شهداء الإسلام من سنة 40 إلى 51 الهجرية الجزء ٣

شهداء الإسلام من سنة 40 إلى 51 الهجرية0%

شهداء الإسلام من سنة 40 إلى 51 الهجرية مؤلف:
تصنيف: الإمامة
الصفحات: 697

شهداء الإسلام من سنة 40 إلى 51 الهجرية

مؤلف: حبيب طاهر الشمري
تصنيف:

الصفحات: 697
المشاهدات: 182486
تحميل: 4444

توضيحات:

الجزء 3
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 697 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 182486 / تحميل: 4444
الحجم الحجم الحجم
شهداء الإسلام من سنة 40 إلى 51 الهجرية

شهداء الإسلام من سنة 40 إلى 51 الهجرية الجزء 3

مؤلف:
العربية

اليمن والشّام وغيرها(١) .

وفي سنن الترمذي وفي سنن الترمذي عن ابن عمر: (أللّهم بارك لنا في يمننا. قالوا: وفي نجدنا، فقال: أللّهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا. قالوا: وفي نجدنا، قال: هنالك الزلازل والفتن وبها، أو منها يخرج قرن الشيطان)(٢) .

وذكره العيني وقال: أخرجه البخاري في الفتن. وقال في شرحه: في شامنا ويمننا أي الإقليمين المشهورين، ويحتمل أن يراد بهما البلاد التي في يمننا ويسارنا أعمّ منهما، يقال: نظرت يمنة وشامة أي: يميناً ويساراً؛ ونجد هو خلاف الغور، والغور هو تهامة، وكلّ ما ارتفع عن تهامة إلى أرض العراق فهو نجد. وإنّما ترك الدعاء لأهل المشرق ليضعفوا عن الشرّ الذي هو موضوع في جهتهم، لاستيلاء الشيطان بالفتن عليها. قوله: (وبها) أي: بنجد. (يطلع قرن الشيطان): أي أمّته وحزبه(٣) .

وعن ابن عمر قال: (خرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من بيت عائشة فقال: إنّ الكفر هاهنا من حيث يطلع قرن الشيطان(٤) .

نجد أصل الخوارج

ولقد وجدنا جلّ رجال الخوارج وقادتهم من أرض نجد، وأغلبهم من تميم، نذكر بعضهم موجزاً:

- ذو الخويصرة التميميّ النجديّ، وهو الخارجيّ الأوّل، خرج على رسول

____________________

(١) هامش السيرة النبويّة، لابن هشام ٢: ١٢٤.

(٢) مسند أحمد ٢: ٢٦٦ / ٥٩٥١.

(٣) عمدة القاري شرح صحيح البخاري، محمّد بن أحمد العيني ٧: ٥٨ / ٦٤.

(٤) مسند أحمد بن حنبل ٢: ١٠٥ / ٤٧٨٨.

٤١

اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . ومن قصّته حينما كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يعطي الناس من أموال حنين، جاء ذو الخويصرة التميميّ فقال: يا محمّد! قد رأيت ما صنعت في هذا اليوم. فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : (أجل، فكيف رأيت؟) فقال: لم أرك عدلت؛ فغضب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ثمّ قال: (ويحك! إذا لم يكن العدل عندي فعند من يكون؟) فقال عمر: يا رسول الله، ألا أقتله؟ فقال: (لا، دعه، فإنّه سيكون له شيعة يتعمّقون في الدين حتّى يخرجوا منه كما يخرج السّهم من الرّميّة، ينظر في النّصل، فلا يوجد شيء، ثمّ في القدح، فلا يوجد شيء، ثمّ في الفوق، فلا يوجد شيء، سَبقَ الفَرْثَ والدَّمَ)(١) .

وعن أبي سعيد الخدري: بينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقسم قسماً، إذ جاءه ذو الخويصرة التميميّ، وهو حرقوص بن زهير، أصل الخوارج، فقال: إعدلْ...؛ وذكر قول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ثمّ قال أبو سعيد: أشهد لسمعته من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأشهد أنّي كنت مع عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام حين قاتلهم، فالتُمس في القتلى فأتي به على النعت الذي نعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٢) .

وذكر ابن أبي الحديد، قال: وفي بعض الصحاح أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال لأبي بكر وقد غاب الرجل عن عينه، (قم إلى هذا فاقتله)، فقام ثمّ عاد وقال: وجدته يصلّي، فقال لعمر مثل ذلك، فعاد وقال: وجدته يصلّي، فقال لعليّ مثل ذلك، فعاد وقال: (لم أجده)، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : (لو قتل هذا لكان أوّل فتنة وآخرها، أما إنّه سيخرج من

____________________

(١) السيرة النبويّة، لابن هشام ٤: ١٣٩. (يتعمّقون في الدين) اي يتتبّعون أقصاه. و (النصل): حديد السهم. و (القدح): السّهم. و (الفوق) طرف السّهم الذي يباشر الوتر. و (الفرث): ما يوجد في الكرش. والمعنى: إنّهم ليس لهم من الدين شيء كالسهم يخترق البدن ويخرج بسرعة من غير أن يعلق به أثر من دم وغيره.

(٢) أسد الغابة ٢: ١٧٢.

٤٢

ضئضئ هذا قوم يمرقون من الدين...)(١) .

ومثله في الكامل إلّا قوله: (لو قتل هذا ما اختلف اثنان في دين الله)(٢) .

وعن سيماء الخوارج، قال: وذكر عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال لـما وصفهم: (سيماهم التحليق يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، علامتهم رجل مخدج اليد)(٣) .

ومخدج اليد: اي ناقصها، وكذلك كانت يده قصيرة كأنّها ثدي المرأة. التحليق: أي حلق شعر الرأس. والأحاديث كثيرة في انبعاث حركات الضلال من هذه الديار وأنّ علامتهم التسبيد أو التحليق، فكان كما أخبرصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . وقد أخبرت الأحاديث بخروج الدجّال من هذه الأرض(٤) .

(وقد أمدّ عمر المسلمين بحرقوص في قتال الهرمزان، وبقي حرقوص إلى أيّام عليّ، وكان مع الخوارج لـمّا قاتلهم عليّ، فقتل يومئذ)(٥) .

وقال أمير المؤمنينعليه‌السلام بعد أن فرغ من أمر أهل النهروان: (اطلبوا المخدّج)، فطلبوه فلم يجدوه حتّى ساء ذلك عليًّا حتّى قال رجل: لا والله يا أميرالمؤمنين، ما هو فيهم، فقالعليه‌السلام : (والله ما كذبت ولا كذّبت) وجاء رجل فقال: قد أصبناه يا أميرالمؤمنين، فخرّ عليعليه‌السلام ساجداً، وكان إذا أتاه ما يسرّه من الفتوح سجد وقال: (لو أعلم شيئاً أفضل منه لفعلته)، ثمّ قال: (سيماه يَدُه، إنّ يَده كالثدي عليها شعرات كشارب السنور، ائتوني بيده المخدجة) فأتوه بها فنصبها(٦) .

____________________

(١) شرح نهج البلاغة، لابن أبي الحديد ٢: ٢٦٧.

(٢) الكامل في الأدب، للمبرّد: ٥٠٧.

(٣) نفس المصدر السابق: ٥٢٤.

(٤) انظر سنن ابن ماجة ١: ٦٢.

(٥) أسد الغابة ١: ٤٧٤ - ٤٧٥.

(٦) الكامل، للمبرد: ٥٢٥، البداية والنهاية ٧: ٢٩١.

٤٣

- وقَطَام بنت شِجْنة التميميّة، التي اشتراطت على عبدالرحمن بن ملجم حين خطبها، فيما اشترطت: قتل أمير المؤمنين عليّ عليه السلام. وكان أبوها (شجنة) وأخوها (الأخضر) قد قتلا يوم النهروان.

- وعبدالرحمن بن ملجم المرادي ثمّ التميميّ - لعنه الله - المباشر لتنفيذ المؤامرة الدنيئة في قتل أمير المؤمنينعليه‌السلام ، غيلةً وهو يصلّي.

- ووَرْدان بن مجالد بن عُلَّفَة بن الفَرِيش بن نُشْبَة التميميّ، ابن عمّ قَطَام. كان وَرْدان فيمن جلس مع ابن ملجم لقتل الإمامعليه‌السلام .

- وشبيب بن بجرة الأشجعيّ ثمّ التميميّ. أحد الثلاثة المشتركين بمباشرة تنفيذ جريمة اغتيال أمير المؤمنينعليه‌السلام .

- وشِجْنة بن عدي بن عامر بن عوف التميميّ، والد قطام - كما ذكرنا - قتل يوم النهروان مع الخوارج.

- والأخضر بن شِجْنة بن عَدِيّ التميميّ، أخو قطام. قتل يوم النهروان.

- وعبدالله بن الكوّاء التميميّ. كان فيمن اعترض على أمير المؤمنينعليه‌السلام يوم اختيار الحكمين بصفّين، حينما اختار أمير المؤمنينعليه‌السلام عبد الله بن عبّاس حكماً، فأصرّ ابن الكوّاء وجماعته على أن يكون الحكم هو أبو موسى الأشعري. وقد بايع الخوارج ابن الكوّاء ثمّ بايعوا عبد بن وهب الراسبي.

- وعبد الله بن وهب الراسبيّ التميميّ. بايعه الخوارج بعد خروجهم واجتماعهم بحروراء. وقد قتله أمير المؤمنينعليه‌السلام يوم النهروان.

- والعَيْزار بن الأخنس التميميّ. من بني سدوس ثمّ من بني تميم. قتله أمير المؤمنين يوم النهروان.

٤٤

- وعُروة بن حُدَيْر التميميّ. من بني حنظلة بن زيد مَناة بن تميم.

- ومسيلمة الكذّاب الحنفيّ التميميّ الذي ادّعى النبوّة فاتّبعته تميم وقبائل نجديّة أخرى، مضى خبره.

- وسجاح التميميّة النجديّة. مضى خبرها.

- ومسعر بن فدكيّ التميميّ. من قادة الخوارج، وهو الذي تقدّم إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام ، في جماعة من القرّاء الذين صاروا من بعد خوارج، فقال له مسعر: يا عليّ! أجب القوم إلى كتاب الله، وإلّا قتلناك كما قتلنا ابن عفّان.

- وأبو بلال مرداس بن حُدَيْر التميميّ. من زعماء الخوارج وشعرائهم. شهد النهروان ونجا فيمن نجا، وقتل زمن عبيد الله بن زياد.

- وسعيد بن قفل التميميّ. خرج في رجب سنة ثمان وثلاثين، وكان معه مائتا رجل، فكتب أمير المؤمنين إلى عامله على المدائن، فخرج إلى ابن قفل وأصحابه فواقعهم فقتلهم.

- وهلال بن علقمة، وأخوه مجالد بن علقمة، من تيم الرّباب ثمّ من تميم. خرجا على أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فقتلا وذلك سنة ثمان وثلاثين.

- وأبو مريم السعدي، ثمّ التميمي، من سعد مناة بن تميم. خرج بعد وقعة النهروان في مائتين جلّهم من الموالي فأقام بشهرزور أشهراً يحضّ على قتال أميرالمؤمنين، فصار في أربعمائة من الموالي والعجم، ليس فيهم إلّا خمسة من بني سعد، وأبو مريم سادسهم.

- والمستورد بن سعد التميمي. كان فيمن شهد يوم النُّخَيلة ونجا من سيف أمير المؤمنين عليه السلام. ثمّ خرج على المغيرة بن شعبة، وهو والي الكوفة لمعاوية، فخرج إليه

٤٥

معقل بن قيس الرياحي، فقتل كلّ واحد منهما صاحبه.

- وسهم بن غالب التميمي. وهو أوّل خارجيّ بعد النَّهْر، خرج في ولاية عبد الله ابن عامر ثمّ هرب إلى الأهواز حين قدم زياد البصرة.

وشبث بن ربعي، أبو عبد القدّوس اليربوعي التميمي. شخصيّة متقلّبة الأهواء، جاهليّ ثمّ أسلم، وارتدّ فكان مؤذّن سجاح التميميّة، ثمّ تاب وكان مع أمير المؤمنينعليه‌السلام ، ثمّ صار مع الخوارج، وأعلن التوبة، ثمّ كان فيمن قاتل الحسينعليه‌السلام .

- والبلجَاء التميميّة. من مجتهدي الخوارج. أخذها عبيد الله بن زياد فقتلها شرَّ قتْلةٍ: قطع يديها ورجليها ورمى بها بالأسواق.

- وأبو الوازع الراسبيّ التميمي. كان من مجتهدي الخوارج.

- ونافع بن الأزرق الحنفيّ التميميّ. وإليه تنسب فرقة الخوارج الأزارقة.

وآراء نافع هي آراء المحكّمة الأولى التي خرجت على أمير المؤمنينعليه‌السلام ، مع توغّل في التطرّف. وقد مهّد خروج نافع لأن يُفصح كلّ طرف من الخوارج عن مكنونه.

ومن هنا تبلورت ظاهرة التعدّد في فرق الخوارج.

- وعبيد الله بن بشير بن الماحوز التميميّ. قام بأمر الخوارج يومَ دُولاب، بعد مقتل نافع بن الأزرق فيها.

- والزّبير بن عليّ السليطي التميمي، من رهط ابن الماحوز التميمي. كان على مقدّمة ابن الماحوز، وكان ابن الماحوز يخاطب بالخلافة، ويخاطب الزبير بالإمارة. قتل الزبير بن علي وعبيد الله بن بشير في حرب المهلّب لهم.

- وأبو نعامة، قَطَري بن الفُجاءَة المازني التميمي. خرج زمن مصعب بن الزبير وذلك سنة ستّ وستّين، فبقي قطري عشرين سنة يقاتل ويسلّم عليه بالخلافة، وكان

٤٦

الحجّاج بن يوسف الثقفيّ يسيّر إليه جيشاً بعد جيش، وكان آخرهم: سفيان بن الأبرد الكلبي، فظهر عليه وقتله.

- وصالح بن المسرّح التميمي، رأس الخوارج الصّفريّة. مات بالموصل وقبره هناك لا يخرج أحد من الصّفرية إلّا حضر قبره وحلق رأسه عنده.

إنّ ما كان يفعله الخوارج هو مصداق لـما حذّر منه رسول اللهعليه‌السلام ، من خروج قوم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرميّة، وإنّ سمتهم (التحليق).

- ونجدة بن عُوَيْمِر الحنفيّ التميميّ. من رؤساء الخوارج؛ له مقالة مفردة من مقالتهم، استولى على اليمامة(١) وعظم أمره حتّى ملك اليمن والطائف وعمّان والبحرين ووادي تميم وعامر....

ومن مذهبه: إنّ الدين أمران: معرفة الله، ومعرفة رسوله، وما سوى ذلك فالناس معذورون بجهله...، فمن استحلّ محرّماً من طريق الاجتهاد فهو معذور، حتّى من تزوّج من أمّه أو أخته مستحلاًّ لذلك بجهالة فهو معذور مؤمن....

- وأبو طالوت مَطَر بن عُقْبة بن زيد بن الفند، من بني مالك بن صعب، من بني حنيفة ثمّ من تميم.

بويع له بالحضارم، والحضارم واد باليمامة (نجد).

- وعمران بن الحارث الراسبيّ التميميّ، من نسّاك الخوارج الذي قتلوا في الحرب، قتل يوم دولاب، اختلف هو والحجّاج بن باب الحميريّ ضربتين فخرّا ميّتين.

- وعثمان بن بشير بن الماحوز التميميّ، وأخوه الزبير بن بشير؛ إخوة الزبير بن بشير ابن الماحوز التميميّ - مرّ ذكره -. كانا من أمراء نافع بن الأزرق.

____________________

(١) اليمامة معدودة من نجد، وقاعدتها حَجْر. (معجم البلدان، لياقوت الحموي ٥: ٤٢٤).

٤٧

- وعمر بن عمير العنبريّ التميميّ، من أمراء الخوارج الأزارقة.

- وصخر بن حبنا التميميّ، من أمراء الخوارج الأزارقة.

- وعمرو القنا التميميّ، من فرسان الخوارج، قتل في حرب المهلّب للخوارج.

- وعطيّة بن الأسود الحنفيّ التميميّ، أحد الخوارج الذين نقموا على نجدة بن عويمر الحنفيّ، في أمور اختلفوا بها معه، فسار عطيّة بأصحابه إلى سجستان.

- وأبو بيهس، هيصم بن جابر الضبعيّ، من بني حنيفة ثمّ من تميم. كان من أصحاب نافع بن الأزرق، ثمّ انشقّ عنه لاختلاف في الآراء. وإليه تنسب فرقة الخوارج البيهسيّة.

- وعبد الله بن إباض التميميّ. خرج أيّام مروان بن محمّد، وإليه تنسب الخوارج الإباضيّة.

- وسوار بن المضرب التميميّ، من بني سعد ثمّ من بني تميم.

- وياسين بن بشر التميميّ(١) .

نكتفي بما ذكرنا من رجال الخوارج وزعمائهم وكلّهم ينتمون إلى تميم قبيلةً وإلى نجد أرضاً. وإنّ من رجال الخوارج من ينتمي إلى غطفان، وأسد، وهي من قبائل نجد، وقد تأخّر إسلامها وكانت خطراً على الإسلام.

____________________

(١) انظر رجال الخوارج في: جمهرة النسب، للكلبي (ت ٢٠٤ هـ)، وكتاب النسب، لابن سلام (ت ٢٢٤ هـ)، وأنساب الأشراف، للبلاذري (ت ٢٧٩ هـ)، ومسند أحمد بن حنبل، والفتوح، لابن أعثم (ت ٣١٤ هـ)، وتاريخ الطبري، وتاريخ اليعقوبي، ومروج الذهب، للمسعودي، وجمهرة أنساب العرب، لابن حزم، وسنن ابن ماجة (ت ٢٧٥ هـ)، والسيرة النبويّة، لابن هشام، والغارات، للثقفي (ت ٢٨٣ هـ)، وعمدة القاري، للعيني، والكامل في الأدب، للمبرّد، وشرح نهج البلاغة، لابن أبي الحديد، والمعارف، لابن قتيبة، والإمامة والسياسة له، والملل والنحل، للشهرستاني، وطبقات ابن سعد، والفهرست، لابن النديم و....

٤٨

وكان خاتمة هذا العقد البغيض: محمّد بن عبد الوهّاب التميميّ النجديّ، وأتباعه من أعراب نجد (الوهّابيّون).

ثمّة ملاحظة:

ذكرنا الآيات التي نزلت في أعراب نجد؛ إلّا أنّ آية تصف الأعراب وصفا جميلاً:( وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَن يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَتّخِذُ مَايُنفِقُ قُرُبَاتٍ عِندَ اللّهِ وَصَلَوَاتِ الرّسُولِ أَلاَ إِنّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللّهُ فِي رَحْمَتِهِ ) (١) ، قال ابن عبّاس: (هم مُزَيْنَة، وجُهَيْنَة، وأسْلَم).

وهذه القبائل خارج نجد. فلذا دعا لهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالخير وذكرهم القرآن كذلك.

قال ابن عمر: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : (أسلم سالمها الله، وغفار غفر الله لها، وعصيّة، عصت الله ورسوله)(٢) .

أبو هريرة: قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : (لَأَسلم وغفار، وشية من مزينة وجهينة، خير عند الله من أسد وغَطَفان وهوازن وتميم)(٣) .

ويرد الحديث في مسند أحمد، عن ابن عمر بطرقٍ عدّة(٤) ، وعن أبي ذر(٥) ، وجابر بن عبد الله(٦) ، وأبي برزة(٧) .

____________________

(١) التوبة: ٩٩.

(٢) مسند أحمد بن حنبل ٢: ٩٢ / ٤٦٨٨.

(٣) نفس المصدر السابق: ٤٥٩ / ٧١١٠.

(٤) نفس المصدر السابق ٢: ١٥٣، ١٢٦، ٢٩٧.

(٥) نفس المصدر السابق ٥: ١٧٥.

(٦) نفس المصدر السابق ٣: ٣٤٠.

(٧) نفس المصدر السابق ٤: ٤٨.

٤٩

التحريض على قتل الخوارج

ولعلم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بأخلاق الخوارج وما سيكون منهم من فتن، فقد حذّر منهم وحرّض المسلمين على قتلهم، وإنّ في قتلهم أجراً عظيماً.

عن الأعمش، عن خيثمة، عن سويد بن غفلة، عن أمير المؤمنين عليّعليه‌السلام ، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : (يخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من قول خير البريّة لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإنّ قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة)(١) .

وعن مسروق، قال: قالت لي عائشة: إنّك من ولدي ومن أحبّهم إليّ فهل عندك علم من المخدج؟ فقلت: نعم، قتله عليّ بن أبي طالب، على نهر يقال لأعلاه تامرّا ولأسفله النهروان. قالت: أَبْغِني على ذلك بيّنة، فأقمت رجالاً شهدوا عندها بذلك. قال: فقلت لها: سألتك بصاحب القبر، ما الذي سمعت من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيهم؟ فقالت: نعم، سمعته يقول: (إنّهم شرّ الخلق والخليقة، يقتلهم خير الخلق والخليقة وأقربهم عند الله وسيلة)(٢) .

وعن مسروق أيضاً: أنّ عائشة قالت له لـمـّا عرفت أنّ عليًّاعليه‌السلام قتل ذا الثدية: لعن الله عمرو بن العاص! فإنّه كتب إليّ يخبرني أنّه قتله بالإسكندريّة، إلّا أنّه ليس يمنعني ما في نفسي أن أقول ما سمعته من رسول الله يقول: (يقتله خير أمّتي من بعدي)(٣) .

وبسند عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أنّه ذكر أناساً يخرجون في فرقة من الناس سيماهم التحليق، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من

____________________

(١) صحيح البخاري (٣٦١١، ٥٠٥٧، ٦٩٣٠)، صحيح مسلم ٧: ١٦٧ - ١٦٨، مسند أحمد (١ / ٨١، ١١٣، ١٣١)، والفضائل له / ١١٩٨، سنن أبي داود: ٤٧٦٧، مسند أبي يعلى: ١ / ٢٢٦، الخصائص، للنسائي: ١٤٣.

(٢) شرح نهج البلاغة، لابن أبي الحديد ٢: ٢٦٧.

(٣) نفس المصدر السابق: ٢٦٨.

٥٠

الرّميّة، هم شرّ الخلق، تقتلهم أَوْلى الطائفتين بالحقّ، وأنتم قتلتموهم يا أهل العراق(١) .

ولم يكن معاوية وأصحابه بمنأى عن هذه الأحاديث وإن سمّاهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (القاسطين) وأخبر أمير المؤمنين عليًّاعليه‌السلام بأنّه سيقاتل: الناكثين، والقاسطين، والمارقين؛ فالناكثون هم أهل الجمل؛ والقاسطون أهل الشأم أتباع معاوية؛ والمارقون هم الخوارج، إلّا أنّهم جميعاً يجمعهم أمر واحد هو بغض أمير المؤمنين عليّعليه‌السلام .

المدائني في إسناده قال: لـمّا دخل المحكّمة الكوفة، ونزلوا حروراء وذهب عنهم كلال السفر؛ مشت عصبة منهم إلى عليّ فقالوا: علام كنّا نقاتل يوم الجمل؟ قال: على الحقّ. قالوا: فأهل البصرة؟ قال: على النكث والبغي. قالوا: فأهل الشأم؟ قال: هم وأهل البصرة سواء. قالوا: فلم أجبت معاوية إلى وضع الحرب؟ قال: خالفتموني وخفت الفتنة. قالوا: فعد إلى أمرك! قال: قد أعطيتهم ميثاقاً إلى مدّة فلا يحلّ قتالهم حتّى تنقضي المدّة، وقد أخذنا على الحكمين أن يحكما بكتاب الله، فإن حكما به فأنا أولى الخلق بالأمر. فقالوا: إنّ معاوية يدّعي مثل الذي تدّعي ففارقوه(٢) .

هذا هو عليّعليه‌السلام ؛ فكلّه عليّ، وما شاققه إلّا دنيّ.

وهؤلاء أعداء عليّعليه‌السلام ؛ ينكثون العهد والميثاق ويبغون بلا علم ولا كتاب منير... وليس معاوية بأفضل من الخوارج؛ فقد ورد الأحاديث والأخبار في لعنه ووجوب قتله، وفسّروا آية الشجرة الملعونة في القرآن ببني أميّة؛ وأُصوله الأُسريّة وأصول من حوله أنفت منها الأُنوف!

وفي الحوار الذي ذكره المدائني، فإنّ الخوارج يحمّلون عليًّاعليه‌السلام أمراً كانوا هم سببه، وذلك لـمّا رفعت المصاحف، فرفعوا أصواتهم: قبلنا بحكم الله! ولـمـّا أبى أمير المؤمنينعليه‌السلام

____________________

(١) صحيح مسلم: ٧ / ١٦٩، خصائص أميرالمؤمنين، للنسائي: ١٤٠ / ١٦٨.

(٢) أنساب الأشراف ٣: ١٣١.

٥١

القبول بالخُدعة رفعوا عقيرتهم: إنِ الحُكم إلّا لله، لا لك يا عليّ!! فاقبل بحكم الله ولـمّا جرى التحكيم أرادعليه‌السلام أن يكون الحكم من جانبه ابن عبّاس فرفضوا بشدّة وأرادوا أبا موسى الأشعريّ... ولـمّا صار الاتّفاق أن يرجع كلّ فريق إلى وطنه ووضعوا مهلة سنة بعدها يداولون الحكم، صار الخوارج إلى تحميل أمير المؤمنين ما ارتكبوا من الإثم وإنّ عليه أن يرجع عمّا أعطى من ميثاق وهذا خيانة لا تناسب من هو من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بمنزلة هارون النبيّ من موسى النبيّعليهما‌السلام .

وكأنّهم لم يسمعوا بقول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حقّ عليّعليه‌السلام ، ومنه: وجوب طاعته، وإنّ معصيته مثل معصية رسول اللهعليه‌السلام ؛ فإذا كان هكذا حالهعليه‌السلام فما هو حكم معاوية وشجرته، ومن قبله أتباع الجمل، ثمّ المارقين الخوارج؟!

وقد قال فيه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، لبني وليعة: (لَتنتهُنَّ أو لأَبعثَنَّ إليكم رجلاً كنفسي، طاعته كطاعتي ومعصيته كمعصيتي، يغشاكم بالسيف)(١) .

____________________

(١) كتاب الولاية، لابن عقدة الكوفي (ت ٣٣٢ هـ)، مناقب أمير المؤمنينعليه‌السلام ، للفقيه ابن المغازلي الشافعي: ١١٥.

وعبدالرزّاق، عن معمّر، عن ابن طاووس عن أبيه، عن المطّلب بن عبد الله بن حنطب، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لوفد ثقيف حين جاؤوه: (لتسلمنَّ أو ليبعثنَّ الله رجلاً منّي - أو قال: مثل نفسي - فليضربنّ أعناقكم، وليسبينّ ذراريكم، وليأخذنّ أموالكم). فقال عمر بن الخطّاب: فو الله ما تمنّيت الإمارة إلّا يومئذٍ فجعلت أنصب صدري له رجاء أن يقول: هو هذا قال: فالتفت إلى عليّ بن أبي طالب فأخذ بيده ثمّ قال: (هو هذا، هو هذا). المصنّف، لعبد الرزّاق ١١: ٢٢٦، المصنّف، لابن أبي شيبة ٧: ٥٠٦، مسند أحمد بن حنبل ٢: ٥٩٣ رقم ١٠٠٨، أنساب الأشراف ٢: ١٤٢، الاستيعاب ٣: ٤٦، أسد الغابة ٤: ١٠٥، المناقب، للموفّق الخوارزميّ الحنفيّ: ١٣٦، الجامع الصحيح، للترمذيّ ٥: ٢٩٨ رقم ٣٧٩٩، خصائص أميرالمؤمنين، للنسائي: ٨٩ حديث ٦٧، المعجم الكبير، للطبرانيّ ٣: ٢٧٢١ وفيه ما بعث النبيّ عليًّا مبعثاً إلّا أعطاه الراية، تذكرة الخواصّ: ٤٥، تاريخ بغداد ١: ١٣٤ و ٨: ٤٣٣، كفاية الطالب: ٩٧، أمالي الطوسيّ ٢: ١١٧، كتاب المسند، لابن أخي تبوك: ٤٢٨، تاريخ ابن عساكر: حديث ٨٦٦ و ٨٦٧ و ٨٦٩، ذخائر العقبى: ٧٦، مجمع الزوائد ٩: ١٦٣.

٥٢

فعليٌّعليه‌السلام حينما يقاتل معه دليل وهو على حقّ وبيّنة والذين يقاتلوه بغاة عادون على نفس رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كما في الحديث الذي ذكرناه، وآية المباهلة، إذ خرج النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يباهل النصارى بعليّ فكان نفسه الشريفة، وبفاطمة ابنته فكانت نساءه، وبالحسن والحسين، فكانا أبناءه. وبهم لا بناكث ولا قاسط ولا خارجيّ ولا عِلية الصحابة الكرام؛ وإنّما بهذه الوجوه المقدّسة عند الله تعالى، هزم النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، النصارى وأعجزهم عن المباهلة؛ فكان الخمسة من آل البيتعليهم‌السلام معجزة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، يومئذ. وسيأتي الحديث والكلام عنه وعن آية التطهير التي اختصّ الله تعالى بها نبيّه ووصيّه عليًّا وزوجه فاطمة وولديه الحسن والحسين صلوات الله عليهم أجمعين.

وسيأتي الكلام عن حديث الكساء لـمّا جلل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نفسه الزكيّة بكساء ولم يسمح لواحدة من زوجاته أن يدخلن معه تحت الكساء، لكنّه سمح لابنته فاطمة الصدّيقة وولديه الحسن والحسين وأخيه ووصيّه وصاحب حوضه عليّ أن يكونوا معه تحت الكساء؛ ومن الملائكة: سفير الله تعالى، جبريلعليه‌السلام ليتلو عليهم آية التطهير؛ فما كان تحت الكساء إلّا من عصمه الله تعالى من ملك أو بشر، علم سبحانه نزاهتهم وأهليّتهم لحمل الرسالة فحباهم بالطهارة الظاهرة في العصمة.

فهل بعد كلّ هذا ومع أعلميّة عليّ وشجاعته وأمر القرآن الكريم بولايته كما في آية التصدّق بالخاتم حال الركوع وأمر رسول الله أكثر من مرّة باتّباع عليّ حتّى توجّها بتنصيبه أميراً للمؤمنين في حجّة الوداع وكانت الرزيّة!

لمّا مرض النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأراد أن يرحم أمّته بكتابة الوصيّة المتمثّلة باتّباع الثقلين: كتاب الله الصامت، والكتاب الناطق عليّ وأهل البيتعليهم‌السلام إذ الحقّ معهم يدور حيثما داروا؛ فاعترض معترض وارتفعت معه الاصوات بالمنع من الكتابة، ووصف المعترض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بأقبح وصف! إذ قال: إنّ الرجل ليهجر! معاذ الله، فأين

٥٣

النّبوّة ومقامها الرفيع حتّى يقال عنه (الرجل) وبخطاب الغائب! مع التوكيد بحرف اللاّم؛ ويهجر: أي لا يدري ماذا يقول؟! ورسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مسدّد بالوحي ما ينبغي لمثله أن ينطق إلّا بوحي، معصوم من الخطل والهوى وغياب الوعي.

ولذلك ولـمّا كثر اللّغط بين من يقول قدّموا له القلم والورق ليكتب ومن يمنع من ذلك وعلت الأصوات: وما يجوز التقديم بين يدي الله ورسوله، أي سبقه بالقول؛ ولا يجوز رفع الأصوات فوق صوته، كلّ ذلك في القرآن الكريم، وكلّ ذلك يؤذي رسول الله لأنّه ليس من خُلقه، فقد جاء ليتمّم مكارم الأخلاق كما قال هوصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ووصفه القرآن المجيد مخاطباً إيّاه:( وَإِنّكَ لَعَلَى‏ خُلُقٍ عَظِيمٍ ) (١) ؛ فما كان منهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلّا أن قال للقوم: قوموا إنّه لا ينبغي خلاف عند نبيّ، فخرج القوم ومعنى ذلك أنّهم طُردوا من رحمة الله تعالى؛ فلو أنّهم اعتذروا وقبلوا الوصيّة لكان خيراً ممّا جمعوا له إذ ذهبوا إلى سقيفة بني ساعدة وهناك وقع الصراع من أجل خلافة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حتّى وصل الأمر إلى التهديد وبطش عمر بسيّد الخزرج سعد بن عُبادة وكاد يقتله...، وبقي عليّ عليًّا يسارّه النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تلك الليلة ورأسه إلى صدر عليّ حتّى فاضت روحه الزكيّة وهو بين سَحْر ونَحْر عليّ.

وسنعود إلى مفاخر وخصائص أبي الحسن العلويّة وكلّ خصائصه علويّة من الأصل والمنحدر إلى المستودع فالولادة ومحلّها إلى أوّل ما نزل في فيه، فالنشأة الفريدة وانتهاءً بآخر عمره لـمـّا هوى سيف ابن اليهوديّة على رأسه الشريف فعلا هتافه بما كان ينتظره حتّى طال أمده: (فزت وربّ الكعبة). فهنيئاً لوليد الكعبة بلحاقه بأخيه المصطفىصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والخزي والعار ثمّ الخلود بجهنّم لمن عادا عليًّا وبنيه الأطهار وشيعتهم الأخيار.

____________________

(١) القلم: ٤.

٥٤

وكما هدّد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وفد ثقيف بعليّعليه‌السلام ، فكذلك هدّد قريش بأميرالمؤمنينعليه‌السلام فبسند عن عليّ بن حكيم(١) ، قال أخبرنا محمّد بن فُضَيل(٢) ،

____________________

(١) عليّ بن حكيم بن ذُبيان الأَوْديّ الكوفيّ.

روى عن سفيان بن عيينة، وعبد الله بن المبارك، ووكيع بن الجرّاح، وشريك بن عبد الله، وحفص بن غياث، وعليّ بن مسهر... روى عنه: البخاري في (الأدب)، ومسلم، وعبدالله بن أحمد بن حنبل، وأحمد بن يحيى بن زكريا الأوديّ، وأبو الصّلت عبد السلام بن صالح الهرويّ، وهو من أقرانه؛ ومحمّد بن عثمان بن أبي شيبة، ويعقوب بن سفيان الفارسي، ونجيح بن إبراهيم الزّهريّ...؛ توفي سنة (٢٣١ هـ).

قال ابن الجنيد، عن يحيى بن معين: ليس به بأس، ثقة. (الجرح والتعديل: ٦ / الترجمة ١٠٠٢). وقال أبو حاتم: صدوق (المصدر نفسه). ذكره ابن حبّان في الثقات ٤: ٤٦٧. وترجم له البخاري في التاريخ الكبير: ٣ / الترجمة ٢٣٧٦، وتهذيب التهذيب ٣: ٦٠، وتهذيب الكمال ٢٠: ٤١٥....

(٢) محمّد بن فضيل بن غزوان بن جرير الضّبيّ، الكوفيّ.

روى عن: الأجلح بن عبد الله الكندي، وأبيه فضيل بن غزوان، ومحمد بن إسحاق بن يسار، ومحمّد بن السائب الكلبيّ، ومحمد بن سعد الأنصاريّ، ومحمّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وسليمان الأعمش، وعاصم الأحول، عطاء بن السائب، وفضيل بن مرزوق، ومِسْعَر بن كِدَام، ومسلم الملائيّ، ويحيى بن سعيد الانصاريّ، وأبي إسحاق الشيبانيّ، وحمزة بن حبيب الزيّات، ومالك بن مغول، وعبدالله بن صهبان... وخلق كثير من التابعين وكلّهم مذكور بالثقة.

روى عنه: أحمد بن حنبل، وسفيان الثّوريّ وهو أكبر منه، وأبوبكر عبد الله بن محمّد بن أبي شيبة، وعثمان بن محمّد بن راهويه، وأبو خيثمة زهير بن حرب، وإبراهيم بن سعيد الجوهريّ... وخلق كثير من أئمة الحديث والرجال.

قال حرب بن إسماعيل، عن أحمد بن حنبل: كان يتشيّع، وكان حسن الحديث. (الجرح والتعديل: ٨ / الترجمة ٢٦٣).

وقال عثمان بن سعيد الدارميّ، عن يحيى بن معين: ثقة. (تاريخ الدارميّ: الترجمة ٥٥١). وقال أبو زرعة: صدوق من أهل العلم. (الجرح والتعديل: ٨ / الترجمة ٢٦٣ ٩. وقال أبو حاتم: شيخ. فضيل: كوفيّ، ثقة، كان يتشيّع. (تاريخ الثقات: ٤١١ / ١٤٩٠). وقال يعقوب بن يوسف: ثقة. (المعرفة والتاريخ ٣: ١١٢)، وقال ابن شاهين: قال عليّ بن المديني: كان محمّد بن فضيل: ثقة، ثبتاً في الحديث، وما أقلّ سقط حديثه (تاريخ أسماء الثقات، لابن شاهين: ٢٩١ / ١٢٠٢). وقال الذهبيّ: كوفيّ صدوق مشهور، وكان صاحب حديث ومعرفة (الميزان: ٣ / الترجمة ٨٠٦٢). قال ابن داود: ثقة (رجال ابن داود: ٣٣٠ / ١٤٤٩).

توفّي محمّد بن فضيل سنة (١٩٥ هـ). طبقات ابن سعد ٦: ٣٨٩.

٥٥

عن الأَجْلَح(١) ، عن قَيْس بن مسلم(٢) ، عن ربعي بن

____________________

(١) الأَجْلَح بن عبد الله بن معاوية الكنديّ، أبو حجيَّة الكوفيّ.

روى عن: قيس بن مسلم، وزيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، وحبيب بن أبي ثابت، وسلمة بن كهيل، وعامر الشّعبيّ، وعكرمة مولى ابن عبّاس، وعمّار الدّهنيّ، وأبي إسحاق عمرو ابن عبد الله السّبيعيّ، وأبي الزبير محمّد بن مسلم المكّي، ونافع مولى ابن عمر....

روى عنه: محمّد بن فضيل بن غزوان، وسفيان الثّوريّ، وشريك بن عبد الله النّخعيّ، وشعبة بن الحجّاج، وعبد الله بن المبارك، وعبد الله بن نمير، وعليّ بن مسهر، وجعفر بن عون، والحسن بن صالح بن حيّ، ويحيى بن سعيد القطّان، وابوبكر بن عيّاش، وهشيم بن بشير، ويعلى بن عبيد، وأبو عوانة الوضّاح بن عبد الله، وزهير بن معاوية، والقاسم بن معن المسعودي؛ وهؤلاء مذكورون في الثقات.

وأمّا نفس الأجلح، فقد قال فيه أحمد بن حنبل: (ما أقرب الأجلح من فِطْر بن خليفة). (الميزان للذهبي ١: ٧٩). وبشأن فطر: قال يحيى بن معين: (فطر بن خليفة الخيّاط، كوفيّ، ثقة). تاريخ يحيى بن معين ١: ١٩٦ / ١٢٥٤. وقال العجليّ: (فطر بن خليفة الخياط، كوفيّ، ثقة، حسن الحديث وكان فيه تشيّع قليل). تاريخ الثقات: ٣٨٥ / ١٣٦٠.

وعن الأجلح، قال يحيى بن معين: (الأجلح، ثقة). تاريخ يحيى بن معين ١: ١٩٨ / ١٢٧٦؛ الكامل، لابن عدي ٣: ٢٢٧، الكنى والأسماء، للدّولابيّ ١: ١٤٤، الجرح والتعديل ٤: ٢ / ١٦٣، ميزان الاعتدال ٤: ٣٨٨.

وقال ابن عديّ: له أحاديث صالحة، يروي عنه الكوفيّون وغيرهم، ولم أجد له حديثاً منكراً مجاوزاً للحدّ، لا إسناداً ولا متناً. إلّا أنّه يعدّ في شيعة الكوفة، وهو عندي مستقيم الحديث صدوق. الكامل ٣: ٢٢٧.

توفي الأجلح سنة (١٤٥ هـ). طبقات ابن سعد ٦: ٣٥٠.

(٢) قَيْس بن مسلم الجَدَلي العدواني، أبو عمرو الكوفيّ، من قيس عيلان. طبقات ابن سعد ٦: ٣١٧، طبقات خليفة: ١٦٠، تاريخ البخاري الكبير: ٧ / الترجمة ٦٩١، تاريخ الثقات للعجلي: ٣٩٤، المعرفة والتاريخ، لليعقوب ١: ٤٥٦، ٢٣٤ و ٢: ٥٦٨ و ٣: ٨٩، الجرح والتعديل: ٧ / الترجمة ٥٨٨، تاريخ أبي زرعة الدمشقيّ: ٥٦٧، ٦٤٠، الكاشف: ٢ / الترجمة ٤٦٨٣، تهذيب الكمال ٢٤: ٨١.

روى عن: سعيد بن جبير، ومجاهد، وعبدالرحمن بن أبي ليلى، وإبراهيم بن عبد البجليّ، والحسن ابن محمّد بن الحنفيّة، وطارق بن شهاب.

روى عنه: سليمان الأعمش، وسفيان الثّوريّ، وشعبة بن الحجّاج، وأبو العميس عتبة بن عبد الله المسعوديّ، ومسعر بن كِدَام، وأبو حنيفة النّعمان بن ثابت، وحفص بن سليمان، ورقبة بن مصقلة....

قال العجليّ: كوفيّ، ثقة من كبار شيوخ سفيان وشعبة ويقال: إنّه كان يرى الإرجاء. تاريخ الثقات، للعجلي: ٣٩٤ / ١٤٠٠.

وقال ابن سعد: كان ثقة ثبتاً له حديث صالح. طبقات ابن سعد ٦: ٣١٧ وذكره ابن حبّان في الثقات وقال: يروي عن طارق بن شهاب وله صحبة ٤: ٤٤٢ / ٣٣٩١.

وقال صالح بن أحمد بن حنبل، عن أبيه: ثقة في الحديث. الجرح والتعديل: ٧ / الترجمة ٥٨٨.

٥٦

حراش(١) ، قال: سمعت عليًّاعليه‌السلام وهو بالمدائن يقول: جاء سهيل بن عمرو إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال: يا محمّد إنّه قد خرج إليك أناس من أرقّائنا ليس بِهِمُ للدين تعبّداً فارددهم علينا. فقال أبوبكر وعمر: صدق يا رسول الله! فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : (لنْ تنتهوا يا معشر قريش حتّى يبعث الله رجلاً منّي امتحن الله قلبه للإيمان يضرب رقابكم على الدين وأنتم مُجْفِلُون عنه إجْفالَ النَّعَم).

فقال أبوبكر: أنا هو يا رسول الله؟ قال: (لا). قال عمر: أنا هو يا رسول الله؟ قال: (لا، ولكنّه خاصف النّعل).

قال: وكان في كفّ عليّ نعل يخصفها لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (١) .

____________________

(١) رِبْعي بن حِراش - أو خِراش - بن جَحْش بن عمرو بن عبدالله بن بِجاد بن عبد مالك بن غالب ابن قُطيعة بن عَبْس بن بغيض بن رَيْث بن غَطَفان بن سعد بن قيس عَيلان بن مُضر بن نزار بن معدّ بن عدنان الغطفاني ثمّ العبسي، أبو مريم الكوفيّ.

جمهرة النسب، لابن الكلبيّ، ٤٥٠، طبقات ابن سعد ٦: ١٢٧، تاريخ بغداد ٨: ٤٣٣، تاريخ خليفة: ٢٨٨، وطبقاته: ١٥٤، تاريخ البخاري الكبير: ٣ / الترجمة ١١٠٦.

روى عن: عليّ بن أبي طالب، وعمر بن الخطّاب، وحُذَيفة بن اليمان، وعبد الله بن مسعود، وأبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري، وعمران بن حصين، وأبي بكرة الثقفيّ، وعبدالله بن شدّاد بن الهاد وهو من أقرانه، وعمرو بن ميمون الأوديّ....

روى عنه: منصور بن المعتمر - وهو أحد رواة الحديث عن ربعيّ - وعامر الشّعبيّ، وأبو النّضر كثير بن أبي كثير التميميّ الكوفيّ....

ذكره ابن حبّان في كتاب الثقات: ١٤٣ / ١١١٦، وقال: مات سنة مائة أو إحدى ومائة.

قال العجلي: كوفي، تابعي، ثقة من خيار التابعين، يقال: إنّه لم يكذب كذبةً قطّ، كان به ابنان عاصيان زمن الحجّاج، وقيل للحجّاج: إنّ أباهما لم يكذب كذبةً قطّ، لو أرسلت إليه فسألته عنهما، فأرسل إليه، فقال: أين ابناك، قال: هما في البيت؛ قال: قد عفوت عنهما بصدقك. (تاريخ الثقات، للعجلي: ١٥٢ - ١٥٣ / ٤١٥). وفي رجال البرقي: ٥ (من خواصّ أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام : ربعيّ ومسعود ابنا خراش - بالخاء المنقوطة - العَبْسيّان).

(٢) مناقب أمير المؤمنين عليعليه‌السلام ، محمّد بن سليمان الكوفي القاضي من علماء القرنين الثالث والرابع ١: ٦٤٦ - ٦٤٨ / ٥٢١.

٥٧

ورواه الخطيب البغداديّ في ترجمة (رِبعي بن حراش)، وفيه: محمّد بن جعفر الفِيدي عن محمّد بن فُضَيْل بن غَزْوان... إلى آخر السند الماضي، ونفس المتن.

وأخرجه ابن أبي شَيْبة بسند آخر عن رِبْعي عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، مع اختلاف في بعض الألفاظ.

قال: حدّثنا الأسود بن عامر(١) ، عن شريك(٢) ، عن

____________________

(١) الأسود بن عامر شاذان، أبو عبدالرحمن الشاميّ، نزيل بغداد.

روى عن: شريك بن عبدالله النخعيّ، وحمّاد بن زيد، وسفيان الثّوريّ، وشعبة بن الحجّاج، وعبد الله بن المبارك، وأبي بكر بن عيّاش، وصالح بن حيّ، وإسرائيل بن يونس... ابوبكر عبد الله بن محمّد بن أبي شيبة، وأخوه عثمان بن محمّد بن أبيّ وعليّ بن المدينيّ، وأحمد بن محمّد بن حنبل، وبقيّة بن الوليد، وعمرو بن محمّد الناقد، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارميّ، وعبّاس بن محمّد الدّوريّ، وإبراهيم بن سعيد الجوهريّ....

قال عثمان بن سعيد الدارميّ، عن يحيى بن معين: لا بأس به. الجرح والتعديل ١: ١: ٢٩٤، تاريخ بغداد ٧: ٣٥.

وقال أبو حاتم، عن عليّ بن المدينيّ: ثقة. (نفس المصدر).

وقال محمّد بن سعد: صالح الحديث، مات سنة ثمان ومئتين. طبقاته ٧: ٣٣٦. وكذلك في تاريخ خليفة: ٤٧٣، وتاريخ بغداد ٧: ٣٥ وتاريخ البخاري الكبير ١: ١ / ٤٤٨.

(٢) شريك بن عبد الله بن أبي شريك النّخعيّ، أبو عبد الله الكوفيّ القاضي. أدرك زمان عمر بن عبد العزيز.

طبقات ابن سعد ٦: ٣٧٨، المصنّف لابن أبي شيبة ١٣: ١٥٧٨١، تاريخ يحيى ٢: ٢٥٠، تاريخ الدارميّ، الترجمة ٨٥، ٨٨، تاريخ خليفة: ٤٣٤ ومواضع أخرى، وطبقاته: ١٦٩، تاريخ البخاري الكبير: ٤ / الترجمة ٢٦٤٧، تاريخ الثقات، للعجليّ: ٢١٧ / ٦٦٤، المعرفة والتاريخ، لليعقوب: ٤ / الترجمة ١٦٠٢، الكامل، لابن عديّ ٢: ٢٧٣، تاريخ أسماء الثقات، لابن شاهين: ١٦٩ / ٥٢٨، تاريخ بغداد ٩: ٢٧٩، تهذيب الكمال ١٢: ٤٦٢ / ٢٧٣٦.

روى عن: منصور بن المعتمر، ومحمّد بن إسحاق بن يسار، وعمّار الدّهنيّ، وسلمة بن كهيل، وسليمان الأعمش، وسماك بن حرب، وعاصم بن سليمان الأحول، وأبي إسحاق عمرو بن عبد الله السّبيعيّ، ومحمّد سعد الأنصاريّ، وهشام بن عروة، وحبيب بن أبي ثابت، وأبي حمزة ثابت بن أبي صفيّة الثّمالي، وإبراهيم بن جرير بن عبد الله البجلي....

٥٨

منصور(١) ، عن ربعي بن حراش - مضت ترجمته -، عن عليّعليه‌السلام ، عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال:

____________________

روى عنه: الأسود بن عامر شاذان، وإبراهيم بن سعد الزّهريّ، وإبراهيم بن مهدي، وأبوبكر بن أبي شيبة، وعثمان بن أبي شيبة، وعبد الله بن صالح العجليّ، وأبو داود سليمان بن داود الطّيالسيّ، ومحمّد بن إسحاق بن يسار - وهو من شيوخه -، والفضل بن دكين، وقتيبة بن سعيد، ويحيى بن سعيد القطّان، ووكيع بن الجرّاح، ويحيى بن عبد الحميد الحمّاني....

قال العجلي: شريك بن عبد الله النّخعي القاضي: كوفي، ثقة، وكان حسن الحديث... تاريخ الثقات: ٢١٧ / ٦٦٤. وقال عثمان بن سعيد الدارميّ قلت ليحيى بن معين: شريك أحبّ إليك في منصور - بن المعْتَمِر - أو أبو الأحوص؟ فقال: شريك أعلم به. تاريخ يحيى ٢: ٢٥١. وقال يحيى الحماني، قال لي عبد الله بن المبارك: أما يكفيك علم شريك؟! تاريخ بغداد ٩: ٢٨٠. وقال محمّد بن معاوية النيسابوريّ قال سمعت عباداً يقول: قدم علينا معمر وشريك واسطاً، وكان شريك أرجح منه. نفس المصدر / ٢٨١. وقال عليّ بن حكيم الأوديّ: لم يكن أحد أروى عن الكوفيّين من شريك. الجرح والتعديل: ٤ / الترجمة ١٦٠٢.

وقال عيسى بن يونس: ما رأيت أحداً قطُّ أورع في علمه من شريك. نفس المصدر السابق. وقال عيسى بن يونس: رجل الأمّة: شريك بن عبد الله، وكان يومئذ حيّاً. قيل: فابن لهيعة؟ قال: رجل سمع من أهل الحجاز، قيل: فمالك بن أنس؟ قال: شيخ أهل مصر.

مات شريك سنة سبع وسبعين ومئة. تاريخ بغداد ٩: ٢٩٥، المعرفة ١: ١٦٨.

(١) منصور بن المعتمر بن عبد الله بن ربيّعة، أبو عتّاب السّلميّ الكوفيّ. طبقات ابن سعد ٦: ٣٣٧، تاريخ خليفة: ٣٢٦، وطبقاته: ١٦٤، وتاريخ البخاري الكبير: ٧ / الترجمة ١٤٩١، تاريخ الثقات، للعجلي: ٤٤٠ / ١٦٣٩، الكنى والألقاب، للدّولابي ٢: ٧٦، الجرح والتعديل ٨: ٧٧٨، حلية الأولياء ٥: ٤٠، إكمال الإكمال، لابن ماكولا ٤: ٢٣، ثقات ابن شاهين، الترجمة ١٣١٧، الكاشف: ٣ / الترجمة ٥٧٤١، تهذيب التهذيب ١٠: ٣١٢ - ٣١٥، تهذيب الكمال ٢٨: ٥٤٦ / ٦٢٠١. روى عن: ربعي بن حراش، وسعيد بن جبير، والحسن البصريّ، وعطاء بن أبي رباح، وكريب مولى ابن عبّاس، ومحمّد بن مسلم الزّهريّ، والمنهال بن عمرو، ومجاهد بن جبر المكّي، وأبي وائل شقيق بن سلمة، وإبراهيم النّخعيّ، وأبي معشر زياد بن كليب....

روى عنه: شريك بن عبد الله، وسفيان الثّوريّ - وهو أثبت الناس فيه -، وسفيان بن عيينة، وسليمان الأعمش، وسليمان التّيميّ - وهما من أقرانه -، وشعبة بن الحجّاج، وأبان بن صالح، وفضيل بن عياض، ومسعر بن كدام، ومعتمر بن سليمان، وأبان بن صالح، وإسرائيل بن يونس، وأبو وكيع الجرّاح، وأيّوب السّختيانيّ وهو من أقرانه، وحجّاج بن دينار، وزهير بن معاوية وخلق كثير.

٥٩

(يا معشر قريش! لَيَبْعَثَنَّ الله عليكم رجلاً منكم قد امتحن الله قلبه للإيمان فيضربكم أو يضرب رقابكم). فقال أبوبكر: أنا هو يا رسول الله؟! قال: (لا)، فقال عمر: أنا هو يا رسول الله؟! قال: (لا، ولكنّه خاصف النّعل)، وكان أعطى عليًّا نَعْلَه يخصفها(١) .

خوارج أغمض التاريخ عنهم

مضت سيرة السّلف في الكلام عن الخوارج بذكر الخارجيّ الأوّل: ذي الخويصرة التميميّ النّجديّ، الذي خرج على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بقوله له؛ وكان النبيّ يعطي الناس

____________________

قال عليّ بن المديني: سمعت يحيى بن سعيد يقول: قال سفيان: كنت لا أحدّث الأعمش عن أحد من أهل الكوفة إلّا ردّه، فإذا قلت: منصور، سكت. قلت ليحيى: منصور عن مجاهد أحبّ إليك أم ابن أبي نجيح؟ قال: منصور أثبت، ثمّ قال: ما أحد أثبت عن مجاهد وإبراهيم من منصور. الجرح والتعديل: ٨ / الترجمة ٧٧٨.

وقال بِشْر بن المفضّل: لقيت سُفيان الثَّوْريّ بمكّة، فقال: ما خلفتُ بعدي بالكوفة آمن على الحديث من منصور بن المعتمر. نفس المصدر السابق. وقال العجلي: منصور بن المعتمر، كوفي، ثقة، ثبت في الحديث، كان اثبت أهل الكوفة، وكان حديثه العدل لا يختلف فيه واحد متعبد، رجل صالح أكره على القضاء - قضاء الكوفة - فقضى عليها شهرين وكان يجلس في مجلس القضاء فإذا جلس الخصمان بين يديه فقصّا قصّتهما قال: يا هذان إنّكما تختصمان إليَّ في شيء لا علم لي به فانصرفوا، فأعفي عن القضاء. تاريخ الثقات: ٤٤٠ / ١٦٣٩.

قال عبّاس الدوري: سمعت يحيى يقول: منصور أحبّ إليّ من حبيب بن أبي ثابت، ومن عمرو ابن مُرّة ومن قَتادة. قيل ليحيى: فأيّوب؟ قال: هو نظير أيّوب عندي. تاريخ الدوري ٢ / ٥٨٨. توفي منصور بن المعتمر سنة اثنتين وثلاثين ومئة. طبقات ابن سعد ٦: ٣٣٧، تاريخ خليفة: ٣٢٦.

(١) المصنف، لابن أبي شيبة ٧: ٤٩٧، كتاب الفضائل، فضائل عليّعليه‌السلام ، رقم ١٨، خصائص أمير المؤمنينعليه‌السلام ، للنسائي: ٣١، مسند أحمد ٢: ٤٨ / ١٣٣٦، الفضائل، لاحمد بن حنبل: ٢٢٧، السنن الكبرى، للبيهقي ٩: ٢٢٩، سنن أبي داود ٣: ٦٥، شرح معاني الآثار، للطحاوي ٤: ٣٥٩، سنن الترمذي ٥: ٦٣٤ / ٣٧١٥، المستدرك على الصحيحين ٢: ١٣٧ و ٤: ٢٩٨ بسندين، كنز العمال ١٣: ١٢٧ / ٣٦٤٠٢، المناقب، للخوارزمي: ١٢٨ رقم ١٢٩، مناقب أميرالمؤمنين، للكوفي ١: ٦٤٦ / ٥٢١.

٦٠