موسوعة الأسئلة العقائديّة الجزء ٢

موسوعة الأسئلة العقائديّة0%

موسوعة الأسئلة العقائديّة مؤلف:
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
تصنيف: مكتبة العقائد
ISBN: 978-600-5213-02-7
الصفحات: 518

موسوعة الأسئلة العقائديّة

مؤلف: مركز الأبحاث العقائديّة
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
تصنيف:

ISBN: 978-600-5213-02-7
الصفحات: 518
المشاهدات: 226049
تحميل: 5360


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 518 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 226049 / تحميل: 5360
الحجم الحجم الحجم
موسوعة الأسئلة العقائديّة

موسوعة الأسئلة العقائديّة الجزء 2

مؤلف:
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
ISBN: 978-600-5213-02-7
العربية

أمّا كون أمير المؤمنينعليه‌السلام قد تزوّج بخولة بنت جعفر بن قيس ـ والدة محمّد ابن الحنفية ـ فغير ثابت أنّها من سبي حروب الردّة ، بل هي سبيت في أيّام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، كما عليه أبو الحسن علي بن محمّد بن سيف المدائني ، حيث قال : هي سبية في أيّام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قالوا : بعث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله علياًعليه‌السلام إلى اليمن ، فأصاب خولة في بني زبيد ، وقد ارتدّوا مع عمرو بن معدي كرب فصارت في سهم عليعليه‌السلام .

فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «إن ولدت منك غلاماً فسمّه باسمي ، وكنّه بكنيتي » ، فولدت له بعد موت فاطمةعليها‌السلام محمّداً ، فكنّاه أبا القاسم ، نقل كلام المدائني القاضي النعمان المغربي في شرح الأخبار(١) .

وظهر من ذلك : أنّ خولة سبيت في حروب الردّة في زمن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، لا كما يتوهّم البعض : أنّها سبيت في حروب الردّة في زمن أبي بكر.

أما زواج الإمام الحسينعليه‌السلام من سبي فارس فإنّ الإمام عليعليه‌السلام لم يتعامل معهم بعنوان سبي ، بل تعامل معهم كمسلمين ، وكان تزويج أحد بنات كسرى للحسينعليه‌السلام لا لكونهن سبيّات ، بل لكونهن بنات ملوك حرّات ، قد استنقذها الإمامعليه‌السلام من أيديهم ، وهي ظاهر رواية ابن شهر آشوب في المناقب ، وإليك نصّها :

« لما ورد بسبي الفرس إلى المدينة أراد عمر أن يبيع النساء ، وأن يجعل الرجال عبيد العرب ، وعزم على أن يحملوا العليل والضعيف ، والشيخ الكبير في الطواف ، وحول البيت على ظهورهم ، فقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : «إنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : أكرموا كريم قوم وإن خالفوكم ، وهؤلاء الفرس حكماء كرماء ، فقد ألقوا السلام ، ورغبوا في الإسلام ، وقد أعتقت منهم لوجه الله حقّي ، وحقّ بني هاشم » ، فقالت المهاجرون والأنصار : قد وهبنا حقّنا لك يا أخا رسول الله ، فقال : «اللّهم فاشهد فإنّهم قد وهبوا ، وقبلت وأعتقت » ، فقال عمر :

__________________

١ ـ شرح الأخبار ٣ / ٢٩٦.

٦١

سبق إليها علي بن أبي طالب ، ونقض عزمي في الأعاجم.

ورغب جماعة في بنات الملوك أن يستنكحوهن ، فقال أمير المؤمنين : «نخيّر ولا نكرههن » ، فأشار أكبرهم إلى تخيير شهر بانو بنت يزد جرد ، فحجبت وأبت ، فقيل لها : أيا كريمة قومها من تختارين من خطّابك؟ وهل أنت راضية بالبعل؟ فسكتت ، فقال أمير المؤمنين : «قد رضيت ، وبقي الاختيار بعد سكوتها إقرارها » ، فأعادوا القول في التخيير ، فقالت : لست ممّن يعدل عن النور الساطع ، والشهاب اللامع الحسين إن كنت مخيّرة »(١) .

ويظهر أنّ تعامل أمير المؤمنينعليه‌السلام مع هؤلاء ليس تعامل الرقيق والإماء ، ممّا يعني أنّ الإمامعليه‌السلام لم يتعامل معهم أسرى حرب ، كما هو ظاهر الرواية.

هذا ولو تنزّلنا وقلنا بأنّ الإمامعليه‌السلام قد تعامل معهم أسرى حرب ، فإنّهعليه‌السلام بصفة الخليفة الواقعي بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، له إقرار هذه الحرب لمصلحة يراها هوعليه‌السلام ، وإن كان ظاهراً من يقوم بالأمر غير الخليفة الشرعي ، أي إقرار الإمام للحرب ، أو عدم إقراره من شؤون إمامته ، وكذا كثير من الموارد التي يتصرّف بها الإمامعليه‌السلام ضمن شؤون ولايته الإلهيّة ، وإن كان الأمر في الظاهر لغيره.

فتبيّن : أنّ زواج الإمام الحسينعليه‌السلام من سبي فارس لا يدلّ على مشروعية خلافتهم ، إذ لا ملازمة بين عملهم ومشروعية خلافتهم ، فإنّ الله ينصر دينه على أيدي أناسٍ لا خلاق لهم كما هو وارد ، ففي صحيح البخاريّ باب بعنوان ( إنّ الله يؤيد الدين بالرجل الفاجر ).

( وليد محمّد ـ الإمارات ـ )

كراماته في طريقه لصفّين :

س : ما معنى الرواية التالية ، والتي احتوت على مفردات أجنبية : أثناء وجود أمير المؤمنين في صفّين ، نزلوا بمكان ليس به ماء ، ثمّ أمرهم بحفر حفرة ،

__________________

١ ـ مناقب آل أبي طالب ٣ / ٢٠٨.

٦٢

فإذا بصخرة عظيمة تلمع كاللجين ، فأمرهم برفعها ولم يستطيعوا ، وهم مائة رجل ، فدنا منها أمير المؤمنين ، ورفع يديه إلى السماء قائلاً : « طاب طاب مربا بما طبيوثا بوثة شتميا كوبا جاحا نوثا توديثا برحوثا آمين آمين ربّ هارون وموسى » ، ثمّ اجتذبها فرماها أربعين ذراعاً ، ثمّ ظهر لنا ماءً أعذب من العسل ، وابرد من الثلج.

المطلوب معنى الكلمات الأجنبية ، وفّقكم الله.

ج : نحبّذ أوّلاً أن نذكر الرواية كاملة ، كي نعطي صورة مجملة عن القصّة ، فقد أوردها الشيخ الصدوق ( قدس سره ) مسندة إلى حبيب بن الجهم قال : لمّا دخل بنا علي بن أبي طالبعليه‌السلام إلى بلاد صفّين ، نزل بقرية يقال لها صندوداء ، ثمّ أمرنا فعبرنا عنها ، ثمّ عرّس بنا في أرض بلقع ، فقام إليه مالك بن الحارث الأشتر ، فقال : يا أمير المؤمنين : أتنزل الناس على غير ماء؟

فقال : «يا مالك ، إنّ الله عزّ وجلّ سيسقينا في هذا المكان ماءً أعذب من الشهد ، وألين من الزبد الزلال ، وأبرد من الثلج ، وأصفى من الياقوت » ، فتعجّبنا ولا عجب من قول أمير المؤمنينعليه‌السلام .

ثمّ أقبل يجرّ رداءه ، وبيده سيفه حتّى وقف على أرض بلقع ، فقال : «يا مالك احتفر أنت وأصحابك ».

فقال مالك : احتفرنا فإذا نحن بصخرة سوداء عظيمة ، فيها حلقة تبرق كاللجين ، فقال لنا : «روموها » ، فرمناها بأجمعنا ، ونحن مائة رجل ، فلم نستطع أن نزيلها عن موضعها ، فدنا أمير المؤمنينعليه‌السلام رافعاً يده إلى السماء يدعو ، وهو يقول : «طاب طاب مريا عالم طيّبوا ثابوثه شمثيا كوبا حاحانو ثاتو ديثابر حوثا آمين آمين ربّ العالمين ربّ موسى وهارون » ، ثمّ اجتذبها فرماها عن العين أربعين ذراعاً.

قال مالك بن الحارث الأشتر : فظهر لنا ماء أعذب من الشهد ، وأبرد من الثلج ، وأصفى من الياقوت ، فشربنا وسقينا ، ثمّ ردّ الصخرة ، وأمرنا أن نحثو عليها التراب.

٦٣

ثمّ ارتحل ، فما سرنا إلاّ غير بعيد قال : «من منكم يعرف موضع العين »؟ فقلنا : كلّنا يا أمير المؤمنين ، فرجعنا فطلبنا العين ، فخفي مكانها علينا أشدّ خفاء ، فظننا أنّ أمير المؤمنينعليه‌السلام قد رهقه العطش ، فأومأنا بأطرافنا ، فإذا نحن بصومعة راهب فدنونا منها ، فإذا نحن براهب قد سقط حاجباه على عينيه من الكبر ، فقلنا : يا راهب عندك ماء نسقي منه صاحبنا؟

قال : عندي ماء قد استعذبته منذ يومين ، فأنزل إلينا ماء مرّاً خشناً ، فقلنا : هذا قد استعذبته منذ يومين؟ فكيف لو شربت من الماء الذي سقانا منه صاحبنا؟ وحدّثناه بالأمر ، فقال : صاحبكم هذا نبيّ؟ قلنا : لا ، ولكنّه وصيّ نبيّ.

فنزل إلينا بعد وحشته منّا ، وقال : انطلقوا بي إلى صاحبكم ، فانطلقنا به ، فلمّا بصر به أمير المؤمنينعليه‌السلام قال : «شمعون »؟ قال الراهب : نعم شمعون ، هذا اسم سمّتني به أُمّي ، ما أطلع عليه أحد إلاّ الله تبارك وتعالى ، ثمّ أنت ، فكيف عرفته؟ فأتمّ حتّى أتمّه لك.

قال : «وما تشاء يا شمعون »؟ قال : هذا العين واسمه ، قال : «هذا العين راحوما وهو من الجنّة ، شرب منه ثلاثمائة وثلاثة عشر وصيّاً ، وأنا آخر الوصيّين شربت منه ».

قال الراهب : هكذا وجدت في جميع كتب الإنجيل ، وأنا أشهد أن لا إله إلاّ الله ، وأنّ محمّداً رسول الله ، وأنّك وصيّ محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله .

ثمّ رحل أمير المؤمنينعليه‌السلام والراهب يقدمه حتّى نزل بصفّين ، ونزل معه بعابدين ، والتقى الصفّان ، فكان أوّل من أصابته الشهادة الراهب ، فنزل أمير المؤمنينعليه‌السلام ـ وعيناه تهملان ـ وهو يقول : «المرء مع من أحبّ ، الراهب معنا يوم القيامة ، ورفيقي في الجنّة »(١) .

__________________

١ ـ الأمالي للشيخ الصدوق : ٢٥١.

٦٤

وعلّق العلاّمة المجلسيّ على هذه الرواية بقوله : « بيان : البلقع والبلقعة : الأرض القفر التي لا ماء بها »(١) .

وقد روى هذه الواقعة أهل السير والتاريخ وبألفاظ مختلفة عمّا هنا ، والقصّة واحدة ، ولاشكّ أنّ عدم ضبط حروفه وكلماته واعجامه وإهماله يصعب علينا الطريق ، بل يعميه حتّى لو أردنا استشراف الكلمات من لغات أُخرى كالعبرية ، أو السريانية ، أو الآرية التي نحتمل أن يكون الدعاء بلغتهم.

وبين كلّ هذه النصوص فرق كبير ، لعلّ منشأه عدّة أُمور ، أهمّها : إنّ هذه ألفاظ كانت غريبة عن الرواة ، فتناقلتها الصدور ، ثمّ ضبطتها ـ كما سمعتها ـ السطور ، مع اختلاف طبيعي في المُسمع والسامع والكاتب ، هذا في كلّ طبقة طبقة من أسانيد الرواة ، إلى أن وصل الحال إلى المصادر مع اختلافها ، والطبعات وتعدّدها.

وهو أمر ظاهر في كلّ لفظ أجنبي أو غريب ، وحشي على السامع أو الناقل ، ويؤيّد ما ذكرناه ، أنا تابعنا ألفاظ الحديث فوجدناها مختلفة ، وقد قربت بعض كلماته عن بعض ، وفصلت عن آخر ، ممّا كان وليد ذاك أنّا لم نحصل على توافق في كلمة واحدة من الحديث.

نعم قد اتّفقت هذه الروايات على كلمة : « طاب طاب » و « عالم ».

ونجد ابن شهر آشوب عند تعداد أسماء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في الكتاب الكريم ، والكتب السماوية قال : ومنها العالم ، ثمّ قال : وفي الإنجيل : طاب طاب أحمد ، ويقال : يعني طيب طيب(٢) .

وورد أيضاً في كتاب الفضائل عن الواقدي ـ في حديث مفصّل ـ : جاء فيه خطاب جبرائيلعليه‌السلام لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «السلام عليك يا محمّد ، السلام عليك

__________________

١ ـ بحار الأنوار٣٣ / ٤١.

٢ ـ مناقب آل أبي طالب ١ / ١٣٢.

٦٥

يا أحمد السلام عليك يا طاب يا طاب ، السلام عليك يا سيّد يا سيّد »(١) .

ولعلّ في ما ذكر من ألفاظ الدعاء نوع إشارة خاصّة ، ورمز معيّن قصد به حلّ المشكلة ، لا أنّه دعاء عام يقرأ ويدعى به ، أو يستن به ويتابع عليه ، إذ لا يراد منه الحفظ ، أو التعلّم والتعليم.

وبعد كلّ هذا ، لا ننسى أنّ الهدف في نقل هذه الواقعة هو بيان إعجازها ، وذكر كرامة لسيّد الأوصياءعليه‌السلام فيها ، لا نقل الدعاء وضبطه كما لا يخفى.

هذا ، وإن جهلنا بأمثال هذه الأُمور لا يغيّر من الحقّ شيئاً.

( سلوى ـ الإمارات ـ سنّية )

منزلته عند الله ورسوله :

س : ماذا يعني لكم الصحابيّ علي عليه‌السلام ؟ وهل هو بمنزلة أي صحابيّ آخر؟ أم أنّ له منزلة أُخرى؟ فإن كان الجواب بنعم ، فنريد أن نعرف السبب؟

ج : نحن نعتقد أنّ منزلة الصحابيّ علي بن أبي طالبعليه‌السلام عند الله تعالى وعند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله تختلف عن منزلة بقية الصحابة ، باعتباره :

أوّلاً : إنّه خليفة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بالنصّ بخلاف الآخرين ، كما جاء في حديث الدار ـ «إنّ هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا »(٢) ـ والأحاديث الأُخرى.

وثانياً : إنّ منزلته من النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله كمنزلة هارون من موسى ، كما جاء في حديث المنزلة.

__________________

١ ـ الفضائل : ٣٣.

٢ ـ تاريخ الأُمم والملوك ٢ / ٦٢ ، كنز العمّال ١٣ / ١١٤ ، شرح نهج البلاغة ١٣ / ٢١١ ، جواهر المطالب ١ / ٨٠ ، جامع البيان ١٩ / ١٤٩ ، شواهد التنزيل ١ / ٤٨٦ ، تفسير القرآن العظيم ٣ / ٣٦٤ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٤٩ ، السيرة النبوية لابن كثير ١ / ٤٥٩.

٦٦

وثالثاً : إنّهعليه‌السلام وليّ كلّ مؤمن ومؤمنة بعد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، كما جاء في حديث الغدير وغيره.

ورابعاً : إنّهعليه‌السلام معصوم كالنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، كما جاء في آية التطهير ، وحديث الثقلين ، و

« علي حسن لاري ـ البحرين ـ ١٥ سنة ـ طالب ثانوية »

نزول( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ) فيه من مصادر سنّية :

س : لا يخفى علينا ولا عليكم أنّ الآية الكريمة : ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللهِ ) (٢) ، نزلت في مولانا أمير المؤمنين عليه‌السلام ، ولكن ما هو الدليل أو الأدلّة على ذلك من مصادر إخواننا أهل السنّة؟ شكراً والسلام.

ج : ورد ذلك في عدّة مصادر سنّية ، كتاريخ مدينة دمشق لابن عساكر ، وشواهد التنزيل للحسكاني ، وجواهر المطالب لابن الدمشقي ، ينابيع المودّة للقندوزي ، نور الأبصار للشبلنجي ، وغيرها(١) .

( عبد الحميد شحو ـ المغرب ـ )

لم يحرق أحداً :

س : هل صحيح أنّ الإمام علي عليه‌السلام حرق بعض الأشخاص؟ ولماذا؟

ج : قد وردت بعض الروايات تشير إلى هذا الحادث في المجامع الحديثية عند الفريقين ، ولكن بأجمعها قابلة للنقاش في السند والدلالة ، وبما أنّها كذلك

__________________

١ ـ البقرة : ٢٠٧.

٢ ـ أُنظر : تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٦٧ ، شواهد التنزيل ١ / ١٢٣ و ١٢٧ و ١٢٩ و ١٣١ ، جواهر المطالب ١ / ٢١٧ ، ينابيع المودّة ١ / ٢٧٤ ، نور الأبصار : ١٣٢.

٦٧

فتفقد الحجّية ، ولا يمكن الاعتماد عليها ، والالتزام بمفادها.

هذا ، وقد جاءت أحاديث أُخرى مسلّمة الدلالة عند الفريقين تصرّح بحكم القتل في مورد المرتدّ ـ بشروط ذكرت في محلّها ـ فتنفي الإحراق ، وعليه فظاهر هذه الروايات متعارضة مع القسم الأوّل ـ إن فرضت صحّتها ـ.

ثمّ إنّ فتوى العلماء والأصحاب من القديم والحديث يرد الحرق ، ويؤيّد القتل بالنسبة للمرتدّ ، وهذا بدوره يكون موهناً من حيث الدلالة لروايات الحرق.

وبالجملة : فروايات الحرق مردودة سنداً ودلالة ، ومع التسليم والتنزّل فهي متعارضة مع روايات أُخرى مسلّمة السند والدلالة ، وأيضاً مع فتوى الفقهاء ، وأصحاب الرأي من الفريقين في حكم المرتدّ بأنّه القتل لا الحرق.

« ـ ـ »

معنى استغفاره لربّه :

س : يرجى الإجابة على هذا السؤال :

هل الإمام علي عليه‌السلام سأل الله تعالى أن يتغفر ذنوبه؟ وهل كان عنده ذنوب؟

ج : جاءت في بعض الأدعية عبارات قد توهم استغفار المعصومينعليهم‌السلام ، ولكن المقصود منها ليس كما يتوهّم ، لوجوه :

منها : إنّ أدلّة العصمة بأُسسها العقليّة والنقليّة قائمة في الموضوع ، فكلّما لا يوافق هذه الأدلّة يجب أن ينظر فيه ، فلا تنثلم بهذه الفقرات ـ أو أي مثال آخر ـ عصمة المعصومينعليهم‌السلام ، بل إنّها يجب أن تفسّر على ضوء العصمة.

ومنها : إنّ أمثال هذه العبارات هي كلمات تعليمية للآخرين ، حتّى يتعرّفوا على الطريقة الصحيحة في اتصالهم ببارئهم تعالى من إذلال أنفسهم ، والاعتراف بذنوبهم ، وسؤال المغفرة منه.

٦٨

ومنها : إنّ المراد في أمثال هذه الموارد هو : رجاء نيل المراتب العليا من القربة لدى الله تعالى ، فكأنّما الإمامعليه‌السلام يرى تصرّفاته وتقلّباته في شؤون الحياة لا تليق للعرض على الله تعالى ، أو أنّ ترك الأولى بمنزلة الذنب في ساحة كبريائه عزّ وجلّ ، فهذا كلّه يوجب خضوع الإمامعليه‌السلام ، بحيث لا يرى لنفسه شأناً ، ولا لأعماله قدراً ، بل يحسب أنّ أعماله كلّها لا تساوي شيئاً ، وهذا منتهى الخضوع والخشوع.

« زائر ـ ـ »

قسيم الجنّة والنار :

س : وجدت هذا الحديث في كتيّب : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « إذا جمع الله الأوّلين والآخرين يوم القيامة ، ونصب الصراط على جسر جهنم ، ما جازها أحد حتّى كانت معه براءة بولاية علي بن أبي طالب » (١) .

فما المقصود من براءة بولاية علي بن أبي طالبعليه‌السلام ؟

وما حقيقة ما نسمعه من أنّ الإمامعليه‌السلام يحاسب الناس يوم القيامة ويدخلهم الجنّة؟

ج : المراد من البراءة أي صكّ البراءة من النار ، كما أنّ هذه الكلمة وردت في بعض الألفاظ الأُخرى لهذا الحديث ، وأيضاً ورد في الحديث لفظ الجواز : «لا يجوز أحد الصراط إلاّ من كتب له علي الجواز »(٢) ، أي جواز مرور على الصراط.

وكلّ هذه الألفاظ تشير إلى معنى واحد وهو : إنّ أمير المؤمنينعليه‌السلام قسيم الجنّة والنار ، أي يميّز المؤمنين عن الكافرين والمنافقين ، ومن الطبيعي أن لا يدخل الجنّة إلاّ من كان قائلاً بولايتهعليه‌السلام .

__________________

١ ـ جواهر المطالب ١ / ٨٨.

٢ ـ الرياض النضرة ٣ / ١١٨ ، ينابيع المودّة ٢ / ٤٠٤ و ٣ / ٢٣٠.

٦٩

( مخلص ـ بريطانيا ـ )

مصادر تثبت ولادته في الكعبة :

س : الإخوة الأعزاء في هذا المنتدى ، أُودّ أن تزوّدونا بالمصادر التي تثبت أنّ أمير المؤمنين عليه‌السلام ولد في الكعبة ، وما حكم من ينكر هذه المنقبة له عليه‌السلام من الشيعة؟ وهل يعتبر ضالاً أم ماذا؟ وما رأي المراجع حفظهم الله في ذلك؟ ولكم الأجر الكثير.

ج : إنّ قضية ولادة الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام من القضايا التي تطابق على إثباتها الرواة ، وتضافر النقل لها ، وتواتر الأسانيد إليها ، ونقلتها مصادر الفريقين.

فمن مصادر أهل السنّة :

١ ـ المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوريّ ، حيث قال : « فقد تواترت الأخبار أنّ فاطمة بنت أسد ولِِِدت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في جوف الكعبة »(١) .

٢ ـ قال السيّد محمود الآلوسي ـ صاحب التفسير ـ في شرح الخريدة الغيبية في شرح القصيدة العينية لعبد الباقي أفندي العمري عند قوله :

أنت العلي الذي فوق العلى رفعاً

ببطن مكّة عند البيت إذ وضعا

فقال : « وكون الأمير كرّم الله وجهه ولد في البيت أمر مشهور في الدنيا ، وذكر في كتب الفريقين السنّة والشيعة … »(٢) .

وللمزيد حول ولادة أمير المؤمنينعليه‌السلام في الكعبة راجع : إزالة الخفاء(٣) ،

__________________

١ ـ المستدرك ٣ / ٤٨٣.

٢ ـ الغدير ٦ / ٢٢.

٣ ـ إزالة الخفاء ٤ / ٤٠٦.

٧٠

الفصول المهمّة(١) ، مطالب السؤول(٢) ، نور الأبصار(٣) ، نظم درر السمطين(٤) ، مناقب الإمام علي(٥) ، وغيرها من المصادر(٦) .

وأمّا من مصادر الشيعة فراجع : الأمالي للشيخ الصدوق ، والأمالي للشيخ الطوسيّ ، والإرشاد ، وغيرها من المصادر(٧) .

وقد أجاد العلاّمة الأوردبادي حيث أفرد لهذا الموضوع كتاباً مستقلاً ، سمّاه « علي وليد الكعبة » ، أثبت فيه هذا الموضوع بالأدلّة النقليّة المتواترة.

وأمّا بالنسبة إلى حكم من أنكر هذه المنقبة فنقول : المنكر لمثل هذه المنقبة إن كان جاهلاً ، أو كان إنكاره عن شبهة ، فعلينا أن نرشده ونزيل الشبهة منه ، وإن كان من أهل العلم ، فإنّ إنكاره لمثل هذه المنقبة التي يعترف بها حتّى المخالف ، إنّما يكون لمرض في قلبه ، نسأل الله تعالى السلامة والعافية.

« ـ ـ »

ولايته شرط لقبول الأعمال :

س : أُريد منكم توضيح معنى كلمة أمير المؤمنين عليه‌السلام : « أنا الذي لا تقبل الأعمال إلاّ بولايتي ».

__________________

١ ـ الفصول المهمّة : ٣٠.

٢ ـ مطالب السؤول ١ / ٥١.

٣ ـ نور الأبصار : ١١٦.

٤ ـ نظم درر السمطين : ٨٠.

٥ ـ مناقب الإمام علي : ٥٨.

٦ ـ أُنظر : كفاية الطالب : ٤٠٧ ، تذكرة الخواص : ٢٠.

٧ ـ منتهى المطلب ٢ / ٨٨٩ ، تحرير الأحكام ١ / ١٣١ و ٢ / ١٢٠ ، خصائص الأئمّة : ٣٩ ، روضة الواعظين : ٧٦ و ٨١ ، مناقب آل أبي طالب ٢ / ٢٢ و ٤٥ و ٣ / ٣٨ و ٤٨ و ٥٩ و ٩١ ، المزار الكبير : ٢٠٧ ، الفضائل : ٥٦ ، إقبال الأعمال ٣ / ١٣١ ، المزار للشهيد الأوّل : ٩١ ، الأمالي للشيخ الصدوق : ١٩٥ ، معاني الأخبار : ٦٢ ، الأمالي للشيخ الطوسيّ : ٧٠٧ ، كشف الغمّة ١ / ٦١ ، كشف اليقين : ١٨ ، المقنعة : ٤٦١ ، السرائر ٣ / ٥٦٦ ، تهذيب الأحكام ٦ / ١٩ ، الإرشاد ١ / ٥ ، العمدة : ٨ ، إعلام الورى ١ / ٣٠٦.

٧١

ج : لم نجد مصدراً لهذه الرواية بهذا اللفظ ، وإن كان معناه صحيحاً ، وفيه وردت روايات كثيرة ، وتوضيحه كالتالي :

إنّ الولاية تعني اتباع الإمام وطاعته ، ومعلوم أنّ التكاليف والأحكام عموماً لا تعرف إلاّ عن طريق الإمام ، فاتباعه بمعنى اتباع ما أوضحه من أحكام ، وما بيّنه من تكاليف ، فإذا شذّ الإنسان عن اتباع الإمام وطاعته ، فسوف يسلك سبيلاً آخر يأخذ من خلاله أحكاماً لا تنسب إلى الله تعالى ، إذ الإمام منصوب من قبل الله تعالى بواسطة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فكلّ ما يفرضه الإمام مفروض من قبل الله تعالى ؛ حاكياً عن الواقع الذي لا التباس فيه ، واتباع غير الإمام لا يعني إلاّ اتباع وليجةٍ من دون الله ، وطريقاً غير الواقع ، قال تعالى :( وَلَمْ يَتَّخِذُواْ مِن دُونِ اللهِ وَلاَ رَسُولِهِ وَلاَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً ) (١) .

قال الإمام الباقرعليه‌السلام في صحيحة أبي الصباح الكنانيّ : «إيّاكم والولائج ، فإنّ كلّ وليجة دوننا فهي طاغوت »(٢) ، ومعلوم أنّ معنى الوليجة هي الدخيلة أو الجهة ، فاتخاذ أيّة جهة دونهم لا يعني إلاّ الانحراف عن الصراط واتباع الطاغوت.

عن أمير المؤمنينعليه‌السلام أنّه قال في أثناء كلام له في جمع من المهاجرين والأنصار في المسجد أيّام خلافة عثمان : «فأنشدكم الله عزّ وجلّ أتعلمون حيث نزلت : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ ) (٣) ، وحيث نزلت :( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) (٤) ، وحيث نزلت :( وَلَمْ يَتَّخِذُواْ مِن دُونِ اللهِ وَلاَ رَسُولِهِ وَلاَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً ) (٥) ؟قال الناس : يا رسول

__________________

١ ـ التوبة : ١٦.

٢ ـ تفسير العيّاشي ٢ / ٨٣ ، تفسير نور الثقلين ٢ / ١٩١.

٣ ـ النساء : ٥٩.

٤ ـ المائدة : ٥٥.

٥ ـ التوبة : ١٦.

٧٢

الله : أهذه خاصّة في بعض المؤمنين أم عامّة لجميعهم ؟

فأمر الله عزّ وجلّ نبيّه صلى‌الله‌عليه‌وآله أن يعلمهم ولاة أمرهم ، وأن يفسّر لهم من الولاية ما فسّر لهم من صلاتهم وزكاتهم ، وصومهم وحجّهم ، فنصبني للناس بغدير خم »(١) .

عن الإمام الصادق عن أبيهعليهما‌السلام قال : «نزل جبرائيل على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يا محمّد ، السلام يقرئك السلام ، ويقول : خلقت السماوات السبع وما فيهن ، والأرضين السبع وما عليهنّ ، وما خلقت خلقاً أعظم من الركن والمقام ، ولو أنّ عبداً دعاني هناك منذ خلقت السماوات والأرضين ، ثمّ لقيني جاحداً لولاية علي لأكببته في سقر »(٢) .

وعن الإمام الصادقعليه‌السلام كذلك قال : «إنّ أوّل ما يسأل العبد إذا وقف بين يدي الله جلّ جلاله الصلوات المفروضات ، وعن الزكاة المفروضة ، وعن الصيام المفروض ، وعن الحجّ المفروض ، وعن ولايتنا أهل البيت ، فإن أقرّ بولايتنا ثمّ مات عليها قبلت منه صلاته وصومه وزكاته وحجّه ، وإن لم يقرّ بولايتنا بين يدي الله جلّ جلاله ، لم يقبل الله عزّ وجلّ منه شيئاً من أعماله »(٣) .

وبذلك تبيّن : أنّ ولاية أمير المؤمنينعليه‌السلام وأهل بيته من بعده تأطّر أعمال الشخص ، دون أن تزيغ أو تنحرف عن الواقع ، وعن حكم الله تعالى ، وبهذا يمكن تفسير قول أمير المؤمنينعليه‌السلام .

جعلنا الله وإيّاكم من المتمسّكين بولايته ، والسائرين على نهجه.

__________________

١ ـ كمال الدين وتمام النعمة : ٢٧٦ ، تفسير نور الثقلين ١ / ٥٠٥ و ٦٤٤ و ٢ / ١٩٢ و ٥٠٠ ، ينابيع المودّة ١ / ٣٤٦.

٢ ـ المحاسن ١ / ٩٠ ، الأمالي للشيخ الصدوق : ٥٧٣ ، ثواب الأعمال : ٢١٠ ، روضة الواعظين : ١٢٦.

٣ ـ الأمالي للشيخ الصدوق : ٣٢٨ ، روضة الواعظين : ٣١٨.

٧٣

( هادي الفقيه ـ أمريكا ـ ٢١ سنة ـ هندسة الحاسبات )

نوره ونور النبيّ واحد :

س : أُريد أن أعرف حول حديث النور ، ما جاء فيه وكلّ شيء حوله؟ فأرجو الإجابة.

ج : هو حديث طويل ، ذكر فيه أمير المؤمنينعليه‌السلام كلاماً شريفاً حول النورانية ، وكيف أنّ الله تعالى قد خلقهعليه‌السلام ، وخلق رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من نور واحد.

روى العلاّمة المجلسيّ ( قدس سره ) : أنّ سلماناً وجندباً سألا أمير المؤمنينعليه‌السلام عن النورانية فقال : «كنت أنا ومحمّد نوراً واحداً من نور الله عزّ وجلّ ، فأمر الله تبارك وتعالى ذلك النور أن يشقّ ، فقال للنصف : كن محمّداً ، وقال للنصف : كن علياً ، فمنها قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : علي منّي وأنا من علي ، ولا يؤدّي عنّي إلاّ علي ، وقد وجّه أبا بكر ببراءة إلى مكّة ، فنزل جبرائيل عليه‌السلام ، فقال : يا محمّد ، قال : لبيك ، قال : إنّ الله يأمرك أن تؤدّيها أنت أو رجل عنك ، فوجّهني في استرداد أبي بكر ، فرددته فوجد في نفسه ، وقال : يا رسول الله ، أنزل فيّ القرآن؟ قال : لا ، ولكن لا يؤدّي إلاّ أنا وعلي ».

« يا سلمان ويا جندب » ، قالا : لبيك يا أخا رسول الله ، قالعليه‌السلام : « من لا يصلح لحمل صحيفة يؤدّيها عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كيف يصلح للإمامة؟

يا سلمان ويا جندب ، فأنا ورسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كنّا نوراً واحداً ، صار رسول الله محمّد المصطفى ، وصرت أنا وصيّه المرتضى ، وصار محمّد الناطق ، وصرت أنا الصامت ، وإنّه لابدّ في كلّ عصر من الإعصار أن يكون فيه ناطق وصامت.

يا سلمان صار محمّد المنذر ، وصرت أنا الهادي ، وذلك قوله عزّ وجلّ :

٧٤

( إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ) (١) ،فرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله المنذر ، وأنا الهادي »(٢) .

ثمّ إنّ الشيعة لم يتفرّدوا في هذه المرويات ، بل روى ذلك جمع من علماء السنّة ، منهم : الكنجيّ الشافعيّ في كفاية الطالب(٣) ، ابن المغازليّ في مناقب علي بن أبي طالب(٤) ، سبط بن الجوزيّ في تذكرة الخواص(٥) ، ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة(٦) ، الطبري في الرياض النضرة(٧) ، القندوزيّ الشافعيّ في ينابيع المودّة(٨) ، وابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق(٩) ، وابن الدمشقيّ في جواهر المطالب(١٠) .

هذه بعض مصادر علماء السنّة نقلناها ، وعليك بمتابعة الباقي فضلاً عن مصادرنا الشيعيّة.

( الهادي )

صك البراءة بيده من مصادر سنّية :

س : هل هذه الرواية موجودة في كتب أهل السنّة؟ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « إذا جمع الله الأوّلين والآخرين يوم القيامة ، ونصب الصراط على جسر جهنّم

__________________

١ ـ الرعد : ٧.

٢ ـ بحار الأنوار ٢٦ / ٣.

٣ ـ كفاية الطالب : ٣١٤.

٤ ـ مناقب الإمام علي : ١٢٠.

٥ ـ تذكرة الخواص : ٥١.

٦ ـ شرح نهج البلاغة ٩ / ١٧١.

٧ ـ الرياض النضرة ٣ / ١٠٣.

٨ ـ ينابيع المودّة ١ / ٤٧ و ٢ / ٣٠٧.

٩ ـ تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٦٧.

١٠ ـ جواهر المطالب ١ / ٦١.

٧٥

ما جازها أحد حتّى كانت معه براءة بولاية علي بن أبي طالب ».

أُريد ذكر تمام المصادر ، أو أكثرها ، وشكراً.

ج : قد ذكرت هذه الرواية في عدّة مصادر لأهل السنّة ، وبألفاظ مختلفة ، منها مثلاً : الرياض النضرة للطبريّ(٦) ، الصواعق المحرقة لابن حجر(٧) ، وغيرهما من المصادر(٨) .

هذا ، وقد روى هذا الحديث كلاً من الإمام عليعليه‌السلام ، وأنس ، وأبي بكر ، وأبي سعيد الخدريّ ، وابن عباس ، وعبد الله بن مسعود.

( أحمد جعفر ـ البحرين ـ ١٩ سنة ـ طالب جامعة )

معنى قوله : أنا الأوّل وأنا الآخر :

س : أيّها الأساتذة الكرام ، عندي تساؤل عن قول الإمام علي عليه‌السلام : « وأنا الأوّل وأنا الآخر ، وأنا الظاهر وأنا الباطن ، وأنا وارث الأرض » (١) .

ج : الوراثة على قسمين : وراثة ملكية ، كأن يورث الأب ولده قطعة من الأرض ، أو أي شيء آخر يتملّكه الإنسان ، ووراثة ملكوتية معنوية ، كوراثة الإمام المعصوم للأرض ، فإنّ زمام أُمورها في الواقع والباطن ، وفي ملكوتها وحكومتها إنّما هي بيد الإمام المعصومعليه‌السلام ـ أعم من النبيّ أو الوصيّعليهما‌السلام ـ وأمير المؤمنين عليعليه‌السلام هو سيّد الأوصياء ، فهو وارث الأرض ، والحاكم عليها في ملكوتها بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكذلك الأئمّة من بعده يرثون الأرض ، كلّ هذا بإذن الله ، فإنّ الله جعل لهم الأرض ، وأورثهم مقاليدها ، وحكومة ملكوتها وباطنها.

__________________

٦ ـ الرياض النضرة ٣ / ١١٨.

٧ ـ الصواعق المحرقة ٢ / ٣٦٩.

٨ ـ أُنظر : ينابيع المودّة ١ / ٣٣٥ ، مناقب الإمام علي : ١٤٠ و ١٤٧ و ٢١٨ ، تاريخ بغداد ٣ / ٣٨٠ و ١٠ / ٣٥٥ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٤ / ٢٥٤.

١ ـ اختيار معرفة الرجال ٢ / ٤٧١.

٧٦

وأمّا قولهعليه‌السلام : « أنا الأوّل أنا الآخر » ، فله معان كما يذكرها علماء الحديث ، منها : أنّه أوّل من آمن برسول الله في عالم الأنوار والأرواح والذرّ ، وكذلك في الدنيا فهو أوّل من اسلم به ، كما هو الآخر لرسول الله ، فإنّه آخر من كان مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقد فاضت روحه الشريفة في حجر أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فهو الأوّل وهو الآخر مع النبيّ الأعظم محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله .

وأمّا قولهعليه‌السلام : « وأنا الظاهر وأنا الباطن » ، فكذلك يحمل معاني دقيقة ، لا يلقّاها إلاّ ذو حظّ عظيم ، إلاّ أنّه من المعاني المألوفة كما ورد في الروايات عنهعليه‌السلام : أنّه الظاهر مع النبيّ محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله في نصرته وتأييده ، والباطن مع الأنبياء من آدم إلى الخاتم في نصرتهم بولايته العظمى التي أعطاها الله سبحانه إيّاه ، فهو مع الأنبياء في الباطن فهو الباطن ، ومع النبيّ في الظاهر فهو الظاهر.

وإذا أردت بعض المعاني الأُخرى فراجع كتاب « الأسرار العلوية » للشيخ محمّد فاضل المسعوديّ ، وغيره.

( أحمد ـ فرنسا ـ )

دابة الأرض :

س : ما هي دابة الأرض المذكورة في علامات الساعة؟

ج : إنّ دابة الأرض هي : الإمام عليعليه‌السلام ، كما ورد ذلك في رواياتنا :

فعن أبي بصير عن الإمام الصادقعليه‌السلام قال : « انتهى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام وهو نائم في المسجد ، قد جمع رملاً ، ووضع رأسه عليه ، فحرّكه برجله ، ثمّ قال : قم يا دابة الأرض.

فقال رجل من أصحابه : يا رسول الله أيسمّى بعضنا بعضاً بهذا الاسم؟

فقال : لا والله ، ما هو إلاّ له خاصّة ، وهو الدابة الذي ذكره الله في كتابه ، فقال عزّ وجلّ :( وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الأَرْضِ

٧٧

تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لاَ يُوقِنُونَ) (١) .

ثمّ قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا كان آخر الزمان أخرجك الله في أحسن صورة ، ومعك ميسم تسم به أعدائك »(٢) .

وفي رواية أُخرى عن الإمام الصادقعليه‌السلام أيضاً : « قال رجل لعمّار بن ياسر : يا أبا اليقضان ، إنّ آية في كتاب الله أفسدت قلبي وشكّكتني؟

قال : وأية آية هي؟

قال : قول الله :( وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لاَ يُوقِنُونَ ) فأية دابّة هي؟

قال عمّار : والله ما أجلس ولا آكل ولا أشرب حتّى أُريكها ، فجاء عمّار مع الرجل إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وهو يأكل تمراً وزبداً ، فقال له : يا أبا اليقضان : هلم ، فجلس عمّار ، وأقبل يأكل معه ، فتعجّب الرجل منه ، فلمّا قام عمّار ، قال له الرجل : سبحان الله يا أبا اليقضان ، حلفت أنّك لا تأكل ، ولا تشرب ، ولا تجلس ، حتّى ترينيها ، قال عمّار : قد أريتكها إن كنت تعقل »(٣) .

( معاذ ـ الأردن ـ سنّي ـ ٣٣ سنة. طالب جامعة )

مصادر سبّه من قبل الأمويّيّن :

س : إنّ بعض الناس هنا تنكر أنّ الأمويّين كانوا يشتمون علياً على المنابر؟ فهل ورد هذا الأمر في كتب أهل السنّة؟

حسب معلوماتي أنّي قرأت شيئاً من هذا القبيل ، بل حتّى أنّهم كانوا يشتمونه في دعاء القنوت ، فما مدى صحّة ذلك؟ وهل كان الشتم منتشراً ، أم

__________________

١ ـ النمل : ٨٢.

٢ ـ تفسير القمّيّ ٢ / ١٣٠.

٣ ـ المصدر السابق ٢ / ١٣١.

٧٨

أنّه حدث في حالات معيّنة ومحدودة؟

ج : إنّ التاريخ يشهد بأنّ الأمويّين ـ وابتداءً من معاوية ـ قد روّجوا هذه البدعة المحرّمة ، وعلى سبيل المثال ، نذكر بعض النماذج :

١ ـ لعن علي بن أبي طالبعليه‌السلام على منابر الشرق والغرب ، ولم يلعن على منبرها ـ أي سجستان ـ إلاّ مرّة ، وامتنعوا على بني أُمية وهو يلعن على منابر الحرمين مكّة والمدينة(١) .

٢ ـ وكتبت أُمّ سلمة زوج النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى معاوية : « إنّكم تلعنون الله ورسوله على منابركم ، وذلك أنّكم تلعنون علي بن أبي طالب ومن أحبّه ، وأنا أشهد أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أحبّه ، والله أحبّه ، فلم يلتفت معاوية إلى كلامها »(٢) .

٣ ـ إنّ معاوية كان يقول في آخر خطبته : اللهم إنّ أبا تراب ألحد في دينك ، وصدّ عن سبيلك ، فالعنه لعناً وبيلاً ، وعذّبه عذاباً أليماً.

وكتب بذلك إلى الآفاق ، فكانت هذه الكلمات يشار بها على المنابر إلى أيّام عمر بن عبد العزيز

وروى أبو عثمان أيضاً : إنّ قوماً من بني أُمية قالوا لمعاوية : يا أمير المؤمنين ، إنّك قد بلغت ما أملت ، فلو كففت عن هذا الرجل! فقال : لا والله ، حتّى يربو عليه الصغير ، ويهرم عليه الكبير ، ولا يذكر له ذاكر فضلاً(٣) .

٤ ـ إنّ بني أُمية لعنوا علياً على منابرهم سبعين سنة ، بما سنّه لهم معاوية من ذلك(٤) .

٥ ـ إنّ معاوية بن أبي سفيان لمّا ولّى المغيرة بن شعبة الكوفة في سنة ٤١ هـ دعاه ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال له : ولست تاركاً إيصاءك بخصلة :

__________________

١ ـ معجم البلدان ٣ / ١٩١.

٢ ـ جواهر المطالب ٢ / ٢٢٨.

٣ ـ شرح نهج البلاغة ٤ / ٥٧.

٤ ـ ربيع الأبرار ٢ / ١٨٦.

٧٩

لا تتحم عن شتم علي وذمّه والعيب على أصحاب علي والإقصاء لهم ، وترك الاستماع منهم ، وأقام المغيرة على الكوفة عاملاً لمعاوية ، سبع سنين وأشهراً ، وهو من أحسن شيء سيرة ، وأشدّه حبّاً للعافية ، غير أنّه لا يدع ذمّ علي والوقوع فيه(١) .

٦ ـ روى أهل السيرة : أنّ الوليد بن عبد الملك في خلافته ، ذكر علياًعليه‌السلام لعنه الله ـ بالجر ـ كان لصّ ابن لصّ(٢) .

٧ ـ وذكر المبرّد في الكامل : « إنّ خالد بن عبد الله القسريّ لمّا كان أمير العراق في خلافة هشام ، كان يلعن علياًعليه‌السلام على المنبر ، فيقول : اللهم اللعن علي بن أبي طالب »(٣) .

٨ ـ ودخل عليه ـ أي على خالد القسريّ ـ فراس بن جعدة بن هبيرة ، وبين يديه نبق ، فقال له : العن علي بن أبي طالب ، ولك بكل نبقة ديناراً(٤) .

٩ ـ فرأى ـ أي خالد القسري ـ يوماً عكرمة ، مولى ابن عباس ، وعلى رأسه عمامة سوداء ، فقال : إنّه بلغني أنّ هذا العبد يشبه علي بن أبي طالب ، وأنّي لأرجو أن يسوّد الله وجهه ، كما سوّد وجه ذاك(٥) .

١٠ ـ وأخبرني ابن شهاب بن عبد الله قال : قال لي خالد القسريّ : واكتب لي السيرة. فقلت له : فإنّه يمر بي الشيء من سير علي بن أبي طالبعليه‌السلام فأذكره ، فقال : لا ، إلاّ أن تراه في قعر الجحيم(٦) .

وأخيراً : فهذا غيض من فيض ، ولعلّ المتتبع للتاريخ والسير يعثر على زلاّت

__________________

١ ـ تاريخ الأُمم والملوك ٤ / ١٨٨.

٢ ـ شرح نهج البلاغة ٤ / ٥٨.

٣ ـ المصدر السابق ٤ / ٥٧.

٤ ـ الأغاني ١١ / ٢٨٢.

٥ ـ المصدر السابق ١١ / ٢٨٣.

٦ ـ المصدر السابق ١١ / ٢٨١.

٨٠