• البداية
  • السابق
  • 465 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 42106 / تحميل: 5136
الحجم الحجم الحجم
أضواء على دعاء كميل

أضواء على دعاء كميل

مؤلف:
الناشر: دار الزهراء (عليها السلام)
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

ايها السادة المحترمون !

مثل هذهِ الامور كثيرة جداً في التاريخ القضائي لبلادنا. وان ذكرها بأجمعها يحتاج الىٰ سنوات من الوقت.

والحقيقة هي ان القيود التي وضعها العالم المتحضر علىٰ القوانيين القضائية سلبتها السرعة اللازمة وجعلها كما هي الآن مضحكة ، مما ادىٰ الىٰ يأس الفئات المستضعفة من احقاق حقها بواسطة الاجهزة القضائية ، للحدّ الذي يرضىٰ اكثر المظلومين المستضعفين بغض النظر عن حقوقهم المسلّمة والقانونية على أن يرجعوا الىٰ المحاكم.

لكن الاسلام العظيم لا يرضىٰ ان يكون هناك عمل مهما كان صغيراً بعنوان طي مراحل قانونية او عناوين اُخرىٰ في دائرته القضائية ، ومع ان المحكمة الاسلامية ليس فيها الّا عضوان هما القاضي والكاتب ( الذي يحرر الحكم ) ، الّا انه في الغالب يفضّ النزاع في اول جلسة قضائية ، ويأخذ كل واحد حقه.

المحكمة القضائية الاسلامية برأي غوستاف لوبون

يقول الدكتور غوستاف لوبون حول القضاء في الاسلام :

« القضاء الاسلامي وترتيب المحاكمات وجيز وبسيط ، فهناك شخص منصب من قبل الحاكم لأمر القضاء ، يتابع جميع القضايا شخصياً ويحكم فيها ،

١٨١

وحكمه هذا قطعي ، ففي المحكمة الاسلامية ، يدعىٰ طرفي النزاع الىٰ الحضور شخصياً الىٰ المحكمة ويقومان بشرح القضية ويقدم كل طرف منهم دليله ، ثم يصدر القاضي حكمه في ذلك المجلس.

لقد حضرت مرّة في احدىٰ هذهِ المحاكم في المغرب ورأيت كيف يقوم القاضي بعمله ، كان القاضي يجلس علىٰ كرسيه في بناية متصلة بدار الحكومة ، كما ان كلّ واحد من المتداعيين أيضاً يجلس في مكانه ومعه شهوده ، وكانوا يتحدثون بألفاظ مختصرة وكلام بسيط ، فإذا كان احدهم يحكم عليه بعدّة سياط ، كان الحكم ينفذ فيه في ختام الجلسة ، واكبر فوائد هذا النوع من القضاء هو عدم ضياع وقت المتداعيين ، وعدم وجود خسائر مالية للمتداعيين بسبب المراجعات الادارية التي نراها اليوم ، ومع البساطة والايجاز الذي ذكرته فأن الاحكام الصادرة كانت عادلة ومنصفة ».

ليس في الاسلام استئناف ولا تميز

الدكتور : الشروط التي ذكرتها والالتفاتات العلمية الموجودة في القضاء الاسلامي ليس لها مثيل في قوانين القضاء الوضعية في جميع العالم ، حسب معلوماتي الشخصية ، ورغم الضجيج الاعلامي الذي تقوم به اوروبا دعاية لمؤساستها القضائية ، فليست هناك مؤسسة متطورة كما هو الحال في المؤسسات القضائية الاسلامية. لكن هناك امر في قوانين القضاء الوضعية المعاصرة لا نجدها في القوانين القضائية الاسلامية ، وتلك مرحلة الاستئناف والتميز ، اي ان القوانين القضائية المعاصرة تكون علىٰ مرحلتين ، فلو اخطأ

١٨٢

القضاة في المرحلة الاولىٰ او ارتكبوا خيانة ، تذهب القضية مباشرة الىٰ محكمة الاستئناف ومن ثم الىٰ التميز وهناك تدرس وتتابع من جديد ، في حين ان الاسلام فاقد لهذهِ الميزة القضائية ( الاستئناف والتميز ).

الشيخ : ان وجود مرحلتان قضائيتان في عالم اليوم وعدم وجود ذلك في القانون القضائي الاسلامي هو دليل هام علىٰ استحكام مباني القوانين القضائية الاسلامية ، وهشاشتها في القوانين القضائية الوضعية المعاصرة ، ولان الاسلام يأخذ الحدّ الاقصىٰ من الاحتياط والدقة في المرحلة الاولىٰ وضمن الشروط الواجب توفرها في القاضي. لان تلك الشروط التي ذكرناها مسبقاً تجعل من الصعب ان يخطيء القاضي او يخون وبذلك تنتفي الحاجة الىٰ مرحلة الاستئناف والتميز.

أمّا دنيا اليوم ترىٰ ان شرط القضاء الوحيد هو الشهادة الدراسية ، دون الاخذ بالجوانب الاُخرىٰ والتي تجعل من اي شخص قاضياً لمجرد انه خريج فرع القانون ، لابد وان لا تطمئن لقضاءهم وان تجعل احتمال الخطأ والخيانة مساوياً لاحتمال الصحة في الحكم !

سعادة الدكتور ! حتىٰ لو فرضنا ان جميع القضاة عدول واتقياء ، فان الاسلوب القضائي المتبع اليوم لا يبعث علىٰ الاطمئنان ، لان الاضبارة التي يجب ان يدرسها القضاة نظمت في محلّ آخر ، ومن اين للقضاة ان يطمئنوا اليها وانها لم تطلها يد التحريف والتزوير ، وهل تستطيع تلك الاضبارة أن تعكس واقع الناس المساكين والمظلومين ؟! وهل الاحكام التي تصدر من مثل هذه الاضبارات صحيحة ويمكن الاطمئنان إليها ؟

١٨٣

سعادة الدكتور ! يحاول عالمنا المعاصر حلّ مشاكله القضائية مثل احتمال الخيانة او الخطأ ( وهو احتمال قوي جداً وفي محله ) عن طريق محكمة الاستئناف والتميز ، في حين ان هذا الامر خطأ تماماً وتصور مغلوط ، لان القضاة الكبار في محكمة الاستئناف والتميز ليسوا ملائكة ، بل من اولئك المتعلمين الذين يعتبر شرط استخدامهم الوحيد هو شهادتهم الدراسية ، اي ان قضاة الاستيناف والتميز ايضا من نفس شاكلة القضاة العاديين ، فكيف لا يطمئن الىٰ حكم المحاكم العادية ويطمئن الىٰ حكم محكمة الاستئناف والتميز ؟! فهل ان قضاة المحاكم العادية غير عدول وغير متقين ، لكن قضاة محاكم الاستيناف والتميز عدول ومتقون ؟!

أليسوا جميعاً من صنف وهيئة واحدة ، والشرط الوحيد لعملهم هو الورقة التي في ايديهم ( الشهادة الدراسية ) ؟!

أمّا الاسلام وعلىٰ الرغم من عدم وجود محكمة استئناف وتميز في تشكيلاته القضائية ، يمكن الاطمئنان الىٰ قضائه سبب الشروط التي يضعها للقضاء ، وللحد الذي يعترف بصراحة الدكتور غوستاف لوبون :

« علىٰ الرغم من بساطة عملية القضاء الاسلامي والايجاز الذي فيها ، إلّا ان جميع الاحكام الصادرة عادلة ومنصفة. على العكس من القضاء في دول اوروبا وامريكا رغم تشكيلاته العريضة والطويلة والمعقدة ».

سعادة الدكتور ! لقد اراد العالم الاوروبي والامريكي من خلال محاكم الاستئناف والتميز ، الدقّة والحيطة التي اتبعها الاسلام قبل تعيين القاضي من

١٨٤

حيث شروط القضاة والشهُود ، ولقد اثبتنا ان اجراءات الاسلام لها دور مهم وبارز في القضاء لا يمكن لمحاكم الاستئناف والتميز القيام به ، ويجب ان نعترف بأن محكمة الاستئناف والتميز ايضاً تتبع نفس الاجراءات الروتينية التي تتبعها المحاكم العادية ، وليس لها تأثير سوىٰ في المبالغ الطائلة التي تصرف سنوياً من اموال هذا الشعب المسكين !

جواب سؤال

الطالب الجامعي ، حسن : أيّها العمّ العزيز كيف لا يوجد في الاسلام محكمة استئناف وتميز ، مع ان الاسلام يرىٰ احتمال نقض حكم القاضي الأوّل من قبل قاض ثان ، او ان المحكوم يطلب اعادة محاكمته عند قاضٍ آخر ؟

الشيخ : الموارد التي يمكن فيها نقض حكم القاضي ، ان المحكوم يمكنه طلب اعادة المحاكمة عند قاص آخر ، لا تشبه ما عليه في محاكم الاستئناف والتميز في عالم اليوم. لانه هناك ثلاثة مراحل قضائية في مؤسسات القضاء المعاصرة ، هي : المرحلة الاولية والاستئنافية والتميزية ، فمرحلة الاستئناف فوق مستوى المرحلة الاولىٰ والتميز فوق مرحلة الاستئناف ، من شروط عقد محكمة الاستئناف هو ان لا يمضىٰ اكثر من عشرة ايام علىٰ تاريخ صدور الحكم من قبل المحكمة الاولىٰ ، كما ان محكمة التميز تنعقد بشروط خاصة ، كما لا يوجد في انعقاد محكمة التميز ، امتيازاً بين الدعاوىٰ الجزائية او الحقوقية.

١٨٥

وتنعقد محكمة الاستئناف في حال طب المحكوم ضده ، سواءً كان يحتمل الخطأ في الحكم الصادر بحقه او متيقن من خطأه ، فالقانون يقرّ انعقاد محكمة الاستئناف لمجرد طلب الشخص الذي صدر الحكم ضده ، وسواءً قطع قضاة محكمة الاستئناف بخطأ قضاة المحكمة الاوليّة اوقطعوا بعدهم خطأهم ، واحتملوا الخطأ أو الخيانة في حكمهم ، واذا ما انعقدت محكمة الاستئناف وبعد دراستهم لأضبارة طرفي النزاع ، استنبطوا حكماً مخالفاً لأستنباط المحكمة الاولىٰ ، عند ذاك يقومون بنقض حكم المحكمة الاولىٰ ويصدرون هم حكماً محله.

موارد نقض الحكم في قوانين الاسلام القضائية

في الاسلام لا يحق لقاضٍ نقص حكم قاض قبله الّا في ثلاث موارد ، هي :

1 ـ اذا لم يرَ القاضي الثاني صلاحية وجدارة في القاضي الأول لمقام القضاء.

2 ـ فيما لو كان حكم القاضي الأول مخالفاً للأدلة القاطعة والقواعد المسلّمة في القضاء الاسلامي ، مثل : مخالفة للاجماع المحقق والثابت والخبر المتواتر وامثالها.

أمّا إذا استنبط القاضي الاول حكماً علىٰ اساس القوانين القضائية الاسلامية ، لم يستنبطه القاضي الثاني منها ، بل فهم منها شيئاً آخراً ، ففي هذه الحالة لا يحق للقاضي الثاني نقض حكم القاضي الاول.

١٨٦

3 ـ عندما يثبت تقصير القاضي الاول في دراسته للقوانين والادلة القضائية ، ولم يدقق فيها بشكل جيد.

حول طلب اعادة المحاكمة في الاسلام

أمّا الموارد التي يمكن فيها للمحكوم ضده طلب اعادة المحاكمة ، هي الادعاء بقطع خطأ القاضي في حكمه ، او انه لم يكن يمتلك صلاحية علمية للقضاء ، او انه كان فاسقاً ، او ان الشهود لم يكونوا عدول وانهم فساق ومثل هذهِ الادعاءات.

كما انه لا تعاد المحاكمة لمجرد تلك الادعاءات ، بل على المحكوم في البداية اثبات دعواه ، فلو ادعىٰ المحكوم ان القاضي قد اخطأ ، عليه اولاً ان يثبت خطأ القاضي ومن ثم طلب اعادة المحاكمة.

أمّا اذا لم يثبت المحكوم خطأ القاضي او عدم صلاحيته او عنوان آخر مما ذكرناه ، فليس له طلب اعادة المحاكمة لمجرد احتماله الخطأ وحتىٰ لو طلب ذلك من قاض آخر ، فلا يحق لذلك القاضي ان يبحث ويدرس حكم القاضي الأول.

خصوصيات المسألتين في القضائين الاسلامي والوضعي

اصدقائي الاعزاء !

أتصوّر انه ومن خلال ما ذكرته اعلاه ، يتضح الفارق بين محكمة

١٨٧

الاستئناف والتميز عن الموارد التي يمكن فيها للقاضي المسلم نقض حكم قاض آخر او التي يحق للمحكوم فيها طلب اعادة محاكمته ، وثبت عدم تشابه ما يطرحه الاسلام عما موجود في الانظمة الوضعية ( محكمة الاستئناف والتميز ) ، وبشكل عام فأن الفوارق القضائية بين الاسلام والوضعية ، هي كالتالي :

1 ـ لا توجد في المؤسسة القضائية الاسلامية ثلاثة مراحل قضائية ، خلافاً للمؤسسة القضائية الوضعية المعاصرة التي لها ثلاث مراحل قضائية ، هي : المرحلة الاولية والاستئناف والتميز.

2 ـ من منظار القوانين القضائية الاسلامية ، اذا كان استنباط احد القضاة مخالفاً لأستنباط وحكم القاضي الاول ، فليس له اي حق في نقض ذلك الحكم الاولي ، في حين ان القوانين القضائية الوضعية المعاصرة ترىٰ ان استنباط قضاة محكمة الاستئناف إذا كان مخالفاً للحكم الاولي ، ينقضه ويصدر مباشرة حكم آخر في القضية.

3 ـ لا يقبل من المحكوم طلب اعادة المحاكمة ما دام لم يدعي خطأ القاضي الاول بشكل قطعي او عدم صلاحيته اوفسقه او الخ ، وحتىٰ لو طلب المتهم ذلك من قاض آخر ، فلا يحق لذلك القاضي اعادة المحاكمة او النظر في حكم القاضي الاول ، اما لو اتهم المحكوم القاضي الاول بما ذكرناه مسبقاً ، فلا تنعقد محكمة جديدة مباشرة أيضاً ، لانه عليه ان يثبت ما ادعاه اولاً ، في حين ان قوانين القضاء الوضعية تقرّ بتشكيل محكمة استئناف بمجرد طلب المحكوم لذلك ، كما ان لقضاة محكمة الاستئناف النظر في حكم المحكمة الاولىٰ ونقصه ،

١٨٨

وعلىٰ هذا لا يوجد في الاسلام محكمة استئناف وتميز بالمعنىٰ الوارد في القوانين الوضعية المعاصرة ، وان عدم وجود مرحلتي الاستئناف والتميز في القانون القضائي الاسلامي لهو خير دليل علىٰ استحكام مبنىٰ القضاء في الاسلام ، ونزلزله في القضاء الوضعي.

كانت تلك جوانب من خصوصيات قوانين القضاء الاسلامي مقارنة بالقضاء الوضعي المعاصر ، وهناك الكثير من نماذج تفوق القوانين الاسلامية علىٰ غيرها مما يعمل به في عصرنا الحاضر.

ملاحظة بعض قوانين الاسلام الجزائية

الدكتور : كما اشرتم ، ان قوانين الاسلام تتفوّق علىٰ قوانين العصر الوضعية في العديد من المجالات ، وهو امر لابد من الاعتراف به ، ولكن هناك بعض القوانين الجزائية في الاسلام ، ادت الىٰ الطعن في صميم الدين وتلك هي العقوبات الشديدة التي فرضت علىٰ بعض الذنوب في الاسلام ، مثل قطع يد السارق ، او السوط بالنسبة للزاني او شارب الخمر ، فالعالم الغربي يرىٰ ان هذهِ العقوبات اعمال وحشية ، يجب ان لا تنفذ علىٰ البشر.

الشيخ : ان معرفة حقيقة معينة تحتاج الىٰ معرفة سائر القضايا التي ترتبط بها بنحوٍ ما.

أمّا إذا أردنا دراسة موضوع ما دون الاخذ بالمواضيع الاخرىٰ المتصلة به ، فلن نصل الىٰ معرفة حقيقة وصحيحة فيما يتعلق به. ومن النماذج التامة لذلك هي القوانين الجزائية الاسلامية التي سألتم عنها. والاشكالات التي

١٨٩

يواجهها البعض مع القوانين والاحكام الجزائية في الاسلام ، مصدرها ذلك الخطأ ، وهو انهم ينظرون فقط الىٰ احكام الاسلام فيما يتعلق ببعض العقوبات ، دون الاخذ بنظر الاعتبار للقوانين التي يطرحها الاسلام في مجال تطهير المجتمع من الاثم والذنب ، والتي تعد القوانين الجزائية الشديدة ، آخر علاج لها.

أمّا الخطوات والأحكام التي يطرحها الاسلام في مجال تطهير المجتع وجعله فاضلاً ، فهي كالآتي :

أ ـ العوامل التربوية :

يستند الاسلام غالباً في صيانة المجتمع وابعاده عن العصيان والذنوب الىٰ العوامل التربوية التي يطرحها ، وهذهِ العوامل واسعة وشاملة بحيث لو أنّها طبقت بشكل جيد تضمن سلامة المجتمع ونظافته وتقيه من 90% من المعاصي.

والعوامل التربوية كثيرة في الاسلام ، لكن اهمها :

1 ـ الايمان بالله.

2 ـ الالتزام والمسؤولية.

3 ـ الالتفات الىٰ الآخرة والحساب والاجر والعقاب.

4 ـ دعوة الانسان الىٰ الفضيلة ومحاربة الخصال الذميمة.

5 ـ الامر بالمعروف والنهي عن المنكر.

١٩٠

6 ـ الصلاة بمعاينها السامية ومفاهيمها التربوية الخاصة.

7 ـ الصوم.

وعشرات العوامل الاُخرىٰ التي لها أدوار أساسية في تربية الانسان بتمام معنى الكلمة.

ب ـ العلاج من الاساس :

المسألة الاخرىٰ التي التفت اليها الاسلام من اجل تطهير المجتمع من الذنوب والمعاصي ، هي معالجة الظواهر من الاساس ، ومهاجمة العوامل الاساسية التي تؤدي الىٰ الذنب والمعصية ، وهذهِ بحد ذاتها مرحلة مهمة يجب الالتفات اليها قبل دراسة القوانين الجزائية الاسلامية الشديدة.

فالاسلام عندما حرّم الزنا ـ علىٰ سبيل المثال ـ لم يتجاهل الغريزة الجنسية للانسان او يقمعها ، بل وضع لها طرق شرعية متعددة لو طبقت سدت حاجة الانسان الجنسية.

ولو كان الاسلام شديداً في تعامله مع السارق فلأنه طرح نظاماً اقتصادياً ليست فيه فوارق طبقية وتمايزات بين البشر ، وهو يدعو الىٰ توزيع الثروات الطبيعية والدخل علىٰ اساس العدل ، وعلىٰ ضوء النظام الاقتصادي الاسلامي ، لن يكون هناك محتاجاً في المجتمع حتىٰ يقال : لماذا يقطع الاسلام يد السارق الجائع ، الذي ما سرق إلّا ليشبع بطنه ؟! لانه سيقال في جواب ذلك اولاً ، لن يكون هناك جائع على ضوء النظام الاقتصادي الاسلامي ، بل هو سيملك حق

١٩١

الاستفادة من جميع المصادر الطبيعية في العالم بقدر حاجته وعلىٰ اساس اصالة العمل. وثانياً متىٰ قال الاسلام بقطع يد السارق في النظام الذي يبيت فيه الاشخاص جياعاً ؟!

أجل ، ان علاج الحالات المرضية من الأساس هو الأصل الثاني المهم الذي وضعه الاسلام لتطهير المجتمع من الجريمة والمعصية ، وذلك من خلال قلع جذور الاسباب الرئيسية للجريمة.

ج ـ الاحام الجزائية في الاسلام :

وفي نهاية المطاف ، وكآخر حلّ يضع الاسلام مجموعة من العقوبات لردع الانسان العاصي والوقوف دون وقوع الجريمة ، والآن إذا أراد شخص ان ينظر الىٰ احكام العقوبات فقط وتجاهل الموردين الاوليين المهمين في الاسلام ، فأن هذا الشخص مخطئ تماماً ، لانه وكما شرحنا من قبل وضع الاسلام من جهة عوامل تربوية واسعة وشاملة تقوم ببناء شخصية الانسان من خلالها ، ويسيطر بها على الصفات الرذيلة ، لكي يرتدع الانسان من خلال امتناعه عن الذنب والمعصية.

ومن جهة اخرىٰ ، قام بقطع دابر العوامل المؤدية للذنب من الجذور ، ووضع حلولاً علمية مناسبة لجميع المشاكل وفي كل المجالات ، وفيما لو طبقت تضمن جميع متطلبات الانسان وحاجياته الطبيعية والمشروعة.

وصدقوني ان نسبة عالية من الناس لو اجتازوا هاتين المرحلتين سيكونون بكل تأكيد اشخاصاً متقين واصحاب فضائل.

١٩٢

أمّا لو بقي رغم ذلك كله شخصاً مصرّاً في اختيار الطرق الشيطانية والخصال الرديئة ، فهنا وكآخر وسيلة للعلاج ، يتعامل الاسلام معه بشدّة ويقف من خلال قوانينه واحكامه سدّاً مقابل هذه الاعمال التي تريد هدم كيان المجتمع.

وهنا لكم ان تحكموا ، أليس من غير الانصاف ان يأتي شخص ويحكم في قوانين الاسلام الجزائية ويدينها دون الاخذ بنظر الاعتبار للمسائل الاُخرىٰ المرتبطة بها ، اي تلكما المرحلتان التي ذكرتهما من قبل ؟!

الثقافة

من الضروري الالتفات الىٰ ان الاسلام يرىٰ ان العوامل التربوية والمرحلة الثانية التي هي علاج الحالات المرضية من الاساس لها دور مؤثر وقوي جداً في تطهير المجتمع وردع الاشخاص عن الذنب والعصيان ، كما ان القوانين الجزائية لو طبقت بشكل جيد يمكن ان تقف امام المعاصي وتحول دون انتشار الفساد.

أمّا الايديولوجيات الوضعية ـ وللأسف الشديد ـ لا هي تستخدم العوامل التربوية المؤثرة ولا هي تقدم حلولاً اصولية من اجل تأمين حاجات الانسان ومتطلباته المختلفة ، ولا تقدم للأسف ايضاً قوانين جزائية صارمة يمكنها مكافحة الجريمة والفساد بشكل واسع ومؤثر.

١٩٣

الذين قطعت ايديهم !!!

هنا قد يقال : لو ان السارقين تقطع اياديهم ، لفقد الكثير من الناس في المجتمع اياديهم ؟! وفي جواب ذلك ، نقول :

بل العكس فلو طبقت تلك القوانين ( خاصة مع الاخذ بالمرحلتين الاوليتين المذكورتين ) لن يكون في المجتمع مقطوعي ايدي ولا سارقين ، ومثال ذلك في عصرنا دولة السعودية ، فعلىٰ الرغم من عدم وجود عوامل تربوية صحيحة في ذلك المجتمع ونظام اقتصادي اسلامي عادل ، وعلىٰ الرغم من الفوارق العميقة الموجودة وترف ولهو وثروات الامراء والحواشي والمقربين من اموال النفط وعائداتة الطائلة ، فليس هناك سرقة ( طبعاً السرقة العادية وليست السرقات الكبيرة التي يقوم بها المسؤولون والامراء من اموال الشعب ) ولا ايدٍ مقطوعة ، لانه علىٰ الاقل تطبق الحكومة السعودية قانون قطع يد السارق ، وهذا ما يمكن التأكد منه بواسطة آلاف الحجيج الذين يذهبون سنوياً الىٰ هناك للحج ، فكم من يدٍ وجدوها مقطوعة ؟! وكم رؤوا من السرقات ؟! وحتىٰ لو شاهدوا السرقات فيه أقل بكثير مما يحدث في أي دولة اُخرىٰ.

فهذا نموذج عملي واحد عن دور القوانين الجزائية الاسلامية فيما يتعلق بالسرقة في عالمنا المعاصر ، علىٰ الرغم من ان السعودية دولة لا تطبق النظام الاقتصادية الاسلامي وليس هناك توزيع عادل للثروة ، كما انها من البلدان المتخلفة ثقافياً وحضارياً.

١٩٤

قاطعية الاسلام في مكافحة الفساد

لا يُنكر ان الاسلام واجه المذنبين والعصاة المفسدين بعقوبات شديدة ، لكن يجب ان لا ننسىٰ ان ذلك كله من أجل مصلحة المجتمع وبسبب خطورة المعصية اجتماعياً ، ولا يهدف الاسلام في قوانينه الجزائية إلّا المكافحة الحقيقية للمعصية.

والاسلام ليس كالعالم المعاصر وقوانينه ، الذي يسوّي المسألة مع العاصي أو المذنب ، وبهذا الشكل يتلاعب بسعادة المجتمع ومصلحته.

فالاسلام يرجح أن يضرب شارب الخمر ثمانين سوطاً من أجل ان يقطع دابر شرب الخمر من المجتمع ويخلصه من امراضه.

والاسلام يرجح ان يضرب شارب الخمر ثمانين سوطاً ولكن في المقابل يكون له ولجميع يجله رادعاً عن فعل ذلك للأبد.

والغريب ان عالمنا المعاصر وعلىٰ الرغم من اعترافاته بأضرار شرب الخمر ، فهو يقول ان المشروبات الكحولية سموم مهلكة وخطرة وانها تؤثر سلباً علىٰ المخ والدم والقلب والاعصاب والجلد والجهاز الهضمي و الخ ، لكنه لا يتعامل بجدية مع القضية ويتساهل مع شارب الخمر بشكل يعتبر عمله ترغيباً واشاعة للمعصية !

ولو كان العالم المعاصر يريد قلع جذور السرقة والاعتداء علىٰ اموال وممتلكات الناس ، فلماذا يتساهل مع السارق ويبدي معه تسامحاً ؟! ولو كان

١٩٥

العالم المعاصر يعتبر الاعتداء علىٰ اعراض الناس خيانة وجريمة فلماذا كل هذا التساهل مع من يفعلها ؟!

هنا لا بدّ أن نعترف وللأسف الشديد ، ان القوانين الوضعية الحالية لن تستطيع ان تلعب دوراً مهماً في قلع الفساد والمعاصي من الجذور في المجتمع فقط ، بل اجازت تلك الاعمال وأدت إلىٰ انتشارها من خلال التسامح والتساهل الذي تبديه مع مرتكبيها ، والنهج الذي تتبعه تلك القوانين الجزائية الوضعية في مكافحة الفساد والاثم ، يشبه عمل الدكتور الذي يكتفي ببعض الجرعات المسكنة مقابل مرض خطر ومسري ، علىٰ الرغم من امتلاكه جميع الوسائل والامكانيات لمكافحة المرض. وفي مثل هذه الحالة الا يقال ان هدف الدكتور هو ليس علاج الحالة المرضية بل الهاء المريض المسكين وتخديره !

أمّا الاسلام

لكن الاسلام ( وخلافاً لعالمنا المعاصر ) يسعىٰ بجدية لمكافحة جذرية للفساد والمعصية في المجتمع ، وهدف الاسلام من ذلك هو قلع الفساد والمعصية من الجذور ، علىٰ قدر المستطاع ، ولهذا نراه شديداً في وضعه للقوانين الجزائية وقوانين العقوبات وفي تنفيذها.

ولان الاسلام يريد مكافحة السرقة بشكل حقيقي ويضمن امن المجتمع من هذه الناحية ، لذلك يأمر بقطع يد السارق(1) .

________________

(1) طبعاً من الأخذ بالشروط التي وضعها الاسلام.

١٩٦

والاسلام يريد مكافحة الاعتداء علىٰ اعراض ونواميس الآخرين بشكل حقيقي ، لذلك أمر بجلد الزاني مئة سوط أمام أعين الناس ، لكي لا يعود الىٰ ذلك ويكون عبرة للآخرين وسدّاً امام اتساع دائرة المعصية في المجتمع.

والاسلام يرىٰ ان المشروبات الكحولية سموم مهلكة وانها تهدد أساس المجتمع وسلامته ، لذلك يأمر بضرب ذلك الشخص الذي يخاطر بسعادة نفسه وسلامتها وسعادة وسلامة جيلة ، ويشرب من هذا الشراب المهلك ، ثمانين سوطاً ، لكي يقف امام تكرار مثل هذا العمل في المجتمع.

ألا يمكن تطبيق هذه القوانين في عصرنا.

هنا يمكن القول ، علىٰ الرغم من تأثير القوانين الجزائية والعقوبات الشديدة التي وضعها الاسلام لمكافحة المعاصي والفساد من الجذور الا ان هذه القوانين غير قابلة للتطبيق في عصرنا الحاضر ، لانه يعتبرها اساليب وحشية !

فنقول : ليس لنا إلّا أن نتعجب لهذا القول ونأسف له.

أليس عجيباً ان الدنيا تصمت وتصم آذانها وهي تشاهد مئات عمليات القتل والاعتداء وقطع الاعضاء وعشرات الجرائم الاُخرىٰ ، والتي تقع بسبب السرقة او التطاول علىٰ أموال الآخرين ، ولكنها تعتبر قطع أربعة أصابع من يد خائن او معتدي وذلك أيضاً من أجل محو ظاهرة السرقة ، والوقوف أمام مئات الجرائم التي تأتي من هذه الاعتداءات والتجاوزات غير قابلة للتطبيق والاجراء ؟!

وكيف يستصعب عالم اليوم ثمانين سوطاً علىٰ جسد شارب الخمر

١٩٧

في حين انه لا يستصعب القتل والجرائم وسلب راحة المجتمع الذي ينتج عن تأثير الخمر في سلوكيات الاشخاص والمجتمع ، ويرىٰ ذلك صعب النتفيذ !

دنيا التناقضات

اليست دنيا الي نعيش فيها ، دنيا تناقضات وعصرنا عصر غريب ! فدنيانا من جهة رؤوفة وعطوفة للحد الذي لا ترضىٰ بقطع اربعة اصابع لمجرم ( من اجل الامن العام ومحو السرقة من المجتمع ) ، ومن جهة اخرىٰ ، هذه الدنيا الرؤوفة ، تستثمر وعلىٰ مدىٰ سنوات عديدة ملايين البشر الضعفاء وعشرات الشعوب الصغيرة والمحرومة ، وتعطي للاقوياء الحق في نهب ثروات المستضعفين. في حين ان اولئك المساكين يعيشون حفاة وجياعاً ويعانون من اسوء الظروف !

وكيف تبرر هذه الدنيا العطوفة التي لا ترضىٰ ان يضرب شارب الخمر أو الزاني ثمانين أو مائة سوط ، قتل مليون جزائري مسلم ليس لهم ذنب سوىٰ انهم يريدون الاستقلال والخلاص من الهيمنة الاستعمارية ؟!

وكيف قبلت هذه الدنيا بالقنبلتين الذريتين اللآتي دمرتا هيروشيما وناكازاكي في اليابان فقتل اكثر من سبعين الف شخص وتحولت الابنية والمصانع والمرافق العامة الىٰ انقاض خلال لحظات ؟ اليس من حق الانسان صاحب الضمير الحي ان يعجب امام تصرفات هذه الدنيا المتناقضة ؟!!

١٩٨

سرد موجز للجريمة في الدول المتقدمة

عالمنا الذي يرىٰ خطأ ان قوانين الاسلام الجزائية وحشية ، اراد ان يقف امام اعتدالات الانسان عن طريق وضع قوانين اقل صرامة وبعبارة اخرىٰ لينة ، وبذلك يقتلع جذور السرقة او اية جريمة اخرىٰ ، لكنه وللأسف لم يوفق في ذلك فقط ، بل اضطر الىٰ تشديد عقوباته وقوانينه الجزائية ويزيد من عدد سجونه يوماً بعد يوم.

وعلىٰ الرغم من ذلك كله ، ولسوء الحظ ، يزداد عدد السارقين والمجرمين في كل يوم للحد الذي اصبحت احصائيات الجريمة تقلق وتخيف مسؤولي اكبر الدول المتحضرة.

وهذه بعض تلك الاحصائيات المنشورة ، والتي سببها ترك قوانين الاسلام الجزائية وعدم العمل بها :

أ ـ تقرير وزير العدل :

في تقرير قدمه وزير العدل الايراني بتاريخ 2 / 1 / 1960 الىٰ البرلمان ( المجلس الوطني ) يقول :

« نحن نواجه هذه الحقيقة المرّة ، وهي التزايد المستمر لدعاوى الناس الحقوقية والجزائية ، ولابد من التفكير بحلّ لذلك ، وعلىٰ سبيل المثال : طبقاً للاحصائيات الموجودة عندي ، فان مجموع الاضبارات التي دخلت الىٰ جهاز

١٩٩

القضاء في الأشهر الستّة الاُولىٰ من سنة 1959 ، هو 362665 في حين ان المجموع للاشهر الستة الاولىٰ من هذا العام بلغ 444391 ، اي ان ما يقرب ثمانين الف اضبارة زادت عما كان عليه في العام الماضي ، وبالتأكيد فان العملية تصاعدية في السنوات السابقة أيضاً.

ونقلت الصحف آنذاك نصّ التقرير ، وهو نماذج صغير للجرائم الموجودة لبلد في طريقه الىٰ الرقيّ ، يرىٰ ان القوانين الجزائية الاسلامية وحشية ، ويريد ان يقف امام الجريمة بالقوانين التي تضعها عقول رجاله ورجال اوروبا المخمورين !!

ولا بدّ من كلمة لوزير العدل الذي يعجب للنتائج التي تعطيها قوانينهم الوضعية : ما ستراه في المستقبل اعظم بكثير ، فأنّك لا زلت في أول الطريق.

ب ـ سجن واشنطن :

طبقاً لاحد التقارير الذي نشرته صحيفة معروفة ، كانت في واشنطن سابقاً 3600 سجينة فقط ، اما هذه السنين فقد وصل عدد السجينات الىٰ ثمانية آلاف.

وفي مدينة فلادلفيا(1) يطلق سراح النساء اللواتي يصدر الحكم بسجنهن ، لان سجون النساء مكتضة ، وليس هناك مكان للسجينات الجُدد.

________________

(1) هذه الاحصائيات تعود لثمان سنوات قبل ، أمّا الآن فالله العالم.

٢٠٠

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

خاتمة المطاف :

وهكذا أحمد الله عز وجل ، وأشكره شكراً يليق بكرمه على توفيقي لإِكمال شرح هذا الدعاء الجليل (دعاء كميل).

ولعلني قمت بخدمة لإِخواني في تقديم بعض ما يتعلق بهذا الدعاء من جوانب غامضة ، أو مواضيع كانت بحاجة الى البحث ، والتنقيب.

ويسرني وأنا في نهاية الشوط أن أتصور (قارئي الكريم) وقد سرنا معاً خاشعين في رحاب الله نردد كلمات الاستغفار ، ونطلب منه العفو ، والمزيد من التوفيق إنه سميع مجيب.

٤٤١
٤٤٢

ما جاء في مقدمة الكتاب :

مع القاريء.

في رحاب الله.

مع الدعاء.

الدعاء بين الرفض والقبول.

القائلون بقبول الدعاء مطلقاً.

الرد على هذا القول.

مع القائلين برفض الدعاء ، وأدلتهم.

الطائفة الأولى من القائلين بالرفض.

الطائفة الثانية.

الرد عليهم.

الطائفة الثالثة.

الرد عليهم.

الطائفة الرابعة.

الرد عليهم.

٤٤٣

الطائفة الخامسة.

الرد عليهم.

القائلون بالحد الوسط بين الرفض والقبول.

المسيرة الدعائية ، تأريخها.

نظرة الأديان السماوية الى الدعاء.

الإِسلام ، والدعاء.

الدعاء من الناحية الاجتماعية.

الدعاء الى الله على قسمين.

الدعاء من القسم الأول.

الدعاء من القسم الثاني.

الدعاء من الناحية النفسية.

أدعية المعصومين ، واستغفارهم ، الإِشكال على ذلك.

الجواب عن هذا الإِشكال.

أدب الداعي.

أدب الدعاء.

دعاء كميل.

كميل بن زياد النخعي.

روايته للدعاء.

٤٤٤

ولادته ووفاته.

ومدفنه.

بعض ما ورد في الكتاب من مطالب :

في قوله : «اللهم اني أسألك برحمتك» الخ جاء :

١ ـ ما يقتضيه أدب الدعاء لافتتاح الدعاء.

٢ ـ الفرق بين السؤال ، والأمر.

٣ ـ الفرق بين السرف ، والقنوط.

وفي قوله : «وبقوتك التي قهرت بها كل شيء» الخ جاء :

المراد : بقوة الله القاهرة.

وفي قوله : «وذل لها كل شيء» جاء :

المراد من كلمة (ذل) ، وهل انها من (الذل) بالكسر ، او (الذُل) بالضم؟

وفي قوله : «وبوجهك الباقي» جاء :

المراد : من وجه الله ما هو؟

وفي قوله : «وبأسمائك التي ملأت أركان كل شيء» جاء : الحث على التوسل بأسماء الله الحسنى.

وفي قوله : «وبعلمك الذي أحاط بكل شيء» جاء :

المراد من علم الله.

٤٤٥

وفي قوله : «وبنور وجهك». جاء :

ما هو المراد من نور الله؟

وفي قوله : «يا أول الأولين» جاء :

المراد : بالأول ، والآخر.

وفي قوله : «اللهم اغفر لي الذنوب التي تهتك العصم» جاء :

١ ـ ما هي تلك الذنوب؟

٢ ـ اقتضائية تلك الذنوب لما رتب عليها ، لا السببية الحقيقية.

وفي قوله : «اللهم اغفر لي الذنوب التي تنزل النقم» جاء :

ما هي تلك الذنوب؟

وفي قوله : «اللهم اغفر لي الذنوب التي تغير النعم» جاء :

بيان تلك الذنوب.

وفي قوله : «اللهم اغفر لي الذنوب التي تحبس الدعاء» جاء :

ذكر تلك الذنوب.

وفي قوله : «اللهم اغفر لي الذنوب التي تنزل البلاء» جاء :

تعداد تلك الذنوب.

وفي قوله : «اللهم اغفر لي الذنوب التي تقطع الرجاء» جاء :

١ ـ التحقيق في ورود هذه الفقرة في الدعاء.

٤٤٦

٢ ـ بيان الذنوب التي تكون سبباً لقطع الرجاء.

وفي قوله : «وكل ذنب أذنبته ، وكل خطيئة أخطأتها». جاء :

الفرق : بين الذنب ، والخطيئة.

وفي قوله : «اللهم اني اتقرب اليك بذكرك» جاء :

كيف يتقرب العبد الى ربه؟

وفي قوله : «وان تدنيني من قربك». جاء :

ما يتقوم به القرب من الله.

وفي قوله : «وتجعلني بقسمك راضياً». جاء :

١ ـ تطلع الإِنسان الى الرزق في هذه الحياة.

٢ ـ مشكلة التفاوت في الرزق ، والجواب عنها.

٣ ـ القناعة : ما هي؟

٤ ـ ضرورة القناعة للفرد.

وفي قوله : «وفي جميع الأحوال متواضعاً». جاء : الحث على التواضع في القرآن ، والسنة.

وفي قوله : «وخفي مكرك». جاء :

المراد من مكر الله. ما هو؟

وفي قوله : «ولا لشيء من علمي القبيح بالحسن مبدلاً غيرك». جاء :

بين عمن تقبل توبته من المذنبين ، ومن لا تقبل منه.

٤٤٧

وفي قوله : «سبحانك ، وبحمدك». جاء :

١ ـ معنى سبحان الله.

٢ ـ تسبيح الله ليس بمقتصر على البشر بل كل شيء في هذا الوجود يسبحه ولكن كل بحسبه ، وما هي له.

٣ ـ كل شيء في هذه الحياة حي.

وفي قوله : «وكم من مكروه دفعته». جاء :

المراد من دفع المكروه.

وفي قوله : «وحبسني عن نفعي بعد آمالي» جاء :

آمال الإِنسان كيف تلتئم مع ما دل على قصر الأمل ، والإِعراض عن الدنيا.

وفي قوله : «ونفسي بجنايتها» جاء :

بحث عن معاني النفس وفي قوله : «ولا تعاجلني بالعقوبة» جاء :

١ ـ معنى المعاجلة في العقوبة في الدنيا.

٢ ـ أقسام العقاب.

وفي قوله : «وكثرة شهواتي ، وغفلتي». جاء :

كيف تجتمع الغفلة من العبد ، والعقاب على ما صدر منه في هذه الحالة؟

وفي قوله : «وأسعده على ذلك القضاء». جاء :

حيث عن القضاء ، والقدر.

٤٤٨

٢ ـ ما يرد القضاء.

وفي قوله : «فلك الحمد». جاء :

التحقيق في هذه الفقرة بين : «فلك الحمد ، أو فلك الحجة».

وفي قوله : «يا رب ارحم ضعف بدني». جاء :

بحث في ضعف الإِنسان في جميع مراحل تكوينه ، وحياته.

وفي قوله : «ورقة جلدي» جاء :

١ ـ تركيب الجلد ، وتكونه ، وفوائده.

٢ ـ مشكلة تعذيب الجلد ، وابداله بعد حرقه ، والجواب عنها.

وفي قوله : «ودقة عظمي». جاء :

١ ـ تركيب العظم ، والمواد التي يتكون منها.

٢ ـ تشكل العظام.

٣ ـ انواع العظام.

وفي قوله : «يا من بدأ خلقي». جاء :

١ ـ المسيرة الحياتية للإِنسان كيف بدأت؟.

٢ ـ الجنين ، وكيفية تكوينه. ن

وفي قوله : «وذكري ، وتربيتي» جاء :

تربية الله للإِنسان : كيف تكون؟.

٤٤٩

وفي قوله : «ولهج به لساني من ذكرك». جاء :

المراد بذكر الله ، فوائده.

وفي قوله : «يا رب وانت تعلم ضعفي عن قليل من بلاء الدنيا ، وعقوباتها» جاء :

١ ـ تقسيم العقوبة الى قسمين.

٢ ـ عقوبة تسري الى الاعقاب.

٣ ـ مشكلة سراية العقوبة على الأولاد بسبب جرائم الآباء.

٤ ـ الجواب عنها.

٥ ـ سراية الرق الى الاعقاب بسبب أسر الآباء ، والجواب عنه.

وفي قوله : «فكيف إحتمالي لبلاء الآخرة» جاء :

١ ـ نبذة عن الاحتضار ، وسكرات الموت.

٢ ـ القيامة ، وأهوالها.

وفي قوله : «لا يخفف عن اهله» جاء : بحث عن الشفاعة :

وفي قوله : «فكيف أصبر على فراقك». جاء :

١ ـ إبتلاء الإِنسان بالآلام الروحية كابتلائه بالآلام الجسدية.

٢ ـ صفات المحبين لله.

٣ ـ الإِسلام يجمع بين الدنيا ، والآخرة.

وفي قوله : «صبرت على حر نارك». جاء :

٤٥٠

نبذة عن نار جهنم ، وأوصافها.

وفي قوله : «ولأنادينك اين كنت يا ولي المؤمنين». جاء :

بحث عن حقيقة الإِيمان ، والأقوال في ذلك.

وفي قوله : يا غاية آمال العارفين». جاء :

بيان صفات العارفين ، والزاهدين ، والاقوال فيهما.

وفي قوله : «وحبس بين أطباقها بجرمه ، وجريرته». جاء :

بيان طبقات جهنم ، والعذاب فيها.

وفي قوله : «أم كيف يشتمل عليه زفيرها؟» جاء :

صفة زفير جهنم.

وفي قوله : «أم كيف تزجره زبانيتها؟». جاء :

البحث عن الزبانية. من هم؟

وفي قوله : «وقضيت به من اخلاد معانديك». جاء :

١ ـ من يخلد في النار؟

٢ ـ مشكلة خلود بعض المسلمين في النار : كالزاني ، وآكل الربا.

٣ ـ الجواب عن المشكلة.

وفي قوله : «أقسمت أن تملأها من الكافرين من الجنة ، والناس أجمعين». جاء :

١ ـ نبذة عن حقيقة الجن.

٤٥١

٢ ـ شمول العذاب لفصائل الجن.

٣ ـ خلود الجاحدين والمعاندين في جهنم.

وفي قوله : «وبالقضية التي حتمتها». جاء :

ما هي تلك القضية التي حتمها الله؟

وفي قوله : «وكل قبيح أسررته». جاء :

المراد بالقبيح الذي يصدر من الإِنسان ما هو؟

وفي قوله : «وكل سيئة امرت بإثباتها الكرام الكاتبين». جاء :

بحث عن الرقابة عن الإِنسان.

جهاز الرقابة على الإِنسان يتألف من اركان ثلاثة :

الملائكة من هم؟

الكرام الكاتبون من هم ، وما هي مهمتهم؟

كيف تشهد جوارج الإِنسان عليه يوم القيامة؟.

وفي قوله : «واعظم صفاتك». جاء :

بيان تلك الصفات.

وفي قوله : «صل على محمد وآل محمد». جاء :

ما هي الصلاة المقصودة في هذه الفقرة ، وكيف يصل على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عليهم السلام.

٤٥٢

مصادر الكتاب

١ ـ القرآن الكريم

حرف الألف

الإِصابة

«تراجم»

لاحمد بن علي بن حجر العسقلاني

دار إحياء التراث العربي / بيروت

إحياء العلوم

«إحياء علوم الدين»

لأبي حامد محمد بن محمد الغزالي.

مؤسسة الحلبي ، وشركاه : القاهرة.

أسرار العارفين

«شرح دعاء كميل»

للمرحوم السيد جعفر آل بحر العلوم الطباطبائي

المطبعة المرتضوية / النجف الاشرف

الأصول من الكافي

«حديث»

لأبي جعفر محمد بن يعقوب بن اسحق الكليني

دار الكتب الإِسلامية / طهران

الأعلام

«تراجم»

لخير الدين الزركلي الطبعة الثالثة.

٤٥٣

إقبال الأعمال

«ادعية»

لرضي الدين أبي القاسم علي بن موسى بن

دعفر بن طاوس دار الكتب الإسلامية / طهران

أقرب الموارد

«لغة»

لسعيد الخوري الشرتوني

بيروت

أمالي الصدوق

«حديث»

لمحمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي

الشيخ الصدوق

المطبعة الحيدرية النجف الأشرف

امالي الطوسي

«حديث»

لشيخ الطائفة أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي

حرف الباء

بحار الأنوار

«حديث»

للمولى شيخ الإسلام : محمد باقر المجلسي

منشورات المكتبة الإسلامية / طهران

٤٥٤

البلد الأمين

«دعاء»

لتقي الدين بن الشيخ ابراهيم الكفعمي الجبعي

طبع اوفست مروي طهران

حرف التاء

تأريخ الإسلام

«تأريخ»

لأبي عبد الله شمس الدين محمد الذهبي

تفسير التبيان

«تفسير القرآن الكريم»

للشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي

المطبعة العلمية / النجف الأشرف

تفسير مجمع البيان

«تفسير القرآن الكريم»

للشيخ أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي

المكتبة الإسلامية / طهران

التفسير الكبير

«تفسير القرآن الكريم»

لمحمد بن العمر بن الحسين المعروف

«بالفخر الرازي»

المطبعة البهية / مصر

تفسير القرطبي

«تفسير القرآن الكريم»

لأبي عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي

طبع داء الكتب / المصرية

٤٥٥

تحف العقول

«حديث»

للشيخ أبي محمد الحسن بن علي بن الحسين

شعبة الحراني

طبع إيران

تنقيح المقال

«تراجم»

للشيخ عبد الله المامقاني

إنتشارات جهان / طهران

التوحيد

«حديث»

للشيخ الصدوق محمد بن علي بن الحسين

ابن بابويه القمي

دار المعرفة / بيروت

تهذيب التهذيب

«تراجم»

لشهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي

ابن حجر العسقلاني

طبع حيدر آباد / الهند.

حرف الجيم

جامع السعادات

«أخلاق»

للمولى الجليل الشيخ محمد مهدي النراقي

مطبعة النجف / النجف الأشرف

جمهرة انساب العرب

«تراجم».

لأبي محمد علي بن سعيد بن حزم الاندلسي

طبع دار المعارف / القاهرة

٤٥٦

حرف الخاء

خصال

«حديث»

لمحمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي

الشيخ الصدوق

حرف الدال

الدر المنثور

«حديث في التفسير المأثور»

لجلال الدين السيوطي

الناشر محد أمين دمج ، وشركاه

الدعاء

«دعاء»

للسيد رضي الشيرازي

منشورات مسجد الشفاء / طهران

حرف الذال

الذريعة الى تصانيف

الشيعة

«تراجم»

للبحاثة الشيخ أقا بزرك الطهراني

حرف الزاء

الزهراء

«لغة»

٤٥٧

حرف السين

سفينة البحار

«حديث»

للبحاثة الشيخ عباس القمي

منشورات مكتبة سنائي / طهران

سنن ابن ماجة

«حديث»

لأبي عبد الله محمد بن يزيد القزويني

سنن الترمذي

«حديث»

للحافظ ابي عيسى محمد بن عيسى بن

سورة الترمذي

منشورات دار الفكر / بيروت

حرف الشين

شرح دعاء كميل

«دعاء»

لعبد الأعلى بن محمد القاضي السبزواري

المطبعة العلمية / طهران

شرحي الاشارات

«فلسفة»

للخواجة نصير الدين الطوسي ،

وفخر الدين الرازي

المطبعة الخيرية / القاهرة

حرف الصاد

صحيح البخاري

«حديث»

لمحمد بن اسماعيل بن ابراهيم بن

المغيرة البخاري

٤٥٨

الصحيفة السجادية «دعاء»

من كلمات الإِمام زين العابدين علي بن

الحسين (عليه السلام)

داء التربية / بغداد

حرف العين

عقائد الإِمامية

«عقائد»

للشيخ محمد رضا المظفر

مطبعة النعمان / النجف الأشرف

حرف الفاء

في ظلال القرآن

«تفسير القرآن الكريم»

لمحمد قطب

دار احياء التراث العربي / بيروت

حرف القاف

القاموس المحيط

«لغة»

لمجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز آبادي

طبعة دار الفكر / بيروت

٤٥٩

حرف الكاف

الكامل في التاريخ

«تاريخ»

لعلي بن عبد الكريم محمد بن محمد بن عبد الكريم

المعروف «بابن الأثير»

الطبعة الأولى / المطبعة الأزهرية / القاهرة

حرف اللام

لسان العرب

«لغة»

لمحمد بن جلال الدين بن منظور

دار لسان العرب / بيروت

حرف الميم

المصباح

«أدعية»

لتقي الدين الكفعمي

مؤسسة مطبوعات إسماعيليان / طهران

المفردات في غريب

القرآن

«لغة»

لأبي القاسم الحسين بن محمد المعروف

بالراغب الإِصفهاني

دار المعرفة للطباعة النشر / بيروت

من علوم الطب

في الإِسلام

«طب»

الدكتور عارف القوغولي

مطبعة النجف / النجف الأشرف

٤٦٠

461

462

463

464

465