موسوعة الأسئلة العقائديّة الجزء ٢

موسوعة الأسئلة العقائديّة11%

موسوعة الأسئلة العقائديّة مؤلف:
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
تصنيف: مكتبة العقائد
ISBN: 978-600-5213-02-7
الصفحات: 518

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 518 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 254092 / تحميل: 6690
الحجم الحجم الحجم
موسوعة الأسئلة العقائديّة

موسوعة الأسئلة العقائديّة الجزء ٢

مؤلف:
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
ISBN: ٩٧٨-٦٠٠-٥٢١٣-٠٢-٧
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

وهذه الرواية تبيّن الدور الهام الذي تتمتّع به المرأة عند قيام الإمامعليه‌السلام ، كما يتّضح من هذه الرواية أهمّية الدعاء للمرأة في أن تكون من أصحابهعليه‌السلام .

وأخيراً : نسأل المولى عزّ وجلّ أن يجعلنا وإيّاكم من أنصار وليّه الحجّة ابن الحسنعليهما‌السلام .

( رؤوف ـ السعودية ـ ٢٧ سنة ـ طالب )

ظهوره نعمة ونقمة :

س : هل خروج الإمام المهديّ عليه‌السلام نعمة أم نقمة؟ هل سيقتل ويسفك الدماء؟ أم هو كجدّه نبيّ الرحمة صلى‌الله‌عليه‌وآله ؟

ج : إنّ ظهورهعليه‌السلام رحمة ونقمة ، كما كان جدّه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حين دعوته المباركة ، فهي رحمة للمؤمنين إذ عرّفهم الإسلام ، ودخلوا به ، وأنقذهم من الشرك والضلال.

وهو في نفس الوقت نقمة على الكافرين والمشركين من قريش ، الذين قتلهم الله ، وانتقم منهم على يدهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أمثال أبي جهل وعتبة ، وعمرو بن عبد ودّ من طواغيت الجاهلية ، فانتقم الله منهم بنبيّه ، فهل هذا إلاّ نصر إلهيّ ، وفتح مبين؟

كذلك هو قيام القائم وظهوره الشريف ، فهو نقمة على الكافرين والمنافقين ، إذ سينتقم الله به من عتاة الجبّارين بسيف الحقّ القويم ، وهو مصداق قوله تعالى :( فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ) (١) .

وفي نفس الوقت فهو رحمة للمؤمنين.

وقولك : سيسفك الدماء! فإنّهعليه‌السلام لا يسفك إلاّ دماء الظالمين الجبّارين ،

__________________

١ ـ الروم : ٤٧.

٣٠١

فهل لدماء هؤلاء حرمة؟ هل الذين قتلوا الأبرياء ، وأذاقوا الناس وبال الظلم ، وهتكوا الأعراض ، هل لدمائهم حرمة؟ فلا تقل : إنّه سيسفك الدماء ، بل قل : إنّه سيثأر لله وللمظلومين ، والمحرومين والمستضعفين.

علماً إنّهعليه‌السلام ـ في بعض الموارد ـ قد يعفو لمصلحة هو يراهاعليه‌السلام إلاّ أنّه لا يفرّط في حقوق الله تعالى ، وفي مظلومية المظلومين.

( أحمد جعفر ـ البحرين ـ ١٩ سنة ـ طالب جامعة )

عبد الله ليس اسم أبيه :

س : الأساتذة والعلماء الكرام والأفاضل : أُودّ أن أسألكم عن الحديث الذي يدّعيه أهل السنّة حول الإمام المهديّعليه‌السلام : « اسمه اسمي ، واسم أبيه اسم أبي » ، فمن ناحية السند ، هل كلّ هذه الأحاديث صحيحة؟

هل هي متواترة عندهم أم من الآحاد؟ وإذا كانت من الآحاد فإلى من تنتهي؟ وماذا يقول فيه أئمّة الحديث من السنّة والشيعة؟ الرجاء إعطاء بعض الأمثلة والنصوص ، ولكم جزيل الشكر.

ج : اختصاراً للوقت فإننا في مقام الإجابة ننقل لكم بحثاً كتب في هذا الموضوع في مجلة التراث العدد ٤٣ :

« هناك عدّة أحاديث مختلفة الألفاظ متّحدة المعنى في تحديد اسم أبِ المهدي ، ألا وهو ( عبد الله ) كاسم أبِ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله . نودّ الإشارة قبل بيان تلك الأحاديث إلى جملة من الأمور وهي :

١ ـ إنّ بعضاً من تلك الأحاديث أخرجها الفريقان ( الشيعة وأهل السنّة ) في كتبهم.

هذا ، مع اعتقاد الشيعة الإمامية بخلاف ذلك ، لأنّ تلك الأحاديث مخالفة لأُصول مذهبهم ، فكانت روايتها من أعظم الأدلّة على أمانتهم في النقل من دون تحريف أو زيادة أو نقصان ، وهذا من فضل الإسلام الذي أدّب أتباعه على الصدق والأمانة.

٣٠٢

٢ ـ أخرج الشيعة تلك الأحاديث من كتب السُنّة مصرّحين بالنقل عنها ، ولم يخرجوا حديثاً واحداً من طرقهم.

٣ ـ في تاريخنا الإسلامي شخصيّتان بارزتان ادُّعي لكلٍّ منهما المهدويّة ، وهما :

أ ـ محمّد بن عبد الله بن الحسن المثنّى ، الذي ثار في زمن المنصور العبّاسي ( ١٣٦ ـ ١٥٨هـ ) وانتهت ثورته بقتله سنة ( ١٤٥هـ ).

ب ـ محمّد بن عبد الله المنصور ، الخليفة العبّاسي الملقّب بـ : المهديّ ( ١٥٨ ـ ١٦٩ هـ ).

والأوّل حسنيّ ، والثاني عبّاسي!

٤ ـ أشرنا إلى محاولة التفاف العبّاسيين حول أحاديث كون المهديّ من وُلْد العبّاس عند مناقشة حديث الرايات ، وستأتي أيضاً محاولة التفاف الحسنيّين على أنّ المهديّ الموعود هو من وُلْد الإمام الحسنعليه‌السلام .

٥ ـ لا ينبغي الشكّ في كون ادّعاء كلّ فريق من العبّاسيّين والحسنيّين انطباق أحاديث المهديّ على صاحبه ، وحرصهم على خلقها وإشاعتها فيه ، وبثّها بين الناس لِما في ذلك من أهداف ومصالح كبيرة لا تخفى على أحد ، وربّما لا يمكن الوصول إليها بغير هذا الطريق الذي هو الأمل المنشود لكلّ المؤمنين ، خصوصاً وأنّ كلاًّ من هاتين الشخصيّتين من ذوي النفوذ والمكانة الاجتماعيّة والسياسية ، فالأوّل قائد ثورة والثاني خليفة ، ومن يكون هكذا فهو بحاجة إلى مدد وعون يؤمن بمكانته الروحية في المجتمع.

٦ ـ سيأتي ـ وعلى طبق ما بأيدينا من أدلّة ( مشتركة ) ـ أنّ الأحاديث التي شخّصت اسم والد المهديّ بعبد الله موضوعة على الأقوى ، وأمّا مع افتراض صحّتها ، فلابدّ من تأويلها بما يتّفق مع الاسم الآخر كما صرّح به أهل هذا الفنّ من الفريقين.

وبعد بيان هذه الأُمور نستعرض ما وقفنا عليه من تلك الأحاديث وهي :

٣٠٣

الحديث الأول :

«لا تذهب الدنيا حتّى يبعث الله رجلاً من أهل بيتي ، يواطئ اسمه اسمي ، واسم أبيه اسم أبي ».

وأهمّ من أخرج الحديث هو ابن أبي شبية ، والطبراني ، والحاكم ، كلّهم ؛ من طريق عاصم ابن أبي النجود ، عن زرّ بن حبيش ، عن عبد الله بن مسعود ، عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله (١) .

كما أخرجه من الشيعة المجلسيّ الثاني في « بحار الأنوار » عن الإربلّي ، ونقله الأخير عن كتاب « الأربعين » لأبي نعيم الأصبهاني(٢) .

الحديث الثاني :

« لا تقوم الساعة حتّى يملك الناس رجل من أهل بيتي ، يواطيء اسمه اسمي ، واسم أبيه اسم أبي ، فيملؤها قسطاً وعدلاً ».

والذي أخرج هذا الحديث هو أبو عمرو الداني ، وكذلك الخطيب البغدادي ، أخرجاه من طريق عاصم بن أبي النجود عن ابن مسعود أيضاً ، ولم يخرجه الشيعة(٣) .

الحديث الثالث :

« المهديّ يواطيء اسمه اسمي ، واسمُ أبيه اسم أبي ».

وأهمّ مَن أخرجه من أهل السنّة : والخطيب البغدادي ، وابن حجر ، وقد

__________________

١ ـ المصنّف ١٥ / ١٩٨ رقم ١٩٤٩٣ ، المعجم الكبير ١٠ / ١٦٣ رقم ١٠٢١٣ و ١٠ / ١٦٦ رقم ١٠٢٢٢ ، المستدرك على الصحيحين ٤ / ٤٤٢.

٢ ـ بحار الأنوار٥١ / ٨٢ رقم ٢١ ، نقله عن كشف الغمّة ٣ / ٢٦١ ، والأخير عن « الأربعين » لأبي نعيم الأصبهاني.

٣ ـ سنن أبي عمرو الداني : ٩٤ ـ ٩٥ نقلنا عنه بتوسّط معجم أحاديث الإمام المهديّعليه‌السلام ، تاريخ بغداد ١ / ٣٧٠.

٣٠٤

أخرجاه من طريق عاصم أيضاً بسنده عن ابن مسعود(١) .

وأخرجه من الشيعة ابن طاووس ، نقلاً عن ابن حمّاد(٢) .

هذا ، وقد وقع في سند الخطيب لهذا الحديث : أبو نعيم ، والطبراني ، وابن أبي حاتم ، وابن حمّاد ، فهؤلاء كلّهم من رواته.

وهذه الأحاديث الثلاثة هي أهمّ ما روي في هذا الشأن ، ومن أخرجها من العلماء ـ كما تقدّم ـ أصبحوا الأساس لجميع من تأخّر من العلماء الذين أوردوها عنهم ، وقلّما انفرد بعضهم بطريق آخر لم يتّصل بعاصم بن أبي النجود ، فهو العمدة في المقام كما صرّح به الأعلام.

مناقشة أحاديث « واسم أبيه اسم أبي » :

إنّ مما يُلحظ على الأحاديث الثلاثة المتقدّمة أنّها غير معروفة عند غالبية الحفّاظ والمحدّثين ، مع تصريحهم بأنّ الأكثر والأغلب على رواية :

( واسمه اسمي ) فقط. من غير زيادة ( واسم أبيه اسم أبي ).

فالحديث الأول مثلاً ، رواه الإمام أحمد في مسنده في عدّة مواضع من غير تلك الزيادة(٣) .

كما رواه الترمذي من غير هذه الزيادة أيضاً ، وقال : « وفي الباب : عن عليٍّ ، وأبي سـعيد ، وأُمّ سلمة ، وأبي هريرة ، وهذا حديث حسن صحيح »(٤) .

أمّا الطبراني ، فقد أخرج الحديث الأوّل بأكثر من عشرة طرق من غير هذه الزيادة ، وذلك في الأحاديث التي تحمل الأرقام التالية : ١٠٢١٤ و ١٠٢١٥ و ١٠٢١٧ و ١٠٢١٨ و ١٠٢١٩ و ١٠٢٢٠ و ١٠٢٢١ و ١٠٢٢٣ و ١٠٢٢٥ و ١٠٢٢٦ و

__________________

١ ـ تاريخ بغداد ٥ / ٣٩١ ، والقول المختصر ٤ / ٤ وقد رواه مرسَلاً.

٢ ـ الملاحم : ٧٤ باب ١٦٢ ، نقله عن ابن حمّاد.

٣ ـ مسند أحمد ١ / ٣٧٦ و ٣٧٧ و ٤٣٠ و ٤٤٨.

٤ ـ سنن الترمذي ٤ / ٥٠٥ رقم ٢٢٣٠.

٣٠٥

١٠٢٢٧ و ١٠٢٢٩ و ١٠٢٣٠ ، وهكذا فعل غيره مثل ابن أبي شيبة والحاكم وغيرهما من أقطاب المحدِّثين.

وممّا يزيد الأمر وضوحاً هو تصريح من أورد الحديث الأوّل بعدم وجود ( واسم أبيه اسم أبي ) في أكثر كتب الحفّاظ ، قال المقدسي الشافعي بعد أنْ أورد الحديث عن أبي داود : « أخرجه جماعة من أئمّة الحديث في كتبهم ، منهم الإمام أبو عيسى الترمذي في جامعه ، والإمام أبي داود في سننه ، والحافظ أبو بكر البيهقيّ ، والشيخ أبو عمرو الداني ، كلّهم هكذا »(١) ، يريد : ( اسمه اسمي ) فقط بدون زيادة ( واسم أبيه اسم أبي ).

ولا يمكن أْن يكون هؤلاء الأئمّة الحفّاظ لا علم لهم بهذه الزيادة المرويّة من طريق عاصم بن أبي النجود ، مع أنّهم أخرجوا تلك الأحاديث من طريق عاصم نفسه ، وهذا يدلّ على عدم اعتقادهم بصحّة هذه الزيادة ، وإلاّ لَما أعرضوا عن روايتها ، ولا يتّهم أحدهم بأنّه قد أسقطها عمداً ، خصوصاً وأنّ لهذه الزيادة أهمّيّتها في النقض على ما يدعيه الطرف الآخر من اسم والد المهديّعليه‌السلام .

ومن هنا يتبيّن أّن عبارة ( واسم أبيه اسم أبي ) هي من زيادة أحد الرواة ، عن عاصم ؛ ترويجاً لفكرة كون المهديّ هو محمّد بن عبدالله بن الحسن ، أو ابن المنصور الخليفة العبّاسي.

وممّا يؤكّد هذا أنّ في لسان الأوّل رتّةً ، وإذا بنا نجد من يضع على الصحابي أبي هريرة حديثاً يشهد على نفسه بافتقاره لمخائل الصدق وهو حديث : « إنّ المهديّ اسمه محمّد بن عبد الله ، في لسانه رتّةٌ »(٢) .

هذا ، وقد ردّ زيادة ( واسم أبيه اسم أبي ) زيادةً على من أعرض عن روايتها بعض أعلام هذا الفنّ من أهل السُنّة ، منهم الآبري ( ت ٣٦٣ هـ ) على ما في « البيان » للكنجي الشافعي ، إذ روى الكنجي عن كتاب أبي الحسن الآبري

__________________

١ ـ عقد الدرر : ٢٧ باب ٢.

٢ ـ نقله في معجم أحاديث الإمام المهديّعليه‌السلام عن مقاتل الطالبيّين : ١٦٣ ـ ١٦٤.

٣٠٦

المسمّى بـ « مناقب الشافعي » ، فقال : « ذَكَر هذا الحديث ، وقال فيه : وزاد زائدة في روايته : لو لم يبق من الدنيا إلاّ يومٌ لطوّل الله ذلك اليوم حتّى يبعث الله رجلاً منّي ، أو من أهل بيتي ، يواطئ اسمه اسمي ، واسم أبيه اسم أبي ، يملأ الأرض قِسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً »(١) .

ولمّا كانت الأحاديث الثلاثة المتقدّمة كلّها من رواية عاصم بن أبي النجود ، عن زرّ بن حبيش ، عن عبدالله بن مسعود ، فلا بأس ببيان ما جمعه الحافظ أبو نعيم من طرق هذا الحديث المنتهية إلى عاصم ، والّتي اتّفقت جميعها على روايته بلفظ : « واسمه اسمي » فقط ، ولم يرد في طريق واحد منها لفظ : « واسم أبيه اسم أبي » ، فيما صرّح به الكنجيّ الشافعي في كتابه « البيان ».

ونودّ قبل نقل كلامه الاِشارة السريعة إلى أنّ تلك الزيادة قد رواها أيضاً البزّار في مسنده ، والطبراني في المعجم الكبير والأوسط من طريق داود بن المحبّر بن قحذم ، عن أبيه ، كما في « مجمع الزوائد » للهيثمي ، وهذا الطريق وإن اختلف عن طريق عاصم إلاّ أنّه ضعيف بداود وأبيه كلاهما كما نصَّ على ذلك الهيثمي(٢) .

إذن العمدة في المقام هو حديث عاصم ، وفيه قال الكنجي الشافعي :

« وجمع الحافظ أبو نعيم طرق هذا الحديث عن الجمّ الغفير في مناقب المهديّ ، كلّهم عن عاصم بن أبي النجود ، عن زرّ ، عن عبدالله [ بن مسعود ، عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

ثمّ أخذ في بيان من روى الحديث عن عاصم بلفظ : « واسمه اسمي » فقط بلا زيادة : « واسم أبيه اسم أبي » حتّى أوصلهم إلى أكثر من ثلاثين راوياً وهم :

١ ـ سفيان بن عيينة ، وطرقه عنه بطرق شتّى.

٢ ـ فطر بن خليفة ، وطرقه عنه بطرق شتّى.

__________________

١ ـ البيان في أخبار صاحب الزمان : ٤٨٢.

٢ ـ مجمع الزوائد ٧ / ٣١٤ باب ما جاء في المهديّ.

٣٠٧

٣ ـ الأعمش ، وطرقه عنه بطرق شتّى.

٤ ـ أبو إسحاق سليمان بن فيروز الشيباني ، وطرقه عنه بطرق شتّى.

٥ ـ حفص بن عمر.

٦ ـ سفيان الثوري ، وطرقه عنه بطرق شتّى.

٧ ـ شعبة ، وطرقه عنه بطرق شتّى.

٨ ـ واسط بن الحارث.

٩ ـ يزيد بن معاوية أبو شيبة ، له فيه طريقان.

١٠ ـ سليمان بن حزم ، وطرقه عنه بطرق شتّى.

١١ ـ جعفر الأحمر ، وقيس بن الربيع ، وسليمان بن حزم ؛ جميعهم في سند واحد.

١٢ ـ سلام بن المنذر.

١٣ ـ أبو شهاب محمّد بن إبراهيم الكتّاني ، وطرقه عنه بطرق شتّى.

١٤ ـ عمر بن عبيد الطنافسي ، وطرقه عنه بطرق شتّى.

١٥ ـ أبو بكر بن عيّاش ، وطرقه عنه بطرق شتّى.

١٦ ـ أبو الجحّاف داود بن أبي العوف ، وطرقه عنه بطرق شتّى.

١٧ ـ عثمان بن شبرمة ، وطرقه عنه بطرق شتّى.

١٨ ـ عبد الملك بن أبي عتبة.

١٩ ـ محمّد بن عيّاش ، عن عمرو العامري وطرقه عنه بطرق شتّى. وذكر مسنداً وقال فيه : حدّثنا أبو غسّان ، حدّثنا قيس ، ولم ينسبه.

٢٠ ـ عمرو بن قيس الملاّئي.

٢١ ـ عمّار بن زريق.

٢٢ ـ عبدالله بن حكيم بن جبير الأسدي.

٢٣ ـ عمر بن عبدالله بن بشر.

٢٤ ـ أبو الأحوص.

٢٥ ـ سعد بن الحسن ابن أُخت ثعلبة.

٣٠٨

٢٦ ـ معاذ بن هشام ، قال : حدّثني ابن أبي عاصم.

٢٧ ـ يوسف بن يونس.

٢٨ ـ غالب بن عثمان.

٢٩ ـ حمزة الزيّات.

٣٠ ـ شيبان.

٣١ ـ الحكم بن هشام.

ثمّ قال : « ورواه غير عاصم ، عن زرّ ، وهو عمرو بن حرّة ، عن زرّ ؛ كلّ هؤلاء رووا ( اسمه اسمي ) ؛ إلاّ ما كان من عبيدالله بن موسى ، عن زائدة ، عن عاصم ، فإنّه قال فيه : ( واسم أبيه اسم أبي ).

ولا يرتاب اللبيب أنّ هذه الزيادة لا اعتبار بها ، مع اجتماع هؤلاء الأئمّة على خلافها ، والله العالم »(١) .

وقد حاول بعض علماء الفنّ من الفريقين تأويل هذه الزيادة على فرض صحّة صدورها ، وقد تعرّض الكنجي الشافعي إلى بعض تأويلاتهم في المقام ؛ إلاّ أنّه استنكرها بقوله : « وهذا تكلُّفٌ في تأويل هذه الرواية ، والقول الفصل في ذلك : إنّ الاِمام أحمد مع ضبطه وإتقانه ، روى هذا الحديث في مسنده في عدّة مواضع : واسمه اسمي »(٢) .

ومن هنا يتّضح : أنّ حديث : « واسم أبيه اسم أبي » لا يصحّ في حسابات فنّ الدراية أْن يكون متعارضاً مع أحاديث كون اسم والد المهديّ هو الحسنعليهما‌السلام ، المرويّة بعشرات الطرق من الفريقين ، مع موافقته لحديث : « واسمه اسمي » المرويّ عن عليٍّعليه‌السلام ، وابن مسعود ، وأبي سعيد ، وحذيفة ، وسلمان ، وأبي هريرة ، وابن عمر ، وأُمّ سلمة ، وغيرهم(٣) .

__________________

١ ـ البيان في أخبار صاحب الزمان : ٤٨٣ / ٤٨٥.

٢ ـ البيان في أخبار صاحب الزمان : ٤٨٣ ، مطالب السؤول : ٢٩٣.

٣ ـ مسند أحمد ١ / ٣٧٦ و ٣٧٧ ، سنن الترمذي ٤ / ٥٠٥ رقم ٢٢٣٠ و ٢٢٣١ ، سنن أبي داود ٤ / ١٠٧ رقم ٤٢٨٢ ، المعجم الكبير ١٠ / ١٦٤ رقم ١٠٢١٨ و ١٠٢١٩ و ص ١٦٥ رقم ١٠٢٢٠ و

٣٠٩

هذا ، زيادة على إطباق كلمة أهل البيتعليهم‌السلام من لدن الاِمام أمير المؤمنين عليّ ابن أبي طالب إلى الاِمام الحسن العسكريعليهم‌السلام على ذلك ، مضافاً إلى تأييد مائة وثمانية وعشرين عالماً ومحدِّثاً ومؤرّخاً من أهل السُنّة إلى أحاديث كون المهديّ من وُلْد الاِمام الحسن العسكري ، وقد فصّلنا الكلام عنهم وعن أسمائهم وأقوالهم ، ورتّبناهم بحسب القرون ابتداءً من القرن الرابع الهجري وانتهاءً بالقرن الرابع عشر الهجري(١) .

وهذا ما يجعل حديث : « واسم أبيه اسم أبي » على فرض صحّته ليس بقوّة ثبوت الحديث الآخر ، ممّا يجب طرحه أو تأويله ، وسيأتي عند الحديث عن كون المهديّ من أولاد الحسن أو الحسينعليهما‌السلام ما له علاقة وطيدة ببيان الاسم الصحيح لوالد الإمام المهديّعليه‌السلام .

( عادل علي ـ اليمن ـ )

من علامات ظهوره :

س : متى يظهر الإمام المهديّ عليه‌السلام ؟ وما هي علامات الظهور؟

ج : ليس هناك توقيت لظهور الإمام المهديّعليه‌السلام أبداً ، بل الأئمّة الأطهارعليهم‌السلام كذّبوا كلّ من يقول بذلك.

فعن الفضل بن يسار ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال : قلت : هل لهذا الأمر وقت؟ فقال : «كذب الوقّاتون ، كذب الوقّاتون ، كذب الوقّاتون »(٢) .

__________________

ص ١٦٨ رقم ١٠٢٢٩ و ١٠٢٣٠ ، ذِكر أخبار أصبهان ١ / ١٢٩ ، مسند أبي يعلى الموصلي ٢ / ٣٦٧ رقم ١١٢٨ ، صحيح ابن حبّان ٨ / ٢٩١ رقم ٦٧٨٦ و ٦٧٨٧ ، البدء والتاريخ ٢ / ٨٠ ، تذكرة الخواصّ : ٣٦٣ ، المنار المنيف : ١٤٨ رقم ٣٢٩ فصل ٥٠٠ ، القول المختصر ٧ / ٣٧ باب ١ ، فرائد السمطين ٢ / ٣٢٥ رقم ٥٧٥ ، منهاج السُنّة ٤ / ٢١١ ، ينابيع المودّة : ٤٩٢.

١ ـ دفاع عن الكافي ١ / ٥٦٥ ـ ٥٩٢.

٢ ـ الكافي ١ / ٣٦٨.

٣١٠

نعم ، ورد أنّه يظهر يوم عاشوراء الذي يصادف يوم السبت أو الجمعة ، أمّا في أيّ سنة فغير معلوم.

ولكن هناك قرائن وعلائم للظهور ذكرت في رواياتنا ، بأنّها متى ما تحقّقت يتحقّق الظهور ، ومن تلك العلائم الحتمية الوقوع ، التي اتّفقت رواياتنا على ذكرها هي : خروج اليماني ، والسفياني ، والصيحة ، والخسف بالبيداء ، وقتل النفس الزكية.

عن الإمام الصادقعليه‌السلام قال : « خمس قبل قيام القائم : اليمانيّ ، والسفيانيّ ، والمنادي ينادي من السماء ، وخسف بالبيداء ، وقتل النفس الزكية »(١) .

( ـ ـ )

فضل النصف من شعبان في كتب السنّة :

س : يرجى التكرّم ببيان فضل النصف من شعبان ، وذلك من كتب إخواننا أهل السنّة ، شاكرين لكم ذلك.

ج : وردت أعمال كثيرة في مصادر أهل السنّة ، في تعظيم ليلة النصف من شعبان ويومه ، وكلّ ما ورد من أعمال لم يرتضه الوهّابيون ، كعادتهم في رفض أكثر ما ورد أو كلّ ما ورد في تعظيم بعض المناسبات.

وقد اعتقد بعض علماء أهل السنّة أنّ ليلة النصف من شهر شعبان هي ليلة القدر.

وقد ذكروا لهذه الليلة ويومها أعمالاً كثيرة ، من صلاة ودعاء وصيام و

فعن الإمام عليعليه‌السلام قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «إذا كانت ليلة النصف من شعبان ، فقوموا ليلها وصوموا نهارها »(٢) .

__________________

١ ـ الإمامة والتبصرة : ١٢٨ ، الخصال : ٣٠٣ ، كمال الدين وتمام النعمة : ٦٤٩ ، إعلام الورى ٢ / ٢٧٩.

٢ ـ سنن ابن ماجة ١ / ٤٤٤.

٣١١

وعن أبي موسى الأشعريّ ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : «إنّ الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان ، فيغفر لجميع خلقه ، إلاّ لمشرك أو مشاحن »(١) .

وعن عائشة قالت : فقدت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ذات ليلة فقال : «إنّ الله تعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا ، فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب »(٢) .

وعن عبد الله بن عمر : إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : « يطّلع الله عزّ وجلّ إلى خلقه ليلة النصف من شعبان ، فيغفر لعباده إلاّ لاثنين ، مشاحن وقاتل نفس »(٣) .

وأمّا ما في روايات أهل البيتعليهم‌السلام فجاء الكثير مسنداً عنهمعليهم‌السلام في تعظيم ليلة النصف ويومها ، وذكروا أعمالاً كثيرة.

( أبو أيمن ـ المغرب ـ سنّي )

فلسفة الدعاء بتعجيل فرجه :

س : لماذا يدعو الشيعة بتعجيل فرج المهديّ المنتظر؟ وهل هو في كربة حتّى يفرّج الله عنه؟ وهل صحيح أنّه توجد في إيران خيل مسرّجة دوماً في انتظار المهديّ عند أحد المغارات؟ أو ما يسمّى بالسرادق!

ج : إمّا أن يكون المراد من الفرج المذكور في الدعاء هو فرج المؤمنين والمظلومين في العالم ، وإنما نسب وأضيف إلى الإمام المهديّعليه‌السلام باعتباره الفاعل لهذا الفرج بإذن الله تعالى كما تواتر هذا المعنى في روايات الشيعة والسنّة حيث ذكرت إنه يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملأت ظلماً وجوراً.

__________________

١ ـ المصدر السابق ١ / ٤٤٥.

٢ ـ المصدر السابق ١ / ٤٤٤ ، الجامع الكبير ٢ / ١٢١ ، الجامع الصغير ١ / ٢٩٧ ، كنز العمّال ١٢ / ٣١٤.

٣ ـ مسند أحمد ٢ / ١٧٦ ، كنز العمّال ٣ / ٤٦٧.

٣١٢

إن الدعاء بتعجيل الفرج في الواقع هو دعاء لنا ، لأنّ فرجهعليه‌السلام هو فرج لكل المظلومين والمضطهدين في العالم ، لأنّ الإمام المهديّعليه‌السلام سيعيد كلّ حقّ إلى أهله ، وسينتقم من الظالمين.

وإمّا أن يراد منه بأنّه دعاء بالفرج للإمام المهديّعليه‌السلام ، لأنّه ـ على مبنى الشيعة ـ حيّ يرزق وغائب عن الأنظار ، ويرى ما يجري لأُمّة جدّه محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله من ظلم وقتل ، وتشريد واضطهاد ، وهو ابن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، والإمام الثاني عشر عند أكثر المسلمين ، حيث ذهب كثير من العلماء من شتّى الفرق الإسلامية ، إلى أنّ الثاني عشر في حديث « الخلفاء بعدي اثنا عشر » هو الإمام المهديّعليه‌السلام .

فالإمام المهديّ يتألّم أشدّ ألم ، وهو في كربة عظمى ، وهو يشاهد ما يجري على المسلمين من أنواع الكربات.

وأمّا ما سألت عنه من وجود خيل في إيران مسرّجة ، فهذا ما نسمعه لأوّل مرّة منك ، فهلاّ عرّفتنا على هذا المكان لنذهب ونفحص عن حقيقة الأمر.

( عمر بن عبد الرحمن المدفع ـ الإمارات ـ سنّي )

في أحاديث الرسول من كتب السنّة :

س : كثيراً ما أدخل في جدال مع أصدقائي بخصوص أصحاب المذهب الجعفريّ ، وأنا بكلّ صراحة أحترم أخواني الشيعة ، وأقسم بالله بأنّي ليس في قلبي أي بغضاء ضدّهم ، والحمد لله بأنّي لدي كثير من الكتب التي تخصّ المذهب الشيعيّ ، ومن خلال هذه الرسالة أحببت أن أوجّه تحية إلى فضيلتكم ، ولدي سؤال عن الإمام المهديّ عليه‌السلام ، هل ذكر في أحاديث الرسول محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ؟

ج : قد تواتر الحديث عن الرسول الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله في الإمام المهديّعليه‌السلام ، وأنّ اسمه اسم النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكنيته كنيته ، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً ، كما ملئت ظلماً وجوراً.

وهذه الأحاديث بكثرة لا يمكن حصرها ، فلا يكاد يخلو منها كتاب في

٣١٣

الحديث ، أو معجم في التراجم والسير ، ولو تصدّينا لجمع ما أمكن منها ، لكانت موسوعة كبرى في الحديث.

وهذا إن دلّ على شيء ، فإنّما يدلّ على تواتر حديث المهديّعليه‌السلام ، وأنّ الرسول الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يبشّر الأُمّة الإسلامية بظهوره في كلّ ناد ومحفل ، ومنتدى ومجمع.

وإليك بعض هذه الأحاديث التي انتقيناها من بعض كتب السنّة :

١ ـ أخذصلى‌الله‌عليه‌وآله بيد علي فقال : «يخرج من صلب هذا حيّ يملأ الأرض عدلاً وقسطاً »(١) .

٢ ـ عن أنس بن مالك قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «نحن بنو عبد المطّلب سادات أهل الجنّة ، أنا وحمزة وعلي ، وجعفر بن أبي طالب ، والحسن والحسين ، والمهديّ »(٢) .

٣ ـ قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : «من أنكر خروج المهديّ فقد كفر بما أنزل على محمّد »(٣) .

٤ ـ قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : «يلتفت المهديّ ، وقد نزل عيسى بن مريم ، كأنّما يقطر من شعره الماء ، فيقول المهديّ : تقدّم فصلّ بالناس ، فيقول عيسى : إنّما أقيمت الصلاة لك ، فيصلّي خلف رجل من ولدي »(٤) .

٥ ـ عن أبي سعيد الخدريّ قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «المهديّ منّي أجلى الجبهة ، أقنى الأنف ، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً ، كما ملئت جوراً وظلماً ، ويملك سبع سنين »(٥) .

__________________

١ ـ المعجم الأوسط ٤ / ٢٥٦.

٢ ـ سنن ابن ماجة ٢ / ١٣٦٨ ، ذخائر العقبى : ١٥ و ٨٩ ، جواهر المطالب ١ / ٢٢٨ ، ينابيع المودّة ٢ / ٦٨ ، كنز العمّال ١٢ / ٩٧.

٣ ـ فرائد السمطين ٢ / ٣٣٤.

٤ ـ الصواعق المحرقة ٢ / ٤٧٥ ، ينابيع المودّة ٣ / ٢٦٤.

٥ ـ كشف الغمّة ٣ / ٢٣٤ ، مسند أبي داود ٢ / ٣١٠ ، العجم الأوسط ٩ / ١٧٦ ، الجامع الصغير ٢ / ٦٧٢ ، كنز العمّال ١٤ / ٢٦٤.

٣١٤

٦ ـ عن أبي سعيد الخدريّ ، أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : «يخرج في آخر أُمّتي المهديّ ، يسقيه الله الغيث ، وتخرج الأرض نباتها ، ويعطى المال صحاحاً ، وتكثر الماشية ، وتعظم الأُمّة ، ويعيش سبعاً أو ثمانياً ، يعني حججاً »(١) .

٧ ـ عن أبي سعيد الخدريّ قال : خشينا أن يكون بعد نبيّنا حدث ، فسألنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : « يخرج المهديّ في أُمّتي ، خمساً أو سبعاً أو تسعاً » زيد الشكّ ، قال : قلت : أيّ شيء؟ قال : « سنين » ، ثمّ قال : » يجيء الرجل إليه فيقول : يا مهدي اعطني اعطني » ، قال : « فيحثى له في ثوبه ما استطاع أن يحمل »(٢) .

٨ ـ قالصلى‌الله‌عليه‌وآله لفاطمةعليها‌السلام : «المهديّ من ولدك »(٣) .

٩ ـ قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « إذا نادى مناد من السماء : أنّ الحقّ في آل محمّد ، فعند ذلك يظهر المهديّ »(٤) .

فأصل فكرة المهديّعليه‌السلام من المسائل المتّفق عليها بين المسلمين ، إلاّ من شذّ وندر ، وكذلك أصل فكرة المنقذ مسألة متّفق عليها بين الأديان.

( حسن محمّد يوسف ـ البحرين )

كاذب من يدّعي السفارة عنه :

س : ما هو السبب في عدم صدق الأشخاص الذين يدّعون السفارة في زمن الغيبة الكبرى؟ وشكرا لكم.

ج : تارة تسأل عن الدليل ، فهو روايات صحيحة صريحة في تكذيب كلّ من يدّعي النيابة والسفارة في زمن الغيبة الكبرى ، وتارة تسأل عن السبب ، فيمكن

__________________

١ ـ المستدرك ٤ / ٥٥٨.

٢ ـ مسند أحمد ٣ / ٢١ ، الجامع الكبير ٣ / ٣٤٣ ، كنز العمّال ١٤ / ٢٧٣.

٣ ـ ذخائر العقبى : ١٣٦ ، كشف الغمّة ٣ / ٢٦٧.

٤ ـ كنز العمّال ١٤ / ٥٨٨.

٣١٥

أن يكون للوقوف أمام أصحاب الهوى والزعامات الدنيوية ، الذين يستغلّون هذا الباب لمصالحهم الدنيوية الشخصية من جمع المال ، والحصول على الرئاسة ، كلّ ذلك باسم المهديّ المنتظر ، وبذلك سيكون خراباً للدنيا والدين.

هذا ، ونعلمك بأنّ الرؤية غير السفارة والباب ، فالروايات المروية في تكذيب من رأى المهديّ المنتظر محمولة على اصطحاب السفارة مع ادعاء الرؤية.

( زهرة لطف الله ـ البحرين ـ )

كيفية موته ونهاية العالم :

س : قد فهمنا أنّه لا تنتهي الدنيا بوفاة الحجّةعليه‌السلام ، ولكن السؤال هو كيف ستكون نهاية العالم؟ مع أنّه بعد خروج الإمام سيعمّ العدل والسلام؟

أمّا السؤال الثاني فهو : كيف سيموت الحجّةعليه‌السلام ؟ فقد جاء في حديث شريف : « ما منّا من مات ميتة عين ».

ج : نحاول هنا الإجابة على السؤالين معاً ، حيث ثبت أنّ الإمام المهديّعليه‌السلام إذا ظهر فسوف يعمّ العدل والقسط ، ولا يعني هذا أنّ الخلق سوف يكونون معصومين ، أو أنّهم بأجمعهم عدول ، بل المقصود أنّ الإمام يحكم بين الناس بالعدل ، ويأخذ للمظلوم من الظالم حقّه ، وهكذا.

وقد ورد في الروايات : أنّ الأئمّة لا يموتون حتف أنفهم ، فهم أما مقتول أو مسموم ، ثمّ تكون الرجعة ، التي هي على إجمالها من عقائد الشيعة ، دون النظر إلى التفاصيل.

أمّا كيفية نهاية العالم فقد قال تعالى :( يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ ) (١) ، وهنالك آيات كثيرة توضّح النفخ في الصور ، وانتهاء العالم.

____________

١ ـ الأنبياء : ١٠٤.

٣١٦

( محمّد الإبراهيمي ـ كندا ـ )

معنى كونه شريكاً للقرآن :

س : نقرأ في زيارة صاحب الأمر والزمان المروية عن الشيخ المفيد ، والسيّد ابن طاووس عبارة : « السلام عليك يا شريك القرآن » ، ما هو المقصود من هذه العبارة؟

ج : إنّ الأئمّة الإثنى عشرعليهم‌السلام كما هو معلوم ، هم عدل القرآن وشركاؤه ، باعتبار قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسّكتم بهما فلن تضلّوا بعدي أبداً ».

( أيوب محمود دكسن ـ الكويت ـ )

إمكان حضوره في أكثر من مجلس :

س : كيف يمكن لمولانا الحجّة عليه‌السلام أن يحضر أكثر من مجلس في نفس الوقت؟

ج : هناك عدّة احتمالات في المقام ، ينبغي أن نأخذ كلّها أو بعضها بعين الاعتبار :

منها : إنّ المراد من حضوره هو النظر والعناية من قبلهعليه‌السلام لكلّ مجلس ، وهذا نظير حضور المعصومينعليهم‌السلام في مجالس ذكرهم ، إذ إنّ الحضور في مكان هو لأجل الوقوف على كلمات وأقوال الحاضرين ، وهذا ما يتحصّل في حالة إفاضة عناية الإمامعليه‌السلام للمجلس ، وكأنّه هو حاضر فيه يسمع ويرى من يخاطبه ، ويرد عليه بالرأفة والرحمة الخاصّة بهعليه‌السلام .

ومنها : إنّ المقصود من حضوره في أكثر من مجلسٍ في وقتٍ واحد قد يكون بصورة حضور وكيله أو نائبه ، أو من يتولّى الأمر من قبلهعليه‌السلام في تلك المجالس ، وهذا يعتبر حضورهعليه‌السلام بالعناية والمجاز ، ويكون من قبيل القول : بأنّ فلاناً قد شارك في اجتماع أو مؤتمر ، وفي الواقع قد أرسل مندوبه ليمثّله هناك.

٣١٧

والله العالم بحقائق الأُمور.

( ـ ـ )

كيفية الاستعداد للقائه :

س : كيف يمكنني الاستعداد لأكون من أنصار الإمام المهديّ عليه‌السلام ؟ وأن لا أكون مثل أهل الكوفة ، الذين دعوا الإمام أن يأتي ، ولكن فيما بعد يخافون من الموت ويتخاذلون ، إنّي أخشى دائماً أن أكون هكذا؟! فماذا أفعل؟

ج : الاستعداد يكون بإطاعة أوامر الله ، والتجنّب عن نواهيه ، وبعبارة أُخرى : أن نسعى لتحقيق ما لأجله بعثت الرسل ، وأمرت به الأئمّةعليهم‌السلام ، لنسعى ما لأجله يظهر الإمامعليه‌السلام ، يظهر ليطبّق سنّة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ليحقّ الحقّ ، وليبطل الباطل ، ليكون الناس جميعاً مطيعين لله ، منتهين عن نواهيه.

فلنكن نحن ممّن أطاع الله ، وتجنّب عن معاصيه ، وبهذا سنكون من الممهّدين لظهورهعليه‌السلام ، وسنكون معه إن شاء الله تعالى.

( أحمد جاسم أبو حسن ـ البحرين ـ )

من وصيّه بعد غيبته :

س : نحن الشيعة نعتقد أنّ النبيّ محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله لم يغادر الدنيا إلاّ بعد أن أوصى بالإمام عليعليه‌السلام خليفة بعده ، ونحتجّ بالدليل العقليّ ، أنّه لا يعقل أن يترك النبيّ الأُمّة بدون خليفة ، لكي تنقسم وتتناحر في تحديد من هو الخليفة.

وفي نفس الوقت نقول : إنّ الإمام المهديّعليه‌السلام غاب عن الأُمّة بدون أن يوصي لمن هو خليفة بعده ، وترك الأُمّة هي التي تحدّد وتختار خليفة لها ، ممّا أدّى إلى انقسامات في المذهب حول المرجعية ، كما هو ملاحظ.

فسؤالي هو : لماذا لم ينتهج الإمام المنتظرعليه‌السلام سياسة النبيّ في ذلك؟ وكيف نوفّق بين الاعتقادين؟

ج : إنّ الشيعة تعتقد ـ بالأدلّة العقليّة والنقليّة ـ بوجوب وصاية النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ،

٣١٨

ووقوعها لأمير المؤمنينعليه‌السلام ، ولكن في غيبة الإمام المنتظرعليه‌السلام لم تعتقد الشيعة بانتهاء إمامته أو خلافته ، حتّى تجب الوصاية لغيره ، بل إنّ إمامته مستمرة ، فلا تحتاج إلى خليفة ينوب عنه ، وأنّهعليه‌السلام يرعى الأُمّة والطائفة ، ولو من وراء ستار الغيبة.

فالغيبة لا تلغي مهمّات الإمامة مطلقاً ، بل تصدّ عن الدور الحضوري للإمامعليه‌السلام ، وهذا بعكس ارتحال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى الرفيق الأعلى ، إذ يجب فيه من يتولّى مسؤولية قيادة الأُمّة وإمامتها.

ثمّ حتّى في عصر الغيبة ، وإن لم يصرّح بمنصب خلافة الإمامعليه‌السلام ونيابته ، ولكن قد جاءت نصوص وأحاديث شريفة تؤكّد وجوب ملازمة الناس علماء الطائفة واتباعهم على نحو العموم ، وفيها مواصفات هؤلاء من العلم والتقوى والعدالة وغيرها ، حتّى لا يقع الناس في انحراف وضلالة.

فالانقسامات التي ذكرتموها لا تؤثّر في أصل العقيدة ومجراها ، إن اتبعنا من له أهلية ومصداقية تلك الروايات ، فتصبح تلك الخلافات هامشية ، ونتيجة طبيعية لعدم عصمة الجميع.

( شاهر ـ ـ )

الجديد الذي يأتي به :

س : وفّقكم الله لنصرة هذا المذهب الجعفريّ الحقّ ، ولي سؤال حرت فيه ، واطلب المساعدّة منكم على فهمه ، لو تكرّمتم عليّ بذلك ، ولله الشكر إن فعلتم.

جاء في كتاب الغيبة للنعماني حديثاً يقول : قال أبو جعفرعليه‌السلام : « يقوم القائم بأمر جديد ، وكتاب جديد ، وبقضاء جديد ، على العرب شديد ، ليس شأنه إلاّ السيف ، لا يستتيب أحداً ، ولا يأخذه في الله لومة لائم »(١) .

__________________

١ ـ الغيبة للنعماني : ٢٣٣.

٣١٩

وسؤالي هو : هل هذا الحديث صحيح؟ وما معناه؟ وأيّ كتاب؟ وأيّ قضاء عنى هنا؟ هل هو غير الأمر الذي نحن عليه؟ أو غير القضاء الذي نقضي به نحن هنا؟ وفي هذا الزمان ، أو غير الكتاب الذي بين أيدينا؟

أفيدونا ، وفّقكم الله في هذا الأمر ، وجزيتم خيراً.

ج : أوّلاً : ليس لهذا الحديث سند معتبر ، بل فيه ضعف.

ثانياً : إنّنا إذا لاحظنا الأحكام الإسلامية في عصر الغيبة ، وهو عصر يبعد عن مصدر التشريع الإسلامي ، وأخذنا بنظر الاعتبار من حيث وجودها النظري والتطبيقي ، نجد فيها أربعة موارد من النقص والقصور :

١ ـ الأحكام الإسلامية التي لم تعلن للناس أصلاً ، بل بقيت معرفتها خاصّة بالله ورسوله ، والقادة الإسلاميّين ، وبقيت مستورة عن الناس ، ومؤجّل إعلانها إلى زمن ظهور الإمام المهديّعليه‌السلام ، وتطبيق العدل الكامل.

٢ ـ الأحكام التالفة على مرّ الزمن ، والسنّة المندرسة خلال الأجيال ، ممّا يتضمّن أحكام الإسلام ومفاهيمه ، أو يدلّ عليها.

فإنّ ما تلف من الكتب التي كانت تحمل الثقافة الإسلامية ، بما فيها أعداد كبيرة من السنّة الشريفة ، والفقه الإسلامي ، نتيجة للحروب المدمّرة ـ كالحروب الصليبية ، وغزوات التتار والمغول ، وغير ذلك ـ عدد ضخم يعدّ بمئات الآلاف ، ممّا أوجب انقطاع الأُمّة الإسلامية عن كمّية كبيرة من تاريخها ، وتراثها الإسلامي ، واحتجاب عدد من الأحكام الإسلامية عنها.

٣ ـ إنّ الفقهاء حين وجدوا أنفسهم محجوبين عن الأحكام الإسلامية الواقعية في كثير من الموضوعات المستجدّة ، والوقائع الطارئة على مرّ الزمن ، اضطرّوا إلى التمسّك بقواعد عامّة معيّنة ، تشمل بعمومها مثل هذه الوقائع ، إلاّ أنّ نتيجتها في كلّ واقعة ليست هي الحكم الإسلامي الواقعي في تلك الواقعة ، وإنّما هو ما يسمّى بالحكم الظاهريّ ، وهو ـ كما قيل ـ تحديد الوظيفة الشرعية للمكلّف عند جهله بالحكم الواقعي الأصلي.

٣٢٠

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

مثله (٢).

قال (٣): وحدثني الشريف أبوالمكارم حمزة بن علي بن زهرة العلوي ادام الله عزّه، املاء من لفظه ببلد الكوفة سنة أربع وسبعين وخمسمائة، عن أبيه، عن جدّه، عن الشيخ أبي جعفر محمّد بن بابويه رضي الله عنه، عن الحسن بن علي البيهقي، عن محمّد بن يحيى الصولي عن عرب (٤) بن محمّد الكندي، عن علي بن ميثم، عن ميثم رضي الله عنه، انه قال: اصحرني مولاي أميرالمؤمنين عليه‌السلام ليلة من الليالي قد خرج من الكوفة، وانتهى إلى مسجد جعفي، توجّه إلى القبلة وصلّى اربع ركعات، فلما سلّم وسبّح بسط كفّيه وقال: « الهي كيف ادعوك » الدعاء، واخفت دعاءه، وسجد، وعفّر، وقال: « العفو، العفو » مائة مرّة، وقام وخرج، الخبر.

٣٩٥٢ / ١٠ - السيد علي بن طاووس في الاقبال: وجدت في اواخر كتاب معالم الدين، قال: ذكر محمّد بن أبي رواد الرواسي، انه خرج مع محمّد بن جعفر الدهان إلى مسجد السهلة في يوم من ايام رجب، فقال: مل بنا إلى مسجد صعصعة فهو مسجد مبارك، وقد صلّى به أميرالمؤمنين عليه‌السلام، ووطأه الحجج بأقدامهم، فملنا إليه، فبينا نحن نصلي، إذا برجل قد نزل عن ناقته وعقلها بالظلال، ثم دخل وصلّى ركعتين اطال فيهما، ثم مدّ يديه فقال:

« اللهم يا ذا المنن السابغة »، الدعاء، ثم قام إلى

____________________________

(٢) المزار للشهيد: مخطوط، وعنه في البحار ج ١٠٠ ص ٤٥٢ ح ٢٧.

(٣) المزار للشهيد: مخطوط، وعنه في البحار ج ١٠٠ ص ٤٤٩ ح ٢٦.

(٤) في البحار: عون.

١٠ - إقبال الأعمال ص ٦٤٤، وعنه في البحار ج ١٠٠ ص ٤٤٧ ح ٢٤.

٤٤١

راحلته وركبها، فقال لي ابن جعفر الدهان: ألا نقوم إليه فنسأله من هو؟ فقمنا إليه، فقلنا له: ناشدناك الله من أنت؟ فقال: « ناشدتكما الله من ترياني؟ » قال ابن جعفر الدهان نظنّك الخضر، فقال: وانت ايضا، فقلت: اظنّك ايّاه، فقال: « والله اني لمن الخضر مفتقر إلى رؤيته، انصرفا، فأنا إمام زمانكما ».

٣٩٥٣ / ١١ - محمّد بن المشهدي في المزار: اخبرني الشريف ابو المكارم حمزة بن علي بن زهرة ادام الله عزّه، عن أبيه باسناد متصل إلى طاووس اليماني، انه قال: مررت بالحجر في رجب، وإذا انا بشخص راكع وساجد، فتأمّلته وإذا هو علي بن الحسين عليهما‌السلام، فقلت: يا نفسي رجل صالح من أهل بيت النبوّة، والله لاغتنمن دعاءه، فجعلت ارقبه حتى فرغ من صلاته، ورفع باطن كفّيه إلى السماء، وجعل يقول: « سيدي سيدي وهذه يداي »، الدعاء.

قال طاووس: فبكيت حتى علا نحيبي، فالتفت إليّ وقال: « ما يبكيك يا يماني؟ أو ليس هذا مقام المذنبين؟ » فقلت: حبيبي حقيق على الله الّا يردّك، وجدّك محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، قال طاووس: فلما كان العام المقبل، في شهر رجب بالكوفة، فمررت بمسجد غني، فرأيته عليه‌السلام يصلّي فيه، ويدعو بهذا الدعاء، وفعل كما فعل في الحجر تمام الحديث.

ورواه الشهيد في مزاره عن طاووس، مثله (٢)

____________________________

١١ - المزار للمشهدي ص ١٨٣، وعنه في البحار ج ١٠٠ ص ٤٤٨ ح ٢٥.

(٢) مزار الشهيد: مخطوط، وعنه في البحار ج ١٠٠ ص ٤٤٨ ح ٢٥.

٤٤٢

٣٩٥٤ / ١٢ - وفيهما بالاسناد إلى علي بن محمّد بن عبدالرحمن التستري، أنه قال: مررت ببني رواس، فقال لي بعض إخواني: لو ملت بنا إلى مسجد صعصعة فصلّينا فيه، فإن هذا رجب، ويستحب فيه زيارة هذه المواضع المشرّفة، التي وطأها الموالي بأقدامهم، وصلّوا فيها، ومسجد صعصعة منها، قال: فملت معه إلى المسجد، وإذا ناقة معقلة مرحّلة قد أُنيخت بباب المسجد، فدخلنا وإذا برجل عليه ثياب الحجاز، وعمّة كعمّتهم، قاعد يدعو بهذا الدعاء، فحفظته أنا وصاحبي وهو: « اللّهم يا ذا المنن السابغة »، الدعاء، ثم سجد طويلا، وقام وركب الراحلة وذهب.

فقال لي صاحبي: نراه الخضر، فما بالنا لا نكلّمه كأنّما امسك على ألسنتنا؟ وخرجنا فلقينا ابن أبي رواد الرواسي، فقال: من أين أقبلتما؟ قلنا: من مسجد صعصعة، وأخبرناه بالخبر، فقال: هذا الراكب يأتي مسجد صعصعة في اليومين والثلاثة لا يتكلّم، قلنا: من هو؟ قال: فمن تريانه أنتما؟ قلنا: نظنّه الخضر عليه‌السلام فقال: انا والله ما أراه إلّا من الخضر محتاج إلى رؤيته، فانصرفا راشدين، فقال لي صاحبي: هو والله صاحب الزمان عليه‌السلام.

٣٩٥٥ / ١٣ - وفي الأول: أخبرني أبوالمكارم حمزة بن علي بن زهرة الحلبي، عند عوده من الحج، في سنة أربع وسبعين وخمسمائة،

____________________________

١٢ - المزار للمشهدي ص ١٧٩، والمزار للشهيد، مخطوط، وعنهما في البحار ج ١٠٠ ص ٤٤٦ ح ٢٣.

١٣ - المزار الكبير للمشهدي ص ١٧٣، وعنه في البحار ج ١٠٠ ص ٤٤٣، ذيل الحديث ٢٢.

٤٤٣

بمسجد السهلة، عن والده، عن جده، عن الشيخ أبي جعفر محمّد بن علي بن بابويه، عن الشيخ الفقيه محمّد بن يعقوب، عن علي بن ابراهيم، عن أبيه، قال: حججت إلى بيت الله الحرام، فوردنا عند نزولنا الكوفة، فدخلنا إلى مسجد السهلة، فإذا نحن بشخص راكع وساجد، فلمّا فرغ دعا بهذا الدعاء: أنت الله لا اله إلّا أنت، الدعاء، ثم نهض إلى زاوية المسجد، فوقف هناك وصلّى ركعتين و نحن معه، فلمّا انفتل من الصلاة، سبّح ثم دعا فقال: اللهم بحق هذه البقعة الشريفة... الدعاء، ثم نهض فسألناه عن المكان، فقال: ان هذا الموضع بيت ابراهيم الخليل عليه‌السلام، الذي كان يخرج منه إلى العمالقة، ثم مضى إلى الزاوية الغربية فصلّى ركعتين، ثم رفع يديه وقال: اللّهم إني صلّيت... الدعاء، ثم قام ومضى إلى الزاوية الشرقية فصلّى ركعتين، ثم بسط كفيه وقال: اللهم ان كانت... الدعاء، وعفّر خدّيه على الأرض، وقام فخرج، فسألناه بم يعرف هذا المكان؟ فقال: إنه مقام الصالحين، والأنبياء والمرسلين عليهم‌السلام، وقال: فاتبعناه وإذا به قد دخل إلى مسجد صغير بين يدى السهلة، فصلّى فيه ركعتين بسكينة ووقار، كما صلّى اوّل مرّة، ثم بسط كفيه فقال: الهي قد مدّ اليك الخاطئ... الدعاء، ثم خرج فاتبعته وقلت له: يا سيدي بم يعرف هذا المسجد؟ فقال: إنه مسجد زيد بن صوحان، صاحب علي بن أبي طالب عليه‌السلام، وهذا دعاؤه وتهجده، ثم غاب عنّا فلم نره، فقال لي صاحبي: انه الخضر عليه‌السلام.

ورواه الشهيد: عن علي بن ابراهيم، مثله (١).

____________________________

(١) مزار الشهيد: مخطوط، وعنه في البحار ج ١٠٠ ص ٤٤٣ ح ٢٢.

٤٤٤

٣٩٥٦ / ١٤ - جعفر بن محمّد بن قولويه في كامل الزيارة: عن محمّد بن الحسن، عن أبيه، عن جده علي بن مهزيار، عن عثمان بن عيسى، عن محمّد بن عجلان، عن مالك بن ضمرة العنبري، قال: قال لي أميرالمؤمنين (صلوات الله عليه): « اتخرج إلى المسجد الذي في جنب (١) دارك تصلّي فيه »؟ فقلت له: يا أميرالمؤمنين ذاك مسجد تصلّي فيه النساء، فقال لي: « يا مالك ذاك مسجد ما أتاه مكروب قطّ يصلّي فيه فدعا الله الّا فرج الله عنه، وأعطاه حاجته » فقال مالك: فو الله ما أتيته ولا صلّيت فيه، فلما كان ليلة أصابني أمراً اغتممت منه (٢)، فذكرت قول امير المؤمنين عليه‌السلام، فقمت في الليل، وانتعلت فتوضأت وخرجت، فإذا على بابي مصباح فمرّ قدامي حتى (٣) انتهيت إلى المسجد فوقف بين يدي، وكنت أصلي فلمّا فرغت، انتعلت وانصرفت فمرّ قدامي حتى انتهيت إلى الباب، فلمّا ان دخلت ذهب، فما خرجت ليلة بعد ذلك إلّا وجدت المصباح على بابي وقضى الله حاجتي.

قال في البحار (٤): يحتمل أن يكون المراد به مسجد السهلة، أو غيره من المساجد المشرّفة سوى المسجد الأعظم، اورده مؤلّف المزار الكبير في فضل مسجد السهلة.

٣٩٥٧ / ١٥ - الجعفريات: أخبرنا محمّد، حدثني موسى، حدثنا أبي،

____________________________

١٤ - كامل الزيارات ص ٣٢ ح ١٧.

(١) في المصدر: ظهر.

(٢) في نسخة: به، منه قدّه.

(٣) في المصدر: ومررت حتى.

(٤) البحار ج ١٠٠ ص ٤٠٣ ح ٥٨.

١٥ - الجعفريات ص ٢٤١.

٤٤٥

عن أبيه، عن جده جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام، [ قال ] (١): « لا تقولوا رمضان - إلى أن قال عليه‌السلام -: ولا يسمّى المسلم رجيل، ولا يسمى المصحف مصيحف، ولا يسمى المسجد مسيجد ».

٣٩٥٨ / ١٦ - جامع الأخبار: قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « عشرون خصلة تورث الفقر - إلى أن قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ -: وتعجيل الخروج من المسجد ».

٣٩٥٩ / ١٧ - عوالي اللآلي: عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « إذا استأذنت أحدكم امرأته إلى المسجد فلا يمنعها ».

٣٩٦٠ / ١٨ - عدة الداعي: عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال: « أوحى الله تعالى إليّ: أن يا اخا المرسلين ويا أخا المنذرين، أنذر قومك لا يدخلوا بيتا من بيوتي ولاحد من عبادي عند أحدهم (١) مظلمة، فإني العنه ما دام قائما يصلّي بين يدي حتى يرد تلك المظلمة، فأكون سمعه الذي يسمع به، واكون بصره الذي يبصر به، ويكون من اوليائي واصفيائي، ويكون جاري مع النبيين والصديقين والشهداء [ والصالحين ] (٢) في الجنّة »

____________________________

(١) أثبتناه من المصدر.

١٦ - جامع الأخبار ص ١٤٥.

١٧ - عوالي اللآلي ج ١ ص ١٣٦ ح ٣٥.

١٨ - عدّة الداعي ص ١٢٩.

(١) في المصدر: أحد منهم.

(٢) أثبتناه من المصدر.

٤٤٦

٣٩٦١ / ١٩ - وجدت بخط الفاضل الاغا محمّد علي بن الاستاذ البهبهاني، فيما علّقه على كتاب نقد الرجال، ما لفظه: الحسن بن مثلة الجمكراني هو الذي امره الإمام صاحب الزمان عليه‌السلام ببناء مسجد جمكران، وهي قرية على فرسخ من قم، وكان ذلك الامر شفاها في ليلة الثلاثاء السابع عشر من شهر رمضان سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة في موضع ذلك المسجد، وله قصّة طويلة حكاها الشيخ في كتاب مؤنس الحزين في معرفة الدين واليقين، وقد تضمنت معجزات عن الإمام عليه‌السلام، وقد وصفه الصدوق فيها بقوله الشيخ العفيف الصالح حسن بن مثلة الجمكراني رحمة الله عليه، وفيها مدح ذلك المسجد جداً، وأمر للناس بان يصلّوا فيها أربع ركعات: ركعتين لتحيّة المسجد، يقرأ في كلّ منهما الحمد مرّة، وسورة التوحيد سبع مرّات، والتسبيح في الركوع والسجود سبع مرّات، ثم ركعتين صلاة صاحب الزمان عليه‌السلام، إلّا أنه إذا وصل (١) إلى إياك نعبد وإياك نستعين كرّرها مائة مرة، ثم قرأ الحمد إلى آخرها، وإذا فرغ من الصلاة هلّل، ثم سبح تسبيح الزهراء عليها‌السلام، ثم سجد وصلّى على محمّد وآله مائة مرّة، قال الإمام عليه‌السلام: من صلّاها فكأنّما صلاها (٢) في البيت العتيق.

قلت: الظاهر انه كان في الأصل سبعين، فحُرّف وكتب تسعين، لتأخر التاريخ عن موت الصدوق، ولم أجد الكتاب في فهرس كتبه.

٣٩٦٢ / ٢٠ - القطب الراوندي في لبّ اللباب عن النبي

____________________________

١٩ - تعليقة نقد الرجال.

(١) في المخطوط زيادة: الحمد.

(٢) في المخطوط: صلّاهما.

٢٠ - لب اللباب: مخطوط.

٤٤٧

صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال: « المساجد أنوار الله ».

٣٩٦٣ / ٢١ - عوالي اللآلي: روى ان بني عمرو بن عوف لمّا بنوا مسجد قبا بعثوا إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ فأتاهم فصلّى فيه، فحسدهم اخوتهم بنو غنم بن عوف، فبنوا مسجداً وأرسلوا إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، ليأتيهم فيصلّي فيه، فاعتل عليهم بأنه متوجه إلى تبوك، وإنه متى قدم أتاهم فصلّى (١) فيه، فحين قدم من تبوك أنزل قوله تعالى: ( وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا ) (٢) الآيات، فانفذ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ جماعة من أصحابه، منهم عمّار بن ياسر، وقال: « انطلقوا إلى هذا المسجد الظالم، فاهدموه وحرّقوه » وامر أن يتّخذ مكانه كناسة للجيف.

٣٩٦٤ / ٢٢ - شاذان بن جبرئيل القمي في كتاب الفضائل، عن عمار الساباطي، قال: قدم أميرالمؤمنين عليه‌السلام المدائن، فنزل إيوان كسرى، وكان معه دلف بن بحير، فلما صلّى قام وقال لدلف: « قم معي » وكان معه جماعة من أهل ساباط، فما زال يطوف منازل كسرى، ويقول لدلف: « كان لكسرى في هذا المكان كذا وكذا » ويقول دلف: هو والله كذلك، حتى طاف المواضع بجميع من كان عنده، ودلف: يقول يا سيدى ومولاي، كأنّك وضعت هذه الأشياء في هذه المساكن الخبر.

وقال الزمخشري في ربيع الأبرار: الإيوان على (١) بغداد على مرحلة

____________________________

٢١ - عوالي اللآلي ج ٢ ص ٣٢ ح ٨١.

(١) في المصدر: فيصلي.

(٢) التوبة ٩: ١٠٧.

٢٢ - الفضائل ص ٧٤، وعنه في البحار ج ٤١ ص ٢١٣ ح ٢٧.

(١) ذكر المصنف قدس سره الظاهر: عن.

٤٤٨

- إلى أن قال -: ولمّا بنى المنصور بغداد، احبّ أن ينقضه ويبني بنقضه، فاستشار خالد بن برمك فنهاه، وقال: هو آية الإسلام، ومن رآه علم انّ من هذا بناه لا يزيل أمره إلّا نبيّ، وهو مصلّى علي بن أبي طالب عليه‌السلام (٢)، الخ

٣٩٦٥ / ٢٣ - علي بن الحسين المسعودي في مروج الذهب: عن المنذر بن الجارود قال: لمّا قدم علي عليه‌السلام البصرة دخل ممّا يلي الطف - إلى أن قال -: فسار حتى نزل الموضع المعروف بالزاوية، وصلّى أربع ركعات، وعفّر خديه على التراب، وقد خالط ذلك دموعه، ثم رفع يديه، وقال: « اللّهم ربّ السموات وما أظلّت وربّ الأرضين وما اقلّت، وربّ العرش العظيم، هذه البصرة أسألك خيرها وخير ما فيها، واعوذ بك من شرها، اللّهم انزلنا منزلا مباركا وانت خير المنزلين، اللّهم إن هؤلاء قد بغوا عليّ، وخالفوا طاعتي ونكثوا بيعتي، اللّهم احقن دماء المسلمين ».

٣٩٦٦ / ٢٤ - الشيخ ميثم البحراني، في شرح النهج، مرسلا: لمّا فرغ أميرالمؤمنين عليه‌السلام من أمر الحرب لأهل الجمل، امر مناد ينادي في أهل البصرة: ان الصلاة الجامعة لثلاثة أيام، من غد ان شاء الله تعالى، ولا عذر لمن تخلّف إلّا من حمة أو علّة، فلا تجعلوا على أنفسكم سبيلا، فلما كان اليوم الذي اجتمعوا فيه، خرج فصلّى بالناس الغداة، في المسجد الجامع، الخبر.

____________________________

(٢) ربيع الأبرار ج ١ ص ٣٢٥

٢٣ - مروج الذهب ج ٢ ص ٣٥٩

٢٤ - شرح نهج البلاغة للبحراني ج ١ ص ٢٨٩

٤٤٩
٤٥٠

أبواب أحكام المساكن

١ - ( باب استحباب سعة المنزل، وكثرة الخدم )

٣٩٦٧ / ١ - الجعفريات: أخبرنا عبدالله، أخبرنا محمّد، حدثني موسى، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي عليهم‌السلام، قال: « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: من سعادة المرء المسلم: الزوجة الصالحة، والمسكن الواسع، والمركب الهنئ، والولد الصالح ».

دعائم الإسلام: عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، مثله (١).

٣٩٦٨ / ٢ - فقه الرضا عليه‌السلام: « ونروي: كبر الدار من السعادة ».

٣٩٦٩ / ٣ - الحسين بن سعيد في كتاب الزهد: عن سعيد بن جناح، عن غير واحد، ان أبا الحسن عليه‌السلام سئل عن أفضل عيش الدنيا، فقال: « سعة المنزل، وكثرة المحبين ».

____________________________

أبواب أحكام المساكن

الباب - ١

١ - الجعفريات ص ٩٩.

(١) دعائم الإسلام ج ٢ ص ١٩٥ ح ٧٠٩.

٢ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ٤٨.

٣ - الزهد: النسخة المطبوعة خالية من هذا الحديث، واستدركه محققه في هامش الصفحة ٥٢ عن البحار ج ٧٤ ص ١٧٧ ح ١٦.

٤٥١

٢ - ( باب كراهة ضيق المنزل، واستحباب تحوّل الانسان عن المنزل الضيق،

وان كان احدثه أبوه )

٣٩٧٠ / ١ - عوالي اللآلي: عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « الشؤم في ثلاثة: في الفرس، والمرأة، والمسكن (١) ».

٣٩٧١ / ٢ - السيد علي بن طاووس في سعد السعود: نقلا من كتاب ما نزل من القرآن في أميرالمؤمنين عليه‌السلام، لأبي أحمد عبدالعزيز بن يحيى بن أحمد الجلودي، عن أبي القاسم عبدالواحد بن عبدالله بن يونس الموصلي، قال: أخبرنا محمّد بن علي، أخبرنا أبوجعفر بن عبدالجبار، عن إبراهيم بن عبدالحميد، عن أبي الحسن موسى عليه‌السلام، قال: كان أبوالحسن عليه‌السلام في دار عائشة، فتحوّل منها بعياله، فقلت له: جعلت فداك اتحوّلت من دار أبيك؟ فقال: « اني احببت ان اوسع على عيال أبي، انهم كانوا في ضيق، وأحببت أن أُوسع عليهم، حتى يعلم أني وسعت على عياله، فقلت: جعلت فداك هذا للإمام خاصّة، قال: وللمؤمنين، ما من مؤمن الّا وهو يلمّ بأهله كلّ جمعة، فإن رأى خيرا حمد الله عزّوجلّ، وان رأى غير ذلك استغفر واسترجع »

____________________________

الباب - ٢

١ - عوالي اللآلي ج ١ ص ١٣٦ ح ٣٨

(١) في المصدر: والدار

٢ - سعد السعود ص ٢٣٦

٤٥٢

٣ - ( باب عدم جواز نقش البيوت بالتماثيل والصور ذوات الأرواح، وكراهة غيرها، وعدم جواز التلعب بها )

٣٩٧٢ / ١ - الجعفريات: [ اخبرنا الشريف أبوالحسن علي بن عبدالصمد الهاشمي صاحب الصلاة بواسط ] (١) حدثنا الابهري، حدثنا عبدالله بن محمّد الحافظ، قال: حدثنا محمّد بن آدم المصيصي، قال: حدثنا عبدالواحد بن سلمان، قال: حدثنا عبدالله بن عون، عن محمّد بن سيرين، عن أبي هريرة، ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ رأى على بعض أزواجه ستراً فيه صليب، فأمر به فقصّ، وقال فيه قولا شديداً.

٣٩٧٣ / ٢ - الطبرسي في مكارم الأخلاق: عن عبدالله بن مسعود، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، أنه قال: « يابن مسعود، لا تزخرف البنيان »، الخبر.

٣٩٧٤ / ٣ - ابن أبي جمهور في درر اللآلي: عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، انه قال: « لا تدخل الملائكة بيتا فيه صورة، ولا كلب، ولا جنب ».

٣٩٧٥ / ٤ - وفي عوالي اللآلي: عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ أنه قال:

____________________________

الباب - ٣

١ - الجعفريات ص ٢٥٠.

(١) مابين المعقوفتين ليس في المخطوط، وأثبتناه من الطبعة الحجرية والمصدر.

٢ - مكارم الاخلاق ص ٤٥٢.

٣ - درر اللآلي ج ١ ص ١١٨.

٤ - عوالي اللآلي ج ١ ص ١٢٢ ذيل الحديث ٥١.

٤٥٣

في حديث « ومن صور صورة عذب حتى ينفخ فيه (١) الروح، وليس بنافخ ».

٣٩٧٦ / ٥ - القطب الراوندي في لبّ اللباب: روي أنه يخرج عنق من النار فيقول: أين من كذب على الله؟ وأين من ضادّ الله؟ وأين من استخف بالله؟ فيقولون: ومن هذه الأصناف الثلاثة؟ فيقول: من سحر فقد كذب على الله، ومن صوّر التصاوير فقد ضاد الله، ومن ترائا في عمله فقد استخف بالله

٤ - ( باب كراهة رفع بناء البيت، أكثر من سبعة أذرع، أو ثمانية )

٣٩٧٧ / ١ - الطبرسي في مكارم الأخلاق: عن أبي جعفر عليه‌السلام ، أتى رجل فشكا: أخرجتنا الجن من منازلنا، يعني عمار منازلهم، فقال عليه‌السلام: « اجعلوا سقوف بيوتكم سبعة أذرع، واجعلوا الحمام في أكناف الدار »، قال الرجل: ففعلنا ذلك (١). فما رأينا شيئا نكرهه.

____________________________

(١) في المصدر: فيها.

٥ - لبّ اللباب: مخطوط

الباب - ٤

١ - مكارم الأخلاق ص ١٤٨

(١) ذلك: ليس في المصدر

٤٥٤

٥ - ( باب استحباب كتابة آية الكرسي، دوراً على رأس ثمانية أذرع، من الجدار، إذا زاد ارتفاعه عنها، ولو كان مسجداً ).

٣٩٧٨ / ١ - أحمد بن محمّد السياري في كتاب التنزيل والتحريف: عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال: « كلّ سمك بيت جاوز سبع أذرع مسكون، الّا أن يكتب فيه آية الكرسي، فان كتب لم يقر به الشيطان (١) ».

٦ - ( باب كراهة البناء إلّا مع الحاجة إليه، وجواز هدمه عند الغنى عنه )

٣٩٧٩ / ١ - أبوعبدالله الصفواني في كتاب التعريف: عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « إذا أراد الله بعبد هوانا، انفق ماله في البنيان ».

٣٩٨٠ / ٢ - دعائم الإسلام: عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ أنه قال: « ان لله عزّوجلّ بقاعا يدعين المنتقمات، يصب عليهن من منع ماله من حقه، فينفقه فيهنّ ».

٣٩٨١ / ٣ - كتاب حسين بن عثمان بن شريك: قال رأيت أبا الحسن عليه‌السلام قد بنى بمنى بناء ثم هدمه.

____________________________

الباب - ٥

١ - كتاب التنزيل والتحريف ص ١٠ ب.

(١) في المصدر: تقربه الشياطين.

الباب - ٦

١ - التعريف ص ٧.

٢ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٤٧.

٣ - كتاب حسين بن عثمان بن شريك ص ١١٢.

٤٥٥

٧ - ( باب استحباب كنس البيوت والافنية، وغسل الاناء )

٣٩٨٢ / ١ - جامع الأخبار: قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « عشرون خصلة تورث الفقر - إلى أن قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ -: ووضع القصاع والأواني غير مغسولة - إلى ان قال -: وقال أميرالمؤمنين عليه‌السلام: ألا اُنبّئكم بعد ذلك بما يزيد في الرزق؟ قالوا بلى يا أميرالمؤمنين قال: الجمع بين الصلاتين - إلى أن قال عليه‌السلام - وكسح (١) الفناء يزيد في الرزق ».

٣٩٨٣ / ٢ - فقه الرضا عليه‌السلام: « وروي جصّص الدار، واكسح الافنية ونظفها، واسرج السراج قبل مغيب الشمس، كلّ ذلك ينفي الفقر ويزيد في الرزق »

٨ - ( باب كراهة مبيت القمامة في البيت، وجملة من الآداب )

٣٩٨٤ / ١ - سبط الشيخ الطبرسي في مشكاة الأنوار: عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام، أنه قال: « ترك نسج العنكبوت في البيت يورث الفقر والأكل على الجنابة يورث الفقر، والتمشط من قيام يورث الفقر، وترك القمامة في البيت يورث الفقر، واليمين الفاجرة تورث الفقر،

____________________________

الباب - ٧

١ - جامع الأخبار ص ١٤٥.

(١) الكَسْح: الكنس وفي حديث فاطمة عليها‌السلام: كَسَحَت البيتَ حتى اغبّرت ثيابها. (مجمع البحرين ج ٢ ص ٤٠٦).

٢ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ٤٨.

الباب - ٨

١ - مشكاة الأنوار ص ١٢٨.

٤٥٦

والزنا يورث الفقر، واظهار الحرص يورث الفقر، واعتياد الكذب يورث الفقر، وكثرة الاستماع إلى الغناء يورث الفقر، وقطيعة الرحم تورث الفقر ».

٩ - ( باب كراهة دخول بيت مظلم بغير مصباح، واستحباب اسراج السراج، قبل مغيب الشمس )

٣٩٨٥ / ١ - الجعفريات: أخبرنا محمّد، حدثني موسى، حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام، قال: « نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ أن يدخل بيتا مظلما إلّا بمصباح ».

٣٩٨٦ / ٢ - وبهذا الاسناد قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « لكلّ شئ (أنف، وأنف) (١) المعروف تعجيل السراج ».

وتقدم (٢) في الرضوي: « ان اسراج السراج قبل مغيب الشمس ينفي الفقر، ويزيد في الرزق ».

١٠ - ( باب استحباب تنظيف البيوت من حوك العنكبوت، وكراهة تركه )

٣٩٨٧ / ١ - جامع الأخبار: عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، أنّه عدّ من

____________________________

الباب - ٩

١ - الجعفريات ص ١٦٨.

٢ - الجعفريات ص ١٥٢.

(١) مابين القوسين بياض في المصدر.

(٢) تقدّم في الباب ٧ ح ٢.

الباب - ١٠

١ - جامع الأخبار ص ١٤٥.

٤٥٧

الخصال العشرين التي تورث الفقر، وترك بيوت العنكبوت.

وتقدم عن مشكاة الطبرسي (١)، قول أميرالمؤمنين عليه‌السلام: « إن ترك نسج العنكبوت في البيت، يورث الفقر ».

١١ - ( باب استحباب التسليم على الأهل، عند دخول الانسان منزله، وإلّا فعلى نفسه، وقراءة الاخلاص )

٣٩٨٨ / ١ - جامع الأخبار: عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال: « إذا دخلت منزلك، فقل: بسم الله وبالله، وسلّم على أهلك، فإن لم يكن فيه أحد، فقل: بسم الله، وسلّم (١) على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ وعلى أهل بيته، والسلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، فإذا قلت ذلك فرّ الشيطان من منزلك ».

٣٩٨٩ / ٢ - فقه الرضا عليه‌السلام: « وإذا دخلت منزلك، فسلّم على أهلك، فإن لم يكن فيه أحد فقل: بسم الله وبالله، والسلام على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، والسلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ».

٣٩٩٠ / ٣ - القطب الراوندي في لب اللباب: عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، أنه قال: « من قرأها - أي قل هو الله أحد -

____________________________

(١) تقدم في الباب ٨ ح ١ مشكاة الأنوار ص ١٢٨.

الباب - ١١

١ - جامع الأخبار ص ١٠٤.

(١) في المصدر: وسلام.

٢ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ٥٤.

٣ - لب اللباب: مخطوط.

٤٥٨

حين يدخل بيته، نفي عنه الفقر ».

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ لأبي ذر: « إن أردت أن يكثر خير بيتك، فإذا دخلت منزلك فسلّم عليهم ».

٣٩٩١ / ٤ - كتاب جعفر بن محمّد بن شريح الحضرمي: عن حميد بن شعيب السبيعي، عن جابر، قال: سمعته عليه‌السلام يقول: « إذا دخلت منزلك، فقل: بسم الله أشهد أن لا إله إلّا الله، وأنّ محمّدا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، وعلى أهل بيته، وسلّم على أهلك، وإن لم يكن فيه أحد، فقل: بسم الله وسلام على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، فإذا قال ذلك فرّ الشيطان من منزله ».

١٢ - ( باب استحباب اغلاق الأبواب، وتغطية الأواني وايكائها *، واطفاء السراج، واخراج النار عند النوم، وكراهة ترك ذلك )

٣٩٩٢ / ١ - جامع الأخبار: عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، انه عدّ من الخصال التي تورث الفقر: وضع أواني الماء غير مغطاة الرؤوس.

٣٩٩٣ / ٢ - عوالي اللآلي: عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال: « لا تتركوا النار في بيوتكم حين تنامون ».

____________________________

٤ - كتاب جعفر بن محمّد الحضرمي ص ٧١.

الباب - ١٢

*- الايكاء: شدّ فم السقاء أو الوعاء بخيط أو نحوه (لسان العرب ج ١٥ ص ٤٠٥).

١ - جامع الأخبار ص ١٤٥.

٢ - عوالي اللآلي ج ١ ص ١٤٢ ح ٥٩.

٤٥٩

١٣ - ( باب استحباب التسمية، وقراءة الاخلاص عشراً، والدعاء بالمأثور، عند الخروج من المنزل، في سفر أو حضر، وعند دخوله )

٣٩٩٤ / ١ - فقه الرضا عليه‌السلام: « وإذا اردت الخروج من منزلك، فقل: بسم الله ولا حول ولا قوة الا بالله، توكلت على الله، فانّك إذا قلت هكذا، نادى ملك في قولك: بسم الله: هديت أيّها العبد، وفي قولك: لا حول ولا قوّة إلّا بالله، وقيت، وفي قولك: توكلت على الله: كفيت، فيقول الشيطان حينئذ، كيف لي بعبد هدي ووقي وكفي، واقرأ قل هو الله أحد مرّة عن يمينك، ومرّة عن يسارك، ومرّة من خلفك، ومرّة من بين يديك، ومرّة من فوقك، ومرّة من تحتك، فانّك تكون في يومك كلّه في أمان الله ».

٣٩٩٥ / ٢ - زيد الزرّاد في أصله: قال: سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول: « إذا خرج احدكم من منزله، فليتصدق بصدقة، وليقل: اللهم اظلّني من تحت كنفك، وهب لي السلامة في وجهي هذا، ابتغاء السلامة والعافية والمغفرة وصرف (١) انواع البلاء، اللهم فاجعله لي أمانا في وجهي هذا، وحجابا وسترا ومانعا وحاجزا، من كلّ مكروه ومحذور وجميع أنواع البلاء، انك وهاب جواد، ماجد كريم، فإنك إذا فعلت ذلك وقلته، لم تزل في ظلّ صدقتك، ما نزل بلاء من السماء إلّا ودفعه عنك، ولا استقبلك بلاء في وجهك إلّا وصدمه (٢) عنك، ولا أرادك

____________________________

الباب - ١٣

١ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ٥٤.

٢ - كتاب زيد الزراد ص ١٠.

(١) في المصدر: واصرف عنّي.

(٢) في المصدر: صدّه، وفي نسخة منه: صرفه، والظاهر ان صدمه تصحيف.

٤٦٠

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518