دلائل الصدق لنهج الحق الجزء ٦

دلائل الصدق لنهج الحق0%

دلائل الصدق لنهج الحق مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: مفاهيم عقائدية
ISBN: 964-319-359-4
الصفحات: 582

دلائل الصدق لنهج الحق

مؤلف: الشيخ محمد حسن المظفر
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف:

ISBN: 964-319-359-4
الصفحات: 582
المشاهدات: 122964
تحميل: 4290


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 582 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 122964 / تحميل: 4290
الحجم الحجم الحجم
دلائل الصدق لنهج الحق

دلائل الصدق لنهج الحق الجزء 6

مؤلف:
ISBN: 964-319-359-4
العربية

مثالبه ، لا من مناقبه.

ثمّ إذا فاتت لم يسقط الإثم عنه بعود الشمس(١) .

والجواب : إنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله لم ينم ـ كما عرفت ـ وإنّما تغشّاه الوحي(٢) .

وما ذكره من أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله تنام عيناه ولا ينام قلبه ، يجب أن يجعله دليلا على كذب رواية نومهصلى‌الله‌عليه‌وآله عن صلاة الصبح ، وكذب رواية نسيانه الصلاة يوم الخندق ، كما أوضحناه في مباحث النبوّة(٣) .

فحينئذ يبطل نقضه بعدم ردّ الشمس للنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله لمّا فاتته الصلاة في الوقتين ، وهو أفضل من عليّعليه‌السلام .

على أنّ فضل النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله لا يستلزم أولويّة ردّها له ؛ لجواز أن يكون ردّها لعليّعليه‌السلام دفعا لطعن أهل النفاق فيه بتركه الصلاة ، فردّت له ؛ ليعلم أنّه في طاعة الله تعالى بشاهد جليّ ؛ أو لغير ذلك من الحكم المقتضية لتخصيصه دون النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله .

على أنّ عليّاعليه‌السلام لم يترك أصل الصلاة ، فإنّه صلّاها إيماء ، كما صرّح به بعض الأخبار(٤) ، وإنّما ردّها الله سبحانه له لينال فضل الصلاة قائما في وقتها ، ويظهر فضله وكمال طاعته ، وليقطع ألسنة المنافقين.

وبهذا يعلم ما في قوله : « إن كان جائزا لم يكن على عليّ إثم إذا

__________________

(١) منهاج السنّة ٨ / ١٧٥ ـ ١٧٦.

(٢) انظر : المعجم الكبير ٢٤ / ١٥٢ ح ٣٩١.

(٣) راجع : ج ٤ / ١٤٥ ـ ١٤٨ من هذا الكتاب.

(٤) ينابيع المودّة ١ / ٤١٧ ح ٣ ، أرجح المطالب : ٦٨٦ عن الدولابي وابن شاهين وابن مندة وابن مردويه.

٢٢١

صلّى العصر بعد الغروب » ، فإنّ الداعي لردّها ليس رفع الإثم ، بل تلك الحكم المذكورة ، فقد ظهر أنّ المناقشة في الحديث إنّما هي من السفاسف.

وأمّا دلالته على إمامة أمير المؤمنينعليه‌السلام فأجلى من الشمس ؛ لأنّه من أعظم الأدلّة على الاهتمام بشأنه وفضله على جميع الأصحاب بما لا يحلم أن يناله أحد منهم.

هذا كلّه في ردّها له في حياة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله

ويروى ردّها له بعد وفاتهصلى‌الله‌عليه‌وآله كما ذكره المصنّفرحمه‌الله (١) ، وحكاه ابن أبي الحديد في « شرح النهج »(٢) ، عن نصر بن مزاحم ، بسنده عن عبد خير ، قال : « كنت مع عليّ في أرض بابل وحضرت صلاة العصر ، فجعلنا لا نأتي مكانا إلّا رأيناه أقبح من الآخر ، حتّى أتينا على مكان أحسن ما رأينا ، وقد كادت الشمس أن تغيب

قال : فنزل عليّ فنزلت معه ، فدعا الله فرجعت الشمس كمقدارها من صلاة العصر ، فصلّيت العصر ثمّ غابت ».

ونقل في « ينابيع المودّة »(٣) ، عن « المناقب » ، عن الحسينعليه‌السلام ، قال : « لمّا رجع أبي من قتال النهروان سار في أرض بابل ، وحضرت صلاة العصر ، فقال : هذه أرض مخسوفة ، وقد خسفها الله ثلاثا ، ولا يحلّ لوصيّ نبيّ أن يصلّي فيها.

__________________

(١) منهاج الكرامة : ١٧٢.

(٢) ص ٢٧٧ من المجلّد الأوّل [ ٣ / ١٦٨ ]. منهقدس‌سره .

وانظر : وقعة صفّين : ١٣٥ ـ ١٣٦.

(٣) في الباب السابع والأربعين [ ١ / ٤١٨ ـ ٤١٩ ح ٦ ]. منهقدس‌سره .

٢٢٢

قال جويرية بن مسهر العبدي(١) : صلّى الناس هنا ، وتبعت بمئة فارس أمير المؤمنين إلى أن قطعنا أرض بابل ، والشمس قد غربت ، فنزل وقال :آتني الماء ؛ فآتيته الماء ، فتوضّأ وقال :يا جويرية! أذّن للعصر.

فقلت في نفسي : كيف يصلّي العصر وقد غربت الشمس؟!

فأذّنت ، وقال لي :أقم ؛ فأقمت ، وإذا أنا في الإقامة تحرّكت شفتاه ، وإذا رجعت الشمس وصلّينا وراءه.

فلمّا فرغنا من الصلاة غابت الشمس بسرعة كأنّها سراج وقعت في طشت ماء واشتبكت النجوم ، والتفت إليّ وقال :أذّن للمغرب يا ضعيف اليقين! ».

ونقل في « الينابيع » أيضا ، عن أخطب خوارزم ، بسنده عن مجاهد ، أنّ ابن عبّاس أثنى على أمير المؤمنينعليه‌السلام في كلام قال فيه : « وردّت عليه الشمس مرّتين »(٢) .

٤ ـ حديث السطل والماء والمنديل

وأمّا الحديث الرابع ؛ وهو حديث السطل والماء والمنديل

__________________

(١) جويرية بن مسهر العبدي ، من أصحاب أمير المؤمنين عليّعليه‌السلام ، وشهد مشاهده ، وكان من ثقاته ، وكان من خيار التابعين ، صلبه زياد ابن أبيه إلى جذع وقطع يديه ورجليه رضي الله عنه.

انظر : لسان الميزان ٢ / ١٤٤ رقم ٦٣٤ ، معجم رجال الحديث ٥ / ١٥١ ـ ١٥٢ رقم ٢٤٢٠.

(٢) ينابيع المودّة ١ / ٤١٩ ح ٧ ، وانظر : مناقب الإمام عليّعليه‌السلام ـ للخوارزمي ـ : ٣٣٠ ح ٣٤٩.

٢٢٣

فقد حكاه أيضا في « الينابيع »(١) ، عن ابن المغازلي ، وصاحب « المناقب » ، وأخطب خوارزم ، بأسانيدهم عن أنس.

٥ ـ لا سيف إلّا ذو الفقار

ولا فتى إلّا عليّ

وأمّا الحديث الخامس ؛ وهو حديث النداء يوم أحد

فقد رواه الطبري في « تاريخه »(٢)

وابن الأثير في « كامله »(٣)

وكذا ابن أبي الحديد في « شرح النهج »(٤) ، ناقلا له عن غلام ثعلب ، ومحمّد بن حبيب في « أماليه » ، وجماعة من المحدّثين

ثمّ قال : « وهو من الأخبار المشهورة ، ووقفت عليه في بعض نسخ ( مغازي محمّد بن إسحاق ) ، ورأيت بعضها خاليا عنه.

__________________

(١) في الباب التاسع والأربعين [ ١ / ٤٢٨ ـ ٤٢٩ ح ٦ ]. منهقدس‌سره .

وانظر : مناقب الإمام عليّ عليه السلام ـ لابن المغازلي ـ : ١٢٥ ح ١٣٩ ، مناقب الإمام عليّ عليه السلام ـ للخوارزمي ـ : ٣٠٤ ح ٣٠٠.

(٢) ص ١٧ من الجزء الثالث [ ٢ / ٦٥ ]. منهقدس‌سره .

(٣) ص ٧٤ من الجزء الثالث [ ٢ / ٤٩ ]. منهقدس‌سره .

(٤) ص ٣٧٢ من المجلّد الثالث [ ١٤ / ٢٥١ ]. منهقدس‌سره .

وانظر : وقعة صفّين : ٣١٥ ، السيرة النبوية ـ لابن هشام ـ ٤ / ٥١ ، الأغاني ١٥ / ١٨٧ ، مناقب الإمام عليّ عليه‌السلام ـ لابن المغازلي ـ : ١٩٠ ـ ١٩١ ح ٢٣٤ ـ ٢٣٦ ، تاريخ دمشق ٣٩ / ٢٠١ وج ٤٢ / ٧١ ، مناقب الإمام عليّ عليه‌السلام ـ للخوارزمي ـ : ٣٠١ ، الروض الأنف ٣ / ٢٨٨ ، الرياض النضرة ٣ / ١٥٥ ـ ١٥٦ ، ذخائر العقبى : ١٣٧ ، البداية والنهاية ٤ / ٣٨ ، شرح المقاصد ٥ / ٢٩٨ ، نزهة المجالس ٢ / ٢٠٩.

٢٢٤

وسألت شيخي عبد الوهّاب بن سكينة(١) عن هذا الخبر ، فقال : صحيح ».

أقول : ويكفي في صحّته استفاضته ، لا سيّما بضميمة أخبارنا(٢) .

وأمّا صدور النداء يوم بدر فقد تقدّمت روايته في أوّل المبحث(٣) ، وأشار إليها سبط ابن الجوزي في « تذكرة الخواصّ »(٤) .

ونقل أيضا عن أحمد في « الفضائل » ، وصحّحه ، وقوع النداء يوم خيبر ، وأنّهم سمعوا تكبيرا من السماء في ذلك اليوم ، وقائلا يقول :

لا سيف إلّا ذو الفقا

ر ولا فتى إلّا علي

فاستأذن حسّان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أن ينشد شعرا ، فأذن له فقال [ من مجزوء الكامل ] :

جبريل نادى معلنا

والنّقع(٥) ليس ينجلي

__________________

(١) هو : ضياء الدين أبو أحمد عبد الوهّاب بن علي بن عبد الله البغدادي الصوفي الشافعي ( ٥١٩ ـ ٦٠٧ ه‍ ) ، المعروف بابن سكينة ، وسكينة هي والدة أبيه ، وكان فقيها محدّثا ، لبس خرقة التصوّف عن جدّه ، حدّث في مصر والشام والحجاز ، صاحب أبا الفرج ابن الجوزي ولازم مجلسه.

انظر : سير أعلام النبلاء ٢١ / ٥٠٢ رقم ٢٦٢ ، البداية والنهاية ١٣ / ٥٣ ، طبقات الشافعية ـ للأسنوي ـ ١ / ٣٤٠ رقم ٦٤٧.

(٢) انظر : عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ١ / ٨١ ، الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد ١ / ٨٤ ، إعلام الورى بأعلام الهدى ١ / ٣٧٨.

(٣) راجع الصفحة ٢٠٢ من هذا الجزء.

(٤) تذكرة الخواصّ : ٣٤ ؛ وكان في الأصل : « الحفّاظ » بدل « الخواصّ » ، وهو من سهو القلم.

(٥) النّقع : الغبار الساطع ، والقتل ؛ انظر مادّة « نقع » في : لسان العرب ١٤ / ٢٦٧ ، تاج العروس ١١ / ٤٨٦.

والمعنى هنا كناية عن اشتداد القتال.

٢٢٥

والمسلمون أحدقوا

حول النبيّ المرسل

لا سيف إلّا ذو الفقا

ر ولا فتى إلّا علي(١)

فلا ريب بصدور النداء بذلك من جبرئيل ولو في أحد هذه المواطن الثلاثة ، وهو صريح في نفي الفتوّة ـ أي : السخاء بالنفس ـ عن غير عليّعليه‌السلام ، فيدلّ على أنّه أسخى الناس بنفسه وأطوعهم له ، والفضل في الطاعة فرع الفضل الذاتي ؛ والأفضل أحقّ بالإمامة.

ويشهد لفضله الذاتي قول النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في الحديث : «هو منّي وأنا منه » ، وقول جبرئيل : وأنا منكما(٢) .

* * *

__________________

(١) تذكرة الخواصّ : ٣٣ ـ ٣٤.

(٢) مرّ تخريجه في الصفحة ١٣٤ ه‍ ١ من هذا الجزء ؛ فراجع!

٢٢٦

٢٤ ـ حديث : الحقّ مع عليّ

قال المصنّف ـ رفع الله درجته ـ(١) :

الرابع والعشرون : في « الجمع بين الصحاح الستّة » ، عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال : «رحم الله عليّا ، اللهمّ أدر الحقّ معه حيث دار »(٢) .

وروى الجمهور : قالصلى‌الله‌عليه‌وآله لعمّار : « ستكون في أمّتي بعدي هناة واختلاف حتّى يختلف السيف بينهم ، حتّى يقتل بعضهم بعضا ، ويتبرّأ بعضهم من بعض.

يا عمّار! تقتلك الفئة الباغية ، وأنت إذ ذاك مع الحقّ والحقّ معك ، إنّ عليّا لن يدنيك من ردى ، ولن يخرجك من هدى.

يا عمّار! من تقلّد سيفا أعان به عليّا على عدوّه قلّده الله يوم القيامة وشاحين من درّ ، ومن تقلّد سيفا أعان به عدوّه قلّده الله وشاحين من نار.

__________________

(١) نهج الحقّ : ٢٢٤.

(٢) انظر : سنن الترمذي ٥ / ٥٩٢ ح ٣٧١٤ ، المحاسن والمساوئ ـ للبيهقي ـ : ٤١ ، الإنصاف ـ للباقلّاني ـ : ٦٦ ، المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٣٤ ـ ١٣٥ ح ٤٦٢٩ ، فردوس الأخبار ١ / ٤١٠ ح ٣٠٥٠ ، مناقب الإمام عليّعليه‌السلام ـ للخوارزمي ـ : ١٠٤ ح ١٠٧ ، تاريخ دمشق ٤٢ / ٤٤٨ ، جامع الأصول ٨ / ٥٧٢ ح ٦٣٨٢ ، تفسير الفخر الرازي ١ / ٢١٠ ، شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ٦ / ٣٧٦ ، فرائد السمطين ١ / ١٧٦ ح ١٣٨ ، الصواعق المحرقة : ١١٩ ، كنز العمّال ١١ / ٦٤٣ ح ٣٣١٢٤.

٢٢٧

فإذا رأيت ذلك فعليك بهذا الذي عن يميني ـ يعني : عليّا ـ ، وإن سلك الناس كلّهم واديا وسلك عليّ واديا ، فاسلك واديا سلكه عليّ ، وخلّ الناس طرّا.

يا عمّار! إنّ عليّا لا يزال على الهدى.

يا عمّار! إنّ طاعة عليّ من طاعتي ، وطاعتي من طاعة الله تعالى »(١) .

وروى أحمد بن موسى بن مردويه ، من الجمهور ، من عدّة طرق ، عن عائشة ، أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : «الحقّ مع عليّ ، وعليّ مع الحقّ ، لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض »(٢) .

* * *

__________________

(١) تاريخ بغداد ١٣ / ١٨٦ ـ ١٨٧ رقم ٧١٦٥ ، مناقب الإمام عليّعليه‌السلام ـ للخوارزمي ـ : ١٠٥ ح ١١٠ ، تاريخ دمشق ٤٢ / ٤٧٢ ، فرائد السمطين ١ / ١٧٨ ح ١٤١ ، البداية والنهاية ٧ / ٢٤٤ ، كنز العمّال ١١ / ٦١٣ ـ ٦١٤ ح ٣٢٩٧٢.

(٢) انظر : كشف الغمّة ١ / ١٤٦ عن ابن مردويه ، مسند أبي يعلى ٢ / ٣١٨ ح ١٠٥٢ ، المعجم الكبير ٢٣ / ٣٣٠ ح ٧٥٨ وص ٣٩٦ ح ٩٤٦ ، المعجم الصغير ١ / ٢٥٥ ، الإمامة والسياسة ١ / ٩٨ ، الكنى والأسماء ـ للدولابي ـ ٢ / ٨٩ ، المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٣٤ ح ٤٦٢٨ ، تاريخ بغداد ١٤ / ٣٢١ رقم ٧٦٤٣ ، مناقب الإمام عليّعليه‌السلام ـ لابن المغازلي ـ : ٢٢٠ ح ٢٩١ ، ربيع الأبرار ١ / ٨٢٨ ـ ٢٨٩ ، مناقب الإمام عليّعليه‌السلام ـ للخوارزمي ـ : ١٧٧ ح ٢١٤ ، تاريخ دمشق ٤٢ / ٤٤٩ ، فرائد السمطين ١ / ١٧٧ ح ١٤٠ ، مجمع الزوائد ٧ / ٢٣٥ ـ ٢٣٦ ، كنز العمّال ١١ / ٦٢١ ح ٣٣٠١٨.

٢٢٨

وقال الفضل(١) :

صحّ في الصحاح أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال لعمّار :ويح عمّار! تقتله الفئة الباغية (٢) .

وباقي ما ذكر إن صحّ دلّ على أنّ عليّا كان مع الحقّ أينما دار ، وهذا شيء لا يرتاب فيه حتّى يحتاج إلى دليل ، بل هذا دليل على حقّية الخلفاء ؛ لأنّ الحقّ كان مع عليّ ، وعليّ كان معهم ، حيث تابعهم وناصحهم ، فثبت من هذا خلافة الخلفاء ، وأنّها كانت حقّا صريحا.

__________________

(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ ٧ / ٤٧٠.

(٢) انظر : صحيح البخاري ١ / ١٩٤ ح ١٠٧ وج ٤ / ٧٧ ح ٢٧ ، صحيح مسلم ٨ / ١٨٥ ـ ١٨٦ ، سنن الترمذي ٥ / ٦٢٧ ح ٣٨٠٠ ، السنن الكبرى ـ للنسائي ـ ٥ / ٧٥ ح ٨٢٧٥ ، مسند أحمد ٢ / ١٦١ و ١٦٤ وج ٣ / ٥ و ٢٢ وج ٤ / ١٩٧ و ١٩٩ وج ٥ / ٢١٥ و ٣٠٦ وج ٦ / ٢٨٩ و ٣٠٠ ، مسند البزّار ٤ / ٢٥٦ ح ١٤٢٨ ، مسند أبي يعلى ٣ / ٢٠٩ ح ١٦٤٥ وج ١١ / ٤٠٣ ح ٦٥٢٤ ، المعجم الكبير ٥ / ٢٦٦ ح ٥٢٩٦ وج ١٩ / ١٧١ ح ٣٨٢ و ٣٨٣ ، المعجم الأوسط ٨ / ٢٩٨ ح ٨٥٥١ ، مسند الطيالسي : ٩٠ ح ٦٤٩ وص ٢٨٨ ح ٢١٦٨ ، مصنّف عبد الرزّاق ١١ / ٢٤٠ ح ٢٠٤٢٧ ، مصنّف ابن أبي شيبة ٨ / ٧٢٣ ح ٩ و ١٥ وص ٧٢٨ ح ٣٩ و ٤٠ ، الطبقات الكبرى ـ لابن سعد ـ ١ / ١٨٥ وج ٣ / ١٩٠ ـ ١٩١ ، مسند الشاشي ٣ / ٤٠٨ ح ١٥٣٢ ، الجعديات ١ / ٣٤٢ ح ١١٧٩ وص ٤٧٢ ح ١٦٤١ و ١٦٤٢ ، الإحسان بترتيب صحيح ابن حبّان ٩ / ١٠٥ ح ٧٠٣٦ ـ ٧٠٣٨ ، المستدرك على الصحيحين ٣ / ٤٣٥ ح ٥٦٥٧ وص ٤٣٦ ح ٥٦٥٩ وص ٤٤٢ ح ٥٦٧٦ ، حلية الأولياء ٤ / ١٧٢ رقم ٢٧٠ وج ٧ / ١٩٧ ـ ١٩٨ ، الاستيعاب ٣ / ١١٤٠ رقم ١٨٦٣ ، تاريخ بغداد ٧ / ٤١٤ رقم ٣٩٦٥ ، تاريخ دمشق ١٣ / ٩ رقم ١٢٧٩ وج ٤٣ / ٤١٢ ـ ٤٣٦.

٢٢٩

وأمّا من خالف عليّا من البغاة ، فمذهب أهل السنّة والجماعة أنّ الحقّ كان مع عليّ ، وهم كانوا على الباطل ، ولا شكّ في هذا.

* * *

٢٣٠

وأقول :

روى لفظ الحديث الأوّل الترمذي في فضائل عليّعليه‌السلام (١) .

والحاكم أيضا في فضائله من « المستدرك »(٢) .

ونقل في « الصواعق »(٣) ، عن الذهبي أنّه صحّح طرقا كثيرة لدعاء النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله لعليّ في غدير خمّ ؛ المشتمل على قوله : «وأدر الحقّ معه حيث دار ».

وحكى ابن أبي الحديد(٤) ، عن أبي القاسم البجلي(٥) وتلامذته من المعتزلة ، قالوا : لو نازع عليّ عقيب وفاة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وسلّ سيفه لحكمنا بهلاك كلّ من خالفه وتقدّم عليه ، كما حكمنا بهلاك من نازعه حين أظهر نفسه ـ إلى أن قالوا : ـ وحكمه حكم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛ لأنّه قد ثبت عنه في الأخبار الصحيحة أنّه قال : «عليّ مع الحقّ ، والحقّ مع عليّ ، يدور حيثما دار ».

__________________

(١) سنن الترمذي ٥ / ٥٩٢ ح ٣٧١٤.

(٢) ص ١٢٤ من الجزء الثالث [ ٣ / ١٣٥ ح ٤٦٢٩ ]. منهقدس‌سره .

(٣) في الفصل الخامس من الباب الأوّل في الشبهة الحادية عشرة [ ٦٤ ]. منهعليه‌السلام .

وانظر : طرق حديث « من كنت مولاه » ـ للذهبي ـ : ١٢ ح ١ وص ١٧ ح ٤ وص ٢٧ ـ ٢٨ ح ١٨ ـ ٢٠ وص ٣٠ ح ٢٤ وص ٤٤ ح ٣٨ وص ٦٤ ح ٦٥ وص ٧٦ ح ٨٢ وص ٩١ ح ١٠٥ وص ٩٢ ح ١٠٧.

(٤) ص ٢١٢ من المجلّد الأوّل [ ٢ / ٢٩٧ ]. منهقدس‌سره .

(٥) كذا في الأصل ، وهو تصحيف ، والصحيح : « البلخي » كما في المصدر ؛ وقد تقدّمت ترجمته في ج ٢ / ١٦٧ ه‍ ٣ من هذا الكتاب ؛ فراجع!

٢٣١

وحكم ابن أبي الحديد أيضا بثبوت هذا الحديث(١) في شرح الخطبة التي يقول فيها :إنّ الأئمّة من قريش ، غرسوا في هذا البطن من هاشم.

ونقل في « كنز العمّال »(٢) ، عن أبي يعلى وسعيد بن منصور ، بسندهما عن أبي سعيد ، أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : «الحقّ مع ذا ، الحقّ مع ذا ـ يعني : عليّا ـ ».

وحكى في « الكنز » أيضا(٣) ، عن الديلمي ، عن عمّار وأبي أيّوب ، أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : «يا عمّار! إن رأيت عليّا قد سلك واديا وسلك الناس واديا غيره ، فاسلك مع عليّ ودع الناس ، إنّه لن يدلّك على ردى ، ولن يخرجك من هدى ».

وهذا بعض الحديث الذي ذكره المصنّفرحمه‌الله ، وذكره بتمامه إلّا القليل في « كشف الغمّة » ، نقلا عن الخوارزمي ، عن أبي أيّوب(٤) .

والأخبار الدالّة على أنّ الحقّ مع عليّ ـ والحقّ معه ـ ، إمّا بلفظه أو بمعناه ، أكثر من أن تحصى ، وهي متواترة معنى ، وقد تقدّم منها ما صرّح بأنّه فاروق هذه الأمّة يفرق بين الحقّ والباطل(٥)

ومنها أحاديث التمسّك بالثّقلين(٦)

__________________

(١) ص ٤٢٢ من المجلّد الثاني [ ٩ / ٨٨ خطبة ١٤٤ ]. منهقدس‌سره .

(٢) ص ١٥٧ من الجزء السادس [ ١١ / ٦٢١ ح ٣٣٠١٨ ]. منهقدس‌سره .

وانظر : مسند أبي يعلى ٢ / ٣١٨ ح ١٠٥٢.

(٣) ص ١٥٥ ج ٦ [ ١١ / ٦١٣ ـ ٦١٤ ح ٣٢٩٧٢ ]. منهقدس‌سره .

(٤) كشف الغمّة ١ / ١٤٣ ؛ وانظر : مناقب الإمام عليّعليه‌السلام ـ للخوارزمي ـ : ١٠٥ ح ١١٠.

(٥) راجع الصفحة ٤٠ من هذا الجزء.

(٦) سيأتي الكلام عليها مفصّلا في الصفحة ٢٣٥ وما بعدها من هذا الجزء ؛ فراجع!

٢٣٢

وأنّ أهل البيت سفينة النجاة(١) .

فإذا كان عليّ مع الحقّ ، والحقّ معه ، يدور حيث دار ، وجب أن يكون معصوما ، والعصمة شرط الإمامة ، ولا معصوم غيره من الصحابة اتّفاقا.

وأيضا : يلزم منه بطلان خلافة أبي بكر ، ولا سيّما في الستّة أشهر التي امتنع فيها عن بيعة أبي بكر ، كما رواه البخاري في غزاة خيبر(٢) ، وغيره(٣) .

وأمّا مبايعته بعد ذلك فلم تقع إلّا قهرا ، كما أنّ مناصحته لهم ـ بعد مشاورتهم له في بعض الأمور ـ إنّما هي لإصلاح الدين لا لترويج إمرتهم ؛ ولذا ما زال يتظلّم منهم ، ووقع بينهم وبينه من النفورة والعداوة ما هو جليّ لكلّ أحد(٤) .

وأمّا ما ذكره في شأن البغاة ، فهو إقرار بأنّ صاحبة الجمل وأصحابها ومعاوية وأنصاره ، كانوا مبطلين ، ومطالبين عند الله تعالى بأمر عظيم ، وهو إلقاح الفتنة إلى يوم الدين ، وإزهاق نفوس الآلاف من المسلمين ، الذي لا تنجي منه التوبة بالقول ـ لو صدرت ـ ما لم يعطوا النّصف من أنفسهم ويخرجوا عن المظالم إلى أهلها.

والإقرار بذلك لا يناسب تعظيمهم لهم ، وجعل تفضيل عائشة على النساء كفضل الثريد على الطعام(٥) ، وجعل الزبير حواريّ

__________________

(١) راجع الصفحة ٢٦١ من هذا الجزء.

(٢) صحيح البخاري ٥ / ٢٨٨ ح ٢٥٦.

(٣) تاريخ الطبري ٢ / ٢٣٦ ، الصواعق المحرقة : ٢٥ ـ ٢٧.

(٤) شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ١ / ١٥١.

(٥) راجع الهامش ٤ في الصفحتين ١٧٩ ـ ١٨٠ من هذا الجزء.

٢٣٣

رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله (١) ، ومعاوية هاديا مهديّا(٢) .

* * *

__________________

(١) صحيح البخاري ٥ / ٩٣ ح ٢١٣ ، مسند أحمد ١ / ١٠٣ ، المستدرك على الصحيحين ٣ / ٤٠٨ ح ٥٥٥٨.

(٢) سنن الترمذي ٥ / ٦٤٥ ح ٣٨٤٢ ، مسند أحمد ٤ / ٢١٦.

٢٣٤

٢٥ ـ حديث الثّقلين وما بمعناه

قال المصنّف ـ طاب ثراه ـ(١) :

الخامس والعشرون : روى أحمد بن حنبل في « مسنده » ، أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أخذ بيد الحسن والحسين وقال : «من أحبّني وأحبّ هذين وأباهما وأمّهما كان معي في درجتي يوم القيامة »(٢) .

وفيه : عن جابر ، قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ذات يوم بعرفات وعليّ تجاهه : «ادن منّي يا عليّ! خلقت أنا وأنت من شجرة ، فأنا أصلها وأنت فرعها ، والحسن والحسين أغصانها ، فمن تعلّق بغصن منها أدخله الله الجنّة »(٣) .

__________________

(١) نهج الحقّ : ٢٢٥.

(٢) مسند أحمد ١ / ٧٧ ، فضائل الصحابة ـ لأحمد ـ ٢ / ٨٦٣ ح ١١٨٥ ، زوائد عبد الله بن أحمد : ٤٢٠ ح ٢٠٣ ، سنن الترمذي ٥ / ٥٩٩ ـ ٦٠٠ ح ٣٧٣٣ ، جواهر العقدين : ٣٣٦ عن أبي داود ، المعجم الكبير ٣ / ٥٠ ح ٢٦٥٤ ، المعجم الصغير ٢ / ٧٠ ، كنز العمّال ١٣ / ٦٣٩ ح ٣٧٦١٣ ، الذرّيّة الطاهرة : ١٦٧ ح ٢٢٥ ، طبقات المحدّثين في أصبهان ٤ / ٨٠ ـ ٨١ ح ٨٤٨ ، جزء ابن غطريف : ٧٧ ح ٣٠ ، تاريخ أصبهان ١ / ٢٣٣ رقم ٣٦١ ، تاريخ بغداد ١٣ / ٢٨٧ ـ ٢٨٨ رقم ٧٢٥٥ ، الشفا بتعريف حقوق المصطفى ٢ / ٢٠ و ٤٩ ، مناقب الإمام عليّعليه‌السلام ـ للخوارزمي ـ : ١٣٨ ح ١٥٦ ، تاريخ دمشق ١٣ / ١٩٦ ، ميزان الاعتدال ٥ / ١٤٤ رقم ٥٨٠٥.

(٣) انظر : المعجم الأوسط ٤ / ٤٤٣ ح ٤١٥٠ ، المستدرك على الصحيحين ٢ / ٢٦٣ ح ٢٩٤٩ ، موضّح أوهام الجمع والتفريق ١ / ٤٩ ، مناقب الإمام عليّعليه‌السلام ـ لابن المغازلي ـ : ١٢٢ ح ١٣٣ وص ٢٥١ ح ٣٤٠ ، شواهد التنزيل ١ / ٢٩٠ ـ ٢٩١ ح

٢٣٥

وفيه : عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّي قد تركت فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي ؛ الثّقلين ، وأحدهما أكبر من الآخر ؛ كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ألا وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ».

ورواه أحمد من عدّة طرق(١) .

وفي « صحيح مسلم » ، في موضعين ، عن زيد بن أرقم ، قال : خطبنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بماء يدعى « خمّا » بين مكّة والمدينة ، ثمّ قال بعد الوعظ :

«أيّها الناس! إنّما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربّي فأجيب ، وإنّي تارك فيكم الثّقلين ؛ أوّلهما كتاب الله فيه الهدى والنور ، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به ـ فحثّ على كتاب الله ورغّب فيه ، ثمّ قال : ـوأهل بيتي ، أذكّركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكّركم الله في أهل بيتي »(٢) .

وروى الزمخشري ـ وكان من أشدّ الناس عنادا لأهل البيت ، وهو الثقة المأمون عند الجمهور ـ ، قال بإسناده : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «فاطمة مهجة (٣) قلبي ، وابناها ثمرة فؤادي ، وبعلها نور بصري ،

__________________

٣٩٧ ، فردوس الأخبار ١ / ٤٣ ح ١١٢ ، تاريخ دمشق ٤٢ / ٦٤ ـ ٦٦ ، كفاية الطالب : ٣١٧ ـ ٣١٨ ، ميزان الاعتدال ٥ / ٥٤ رقم ٥٥٢٩.

(١) مسند أحمد ٣ / ١٤ و ١٧ و ٢٦ و ٥٩ وج ٤ / ٣٦٧ و ٣٧١ وج ٥ / ١٨٢ و ١٨٩ ـ ١٩٠ ، فضائل الصحابة ـ لأحمد ـ ١ / ٢١١ ح ١٧٠ وج ٢ / ٧٠٨ ح ٩٦٨ وص ٧٢٣ ح ٩٩٠ وص ٧٤٧ ح ١٠٣٢ وص ٩٧٨ ح ١٣٨٢ و ١٣٨٣ وص ٩٨٨ ح ١٤٠٣.

(٢) صحيح مسلم ٧ / ١٢٢ و ١٢٣ فضائل أمير المؤمنينعليه‌السلام .

(٣) كذا في الأصل ، وفي المصادر المذكورة في الهامش التالي : « بهجة ».

٢٣٦

والأئمّة من ولدها أمناء ربّي ، وحبل ممدود بينه وبين خلقه ، من اعتصم بهم نجا ، ومن تخلّف عنهم هوى »(١) .

وروى الثعلبي في تفسير قوله تعالى :( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا ) (٢) ، بأسانيد متعدّدة عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال : «أيّها الناس! قد تركت فيكم الثّقلين خليفتين ، إن أخذتم بهما لن تضلّوا بعدي ، أحدهما أكبر من الآخر ؛ كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض ؛ وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض (٣) .

وفي « الجمع بين الصحيحين » : «إنّما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربّي فأجيب ، وأنا تارك فيكم الثّقلين ؛ أوّلهما كتاب الله ، فيه الهدى والنور ، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به ؛ وأهل بيتي ، أذكّركم الله في أهل بيتي خيرا »(٤) .

__________________

(١) انظر : مقتل الحسينعليه‌السلام ـ للخوارزمي ـ ١ / ٩٩ ح ٢١ ، فرائد السمطين ٢ / ٦٦ ح ٣٩٠ ، ينابيع المودّة ١ / ٢٤٢ ح ١٧.

(٢) سورة آل عمران ٣ : ١٠٣.

(٣) انظر : ينابيع المودّة ١ / ١٠٥ ح ٢٥ عن تفسير الثعلبي.

(٤) الجمع بين الصحيحين ـ للحميدي ـ ١ / ٥١٥ ح ٨٤١ ، سنن الترمذي ٥ / ٦٢١ ـ ٦٢٢ ح ٣٧٨٦ و ٣٧٨٨ ، السنن الكبرى ـ للنسائي ـ ٥ / ٤٥ ح ٨١٤٨ وص ١٣٠ ح ٨٤٦٤ ، سنن الدارمي ٢ / ٢٩٢ ح ٣٣١١ ، مسند البزّار ٣ / ٨٩ ح ٨٦٤ ، مسند أبي يعلى ٢ / ٢٩٧ ح ١٠٢١ وص ٣٠٣ ح ١٠٢٧ وص ٣٧٦ ١١٤٠ ، المعجم الكبير ٣ / ٦٥ ـ ٦٧ ح ٢٦٧٨ ـ ٢٦٨٣ وج ٥ / ١٦٦ ـ ١٦٧ ح ٤٩٦٩ ـ ٤٩٧١ وص ١٦٩ ـ ١٧٠ ح ٤٩٨٠ ـ ٤٩٨٢ ، المعجم الأوسط ٤ / ٨١ ح ٣٤٣٩ وص ١٥٥ ح ٥٤٢ ، المعجم الصغير ١ / ١٣١ و ١٣٥ ، مصنّف ابن أبي شيبة ٧ / ٤١٨ ح ٤١ ، مسند عبد ابن حميد : ١١٤ ح ٢٦٥ ، الطبقات الكبرى ـ لابن سعد ـ ٢ / ١٥٠ ، المنمّق : ٢٥ ،

٢٣٧

وقال الفضل(١) :

هذه الأخبار بعضها في الصحاح ، وبعضها قريب المعنى منها ، وحاصلها : التوصية بحفظ أحكام الكتاب ، وأخذ العلم منه ومن أهل البيت ، وتعظيم أهل البيت ومحبّتهم وموالاتهم ، وكلّ هذه الأمور فريضة على المسلمين ، ولا قائل بعدم وجوبه على كلّ مسلم.

ولكن ليس في ما ذكر نصّ على خلافة عليّ بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛

__________________

السنّة ـ لابن أبي عاصم ـ : ٣٣٧ ح ٧٥٣ وص ٦٢٩ ـ ٦٣١ ح ١٥٤٨ ـ ١٥٥٨ ، صحيح ابن خزيمة ٤ / ٦٢ ـ ٦٣ ح ٢٣٥٧ ، أنساب الأشراف ٢ / ٣٥٧ ، الجعديات ٢ / ٣٠٢ ح ٢٧٢٢ ، نوادر الأصول ١ / ١٦٣ ، الذرّيّة الطاهرة : ١٦٨ ح ٢٢٨ ، جواهر العقدين : ٢٣٨ ، المؤتلف والمختلف ـ للدارقطني ـ ٢ / ١٠٤٥ وج ٤ / ٢٠٦٠ ، المستدرك علىالصحيحين ٣ / ١١٨ ح ٤٥٧٦ و ٤٥٧٧ وص ١٦٠ ـ ١٦١ ح ٤٧١١ ، حلية الأولياء ١ / ٣٥٥ رقم ٥٧ ، السنن الكبرى ـ للبيهقي ـ ٢ / ١٤٨ وج ٧ / ٣٠ وج ١٠ / ١١٤ ، الاعتقاد على مذهب السلف ـ للبيهقي ـ : ١٨٥ ، تاريخ بغداد ٨ / ٤٤٢ رقم ٤٥٥١ واقتصر فيه على ذكر الثقل الأوّل وأسقط الثاني فلم يذكره!! ، مناقب الإمام عليّعليه‌السلام ـ لابن المغازلي ـ : ٢١٤ ـ ٢١٥ ح ٢٨١ ـ ٢٨٤ ، فردوس الأخبار ١ / ٥٣ ـ ٥٤ ح ١٩٧ ، مصابيح السنّة ٤ / ١٨٥ ح ٤٨٠٠ وص ١٨٩ ح ٤٨١٥ ، الشفا بتعريف حقوق المصطفى ٢ / ٤٧ ، تاريخ دمشق ٤٢ / ٢١٩ ـ ٢٢٠ ، كنز العمّال ١ / ١٨٥ ـ ١٨٧ ح ٩٤٣ ـ ٩٥٣ وج ١٣ / ١٠٤ ح ٣٦٣٤٠ و ٣٦٣٤١.

والحديث أخرجه أبو داود في سننه ٤ / ٢٩٥ ح ٤٩٧٣ ، إلّا أن يد الخيانة والتحريف حذفته ولم تذكر من الحديث إلّا قوله : « أمّا بعد » ، والحديث موجود في طبعة مطبعة السعادة بالقاهرة سنة ١٣٦٩ ه‍ برقم ٤٩٧٣ ، كما أشار إليه محقّق كتاب « المنتخب من مسند عبد بن حميد » ، في الصفحة ١١٤ هامش الحديث ٢٦٥.

(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ ٧ / ٤٧٣.

٢٣٨

لأنّ هذا هو الوصيّة بالحفظ ، وأخذ العلم منهم.

وجعلهم قرناء للقرآن ، يدلّ على وجوب التعظيم ، وأخذ العلم عنهم ، والاقتداء بهم في الأعمال والأقوال ، وأخذ طريق السنّة والمتابعة من أعمالهم ، ولا يلزم من هذا خلافتهم ، وليس هو بالنصّ في خلافتهم بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

ومراد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : توصية الأمّة بحفظ القرآن ، ومتابعة أهل البيت ، وتعظيمهم ؛ وهذا ما لا نزاع فيه.

* * *

٢٣٩

وأقول :

حديث الثّقلين مستفيض أو متواتر ، وقد رواه أحمد في « مسنده » من طرق كثيرة جدّا عن جماعة(١) .

ورواه الترمذي في مناقب أهل البيت من « سننه » ، عن خمسة من الصحابة(٢) .

ورواه مسلم في فضائل عليّعليه‌السلام ، من عدّة طرق ، عن زيد بن أرقم(٣) .

ورواه الحاكم في « المستدرك »(٤) ، عن زيد ـ أيضا ـ من طريقين.

وقال ابن حجر في « الصواعق » ـ عند تعرّضه لحديث الثّقلين(٥) ـ : « الحاصل : إنّ الحثّ وقع على التمسّك بالكتاب ، وبالسنّة ، وبالعلماء بهما من أهل البيت ؛ ويستفاد من مجموع ذلك بقاء الأمور الثلاثة إلى قيام الساعة ».

ثمّ قال : « إعلم أنّ لحديث التمسّك بذلك طرقا كثيرة وردت عن نيّف وعشرين صحابيّا ».

__________________

(١) تقدّم قريبا تخريج ذلك عنه في الصفحة ٢٣٦ ه‍ ١ ؛ فراجع!

(٢) سنن الترمذي ٥ / ٦٢١ ـ ٦٢٢ ح ٣٧٨٦ و ٣٧٨٨.

(٣) صحيح مسلم ٧ / ١٢٢ و ١٢٣.

(٤) ص ١٠٩ من الجزء الثالث [ ٣ / ١١٨ ح ٤٥٧٦ و ٤٥٧٧ ]. منهقدس‌سره .

(٥) في الآية الرابعة من الآيات الواردة في أهل البيتعليهم‌السلام ، وهي قوله تعالى :( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ ) [ ص ٢٣٠ ]. منهقدس‌سره .

٢٤٠