الغدير في الكتاب والسنة والأدب الجزء ١١

الغدير في الكتاب والسنة والأدب0%

الغدير في الكتاب والسنة والأدب مؤلف:
الناشر: دارالكتب الإسلامية
تصنيف: الإمامة
الصفحات: 402

الغدير في الكتاب والسنة والأدب

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: العلامة الشيخ الأميني
الناشر: دارالكتب الإسلامية
تصنيف: الصفحات: 402
المشاهدات: 145151
تحميل: 3134


توضيحات:

الجزء 1 المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11
المقدمة
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 402 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 145151 / تحميل: 3134
الحجم الحجم الحجم
الغدير في الكتاب والسنة والأدب

الغدير في الكتاب والسنة والأدب الجزء 11

مؤلف:
الناشر: دارالكتب الإسلامية
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

٣٩ - وجد أبو الفتح يوسف القوّاس في كتبه جزءاً له فيه فضايل معاوية وقد قرضته الفأرة، فدعا الله تعالى على الفأرة التي قرضته، فسقطت من السَّقف ولم تزل تضطرب حتّى ماتت، تاريخ بغداد للخطيب الحافظ ١٤: ٣٢٧.

هلمَّ واضحك على عقليَّة هذا الحافظ المعتوه الذي يرى من كرامة معاوية على الله أن أهلك لأجله فأرة قرضت جزءاً فيه فضائل معاوية، وقد أصفق ائمَّة الحديث كما أسلفناه على انَّه لا يصحّ منها شيىء، وهل الفئران كلّفت بولاء ابن آكلة الأكباد، والفأرة التي أصابته الدَّعوة قد شذَّت وخالفت امّتها وعادت معاوية فحقَّت عليها كلمة العذاب؟ وهل المسكينة كانت عارفة بما في ذلك الجزء فانكرته وسخطت عليه وقرضته وهي على بصيرة من أمرها؟ وهل كانت لأبي الفتح القوّاس سابقة معرفة بتلك الفأرة فلمّا سقطت وماتت عرف أنَّها هي هي؟ إنّي أعظك أن تكون من الجاهلين.

٤٠ - قال الكلواذي في قصيدة له:

ولابن هند في الفؤاد محبَّةٌ

معروسةٌ فليرغمنَّ مفنّدي

ردَّ عليه العلّامة شهاب الدّين احمد الحفظي الشافعي بقوله:

قل لابن كلواذي وخيم الموردِ

أوقعت نفسك في الحضيض الأوهدِ

أفأنت تطمع يا سخيف العقل! في

ارغام طه والوصيِّ المهتدي؟

والمسلمين الصّادقي ايمانهم

بالله جلَّ وبالنبيِّ محمَّد؟

أوَ لست أنت القائل البيت الذي

تصلى به وهج السّعير المؤصدِ

[ ولابن هند في الفواد محبّة

مغروسة فليرغمنَّ مفنّدي ]

أرأيت ويلك ذا يقين لا يفنّد

ما يفوه به لسان الأبعدِ؟

أوَ هل ترى إلّا بقلب منافق

غرست محبّة عجلك المتمرّدِ؟

أوَ ما علمت بأنَّ مَن أحببته

رأس البغاة وخصم كلِّ موحِّدِ؟

لعن الوصيَّ وبدَّل الأحكام وار

تكب الكبائر باللسان وباليدِ

إنَّ المحبَّ مع الحبيب مقرُّه

ولسوف تعلم مستقرَّك في غدِ

١٠١

فعليكما سخط الإله~ ومقته

وعلى الّذي بك في العقيدة يقتدي(١)

توجد جملةٌ ضافيةٌ من الآراء والأقوال الساقطة والأحلام الخياليَّة التافهة في الثناء على ابن هند في تاريخ إبن كثير ٨: ١٣٩، ١٤٠، وتطهير الجنان واللسان عن الخطورٍ والتفوّه بثلب معاوية بن أبي سفيان لابن حجر الهيتمي(٢) وغيرهما وفي المذكور غنىّ وكفاية.

فويلٌ لَهمْ مِمّا كتبتْ أيديهِمْ وويلٌ

لَهمْ مِمّا يَكسِبون

____________________

١ - تقوية الايمان ص ١٠٧.

٢ - طبع فى هامش الصواعق المحرقة له.

١٠٢

الغلو الفاحش

هاهنا ننهي البحث عن المغالاة في مناقب الخلفاء، ويهمّنا عندئذ أن نوقف القارئ على شرذمة قليلة من الكثير الوافي ممّا نسجته يد الغلوّ من قصص الخرافة، وما لفّقته الأهواء والشَّهوات من فضائل اُناس من القوم منذ عهد الصّحابة وهلمّ جرّا، ونلمسك باليد الغلوّ الفاحش:

_ ١ _

زيد بن خارجة يتكلم بعد الموت

أخرج البيهقي باسناده عن سعيد بن المسّيب: انَ زيد بن خارجة الأنصاري توفّي زمن عثمان بن عفان فسجّي بثوبه، ثمَّ إنّهم سمعوا جلجلة في صدره ثمّ تكلّم ثمَّ قال: أحمد أحمد في الكتاب الأوّل، صدق صدق أبو بكر الصدّيق، الضعيف في نفسه، القويّ في أمر الله في الكتاب الأوّل، صدق صدق عمر بن الخطاب القويّ الأمين في الكتاب الأوّل، صدق صدق عثمان بن عفّان على منهاجهم مضت أربع وبقيت ثنتان أتت بالفتن وأكل الشَّديد الضعيف، وقامت السّاعة، وسيأتيكم عن جيشكم خبر بئر أريس، وما بئر أريس؟.

وفي لفظ آخر من طريق النعمان بن بشير قال: الأوسط أجلد الثلاثة الّذي كان لا يبالي في الله لومة لائم، كان يأمر النّاس أن يأكل قويّهم ضعيفهم، عبد الله أمير المؤمنين صدق صدق كان ذلك في الكتاب الأول. ثمّ قال: عثمان أمير المؤمنين وهو يعافي النّاس من ذنوب كثيرة، خلت اثنتان وبقي أربع، ثمّ اختلف النّاس وأكل بعضهم بعضا، فلا نظام وانتجت الأكما، ثمّ ارعوى المؤمنين وقال: كتاب الله وقدره، أيّها الناس: أقبلوا على أميركم واسمعوا وأطيعوا، فمن تولّى فلا يعهدنّ دماً وكان أمر الله قدراّ مقدورا، الله اكبر هذه الجنّة وهذه النّار، ويقول النبيّون والصدّيقون: سلامٌ عليكم، يا عبد الله إبن رواحة! هل أحسست لي خارجة لأبيه وسعداً اللّذين قتلا يوم اُحد؟ كلّا إنَّها

١٠٣

لظى نزّاعة للشّوى تدعو من أدبر وتولّى وجمع فأوعى. ثمّ خفت صوته. فسألت الرَّهط عمّا سبقني من كلامه فقالوا: سمعناه يقول: أنصتوا أنصتوا. هذا أحمد رسول الله، سلام عليك يا رسول الله! ورحمة الله وبركاته. أبو بكر الصدّيق الأمين، خليفة رسول الله كان ضعيفاّ في جسمه قويّاً في أمر الله صدق صدق، وكان في الكتاب الاوّل إلخ.

وفي لفظ القاضي في الشَّفا: قال: انصتوا انصتوا.محمّد رسول الله النّبيّ الامّي و خاتم النبيّين كان ذلك في الكتاب الأوّل. الخ.

راجع الاستيعاب ١: ١٩٢، تاريخ إبن كثير ٦: ١٥٦، الشفا للقاضي عياض، الروض الانف ٢: ٣٧٠، الاصابة ١: ٥٦٥، ج ٢، ٢٤، تهذيب التهذيب ٣: ٤١٠، الخصائص الكبرى ٢: ٨٥، شرح الشفا للخفاجى ٣: ١٠٨ فقال: هذا ممّا روته الطبرانى وأبو نعيم وابن مندة و رواه ابن ابى الدنيا عن أنس. وحكاه ص ١٠٥ عن ابن عبد البر وابن سيد الناس وابن الاثير والذهبي وابن الجوزى وابن ابى الدنيا.

قال الأميني: نعمت الدّعاية إلى مبادئ إعتنقها القوم ولم يقتنعوا بابتداعها حتّى دعموها بأمثال هذه، وللمنقّب أن يسهب في القول هاهنا لكنّا نحيله إلى رويّة القارئ ولنا أن نُسائل صاحب هذا المهزأة: هل القيامة قد قامت يوم مات فيه ابن خارجة فكلّم الله فيه الموتى؟ أو كان ذلك جواباً عن مسائلة البرزخ قد سمعه الملأ الحضور؟ أو أنَّ عقيدة الإماميّة في مسألة الرجعة قد تحقّقت فرجع ابن خارجة - ولم يكن رجوعه في الحسبان - لتحقيق الحقايق، غير أنّ تحقيقه إيّاها لم يعدُ التافهات؟ وهل كان ابن خارجة متأثّراً من عدم إشادته بأمر خلافة الخلفاء إبّان حياته وكان ذلك حسرة في قلبه حتى تداركه بعد الموت، وكان من كرامته على الله سبحانه أن منحه بما دار في خلده وهو ميّت؟ أو أنَّ الله تعالى كلّمه لإقامة الحجَّة على الاُمَّة وأراه من الكتاب الأوَّل ما لم يُره نبيّه الرّسول الأمين، وأرجأ هذا البلاغ لابن خارجة ومنحه ما لم يمنحه صاحب الرّسالة الخاتمة؟ وليت شعري لو كان إبن خارجة كشفت له عن الحقايق الرّاهنة الثابتة في الكتاب الأوّل، وأذن له ربّه أن يبلّغ امّة محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما فيه نجاحها ونجاتها، فلما ذا أخفى عليها اسم رابع الخلفاء الرّاشدين - أو الخليفة الحقّ - ولم يذكره؟! أو مَن الّذي أنساه ايّاه فجاء بلاغاً مبتوراً؟ أفتراه لم يأت ذكره في الكتاب الأوّل وما صدق وما

١٠٤

صدق، وهو نفس النبيّ الأعظم في الكتاب الثاني، والمطهّر بآية التطهير، وقد قرنت ولايته بولاية الله وولاية رسوله؟ إنّ هذا لشيءٌ عجاب.

ولعلّك لا تعجب من هذه الهضيمة بعد ما علمت أنَّ سلسلة هذه الرّواية تنتهي إلى سعيد بن المسيّب ونعمان بن بشير وهما هما، وقد أسلفنا البحث عنهما وأنّهما في طليعة مناوئي أمير المؤمنينعليه‌السلام :

وهنا مشكلةٌ اُخرى لا تنحلّ ألا وهي: انَّ ابن خارجة توفّي في عهد عثمان و أيّام خلافته، فهل الصّحابة العدول أو عدول الصّحابة رأوا هذه المكرمة من كثب و صدّقوها واذعنوا بنبأ إبن خارجة العظيم، ثمَّ نسوها مع قرب عهدهم بها كما نسوا عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم غدير خم في مائة الف أو يزيدون، وأصفقوا على بكرة أبيهم المهاجر منهم والأنصار على قتل عثمان بعد تلك الحجّة البالغة وما شذَّ منهم محتجّاً على المتجمهرين عليه بنبأ ابن خارجة، كأن لم يكن شيئاً مذكورا؟

وأنت تعرف مقدار عقليّة اولئك الحفّاظ ومكانتهم من العلم والدِّين والثقة بروايتهم أمثال هذه المخازي وعدّهم إيّاها من الصّحاح والمسانيد، قاتل الله الحبَّ المعمي والمصمّ.

_ ٢ _

أنصارىّ يتكلم بعد القتل

أخرج البيهقي في عدّ من تكلّم بعد الموت قال: أنا أبو سعيد بن أبي عمر: ثنا ابو العبّاس محمّد بن يعقوب: ثنا يحيى بن أبي طالب: أنا عليّ بن عاصم: أنا حصين بن عبد الرّحمن، عن عبد الله بن عبيد الأنصاري قال: بينما هو يُوارون القتلى يوم صفين أو يوم جمل إذ تكلّم رجلٌ من الأنصار من القتلى فقال: محمّد رسول الله. ابو بكر الصدّيق عمر الشهيد، عثمان الرَّحيم. ثمَّ سكت(١) .

قال الأميني: في الاسناد يحيى بن أبي طالب، قال موسى بن هارون: أشهد أنّه يكذب عنّي في كلامه(٢) وعليّ بن عاصم قال خالد الحذّاء: كذّابٌ فاحذروه. وعن

____________________

١ - تاريخ ابن كثير ٦: ١٥٨.

٢ - لسان الميزان ٦: ٢٦٢.

١٠٥

شعبة أنّه قال: لا تكتبوا عنه. وعن يحيى بن معين: كذّابٌ ليس بشيء: وعنه: ليس بشيء ولا يحتجُّ به، ليس ممّن يكتب حديثه، وقال يزيد بن هارون: ما زلنا نعرفه بالكذب وقال البخاري: ليس بالقويِّ عندهم(١) .

والنظر في المتن لدة النظر في سابقه فيأتي هاهنا جميع ما ذكر هنالك فليس القتيل الأنصاري عن ابن خارجة ببعيد.

_ ٣ _

شيبان يحيى حماره

عن الشعبي قال: خرج رجلٌ من النخع يقال له: شيبان في جيش على حمار له في زمن عمر، فوقع الحمار ميّتاً، فدعاه أصحابه ليحملوه ومتاعه فامتنع، فقام فتوضّأ ثمَّ قام عند رأسه فقال: أللّهم إنّي أسلمت لك طائعاً، وهاجرت مختاراً في سبيلك ابتغاء مرضاتك، وإنَّ حماري كان يعينني ويكفيني عن النّاس، فقوِّني به، وأحيه لي، ولا تجعل لأحد عليَّ منَّة غيرك. فنفض الحمار رأسه وقام فشدَّ عليه ولحق بأصحابه. وذكر ابن أبي الدنيا من طريق مسلم بن عبد الله النخعي قصَّةً مثل هذه وسمّى صاحب الحمار نباتة بن يزيد. وأخرج الحسن بن عروة قصّة حمار عن أبي سبرة النخعي وقال: أقبل رجلٌ من اليمن. الخ.

تاريخ ابن كثير ٦: ١٥٣، ٢٩٢، الاصابة ٢: ١٦٩.

قال الأميني: ليس عزيزٌ على الله أن يخلق في مجاهيل امّة محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في عسكر عمر مَن يضاهي روح الله عيسى بن مريم يحيي الموتى باذنه ولو كان المحيى حماراً، غير انَّ هذه وأمثالها تخصُّ برجال زمان أبي بكر وعمر وعثمان ومن بعدهم بمن يحبّهم و يعتنق ولائهم، وإن جاء حديث في كرامة غيرهم فمن الصَّعب المستصعب قبوله، والعقل والشَّرع والمنطق والبرهنة تأباه، وهنالك يحقُّ كلُّ جبلة ولغط، ويجري كلُّ ما يتصوّر من المناقشة في الحساب لماذا هي كلّها؟ أنا لا أدري وإن كان المحاسب يدري.

وللقوم قصَّة حمار عدّوها من دلائل النبوّة ذكرها ابن كثير بالاسناد المتّصل في تاريخه ٦: ١٥٠ ونحن نذكرها محذوف السند ونحيل البحث عنها إلى اولي الألباب

____________________

١ - تهذيب التهذيب ٧: ٣٤٥ - ٣٤٨.

١٠٦

من الامَّة المسلمة.

عن أبي منظور قال: لمـّا فتح الله على نبيِّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خيبر أصابه من سهمه أربعة أزواج بغال، وأربعة أزواج خفاف، وعشر اواق ذهب وفضّة، وحمار اسود ومكتل، قال: فكلّم النبيُّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الحمار، فكلّمه الحمار فقال له: ما اسمك؟ قال: يزيد بن شهاب، أخرج الله من نسل جدّي ستّين حماراً كلّهم لم يركبهم إلّا نبيّ، لم يبق من نسل جدّي غيري، ولا من الأنبياء غيرك، وقد كنت أتوقّعك أن تركبني، قد كنت قبلك لرجل يهودي، وكنت أعثر به عمداً، وكان يجيع بطني ويضرب ظهري، فقال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : سمّيتك يعفور، يا يعفور! قال: لبّيك. قال: تشتهي الاناث؟ قال: لا. فكان النبيُّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يركبه لحاجته فإذا نزل عنه بعث به إلى باب الرَّجل فيأتي الباب فيقرعه برأسه فإذا خرج إليه صاحب الدار أومأ إليه أن أجب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلمّا قبض النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم جاء إلى بئر كان لأبي الهيثم بن التيهان فتردّى فيها فصارت قبره جزعاً منه على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

_ ٤ _

عصا اسيد وعباد

عن أنس: كان اُسيد بن حضير، وعبّاد بن بشر عند النبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في ليلة ظلماء حندس، فلمّا خرجا أضاءت عصا أحدهما فمشيا في ضوئها، فلمّا افترقت بهما الطريق أضاءت عصا الآخر.

صحيح البخاري ٦: ٣، إرشاد السّاري ٦: ١٥٤، طرح التثريب ١: ٣٥، اسد الغابة ٣: ١٠١، تاريخ ابن كثير ٦: ١٥٢.

قال الأميني: أتصدّق انَّ أحداً لم يكن من عليّة الصّحابة كانت له هذه الكرامة الباهرة في اوليات الاسلام على عهد الصّادع الكريم، وتخفى على كلّ الناس وينحصر علمها بأنس ولم يروها غيره، ولم تشتهر عنه في الملأ الدينيّ؟!؟!

أتصدّق أن يكون الرَّجلان لهذه المكانة الرابية من الفضيلة وهما من متأخّري المسلمين أسلما بالمدينة، ولم يذكرهما نبيّ العظمة بتلك الكرامة ولو همسا، ولم

١٠٧

يعرّفهما امَّته ولو ركزا، ولم يعرفهما رجال الدّين تبلكم المكرمة طيلة حياة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟

لعلّك لا يعزب عنك لماذا استحقّ اُسيد هذه المنقبة، وانّها انّما اختلقت بعد رسول الله للرَّجل لتقدّمه على المهاجرين والأنصار يوم السَّقيفة ببيعة أبي بكر، وهو أوّل رجل من الأنصار بايع يوم ذاك وشقّ عصا المسلمين، قال ابن الأثير(١) له في بيعة أبي بكر أثرٌ عظيم. وقال: كان ابو بكر الصدّيق يكرمه ولا يقدّم عليه أحداً. فهو حريٌّ بتلك البيعة أن يُشرّف بوسام من محبّذي ذلك الإنتخاب الدستوري الّذي لم يكن عن جدارة، كما استحقّ بها أبو عبيدة الجرّاح - حفّار القبور - أن يقبّل رجله عمر بن الخطاب(٢) ومن هنا تجد عائشة تثني على اُسيد بقولها: كان من أفاضل النّاس وقولها: ثلاثة من الأنصار لم يكن أحدٌ يعتدّ عليهم فضلاً بعد رسول الله: سعد بن معاذ، واُسيد بن حضير، وعبّاد بن بشر(٣) ، تقوله امّ المؤمنين وهي تعلم أنَّ من الأنصار بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بقيّةٌ صالحةٌ بدريّون عقمت اُمُّ الدهور أن تأتي بمثلها كأبي أيّوب الأنصاري، وخزيمة ذي الشَّهادتين، وجابر بن عبد الله، وقيس بن سعد، إلى اناس آخرين. نعم: هؤلاء لا يروق امّ المؤمنين ذكرهم لأنّهم علويّون في ولائهم، وأمّا اُسيد فهو جديرٌ بهذه المدحة البالغة من امّ المؤمنين لنقضه عهد المصطفى في أخيه علم الهدى، وتسرّعه إلى بيعة أبيها وتدعيمه خلافته، فهو تيميُّ المبدأ والمنتهى. وعبّاد بن بشر لا تقصر خطواته في تلك الخلافة عن اُسيد، وقد قُتل تحت راية أبي بكر يوم اليمامة، ولعائشة ثناءٌ جميل عليه.

_ ٥ _

خمر صارت عسلا بدعاء خالد

عن الأعمش عن خيثمة قال: أتى خالد بن وليد برجل معه زقّ خمر فقال له خالد: ما هذا؟ فقال: عسل. فقال: أللهمّ اجعله خلّا فلمّا رجع إلى أصحابه قال: جئتكم

____________________

١ - اسد الغاية: ١: ٩٢.

٢ - تاريخ ابن كثير ٧: ٥٥.

٣ - اسد الغابة ٣: ١٠٠، مجمع الزوايد ٩: ٣١٠.

١٠٨

بخمر لم يشرب خمرٌ مثله. ثمَّ فتحه فإذا هو خلٌّ. فقال: أصابته والله دعوة خالد رضي الله عنه. وفي لفظ: اللّهم اجعله عسلاً فصار عسلاً. تاريخ ابن كثير ٧: ١١٤، الإصابة ١: ٤١٤.

قال الأميني: إقرأ صحيفة حياة خالد السّوداء ممّا مرّ في الجزء السّابع ص ١٥٦ - ١٦٨ ط ١ وسل عنه بني جذيمة ومالك بن نويرة وامرأته، وسل عنه عمر الخليفة، حتى تعرفه بعُجره وبُجره، ثمّ احكم بما تجد الرَّجل أهلاّ له.

_ ٦ _

أبو مسلم لا تحرقه النار

دعا الأسود العنسي - المتنبّي - أبا مسلم الخولاني عبد الله بن ثوب اليمني التابعيّ المتوفّى ٦٠ / ٦٢ فأجّج الأسود ناراً عظيمة وألقى فيها أبا مسلم فلم تضرّه، وأنجاه الله منها، فكان يشبه بإبراهيم الخليل، فوفد على أبي بكر مسلّماً فقال: ألحمد لِلّه الذي لم يمتني حتّى أراني من امَّة محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مَن فعل به ما فعل بابراهيم خليل الله.

وفي لفظ ابن كثير: فقدم على الصدّيق فاجلسه بينه وبين عمر وقال له عمر: ألحمد لله الذي لم يمتني حتّى اُري في امَّة محمّد مَن فُعل به كما فُعل بابراهيم الخليل وقبَّله بين عينيه.

الاستيعاب ٢: ٦٦٦، صفة الصفوة ٤: ١٨١، تاريخ ابن عساكر ٧: ٣١٨، تذكرة الحفّاظ للذهبي ١: ٤٦، تاريخ ابن كثير ٨: ١٤٦، شذرات الذهب ١: ٧٠، تهذيب التهذيب ١٢: ٢٣٦، وذكره السيّد محمّد أمين ابن عابدين في العقود الدريّة ٢: ٣٩٣ عن جدّه العمادي في رسالته ( الرّوضة الريّا فيمن دفن في داريا ) نقلاً عن أبي نعيم وابن عساكر وابن الزملكاني وابن كثير.

_ ٧ _

أبو مسلم يقطع دجلة بدعائه

أتى أبو مسلم الخولاني يوماً على دجلة وهي ترمي بالخشب من مدّها فوقف عليها ثمَّ حمد الله تبارك وتعالى وأثنى عليه، وذكر مسير بني إسرائيل في البحر، ثمَّ نهر دابَّته فخاضت الماء وتبعه الناس حتّى قطعوا.

١٠٩

أخرجه ابن عساكر في تاريخه ٧: ٣١٧.

_ ٨ _

سبحة أبى مسلم تسبّح بيده

كان أبو مسلم الخولاني بيده سبحة يسبّح بها فنام والسّبحة بيده فاستدارت والتفّت على ذراعه وجعلت تسبّح فالتفت إليها وهي تدور في ذراعه وهي تقول: سبحانك يا منبت النبات، ويا دائم الثبات. فقال لزوجته: هلمّي يا امّ مسلم! وانظري أعجب الأعاجيب، فجاءت والسَّبحة تدور تسبّح فلمّا جلست سكتت أخرجه الحافظ ابن عساكر في تاريخ الشّام ٧: ٣١٨.

_ ٩ _

وفد يسافر بلا زاد ولا مزاد

كان أبو مسلم الخولاني أتاه جماعةٌ من قومه فقالوا له: أما تشتاق إلى الحجِّ؟ قال: بلى لو أصبت لي أصحاباً فقالوا: نحن أصحابك، فقال: لستم لي بأصحاب أنا أصحابي قومٌ لا يريدون الزّاد ولا المزاد قالوا: سبحان الله وكيف يسافر قومٌ بلا زاد و لا مزاد؟ فقال لهم: ألا ترون إلى الطّير تغدو وتروح بلا زاد ولا مزاد والله يرزقها وهي لا تبيع ولا تشتري ولا تحرث ولا تزرع؟ قالوا: فإنّا نسافر معك فقال لهم: تهيّأوا على بركة الله. فغدوا من غوطة دمشق ليس معهم زادٌ ولا مزاد، فلمّا انتهوا إلى المنزل قالوا: يا أبا مسلم! طعامٌ لنا وعلفٌ لد وابّنا فقال لهم: نعم فتنحّى بعيداً فتسنّم أحجاراً فصلّى فيه ركعتين، ثمّ جثى على ركبتيه فقال: الـ~ـهي قد تعلم ما أخرجني من منزلي، و إنّما خرجت زائراً لك، وقد رأيت البخيل من أولاد آدم تنزل به العصابة من الناس فيوسعهم قِرى وإنّا أضيافك وزوَارك فأطعمنا واسقنا واعلف دوابّنا، فاُتي بسفرة فمدّت بين أيديهم، وجيء بجفنة من ثريد تنجر، وجيء بقلّتين من ماء، وجيء بالعلف لا يدرون من يأتي به، فلم تزل هذه حالهم منذ خرجوا من عند أهاليهم حتّى رجعوا لا يتكلّفون زاداً ولا مزاداً.

أخرجه الحافظ ابن عساكر في تاريخ الشّام ٧: ٣١٨.

قال الأميني: أنا لم أفض في المقام بذأمة، وإنّما اُوجّه نظر الباحث شطر كلمة

١١٠

طاش كبرى زادة قال في مفتاح السعادة ٣: ٣٤٥: من يخوض في البراري من غير زاد لتصحيح التوكّل ذلك بدعةٌ إذ السّلف كانوا يأخذون الزّاد ويتوكّلون.

_ ١٠ _

دعاء أبى مسلم لمرأة وعليها

كان أبو مسلم الخولاني إذا دخل داره فكان في وسطها كبر فيدخل فينزع ردائه وحذاءه وتأتيه إمرأته بطعام فيأكل فجاء ذات ليلة فكبّر فلم تجبه، ثمَّ أتى باب البيت فكبّر وسلّم وكبَّر فلم تجبه، وإذا البيت ليس فيه سراجٌ وإذا هي جالسةٌ بيدها ود « كذا » تنكت به الأرض فقال لها: مالكِ؟ فقالت: الناس بخير وأنت أبو مسلم لو انّك أتيت معاوية فيأمر لك بخادم ويعطيك شيئاً تعيش به؟ فقال: أللّهم من أفسد عليَّ أهلي فاعم بصره. وكانت أتتها امرأة فقالت: أنت امرأة أبي مسلم الخولاني فلو كلّمت زوجك يكلّم معاوية ليخدمكم ويعطيكم. فبينا هذه المرأة في منزلها إذا أنكرت بصرها فقالت: سراجكم طفئ؟ فقالوا: لا. فقالت: إنّا لِلَّه، ذهب بصري، فأتت إلى أبي مسلم فلم تزل تناشده الله وتطلب إليه حتى دعا الله فردَّ بصرها ورجعت امرأته إلى حالها التّي كانت عليها. أخرجه إبن عساكر في تاريخه ٧: ٣١٧.

قال الأميني: ما أقسى صاحب هذه المعاجز حيث أعمى امرأة مسلمة من غير ذنب تستحقّ لأجله مثل هذه العقوبة؟ فإنَّ مراجعة معاوية كبقيَّة المسلمين وهو أميرهم فيما حسبوه - والرّجل في الرَّعيل الأوَّل من شيعته - للتوسيع عليه ليس فيها إقتراف مأثم ولا اجتراح سيّئة تستحقُّ المسكينة عليها التنكيل بها، فهلاّ دعا الله سبحانه أن يهديها وامرأته أن يثبت قلبيهما على الصّبر والتقوى إن كان يعلم من نفسه إجابة دعوته؟ لكنّه أبى إلّا القسوة، أو أنَّ المغالي في فضله إفتعل له ذلك ذاهلاً عن انَّ ما افتعله يمسّ كرامة الرَّجل، ونحن نجلّ ساحة قدس المولى سبحانه عن أن تكون عنده إجابة لمثل هذه الدَّعوة الصادرة عن الجهل.

_ ١١ _

ألظبى يحبس بدعاء ابى مسلم

أخرج إبن عساكر في تاريخه ٧: ٣١٧ عن بلال بن كعب قال: ربما قال الصّبيان

١١١

لأبي مسلم الخولاني: ادع الله يحبس علينا هذا الظبي فيدعو الله فيحبسه حتّى يأخذوه بأيديهم.

قال الأميني: لقد راق القوم أن لا يدعوا للأنبياء والرّسل معجزة أو آية إلّا و سحبوها إلى مَن أحبّوه من رجال عاديّين، بل راقهم أن يثبتوا لأوليائهم كلّ شيء أباحه العقل أو أحاله، أنا لا أدري أيريدون بذلك تخفيضاً من مقام الرُّسل؟ أو ترفيعاً لهؤلاء؟! وأيّاماً أرادوا فحسب رواة السّوء رواية غير المعقول، وخلط الحابل بالنابل.

أتعرف أبا مسلم الخولاني صاحب هذه الخزعبلات؟ أتدري لماذا استحقّ الرَّجل بنسج هذه الكرامات له على نول الإفتعال؟ أتصدِّق أن يكون تحت راية ابن هند في الفئة الباغية رجلٌ إلـ~ـهيّ يؤمَن به وبايمانه، ويصدَّق زلفاه إلى ربّه، فضلاً عن أن يكون صاحب حفاوة وكرامة؟! أتزعم أن تربِّي قاعة الشّام في عصر معاوية إنساناً يعرف ربّه، ويكون من أمره على بصيرة، ولا تزحزحه عن سبيل الحقِّ والرشاد رضايخ ذلك الملك العضوض؟! نعم إنَّما نسجت يد الإختلاق هذه المفتعلات كوسام لأبي مسلم شكراً على تقدّمه في ولاء أبناء بيت اميَّة، وعداءه المحتدم لأهل بيت الوحي، كان الرجل عثمانيّاً امويَّ النزعة، خارجاً على إمام زمانه تحت راية القاسطين، وهو القائل: يا أهل المدينة! كنتم بين قاتل وخاذل، فكلًّا جزى الله شرّا، يا أهل المدينة! لأنتم شرٌّ من ثمود إنَّ ثمود قتلوا ناقة الله، وأنتم قتلتم خليفة الله، وخليفة الله اكرم عليه من ناقته.

وهو الّذي كان سفير معاوية إلى عليّ في حرب صفّين، وقد أتى ببعض كتبه إلى الامامعليه‌السلام ولمـّا أقامعليه‌السلام عليه الحجّة وأفحمه فخرج وهو يقول: الآن طاب الضِّراب.

وهو الذي كان يرتجز يوم صفّين ويقول:

ما علّتي ما علّتي. وقد لبست درعتي. أموت عند طاعتي؟!(١)

أترى مَن يموت في طاعة ابن هند، ويركض وراء أهوائه وشهواته، ويتَّخذه إماماً متَّبعاً في أفعاله وتروكه، ويحارب إمام زمانه المطهَّر بلسان الله تعالى ولم يعرفه، ويضرب الصَّفح عمّا جاء عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حرب عليّعليه‌السلام وسلمه عامّة، وفي

____________________

١ - صفين نصر بن مزاحم ٩٥ - ٩٨، تاريخ ابن عساكر ٧: ٣١٩، شرح ابن ابى الحديد ٣: ٤٠٨.

١١٢

قتاله يوم صفّين خاصّة، وتكون له خطوات واسعة وأشواط بعيدة في تلكم البوائق المدلهمَّة، والمواقف الموبقة، توهب له من المولى سبحانه وتعالى تلك المنزلة الرّفيعة من الكرامة الّتي تضاهي منازل الأنبياء، ويقصر عنها مقام كلّ وليّ صادق؟! لا ها الله، إن هي إلّا اختلاق، لا تساعدها البرهنة الصّادقة، ولا يسوّغها الاسلام ومبانيه ومباديه، ولا يقبلها العقل والمنطق.

قاتل الله العصبيّة العمياء، إلى أيّ هوَّة من التعاسة والإنحطاط تحدو البشر؟ تجعل أبا مسلم الشاميَّ الخارجيَّ الباغي المحارب إمام وقته زاهداً عابداً ناسكاً ذا كرامات ومقامات، وتعرِّف سيّد غفار أشبه النّاس بعيسى بن مريم زهداً وهدياً وبرّاً ونسكاً، الممدوح بلسان النبيِّ الأعظم(١) شيوعيّاً اشتراكيّاً يموت في المعتقل غفرانك اللّهم وإليك المصير.

_ ١٢ _

الربيع يتكلم بعد الموت

عن ربعي بن خراش(٢) العبسي قال: مرض أخي الربيع بن خراش فمرَّضته ثمَّ مات فذهبنا نجهِّزه، فلمّا جئنا رفع الثوب عن وجهه ثمّ قال: السَّلام عليكم، قلنا: وعليك السَّلام، قدمت؟ قال: بلى ولكن لقيت بعدكم ربّي ولقيني بروح وريحان وربّ غير غضبان، ثمَّ كساني ثياباً من سندس أخضر، وإنِّي سألته أن يأذن لي أن اُبشّركم فأذن لي، وإنَّ الأمر كما ترون، فسدِّدوا وقاربوا، وبشِّروا و لا تنفروا(٣) .

وفي لفظ أبي نعيم: انّه توفّي أخي - ربيع بن حراش - فبينا نحن حوله وقد بعثنا من يَبتاع له كفناً إذ كشف عن وجهه فقال: السَّلام عليكم. فقال القوم: وعليك السَّلام يا أخاه! عيشاً بعد الموت؟ يعني حياة. قال: نعم إنِّي لقيت ربِّي بعدكم فلقيت

____________________

١ - راجع الجزء الثامن ص ٣١٥ - ٣٢٤ ط ١.

٢ - كذا بالمعجمة فى غير واحد من المصادر والصحيح كما فى تهذيب التهذيب: حراش. مهملة الاول.

٣ - تاريخ ابن كثير ٦: ١٥٨، الروض الانف ٢: ٣٧٠، صفة الصفوة ٣: ١٩.

١١٣

ربّاً غير غضبان، واستقبلني بروح وبريحان واستبرق، ألا وإنَّ أبا القاسمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ينتظر الصَّلاة عليَّ، فعجّلوا بي ولا تؤخّروني، ثمَّ كان بمنزلة حصاة رمي بها في الطست(١) .

وفي لفظ: مات أخي الربيع فسجّيته فضحك فقلت: يا أخي! أحياةٌ بعد الموت؟ قال: لا، ولكنّي لقيت ربّي فلقيني بروح وريحان ووجه غير غضبان، فقلت: كيف رأيت الأمر؟ قال: أيسر ممّا تظنّون، فذكر لعائشة فقالت: صدق ربعي سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: من امّتي مَن يتكلّم بعد الموت(٢) .

قال الأميني: لست أدري لماذا استحال القوم القول بالرّجعة، وليست هي إلّا رجوع الحياة للميِّت بعد زهوق النّفس، وهم يروون أمثال هذه الرّواية وما مرّ في ص ١٠٣ مخبتين إليها من دون أيّ غمز بها، وإن مغزاها إلّا من مصاديق الرَّجعة. نعم لهم أن يناقشوننا الحساب باقترابها من الموت وبُعدها عنه، أو بطول أمدها وقصره، أو بقصر جوازها على تأييد المذهب فحسب، أو بحصر نطاقها بغير العترة الطاهرة فقط، غير انَّ هذه كلّها لا تؤثّر في جوهريَّة الامكان، ولا تصيّره محظوراً غير سائغ عقلاً أو شرعاً.

وشتّان بين قصَّة ابن حراش هذه وبين ما جاء به ابن سعد في طبقاته ٣: ٢٧٣ عن سالم بن عبد الله بن عمر قال: سمعت رجلاً من الأنصار يقول: دعوت الله أن يُريني عمر في النوم فرأيته بعد عشر سنين وهو يمسح العرق عن جبهته فقلت: يا أمير المؤمنين! ما فعلت؟ فقال: الآن فرغت، ولولا رحمة ربّي لهلكت. وذكره السيوطي في تاريخ الخلفاء ص ٩٩.

وأخرج ابن الجوزي في سيرة عمر ص ٢٠٥ عن عبد الله بن عمر قال: رأى عمر في المنام فقال: كيف صنعت؟ قال: خيراً. كاد عرشي يهوى لولا إنّي لقيت ربّاً غفورا. فقال: منذ كم فارقتكم؟ فقلت: منذ اثنتي عشر سنة. فقال: إنَّما انفلت الآن من الحساب وروى نحوه الحافظ المحبّ الطبري في الرّياض ٢: ٨٠.

هذا عمر الخليفة وحراجة موقفه في الحساب، لا يستقبله ربّه بروح وريحان، ولا يكسوه ثياباً من استبرق أخضر، ولا انتظر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يصلّي عليه، وقد انفلت

____________________

١ - حلية الاولياء ٣: ٢١٢.

٢ - الخصايص الكبرى ٢: ١٤٩.

١١٤

من الحساب بعد اثنتي عشرة سنة، ولولا رحمة ربّه لهلك. وذاك ابن حراش(١) . وأمره الاِمر السَّريع، فانظر مآل الرَّجلين واحكم.

_ ١٣ _

أربعة آلاف تعبر الماء

عن أبي هريرة وأنس قالا: جهَّز عمر بن الخطاب جيشاً واستعمل عليهم العلاء بن الحضرمي، وكنت في غزاته فأتينا مغازينا فوجدنا القوم قد بدروا بنا فعفّوا آثار الماء والحرّ شديد، فجهدنا العطش ودوابّنا وذلك يوم الجمعة، فلمّا مالت الشَّمس لغروبها صلّى بنا ركعتين، ثمّ مدَّ يده إلى السَّماء، وما نرى في السَّماء شيئاً، قال: فوالله ما حطَّ يده حتّى بعث الله ريحاً وأنشأ سحاباً، وأفرغت حتّى ملأت الغُدُر والشِّعاب، فشربنا وسقينا ركابنا واستقينا، ثمَّ أتينا عدوَّنا وقد جاوزوا خليجاً في البحر إلى جزيرة، فوقف على الخليج وقال: يا عليّ يا عظيم يا حليم يا كريم. ثمَّ قال: أجيزوا بسم الله. قال: فأجزنا ما يبلّ الماء حوافر دوابّنا، فلم نلبث إلّا يسيراً فأصبنا العدوّ عليه فقتلنا وأسرنا وسبينا، ثمَّ أتينا الخليج فقال مثل مقالته، فأجزنا ما يبلّ الماء حوافر دوابّنا. وفي لفظ الصَّفوري: وكان الجيش أربعة الآف.

فلم نلبث إلّا يسيراً حتّى رُمي في جنازته. قال: فحفرنا له وغسَّلناه ودفنّاه، فأتى رجلٌ بعد فراغنا من دفنه فقال: مَن هذا؟ فقلنا: هذا خير البشر، هذا ابن الحضرمي فقال: إنَّ هذه الأرض تلفظ الموتى، فلو نقلتموه إلى ميل أو ميلين إلى أرض تقبل الموتى، فقلنا: ما جزاء صاحبنا أن نعرضه للسِّباع تأكله، قال: فاجتمعنا على نبشه فلمّا وصلنا إلى اللّحد إذا صاحبنا ليس فيه، وإذا اللّحد مدّ البصر نور يتلألأ، قال: فأعدنا التراب إلى اللّحد ثمَّ ارتحلنا(٢) .

قال الأميني: نحن لا ننبس هاهنا ببنت شفة ولا نحوم حول إسناده الباطل، ولا نؤاخذ رواة القصَّة بقولهم في الحضرمي: هذا خير البشر. وانّه كذب فاحش يخالف

____________________

١ - لا يوجد له ذكر فى معاجم التراجم.

٢ - تاريخ ابن كثير ٦: ١٥٥، نزهة المجالس ٢: ١٩١، و اوعز اليها ابنا الاثير وحجر فى اسد الغابة ٤: ٧، والاصابة ٢: ٤٩٨ فقالا: خاض البحر بكلمات قالها ودعا بها.

١١٥

ما أجمعت عليه الاُمَّة، وليس على الله بعزيز أن يجعل أفراد جيش جهّزه عمر كلّها صاحب كرامة، لكنّا لا نعرف معنى قولهم: إنّ هذه الأرض تلفظ الموتى، أيّ أرض هذه؟ وفي أيِّ قطر هي؟ وهل هي تعرف بهذه الصَّفة عند الملأ؟ وهل هي شاعرة بخاصّتها هذه أو لا تشعر؟ وهل هي باقيةٌ عليها إلى يومنا هذا؟ وكيف شذّت عن بقاع الأرض بهذه الخاصّة؟ ولماذا هي؟ وكيف تخلّفت عن ذاتيّها في خصوص هذا المقبور؟ وهل كان الرّجل في القبر لمـّا نبشوه مجلّلاً بالأنوار وقد أعشتهم عن رؤيته فحسبوه مفقوداً، أو انّه غادر القبر إلى جهة لا تُعرف، وترك فيه أنواره؟ أنا لا أدري، وهل في مُنَّة الرّاوي أو مدوّن القصَّة أو مفتعلها أو من قاصَّها الجواب عن هذه الأسؤلة؟

_ ١٤ _

جيش تعبر الماء بدعاء سعد

أرسل عمر بن الخطاب رضي الله عنه جيشاً إلى مدائن كسرى، فلمّا بلغوا شاطئ الدَّجلة لم يجدوا سفينة فقال سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وهو أمير السريَّة، وخالد بن الوليد رضي الله عنه: يا بحر! انّك تجري بأمر الله، فبحرمة محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعدل عمر رضي الله عنه إلّا ما خلّيتنا والعبور. فعبروا هم وخيلهم وجمالهم فلم تبتلّ حوافرها(١) .

قال الأميني: ليس في إمكان حوافر الخيل والجمال أن تبتلَّ بعد دعاء ذلك الرّجل الالـ~ـهيّ العظيم - سعد - المتخلّف عن بيعة الإمام المعصوم، والخارق لاجماع الاُمَّة وهي لا تجتمع على الخطاء، ولا سيّما إذا شفعته بزميله خالد بن الوليد الزاني الفاتك الهاتك صاحب المخازي والمخاريق، وإلى الغاية لم يتّضح لنا انّ الله تعالى بماذا أبرَّ قسم الرَّجل أبمجموع المقسم به من حرمة محمّد وعدل عمر؟ بحيث كان إبرار القسم منبسطاً عليهما معاً على حدّ سواء. أم أنّه وليد القسم بحرمة محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فحسب؟ لما نرتأيه من عدم قيام وزن لعدل عمر عند من أمعن النظرة في أفعاله وتروكه، وقد أسلفنا نبذاً من ذلك في نوادر الأثر في الجزء السّادس.

____________________

١ - نزهة المجالس للصفورى ٢: ١٩١.

١١٦

_ ١٥ _

دعاء سعد يؤخر أجله

اخرج ابن الجوزي في صفة الصفوة ١: ١٤٠ من طريق لبيبة قال: دعا سعد فقال: يا ربّ إنّ لي بنين صغاراً فأخر عنّي الموت حتّى يبلغوا، فأخَّر عنه الموت عشرين سنة.

قال الأميني: ما أكرم أولاد سعد على الله وفيهم عمر بن سعد قاتل الإمام السّبط الشهيد؟ فحقّاً كان على الله أن يستجيب دعوة سعد ويؤخّر أجله حتى يربّي مَن له قدمٌ وأيّ قدم في قتل ريحانة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وإبادة أهله.

وليتني أدري من الّذي أخبر سعداً أو لبيبة أو من روى القصّة ومن حفظها بأنَّ سعداً قد أتاه أجله المحتوم الّذي( إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَ لاَ يَسْتَقْدِمُونَ‌ ) (١) ( وَ مَا کَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ کِتَاباً مُؤَجَّلاً ) (٢) فأخّره الله عنه ببركة دعاءه عشرين عاماً مدّة معيّنة؟ هل تجد مثل هذا العلم عند العاديّين من البشر أمثال سعد ولبيبة؟ وهل لكلّ ابن اُنثى طريق إلى الكشف عن تلكم المغيّبات؟ نعم ليس على الله بمستنكر أن يطلع على غيبه أيَّ إنسان خلق جهولاً سعيداً أو شقيّا،( عَالِمُ الْغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً، إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُکُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ رَصَداً ) (٣) .

_ ١٦ _

سحابة تروى وتنبت

عن الحسن البصري قال: مات هرم بن حيّان - في خلافة عثمان - في يوم صائف شديد الحرّ فلمّا نفضوا أيديهم عن قبره جاءت سحابة تسير حتّى قامت على قبره فلم تكن أطول منه ولا أقصر فرشَّته حتّى روّته ثمَّ انصرفت.

وفي لفظ قتادة: امطر قبر هرم بن حيّان من يومه، وأنبت العشب من يومه(٤) . نحن لا نستعظم هذه الكرامة لهرم بن حيّان في مماته، فإنَّ بقائه في بطن امّه اربع

____________________

١ - سورة يونس ٤٩.

٢ - سورة آل عمران: ١٤٥.

٣ - سورة الجن: ٢٦، ٢٧.

٤ - حلية الاولياء ٢: ١٢٢، صفة الصفوة ٣: ١٣٩، الاصابة ٣: ٦٠١.

١١٧

سنين(١) أعظم وأعجب، سبحان الخالق القادر.

_ ١٧ _

ابراهيم التيمى يواصل اربعين

عن الأعمش قال: قلت لابراهيم التيميّ المتوفّى ٩٢: بلغني انَّك تمكث شهراً لا تأكل شيئاً.

فقال: نعم وشهرين، وما أكلت منذ أربعين ليلة إلّا حبَّة عنب ناولنيها أهلي فأكلتها ثمَّ لفظتها في الحال.

كذا في طبقات الشَّعراني ١: ٣٦، وفي إحياء العلوم للغزالي ١: ٣٠٩: انَّه كان يمكث أربعة أشهر لم يطعم ولم يشرب.

لعلَّ النّطس وعلماء الطبِّ يضحكون على هذه العقليَّة السَّخيفة، غير انَّ قصَّة الطويِّ عندِ القوم مشكلةٌ لا تنحلّ، يحار دونها العقل، ولا يسمع فيها قضاء الطبيعة، ولا يتّخذ فيها الناموس المطّرد ممّا خلق الله عليه البشر، ولا يصحّحها إلّا المغالاة في الفضائل، وهناك فئةٌ تضاهي إبراهيم التيميَّ في هذه الدَّعوى المجرّدة، أو تربو عليه في الفضيلة، وسيوافيك ذكر بعضها.

_ ١٨ _

حافظ دعا على رجل فمات

روى غيلان بن جرير البصري: إنَّ رجلاً كذب على مطرف بن عبد الله الحافظ البصري المتوفّى سنة ٩٥ فقال مطرف، اللّهم إن كان كاذباً فأمته فخرَّ مكانه ميّتاً(٢) .

قال الأميني: ليس هذا المستجاب دعوته ببعيد في القسوة عن أبي مسلم الخولاني الّذي أعمى المرأة من غير ذنب، والكذب وإن كان محرَّماً لكن ليس الجزاء عليه إعدام صاحبه، وليس من السَّهل السائغ أن تستجاب دعوة كلِّ غير معصوم على من عادى عليه وفيهم من رجال الغضب الثائر مثل أبي مسلم الخولاني ومطرف البصري، وإلّا لوجب على الاُمَّة المستجابة دعوتهم أن تدعو على الكذبة، وعلى الله أن يجيبهم بقتل رواة هذه

____________________

١ - راجع تفسير روح البيان ٤: ٣٤٧.

٢ - طبقات الحفاظ الذهبى ١: ٦٠، دول الاسلام ١: ٤٧، الاصابة ٣: ٤٧٩، تهذيب التهذيب ١: ١٧٣.

١١٨

القصص فتشاد وتعمر بقاعٌ بأجداث كثيرين من الحفّاظ وأئمّة الحديث ورماة القول على عواهنه، حتى تستريح اُمَّة محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من هذه السَّفاسف التّي لا مقيل لها من الإعتبار، ولا لها نهاية.

_ ١٩ _

سحابة تظل كرز بن وبرة

عن أبي سليمان المكتب: قال صحبت كرز بن وبرة إلى مكة فكان إذا نزل أخرج ثيابه فألقاها في الرَّحل ثمّ تنحّى للصّلاة فإذا سمع رغاء الإبل أقبل، فاحتبس يوماً عن الوقت، فانبثَّ أصحابه في طلبه فكنت فيمن طلبه قال: فأصبته في وهدة يصلّي في ساعة حارَّة وإذا سحابةٌ تظلّه فلمّا رآني أقبل نحوي فقال: يا أبا سليمان! لي إليك حاجة، قال: قلت: وما حاجتك يا أبا عبد الله؟! قال: اُحبُّ أن تكتم ما رأيت. قال: قلت ذلك لك يا أبا عبد الله! فقال: أوثق لي فحلفت ألّا اُخبر به أحداً حتّى يموت.

حلية الأولياء للحافظ أبي نعيم ٥: ٨٠، الإصابة ٣: ٣٢١.

_ ٢٠ _

فقير يجعل الارض ذهباً

عن الحسن البصري رحمة الله عليه قال: كان بعبادان رجلٌ فقيرٌ أسود يأوي إلى الخرابات فحصل معي شيىءٌ فطلبته فلمّا وقعت عينه عليَّ تبسّم وأشار بيده إلى الأرض فصارت الأرض كلّها ذهباً تلمع ثمَّ قال: هات ما معك. فناولته وهالني أمره فهربت. الروض الفائق ص ١٢٦.

إقرأ وتعجّب. اضحك أو ابك.

_ ٢١ _

الغطفاني ميت يتبسم

عن الحارث الغنوي قال: آلى ربعي بن حراش الغطفاني المتوفّى ١٠١ / ٤، أن لا يضحك حتّى يعلم في الجنّة هو أو في النّار، فلقد أخبرني غاسله انَّه لم يزل متبسّماً على سريره ونحن نغسّله حتّى فرغنا منه. صفة الصّفوة لابن الجوزي ٣: ١٩، طبقات الشّعراني ١: ٣٧، تاريخ ابن عساكر ٥: ٢٩٨.

١١٩

_ ٢٢ _

عمر بن عبد العزيز في التوراة

عن خالد الرّبعي قال: مكتوبٌ في التوراة: انَّ السّماء والأرض لتبكي على عمر بن عبد العزيز أربعين صباحاً.

الروض الفائق للحريفيش ص ٢٥٥.

لعلَّ هذه الخاصّة لعمر بن عبد العزيز خاصّة بتوراة الرّبعي فإنَّ توراة موسىعليه‌السلام ما كانت موجودة في تلكم العصور، فلا يقف عليها الرّبعي وغيره، وأمّا التوراة المحرّفة فأيّ حجّة لما فيها من أساطير، على انَّ نسخ التوراة الموجودة الآن على اختلاف طبعاتها خاليةٌ عن هذا العز والمختلق.

وحسبك في عرفان خطر عمر بن عبد العزيز قول الإمام أحمد بن حنبل لمـّا سُئل: ايّما أفضل معاوية أو عمر بن عبد العزيز: فقال: لغبارٌ لحق بأنف جواد معاوية بين يدي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خيرٌ من عمر بن عبد العزيز(١)

وقال عبد الله بن المبارك: ترابٌ في أنف معاوية أفضل من عمر بن عبد العزيز. و في لفظ: لترابٌ في منخري معاوية مع رسول الله خيرٌ و افضل من عمر بن عبد العزيز(٢) . فما خطر رجل يكون تراب منخر ابن هند أو منخر جواده أفضل منه حتّى يُذكر في التوراة؟ أو تبكي عليه السّماء والأرض اربعين يوماً؟ فما بكت عليهم السّماء والأرض وما كانوا منظرين.

_ ٢٣ _

رعاء الشاة فى خلافة عمر بن عبد العزيز

قال اليافعي في - روض الرَّياحين - ص ١٦٥: حكي انّه لمـّا ولي عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه الخلافة قال رعاء الشّاة في رأس الجبال: مَن هذا الخليفة الصّالح الّذي قد قام على النّاس؟ فقيل لهم: وما أعلمكم بذلك؟ قالوا: إنّه إذا قام خليفةٌ صالحٌ كفَّ الذئاب والاُسد عن شياهنا.

____________________

١ - شذرات الذهب ١: ٦٥.

٢ - تاريخ ابن كثير ٨: ١٣٩، الصواعق ص ١٢٧.

١٢٠