دلائل الصدق لنهج الحق الجزء ٥

دلائل الصدق لنهج الحق0%

دلائل الصدق لنهج الحق مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: مفاهيم عقائدية
ISBN: 964-319-358-6
الصفحات: 427

دلائل الصدق لنهج الحق

مؤلف: الشيخ محمد حسن المظفر
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف:

ISBN: 964-319-358-6
الصفحات: 427
المشاهدات: 180800
تحميل: 3919


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 427 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 180800 / تحميل: 3919
الحجم الحجم الحجم
دلائل الصدق لنهج الحق

دلائل الصدق لنهج الحق الجزء 5

مؤلف:
ISBN: 964-319-358-6
العربية

السابعة : قوله تعالى في سورة الأعراف : ٤٦ :

( وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ ) (١) .

قال في « الصواعق » عند الكلام في هذه الآية ، وهي الثالثة عشرة من الآيات الواردة في أهل البيت : أخرج الثعلبي في تفسيرها عن ابن عبّاس ، قال : الأعراف : موضع عال من الصراط ، عليه العبّاس وحمزة وعليّ وجعفر ، يعرفون محبّيهم ببياض الوجوه ، ومبغضيهم بسواد الوجوه(٢) .

ومثله في « ينابيع المودّة » عن الثعلبي ، بزيادة روايات أخر عن غيره(٣) .

ونقل في « كشف الغمّة » في الآية التي بعدها ، وهي قوله تعالى :( وَنادى أَصْحابُ الْأَعْرافِ رِجالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيماهُمْ ) (٤) ، عن ابن مردويه ، بسنده عن عليّعليه‌السلام ، قال :نحن أصحاب الأعراف ، من عرفناه بسيماه أدخلناه الجنّة (٥) .

ودلالتها على إمامة أمير المؤمنين واضحة ، كما أشرنا إليها في الآيات الثلاث التي قبلها ، وأوضحناها في الآية الثانية والثلاثين وغيرها(٦) .

__________________

(١) سورة الأعراف ٧ : ٤٦.

(٢) الصواعق المحرقة : ٢٥٨ ؛ وانظر : تفسير الثعلبي ٤ / ٢٣٦.

(٣) ينابيع المودّة ١ / ٣٠٣ ـ ٣٠٤ ح ٢ ـ ٤ ، وراجع : شواهد التنزيل ١ / ١٩٨ ـ ١٩٩ ح ٢٥٦ ـ ٢٥٨ ، جواهر العقدين : ٣٤٤.

(٤) سورة الأعراف ٧ : ٤٨.

(٥) كشف الغمّة ١ / ٣٢٤.

(٦) انظر الصفحة ١٤٤ من هذا الجزء ، وبقيّة الاستدلالات في الآيات الأخرى.

٤٠١

ولا ينافيها عدم صلوح العبّاس للإمامة ـ عندنا ـ مع بقائه بعد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ووضوح دلالة هذه الرواية على كونه من أهل الجنّة ؛ وذلك لعدم علمه بأنّه من أصحاب الأعراف.

ولو فرض علمه به ، فمفضوليّته مانعة من إمامته ، فضلا عن وضوح عدم عصمته.

* * *

٤٠٢

الثامنة : قوله تعالى من سورة الجاثية : ٢١ :

( أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ أَنْ

نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) (١) .

قال الرازي في تفسيره : قال الكلبي : « نزلت في عليّ وحمزة وعبيدة ، وفي ثلاثة من المشركين : عتبة وشيبة والوليد »(٢) .

وقال سبط ابن الجوزي في « تذكرة الخواصّ » : قال السدّي ، عن ابن عبّاس : نزلت في عليّ يوم بدر(٣) .

دلّت الآية على عدم المساواة بين المطيع والعاصي ، ولا ريب أنّ غيره قد اجترح السيّئات ؛ إذ لا أقلّ من الفرار من الزحف(٤) ، فلا يساوون عليّاعليه‌السلام ، فهو أحقّ منهم بالإمامة.

* * *

__________________

(١) سورة الجاثية ٤٥ : ٢١.

(٢) تفسير الفخر الرازي ٢٧ / ٢٦٧ ؛ وانظر : شواهد التنزيل ٢ / ١٦٨ ـ ١٦٩ ح ٨٧٢ ـ ٨٧٤ ، كفاية الطالب : ٢٤٧.

(٣) تذكرة الخواصّ : ٢٦.

(٤) انظر الصفحة ٥٧ ه‍ ١ من هذا الجزء.

٤٠٣

التاسعة : قوله سبحانه في سورة( وَالضُّحى ) :

( وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى ) (١) .

قال في « الصواعق » عند الكلام في هذه الآية ، وهي العاشرة من الآيات الواردة بأهل البيتعليهم‌السلام : نقل القرطبي ، عن ابن عبّاس ، أنّه قال : رضى محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله أن لا يدخل أحد من أهل بيته النار ؛ وقاله السّدّي(٢) .

ثمّ استشهد ابن حجر له بأخبار كثيرة(٣) .

وأقول :

هو غنيّ عن الاستشهاد له بالنسبة إلى عليّعليه‌السلام ؛ ضرورة أنّ من رضى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله دخول عليّ الجنّة وعدم دخوله النار ، وهو من أوضح ما تقتضيه الآية ويعلمه عليّعليه‌السلام منها ، فيكون ممّا أعلمه الله به وبشّره ، فتثبت إمامته ، كما عرفت وجهه في الآيات السابقة وغيرها(٤) .

* * *

__________________

(١) سورة الضحى ٩٣ : ٥.

(٢) الصواعق المحرقة : ٢٤٤ ؛ وانظر : تفسير القرطبي ٢٠ / ٦٤ ، تفسير السدّي : ٤٧٨ ، تفسير الطبري ١٢ / ٦٢٤ ح ٣٧٥١٦ ، تفسير الثعلبي ١٠ / ٢٢٤ ، مناقب الإمام عليّعليه‌السلام ـ لابن المغازلي ـ : ٢٦٣ ذ ح ٣٦٠ ، شواهد التنزيل ٢ / ٣٤٦ ح ١١١٣ ، تاريخ دمشق ١٩ / ٤٦٠ ، جواهر العقدين : ٢٩٠ ، الدرّ المنثور ٨ / ٥٤٢.

(٣) الصواعق المحرقة : ٢٤٤ ـ ٢٤٦.

(٤) انظر الصفحة ١٤٤ من هذا الجزء.

٤٠٤

العاشرة : قوله تعالى في سورة المطفّفين :

( إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ ) (١) .

ذكر الرازي في تفسيره ، أنّه جاء عليّعليه‌السلام في نفر من المسلمين ، فسخر منه المنافقون وضحكوا وتغامزوا ، ثمّ رجعوا إلى أصحابهم ، فقالوا :

رأينا اليوم الأصلع ؛ فضحكوا منه ، فنزلت هذه الآية قبل أن يصل عليّعليه‌السلام إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله (٢) .

ومثله في « الكشّاف »(٣) .

ودلالتها على المطلوب باعتبار تمام الآيات ، وهي قوله تعالى :( فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ * عَلَى الْأَرائِكِ يَنْظُرُونَ ) (٤) .

فإنّها دالّة على بشارة عليّعليه‌السلام بالجنّة ، القاضية بإمامته ، كما سبق(٥) .

ولا ريب أنّ اهتمام الكتاب العزيز في ما يتعلّق بعليّعليه‌السلام ـ حتّى نزل في مثل هذا الأمر اليسير في الظاهر ـ لأكبر دليل على عظمته عند الله عزّ وجلّ وفضله على الأمّة كلّها.

__________________

(١) سورة المطفّفين ٨٣ : ٢٩.

(٢) تفسير الفخر الرازي ٣١ / ١٠٢.

(٣) الكشّاف ٤ / ٢٣٣ ، وانظر : تفسير الحبري : ٣٢٧ ح ٧٠ ، تفسير الثعلبي ١٠ / ١٥٧ ، التسهيل لعلوم التنزيل ٤ / ١٨٦ ، شواهد التنزيل ٢ / ٣٢٧ ـ ٣٢٩ ح ١٠٨٣ ـ ١٠٨٨ ، مناقب الإمام عليّعليه‌السلام ـ للخوارزمي ـ : ٢٧٥ ح ٢٥٤.

(٤) سورة المطفّفين ٨٣ : ٣٤ و ٣٥.

(٥) انظر الصفحة ١٤٤ من هذا الجزء.

٤٠٥

الحادية عشرة : قوله تعالى :

( وَالشَّمْسِ وَضُحاها ) (١)

الآيات من سورة الشمس.

حكى السيوطي في « اللآلئ المصنوعة » ، عن الخطيب في « السابق واللاحق » ، بسنده عن ابن عبّاس ، مرفوعا : « اسمي في القرآن :( وَالشَّمْسِ وَضُحاها ) ، واسم عليّ :( وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها ) ، واسم الحسن والحسين :( وَالنَّهارِ إِذا جَلاَّها ) ، واسم بني أميّة :( وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها ) (٢) ، إنّ الله بعثني رسولا إلى خلقه ـ إلى أن قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : ـ فلواء الله فينا إلى يوم القيامة ، ولواء إبليس في بني أميّة إلى أن تقوم الساعة ، وهم أعداء لنا ، وشيعتهم أعداء لشيعتنا ».

ثمّ قال السيوطي : « قال الخطيب : منكر جدّا ، بل موضوع ، والحوضي وموسى وأبوه مجهولان(٣) »(٤) .

أقول :

لا عبرة باستنكارهم ؛ فإنّهم لمّا جحدوا الحقّ استنكروه ، واشتمال

__________________

(١) سورة الشمس ٩١ : ١.

(٢) سورة الشمس ٩١ : ١ ـ ٤.

(٣) كذا في الأصل ، وهو تصحيف ؛ وفي المصدر : « مجهولون » ، وهو الصواب.

(٤) اللآلئ المصنوعة ١ / ٣٢٦ ، وراجع : شواهد التنزيل ٢ / ٣٣٣ ـ ٣٣٤ ح ١٠٩٤ ـ ١٠٩٥ ، لسان الميزان ٥ / ٣٢٩ رقم ١٠٨٧.

٤٠٦

سنده على المجاهيل عندهم لا يقتضي الوضع ، وإلّا لزم الحكم بوضع الكثير من أخبار الصحاح الستّة ، فقد بيّنّا في المقدّمة جملة من المجاهيل الّذين رووا عنها في هذه الصحاح(١) ، كما حقّقنا فيها وثاقة من يروي فضيلة لآل محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله أو رذيلة لأعدائهم(٢) .

ومنه يعلم ما في تكذيب الذهبيّ للحديث ؛ لاشتمال سنده على مجاهيل ، حيث أشار إلى الحديث بترجمة محمّد بن عمرو الحوضي من « ميزان الاعتدال »(٣) .

ودلالتها على المطلوب من وجهين :

الأوّل : إنّها سمّت عليّاعليه‌السلام قمرا ، وهو أنور النيّرات بعد الشمس ، فيكون إشارة إلى فضله على الأمّة وعظم نفعه لهم ، والأفضل هو الإمام ، ولا سيّما قد قال تعالى :( إِذا تَلاها ) مشيرا إلى أنّه تال لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في خلافته له وفضله وفائدته للأمّة ، وإلّا لخلا هذا الشرط عن كثير فائدة.

الثاني : إنّها عبّرت عن بني أميّة بالليل ، مشيرة إلى ظلمة أمرهم ، ومنهم عثمان.

* * *

__________________

(١) انظر : ج ١ / ٥٧ وما بعدها من هذا الكتاب.

(٢) انظر : ج ١ / ٧ وما بعدها من هذا الكتاب.

(٣) ميزان الاعتدال ٦ / ٢٨٥ رقم ٨٠٣٠.

٤٠٧

الثانية عشرة : قوله تعالى من سورة طه : ٢٥ :

( رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ) (١) الآيات.

قال السيوطي في « الدرّ المنثور » : أخرج ابن مردويه ، والخطيب ، وابن عساكر ، عن أسماء بنت عميس ، قالت : رأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بإزاء ثبير وهو يقول : أشرق ثبير! أشرق ثبير! اللهمّ إنّي أسالك بما سألك أخي موسى ، أن تشرح لي صدري ، وأن تيسّر لي أمري ، وأن تحلّ عقدة من لساني ،( يَفْقَهُوا قَوْلِي * وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي ) (٢) ، عليّا(٣) أخي ،( اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي * كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً * وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً * إِنَّكَ كُنْتَ بِنا بَصِيراً ) (٤) (٥) .

وقال السيوطي أيضا : وأخرج السّلفي في « الطيوريّات » بسند رواه(٦) عن أبي جعفر محمّد بن عليّعليه‌السلام ، قال : « لمّا نزلت :( وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي * هارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي ) (٧) كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله على جبل ، ثمّ دعا ربّه وقال :اللهمّ أشدد أزري

__________________

(١) سورة طه ٢٠ : ٢٥.

(٢) سورة طه ٢٠ : ٢٨ و ٢٩.

(٣) في المصدر : « هارون » ؛ وهو تحريف.

(٤) سورة طه ٢٠ : ٣١ ـ ٣٥.

(٥) الدرّ المنثور ٥ / ٥٦٦ ، وانظر : تاريخ دمشق ٤٢ / ٥٢.

(٦) في الدرّ المنثور : « واه » ، وهو تصحيف ، أو تحريف لا تخفى بواعثه ؛ فلاحظ!

(٧) سورة طه ٢٠ : ٢٩ ـ ٣١.

٤٠٨

بأخي عليّ ! فأجابه إلى ذلك(١) .

ونقل المصنّفرحمه‌الله نحوه في ما سيجيء عن أحمد في مسنده(٢) .

ونقل أيضا نحوه صاحب « ينابيع المودّة » في الباب السابع عشر ، عن أحمد في مسنده(٣)

وفي الباب السادس والخمسين ، عن « ذخائر العقبى » للطبري ، عن أحمد في « الفضائل »(٤) .

وكذا نقله سبط ابن الجوزي في « تذكرة الخواصّ » عن أحمد في « الفضائل »(٥) .

وحكى المصنّفرحمه‌الله في « منهاج الكرامة »(٦) ، عن أبي نعيم ، عن ابن عبّاس ، قال : « أخذ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بيد عليّ وبيدي ونحن بمكّة ، وصلّى أربع ركعات ، ورفع يده إلى السماء فقال :اللهمّ! موسى بن عمران سألك ، وأنا محمّد نبيّك أسألك ، أن تشرح لي صدري ، وتحلّ عقدة من لساني ، يفقهوا قولي ، واجعل لي وزيرا من أهلي ، عليّ بن أبي

__________________

(١) الدرّ المنثور ٥ / ٥٦٦ ؛ وانظر : الطيوريّات : ٧٥٣ ح ٢٥ م ، وقد استدرك محقّق « الطيوريّات » هذا الحديث على الأصل المخطوط المعتمد في التحقيق ، ضمن ملحق ضمّ المرويّات الساقطة من النسخة المخطوطة ، والتي عثر عليها في المصادر الناقلة عن « الطيوريّات » ؛ فلاحظ!

(٢) سيأتي في الحديث السابع والعشرين من مبحث الأحاديث ، في الجزء السادس من هذا الكتاب ؛ وانظر : فضائل الصحابة ٢ / ٨٤٣ ح ١١٥٨.

(٣) ينابيع المودّة ١ / ٢٥٨ ح ٥ ؛ وانظر : شواهد التنزيل ١ / ٣٦٩ ـ ٣٧١ ح ٥١١ و ٥١٢.

(٤) ينابيع المودّة ٢ / ١٥٣ ح ٤٢٧ ؛ وانظر : ذخائر العقبى : ١١٩ ، فضائل الصحابة ٢ / ٨٤٣ ـ ٨٤٤ ح ١١٥٨.

(٥) تذكرة الخواصّ : ٣٠ ؛ وانظر : فضائل الصحابة ٢ / ٨٤٣ ح ١١٥٨.

(٦) في البرهان السابع والثلاثين على إمامة أمير المؤمنينعليه‌السلام . منهقدس‌سره .

٤٠٩

طالب أخي ، أشدد به أزري ، وأشركه في أمري.

قال ابن عبّاس : سمعت مناديا ينادي : يا أحمد! قد أوتيت ما سألت »(١) .

وقد سبق في أثناء كلامنا على الآية الأولى من الآيات التي ذكرها المصنّفرحمه‌الله ، أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله دعا بمثل هذا الدعاء فنزل قوله تعالى :( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ) (٢) الآية ، وقد نقلناه عن الثعلبي والرازي ؛ فراجع(٣) ، وهو مؤيّد لهذه الأخبار.

كما يؤيّدها حديث المنزلة ، الذي كاد أن يكون متواترا ، أو هو متواتر(٤) .

وأمّا دلالتها على إمامة أمير المؤمنينعليه‌السلام ؛ فلإفادتها ثبوت خصائص هارون له ، فيكون مثله في تحمّل العلوم ، ووجوب طاعة الأمّة له ، ورئاسته عليهم ؛ لأنّ هارون شريك موسى في أمره.

فعليّعليه‌السلام مثله بالنسبة إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، سوى أنّ عليّا ليس بنبيّ ، كما استثنى النبوّة حديث المنزلة ، ودلّ الكتاب العزيز على أنّ محمّداصلى‌الله‌عليه‌وآله خاتم النبيّين

فتحمل تلك الأخبار المذكورة على إرادة المشاركة في ما عدا النبوّة ، فتثبت لعليّعليه‌السلام الإمامة والرئاسة العامّة على الأمّة ، حتّى في أيّام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، لكنّه ساكت في حياة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله إلّا في ما قلّ ، كما

__________________

(١) منهاج الكرامة : ١٤٤ ؛ وانظر : ما نزل من القرآن في عليّ : ١٣٨.

(٢) سورة المائدة ٥ : ٥٥.

(٣) تفسير الثعلبي ٤ / ٨٠ ـ ٨١ ، تفسير الفخر الرازي ١٢ / ٢٨ ؛ وانظر : ج ٤ / ٣١٠ ـ ٣١١ من هذا الكتاب.

(٤) مرّ تخريجه مفصّلا في ج ٤ / ٣٠٥ ه‍ ١.

٤١٠

سبق بيانه في الآية الأولى(١) .

وممّا ذكرنا يعلم ما في مطالبة ابن تيميّة بصحّة حديث ابن عبّاس ، وإشكاله عليه بلزوم نبوّة عليّعليه‌السلام ، وأشكل عليه أيضا بصغر سنّ ابن عبّاس قبل الهجرة(٢) .

وفيه ـ مع أنّ صغر مثله غير ضائر ـ : إنّه يحتمل قريبا صدور ما رواه ابن عبّاس حين الفتح ، أو في حجّة الوداع.

وأشكل عليه أيضا بما حاصله : إنّكم قلتم : إنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله دعا بهذا الدعاء عند تصدّق عليّ بخاتمه ، فنزل قوله تعالى :( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ ) الآية ، وذلك بالمدينة ، فإذا كان النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله دعا به قبل ذلك بمكّة ، وقد استجيب له ، فأيّ حاجة إلى الدعاء به ثانيا بالمدينة؟!(٣) .

وفيه : إنّ تكرّر الدعاء إنّما وقع لإظهار فضل عليّعليه‌السلام وبيان إمامته مكرّرا ؛ تأكيدا للحجّة.

على أنّ كلامه يقتضي أن لا يتكرّر من النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله دعاء بالغفران والرحمة والهداية ونحوها ، فلا يتكرّر منه في الصلوات قوله تعالى :( اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ ) (٤) ، بل لا يقع منه الدعاء بمثل تلك الأمور أصلا ؛ لعلمه بتحقّقها.

ولو لا طلب الإحاطة في الجملة ، لقبح بنا التعرّض لكلام هذا ومثله.

واعلم ، أنّ هذه الآية الشريفة وإن لم يكن لنزولها دخل بأمير

__________________

(١) انظر : ج ٤ / ٣٠٥ من هذا الكتاب.

(٢) انظر : منهاج السنّة ٧ / ٢٧٤.

(٣) انظر : منهاج السنّة ٧ / ٢٧٥.

(٤) سورة الفاتحة ١ : ٦.

٤١١

المؤمنينعليه‌السلام ، لكن لمّا أمكن أخذ الدليل لإمامته منها بضميمة الأحاديث الحاكية لدعاء النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله لهعليه‌السلام بمضمونها ، صحّ لنا ذكرها في طيّ الأدلّة القرآنية على إمامته.

وإن شئت استبدالها بآية أخرى لإكمال المئة ، فعليك بمراجعة آيات تعرّض لأكثرها في « ينابيع المودّة »(١) ، ولبعضها في « كشف الغمّة » ، كقوله تعالى في سورة الفاتحة :( اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ ) .

فقد حكى في « كشف الغمّة » ، عن العزّ الحنبلي ، عن بريدة : « هو صراط محمّد وآله »(٢)

وكقوله تعالى من سورة المؤمنين :( وَإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ ) (٣) ، فقد نقل في « كشف الغمّة » ، عن العزّ الحنبلي ، أنّ المراد : صراط محمّد وآله(٤)

ونقل في « ينابيع المودّة » ، عن الحمويني ، و« المناقب » ، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، قال : «الصراط ولايتنا أهل البيت »(٥)

وكقوله سبحانه من سورة المؤمنين أيضا :( وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ) (٦) (٧)

__________________

(١) انظر : الآية ١٥٣ من سورة الأنعام ، والآيتين ٧٣ و ٧٤ من سورة المؤمنون ، كما في ينابيع المودّة ١ / ٣٣١ ـ ٣٣٢ ح ٣ وص ٣٣٨ ـ ٣٣٩ ح ٢٢ ـ ٢٤.

(٢) كشف الغمّة ١ / ٣١٠.

(٣) سورة المؤمنون ٢٣ : ٧٤.

(٤) كشف الغمّة ١ / ٣١٣.

(٥) ينابيع المودّة ١ / ٣٣٨ ب‍ ٣٧ ح ٢٢ ، وانظر : فرائد السمطين ٢ / ٣٠٠ ح ٥٥٦ ، مناقب آل أبي طالب ٣ / ٩٠.

(٦) سورة المؤمنون ٢٣ : ٧٣.

(٧) ينابيع المودّة ١ / ٣٣٩ ح ٢٥.

٤١٢

وكقوله تعالى من سورة الأنعام :( وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ) (١) (٢)

وقوله تعالى من سورة البقرة :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ ) (٣) (٤)

وقوله عزّ وجلّ من سورة الملك :( فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ ) (٥) (٦)

وقوله سبحانه من سورة الصفّ :( يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ ) (٧) (٨)

وقوله تعالى في سورة لقمان :( وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى ) (٩) (١٠)

وقوله تعالى في سورة الزخرف :( وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ ) (١١) (١٢)

__________________

(١) سورة الأنعام ٦ : ١٥٣.

(٢) ينابيع المودّة ١ / ٣٣١ ـ ٣٣٢ ح ٣.

(٣) سورة البقرة ٢ : ٢٠٨.

(٤) ينابيع المودّة ١ / ٣٣٢ ح ٥.

(٥) سورة الملك ٦٧ : ٢٧.

(٦) ينابيع المودّة ١ / ٣٠١ ح ١ ؛ وانظر : شواهد التنزيل ٢ / ٢٦٤ ـ ٢٦٦ ح ٩٩٧ ـ ١٠٠١.

(٧) سورة الصفّ ٦١ : ٨.

(٨) ينابيع المودّة ١ / ٣٥٣ ح ٢.

(٩) سورة لقمان ٣١ : ٢٢.

(١٠) ينابيع المودّة ١ / ٣٣١ ح ١ و ٢ ؛ وانظر : مناقب آل أبي طالب ٣ / ٩٣.

(١١) سورة الزخرف ٤٣ : ٢٨.

(١٢) ينابيع المودّة ١ / ٣٥٣ ح ١.

٤١٣

وقوله تعالى من سورة البقرة :( وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ ) (١) (٢) الآية

وقوله تعالى منها :( وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَ ) (٣) (٤)

وقوله تعالى من سورة النساء :( وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ ) (٥) الآية.

ونزولها محكيّ عن تفسير ابن الحجّام(٦) من غير « الينابيع » و« كشف الغمّة »

فعن التفسير المذكور ، أنّ عليّا قال: يا رسول الله! هل نقدر أن نزورك في الجنّة كلّما أردنا؟ فنزلت

__________________

(١) سورة البقرة ٢ : ١٤.

(٢) كشف الغمّة ١ / ٣٠٧.

(٣) سورة البقرة ٢ : ١٢٤.

(٤) ينابيع الموّدة ١ / ٢٩٠ ح ٦.

(٥) سورة النساء ٤ : ٦٩.

(٦) هو : أبو عبد الله محمّد بن العبّاس بن عليّ بن مروان بن الماهيار البزّاز ، المعروف بابن الحجّام.

قال فيه الرجاليّون : ثقة ثقة ، عين ، سديد ، كثير الحديث.

له عدّة مصنّفات ، منها : كتاب الأصول ، المقنع في الفقه ، التفسير الكبير ، الناسخ والمنسوخ ، كتاب قراءة أمير المؤمنين عليه السلام ، ما نزل من القرآن في أهل البيت عليهم السلام ، قال عنه جماعة من أصحابنا : « إنّه كتاب لم يصنّف في معناه مثله ».

سمع منه أبو محمّد هارون بن موسى التلّعكبري سنة ٣٢٨ ه‍ وله منه إجازة.

انظر : الرجال ـ للطوسي ـ : ٥٠٤ رقم ٧١ ، الفهرست ـ للطوسي ـ : ٤٢٣ رقم ٦٥٣ ، أمل الآمل ٢ / ٢٩١ رقم ٨٧٠ ، معجم رجال الحديث ١٧ / ٢٠٩ رقم ١١٠٤٢ وج ١٨ / ٣٠ رقم ١١٣٧٦.

٤١٤

فدعا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عليّاعليه‌السلام فقال :إنّ الله قد أنزل بيان ما سألت ، فجعلك رفيقي ؛ لأنّك أوّل من أسلم ، وأنت الصدّيق الأكبر (١) .

.. إلى غير ذلك ممّا لا يخفى على المتتبّع.

ولو ذكرنا لك ما روته كتب الإمامية في نزول آيات أخر في أمير المؤمنين وأهل البيت الطاهرين ، لأمكن بلوغ الآيات النازلة بهم ثلاثمئة أو تزيد ؛ فراجع وتدبّر تصب طريق الرشاد!

* * *

__________________

(١) كشف الغمّة ١ / ٨٧ عن تفسير ابن الحجّام.

٤١٥
٤١٦

فهرس المحتويات

١١ ـ آية : ( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ ) ٥

وقال الفضل(١) : ٦

وأقول : ٧

١٢ ـ آية : ( وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ) ١٣

وقال الفضل(١) : ١٤

وأقول : ١٥

١٣ ـ آية : ( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ) ١٩

وقال الفضل(١) : ٢٠

وأقول : ٢١

١٤ ـ آية : ( أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِ ) ٢٤

وقال الفضل(١) : ٢٦

وأقول : ٢٧

١٥ ـ آية المناجاة ٢٩

وقال الفضل(١) : ٣٠

وأقول : ٣١

١٦ ـ آية : ( وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا ) ٣٩

وقال الفضل(١) : ٤٠

وأقول : ٤١

١٧ ـ آية : ( وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ ) ٤٥

وقال الفضل(١) : ٤٦

وأقول : ٤٧

١٨ ـ سورة ( هَلْ أَتى ) ٥٠

وقال الفضل(١) : ٥٢

٤١٧

وأقول : ٥٣

١٩ ـ آية : ( وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ ) ٦٢

وقال الفضل(١) : ٦٣

وأقول : ٦٤

٢٠ ـ آية : ( هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ ) ٦٩

وقال الفضل(١) : ٧٠

وأقول : ٧١

٢١ ـ آية : ( يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ ) ٧٤

وقال الفضل(١) : ٧٥

وأقول : ٧٦

٢٢ ـ آية : ( فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ ) ٧٨

وقال الفضل(١) : ٧٩

وأقول : ٨٠

٢٣ ـ آية : ( أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ ) ٩٣

وقال الفضل(١) : ٩٤

وأقول : ٩٥

٢٤ ـ آية : ( الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ ) ١٠٠

وقال الفضل(١) : ١٠١

وأقول : ١٠٢

٢٥ ـ آية الصلاة على النبيّ ١٠٥

وقال الفضل(١) : ١٠٦

وأقول : ١٠٧

٢٦ ـ آية : ( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ ) ١١١

وقال الفضل(١) : ١١٢

وأقول : ١١٣

٤١٨

٢٧ ـ آية : ( وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ ) ١١٥

وقال الفضل(١) : ١١٦

وأقول : ١١٧

٢٨ ـ آية : ( يَوْمَ لا يُخْزِي اللهُ النَّبِيَّ ) ١٢٠

وقال الفضل(١) : ١٢١

وأقول : ١٢٢

٢٩ ـ آية : ( أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) ١٢٤

وقال الفضل(١) : ١٢٥

وأقول : ١٢٦

٣٠ ـ آية : ( هُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً ) ١٢٩

وقال الفضل(١) : ١٣٠

وأقول : ١٣١

٣١ ـ آية : ( وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) ١٣٣

وقال الفضل(١) : ١٣٤

وأقول : ١٣٥

٣٢ ـ آية : ( إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ ) ١٤٠

وقال الفضل(١) : ١٤١

وأقول : ١٤٢

٣٣ ـ آية : ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ ) ١٤٨

وقال الفضل(١) : ١٤٩

وأقول : ١٥٠

٣٤ ـ آية : ( وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ) ١٥٧

وقال الفضل(١) : ١٥٨

وأقول : ١٥٩

٤١٩

٣٥ ـ آية : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) ١٦٤

وقال الفضل(١) : ١٦٦

وأقول : ١٦٧

٣٦ ـ سورة النجم ١٧٠

وقال الفضل(١) : ١٧١

وأقول : ١٧٢

٣٧ ـ سورة العاديات ١٧٧

وقال الفضل(١) : ١٨٠

وأقول : ١٨١

٣٨ ـ آية : ( أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً ) ١٨٣

وقال الفضل(١) : ١٨٤

وأقول : ١٨٥

٣٩ ـ آية : ( وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ ) ١٨٨

وقال الفضل(١) : ١٨٩

وأقول : ١٩٠

٤٠ ـ آية : ( فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ ) ١٩٤

وقال الفضل(١) : ١٩٥

وأقول : ١٩٦

٤١ ـ آية : ( يُسْقى بِماءٍ واحِدٍ ) ١٩٨

وقال الفضل(١) : ١٩٩

وأقول : ٢٠٠

٤٢ ـ آية : ( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ) ٢٠٢

وقال الفضل(١) : ٢٠٣

وأقول : ٢٠٤

٤٢٠