دلائل الصدق لنهج الحق الجزء ٦

دلائل الصدق لنهج الحق0%

دلائل الصدق لنهج الحق مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: مفاهيم عقائدية
ISBN: 964-319-359-4
الصفحات: 582

دلائل الصدق لنهج الحق

مؤلف: الشيخ محمد حسن المظفر
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف:

ISBN: 964-319-359-4
الصفحات: 582
المشاهدات: 123001
تحميل: 4290


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 582 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 123001 / تحميل: 4290
الحجم الحجم الحجم
دلائل الصدق لنهج الحق

دلائل الصدق لنهج الحق الجزء 6

مؤلف:
ISBN: 964-319-359-4
العربية

( رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنا وَبَيْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفاتِحِينَ ) (١) ».

وليت شعري ، كيف يتصوّر ثبات أبي بكر في ذلك اليوم الهائل وحومة الحرب الطاحنة وما أصاب ولا أصيب؟!

أتراهم ينعون شلل أصبع طلحة ، ولا ينعون جرح أبي بكر لو أصيب؟!

وكيف يسلم وهو قد ثبت للحرب ومحاماة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهو يرى ما جنى عليه الكافرون؟! ولا سيّما قد زعم أولياؤه أنّه قرين النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في طلب قريش له ، حتّى بذلوا في قتله ما بذلوا في قتل النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله (٢) !

وأمّا تكذيب الفضل للمصنّفرحمه‌الله في دعوى أنّ أبا بكر عانهم يوم حنين ، فمن الجهل ؛ لأنّ الرازي والزمخشري ذكرا من الأقوال : إنّ أبا بكر هو القائل : « لن نغلب اليوم عن(٣) قلّة »(٤) .

وروى القوشجي في « شرح التجريد » ، عند تعرّض المصنّف لغزاة حنين ، قال : « سار النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في عشرة آلاف ، فتعجّب أبو بكر من كثرتهم وقال : ( لن نغلب اليوم لقلّة ) ، فانهزموا بأجمعهم ، ولم يبق مع النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله سوى تسعة نفر : عليّ ، والعبّاس ، وابنه الفضل ، وأبو سفيان

__________________

(١) سورة الأعراف ٧ : ٨٩.

(٢) زعموا فضيلة اختلقوها له! استندوا فيها إلى قوله تعالى :( إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما فِي الْغارِ ) سورة التوبة ٩ : ٤٠ ؛ انظر مؤدّى ذلك في العثمانية : ٢٨ وما بعدها.

(٣) كذا في الأصل ، وفي المصدرين : « من » ؛ وكلاهما بمعنى!

(٤) تفسير الفخر الرازي ١٦ / ٢٢ ، تفسير الكشّاف ٢ / ١٨٢.

٤٢١

ابن الحارث ، ونوفل بن الحارث(١) ، وربيعة بن الحارث(٢) ، وعبد الله بن الزبير(٣) ، وعتبة ومعتّب(٤) ابنا أبي لهب.

__________________

(١) هو : أبو الحارث نوفل بن الحارث بن عبد المطّلب بن هاشم القرشي الهاشمي ، ابن عمّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، كان أسنّ من إخوته ومن سائر من أسلم من بني هاشم ، أسر يوم بدر وفداه عمّه العبّاس ، وقيل : بل هو الذي فدى نفسه برماح كانت له ، ثمّ أسلم وهاجر أيّام الخندق ، وقيل : بل أسلم يوم فدى نفسه ، شهد فتح مكّة وحنينا والطائف ، آخى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بينه وبين العبّاس ، وكان ممّن ثبت يوم حنين مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأعان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يوم حنين بثلاثة آلاف رمح ، توفّي بالمدينة سنة ١٥ ه‍.

انظر : الطبقات الكبرى ـ لابن سعد ـ ٤ / ٣٣ رقم ٣٤٧ ، معرفة الصحابة ـ لأبي نعيم ـ ٥ / ٢٦٨٧ رقم ٢٨٩٧ ، الاستيعاب ٤ / ١٥١٢ رقم ٢٦٤٢ ، أسد الغابة ٤ / ٥٩٣ رقم ٥٣١٠.

(٢) هو : أبو أروى ربيعة بن الحارث بن عبد المطّلب بن هاشم القرشي الهاشمي ، كان أسنّ من عمّه العبّاس بسنتين ، كان غائبا بالشام حين خرج المشركون إلى بدر فلم يشهدها معهم ، ثمّ أسلم مع عمّه العبّاس وأخيه نوفل أيّام الخندق ، شهد مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فتح مكّة والطائف وحنين ، وتوفّي بالمدينة سنة ٢٣ ه‍ أيّام عمر ابن الخطّاب بعد أخويه نوفل وأبي سفيان.

انظر : الطبقات الكبرى ـ لابن سعد ـ ٤ / ٣٥ رقم ٣٤٨ ، معرفة الصحابة ـ لأبي نعيم ـ ٢ / ١٠٨٥ رقم ٩٤٣ ، الاستيعاب ٢ / ٤٩٠ رقم ٧٥٦ ، أسد الغابة ٢ / ٥٧ رقم ١٦٣٥.

(٣) هو : عبد الله بن الزبير بن عبد المطّلب بن هاشم القرشي الهاشمي ، لا عقب له ، ويروى أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يقول له : ابن عمّي وحبّي ؛ استشهد يوم أجنادين سنة ١٣ ه‍ ، ووجد عنده عصبة من الروم قد قتلهم ، ثمّ أثخنته الجراح فمات ، وكان أوّل من برز يومئذ ، وكانت سنّه يوم توفّي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله نحوا من ثلاثين سنة.

انظر : جمهرة النسب ١ / ٢١ ، الاستيعاب ٣ / ٩٠٤ رقم ١٥٣٤ ، التبيين في أنساب القرشيّين : ١٤٠ ، أسد الغابة ٣ / ١٣٧ رقم ٢٩٤٦ ، الإصابة ٤ / ٨٩ رقم ٤٦٨٤.

(٤) في المصدر : « مصعب » ، وهو تصحيف ظاهر.

٤٢٢

فخرج أبو جرول وقتله عليّ ، فانهزم المشركون ، وأقبل النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله وسار نحو العدوّ ، فقتل عليّ منهم أربعين وانهزم الباقون وغنمهم المسلمون »(١) .

ومن المعلوم أنّ الإصابة بالعين تحصل من نحو هذا التعجّب ؛ ولذا ساء النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قوله : « لن نغلب اليوم عن قلّة ».

قال السيوطي في « الدرّ المنثور » : أخرج البيهقي في « الدلائل » ، عن الربيع ، أنّ رجلا قال يوم حنين : « لن نغلب اليوم عن قلّة » ، فشقّ ذلك على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فأنزل الله :( وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ ) (٢) (٣) .

ونحوه في « حاشية صحيح البخاري » للسندي(٤) .

والظاهر أنّ الراوي أراد بالرجل أبا بكر ، وعبّر عنه برجل احتشاما له في مثل المقام ، كما يشهد له التصريح باسمه في بعض الروايات!

وقول الفضل : « كيف يعين أبو بكر أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وكان ذلك اليوم شيخ المهاجرين؟! » إلى آخره

خطأ ؛ إذ لا يستبعد ذلك ممّن لم ينشأ على الحروب ومقارعة الجيوش ، ولا تتوقّف إصابة العين على العداوة ، بل تنشأ من أمور نفسيّة في العائن!

__________________

(١) شرح تجريد الاعتقاد : ٤٨٧.

(٢) سورة التوبة ٩ : ٢٥.

(٣) الدرّ المنثور ٤ / ١٥٨ ، وانظر : دلائل النبوّة ـ للبيهقي ـ ٥ / ١٢٣.

(٤) حاشية السندي على صحيح البخاري ٣ / ١١٠ ب‍ ٥٦.

٤٢٣

راجع شرح ابن أبي الحديد لقولهعليه‌السلام : «العين حقّ »(١) (٢) .

وأمّا ما زعمه الفضل من أنّ أبا بكر كان صاحب رايتهم يوم حنين ، فلم أجد أحدا قاله أو رواه ، وإنّما صاحبها عليّعليه‌السلام .

روى الحاكم(٣) ، عن ابن عبّاس ، قال : « لعليّ أربع خصال ليست لأحد : هو أوّل عربي وأعجمي صلّى مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهو الذي كان لواؤه معه في كلّ زحف ، والذي صبر معه يوم المهراس(٤) ، وهو الذي غسّله وأدخله قبره ».

وروى الحاكم أيضا(٥) ، عن مالك بن دينار ، قال : « سألت سعيد بن جبير : من كان حامل راية رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟! ـ إلى أن قال : ـ فقال : كان حاملها عليّ ، هكذا سمعت من عبد الله بن عبّاس ».

ثمّ قال الحاكم : « هذا صحيح الإسناد ، وله شاهد من حديث زنفل

__________________

(١) ص ٤٣٠ من المجلّد الرابع [ ١٩ / ٣٧٢ الخطبة ٤٠٨ ]. منهقدس‌سره .

(٢) فمن العجيب ما جعله الرازي والزمخشري قولا لبعضهم ـ وإن استبعده الرازي ـ [ انظر : تفسير الفخر الرازي ١٦ / ٢٢ ، تفسير الكشّاف ٢ / ١٨٢ ] ، وهو أنّ الذي تعجّب من الكثرة وقال : « لن نغلب اليوم من قلّة » هو رسول الله!! فما أجرأهم على الله ورسوله!! كيف ينسبون إليه هذه الكلمة الدالّة على عدم التوكّل على الله ، وعلى صدور العين منه ، الكاشفة عن خبث النفس؟!

وكلّ هذا حفظا لشأن أبي بكر! فهم مرّة ينسبون الكلمة إلى رجل مجمل تبعيدا لها عن أبي بكر ومرّة ينسبونها إلى سيّد النبيّين ، المطهّر من كلّ عيب ، تبعيدا لها عن الدلالة على النقص!

منه قدس‌سره .

(٣) ص ١١١ من الجزء الثالث [ ٣ / ١٢٠ ح ٤٥٨٢ ]. منهقدس‌سره .

(٤) أي : يوم أحد ، جاء فيه عليّعليه‌السلام بماء من المهراس. منهقدس‌سره .

(٥) ص ١٣٧ ج ٣ [ ٣ / ١٤٧ ح ٤٦٦٥ ]. منهقدس‌سره .

٤٢٤

العرفي ، وفيه طول فلم أخرجه »(١) .

ونقل في « كنز العمّال »(٢) ، عن ابن عساكر ، عن ابن عبادة ، قال : كانت راية رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في المواطن كلّها ـ راية المهاجرين ـ مع عليّ ابن أبي طالبعليه‌السلام .

وأمّا ما أنكره على المصنّفرحمه‌الله من حضور عتبة بن أبي لهب في حنين ، فيبطله رواية القوشجي له كما سبق(٣) .

وما ذكره في « الاستيعاب » بترجمة معتّب وعتبة ، من أنّهما ما شهدا مع النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله حنينا(٤) ، وما زعمه من أنّ عتبة افترسه الأسد بدعاء النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فباطل ؛ لأنّ ذلك هو لهب بن أبي لهب كما رواه الحاكم في « المستدرك » بتفسير سورة( تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ ) (٥) (٦) .

واعلم أنّه لا خلاف في فرار عثمان يوم حنين ، ويظهر من « الاستيعاب » أنّه لا إشكال أيضا في فرار أبي بكر! وإنّما الكلام في فرار عمر

قال في ترجمة العبّاس بن عبد المطّلب : « انهزم الناس [ عن رسول

__________________

(١) المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٤٧ ذ ح ٤٦٦٥.

(٢) ص ٢٩٥ من الجزء الخامس [ ١٠ / ٥٠٦ ح ٣٠١٧١ ]. منهقدس‌سره .

وانظر : تاريخ دمشق ٤٢ / ٧٢.

(٣) تقدّم ذلك آنفا في الصفحتين ٤٢١ ـ ٤٢٢.

(٤) الاستيعاب ٣ / ١٠٣٠ رقم ١٧٦٦ وج ٣ / ١٤٣٠ رقم ٢٤٥٩ ، وانظر : أسد الغابة ٣ / ٤٦٥ رقم ٣٥٥٢ وج ٤ / ٤٤٩ رقم ٥٠١١ ، الإصابة ٤ / ٤٤٠ رقم ٥٤١٧ وج ٦ / ١٧٥ رقم ٨١٢٦.

(٥) سورة المسد ١١١ : ١.

(٦) ص ٥٣٩ من الجزء الثاني [ ٢ / ٥٨٨ ح ٣٩٨٤ ]. منهقدس‌سره .

وانظر : دلائل النبوّة ـ للبيهقي ـ ٢ / ٣٣٨.

٤٢٥

اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ] يوم حنين ، غيره(١) ، وغير عمر ، وعليّ ، وأبي سفيان ابن الحارث ، وقد قيل : غير سبعة من أهل بيته

وذلك مذكور في شعر العبّاس ، الذي يقول فيه [ من الطويل ] :

ألا هل أتى عرسي مكرّي ومقدمي

بوادي حنين والأسنّة تشرع »

إلى أن قال في « الاستيعاب » : « وهو شعر مذكور في ( السيرة ) لابن إسحاق ، وفيه :

نصرنا رسول الله في الحرب سبعة

وقد فرّ من قد فرّ عنه وأقشعوا(٢)

وثامننا لاقى الحمام بسيفه

بما مسه في الله لا يتوجّع

وقال ابن إسحاق : السبعة : عليّ ، والعبّاس ، والفضل بن العبّاس ، وأبو سفيان بن الحارث ، وابنه جعفر ، وربيعة بن الحارث ، وأسامة بن زيد ، والثامن أيمن بن عبيد(٣) .

وجعل غير ابن إسحاق في موضع أبي سفيان : عمر بن الخطّاب.

والصحيح أنّ أبا سفيان بن الحارث كان يومئذ معه ، لم يختلف فيه ،

__________________

(١) أي : العبّاس بن عبد المطّلب.

(٢) أقشع القوم : تفرّقوا ؛ انظر : لسان العرب ١١ / ١٧٣ مادّة « قشع ».

(٣) هو : أيمن بن عبيد بن عمرو بن بلال ، وهو ابن أمّ أيمن حاضنة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهو أخو أسامة بن زيد بن حارثة لأمّه ، استشهد يوم حنين.

انظر : معرفة الصحابة ـ لأبي نعيم ـ ١ / ٣١٨ رقم ١٩٧ ، الاستيعاب ١ / ١٢٨ رقم ١٣١ ، أسد الغابة ١ / ١٨٩ رقم ٣٥٣ ، الإصابة ١ / ١٧٠ ـ ١٧١ رقم ٣٩٤.

٤٢٦

واختلف في عمر »(١) .

ويؤيّد ما صحّحه ما ذكره البخاري في غزاة حنين ؛ فإنّه روى خبرين عن البراء صريحين في ثبات أبي سفيان(٢) ، وخبرين عن أبي قتادة صريحين في فرار عمر ، قال أبو قتادة في أحدهما : « انهزم المسلمون وانهزمت معهم ، فإذا عمر بن الخطّاب في الناس ، فقلت له : ما شأن الناس؟!

قال : أمر الله!!

ثمّ تراجع الناس إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله »(٣) .

وقال في الآخر : « لمّا التقينا كانت للمسلمين جولة ـ إلى أن قال : ـ فلحقت عمر فقلت : ما بال الناس؟!

قال : أمر الله!! ثمّ رجعوا »(٤) الحديث.

ونحوه في كتاب « الجهاد » من صحيح مسلم ، في « باب استحقاق القاتل سلب المقتول »(٥) .

وذكر في « كنز العمّال » ـ في كتاب الغزوات(٦) ـ حديثين يتضمّنان أنّ الثابتين هم : عليّ ، والعبّاس ، وأبو سفيان بن الحارث ، وعقيل بن أبي طالب ، وعبد الله بن الزبير بن عبد المطّلب ، والزبير بن العوّام ، وأسامة بن

__________________

(١) الاستيعاب ٢ / ٨١٢ ـ ٨١٣ رقم ١٣٧٨.

(٢) صحيح البخاري ٥ / ٣١٠ ح ٣١٨ و ٣٢٠.

(٣) صحيح البخاري ٥ / ٣١٢ ح ٣٢٣.

(٤) صحيح البخاري ٥ / ٣١٢ ح ٣٢٣.

(٥) صحيح مسلم ٥ / ١٤٨.

(٦) ص ٣٠٤ من الجزء الخامس [ ١٠ / ٥٤٢ ح ٣٠٢١٤ و ٣٠٢١٥ ]. منهقدس‌سره .

وانظر : تاريخ دمشق ٢٨ / ١٣٧ ـ ١٣٨.

٤٢٧

زيد.

وقد روى في « كشف الغمّة » بيتي العبّاس الأخيرين كما في « الاستيعاب » ، إلّا أنّه أبدل لفظ « سبعة » ب‍ « تسعة » ، ولفظ « ثامن » ب‍ « عاشر » ، وسمّى التسعة كما سمّاهم المصنّف والقوشجي(١) .

وروى أيضا عن مالك بن عبادة الغافقي أنّه قال [ من الخفيف ] :

لم يواس النبيّ غير بني ها

شم عند السيوف يوم حنين

هرب الناس غير تسعة رهط

فهم يهتفون بالناس : أين(٢) ؟!

ثمّ قاموا مع النبيّ على المو

ت فآبوا زينا لنا غير شين

وثوى أيمن الأمين من القو

م شهيدا فاعتاض قرّة عين(٣)

وأمّا ما زعمه من حقيقة قصّة براءة ، فقد سبق في الخبر السادس أنّها لا حقيقة لها ، اختلقوها لتسديد حال أبي بكر ، وبيّنّا أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله لم يبعثه أوّلا إلّا ليعزله ثانيا ؛ تنبيها على فضل عليّ وعدم كفاية أبي بكر ؛ ليعتبر الناس أنّ من ليست له أهليّة القيام بتأدية « براءة » مقام النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله لا يصلح للقيام مقامه في الإمامة والزعامة العظمى بالأولويّة(٤) !

* * *

__________________

(١) كشف الغمّة ١ / ٢٢١ ـ ٢٢٢ ، الاستيعاب ٢ / ٨١٣ ، وانظر : شرح تجريد الاعتقاد : ٤٨٧.

(٢) أين : ظرف للمكان مبنيّ على الفتح ، وكسر هنا لضرورة القافية.

(٣) كشف الغمّة ١ / ٢٢١.

(٤) انظر الصفحات ٦٤ ـ ٧٠ من هذا الجزء.

٤٢٨

نسبه [ من فضائله الخارجية ]

قال المصنّف ـ أعلى الله مقامه ـ(١) :

القسم الثالث : في الفضائل الخارجيّة ، وفيه مطالب :

الأوّل : في نسبه

لم يلحق أحد أمير المؤمنينعليه‌السلام في شرف النسب ، كما قالعليه‌السلام : «نحن أهل البيت لا يقاس بنا أحد »(٢) .

قال الجاحظ ـ وهو من أعظم الناس عداوة لأمير المؤمنينعليه‌السلام ـ :

« صدق عليّ في قوله :نحن أهل البيت لا يقاس بنا أحد .

كيف يقاس بقوم منهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، والأطيبان : عليّ وفاطمة ، والسبطان : الحسن والحسين ، والشهيدان : أسد الله حمزة وذو الجناحين جعفر ، وسيّد الوادي عبد المطّلب ، وساقي الحجيج عبّاس ، وحليم البطحاء أبو طالب.

والنجدة والخيرة فيهم ، والأنصار من نصرهم ، والمهاجرون من هاجر إليهم ومعهم ، والصدّيق من صدّقهم ، والفاروق من فرق بين الحقّ والباطل فيهم ، والحواريّ حواريّهم ، وذو الشهادتين ؛ لأنّه شهد لهم ، ولا خير إلّا فيهم ولهم ومنهم؟!

__________________

(١) نهج الحقّ : ٢٥٢.

(٢) انظر : فردوس الأخبار ٢ / ٣٧٣ ح ٧٠٩٤ ، ذخائر العقبى : ٤٩ ، كنز العمّال ١٢ / ١٠٤ ح ٣٤٢٠١ وج ١٣ / ٧ ـ ٨ ح ٣٦٠٩٥.

٤٢٩

وأبان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أهل بيته بقوله :إنّي تارك فيكم الخليفتين ؛ كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، نبّأني اللطيف الخبير أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض (١) .

ولو كانوا كغيرهم لما قال عمر لمّا طلب مصاهرة عليّ : إنّي سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول :كلّ سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلّا سببي ونسبي (٢) .

فأمّا عليّ ، فلو أوردنا لأيّامه الشريفة ، ومقاماته الكريمة ، ومناقبه السنيّة ، لأفنينا في ذلك الطوامير الطوال العرق صحيح ، والمنشأ كريم ، والشأن عظيم ، والعمل جسيم ، والعلم كثير ، والبيان عجيب ، واللسان خطيب ، والصدر رحيب ، وأخلاقه وفق أعراقه ، وحديثه يشهد لقديمه ».

هذا قول عدوّه(٣) .

* * *

__________________

(١) راجع الصفحة ٢٣٦ وما بعدها من هذا الجزء.

(٢) السير والمغازي ـ لابن إسحاق ـ : ٢٤٩ ، الطبقات الكبرى ـ لابن سعد ـ ٨ / ٣٣٩ ، فضائل الصحابة ـ لأحمد بن حنبل ـ ٢ / ٧٧٤ ـ ٧٧٦ ح ١٠٦٩ و ١٠٧٠ ، مسند البزّار ١ / ٣٩٧ ح ٢٧٤ ، المعجم الكبير ٣ / ٤٥ ح ٢٦٣٤ و ٢٦٣٥ وج ١١ / ١٩٤ ح ١٦٢١ ، المعجم الأوسط ٤ / ٤٣٧ ح ٤١٣٢ ، المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٥٣ ح ٤٦٨٤ ، حلية الأولياء ٢ / ٣٤ رقم ١٣١ ، السنن الكبرى ـ للبيهقي ـ ٧ / ٦٤ و ١١٤ ، تاريخ بغداد ٦ / ١٨٢ رقم ٣٢٣٧ وج ١٠ / ٢٧١ رقم ٥٣٨٧.

(٣) انظر : كشف الغمّة ١ / ٣٠ ـ ٣١ ، ينابيع المودّة ١ / ٤٥٩.

٤٣٠

وقال الفضل(١) :

ما ذكر من كلام الجاحظ صحيح لا شكّ فيه ، وفضائل أمير المؤمنين أكثر من أن تحصى ، ولو أنّي تصدّيت لبعضها لأغرقت فيه الطوامير.

وأمّا ما ذكر أنّ الجاحظ كان من أعدائه ، فهذا كذب ؛ لأنّ محبّة السلف لا تفهم إلّا من ذكر فضائلهم ، وليس هذه المحبّة أمرا مشتهيا للطبع.

وكلّ من ذكر فضائل أحد من السلف ، فنحن نستدلّ من ذلك الذكر على وفور محبّته إيّاه.

وقد ذكر الجاحظ أمير المؤمنين بالمناقب المنقولة ، وكذا ذكره في غير هذا من رسائله ، فكيف يحكم بأنّه عدوّ لأمير المؤمنين؟!

وهذا يصحّ على رأي الروافض ؛ فإنّ الروافض لا يحكمون بالمحبّة إلّا بذكر مثالب الغير.

فعندهم محبّ عليّ من كان مبغض الصحابة ، وبهذا المعنى يمكن أن يكون الجاحظ عدوّا.

* * *

__________________

(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ : ٤٦٠ الطبعة الحجرية.

٤٣١

وأقول :

لا يصحّ الاستدلال على حبّ أمير المؤمنينعليه‌السلام بمجرّد ذكر فضائله ؛ إذ لا يسع أحدا أن يعد فضلا لسواه ويدعه ، ويثني على غيره ويعدوه.

وقد علم الله ما في طيّات قلوبهم من بغضه ، وإن اختلف قوّة وضعفا ؛ إذ لا يجتمع حبّه الصادق مع موالاة مبغضيه ، لا سيّما أظهر أعدائه وأكبر حسّاده وأشدّ محاربيه ، كمعاوية ، وابن العاص ، ومروان ، والمغيرة ، وأشباههم! بل كيف يوالي النبيّ من والاهم؟! وكيف يؤمن به من نصرهم وأطراهم؟!

أليس هو القائل لعليّعليه‌السلام : «حربك حربي »(١) و «من أبغضك أبغضني »(٢) و «من سبّك سبّني »(٣) ؟!

__________________

(١) انظر : المعجم الأوسط ٣ / ٢٥٦ ح ٢٨٧٥ وج ٥ / ٣١٦ ح ٥٠١٥ وج ٧ / ٢٤٢ ح ٧٢٥٩ ، المعجم الصغير ٣ / ٣ ، تاريخ بغداد ٧ / ١٣٧ رقم ٣٥٨٢ ، مناقب الإمام عليّعليه‌السلام ـ لابن المغازلي ـ : ٩٦ ح ٧٣ ، شرح نهج البلاغة ٢ / ٢٩٧ ، كنز العمّال ١٢ / ٩٧ ح ٣٤١٦٤ ، ينابيع المودّة ١ / ١٧٢ ح ١٩.

وقد تقدّم تخريج الحديث بألفاظه المختلفة في ج ٤ / ٣٥٨ ه‍ ٤ من هذا الكتاب ؛ فراجع!

(٢) انظر : المعجم الأوسط ٥ / ١٦٦ ح ٤٧٥١ ، تاريخ دمشق ٤٢ / ٢٦٩ ـ ٢٧١ ، تذكرة الخواصّ : ٥٢ ، مجمع الزوائد ٩ / ١٢٩.

وقد تقدّم تخريج الحديث مفصّلا بألفاظه المختلفة في ج ١ / ١٢ ه‍ ٢ وج ٥ / ٢٧١ ه‍ ١ ؛ فراجع!

(٣) انظر : مسند أحمد ٦ / ٣٢٣ ، السنن الكبرى ـ للنسائي ـ ٥ / ١٣٣ ح ٨٤٧٦ ،

٤٣٢

وقال تعالى :( لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ ) (١) .

فإذا رأيت أحدا ممّن يوالي هؤلاء يذكر فضلا لأمير المؤمنينعليه‌السلام ؛ فليس إلّا لأنّه لا يسعه ـ كما عرفت ـ ، أو لأنّه يريد أن يدفع عنه وصمة النصب(٢) ، أو يريد بيان اطّلاعه وسعة باعه ، لا حبّا له ووفاء

__________________

مسند أبي يعلى ١٢ / ٤٤٤ ح ٧٠١٣ ، المعجم الكبير ٢٣ / ٣٢٢ ـ ٣٢٣ ح ٧٣٧ ، المعجم الصغير ٢ / ٢١ ، المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٣٠ ـ ١٣١ ح ٤٦١٥ و ٤٦١٦ ، مناقب الإمام عليّعليه‌السلام ـ للمغازلي ـ ٢٠٨ ح ٢٧١ ، مناقب الطمام عليّعليه‌السلام ـ للخوارزمي ـ : ١٤٨ ح ١٧٥ ، تاريخ دمشق ٤٢ / ٢٦٦ ، كفاية الطالب : ٨٢ ـ ٨٩ باب « كفر من سبّ عليّاعليه‌السلام » ، الرياض النضرة ٣ / ١٢٢ و ١٢٣ ، ذخائر العقبى : ١٢٣ ، مختصر تاريخ دمشق ١٧ / ٣٦٦ وج ١٨ / ٨٣ ، الخلفاء الراشدون ـ للذهبي ـ : ٣٨٥ ، مشكاة المصابيح ٣ / ٣٥٩ ح ٦١٠١ ، البداية والنهاية ٧ / ٢٨٢ حوادث سنة ٤٠ ه‍ ، جامع المسانيد والسنن ١٩ / ٣١ ، مجمع الزوائد ٩ / ١٣٠ ـ ١٣٣ ، الجامع الصغير ٢ / ٥٢٩ ح ٨٧٣٦ ، الصواعق المحرقة : ١٩٠ ، درّ السحابة : ٢٢٤ ، ينابيع المودّة ٢ / ٢٧٤ ح ٧٨٢ وص ٢٧٧ ـ ٢٧٨ ح ٧٩٦.

(١) سورة المجادلة ٥٨ : ٢٢.

(٢) كعبد الله بن أبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني ، المولود في سجستان سنة ٢٣٠ ه‍ ، والمتوفّى ببغداد سنة ٣١٦ ه‍ ، والمنسوب إلى النصب ، وهو ابن صاحب « السنن ».

قال ابن عديّ في ترجمته : سمعت عليّ بن عبد الله الداهري يقول : سألت ابن أبي داود بالريّ عن حديث الطير ، فقال : إن صحّ حديث الطير فنبوّة النبيّ باطل ؛ لأنّه حكى عن حاجب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله خيانة ، وحاجب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله لا يكون خائنا!

وروى عبد الله هذا عن الزهري ، عن عروة ، قال : كانت قد حفيت أظافير عليّ من كثرة ما كان يتسلّق على أزواج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله !

وقد نفاه ابن الفرات من بغداد إلى واسط بسبب نصبه ، وردّه عليّ بن عيسى ، فحدّث وأظهر فضائل عليّ عليه‌السلام ، وكان يقول : كلّ الناس منّي في حلّ ، إلّا من رماني ببغض عليّ رضي الله عنه!

٤٣٣

بحقّه(١) !

ولذا لا يروون له فضيلة إلّا وطعنوا ـ مهما أمكن ـ بسندها أو دلالتها ، ولا تنشرح نفوسهم لها ، بخلاف ما إذا رووا فضيلة لغيره!

ولا بدّ أن يظهر الله مخفيّات سرائرهم على صفحات أرقامهم وطفحات أقلامهم ، كما رأيته من هذا الرجل في كثير من كلماته ، وظهر على الجاحظ في رسالته التي تحامل فيها على أمير المؤمنينعليه‌السلام كلّ التحامل ، وظهر فيها مظهر العداء له ، التي نقضها أبو جعفر الإسكافي(٢) .

__________________

ثمّ تحنبل فصار شيخا فيهم!

انظر : الكامل في ضعفاء الرجال ٤ / ٢٦٥ رقم ١١٠١ ، سير أعلام النبلاء ١٣ / ٢٢١ رقم ١١٨.

(١) كالذهبي ؛ فقد أفرد طرق حديث الطير بمصنّف ، وحديث « من كنت مولاه » بمصنّف آخر ، وكان قد أنكر في كتابه « تلخيص المستدرك » على الحاكم النيسابوري إخراجه في « المستدرك » حديث الطير ، ولمّا رأى كثرة طرقه أفرده هو بمصنّف! حتّى قال : « وأمّا حديث الطير ، فله طرق كثيرة جدّا ، قد أفردتها بمصنّف ، ومجموعها هو يوجب أن يكون الحديث له أصل ؛ وأمّا حديث : ( من كنت مولاه ) ، فله طرق جيّدة ، وقد أفردت ذلك أيضا ».

انظر : تذكرة الحفّاظ ٣ / ١٠٤٢ ـ ١٠٤٣.

وقال : « وقد جمعت طرق حديث الطير في جزء ، وطرق حديث : (من كنت مولاه ) ، وهو أصحّ ، وأصحّ منهما ما أخرجه مسلم عن عليّ ، قال : (إنّه لعهد النبيّ الأمّيّ صلى الله عليه وآله وسلم إليّ : إنّه لا يحبّك إلّا مؤمن ، ولا يبغضك إلّا منافق ) ».

انظر : سير أعلام النبلاء ١٧ / ١٦٩

[ ٢ ] والإسكافي ، المتوفّى سنة ٢٤٠ ه‍ ، هو أوّل من نقض بكتابه « نقض العثمانية » كتاب « العثمانية » للجاحظ ، وقد أورد ابن أبي الحديد مقاطع كثيرة منه في كتابه.

انظر : شرح نهج البلاغة ١٣ / ٢١٥ ـ ٢٩٥.

ومن الّذين نقضوا كتاب الجاحظ ، السيّد جمال الدين أبو الفضائل أحمد بن موسى بن طاووس ، المتوفّى سنة ٦٧٣ ه‍ ، بكتابه « بناء المقالة الفاطمية في

٤٣٤

ونقلنا كلمة منها في المبحث السابق(١) .

هيهات لا تتكلّفنّ لي الهوى

فضح التطبّع شيمة المطبوع(٢)

وممّا ذكرنا يعلم أنّه يشترط في حبّ عليّعليه‌السلام الحقيقي بغض أعدائه.

* * *

__________________

نقض الرسالة العثمانية » ، وهو مطبوع بتحقيق السيّد عليّ العدناني الغريفي ، ونشر مؤسّستنا.

(١) راجع الصفحتين ٤١٩ ـ ٤٢٠ من هذا الجزء.

(٢) البيت للشريف الرضي ، من الكامل ، من قصيدة في الغزل ، مطلعها :

يا صاحب القلب الصحيح أما اشتفى

ألم الجوى من قلبي المصدوع؟!

انظر : ديوان الشريف الرضي ١ / ٦٥٢.

٤٣٥

شرف زوجته وأولاده

قال المصنّف ـ أعلى الله درجته ـ(١) :

المطلب الثاني : في زوجته وأولاده

كانت فاطمة سيّدة نساء العالمين زوجته

قال ابن عبّاس : « لمّا زفّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله فاطمةعليها‌السلام كان قدّامها ، وجبرئيل عن يمينها ، وميكائيل عن يسارها ، وسبعون ألف ملك من ورائها ، يسبّحون الله ويقدّسونه حتّى طلع الفجر »(٢) .

فانظر ـ أيّها العاقل! ـ كيف يروي الجمهور هذه الروايات ، ويظلمونها ، ويأخذون حقّها(٣) ، ويكسرون ضلعها ، ويجهضون ولدها من

__________________

(١) نهج الحقّ : ٢٥٤.

(٢) انظر : تاريخ بغداد ٥ / ٧ رقم ٢٣٥٤ ، مناقب الإمام عليّعليه‌السلام ـ للخوارزمي ـ : ٣٤١ ـ ٣٤٢ ح ٣٦٢ ، مقتل الحسينعليه‌السلام ـ للخوارزمي ـ : ١٠٨ ح ٤١ ، ذخائر العقبى : ٧٣ ، فرائد السمطين ١ / ٩٦ ح ٦٥ ، مناقب آل أبي طالب ٣ / ٤٠٢.

(٣) انظر : صحيح البخاري ٤ / ١٧٧ ـ ١٧٨ ح ٢ وج ٥ / ٩١ ح ٢٠٧ وص ٢٨٨ ح ٢٥٦ وج ٨ / ٢٦٦ ح ٣ ، صحيح مسلم ٥ / ١٥٤ ـ ١٥٥ ، سنن أبي داود ٣ / ١٤٢ ح ٢٩٦٨ و ٢٩٦٩ ، سنن الترمذي ٤ / ١٣٤ ـ ١٣٥ ح ١٦٠٨ و ١٦٠٩ ، سنن النسائي ٧ / ١٣٢ ـ ١٣٣ ، مسند أحمد ١ / ٤ و ٦ و ٩ و ١٠ ، مسند أبي يعلى ١ / ٤٥ ح ٤٣ ، المعجم الأوسط ٥ / ٤٤١ ح ٥٣٣٩ ، مسند أبي عوانة ٤ / ٢٥٠ ـ ٢٥٣ ح ٦٦٧٧ ـ ٦٦٨٤ ، الإحسان بترتيب صحيح ابن حبّان ٧ / ١٥٦ ح ٤٨٠٣ وج ٨ / ٢٠٥ ـ ٢٠٦ ح ٦٥٧٣ ، الإمامة والسياسة ١ / ٣١ ، فتوح البلدان : ٤٤ ـ ٤٦.

٤٣٦

بطنها(١) !!

فليحذر المقلّد من اتّباع هؤلاء ، فإنّ أخذك منهم باطل قطعا!

* * *

__________________

(١) انظر : الفرق بين الفرق : ١٣٣ ، إثبات الوصيّة : ١٤٦ ، الملل والنحل ـ للشهرستاني ـ ١ / ٥١ ، مناقب آل أبي طالب ٣ / ٤٠٧ ، شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ١٦ / ٢٨١ و ٢٨٣ ، فرائد السمطين ٢ / ٣٥ ح ٣٧١ ، الخطط المقريزية ٢ / ٣٤٦.

٤٣٧

وقال الفضل(١) :

ما ذكره من فضائل فاطمة معلوم ، محقّق ، ثابت

وما ذكر أنّ الجمهور يروون فضائلها ويظلمونها ، فكلام باطل ؛ لأنّه على تقدير صحّة الظلم عليها ، فإنّ الظالمين عليها(٢) كانوا جماعة غير الراوين لفضائلها ، فكلامه هذا غير مربوط ولا معقول ، كأكثر كلامه في هذا الكتاب.

* * *

__________________

(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ : ٤٦٢ الطبعة الحجرية.

(٢) كذا في الأصل والنسخة الحجرية ، وهو غير غريب من ابن روزبهان ، والصواب لغة : « لها ».

٤٣٨

وأقول :

أراد المصنّفرحمه‌الله بالجمهور : من خالفوا أمير المؤمنينعليه‌السلام ، سواء كانوا من الصحابة أم من غيرهم ، فتصحّ نسبة الظلم إليهم باعتبار بعضهم ، ونسبة الرواية إليهم باعتبار بعض آخر.

على أنّ الراوين لفضلها ـ إن لم يكونوا من الظالمين لها حقيقة ـ فهم منهم ببعض الوجوه والاعتبارات ؛ كمؤازرتهم لهم ، وتعظيمهم ، ونصرتهم لهم بالقلم واللسان!

ولنذكر من روى حديث سيادتها لنساء العالمين ، أو : المؤمنين ، أو : أهل الجنّة ، على اختلاف في ألفاظ الأحاديث ، ليعلم استفاضته عندهم أو تواتره.

فممّن رواه : البخاري ، في باب « مناقب فاطمة » ، وأواخر باب « علامات النبوّة » قبل أبواب فضائل أصحاب النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بقليل(١) .

ومنهم : مسلم ، في باب « فضائل فاطمة » ، من طريقين عن عائشة ، عن فاطمة(٢) .

ومنهم : الحاكم ، في « المستدرك » ، من طريقين عن حذيفة(٣) ،

__________________

(١) صحيح البخاري ٥ / ٥٤ ـ ٥٥ ح ١٢٦ وص ٩١ باب « مناقب قرابة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ومنقبة فاطمةعليها‌السلام » وص ١٠٥ باب « مناقب فاطمةعليها‌السلام ، وقال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : فاطمة سيّدة نساء العالمين » ولم يورد في البابين المذكورين أيّ حديث يدلّ على سيادتها للنساء عليها‌السلام ؛ فلاحظ!

(٢) صحيح مسلم ٧ / ١٤٣ ـ ١٤٤.

(٣) ص ١٥١ من الجزء الثالث [ ٣ / ١٦٤ ح ٤٧٢١ و ٤٧٢٢ ]. منهقدس‌سره .

٤٣٩

ومن طريق عن أبي سعيد(١) ، ومن طريق عن عائشة(٢) .

ومنهم : الترمذي في باب « مناقب الحسنين » من طريق عن حذيفة ، وفي باب « فضل أزواج النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله » من طريق عن أمّ سلمة(٣) .

ومنهم : ابن عبد البرّ في « الاستيعاب » من عدّة طرق ، عن عائشة ، وأبي سعيد ، وعمران بن حصين ، وأنس ، وأبي هريرة(٤) .

ومنهم : أحمد في « مسنده » ، عن أبي سعيد(٥) ، وحذيفة(٦) ، وعائشة عن فاطمة(٧) .

وأخرجه النسائي في « الخصائص » من عدّة طرق ، عن عائشة ، وأمّ سلمة ، وأبي سعيد ، وأبي هريرة(٨) .

وحكاه في « كنز العمّال » في فضائل فاطمة ، عن ابن جرير عن حذيفة(٩) ، وعن البزّار عن عليّعليه‌السلام (١٠) ، وابن أبي شيبة عن حذيفة(١١) .

__________________

(١) ص ١٥٤ من هذا الجزء [ ٣ / ١٦٨ ح ٤٧٣٣ ]. منهقدس‌سره .

(٢) ص ١٥٦ منه أيضا [ ٣ / ١٧٠ ح ٤٧٤٠ أ ]. منهقدس‌سره .

(٣) سنن الترمذي ٥ / ٦١٩ ح ٣٧٨١ وص ٦٥٨ ح ٣٨٧٣ وص ٦٦٦ ح ٣٨٩٣.

(٤) الاستيعاب ٤ / ١٨٩٤ ـ ١٨٩٦.

(٥) ص ٦٤ من الجزء الثالث. منهقدس‌سره .

(٦) ص ٣٩١ من الجزء الخامس. منهقدس‌سره .

(٧) ص ٢٨٢ من الجزء السادس. منهقدس‌سره .

(٨) خصائص الإمام عليّعليه‌السلام : ٩٨ ـ ١٠١ ح ١٢٢ ـ ١٢٧ ، وانظر : السنن الكبرى ـ للنسائي ـ ٥ / ١٤٥ ـ ١٤٧ ح ٨٥١٢ ـ ٨٥١٧.

(٩) ص ١٠٢ من الجزء السابع [ ١٣ / ٦٤٠ ح ٣٧٦١٧ ]. منهقدس‌سره .

(١٠) ص ١١١ من هذا الجزء [ ١٣ / ٦٧٤ ـ ٦٧٥ ح ٣٧٧٢٧ ]. منهقدس‌سره .

وانظر : مسند البزّار ٣ / ١٠٢ ح ٨٨٥.

(١١) كنز العمّال ١٣ / ٦٧٥ ح ٣٧٧٢٨ ، وانظر : مصنّف ابن أبي شيبة ٧ / ٥٢٧ ح ٣.

٤٤٠