دلائل الصدق لنهج الحق الجزء ٥

دلائل الصدق لنهج الحق0%

دلائل الصدق لنهج الحق مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: مفاهيم عقائدية
ISBN: 964-319-358-6
الصفحات: 427

دلائل الصدق لنهج الحق

مؤلف: الشيخ محمد حسن المظفر
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف:

ISBN: 964-319-358-6
الصفحات: 427
المشاهدات: 180994
تحميل: 3919


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 427 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 180994 / تحميل: 3919
الحجم الحجم الحجم
دلائل الصدق لنهج الحق

دلائل الصدق لنهج الحق الجزء 5

مؤلف:
ISBN: 964-319-358-6
العربية

وقال الفضل(١) :

ذكر المفسّرون من أهل السنّة أنّ الآية نزلت في عليّ ، وهو من فضائله ، ولا يثبت به مدّعى النصّ.

* * *

__________________

(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ ٣ / ٢٥٢.

١٠١

وأقول :

روى الواحدي في « أسباب النزول » ذلك عن ابن عبّاس ، ومجاهد ، والكلبي(١) .

ونسب السيوطي في « الدرّ المنثور » روايته إلى ابن جرير ، وعبد الرزّاق ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والطبراني ، وابن عساكر(٢) .

ونسبه المصنّفرحمه‌الله في « منهاج الكرامة » إلى الثعلبي ، وأبي نعيم(٣) .

ورواه أيضا الزمخشري ، والرازي ، وغيرهم(٤) .

لكنّ ابن تيميّة ـ كعادته ـ زعم كذب الحديث ؛ بحجّة أنّ الإنفاق في السرّ والعلانية لا يخرج عن الإنفاق بالليل والنهار ، فكيف يكون مقابلا له(٥) ؟! وأظهر التبجّح بكلامه كعادته.

وفيه : إنّ المراد هو الإنفاق بالليل سرّا وعلانية ، وبالنهار كذلك ، أو أنّ المراد أنّه أنفق درهمين بالليل والنهار ، ثمّ أنفق درهمين سرّا وعلانية ، فلحظ أوّلا : خصوصيّة الوقت ، ولحظ ثانيا : خصوصيّة الوصف.

__________________

(١) أسباب النزول : ٤٩ ، وانظر : تنوير المقباس : ٥١ ، تفسير الكلبي ١ / ٩٤.

(٢) الدرّ المنثور ٢ / ١٠٠ ، وانظر : تاريخ دمشق ٤٢ / ٣٥٨ ، المعجم الكبير ١١ / ٨٠ ح ١١١٦٤.

(٣) منهاج الكرامة : ١٣٧ ، وانظر : تفسير الثعلبي ٢ / ٢٧٩ ، ما نزل من القرآن في عليّ ـ لأبي نعيم ـ : ٤٣.

(٤) تفسير الكشّاف ١ / ٣٩٨ ، تفسير الفخر الرازي ٧ / ٩١ ، وانظر : تفسير ابن كثير ١ / ٣٠٨ ، مجمع الزوائد ٦ / ٣٢٤ ، أسد الغابة ٣ / ٦٠١ ، الصواعق المحرقة : ٢٠٢.

(٥) منهاج السنّة ٧ / ٢٢٩.

١٠٢

ووجه الدلالة على المطلوب ؛ أنّ ذكر الله سبحانه لهذه الصدقة الخاصّة ، وبشارته لأجلها ـ مع قلّتها وكثرة المتصدّقين بنحوها وأضعافها ـ ، أقوى دليل على فضله على غيره بالمعرفة والإخلاص ؛ فيكون أتقى الناس ، وأفضلهم ، وأولادهم بالإمامة.

هذا ، ونقل الزمخشري عن بعضهم ، أنّها نزلت في أبي بكر ، حيث تصدّق بأربعين ألف دينار ، عشرة بالليل ، وعشرة بالنهار ، وعشرة في السرّ ، وعشرة في العلانية(١) !

ولا أدري ، أ أعجب من تخيّل القائل أنّ مدار الفضل على الكثرة دون الإخلاص ، حتّى نسب لأبي بكر الصدقة بهذا المقدار ، ليعارض صدقة أمير المؤمنينعليه‌السلام ويفوقها؟!

أم أعجب من إرادته إثبات منقبة هي بالمنقصة أشبه ؛ إذ لا يجتمع هذا المال مع ضعف المسلمين إلّا من نهاية الإمساك؟!

أم أعجب من دعوى وجود هذا المال عند أبي بكر ، البالغ أربعمئة ألف درهم ، وهو كان معلّما للصبيان في الجاهلية ، وخيّاطا في الإسلام(٢) ، ولم يكن قسمه من الغنائم إلّا كواحد من المسلمين ، وقد كان ماله عند الهجرة خمسة آلاف درهم أو ستّة آلاف ، كما رواه الحاكم عن ابنته أسماء(٣) ، ورواه أحمد عنها في مسنده(٤) ، فمن أين اجتمع له ذلك

__________________

(١) تفسير الكشّاف ١ / ٣٩٨.

(٢) انظر : الصوارم المهرقة : ٣٢٤ عن صحيح البخاري ، مصنّف ابن أبي شيبة ١ / ٣٢٦ ب‍ ٦٨ ح ٩ ، وراجع الصفحة ٦٠ ه‍ ٤ من هذا الجزء.

(٣) ص ٥ من الجزء الثالث من المستدرك [ ٣ / ٦ ح ٤٢٦٧ ]. منهقدس‌سره .

وانظر : البداية والنهاية ٣ / ١٤١.

(٤) ص ٣٥٠ من الجزء السادس. منهقدس‌سره .

١٠٣

المال؟!

أم أعجب من خفاء الصدقة بهذا المال على عامّة الناس حتّى أظهرها هذا الراوي ، وهي ممّا ينبغي أن تغني أكثر أهل المدينة في ذلك اليوم؟!

أم أعجب من سماحة نفسه بهذا المال ، وهو قد ضنّ(١) على أهله بالقليل؟!

فقد ذكرت أسماء في تتمّة الحديث المذكور ، أنّ أبا بكر انطلق بذلك المال لمّا هاجر ، ولم يترك لهم شيئا(٢) !

ولو كان من أهل الصدقة بمثل ذلك المقدار ، فلم أشفق من تقديم الصدقة اليسيرة في النجوى(٣) ؟!

ولم أخذ من رسول الله حين الهجرة والضيق قيمة البعير الذي ابتاعه منه(٤) ، وهم قد زعموا أنّه واسى النبيّ بماله؟!

فانظر واعتبر!!

* * *

__________________

(١) الضّنّة والضّنّ والمضنّة والمضنّة : الإمساك والبخل ، وضنّ بالشيء ضنّا : بخل به ؛ انظر : لسان العرب ٨ / ٩٤ مادّة « ضنن ».

(٢) المستدرك على الصحيحين ٣ / ٦ ذ ح ٤٢٦٧.

(٣) انظر : الصفحة ٣١ وما بعدها من هذا الجزء.

(٤) انظر : الطبقات الكبرى ـ لابن سعد ـ ١ / ١٧٦ ، تاريخ الطبري ١ / ٥٦٨ و ٥٧٠ ، البداية والنهاية ٣ / ١٤٥ و ١٤٩.

١٠٤

٢٥ ـ آية الصلاة على النبيّ

قال المصنّف ـ أعلى الله مقامه ـ(١) :

الخامسة والعشرون : قوله تعالى :( إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) (٢) .

في صحيح مسلم : قلت : يا رسول الله! أمّا السلام عليك فقد عرفناه ، وأمّا الصلاة عليك فكيف هي؟

فقال : «قولوا : اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد كما صلّيت على إبراهيم وآل إبراهيم (٣) .

__________________

(١) نهج الحقّ : ١٨٧.

(٢) سورة الأحزاب ٣٣ : ٥٦.

(٣) صحيح مسلم ٢ / ١٦ ، وانظر : صحيح البخاري ٤ / ٢٨٩ ح ١٧٢ وج ٦ / ٢١٧ ح ٢٩١ ، سنن أبي داود ١ / ٢٥٥ ح ٩٧٦ ـ ٩٧٨ وص ٢٥٦ ح ٩٨٠ و ٩٨١ ، سنن الترمذي ٥ / ٣٣٤ ـ ٣٣٥ ح ٣٢٢٠ ، سنن النسائي ٣ / ٤٥ ، سنن ابن ماجة ١ / ٢٩٢ ـ ٢٩٣ ح ٩٠٣ ـ ٩٠٦ ، الموطّأ : ١٥٢ ح ٧٣ ، كتاب الأمّ ١ / ٢٢٨ ـ ٢٢٩ ، مسند أحمد ١ / ١٦٢ وج ٣ / ٤٧ وج ٤ / ١١٨ ـ ١١٩ وج ٥ / ٢٧٤ ، سنن الدارمي ١ / ٢٢١ ح ١٣٤٣ ـ ١٣٣٤ ، صحيح ابن خزيمة ١ / ٣٥١ ـ ٣٥٢ ح ٧١١ ، مسند البزّار ٣ / ١٥٧ ح ٩٤١ و ٩٤٢ ، مسند أبي يعلى ٢ / ٢١ ـ ٢٢ ح ٦٥٢ ـ ٦٥٤ ، المعجم الكبير ٥ / ٢١٨ ح ٥١٤٣ وج ١٧ / ٢٥١ ح ٦٩٧ و ٦٩٨ وج ١٩ / ١١٦ ح ٢٤١ ، المعجم الأوسط ٣ / ٨٨ ح ٢٣٨٩ وص ١٥٦ ح ٢٦٠٦ و ٢٦٠٨ وج ٥ / ٤١ ح ٤٤٨١ وج ٧ / ٩١ ح ٦٨٣٨ ، المعجم الصغير ١ / ٧٥ و ٨٦ ، مسند الطيالسي : ١٤٢ ح ١٠٦١ ، مصنّف عبد الرزّاق ٢ / ٢١٢ ـ ٢١٣ ح ٣١٠٥ ـ ٣١٠٩ ، مسند الحميدي ـ

١٠٥

وقال الفضل(١) :

كأنّه نسي المدّعى ، وهو إثبات النصّ ، وأخذ يذكر فضائل عليّ ، وهذا أمر مسلّم ، واتّفق العلماء على أنّه نزلت فيهم آيات كثيرة ، ومن يظنّ أنّه ينكر فضل محمّد وآله؟! فما ينكره إلّا من ينكر ضوء الشمس والقمر!!

* * *

__________________

ـ ٢ / ٣١١ ح ٧١١ و ٧١٢ ، مصنّف ابن أبي شيبة ٢ / ٣٩٠ ـ ٣٩١ ح ١ ـ ٥ ، مسند عبد بن حميد : ١٤٤ ح ٣٦٨ ، مسند الروياني ١ / ٣٥ ح ٥٧ ، مسند أبي عوانة ١ / ٥٢٦ ـ ٥٢٧ ح ١٩٦٦ ـ ١٩٧٢ ، الإحسان بترتيب صحيح ابن حبّان ٣ / ٢٠٦ ـ ٢٠٧ ح ١٩٥٤ ـ ١٩٥٦ ، سنن الدارقطني ١ / ٢٧٩ ح ١٣٢٣ و ١٣٢٤ ، المستدرك على الصحيحين ١ / ٤٠١ ـ ٤٠٢ ح ٩٨٨ و ٩٩١ ، السنن الكبرى ـ للبيهقي ـ ٢ / ١٤٧ ـ ١٤٨.

(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ ٣ / ٢٧٢.

١٠٦

وأقول :

جهل المعترض أو تجاهل في مقصود المصنّفرحمه‌الله ؛ فإنّه يستدلّ بالآيات والروايات على إمامة أمير المؤمنين ؛ إمّا لدلالتها عليها بالمطابقة ، أو بالالتزام ؛ لدلالتها على أفضليّته المستلزمة للإمامة(١) .

وأنت تعلم دلالة هذه الآية على أفضليّة آل محمّد ؛ لأنّها أوجبت الصلاة على النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأرادت بها الصلاة عليه وعلى آله معا ، مشيرة بالاكتفاء بذكره إلى أنّه وإيّاهم كنفس واحدة ، وأنّه منهم وهم منه ، فلا بدّ أن يكونوا أفضل من سائر الأمّة.

على أنّ مجرّد وجوب الصلاة عليهم كالنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله دليل على أنّ لهم فضلا ومنزلة يستحقّون بها الصلاة وإيجابها على الأمّة كالنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكفى بذلك فضلا باذخا.

والمراد بآل محمّد : « عليّ وفاطمة والحسن والحسين » كما نطقت به الأخبار المتواترة ك‍ « حديث الكساء » وغيره(٢) ، ولا شكّ أنّ عليّا أفضلهم ، فيكون هو الإمام.

__________________

(١) أي إنّ الأدلّة على إمامة عليّعليه‌السلام تكون تارة بالدلالة المطابقية ، وهي النصّ ، وأخرى بلوازم الإمامة ، كالعصمة والأفضلية ؛ وإذا ثبتت أفضليّته على غيره أصبح ذلك صغرى لقاعدة قبح تقديم المفضول على الفاضل أو الأفضل.

(٢) صحيح مسلم ٧ / ١٢١ و ١٣٠ ، التاريخ الكبير ٢ ق ٢ / ٦٩ رقم ١٧١٩ ، سنن الترمذي ٥ / ٣٢٧ ح ٣٢٠٥ وص ٥٩٦ ذ ح ٣٧٢٤ وص ٦٢١ ح ٣٧٨٧ ، مسند أحمد ١ / ١٨٥ وج ٤ / ١٠٧ وج ٦ / ٢٩٢ و ٢٩٨ و ٣٠٤ ، وانظر : ج ٤ / ٣٥٧ وما بعدها من هذا الكتاب.

١٠٧

وإنّما قلنا : إنّ الآية أرادت الصلاة عليه وعلى آله معا ؛ لتصريح الأخبار المفسّرة لكيفية الصلاة على النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بذلك ؛ كالرواية التي نقلها المصنّفرحمه‌الله عن مسلم ، فإنّه رواها من طرق في باب الصلاة على النبيّ بعد التشهّد ، من كتاب الصلاة(١) .

ونحوها في « صحيح البخاري » ، في تفسير سورة الأحزاب(٢) .

ولا يبعد عن الصواب من ادّعى تواترها(٣) .

وأمّا قوله : « ومن يظنّ أنّه ينكر فضل محمّد وآله » إلى آخره.

ففيه : إنّه ليس الكلام في فضلهم ، بل أفضليّتهم وإمامتهم ، والقوم ـ كما ترى ـ قد اجتهدوا في إنكارهما مراغمة(٤) للأدلّة الواضحة ، بل اجتهدوا في درس فضائلهم بكلّ ما تناله أوهامهم ، وجدّوا في الإزراء بهم والغضّ من شأنهم.

كما يشهد له أنّهم مع وجود هذه الآية الشريفة وتلك الأخبار المستفيضة ـ وهي بمرأى منهم ومسمع ـ تراهم إذا ذكروا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أفردوه عن آله بالصلاة ، وإذا ذكروا واحدا من آله الطاهرين لم يصلّوا أو لم يسلّموا عليه كما أمر الله ورسوله ، بل يترضّون عليه كسائر المسلمين ، مع أنّه قد ورد عندهم أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، نهى عن الصلاة البتراء ، فقيل له : وما الصلاة البتراء؟

__________________

(١) صحيح مسلم ٢ / ١٦.

(٢) صحيح البخاري ٦ / ٢١٧ ح ٢٩١.

(٣) انظر : المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٦٠ ح ٤٧١٠ ، جامع الأحاديث الكبير ٢ / ١٣١ ح ٤٣٩٣.

(٤) المراغمة : الهجران والمنابذة والتباعد والمغاضبة والمعاداة والكراهية ، على المجاز هنا ؛ انظر : تاج العروس ١٦ / ٢٩٤ ـ ٢٩٥ مادّة « رغم ».

١٠٨

قال : «تقولون : اللهمّ صلّ على محمّد وتمسكون ، بل قولوا : اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد » ، كما ذكره ابن حجر في « الصواعق » ، في الآية الثانية من الآيات الواردة في أهل البيت(١) .

نعم ، ربّما يصلّون على آله معه في أوائل مصنّفاتهم أو أواخرها ، ولكن يضيفون إليه صحبه ، كراهة لإفرادهم وتمييزهم على صحبه بالاقتران مع النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، كما ميّزهم الله ورسوله.

ويشهد له أيضا ما ذكره الزمخشري في تفسير الآية ، فإنّه بعد ما ذكر الخلاف في وجوبها ، كلّما يذكر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أو في كلّ مجلس مرّة ، أو في العمر مرّة ، قال :

« القياس جواز الصلاة على سائر المؤمنين ؛ لقوله تعالى :( هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ ) (٢) وقوله تعالى :( وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ ) (٣) وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله :اللهمّ صلّ على آل أبي أوفى.

ولكنّ للعلماء تفصيلا في ذلك ، وهو : إنّها إن كانت على سبيل التّبع كقولك : صلّى الله على النبيّ وآله ، فلا كلام فيها.

وأمّا إذا أفرد غيره من أهل البيت بالصلاة كما يفرد هو ، فمكروه ؛ لأنّ ذلك صار شعارا لذكر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولأنّه يؤدّي إلى الاتّهام بالرفض وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يقفنّ

__________________

(١) الصواعق المحرقة : ٢٢٥ ، وانظر : سنن الدار قطني ١ / ٢٨١ ح ١٣٢٨ و ١٣٢٩ ، فردوس الأخبار ٢ / ٣١١ ح ٦٤٠٣ ، الشفا ٢ / ٦٤ ، جواهر العقدين : ٢١٧ و ٢٢١ ، كشف الغمّة عن جميع الأمّة ـ للشعراني ـ ١ / ٣٤٢ ، رشفة الصادي : ٦٨.

(٢) سورة الأحزاب ٣٣ : ٤٣.

(٣) سورة التوبة ٩ : ١٠٣.

١٠٩

مواقف التهم »(١)

ويرد عليه :

أوّلا : إنّه إذا لم يكن لهم كلام في الصلاة عليهم على سبيل التبع ، فلم التزموا بتركها إذا ذكروهصلى‌الله‌عليه‌وآله ـ كما سبق ـ؟! فهل المنشأ غير الانحراف عن آل محمّد؟!

ثانيا : لا تصحّ كراهتها عند انفرادهم بالذكر ، وما ذكره من صيرورتها شعارا لذكر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فهو لا يوجب الكراهة ؛ لأنّهم منه وهو منهم ، وتعظيمهم تعظيمه ، وما بالهم جعلوها شعارا لذكرهصلى‌الله‌عليه‌وآله دونهم ، وهم شركاؤه في أمر الله بالصلاة عليهم؟!

وأمّا الاتّهام بالرفض ؛ فهو لو اقتضى كراهة الصلاة على آل محمّد ، وتغيير حكم الله تعالى ، لأدّى إلى كراهة حبّهم ، ولعلّه لهذا تظهر منهم آثار العداوة لآل محمّد.

على أنّ الاتّهام إنّما يقتضي الكراهة في مقام التهمة ، فما بالهم تركوا الصلاة على آل محمّد في كلّ مقام؟!

وأمّا الحديث ؛ فلو صحّ لم يمكن أن يفهم منه مسلم إرادة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله النهي عن تعظيم آله الطاهرين ، الذي هو من علائم الإيمان ، ومأمور به في الكتاب العزيز.

* * *

__________________

(١) الكشّاف ٣ / ٢٧٣.

١١٠

٢٦ ـ آية :( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ )

قال المصنّف ـ رفع الله درجته ـ(١) :

السادسة والعشرون : قوله تعالى :( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ ) (٢) .

روى الجمهور ، قال ابن عبّاس : عليّ وفاطمة ، و( بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ ) (٣) : النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ،( يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ ) (٤) : الحسن والحسين(٥) .

ولم يحصل لغيره من الصحابة هذه الفضيلة.

* * *

__________________

(١) نهج الحقّ : ١٨٨.

(٢) سورة الرحمن ٥٥ : ١٩.

(٣) سورة الرحمن ٥٥ : ٢٠.

(٤) سورة الرحمن ٥٥ : ٢٢.

(٥) تفسير الثعلبي ٩ / ١٨٢ ، ما نزل من القرآن في عليّ ـ لأبي نعيم ـ : ٢٣٦ ، الدرّ المنثور ٧ / ٦٩٧ ، مناقب الإمام عليّعليه‌السلام ـ لابن المغازلي ـ : ٢٧٧ ح ٣٩٠ ، شواهد التنزيل ٢ / ٢٠٨ ـ ٢١٢ ح ٩١٨ ـ ٩٢٣ ، مقتل الحسينعليه‌السلام ـ للخوارزمي ـ : ١٦٨ ح ٧٥ ، تذكرة الخواصّ : ٢١٢ ، نور الأبصار : ١٢٤.

١١١

وقال الفضل(١) :

ليس هذا من تفاسير أهل السنّة ، ثمّ ما ذكره من أنّ النبيّ برزخ بين فاطمة وعليّ ، فلا وجه له ، وإن صحّ التفسير دلّ على فضيلته ، لا على النصّ المدّعى.

* * *

__________________

(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ ٣ / ٢٧٧.

١١٢

وأقول :

ذكره السيوطي في تفسيره « الدرّ المنثور » ، نقلا عن ابن مردويه عن ابن عبّاس وأنس بن مالك ، إلّا أنّ أنسا لم يذكر تفسير البرزخ بالنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله (١) .

ونقله في « ينابيع المودّة » ، عن الثعلبي ، وأبي نعيم ؛ والمالكي عن أبي سعيد ، وابن عبّاس ، وأنس(٢) .

ثمّ نقله عن الصادقعليه‌السلام ، عن أبي ذرّ(٣) .

ونقله عن سفيان الثوري(٤) .

ونقله أيضا ابن تيميّة عن الثعلبي ، عن سفيان الثوري(٥) ، وناقش في سنده بما سبق جوابه في مقدّمة الكتاب وغيرها(٦) ، وأورد عليه بما شاء الجهل والنصب ؛ وفي نقله وردّه ضياع المداد والقرطاس!

وأمّا دلالته على المطلوب ، فظاهرة ؛ لأنّ الله سبحانه شبّه عليّاعليه‌السلام بالبحر لغزارة علمه ، ولا مبالغة في قول الله سبحانه وشهادته لعبده ، فيكون

__________________

(١) الدرّ المنثور ٧ / ٦٩٧.

(٢) ينابيع المودّة ١ / ٣٥٤ ح ٤.

(٣) ينابيع المودّة ١ / ٣٥٥ ح ٥.

(٤) ينابيع المودّة ١ / ٣٥٤ ح ٤.

(٥) منهاج السنّة ٧ / ٢٤٦ ـ ٢٤٩.

(٦) راجع ج ١ / ٧ وما بعدها ، وج ٤ / ٣٩٦ و ٤١٩.

١١٣

أمير المؤمنين ظاهر الامتياز على من لم يعرف الأبّ والكلالة(١) ، ومن كانت المخدّرات أفقه منه(٢) ؛ فيكون هو الإمام.

وأمّا تشبيه النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بالبرزخ بينهما ؛ فلأنّه الهادي لهما ، ولا بدّ أن يتّبعاه ؛ لعصمتهما ، فلا يبغي أحدهما على الآخر.

ويقرّب إرادة عليّ وفاطمةعليهما‌السلام من( الْبَحْرَيْنِ ) ، أنّه لو أريد ظاهرهما ، احتاج الحكم بخروج اللؤلؤ والمرجان منهما إلى توسّع ؛ لأنّهما إنّما يخرجان من أحدهما كما قيل.

__________________

(١) هما أبو بكر وعمر ؛ انظر مثلا : سنن الدارمي ٢ / ٢٤٩ ح ٢٩٦٨ ، مصنّف عبد الرزّاق ١٠ / ٣٠٤ ـ ٣٠٥ ح ١٩١٩١ ـ ١٩١٩٥ ، مصنّف ابن أبي شيبة ٧ / ٣٦٣ ح ٧ ، تفسير الطبري ١٢ / ٤٥٣ ح ٣٦٣٨٧ ، السنن الكبرى ـ للبيهقي ـ ٦ / ٢٢٣ ، المستدرك على الصحيحين ٢ / ٥٥٩ ح ٣٨٩٧ ، الطبقات الكبرى ـ لابن سعد ـ ٣ / ٢٦١ ، تاريخ بغداد ١١ / ٤٦٨ ـ ٤٦٩ ، شعب الإيمان ٢ / ٤٢٤ ح ٢٢٨١ ، النهاية في غريب الحديث والأثر ١ / ١٣ مادّة « أبب » ، الكشّاف ٤ / ٢٢٠ ، تفسير القرطبي ١٩ / ١٤٥ ، الدرّ المنثور ٨ / ٤٢١.

وسيأتي تفصيل ذلك في محلّه من الجزء السابع.

(٢) إشارة إلى قول عمر بن الخطّاب : « كلّ أحد أفقه من عمر ، حتّى المخدّرات » ؛ انظر مثلا : سنن سعيد بن منصور ١ / ١٦٧ ذ ح ٥٩٨ ، تمهيد الأوائل : ٥٠١ ، الأربعين في أصول الدين ـ للفخر الرازي ـ ٢ / ٣٠٣ ـ ٣٠٤ ، الكشّاف ١ / ٥١٤ ، تفسير القرطبي ٥ / ٦٦ ، شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ١٢ / ١٥ ، تفسير ابن كثير ١ / ٤٤٢ ، مجمع الزوائد ٤ / ٢٨٤ ، الدرّ المنثور ٢ / ٤٦٦ ، فتح القدير ١ / ٤٤٣.

وسيأتي تفصيل ذلك في محلّه من الجزء السابع.

١١٤

٢٧ ـ آية :( وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ )

قال المصنّف ـ قدّس الله روحه ـ(١) :

السابعة والعشرون : قوله تعالى :( وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ ) (٢) .

روى الجمهور ، عن عبد الله بن سلّام ، قال : هو عليّ(٣) .

__________________

(١) نهج الحقّ : ١٨٨.

(٢) سورة الرعد ١٣ : ٤٣.

(٣) انظر : تفسير الحبري : ٢٨٥ ـ ٢٨٦ ح ٤١ ، تفسير الثعلبي ٥ / ٣٠٣ ، ما نزل من القرآن في عليّ ـ لأبي نعيم ـ : ١٢٥ ، مناقب الإمام عليّعليه‌السلام ـ لابن المغازلي ـ : ٢٦٢ ح ٢٥٨ ، شواهد التنزيل ١ / ٣٠٧ ـ ٣١٠ ح ٤٢٢ ـ ٤٢٧ ، زاد المسير ٤ / ٢٦١ ، تفسير القرطبي ٩ / ٢٢٠ ، ينابيع المودّة ٢ / ٢٥٠ ح ٧٠٣.

١١٥

وقال الفضل(١) :

جمهور المفسّرين على أنّ المراد به علماء اليهود الّذين أسلموا ، كعبد الله بن سلّام وأضرابه(٢) .

وقيل : المراد به هو الله تعالى ، ويكون جمعا بين الوصفين(٣) .

وأمّا نزوله في شأن عليّ ، فليس في التفاسير ؛ وإن سلّمنا لا يستلزم المطلوب.

* * *

__________________

(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ ٣ / ٢٨٣.

(٢) انظر : تفسير الفخر الرازي ١٩ / ٧٦ القول الأوّل ، تفسير القرطبي ٩ / ٢٢٠ ، تفسير ابن كثير ٢ / ٥٠٢ ، الدرّ المنثور ٤ / ٦٦٩ ، وغيرها.

وراجع الآية الرابعة والسبعين الآتية في الصفحة ٣٣٠ وما بعدها من هذا الجزء.

نقول : لقد ردّ أغلب المفسّرين هذا القول فتعقّبوه بأنّ هذه الرواية شاذّة وغريبة ؛ لأنّ عبد الله بن سلّام أسلم في المدينة ، والآية نزلت في مكّة.

(٣) انظر : تفسير الفخر الرازي ١٩ / ٧٧ القول الرابع ، تفسير القرطبي ٩ / ٢٢٠ ، الدرّ المنثور ٤ / ٦٦٨ و ٦٦٩.

١١٦

وأقول :

نقله المصنّفرحمه‌الله في « منهاج الكرامة » عن الثعلبي(١) .

ونقل فيه أيضا مثله عن أبي نعيم ، عن ابن الحنفيّة(٢) .

ونقله في « ينابيع المودّة » عن الثعلبي ، وأبي نعيم ، عن ابن الحنفيّة(٣) .

ونقل أيضا عن الثعلبي ، وابن المغازلي ، عن عبد الله بن عطاء ، قال : « كنت مع محمّد الباقر في المسجد فرأيت ابن عبد الله بن سلّام

فقلت : هذا ابن الذي عنده علم الكتاب؟

قال :إنّما ذلك عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام »(٤) .

ثمّ ذكر في « الينابيع » أنّه روي أيضا عن أبي سعيد الخدري ، والإمام موسى بن جعفرعليه‌السلام ، وزيد بن عليّ ، وإسماعيل السّدّي ، أنّهم قالوا : هو عليّ بن أبي طالب(٥) .

.. إلى غير ذلك ممّا في « الينابيع »(٦) .

__________________

(١) منهاج الكرامة : ١٤٠ ، وانظر : تفسير الثعلبي ٥ / ٣٠٣.

(٢) منهاج الكرامة : ١٣٩ ، وانظر : ما نزل من القرآن في عليّ ـ لأبي نعيم ـ : ١٢٥.

(٣) ينابيع المودّة ١ / ٣٠٥ ح ٢.

(٤) ينابيع المودّة ١ / ٣٠٥ ح ١ ، وانظر : مناقب الإمام عليّعليه‌السلام ـ لابن المغازلي ـ : ٢٦٢ ح ٢٥٨ ، شواهد التنزيل ١ / ٣٠٨ ح ٤٢٥.

(٥) ينابيع المودّة ١ / ٣٠٧ ح ٧ و ٨ ، وانظر : شواهد التنزيل ١ / ٣٠٧ ح ٤٢٢.

(٦) انظر : ينابيع المودّة ١ / ٣٠٨ ح ١١ ـ ١٣.

١١٧

ويؤيّده الأخبار الكثيرة الآتية في الآية التاسعة والثلاثين ، الواردة في تفسير الشاهد بقوله تعالى :( أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ ) (١) ؛ إذ فسّرته بعليّ(٢) ، فإنّها تؤيّد أن يكون الذي عنده علم الكتاب ، المجعول شهيدا مع الله تعالى في قوله عزّ وجلّ :( كَفى بِاللهِ شَهِيداً وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ ) (٣) ، هو أمير المؤمنين.

ويشهد لإرادة عليّعليه‌السلام في الآية ، التعبير عنه ب‍( مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ ) ، الدالّ على إحاطة علمه بما في الكتاب ـ أعني القرآن ـ كما هو المنصرف ؛ إذ لا يحيط به علما غير قرينه الذي أمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بالتمسّك به معه.

كما يشهد لعدم إرادة ابن سلّام ، ما في « الدرّ المنثور » ، عن سعيد بن منصور ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وغيرهم ، أنّهم أخرجوا عن سعيد بن جبير ، أنّه سئل عن قوله تعالى :( وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ ) أهو عبد الله ابن سلّام؟

قال : وكيف؟! وهذه السورة مكّيّة!!(٤) .

وفي « الدرّ المنثور » أيضا : عن ابن المنذر ، أنّه أخرج عن الشعبي ، قال : ما نزل في عبد الله بن سلّام شيء من القرآن(٥) .

__________________

(١) سورة هود ١١ : ١٧.

(٢) تأتي في الصفحة ١٨٨ من هذا الجزء.

(٣) سورة الرعد ١٣ : ٤٣.

(٤) الدرّ المنثور ٤ / ٦٦٩ ، وانظر : الإتقان في علوم القرآن ١ / ٣٦ ، تفسير الثعلبي ٥ / ٣٠٢ ، تفسير القرطبي ٩ / ٢٢٠ ، ينابيع المودّة ١ / ٣٠٨ ح ١٠ وزاد فيه : « وعبد الله بن سلّام أسلم في المدينة بعد الهجرة ».

(٥) الدرّ المنثور ٤ / ٦٦٩.

١١٨

وأمّا ما حكاه من قول بعضهم : إنّ المراد به هو الله سبحانه(١) ، فغير متّجه ؛ لأنّ ظاهر العطف التعدّد ، مع أنّه يبعد التعبير عن الله سبحانه ب‍( مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ ) ، ولا سيّما مع عطفه على لفظ الجلالة ، فإنّه لا يحسن أو لا يصحّ عطف الصفة على الموصوف.

ولا إشكال بدلالة الآية الكريمة على إمامة أمير المؤمنين ؛ لاقتضائها فضله الظاهر على غيره ، وعصمته ؛ لجعل الله سبحانه شهادته كافية في ثبوت نبوّة نبيّناصلى‌الله‌عليه‌وآله ، من حيث ظهور فضله ومعرفته وفهمه وكماله وعصمته ، واجتنابه الكذب والنقائص ، حتّى عدّت شهادته بقرن(٢) شهادة الله تعالى ، فلا بدّ أن يكون هو الإمام ، ولا سيّما أنّ عنده علم الكتاب.

__________________

(١) تقدّم في الصفحة ١١٦ من هذا الجزء.

(٢) القرن : لدة الرّجل ، ومثله في السّنّ ، ويقال : هو على قرني ، أي على سنّي وعمري ، كالقرين ، فهما إذا متّحدان ؛ انظر : تاج العروس ١٨ / ٤٤٣ مادّة « قرن ».

والمعنى هنا على المجاز : إنّ شهادة الإمام عليّ عليه السلام لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هي بدرجة شهادة الله تعالى له ، ومساوقة لها في الأثر.

١١٩

٢٨ ـ آية :( يَوْمَ لا يُخْزِي اللهُ النَّبِيَّ )

قال المصنّف ـ نوّر الله ضريحه ـ(١) :

الثامنة والعشرون : قوله تعالى :( يَوْمَ لا يُخْزِي اللهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ ) (٢) .

قال ابن عبّاس : عليّ وأصحابه(٣) .

* * *

__________________

(١) نهج الحقّ : ١٨٩.

(٢) سورة التحريم ٦٦ : ٨.

(٣) ما نزل من القرآن في عليّ ـ لأبي نعيم ـ : ٢٦٢.

١٢٠