البراهين القاطعة في شرح تجريد العقائد الساطعة الجزء ٤

البراهين القاطعة في شرح تجريد العقائد الساطعة0%

البراهين القاطعة في شرح تجريد العقائد الساطعة مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
ISBN: 964-548-224-0
الصفحات: 535

البراهين القاطعة في شرح تجريد العقائد الساطعة

مؤلف: محمّد جعفر الأسترآبادي
تصنيف:

ISBN: 964-548-224-0
الصفحات: 535
المشاهدات: 110951
تحميل: 5682


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 535 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 110951 / تحميل: 5682
الحجم الحجم الحجم
البراهين القاطعة في شرح تجريد العقائد الساطعة

البراهين القاطعة في شرح تجريد العقائد الساطعة الجزء 4

مؤلف:
ISBN: 964-548-224-0
العربية

ليالي الجمعة لشأنا من الشأن » ، قال : قلت : جعلت فداك وما ذاك الشأن؟ قال : « يؤذن لأرواح الأنبياء الموتى ، وأرواح الأوصياء الموتى ، وروح الوصيّ الذي بين ظهرانيكم يعرج بها إلى السماء حتّى توافي عرش ربّها ، فتطوف به أسبوعا وتصلّي عند كلّ قائمة من قوائم العرش ركعتين ، ثمّ تردّ إلى الأبدان التي كانت فيها ، فتصبح الأنبياء والأوصياء قد ملئوا سرورا ، ويصبح الوصيّ الذي بين ظهرانيكم وقد زيد في علمه مثل جمّ الغفير »(١) .

وفي رواية أخرى : « فلا تردّ أرواحنا إلى أبداننا إلاّ بعلم مستفاد ، ولو لا ذلك لأنفدنا »(٢) . وبمعناه خبر آخر(٣) .

فصل [١٨] : في بيان كيفيّة ازدياد علمهم في ليلة القدر

وفي حديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة ، قال : فقال لأبي جعفرعليه‌السلام :

يا ابن رسول الله لا تغضب عليّ ، قال : « لما ذا؟ » قال : لما أريد أن أسألك عنه ، قال : « قل » ، قال : ولا تغضب؟ قال : « ولا أغضب ».

قال : أرأيت قولك في ليلة القدر و( تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها ) (٤) إلى الأوصياء يأتونهم بأمر لم يكن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد علمه؟ أو يأتونهم بأمر كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يعلمه؟ ، وقد علمت أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مات وليس من علمه شيء إلاّ وعليّعليه‌السلام له واع؟

قال أبو جعفرعليه‌السلام : « ما لي ولك أيّها الرجل ومن أدخلك عليّ؟ » قال : أدخلني عليك القضاء لطلب الدين ، قال : « فافهم ما أقول لك ، إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لمّا أسري به

__________________

(١) المصدر السابق : ٢٥٣ ـ ٢٥٤ ، باب في أنّ الأئمّةعليهم‌السلام يزدادون في ليلة الجمعة ، ح ١.

(٢) المصدر السابق : ٢٥٤ ، ح ٢.

(٣) المصدر السابق ، ح ٣.

(٤) القدر (٩٧) : ٤.

٢١

لم يهبط حتّى أعلمه الله جلّ ذكره علم ما قد كان وما سيكون ، وكان كثير من علمه ذلك جملا يأتي تفسيرها في ليلة القدر ، وكذلك كان عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام قد علم جمل العلم ويأتي تفسيره في ليالي القدر كما كان مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ».

قال السائل : أو ما كان في الجمل تفسير؟ قال : « بلى ، ولكنّه إنّما يأتي بالأمر من الله سبحانه في ليالي القدر إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وإلى الأوصياء : افعل كذا وكذا لأمر قد كانوا علموه ، أمروا كيف يعملون فيه » ، قلت : فسّر لي هذا ، قال : « لم يمت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلاّ حافظا لجملة العلم وتفسيره » ، قلت : فالذي كان يأتيه في ليالي القدر علم ما هو؟ قال : « الأمر واليسر فيما كان قد علم ».

قال السائل : فما يحدث لهم في ليالي القدر علم سوى ما علموا؟ ، قال : « هذا ممّا أمروا بكتمانه ، ولا يعلم تفسير ما سألت عنه إلاّ الله عزّ وجلّ ».

قال السائل : فهل يعلم الأوصياء ما لا يعلم الأنبياء؟ قال : « لا ، وكيف يعلم وصيّ غير علم أوصي إليه؟ ».

قال السائل : فهل يسعنا أن نقول : إنّ أحدا من الوصاة يعلم ما لا يعلم الآخر؟ قال : « لا ، لم يمت نبيّ إلاّ وعلمه في جوف وصيّه ، وإنّما تنزّل الملائكة والروح في ليلة القدر بالحكم الذي يحكم به بين العباد ».

قال السائل : وما كانوا علموا ذلك الحكم؟ قال : « بلى ، قد علموه ولكنّهم لا يستطيعون إمضاء شيء منه حتّى يؤمروا في ليالي القدر كيف يصنعون إلى السنة المقبلة ».

قال السائل : يا أبا جعفر ، لا أستطيع إنكار هذا؟ قال أبو جعفرعليه‌السلام : « من أنكره فليس منّا ».

قال السائل : يا أبا جعفر ، أرأيت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هل كان يأتيه في ليالي القدر شيء لم يكن علمه؟ قال : « لا يحلّ لك أن تسأل عن هذا ، أمّا علم ما كان وما سيكون

٢٢

فليس يموت نبيّ ولا وصيّ إلاّ والوصيّ الذي بعده يعلمه ، أمّا هذا العلم الذي تسأل عنه فإنّ الله عزّ وجلّ أبى أن يطلع الأوصياء عليه إلاّ أنفسهم »(١) إلى آخر الحديث.

فصل [١٩] : في بيان النصّ لمولانا صاحب الزمانعليه‌السلام

عليّ بن محمّد ، عن محمّد بن عليّ بن بلال ، قال : خرج إليّ من أبي محمّدعليه‌السلام قبل مضيّه بسنتين يخبرني بالخلف من بعده(٢) .

عليّ بن محمّد ، [ عن جعفر بن محمّد الكوفي ] عن جعفر بن محمّد المكفوف ، عن عمرو الأهوازي ، قال : أراني أبو محمّد ابنه قال : « هذا صاحبكم بعدي »(٣) .

محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن إسحاق ، عن أبي هاشم الجعفري قال : قلت لأبي محمّدعليه‌السلام : جلالتك تمنعني من مسألتك ، فتأذن لي أن أسألك؟ فقال : « سل » ، فقلت : يا سيدي ، هل لك ولد؟ فقال : « نعم » ، فقلت : فإن حدث بك حدث فأين أسأل عنه؟ قال : « بالمدينة »(٤) .

عن عبد الله بن جعفر الحميري قال : اجتمعت أنا والشيخ أبو عمرو عند أحمد بن إسحاق فغمزني أحمد بن إسحاق أن أسأله عن الخلف ، فقلت : يا أبا عمرو ، إنّي أريد أن أسألك عن شيء وما أنا بشاكّ فيما أريد أن أسألك عنه فإنّ اعتقادي وديني أنّ الأرض لا تخلو من حجّة إلاّ إذا كان قبل يوم القيامة بأربعين يوما.

أقول : وساق الكلام كثيرا إلى أن قال : فخرّ أبو عمرو ساجدا وبكى ، ثمّ قال : سل حاجتك ، فقلت له : أنت رأيت الخلف من بعد أبي محمّدعليه‌السلام ؟ فقال : إي والله ورقبته مثل هذا ، وأومأ بيده ، فقلت له : فبقيت واحدة؟ فقال لي : هات ، قلت : فالاسم؟ قال :

__________________

(١) « الكافي » ١ : ٢٥١ ـ ٢٥٢ ، باب في شأن إنّا أنزلناه ، ح ٨ ، وقد صحّحنا النقل على المصدر.

(٢) المصدر السابق : ٣٢٨ ، باب الإشارة والنصّ إلى صاحب الأمر ، ح ١.

(٣) المصدر السابق ، ح ٣.

(٤) المصدر السابق ، ح ٢.

٢٣

محرّم عليكم أن تسألوا عن ذلك ولا أقول هذا من عندي ، فليس لي أن أحلّل وأحرّم ، ولكنّه عنهعليه‌السلام إلى آخر الحديث(١) .

عليّ بن محمّد ، عن محمّد بن إسماعيل بن موسى بن جعفر وكان أسنّ شيخ من ولد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالعراق ، فقال : رأيته بين المسجدين وهو غلامعليه‌السلام (٢) .

وعن حكيمة ابنة محمّد بن عليّ وهي عمّة أبيه : أنّها رأته ليلة مولده وبعد ذلك(٣) .

عليّ بن محمّد عن حمدان القلانسي قال : قلت للعمري : قد مضى أبو محمّدعليه‌السلام ؟ فقال : قد مضى ولكن قد خلّف فيكم من رقبته مثل هذا ، وأشار بيده(٤) .

عليّ بن محمّد ، عن جعفر بن محمّد الكوفي ، عن جعفر بن محمّد المكفوف ، عن عمرو الأهوازي قال : أرانيه أبو محمّدعليه‌السلام ، وقال : « هذا صاحبكم » ،(٥) وبمضمون ما ذكر قريب منه أخبار كثيرة لا يطيل الكلام بذكرها.

فصل [٢٠] : في بيان أنّهعليه‌السلام لا يسمّى باسمه

عن ابن رئاب ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : « صاحب هذا الأمر لا يسمّيه باسمه إلاّ كافر »(٦) .

عن الريّان بن الصلت قال : سمعت أبا الحسن الرضاعليه‌السلام يقول : وسئل عن القائمعليه‌السلام ، فقال : « لا يرى جسمه ولا يسمّى اسمه »(٧) ، وقريب بمضمونها خبران آخران(٨) .

__________________

(١) « الكافي » ١ : ٣٢٩ ـ ٣٣٠ ، باب في تسمية من رآهعليه‌السلام ، ح ١.

(٢) المصدر السابق ، ح ٢.

(٣) المصدر السابق : ٣٣٠ ـ ٣٣١ ، ح ٣.

(٤) المصدر السابق : ٣٣١ ، ح ٤.

(٥) المصدر السابق : ٣٣٢ ، ح ١٢.

(٦) المصدر السابق : ٣٣٣ ، باب في النهي عن الاسم ، ح ٤.

(٧) المصدر السابق ، ح ٣.

(٨) المصدر السابق : ح ١ و ٢.

٢٤

فصل [٢١] : في بيان غيبته

عن يمان التمّار قال : كنّا عند أبي عبد اللهعليه‌السلام جلوسا ، فقال لنا : « إنّ لصاحب هذا الأمر غيبة المتمسّك فيها بدينه كالخارط للقتاد » ، ثمّ قال هكذا بيده : « فأيّكم يمسك شوك القتاد بيده؟ » ثمّ أطرق مليّا ، ثمّ قال : « إنّ لصاحب هذا الأمر غيبة فليتّق الله عبد وليتمسّك بدينه »(١) .

عن عليّ بن جعفر ، عن أخيه موسى بن جعفرعليه‌السلام قال : « إذا فقد الخامس من ولد السابع فالله الله في أديانكم لا يزيلكم عنها أحد ، يا بنيّ ، إنّه لا بدّ لصاحب هذا الأمر من غيبة حتّى يرجع عن هذا الأمر من كان يقول به ، إنّما هي محنة من الله عزّ وجلّ امتحن بها خلقه ، ولو علم آباؤكم وأجدادكم دينا أصحّ من هذا لاتّبعوه ».

قال : فقلت : يا سيّدي ، من الخامس من ولد السابع؟ فقال : « يا بنيّ ، عقولكم تصغر عن هذا ، وأحلامكم تضيق عن حمله ، ولكن إن تعيشوا فسوف تدركونه »(٢) .

عن محمّد بن المساور ، عن المفضّل بن عمر قال : سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول : « إيّاكم والتنويه ، أما والله ليغيبنّ إمامكم سنينا من دهركم ، ولتمحّصنّ حتّى يقال : مات ، أو قتل ، أو هلك ، بأيّ واد سلك ، ولتدمعنّ عليه عيون المؤمنين ، ولتكفأنّ كما تكفأ السفن في أمواج البحر فلا ينجو إلاّ من أخذ الله ميثاقه ، وكتب في قلبه الإيمان ، وأيّده بروح منه ، ولترفعنّ اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يدرى أيّ من أيّ » ، فبكيت ثمّ قلت : فكيف نصنع؟ قال : « فنظر إلى شمس داخلة في الصفّة(٣) » ، فقال : « يا أبا عبد الله! ترى هذه الشمس؟ » قلت : نعم ، فقال : « والله لأمرنا أبين من هذه الشمس »(٤) .

__________________

(١) المصدر السابق : ٣٣٥ ـ ٣٣٦ ، باب في الغيبة ، ح ١.

(٢) المصدر السابق ١ : ٣٣٦ ، باب في الغيبة ، ح ٢ ؛ « كمال الدين » : ٣٥٩ ـ ٣٦٠ ، باب ٣٤ ، ح ١.

(٣) الصفّة من البنيان : شبه البهو الواسع الطويل السمك ، جمعها : صفف مثل غرفة وغرف.

(٤) « الكافي » ١ : ٣٣٦ ، باب في الغيبة ، ح ٣ ؛ « الغيبة » للطوسي : ٣٣٧ ـ ٣٣٨ ، ح ٢٨٥.

٢٥

وبمضمونه مع تفاوت ما خبر آخر. عن إبراهيم بن خلف بن عباد الأنماطي ، عن المفضّل بن عمر ، عنهعليه‌السلام .(١)

عن عبيد بن زرارة قال : سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول : « يفقد الناس إمامهم ويشهد الموسم فيراهم ولا يرونه »(٢) .

عن الأصبغ بن نباتة قال : أتيت أمير المؤمنينعليه‌السلام فوجدته متفكّرا ينكت في الأرض ، فقلت : يا أمير المؤمنين ، ما لي أراك متفكّرا تنكت في الأرض ، أرغبة منك فيها؟ فقال : « لا ، والله ما رغبت فيها ولا في الدنيا يوما قطّ ، ولكنّي فكّرت في مولود يكون من ظهري ، الحادي عشر من ولدي ، هو المهديّ الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ، يكون له غيبة وحيرة ، يضلّ فيها أقوام ويهتدي فيها آخرون ».

فقلت : يا أمير المؤمنين ، وكم تكون الغيبة والحيرة؟ قال : « ستّة أيّام أو ستّة أشهر أو ستّ سنين » ، فقلت : وإنّ هذا لكائن؟ فقال : « نعم ، كما أنّه مخلوق وأنّى لك بهذا الأمر يا أصبغ ، أولئك خيار هذه الأمّة مع خيار أبرار هذه العترة ».

فقلت : ثمّ ما يكون بعد ذلك؟ فقال : « ثمّ يفعل الله ما يشاء ، فإنّ له بداءات وإرادات وغايات ونهايات »(٣) .

عن زرارة قال : سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول : « إنّ للقائم غيبة قبل أن يقوم » ، قال : قلت : ولم؟ قال : « إنّه يخاف » ، وأومأ بيده إلى بطنه يعني القتل(٤) .

وقريب بمضمونه خبران آخران(٥) .

__________________

(١) « الكافي » ١ : ٣٣٨ ـ ٣٣٩ ، باب في الغيبة ، ح ١١.

(٢) المصدر السابق : ٣٣٧ ، باب في تسمية من رآه ، ح ٦.

(٣) المصدر السابق : ٣٣٨ ، ح ٧.

(٤) المصدر السابق : ٣٤٠ ، ح ١٨.

(٥) المصدر السابق : ٣٣٧ ، ح ٥ ، وص ٣٤٢ ، ح ٢٩.

٢٦

عن عبيد بن زرارة ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : « للقائم غيبتان يشهد في إحداهما المواسم يرى الناس ولا يرونه »(١) ، وبمضمونه خبر آخر أيضا عنه عنهعليه‌السلام (٢) .

عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : « لا بدّ لصاحب هذا الأمر من غيبة ، ولا بدّ له في غيبته من عزلة ، ونعم المنزل طيّبة وما بثلاثين من وحشة »(٣) .

عن إسحاق بن عمّار قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « للقائمعليه‌السلام غيبتان : إحداهما قصيرة ، والأخرى طويلة ، الغيبة الأولى لا يعلم مكانه فيها إلاّ الخواصّ من شيعته ، والأخرى لا يعلم بمكانه فيها إلاّ خاصّة مواليه »(٤) ، وقريب بمضمونه خبران.

عن المفضّل بن عمر ، قال : سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول : « لصاحب هذا الأمر غيبتان : إحداهما يرجو منها إلى أهلها في أيّ واد سلك » ، قلت : كيف تصنع إذا كان كذلك؟ قال : « إذا ادّعى مدّع فاسألوه عن أشياء يجيب فيها مثله »(٥) .

عن أمّ هانئ ، قالت : سألت أبا جعفر محمّد بن عليّعليهما‌السلام عن قول الله عزّ وجلّ( فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الْجَوارِ الْكُنَّسِ ) (٦) قال : « إمام يخنس سنة ستّين ومائتين ثمّ يظهر كالشهاب يتوقّد في الليلة الظلماء ، فإن أدركت زمانه قرّت عينك »(٧) .

وبمضمونه خبر آخر عن طريق آخر عنهعليه‌السلام (٨) .

عن عليّ بن محمّد ، عن بعض أصحابنا ، عن أيّوب بن نوح ، عن أبي الحسن الثالثعليه‌السلام : « إذا رفع علمكم من بين أظهركم فتوقّعوا الفرج من تحت أقدامكم »(٩) .

__________________

(١) المصدر السابق : ٣٣٩ ، ح ١٢.

(٢) المصدر السابق : ٣٣٧ ـ ٣٣٨ ، ح ٦.

(٣) المصدر السابق : ٣٤٠ ، باب في الغيبة ، ح ١٦.

(٤) المصدر السابق : ح ١٩.

(٥) المصدر السابق ، ح ٢٠.

(٦) التكوير (٨١) : ١٥ ـ ١٦.

(٧) « الكافي » ١ : ٣٤١ ، باب في الغيبة ، ج ٢٢.

(٨) المصدر السابق ، ح ٢٣.

(٩) المصدر السابق ، ح ٢٤.

٢٧

عن المفضّل بن عمر ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله عزّ وجلّ :( فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ ) (١) قال : « إنّ منّا إماما مظفّرا مستترا ، فإذا أراد الله عزّ ذكره إظهار أمره نكت في قلبه نكتة فظهر ، فقام بأمر الله تبارك وتعالى »(٢) .

فصل [٢٢] : في بيان كراهية التوقيت

عن أبي حمزة الثمالي ، قال : سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول : « يا ثابت ، إنّ الله تبارك وتعالى قد كان وقّت هذا الأمر في السبعين ، فلمّا قتل الحسينعليه‌السلام اشتدّ غضب الله تعالى على أهل الأرض فأخّره إلى أربعين ومائة ، فحدّثناكم فأذعتم الحديث فكشفتم غطاء السرّ ولم يجعل الله له بعد ذلك وقتا عندنا ، ويمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أمّ الكتاب » ، قال أبو حمزة : فحدّثت بذلك أبا عبد اللهعليه‌السلام فقال : « قد كان ذلك »(٣) .

عن عبد الرحمن بن كثير قال : كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام إذ دخل عليه مهزم ، فقال له : جعلت فداك أخبرني عن هذا الأمر ننتظره متى هو؟ فقال : « يا مهزم ، كذب الوقّاتون ، وهلك المستعجلون ، ونجا المسلّمون »(٤) .

عن أبي بصير ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : سألته عن القائمعليه‌السلام ، فقال : « كذب الوقّاتون إنّا أهل بيت لا نوقّت »(٥) ، وبمضمونه خبران آخران(٦) .

عن الحسن بن عليّ بن يقطين ، عن أخيه الحسين ، عن أبيه عليّ بن يقطين ، قال :

__________________

(١) المدّثّر (٧٤) : ٨.

(٢) « الكافي » ١ : ٣٤٣ ، باب في الغيبة ، ح ٣٠.

(٣) المصدر السابق : ٣٦٨ ، باب كراهيّة التوقيت ، ح ١.

(٤) المصدر السابق ، ح ٢.

(٥) المصدر السابق ، ح ٣.

(٦) المصدر السابق ، ح ٤ و ٥.

٢٨

قال لي أبو الحسنعليه‌السلام : « الشيعة تربّى بالأماني منذ مائتي سنة » ، قال : وقال يقطين لابنه عليّ بن يقطين : ما بالنا قيل لنا فكان ، وقيل لكم فلم يكن؟ قال : فقال عليّ : إنّ الذي قيل لنا ولكم كان من مخرج واحد ، غير أنّ أمركم حضر فأعطيتم محضه فكان كما قيل لكم ، وأنّ أمرنا لم يحضر فعلّلنا بالأماني ، فلو قيل : إنّ الأمر لا يكون إلاّ إلى مائتي سنة أو ثلاثمائة سنة لقست القلوب ولرجع عامّة الناس عن الإسلام ، ولكن قالوا : ما أسرعه وما أقربه تألّفا لقلوب الناس وتقريبا للفرج(١) .

فصل [٢٣] : في بيان من عرف إمامه لم يضرّه تأخّر الظهور

عن الفضيل بن يسار ، قال : سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول الله تبارك وتعالى :

( يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ ) (٢) فقال : « يا فضيل ، اعرف إمامك فإنّك إذا عرفت إمامك لم يضرّك تقدّم هذا الأمر أو تأخّر ، ومن عرف إمامه ثمّ مات قبل أن يقوم صاحب هذا الأمر كان بمنزلة من كان قاعدا في عسكره ، لا بل بمنزلة من قعد تحت لوائه » ، قال : وقال : بعض أصحابه بمنزلة من استشهد مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٣) .

عن أبي بصير ، قال : قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : جعلت فداك متى الفرج؟ فقال : « يا أبا بصير ، وأنت ممّن يريد الدنيا ، من عرف هذا الأمر فقد فرّج عنه لانتظاره »(٤) .

عن فضيل بن يسار قال : سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول : « من مات وليس له إمام فميتته ميتة جاهليّة ، ومن مات وهو عارف لإمامه لم يضرّه تقدّم هذا الأمر أو تأخّر ، ومن مات وهو عارف لإمامه كان كمن هو مع القائم في فسطاطه »(٥) .

__________________

(١) « الكافي » ١ : ٣٦٩ ، باب كراهيّة التوقيت ، ح ٦.

(٢) الإسراء (١٧) : ٧١.

(٣) « الكافي » ١ : ٣٧١ ، باب من عرف إمامه لم يضرّه تقدّم ، ح ٢.

(٤) المصدر السابق ، ح ٣.

(٥) المصدر السابق : ٣٧١ ـ ٣٧٢ ، ح ٥.

٢٩

عن الحارث بن المغيرة قال : قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهليّة؟ » قال : نعم قلت : جاهليّة جهلاء أو جاهليّة لا يعرف إمامه؟ قال : « جاهليّة كفر ونفاق وضلال »(١) .

وبمضمون الأخبار المسطورة أو قريب منها أخبار أخر.

عن أبان قال : سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول : « لا تذهب الدنيا حتّى يخرج رجل منّي يحكم بحكومة آل داودعليه‌السلام ولا يسأل بيّنة ، يعطي كلّ نفس حقّها »(٢) .

وبمضمونه خبر آخر(٣) .

فصل [٢٤] : في بيان صلة الإمام

عن يونس بن ظبيان قال : سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول : « ما من شيء أحبّ إلى الله من إخراج الدراهم إلى الإمام ، وإنّ الله ليجعل له الدراهم في الجنّة مثل جبل أحد » ، ثمّ قال : « إنّ الله عزّ وجلّ يقول في كتابه :( مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً ) (٤) قال : « هو والله في صلة الإمام خاصّة »(٥) .

وبمضمونه أخبار أخر.(٦)

فصل [٢٥] : في بيان حالات الأئمّة في السنّ

عن صفوان بن يحيى ، قال : قلت للرضاعليه‌السلام : قد كنّا نسألك قبل أن يهب الله لك

__________________

(١) « الكافي » ١ : ٣٧٧ ، باب من مات وليس له إمام من أئمّة الهدى ، ٣.

(٢) المصدر السابق : ٣٩٧ ـ ٣٩٨ ، باب في الأئمّةعليهم‌السلام أنّهم إذا ظهر أمرهم ، ح ٢.

(٣) المصدر السابق : ٣٩٨ ، باب في الأئمّةعليهم‌السلام أنّهم إذا ظهر أمرهم ، ح ٣.

(٤) البقرة (٢) : ٢٤٥.

(٥) « الكافي » ١ : ٥٣٧ ـ ٥٣٨ ، باب صلة الإمام ، ح ٢.

(٦) المصدر السابق ، ح ٤.

٣٠

أبا جعفرعليه‌السلام فكنت تقول : « يهب الله لي غلاما » ، فقد وهب الله لك فقرّ عيوننا فلا أرانا الله يومك فإن كان كون فإلى من؟ فأشار إلى أبي جعفرعليه‌السلام وهو قائم بين يديه ، فقلت : جعلت فداك هذا ابن ثلاث سنين؟ قالعليه‌السلام : « وما يضرّه من ذاك شيء قد قام عيسىعليه‌السلام بالحجّة وهو ابن ثلاث سنين »(١) .

عن عليّ بن سيف ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي جعفر الثانيعليه‌السلام قال : قلت له : إنّهم يقولون في حداثة سنّك؟ فقال : « إنّ الله تعالى أوحى إلى داود أن يستخلف سليمان وهو صبيّ يرعى الغنم ، فأنكر ذلك عبّاد بني إسرائيل وعلماؤهم ، فأوحى الله تعالى إلى داودعليه‌السلام : أن خذ عصا المتكلّمين وعصا سليمان واجعلهما في بيت واختم عليها بخواتيم القوم ، فإذا كان من الغد ، فمن كانت عصاه قد أورقت وأثمرت فهو الخليفة ، فأخبرهم داودعليه‌السلام فقالوا : قد رضينا وسلّمنا »(٢) .

عن أبي بصير ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال أبو بصير : دخلت عليه ومعي غلام يقودني خماسيّ لم يبلغ ، فقال لي : « كيف أنتم إذا احتجّ عليكم بمثل سنّه؟ »(٣) .

عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، قال : قال عليّ بن حسان لأبي جعفرعليه‌السلام : يا سيّدي ، إنّ الناس ينكرون عليك حداثة سنّك ، فقال : « وما ينكرون من ذلك قول الله عزّ وجلّ ، وقد قال الله تعالى لنبيّه :( قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ) (٤) ، فو الله ما تبعه إلاّ عليّعليه‌السلام وله تسع سنين »(٥) .

وقريب بهذه المضامين أخبار أخر(٦) .

__________________

(١) المصدر السابق : ٣٨٣ ، باب حالات الأئمّةعليهم‌السلام في السنّ ، ح ٢.

(٢) المصدر السابق ، ح ٣.

(٣) المصدر السابق ، ح ٤.

(٤) يوسف (١٢) : ١٠٨.

(٥) « الكافي » ١ : ٣٨٤ ، باب حالات الأئمّة في السنّ ، ح ٨.

(٦) المصدر السابق ١ : ٣٨٢ ـ ٣٨٣ ، باب حالات الأئمّة في السنّ.

٣١

فصل [٢٦] : في بيان أنّ الإمام لا يغسّله إلاّ الإمامعليه‌السلام

عن أحمد بن عمر الحلاّل أو غيره ، عن الرضاعليه‌السلام قال : قلت له : إنّهم يحاجّونا يقولون : إنّ الإمام لا يغسّله إلاّ الإمام ، فقال : « فما يدريهم من غسّله؟ فما قلت لهم؟ » قال : قلت : جعلت فداك قلت لهم : إن قال مولاي : إنّه غسّله تحت عرش ربّي فقد صدق ، وإن قال : غسّله في تخوم الأرض فقد صدق ، قال : « لا هكذا » ، فقلت : فما أقول لهم؟ قال : « قل لهم : إنّي غسّلته » ، فقلت : أقول لهم : إنّك غسّلته؟ قال : « نعم »(١) .

عن محمّد بن جمهور ، قال : حدّثنا أبو معمر ، قال : سألت الرضاعليه‌السلام عن الإمام يغسّله الإمام ، قال : « سنّة موسى بن عمرانعليه‌السلام »(٢) .

عن محمّد بن جمهور ، عن يونس عن طلحة ، قال : سألت الرضاعليه‌السلام عن الإمام يغسّله الإمام ، فقال : « أما تدرون من حضر لغسله؟ قد حضره خير ممّن غاب عنه ، الذين حضروا يوسف في الجبّ حين غاب عنه أبواه وأهل بيته »(٣) .

فصل [٢٧] : في بيان ولادة الإمامعليه‌السلام

عن الحسن بن راشد قال : سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول : « إنّ الله تبارك وتعالى إذا أحبّ أن يخلق الإمام أمر ملكا فأخذ شربة من ماء تحت العرش فيسقيها أباه ، فمن ذلك يخلق الإمام ، فيمكث أربعين يوما وليلة في بطن أمّه لا يسمع الصوت ثمّ يسمع بعد ذلك الكلام ، فإذا ولد بعث ذلك الملك فيكتب بين عينيه :( وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) (٤) ، فإذا مضى الإمام الذي كان

__________________

(١) « الكافي » ١ : ٣٨٤ ـ ٣٨٥ ، باب الإمام لا يغسّله إلاّ الإمام ، ح ١.

(٢) المصدر السابق : ٣٨٥ ، ح ٢.

(٣) المصدر السابق ، ح ٣.

(٤) الأنعام (٦) : ١١٥.

٣٢

قبله ، رفع له منار من نور ينظر به إلى أعمال الخلائق ، فبهذا يحتجّ الله على خلقه »(١) .

وفي خبر آخر عن أبي بصير ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام : « وإذا سكنت النطفة في الرحم أربعة أشهر وأنشئ فيها الروح بعث الله تعالى ملكا يقال له : حيوان ، فكتب على عضده الأيمن( وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) ، وإذا وقع من بطن أمّه وقع واضعا يديه على الأرض رافعا رأسه إلى السماء ، فأمّا وضعه يديه على الأرض فإنّه يقبض كلّ علم لله أنزله من السماء إلى الأرض. وأمّا رفعه رأسه إلى السماء فإنّ مناديا ينادي به من بطنان العرش من قبل ربّ العزّة من الأفق الأعلى اسمه واسم أبيه يقول : يا فلان بن فلان ، اثبت تثبت ، فلعظيم ما خلقتك أنت صفوتي من خلقي وموضع سرّي وعيبة علمي وأميني على وحيي وخليفتي في أرضي ، لك ولمن تولاّك أوجبت رحمتي ومنحت جنّاتي وأحللت جواري ، ثمّ وعزّتي وجلالي لأصلينّ من عاداك أشدّ عذابي وإن وسّعت عليه في دنياي من سعة رزقي فإذا انقضى الصوت ـ صوت المنادي ـ أجابه هو واضعا يديه رافعا رأسه إلى السماء يقول :( شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) (٢) ، قال : فإذا قال ذلك أعطاه الله العلم الأوّل والعلم الآخر واستحقّ زيارة الروح في ليلة القدر »(٣) إلى آخر الحديث.

وفي خبر آخر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام : « فإذا قام بهذا الأمر رفع الله له في كلّ بلدة »(٤) .

عليّ بن إبراهيم عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، قال : كنت أنا وابن فضّال جلوسا إذ أقبل يونس فقال : دخلت على أبي الحسن الرضاعليه‌السلام فقلت : جعلت فداك قد أكثر

__________________

(١) « الكافي » ١ : ٣٨٧ ، باب مواليد الأئمّةعليهم‌السلام ، ح ٢.

(٢) آل عمران (٣) : ١٨.

(٣) « الكافي » ١ : ٣٨٥ ـ ٣٨٦ ، باب مواليد الأئمّةعليهم‌السلام ، ح ١.

(٤) المصدر السابق : ٣٨٧ ، ح ٣.

٣٣

الناس في العمود ، قال : فقال لي : « يا يونس ، ما تراه؟ أتراه عمودا من حديد يرفع لصاحبك؟ » قال : قلت : ما أدري ، قال : « لكنّه ملك موكّل بكلّ بلدة يرفع الله به أعمال تلك البلدة » ، قال : فقام ابن فضّال فقبّل رأسه وقال : رحمك الله يا أبا محمّد ، لا تزال تجيء بالحديث الحقّ الذي يفرّج الله به عنّا(١) .

عن زرارة ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال : « للإمام عشر علامات : يولد مطهّرا ، مختونا ، وإذا وقع على الأرض وقع على راحته رافعا صوته بالشهادتين ، ولا يجنب ، وتنام عيناه ولا ينام قلبه ، ولا يتثأّب ، ولا يتمطّى ، ويرى من خلفه كما يرى من أمامه ، ونجوه كرائحة المسك ، والأرض موكّلة بستره وابتلاعه ، وإذا لبس درع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كانت عليه وفقا ، فإذا لبسها غيره من الناس طويلهم وقصيرهم زادت عليه شبرا ، وهو محدّث إلى أن تنقضي أيّامه »(٢) .

فصل [٢٨] : في بيان خلق أبدان الأئمّة وأرواحهم وقلوبهم

عن أبي يحيى الواسطي ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : « إنّ الله خلقنا من علّيّين ، وخلق أرواحنا من فوق ذلك ، وخلق أرواح شيعتنا من علّيّين ، وخلق أجسادهم من دون ذلك ؛ فمن أجل ذلك القرابة بيننا وبينهم وقلوبهم تحنّ إلينا »(٣) .

عن عليّ بن رئاب رفعه إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام قال : قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : « إنّ لله نهرا دون عرشه ، ودون النهر الذي دون عرشه نور نوّره ، وإنّ في حافّتي النهر روحين مخلوقين : روح القدس ، وروح من أمره ، وإنّ لله عشر طينات : خمس من الجنّة وخمس من الأرض » ، ففسّر الجنان وفسّر الأرض ، ثمّ قال : « ما من نبيّ ولا ملك

__________________

(١) « الكافي » ١ : ٣٨٨ ، باب مواليد الأئمّةعليهم‌السلام ، ح ٧.

(٢) المصدر السابق : ٣٨٨ ـ ٣٨٩ ، ح ٨.

(٣) المصدر السابق : ٣٨٩ ، باب خلق أبدان الأئمّة وأرواحهم وقلوبهمعليهم‌السلام ، ح ١.

٣٤

من بعده جبله إلاّ نفخ فيه من إحدى الروحين ، وجعل النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من إحدى الطينتين » ، قلت لأبي الحسن الأوّلعليه‌السلام ما الجبل؟ فقال : « الخلق غيرنا أهل البيت ، فإنّ الله عزّ وجلّ خلقنا من العشر طينات ، ونفخ فينا من الروحين جميعا فأطيب بها طيبا »(١) .

وروى غيره عن أبي الصامت قال : طين الجنان : جنّة عدن وجنّة المأوى وجنّة النعيم والفردوس والخلد ، وطين الأرض مكّة والمدينة والكوفة وبيت المقدس والحائر(٢) . وقريب بمضمون ما ذكر غيره.

فصل [٢٩] : في بيان أن تدخل الملائكة بيوتهم وتأتيهم بالأخبار

عن أبي حمزة الثمالي قال : دخلت على عليّ بن الحسينعليه‌السلام فاحتبست في الدار ساعة ثمّ دخلت البيت وهو يلتقط شيئا ، وأدخل يده من وراء الستر فناوله من كان في البيت ، قلت : جعلت فداك هذا الذي أراك تلتقطه أيّ شيء هو؟ قال : « فضلة من زغب الملائكة نجمعه إذا خلونا نجعله سبحا ولأولادنا » ، فقلت : جعلت فداك وإنّهم ليأتونكم؟ فقال : « يا با حمزة ، وإنّهم ليزاحمونا على تكأتنا »(٣) .

عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي الحسنعليه‌السلام قال : سمعته يقول : « ما من ملك يهبطه الله في أمر ما يهبطه إلاّ بدأ بالإمام فعرض ذلك عليه ، وأنّ مختلف الملائكة من عند الله تبارك وتعالى إلى صاحب هذا الأمر »(٤) .

وفي خبر آخر ، عن مسمع كردين البصري بعد قوله : إنّي إذا أكلت عندكم لم أتأذّ به ، فقال : « يا با سيّار ، إنّك تأكل طعام قوم صالحين ، تصافحهم الملائكة على فرشهم » ، قال : قلت : ويظهرون لكم؟ قال : فمسح يده على صبيانه ، فقال : « هم ألطف

__________________

(١) المصدر السابق ، ح ٣.

(٢) المصدر السابق : ٣٩٠ ، ذيل ح ٣.

(٣) المصدر السابق : ٣٩٣ ـ ٣٩٤ ، باب أنّ الأئمّة تدخل الملائكة بيوتهم ، ح ٣.

(٤) المصدر السابق ، ح ٤.

٣٥

بصبياننا منّا بهم »(١) .

فصل [٣٠] : في بيان أنّ الجنّ تأتيهم يسألونهم عن معالم دينهم

عن سعد الإسكاف قال : أتيت أبا جعفرعليه‌السلام أريد الإذن عليه ، فإذا رحال إبل على الباب مصفوفة ، وإذا الأصوات قد ارتفعت ، ثمّ خرج قوم معتمّين بالعمائم يشبهون الزطّ ، قال : فدخلت على أبي جعفرعليه‌السلام فقلت : جعلت فداك أبطأ إذنك عليّ اليوم ورأيت قوما خرجوا معتمّين بالعمائم فأنكرتهم؟ فقال : « أوتدري من أولئك يا سعد؟ » قال : قلت : لا ، قال : فقال : « أولئك إخوانكم من الجنّ يأتونا فيسألونا عن حلالهم وحرامهم ومعالم دينهم »(٢) .

عن سدير الصيرفي قال : « أوصاني أبو جعفرعليه‌السلام بحوائج له بالمدينة فخرجت ، فبينا أنا بين فجّ الروحاء على راحلتي إذا إنسان يلوي بثوبه ، قال : فملت إليه وظننت أنّه عطشان فناولته الأداوة ، فقال لي : لا حاجة لي بها ، وناولني كتابا طينه رطب ، قال : فلمّا نظرت إلى الخاتم إذا خاتم أبي جعفرعليه‌السلام ، فقلت : متى عهدك بصاحب الكتاب؟ قال : الساعة. وإذا في الكتاب أشياء يأمرني بها ، ثمّ التفتّ فإذا ليس عندي أحد ، قال : ثمّ قدم أبو جعفرعليه‌السلام فلقيته ، فقلت : جعلت فداك رجل أتاني بكتابك وطينه رطب ، فقال : « يا سدير ، إنّ لنا خدما من الجنّ فإذا أردنا السرعة بعثناهم »(٣) .

وفي رواية أخرى قال : « إنّ لنا أتباعا من الجنّ كما أنّ لنا أتباعا من الإنس فإذا أردنا أمرا بعثناهم »(٤) ، والأخبار التي تدلّ على ذلك كثيرة(٥) .

__________________

(١) « الكافي » ١ : ٣٩٣ ، باب أنّ الأئمّة تدخل الملائكة بيوتهم ، ح ١.

(٢) المصدر السابق : ٣٩٥ ، باب أنّ الجنّ يأتيهم فيسألونهم عن معالم دينهم ، ح ٣.

(٣) المصدر السابق : ٣٩٥ ، ح ٤.

(٤) المصدر السابق.

(٥) المصدر السابق : ٣٩٤ ، باب أنّ الجنّ يأتيهم فيسألونهم عن معالم دينهم.

٣٦

فصل [٣١] : في بيان حقّ الإمام على الرعيّة وحقّ الرعيّة على الإمامعليه‌السلام

عن أبي حمزة قال : سألت أبا جعفرعليه‌السلام ما حقّ الإمام على الناس؟ قال : « حقّه عليهم أن يسمعوا له ويطيعوا » ، قلت : حقّهم عليه؟ قال : « يقسم بينهم بالسويّة ويعدل في الرعيّة ، فإذا كان ذلك في الناس فلا يبالي من أخذ هاهنا وهاهنا »(١) .

وفي خبر آخر عنهعليه‌السلام مثله إلاّ أنّه قال : « هكذا وهكذا وهكذا » يعني بين يديه وخلفه وعن يمينه وعن شماله(٢) .

عن مسعدة ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : « لا تختانوا ولاتكم ولا تغشّوا هداتكم ، ولا تجهلوا أئمّتكم ، ولا تصدّعوا عن حبلكم فتفشلوا وتذهب ريحكم ، وعلى هذا فليكن تأسيس أموركم والزموا هذه الطريقة ، فإنّكم لو عاينتهم ما عاين من قد مات منكم ممّن خالف ما قد تدعون إليه لبدرتم وخرجتم ولسمعتم ، ولكن محجوب عنكم ، ما قد عاينوا ، وقريبا ما يطرح الحجاب »(٣) .

عن صباح بن سيابة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : « قال رسول اللهعليه‌السلام أيّما مؤمن أو مسلم مات وترك دينا لم يكن في فساد ولا إسراف فعلى الإمام أن يقضيه ، فإن لم يقضه فعليه إثم ذلك ؛ إنّ الله تبارك وتعالى يقول :( إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ ) (٤) الآية ، فهو من الغارمين ، فله سهم عند الإمام ، فإن حبسه فإثمه عليه »(٥) .

عن حنان ، عن أبيه ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال : « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لا تصلح الإمامة

__________________

(١) المصدر السابق : ٤٠٥ ، باب ما يجب من حقّ الإمام ، ح ١.

(٢) المصدر السابق ، ح ٢.

(٣) المصدر السابق ١ : ٤٠٥ ، ح ٣.

(٤) التوبة (٩) : ٦٠.

(٥) « الكافي » ١ : ٤٠٧ ، باب ما يجب من حقّ الإمام ، ح ٧.

٣٧

إلاّ لرجل فيه ثلاث خصال : ورع يحجزه عن معاصي الله ، وحلم يملك به غضبه ، وحسن الولاية على من يلي حتّى يكون لهم كالوالد الرحيم »(١) .

وفي رواية أخرى : « حتّى يكون للرعية كالأب الرحيم »(٢) .

فصل [٣٢] : في بيان أنّ الأرض كلّها للإمامعليه‌السلام

عن أبي خالد الكابلي ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال : وجدنا في كتاب عليّعليه‌السلام :( إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ) (٣) أنا وأهل بيتي الذين أورثنا الله الأرض ونحن المتّقون ، والأرض كلّها لنا ، فمن أحيا أرضا من المسلمين فليؤدّ خراجها إلى الإمامعليه‌السلام من أهل بيتي ، وله ما أكل منها فإن تركها أو أخربها وأخذها رجل من المسلمين من بعده فعمرها وأحياها فهو أحقّ بها من الذي تركها ، يؤدّي خراجها إلى الإمام من أهل بيتي ، وله ما أكل منها حتّى يظهر القائمعليه‌السلام من أهل بيتي بالسيف ، فيحويها ويمنعها ويخرجهم منها ، كما حواها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومنعها إلاّ ما كان في أيدي شيعتنا ؛ فإنّه يقاطعهم على ما في أيديهم ويترك الأرض في أيديهم »(٤) .

عن يونس بن ظبيان أو المعلّى بن خنيس قال : قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : ما لكم من هذه الأرض؟ فتبسّم ، ثمّ قال : « إنّ الله ـ تبارك وتعالى ـ بعث جبرئيل وأمره أن يخرق بإبهامه ثمانية أنهار في الأرض منها : سيحان ، وجيحان ، ـ وهو نهر بلخ ـ والخشوع ، ونهر الشاش ، ومهران ، ـ وهو نهر الهند ـ ونيل مصر ، ودجلة ، والفرات ، فما سقت أو استقت فهو لنا ، وما كان لنا فهو لشيعتنا ، وليس لعدوّنا منه شيء إلاّ

__________________

(١) « الكافي » ١ : ٤٠٧ ، باب ما يجب من حقّ الإمام ، ح ٨.

(٢) المصدر السابق ، ذيل ح ٨.

(٣) الأعراف (٧) : ١٢٨.

(٤) « الكافي » ١ : ٤٠٧ ـ ٤٠٨ ، باب أنّ الأرض كلّها للإمامعليه‌السلام ، ح ١.

٣٨

ما غصب عليه ، وإنّ وليّنا لفي أوسع فيما بين ذه إلى ذه » ـ يعني بين السماء والأرض ـ ثمّ تلا هذه الآية :( قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ) (١) « المغصوبون عليها خالصة لهم يوم القيامة بلا غصب »(٢) .

وفي معنى ما ذكر أخبار أخر(٣) .

فصل [٣٣] : في بيان سيرة الإمامعليه‌السلام في نفسه

عن حمّاد ، عن حميد وجابر العبدي ، قال : قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : « إنّ الله جعلني إماما لخلقه ففرض عليّ التقدير في نفسي ومطعمي ومشربي وملبسي كضعفاء الناس ؛ كي يقتدي الفقير بفقري ، ولا يطغى الغنيّ بغناه »(٤) .

عن حمّاد بن عثمان قال : حضرت أبا عبد اللهعليه‌السلام وقال له رجل : أصلحك الله ذكرت أنّ عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام كان يلبس الخشن ، يلبس القميص بأربعة دراهم وما أشبه ذلك ، ونرى عليك اللباس الجديد! فقال له : « إنّ عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام كان يلبس ذلك في زمان لا ينكر ، ولو لبس مثل ذلك اليوم شهر به ، فخير لباس كلّ زمان لباس أهله ، غير أنّ قائمنا أهل البيت إذا قام لبس ثياب عليّعليه‌السلام وسار بسيرة عليّعليه‌السلام »(٥) .

فصل [٣٤] : في بيان الولاية

عن بكير بن أعين قال : كان أبو جعفرعليه‌السلام يقول : « إنّ الله أخذ ميثاق شيعتنا

__________________

(١) الأعراف (٧) : ٣٢.

(٢) « الكافي » ١ : ٤٠٩ ، باب أنّ الأرض كلّها للإمامعليه‌السلام ، ح ٥.

(٣) المصدر السابق : ٤٠٧ ـ ٤١٠ ، باب أنّ الأرض كلّها للإمامعليه‌السلام .

(٤) المصدر السابق : ٤١٠ ، باب سيرة الإمام في نفسه ، ح ١.

(٥) المصدر السابق : ٤١١ ، ح ٤.

٣٩

بالولاية وهم ذرّ يوم أخذ الميثاق على الذرّ ، والإقرار بالربوبيّة ، ولمحمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالنبوّة »(١) .

عن عبد الأعلى قال : سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول : « ما من نبيّ جاء قطّ إلاّ بمعرفة حقّنا ، وتفضيلنا على من سوانا »(٢) .

عن أبي الصباح الكناني ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال : سمعته يقول : « والله في السماء لسبعين صفّا من الملائكة ، لو اجتمع عليهم أهل الأرض كلّهم يحصون عدد كلّ صفّ منهم ما أحصوهم ، وإنّهم ليدينون بولايتنا »(٣) .

عن محمّد بن الفضيل ، عن أبي الحسنعليه‌السلام قال : « ولاية عليّ مكتوبة في جميع صحف الأنبياء ، ولن يبعث الله رسولا إلاّ بنبوّة محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وولاية وصيّه عليّعليه‌السلام »(٤) .

عن الفضيل بن يسار ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال : « إنّ الله عزّ وجلّ نصب عليّاعليه‌السلام علما بينه وبين خلقه ، فمن عرفه كان مؤمنا ، ومن أنكره كان كافرا ، ومن جهله كان ضالاّ ، ومن نصب معه شيئا كان مشركا ، ومن جاء بولايته دخل الجنّة »(٥) .

فصل [٣٥] : في بيان معرفة أوليائهم والتفويض إليهم

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام : « أنّ رجلا جاء إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام وهو مع أصحابه فسلّم عليه ، ثمّ قال : أنا والله أحبّك وأتولاّك ، فقال له أمير المؤمنينعليه‌السلام : كذبت [ ] ما أنت كما قلت ، ويلك إنّ الله خلق الأرواح قبل الأبدان بألفي عام ، ثمّ عرض عليها

__________________

(١) « الكافي » ١ : ٤٣٦ ، باب فيه نتف وجوامع ، ح ١.

(٢) المصدر السابق : ٤٣٧ ، ح ٤.

(٣) المصدر السابق ، ح ٥.

(٤) المصدر السابق ، ح ٦.

(٥) المصدر السابق ، ح ٧.

٤٠