موسوعة الأسئلة العقائديّة الجزء ١

موسوعة الأسئلة العقائديّة0%

موسوعة الأسئلة العقائديّة مؤلف:
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
تصنيف: مكتبة العقائد
ISBN: 978-600-5213-01-0
الصفحات: 576

موسوعة الأسئلة العقائديّة

مؤلف: مركز الأبحاث العقائديّة
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
تصنيف:

ISBN: 978-600-5213-01-0
الصفحات: 576
المشاهدات: 212321
تحميل: 5879


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 576 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 212321 / تحميل: 5879
الحجم الحجم الحجم
موسوعة الأسئلة العقائديّة

موسوعة الأسئلة العقائديّة الجزء 1

مؤلف:
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
ISBN: 978-600-5213-01-0
العربية

نعم اختلف العلماء في قبول توبة المرتد الفطري

٥ ـ هل يطهر المرتد بالتوبة ؟ فيه تفصيل يراجع في محلّه

٦ ـ هل يلزم المرتد قضاء ما فاته من العبادات حال الارتداد أو لا ؟

٧ ـ هل تبقى ولاية المرتد على الصغير أو لا ؟

٨ ـ ما حكم تصرّفات المرتد حال الارتداد من نكاح وغيره ؟

٩ ـ ما حكم أماناته وميراثه و ؟

هذه أحكام تطرح في مسألة الارتداد ، يمكنكم مراجعتها في محلّها

١٠ ـ ما هي عقوبة المرتد ؟

قيل : بقتل الفطري والملّي إذا لم يتب ، هذا إذا كان المرتد رجلاً ، وأمّا المرأة المرتدّة ـ سواء كان ارتدادها فطري أو ملّي ـ فعقوبتها السجن حتّى تتوب ، ويضيّق عليها في المطعم والمشرب على المشهور بين علمائنا

١١ ـ من يتولّى قتل المرتد ؟ الإمامعليه‌السلام خاصّة ، أو الحاكم ، أو مطلق من سمع أو رأى ؟ فيه أقوال

١٢ ـ الارتداد الجماعي ـ أهل الردّة ـ كيف يكون قتالهم ؟ وهل يسبون أم لا ؟ فهناك أحكام لأهل الردّة ، فراجعها في محلّها

١٤ ـ أجمع علماء الشيعة على ارتداد وكفر النواصب والغلاة

« محمّد اللواتي ـ أمريكا ـ »

السبب في قتل المرتد :

س : الإسلام دين الحرّية ، والرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يخيّر الناس ولا يجبرهم لقبول الإسلام ، كما إنّ القرآن الكريم يقول :( لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ) (١)

السؤال : ما الحكمة من قتل المرتد ؟ وهل يتعارض هذا الحكم مع مبدأ الحرّية الشخصية ؟

______________________

(١) الكافرون : ٦

٢٤١

ج : نعم ، إنّ الإسلام دين الحرّية ، ولكن هذا لا يعني أن لا تكون له قوانين خاصّة ، لحفظ كيان الدين والمجتمع عن الغواية والضلال ، فمن حقّ الدين أن يأتي بأُسس وقواعد ، تحمي معتنقيه عن الوقوع في الانحراف والضياع

وأمّا بالنسبة لما ذكرتموه ، فإنّ حكم القتل يختصّ بالمرتدّ الفطري ، وهذا الحكم تعبّدي ، أي أنّنا وبعد ما عرفنا أنّ الحكم بالأصالة هو لله تبارك وتعالى ـ وهو حكيم على الإطلاق ـ فيجب علينا أن نعتقد ونلتزم بأنّ كلّ حكم صادر من قبله تعالى كان من منطلق المصلحة والحكمة ، وهذا أساس قبول الدين واعتناقه( الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ) (١)

نعم ، وفي نفس الوقت ، لابأس أن نتحرّى فلسفة وحكمة الأحكام الشرعية ، ولكن من باب الوقوف عليها ، لا من جهة قبولها

وهنا قد يرى الإنسان الملتزم بأنّ هذا القانون قد جاء لحفظ المجتمع الإسلامي من الانهيار العقائدي ، إذ من الضروري في كلّ مجموعة ـ سياسية أو اجتماعية ، أو حتّى عسكرية أو غيرها ـ أن تحمي نفسها ، وتحافظ على أسرارها ، وتقف في وجه الذين يريدون أن يعبثوا بأنظمتها وقوانينها السائدة ، فإن كان الدخول والخروج من الدين سهلاً غير ممتنع ، لكان الذين لا يريدون أن يلتزموا بأيّ مبدأ وعقيدة وعمل ، تتاح لهم الفرصة أن يخالفوا كلّ قانون ، ثمّ عند المعاقبة سوف تكون دعواهم أنّهم خرجوا من هذا الدين ، وهو كما ترى يفتح المجال لكلّ مشاغب وفوضوي

ولأجل ما ذكرنا يرى الإسلام أنّ الإنسان له الحرّية في اعتناقه للدين( لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ) ، ولكن عندما يسلم يجب عليه الالتزام بالأحكام والأنظمة المعينة ، وحذراً من المخالفة والتنصّل جاء هذا الحكم لوقاية الدين وقوانينه

______________________

(١) البقرة : ٣

٢٤٢

وأمّا ما ذكرته من الآية( لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ) فهي لا ترتبط بما نحن فيه ، بل إنّها خطاب للكفّار ، فهم لم يعتنقوا الإسلام حتّى تطبّق عليهم الأحكام الشرعية

« محمّد ـ البحرين ـ ٢٠ سنة ـ طالب جامعة »

معناه في روايات الشيعة :

س : هل صحيح أنّ جميع الصحابة الذين مدحهم القرآن ارتدّوا بعد وفاة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟

ج : لا ريب بأنّ فضل الصحبة للرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله فيه اقتضاء المدح والثناء إن لم يمنع منه مانع ، وهذا لا كلام فيه ؛ إنّما الكلام في طروّ هذا المانع عند جمع من الصحابة في حياة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فظاهرة النفاق ـ الذي هو أمر مسلّم عند الكلّ ـ أدلّ دليل على وجود هذا المانع

وأمّا بعد وفاتهصلى‌الله‌عليه‌وآله فإنكار بعضهم لوصاياه ، وحياد الآخرين منهم في هذا المجال ، جعل الأمر جلياً وواضحاً للمتتّبع المنصف

وعلى أيّ حال ، فمجمل الكلام : إنّ الصحبة تكون ذا مزية إذا كانت في طاعة الله ورسوله ، فالعدول والانحراف عن الخطّ السليم ، الذي رسمه الرسول الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله للأُمّة ، بالنسبة لإمامة أمير المؤمنينعليه‌السلام ـ كما هو ثابت تاريخياً ـ هو نوع من التراجع والارتداد عن منهج الرسالة في تطبيق أوامره ونواهيهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهذا هو معنى الروايات الواردة في مصادرنا الخاصّة في هذا المجال

والغريب أنّه قد ورد في بعض كتب التاريخ ـ كتاريخ الطبري ـ أنّ العرب ارتدّوا كلّهم بعد الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله عدا فئةٍ في المدينة والطائف ، وهذا لا يثير التساؤل ؟!

وأمّا ما يثار في حقّ الشيعة بأنّهم يقولون بارتداد جميع الصحابة ، فهذا إفك وبهتان عظيم ، كيف وهم يلتزمون بالولاء لأفضل الصحابة ، وهو عليعليه‌السلام وأهل بيته ، وأيضاً يعظّمون ويبجّلون البعض منهم ، أمثال سلمان وأبي ذر ، وعمّار والمقداد ، وغيرهم

٢٤٣

نعم ، هم يعتقدون ـ وفقاً للأدلّة العقلية والنقلية ـ بعدول البعض عن خطّ الرسالة بعد ارتحال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فإنّ ورد لفظ ردّة وارتداد لبعض الصحابة في روايات ومصادر الشيعة ، فإنّما هو ارتداد عن الولاية والإمامة لأمير المؤمنينعليه‌السلام لا ارتداد عن ظاهر الإسلام

« السيّد سلمان ـ البحرين »

لا ينقسم إلى سلمي ومحارب :

س : نشكر لكم هذا الجهد الكبير الذي يبذل منكم للارتقاء بالفكر الإسلامي ، والعمل على نشر أفكار وتعاليم ديننا الحنيف

لقد أشرتم إلى قضية المرتدّ ، والحكم عليها من دون الإشارة إلى نوعية الارتداد ، فهناك ارتداد سلمي ، حيث يقوم المرتدّ بالعدول عن الإسلام إلى غيره من الأديان من قناعة نفسية ، ولا يقوم بأيّ عمل ضدّ الإسلام والمسلمين ، وهناك ارتداد محارب للإسلام والمسلمين ، بأن يستغل ارتداده لضرب الدين الحنيف وتعاليمه النيّرة

فسؤالي هنا : ما هو الحكم في المسألتين ؟

ج : إنّ المرتدّ على قسمين :

١ ـ مرتدّ عن فطرة

٢ ـ مرتدّ عن ملّة

والحكم الشرعي هو : إنّ المرتدّ عن فطرة يقتل بخلاف المرتدّ عن ملّة

ولم يقسّم الشرع في المرتدّ عن فطرة ، بين الارتداد السلمي وارتداد محارب للإسلام والمسلمين ، كما ذكرتم من التقسيم ، ولا بين من ارتدّ عن قناعة نفسية ولا غيره

وأمّا الدليل على قتل المرتدّ عن فطرة ، الروايات الكثيرة المروية في مصادر المسلمين والتي تبلغ حدّ التواتر ، منها :

عن علي بن جعفر ، عن أخيه أبي الحسنعليه‌السلام قال : سألته عن مسلم تنصّر ؟ قال :« يقتل ولا يستتاب »

٢٤٤

قلت : فنصراني أسلم ثمّ ارتدّ ؟ قال :« يستتاب ، فإنّ رجع وإلّا قُتل » (١)

وللتفصيل أكثر راجع : « وسائل الشيعة / أبواب حدّ المرتدّ »(٢)

« محمّد ـ الإمارات ـ سنّي ـ ٢٠ سنة ـ طالب »

جواز حرق المرتد الفطري :

س : هل يجوز حرق الكفّار أو المرتدّين ؟ أين الدليل بأنّها مردودة سنداً ؟

ج : لا يجوز حرق الكفّار والمرتدّين ، ولم يذهب إلى ذلك من فقهائنا أحد ، فقد ذكر المحقّق الحلّي في حكم المرتد : « ويتحتّم قتله ، وتبين منه زوجته ، وتعتدّ منه عدّة الوفاة ، وتقسّم أمواله بين ورثته »(٣)

وأمّا الحرق بالنار ، فلم تدلّ عليه إلّا رواية واحدة ، وموردها ما إذا ارتدّ المسلم الفطري ، وأخذ بالسجود إلى الأصنام ، فتختصّ بهذا المورد ، لا أنّ كلّ مرتدّ يفعل به ذلك ، والسجود للأصنام يشتمل على إبراز للارتداد بدرجة مفرطة وغير مقبولة ، وبهذا اللحاظ يرتفع مستوى عقوبته

« علي ـ فرنسا ـ سنّي ـ ٢٨ سنة ـ طالب »

حصل لكثير من الصحابة للنصوص :

س : هل يعقل أن يختار الله لصحبة نبيّه رجالاً يعرف أنّهم سيرتدّون فيما بعد ؟ أم أنّ الله لا يعلم الغيب ؟ سبحان الله عمّا يصفون ، يهديكم الله ، ويصلح بالكم

ج : هذه الملازمات ليست شرعية ، ولا لازمة لأحد ، ولا حجّة على أحد ، ولا دليل عليها ، فمن قال إنَّ الله تعالى اختار للأنبياء أصحابهم ؟ الذي أرسل الرسل أصلاً لإصلاحهم ، لأنّهم في وضع سيء جدّاً ، يستوجب إنذارهم وإبلاغهم رسالة
______________________

(١) الكافي ٧ / ٢٥٧ ، تهذيب الأحكام ١٠ / ١٣٨ ، الاستبصار ٤ / ٢٥٤

(٢) وسائل الشيعة ٢٨ / ٣٢٣

(٣) شرائع الإسلام ٤ / ٩٦١

٢٤٥

الله تعالى وأحكامه ، فقد يكون العصر الذي يُبعث فيه الأنبياء الذروة في الانحطاط والضلال والظلام

ثمّ إنّ النبيّ الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله كان كثيراً ما يحذّر ويقول :« لتتبعنَّ سنن من كان قبلكم » (١) ، وكان أيضاً يحذّر الصحابة ويخبرهم برجال يرتدّون من بعده ، ويُطردَون عن الحوض ، كما روى البخاري وغيره عن أبي هريرة قال :« بينا أنا قائم فإذا زمرة حتّى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم ، فقال : هلّم ، فقلت : أين ؟ قال : إلى النار والله ، قلت : وما شأنهم ؟ قال : إنّهم ارتدّوا بعدك » (٢)

وفي حديث أنس :« ليردن عليّ ناس من أصحابي الحوض ، حتّى إذا عرفتهم اختلجوا دوني » (٣)

وفي حديث سهل :« وليردن عليَّ أقوام أعرفهم ويعرفونني ، ثمّ يحال بيني وبينهم » (٤)

وفي حديث أبي هريرة :« ليذادن رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال ، أناديهم ألا هلّم ، فيقال : إنّهم قد أحدثوا بعدك ، وأقول : سحقاً سحقاً » (٥)

______________________

(١) مسند أحمد ٢ / ٥١١ و ٥ / ٢١٨ و ٣٤٠ ، صحيح البخاري ٨ / ١٥١ ، المستدرك على الصحيحين ٤ / ٤٥٥ ، معجم الزوائد ٧ / ٢٦١ ، مسند أبي داود : ٢٨٩ ، المصنّف للصنعاني ١١ / ٣٦٩ ، المصنّف لابن أبي شيبة ٨ / ٦٣٤ ، المعجم الكبير ٣ / ٢٤٤ ، شرح نهج البلاغة ٩ / ٢٨٦ ، الجامع الصغير ٢ / ٤٠١ ، كنز العمّال ٨ / ٩٤ و ١١ / ١٣٣ ، تفسير القرآن العظيم ٢ / ٣٦٤ ، الدرّ المنثور ٦ / ٥٦ ، تاريخ مدينة دمشق ١٤ / ٤٤١ ، سبل الهدى والرشاد ٥ / ٣١٤ ، وغيرها من المصادر

(٢) صحيح البخاري ٧ / ٢٠٨ ، فتح الباري ١١ / ٣٣٣ ، كنز العمّال ١١ / ١٣٢

(٣) صحيح البخاري ٧ / ٢٠٧ ، فتح الباري ١١ / ٣٣٣

(٤) مسند أحمد ٥ / ٣٣٣ ، صحيح البخاري ٧ / ٢٠٧ و ٨ / ٨٧ ، فتح الباري ١١ / ٣٣٣ ، المعجم الكبير ٦ / ١٤٣ و ١٥٦ و ١٧١ و ٢٠٠ ، الجامع لأحكام القرآن ٤ / ١٦٨

(٥) السنن الكبرى للبيهقي ٤ / ٧٨ ، فتح الباري ١١ / ٣٣٣ ، صحيح ابن خزيمة ١ / ٧ ، كنز العمّال ١٥ / ٦٤٧

٢٤٦

وفي رواية أبي سعيد الخدري :« فأقول : إنّهم منّي ، فيقال : إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، فأقول : سحقاً سحقاً لمن غيَّر بعدي » (١) ، وزاد في رواية عطاء ابن يسار :« فلا أراه يخلص منهم إلّا مثل همل النعم » (٢)

وفي حديث أبي بكرة :« ليردن عليَّ الحوض رجال ممّن صحبني ورآني ، حتّى إذا رفعوا إليّ ورأيتهم اختلجوا دوني ، فلأقولنّ : ربّ أصحابي أصحابي ! فيقال : إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك » (٣) ، وقال عن هذا الحديث ابن حجر : « وسنده حسن »(٤) ، وللطبراني من حديث أبي الدرداء نحوه ، وزاد : فقلت : يا رسول الله ادع الله أن لا يجعلني منهم ، قال :« لست منهم » ، وقال ابن حجر : « وسنده حسن »(٥)

وفي البخاري :« فأقول كما قال العبد الصالح : ( وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) (٦)

ونقول : مع هذه الأحاديث الكثيرة التي تصادم ما تقولون به نذكر آية واحدة وهي قوله تعالى :( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ) (٧)

فهل قولنا موافق لقول الله والرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ أم إطلاقكم العدالة هو الموافق ؟

______________________

(١) صحيح البخاري ٧ / ٢٠٨ ، فتح الباري ١١ / ٣٣٣ ، الجامع لأحكام القرآن ٤ / ١٦٨

(٢) فتح الباري ١١ / ٣٣٣

(٣) مسند أحمد ٥ / ٤٨ ، فتح الباري ١١ / ٣٣٣ ، المصنّف لابن أبي شيبة ٧ / ٤١٥ ، كنز العمّال ١٣ / ٢٣٩ ، تاريخ مدينة دمشق ٣٦ / ٨

(٤) فتح الباري ١١ / ٣٣٣

(٥) نفس المصدر السابق

(٦) صحيح البخاري ٤ / ١١٠ ، والآية في سورة المائدة : ١١٧ ـ ١١٨

(٧) آل عمران : ١٤٤

٢٤٧
٢٤٨

الاستخارة :

« سمير ـ ـ »

في رأي أهل البيت :

س : ما هو رأي مذهب أهل البيت في موضوع الخيرة ؟ استخارة الله في موضوع ما

ج : ذكر العلّامة المجلسيقدس‌سره في كتابه « بحار الأنوار » الجزء الثامن والثمانين أبواباً في الاستخارات ، وفضلها وكيفيّاتها ، فذكر في الباب الأوّل الروايات الواردة في الحثّ على الاستخارة ، والترغيب فيها ، والرضا والتسليم بعدها ، منها :

١ ـ عن الإمام الصادقعليه‌السلام أنّه قال :« يقول الله عزّ وجلّ : من شقاء عبدي أن يعمل الأعمال ولا يستخير بي »

٢ ـ عن الإمام الصادقعليه‌السلام أنّه قال :« من دخل في أمر بغير استخارة ثمّ ابتلي لم يؤجر »

٣ ـ عن الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام قال :« بعثني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى اليمن ، فقال لي وهو يوصيني : يا علي ما حار من استخار ، ولا ندم من استشار »

ومن خلال مراجعة هذه الروايات يتّضح أنّ الأئمّةعليهم‌السلام كانوا يؤكّدون على موضوع الخيرة ، ويعلّمون أصحابهم كيفية الاستخارة ، وصلواتها ودعائها

إذاً فالخيرة أمر حسن ومحبّذ ، وعليه جرت سيرة العلماء والمؤمنين

٢٤٩

« عبد الله ـ الكويت ـ ٢٨ سنة ـ خرّيج ثانوية »

الروايات الواردة في كيفيّتها :

س : أرجو منكم أن تذكروا لي الروايات الواردة عن أهل البيتعليهم‌السلام في كيفية الاستخارة ، بالتفصيل إن أمكن

ج : وردت عدّة روايات في مسألة الاستخارة ، نذكر بعضها ، وهي على أقسام :

الأوّل : الاستخارة بالرقاع

عن الإمام الصادقعليه‌السلام قال :« إذا أردت أمراً فخذ ست رقاع ، فأكتب في ثلاث منها : بسم الله الرحمن الرحيم ، خيرة من الله العزيز الحكيم لفلان بن فلانة لا تفعل ، وفي ثلاث منها مثل ذلك افعل ، ثمّ ضعها تحت مصلاك ، ثمّ صلّ ركعتين ، فإذا فرغت فاسجد سجدة وقل فيها مائة مرّة : استخير الله برحمته خيرة في عافية ، ثمّ استو جالساً وقل : اللهم خر لي واختر لي في جميع أُموري ، في يسر منك وعافية ، ثمّ اضرب بيدك إلى الرقاع فشوّشها ، وأخرج واحدة ، فإن خرج ثلاث متواليات أفعل ، فأفعل الأمر الذي تريده ، وإن خرج ثلاث متواليات لا تفعل ، فلا تفعله ، وإن خرجت واحدة افعل والأُخرى لا تفعل ، فأخرج من الرقاع إلى خمس ، فأنظر أكثرها فاعمل به ، ودع السادسة لا تحتاج إليها » (١)

وعن الإمام الصادقعليه‌السلام قال :« إذا أردت أمراً فخذ ست رقاع ، فاكتب في ثلاث منهن : بسم الله الرحمن الرحيم خيرة من الله العزيز الحكيم لفلان بن فلان افعل كذا إن شاء الله ، واذكر اسمك وما تريد فعله ، وفي ثلاث منهن : بسم الله الرحمن الرحيم خيرة من الله العزيز الحكيم لفلان بن فلان لا تفعل
______________________

(١) مصباح المتهجّد : ٥٣٥ ، الذكرى : ٢٥٣ ، روض الجنان : ٣٢٦ ، الكافي ٣ / ٤٧٠ ، مكارم الأخلاق : ٣٢٢ ، بحار الأنوار ٨٨ / ٢٣١ ، وقال العلّامة المجلسي في بيانه على هذه الرواية : هذا أشهر طرق هذه الاستخارة وأوثقها وعليه عمل أصحابنا

٢٥٠

كذا ، وتصلّي أربع ركعات ، تقرأ في كلّ ركعة خمسين مرّة « قل هو الله أحد » ، وثلاث مرّات « إنّا أنزلناه في ليلة القدر » ، وتدع الرقاع تحت سجّادتك ، وتقول بعد ذلك : اللهم إنّك تعلم ولا أعلم ، وتقدر ولا أقدر ، وأنت علّام الغيوب ، اللهم آمنت بك فلا شيء أعظم منك ، صلّ على آدم صفوتك ، ومحمّد خيرتك ، وأهل بيته الطاهرين ، ومن بينهم من نبيّ وصدّيق وشهيد ، وعبد صالح ، وولي مخلص ، وملائكتك أجمعين ، إن كان ما عزمت عليه من الدخول في سفري إلى بلد كذا وكذا خيرة لي في البدو والعاقبة ، ورزق تيسّر لي منه ، فسهّله ولا تعسّره ، وخر لي فيه ، وإن كان غيره فاصرفه عنّي ، وبدّلني منه ما هو خير منه ، برحمتك يا أرحم الراحمين ، ثمّ تقول سبعين مرّة : خيرة من الله العليّ الكريم ، فإذا فرغت من ذلك عفّرت خدّك ، ودعوت الله وسألته ما تريد » (١)

الثاني : الاستخارة بصلاة ركعتين وبرقعتين

عن علي بن محمّد ، رفعه عنهمعليهم‌السلام ، قال لبعض أصحابه وقد سأله عن الأمر يمضي فيه ، ولا يجد أحداً يشاوره ، فكيف يصنع ؟ قال :« شاور ربّك » قال : فقال له : كيف ؟ قال :« انو الحاجة في نفسك ، واكتب رقعتين ، في واحدة لا ، وفي واحدة نعم ، واجعلهما في بندقتين من طين ، ثمّ صلّ ركعتين ، واجعلهما تحت ذيلك ، وقل : يا الله إنّي أشاورك في أمري هذا ، وأنت خير مستشار ومشير ، فأشر عليّ بما فيه صلاح وحسن عاقبة ، ثمّ أدخل يدك ، فإن كان فيها نعم فافعل ، وإن كان فيها لا ، لا تفعل ، هكذا شاور ربّك » (٢)

الثالث : الاستخارة بمائة مرّة

عن إسحاق بن عمّار عن الإمام الصادقعليه‌السلام قال : قلت له : ربما أردت الأمر يفرق منّي فريقان ، أحدهما يأمرني والآخر ينهاني ؟ قال : فقال لي :« إذا كنت كذلك ، فصلّ ركعتين ، واستخر الله مائة مرّة ومرّة ، ثمّ أنظر أحزم الأمرين
______________________

(١) فتح الأبواب : ١٨٩

(٢)ـ فتح الأبواب : ٢٢٨ ، الكافي ٣ / ٤٧٣ ، تهذيب الأحكام ٣ / ١٨٢

٢٥١

لك فافعله ، فإنّ الخيرة فيه إن شاء الله ، ولتكن استخارتك في عافية ، فإنّه ربما خيّر للرجل في قطع يده ، وموت ولده ، وذهاب ماله » (١)

الرابع : الاستخارة بمائة مرّة ومرّة في آخر ركعة من صلاة الليل

وسأل محمّد بن خالد القسري الإمام الصادقعليه‌السلام عن الاستخارة ، فقال :« استخر الله في آخر ركعة من صلاة الليل ، وأنت ساجد مائة مرّة ومرّة » ، قال : كيف أقول ؟ قال :« تقول : استخير الله برحمته ، استخير الله برحمته » (٢)

الخامس : الاستخارة بمائة مرّة ومرّة عقيب ركعتي الفجر

عن حمّاد بن عثمان قال : سألت الإمام الصادقعليه‌السلام عن الاستخارة ، فقال :« استخر الله مائة مرّة ومرّة في آخر سجدة من ركعتي الفجر ، تحمد الله وتمجّده وتثني عليه ، وتصلّي على النبيّ وعلى أهل بيته ، ثمّ تستخير الله تمام المائة مرّة ومرّة » (٣)

السادس : الاستخارة بمائة مرّة بعد صوم ثلاثة أيّام

عن زرارة قال : قلت لأبي جعفرعليه‌السلام : إذا أردت أمراً ، وأردت الاستخارة كيف أقول ؟ فقال :« إذا أردت ذلك فصم الثلاثاء والأربعاء والخميس ، ثمّ صلّ يوم الجمعة في مكان نظيف ركعتين ، فتشهّد ثمّ قل وأنت تنظر إلى السماء : اللهم إنّي أسألك بأنّك عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم ، أنت عالم الغيب ، إن كان هذا الأمر خيراً فيما أحاط به علمك ، فيسّره لي ، وبارك لي فيه ، وافتح لي به ، وإن كان ذلك لي شرّاً فيما أحاط به علمك ، فاصرف عنّي بما تعلم ، فإنّك تعلم ولا أعلم ، وتقدر ولا أقدر ، وتقضي ولا أقضي ، وأنت علّام الغيوب ،

______________________

(١) الكافي ٣ / ٤٧٢ ، مصباح المتهجّد : ٥٣٤ ، تهذيب الأحكام ٣ / ١٨١ ، وسائل الشيعة ٨ / ٦٥ ، مكارم الأخلاق : ٣٢٢

(٢) فتح الأبواب : ٢٣٣ ، من لا يحضره الفقيه ١ / ٥٦٣ ، وسائل الشيعة ٨ / ٧٣ ، مكارم الأخلاق : ٣٢٠

(٣) فتح الأبواب : ٢٣٤

٢٥٢

تقولها مائة مرّة » (١)

السابع : الاستخارة بمائة مرّة يتصدّق قبلها على ستّين مسكيناً

عن زرارة ، عن الإمام الصادقعليه‌السلام في الأمر يطلبه الطالب من ربّه ، قال :« يتصدّق في يومه على ستّين مسكيناً ، على كلّ مسكين صاعاً بصاع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فإذا كان الليل اغتسل في ثلث الليل الباقي ، ويلبس أدنى ما يلبس من يعول من الثياب إلّا أن عليه في تلك الثياب إزاراً ، ثمّ يصلّي ركعتين ، فإذا وضع جبهته في الركعة الأخيرة للسجود هلّل الله وعظّمه ومجّده ، وذكر ذنوبه ، فأقّر بما يعرف منها مسمّى ، ثمّ يرفع رأسه ، فإذا وضع في السجدة الثانية استخار الله مائة مرّة ، يقول : اللهم إنّي استخيرك ، ثمّ يدعو الله بما يشاء ويسأله إيّاه ، وكلّما سجد فليفض بركبتيه إلى الأرض ، يرفع الإزار حتّى يكشفهما ، ويجعل الإزار من خلفه بين إليتيه وباطن ساقيه » (٢)

الثامن : الاستخارة بمائة مرّة عقيب الفريضة

عن الإمام الصادقعليه‌السلام أنّه يسجد عقيب المكتوبة ويقول :« اللهم خر لي ، مائة مرّة ، ثمّ يتوسّل بالنبيّ والأئمّة عليهم‌السلام ، ويصلّي عليهم ، ويستشفع بهم ، وينظر ما يلهمه الله فيفعل ، فإنّ ذلك من الله تعالى » (٣)

التاسع : الاستخارة بمائة مرّة في آخر ركعة من صلاة الليل

عن جعفر بن محمّد بن خلف العشيري قال : سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن الاستخارة ، فقال :« استخر الله في آخر ركعة من صلاة الليل ، وأنت ساجد مائة مرّة » ، قال : قلت : كيف أقول ؟ قال :« تقول : استخير الله برحمته ، استخير الله برحمته » (٤)

______________________

(١) وسائل الشيعة ٨ / ٦٧

(٢) فتح الأبواب : ٢٣٧

(٣) المصدر السابق : ٢٣٨

(٤) المصدر السابق : ٢٣٩

٢٥٣

العاشر : الاستخارة بمائة مرّة عند الإمام الحسينعليه‌السلام

عن الإمام الصادقعليه‌السلام قال :« ما استخار الله عبد قط في أمر مائة مرّة عند رأس الحسين عليه‌السلام ، فيحمد الله ويثني عليه ، إلّا رماه الله بخير الأمرين » (١)

الحادي عشر : الاستخارة بسبعين مرّة

عن معاوية بن ميسرة عن الإمام الصادقعليه‌السلام قال :« ما استخار الله عبد سبعين مرّة بهذه الاستخارة ، إلّا رماه الله بالخيرة ، يقول : يا أبصر الناظرين ، ويا أسمع السامعين ، ويا أسرع الحاسبين ، ويا أرحم الراحمين ، ويا أحكم الحاكمين ، صلّ على محمّد وأهل بيته ، وخر لي في كذا وكذا » (٢)

الثاني عشر : الاستخارة بعشر مرّات

عن محمّد بن مسلم ، عن الإمام الصادقعليه‌السلام قال :« كنّا أُمرنا بالخروج إلى الشام ، فقلت : اللهم إن كان هذا الوجه الذي هممت به خيراً لي في ديني ودنياي ، وعاقبة أمري ولجميع المسلمين ، فيسّره لي وبارك لي فيه ، وإن كان ذلك شرّاً لي ، فاصرفه عنّي إلى ما هو خير لي منه ، فإنّك تعلم ولا أعلم ، وتقدر ولا أقدر ، وأنت علّام الغيوب ، استخير الله ويقول ذلك مائة مرّة » (٣)

الثالث عشر : الاستخارة بسبع مرّات

عن الإمام الصادقعليه‌السلام أنّه كان إذا أراد شراء العبد أو الدابّة ، أو الحاجة الخفيفة أو الشيء اليسير استخار الله عزّ وجلّ فيه سبع مرّات ، وإذا كان أمراً جسيماً استخار الله فيه مائة مرّة(٤)

الرابع عشر : الاستخارة بثلاث مرّات

______________________

(١) المصدر السابق : ٢٤٠

(٢) مصباح المتهجّد : ٥٣٩ ، الذكرى : ٢٥٣ ، من لا يحضره الفقيه ١ / ٥٦٣ ، تهذيب الأحكام ٣ / ١٨٢ ، وسائل الشيعة ٨ / ٧٥

(٣) فتح الأبواب : ٢٥٢

(٤) فتح الأبواب : ٢٥٣ ، مكارم الأخلاق : ٣٢١

٢٥٤

عن ابن أبي يعفور قال : سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول في الاستخارة :« تعظّم الله وتمجّده وتحمده وتصلّي على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثمّ تقول : اللهم إنّي أسألك بأنّك عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم ، وأنت علّام الغيوب ، استخير الله برحمته »

ثمّ قال أبو عبد اللهعليه‌السلام :« إن كان الأمر شديداً تخاف فيه ، قلته مائة مرّة ، وإن كان غير ذلك قلته ثلاث مرّات » (١)

الخامس عشر : الاستخارة بمرّة واحدة

عن الإمام الصادقعليه‌السلام قال :« من استخار الله مرّة واحدة وهو راض به ، خار الله له حتماً » (٢)

السادس عشر : الاستخارة في كلّ ركعة من الزوال

عن الإمام الباقرعليه‌السلام قال :« الاستخارة في كلّ ركعة من الزوال » (٣)

السابع عشر : الاستخارة بالقرعة

عن منصور بن حازم قال : سأل بعض أصحابنا أبا عبد اللهعليه‌السلام عن مسألة ، فقال له :« هذه تخرج في القرعة » ؟ ثمّ قال :« وأيّ قضية أعدل من القرعة إذا فوّض الأمر إلى الله عزّ وجلّ ، أليس الله يقول تبارك وتعالى :( فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ ) (٤)

وروي عن أبي الحسن موسىعليه‌السلام ، وعن غيره من آبائه وأبنائه من قولهم :« كلّ مجهول ففيه القرعة » قلت له : إنّ القرعة تخطأ وتصيب ، فقال :« كلّ ما حكم الله فليس بمخطأ » (٥)

______________________

(١) فتح الأبواب : ٢٥٥ ، وسائل الشيعة ٨ / ٦٨

(٢) فتح الأبواب : ٢٥٧

(٣) المصدر السابق : ٢٦٠

(٤) المحاسن ٢ / ٦٠٣ ، من لا يحضره الفقيه ٣ / ٩٢ ، وسائل الشيعة ٢٧ / ٢٦٢ ، فتح الأبواب : ٢٧١ ، والآية في سورة الصافات : ١٤١

(٥) النهاية : ٣٤٦ ، من لا يحضره الفقيه ٣ / ٩٢ ، تهذيب الأحكام ٦ / ٢٤٠

٢٥٥

وأمّا كيفية الاستخارة بالقرعة ، فعن الإمام الصادقعليه‌السلام : « من أراد أن يستخير الله تعالى فليقرأ الحمد عشر مرّات ، وإنّا أنزلناه عشر مرّات ، ثمّ يقول : اللهم إنّي استخيرك لعلمك بعاقبة الأُمور ، واستشيرك لحسن ظنّي بك في المأمول والمحذور ، اللهم إن كان أمري هذا ممّا قد نيطت بالبركة أعجازه وبواديه ، وحُفّت بالكرامة أيّامه ولياليه ، فخر لي بخيرة ترد شموسه ذلولاً ، وتقعص أيّامه سروراً ، يا الله إمّا أمر فأأتمر ، وإمّا نهي فأنتهي

اللهم خر لي برحمتك خيرة في عافية ، ثلاث مرّات ، ثمّ يأخذ كفّاً من الحصى أو سبحة »(١)

نكتفي بهذا المقدار من الروايات

وأمّا بالنسبة إلى الاستخارة بالمصحف ، فإنّا وإن لم نجد رواية في ذلك ، ولكن السيّد ابن طاووس في « فتح الأبواب »(٢) قال : « رأيت ذلك ـ أي المشاورة لله تعالى بالمصحف ـ في بعض كتب أصحابنا رضوان الله عليهم عدنا الآن إلى ما وقفنا عليه في بعض كتب أصحابنا من صفة الفال في المصحف الشريف ، وهذا لفظ ما وقفنا عليه :

صفة القرعة في المصحف : يصلّي صلاة جعفرعليه‌السلام ، فإذا فرغ منها دعا بدعائها ، ثمّ يأخذ المصحف ، ثمّ ينوي فرج آل محمّد بدءاً وعوداً ، ثمّ يقول : اللهم إن كان في قضائك وقدرك أن تفرّج عن وليّك وحجّتك في خلقك في عامنا هذا وفي شهرنا هذا فاخرج لنا رأس آية من كتابك نستدلّ بها على ذلك

ثمّ يعدّ سبع ورقات ، ويعدّ عشرة أسطر من ظهر الورقة السابعة ، وينظر ما يأتيه في الحادي عشر من السطر ، ثمّ يعيد الفعل ثانياً لنفسه ، فإنّه يتبيّن
حاجته إن شاء الله تعالى » (٣)

______________________

(١) فتح الأبواب : ٢٧٢

(٢) المصدر السابق : ٢٧٥

(٣) المصدر السابق : ٢٧٧

٢٥٦

ثمّ قال : « فصل : وحدّثني بدر بن يعقوب المقرئ الأعجمي رضوان الله عليه بمشهد الكاظمعليه‌السلام في صفة الفال في المصحف بثلاث روايات من غير صلاة ، فقال : تأخذ المصحف وتدعو ، فتقول : اللهم إن كان من قضائك وقدرك أن تمن على أُمّة نبيّك بظهور وليّك وابن بنت نبيّك ، فعجّل ذلك وسهّله ويسّره وكمّله ، وأخرج لي آية استدلّ بها على أمر فائتمر ، أو نهي فأنتهي ـ أو ما تريد الفال فيه ـ في عافية

ثمّ تعدّ سبع أوراق ، ثمّ تعدّ في الوجهة الثانية من الورقة السابعة ستة أسطر ، وتتفاءل بما يكون في السطر السابع

وقال في رواية أُخرى : إنّه يدعو بالدعاء ، ثمّ يفتح المصحف الشريف ، ويعدّ سبع قوائم ، ويعدّ ما في الوجهة الثانية من الورقة السابعة ، وما في الوجهة الأُولى من الورقة الثامنة من لفظ اسم الله جلّ جلاله ، ثمّ يعدّ قوائم بعدد لفظ اسم الله ، ثمّ يعدّ من الوجهة الثانية من القائمة التي ينتهي العدد إليها ، ومن غيرها ممّا يأتي بعدها سطوراً بعدد لفظ اسم الله جلّ جلاله ، ويتفاءل بآخر سطر من ذلك

وقال في الرواية الثالثة : إنّه إذا دعا بالدعاء عدّ ثماني قوائم ، ثمّ يعدّ في الوجهة الأُولى من الورقة الثامنة أحد عشر سطراً ، ويتفاءل بما في السطر الحادي عشر ، وهذا ما سمعناه في الفأل بالمصحف الشريف قد نقلناه كما حكيناه(١)

ونقل هذا العلّامة المجلسي في « بحار الأنوار » وقال : « وجدت في بعض الكتب أنّه نسب إلى السيّد (ره) الرواية الثانية ، لكنّه قال : يقرأ الحمد وآية الكرسي ، وقوله تعالى :( وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ ) إلى آخر الآية ، ثمّ يدعو بالدعاء المذكور ، ويعمل بما في الرواية »(٢)

______________________

(١) المصدر السابق : ٢٧٨

(٢) بحار الأنوار ٨٨ / ٢٤٢

٢٥٧

« ـ السعودية ـ »

حكمها :

س : ما هو حكم الخيرة أو الاستخارة ؟ فنرى البعض يعتقد بأنّها من عالم الغيب ، بخلاف البعض الآخر الذي يتعامل معها معاملة عادية

وسؤالي بشكل أوضح هو : هل أنّ الخيرة ترشدنا إلى الواقع ؟ أو أنّها مجرد تعيين الوظيفة ورفع التحيّر ؟

ج : إنّ الأحاديث الواردة في هذا الموضوع تشير على أنّ الاستخارة ـ الخيرة ـ هي من مصاديق الدعاء ، أي أنّ المستخير يطلب من الله تعالى أن يرشده إلى الخير والصواب

وعليه ، فإنّ حيثيات الدعاء تتدخّل في كيفية النتيجة ، فحالة المستخير من الطهارة والتوجّه والإقبال نحو الدعاء ، وأيضاً وقت الاستخارة ومكانها ونوعها لها دخل عظيم في إعطاء النتيجة المتوقّعة

نعم ، هناك بعض الأنواع من الاستخارة قد تخرج بنتائج أقرب إلى الواقع من غيرها ، وهكذا قد يكون بعض الأشخاص يمتلكون قدرة خاصّة في استنباط بعض النتائج في الخيرة ، حازوا على هذه الملكة بممارسة رياضات شرعية

هذا ، ولكن لا يوجد في المقام ما يدلّ على أنّ هناك قاعدة عامّة يمكن الاعتماد عليها مطلقاً ، فكلّ ما في الأمر هو أنّ الموضوع يرتبط بالدعاء والداعي ، ومصلحة الباري تعالى

« أحمد ـ ـ »

مشروعيتها :

س : لاشكّ بأنّكم سمعتم بطرق مختلفة في الاستخارة : هذا من القرآن ، وذلك بالسبحة ، وآخر بحسابات خاصّة ، و ، فهل هذه وردت عن المعصومين عليهم‌السلام ؟ أي أنّها مؤيّدة من قبلهم ؟ أم ماذا ؟

٢٥٨

ج : الاستخارة أو الخيرة بالمعنى العام ـ أي طلب الخير من الله تعالى ـ أمر مستحسن في الشريعة ، وقد وردت روايات كثيرة بهذا الصدد تحثّ على هذا العمل ، كما هو واضح لمن يراجع المجامع الحديثية في هذا الباب

وأمّا الأساليب المختلفة التي تمارس في هذا المجال ، فهي طرق مختصّة بأهلها اقتنعوا بها بعدما أعطت التجربة صحّتها ، أو قربها إلى الواقع

نعم ، جاء في بعض الأحاديث ما يدلّ على بعض الأنواع من الاستخارة ، ولكن هذه الروايات جميعها ضعيفة السند ، لا يمكن الاعتماد عليها جزماً ، بل يصحّ العمل بمضمونها برجاء المطلوبية

هذا ولكن الذي يظهر من سيرة المتشرّعة والمؤمنين : هو المعاملة مع الخيرة معاملة الأمر اللازم ، فيأتمرون لأوامرها وينتهون لنواهيها ، وليس هذا إلّا لحصول نتائج حسنة منها ، لا أنّهم قصدوا العمل بالأحاديث الواردة في المقام

« ـ السعودية ـ »

حجّيتها بالقرآن :

س : كثيراً ما يعترض السلفيّون في موضوع الاستخارة بالقرآن ، بأنّكم تتفاءلون به ، وهو عمل منهي عنه ، فهل يوجد في كتب العامّة ما يمكننا بردّهم ؟

ج : الاستخارة وردت بنحو الإطلاق عند الفريقين ـ الخاصّة والعامّة ـ بما لا مجال للشكّ في مشروعيتها وجوازها ، بل رجحانها واستحبابها ، وهي باختصار : عبارة عن طلب الخير مطلقاً ، أو عند التحيّر في ترجيح موضوع على موضوع آخر ، وهذا أمر متّفق عليه عند كافّة أرباب الحديث ، كما هو واضح لمن راجعهم

ولو أمعنّا النظر في مضمون هذه الروايات بأجمعها ، نرى أنّ مفادها تنصب في مجرى مطلق الدعاء ، أي أنّ المستخير يدعو ويطلب الصلاح والخير لما يستخير له

٢٥٩

وهناك طرق خاصّة وردت في بعض الروايات عندنا تبيّن كيفية الاستخارة ، وأيضاً قد ينقل بعض الاستخارات غير المنصوصة عن البعض ، وهي بأجمعها وإن لم تتّصف بقوّة السند ـ خلافاً للقسم الأوّل ـ ولكن تدخل تحت عنوان الدعاء قطعاً

وعلى هذا لا يبقى إشكال على هذه الأنواع من الاستخارة ، ويدلّ على جواز هذا الأمر عند العامّة ، ما ورد في بعض رواياتهم من عمل الأصحاب به(١)

وممّا ذكرنا يظهر لك : عدم المانع من الاستخارة بالقرآن ، فإنّ المستخير يرى نفسه متحيّراً في موضوع ما ، ويريد أن يستدلّ على الصواب ، فيدعو ويطلب من الله تعالى هدايته وتوجيهه نحو الحقّ ، بإشارة آية أو مقطع منها ، وهذا العمل بنفسه عمل جائز وسائغ ، ولا ينطبق عليه عنوان التفاؤل المنهي عنه ـ إن قلنا به ـ

مضافاً إلى أنّ الروايات التي تمنعنا من التفاؤل بالقرآن جميعها ضعيفة السند ، فلا يمكن الاعتماد عليها ، واعتبارها حجّة في المقام

______________________

(١) مسند أحمد ٣ / ١٣٩

٢٦٠