موسوعة الأسئلة العقائديّة الجزء ٢

موسوعة الأسئلة العقائديّة0%

موسوعة الأسئلة العقائديّة مؤلف:
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
تصنيف: مكتبة العقائد
ISBN: 978-600-5213-02-7
الصفحات: 518

موسوعة الأسئلة العقائديّة

مؤلف: مركز الأبحاث العقائديّة
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
تصنيف:

ISBN: 978-600-5213-02-7
الصفحات: 518
المشاهدات: 225974
تحميل: 5360


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 518 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 225974 / تحميل: 5360
الحجم الحجم الحجم
موسوعة الأسئلة العقائديّة

موسوعة الأسئلة العقائديّة الجزء 2

مؤلف:
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
ISBN: 978-600-5213-02-7
العربية

يتمكّن من نصره ، أو لم يكن عالماً بأنّ الأمر سينتهي إلى ما انتهى إليه ، وبعضهم خاطر بنفسه وخرق الحصار الذي ضربه ابن زياد على الكوفة ، وجاء لنصره حتّى قتل معه ، أمّا أنّ أحداً من شيعته ومحبّيه قاتله فذلك لم يكن ، وهل يعتقد أحد أنّ شيعته الخلّص كانت لهم كثرة مفرطة؟ كلاّ ، فما زال أتباع الحقّ في كلّ زمان أقلّ قليل ، ويعلم ذلك بالعيان ، وبقوله تعالى :( وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ) (١) »(٢) .

ويمكن أن يقال : إنّ الشيعة من أهل الكوفة على قسمين :

١ ـ شيعة بالمعنى الأخصّ ، يعني يعتقدون بالتولّي والتبرّي ، وهؤلاء لم يكونوا في جيش عمر بن سعد ، الذي حارب الإمام الحسينعليه‌السلام ، بل إمّا استشهدوا معهعليه‌السلام ، أو كانوا في السجون ، أو وصلوا إلى كربلاء بعد شهادتهعليه‌السلام .

٢ ـ شيعة بالمعنى الأعمّ ، يعني يحبّون أهل البيتعليهم‌السلام ، ويعتقدون بالتولّي دون التبرّي ، ولا يرون أنّ الإمامة منصب إلهيّ وبالنصّ ، وهؤلاء كان منهم من بايع الإمام الحسينعليه‌السلام في أوّل الأمر ، ثمّ صار إلى جيش عمر بن سعد.

وكلّ ما ورد من روايات ونصوص تاريخية فيها توبيخ لأهل الكوفة ، فإنّما تحمل على الشيعة بالمعنى الأعمّ ، أي الذين كانوا يتشيّعون بلا رفض ، وبلا اعتقاد بالإمامة الإلهيّة ، وما إلى ذلك من أُصول التشيع.

( أبو محمّد بن العباس ـ البحرين ـ )

هل إبراهيم استجار به؟ :

س : يقول بعض أصحابنا من أهل السنّة : بأنّ نبيّنا إبراهيم عليه‌السلام عندما ألقي في النار استجار بالحسين عليه‌السلام قائلاً : « يا حسين » ، فجعل الله تعالى النار برداً

__________________

١ ـ سبأ : ١٣.

٢ ـ أعيان الشيعة ١ / ٥٨٥.

٢٠١

وسلاماً على إبراهيم عليه‌السلام ، ما صحّة هذه المقولة؟ جزيتم خيراً ، وزادكم علماً.

ج : لم نعثر على نصّ معتبر يدلّ على ما ذكرتموه ، نعم جاء في بعض الروايات : أنّ إبراهيمعليه‌السلام كان من دعائه عندما ألقي في النار : « اللهم إنّي أسألك بحقّ محمّد وآل محمّد لمّا نجّيتني منها » ، فجعلها الله عليه برداً وسلاماً(١) .

( زهرة عيسى ـ البحرين ـ )

طلبه من الشباب الإذن من أُمّهاتهم :

س : في حادثة عاشوراء ، لماذا كان الإمام عليه‌السلام يطلب من الشباب طلب الإذن من أُمّهاتهم للقتال؟ في حين كما نعرف أنّ الإمام عليه‌السلام هو وليّ أمر جميع المسلمين.

ج : لم نتحقّق حتّى الآن أنّ الطلب المذكور كان عامّاً ، وبالنسبة للجميع ، بل كلّ ما في الأمر أنّ التاريخ يشير إليه بالنسبة لبعضهم.

وعلى أيّ حال ، فلعلّ الأذن من الأُمّهات كان لتقدير دورهنّ في تربية هذه النماذج ، الذين كانوا على شرف نيل مرتبة الشهادة ، أو كان للتوديع بصيغة الأذن ، أو أُمور أُخرى خفيت علينا ، وإلاّ فإنّ الأذن والأمر الحقيقيّ كان ولا يزال للإمام المعصومعليه‌السلام .

( مريم ساجواني ـ الإمارات ـ )

يتلو رأسه آية أم حسبت :

س : عندما حمل رأس الحسين عليه‌السلام على الرمح ، كان يرتّل آية من سورة الكهف ، لماذا اختار الإمام عليه‌السلام هذه الآية من سورة الكهف؟

__________________

١ ـ الأمالي للشيخ الصدوق : ٢٨٧ ، روضة الواعظين : ٢٧٢ ، تفسير الصافي ٣ / ٣٤٤ ، الأصفى في تفسير القرآن ٢ / ٧٨٦ ، تفسير نور الثقلين ٣ / ٤٣٨.

٢٠٢

ج : الآية التي كان يتلوها رأس الإمام الحسينعليه‌السلام :( أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا ) (١) .

وإنّما تلا هذه الآية ، لأنّ تكلّم رأس بلا جسد أعجب ، كما قال الراوي : والله إنّ رأسك أعجب!

ويحتمل أن يكون في انتخاب هذه الآية إشارة خفية إلى الرجعة.

وكذلك يمكن لنا أن نفهم الربط بين أصحاب الكهف وعصرهم الذي عاشوا فيه وبين الإمام الحسينعليه‌السلام وأُمّته ، وكلّ هذه احتمالات يمكن لنا أن نوردها.

( رنا ـ الأردن ـ )

كيفية قتله :

س : أشكركم على ردّكم ، ولكن هل هناك مجال لمعرفة تفاصيل مقتل الإمام الحسين عليه‌السلام ؟

ج : ورد في كتبنا أنّه في صباح اليوم العاشر ، وإتماماً للحجّة على أعدائه ، طلب الإمام الحسينعليه‌السلام من جيش يزيد أن ينصتوا إليه لكي يكلّمهم ، إلاّ أنّهم أبوا ذلك ، وعلا ضجيجهم ، وفي النهاية سكتوا ، فخطب فيهم معاتباً لهم على دعوتهم له وتخاذلهم عنه ، كما حدّثهم بما سيقع لهم بعد قتله على أيدي الظالمين ، من ولاة بني أُمية ، ممّا عُهد إليه من جدّه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأبيه عليعليه‌السلام ، وهو ما تحقّق فعلاً ، وخصّ في ذلك عمر بن سعد الذي كان يزيد يمنّيه بجعله والياً على الري وجرجان ، بأنّ حلمه ذاك لن يتحقّق ، وأنّه سوف يقتل ويرفع رأسه على الرمح.

ثمّ إنّ الشيطان استحوذ على ابن سعد ، فوضع سهمه في كبد قوسه ، ثمّ رمى مخيّم الحسينعليه‌السلام ، وقال : اشهدوا أنّي أوّل من رمى ، فتبعه جنده يمطرون

__________________

١ ـ الكهف : ٩.

٢٠٣

آل الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله بوابل من السهام.

عظم الموقف على الإمام الحسينعليه‌السلام ، ثمّ خاطب أصحابه : «قوموا رحمكم الله إلى الموت الذي لابدّ منه ، فإنّ هذه السهام رُسل القوم إليكم »(١) ، فلبّوا النداء وانطلقوا كالأسود يحاربون العدوّ ، واستمرت رحى الحرب تدور في ميدان كربلاء ، وأصحاب الحسينعليه‌السلام يتساقطون الواحد تلو الآخر ، وقد أرهقوا جيش العدوّ وأثخنوه بالجراح.

فتصايح رجال عمر بن سعد : لو استمرت الحرب بيننا لأتوا على آخرنا ، لنهجم عليهم مرّة واحدة ، ولنرشفهم بالنبال والحجارة.

لم يهدأ سعير المعركة ، وراح من بقي من أصحاب الحسينعليه‌السلام وأهل بيته يستشهدون الواحد تلو الآخر ، فاستشهد ولده علي الأكبر ، وأخوته ، وأبناء أخيه ، وابن أخته ، وآل عقيل وآل عليعليه‌السلام ، مجزّرين كالأضاحي وهم يتناثرون في أرض المعركة ، وكذا بدأ شلاّل الدم ينحدر على أرض كربلاء ، وصيحات العطش والرعب تتعالى من حناجر النساء والأطفال.

قال بعض الرواة : فوالله ما رأيت مكثوراً قط ، قد قتل ولده وأهل بيته وأصحابه أربط جاشاً منه ، وإن كانت الرجال لتشدّ عليه فيشدّ عليها بسيفه ، فينكشف عنه انكشاف المعزى إذا شدّ فيه الذئب ، ولقد كان يحمل فيهم ، ولقد تكاملوا ثلاثين ألفاً ، فيهزمون بين يديه كأنّهم الجراد المنتشر ، ثمّ يرجععليه‌السلام إلى مركزه ، وهو يقول : «لا حول ولا قوّة إلاّ بالله ».

فلم يزلعليه‌السلام يقاتلهم حتّى حالوا بينه وبين رحله ، فصاح : «ويلكم يا شيعة آل أبي سفيان ، إن لم يكن لكم دين ، وكنتم لا تخافون المعاد فكونوا أحراراً في دنياكم هذه ، وارجعوا إلى احسابكم إن كنتم عربا كما تزعمون »(٢) .

__________________

١ ـ لواعج الأشجان : ١٣٦ ، اللهوف : ٦٠.

٢ ـ لواعج الأشجان : ١٨٥ ، تاريخ الأُمم والملوك ٤ / ٣٤٤ ، البداية والنهاية ٨ / ٢٠٣ ، مقتل الحسين لأبي مخنف : ١٩٠ ، اللهوف : ٧١ ، كشف الغمّة ٢ / ٢٦٢.

٢٠٤

فناداه شمر ( لعنه الله ) : ما تقول يا بن فاطمة.

فقالعليه‌السلام : «إنّي أقول أقاتلكم وتقاتلونني ، والنساء ليس عليهن جناح ، فامنعوا عتاتكم وجهالكم وطغاتكم من التعرّض لحرمي ما دمت حيّاً »(١) .

فقال شمر ( لعنه الله ) : لك ذلك يا ابن فاطمة. فقصدوه بالحرب ، فجعل يحمل عليهم ويحملون عليه ، وهو في ذلك يطلب شربة من ماء فلا يجد ، حتّى أصابه اثنتان وسبعون جراحة ، فوقف يستريح ساعة ، وقد ضعف عن القتال ، فبينا هو واقف إذ أتاه حجر فوقع على جبهته ، فأخذ الثوب ليمسح الدم عن جبهته ، فأتاه سهم مسموم له ثلاث شعب ، فوقع على قلبه فقالعليه‌السلام : «بسم الله وبالله وعلى ملّة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ».

ثمّ رفع رأسه إلى السماء وقال : «إلهي أنت تعلم أنّهم يقتلون رجلاً ليس على وجه الأرض ابن بنت نبيّ غيره ».

ثمّ أخذ السهم فأخرجه من وراء ظهره ، فانبعث الدم كأنّه ميزاب ، فضعف عن القتال ووقف ، فكلّما أتاه رجل انصرف عنه كراهة أن يلقى الله بدمه ، حتّى جاءه رجل من كندة ، يقال له مالك بن اليسر ، فشتم الحسينعليه‌السلام ، وضربه على رأسه الشريف بالسيف ، فقطع البرنس ووصل السيف إلى رأسه ، فامتلأ البرنس دماً.

فاستدعى الحسينعليه‌السلام بخرقة ، فشدّ بها رأسه ، واستدعى بقلنسوة فلبسها واعتم ، فلبثوا هنيئة ، ثمّ عادوا إليه وأحاطوا به.

فخرج عبد الله بن الحسن بن عليعليهم‌السلام وهو غلام لم يراهق من عند النساء يشتد ، حتّى وقف إلى جنب الحسينعليه‌السلام ، فلحقته زينب بنت عليعليهما‌السلام لتحبسه ، فأبى وامتنع امتناعاً شديداً ، فقال : لا والله لا أفارق عمّي.

فأهوى بحر بن كعب ـ وقيل : حرملة بن كاهل ـ إلى الحسينعليه‌السلام بالسيف ،

__________________

١ ـ مثير الأحزان : ٥٥ ، لواعج الأشجان : ١٨٥ ، اللهوف : ٧١.

٢٠٥

فقال له الغلام : ويلك يا بن الخبيثة ، أتقتل عمّي؟ فضربه بالسيف فاتقاها الغلام بيده ، فأطنّها إلى الجلد ، فإذا هي معلّقة ، فنادى الغلام : يا أُمّاه ، فأخذه الحسينعليه‌السلام ، وضمّه إليه وقال : «يا ابن أخي أصبر على ما نزل بك ، واحتسب في ذلك الخير ، فإنّ الله سيلحقك بآبائك الصالحين ».

فرماه حرملة بن كاهل بسهم فذبحه ، وهو في حجر عمّه الحسينعليه‌السلام .

ثمّ إنّ شمر بن ذي الجوشن حمل على فسطاط الحسين فطعنه بالرمح ، ثمّ قال : عليّ بالنار أحرقه على من فيه ، فقال له الحسينعليه‌السلام : « يا ابن ذي الجوشن ، أنت الداعي بالنار لتحرق على أهلي أحرقك الله بالنار » ، وجاء شبث فوبّخه فاستحيا وانصرف.

قال الراوي : قال الحسينعليه‌السلام : « ابغوا لي ثوباً لا يرغب فيه ، أجعله تحت ثيابي لئلا أجرّد منه » ، فأتي بتبّان فقال : « لا ، ذاك لباس من ضربت عليه الذلّة » ، فأخذ ثوباً خلقاً فخرقه ، وجعله تحت ثيابه ، فلمّا قتلعليه‌السلام جرّدوه منه.

ولمّا أثخن الحسينعليه‌السلام بالجراح ، طعنه صالح بن وهب المريّ على خاصرته طعنة ، فسقط الحسينعليه‌السلام عن فرسه إلى الأرض على خدّه الأيمن ، وهو يقول : « بسم الله وبالله ، وعلى ملّة رسول الله ».

فخرجت زينبعليها‌السلام من باب الفسطاط وهي تنادي : « وا أخاه واسيّداه ، وا أهل بيتاه ، ليت السماء أطبقت على الأرض ، وليت الجبال تدكدكت على السهل ».

وصاح شمر بأصحابه : ما تنتظرون بالرجل ، فحملوا عليه من كلّ جانب ، فضربه زرعة بن شريك على كتفه اليسرى ، وضربه آخر على عاتقه المقدّس بالسيف ضربة كباعليه‌السلام بها لوجهه ، وكان قد أعيا وجعل ينوء ويكب ، فطعنه سنان بن أنس النخعي في ترقوته ، ثمّ انتزع الرمح فطعنه في بواني صدره ،

٢٠٦

ثمّ رماه سنان أيضاً بسهم فوقع في نحره ، فسقطعليه‌السلام ، وجلس قاعداً فنزع السهم من نحره ، وقرن كفّيه جميعاً ، فكلّما امتلأتا من دمائه خضّب بهما رأسه ولحيته ، وهو يقول : « هكذا ألقى الله مخضباً بدمي ، مغصوباً على حقّي ».

فقال عمر بن سعد لرجل عن يمينه : انزل ويحك إليه فأرحه ، فبدر إليه خولّي بن يزيد الأصبحي ليحتزّ رأسه فأرعد ، فنزل إليه سنان بن أنس النخعيّ ( لعنه الله ) فضربه بالسيف في حلقه الشريف ، وهو يقول : والله إنّي لأجتزّ رأسك ، وأعلم أنّك ابن رسول الله ، وخير الناس أباً وأُمّاً. ثمّ اجتزّ رأسه المقدّس المعظّم.

قال الراوي : فارتفعت في السماء في ذلك الوقت غبرة شديدة سوداء مظلمة فيها ريح حمراء ، لا ترى فيها عين ولا أثر ، حتّى ظنّ القوم أنّ العذاب قد جاءهم ، فلبثوا كذلك ساعة ، ثمّ انجلت عنهم.

ثمّ أقبلوا على سلب الحسينعليه‌السلام ، فأخذ قميصه إسحاق بن حوية الحضرمي فلبسه ، فصار أبرص وامتعط شعره.

وروي أنّه وجد في قميصه مائة وبضع عشرة ، ما بين رمية وطعنة سهم وضربة.

وأخذ سراويلهعليه‌السلام بحر بن كعب التيميّ ، فروي أنّه صار زمناً مقعداً من رجليه ، وأخذ عمامته أخنس بن مرثد بن علقمة الحضرميّ ، وقيل جابر بن يزيد الأوديّ ، فاعتمّ بها فصار معتوها ، وأخذ نعليه الأسود بن خالد ، وأخذ خاتمه بجدل بن سليم الكلبيّ ، وقطع إصبعهعليه‌السلام مع الخاتم ، وأخذ قطيفة لهعليه‌السلام كانت من خزّ قيس بن الأشعث ، وأخذ درعه البتراء عمر بن سعد ، فلمّا قتل عمر وهبها المختار لأبي عمرة قاتله ، وأخذ سيفه جميع بن الخلق الأوديّ.

ثمّ نادى عمر بن سعد في أصحابه من ينتدب للحسين فيواطئ الخيل ظهره

٢٠٧

وصدره ، فانتدب منهم عشرة ، فداسوا الحسينعليه‌السلام بحوافر خيلهم حتّى رضّوا صدره وظهره(١) .

فإنّا لله وإنّا إليه راجعون.

( علي السهلاوي ـ البحرين ـ ٢٢ سنة )

كسفت الشمس لقتله :

س : يقول أهل السنّة : إنّ الشمس لا تنكسف لموت بشر!! ويرون الحديث عن الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله ، هل هذا الحديث صحيح؟ بينما هناك روايات تؤكّد كسوف الشمس بقتل وشهادة سبط الرسول ، الإمام الحسين عليه‌السلام .

نرجو بيان ذلك وتوضيحه مع الأدلّة.

ج : الأحاديث الواردة عن طريق الخاصّة بالنسبة لكسوف الشمس في يوم عاشوراء ، هي في حدّ الاستفاضة ، وهذا المقدار يكفينا للتأكّد في هذا الموضوع.

وأمّا عن طريق العامّة فقد وردت روايات كثيرة تصرّح بهذا المطلب(٢) .

ولا غرابة في ذلك ، بل وفي ظهور بقية الآيات والعلائم السماوية والأرضية على ما في الأخبار الكثيرة الواردة في المقام.

ومجمل القول في حكمة ظهور هذه الخوارق : هو بيان الحقّ ، وإلقاء الحجّة البالغة على من أنكر ، أو تردّد في تمييز الحقّ عن الباطل ، والوقوف في وجه التمويه والتشويه الذي حصل آنذاك بواسطة الأعلام الأمويّ المزيّف بشأن العترة الطاهرةعليهم‌السلام عموماً ، والإمام الحسينعليه‌السلام خصوصاً ، وبهذا نعرف أنّ الكسوف المذكورة كان لإعلاء كلمة الحقّ ودحض الباطل.

____________

١ ـ اللهوف : ٧٩.

٢ ـ السنن الكبرى للبيهقيّ ٣ / ٣٣٧ ، مجمع الزوائد ٩ / ١٩٧ ، المعجم الكبير ٣ / ١١٤ ، تاريخ مدينة دمشق ١٤ / ٢٢٦ ، تهذيب الكمال ٦ / ٤٣٣ ، ينابيع المودّة ٣ / ١٧.

٢٠٨

ثمّ إنّ هذه الميزة لم تكن موجودة في قصّة إبراهيمعليه‌السلام ، فعليه أكّد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بأنّ الشمس لا تنكسف لموت بشر ، أي إنّ الكسوف لا يقع بدون هدف وغرض في ناموس الخلقة وعالم التكوين ، ولكن عندما يكون هناك هدف أسمى فسوف تظهر للناس العلائم والآيات الكونية ، تعبيراً عن إرادة الله تعالى ومشيته في خلقه ؛ كما هو الحال أيضاً في ظهور العلائم السماوية ـ من قبيل الخسوف والكسوف ـ قبيل ظهور صاحب العصر والزمانعليه‌السلام على ما في أخبار العامّة والخاصّة.

( البحرين. سنّي ـ ٢١ سنة ـ طالب جامعة )

الاهتمام بزيارته لا يلزم أفضليته على غيره :

س : إنّكم تؤمنون بأنّ الرسول أفضل الخلق ، ولكن لم نسمع منكم أحاديث قدسية تثني على قبره ، كما تثني على قبر الحسين وعلي!!

ولم نسمع أنّ قبر الرسول روضة من رياض الجنّة ، كما نسمع منكم وتعتقدون في قبر الحسين!!

ولم نسمع أنّ هناك حديث لديكم أنّ الملائكة والأنبياءعليهم‌السلام تستأذن الله تعالى لزيارة قبر النبيّ ، كما تفعل لزيارة قبر الحسين؟! إذاً الحسين أفضل من النبيّ؟!

ولم نسمع لديكم مقولة عن قبر الرسول ، كما هي مقولتكم الشهيرة :

يا صاحب القبّة البيضاء في النجف

من زار قبرك واستشفى لديك شفي

زوروا أبا الحسـن الهادي لعلّكـم

تحضـون بالأجر والإقبال والزلف(١)

أم لأنّ أبا بكر وعمر تشرّفوا بأن تكون قبورهم بجوار قبر المصطفى لا يفصلها سوى أقل من متر ، ولذا لم نسمع منكم أنّ قبره صلى‌الله‌عليه‌وآله روضة من رياض الجنّة؟!

__________________

١ ـ الغدير ٤ / ٨٨.

٢٠٩

ج : ادعاؤك بأنّنا نفضّل الإمام الحسينعليه‌السلام على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لمجرد ذكر فضيلة لهعليه‌السلام ، لم يقل به أحد منّا.

فمجرد الاهتمام بزيارة الحسينعليه‌السلام ، وأنّ قبره روضة من رياض الجنّة لا يلزم أفضليته على غيره ، أو عدم ثبوتها لغيره ، لأنّ ذلك لا يعني أنّه الأفضل مطلقاً ، ومن كلّ جهة حاشا وكلاّ.

نأخذ مثلاً على ذلك : أنّ موسىعليه‌السلام يسمّى كليم الله ، وعيسىعليه‌السلام روح الله ، وإبراهيم خليل الله ، هل عندما نثبت ذلك ننفي هذه الخصائص عن رسول الله؟ أو يلزم من ذلك أنّهم أفضل من النبيّ؟ فهذا لا يقول به عاقل ، ناهيك عن مسلم.

فالخصائص قد يختصّ بها شخص لحكمة ما ، أو لتكريم مناسب ومكافئ لفعل قام به ، أو لاشتهار بشيء يناسب ما يطلق عليه معها الحلم أو العلم أو اختصاص بزيارة ، فلا يدلّ ثبوت شيء ونفيها عن الغير ، على أفضليته مطلقاً على غيره.

فنردّ على ذلك الفهم من عدّة وجوه :

١ ـ نفي الملازمة بين هذه الفضيلة ، أو هذا الاهتمام بالزيارة للحسينعليه‌السلام ، وبين ما تدّعيه وتفهمه من لزوم ذلك لتفضيله على النبيّ الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكما بينّا آنفاً بعدم لزوم ذلك سلب الأهمّية أو المنزلة عن غيره ، أو تفضيله بكلّ شيء ، فهذا الادعاء باطل.

٢ ـ ما أُثبت من فضل لمرقد الحسينعليه‌السلام من أنّه روضة من رياض الجنّة ثبت نفسه للرسول الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله ، بل ثبت ذلك لأئمّة آخرين ، أو لأماكن أُخرى ، مثل : الكعبة ، ومسجد الكوفة ، بل ولقبر كلّ مؤمن صالح ، فلم يكن ذلك من خصائص الحسينعليه‌السلام حتّى تنقض علينا ، وتزعم ما تزعم من أباطيل واستنتاجات.

٢١٠

فقد ورد عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال : «ما بين منبري وبيتي روضة من رياض الجنّة »(١) .

وورد عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أيضاً أنّه قال : «ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنّة »(٢) .

وكذا وردت الروايات عن قبر الإمام الرضاعليه‌السلام ، وعن الكعبة المشرّفة ، وما بين الركن والمقام روضة من رياض الجنّة.

بل إنّ كلّ مؤمن صالح يكون قبره روضة من رياض الجنّة ، وكلّ كافر أو فاسق يكون قبره حفرة من حفر النيران ، فقد قال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : «القبر حفرة من حفر جهنّم ، أو روضة من رياض الجنّة »(٣) .

فكلّ مسلم يعتقد بأنّ المؤمن البسيط ـ أي غير المعصوم ـ يكون قبره روضة من رياض الجنّة ، فما بالك بإمام ابن إمام ، وابن رسول الله ، وسيّد شباب أهل الجنّة ، وسيّد الشهداء؟!

ولكن مع الأسف الشديد لا تتحمّلون أيّ فضيلة لأحد من أهل البيتعليهم‌السلام ، وهذا الكلام ليس لهذا الموقف فقط ، ولكن أُنظر لابن تيمية وغيره ممّن

__________________

١ ـ الكافي ٤ / ٥٥٣ ، تهذيب الأحكام ٦ / ٧ ، المصنّف للصنعانيّ ٣ / ١٨٣ ، كنز العمّال ١٢ / ٢٦٠ ، علل الدارقطنيّ ١٠ / ٢٧٣.

٢ ـ من لا يحضره الفقيه ٢ / ٥٦٨ ، فتح الباري ٣ / ٥٥ ، المصنّف لابن أبي شيبة ٧ / ٤١٣ ، مسند أبي يعلى ٢ / ٤٩٦ ، المعجم الأوسط ١ / ١٩٢ و ٢٢٣ ، المعجم الكبير ١٢ / ٢٢٧ ، كنز العمّال ١٢ / ٢٦٠ ، علل الدارقطنيّ ٨ / ٢٢٢ ، تاريخ بغداد ١١ / ٢٢٨ ، تاريخ مدينة دمشق ٢٢ / ١٧٧ و ٤٠ / ٣٧ و ٤٩ / ١١٨ ، أُسد الغابة ٤ / ٢٠٨ ، تهذيب الكمال ٣٣ / ٣٥١ ، سير أعلام النبلاء ١٢ / ٧٧ ، الإصابة ٥ / ٤١٥ ، سبل الهدى والرشاد ٩ / ٢٦٥ و ١٢ / ٣٤٩.

٣ ـ فيض القدير ٥ / ٥٧٠ ، الجامع الكبير ٤ / ٥٥ ، مجمع الزوائد ٣ / ٤٦ ، المعجم الأوسط ٨ / ٢٧٣ ، كنز العمّال ١٥ / ٥٤٥ و ٦٠٣ و ٧٠٠ ، كشف الخفاء ٢ / ٩٠ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٤٩٦ ، البداية والنهاية ٨ / ٧ ، سبل الهدى والرشاد ١١ / ٣٠٤.

٢١١

يتصدّون للردّ على شيعة أهل البيتعليهم‌السلام ، كيف يجرّدون كلّ فضيلة عن معناها ، بل في بعض الأحيان يجعلونها بلا دلالة ، أو تطييباً للخاطر مداراة لعليعليه‌السلام ، كما في قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «ألا ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى ، إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي »(١) حيث أدّعي أنّ قوله هذا لا شيء سوى تطييباً للخاطر؟!

__________________

١ ـ فضائل الصحابة : ١٣ ، شرح صحيح مسلم ١٥ / ١٧٤ ، مجمع الزوائد ٩ / ١٠٩ ، تحفة الأحوذيّ ١٠ / ١٦١ ، مسند أبي داود : ٢٩ ، المصنّف للصنعانيّ ٥ / ٤٠٦ و ١١ / ٢٢٦ ، المصنّف لابن أبي شيبة ٧ / ٤٩٦ و ٨ / ٥٦٢ ، مسند ابن راهويه ٥ / ٣٧ ، مسند سعد بن أبي وقّاص : ٥١ و ١٠٣ و ١٣٩ ، الآحاد والمثاني ٥ / ١٧٢ ، كتاب السنّة : ٥٥١ و ٥٨٦ و ٥٩٥ و ٦١٠ ، السنن الكبرى للنسائيّ ٥ / ٤٤ و ١٠٨ و ١١٣ و ١٢٠ و ١٢٥ و ١٤٤ ، خصائص أمير المؤمنين : ٤٨ و ٦٤ و ٧٦ و ٨٠ و ٨٥ و ١١٦ ، مسند أبي يعلى ١ / ٢٨٦ و ٢ / ٦٦ و ٨٦ و ٩٩ و ١٣٢ و ١٢ / ٣١٠ ، أمالي المحامليّ : ٢٠٩ و ٢٥١ ، صحيح ابن حبّان ١٥ / ١٦ و ٣٧١ , المعجم الصغير ٢ / ٢٢ و ٥٤ ، المعجم الأوسط ٢ / ١٢٦ و ٣ / ١٣٩ و ٤ / ٢٩٦ و ٥ / ٢٨٧ و ٦ / ٧٧ و ٨٣ و ٧ / ٣١١ و ٨ / ٤٠ ، المعجم الكبير ١ / ١٤٨ و ٢ / ٢٤٧ و ٤ / ١٨٤ و ٥ / ٢٠٣ و ١١ / ٦٣ و ١٢ / ١٥ و ٧٨ و ٢٤ / ١٤٦ ، نظم درر السمطين : ١٠٧ ، موارد الظمآن : ٥٤٣ ، كنز العمّال ٥ / ٧٢٤ و ٩ / ١٦٧ و ١١ / ٥٩٩ و ٦٠٣ و ١٣ / ١٠٦ و ١٥٨ و ١٦٣ و ١٩٢ و ١٦ / ١٨٦ ، فيض القدير ٤ / ٤٧١ ، كشف الخفاء ٢ / ٣٨٢ ، شواهد التنزيل ١ / ١٩٢ و ٢ / ٣٥ ، الجامع لأحكام القرآن ١ / ٢٦٦ و ٧ / ٢٧٧ ، الطبقات الكبرى ٣ / ٢٣ ، تاريخ بغداد ٧ / ٤٦٣ و ٨ / ٥٢ و ١١ / ٤٣٠ و ١٢ / ٣٢٠ ، تاريخ مدينة دمشق ٢ / ٣١ و ١٣ / ١٥١ و ٢٠ / ٣٦٠ و ٢١ / ٤١٥ و ٣٠ / ٣٥٩ و ٣٨ / ٧ و ٣٩ / ٢٠١ و ٤١ / ١٨ و ٤٢ / ٤٢ و ٥٣ و ١٠٠ و ١١١ و ١١٥ و ١٣٩ و ١٤٥ و ١٥٢ و ١٥٩ و ١٦٥ و ١٧١ و ١٧٧ و ١٨٢ و ٥٤ / ٢٢٦ و ٥٩ / ٧٤ و ٧٠ / ٣٥ ، أُسد الغابة ٤ / ٢٧ ، تهذيب الكمال ٢٠ / ٤٨٣ و ٢٥ / ٤٢٣ و ٣٢ / ٤٨٢ و ٣٥ / ٢٦٣ ، تذكرة الحفّاظ ١ / ١٠ ، سير أعلام النبلاء ١ / ٣٦١ و ٧ / ٣٦٢ و ١٢ / ٢١٤ و ١٤ / ٢١٠ و ١٥ / ٤٢ ، تهذيب التهذيب ٧ / ٢٩٦ ، الإصابة ٤ / ٤٦٧ ، أنساب الأشراف : ٩٤ ، و ١٠٦ ، البداية والنهاية ٥ / ١١ و ٧ / ٢٥١ و ٣٧٠ و ٣٧٤ و ٨ / ٨٤ ، جواهر المطالب ١ / ٥٨ و ١٧١ و ١٩٧ و ٢١٢ و ٢٩٦ ، سبل الهدى والرشاد ٥ / ٤٤١ و ١١ / ٢٩١ و ٢٩٦ ، ينابيع المودّة ١ / ١١٢ و ١٥٦ و ١٦٠ و ٣٠٩ و ٤٠٤ و ٢ / ٩٧ و ١١٩ و ١٥٣ و ٢٣٧ و ٣٠٢ و ٣٨٩ و ٣ / ٢١١ و ٣٦٩ و ٤٠٣.

٢١٢

( سنّي ـ ـ )

سبب البكاء عليه :

س : إلى مركز الأبحاث العقائدية : أرجو أن يكون الاستدلال عن طريق كتب أهل السنّة.

هذه كتب الشيعة تبيّن بجلاء : أنّ الذين زعموا تشييع الحسين ونصرته ، هم أنفسهم الذين قتلوه ، ثمّ ذرفوا عليه الدموع ، وتظاهروا بالبكاء ، ولو كان هذا البكاء يعكس شدّة المحبّة لأهل البيت ، فلماذا لا يكون البكاء من باب أولى على حمزة عمّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ فإنّ الفظاعة التي قتل بها لا تقل عن الطريقة التي ارتكبت في حقّ الحسين ، حيث بقرت بطن حمزة وأخرجت كبده ، فلماذا لا يقيمون لموته مأتماً سنوياً؟ يلطمون فيه وجوههم ويمزّقون ثيابهم ، ويضربون أنفسهم بالسيوف والخناجر؟ أليس هذا من أهل بيت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ؟

ج : إنّ لكلّ شيء غلوّاً وتجاوزاً للحدّ إلاّ شيء واحد لا يقع فيه الغلوّ ألا وهو حبّ الله تعالى ، فكلّما ازداد العبد حبّاً فيه كان ذلك قليلاً ، ولأنّ الله غير محدود ، فلا تقع في محبّته غلوّ مهما بلغت ، لأنّ صفة غير المحدود غير محدودة هذا أوّلاً.

وأهل البيت هم خاصّة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله وأهله ، وهم قرناؤه وفي درجته ، وحبّنا لهم وللنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله هو حبّ لله تعالى ، لأنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله وأهل بيته فنوا في الله تعالى ، حتّى صارت إرادتهم خاضعة تماماً لإرادة الله ، فلأجل ذلك قال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في الحديث الصحيح لعلي بن أبي طالبعليه‌السلام : «لا يحبّك إلاّ مؤمن ، ولا يبغضك إلاّ منافق ، من أحبّك فقد أحبّني ، ومن أبغضك فقد ابغضني ، وحبيبي حبيب الله ، وبغيضي بغيض الله ، ويل لمن أبغضك بعدي »(١) .

__________________

١ ـ مسند أحمد ١ / ٩٥ و ١٢٨ ، مجمع الزوائد ٩ / ١٣٣ ، فتح الباري ١ / ٦٠ و ٧ / ٥٨ ، شرح نهج البلاغة ١٣ / ٢٥١ ، تاريخ بغداد ٨ / ٤١٦ و ١٤ / ٤٢٦ ، أُسد الغابة ٤ / ٢٦ ، تذكرة الحفّاظ ١ / ١٠.

٢١٣

وهم قرناء القرآن الكريم بحديث الثقلين ، الذي أورد فيه : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي أبداً : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض »(١) .

وهم نفس النبيّ الكريمصلى‌الله‌عليه‌وآله بنصّ آية المباهلة ، والحسن والحسين ابنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بالأحاديث الصحيحة ، وفاطمة بضعة من الرسول الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله ، يؤذيه ما يؤذيها ، ويغضبه ما يغضبها الخ.

وأهل بيت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله هم : علي وفاطمة والحسن والحسين وفاطمةعليهم‌السلام كما في حديث أُمّ سلمة ، وكما صرّح علماء من السنّة بذلك ، ولا يدخل فيهم غيرهم ، فإذا كان هؤلاء أهل بيت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهم عدل القرآن ، وهم العاصمان للناس من الانحراف ، ألا يحقّ للإنسان أن يتألّم ويتأذّى لما يجري على هذه العصبة المطهّرة؟!

لو أنّ شخصاً تعدّى على حرمة القرآن نتألّم ونحزن ونقيم الدنيا ـ وحقّ لنا ذلك ـ ، أفلا يحقّ لنا أن نتألّم على عدل القرآن؟ والمساوي له في الهداية والعصمة؟!

__________________

١ ـ مسند أحمد ٥ / ١٨٢ ، تحفة الأحوذيّ ١٠ / ١٩٦ ، مسند ابن الجعد : ٣٩٧ ، المنتخب من مسند الصنعانيّ : ١٠٨ ، ما روى في الحوض والكوثر : ٨٨ ، كتاب السنّة : ٣٣٧ و ٦٢٩ ، السنن الكبرى للنسائيّ ٥ / ٤٥ و ١٣٠ ، مسند أبي يعلى ٢ / ٢٩٧ و ٣٠٣ و ٣٧٦ ، المعجم الصغير ١ / ١٣١ ، المعجم الأوسط ٣ / ٣٧٣ ، المعجم الكبير ٣ / ٦٥ و ٥ / ١٥٤ و ١٦٦ و ١٧٠ ، نظم درر السمطين : ٢٣١ ، الجامع الصغير ١ / ٤٠٢ ، العهود المحمدية : ٦٣٥ ، كنز العمّال ٥ / ٢٩٠ و ١٣ / ١٠٤ و ١٤ / ٤٣٥ ، دفع شبه التشبيه : ١٠٣ ، شواهد التنزيل ٢ / ٤٢ ، تفسير القرآن العظيم ٤ / ١٢٣ ، الطبقات الكبرى ٢ / ١٩٤ ، علل الدارقطنيّ ٦ / ٢٣٦ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٢٢٠ و ٥٤ / ٩٢ ، سير أعلام النبلاء ٩ / ٣٦٥ ، أنساب الأشراف : ١١١ ، البداية والنهاية ٥ / ٢٢٨ و ٧ / ٣٨٦ ، سبل الهدى والرشاد ١١ / ٦ و ١٢ / ٢٣٢ ، ينابيع المودّة ١ / ٧٤ و ٩٧ و ١٠٠ و ١١٣ و ١١٩ و ١٢٣ و ١٣٢ و ٣٤٥ و ٣٥٠ و ٣٦٠ و ٢ / ٩٠ و ١١٢ و ٢٦٩ و ٢٧٣ و ٤٠٣ و ٤٣٧ و ٣ / ٦٥ و ١٤١ و ٢٩٤ ، لسان العرب ٤ / ٥٣٨.

٢١٤

ألا يحقّ لنا أن نحزن ، لأنّ الله غضب في ذلك واسودّت سماؤه لأجل قتل العترة الطاهرة؟!

ألا يحقّ لنا أن نحزن مع فاطمة وأبيهاعليهما‌السلام ، لأنّ ابنهما قطّعته سيوف بني أُمية ، ورضّت أضلعه الزكية بحوافر الخيل ، وقطّعت رأسه ، وأخذته إلى البغيّ عبيد الله بن زياد ثمّ إلى يزيد ، وضربت تلك الشفاه التي ما فارقت القرآن ولا الذكر ، وما فارقها تقبيل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أكلّ هذا يجعلنا لا نتألّم؟ بل يريد صاحبنا أن نفرح وندقّ الطبول ، ونصوم فرحاً كما فعلته بنو أُمية؟!

وهذا ابن عباس يقول : رأيت رسول الله أشعث الرأس ، أغبر اللون في يوم عاشوراء ، أفلا نحزن نحن ، وهذا خاتم الأنبياءصلى‌الله‌عليه‌وآله ، حزن وتألّم لهذا اليوم؟!

إنّ الجزع أخي الكريم من أشكل به على عزاء الحسين ، والبكاء عليه غفل عنه ، وأخذه من دون فهم ، لأنّ الجزع يتضمّن في داخله ردّ الحكم الإلهيّ والقضاء الربّانيّ ، والتضجّر من القانون السماويّ ، ولذلك يكون معصية كبيرة ولو كان فاعله ملتفتاً إلى الملازمة التي فيه يكون كافراً ـ والعياذ بالله ـ لكن من يقيم العزاء على الحسينعليه‌السلام لا يعترض على قضاء الله تعالى ، ولا يردّ حكمه فيه ، كما لم يردّه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حينما بُلّغ بذلك ، وبكى لمّا علم من أمر ابنه ، وإنّما البكاء على تلك المظلومية وذلك العدوان ، فبينما نرى الطلقاء وأبناء الأدعياء أخذوا يلهجون بالنبوّة ، ويدّعون الخلِّة ، والحاكمية على الناس ، وأخذوا يستعبدون الأحرار ، ويقتلون الأخيار ، وأخذوا يحلّلون محارم الله ، من الزنا والقتل وشرب الخمر ، وإذ نرى في الطرف المقابل سيّد شباب أهل الجنّة ، وريحانة الرسول ، وابن فاطمة البتول ، وهو سيّد العترة في زمانه ، والمأمورين بالاقتداء به ، فضلاً عن محبّته واحترامه ، مقيم حدود القرآن ، ومحي السنّة ، والمنار الذي نصبته السماء ، بينما نرى الحسينعليه‌السلام صاحب هذه الصفات الفريدة الخاصّة يسير بأهله من مكّة المكرّمة ، ويصل أرض

٢١٥

كربلاء ، ويقتله الطلقاء أشنع قتله ، ويمثّل به ورسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : «المثلة حرام حتّى بالكلب العقور » ، ويمنع الماء ، ويقتل حتّى أطفاله ، وتسبى نساؤه ، وتهتك حرمته التي حرّم الله ورسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، بينما نرى هذا كلّه ، وتريدنا أن نفرح أو نضرب الطبل ، أو نسكت فقط ونسترجع لا غير؟!!

أهذا الكلام يصدر ممّن اتبع سنّة الرسول؟ أم ممّن اتبع سنّة غيره؟! إنّه لا يصدر إلاّ ممّن أُشرب حبّ الأدعياء ، فهذا الذي بكاه النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله كيف لا نبكي عليه؟!

ونبكيه لهذا الظلم والجور ، لا جزعاً وردّاً لحكم الله ونسترجع عليه لهذا الإجحاف ، وهذا الظلم الشنيع ، لا للاعتراض على الله ، نبكيه ونقول : لا حول ولا قوّة إلاّ بالله ، إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، لا رادّ لحكمك ، ولا مبدّل لقضائك ، جلّت حكمتك ، وعظم سلطانك ، أنت العالم والحاكم ، لا تخفى عليك خافية ، ولا تحيف في قضائك ، أنت ربّ الحسين وسيّده ، وهو عبدك وابن أمتك ، اصطفيته على عبادك ، واخترته من بين مخلوقاتك ، وأنت العالم بما يجري ، والشاهد لما جرى ، وأنت ارحم الراحمين ، وأحسن الحاكمين.

ومن ذلك نفهم أنّ الحسينعليه‌السلام نبكيه ، لأنّه عدل القرآن ، والطريق المأمورين باتباعه ، وغصن الشجرة النبوية ، التي فاز من اقتدى بها ، وهو سيّد أهل بيت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في زمانه الذين لهم مرجعية الأُمّة.

وأمّا غيره فصحيح عابد شهيد صالح ، لكنّه ليس من تلك الشجرة النبوية التي أمرنا بالاقتداء بها ، وليس من أهل بيت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله الذين هم عدل القرآن.

وليس هو أمان لأهل الأرض ، كما أنّ النجوم لأهل السماء ، وغير ذلك الكثير ، فلهذا كان لأهل بيت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله المخصوصين هذه الخصوصية ، وهذه المنزلة ، فلذلك صار الحسن والحسينعليهما‌السلام سيّدا شباب أهل الجنّة ، وغيرهم مهما كان ليس له هذا المقام ، لأنّ الشجرة النبوية تمثّلت فيهم ، ولأنّ الهداية الربّانية بالاقتفاء بهم.

٢١٦

أضف إلى ذلك : أنّا نتألّم على كلّ شهيد قدّم نفسه للإسلام ، ونتوجّع على الحمزةعليه‌السلام ، لأنّه قدّم نفسه للإسلام ، وقتل شهيداً ، ومثّل به ، لكنّه غير الحسينعليه‌السلام ، ولم يفعل به كما فعل بالحسينعليه‌السلام ، لأنّ الحسين منع الماء ، وقتل طفله الرضيع ، وسبيت نساؤه ، أمّا الحمزة فلم يفعل به ذلك.

والحسين أخذ رأسه إلى أبناء الأدعياء وأبناء الطلقاء ، والحمزة لم يفعل به ذلك.

الحسين داسته الخيل ، وهشّمت جسده الطاهر ، والحمزة لم يفعل به ذلك ، الحسين بكاه النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله من حين ولادته ، وأخذ تربته وأعطاها لغيره ، والحمزة ليس له ذلك.

قال القندوزي الحنفي ، بعد أن ذكر الآيات التي ظهرت بعد مقتل الحسينعليه‌السلام ، من اسوداد السماء اسوداداً عجيباً ، وضرب الكواكب بعضها ببعض ، وما من حجر رفع إلاّ تحته دم ، ومطر السماء دماً ، وبكاء السماء وغير ذلك قال : « قال ابن الجوزيّ : وحكمته أنّ غضبنا يؤثر حمرة الوجه ، والحقّ منزّه عن الجسمية ، فأظهر تأثير غضبه على من قتل الحسين بحمرة الأفق ، إظهاراً لعظم الجناية.

قال : وأنين العباس ببدر وهو أسير منع النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله عن النوم ، فكيف بأنين الحسين؟!

ولمّا أسلم وحشي قاتل حمزة ، قال له النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله مغضباً : «غيّب وجهك عنّي ، فإنّي لا أُحبّ أن أرى من قتل الأحبّة » ، فكيف لا يغضب على من قتل الحسين ، وأمر بقتله ، وحمل أهله على أقتاب الجمال »؟!(١) .

أمّا بالنسبة للقسم الأول من السؤال ـ آي ما يتعلّق بالشيعة وقتل الحسينعليه‌السلام ـ فقد تمت الإجابة عليه سابقاً فراجع.

__________________

١ ـ ينابيع المودّة ٣ / ٢١.

٢١٧

( سنّي )

أُخذ رأسه إلى الشام :

س : إلى مركز الأبحاث العقائدية : أرجو أن يكون الاستدلال عن طريق كتب أهل السنّة.

لم يثبت أنّ رأس الحسين أرسل إلى يزيد بالشام ، بل الصحيح أنّ الحسين قتل في كربلاء ، ورأسه أخذ إلى عبيد الله بن زياد في الكوفة ، فجعل في طست ، فجعل ينكت عليه ، وقال في حسنه شيئاً ، فقال أنس : إنّه كان أشبههم برسول الله.

فلا يعلم قبر الحسين ولا مكان رأسه.

ج : إنّ مسألة سبي نساء الإمام الحسينعليه‌السلام وأخذ رأسه إلى يزيد بن معاوية ، قد ذكره مجموعة من علماء أهل السنّة ، نذكر بعضهم :

١ ـ قال ابن حبّان : « ثمّ أنفذ عبيد الله بن زياد رأس الحسين بن علي إلى الشام ، مع أُسارى من النساء والصبيان من أهل بيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله على أقتاب مكشّفات الوجوه والشعور ، ثمّ أُركب الأسارى من أهل بيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من النساء والصبيان على أقتاب يابسة مكشّفات الشعور ، وادخلوا دمشق كذلك ، فلمّا وضع الرأس بين يدي يزيد بن معاوية جعل ينقر ثنيته بقضيب كان في يده ، ويقول : ما أحسن ثناياه »!(١) .

٢ ـ قال ابن حجر الهيثميّ : « ولمّا أنزل ابن زياد رأس الحسين وأصحابه ، جهّزها مع سبايا آل الحسين إلى يزيد ، فلمّا وصلت إليه ، قيل : إنّه ترحّم عليه ، وتنكّر لابن زياد ، وأرسل برأسه وبقية بنيه إلى المدينة ».

وقال سبط ابن الجوزيّ وغيره : « المشهور أنّه جمع أهل الشام وجعل ينكت الرأس بالخيزران »(٢) .

__________________

١ ـ الثقات ٢ / ٣١١.

٢ ـ الصواعق المحرقة ٢ / ٥٧٩.

٢١٨

فهنا سبط ابن الجوزيّ ينقل لنا الشهرة بين العلماء بأنّ رأس الحسينعليه‌السلام أرسل إلى يزيد الطليق ، وضربه يزيد بدرّته عليه لعنة الله.

٣ ـ قال أبو الفداء : « ثمّ بعث ـ أي ابن زياد ـ بالرؤوس وبالنساء وبالأطفال إلى يزيد بن معاوية ، فوضع يزيد رأس الحسين بين يديه ، واستحضر النساء والأطفال »(١) .

٤ ـ وهاك الذهبيّ المتعصّب ، وهو يعترف بقتل يزيد للحسينعليه‌السلام وسبيه لأهل بيته ، قال : « وأبغضوه ـ يعني أهل المدينة ابغضوا يزيداً ـ لما جرى من قتل الحسينعليه‌السلام ، فإنّ الحسين كاتبه أهل الكوفة يحثّونه على القدوم ، فسار في سبعين فارساً من المدينة إلى الكوفة ، فلم يتمّ له الأمر ، وسار لقتاله نحو ألفي فارس ، فأحاطوا به ، فلم يفعل ينقاد لهم ولا يسلّم نفسه ، بل قاتل حتّى جاءه سهم في حلقه فسقط ، واحتزّوا رأسه ، ونفذوا أولاده وحرمه إلى يزيد وهو بدمشق »(٢) .

٥ ـ قال ابن كثير : « وقد اختلف العلماء بعدها في رأس الحسين ، هل سيّره ابن زياد إلى الشام إلى يزيد أم لا؟ على قولين : والأظهر منها أنّه سيّره إليه ، وقد ورد في ذلك آثار كثيرة »(٣) .

٦ ـ قال الهيثميّ : « أبى الحسين بن علي أن يستأسر ، فقاتلوه ، وقتلوا بنيه وأصحابه ، الذين قاتلوا معه بمكان يقال له الطفّ ، وانطلق بعلي بن حسين ، وفاطمة بنت الحسين ، وسكينة بنت الحسين إلى عبيد الله بن زياد ، وعلي يومئذ غلام قد بلغ ، فبعث بهم إلى يزيد بن معاوية ، فأمر بسكينة فجعلها خلف سريره ؛ لئلا ترى رأس أبيها وذوي قرابتها ، وعلي بن الحسين في غلّ ، فوضع رأسه فضرب على ثنيتي الحسين ، فقال :

__________________

١ ـ المختصر في أخبار البشر ١ / ٢٦٦.

٢ ـ دول الإسلام ١ / ٥٤.

٣ ـ البداية والنهاية ٨ / ٢٠٩.

٢١٩

نفلق هاماً من رجال أحبّة

إلينا وهم كانوا أعقّ وأظلما »(١)

( صلاح عبد المهديّ الجبوري ـ العراق ـ طالب علم )

لم يأخذ برأي أولاد مسلم في مسيره لكربلاء :

س : من خلال مطالعتي لكتاب مروج الذهب للمسعودي ، لفت نظري معنى في حادثة الطف ، وهي مسير الإمام الحسين من المدينة قاصداً كربلاء ، يقول المسعوديّ : إنّ الإمام الحسينعليه‌السلام في طريقه إلى كربلاء أراد أن يصرف نظره عن مواصلة المسير إليها ، ولكن أولاد مسلم بن عقيل قالوا له : يا عم ، إنّ أبانا قد قُتل ، وما فائدة رجوعنا إلى المدينة؟ فلنواصل مسيرنا إلى كربلاء.

ويقول المسعوديّ ما معناه : فعدل الإمام عن رأيه ، وواصل المسير إلى كربلاء.

فهل أنّ الإمام أخذ برأي الطفلين الصغيرين؟ وواصل مسيره إلى كربلاء؟ فأرجو الإجابة عن هذا السؤال ، ولكم جزيل الشكر ، ودمتم سالمين.

ج : إنّ الإمام الحسينعليه‌السلام خرج من مكّة وهو يعلم أنّه سيقتل ، وأنّه خارج بأمر الله تعالى ، وقد صرّح في أكثر من مرّة أنّه مقتول ، ولكن الإمام أجاب عن سبب خروجه بعدّة إجابات ، تختلف في ظاهرها باختلاف الأشخاص.

فما يذكر في كتب التاريخ من أنّ الإمام الحسينعليه‌السلام أراد الرجوع ناتج عن عدم الفهم الصحيح لأقوال الإمامعليه‌السلام ، ولعلّ ما ورد عن أبي مخنف : من أنّ بني عقيل اعترضوا الإمامعليه‌السلام ، وقالوا : لا والله لا نبرح حتّى ندرك ثأرنا أو تذوق ما ذاق أخونا ، فأجاب الإمامعليه‌السلام للناقلين خبر مقتل مسلم ، اللذين كانا يعارضان الإمامعليه‌السلام بمواصلة المسير بأنّه : «لا خير في العيش بعد هؤلاء »(٢) يعني بني عقيل.

__________________

١ ـ مجمع الزوائد ٩ / ١٩٥.

٢ ـ مقتل الحسين لأبي مخنف : ٧٨.

٢٢٠