موسوعة الأسئلة العقائديّة الجزء ٣

موسوعة الأسئلة العقائديّة0%

موسوعة الأسئلة العقائديّة مؤلف:
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
تصنيف: مكتبة العقائد
ISBN: 978-600-5213-03-4
الصفحات: 621

موسوعة الأسئلة العقائديّة

مؤلف: مركز الأبحاث العقائديّة
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
تصنيف:

ISBN: 978-600-5213-03-4
الصفحات: 621
المشاهدات: 245503
تحميل: 5301


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 621 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 245503 / تحميل: 5301
الحجم الحجم الحجم
موسوعة الأسئلة العقائديّة

موسوعة الأسئلة العقائديّة الجزء 3

مؤلف:
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
ISBN: 978-600-5213-03-4
العربية

رواه ثقة ضابط ، وغلط فيه ، وغلطه فيه عرف أمّا بسبب ظاهر كما عرّفوا أنّ النبيّ تزوّج ميمونة وهو حلال ـ أي من الإحرام ـ وأنّه صلّى في البيت ركعتين ، وجعلوا رواية ابن عباس تزوّجها حراماً ـ أي وهو محرم ـ ، ولكونه لم يصل ممّا وقع فيه الغلط ، وكذلك أنّه اعتمر أربع عمر.

وعلموا أنّ قول ابن عمر أنّه اعتمر في رجب ممّا وقع فيه الغلط ، وعلموا أنّه تمتّع وهو آمن من حجّة الوداع ، وإنّ قول عثمان لعلي : كنّا يومئذ خائفين ، ممّا وقع فيه الغلط ، وأنّ ما وقع في بعض طرق البخاريّ : أنّ النار لا تمتلئ حتّى ينشئ الله لها خلقاً آخر ، ممّا وقع فيه الغلط ، وهذا كثير )(١) .

وقوله : ( وأنّ ما وقع في بعض طرق البخاريّ : أنّ النار لا تمتلئ ) ، يشير إلى رواية صحيح البخاريّ ، بسنده عن أبي هريرة ، عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : (اختصمت الجنّة والنار إلى ربّهما ، فقالت الجنّة : يا ربّ ، ما لها لا يدخلها إلاّ ضعفاء الناس وسقطهم ، وقالت النار : يعني أوثرت بالمتكبّرين ، فقال الله تعالى للجنّة : أنت رحمتي ، وقال للنار : أنت عذابي أصيب بك من أشاء ، ولكلّ واحدة منكما ملؤها .

قال : فأمّا الجنّة فإنّ الله لا يظلم من خلقه أحداً ، وإنّه ينشئ للنار من يشاء فيلقون فيها ، فتقول : هل من مزيد؟ ثلاثاً ، حتّى يضع فيها قدمه ، فتمتلئ ويرد بعضها إلى بعض ، وتقول : قط قط قط )(٢) .

قال ابن حجر : وقد قال جماعة من الأئمّة : أنّ هذا الموضع مقلوب ، جزم ابن القيّم بأنّه غلط ، واحتجّ بأنّ الله تعالى أخبر بأنّ جهنّم تمتلئ من إبليس وأتباعه ، وكذا أنكر الرواية شيخنا البلقيني ، واحتج بقوله تعالى :( وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ) (٣) .

____________

١ ـ مجموع الفتاوى ١٣ / ٣٥٢.

٢ ـ صحيح البخاريّ ٨ / ١٨٦.

٣ ـ الكهف : ٤٩ ، فتح الباري ١٣ / ٣٦٨.

٣٤١

فليقرأ السنّي هذا بإمعان ، وليعرف عمّن يأخذ دينه ، من كتاب هو عيبة سفاسف لا الجامع الصحيح كما سمّوه ، ممّا وقع فيه الغلط , وهذا كثير.

أقول للزاعم المهرّالجواب : أرأيت كيف حمل شيخ إسلامك على رموز أعلامك ، وكشف الغطاء عن بعض موارد الغلط والشطط عند زوامل الأسفار ، الذين يرون في صحيح البخاريّ أنّه أصحّ كتاب بعد كتاب الله؟

ولم يسلم صحيح مسلم من نقد ابن تيمية ، فقد قال في كتابه : ( وممّا قد يسمّى صحيحاً ما يصحّحه علماء الحديث ، وآخرون يخالفونهم في تصحيحه ، فيقولون : هو ضعف ليس بصحيح ، مثل ألفاظ رواها مسلم في صحيحه ، ونازعه في صحّتها غيره من أهل العلم ، إمّا مثله أو دونه أو فوقه ، فهذا لا يجزم بصدقه إلاّ بدليل ، مثل حديث ابن وعلة عن ابن عباس : أنّ رسول الله قال : (أيما إهاب دبغ فقد طهر ) ، فإنّ هذا انفرد به مسلم عن البخاريّ ، وقد ضعّفه الإمام أحمد وغيره ، وقد رواه مسلم )(١) .

ثمّ ذكر عدّة موارد أُخرى ، ولا أُريد أن أطيل الوقوف عند هذا الباب ، فإنّه لا يخلو منه كتاب غير كتاب الله تعالى الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

وكم من دراسات حديثة صدرت حول كتابي البخاريّ ومسلم وغيرهما من بقية الصحاح ، فأبانت عن الأخطاء والأوهام في المتون والأسانيد في تلك الكتب التي يسمّونها أصحابها والمتعبّدون بالأخذ بما فيها بالصحاح ، وهي فيها من الشاذّة والمردودة لنكارة فيها سنداً أو متناً.

وتعجبني كلمة الإمام الحافظ المحدّث العلاّمة أبي الفيض أحمد بن محمّد ابن الصدّيق الغماري الحسني ، المتوفّى ١٣٨٠ هـ ، قالها في خاتمة كتابه ـ المغير على الأحاديث الموضوعة في الجامع الصغير : ١٣٦ ، بعد أن ذكر العمدة في

____________

١ ـ مجموع الفتاوى ١٨ / ١٧.

٣٤٢

معرفة الحديث الموضوع ـ : ومنها وجود النكارة الظاهرة في متنه بركاكة اللفظ أو مخالفة المعنى للثابت المعروف ، وإن كان سنده صحيحاً.

قال : ( ومنها أحاديث الصحيحين ، فإنّ فيها ما هو مقطوع ببطلانه فلا تغتر بذلك ، ولا تتهيّب الحكم عليه بالوضع لما يذكرونه من الإجماع على صحّة ما فيهما ، فإنّها دعوى فارغة لا تثبت عند البحث والتمحيص ، فإنّ الإجماع على صحّة جميع أحاديث الصحيحين غير معقول ولا واقع ).

نقلاً بواسطة نحو تفعيل قواعد نقد متن الحديث ، إسماعيل الكردي ، وقد أقرّه على ذلك الشيخ ناصر الدين الألبانيّ المحدّث المشهور في مقدّمة كتابه آداب الزفاف : ٦٠ ، بعد ذكره عبارة الغماري تلك : وذه إمّا لا يشكّ فيه كلّ باحث متمرّس في هذه العلم ، وقد كنت ذكرت نحوه في مقدّمة شرح الطحاويّة الخ.

وقال الألبانيّ في إرواء الغليل ٥ / ٣٣ : ( وأمّا القول بأنّ من روى له البخاريّ فقد جاوز القنطرة ، فهو لا يلتفت إليه أهل التحقيق ، كأمثال ابن حجر العسقلانيّ ، ومن له اطلاع لابأس به على كتاب التقريب يعلم صدق ما نقول ).

وأخيراً : فأنا أهيب بكلّ سنّي باحث عن الحقّ ، وليس التعصّب الأعمى ، أن يتأمّل هذه الحقائق ، ويعرف الأُسس التي بنى عليها دينه ، وأنّ الأحاديث التي في الصحاح ، وخصوصاً في الصحيحين فيها أخبار ضعيفة وشاذّة ومنكرة ، بل وموضوعة ، بمعنى أنّها أحاديث مكذوبة ، وضعها الكذّابون والمفسدون لأغراض مهينة ومشينة ، فليتق الله ربّه ولا تخدعه زبرجة الألقاب ، والله هو الهادي إلى الصواب.

وأمّا ما جاء في آخر المسائل : من ردّ على كتاب البرقعي ، وكتاب حيدر علي قلمداران القمّيّ : فالجواب لو أراد الشيعة أن ينصبوا أنفسهم للردّ على كلّ كتاب يتناولهم بالسبّ والتهريج ، لأضاعوا أوقاتهم في غير فائدة ، فإنّ سماسرة

٣٤٣

الأقلام المشتراة في كلّ زمان ومكان ليس عندهم من جديد ما يفيد ، بل هو أجزاء طعام الآخرين من الأوّلين السابقين ، وما صدر عن أعلام الشيعة في جواب أُولئك يكفي.

( أبو حسين ـ هولندا ـ )

الفرق بين القدسيّ والنبويّ :

س : ما الفرق بين الحديث القدسيّ والحديث النبويّ الشريف؟ وجزاكم الله خير الجزاء.

ج : إنّ المقصود من الحديث النبويّ : هو الحديث الذي يحكي قول النبيّ محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أو فعله ، أو تقريره.

أمّا الحديث القدسيّ ، أو الإلهيّ ، أو الربّاني ، أو أسرار الوحي : هو كلّ حديث يضيف فيه المعصومعليه‌السلام قولاً إلى الله تعالى ، ولم يرد في القرآن الكريم.

أو قل : هو الكلام المنزل بألفاظ بعثها الله تعالى في ترتيبها المعيّن لا لغرض الإعجاز ، نظير قوله تعالى : (الصوم لي وأنا أجزي عليه )(١) ، أو (به )(٢) ، وبذا افترق عن القرآن الذي هو الكلام المنزل بألفاظه المعيّنة في ترتيبها المعيّن للإعجاز ، كما أنّه بخلاف الحديث النبويّ الذي هو الوحي إليهصلى‌الله‌عليه‌وآله بمعناه لا بألفاظه.

أمّا وجه إضافة الحديث القدسيّ إلى القدس ، فلأنّها الطهارة والتنزيه ، وإلى الإله والربّ لأنّه صادر منه ، وهو المتكلّم به والمنشئ له ، وإن كان جميعها صادراً بوحي إلهيّ ، لأنّ الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله كما قال تعالى :( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى

____________

١ ـ الكافي ٤ / ٦٣.

٢ ـ من لا يحضره الفقيه ٢ / ٧٥.

٣٤٤

إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى ) (١) ، ومن هنا كان من أسرار الوحي.

وبالجملة : فإنّ وجوه التمايز بين القرآن الكريم والحديث القدسيّ ، خمسة :

الأوّل : أنّ القرآن معجز والحديث القدسيّ لا يلزم أن يكون معجزاً.

الثاني : أنّ الصلاة لا تكون إلاّ بالقرآن بخلاف الحديث القدسيّ.

الثالث : أنّ جاحد القرآن يكفّر بخلاف جاحد الحديث القدسيّ.

الرابع : أنّ القرآن لابدّ فيه من كون جبرائيلعليه‌السلام وسيلة بين النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله وبين الله تعالى ، بخلاف الحديث القدسيّ.

الخامس : أنّ القرآن لا يمسّ إلاّ مع الطهارة ، والحديث القدسيّ يجوز مسّه من المحدث.

____________

١ ـ النجم : ٣ ـ ٤.

٣٤٥
٣٤٦

حديث اثني عشر خليفة :

( حسين حامد ـ أمريكا ـ )

النصوص المصرّحة بهم في كتب السنّة :

س : هل هناك حديث حول الأئمّة الاثني عشر بعد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله في كتب أهل السنّة؟ وما هو إذا وجد؟ وشكراً.

ج : لقد أخبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : بأنّ عدد الأئمّة الذين يلون الأمر من بعده اثنا عشر ، كما روى عنه ذلك أصحاب الصحاح والمسانيد الآتية :

١ ـ عن جابر بن سمرة قال : دخلت مع أبي على النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فسمعته يقول : (إنّ هذا الأمر لا ينقضي حتّى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة ) ، قال : ثمّ تكلّم بكلام خفي عليّ ، قال : فقلت لأبي : ما قال؟ قال : (كلّهم من قريش )(١) .

٢ ـ عن جابر بن سمرة قال : سمعت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : (لا يزال أمر الناس ماضياً ما وليهم اثنا عشر رجلاً ) ، ثمّ تكلّم النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بكلمة خفيت عليّ ، فسألت أبي : ماذا قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ فقال : ( كلّهم من قريش )(٢) .

٣ ـ عن سمّاك بن حرب قال : سمعت جابر بن سمرة يقول : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : (لا يزال الإسلام عزيزاً إلى اثني عشر خليفة ) ، ثمّ قال كلمة لم

____________

١ ـ صحيح مسلم ٦ / ٣.

٢ ـ نفس المصدر السابق.

٣٤٧

افهمها ، فقلت لأبي : ما قال؟ فقال : (كلّهم من قريش )(١) .

٤ ـ عن جابر بن سمرة قال : قال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : (لا يزال هذا الأمر عزيزاً إلى اثني عشر خليفة ) ، قال : ثمّ تكلّم بشيء لم افهمه ، فقلت لأبي : ما قال؟ فقال : (كلّهم من قريش )(٢) .

٥ ـ عن جابر بن سمرة قال : انطلقت إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ومعي أبي ، فسمعته يقول : (لا يزال هذا الدين عزيزاً منيعاً إلى اثني عشر خليفة ) ، فقال كلمة صمنيها الناس ، فقلت لأبي : ما قال؟ قال : (كلّهم من قريش )(٣) .

٦ ـ عن عامر بن سعد بن أبي وقّاص قال : كتبت إلى جابر بن سمرة مع غلامي نافع : أن أخبرني بشيء سمعته من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : فكتب إليّ : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يوم جمعة عشية رجم الأسلمي ، يقول : (لا يزال الدين قائماً حتّى تقوم الساعة ، أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة ، كلّهم من قريش )(٤) .

٧ ـ عن جابر بن سمرة قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : (لا تزال هذه الأُمّة مستقيما أمرها ، ظاهرة على عدوّها ، حتّى يمضي منهم اثنا عشر خليفة ، كلّهم من قريش ، ثمّ يكون المرج )(٥) .

٨ ـ عن جابر بن سمرة قال : كنت مع أبي عند النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : (يكون لهذه الأُمّة اثنا عشر قيّماً ، لا يضرّهم من خذلهم ) ، وهمس رسول الله بكلمة لم أسمعها ، فقلت لأبي : الكلمة التي همس بها رسول الله ، قال : (كلّهم من قريش )(٦) .

____________

١ ـ صحيح مسلم ٦ / ٣ ، مسند أحمد ٥ / ٩٠ و ١٠٠ و ١٠٦ ، مسند أبي داود : ١٠٥ و ١٨٠ ، صحيح ابن حبّان ١٥ / ٤٤ ، المعجم الكبير ٢ / ٢٣٢.

٢ ـ صحيح مسلم ٦ / ٣ ، مسند أحمد ٥ / ٩٨.

٣ ـ صحيح مسلم ٦ / ٤ ، المعجم الكبير ٢ / ١٩٥.

٤ ـ صحيح مسلم ٦ / ٤ ، الآحاد والمثاني ٣ / ١٢٨ ، مسند أبي يعلى ١٣ / ٤٥٦.

٥ ـ كنز العمّال ١٢ / ٣٢ ، تهذيب الكمال ٣ / ٢٢٣ ، البداية والنهاية ٦ / ٢٧٩.

٦ ـ المعجم الأوسط ٣ / ٢٠١ ، المعجم الكبير ٢ / ١٩٦ ، كنز العمّال ١٢ / ٣٣.

٣٤٨

٩ ـ عن جابر بن سمرة قال : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : (لا يزال هذا الدين قائماً حتّى يكون عليكم اثنا عشر خليفة )(١) .

١٠ ـ عن جابر بن سمرة قال : كنت عند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فسمعته يقول : (لا يزال أمر هذه الأُمّة ظاهراً حتّى يقوم اثنا عشر خليفة ) ، وقال كلمة خفيت عليّ ، وكان أبي أدنى إليه مجلساً منّي ، فقلت : ما قال؟ قال : (كلّهم من قريش )(٢) .

١١ ـ عن مسروق قال : كنّا جلوساً ليلة عند عبد الله ـ أي ابن مسعود ـ يقرئنا القرآن ، فسأله رجل فقال : يا أبا عبد الرحمن ، هل سألتم رسول الله كم يملك هذه الأُمّة من خليفة؟

فقال عبد الله : ما سألني أحد منذ قدمت العراق قبلك ، قال : سألناه فقال : (اثنا عشر عدّة نقباء بني إسرائيل )(٣) .

١٢ ـ قال ابن مسعود : قال رسول الله : (يكون بعدي من الخلفاء عدّة أصحاب موسى )(٤) .

إذاً نصّت الروايات الآنفة أنّ عدد الولاة اثنا عشر ، وأنّهم من قريش ، وقد بيّن الإمام عليعليه‌السلام في كلامه المقصود من قريش ، حيث قال : (إنّ الأئمّة من قريش ، غرسوا في هذا البطن من هاشم ، لا تصلح على سواهم ، ولا يصلح الولاة من غيرهم )(٥) .

وقالعليه‌السلام : (اللهم بلى ، لا تخلو الأرض من قائم لله بحجّة ، إمّا ظاهراً

____________

١ ـ سنن أبي داود ٢ / ٣٠٩ ، فتح الباري ١٣ / ١٨٢ ، تحفة الأحوذيّ ٦ / ٣٩١ ، كتاب السنّة : ٥١٨ ، المعجم الكبير ٢ / ٢٠٨ ، كنز العمّال ١١ / ١٣٥ ، ينابيع المودّة ٣ / ٢٨٩.

٢ ـ المستدرك ٣ / ٦١٧ ، المعجم الكبير ٢ / ١٩٦.

٣ ـ المستدرك ٤ / ٥٠١ ، مسند أحمد ١ / ٣٩٨ و ٤٠٦.

٤ ـ كنز العمّال ١٢ / ٣٣ ، البداية والنهاية ٦ / ٢٧٨.

٥ ـ شرح نهج البلاغة ٩ / ٨٤.

٣٤٩

مشهوراً ، وأمّا خائفاً مغموراً ، لئلاّ تبطل حجج الله وبيّناته )(١) .

( هاشم ـ الكويت ـ )

لا ينطبق إلاّ على أئمّة الشيعة :

س : كيف نثبت إمامة الأئمّة الطاهرين دون ما يذهب إليه الزيديّة وغيرهم؟ ولكم منّا جزيل الشكر.

ج : تواتر عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قوله : (بعدي اثنا عشر أميراً أو خليفة أو قيّماً ، كلّهم من قريش ، أو كلّهم من بني هاشم ) ، وهذا الحديث ورد بألفاظ مختلفة ، رواه جميع المسلمين باختلاف مذاهبهم.

وهذا الحديث لا ينطبق إلاّ على الأئمّة الاثني عشر ، الذين يأتمّ بهم الشيعة ، لا على أهل السنّة ، ولا على الزيديّة ، ولا على الإسماعيلية.

أضف إلى ذلك ، ما ورد متواتراً عند الشيعة من ذكر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أسماؤهم ، وكذلك ما روي متواتراً من طريق الشيعة من نصّ بعضهم على الآخر.

( عبد المنعم الخلف ـ السعودية ـ ٣١ سنة ـ دبلوم )

معنى يكون الدين عزيزاً بوجودهم :

س : الرجاء منكم إعطائي معنى للحديث الشريف : ( لا يزال الإسلام عزيزاً إلى اثني عشر خليفة ) (٢) ، ماذا قصد الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله من هذا الحديث؟

____________

١ ـ شرح نهج البلاغة ١٨ / ٣٤٧ ، كنز العمّال ١٠ / ٢٦٣ ، تاريخ مدينة دمشق ١٤ / ١٨ و ٥٠ / ٢٥٣ ، تهذيب الكمال ٢٤ / ٢٢١ ، تذكرة الحفّاظ ١ / ١٢ ، جواهر المطالب ١ / ٣٠٣ ، ينابيع المودّة ١ / ٨٩.

٢ ـ صحيح مسلم ٦ / ٣ ، مسند أحمد ٥ / ٩٠ و ١٠٠ و ١٠٦ ، مسند أبي داود : ١٠٥ و ١٨٠ ، صحيح ابن حبّان ١٥ / ٤٤ ، المعجم الكبير ٢ / ٢٣٢.

٣٥٠

وما معنى أن يكون الدين عزيزاً بوجودهم؟ وهل كان الدين عزيزاً في حياتهم؟ أم لا؟ لا أُريد الإطالة ، ولكن أُريد منكم شرحاً كاملاً ووافياً وبالتفصيل ، حتّى يكون المعنى واضح لدينا.

يمكنكم إرشادي لبعض المصادر أو المواقع للاستفادة منها ، في معرفة معنى الأحاديث التي تتحدّث عن الأئمّة الاثني عشر ، هذا ووفّقكم الله ، وسدّد خطاكم.

ج : يمكن تفسير هذا الحديث بعدّة تفاسير ، أبرزها تفسيران :

الأوّل : أنّ الملتزمين بالدين يكونون قليلين ، يعني يكون الدين عزيز الوجود إلى حين ظهور الإمام الثاني عشرعليه‌السلام ، حيث يغلب الدين على البسيطة كلّها تحت رعايته ورايته ، فيكون مصداقاً لقوله سبحانه :( لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ) (١) .

الثاني : أنّ عزّة الدين بالأئمّةعليهم‌السلام ، ويبقى الدين مؤيّداً مسدّداً ، وإن كان المتمسّكون به قد يقل وجودهم ، ولكن بعد ارتحال الإمام الثاني عشر من الدنيا يرتفع الدين ، ويكون على الأرض شرار الخلق ، بعدما يستولي الفساد عليها ، وتقوم القيامة على شرار الخلق.

ويمكنك لمعرفة معاني الأحاديث المعتبرة الواردة في الأئمّة ، المراجعة إلى كتاب : ( مرآة العقول ) للعلاّمة المجلسيّ ، ( بحار الأنوار ) للعلاّمة المجلسيّ ، ( شرح على أُصول الكافي ) للمازندراني ، ( كتاب الوافي ) للفيض الكاشانيّ ، ( كتاب مصابيح الأنوار في حلّ مشكلات الأخبار ) للسيّد عبد الله شبر.

____________

١ ـ التوبة : ٣٣.

٣٥١
٣٥٢

حديث الثقلين :

( حبيب ـ الدانمارك ـ سنّي ـ ٢٠ سنة )

رواه مسلم ناقصاً :

س : قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ( إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسّكتم بهما فلن تضلّوا بعدي أبداً ) ، هل أنت متأكّد بأنّ مسلم روى هذه الرواية في صحيحه؟ هلا تكرّمت علينا بذكر نصّ رواية مسلم؟

ج : أخرج مسلم في صحيحه عن زيد بن أرقم أنّه قال : لقد كبرت سنّي وقدم عهدي ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فما حدثتكم فاقبلوا ، وما لا فلا تكلّفونيه ، ثم قال : قام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يوماً فينا خطيباً بماء يدعى خمّاً بين مكّة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكّر ثم قال : (أمّا بعد ألا أيّها الناس فإنّما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربّي فأُجيب ، وأنا تارك فيكم الثقلين ؛ أوّلهما كتاب الله ، فيه الهدى والنور ، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به ـ فحثّ على كتاب الله ورغبّ فيه ثم قال : ـوأهل بيتي أذكّركم الله في أهل بيتني أذكّركم الله في أهل بيتني أذكّركم الله في أهل بيتني ).

وإذا أردت المزيد فراجع سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني حيث ذكر مجموعة من الصيغ المختلفة لحديث الثقلين وأقام على صحّته الأدلّة العلمية الواضحة.

إنّ حديث الثقلين حديث صحيح مشهور لا غبار عليه ، ورواية مسلم ليست

٣٥٣

وحدها الصحيحة ، وليس ما يرويه مسلم قرآناً حتّى يُقاس ويُعرض عليه جميع ما سواه ، بل حاله حال غيره من الأحاديث الصحيحة ، ولا يقدّم على غيره إلاّ لثبوت صحّته عندكم بمجرد رواية مسلم له ، فلا يحتاج إلى بحث في سنده.

وأمّا غيره من الأحاديث فنحتاج في تصحيحها إلى مراجعة السند ، فإذا صحّ السند في أيّ رواية فهي توازي رواية مسلم ، إن لم تقدّم عليها أحياناً ، وهذا متّفق عليه. هذا كلّه في الخبر الواحد ، وأمّا في التواتر ـ كما في حديث الثقلين ـ فلا تصل النوبة إلى آحاد الأسانيد ، فلاحظ.

فالروايات الصحيحة والمتواترة تنصّ على التمسّك بالكتاب والعترة ، لأنّهما خليفتا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأنّهما عاصمان من الضلال ، والآخذ بهما مهتدٍ ، أمّا الآخذ بغيرهما ، أو التارك لأحدهما فهو في ضلال مبين.

ورواية مسلم ناقصة قطعاً ، لأنّها لا تحتوي على بعض المقاطع المهمّة ، التي بيّن زيد بن أرقم أنّه سوف لن يرويها خوفاً ، فقد قال في بداية حديثه للسائلين : فما حدّثتكم فاقبلوا ومالا فلا تكلّفونيه(١) ، واعتذر بكبر سنّه ونسيانه ، فلماذا ينسى زيد مقطع مثل : (ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا بعدي أبداً ) ، أو قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : (وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض )؟ وهو يروي الحادثة بطولها وتفاصيلها ، خصوصاً أنّ زيداً نفسه بيّن ذلك ـ وفسّر قوله : قد كبرت سنّي ونسيت بعض الذي أعي من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فما حدّثتكم فاقبلوا ، ومالا فلا تكلّفونيه ـ في نفس الرواية.

ولكن برواية أحمد لا مسلم ، وبنفس إسناد رواية مسلم أكملها بحادثة أُخرى تبيّن معنى قوله واعتذاره ، وبراءته من تلك الأوصاف ، وهو يقول لهم : أنّ عبيد الله بن زياد قد نهاه ، وكذّبه في رواية أحاديث الحوض ، ورماه ووصفه بأنّه قد خرف ، وإليك نصّ رواية أحمد في مسنده :

____________

١ ـ صحيح مسلم ٧ / ١٢٢.

٣٥٤

( قال يزيد بن حيّان نفس الراوي بعد رواية حديث الثقلين : حدّثنا زيد بن أرقم في مجلسه ذلك ، قال : بعث إليّ عبيد الله بن زياد فأتيته ، فقال : ما أحاديث تحدّثها وترويها عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لا نجدها في كتاب الله ، تحدّث أنّ له حوضاً في الجنّة ، قال : قد حدّثنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ووعدناه ، قال : كذبت ، ولكنّك شيخ قد خرفت )(١) .

( علي ـ أمريكا ـ ٢٧ سنة ـ طالب )

مصادره في كتب أهل السنّة :

س : الإخوة المسؤولين عن الموقع المحترمين.

لدي سؤالاً ، أرجو مساعدتي في الإجابة عليه ، جزاكم الله خير الجزاء : ما هي مصادر أهل السنّة التي أوردت الحديث الشريف : ( خلّفت فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ) ، وما هي المصادر التي أوردت الحديث : ( خلّفت فيكم الثقلين كتاب الله وسنّتي ) بانتظار إجابتكم ، جزاكم الله خيراً.

ج : ذكرت مصادر أهل السنّة حديث الثقلين ، وفيه تارة لفظة : كتاب الله وعترتي ، وأُخرى لفظة : كتاب الله وأهل بيتي ، ومرّة ثالثة لفظة : كتاب الله وسنّتي.

أمّا بلفظة : كتاب الله وعترتي : فقد روي عن زيد بن ثابت (إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسّكتم بهما فلن تضلّوا بعدي أبداً )(٢) .

____________

١ ـ مسند أحمد ٤ / ٣٦٧.

٢ ـ فضائل الصحابة : ١٥ ، الجامع الكبير ٥ / ٣٢٨ ، تحفة الأحوذيّ ١٠ / ١٩٦ ، المصنّف لابن أبي شيبة ٧ / ٤١٨ ، كتاب السنّة : ٣٣٧ و ٦٢٩ ، السنن الكبرى للنسائيّ ٥ / ٤٥ و ١٣٠ ، خصائص أمير المؤمنين : ٩٣ ، المعجم الصغير ١ / ١٣٥ ، المعجم الأوسط ٤ / ٣٣ و ٥ / ٨٩ ، المعجم الكبير ٣ / ٦٦ و ٥ / ١٥٤ و ١٦٦ و ١٧٠ و ١٨٢ ، شرح نهج البلاغة ٩ / ١٣٣ ، نظم درر السمطين : ٢٣٢ ، كنز العمّال ١ / ١٧٢ و ١٨٦ ، تفسير القرآن العظيم ٤ / ١٢٢ ، المحصول ٤ / ١٧٠ ، الإحكام للآمدي ١ / ٢٤٦ ، الطبقات الكبرى ٢ / ١٩٤ ، علل

٣٥٥

وأمّا بلفظة : كتاب الله وأهل بيتي : فقد روي عن زيد بن أرقم أنّه قال : قام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يوماً فينا خطيباً بماء يدعى خمّاً بين مكّة والمدينة ، فحمد الله وأثنى عليه ، ووعظ وذكّر ، ثمّ قال : (أمّا بعد ألا أيّها الناس ، فإنّما أنا بشر يوشك أن يأتي رسولُ ربّي فأُجيب ، وأنا تارك فيكم ثقلين : أوّلهما كتاب الله فيه الهدى والنور ، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به ) ، فحثّ على كتاب الله ورغّب فيه ، ثمّ قال :( وأهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي )(١) .

وروي أيضاً عن زيد بن أرقم ، أنّه قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : (إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلوا بعدي ، أحدهما أعظم من الآخر ، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ولن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، فانظروا كيف تخلّفوني فيهما )(٢) .

وأمّا بلفظة : كتاب الله وسنّتي ، فقد رواه مالك في الموطّأ عن ابن عباس مرسلاً ، والحاكم في المستدرك مسنداً عن أبي هريرة ، وفي سنده ضعف ، كما صرّح بذلك المحدّث السلفيّ الألبانيّ.

____________

الدارقطنيّ ٦ / ٢٣٦ ، أنساب الأشراف : ١١١ و ٤٣٩ ، البداية والنهاية ٥ / ٢٢٨ ، السيرة النبويّة لابن كثير ٤ / ٤١٦ ، سبل الهدى والرشاد ١١ / ٦ و ١٢ / ٢٣٢ ، ينابيع المودّة ١ / ٧٤ و ٩٥ و ٩٩ و ١٠٥ و ١١٢ و ١١٩ و ١٢٣ و ١٣٢ و ٣٤٥ و ٣٤٩ و ٢ / ٤٣٢ و ٤٣٨ و ٣ / ٦٥ و ١٤١ و ٢٩٤ ، النهاية في غريب الحديث والأثر ١ / ٢١١ و ٣ / ١٧٧ ، لسان العرب ٤ / ٥٣٨ و ١١ / ٨٨ ، تاج العروس ٧ / ٢٤٥.

١ ـ صحيح مسلم ٧ / ١٢٣ ، السنن الكبرى للبيهقيّ ٢ / ١٤٨ و ٧ / ٣٠ ، تحفة الأحوذيّ ١٠ / ١٩٧ ، كتاب السنّة : ٦٢٩ ، السنن الكبرى للنسائيّ ٥ / ٥١ ، صحيح ابن خزيمة ٤ / ٦٣ ، المعجم الكبير ٥ / ١٨٢ ، نظم درر السمطين : ٢٣١ ، الجامع الصغير ١ / ٢٤٤ ، كنز العمّال ١ / ١٧٨ و ١٣ / ٦٤٠ ، تفسير القرآن العظيم ٣ / ٤٩٤ و ٤ / ١٢٢ ، تاريخ مدينة دمشق ١٩ / ٢٥٧ و ٤١ / ١٩ و ٦٩ / ٢٤٠ ، فضائل الصحابة : ٢٢ ، مسند أحمد ٤ / ٣٦٦ ، سنن الدارمي ٢ / ٤٣١.

٢ ـ الجامع الكبير ٥ / ٣٢٩ ، فضائل الصحابة : ١٥ ، مسند أحمد ٣ / ١٤ و ٢٧ و ٥٩ و ١٨٢ ، مجمع الزوائد ٩ / ١٦٣ و ١٠ / ٣٦٣.

٣٥٦

( أحمد جعفر ـ البحرين ـ ١٩ سنة ـ طالب جامعة )

يشمل بقية الأئمّة غير أهل الكساء :

س : من هم أهل البيت المقصودين في حديث الثقلين؟ وقد أتيتم بجواب عن حديث الكساء ، وأنّهم : النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام ، لكن كيف نثبت أنّ الذين في حديث الثقلين يشملهم الأئمّة عليه‌السلام دون غيرهم من ذرّية النبيّ والإمام علي ، مثل زيد بن علي ، أو إسماعيل بن جعفر ، أو أيّ أحد آخر من ذرّية النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ؟

ج : إنّ اشتمال الحديث لباقي الأئمّةعليهم‌السلام يظهر من النصوص التي جاءت في التنصيص عليهم من قبل الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله (١) ، وتصريح كلّ إمام على ما بعده من المعصومينعليهم‌السلام (٢) .

فعلى ضوء ما ذكرنا لا تشمل الإمامة الإلهيّة ـ بحسب الأدلّة المذكورة ـ أمثال زيد بن علي ، أو إسماعيل بن جعفر ـ مع جلالة قدرهما ـ أو أيّ شخص آخر ، عدا ما صرّح بأسمائهم في الآثار والروايات الصحيحة والمعتبرة ، وكذلك ما ثبت في حديث ( الخلفاء من بعدي اثنا عشر ) الآنف الذكر.

( السيّد جلال ـ البحرين ـ ٢٧ سنة ـ ماجستير )

رواته :

س : أرجو أن تردّوا على هذه الشبهة التي وردتني من وهابيّ ، وترسلوا لي الردّ لأعطيه إيّاه.

في حوار لي مع وهابيّ ذكرت له : قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ( إنّي تارك فيكم

____________

١ ـ ينابيع المودّة ٣ / ٢٤٩ و ٢٨٤ و ٣٩٩ ، مناقب آل أبي طالب ١ / ٢٥٤ ، الهداية : ٣٩ ، كفاية الأثر : ١٤٥ ، كشف الغمّة ٣ / ٣١٦.

٢ ـ الكافي ١ / ٢٩٢ ، دعائم الإسلام ٢ / ٣٤٨ ، من لا يحضره الفقيه ٤ / ١٨٩ ، تهذيب الأحكام ٩ / ١٧٦.

٣٥٧

الثقلين ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا من بعدي أبداً ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، فانظروا كيف تخلّفوني فيهما ).

فردّ بقوله : الرواية ليست في صحيح مسلم ، الرواية لم يصحّحها سوى الألبانيّ ، وتصحيح المتساهل الألبانيّ لا يؤخذ ؛ يكفي أنّ شيخ الإسلام ابن تيمية نسفها.

ج : لقد روي حديث الثقلين بألفاظ مختلفة ، وطرق كثيرة صحيحة ، بلغت حدّ الاستفاضة بل التواتر ، الذي يعني إفادة العلم والقطع بصدور هذا الحديث المبارك عن النبيّ الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفي ذلك يقول ابن حجر : ( ثمّ اعلم أنّ لحديث التمسّك بذلك طرقاً كثيرة ، وردت عن نيف وعشرين صحابياً ، ومرّ له طرق مبسوطة في حادي عشر الشبه ، وفي بعض تلك الطرق أنّه قال ذلك بحجّة الوداع بعرفة ، وفي أُخرى : أنّه قاله بالمدينة في مرضه ، وقد امتلأت الحجرة بأصحابه ، وفي أُخرى : أنّه قال ذلك بغدير خمّ ، وفي أُخرى : أنّه قاله لمّا قام خطيباً بعد انصرافه من الطائف ، كما مر )(١) .

ثمّ قال ابن حجر : ( ولا تنافي ، إذ لا مانع من أنّه كرّر عليهم ذلك في تلك المواطن وغيرها ، اهتماماً بشأن الكتاب العزيز ، والعترة الطاهرة ).

فمن الرواة من الصحابة ـ الذين أشار إليهم ابن حجر في كلامه المتقدّم ـ نذكر : أمير المؤمنين عليعليه‌السلام ، جابر بن عبد الله الأنصاريّ ، زيد بن أرقم ، أبو سعيد الخدري ، حذيفة بن أسيّد ، خزيمة بن ثابت ، زيد بن ثابت ، سهل بن سعد ، ضميرة الأسلميّ ، عامر بن ليلى الغفاريّ ، عبد الرحمن بن عوف ، عبد الله بن عباس ، عبد الله بن عمر ، عدي بن حاتم ، عقبة بن عامر ، أبو ذر الغفاريّ ، أبو رافع الأنصاريّ ، أبو شريح الخزاعيّ ، أبو قدامة الأنصاريّ ، أبو هريرة ، أبو إلهيّثم بن التيهان ، أُمّ سلمة ، أُمّ هانئ بنت أبي طالب ، وهذا العدد هو فوق التواتر بكثير.

____________

١ ـ الصواعق المحرقة ٢ / ٤٤٠.

٣٥٨

وأمّا رواته من التابعين نذكر منهم : أبو الطفيل عامر بن واثلة ، عطية بن سعيد العوفي ، حنش بن المعتمر ، الحارث الهمدانيّ ، حبيب بن أبي ثابت ، علي ابن ربيعة القاسم بن حسان ، حصين به سبره ، عمر بن مسلم ، أبو الضحى مسلم بن صبيح ، يحيى بن جعدة ، الأصبغ بن نباتة ، عبد الله بن أبي رافع ، المطلّب بن عبد الله بن حنطب ، عمر بن علي بن أبي طالب.

وقد تابع العلماء من الفريقين رواة الحديث على مرّ القرون ، من القرن الثاني وحتّى القرن الرابع عشر الهجريّ ، يمكن متابعة أسماء هؤلاء الرواة في كتاب ( حديث الثقلين تواتره ـ فقهه ) للسيّد علي الميلانيّ.

وقد روى هذا الحديث الشريف أيضاً ما لا يقل عن ثلاثمائة عالم من كبار أهل السنّة ، بألفاظ مختلفة ، وأسانيد متعدّدة ، وفيهم أرباب الصحاح والمسانيد ، وأئمّة الحديث والتفسير والتاريخ ، يمكن مراجعة نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار ، التي ألفها السيّد حامد النقوي للوقوف على جملة من أسماء هؤلاء الأعلام(١) .

فقد روى هذا الحديث الشريف ـ بالإضافة إلى صحيح مسلم وسنن الترمذيّ ـ أحمد بن حنبل بثلاث طرق في مسنده ، وقد صرّح ابن تيمية في الكتاب الذي ألّفه في الردّ على البكري : ( إنّ القائلين بالجرح والتعديل من علماء الحديث نوعان : منهم من لم يرو إلاّ عن ثقة عنده ، كمالك ، وأحمد بن حنبل )(٢) .

وأيضاً ممّن رواه ابن خزيمة في صحيحة ، وقد قال الحافظ السيوطيّ عن هذا الصحيح : ( صحيح ابن خزيمة أعلى مرتبة من صحيح ابن حبّان ، لشدّة تحرّيه ، حتّى أنّه يتوقّف في التصحيح لأدنى كلام في الإسناد ، فيقول : إن صحّ الخبر ، وإن ثبت كذا ، ونحو ذلك )(٣) .

____________

١ ـ خلاصة عبقات الأنوار ٢ / ١٧.

٢ ـ شفاء السقام : ٧٦.

٣ ـ صحيح ابن حبّان ١ / ٤٢ نقلاً عن تدريب الراوي ١ / ١٠٩.

٣٥٩

وأيضاً أخرجه الحافظ أبو عوانة الاسفرائينيّ في صحيحه ، كما أورده عنه العلاّمة الشيخ محمود القادريّ في كتابه الصراط السويّ ، وقد نصّ القوم على صحّة كتابه ، وتلّقوه بالقبول ، حتّى وصفوه بالمسند الصحيح(١) .

وأيضاً أخرجه الحاكم النيسابوريّ في كتابه المستدرك على الصحيحين ، بأسانيد على شرطها ، وأخرجه أبو عبد الله الحميديّ في الجمع بين الصحيحين ، وكذلك رزين العبديّ في تجريد الصحاح ، وأيضاً قد أخرجه غير واحد من الحفّاظ في كتبهم ، التي التزموا فيها بالصحّة ، كالعلاّمة سراج الدين الفرغانيّ في كتابه نصاب الأخبار ، والذي وعد بجمعه مقتصراً على إيراد ألفّ حديث صحيح ، وكالحافظ ضياء الدين المقدسيّ في كتابه المختارة.

قال الحافظ السيوطيّ : ( جمع كتاباً سمّاه المختارة التزم فيه الصحّة ، وذكر فيه أحاديث لم يسبق إلى تصحيحها )(٢) .

وقد أخرجه غير هؤلاء الكثير من أئمّة الحديث وأرباب السنن ، كالنسائيّ والطبرانيّ ، وابن أبي شيبة ، وابن سعد ، وابن أبي عاصم الشيبانيّ وغيرهم.

وممّن نصّ على صحّة هذا الحديث ، نذكر : محمّد بن جرير الطبريّ(٣) ، والحاكم النيسابوريّ في مستدركه(٤) ، وتابعه الذهبيّ في تلخيص المستدرك ، والحافظ أبو بكر إلهيّثميّ في مجمع الزوائد(٥) ، والحافظ ابن كثير في تاريخه ، ونقل أيضاً تصحيح الذهبيّ(٦) ، وفي تفسيره أيضاً(٧) ،

____________

١ ـ تذكرة الحفّاظ ٣ / ٧٧٩ ، وفيات الأعيان ٥ / ٣٣٧ ، طبقات الشافعيّة الكبرى ٢ / ٣٤٤.

٢ ـ تدريب الراوي ١ / ١٤٤.

٣ ـ كنز العمّال ١ / ٣٨٠.

٤ ـ المستدرك ٣ / ١٠٩ و ١٤٨.

٥ ـ مجمع الزوائد ٩ / ١٦٣.

٦ ـ البداية والنهاية ٥ / ٢٢٨.

٧ ـ تفسير القرآن العظيم ٤ / ١٢٢.

٣٦٠