل عند شهادة الزور ؛ فإنّ العوض واجب علينا لا على الله وفيما سبق واجب على الله تعالى ، ولا يتحقّق غالبا في الدنيا بالوجدان والعيان ، فيجب أن يكون في الآخرة ، ولا يتمّ ذلك إلاّ بالمعاد الجسماني.

وأيضا إنّه تعالى وعد المكلّف بالثواب على الإطاعة ، وتوعّد على العقاب بالمعصية بعد الموت ، وجعل كلاّ منهما جسمانيّا كما في قوله تعالى :( كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً ) ،(١) فيجب العود إيفاء للوعد والوعيد ؛ لئلاّ يلزم الكذب المحال عليه تعالى كما مرّ سابقا.

وأيضا فإنّه تعالى كلّف بالأوامر والنواهي ، فيجب الثواب على الطاعة والعقاب على المعصية ؛ لئلاّ يلزم العبث والظلم ، ولا يمكن ذلك إلاّ بالمعاد الجسماني ؛ إذ الروحاني المحض ليس إلاّ بالالتذاذ بالكمالات العلميّة ، وأمّا العمليّة فلا فائدة لها إلاّ الالتذاذ الجسماني.

وأمّا [ وجوبه ] نقلا ؛ فلقوله تعالى :( قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ * قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ ) (٢) ؛ لأنّه يدلّ على إثبات المعاد الجسماني بحيث لا يقبل التأويل ، فلو لم يقع يلزم الكذب على الله تعالى وهو محال ، فيجب وقوعه.

وقوله تعالى :( فَإِذا هُمْ مِنَ الْأَجْداثِ إِلى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ * قالُوا يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ ) (٣) .

وقوله تعالى :( أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ * بَلى قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ ) (٤) .

__________________

(١) النساء (٤) : ٥٦.

(٢) يس (٣٦) : ٧٨ ـ ٧٩.

(٣) يس (٣٦) : ٥١ ـ ٥٢.

(٤) القيامة (٧٥) : ٣ ـ ٤.

٢٢٣

وقوله تعالى( إِذا بُعْثِرَ ما فِي الْقُبُورِ ) (١) .

وقوله تعالى :( يَوْمَ يُحْشَرُ أَعْداءُ اللهِ ) ـ إلى قوله تعالى : ـ( وَقالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا ) الآية(٢) .

وقوله تعالى :( كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها لِيَذُوقُوا الْعَذابَ ) (٣) . إلى غير ذلك ممّا لا يكاد يحصى.

فالمعاد الجسماني من ضروريّات دين نبيّناصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فلمّا أخبر به الصادق فيجب التصديق والإيمان ، مضافا إلى الدليل العقلي السابق.

فلا وجه لما يقال : من أنّ عود الروح إلى البدن في عالم العناصر مستلزم للتناسخ ، وفي عالم الأفلاك مستلزم لخرقها ، وهما محالان. ومن لزوم تولّد البدن من غير توالد. ومن امتناع كون جنّة يكون عرضها السماوات والأرض ، كما في كتاب الله(٤) في عالم العناصر والأفلاك ، فلا بدّ أن تكون فوقها ، وهو مناف لكون المحيط محدّد الجهات وما به انتهاء العالم الجسمانيّات. ومن امتناع دوام الحياة مع الاحتراق :

لأنّ جميع ذلك مع أنّها في مقابل ما أخبر به ، فجعل الكلّ إنكارا لقدرة الواجب ، مع أنّ إمكان الفلك المستلزم لجواز العدم عليه مستلزم لجواز الخرق عليه ، والتناسخ لا يلزم عند عود الروح إلى بدنه في أيّ عالم كان ، وأنّ السماوات والأرض تحت الكرسيّ ؛ إذ وسع كرسيّه السماوات والأرض ، وفرش الجنّة وسقفها عرش الرحمن مع إمكان الفوقيّة أيضا.

وبالجملة ، لمّا كان كون إيجاب التكاليف شكرا للنعم التي أنعم الله تعالى بها قبيحا ، وكانت المشقّة من غير عوض أيضا قبيحة وجب إعطاء العوض على ما وعد

__________________

(١) العاديات (١٠٠) : ٩.

(٢) فصّلت (٤١) : ١٩ ـ ٢١.

(٣) النساء (٤) : ٥٦.

(٤) آل عمران (٣) : ١٣٣ ؛ الحديد (٥٧) : ٢١.

٢٢٤

في الآخرة بالبعث بشرط تحصيل شرطه لتصديق النبيّ ونحوه ، ولهذا لا يثاب من كان عارفا بالله فقط ، ويجب أن يكون خالصا من الشوائب ؛ لئلاّ يكون العوض أنقص ، ولما مرّ ، وذي مرتبة لا يطلب أزيد من مرتبته فلا يكون مغتمّا لمشاهدة من هو أعظم من درجته درجة.

[ المطلب ] الثالث : في بيان الوعد والوعيد وما يتعلّق بهما.

اعلم أنّ الإخبار بوصول النفع وعد ، وبوصول الضرر وعيد.

والأوّل إن كان مع الاستحقاق والتعظيم ثواب ، وإن كان مع الأوّل بدون الثاني انتقام ، وإن كان بالعكس تفضّل.

والثاني إن كان مع الاستحقاق والإهانة عقاب ومع الأوّل بدون الثاني انتقام ، وإن كان بالعكس ظلم.

ووجوب الثواب عقليّ ؛ لكونه في مقابل الإتيان بالمأمور به ، والكفّ عن المنهيّ عنه اللذين يكونان مستلزمين للمشقّة العظيمة ، والمشقّة العظيمة من غير عوض مع التعظيم قبيح ، فيكون العوض مع التعظيم لازما ، وهو المراد من الثواب.

ووجوب العقاب بالنسبة إلى حقوق الناس عقليّ إن لم يستحقّ التعظيم ؛ لئلاّ يلزم المنافاة مع العدل ، وبالنسبة إلى حقوق الله نقليّ.

ويجب أن يكونا خالصين من الشوائب. لما مرّ.

ويجب دوامهما ؛ دفعا للشوب ، مضافا إلى دلالة السمع كقوله تعالى :( خالِدَيْنِ فِيها ) ،(١) ولكن عذاب الفسّاق من أهل الإيمان منقطع ؛ لاقتضاء الإيمان الثواب الذي لا يجتمع مع العقاب ، ولا يقدّم عليه إجماعا ، فيكون مؤخّرا. وذلك لا يستلزم انقطاع العقاب.

__________________

(١) الحشر (٥٩) : ١٧.

٢٢٥

والجنّة دار معدّة لإيصال الثواب ، وجهنّم دار معدّة لإيصال العقاب. ووجودهما في الجملة إجماعي.

وإنّما الخلاف في وجودهما الآن ، وهو الحقّ.

تدلّ عليه قصّة آدم وحوّاء وإسكانهما الجنّة وإخراجهما عنها بأكل الشجرة ، وكونهما يخصفان عليهما من ورق الجنّة على ما نطق به الكتاب(١) والسنّة(٢) . وانعقد عليه إجماع الخاصّة والعامّة قبل المخالف على ما حكي(٣) .

والحمل على البساتين خلاف الظاهر الذي لا تدعو إليه حاجة إلاّ تشهّي النفس والتفسير بالرأي على ما يطابق رضاه. وعدم القول بوجود الجنّة دون النار يثبت تمام المدّعى.

وقد وردت في ذلك ما عدا ما ذكر آيات كثيرة صريحة كقوله تعالى :( وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى * عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى * عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى ) (٤) .

وقوله تعالى في حقّ الجنّة :( أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ) (٥) ،( وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ ) (٦) .

وفي حقّ النار( وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغاوِينَ ) (٧) . ونحو ذلك.

وحملها على التعبير عن المستقبل بلفظ الماضي للمبالغة في تحقّقهما كما في( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ) (٨) ونحوه خلاف الظاهر ، ولا قرينة عليه.

والتمسّك في المنع بأنّ خلقهما قبل يوم الجزاء عبث لا يليق بجنابه تعالى فاسد ،

__________________

(١) الأعراف (٧) : ٢٠ ـ ٢٢ ؛ طه (٢٠) : ١١٧ ـ ١٢١.

(٢) « معاني الأخبار » : ١٠٨ ـ ١١٠ ؛ وعنه في « بحار الأنوار » ١١ : ١٧٢ ـ ١٧٤ ، ح ١٩.

(٣) « شرح المقاصد » ٥ : ١٠٨.

(٤) النجم (٥٣) : ١٣ ـ ١٥.

(٥) آل عمران (٣) : ١٣٣.

(٦) الشعراء (٢٦) : ٩٠.

(٧) الشعراء (٢٦) : ٩١.

(٨) الكهف (١٨) : ٩٩.

٢٢٦

أمّا أوّلا ؛ فلأنّهما محلاّن لبعض المخلوقين كالحور والغلمان في الجنّة.

وأمّا ثانيا ؛ فلأنّ عدم العلم بالفائدة لا يستلزم عدمها.

وأمّا قوله تعالى :( كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ ) (١) فعلى تقدير عدم إرادة كونه كالهالك لضعف الوجود الإمكاني غير مناف لما ذكرنا ، من جهة لزوم دوام أكل الجنّة وظلّها المنافي للفناء ظاهرا ؛ لكون المراد زوال الصورة لا المادّة. ولو سلّم فمخصوص بغير هما ، مع احتمال حمل الدوام على عدم انقطاع البقاء زمانا يعتدّ به ، كما في دوام المأكول فإنّه يتجدّد تجدّدا غير مناف لفنائه لحظة.

وأمّا قوله تعالى :( وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ ) (٢) فعلى تقدير كونهما في هذا العالم غير مناف لوجودهما من جهة امتناع تداخل الأجسام ؛ لأنّه محمول على التشبيه ولو سلّم العدم لامتناع قيام عرض شخصي بمحلّين موجودين ، ويشهد عليه قوله تعالى في آية أخرى :( كَعَرْضِ السَّماءِ وَالْأَرْضِ ) (٣) . وورد خبر دالّ على أنّ : من لم يقل بوجودهما الآن فهو ليس منّا(٤) .

وأمّا سؤال القبر وعذابه فهما ممكنان قد تواترت الأخبار عليهما مضافا إلى الآيات ، بل قد قيل : إنّ الخلاف مسبوق بالإجماع(٥) .

وأمّا الآيات : فمنها قوله تعالى :( النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ ) ،(٦) إذ عطف عذاب القيامة على عرض النار صباحا ومساء يقتضي كونه غيره ، وكون المعطوف عليه قبله ، فهو في القبر.

__________________

(١) القصص (٢٨) : ٨٨.

(٢) آل عمران (٣) : ١٣٣.

(٣) الحديد (٥٧) : ٢١.

(٤) « عيون أخبار الرضا » ١ : ١١٦ ، ح ٣ ؛ « الأمالي » للصدوق : ٣٧٣ ، المجلس ٧٠.

(٥) تقدّم في ص ٢٢٥.

(٦) غافر (٤٠) : ٤٦.

٢٢٧

ومنها : قوله تعالى حكاية :( رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ ) (١) . وإحدى الحياتين ليست إلاّ في القبر ، ومن قال بالإحياء فيه قال بالسؤال والعذاب فيه أيضا.

ويدلّ عليه ما روي عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال في القبر : « روضة من رياض الجنّة أو حفرة من حفر النيران »(٢) . ونحوه آخر(٣) .

وقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « استنزهوا من البول فإنّ عامّة عذاب القبر منه »(٤) .

وكذا ما روي أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كفّن أمّ أمير المؤمنينعليه‌السلام فاطمة بنت أسدرضي‌الله‌عنه في قميصه بعد ما فرغت النساء من غسلها ، وحمل جنازتها على عاتق عنقه فلم يزل تحت جنازتها حتّى أوردها قبرها ، ثمّ وضعها ودخل القبر واضطجع فيه ، ثمّ قام فأخذها على يديه ووضعها في قبرها ، ثمّ انكبّ عليها يناجيها طويلا ويقول : « ابنك ابنك » ، ثمّ خرج وسوّى عليها التراب ، ثمّ انكبّ على قبرها فسمعوه وهو يقول : « اللهم إنّي أودعتها إيّاك » ثمّ انصرف ، فقال له المسلمون : يا رسول الله إنّا رأيناك صنعت اليوم شيئا لم تصنعه قبل اليوم؟

فقال : « في اليوم فقدت برّ أبي طالبعليه‌السلام ، إنّها كانت ليكون عندها الشيء فتؤثرني به على نفسها وولدها ، وإنّي ذكرت القيامة ، وأنّ الناس يحشرون عراة ، فقالت : وا سوأتاه ، فضمنت لها أن يبعثها الله كاسية ، وذكرت ضغطة القبر ، فقالت : وا ضعفاه ، فضمنت لها أن يكفيها الله ذلك ، فكفّنتها بقميصي واضطجعت في قبرها لذلك وانكببت عليها فلقّنتها ما تسأل عنه ، وإنّما سئلت عن ربّها ، فقالت الله ، وسئلت عن نبيّها فأجابت ، وسئلت عن وليّها وإمامها فأرتج عليها فقلت لها : ابنك ابنك ، فقالت : ولدي إمامي فانصرفا عنها ، وقالا : لا سبيل لنا عليك نامي كما تنام العروس في

__________________

(١) غافر (٤٠) : ١١.

(٢) « بحار الأنوار » ٦ : ٢٠٥ و ٢٧٥ ؛ « سنن الترمذي » ٤ : ٦٤٠ ، ح ٢٤٦٠ ؛ « مجمع الزوائد » ٣ : ٤٦.

(٣) « الخصال » : ١١٩ ـ ١٢٠ ، ح ١٠٨ ؛ « الأمالي » للطوسي : ٢٨ ، ح ٣١ ، المجلس ١.

(٤) « سنن الدارقطني » ١ : ١٢٨ ، باب نجاسة البول ، ح ٧ ؛ « نيل الأوطار » ١ : ١١٤ ؛ « نصب الراية » ١ : ١٢٨.

٢٢٨

خدرها ، ثمّ مرّة ثانية »(١) .

والاحتجاج لإنكار ما ذكرنا بقوله تعالى :( لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلاَّ الْمَوْتَةَ الْأُولى ) (٢) فاسد ؛ إذ المراد وصف أهل الجنّة ، فلا دلالة فيه على انتفاء الموت بعد السؤال وقبل دخول الجنّة.

والتخصيص بالموتة الأولى إنّما هو لظهورها ، والمقصود نفي الموت في الجنّة على طريق التعليق بالمحال ؛ إذ عود الموتة الأولى محال.

وكيف كان فالظاهر أنّ سؤال القبر عقيب الدفن لا في زمان يكون قريب الساعة.

[ المطلب ] الرابع : في بيان مراد أحوال الناس في القبر وعالم البرزخ ، بمعنى أنّ الأرواح بعد الموت ـ الذي قال الله في حقّه :( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَياةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ) (٣) ـ وبعد إزهاق تلك الأرواح هل تعود للسؤال ونحوه إلى تلك الأبدان في القبر ونحوه من عالم البرزخ والقيامة الصغرى قبل الحشر أم لا؟

قولان : والحقّ هو الأوّل ، خلافا لما يقول أمثال النسخيّة القائلين بأنّ النفوس الناقصة التي بقي شيء من كمالاتها الممكنة بالقوّة تدور في الأبدان الإنسانيّة وتنتقل من بدن إلى بدن آخر حتّى تبلغ النهاية في كمالها من علومها وأخلاقها. وهذا الانتقال يسمّى نسخا.

والمسخيّة القائلين بأنّ النفوس المذكورة ربما تنزّلت من بدن الإنسان إلى بدن الحيوان الذي يناسبه كبدن الأسد للشجاع والأرنب للجبان. ويسمّى ذلك مسخا.

والرسخيّة القائلين بأنّها ربما تنزّلت إلى الأجسام النباتيّة. ويسمّى ذلك رسخا.

والفسخيّة القائلين بأنّها ربما تنزّلت إلى الأجسام الجماديّة كالمعادن والبسائط.

__________________

(١) « الكافي » ١ : ٤٥٣ ـ ٤٥٤ ، باب مولد أمير المؤمنينعليه‌السلام مع الاختلاف ، ح ٢ ؛ بحار الأنوار ٦ : ٢٧٩.

(٢) الدخان (٤٤) : ٥٦.

(٣) الملك (٦٧) : ٢.

٢٢٩

ويسمّى ذلك فسخا.

وكذلك من قال بأنّها تتعلّق بالأجرام السماويّة للاستكمال ، وأمثالهم.

وعلى الأوّل هل هو إلى هذا البدن أو البدن المثالي ، وأنّ تألّمهم وتنعّمهم بما ذا؟ أمن الجنّة والنار الحقيقيّتين أو الشبيهتين بهما؟

اعلم أوّلا أنّ المؤمن وغيره يعاينون عند الموت الأئمّةعليهم‌السلام . عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : « لا يموت موال لنا مبغض لأعدائنا إلاّ ويحضره رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأمير المؤمنينعليه‌السلام والحسن والحسينعليهما‌السلام فيرونه ويبشّرونه ، وإن كان غير موال لنا يراهم بحيث يسوؤه ».

والدليل على ذلك قول أمير المؤمنينعليه‌السلام لحارث الهمداني :

يا حار همدان من يمت يرني

من مؤمن أو منافق قبلا(١)

وعنه أنّه قال : « الميّت تدمع عينه عند الموت فقال ذلك عند معاينة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يرى ما يسرّه ـ ثمّ قال : ـ أما ترى الرجل إذا رأى ما يسرّه وما يحبّ فتدمع عينه ويضحك؟ »(٢) .

وعنهعليه‌السلام في قول الله تعالى :( وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ) (٣) . قال : « هو رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم »(٤) .

وفي الآخر : « إيمان أهل الكتاب ، إنّما هو لمحمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم »(٥) .

وفي الآخر في تفسير [ ها ] : « ليس من أحد من أهل الأديان يموت إلاّ رأى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأمير المؤمنينعليه‌السلام حقّا من الأوّلين والآخرين »(٦) .

__________________

(١) « تفسير القمّي » ٢ : ٢٦٥ ؛ عنه في « بحار الأنوار » ٦ : ١٨٠ ـ ١٨١ ، ح ٨.

(٢) « الكافي » ٣ : ١٣٣ ، باب ما يعاين المؤمن والكافر ، ح ٦.

(٣) النساء (٤) : ١٥٩.

(٤) « تفسير العيّاشي » ١ : ٢٨٣ ، الرقم ٢٩٩ ؛ عنه في « بحار الأنوار » ٦ : ١٨٨ ، ح ٢٧.

(٥) « تفسير العيّاشي » ١ : ٢٨٤ ، الرقم ٣٠١ ؛ عنه في « بحار الأنوار » ٦ : ١٨٨ ، ح ٢٨.

(٦) « تفسير العيّاشي » ١ : ٢٨٤ ، الرقم ٣٠٢ ؛ عنه في « بحار الأنوار » ٦ : ١٨٨ ، ح ٣٠.

٢٣٠

إلى غير ذلك من الأخبار الدالّة على ذلك ، وعلى إتيان الشياطين على يمين المؤمن الموالي ويساره ، ليصدّه عمّا هو عليه فيأبى الله ذلك كما قال :( يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ ) (١) .

ثمّ اعلم أنّ للإنسان بعد الموت حياة في البرزخ ، وهو القيامة الصغرى كالحياة في القيامة الكبرى ويتبعها أحوال حسنة أو غيرها كما قال :( حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها وَمِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) (٢) .

وقال تعالى :( رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ ) (٣) .

وعن الصادقعليه‌السلام أنّه قال : « والله ما أخاف عليكم إلاّ البرزخ ، وأمّا إذا صار الأمر إلينا فنحن أولى بكم »(٤) .

وعن عليّ بن الحسينعليهما‌السلام أنه قال : « القبر روضة من رياض الجنّة أو حفرة من حفر النيران »(٥) .

وعن الصادقعليه‌السلام أنّه قال :( فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ ) . قال : في قبره( وَجَنَّةُ نَعِيمٍ ) (٦) قال في الآخرة( وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ * فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ ) (٧) في القبر( وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ ) (٨) في الآخرة »(٩) .

وعن عليّ بن إبراهيم أنّه قال في تفسير قوله تعالى : «( النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها

__________________

(١) « تفسير العيّاشي » ٢ : ٢٢٥ ، ذيل الآية ٢٧ من سورة إبراهيم.

(٢) المؤمنون (٢٣) : ٩٩ ـ ١٠٠.

(٣) غافر (٤٠) : ١١.

(٤) « تفسير القمّي » ٢ : ٩٤.

(٥) تقدّم في ص ٢٢٧ ، التعليقة ٢.

(٦) الواقعة (٥٦) : ٨٨ ـ ٨٩.

(٧) الواقعة (٥٦) : ٩٢ ـ ٩٣.

(٨) الواقعة (٥٦) : ٩٤.

(٩) « تفسير القمّي » ٢ : ٣٥٠ ؛ عنه في « بحار الأنوار » ٦ : ٢١٧ ، ح ١١.

٢٣١

غُدُوًّا وَعَشِيًّا ) (١) فأمّا الغدوّ والعشيّ إنّما يكونان في الدنيا في دار المشركين. فأمّا القيامة فلا يكون غدوّ ولا عشيّ.( وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها بُكْرَةً وَعَشِيًّا ) (٢) . يعني في جنان الدنيا التي ينقل إليها أرواح المؤمنين ، فأمّا في جنّات الخلد فلا يكون غدوّ ولا عشي »(٣) .

وعن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « ضغطة القبر [ للمؤمن ](٤) كفّارة لما كان منه [ من ](٥) تضييع النعم »(٦) .

وعن الصادقعليه‌السلام : « من مات بين زوال الشمس يوم الخميس إلى زوال الشمس من يوم الجمعة من المؤمنين أعاذه الله تعالى من ضغطة القبر »(٧) .

وعن موسى بن جعفر عن أبيهعليه‌السلام أنّه قال : « إذا مات المؤمن شيّعه سبعون ألف ملك إلى قبره فإذا أدخل قبره أتاه منكر ونكير فيقعدانه ويقولان له : من ربّك؟ وما دينك؟ ومن نبيّك؟ فيقول : ربّي الله ، ومحمّد نبيّي ، والإسلام ديني ، فيفسحان له في قبره مدّ بصره ، ويأتيانه بالطعام من الجنّة ، ويدخلان عليه الروح والريحان. وذلك قوله عزّ وجلّ :( فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ ) يعني في قبره( وَجَنَّةُ نَعِيمٍ ) (٨) يعني في الآخرة ».

ثم قالعليه‌السلام : « إذا مات الكافر شيّعه سبعون ألفا من الزبانية إلى قبره وأنّه ليناشد حامليه بصوت يسمعه كلّ شيء إلاّ الثقلان ويقول :( لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ) (٩) ويقول :( رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ ) فتجيبه الزبانية :

__________________

(١) غافر (٤٠) : ٤٦.

(٢) مريم (١٩) : ٦٢.

(٣) انظر « تفسير القمّي » ٢ : ٥٢ و ٢٥٨ و ٣٥٠ ؛ عنه في « بحار الأنوار » ٦ : ٢١٨ ، ح ١٩.

(٤) الزيادة أضفناها من المصدر.

(٥) الزيادة أضفناها من المصدر.

(٦) « الأمالي » للصدوق : ٤٣٤ ، المجلس ٨٠ ، ح ٢ ؛ « علل الشرائع » ١ : ٣٦٠ ، ح ٣.

(٧) « الأمالي » للصدوق : ٢٣١ ، المجلس ٤٧ ، ح ١١.

(٨) الواقعة (٥٦) : ٨٨ ـ ٨٩.

(٩) الزمر (٣٩) : ٥٨.

٢٣٢

( كَلاَّ إِنَّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها ) (١) ، ويناديهم ملك :( لَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ ) (٢) فإذا أدخل قبره وفارقه الناس أتاه منكر ونكير في أهول صورة فيقيمانه ، ثمّ يقولان له : من ربّك؟ وما دينك؟ ومن نبيّك؟ فيقول : لا أدري ، فيقولان له : لا دريت ولا هديت ولا أفلحت.

ثمّ يفتحان له بابا إلى النار وينزلان إليه الحميم من جهنّم ، وذلك قول الله عزّ وجلّ :( وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ * فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ ) في القبر( وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ ) (٣) في الآخرة »(٤) .

وعن الصادقعليه‌السلام أنّه قال : « من أنكر ثلاثة أشياء فليس من شيعتنا : المعراج ، والمساءلة في القبر ، والشفاعة »(٥) .

وعن أمير المؤمنينعليه‌السلام أنّه قال : « ابن آدم إذا كان في آخر يوم من الدنيا وأوّل يوم من الآخرة مثّل له ماله وأهله وولده وعمله ، فيلتفت إلى ماله ، فيقول : والله إنّي كنت عليك لحريصا شحيحا فما ذا لي عندك؟ فيقول : خذ منّي كفنك.

ثمّ يلتفت إلى ولده ، فيقول : والله إنّي كنت لكم محبّا وإنّي كنت عليكم محاسبا فما ذا لي عندكم؟ فيقولون : نؤدّيك إلى حفرتك ونواريك فيها.

ثمّ يلتفت إلى عمله فيقول : والله إنّي كنت فيك مزاهدا وإنّك كنت عليّ ثقيلا فما ذا عندك؟ فيقول : وأنا قرينك في قبرك ويوم حشرك حتّى أعرض أنا وأنت على ربّك » الحديث(٦) .

وعن الصادقعليه‌السلام : « لا يسأل في القبر إلاّ من محض الإيمان محضا ، أو محض

__________________

(١) المؤمنون (٢٣) : ٩٩ ـ ١٠٠.

(٢) الأنعام (٦) : ٢٨.

(٣) الواقعة (٥٦) : ٩٢ ـ ٩٤.

(٤) « الأمالي » للصدوق : ٢٣٩ ، المجلس ٤٨ ، ح ١٢.

(٥) المصدر السابق : ٢٤٢ ، المجلس ٤٩ ، ح ٩.

(٦) « تفسير القمّي » ١ : ٣٧١ ، ذيل الآية ١٤ من سورة إبراهيمعليه‌السلام ، « الأمالي » للطوسي : ٣٤٧ ـ ٣٤٨ ، المجلس ١٢.

٢٣٣

الكفر محضا ، والآخرون يلهون عنهم »(١) .

وعنهعليه‌السلام بعد السؤال عن نجاة أحد من ضغطة القبر أنّه قال : « نعوذ بالله منها ما أقلّ من يفلت من ضغطة القبر ». الحديث(٢) .

وعنهعليه‌السلام : « يجيء الملكان : منكر ونكير إلى الميّت حين يدفن ، أصواتهما كالرعد القاصف وأبصارهما كالبرق الخاطف يخطّان الأرض بأنيابهما ويطئان في شعورهما ويسألان الميّت : من ربّك؟ وما دينك؟ فإذا كان مؤمنا قال : الله ربّي وديني الإسلام ، فيقولان : ما هذا الرجل الذي خرج بين ظهرانيكم؟ فيقول : عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تسألاني؟ فيقولان له تشهد أنّه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فيقول : أشهد أنّه لرسول الله ، فيقولان : نم نومة لا حلم فيها ، ويفسح له في قبره تسعة أذرع ، ويفتح له باب الجنّة ويرى مقعده فيها.

وإذا كان الرجل كافرا دخلا عليه وأقيم الشيطان بين يديه ، عيناه من نحاس ، فيقولان من ربّك؟ وما دينك؟ وما تقول في هذا الرجل الذي قد خرج من ظهرانيكم؟ فيقول : لا أدري ، فيخلّيان بينه وبين الشيطان فيسلّط عليه في قبره تسعة وتسعين تنّينا ، ولو أنّ تنّينا واحدا منها نفخ في الأرض ما أنبتت شجرا أبدا ، ويفتح له باب إلى النار ويرى مقعده فيها »(٣) .

ومثله أخبار أخر مع زيادة : تمنّي المؤمن تعجيل قيام الساعة ، والكافر تأخيره في بعضها(٤) .

وعنهعليه‌السلام : « إذا دخل المؤمن قبره كانت الصلاة عن يمينه والزكاة عن يساره والبرّ مظلّ عليه ويتنحّى الصبر ناحية ، فإذا دخل عليه الملكان اللذان يليان مساءلته قال

__________________

(١) « الكافي » ٣ : ٢٣٥ ، باب المسألة في القبر ، ح ١.

(٢) المصدر السابق : ٢٣٦ ، ح ٦.

(٣) المصدر السابق ، ح ٧.

(٤) المصدر السابق : ٢٣٨ ـ ٢٣٩ ، ح ١١.

٢٣٤

الصبر للصلاة والزكاة : دونكما صاحبكم ، فإن عجزتم عنه فأنا دونه »(١) .

وعنهعليه‌السلام : « يسأل الميّت في قبره عن خمس : عن صلاته ، وزكاته ، وحجّه ، وصيامه ، وولايته إيّانا أهل البيت ، فتقول الولاية من جانب القبر للأربع : ما دخل فيكنّ من نقص فعليّ تمامه »(٢) . وفي الخبر بعد السؤال عن المصلوب يصيبه عذاب القبر : « إنّ ربّ الأرض هو ربّ الهواء فيوحي الله عزّ وجلّ إلى الهواء فيضغطه ضغطة القبر »(٣) .

وفي آخر ما يدلّ على تجسّم أعمال المؤمن العمل الصالح بصورة حسنة له ، وأعمال الكافر بصورة قبيحة(٤) .

وعنهعليه‌السلام أنّه قال بعد ما حكي لهم أنّهم يرون أنّ أرواح المؤمنين في حواصل طيور خضر حول العرش : « لا ، المؤمن أكرم على الله من أن يجعل روحه في حوصلة طير لكن في أبدان كأبدانهم »(٥) .

وفي آخر : « في قالب كقالبه في الدنيا ، فيأكلون ويشربون ، فإذا قدم عليهم القادم عرفوه بتلك الصورة التي كانت في الدنيا »(٦) .

وعنهعليه‌السلام : « إنّ أرواح المؤمنين لفي شجرة من الجنّة يأكلون » الحديث(٧) .

ونحو ذلك ممّا يدلّ على تعارف الأرواح وتساؤلهم ، وكون أرواح الكفّار في النار ، وكون ماء برهوت بحضرموت ترده هام الكفّار :

فعن أبي جعفرعليه‌السلام : « إنّ لله جنّة خلقها في المغرب ، وماء فراتكم يخرج منها ، وإليها تخرج أرواح المؤمنين من حفرهم عند كلّ مساء ، فتسقط على ثمارها وتأكل

__________________

(١) المصدر السابق : ٢٤٠ ، ح ١٣.

(٢) المصدر السابق : ٢٤١ ، ح ١٥.

(٣) المصدر السابق ، ح ١٧ ، صحّحنا النقل عن المصدر.

(٤) المصدر السابق : ٢٤١ ـ ٢٤٢ ، باب ما ينطق به موضع القبر ، ح ١.

(٥) المصدر السابق : ٢٤٤ ، باب آخر في أرواح المؤمنين ، ح ١.

(٦) المصدر السابق : ٢٤٥ ، ح ٦.

(٧) المصدر السابق : ٢٤٤ ، ح ٢.

٢٣٥

منها ، وتتنعّم فيها ، وتتلاقى وتتعارف ، فإذا طلع الفجر هاجت من الجنّة ، فكانت فيما بين السماء والأرض ، تطير ذاهبة وجائية ، وتعهد حفرها إذا طلعت الشمس ، وتتلاقى في الهواء وتتعارف. وإنّ لله نارا في المشرق خلقها ليسكنها أرواح الكفّار ويأكلون من زقّومها ويشربون من حميمها ليلهم ، فإذا طلع الفجر هاجت إلى واد باليمن يقال له : برهوت أشدّ حرّا من نيران الدنيا كانوا فيها يتلاقون ويتعارفون ، فإذا كان المساء عادوا إلى النار ، فهم كذلك إلى يوم القيامة »(١) .

فقال بالنسبة إلى المستضعفين ومن يعرف النبوّة دون الولاية من غير ولاية لهم : « إنّهم في حفرتهم لا يخرجون منها يدخل عليهم الروح من الجنّة في المغرب إلى القيامة فيحاسب ، فإمّا إلى الجنّة وإمّا إلى النار. وكذلك البله والأطفال وأولاد المسلمين الذين لم يبلغوا الحلم »(٢) .

ونحوه ما دلّ على : « أنّ الله تعالى يؤجّج للأطفال والمجانين والبله نارا ثمّ يبعث ملكا فيقول لهم : إنّ ربّكم يأمركم أن تبغوا فيها فمن دخلها كانت بردا وسلاما وأدخل الجنّة ، ومن تخلّف عنها فدخل النار »(٣) .

وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام : « إنّ أرواح المؤمنين يرون آل محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في جبال رضوى فتأكل من طعامهم وتشرب من شرابهم وتحدّث معهم في مجالسهم حتّى يقوم قائمنا أهل البيتعليهم‌السلام ، فإذا قام قائمنا بعثهم الله فأقبلوا معه »(٤) .

إلى غير ذلك من الأخبار ـ الواردة في هذا الباب ، ويوجب ذكرها الإطناب ـ التي يستفاد منها أنّ النفس باقية بعد الموت إمّا متنعّمة أو معذّبة أو يلهى عنها في البرزخ ، المفسّر في الخبر بالقبر حين الموت إلى يوم القيامة.

__________________

(١) « الكافي » ١ : ٢٤٦ ـ ٢٤٧ ، باب جنّة الدنيا ، ح ١.

(٢) المصدر السابق.

(٣) المصدر السابق : ٢٤٨ ، باب الأطفال ، ح ١.

(٤) « بحار الأنوار » ٦ : ٢٤٣ ، ح ٦٦.

٢٣٦

فعن الصادقعليه‌السلام : « إنّ كلّ شيعتنا في الجنّة ». وبعد السؤال : أنّ الذنوب كثيرة كبار ، قال : « أمّا في القيامة فكلّكم في الجنّة بشفاعة النبيّ المطاع أو وصيّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولكنّي والله أتخوّف عليكم في البرزخ ». قلت : وما البرزخ؟ قال : « القبر منذ حين موته إلى يوم القيامة »(١) .

وكذا يستفاد منها كون تعلّقها بالبدن الأصلي للسؤال ، وكون السؤال والضغطة في الأجساد الأصليّة ، وتعلّقها بعد ذلك بالأجساد المثاليّة اللطيفة الشبيهة بالأبدان الأصليّة من غير نسخ ومسخ وفسخ ورسخ.

عن محمّد بن أحمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن أخيه الحسن ، عن زرعة ، عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : إنّا نتحدّث عن أرواح المؤمنين أنّها في حواصل طير خضر ترعى في الجنّة وتأوي إلى قناديل تحت العرش؟ قال : « لا ، إذن ما هي في حواصل طير؟ ».

قلت : فأين هي؟ قال : « في روضة كهيئة الأجساد في الجنّة »(٢) .

وعن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عميدة محمّد بن عثمان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن أرواح المؤمنين ، فقال : « في حجرات في الجنّة ، يأكلون من طعامها ، ويشربون من شرابها ، ويقولون : ربّنا أقم لنا الساعة ، وأنجز لنا ما وعدتنا ، وألحق آخرنا بأوّلنا »(٣) .

وبهذا الإسناد عن أبي بصير ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : سألته عن أرواح المشركين ، فقال : « في النار يعذّبون يقولون : ربّنا لا تقم لنا الساعة ، ولا تنجز لنا ما وعدتنا ، ولا تلحق آخرنا بأوّلنا »(٤) .

__________________

(١) « الكافي » ٣ : ٢٤٢ ، باب ما ينطق به موضع القبر ، ح ٣.

(٢) المصدر السابق : ٢٤٥ ، باب آخر في أرواح المؤمنين ، ح ٧.

(٣) المصدر السابق : ٢٤٤ ، باب آخر في أرواح المؤمنين ، ح ٤.

(٤) المصدر السابق : ٢٤٥ ، باب في أرواح الكفّار ، ح ١.

٢٣٧

وعن أمير المؤمنينعليه‌السلام أنّه قال : « شرّ بئر في النار برهوت الذي فيه أرواح الكفّار »(١) .

وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام : « شرّ ماء على وجه الأرض ماء برهوت ، وهو واد بحضرموت ترد عليه هام الكفّار وصداهم »(٢) .

وعن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن ضريس قال : سألت أبا جعفرعليه‌السلام : إنّ الناس يذكرون أنّ فراتنا يخرج من الجنّة ، فكيف هو وهو يقبل من المغرب وتصبّ فيه العيون والأودية؟

قال : فقال أبو جعفرعليه‌السلام وأنا أسمع : « إنّ لله جنّة خلقها الله في المغرب وماء فراتكم يخرج منها ، وإليها تخرج أرواح المؤمنين من حفرهم عند كلّ مساء ، فتسقط على أثمارها ، وتأكل منها ، وتتنعّم فيها ، وتتلاقى وتتعارف ، فإذا طلع الفجر هاجت من الجنّة فكانت في الهواء فيما بين السماء والأرض تطير ذاهبة وجائية ، وتعهد حفرها إذا طلعت الشمس ، وتتلاقى في الهواء وتتعارف.

قال : وإنّ لله نارا في المشرق خلقها ليسكنها أرواح الكفّار ويأكلون من زقّومها ويشربون من حميمها ليلهم ، فإذا طلع الفجر هاجت إلى واد باليمن يقال له : برهوت ، أشدّ حرّا من نيران الدنيا كانوا فيه يتلاقون ويتعارفون ، فإذا كان المساء عادوا إلى النار ، فهم كذلك إلى يوم القيامة ».

قال : قلت : أصلحك الله ما حال الموحّدين المقرّين بنبوّة محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من المسلمين المذنبين الذين يموتون وليس لهم إمام ولا يعرفون ولايتكم؟ فقال : « أمّا هؤلاء فإنّهم في حفرتهم لا يخرجون منها ، فمن كان له عمل صالح ولم يظهر منه عداوة فإنّه يخدّ له خدّ إلى الجنّة التي خلقها الله في المغرب فيدخل عليه منها الروح في حفرته إلى يوم القيامة فيلقى الله فيحاسبه بحسناته وسيّئاته ، فإمّا إلى جنّة وإمّا إلى نار ، فهؤلاء موقوفون لأمر الله ـ قال : ـ وكذلك يفعل الله بالمستضعفين

__________________

(١) « الكافي » ١ : ٢٤٦ ، باب في أرواح الكفّار ، ح ٣.

(٢) المصدر السابق ، ح ٥.

٢٣٨

والبلّه والأطفال وأولاد المسلمين الذين لم يبلغوا الحلم ، فأمّا النصّاب من أهل القبلة فإنّهم يخدّ لهم خدّ إلى النار التي خلقها الله في المشرق فيدخل عليهم اللهب والشرر والدخان وفورة الحميم إلى يوم القيامة ، ثمّ مصيرهم إلى الحميم في النار »(١) .

وغير ذلك من الأخبار الواردة عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أو الأئمّة الأخيار ، مثل ما رواه عليّ بن إبراهيم عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي ولاّد الحنّاط ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال ، قلت : جعلت فداك يروون أنّ أرواح المؤمنين في حواصل طيور خضر حول العرش ، فقال : « لا ، المؤمن أكرم على الله من أن يجعل روحه في حوصلة طير لكن في أبدان كأبدانهم »(٢) . وكذا ما رواه غيره(٣) .

وكيف كان فالظاهر أنّ البدن المثالي بدن مستقلّ يخلق بقدرته تعالى لتعلّق الروح ، وليس مأخوذا من البدن الأصلي بأخذ لطيفه [ كتلطيفه ](٤) كما توهّم. كما أنّه ليس عبارة عن الصورة النوعيّة الإنسانيّة أيضا كما حكي عن بعض.

وكذا ما حكي عن المنزلة من أولاد أبي هاشم من : « أنّه تعالى ينزع من جسد كلّ واحد منهم أجزاء قدر ما يتعلّق به البرزخ ، وهوى هذا من أجزاء أجسادهم في قبورهم في أجساد سائر الموتى ». وليس هذا قولا بالتناسخ الباطل بالاتّفاق عبارة عن تعلّق الأرواح في هذا العالم بعد مفارقتها عن أجسادها بأجساد أخر عنصريّة كما يقول أهل النسخ والمسخ والفسخ والرسخ ، أو فلكيّة كما عن بعض. وأمّا تعلّقها في القيامة الصغرى في عالم البرزخ بأبدان مثاليّة وفي القيامة الكبرى بأبدان أصليّة كما هو المستفاد من الأخبار فلا.

وقد يقال : يمكن كون أحوال القبر كمثل نزول الملك الذي لا يرى بتلك العين ، أو

__________________

(١) المصدر السابق : ٢٤٦ ـ ٢٤٧ ، باب جنّة الدنيا ، ح ١.

(٢) المصدر السابق : ٢٤٤ ، باب آخر في أرواح المؤمنين ، ح ١.

(٣) المصدر السابق : ٢٤٥ ، ح ٦.

(٤) كذا في الأصل.

٢٣٩

كحال النائم المتلذّذ أو المتألّم بما يرى في المنام من غير مشاهدة شيء ، أو بوصول الأثر من غير وجود المؤثّر العادي.

وقد ورد ما يدلّ على حضور الرقيب والعتيد عند حضور الموت ، وإظهار كتاب الأعمال الحسنة والسيّئة ، ومجيء ملك بعد الدفن يقال له : المنبّه ، فيقول : « اكتب عملك وما لك وما عليك في دار الدنيا ، فيقول الميّت : لا أحصيه ولا أعرفه ، فيقول الملك : أما سمعت قول الله عزّ وجلّ :( أَحْصاهُ اللهُ وَنَسُوهُ ) (١) اكتب الآن أنا أملي لك ، لأنّي موكّل عليك ، فيقول الميّت : وأين البياض ، فيأخذ الملك من الكفن قطعة فيصيّر ورقا ، ثمّ يقول : هذه صحيفتك ، فيقول الميّت : وأين القلم؟ فيقول : إصبعك ، فيقول : أين المداد؟ فيقول : ريقك ، فيملي جميع ما فعله في دار الدنيا ، ثمّ يتلو هذه الآية( لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصاها وَوَجَدُوا ما عَمِلُوا حاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً ) ،(٢) فيأخذ الملك الكتاب فيختمه فيطوّقه في عنق الميّت ، فيقول : أما سمعت قول الله عزّ وجلّ :( وَكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ كِتاباً يَلْقاهُ مَنْشُوراً ) (٣) ؟.

ثمّ يجيء منكر ونكير للسؤال عن العقائد(٤) .

وبالجملة : فينبغي أن يكون الكلام في هذا المقامأوّلا : في المعاد في الجملة في مقابل منكريه.

وثانيا : في بيان المعاد الأصغر وعود الروح إلى البدن الأصلي في القبر في القيامة الصغرى.

وثالثا : في الانتقال إلى البدن المثالي في المعاد الأوسط في القيامة الوسطى في البرزخ.

__________________

(١) المجادلة (٥٨) : ٦.

(٢) الكهف (١٨) : ٤٩.

(٣) الإسراء (١٧) : ١٣.

(٤) راجع « الفضائل » : ٨٩ ؛ « بحار الأنوار » ٥٩ : ٢٣٤ ـ ٢٣٥.

٢٤٠