دلائل الصدق لنهج الحق الجزء ٥

دلائل الصدق لنهج الحق0%

دلائل الصدق لنهج الحق مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: مفاهيم عقائدية
ISBN: 964-319-358-6
الصفحات: 427

دلائل الصدق لنهج الحق

مؤلف: الشيخ محمد حسن المظفر
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف:

ISBN: 964-319-358-6
الصفحات: 427
المشاهدات: 180924
تحميل: 3919


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 427 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 180924 / تحميل: 3919
الحجم الحجم الحجم
دلائل الصدق لنهج الحق

دلائل الصدق لنهج الحق الجزء 5

مؤلف:
ISBN: 964-319-358-6
العربية

عداهم غير صنوان.

وليت شعري! إذا لم يرض الفضل بهذا ، بحجّة عدم ارتباطه بظاهر الآية ، فما باله رضي بتفسير الآية السابقة بالنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله والخلفاء ، مع أنّه مثله في مخالفة الظاهر؟!

بل يفترقان بأنّ تفسير الآية السابقة ، تفسير بالرأي من ذوي الأهواء ، وتفسير هذه الآية من النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهو أعلم بمعناها!

نعم ، هذا مختصّ بفضل أمير المؤمنين ، فاستحقّ جحد الفضل ؛ وذاك يعمّ غيره ، فاستوجب القبول!

وأمّا ربط هذا الدليل بالمدّعى ، فغير خفيّ على عارف ؛ لأنّه إذا دلّ على مشاركة عليّعليه‌السلام للنبيّ في الفضل ، والامتياز على الناس ، فقد صار الأفضل ، وأحقّ الناس بخلافته ومنصبه ، وأولاهم بالإمامة بعده ، كما هو المدّعى.

* * *

٢٠١

٤٢ ـ آية :( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا )

قال المصنّف ـ أجزل الله ثوابه ـ(١) :

الثانية والأربعون : قوله تعالى :( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ ) (٢) .

نزلت في عليّعليه‌السلام (٣) .

* * *

__________________

(١) نهج الحقّ : ١٩٦.

(٢) سورة الأحزاب ٣٣ : ٢٣.

(٣) انظر : شواهد التنزيل ٢ / ١ ـ ٢ ح ٦٢٧ و ٦٢٨ ، مناقب الإمام عليّعليه‌السلام ـ للخوارزمي ـ : ٢٧٩ ح ٢٧٠ ، كفاية الطالب : ٢٤٩ ، الفصول المهمّة : ١٣١ ، سمط النجوم العوالي ٣ / ١٩ ، ينابيع المودّة ١ / ٢٨٥ ح ١٠ ، نور الأبصار : ١١٩.

٢٠٢

وقال الفضل(١) :

هذه الآية نزلت في قتلى أحد حين قتلوا ، ووقف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله على مصعب بن عمير ـ وهو ممّن قتل بأحد ـ فقرأ عليه هذه الآية(٢) .

وإن صحّ نزوله في عليّ ، فهو من فضائله ، ولا يدلّ على النصّ المقصود.

* * *

__________________

(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ ٣ / ٣٦٤.

(٢) انظر : الكشّاف ٣ / ٢٥٦ ، تفسير القرطبي ١٤ / ١٠٥ ، الدرّ المنثور ٦ / ٥٨٧ ، فتح القدير ٤ / ٢٧٢ ، روح المعاني ٢١ / ٢٥٧.

٢٠٣

وأقول :

قال ابن حجر في « الصواعق » ، في الفصل الأخير من الباب التاسع : سئل أمير المؤمنينعليه‌السلام ـ وهو على المنبر بالكوفة ـ عن قوله تعالى :( رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً ) (١) .

قال : « اللهمّ غفرا! هذه الآية نزلت فيّ ، وفي عمّي حمزة ، وفي ابن عمّي عبيدة بن الحارث(٢) ، فأمّا عبيدة فقضى نحبه شهيدا يوم بدر ، وحمزة قضى نحبه شهيدا يوم أحد ، وأمّا أنا فأنتظر أشقاها ، يخضّب هذه من هذا ؛ وأشار بيده إلى لحيته ورأسه »(٣) .

ونحوه في « ينابيع المودّة » ، عن أبي نعيم ، عن ابن عبّاس وإمامنا

__________________

(١) سورة الأحزاب ٣٣ : ٢٣.

(٢) هو : عبيدة بن الحارث بن [ عبد ] المطّلب بن عبد مناف ، ابن عمّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكان من السابقين الأوّلين في الإسلام ، وهو أسنّ من الرسول بعشرة سنوات ، وهو أوّل من عقد له الرسول لواء في الإسلام.

هاجر إلى المدينة ، وكان ذا قدر ومنزلة عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وهو أحد الثلاثة المبارزين يوم بدر ، هو والإمام عليّ عليه السلام وسيّد الشهداء حمزة رضوان الله عليه ، حين دعاهم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لمبارزة ثلاثة من المشركين ، فبارز حمزة شيبة بن ربيعة ابن عبد شمس ، وبارز عليّ عليه السلام الوليد بن عتبة بن ربيعة ، وبارز عبيدة عتبة بن ربيعة وقطعت رجله فيها ، وتوفّي بالصفراء في ناحية المدينة قرب بدر وهو ابن ثلاث وستّين.

انظر : الاستيعاب ٣ / ١٠٢٠ رقم ١٧٤٨ ، أسد الغابة ٣ / ٤٤٩ رقم ٣٥٢٨ ، سير أعلام النبلاء ١ / ٢٥٦ رقم ٤٥ ، البداية والنهاية ٣ / ١٨٤.

(٣) الصواعق المحرقة : ٢٠٧.

٢٠٤

الصادقعليه‌السلام ، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام (١) .

وهو دالّ على إمامته ؛ لأنّ مقتضى مفهوم وصف الرجال بأنّهم صدقوا ، أنّ غيرهم لم يعاهد الله سبحانه أو لم يصدق العهد ؛ فهم خواصّ المؤمنين وخيرتهم ؛ لانفرادهم بهذه الفضيلة الكاشفة عن زيادة المعرفة والتفاني في ذات الله تعالى.

ولا شكّ أنّ عليّاعليه‌السلام خاصّة الخاصّة ، فيكون أحقّ الناس بالإمامة ؛ لأفضليّته ، ولا سيّما أنّ صدق العهد في وقته بعد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله مختصّ به ، فلا يصلح للإمامة سواه.

وأمّا ما زعمه من نزول الآية في قتلى أحد ، فيبطله أنّه سبحانه قسّم صادقي العهد إلى من قضى نحبه ومن ينتظر ، فلا يختصّ بالقتلى.

اللهمّ إلّا أنّ يريد نزولها في بعض قتلى أحد وبعض الأحياء ، فهو مسلّم ، وهو الذي نقوله ، وبيّنته الرواية السابقة ، وقال به صاحب « الكشّاف » ، لكنّه عدّ جماعة زعم أنّهم من صادقي العهد ، حمله على ذكرهم حسن الظنّ بهم(٢) ؛ ونحن لا نعترف لهم بذلك.

* * *

__________________

(١) ينابيع المودّة ١ / ٢٨٥ ح ١٠ وانظر : ج ٢ / ٤٢١ ح ١٦٢.

(٢) الكشّاف ٣ / ٢٥٦.

٢٠٥

٤٣ ـ آية :( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ )

قال المصنّف ـقدس‌سره ـ(١) :

الثالثة والأربعون : قوله تعالى :( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا ) (٢) .

وهو عليّعليه‌السلام (٣) .

* * *

__________________

(١) نهج الحقّ : ١٩٦.

(٢) سورة فاطر ٣٥ : ٣٢.

(٣) كشف الغمّة ١ / ٣١٦ ـ ٣١٧ عن ابن مردويه ، وانظر مؤدّاه في : شواهد التنزيل ٢ / ١٠٤ ح ٧٨٢ و ٧٨٣.

٢٠٦

وقال الفضل(١) :

عليّ من جملة ورثة الكتاب ؛ لأنّه عالم بحقائق الكتاب ، فهذا يدلّ على علمه ووفور توغّله في معرفة الكتاب ، ولا يدلّ على النصّ.

* * *

__________________

(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ ٣ / ٣٦٧.

٢٠٧

وأقول :

سبق في الآية السابعة والعشرين ، أنّ المراد ب‍( مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ ) (١) هو : عليّعليه‌السلام (٢) ؛ فيتعيّن أن يكون هو المراد بمن أورثه الله الكتاب ، واصطفاه ، فإنّ الكتاب فيهما واحد ، وهو : القرآن ، كما هو المنصرف.

ويدلّ عليه الآية التي قبل الآية التي نحن فيها ، وهي قوله تعالى :( وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتابِ ) (٣) ؛ فإنّ إعادة المعرّف ب‍ ( اللام ) تفيد الوحدة.

ويشهد أيضا لإرادة عليّ بمن أورثه الكتاب واصطفاه ، الأخبار المستفيضة الدالّة على أنّ عليّا مع القرآن والقرآن معه(٤) ، فإنّ المعيّة تستدعي أن يكون علم القرآن عنده ، وإنّه وارثه.

فإذا أفادت الرواية التي أشار إليها المصنّفرحمه‌الله ، وحكاها السيّد السعيدرحمه‌الله عن ابن مردويه ، أنّ المراد بمن أورثه الكتاب هو عليّعليه‌السلام (٥) ،

__________________

(١) سورة الرعد ١٣ : ٤٣.

(٢) انظر الصفحة ١١٧ وما بعدها من هذا الجزء.

(٣) سورة فاطر ٣٥ : ٣١.

(٤) المعجم الأوسط ٥ / ٢٤٢ ح ٤٨٨٠ ، المعجم الصغير ١ / ٢٥٥ ، المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٣٤ ح ٤٦٢٨ وصحّحه ووافقه الذهبي في « التلخيص » ، مناقب الإمام عليّعليه‌السلام ـ للخوارزمي ـ : ١٧٦ ـ ١٧٧ ح ٢١٤ ، فرائد السمطين ١ / ١٧٧ ح ١٤٠ ، مجمع الزوائد ٩ / ١٣٤ ، الجامع الصغير ـ للسيوطي ـ : ٣٤٦ ح ٥٥٩٤ ، الصواعق المحرقة : ١٩١ ، كنز العمّال ١١ / ٦٠٣ ح ٣٢٩١٢.

(٥) إحقاق الحقّ ٣ / ٣٦٧.

٢٠٨

كانت مؤكّدة لغيرها.

وحينئذ ، فلا معنى لقول الفضل : « عليّ من جملة ورثة الكتاب » ، ولا سيّما أنّه قد أراد أن يشرك معه من لا يعرف الأبّ والكلالة ومن كانت المخدّرات أفقه منه(١) .

هذا كلّه مضافا إلى أنّ اصطفاء الشخص لميراث الكتاب يدلّ على أنّه حافظ له ، غير مضيّع لما فيه عمدا وسهوا ، فيكون معصوما ، وغير عليّ من الصحابة غير معصوم بالإجماع ، فيتعيّن أن يكون هو المراد بالآية وحده ، أو معه أبناؤه المعصومون بشهادة حديث الثقلين ، وإنّما تركت الرواية ذكرهم ؛ لأنّهم غير موجودين في وقته ، أو لأنّ ذكره أهمّ ، وهو الأصل وهم فرعه ، فإذا ثبت ثبتوا جميعا.

فإن قلت : لا يمكن أن يراد وحده أو مع الأئمّة خاصّة ؛ لأنّهم معصومون عندكم ، والآية قسّمت من أورثه الله الكتاب واصطفاه إلى الظالم لنفسه ، والمقتصد ، والسابق بالخيرات ، فيتعيّن أن يراد بالآية مطلق المؤمنين.

قلت : التقسيم راجع إلى العباد ، والضمير في قوله تعالى :( فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ ) (٢) عائد إلى قوله تعالى :( عِبادِنا ) ، لا لمن أورثه الكتاب واصطفاه منهم ؛ إذ لا يصحّ تقسيم من اصطفاه إلى الظالم وغيره ، ولا شمول من أورثه الكتاب لكلّ مؤمن عالم وجاهل ، فهي نظير قوله تعالى في سورة الحديد :( وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً وَإِبْراهِيمَ وَجَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ

__________________

(١) انظر الصفحة ١١٤ ه‍ ١ و ٢ من هذا الجزء.

(٢) سورة فاطر ٣٥ : ٣٢.

٢٠٩

وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ ) (١) .

وأمّا قول آدمعليه‌السلام :( رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا ) (٢) ، مع أنّه من المصطفين ، فمتأوّل بإرادة فعل المكروه ؛ للأدلّة العقليّة والنقليّة بخلاف ذلك(٣) .

نعم ، يمكن أن يكون التقسيم راجعا إلى من أورثه الكتاب واصطفاه ، على أن تكون الوراثة والاصطفاء بلحاظ اشتماله على البعض الوارث المصطفى ، فيصحّ تقسيم الجنس إلى هذه الأقسام الثلاثة ، لكنّ المراد بالبعض الوارث المصطفى هو : عليّ وحده في وقته ، أو مع أبنائه بلحاظ جميع الأوقات ؛ للأدلّة السابقة ونحوها ، كما وردت بذلك الرواية عندنا(٤) ؛ وحينئذ ، فتدلّ الآية على إمامته ؛ لدلالتها على العصمة ، التي هي شرط الإمامة ، ولا معصوم غيره من الصحابة بالضرورة والإجماع

ولأنّ وراثة الكتاب بالاصطفاء شأن خلفاء الأنبياء ؛ فيكون هو الخليفة والإمام.

__________________

(١) سورة الحديد ٥٧ : ٢٦.

(٢) سورة الأعراف ٧ : ٢٣.

(٣) انظر : تنزيه الأنبياء ـ للشريف المرتضى ـ : ٢٧ ، أوائل المقالات : ٦٢ القول في عصمة الأنبياء.

(٤) انظر : أصول الكافي ١ / ٢٤٠ ـ ٢٤١ ح ٥٥٨ ـ ٥٦١.

٢١٠

٤٤ ـ آية :( أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي )

قال المصنّف ـ أعلى الله درجته ـ(١) :

الرابعة والأربعون : قوله تعالى :( أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ) (٢) .

هو : عليّعليه‌السلام (٣) .

* * *

__________________

(١) نهج الحقّ : ١٩٦.

(٢) سورة يوسف ١٢ : ١٠٨.

(٣) انظر : شواهد التنزيل ١ / ٢٨٦ ح ٣٩١ و ٣٩٢ ، كشف الغمّة ١ / ٣١٦.

٢١١

وقال الفضل(١) :

إن أراد أنّه ما اتّبع النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله غير عليّ ، فهو باطل كما لا يخفى.

وإن أراد أنّه من جملة التابعين ، فهو ظاهر لا يحتاج إلى دليل ، ولا نسبة له بالمدّعى.

* * *

__________________

(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ ٣ / ٣٦٨.

٢١٢

وأقول :

أراد الأوّل ؛ على معنى أنّه لم يتّبع النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله الاتّباع الصحيح ، الكامل تسليما وعملا ، إلّا عليّعليه‌السلام .

ولذا كان خلفاؤهم يخالفون النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في الرأي والعمل ، كما في التخلّف عن جيش أسامة(١) ، والفرار في مقام الخوف عليه وعلى الدين(٢) .

وفي منع كتابه الهادي ، الذي سبّب منعه ضلال الأمّة إلى يوم الدين ، وقول عمر : « حسبنا كتاب الله »(٣) ، مفيّلا(٤) لرأي النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله .

.. إلى غير ذلك ممّا لا يحصى ، وسيرد عليك بعضه(٥) إن شاء الله

__________________

(١) مرّ تخريج ذلك في ج ٤ / ٣١٩ ه‍ ٦ ؛ فراجع! وانظر علاوة على ذلك : البداية والنهاية ٦ / ٢٢٧ و ٢٢٨ ، الطبقات الكبرى ـ لابن سعد ـ ٢ / ١٩١ ـ ١٩٢ ، شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ١ / ١٥٩ ـ ١٦٠ وج ١٧ / ١٧٥ ، السيرة الحلبية ٣ / ٢٢٧ ـ ٢٣١.

(٢) انظر الصفحة ٥٧ ه‍ ١ من هذا الجزء.

(٣) انظر مثلا : البداية والنهاية ٥ / ١٧٣ أحداث سنة ١١ ه‍ ، ومرّ تخريجه بتفصيل أكثر في ج ٤ / ٩٣ ه‍ ٢ من هذا الكتاب ؛ فراجع!

(٤) فيّل رأيه : قبّحه وخطّأه ؛ انظر : لسان العرب ١٠ / ٣٧٠ مادّة « فيل ».

(٥) يضاف إلى ما ذكر من مخالفات خلفائهم للنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بالرأي وبالعمل ، على سبيل المثال ما يلي :

١ ـ جذب عمر بن الخطّاب ثوب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عند ما قام ليصلّي على عبد الله بن أبيّ بن سلول ، وقال له : أتصلّي عليه وقد نهاك الله أن تصلّي عليه؟!

انظر : صحيح البخاري ٦ / ١٢٩ ـ ١٣١ ح ١٩٠ ـ ١٩٢ ، صحيح مسلم ٧ / ١١٦ كتاب الفضائل وج ٨ / ١٢٠ كتاب صفات المنافقين ، سنن ابن ماجة ١ / ٤٨٧ ـ ٤٨٨ ح ١٥٢٣ ، تفسير الطبري ٦ / ٤٣٩ ـ ٤٤٠ ح ١٧٠٦٥ و ١٧٠٦٦ و ١٧٠٧٠ ، تفسير ـ

٢١٣

تعالى.

وكيف يكون هؤلاء وأشباههم أهل بصيرة حتّى يرادوا بقوله تعالى :( أَدْعُوا إِلَى اللهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ) (١) ، وهم لم يزالوا مخالفين له في آرائهم وأعمالهم؟!

ويدلّ على اختصاص أمير المؤمنين بهذه الآية ، ما سبق من نزول الآية الحادية والعشرين فيه(٢) ، وهي قوله تعالى :( يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ

__________________

ـ الفخر الرازي ١٦ / ١٥٥ ، الكامل في التاريخ ٢ / ١٦١ حوادث سنة ٩ ه‍ ، شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ١٢ / ٥٥ ، الدرّ المنثور ٤ / ٢٥٨ ـ ٢٥٩.

٢ ـ حادثة عذق البسر ، وتجرّؤ عمر على ضرب العذق بالأرض وتناثر البسر نحو وجه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله .

انظر : حلية الأولياء ٢ / ٢٧ ـ ٢٨ رقم ١٢٦.

٣ ـ عدم تنفيذ أبي بكر وعمر لما أمرهم به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من قتل الرجل الذي كان يصلّي في المسجد ، فقال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : « لو قتل ما اختلف في أمّتي رجلان ».

انظر : مسند أبي يعلى ١ / ٩٠ ـ ٩١ ح ٩٠ ، حلية الأولياء ٣ / ٢٢٧

٤ ـ شكّ عمر بصحّة قسمة الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم وقال : يا رسول الله! لغير هؤلاء أحقّ منهم أهل الصفّة.

انظر : مسند أحمد ١ / ٢٠.

٥ ـ شكّ عمر يوم الحديبية.

انظر : صحيح البخاري ٤ / ٤٠ ـ ٤١ ضمن ح ١٨ ، صحيح مسلم ٥ / ١٧٥ ـ ١٧٦ كتاب الجهاد ـ باب صلح الحديبية ، مسند أحمد ٤ / ٣٣٠ ، تاريخ الطبري ٢ / ١٢٢ حوادث سنة ٦ ه‍ ، السيرة النبويّة ـ لابن هشام ـ ٤ / ٢٨٤ ، الطبقات الكبرى ـ لابن سعد ـ ٢ / ٧٨ ، شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ١٢ / ٥٩ ، البداية والنهاية ٤ / ١٣٦ حوادث سنة ٦ ه‍ ، السيرة النبويّة ـ لابن كثير ـ ٣ / ٣٢٠ ، السيرة الحلبية ٢ / ٧٠٦.

(١) سورة يوسف ١٢ : ١٠٨.

(٢) راجع الصفحة ٧٤ وما بعدها من هذا الجزء.

٢١٤

اللهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) (١) .

وأنت تعلم أنّ الدعوة على بصيرة ، وكمال الاتّباع للنبيّ في أقواله وأفعاله ، موجبان لانتشار الدعوة إلى الدين كما يريده الله تعالى ، فيكون كامل الاتّباع ، الداعي على بصيرة ، أحقّ بمنصب النبيّ ، وأولى بخلافته.

ولا سيّما أنّ الاتّباع المطلق يقتضي ثبوت العصمة والاتّصاف بالأوصاف الحميدة ؛ كالعلم ، والحلم ، ونحوهما ممّا يراد في الإمام.

فيكون أمير المؤمنين هو الإمام.

* * *

__________________

(١) سورة الأنفال ٨ : ٦٤.

٢١٥

٤٥ ـ آية :( أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَيْكَ )

قال المصنّف ـ طاب مرقده ـ(١) :

الخامسة والأربعون : قوله تعالى :( أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُ ) (٢) .

هو عليّعليه‌السلام (٣) .

* * *

__________________

(١) نهج الحقّ : ١٩٧.

(٢) سورة الرعد ١٣ : ١٩.

(٣) انظر : كشف الغمّة ١ / ٣١٦ نقلا عن كتاب « المناقب » لابن مردويه.

٢١٦

وقال الفضل(١) :

هذا من تفاسير الشيعة ، لا من تفاسير أهل السنّة ، وإن صحّ يدلّ على علمه بحقيقة الكتاب ، لا على التنصيص بإمامته ، وهو المدّعى.

* * *

__________________

(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ ٣ / ٣٦٩.

٢١٧

وأقول :

لم يحضرني من كتب القوم إلّا اليسير ، ولا ريب أنّ ما ذكره المصنّفرحمه‌الله موجود في بعضها ، ولا قيمة لإنكار الفضل ؛ لما عرّفناك من وجود ما أنكره سابقا(١) ، على قلّة اطّلاعي على كتبهم.

ويؤيّد إرادة أمير المؤمنينعليه‌السلام في الآية نزول أشباهها ، أو لازم معناها فيه ، كالآيات السابقة الدالّة على أنّه المصدّق بالصدق(٢) ، ومن عنده علم الكتاب(٣) ، ووارث الكتاب(٤) ، ومن اصطفاه الله(٥) إلى نحوها من الآيات.

فإذا كان هو المراد بالآية ، فلا بدّ أن يراد بعلمه ـ بأنّ ما أنزل إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله حقّ ـ هو العلم الذي لا تختلجه الشكوك ولا تخالطه الأوهام ؛ لأنّه هو الذي يصحّ أن يمتاز به ، ويصلح أن يمدح عليه.

ولا شكّ أنّ أشدّ الناس يقينا بحقّية شريعة النبيّ ، أولاهم بإمرتها وحفظها ، كما أنّ من ليس بمنزلته في اليقين أدنى منه عقلا وفضلا ؛ ولذا عدّه تعالى أعمى ، فقال سبحانه في هذه الآية :( أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ

__________________

(١) راجع مثلا الصفحات ١١٣ و ١١٧ و ١٣١ و ١٥٠ و ١٨١ و ١٩٠ من هذا الجزء ، وغيرها.

(٢) انظر مبحث الآية ١٩ ، في الصفحات ٦٢ ـ ٦٨ من هذا الجزء.

(٣) انظر مبحث الآية ٢٧ ، في الصفحات ١١٥ ـ ١١٩ من هذا الجزء.

(٤) انظر مبحث الآية ٤٣ ، في الصفحات ٢٠٦ ـ ٢١٠ من هذا الجزء.

(٥) انظر مبحث الآية ٨ ، في ج ٤ / ٤١٧ ـ ٤٢٢ من هذا الكتاب.

٢١٨

إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمى إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ ) (١) .

وقد سبق أنّ الإمامة لا تصلح للمفضول مع وجود الفاضل ، بل لا يصحّ أن يكون الأعمى إماما بوجه(٢) .

والمراد بالأعمى : الأعمّ من عديم اليقين وناقصه ؛ فإنّ الناقص أعمى في الجملة.

* * *

__________________

(١) سورة الرعد ١٣ : ١٩.

(٢) راجع المبحث الثاني من مباحث الإمامة ، في ج ٤ / ٢٣٣ وما بعدها من هذا الكتاب.

٢١٩

٤٦ ـ آية :( أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا )

قال المصنّف ـ أعلى الله درجته ـ(١) :

السادسة والأربعون : قوله تعالى :( الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ ) (٢) .

قال عليّ :يا رسول الله! ما هذه الفتنة؟

قال :يا عليّ بك ، وأنت مخاصم ، فاعتد (٣) للخصومة (٤) .

__________________

(١) نهج الحقّ : ١٩٧.

(٢) سورة العنكبوت ٢٩ : ١ و ٢.

(٣) أي : استعدّ وأعدّ للخصومة عدّتها ؛ انظر : لسان العرب ٩ / ٧٩ مادّة « عدد ».

(٤) انظر : كشف الغمّة ١ / ٣١٦ ـ ٣١٧ عن ابن مردويه في « المناقب » ، شواهد التنزيل ١ / ٤٣٨ ـ ٤٣٩ ح ٦٠٢ و ٦٠٣.

٢٢٠