• البداية
  • السابق
  • 465 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 42073 / تحميل: 5108
الحجم الحجم الحجم
أضواء على دعاء كميل

أضواء على دعاء كميل

مؤلف:
الناشر: دار الزهراء (عليها السلام)
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

المهمة ، وبذكل يتمكن الشخص من السير في هذه الحياة على النحو الأفضل.

أما الإِستبداد ، وعدم الإِطمئنان بأحد فإن لذلك ويلاته ومصائبه ولا نحتاج لسوق أمثلة على هذا الأمر لوضوح ذلك عند الجميع إذ ما من شخص إلا ويجد نفسه محاطاً بمشاكله ، وقضاياه بحيث يحتاج الى من يعينه في حل الكثير منها.

ومن هذا المنطلق نجد الدعاء خير معين للفرد للتغلب على هذا النوع من القضايا ، والمضايقات.

وإذاً فمن للإِنسان اقرب من ربه يناجيه ، ويطلب منه أن يكون له عوناً في نكباته ، وأزماته؟

ان المؤمن الواعي يجد من لذة الدعاء ، والتضرع الى الخالق ما يفقده غيره من الذين لا يؤمنون بالله ، وبعظمته ذلك :

لأن الإِسمان بالله : يقوي من عزيمة الإِنسان ، ويدفعه لخوض هذه الحياة بثبات ، ورسوخ.

الإِيمان بالله : يرفع من معنويات المؤمن ليشعر بركونه الى تلك القوة القاهرة حيث لا يقف في طريق إرادتها شيء.

الإِيمان بالله : يوحي الى النفس بوجود اليد الحانية تلمس كل جرحٍ من جروحها بهدوء ، وعطف ، وحنان.

الإِيمان بالله : الدواء في الشافي يجد طعمه كل مريض نفض الطب يديه من شفائه.

والإِيمان بالله : فوق كل هذا ، وذاك.

٦١

والدعاء : هو الخيط الموصل بين العبد ، وربه.

وهو : النغم الذي تهدأ النفس على ترانيمه العذبة ، فتستمد منه الغذاء الروحي.

ـ وكما قلنا ـ إن الإِنسان كما يحتاج لجسمه الغذاء الكامل ليبقى حياً ، فكذلك الروح تحتاج الى الغذاء الكامل لتقوي على اكمال الشوط في هذه الحياة العاتية الزاخرة بالأتعاب ، والمشاكل.

وان فكرة الركون الى الغير لا تختص بالمؤمنين ، بل لا يستغني عنها حتى الملحدون الذي يعبدون الأصنام ، وما الدعاء بين يدي الصنم إلا هدوء للنفس يجده الداعي ، وهو يرتل أمام معبوده آيات الشكر ، والثناء ، ويطلب منه أن يبارك له.

أما القائلون بوجود الله ، فإنهم يرون من الوهن أن يبارك الإِنسان ويركن الى حجر لا ينفع ، ولا يضر ليبثه شكواه ، ويرجو منه ما يعجز عن القيام بتحقيقه ، بل لا بد من الركون ، واللجوء الى الله عز وجل خالق الخلق ، ومدبرهم ذي القدرة غير المتناهية.

( إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ) (١) .

أدعية المعصومين واستغفارهم الإِشكال على ذلك :

العصمة هي : التنزيه عن ارتكاب الكبائر ، والإِتيان بالصغائر وهل أن ذلك من باب الملكة ، أولا؟

أو ما هو تعريف الذنوب الكبيرة ، وما هي الصغائر؟

__________________

(١) سورة يس : آية (٨٢).

٦٢

كل ذلك موكول الى محله خوفاً من الإِطالة.

والمهم هو معرفة أن الإِمامية يرون في الأنبياء ، والمرسلين والأئمة من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم العصمة من الذنوب ويشترطون فيهم ذلك ، ويأتي هذا الإِشتراط نتيجة ما يتمتعون به من لزوم قيادتهم للأمة ، والقاء مسؤولية تبليغ الأحكام الشرعية على عواتقهم ، وهذه الصلاحيات لا بد لها من التنزه عن الذنوب ، والبعد عن القبائح.

ومن هذا الإِطار التنزيهي يقع القائلون بالعصمة في مشكلة بكاء هؤلاء المنزهين عن الذنوب ، وتوبتهم ، وإستغفارهم فيقال : ما معنى التوبة ، والتضرع للتجاوز عن ذنب يكون الداعي منزهاً عنه ، وإذا كان النبي غير مذنب فما معنى تضرعه وطلب العفو ، والتوبة عن شيء لم يصدر منه؟

وهكذا الحال فيما يحدثنا التاريخ عن حالات الإِمام علي بن أبي طالب عليه السلام ، وأولاده الذين علموا الناس كيفية الدعاء واذاقوهم حلاوة المناجاة مع الله عز وجل.

وقد زخرت كتب الادعية ، والأذكار من مناجاتهم ، وما تتضمن تلك المناجاة من خطاب الله : بعصيتك ، وتجاوزت ، وتجرأت وما شاكل من العبادات التي تتنافى ، ومقام العصمة من الذنب نعم غير المعصوم من الصلحاء ، والمؤمنين حيث يحتمل صدور الذنب من أحدهم ، ولو على نحو الصغائر البسيطة ، فلا يتصور في مثل هذا التعبير لو صدر منهم أيم نافاة مهما كانت درجات التقوى عندهم عالية لأن المشكلة تتوجه الى حيز العصمة ، والتي يكون صاحبها

٦٣

منزهاً عن الذنب فمصل هذا ما هو معنى عصيانه ، ومخالفته؟

الجواب عن هذا الإِشكال :

وقد أجيب عن هذا الإِشكال ، أو بالأحرى قد ذكرت لحل هذه المشكلة وجوهاً عديدة :

الوجه الأول : ما ذكره الشيخ الصدوق (رحمه الله) في إعتقاداته حيث قال أنه كلما كان في القرآن مثل قوله تعالى :( لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) (١) .

ومثل قوله تعالى :( لِّيَغْفِرَ لَكَ اللَّـهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ) (٢) .

ومثل قوله تعالى :( وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا إِذًا لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ) (٣) .

وما اشبه ذلك ، فإعتقادنا فيه أنه نزل على إياك اعني واسمعي يا جارة : انتهى.

والمقصود به إسماع الأمة ، وحينئذ فيكون بكاء المعصومين ودعاؤهم ـ بناءً على هذا القول ـ هو إسماع الآخرين ، وإِلا فهم منزهون عن كل ذلك.

وهذا هو إختيار السيد المرتضى في كتابه تنزيه الأنبياء ، فإنه

__________________

(١) سورة الزمر : آية (٦٥).

(٢) سورة الفتح : آية (٢).

(٣) سورة الإِسراء : آية (٧٤).

٦٤

أجاب عن الآية الأولى وهي قوله : لئن أشركت ليحبطن عملك ، ما لفظه : والجواب قد قلنا في هذه الآية أن الخطاب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم والمراد به أمته فقد روي عن ابن عباس (رض) أنه قال : نزل القرآن بأياك أعني ، وإسمعي يا جارة.

الوجه الثاني : انه تعليم لأتباعهم كيف يتضرعون الى الله تعالى.

وقد رد هذا الوجه : بانه من البعيد أن يصرف الإِمام ، أو النبي صلى الله عليه وآله وسلم عمره في مثل ذلك مع إمكان التعليم بواسطة القول فلماذا إذاً يبكي ، ويتضرع؟ على أن الأئمة ، وغيرهم من المعصومين قد يكون يعملون ذلك في كثير من الأوقات بعيدين عن أعين الناس ، وفي اماكن نائية عنهم ، بل وربما في مواضع لا يصل اليها من الناس أحد.

الوجه الثالث : أنه قد صدرت منهم الأفعال المكروهة كالصلاة في الثياب السود ونحو ذلك :

وضعف هذا الوجه : بإن إرتكابهم المكروهات إنما هو لأَجل التعليم والتفهيم حتى لا يظن بذلك أنه محرم بسبب النهي الوارد عليه فصدروه منهم إما على طريق الوجوب عليهم ، أو الأستحباب.

الوجه الرابع : ما قيل أنه يجوز ان يوسوس لهم الشيطان في فعلٍ من الأفعال فيرجعون اليه تعالى ، وتكون تلك الوسوسة وسيلة الى اعالي الدرجات التي لا تحصل إلا بالتضرع والندم ، وليس هو من قبيل تسلط الشياطين الباعث على حط مرتبة الأولياء ، والتنزيل من مكانتهم الجليلة.

٦٥

الوجه الخامس : ان ما صدر منهم إنما هو من باب إنشاء التواضع كقوله عليه السلام : أنا مثل الذرة ، أو دونها ، وليس هو من باب الإِخبار.

الوجه السادس : ما حكاه الشيخ البهائي في شرح الاربعين عن الفاضل الجليل بهاء الدين بن علي الاردبيلي في كتاب كشف الغمة وادعى انه من احسن ما تضمحل به هذه الشبهة قال رحمه الله : إن الأنبياء والأئمة عليهم السلام تكون أوقاتهم مستغرقة بذكر الله وقلوبهم مشغولة به وخواطرهم متعلقة بالملأ الأعلى ، وهم أبداً في المراقبة كما قال عليه السلام : أعبد الله كأنك تراه فان لم تره فانه يراك فهم أبداً متوجهون اليه مقبلون بكليتهم عليه فمتى يخطو عن تلك المرتبة العالية ، والمنزلة الرفيعة الى الإِشتغال بالمأكل والمشرب والتفرغ الى النكاح ، وغيره من المباحات عدوه ذنباً ، وإعتقدوه خطيئة فإستغفروا منه ألا ترى أن بعض أبناء الدنيا لو قعد يأكل ، ويشرب ، وينكح وهو يعلم أنه بمرأى؟ً من سيده ومسمع ، لكان ملوماً عند الناس ، ومقصراً فيما يجب عليه من خدمة سيده ومالكه ، فما ظنك بسيد السادات ، ومالك الأملاك ، والى هذا أشار بقوله صلى الله عليه وآله وسلم انه لير ان على قلبي ، وأنا لأستغفر بالنهار سبعين مرة ، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم حسنات الأبرار سيئات المقربين. انتهى ما ذكره الإِردبيلي.

ثم عقبه الشيخ البهائي بقوله : «وقد اقتفى أثره القاضي الفاضل البيضاوي في شرح المصابيح عند شرح قوله صلى الله عليه وآله وسلم ليغان على قلبي واني لاستغفر الله في اليوم سبعين مرة

٦٦

قال : الغين : لغة في الغيم وغانه على كذا أي غطّى عليه قال أبو عبيده في معنى الحديث : أي يتغشى قلبي ما يلبسه ، وقد بلغنا عن الأصمعي أنه سأل عن هذا الحديث فقال للسائل : عن قلب من تروي هذا؟

فقال : عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال : لو كان غير النبي صلى الله عليه وآله وسلم لكنت أفسره. قال القاضي : ولله در الأصمعي في إنتهاجه منهج الأدب واجلاله القلب الذي جعله الله موقع وحيه ، ومنزل تنزيله وبعد فانه مشوب عن أهل اللسان موارده فتح لأهل السلوك مسالكه ، واحق من يعرب ، أو يعبر عنه مشايخ الصوفية الذين بارك الحق أسرارهم ، ووضع الذكر عنهم أوزارهم ، ونحن بالنور المقتبس من مشكاتهم نذهب ، ونقول :

لما كان قلب النبي صلى الله عليه وآله وسلم أتم القلوب صفاءً ، واكثرها ضياءً ، وأعرفها عرفاً ، وكان معيناً مع ذلك لتشريع الملّة ، وتأسيس السنة ميسراً غير معسرٍ لم يكن له بد من النزول إلى الرخص ، والالتفات إلى حظوظ النفس مع ما كان ممتحناً به من أحكام البشرية فكان اذا تعاطى شيئاً من ذلك أسرعت كدورة ما الى القلب لكمال وقته وفرط نورانيته ، فان الشيء كلما أرق ، وأصغى كان ورود المكدرات عليه أبين ، وأهدى وكان صلى الله عليه وآله وسلم اذا أحس بشيء من ذلك عده ذنباً ، واستغفر منه» انتهى.

الوجه السابع : ان مراتبهم عليهم السلام في معرفة الله تعالى

٦٧

والاطلاع الى عالم الملكوت متجددة بتجدد الأيام ، والليالي متزايدة آناً فآناً ، فكلما ترقوا من مرتبة الى اخرى عدّواً تلك المرتبة السابقة ذنباً بالنسبة الى ما هم فيه.

الوجه الثامن : ان العبد الممكن المتلوث بشوائب النقص والعجز ، قابل التلبس بجميع المعاصي لولا الألطاف الإِلهية ، فاعترافهم عليهم السلام بالذنوب انما هو بالنسبة الى المادة البشرية لا بإعتبار العصمة الإِلهية وقد أشير الى هذا في قول يوسف عليه السلام ان النفس لأمارة بالسوء الا ما رحم ربي وقوله تعالى :( وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا ) وقوله عليه السلام «اللهم لا تكلني الى نفسي طرفة عين».

الوجه التاسع : ان التكاليف إنما هي بإزاء النعم فكلما كانت النعمة على العبد أتم كان تكليفه أشد من غيره ، ولذا كلفوا عليهم السلام بتكاليف شاقة ، ولا ريب أنه تعالى قد منحهم من النعم مالم يمنحه غيرهم ، فهم يهمون بالشكر الذي هو ثمن النعمة ، ولم يطبقوه فيعدون أنفسهم في مرتبة التقصير والذنب ، فيستغفرون منه.

وقد روي عن عطاء أنه قال دخلت على إحدى زوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقلت أخبريني بأعجب ما رأيت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فبكت وقالت : وأي شأنه لم يكن عجباً إنه أتاني في ليلتي ، فدخل معي في فراشي ، أو قالت في الحافي حتى مس جلدي جلده ، ثم قال ذريتي اتعبد لربي فقلت : اني احب قربك ، فأذنت له ، فقام الى قربة ماء فتوضأ ، ولم يكثر

٦٨

صب الماء ، ثم قام يصلي ، فبكى حتى سالت دموعه على صدره ، ثم ركع فبكى ، ثم سجد فبكى ، ثم رفع رأسه ، فبكى ، فلم يزل كذلك حتى جاء بلال ، فأذنه بالصلاة فقلت يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما يبكيك ، وقد غفر الله لك ما تقدم لك من ذنبك ، وما تأخر؟ قال : أفلا أكون عبداً شكوراً ، ولم لا أفعل وقد انزل الله علي أن في خلق السماوات ، والأرض. الى آخر الآية.

الوجه العاشر : انه تعالى معشوقهم الحقيقي ، ومقصودهم فهم يحبون أن لا يعصى ، فإذا رأوا من غيرهم معصية إتكلت خواطرهم الشريفة حيث أنه وقع بحضرتهم ، فهم يعدونه ذنباً كما لو جلس أحدنا في مجلس فسمع غيبة أخيه.

الوجه الحادي عشر : إمكان أن يكون الإِستغفار ، والتوبة في نفسها عبادة فهم بهذا الدعاء ، والتضرع يعبدون الله لا أنهم أذنبوا وهم يطلبون منه تعالى غفران ذلك الذنب وبين يدي ـ القارئ الكريم ـ نضع هذه الوجوه ليختار بنفسه ما يحلو له أن يختاره منها ، ويراه مناسباً ، وملائماً لحل هذه الشبهة(١) .

ادب الداعي :

يقول العارفون ، واصحاب الكتب التي تضمنت الأدعية ، والاذكار بان الداعي لا بد له من الالتزام بآداب يحسن به التحلي بها وهو يتجه الى خالقه يتضرع اليه ، وقد تصدوا لذكرها.

__________________

(١) لاحظ لهذه الوجوه اسرار العارفين : ٣٤ ـ ٣٥ ، وما جاء في التعليق على أصول الكافي : طبعة دار الكتب الاسلامية / ٢ / ٤٣٨ / تعليق الغفاري.

٦٩

وفي الحقيقة تأتي هذه الآداب نابعة من الموقف الذي يقفه الإِنسان بين يدي الله ، وهو المطلع على السرائر.

ولا نحتاج لإِثبات هذه الحقيقة من بيان ما نستدل به على ضرورة تحلي الداعي بالآداب الدعائية ، فإن هذه قضايا لها من شواهد الحال ما تمر به كثيراً في حياتنا اليومية ، ونرتب الأثر عليها ـ وعل ىسبيل المثال ـ فإنا نجد الشخص منا لو أراد مقابلة شخصية مسؤولة لها مكانتها الإِجتماعية ينشغل باعداد نفسه بالمظهر اللائق من حيث الشكل ، واللباس ، وكذلك ينتقي من التعابير المنمقة ما يتخيل انه يؤدي مطلوبه على النحو الأفضل ، فنراه يستعد لهذه المقابلة ليخرج منها بالفائدة المتوخاة.

ومن هذا الواقع الخارجي يرى المعنيون بشؤون الدعاء ان الداعي لا بد له من تهيئة نفسه لمنجاة ربه ، واعدادها بالمظهر الذي يؤهلها للوقوف بين يدي الرب الجليل.

ولكن لا كما يقف الإِنسان اما شخص كبير له مكانته الإِجتماعية ـ كما قلنا ـ حيث ينتقي من الثياب أغلاها ، ومن العطور وأدزات الزينة فان هذا لا أثر له في حساب الله ، بل الذي له حسابه هو الأمور النفسية الباطنية ، وتصفية الروح من الشوائب ليقف الداعي بين يدي ربه ، وهو مقبل عليه لا أنه مشغول القلب.

يقول الإِمام أبو عبد الله الصادق عليه السلام :

«ان الله عز وجل لا يستجيب دعاءً بظهر قلبٍ ساهٍ ، فإذا

٧٠

دعوت فأقبل بقلبك»(١) .

وفي رواية اخرى : «واعلموا أن الله عز وجل لا يستجيب دعاء من قلب خامل»(٢) .

وموضوع إقبال الداعي ، وتوجهه له الأثر التام في قبول العبد ، وخلوص نيته.

ويتوقف هذا على أن يكون الداعي عند دعائه واقعياً ففي مقام الاستغفار لا بد وان يدعو وهو تائب على أن لا يعود الى ما صدر منه من الذنب ، والا فما هي الفائدة في طلب يصدر من شخص ينوي العود الى مثل تلك المخالفات؟ ان التوبة ، وتهذيب النفس من شرائط تهيئة الداعي نفسه للوقوف بين يدي ربه فقد جاء في المصادر التاريخية أنه أصاب الناس في بني اسرائيل قحط شديد ، فخرجوا مراراً فأوحى الله الى نبيهم «أن أخبرهم انكم تخرجون اليَّ بأبدان نجسة ، وترفعون اليَّ اكفاً قد سفكتم بها الدماء ، وملأتم بطونكم بالحرام. الآن قد اشتد عليكم غضبي ، ولن تزدادوا مني إلا بعداً»(٣) .

وعن سفيان الثوري : بلغني أن بني اسرائيل قحطوا سبع سنين حتى أكلوا الميتة من المزابل ، واكلوا الأطفال ، وكانوا كذلك يخرجون الى الجبال يبكون ، ويتضرعون ، فأوحى الله عز وجل الى أنبيائهم عليهم السلام لو مشيتم اليَّ بأقدامكم حتى تحفى ركبكم ، وتبلغ

__________________

(١) أصول الكافي كتاب الدعاء باب الاقبال على الدعاء حديث.

(٢) احياء العلوم للغزالي ١ (٣٩٩).

(٣) احياء العلوم للغزالي : ١ (٤٠٠ ـ ٤٠١).

٧١

أيديكم عنان السماء ، وتكل السنتكم عن الدعاء ، فاني لا أجيب لكم داعياً ، ولا أرحم لكم باكياً ، حتى تردوا المظالم الى أهلها ، ففعلوا فمطروا من يومهم. وربما عقب البعض على هذه الاحاديث المتضمنة لهذه القصص بانها غير نقية السند ، فلا اهمية لها من حيث النقل.

ونجيب على هذا الإِعتراض : بأن الموضوع لا تعلق له بحكم شرعي ليتوخى الفقيه في مقام إستنباط الحكم الشرعي ان يفحص السند ، والسلسلة التي توصل الخبر الى العصوم عليه السلام ليتصل منه الى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومنه الى لوح التشريع ، بل القضية تدور حول تصفية الداعي وتنقيتها بالتوبة ، وعدم العود الى المخالفات ، وما نقلناه في هذا الصدد من قصص بني اسرائيل ، وغيرهم ، او ما هو موجود من مثل هذا التعبير يلاحظ فيه المضمون اذا كان عالياً ، ويشرح نفسه بنفسه ، ويؤكد على صحة مضمونة.

ـ وعلى سبيل المثال ـ ففي القصتين المذكورتين نرى آثار الصحة عليهما بادية فإن من رفع يداً ملطخة بالدماء ، وملأ بطناً من الحرام ماذا يأمل من ربه ، وهو العادل فهل يأمل الإِجابة ، والعطف عليه؟ وهكذا من تعدى على حقوق الآخرين ، وظلم فهل يؤمل لمثل هذا ان يؤمن الله على دعائه ، ويستقبله بوجه يقبل عليه فيه؟

وحاشا لله ان يظلم أحداً ، أو يقبل بوجهه على من كانت هذه أفعاله ولي ولكل أحد ان يجيب : بلا ، ويلحقها بما شاء من أدوات النفي. إن الله عز وجل عادل ، وهو بصير بعباده ، وهو للمظلوم نعم العون فلا يجامل شخصاً هذه أحواله ، ويستجيب له دعواته.

٧٢

ـ وفي الوقت نفسه ـ هو الظالم الخصم العنيد الذي لا يتركه يرتع ويسرح ويمرح ويتمرغ في تجاوزاته.

وإذا رأينا ما يوهم بظاهره الإِستجابة لمثل هذا الظالم ، أو تركه فإنما ذلك لأنه من مصاديق الآية الكريمة.

( إنما نملي لهم ليزدادوا إثماً ولهم عذاب مهين ) (١) .

وإذاً فليس التغاضي من باب الاقبال ، والقبول.

وإذاً : فتصفية النفس والاقبال في الدعاء هي مفتاح الطريق الموصل الى الله ، ورحابه الطاهرة ليجد الداعي من ربه اذناً صاغية ، ونداء يحسن بنغماته العذبة تهدهد سماعه وهي تقول :

بشراك أيها الداعي اقبلت على ربك ، فأقبل ربك بوجهه عليك ـ ومن اداب الداعي : الإِلحاح في الطلب ، فعن الإِمام الصادق عليه السلام قوله «ان الله عز وجل كره إلحاح الناس بعضهم على بعض في المسألة ، واجب ذلك لنفسه ان الله عز وجل يحب أن يسأل ، ويطلب ما عنده»(٢) .

وفي حديث آخر : «رحم الله عبداً طلب من الله عز وجل حاجة ، فألح في الدعاء»(٣) .

ويأتي الإِلحاح في قائمة آداب الداعي نتيجة تعلق الشخص بمطلبه الذي يريد تحققه من ربه ، وفي الإِلحاح بعد كل هذا زيادة

__________________

(١) سورة آل عران : آية (١٧٨).

(٢ ـ ٣) أصول الكافي : كتاب الدعاء باب الالحاح في الدعاء ، والتثليث / حديث ٤ ـ ٦.

٧٣

اتصال بالله ، وتوجهاً اليها.

ومن آداب الداعي : ان يتيقن بالإِجابة ، وقد صرحت بذلك أخبار كثيرة ، وفيها «ثم استيقن الإِجابة»(١) .

( وإذا دعوت ، فأقبل بقلبك ، وظن حاجتك بالباب ) (٢) .

ويتوخى من وراء هذا الشرط أن لا يدب اليأس الى قلب الداعي وهو يرى التأخير في الإِستجابة ذلك لأن اليأس من رحمة الله ، والقنوط منه كبيرة من الكبائر ، وقد نهي العبد عن ذلك بنص القرآن المجيد حيث يقول تعالى :

( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) (٣) .

ويقول تعالى :( قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ ) (٤) .

( وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّـهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّـهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ) (٥) .

__________________

(١ ـ ٢) نفس المصدر السابق : باب الاقبال على الدعاء حديث / ١ ـ ٣.

(٣) سورة الزمر : (٥٣).

(٤) سورة الحجر : آية (٥٦).

(٥) سورة يوسف : آية (٨٧).

٧٤

وقد ذكرت بعض الأمور عدت من الآداب التي يحسن بالداعي ان يجتنبها ومنها : ان لا يكون ممتلئ البطن ، وان لا يكون شديد النعاس ، وغير ذلك مما يصرف الداعي عن التوجه المطلوب نحو المولى ، ومناجاته.

آداب الدعاء :

وكما ذكر العارفون للدعاء آداباً تقدم ذكر البعض منها ، كذلك ذكروا للدعاء ، أموراً استحسنوا أن يطبقها الداعي في دعائه.

منها : أن لا يدعو على مؤمن بشرٍ ، وان لا يدعو بقطيعة رحم.

ومنها : أن يختار الأوقات المناسبة للدعاء من كونه بعد صلاة مكتوبة ، أو في آناء الليل ، أو في اوقات نزول المطر ، أو عند زحف المسلمين لقتال الكفار ، أو غير هذا ، وذاك من الأوقات التي ذكرها المعنيون بأمور الدعاء في كتبهم ، وهكذا الحال بالنسبة الى اختيار الاماكن المقدسة من المساجد ، والمشاهد المشرفة.

ومنها : أن يفتتح دعاءه بذكر الله ، والثناء عليه ، والصلاة على نبيه.

ومنها : ان يستقبل القبلة ، ويرفع يديه كهيئة السائل الذليل.

ومنها : خفض الصوت حيث يكون بين المخافتة ، والجهر.

ومنها : ان يترك السجع في الدعاء ، ويترسل في منجاته.

وفي الحقيقة ان كلما ذكروه في هذا الخصوص من التقييد

٧٥

بالأوقات والكلام ، وغير ذلك ليس معنااه أن غير ذلك لا يقبل ، ولا يعتبر عند الله ، بل ان هذا كما قلنا ، من أداب لقاء العظماء ، والتحدث اليهم ، ومن أعظم من الله ، واعلى مقاماً منه يستعد العبد للمثول بين يديه ، وهو رب الخلائق ، وفوق كل شيء؟.

ولنستعرض بعض هذه الآداب المذكورة.

فمثلاً تكلف السجع إنما حرص أهل الذكر على تجنبه لأنه يشغل الإِنسان عن الوجه الى الله ، والتحدث معه بلغة التضرع ، والخضوع ، بل يجعل الإِنسان منشداً الى انتقاء الالفاظ المنمقة ، وتنسيق العبارة واخراجها على روية واحدة ، وعلى المحافظة على القافية فيما يسبق من الجمل ، وحينئذٍ يخرج الداعي من جو الدعاء الخاشع الى مقام عرض الديباجة ، والكتابة للمقالات ، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قوله : «إياكم والسجع في الدعاء»(١) .

وهكذا الحال اذا لاحظنا خفض الصوت ، فإن أصول اللياقة ، صوالأدب تقضي ان يكون المتكلم مع من هو أعلى منه هادئاً متزناً في حديثه ، فرفع الصوت لا يناسب مثل هذه المقامات.

وليطمئن الداعي بعد كل هذا الى أن الله ليس بأصم ليرفع صوته ليسمعه ولا غائب عنه ليعلمه بوجوده ، فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم :

انه لما دنا من المدينة كبر ، وكبر الناس ، ورفعوا أصواتهم فقال

__________________

(١) احياء العلوم للغزالي : ١ / ٣٩٨.

٧٦

النبي صلى الله عليه وآله وسلم : يا أيها الناس ان الذين تدعون ليس بأصم ، ولا غائب إن الذي تدعون بينكم وبين اعناق ركابكم.

وإذا كان الدعاء هو التضرع ، والمناجاة مع من هو أقرب الى الداعي من ظله فلماذا اذاً رفع الصوت ، والتهريج؟

أما المكان فله أهميته ، فالاماكن المشرفة تتشرف بمن نسبت اليه كما أن الأوقات لها أهميتها أيضاً ، ولربما تكون من وسائل توجه الإِنسان الى خالقه ، والانشداد اليه ـ وعلى سبيل المثال ـ فإن الدعاء في آناء الليل ، وفي وقت السحر ليبعث في النفس نشاطاً القبالها على الله ، وخشوعها بين يديه بعد أن أخذ البدن قسطاً من الراحة من النوم فيكون الإِنسان نشطاً لعبادة ربه.

يضاف الى ذلك ما يضيفه الوقت الهاديء المظلم من الرهبة في نفس الداعي حيث يجد المكان هادئاً ، والليل قد ضرب بردائه فغطى الكون بظلامه الدامس ، وفي هذا الجو يقف الداعي بين يدي ربه الذي لا تأخذه سنة ، ولا نوم. بينما داعب الكرى جفون الخلوقين وقد غلقوا أبوابهم ، وانحجب بعضهم عن البعض الآخر.

ولكن باب الله مفتوح في وجه من قصدوه.

٧٧
٧٨

مع دعاء كميل

قد لا أبالغ اذا قلت ـ كما سبق ـ أنه لا يوجد لبقية المذاهب والأديان كما للمسلمين ، وللشيعة منهم بوجه خاص من الأدعية من الوفرة ، والنوعية ما ليس لغيرهم مثله. والكثير من ذلك صحيح السند ، ونقصد بذلك الاِطمئنان بصحة صدوره عن النبي «صلى الله عليه وآله وسلم» أو أحد المعصومين «عليهم السلام».

ومع هذه الوفرة فما هو سبب إختياري لدعاء كميل ، وشرحه؟

بإمكاني في مقام اجابتي على مثل هذا السؤال أن الخص الأسباب بالأمور التالية :

١ ـ إن هذا الدعاء يتمتع بثقة عالية من حيث السند ، فلا يشك أحد من الخاصة ، والعامة بصدوره عن الإِمام أمير المؤمنين عليه السلام وتعليمه لكميل بن زياد ، والذي سمي الدعاء بإسمه.

أما أنه من تأليفه ، أو من إملائه وهو دعاء الخضر عليه السلام وقد املاه على كميل فليس هذا موضع تحقيقه ، بل المهم هو أن نعلم بصدوره عن الإِمام نفسه ، وهذا معلوم.

على أن لي شخصياً رأي خاص في الدعاء ، فإن المحقق في سنده يهتم به الباحث في مقام ذكر ما يترتب عليه من الثواب الذي

٧٩

ذكر له. أما من ناحية ما يشتمل عليه من مضامين عالية فهذا ما يتكفله الدعاء نفسه حيث نرى بعض الأدعية رصينة من حيث المادة تحمل بين طياتها معاني سامية تفرض. لنفسها هالة من الثقة تحيط بالدعاء ، مما يجعل النفس تركن الى ذلك الدعاء لأن الدعاء لو لاحظناه لرأيناه لا يخرج عن كونه ذلك الرابط الشفاف الذي يربط بين العبد وربه ، ويرفع بنفسه الى المراتب العالية ، فيسهل مهمة الانسجام بين الدعاء والداعي ، وإقباله على الله فيما يناجيه.

ولكن مع كل ذلك نرى للدعاء إذا كان صحيح السند مكانته في نفس الداعي إذ يجد لصدوره من أهله نوعاً من التبرك بقراءته ويستشعر من ذلك أنه مضمون الطريقية لدعاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، أو أحد خلفائه به.

٢ ـ إنشدادنا لهذا الدعاء ، والتفافنا حوله ، ومنشأ ذلك :

أن كثيراً من الأدعية مرتبة في أوقات خاصة بها ـ فمثلاً ـ دعاء الإِمام الحسين عليه السلام او ولده الإِمام زين العابدين عليه السلام يقرآن ، مرة وحدة في السنة في يوم عرفة ، وبعده يودعهما الداعي ليلتقي بهما في العام القادم مرة أخرى اذا سنحت له الفرصة. وهكذا في الأدعية الواردة في الأعياد ، وفي أيام شهر رمضان أو المرتبة لأيام السنة ، وكذا ما يقرأ عند بعض الاحداث التي تلم بالإِنسان ومعنى ذلك أن الداعي لا يقرؤها كثيراً.

نعم : أدعية التعقيبات الواردة بعد الصلوات يلتقي بها الإِنسان كل يوم لكن هذه الأدعية قصيرة وقد لا يلتزم الإِنسان بقراءتها بعد كل صلاة.

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

الأهل والمؤمنين بعدي) (1) .

____________________

(1) الأمالي للطوسي: 521/1147، عن المجاشعي، عن الإمام الرضا، عن آبائه، عن الإمام زين العابدين (عليهم السلام) عن عمر وسلمة ابني أمّ سلمة ربيبَي رسول الله (صلَّى الله عليه وآله)، كشف الغمّة: 2/35 عن عمر وسلمة وراجع تفسير العيّاشي: 1/332/153 وبشارة المصطفى: 147، والبرهان في تفسير القرآن: 2/227/2909 وبحار الأنوار: 37/256/11.

١٦١

بحث حول حديث المنزلة

إنّ حديث المنزلة الذي نقلناه بصور متنوّعة، يمثّل فضيلة من الفضائل العلويّة الرفيعة، ومنقبة من مناقبها الكريمة، واستبان ممّا ورد أنّ رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) نطق بهذه الفضيلة في مواطن كثيرة، فما جرى على لسانه المطهّر في غزوة تبوك وإن كان أشهرها، ولكنّه لا يقتصر عليها.

والأسانيد العديدة والمنقولات الجمّة لهذا الحديث لا تَدَع مجالا للشكّ في صدوره القطعي، وقد أدّى سعة نقله وكثرة أسانيده، إلى أن يصرّح علماء ومحدّثون سنّة كبار بتواتره وكثرة نقله من طرق ومصادر مختلفة، ويؤكّدون على كونه الحديث الأكثر ثبتاً بين الآثار المنقولة عن رسول الله (صلَّى الله عليه وآله)، مبيّنين بذلك اتّفاق رواة الحديث وحفظة الآثار على صحّته.

وكتب الحسكاني يقول عن أسانيده:

وهذا حديث المنزلة الذي كان شيخنا أبو حازم الحافظ يقول: خرّجته بخمسة آلاف إسناد!! (1) .

____________________

(1) شواهد التنزيل: 1/195.

١٦٢

وفيه قال محمّد بن عبد البرّ:

روى قولَه (صلَّى الله عليه وآله): (أنت منّي بمنزلة هارون من موسى) جماعةٌ من الصحابة، وهو من أثبت الآثار وأصحّها.

رواه عن النبيّ (صلَّى الله عليه وآله) سعد بن أبي وقّاص، وطرق حديث سعد فيه كثيرة جدّاً، قد ذكرها ابن أبي خيثمة وغيره، ورواه ابن عبّاس، وأبو سعيد الخدري، وأمّ سلمة، وأسماء بنت عُميس، وجابر بن عبد الله، وجماعة يطول ذكرهم (1) .

وكتب محمّد بن يوسف الگنجى:

هذا حديث متّفق على صحّته، رواه الأئمّة الحفّاظ كأبي عبد الله البخاري في صحيحه، ومسلم بن الحجّاج في صحيحه، وأبي داود في سننه، وأبي عيسى الترمذي في جامعه، وأبي عبد الرحمن النسائي في سننه، وابن ماجة القزويني في سننه، واتّفق الجميع على صحّته حتى صار ذلك إجماعاً منهم.

قال الحاكم النيسابوري: هذا حديث دخل في حدّ التواتر (2) .

وأورد السيوطي في كتابه الذي أفرده لنقل الأحاديث المتواترة وسمّاه بـ (الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة) حديث المنزلة (3) ، مصرّحاً عمليّاً بتواتره.

إنّ ما ورد أعلاه يعكس بعضاً من الآراء الواردة بشأن أسانيده، ولا ريب أنّ التتبّع في المصادر الحديثيّة ينفي أيّة أوهام تشكّك في قطعيّة صدوره.

____________________

(1) الاستيعاب: 3/202/1875.

(2) كفاية الطالب: 283.

(3) الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة: 76/103.

١٦٣

ومن حيث المضمون نرى أنّه جعل لعليّ (عليه السلام) جميع المناصب التي كانت لهارون (عليه السلام) في عصر موسى (عليه السلام) إلاّ النبوّة، وذكر القرآن الكريم مناصب هارون بهذا النحو: ( وَاجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي ) (1) .

وثبتت هذه المناصب لعليّ (عليه السلام) في الأحاديث النبويّة بصراحة (2) .

وأورد القرآن الكريم قسماً آخر من مناصب هارون بالنحو الآتي:

( ... اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ ) (3) .

إنّ واقع حياة عليّ (عليه السلام)، ودفاعه الفذّ عن رسول الله (صلَّى الله عليه وآله)، وشهوده الذي لا مثيل له في حروبه جميعها، كلّ أولئك مَعْلَم على أنّ الله تعالى جعل لعليّ (عليه السلام) من رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) منزلة هارون من موسى (عليهما السلام).

لقد مضى رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) في إبلاغ رسالته حسب المجريات الطبيعيّة للأُمور، وكان عليّ (عليه السلام) أفضل وأثبت نصير له في هذا السبيل، فمبيته في فراشه، واستبساله العجيب في معركة بدر التي كانت أوّل اختبار للمسلمين، وكانت مصيريّة رهيبة، وحمايته العظيمة له (صلَّى الله عليه وآله) في أُحد - وقد فرَّ كثير من المدّعين - ومبارزته لعمرو بن عبد ودّ في معركة الخندق بعد حصار المشركين المخيف، وتجلّي قوّته في خيبر، وقد ظلّ رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) وأصحابه خلف أسوارها، وغير ذلك كلّه آية على أنّ دعمه لرسول الله (صلَّى الله عليه وآله) كان مصيريّاً.

____________________

(1) طه: 29 - 32.

(2) راجع: القسم التاسع/عليّ عن لسان النبيّ/المكانة السياسيّة والاجتماعيّة/وزيري.

(3) الأعراف: 142.

١٦٤

ونُضيف إلى ما ذكرناه، أنّ هذه الأحاديث تدلّ على أنّ عليّاً (عليه السلام) كان متميّزاً بين الصحابة، ولم يُقرَن به أحد منهم، كما كان هارون في بنى إسرائيل. انظر إلى الروايات الآتية:

ـ الإمام عليّ (عليه السلام): (إنّ الله تبارك اسمه... شدّ بي أزر رسوله، وأكرمني بنصره، وشرَّفني بعلمه، وحباني بأحكامه، واختصَّني بوصيّته، واصطفاني بخلافته في أُمّته، فقال (صلَّى الله عليه وآله) - وقد حشده المهاجرون والأنصار، وانغصّت بهم المحافل -: أيّها الناس، إنّ عليّاً منّي كهارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي.

فعقلَ المؤمنون عن الله نطق الرسول؛ إذ عرفوني أنّي لستُ بأخيه لأبيه وأُمّه، كما كان هارون أخا موسى لأبيه وأُمّه، ولا كنت نبيّاً فأقتضي نبوّة، ولكن كان ذلك منه استخلافاً لي، كما استخلف موسى هارون (عليهما السلام) حيث يقول: ( ... اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ )) (1) (2) .

ـ أبو خالد الكابلي: قيل لسيّد العابدين عليّ بن الحسين: إنّ الناس يقولون: إنّ خير الناس بعد رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) أبو بكر، ثمّ عمر، ثمّ عثمان، ثمّ عليّ (عليه السلام). قال: (فما يصنعون بخبر رواه سعيد بن المسيّب، عن سعد بن أبي وقّاص عن النبيّ (صلَّى الله عليه وآله) أنّه قال لعليّ (عليه السلام): (أنت منّي بمنزلة هارون من موسى، إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي)؟! فمَن كان في زمن موسى مثل هارون؟!) (3)

ـ أبو هارون العبدي: سألت جابر بن عبد الله الأنصاري عن معنى قول

____________________

(1) الأعراف: 142.

(2) راجع: الفصل العاشر/احتجاجات عليّ.

(3) معاني الأخبار: 74/2.

١٦٥

النبيّ (صلَّى الله عليه وآله) لعليّ (عليه السلام): (أنت منّي بمنزلة هارون من موسى، إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي)، قال: استخلفَه بذلك - واللهِ - على أُمّته في حياته وبعد وفاته، وفرض عليهم طاعته؛ فمَن لم يشهد له بعد هذا القول بالخلافة فهو من الظالمين (1) .

ـ سلم بن وضّاح: كنّا عند محمّد بن عبد الله، فسأله معلّى بن سليمان عن قول النبيّ (صلَّى الله عليه وآله): (أنت منّي بمنزلة هارون من موسى) أيّ شيء أراد به؟ قال: أراد به أن يُطاع من بعده كما يُطاع النبيّ في حياته (2) .

راجع:أحاديث الخلافة

القسم التاسع: عليّ عن لسان النبيّ/الأُسرة/بمنزلة رأسي من بدني،

ومنزلته عندي كمنزلتي عند الله.

عليّ عن لسان النبيّ /المكانة السياسيّة والاجتماعيّة/وزيري.

عليّ عن لسان أصحاب النبيّ/عمر، وسعد بن أبي وقّاص، وابن عبّاس.

كتاب (تاريخ دمشق): 42/142 - 186.

____________________

(1) معاني الأخبار: 74/1.

(2) المناقب للكوفي: 1/510/429.

١٦٦

١٦٧

الفصل الخامس

  أحاديث الإمارة

5/1

معنى أُولي الأمر

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ... ) (1) .

489 - رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) - في معنى أُولي الأمر -: (هو عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)) (2) .

490 - كمال الدين، عن جابر بن عبد الله الأنصاري: لمّا أنزل الله عزّ وجلّ على نبيّه محمّد (صلَّى الله عليه وآله): ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ... ) ، قلت: يا رسول الله، عرفنا الله ورسوله، فمَن أُولو الأمر الذين قرن الله طاعتَهم بطاعتك؟ فقال (صلَّى الله عليه وآله): (هم خلفائي - يا جابر - وأئمّة المسلمين من بعدي،

____________________

(1) النساء: 59.

(2) تفسير فرات: 109/110 عن سلمان الفارسي، اليقين: 379/134 عن جابر بن عبد الله الأنصاري.

١٦٨

أوّلهم عليّ بن أبي طالب) (1) .

491 - الإمام عليّ (عليه السلام): (قلت: يا رسول الله، ومَن شركائي من بعدي؟ قال: الذين قرنهم الله عزّ وجلّ بنفسه وبي، فقال: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ... ) الآية. فقلت: يا رسول الله، ومَن هم؟ قال: الأوصياء منّي إلى أن يردوا عليّ الحوض، كلّهم هادٍ مهتدٍ، لا يضرّهم مَن خذلهم، هم مع القرآن، والقرآن معهم، لا يُفارقهم ولا يُفارقونه) (2) .

492 - الكافي، عن سليم بن قيس: سمعت عليّاً صلوات الله عليه يقول: (... أدنى ما يكون به العبد ضالاّ ً أن لا يعرف حجّة الله تبارك وتعالى، وشاهده على عباده، الذي أمر الله عزّ وجلّ بطاعته، وفرض ولايته. قلت: يا أمير المؤمنين، صِفهم لي. فقال: (الذين قرنَهم الله عزّ وجلّ بنفسه ونبيّه، فقال: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ... ) ).

قلت: يا أمير المؤمنين، جعلني الله فداك أوضح لي. فقال: (الذين قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) في آخر خطبته يوم قبضه الله عزّ وجلّ إليه: إنّي قد تركتُ فيكم أمرين، لن تضلّوا بعدي ما إن تمسّكتم بهما: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي؛ فإنّ اللطيف الخبير قد عهد لي أنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض، كهاتين - وجمع بين مسبّحتيه - ولا أقول كهاتين - وجمع بين المسبّحة والوسطى - فتسبق

____________________

(1) كمال الدين: 253/3، إعلام الورى: 2/181، المناقب لابن شهر آشوب: 1/282.

(2) كمال الدين: 285/37، تفسير العيّاشي: 1/253/177، الاعتقادات: 121 وفيه (قرن الله طاعتهم بطاعته وبطاعتي) بدل (قرنهم الله عزّ وجلّ بنفسه وبي)، الغيبة للنعماني: 81/10، كتاب سليم بن قيس: 2/626/10 كلّها عن سليم بن قيس، وزاد فيهما بعد الآية (فإن خفتم تنازعاً [ التنازع ] في شيء، فأرجعوه إلى الله وإلى رسوله وإلى أُولي الأمر منكم).

١٦٩

إحداهما الأُخرى، فتمسّكوا بهما لا تزلّوا ولا تضلّوا، ولا تقدّموهم فتضلّوا) (1) .

493 - الإمام زين العابدين (عليه السلام): (إنّ أُولي الأمر الذين جعلهم الله عزّ وجلّ أئمّة للناس وأوجب عليهم طاعتهم: أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، ثمّ الحسن، ثمّ الحسين ابنا عليّ بن أبي طالب، ثمّ انتهى الأمر إلينا) (2) .

494 - الإمام الباقر (عليه السلام) - في قوله تعالى: ( ... أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ... ) -: (هي في عليّ وفي الأئمّة، جعلهم الله مواضع الأنبياء، غير أنّهم لا يُحلّون شيئاً، ولا يُحرّمونه) (3) .

495 - الكافي، عن أبي بصير: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عزّ وجلّ: ( ... أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ... ) ، فقال: (نزلت في عليّ بن أبي طالب والحسن والحسين (عليهم السلام)) (4) .

496 - الإمام الصادق (عليه السلام): (نزلت ( ... أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ... ) في عليّ والحسن والحسين فقال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) في عليّ: مَن كنتُ مولاه فعليّ مولاه. وقال (صلَّى الله عليه وآله): أُوصيكم بكتاب الله وأهل بيتي؛ فإنّي سألتُ الله عزّ وجلّ ألاّ يفرّق بينهما حتى يُوردهما عليّ الحوض، فأعطاني ذلك. وقال: لا تعلّموهم فهم أعلم منكم. وقال: إنّهم لن يُخرجوكم من باب هدى، ولن يُدخلوكم في باب

____________________

(1) الكافي: 2/415/1، معاني الأخبار: 394/45 نحوه إلى آخر الآية، كتاب سليم بن قيس: 2/616/8 كلّها عن سليم بن قيس.

(2) كمال الدين: 319/2، الاحتجاج: 2/152/188، إعلام الورى: 2/194، كلّها عن أبي خالد الكابلي.

(3) تفسير العيّاشي: 1/252/173 عن عبد الله بن عجلان.

(4) الكافي: 1/286/1.

١٧٠

ضلالة) (1) .

497 - تفسير العيَّاشي، عن عمرو بن سعيد: سألت أبا الحسن (عليه السلام) عن قوله: ( ... أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ... ) ، قال: (عليّ بن أبي طالب والأوصياء من بعده) (2) .

498 - رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) - في وصف عليّ (عليه السلام) -: (هو وليّ الأمر بعدي، ووارث علمي وحكمتي، وسرّي وعلانيتي، وما ورثه النبيّون قبلي، وأنا وارث ومورّث) (3) .

499 - عنه (صلَّى الله عليه وآله) - في وصف عليّ (عليه السلام) -: (هو أخي، ووصيّي، ووليّ أمركم من بعدي) (4) .

راجع: كتاب (أهل البيت (عليهم السلام) في الكتاب والسنّة)/خصائص أهل البيت (عليهم السلام)/أُولو الأمر.

كتاب (بحار الأنوار): 23/283 - 304.

كتاب (الميزان في تفسير القرآن): 4/385 - 414.

5/2

الأمير بعد النبيّ

500 - رسول الله (صلَّى الله عليه وآله): (يا معشر المهاجرين والأنصار، أوصيكم بوصيّة فاحفظوها، وإنِّي مؤدٍّ إليكم أمراً فاقبلوه: ألا إنّ عليّاً أميركم من بعدي، وخليفتي فيكم) (5) .

____________________

(1) الكافي: 1/287/1 عن أبي بصير.

(2) تفسير العيّاشي: 1/253/176.

(3) خصائص الأئمّة (عليهم السلام): 75، عن أبي موشى الضرير البجلي، عن أبي الحسن (عليه السلام).

(4) دعائم الإسلام: 1/383 عن بريدة، وراجع الأمالي للصدوق: 175/178.

(5) الخصال: 462/4، الاحتجاج: 1/190/37 كلاهما عن خالد بن سعيد بن العاص.

١٧١

501 - عنه (صلَّى الله عليه وآله) - في وصف عليّ (عليه السلام) -: (هو إمام كلّ مسلم، وأمير كلّ مؤمن بعد وفاتي) (1) .

502 - عنه (صلَّى الله عليه وآله): (أنا سيّد الأوّلين والآخرين، وعليّ بن أبي طالب... إمام المسلمين، ومولى المؤمنين، وأميرهم بعدي) (2) .

503 - عنه (صلَّى الله عليه وآله): (يا عليّ، أنت الإمام بعدي والأمير، وأنت الصاحب بعدي والوزير، وما لك في أمَّتي من نظير) (3) .

504 - عنه (صلَّى الله عليه وآله): (مَن أحبّ أن يتمسّك بديني ويركب سفينة النجاة بعدي فليقتدِ بعليّ بن أبي طالب، وليُعادِ عدوّه، وليُوالِ وليّه؛ فإنّه وصيِّي، وخليفتي على أمَّتي في حياتي وبعد وفاتي، وهو إمام كلّ مسلم، وأمير كلّ مؤمن بعدي، قوله قولي، وأمره أمري، ونهيه نهيي، وتابعه تابعي، وناصره ناصري، وخاذله خاذلي) (4) .

505 - عنه (صلَّى الله عليه وآله): (إنّ الله عزّ وجلّ بعثني إليكم رسولاً، وأمرني أن أستخلف عليكم عليّاً أميراً) (5) .

____________________

(1) إعلام الورى: 2/184، عن الأصبغ بن نباتة، عن الإمام عليّ (عليه السلام).

(2) الأمالي للصدوق: 678/924 عن عائشة.

(3) الأمالي للصدوق: 101/77، عن مقاتل بن سليمان، عن الإمام الصادق، عن آبائه (عليهم السلام)، روضة الواعظين: 115، المناقب لابن شهر آشوب: 3/57.

(4) كمال الدين: 260/6، التحصين لابن طاووس: 553، كلاهما عن الحسين بن خالد، عن الإمام الرضا عن آبائه (عليهم السلام).

(5) الأمالي للصدوق: 492/669 عن ابن عبّاس.

١٧٢

506 - عنه (صلَّى الله عليه وآله): (مَن كنت نبيّه فعليّ أميره) (1) .

507 - عنه (صلَّى الله عليه وآله): (مَن كنت وليّه فعليّ أميره) (2) .

508 - عنه (صلَّى الله عليه وآله): (مَن كنت أميره فعليّ أميره) (3) .

509 - عنه (صلَّى الله عليه وآله): (مَن كنت مولاه فعليّ مولاه، اللهمّ والِ مَن وآله، وعادِ مَن عاداه) (4) .

510 - عنه (صلَّى الله عليه وآله): (أنت - يا عليّ - أمير من في السماء، وأمير من في الأرض،

____________________

(1) تهذيب الأحكام: 3/144/317، عن عليّ بن الحسين العبدي، عن الإمام الصادق (عليه السلام)، الأمالي للصدوق: 492/669 عن ابن عبّاس وفيه (... فإنّ عليّاً أميره)، مصباح المتهجّد: 748/842 من دون إسناد إلى المعصوم، الإقبال: 2/284، عن عليّ بن الحسن العبدي، عن الإمام الصادق (عليه السلام)، تفسير فرات: 517/675 عن حذيفة بن اليمان، المناقب للكوفي: 2/430/912 عن أنس، الاحتجاج: 1/297/52، اليقين: 448/170 كلاهما عن أبي بن كعب وفيهما (فهذا أميره).

(2) المناقب للكوفي: 1/415/328 وج 2/516/1020 كلاهما عن أنس.

(3) معاني الأخبار: 66/5 عن أبي سعيد، بحار الأنوار:/224/100.

(4) مسند ابن حنبل: 6/401/18506 عن البرّاء بن عازب وج 7/82/19321 عن أبي الطفيل وص 86/19344 وفيه (فإنّ عليّاً مولاه) وص87/19347 عن ميمون أبي عبد الله9/51/23204، فضائل الصحابة لابن حنبل: 2/597/1017 وفيه (فإنّ عليّاً)، المستدرك على الصحيحين: 3/118/4576، كلاهما نحوه، والثلاثة الأخيرة عن زيد بن أرقم وص 126/4601 عن سعد بن مالك وص 419/5594 عن إياس الضبِّي عن أبيه، صحيح ابن حبّان: 15/376/6931 عن أبي الطفيل وفيه (... فإنّ هذا مولاه...) بدل (فعليّ مولاه)، المصنّف لابن أبي شيبة: 7/499/28 عن زيد بن يثيع وح 29 عن أبي يزيد الأودي عن أبيه، خصائص أمير المؤمنين للنسائي: 150/79 عن زيد بن أرقم وص 177/96 عن سعد، تاريخ دمشق: 42/206/8682 عن عبد الرحمن بن أبي ليلى؛ الكافي: 1/294 وص 295/3 عن عبد الحميد بن أبي الديلم، عن الإمام الصادق (عليه السلام) وج 8/27/4 عن جابر بن يزيد، عن الإمام الباقر (عليه السلام)، تهذيب الأحكام: 3/263/746 عن حسّان الجمّال، عن الإمام الصادق (عليه السلام).

١٧٣

وأمير مَن مضى، وأمير مَن بقي) (1) .

511 - عنه (صلَّى الله عليه وآله): (إن تؤمّروا عليّاً - ولا أراكم فاعلين - تجدوه هادياً مهديّاً، يأخذ بكم الطريق المستقيم) (2) .

512 - الإمام عليّ (عليه السلام): (أنا وصيّ نبيّكم، وخليفته، وإمام المؤمنين، وأميرهم ومولاهم) (3) .

5/3

أمير البررة

513 - رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) - يوم الحديبيّة وهو آخذ بيد عليّ (عليه السلام) -: (هذا أمير البرَرَة، وقاتل الفَجَرة، منصورٌ مَن نصره، مخذولٌ مَن خذله) - يمدّ بها صوته - (4) .

514 - عنه (صلَّى الله عليه وآله) - في يوم بنى النضير -: (عليّ إمام البرَرَة، وقاتل الفَجَرة، منصورٌ

____________________

(1) مائة منقبة: 76/26، تأويل الآيات الظاهرة: 1/185/31 عن أنس بن مالك، وكلاهما عن ابن عبّاس، الصراط المستقيم: 2/54 وفيه (أنت أمير من الله على مَن مضى ومَن بقي).

(2) مسند ابن حنبل: 1/232/859، فضائل الصحابة لابن حنبل: 1/231/284، المعجم الأوسط: 2/341/2166، مسند البزّار: 3/33/783، أُسد الغابة: 4/106/3789، البداية والنهاية: 7/361 كلّها عن زيد بن يثيع عن الإمام عليّ (عليه السلام)، تاريخ دمشق: 24/421/9014 عن يزيد بن يثيع عن الإمام عليّ (عليه السلام) عنه (صلَّى الله عليه وآله) وص 420، شواهد التنزيل: 1/82/99 كلاهما عن حذيفة وفى بعضها (يسلك) بدل (يأخذ) .

(3) مائة منقبة: 83/32، الاستنصار: 22 كلاهما عن المسيّب.

(4) تاريخ بغداد: 2/377/877 وج 4/219/1915، تاريخ دمشق: 42/383/8985 و8986، المناقب لابن المغازلي: 84/125، كفاية الطالب: 221؛ المسترشد: 622/289 كلّها عن جابر بن عبد الله.

١٧٤

مَن نصره، مخذولٌ مَن خذله) (1) .

515 - المستدرك على الصحيحين، عن جابر بن عبد الله: سمعت رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) - وهو آخذ بضبع (2) عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) - وهو يقول: (هذا أمير البرَرَة، قاتل الفَجَرة، منصورٌ مَن نصره، مخذولٌ مَن خذله) - ثمّ مدّ بها صوته - (3) .

516 - الأمالي للطوسي، عن حذيفة بن اليمان: انظروا الفئةَ التي فيها عليّ (عليه السلام) فأتوها ولو زحفاً على رُكَبكم؛ فإنّي سمعت رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) يقول: (عليّ أمير البَررَة، وقاتل الفَجَرة، منصورٌ مَن نصره، مخذولٌ مَن خذله إلى يوم القيامة) (4) .

517 - الإمام الصادق (عليه السلام) - في ذكر مَن أنكر على أبي بكر فعله وجلوسه في مجلس رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) -: (قام أبو أيّوب الأنصاري فقال: اتّقوا الله - عباد الله - في أهل بيت نبيّكم، واردُدوا إليهم حقّهم الذي جعله الله لهم؛ فقد سمعتم مثل ما سمع إخواننا في مقام بعد مقام لنبيّنا محمّد (صلَّى الله عليه وآله) ومجلس بعد مجلس يقول: أهل بيتي أئمّتكم بعدي! ويومئ إلى عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) ويقول: إنّ هذا أمير البرَرَة، وقاتل الكَفَرة، مخذولٌ مَن خذله، منصورٌ مَن نصره!!) (5)

____________________

(1) المناقب للخوارزمي: 200/240؛ كشف الغمّة: 1/256 كلاهما عن عمرو بن العاص، وراجع علل الشرائع: 213/2.

(2) الضبع - بسكون الباء -: وسط العضد (النهاية: 3/73).

(3) المستدرك على الصحيحين: 3/140/4644، المناقب لابن المغازلي: 80/120 وفيه (قاتل الكفرة)؛ الأمالي للطوسي: 483/1055.

(4) الأمالي للطوسي: 483/1054؛ المناقب للخوارزمي: 177/215 وفيه من (سمعت رسول الله...) وراجع رجال الكشّي 1/289/129.

(5) الاحتجاج: 1/199/12 عن أبان بن تغلب، الدرجات الرفيعة: 315.

١٧٥

5/4

مبدأ تسمية عليّ بأمير المؤمنين

518 - رسول الله (صلَّى الله عليه وآله): (لو علم الناس متى سُمّي عليّ أميرَ المؤمنين، ما أنكروا فضله، سُمّي أمير المؤمنين وآدم بين الروح والجسد. قال الله عزّ وجلّ: ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ... ) (1) ، قالت الملائكة: بلى. قال تبارك وتعالى: أنا ربّكم، ومحمّد نبيّكم، وعليّ أميركم) (2) .

519 - الكافي، عن عليّ بن أبي حمزة: سأل أبو بصير أبا عبد الله (عليه السلام) وأنا حاضر، فقال: جُعلت فداك! كم عُرج برسول الله (صلَّى الله عليه وآله)؟ فقال: (مرّتين، فأوقفه جبرئيل مَوقفاً، فقال له: مكانك يا محمّد؛ فلقد وقفت موقفاً ما وقفه ملك قطّ ولا نبيّ...

فقال الله تبارك وتعالى: يا محمّد. قال: لبّيك ربّي، قال: مَن لأُمّتك من بعدك؟! قال: الله أعلم. قال: عليّ بن أبي طالب، أمير المؤمنين، وسيّد المسلمين، وقائد الغرّ المحجّلين) (3) .

قال: ثمّ قال أبو عبد الله (عليه السلام) لأبى بصير: (يا أبا محمّد، والله، ما جاءت ولاية

____________________

(1) الأعراف: 172.

(2) الفردوس: 3/354/5066، ينابيع المودّة: 2/279/802 وفيه إلى (والجسد)، وكلاهما عن حذيفة بن اليمان وح 803 عن أبي هريرة، وفيه من قوله تعالى؛ نهج الحقّ: 191 وفيه روى الجمهور عنه (صلَّى الله عليه وآله) وراجع الفضائل لابن شاذان: 89.

(3) في الحديث: (أُمّتي الغرّ المحجّلون)؛ أي بيض مواضع الوضوء من الأيدي والوجه والأقدام (لسان العرب: 11/144).

١٧٦

عليّ (عليه السلام) من الأرض، ولكن جاءت من السماء مشافهة) (1) .

520 - رسول الله (صلَّى الله عليه وآله): (أُوحي إليّ في عليّ أنّه أمير المؤمنين، وسيّد المسلمين، وقائد الغرّ المحجّلين) (2) .

521 - عنه (صلَّى الله عليه وآله): (إنّ جبرئيل أتاني من قِبَل ربّي بأمر قرّت به عيني، وفرح به صدري وقلبي، يقول: إنّ عليّاً أمير المؤمنين، وقائد الغرّ المحجّلين) (3) .

522 - عنه (صلَّى الله عليه وآله): (... أنت - يا عليّ - أمير المؤمنين في السماء، وأمير المؤمنين في الأرض) (4) .

523 - الإمام الحسين، عن الإمام عليّ (عليهما السلام): (أنّه جاء إليه رجل فقال له: يا أبا الحسن، إنّك تُدعى أمير المؤمنين؛ فمن أمّرك عليهم؟ قال (عليه السلام): الله جلّ جلاله أمَّرني عليهم. فجاء الرجل إلى رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) فقال: يا رسول الله، أيصدُق عليّ فيما يقول: إنّ الله أمّره على خلقه؟ فغضب النبيّ (صلَّى الله عليه وآله) ثمّ قال: إنّ عليّاً أمير المؤمنين بولاية من الله عزّ وجلّ، عقدها له فوق عرشه، وأشهد على ذلك ملائكته...) (5) .

524 - الكافي، عن جابر: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): لِمَ سُمّي أمير المؤمنين؟ قال: (الله سمّاه) (6) .

____________________

(1) الكافي: 1/442/13 وراجع الاختصاص: 54.

(2) موضح أوهام الجمع والتفريق: 1/191؛ اليقين: 184/37 كلاهما عن أسعد بن زرارة221/64 عن أبي نذرة نحوه وراجع تاريخ بغداد: 13/123/7106.

(3) الاعتقادات: 86.

(4) اليقين: 242/79 عن ابن عبّاس.

(5) بشارة المصطفى: 24 عن أبي حمزة عن الإمام زين العابدين (عليه السلام).

(6) الكافي: 1/412/4، مختصر بصائر الدرجات: 171.

١٧٧

525 - حلية الأولياء، عن القاسم بن جندب، عن أنس: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله): (يا أنس، اسكب لي وضوءاً). ثمّ قام فصلَّى ركعتين، ثمّ قال: (يا أنس، أوّل مَن يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين، وسيّد المسلمين، وقائد الغرّ المحجّلين، وخاتم الوصيّين).

قال أنس: قلت: اللهمّ اجعله رجلاً من الأنصار. وكتمتُه، إذ جاء عليّ فقال: (مَن هذا يا أنس؟). فقلت: عليّ. فقام مستبشراً فاعتنقه، ثمّ جعل يمسح عرق وجهه بوجهه، ويمسح عرق عليّ بوجهه.

قال عليّ: (يا رسول الله، لقد رأيتك صنعت شيئاً ما صنعت بي من قبل؟!). قال: (وما يمنعني، وأنت تؤدّي عنّي، وتُسمعهم صوتي، وتُبيّن لهم ما اختلفوا فيه بعدي؟!) (1)

526 - تاريخ دمشق، عن أنس بن مالك: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله): (اسكب إليّ ماءً - أو وضوءاً -)، فتوضّأ، ثمّ قام فصلّى ركعتين، ثمّ قال: (يا أنس، أوّل مَن يدخل من هذا الباب أمير المؤمنين، وقائد الغرّ المحجّلين، سيّد المؤمنين عليّ) (2) .

527 - رسول الله (صلَّى الله عليه وآله): (يا أمّ سلمة، اشهدي واسمعي، هذا عليّ أمير المؤمنين، وسيّد المسلمين) (3) .

____________________

(1) حلية الأولياء: 1/63، تاريخ دمشق: 42/386/8994، المناقب للخوارزمي: 85/75، فرائد السمطين: 1/145/109، كفاية الطالب: 211، الفردوس: 5/364/8449؛ الإرشاد: 1/46، تفسير العيَّاشي: 2/262/39، المناقب للكوفي: 1/312/232 والأربعة الأخيرة نحوه430/335، المسترشد: 601/272 وراجع الاحتجاج: 1/326/55 واليقين: 137/7.

(2) تاريخ دمشق: 42/303/8837.

(3) المناقب للخوارزمي: 142/163، كفاية الطالب: 168؛ الإرشاد: 1/47، بشارة المصطفى: 167، اليقين: 173/30 وص 415/154 عن الإمام عليّ (عليه السلام) عنه (صلَّى الله عليه وآله)، شرح الأخبار: 1/124/53، المناقب لابن شهر آشوب: 3/54، المناقب للكوفي: 1/368/293 كلّها عن ابن عبّاس.

١٧٨

528 - عنه (صلَّى الله عليه وآله): (يا أمَّ سلمة، هذا عليّ؛ سيّد مبجّل، مؤمّل المسلمين، وأمير المؤمنين، وموضع سرّي وعلمي، وبابي الذي آوي إليه، وهو الوصيّ على أهل بيتي، وعلى الأخيار من أُمّتي، هو أخي في الدنيا والآخرة، وهو معي في السناء (1) الأعلى) (2) .

529 - عنه (صلَّى الله عليه وآله): (إمام المسلمين، وأمير المؤمنين، ومولاهم بعدي؛ عليّ بن أبي طالب) (3) .

530 - عنه (صلَّى الله عليه وآله): (يا عليّ، أنت أمير المؤمنين، وإمام المسلمين، وقائد الغرّ المحجّلين) (4) .

531 - عنه (صلَّى الله عليه وآله) - في وصف عليّ (عليه السلام) -: (هو أمير المؤمنين، وقائد الغرّ المحجّلين، ويعسوب الدين، وخير الوصيّين) (5) .

532 - عنه (صلَّى الله عليه وآله) - في وصف عليّ (عليه السلام) -: (هو أخي ووزيري، وخير مَن أُخلِّف في

____________________

(1) السناء: الرفعة. وفى الخبر: (بشّر أُمّتي بالسناء)؛ أي بارتفاع القدر والمنزلة عند الله تعالى (مجمع البحرين: 2/896).

(2) المحاسن والمساوئ: 44 عن ابن عبّاس.

(3) الأمالي للصدوق: 374/471، بشارة المصطفى: 34، التحصين لابن طاووس: 563/20 نحوه وكلّها عن ابن عبّاس.

(4) الأمالي للصدوق: 450/609 عن عبد الله بن عبّاس، تفسير فرات: 266/360 عن الإمام عليّ (عليه السلام) عنه (صلَّى الله عليه وآله) وليس فيه (وإمام المسلمين).

(5) الأمالي للصدوق: 188/197، بشارة المصطفى: 24 كلاهما عن عبد الله بن الفضل الهاشمي عن الإمام الصادق عن آبائه (عليهم السلام).

١٧٩

أهلي، وسيّد المسلمين، وأمير المؤمنين من بعدي، وقائد الغرّ المحجّلين يوم القيامة) (1) .

533 - الأمالي للصدوق، عن أبي ذرّ الغفاري: كنّا ذات يوم عند رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) في مسجد قُبا - ونحن نفر من أصحابه - إذ قال: (معاشر أصحابي، يدخل عليكم من هذا الباب رجل، هو أمير المؤمنين، وإمام المسلمين).

قال: فنظروا - وكنت فيمَن نظر - فإذا نحن بعليّ بن أبي طالب (عليه السلام) قد طلع، فقام النبيّ (صلَّى الله عليه وآله) فاستقبله وعانقه وقبّل ما بين عينيه، وجاء به حتى أجلسه إلى جانبه، ثمّ أقبل علينا بوجهه الكريم فقال: (هذا إمامكم من بعدي، طاعته طاعتي، ومعصيته معصيتي؛ وطاعتي طاعة الله، ومعصيتي معصية الله عزّ وجلّ) (2) .

5/5

اختصاص هذا الاسم بعليٍّ

534 - رسول الله (صلَّى الله عليه وآله): (لمّا أُسري بي إلى السماء، كنت من ربِّي كقاب قوسين أو أدنى، فأوحى إليّ ربّي ما أوحى، ثمّ قال: يا محمّد، أقرئ عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين السلام؛ فما سمّيت بهذا أحداً قبله، ولا أُسمّي بهذا أحداً بعده) (3) .

535 - عنه (صلَّى الله عليه وآله): (لمّا أُسري بي إلى السماء، ثمّ من السماء إلى السماء إلى سدرة المنتهى، وقفت بين يدي ربّي عزّ وجلّ، فقال لي: يا محمّد... اخترت لك عليّاً

____________________

(1) شرح الأخبار: 1/206/170 عن ابن عبّاس.

(2) الأمالي للصدوق: 634/850 بحار الأنوار: 38/106/34.

(3) الأمالي للطوسي: 295/578، بشارة المصطفى: 186، عن عيسى بن أحمد بن عيسى المنصوري، عن الإمام الهادي، عن آبائه، عن الإمام عليّ (عليهم السلام)، عنه (صلَّى الله عليه وآله) وراجع الكافي: 1/441/8 والأمالي للصدوق: 701/956.

١٨٠

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465