دلائل الصدق لنهج الحق الجزء ٥

دلائل الصدق لنهج الحق0%

دلائل الصدق لنهج الحق مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: مفاهيم عقائدية
ISBN: 964-319-358-6
الصفحات: 427

دلائل الصدق لنهج الحق

مؤلف: الشيخ محمد حسن المظفر
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف:

ISBN: 964-319-358-6
الصفحات: 427
المشاهدات: 181252
تحميل: 3930


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 427 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 181252 / تحميل: 3930
الحجم الحجم الحجم
دلائل الصدق لنهج الحق

دلائل الصدق لنهج الحق الجزء 5

مؤلف:
ISBN: 964-319-358-6
العربية

فِي الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ * أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَنْ كانَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ * فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ * أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْناهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ ) (١) .

فإذا كان لفظ الآيات شاملا للكافرين والمنافقين ، وكان صالحا لتخصيصه بالمنافقين لدليل خاصّ كسائر العمومات ، فقد صحّ لتلك الأخبار أن يراد بالآيات الخصوص ، وأن يكون المراد بضمير الغيبة في قوله تعالى :( فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ ) هو : المنافقون ، لا سيّما مع التصريح ـ في رواية جابر المذكورة ـ بالانتقام من الناكثين والقاسطين ، فإنّهم وسائر البغاة على عليّعليه‌السلام أعداء مبغضون له ، وقد استفاضت الأخبار كما مرّ مرارا أنّ بغضه علامة النفاق(٢) .

فإذا كان عليّعليه‌السلام هو الذي وعد الله سبحانه بالانتقام به بعد النبيّ بمقتضى تلك الأخبار ، كان هو الإمام ؛ لأنّ قيامه مقام النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في ما هو أنسب بعمل الخلفاء والأئمّة ظاهر في إمامته بعده.

ولو سلّم أنّ الآيات نازلة بالكافرين ، فالبغاة على أمير المؤمنينعليه‌السلام منهم ؛ لإنكارهم لإمامته ، والإمامة من أصول الدين كما هو الحقّ

ولقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «حربك حربي »(٣)

وقوله سبحانه :( مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ) (٤) الآية ، فإنّها نازلة بعليّعليه‌السلام ومن حاربه ، كما

__________________

(١) سورة الزخرف ٤٣ : ٣٦ ـ ٤٢.

(٢) راجع ج ١ / ١٥ ه‍ ٣ من هذا الكتاب.

(٣) انظر : كنز العمّال ١٢ / ٩٧ ح ٣٤١٦٤ ، وقد تقدّم نحوه في ج ٤ / ٣٥٨ ه‍ ٤ من هذا الكتاب ، وسيأتي ذكره مفصّلا.

(٤) سورة المائدة ٥ : ٥٤.

٣٢١

سبق(١) .

.. إلى غير ذلك من الأدلّة الدالّة على كفرهم ، ولو حكما في الجملة.

* * *

__________________

(١) راجع الصفحة ٧٨ وما بعدها من هذا الجزء.

٣٢٢

٧٢ ـ آية :( هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ )

قال المصنّف ـ أعلى الله درجته ـ(١) :

الثانية والسبعون :( هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ) (٢) .

عن ابن عبّاس : إنّه عليّعليه‌السلام (٣) .

* * *

__________________

(١) نهج الحقّ : ٢٠٥.

(٢) سورة النحل ١٦ : ٧٦.

(٣) ذكره الحافظ أبو بكر بن مردويه في « المناقب » ، كما في كشف الغمّة ١ / ٣٢٤.

٣٢٣

وقال الفضل(١) :

لا شكّ أنّ عليّا كان يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم ، لكن لا يدلّ هذا على النصّ على إمامته.

* * *

__________________

(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ ٣ / ٤٤٨.

٣٢٤

وأقول :

هذا ممّا حكاه في « كشف الغمّة » ، عن ابن مردويه(١) .

وأوّل الآية :( وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلَيْنِ أَحَدُهُما أَبْكَمُ لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلى مَوْلاهُ أَيْنَما يُوَجِّهْهُ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ) (٢) .

وهذا المثل ـ كما تدلّ عليه الآيات السابقة على هذه الآية ـ قد ضربه الله سبحانه لنفسه وللأصنام ، فمثّلها بالأبكم العاجز ، ومثّل نفسه المقدّسة بعليّعليه‌السلام ، وقال سبحانه :( لِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلى ) (٣) .

فيكون عليّعليه‌السلام أعلى وأفضل من سائر الأمّة وإمامها

وأيضا : قد دلّ على أنّه على الصراط المستقيم ، فيكون معصوما

وعلى أنّه يأمر بالعدل أيضا ، فيكون أفضل وأولى بالإمامة ممّن قال :

« أما والله ما أنا بخيركم ، أفتظنّون أنّي أعمل فيكم بسنّة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إذا لا أقوم بها ، إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يعصم بالوحي ، وكان معه ملك ، وإنّ لي شيطانا يعتريني ، فإذا غضبت فاجتنبوني ، أن لا أؤثّر في أشعاركم وأبشاركم »(٤) .

__________________

(١) كشف الغمّة ١ / ٣٢٤.

(٢) سورة النحل ١٦ : ٧٦.

(٣) سورة النحل ١٦ : ٦٠.

(٤) الطبقات الكبرى ـ لابن سعد ـ ٣ / ١٥٩ ، المعيار والموازنة : ٦١ ، الإمامة والسياسة ١ / ٣٤ ، تاريخ الطبري ٢ / ٢٤٤ ـ ٢٤٥ ، تاريخ دمشق ٣٠ / ٣٠٣ و ٣٠٤ ، ـ

٣٢٥

٧٣ ـ آية :( سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ )

قال المصنّف ـ قدّس الله روحه ـ(١) :

الثالثة والسبعون :( سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ ) (٢) .

عن ابن عبّاس : آل محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله (٣) .

* * *

__________________

ـ صفوة الصفوة ١ / ١١٠ ، شرح نهج البلاغة ٦ / ٢٠ ، البداية والنهاية ٥ / ١٨٨ و ١٨٩ ، مجمع الزوائد ٥ / ١٨٣ ـ ١٨٤ ، تاريخ الخلفاء : ٨٤.

(١) نهج الحقّ : ٢٠٥.

(٢) سورة الصافّات ٣٧ : ١٣٠.

(٣) المعجم الكبير ١١ / ٥٦ ح ١١٠٦٤ ، الكامل في الضعفاء ٦ / ٣٥٠ رقم ١٨٣٢ ، تفسير الثعلبي ٨ / ١٦٩ ، تفسير الماوردي ٥ / ٦٥ ، شواهد التنزيل ٢ / ١٠٩ ـ ١١٢ ح ٧٩١ ـ ٧٩٧ ، تفسير البغوي ٤ / ٣٥ ، زاد المسير ٦ / ٣٢٠ ، تفسير الفخر الرازي ٢٦ / ١٦٣ ، تفسير القرطبي ١٥ / ٧٩ ، تفسير ابن كثير ٤ / ٢١ ، مجمع الزوائد ٩ / ١٧٤ ، الدرّ المنثور ٧ / ١٢٠ ، جواهر العقدين : ٢٢٨ ، الصواعق المحرقة : ٢٢٨ ، فتح القدير ٤ / ٣٥٩.

٣٢٦

وقال الفضل(١) :

صحّ هذا ، وآل يس آل محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وعليّ منهم ، والسلام عليهم.

ولكن أين هو دليل المدّعى؟!

* * *

__________________

(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ ٣ / ٤٥٠.

٣٢٧

وأقول :

فضّل الله سبحانه في هذه السورة ، أي سورة الصافّات ، جماعة مخصوصة من الأنبياء ، فقال تعالى :( وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ * سَلامٌ عَلى نُوحٍ فِي الْعالَمِينَ ) (١)

وقال تعالى :( سَلامٌ عَلى إِبْراهِيمَ ) (٢)

وقال سبحانه :( سَلامٌ عَلى مُوسى وَهارُونَ ) (٣) .

ثمّ ختم السورة بالتعميم لجميع المرسلين.

وخصّ أيضا في أثناء ذلك آل محمّد بالسلام ، فقال :( سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ ) (٤) ، وهو دليل على شرف منزلتهم ، وأنّهم في قرن الأنبياء والمرسلين ؛ فيكون دليلا على فضلهم وإمامتهم للأمّة.

قال الرازي في ما حكاه عنه ابن حجر في « الصواعق »(٥) : « إنّ أهل بيتهصلى‌الله‌عليه‌وآله يساوونه في خمسة أشياء :

في السلام ، قال : السلام عليك أيّها النبيّ ، وقال :( سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ )

وفي الصلاة عليه وعليهم في التشهّد

__________________

(١) سورة الصافّات ٣٧ : ٧٨ و ٧٩.

(٢) سورة الصافّات ٣٧ : ١٠٩.

(٣) سورة الصافّات ٣٧ : ١٢٠.

(٤) سورة الصافّات ٣٧ : ١٣٠.

(٥) في الآية الثالثة من الآيات النازلة في أهل البيت ، وهي الآية التي نحن فيها. منهقدس‌سره .

٣٢٨

وفي الطهارة ، قال تعالى :( طه ) (١) أي : يا طاهر ، وقال :( وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) (٢)

وفي تحريم الصدقة

وفي المحبّة ، قال تعالى :( فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ ) (٣) ، وقال :( لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلأَالْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) (٤) »(٥) .

وأقول :

لقد ترك عمدة ما يساوونه فيه ، وهو أنّهم حجج الله مثله(٦) ؛ لكونهم خلفاءه الاثني عشر من قريش ، ونسي المباهلة بهم معه وعصمتهم ، وكثيرا من الفضائل التي يشاركونه بها دون الأمّة ، كالعلم بما في الكتاب ونحوه.

* * *

__________________

(١) سورة طه ٢٠ : ١.

(٢) سورة الأحزاب ٣٣ : ٣٣.

(٣) سورة آل عمران ٣ : ٣١.

(٤) سورة الشورى ٤٢ : ٢٣.

(٥) الصواعق المحرقة : ٢٢٩ ، وانظر مؤدّاه في : تفسير الفخر الرازي ٢٢ / ٤ تفسير سورة طه ، وج ٢٥ / ٢١٠ تفسير آية التطهير ، وج ٢٧ / ١٦٧ تفسير آية المودّة ، جواهر العقدين : ٢٢٩ ـ ٢٣٠.

(٦) وهو وارد من طرقهم وإن حاول بعضهم الخدشة فيه ، انظر : تاريخ دمشق ٤٢ / ٣٠٨ و ٣٠٩ ، تاريخ بغداد ٢ / ٨٨ رقم ٤٧٤ ، مناقب الإمام عليّعليه‌السلام ـ لابن المغازلي ـ : ٩٣ ح ٦٧ ، ميزان الاعتدال ٦ / ٤٤٦ رقم ٨٥٩٦ ، الكامل في الضعفاء ٦ / ٣٩٧ رقم ١٨٨٣ ، الرياض النضرة ٣ / ١٥٩ ، كشف الغمّة ١ / ٩٤ و ١٦١ نقلا عن العزّ الحنبلي والحافظ اللفتواني في كتاب « الأربعين ».

٣٢٩

٧٤ ـ آية :( فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ )

قال المصنّف ـ طاب مرقده ـ(١) :

الرابعة والسبعون :( وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ ) (٢)

و( فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ ) (٣) .

قال ابن عبّاس : هو عليّ(٤) .

* * *

__________________

(١) نهج الحقّ : ٢٠٦.

(٢) سورة الرعد ١٣ : ٤٣ ، وراجع بخصوص هذه الآية : ص ١١٥ ـ ١١٩ من هذا الجزء.

(٣) سورة الحاقّة ٦٩ : ١٩.

(٤) أرجح المطالب : ٨٥.

٣٣٠

وقال الفضل(١) :

قد علمت أنّ آية :( وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ ) ، نزلت في عبد الله ابن سلّام(٢) .

وأمّا آية :( مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ ) ، فالظاهر أنّ المراد : سائر المؤمنين من أصحاب اليمين ، وإن خصّ فلا دلالة له على المدّعى.

* * *

__________________

(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ ٣ / ٤٥٢.

(٢) انظر الصفحة ١١٦ من هذا الجزء.

٣٣١

وأقول :

قد علمت ممّا سبق كذب دعوى نزولها في ابن سلّام ، وأنّ الحقّ نزولها في عديل القرآن وقرينه ، وباب مدينة علم سيّد المرسلين ، وأوضحنا دلالتها على إمامته هناك في الآية السابعة والعشرين(١) .

وأمّا الآية الثانية ، فتعرف دلالتها على إمامتهعليه‌السلام ممّا سبق في الآية الثانية والثلاثين(٢) وغيرها ؛ لبشارتها له وإعلامها له بأنّهيؤتى كتابه بيمينه ، وأنّه في عيشة راضية في جنّة عالية.

وإنّما أعاد المصنّفرحمه‌الله ذكر الآية الأولى من هاتين الآيتين ؛ لأنّه إنّما رواها سابقا من طريق الثعلبي عن عبد الله بن سلّام ، ومن طريق أبي نعيم ، عن محمّد بن الحنفيّة(٣) .

وأمّا روايتها هنا فمن طريق ابن مردويه ، عن ابن عبّاس ، فإنّه روى نزول الآيتين معا في رواية واحدة ، كما في « كشف الغمّة » ، فحسن لذلك إعادتها بتبع أختها(٤) .

* * *

__________________

(١) راجع الصفحات ١١٧ ـ ١١٩ من هذا الجزء.

(٢) راجع الصفحات ١٤٢ ـ ١٤٧ من هذا الجزء.

(٣) راجع الصفحة ١١٥ من هذا الجزء.

(٤) كشف الغمّة ١ / ٣٢٤.

٣٣٢

٧٥ ـ آية :( إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ )

قال المصنّف ـ أعلى الله درجته ـ(١) :

الخامسة والسبعون :( وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ ) (٢) .

عن أبي هريرة ، قال : « قال عليّ بن أبي طالب : يا رسول الله! أيّما أحبّ إليك ، أنا أم فاطمة؟

قال : فاطمة أحبّ إليّ منك ، وأنت أعزّ عليّ منها ، وكأنّي بك وأنت على حوضي تذود عنه الناس ، وأنّ عليه الأباريق مثل عدد نجوم السماء ، [ وإنّي ] وأنت والحسن والحسين وفاطمة وعقيل وجعفر في الجنّة إخوانا على سرر متقابلين ، أنت معي وشيعتك في الجنّة.

ثمّ قرأ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :( إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ ) ، لا ينظر أحدهم في قفا صاحبه »(٣) .

* * *

__________________

(١) نهج الحقّ : ٢٠٦.

(٢) سورة الحجر ١٥ : ٤٧.

(٣) انظر : المعجم الأوسط ٧ / ٣٩٢ ـ ٣٩٣ ح ٧٦٧٥ ، مجمع الزوائد ٩ / ١٧٣.

وانظر صدر الحديث في : أسد الغابة ٦ / ٢٢٤ رقم ٧١٧٥ ، الجامع الصغير ٢ / ٣٦٠ ح ٥٨٣٦ ، فيض القدير ٤ / ٥٥٦ ح ٥٨٣٦ ، كنز العمّال ١٢ / ١٠٩ ح ٣٤٢٢٥.

٣٣٣

وقال الفضل(١) :

إن صحّ هذا فهو من فضائله وذكر درجاته العلى في الجنّة ، ولا ريب لمؤمن في هذا ؛ والبحث في وجود النصّ ، فأيّ نفع لذاكر هذه الفضائل في ذكرها؟!

* * *

__________________

(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ ٣ / ٤٥٥.

٣٣٤

وأقول :

سبق ذكر هذه الآية ، وهي الآية الثانية والثلاثون ، وإنّما أعادها المصنّفرحمه‌الله ؛ لأنّه نقلها سابقا ، عن « مسند أحمد » ، وذكرنا هناك تمام حديثه وبيّنّا وجوه دلالته(١) .

وأمّا ذكرها هنا ؛ فلأنّ الحديث المذكور في المقام من أحاديث ابن مردويه(٢) ، وهو مشتمل على خصوصيّات أخر تقتضي الإمامة أيضا

منها : إنّ عليّاعليه‌السلام هو الساقي على حوض النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، يذود عنه الناس ، وهو بظاهره يقتضي الامتياز والفضل على جميع الناس ، ولا أقلّ من دلالته على الفضل على هذه الأمّة ، فيكون إمامها.

ومنها : إنّ شيعته في الجنّة ، فيكون ما يعتقدونه من إمامته دون غيره حقّ.

ومنها : بشارته بشخصه بالجنّة ، وهو كما سبق(٣) دليل على عصمته ، أو فضله على مثل المشايخ الثلاثة ممّن لا يصحّ تبشيره بهذه البشارة ، فيتعيّن دونهم للإمامة.

فإن قلت : على هذا يكون عقيل مساويا لعليّعليه‌السلام بالعصمة أو الفضل على غيره ؛ لبشارته بشخصه أيضا في الجنّة ، فيلزم جواز إمامته وأنتم لا تقولونه!

__________________

(١) راجع الصفحة ١٤٣ من هذا الجزء.

(٢) انظر : كشف الغمّة ١ / ٣٢٥ عن ابن مردويه.

(٣) راجع الصفحة ١٤٥ من هذا الجزء.

٣٣٥

قلت : قد اعتبرنا في الدلالة على العصمة أو الفضل علم الشخص بدخوله الجنّة ، وليس في الحديث ما يدلّ على علم عقيل ، وليس هو ـ أيضا ـ كعليّعليه‌السلام عنده علم الكتاب ، والعلم بكلّ آية في من نزلت ، فلا يلزم علوّ رتبته كعليّعليه‌السلام .

على أنّ عقيلا ليس بمعصوم ، فلا تجوز إمامته ، وإن فرض جواز بشارته وإعلامه بدخول الجنّة.

هذا ، ونقل نحو هذا الحديث في الباب الرابع والأربعين من « ينابيع المودّة » عن أبي نعيم ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لعليّ :« أنت يا عليّ على حوضي ، تذود عنه المنافقين ، وأنّ أباريقه عدد نجوم السماء ، وأنت والحسن والحسين وحمزة وجعفر في الجنّة ، إخوانا على سرر متقابلين ، وأنت وأتباعك معي » ، ثمّ قرأ :( وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ ) (١) .

* * *

__________________

(١) ينابيع المودّة ١ / ٣٩٥ ح ١٠.

٣٣٦

٧٦ ـ آية :( يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ )

قال المصنّف ـقدس‌سره ـ(١) :

السادسة والسبعون :( يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ) (٢) .

هو : عليّعليه‌السلام (٣) .

* * *

__________________

(١) نهج الحقّ : ٢٠٧.

(٢) سورة الفتح ٤٨ : ٢٩.

(٣) تاريخ بغداد ١١ / ١٧٢ رقم ٥٨٧١ وج ١٣ / ١٥٣ رقم ٧١٣١ ، شواهد التنزيل ٢ / ١٨٥ ح ٨٩١ ، تاريخ دمشق ٣٩ / ١٧٨.

٣٣٧

وقال الفضل(١) :

قد سبق ما ذكر في شأن نزول هذه الآية(٢) ، وهو من الفضائل ، ولا يدلّ على النصّ.

* * *

__________________

(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ ٣ / ٤٥٦.

(٢) في مبحث الآية رقم ٤٠ ، انظر الصفحة ١٩٥ من هذا الجزء.

٣٣٨

وأقول :

هذا ممّا حكاه في « كشف الغمّة » ، عن ابن مردويه(١) .

ويؤيّده ما ورد من نزول أبعاض أخر من الآية في أمير المؤمنينعليه‌السلام ، كما عرفته في الآية الأربعين ، والرابعة والستّين(٢) .

والظاهر نزولها جميعا في النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله وأمير المؤمنين ؛ لتصريح صدرها بالنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وورود نزول جملة من أبعاضها في عليّعليه‌السلام .

قال تعالى :( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ ) ـ يعني : عليّا ـ( أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ وَرِضْواناً سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ) (٣) .

ثمّ بيّن سبحانه مثل النبيّ وعليّ لمؤازرته له في دعوته بالزرع الذي( أَخْرَجَ شَطْأَهُ ) أي : فراخه وصغاره(٤) ، وذلك بلحاظ ابتداء دعوة النبيّ ،( فَآزَرَهُ ) من حيث مؤازرة عليّعليه‌السلام لهصلى‌الله‌عليه‌وآله ،( فَاسْتَغْلَظَ ) بهما ،( فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ ) باستمرار دعوة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله وسيف عليّعليه‌السلام ،( يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ) أي : بالنبيّ وعليّ.

ولا ريب أنّ من امتاز بكونه غيظا للكافرين ، لا بدّ أن يكون أقوى

__________________

(١) كشف الغمّة ١ / ٣٢٥.

(٢) راجع الصفحة ١٩٦ وما بعدها ، والصفحة ٢٩١ وما بعدها ، من هذا الجزء.

(٣) سورة الفتح ٤٨ : ٢٩.

(٤) انظر : تفسير الطبري ١١ / ٣٧٢ ، لسان العرب ٧ / ١١٤ مادّة « شطأ ».

٣٣٩

المسلمين عزيمة ، وأشدّهم شكيمة ، وأعلاهم حجّة وأثرا ، وأفضلهم فهما وعلما ، وليس ذلك إلّا النبيّ والإمام.

* * *

٣٤٠