دلائل الصدق لنهج الحق الجزء ٥

دلائل الصدق لنهج الحق0%

دلائل الصدق لنهج الحق مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: مفاهيم عقائدية
ISBN: 964-319-358-6
الصفحات: 427

دلائل الصدق لنهج الحق

مؤلف: الشيخ محمد حسن المظفر
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف:

ISBN: 964-319-358-6
الصفحات: 427
المشاهدات: 180813
تحميل: 3919


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 427 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 180813 / تحميل: 3919
الحجم الحجم الحجم
دلائل الصدق لنهج الحق

دلائل الصدق لنهج الحق الجزء 5

مؤلف:
ISBN: 964-319-358-6
العربية

إلى غير ذلك من أخبارهم(١) ، وهي حجّة عليهم ؛ لكثرتها واعتضاد بعضها ببعض.

ولا يعارضها روايتهم عن ابن عبّاس أنّ( صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ) : أبو بكر وعمر ؛ لأنّ الراوي لها هو عبد الوهّاب بن مجاهد عن أبيه ، كما بيّنه في « ميزان الاعتدال » بترجمة عبد الوهّاب(٢) ، وقد سبق في المقدّمة بيان حاله وحال أبيه ، فراجع(٣) ؛ ولا يمكن أن تعارض هذه الرواية البالغة منتهى الضعف تلك الروايات المستفيضة!

مع أنّ المنصرف من( صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ) هو الأوحد في الصلاح ، كما يعرف من نظائره ، يقال : شاعر القوم ، وعالمهم ، وشجاعهم ؛ ويراد به أوحدهم في الوصف ، ولا شكّ أن أمير المؤمنينعليه‌السلام هو الأحقّ بهذا الوصف ؛ لآية التطهير(٤) وغيرها.

ولأنّ الله سبحانه جعل نصرة( صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ) للنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في قرن نصرته ونصرة جبرئيل.

وبالضرورة أنّ أظهر المؤمنين في نصرة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله هو أمير المؤمنينعليه‌السلام .

على أنّ استعمال( صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ) في الاثنين خلاف الظاهر ؛ فإنّ « فاعلا » ليس ك‍ « فعيل » في استعماله في الواحد والأكثر(٥) .

__________________

(١) راجع ما تقدّم في الصفحة ١٥٧ ه‍ ٣.

(٢) ميزان الاعتدال ٤ / ٤٣٦ رقم ٥٣٢٩.

(٣) انظر : ج ١ / ١٨٤ رقم ٢٠٨ وص ٢٣٢ رقم ٢٧٦.

(٤) مرّ مبحث آية التطهير في ج ٤ / ٣٥١ ـ ٣٨٠ ؛ فراجع!

(٥) مرادهقدس‌سره أنّ صيغة « فاعل » تستعمل غالبا في الواحد ، كقولنا : هذا شاهد ، وهو ـ

١٦١

وبهذا يضعّف ما حكاه السيوطي عن ابن عساكر ، عن مقاتل بن سليمان ، أنّ( صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ) : أبو بكر وعمر وعليّ(١) .

وقد يستدلّ بقول مقاتل على أنّ المراد ب‍( صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ) هو عليّ خاصّة ؛ لما سبق من أنّ مقاتلا من أعداء أمير المؤمنينعليه‌السلام (٢) ، فلا يكون ذكره له ـ وهو من أعدائه ـ إلّا لمعلوميّة إرادته ، وليروّج منه إدخال الشيخين ، فإنّه أدفع للتهمة!

فإذا عرفت أنّ المراد ب‍( صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ) أوحدهم صلاحا ، وأنّه عليّعليه‌السلام ، عرفت أنّه الأحقّ بالإمامة ؛ لأنّها منزلة دينية لا يليق لها إلّا الأصلح الأقوى في النصرة.

وأمّا ما زعمه الفضل من اتّفاق مفسّريهم على أنّ المراد ب‍( صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ) : أبو بكر وعمر ، فلا يعارض أخبارهم السابقة ، التي هي حجّة عليهم ، وأيّ عبرة بالقول الناشئ عن الهوى ، المتفرّع عن تلك الرواية الضعيفة ، لا سيّما وهو مخالف للّغة؟!

على أنّ دعوى اتّفاقهم كاذبة ؛ لاختلاف مفسّريهم في المراد به ، أهو الصحابة ، أو خيار المؤمنين ، أو الأنبياء ، أو الخلفاء إلى غير ذلك من أقوالهم ، كما ذكره الزمخشري والرازي وغيرهما(٣) ؟!

__________________

ـ ضارب إلى آخره ، وإن كانت الصيغة بنفسها صالحة للواحد والأكثر ؛ بخلاف صيغة « فعيل » ، التي هي صيغة مبالغة ل « فاعل » ، فإنّ استخدامها في الأكثر هو الغالب.

(١) الدرّ المنثور ٨ / ٢٢٤.

(٢) انظر : ج ٤ / ٣٥٦.

(٣) الكشّاف ٤ / ١٢٧ ، تفسير الفخر الرازي ٣٠ / ٤٥ ، تفسير البغوي ٤ / ٣٣٧ ، تفسير القرطبي ١٨ / ١٢٤.

١٦٢

وأمّا ما احتجّ به الفضل لإرادتهما ، بأنّهما كانا يناصحانهما ، فغير نافع ؛ لأنّ الله سبحانه أراد بالآية تهديد المرأتين ، فأيّ دخل للمناصحة به؟!

كما أنّ حمله لنصرة جبرئيل على مجرّد الإخبار ، باطل ؛ فإنّ المراد بها ما فوق الإخبار ؛ لقوله تعالى :( وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ ) (١) !

فيا لله ما أشدّ إيذائهما لسيّد النبيّينصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأعظم مكرهما ، حتّى يحتاج ردعهما إلى التهديد بنصرة الله تعالى ، وجبرئيل ، وأمير المؤمنين ، الذي لا تأخذه في نصرة رسول الله لومة لائم!! فلو اتّكلتا على حلمهم فكلّ الملائكة بعد ذلك ظهير!

والإنسان لا يأمن عقوبة هذا الجمّ الغفير!

وما أكبر خيانتهما لنبيّهصلى‌الله‌عليه‌وآله حتّى ضرب لهما مثلا بامرأتي نوح ولوط(٢) !!

فتدبّر واعجب!!

* * *

__________________

(١) سورة التحريم ٦٦ : ٤.

(٢) في قوله تعالى :( ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ فَخانَتاهُما فَلَمْ يُغْنِيا عَنْهُما مِنَ اللهِ شَيْئاً وَقِيلَ ) ادْخُلَا( النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ) سورة التحريم ٦٦ : ١٠.

١٦٣

٣٥ ـ آية :( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ )

قال المصنّف ـ رفع الله درجته ـ(١) :

الخامسة والثلاثون : قوله تعالى :( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ) (٢) الآية.

روى الجمهور ، عن أبي سعيد الخدري ، أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله دعا الناس إلى عليّعليه‌السلام في يوم غدير خمّ ، وأمر بما تحت الشجرة من الشوك فقمّ(٣) ، فدعا عليّا فأخذ بضبعيه(٤) ، فرفعهما حتّى نظر الناس إلى بياض إبطي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعليّعليه‌السلام ، ثمّ لم يتفرّقوا حتّى نزلت هذه الآية :( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً ) .

فقال رسول الله : «الله أكبر على إكمال الدين ، وإتمام النعمة ، ورضى الربّ برسالتي ، والولاية لعليّ بن أبي طالب من بعدي ».

__________________

(١) نهج الحقّ : ١٩٢.

(٢) سورة المائدة ٥ : ٣.

(٣) قمّ الشيء قمّا : كنسه ؛ انظر : الصحاح ٥ / ٢٠١٥ ، لسان العرب ١١ / ٣٠٨ مادّة « قمم ».

(٤) الضّبع ـ والجمع أضباع ـ : وسط العضد بلحمه ، يكون للإنسان وغيره ، وقيل : العضد كلها ، وقيل : ما بين الإبط إلى نصف العضد من أعلاه ؛ انظر : لسان العرب ٨ / ١٦ مادّة « ضبع ».

١٦٤

ثمّ قال : «من كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللهمّ وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله »(١) .

* * *

__________________

(١) انظر : ما نزل من القرآن في عليّ ـ لأبي نعيم ـ : ٥٦ ، تاريخ بغداد ٨ / ٢٩٠ رقم ٤٣٩٢ ، مناقب الإمام عليّعليه‌السلام ـ لابن المغازلي ـ : ٦٩ ح ٢٤ ، شواهد التنزيل ١ / ١٥٧ ـ ١٥٨ ح ٢١١ ـ ٢١٢ ، تاريخ دمشق ٤٢ / ٢٣٣ و ٢٣٤ و ٢٣٧ ، مناقب الإمام عليّعليه‌السلام ـ للخوارزمي ـ : ١٣٥ ح ١٥٢ ، تذكرة الخواصّ : ٣٦ ، فرائد السمطين ١ / ٧٤ ح ٤٠.

١٦٥

وقال الفضل(١) :

في صحيح البخاري ومسلم : إنّ هذه الآية نزلت في حجّة الوداع ، ليلة عرفة ، حين قام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في الموقف(٢) ؛ ولا خلاف في هذا ، والذي ذكره من مفتريات الشيعة.

وإن صحّ ، فقد ذكرنا قبل هذا أنّ وصيّة غدير خمّ لم تكن نصّا ، بل توصية لأهله وأقاربه ، وتعريف عليّ بين العرب ، وليتّخذوه سيّد بني هاشم(٣) .

* * *

__________________

(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ ٣ / ٣٢٧.

(٢) صحيح البخاري ٦ / ٩٩ ـ ١٠٠ ح ١٢٨ ، صحيح مسلم ٨ / ٢٣٨ كتاب التفسير ، كلاهما عن عمر.

(٣) راجع ج ٤ / ٣١٥ ـ ٣١٦ من هذا الكتاب.

١٦٦

وأقول :

حكاه المصنّفرحمه‌الله في « منهاج الكرامة » ، عن أبي نعيم(١) .

وقال السيوطي في « الدرّ المنثور » : « أخرج ابن مردويه ، وابن عساكر ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : لمّا نصب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عليّا يوم الغدير فنادى له بالولاية ، هبط جبرئيل بهذه الآية :( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) (٢) .

وقال أيضا : « أخرج ابن مردويه ، والخطيب ، وابن عساكر ، عن أبي هريرة ، قال : لمّا كان يوم غدير خمّ ، وهو يوم ثماني عشر ذي الحجّة ، قال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله :من كنت مولاه فعليّ مولاه ، فأنزل الله :( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) (٣) .

ونقل السيّد السعيدرحمه‌الله مثل ذلك عن ابن جرير الطبري ، وابن عقدة ، في ما جمعاه من طرق حديث الغدير(٤) .

وعن الثعلبي ، وابن المغازلي ، والحافظ محمّد الجزري الشافعي في رسالته المسمّاة ب‍ « أسنى المطالب في مناقب عليّ بن أبي طالب »(٥) .

فظهر أنّ الذي ذكره المصنّفرحمه‌الله من روايات القوم ، وهي كثيرة

__________________

(١) منهاج الكرامة : ١١٨ ـ ١١٩ ، وانظر : ما نزل من القرآن في عليّ : ٥٦.

(٢) الدرّ المنثور ٣ / ١٩ ، تاريخ دمشق ٤٢ / ٢٣٧.

(٣) الدرّ المنثور ٣ / ١٩ ، تاريخ دمشق ٤٢ / ٢٣٣ ـ ٢٣٤ ، تاريخ بغداد ٨ / ٢٩٠ رقم ٤٣٩٢.

(٤) إحقاق الحقّ ٣ / ٣٢٨ ، وانظر : مناقب الإمام عليّعليه‌السلام ـ لابن المغازلي ـ : ٦٩ ح ٢٤.

(٥) إحقاق الحقّ ٣ / ٣٢٨ ، وانظر : مناقب الإمام عليّعليه‌السلام ـ لابن المغازلي ـ : ٦٩ ح ٢٤.

١٦٧

متعاضدة ، فهي حجّة عليهم.

وأمّا ما نقله الفضل عن الصحيحين ، فهو من رواية عمر ، الذي هو أساس نقض عهد الغدير ، فكيف تعتبر روايته؟!

على أنّ رواية الفضل لا تقوم حجّة على خصمه ، فكيف يحتجّ علينا بهذه الرواية ، التي نعتقد أنّها من موضوعات عمر أو أوليائه؟!

ثمّ إنّ قوله تعالى :( وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ) (١) ، أدلّ دليل على نصب إمام ؛ حيث إنّه أعظم النعم على الأمّة ، وبدونه لن تتمّ النعمة.

وكذا إكمال الدين ؛ فإنّه إنّما يحصل بنصب الإمام ، بناء على أنّ الإمامة من أصول الدين ، كما نقوله ، وسبق دليله(٢) .

وبالضرورة والإجماع إن كان ثمّة إمام منصوب ، فهو أمير المؤمنينعليه‌السلام .

وأمّا قوله : « فقد ذكرنا قبل هذا » إلى آخره ، فقد عرفت ما فيه(٣) .

ومن المضحك قوله : « وتعريف عليّ بين العرب » ، فإنّ عليّاعليه‌السلام أغنى الناس عن التعريف ، شخصا وشأنا ، فإن كان هناك تعريف فليس هو إلّا بالإمامة.

ولا أعرف وجها للتخصيص ببني هاشم في قوله : « وليتّخذوه سيّد بني هاشم » ، إلّا دفع سيادة أمير المؤمنين لخلفائهم ، خلافا لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إذ يقول : « من كنت مولاه فعليّ مولاه ».

__________________

(١) سورة المائدة ٥ : ٣.

(٢) انظر : ج ٤ / ٢١١ وما بعدها من هذا الكتاب.

(٣) انظر : ج ٤ / ٣١٧ وما بعدها من هذا الكتاب.

١٦٨

فإنّ « المولى » هو : السيّد الأولى بالتصرّف بالمولّى عليه من نفسه ، كما يشهد له فهم الفضل لسيادته من الحديث ، وإن خصّها ببني هاشم.

والعجب منه حيث لم يقرّ بما أقرّ به إمامه عمر ؛ إذ قال لعليّعليه‌السلام :

« بخ بخ! أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة »(١) .

وفي رواية قال له الشيخان ذلك ، كما سبق(٢) .

ثمّ لا أدري أيّ عاقل يتصوّر أن تكون غاية النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في ما فعله بغدير خمّ مجرّد جعل عليّعليه‌السلام سيّدا لبني هاشم؟!

وما الفائدة في اتّخاذ العرب له سيّدا لبني هاشم؟!

فانظر إلى هؤلاء كيف خالفوا الضرورة لجحد فضل سيّد المسلمين!!

* * *

__________________

(١) مسند أحمد ٤ / ٢٨١ ، تاريخ بغداد ٨ / ٢٩٠ رقم ٤٣٩٢ ، زين الفتى ٢ / ٢٦٥ ح ٤٧٤ ، مناقب الإمام عليّعليه‌السلام ـ لابن المغازلي ـ : ٦٩ ح ٢٤ ، شواهد التنزيل ١ / ١٥٧ ح ٢١٠ وص ١٥٨ ح ٢١٣ ، سرّ العالمين : ٤٥٣ باب في ترتيب الخلافة والمملكة ، مناقب الإمام عليّعليه‌السلام ـ للخوارزمي ـ : ١٥٦ ح ١٨٤ ، تاريخ دمشق ٤٢ / ٢٣٣ و ٢٣٤ ، الرياض النضرة ٣ / ١٢٦ ـ ١٢٧ ، البداية والنهاية ٧ / ٢٧٩.

(٢) تقدّم في ج ١ / ١٩ ه‍ ١ وج ٤ / ٣٣٦ ، وانظر : زين الفتى ٢ / ٢٦٣ ح ٤٧٢ ، فيض القدير بشرح الجامع الصغير ٦ / ٢٨٢ ضمن ح ٩٠٠٠ ، الصواعق المحرقة : ٦٧ ، الفتوحات الإسلامية ٢ / ٤٢٨.

١٦٩

٣٦ ـ سورة النجم

قال المصنّف ـ طاب مرقده ـ(١) :

السادسة والثلاثون : قوله تعالى :( وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ) (٢) .

روى الجمهور ، عن ابن عبّاس ، قال : « كنت جالسا مع فئة(٣) من بني هاشم عند النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله إذ انقضّ كوكب ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من انقضّ هذا النجم في منزله فهو الوصيّ من بعدي ».

فقام فئة(٤) من بني هاشم فنظروا ، فإذا الكوكب قد انقضّ في منزل عليّ بن أبي طالب ، فقالوا : يا رسول الله! لقد غويت في حبّ عليّ.

فأنزل الله :( وَالنَّجْمِ إِذا هَوى * ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى ) (٥) (٦) .

* * *

__________________

(١) نهج الحقّ : ١٩٢.

(٢) سورة النجم ٥٣ : ١.

(٣) كذا في الأصل ، وفي المصدر : فتية.

والفئة : الجماعة من الناس ، والجمع : فئات وفئون ؛ انظر : لسان العرب ١٠ / ١٦٩ مادّة « فأي ».

(٤) كذا في الأصل ، وفي المصدر : فتية.

والفئة : الجماعة من الناس ، والجمع : فئات وفئون ؛ انظر : لسان العرب ١٠ / ١٦٩ مادّة « فأي ».

(٥) سورة النجم ٥٣ : ١ و ٢.

(٦) مناقب الإمام عليّعليه‌السلام ـ لابن المغازلي ـ : ٢٣٣ ـ ٢٣٤ ح ٣١٣ وص ٢٥٩ ـ ٢٦٠ ح ٣٥٣ ، تاريخ دمشق ٤٢ / ٣٩٢ ، شواهد التنزيل ٢ / ٢٠٣ ـ ٢٠٤ ح ٩١٢ ، كفاية الطالب : ٢٦١.

١٧٠

وقال الفضل(١) :

آثار الوضع والافتراء على هذا النقل ظاهر لا خفاء به ، فإنّ هذه السورة نزلت في أوائل بعثة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وابن عبّاس لم يولد ، فكيف روى هذا الحديث؟!

ثمّ نسبته الغواية إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في حبّ عليّ ، وربط الآية بها ، في غاية الركاكة ، ولا يخفى هذا.

ولو صحّ ، دلّ على وصايته ، والوصاية غير الخلافة.

* * *

__________________

(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ ٣ / ٣٣٦.

١٧١

وأقول :

نقله المصنّفرحمه‌الله في « منهاج الكرامة » ، عن ابن المغازلي الشافعي ، عن ابن عبّاس(١) .

ونقله السيّد السعيدرحمه‌الله ، عن أبي حامد الشافعي(٢) (٣) .

وذكر ابن تيميّة روايتين أيضا ، إحداهما عن ابن عبّاس ، والأخرى عن أنس(٤) ، زعم أبو الفرج أنّهما من الموضوعات ؛ لضعف سنديهما ، وكون الأولى مرويّة عن ابن عبّاس ، وهي مصرّحة بانقضاض النجم بأثر المعراج ، وابن عبّاس حينئذ ابن سنتين ، فكيف يشهد تلك الحالة ـ أي حالة الانقضاض ـ ويرويها؟!

__________________

(١) منهاج الكرامة : ١١٩ ، وانظر : مناقب الإمام عليّعليه‌السلام ـ لابن المغازلي ـ : ٢٥٩ ـ ٢٦٠ ح ٣٥٣.

(٢) هو : أبو سعد عبد الملك بن أبي عثمان محمّد بن إبراهيم بن يعقوب الواعظ النيسابوري الخركوشي ، نسبة إلى « خركوش » سكّة بنيسابور ، من فقهاء الشافعية ، سمع بنيسابور وحدّث بها ، حدّث عنه الحاكم وهو أكبر منه ، وحدّث ببغداد ودمشق ومصر ، ودخل مكّة حاجّا وأقام بها مجاورا عدّة سنين ، ثمّ انصرف إلى نيسابور ، وبنى فيها دارا للمرضى ، وتوفّي بها سنة ٤٠٦ ه‍ ؛ من مصنّفاته : تفسير كبير ، شرف المصطفى ، دلائل النبوّة ، سير العبّاد والزهّاد.

انظر : تاريخ بغداد ١٠ / ٤٣٢ رقم ٥٥٩٤ ، تاريخ دمشق ٣٧ / ٩٠ رقم ٤٢٥٠ ، الأنساب ـ للسمعاني ـ ٢ / ٣٥٠ ( الخركوشي ) ، المنتظم ٩ / ١٤٦ ، معجم البلدان ٢ / ٤١٢ رقم ٤٢١٣ ، سير أعلام النبلاء ١٧ / ٢٥٦ رقم ١٥٣ ، طبقات الشافعية الكبرى ـ للسبكي ـ ٥ / ٢٢٢ رقم ٤٧٨.

(٣) إحقاق الحقّ ٣ / ٣٤٠ ـ ٣٤١ ، وفيه : في نسخة : « أبو سعد » بدل « أبو حامد ».

(٤) منهاج السنّة ٧ / ٦٣ و ٦٥.

١٧٢

وكون الثانية عن أنس ، وهو إنّما خدم النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بالمدينة ، والمعراج قبل الهجرة بسنة(١) .

وفيه ـ مع ما عرفت مرارا من أنّ ضعف سند الرواية عندهم في فضل أمير المؤمنينعليه‌السلام ، ولا سيّما المتعلّقة بخلافته ، غير ضائر في صحّتها(٢) ـ :

إنّ الرواية إذا تعدّدت أسانيدها قوي اعتبارها ، ولا سيّما مع موافقتها للأخبار الكثيرة المصرّحة بخلافة عليّعليه‌السلام ووصايته.

وأمّا قوله : « إنّ ابن عبّاس كان حين المعراج ابن سنتين » ، فغير مسلّم

ذكر في « الاستيعاب » بترجمة ابن عبّاس ، من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل ، عن أبيه ، بسنده عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس ، قال : « توفّي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأنا ابن خمس عشرة سنة »

قال عبد الله : قال أبي : وهذا هو الصواب »(٣) .

فيكون ابن عبّاس حين الهجرة ابن خمس سنين ، كما قال ابن تيميّة : « له نحو خمس سنين »(٤) ، وقال به كثير منهم(٥) .

وحينئذ : فله عند المعراج أربع سنين ، ولا شكّ أنّ مثله في معرفته وذكائه يلتفت إلى مثل ذلك.

__________________

(١) الموضوعات ١ / ٣٧٢ ـ ٣٧٤.

(٢) انظر : ج ١ / ٧ وما بعدها من هذا الكتاب.

(٣) الاستيعاب ٣ / ٩٣٤ رقم ١٥٨٨.

(٤) منهاج السنّة ٧ / ٦٦.

(٥) انظر : أسد الغابة ٣ / ١٩٠ رقم ٣٠٣٥ ، تهذيب الكمال ١٠ / ٢٥٥ رقم ٣٣٤٠ ، سير أعلام النبلاء ٣ / ٣٣٥ رقم ٥١ ، تهذيب التهذيب ٤ / ٣٥٧ رقم ٣٤٩٨.

١٧٣

وكيف لا؟! وقد روى الروايات الكثيرة عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله المتعلّقة بالأمور الخفيّة وهو صبيّ!

فكيف لا يحسن أن يروي وهو ابن أربع سنين ما شاهده من الأمر الغريب ، الذي يلتفت إليه سائر الصبيان؟!

وأمّا أنس ، فيمكن أن يكون جاء بصحبة أحد إلى مكّة قبل الهجرة بسنة فشاهد ما شاهد.

وأمّا ما زعمه الفضل وابن تيميّة ، من أنّ سورة النجم نزلت في أوائل البعثة(١) ، فممنوع

نعم ، قيل : إنّها مكّيّة(٢) ، وهو لا يقتضي ما زعماه.

وقد ذكر ابن تيميّة هنا ما لا يستحقّ الجواب(٣) ، وإن تكلّفنا بردّ بعضه في طيّ الكلام الآتي.

وأمّا ما زعمه الفضل من الركاكة في نسبة الغواية إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله وربط الآية بها

ففيه : إنّ الكافرين والمنافقين إذا لم ينسبوا الغواية له في حبّ عليّ ، فمن ينسبها إليه؟! وليست هي بأعظم من نسبة الهجر له.

كما إنّ تلك النسبة ليست بغريبة من بني هاشم ، فإنّهم ليسوا بأعظم من أولاد يعقوب الّذين صاروا بزعم القوم أنبياء ، وقد نسبوا إلى أبيهم الضلال في حبّ يوسفعليه‌السلام .

__________________

(١) منهاج السنّة ٧ / ٦٦.

(٢) تفسير البغوي ٤ / ٢٢٣ ، تفسير الفخر الرازي ٢٨ / ٢٧٨ ، البحر المحيط ٨ / ١٥٣ ، الدرّ المنثور ٧ / ٦٣٩ ، روح المعاني ٢٧ / ٦٨.

(٣) انظر : منهاج السنّة ٧ / ٦٧.

١٧٤

وأمّا ربط الآية بنسبة الغواية إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في هوى عليّعليه‌السلام وبيان وصيّته ، فأوضح حالا من تجاهل الفضل.

وأمّا قوله : « إنّ الوصاية غير الخلافة » ، فباطل ؛ لأنّ غير الخلافة لا يحتاج إلى هذا البرهان العظيم ، ولا يوجب نسبة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى الغواية.

مع أنّ روايتي ابن تيميّة مصرّحتان بالخلافة ، فإنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قال في إحداهما : «في دار من وقع هذا النجم فهو خليفتي من بعدي »(١) ، وفي الأخرى : «من انقضّ في داره فهو الخليفة بعدي »(٢) .

ثمّ إنّ النجم الذي هوى يحتمل أن يكون من نجوم السماء ، أنزله الله تعالى بجرم صغير في دار عليّعليه‌السلام معجزة ؛ ليجعله آية ظاهرة لإمامة أمير المؤمنينعليه‌السلام ، كما شقّ القمر وأنزله بجرم صغير إلى الأرض معجزة لرسالة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله .

ويحتمل أن يكون من غيرها ، فإنّ الآيات الإلهيّة لا يستبعد فيها شيء ممكن ، كما لا يستبعد بيان خلافة أمير المؤمنينعليه‌السلام بمكّة ، لتتضافر الحجج عليهم ، فإنّه يعلم عاقبة قريش مع عليّعليه‌السلام ، كما لا يمنع من بيانها صغر سنّه ؛ ولذا نصّ له بالخلافة في أوّل رسالته عند ما أنزل الله سبحانه :( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) (٣) ، وجمع بني هاشم ، كما سيأتي إن شاء الله تعالى.

ثمّ إنّه لا ينافي وجه النزول ـ الذي ذكرته تلك الروايات ـ ما حكاه

__________________

(١) منهاج السنّة ٧ / ٦٣.

(٢) منهاج السنّة ٧ / ٦٥.

(٣) سورة الشعراء ٢٦ : ٢١٤.

١٧٥

السيوطي في « الدرّ المنثور » ، عن ابن مردويه ، أنّه أخرج عن أبي الحمراء ، وحبّة العرني ، قالا :

« أمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أن تسدّ الأبواب التي في المسجد ، فشقّ عليهم إلى أن قالا : فقال رجل : ما يألو يرفع ابن عمّه ، [ قال : ] فعلم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قد شقّ عليهم ، فدعا بالصلاة جامعة ، فلمّا اجتمعوا صعد المنبر ، فلم يسمع لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله خطبة قطّ كان أبلغ منها تمجيدا وتوحيدا.

فلمّا فرغ قال : «أيّها الناس! ما أنا سددتها ، ولا أنا فتحتها ، ولا أنا أخرجتكم وأسكنته » ، ثمّ قرأ :( وَالنَّجْمِ إِذا هَوى * ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى * وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى * إِنْ هُوَ إِلأَوَحْيٌ يُوحى ) (١) »(٢) .

وإنّما قلنا : إنّه لا ينافيه ؛ لأنّ هذه الرواية لا تقتضي إلّا استشهاد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بالآيات ، إذ لم يهو نجم حينئذ ، فلا تنافي نزولها سابقا في أمر خلافة أمير المؤمنينعليه‌السلام .

__________________

(١) سورة النجم ٥٣ : ١ ـ ٤.

(٢) الدرّ المنثور ٧ / ٦٤٢.

١٧٦

٣٧ ـ سورة العاديات

قال المصنّف ـ قدّس الله روحه ـ(١) :

السابعة والثلاثون : أقسم الله تعالى بخيل جهاده في « غزوة السلسلة »(٢) لمّا جاء جماعة من العرب واجتمعوا على وادي الرملة ليبيّتوا(٣) النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بالمدينة ، فقال النبيّ لأصحابه : من لهؤلاء؟

فقام جماعة من أهل الصفّة(٤) ، فقالوا : نحن ؛ فولّ علينا من شئت!

فأقرع بينهم ، فخرجت القرعة على ثمانين رجلا منهم ومن غيرهم.

__________________

(١) نهج الحقّ : ١٩٣.

(٢) غزوة السلسلة : هي الغزوة التي حدثت في السنة الثامنة للهجرة ، والتي جرت بين المسلمين وبين جماعة من قضاعة أرادوا التآمر على الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقد سمّيت ب‍ « غزوة السلاسل » نسبة إلى الموضع الذي وقعت فيه ، وهو ماء بأرض جذام ، يقال له : سلاسل ، وهو على بعد عشرة أيّام من المدينة ، وتقع وراء وادي القرى.

انظر : تاريخ الطبري ٢ / ١٤٦ ، الكامل في التاريخ ٢ / ١١٠ ، المنتظم ٢ / ٣٩٠.

(٣) بيّت الأمر : عمله أو دبّره ليلا ، وكلّ ما فكّر فيه من سوء ، أو خيض فيه ، أو قدّر بليل ، فقد بيّت ؛ انظر : تاج العروس ٣ / ٢٤ مادّة « بيت ».

(٤) أهل الصفّة : هم فقراء المهاجرين ، ومن لم يكن له منهم منزل يسكنه ، فكانوا يأوون إلى موضع مظلّل في مسجد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله يسكنونه.

انظر مادّة « صفف » في : النهاية في غريب الحديث ٣ / ٣٧ ، لسان العرب ٧ / ٣٦٤.

١٧٧

فأمر أبا بكر بأخذ اللواء والمضيّ إلى بني سليم(١) ، وهم ببطن الوادي ، فهزموهم وقتلوا جمعا من المسلمين ، وانهزم أبو بكر.

وعقد لعمر وبعثه ، فهزموه ، فساء النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله .

فقال عمرو بن العاص : ابعثني يا رسول الله! فأنفذه ، فهزموه وقتلوا جماعة من أصحابه.

وبقي النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أيّاما يدعو عليهم.

ثمّ طلب أمير المؤمنينعليه‌السلام وبعثه إليهم ، ودعا له وشيّعه إلى مسجد الأحزاب ، وأنفذ معه جماعة ، منهم : أبو بكر ، وعمر ، وعمرو بن العاص.

فسار الليل وكمن النهار حتّى استقبل الوادي من فمه ، فلم يشكّ عمرو بن العاص أنّه يأخذهم ، فقال لأبي بكر : هذه أرض سباع وذئاب وهي أشدّ علينا من بني سليم ، والمصلحة أن نعلو الوادي ؛ وأراد إفساد الحال وقال : قل ذلك لأمير المؤمنين ؛ فقال له أبو بكر ، فلم يلتفت إليه.

ثمّ قال لعمر ، فلم يجبه أمير المؤمنينعليه‌السلام .

وكبس على القوم الفجر ، فأخذهم ، فأنزل الله تعالى :( وَالْعادِياتِ ضَبْحاً ) (٢) السورة.

واستقبله النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله فنزل أمير المؤمنين ، وقال له النبيّ :

__________________

(١) بنو سليم : قبيلة عظيمة من قيس بن عيلان ، من العدنانية ، تنتسب إلى سليم بن منصور بن عكرمة ، تتفرّع إلى عدّة عشائر وبطون ، وكانت لهم عدّة منازل منها : عليّة نجد بالقرب من خيبر ، وحرّة سليم ، وغيرها ، قاتلهم الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله في عدّة مواطن.

انظر : معجم قبائل العرب ٢ / ٥٤٣ ـ ٥٤٦.

(٢) سورة العاديات ١٠٠ : ١ ـ ١١.

١٧٨

«لو لا أن أشفق أن يقول فيك طوائف من أمّتي ما قالت النصارى في المسيح ، لقلت فيك اليوم مقالا لا تمرّ بملأ منهم إلّا أخذوا التراب من تحت قدميك ، اركب فإنّ الله ورسوله عنك راضيان »(١) .

* * *

__________________

(١) انظر : الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد ١ / ١٦٢ ـ ١٦٥ ، تفسير القمّي ٢ / ٤٣٥ ـ ٤٣٩ ، تفسير فرات ٢ / ٥٩١ ـ ٦٠٣ ح ٧٥٨ ـ ٧٦١ ، الخرائج والجرائح ١ / ١٦٧ ح ٢٥٧.

١٧٩

وقال الفضل(١) :

قصّة غزوة ذات السلاسل منقولة في الصحاح ، وأنّها تصدّاها عمرو ابن العاص بتأمير رسول الله إيّاه ، وكان الفتح بيده(٢) .

وأمّا ما ذكره ، فليس بمنقول في الصحاح ، بل اشتمل على المناكير ، فإنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله كيف يجوز أن يدّعي ألوهيّة عليّ؟!

والمفهوم من هذا الخبر أنّ النبيّ كان يريد أن يقول بألوهيّة عليّ ، ولكنّه خاف أن يعبده الناس.

وهذا كلام غلاة الرافضة ، ولا ينبغي نقل هذا لمسلم فضلا عن فاضل(٣) .

__________________

(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ ٣ / ٣٤٥.

(٢) نعم ، بعث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عمرو بن العاص في هذه الغزوة ، ولكن لم يذكر أحد أنّ الفتح كان على يديه ، بل اختلف هو وأبو عبيدة حول الإمرة!!

انظر : صحيح البخاري ٥ / ٣٢٩ ح ٣٥٥ ، صحيح مسلم ٧ / ١٠٩ ، كنز العمّال ١٠ / ٥٦٤ ح ٣٠٢٥٣ وص ٥٩٨ ح ٣٠٢٩٤.

(٣) ليس هذا من كلام غلاة الرافضة ؛ بل رواه جمع من الأئمّة والحفّاظ الأثبات ، منهم : أبو عبد الله أحمد بن حنبل في « المسند » كما في شرح نهج البلاغة ٩ / ١٦٨ ، والطبراني في المعجم الكبير ١ / ٣٢٠ ح ٩٥١ ، وابن المغازلي في مناقب الإمام عليّعليه‌السلام : ٢١٦ ح ٢٨٥ ، والخوارزمي في مناقب الإمام عليّعليه‌السلام : ١٢٨ ـ ١٢٩ ح ١٤٣ وص ١٥٨ ح ١٨٨ وص ٣١١ ح ٣١٠ ، والكنجي في كفاية الطالب : ٢٦٤ ، والهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ١٣١.

١٨٠