الغدير في الكتاب والسنة والأدب الجزء ١١

الغدير في الكتاب والسنة والأدب9%

الغدير في الكتاب والسنة والأدب مؤلف:
الناشر: دارالكتب الإسلامية
تصنيف: الإمامة
الصفحات: 402

الجزء ١ المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١
المقدمة
  • البداية
  • السابق
  • 402 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 154387 / تحميل: 3658
الحجم الحجم الحجم
الغدير في الكتاب والسنة والأدب

الغدير في الكتاب والسنة والأدب الجزء ١١

مؤلف:
الناشر: دارالكتب الإسلامية
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

اى كلام از انتظام نام ذاتت در نظام

وى زشهد شكّرين شكرت زبان شيرين بكام

رحمت عام وسلامت بر روان أنبيا

خاصّة بر روح محمّد باد بر آل عبا

٢ - تحفة الأخيار وكشف الأسرار في شرح رائيّة له فارسيّة في مدح امير المؤمنينعليه‌السلام تسمّى بمونس الأبرار.

٣ - بهجة الدّارين في الحكمة قال صاحب الروضات: شاهدتها في هذه الأواخر.

٤ - رسالة السّلاميّة في ترك [السّلام عليك أيّها النبيّ] في التشّهد.

٥ - الأربعين في فضائل أمير المؤمنين وإمامة الأئمّة المعصومين.

٦ - الجامع في اصول الفقه والدّين أسماه حجّة الإسلام.

٧ - الفوائد الدينيّة في الردّ على الحكماء والصوفيّة.

٨ - حكمة العارفين في ردِّ شبه المخالفين.

٩ - تنبيه الرّاقدين في الموعظة، مطبوعٌ.

١٠ - رسالةٌ في خلل الصّلاة، فارسيّة.

١١ - حقُّ اليقين في معرفة اصول الدّين.

١٢ - منهاج العارفين شرح رباعيّاته.

١٣ - فرحة الدّارين في العدالة.

١٤ - رسالةٌ في صلاة اللّيل.

١٥ - رسالةٌ في صلاة الأذكار.

١٦ - شرح تهذيب الحديث.

١٧ - رسالةٌ في الفرائض.

١٨ - رسالةٌ في الرّضاع.

١٩ - مفتاح العدالة.

٢٠ - رسالة الجمعة.

٢١ - سفينة النجاة.

كان شيخنا المترجم له شيخ الإسلام وإمام الجمعة والجماعة بقم المشرَّفة إلى أن توفّي بها سنة ١٠٩٨ ودفن خلف مرقد زكريّا بن آدم القمي طاب ثراه من قريب.

٣٢١

ومن شعره الفارسيّ قوله:

از گفتهء مصطفى إمام است سه چار

از روي چه گوئي كه امام است چهار

نشناسي اگر سه چار حق را ناچار

خواهى بعذاب ايزدى گشت دو چار

* * *

دليل رفعت شأن علي اگر خواهي

باين كلام دمى گوش خويشتن ميدار

چو خواست مادرش از بهر زادنش جائي

درون خانه خاصش بداد جا ستّار

پس آن مطهّرة با احترام داخل شد

در آن مقام مقدّس بزاد مريم وار

برون چو خواست كه آيد پس از چهارم روز

ندا شنيد كه [ نامش برو على بگذار ]

فداى نام چنين زادهء بود جانم

چنين امام گزينيد يا اولى الأنصار

ومن رباعيّاته:

أي مانده ز كعبهء محبّت مهجور

افتاده ز راه مهر صد منزل دور

با حبّ عمر دم مزن از مهر نبي

كي جمع توان نمود با ظلمت نور؟

وله:

بما رسيده حديث صحيح مصطفوى

كه هست بعد پيمبر امام هشت وچهار

كسى نكرده زامّت بدين حديث عمل

بغير پيرو آل وأئمّهء أطهار

وله:

أي طالب علم دين ز من گير خبر

تا چند دوى در بدر اى خسته جگر

خود را برسان بشهر علم اى غافل

شو داخل آن شهر وليكن أز در

وله:

نبي چو وارد « خم » گشت بر سر منبر

خليفه كرد علي را بكفتهء جبّار

نهاد بر سر او تاج وال من والاه

زامّتش بگرفت از براى وي اقرار

وليك آنكه به بخبخ نمود تهنيتش

بكرد از پى اقرار خويشتن انكار

فتاد بر سر حارث زغيب سنك قضا

چو گشت منكر نصّ غدير آن غدّار

ومن رباعيّاته:

از دورى راه خويشتن يادى كن

آماده ز بهر سفرت زادى كن

از بى كسى مردن خود ياد آور

در ماتم خود نشين وفريادى كن

٣٢٢

وله:

از دورى راه خويشتن كن يادى

آماده ز بهر سفرت كن زادي

در راه طلب چو خفته‌اى غافل

بر خيز كه از قافله دور افتادى

وله:

بر خيز چه خفتهء رفيقان رفتند

غافل چه نشستهء عزيزان رفتند

خندان منشين كه جمله ياران عزيز

با سوز دل وديدهء گريان رفتند

وله:

اي بندهء طول أمل وحرص وحسد

فردا است كه أعضاى تو از هم ريزد

اين سر كه زباد نخوت امروز پر است

تا چشم زني بود پر از خاك لحد

وله:

تا چشم زنى رسيده وقت سفرت

فردا است كه در جهان نماند أثرت

بر روى زمين خرام وغفلت تاكي

از زير زمين مگر نباشد خبرت

وله:

از وادى معصيت بيا زود گذر

كين مرحله راهست بسى خوف وخطر

گوئى كه كنم توبه پس از پيريها

از مرك جوانان مگرت نيست خبر؟

وله:

سالك هوس عالم بالا نكند

پابند ألم ز پاى دل وا نكند

هر دل كه زياد مرك معمور شود

حقد وحسد وحرص در اوجا نكند

وله:

خواهى نشود گلشن دل چون بيشه

بركَن تو نهال حرص را از ريشه

بر پاى درخت أمل وحرص وحسد

پيوسته زياد مرك ميزن تيشه

وله:

أي طالب سيم وكيمياى اصغر

آموز زمن تو كيمياى أكبر

در بوته ياد مرك خود را بگداز

تا خاك دلت شود طلاى احمر

٣٢٣

وله في تقريظ الكتب الأربعة(١) .

دين را كتب أربعه چون جان باشد

اينچار چهار ركن ايمان باشد

هنگام جهاد نفس اينچار كتاب

چار آينهء صاحب عرفان باشد

وله في تقريظها:

اي آنكه ترا غلط روى عادت وخوست

روكن برهى كه منزل رحمت اوست

ميخوان كتب أربعه كز وى هر سطر

راهى است كه راست ميرود تادرِ دوست

____________________

١ - الكافى لشيخنا ابى جعفر الكلينى - من لا يحضره الفقيه لشيخنا ابى جعفر القمى - التهذيب والاستبصار لشيخ الطائفة ابى جعفر الطوسى.

٣٢٤

القرن الحادي عشر

٩١

القاضي جمال الدين المكي

المتوفى بعد ١٠١٢

أنت نعم النصير في كلِّ زادِ

أنت نعم المولى لكلِّ العبادِ

ذو الأيادي والأيد أنت لعمري

سيّد النّاس أوحد العبّادِ

ولك الإرث في الولاء بحقّ

في رقاب الورى ليوم التّنادِ

لمقال النبيِّ في [ماء خمّ]

أنت مولى للمؤمن المنقادِ

فتهادى بالطّوع قومٌ ففازوا

وتمادى الغبيُّ في الإنتقادِ(١)

ثمَّ قال النبيُّ: وال عليّاً

يا إلهـ~ـي ومن يُعاديه عادِ

وتفضَّل برحمةٍ للموالي

وبلعن ونقمة للمعادي(٢)

شرفٌ شامخٌ ومجدٌ رفيعٌ

وافتخارٌ يزيل غلب الهوادي

كنت في الصّلب إذ دنا فتدلّى

وعلى الصفّ في مقرِّ الجلادِ

ثمَّ من قبل ذا أجبت نداءاً

لألست الإلـ~ـه في كلِّ وادِ(٣)

مَن يُباريك في السّيادة غرٌّ

بمزايا تنير منها الدآدي(٤)

أو يجاريك في العلوم جهولٌ

ما له في الفهوم من مستفادِ(٥)

أنت أنت المعروف في كلّ فضلٍ

أنت صدر الإصدار والإيرادِ

وسوى بيتك المنكر جهلاً

وسواك الضنين بالا مداد

فابق واسلم لك السَّلامة وقفٌ

والمثاني من الثّنا في ازديادِ

____________________

١ - كذا فى سلافة العصر، وفى سلوة الغريب: وتمادى بكرهه المتمادى.

٢ - كذا فى صلوة الغريب، وفى سلافة العصر:

خصن باللعن من تولى عتواً

وحشاه مقطع بالعناد

٣ - فى سلوة الغريب: وأطعت الآله فى كلّ ناد.

٤ - الدأدأ والدأداء من الليالى: الشديدة الظلمة.

٥ - فى السلوة: عاد فى خيبة بلا مستفاد.

٣٢٥

سلافة العصر ص ١١٧، سلوة الغريب، كلاهما للسيّد علي خان المدني.

( ما يتبع الشعر )

صدّر شاعرنا جمال الدّين بهذه الأبيات كتاباً كتبه إلى الشّريف الأجلّ الأمير نصير الدّين حسين بن إبراهيم بن سلام المتوفّى سنة ١٠٢٣ بالطّائف والمدفون بمكّة المشرَّفة، والكتاب بديعٌ في بابه، وبليغٌ في إنشائه، درر كلم منضّدة، ولئالي الفاظ منثورة، مذكور بطوله في سلافة العصر صفحة ١١٧ - ١١٩، والأمير نصير الدّين هو عمّ جدّ صاحب السّلافة السيِّد علي خان المدني، أخو جدّه الشّريف السيّد أحمد نظام الدّين، قال صاحب السُّلافة في سلوة الغريب: كان إماماً فاضلاً مجتهداً مبرّزاً في العربيّة، غالباً عليه الزهد والصّلاح، يُقال: إنّه لم يمسّ درهماً بيده ولا ديناراً قطُّ تورُّعاً وعزفاً من نفسه عن الدّنيا، وكان يكتب جميع ما يعمله في اليوم فإذا كان اللّيل نظر فيه، فإن كان صالحاً حمد الله، وإن كان غير ذلك استغفر الله منه، وكان لا يؤدِّب أحداً من خدمه في الحرم.

( الشاعر )

القاضي جمال الدين(١) محمّد بن حسن بن دراز المكّي، من مقاول الأدب، وألسنة الفضيلة، ومداره القول، وصيارفة القريض، وعباقرة القضاة، ذكره السيّد في سلافة العصر ص ١٠٧ وأثنى عليه بقوله:

جمال العلوم والمعارف، المتفئُّ ظلَّ ظليلها الوارف. أشرقت بالفضل أقماره و شموسه، وزخر بالعلم عبابه وقاموسه. فدوَّخ صيته الأقطار، وطار ذكره في منابت الأرض واستطار. وتهادت أخباره الرُّكبان، وظهر فضله في كلِّ صقع وبان. وله الأدب الّذي ما قام به مضطلع، ولا ظهر على مكنونه مطّلع. استنزل عصم البلاغة من صياصيها، واستذلَّ صعاب البراعة فسفع بنواصيها. إن نثر فما اللؤلؤ المنثور انفصم نظامه؟ أو نظم فما الدرّ المشهور نسقه نظامه؟ بخطّ يزدري بخدّ العذار إذا بقل، وتحسبه سائر الجوارح على مشاهدة حسنه المقل. ولّما رحل إلى اليمن في دولة الرّوم، قام

____________________

١ - كذا فى الخلاصة. وفى سلافة العصر: جمال الدين بن محمد.

٣٢٦

له رئيسها بما يحبُّ ويروم. فولّاه منصب القضاء، وسطع نور أمله هناك وأضاء. ولم يزل مجتلياً به وجوه أمانيه الحسان، ومجتنياً من رياضه أزاهر المحاسن والاحسان. إلى أن انقضت مدّة ذلك الأمير، ومني اليمن بعده بالإفساد والتَّدمير. فانقلب إلى وطنه وأهله، فكابد حزن العيش بعد سهله. كما أنبأ بذلك قوله في بعض كتبه: ولمـَّا حصلت عائداً من اليمن بعد وفاة المرحوم سنان باشا، وانقضاء ذلك الزَّمن، اخترت الإقامة في الوطن بعد التشرّف بمجلس القضاء في ذلك العطن، إلّا أنَّه لم يحل لي التحلّي عن تذكّر ما كان في خزانة الخيال مرسوما، وتفكّر ما كان في لوح المفكّرة موسوماً. فاخترت أن أكون مدرّساً في البلد الحرام، وممارساً لما أذن غبّ الحصول بالإنصرام. ولم يكن في البلد الأمين كفاية، ولا ما يقوم به الإتمام والوفاية. إنتهى وما زال مقيماً في وطنه وبلده، متدرّعاً جلباب صبره وجلده. حتّى انصرمت من العيش مدَّته، وتمَّت من الحياة عدَّته.

ثمَّ ذكر جملةً وافية من منثور كلمه في ثلاث عشرة صحيفة فقال: ومن شعره قوله في صدر كتاب:

هذا نظامك أم درٌّ بمنتسق؟

أم الدّراري التي لاحت على الاُفق؟

وذا كلامك أم سحرٌ به سلبت

نهى العقول فتتلو سورة الفلق؟

وذا بيانك أم صهباء شعشعها

أغنّ ذو مقلة مكحولة الحدقِ؟

بتاج كلِّ مليك منه لامعة

وجيد كلّ مجيد منه في أنقِ

روضٌ من الزّهر والأنوار زاهية

كأنجم الاُفق في اللألاء والنَّمقِ

وذي حمائم ألفاظ سجعن ضحى

على الخمائل غبّ العارض الغدقِ

رسالة كفراديس الجنان بها

من كلّ مؤتلق يلفى ومنتشقِ

كأنّما الألِفات المائلات بها

غصون بانٍ على أيدٍ من الورقَ

تعلو منابرها الهمزات صادحةً

كالورق ناحت على الافنان من حرقِ

ميماتها كثغورٍ يبتسمن بها

يزري على الدرِّ إذ يزهي على العنقِ

فطرسها كبياض الصّبح من يقق

ونِقسها(١) كسواد لليل في غسقِ

____________________

١ - اليقق: القطن. نقس: المداد الذي يكتب به.

٣٢٧

يا ذا الرّسالة قد أرسلت معجزة

ودَّت بلاغتها الدّعوى من الفرقِ!

ويا مليك ذوي الآداب قاطبة!

ويا إماماً هدانا أوضح الطّرقِ!

مَن ذا يعارض ما قد صاغ فكرك من

حلى البيان ومن يقفوك في السّبقِ؟!

أنت المجلّي بمضمار العلوم إذا

أضحى قروم اُولي التحقيق في قلقِ

صلّى أئمّة أهل الفضل خلفك يا

مولى الموالي وربّ المنطق الذَّلقِ!!

مسلّمين لما قد حُزت من أدب

مصدّقين بما شرّفت من خلقِ

مهلاً فباعي من التقصير في قصر

وأنت في الطول والإحسان ذو عمقِ

سبحان بارئ هذي الذّات من همم

سبحان فاطر ذا الإنسان من علقِ!!

يا ليت شعري هل شبهٌ يرى لكُم؟

كلّا وربّي ولا الأملاك في الخلقِ

عذراً فما فكرتي صوّاغة درراً

حتّى أصوغ لك الاسلاك في نسقِ

واسلم ودم وتعالى في مشيد علا

تستنزل الشّهب للإنشا فلم تعق

وقوله مخاطباً بعض أكابر عصره لأمر اقتضى ذلك:

حصل القصد والمنى والمرادُ

واستكانت لمجدك الأضدادُ

أسجد الله في عتابك شوساً

تتّقى الاُسد بأسها والجلادُ

وأذلّت لك الجدود اُناساً

شيد للمجد في رباهم عمادُ

ثمّ جاءت اليك طوعاً وكرهاً

تتهادى حيناً وحيناً تُقادُ

أنت في الشّهب ثاقب لا تسامى

في معاليك حين تثنى الوسادُ

لا تبالي بنازلٍ وملمّ

ولو أنّ الملمّ سبعٌ شدادُ

ساهراً في طلاب كلِّ منيع

عزَّ نيلاً فلم ينله العبادُ

مهره النّفس إن يسمه كميّ

والطريق السّهاد والجسم زادُ

من يجد بالجنان نال مناه

والشّحيح الجنان عنه يُذادُ

لا تنال العُلى بغير العوالي

لا ولا الحمد يكتسيه الجمادُ

أحمد النّاس أنت قولاً وفعلاً

والوفيّ الذّمام والمستجادُ

يا شهاباً بجِدَه حاز جَدّاً

ومقاماً؟ لغيره لا يُشادُ

ماز بيني وبين خدني فدم

ذو سبال يدبّ فيه القرادُ

٣٢٨

ولو أنَّ الّذي تحكّم فينا

ألمعيُّ لقرَّ منّي الفؤادُ

أنكر المارقون فضل « عليّ »

ورماهم إلى الجحيم العنادُ

وحقيقٌ أنّ البلاء قديمٌ

وأهالي الفهوم منه تكادُ

ويولّي الاُمِّيُّ حكم البرايا

والبليغ المقال لا يستفادُ

وولاة الاُمور فينا حيارى

وذوو النّقص لا تزال تزادُ

عادة الدَّهر أن يؤخّر مثلي

وعلى الأصل جاء هذا المفادُ

قال لمن يبتغي التفاضل بيني

ثمَّ بين القضاة: هذا الزّنادُ؟

فاقتبس من زنادهم لك ناراً

أو فدعهم إن لاح منه الرّمادُ

ويح دهر لا يعرف الفرق فيه

بين عَيّ وقائلٍ يُستجادُ

هيِّنٌ ما لقيت ما دمت فينا

ذا عفاف وصحَّ منك الودادُ

وقوله أيضاً:

سلام على الدّار التي قد تباعدت

ودمعي على طول الزّمان سفوحُ

يعزُّ علينا أن تشطّ بنا النّوى

ولي عندكم دون البريّة روحُ

إذا نسمت من جانب الرّمل نفحة

وفيها عرارٌ للغوير وشيحُ

تذكّرتكم والدّمع يستر مقلتي

وقلبي مشوقٌ بالبعاد جريحُ

فقلت ولي من لاعج الوجد زفرة

لها لوعة تغدو بها وتروحُ

: الأهل بعيد الدَّهر ايّامنا التي

نعمنا بها والكاشحون نزوحُ؟

وتوجد ترجمة شاعرنا جمال الدّين في ( خلاصة الأثر ) للمحبيّ ج ٣: ٤٢٠ ٤٢٧ وذكر ما في السّلافة وقال: لقد فحصت عن وفاة صاحب الترجمة فلم أظفر بها وقد علم أنّه كان في سنة اثنتي عشرة وألف موجوداً، وما عاش بعدها كثيراً رحمه الله تعالى.

٣٢٩

القرن الحادي عشر

_ ٩٢ _

أبو محمد ابن الشيخ صنعان

نهج البلاغة روضةٌ ممطورةٌ

بالنور من سبحات وجه الباري

أو حكمةٌ قدسيّةٌ جليت بها

مرآة ذات الله للنظّار

أو نور عرفان تلألا هادياً

للعالمين مناهج الأبرارِ

أو لجّةٌ من رحمة قد أشرقت

بالعلم فهي تموج بالأنوارِ

خطبٌ روت ألفاظها عن لؤلؤ

من مائه بحر المعارف جاريِ

وتهلّلت كلماتها عن جنّة

حفّت من التّوحيد بالنّوارِ

وكأنّها عين اليقين تفجّرت

من فوق عرش الله بالأنهارِ

حكمٌ كأمثال النّجوم تبلّجت

من ضوء ما ضمنت من الأسرارِ

كشف الغطاء بيانها فكأنّها

للسّامعين بصائر الأبصارِ

وترى من الكلم القصار جوامعاً

يغنيك عن سفر من الأسفارِ

لفظٌ يمدُّ من الفؤاد سواده

والقلب منه بياض وجه نهارِ

وجلى عن المعنى السّواد كأنّه

صبحٌ تبلّج صادق الإسفارِ

من كلّ عاقلة الكمال عقيلة

تشتاف فوق مدارك الأفكارِ

عن مثلها عجز البليغ وأعجزت

ببلاغة هي حجّة الإقرارِ

وإذا تأمّلت الكلام رأيته

نطقت به كلمات علم الباريِ

ورأيت بحراً بالحقايق طامياً

من موجه سفن العلوم جواريِ

ورأيت أنّ هناك برّاً شاملاً

وسع الأنام كديمة مدرارِ

ورأيت أنّ هناك عفو سماحة

في قدرة تعلو على الأقدارِ

ورأيت أنّ هناك قدراً ماشياً

عن كبرياء الواحد القهّارِ

٣٣٠

قدر الّذي بصفاته وسماته

ممسوس ذات الله في الآثارِ(١)

مصباح نور الله مشكاة الهدى

فتّاح باب خزائن الأسرارِ

صنو الرّسول وكان أوّل مؤمن

عبد الالـ~ـه كصنوه المختارِ

وبه أقام الله دين نبيّه

وأتمّ نعمته على الأخيارِ(٢)

( الشاعر )

أبو محمّد ابن الشيخ صنعان توجد بخطّه نسخة من ( نهج البلاغة ) للسيّد الشّريف الرَّضي في مكتبة مدرسة سپهسالار بطهران تحت رقم ٣٠٨٥ كتبها سنة ١٠٧٢ وعليها هذا التقريظ، بخطّ ناظمه أبي محمّد، ولم أقف من تاريخ حياته على شيء غير أنّ شعره هذا يُعرب عن قوّته في القريض، وجودته في السَّرد، وتقدّمه في مضمار الأدب، كما أنّه آية في ولائه الخالص للإمام الطّاهر أمير المؤمنينعليه‌السلام .

____________________

١ - اشار إلى ما أخرجه ابو نعيم فى « حلية الاولياء » ١: ٦٨ مرفوعا: لا تسبوا علياً فانه ممسوس فى ذات الله.

٢ - اشار إلى قوله تعالى: اليوم أكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتى. النازل يوم الغدير فى على أمير المؤمنين كما فصلنا القول فيه فى الجزء الاول ص ٢٣٠ - ٢٣ ٨ ط ٢.

٣٣١

شعراء الغدير

في القرن الثاني عشر

٩٣

شيخنا الحر العاملي

المولود ١٠٣٣ والمتوفى ١١٠٤

كيف تحظا بمجدك الأوصياءُ؟

وبه قد توسّل الأنبياءُ

ما لخلق سوى النبيّ وسبطيه

السّعيدين هذه العلياءُ

فبكم آدم استغاث وقد مسّـ

ـته بعد المسرَّة الضرّاءُ

يوم أمسى في الأرض فرداً غريباً

ونأت عنه عرسه حوّاءُ

وبكا نادماً على ما بدا منه

وجهد الصبّ الكئيب البكاءُ

فتلقىّ من ربّه كلمات(١)

شرّفتها من ذكر كم أسماءُ

فاستجيب الدُّعاء منه ولولا

ذكركم ما استجيب منه الدُّعاءُ

ثمَّ يعقوب قد دعا مستجيراً

من بلاء بكم فزال البلاءُ

وأتاه بكم قميص يوسف وارتدَّ

بصيراً وتمّت النّعماءُ

وبكم كان للخليل ابتهالُ

ودعاءٌ لربّه واشتكاءُ

حين ألقاه عصبة الكفر في النّا

ر فما ضرّ جسمه الإلقاءُ

أيُضام الخليل من بعد ما كا

ن إليكم له هوىً التجاءُ؟

وبكم يونس استغاث ونوحٌ

إذ طغا الماء واستجدَّ العناءُ

وبأسماءكم توسّل أيّوب

فزالت عنه بها الأسواءُ

ياله سودداً منيعاً رفيعاً

قد رواه الأعداءُ والأولياءُ

لعليّ مجدٌ غدا دون أد

ناه الثريّا في البعد والجوزاءُ

هو فضلٌ وعصمةٌ و وفاءٌ

وكمالٌ و رأفةٌ و حياءُ

____________________

١ - إشارة إلى ما جاء فى قوله تعالى: فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه من ان الكلمات المتلقاة هى اسماء الاشباح الخمسة راجع ما مرّ فى الجزء السابع ص ٢٩٩ ط

٣٣٢

ولكم نال سودداً لم يبُن كنه

علاه الإنشاد والإنشاءُ؟

والحروف الّتي تركّبت العليا

منها عينٌ ولامٌ وياءُ

كان نوراً محمّد وعليٌّ

في سنا آدم له لألاءُ

أخذ الله كلَّ عهد وميثاق

له إذ بدا سناً وسناءُ

أيّ فخر كفخره والنبيّون

عليهم عهدٌ له وولاءُ؟

وبه يُعرف المنافق إذ كا

نت له في فؤاده بغضاءُ

ولعمري من أوّل الأمر لا تخفى

على ذي البصيرة السّعداءُ

ولدته منزّهاً اُمّه ما

شانه في الولادة الأقذاءُ

داخل الكعبة الشّريفة لم يدن

إليها من الأنام النّساءُ

لاح منه نورٌ فأشرقت الارض

وأرجاؤها به والسّماءُ

كان للدّين في ولادته مثل

أخيه مسرَّةٌ وازدهاءُ

يا له مولداً سعيداً تجلّت

عن محيّاه بهجةٌ غرّاءُ

فهنيئاً به لفاطمة السّعد

الّذي ما له مدىً وانتهاءُ

بل لدين الإسلام من غير شكّ

وارتياب قد كان ذاك الهناءُ

إلى أن قال:

وأتت منه في عليّ نصوصٌ

لم يحم حول ربعها الإحصاءُ

قال فيه: هذا ولييّ وصيّي

وارثي هكذا روى العلماءُ

وزعمتم بأنَّ كلَّ نبيّ

لم يرث منه ماله الأقرباءُ

هو مولى من كان مولاه نصّاً

منه فليترك الهوى والمراءُ

و دعا بعدها دعاءً مجاباً

وبه قد تواتر الأنباءٌ

ويقول فيها:

للمعالي بين الورى يا عليَّ بن

أبي طالب إليك انتهاءُ

وكذا للكمال منك وللسّودد

والمجد والفخار ابتداءُ

للورى لو درى الورى بك من

بعد أخيك الطّهر الأمين اهتداءُ

واجبٌ بالنصوص منه عن الله

وأين المصغي بك الاقتداءُ

ثمّ يوم [ الغدير ] هل كان إلّا

لك دون الأنام ذاك الولاءُ؟

٣٣٣

يوم مات النبيّ كنت إماماً

في العلا لم يساوك النظراءُ

( القصيدة ٤٥٣ بيتاً )

وله يمدح بها

أمير المؤمنينعليه‌السلام وهي من قصايده المحبوكات الطرفين على حروف الهجاء تسع و عشرين قصيدة، كل واحدة منها ٢٩ بيتاً، أسماها [ مهور الحور ] كلّها في مدح أمير المؤمنين:

هو الحبّ لا فيه معين ترجّاه

ولا منقذٌ من جوره تتوخّاهُ

هو الحتف لا يفني المحبّين غيره

ولولاه ما ذاق الورى الحتف لولاهُ

إلى أن قال:

هداية ربّ العالمين قلوبنا

إلى حبِّ من لم يخلق الخلق لولاهُ

هو الجوهر الفرد الذي ليس يرتقي

لأعلى مقامات النبيّين إلّا هو

هلالٌ نما فارتدَّ بدراً فأشرقت

جوانب آفاق العلا بمحيّاهُ

هما علّةٌ للخلق أعني محمّداً

وأوّل مَن لمـّا دعا الخلق لبّاهُ

هوى النجم يبغي داره لا بل ارتقى

إليها فمثوى النجم من دون مثواهُ

هل أختار خير المرسلين مواخياً

سواه فأولا الكمال وآخاهُ؟

هل اختار في يوم [ الغدير ] خليفة

سواه له حتّى على الخلق ولّاهُ؟

هدى لاح من قول النبيّ وليّكم

عليٌّ ومولى كلّ من كنت مولاهُ

هناك أتاه الوحي بلّغ ولا تخف

ومن كلّ ما تخشاه يعصمك اللهُ

هنا لك أبدى المصطفى بعض فضله

وباح بما قد كان للخوف أخفاهُ

وله من المحبوكات الطرفين:

كتمت الهوى والحبّ بالقلب أملك

وأجمل من كتم الغرام التهتّكُ

كواعب أتراب قصدن بحربنا

ولسنا بتوحيد المحبّة نشركُ

كتائب أبطال بهنَّ دماؤنا

جزاءً على حفظ المودّة تسفكُ

يقول فيها:

كرامات مولاي الوصيِّ وولده

أنارت فلا يخفي سناها المشكّكُ

كلام النبيِّ المصطفى حجّة فهل

أجلّ وأعلى منه في الشرع مدركُ؟

كفى قوله يوم [ الغدير ] بانّه

لكلّ الورى مولى فينسى ويتركُ

٣٣٤

كما جاء في التنزيل ليس وليّكم

سواه ومن ذا بعد ذاك يشكّكُ؟

كواكب فضل المرتضى حين أشرقت

لها المجد اُفق فيه تسري وتسلكُ

وله من المحبوكات الطرفين:

عدني ودعني من زيارة بلقع

يا أيّها الحادي لهنَّ بمرجعِ

عذَّ بن جسمي بالنحول ومهجتي

بالهجر واستمطرن صيّب مدمعي

إلى قوله:

عدم المجاري في الكمال لسيّدي

ذي السّودد الأسنا البطين الأنزعِ

عمّ الفضايل حين خصّ برفعة

من ذروة العليا أجلّ وأرفعِ

عجباً لمن فيه يشكّ وقد أتى

خبر [ الغدير ] ونصّه لم يدفعِ

عهد النبيُّ إلى الأنام بفضله

ويلٌ لمنكر فضله ومضيّعِ

عُدَّت فضايله فأعيى حصرها

وغدا حسيراً عنه فكر الألمعي(١)

( الشاعر )

محمّد بن الحسن بن عليّ بن محمّد الحسين بن عبد السلام بن عبد المطلب بن علي ابن عبد الرّسول بن جعفر بن عبد ربّه بن عبد الله بن مرتضى بن صدر الدّين بن نور الدّين ابن صادق بن حجازي بن عبد الواحد بن الميرزا شمس الدّين بن الميرزا حبيب الله بن علي بن معصوم بن موسى ابن جعفر بن الحسن بن فخر الدّين بن عبد السّلام بن الحسين بن نور الدّين بن محمّد بن علي بن يوسف بن مرتضى بن حجازي بن محمّد بن باكير بن الحرّ الرّياحي المستشهد أمام الإمام السَّبط الشّهيد يوم الطفّ سلام الله عليه وعلى أصحابه.

هذا الحرُّ الشّهيد في الطفّ يوم الامام السّبط الطاهر هو مؤسس الشّرف الباذخ لآله الأكارم، الّذين فيهم أعلام الدّين، وأساطين المذهب، وصيارفة الكلام، وقادة الفكر، ونوابغ الخطابة والكتابة، ومهرة الفقه، وأئمَّة الحديث، وحملة الفضل والأدب، وصاغة القريض، وأشهرهم في تلكم الفضائل كلّها شيخنا المترجم له الّذي لا تُنسى مآثره، ولا يأتي الزّمان على حلقات فضله الكثار، فلا تزال متواصلة العُرى ما دام لأياديه المشكورة عند الاُمّة جمعاء أثرٌ خالد، وإنَّ من أعظمها كتاب وسائل الشَيعة

____________________

١ - أخذنا هذه كلها من ديوانه المخطوط بخط يده الشريفة قدس الله روحه.

٣٣٥

في مجلّداتها الضخمة التي تدور عليها رحى الشَّريعة، وهو المصدر الفذّ لفتاوي علماء الطايفة، وإذا ضمّ إليه مستدركه الضّخم الفخم لشيخنا الحجّة النوري(١) المناهز لأصله كمّاً وكيفاً فمرج البحرين يلتقيان، وكان غير واحد من المحقّقين لا يُصدر الفتيا إلّا بعد مراجعة الكتابين معاً. نعم: لأهل الاستنباط النظر في أسانيد ما حواه الكتابان من الأحاديث، وأنت لا تقرأ في المعاجم ترجمةً لشيخنا الحرِّ إلّا وتجد جمل الثّناء على كتابه الحافل ( وسائل الشِّيعة ) مبثوثة فيها، وقد أحسن وأجاد أخوه العلّامة الصّالح في تقريظه بقوله:

هذا كتابٌ علا في الدّين رتبته

قد قصّرت دونها الأخبار والكتبُ

ينير كالشّمس في جوِّ القلوب هدىً

فتنتحي منه عن أبصارنا الحجبُ

هذا صراط الهدى ما ضلّ سالكه

إلى المقامة بل تسمو به الرُّتبُ

إن كان ذا الدّين حقّاً فهو متّبع

حقّاً إلى درجات المنتهى سببُ

فشيخنا المترجم له درَّةٌ على تاج الزَّمن، وغرَّةٌ على جبهة الفضيلة، متى استكنهته تجد له في كلِّ قِدر مغرفة، وبكلِّ فنّ معرفة، ولقد تقاصرت عنه جمل المدح، وزُمر الثّناء، فكأنَّه عاد جثمان العلم، وهيكل الأدب، وشخصيّة الكمال البارزة، وإنَّ من آثاره أو من مآثره تدوينه لأحاديث أئمّة أهل البيت عليهم السّلام في مجلّدات كثيرة، وتأليفه لهم بإثبات إمامتهم، ونشر فضائلهم، والإشادة بذكرهم، وجمع شتات أحكامهم وحِكمهم، ونظم عقود القريض في إطرائهم، وإفراغ سبائك المدح في بوتقة الثّناء عليهم ولقد أبقت له الذّكر الخالد كتبه القيّمة، منها:

١ - ديوان شعره يناهز عشرين ألف بيت في مدح النبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والأئمّة عليهم السّلام.

٢ - كشف التعمية في حكم التسمية، في تسمية الإمام المنتظر.

٣ - نزهة الاسماع في حكم الإجماعِ، في صلاة الجمعة.

٤ بداية الهداية في الواجب والمحرّم المنصوص عليهما.

٥ - رسالةٌ فيها نحو من ألف حديث ردّاً على الصّوفيّة.

٦ - أمل الآمل في علماء جبل عامل وجملة من غيرهم

____________________

١ - راجع ما مر فى هذا الجزء صفحة.

٣٣٦

٧ - إثبات الهداة بالنّصوص والمعجزات مجلّدان يشتمل على أكثر من عشرين ألف حديث.

٨ - تحرير وسائل الشِّيعة وتحبير وسائل الشَّريعة. شرح كتابه الوسائل.

٩ - هداية الاُمَّة إلى أحكام الأئمّة ثلث مجلّدات منتخبة من الوسائل.

١٠ - منظومةٌ في تواريخ النبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والأئمَّة عليهم السّلام.

١١ - فهرست وسائل الشِّيعة الموسوم بـ‍: من لا يحضره الإمام.

١٢ - الصّحيفة الثانية من أدعية الإمام عليّ بن الحسينعليه‌السلام .

١٣ - الفصول المهمَّة في اصول الأئمَّة عليهم السَّلام.

١٤ - الايقاظ من الهجعة بالبرهان على الرّجعة.

١٥ - الجواهر السنيّة في الأحاديث القدسيّة.

١٦ - تنزيه المعصوم عن السَّهو والنسيان.

١٧ - الفوايد الطوسيّة: نحو عشر رسالة.

١٨ - العربيّة العلويّة واللّغة المرويَّة.

١٩ - رسالةٌ في أحوال الصّحابة.

٢٠ - رسالةٌ في تواتر القرآن.

٢١ - رسالةٌ في خلق الكافر.

٢٢ - منظومةٌ في المواريث.

٢٣ - منظومةٌ في الزَّكاة.

٢٤ - منظومةٌ في الهندسة.

٢٥ - رسالةٌ في الرّجال.

قرأ شيخنا الحرّ على أبيه الشّيخ حسن بن علي المتوفّى ١٠٦٢ وعلى

عمّه الشّيخ محمّد بن علي المتوفّى ١٠٨١ وعلى جدّه لاُمّه:

الشّيخ عبد السَّلام بن محمّد الحرّ وعلى خال أبيه:

الشيخ عليّ بن محمود العاملي.وعلى

الشيخ زين الدّين بن محمّد بن الحسن صاحب المعالم، وعلى

٣٣٧

الشّيخ حسين الظهيري. وغيرهم.

يروي بالإجازة(١) عن أبي عبد الله الحسين بن الحسن بن يونس العاملي وعن العلّامة المجلسي، وهو آخر من أجاز له كما ينصّ عليه هو في إجازة له.

ويروي عنه بالإجازة(٢) العلّامة المجلسي، و

الشّيخ محمّد فاضل(٣) بن محمّد مهدي المشهدي و

السيّد نور الدّين بن السيّد نعمة الله الجزائري بالإجازة المؤرّخة بـ‍ ١٠٩٨ و الشّيخ محمود بن عبد السَّلام البحراني كما في المستدرك ٣: ٣٩٠.

ولد في قرية مشغر(٤) ليلة الجمعة ثامن رجب ١٠٣٣ وأقام في بيئة محتده أربعين عاماً، وحجَّ فيها مرّتين، ثمّ سافر إلى العراق فزار الأئمّة عليهم السّلام ثمَّ اتيحت له زيارة الإمام أبي الحسن الرّضاعليه‌السلام ، وقطن ذلك المشهد الطّاهر، وحجَّ في خلال إقامته به مرّتين، وزار أئمّة العراق ايضاً مرّتين، واُعطي شيخوخة الإسلام وحاز منصب القضاء، إلى أن توفّي في يوم الحادي والعشرين من شهر رمضان سنة ١١٠٤ ودفن في الصّحن العتيق الشّريف إلى جنب مدرسة ميرزا جعفر، وقبره معروفٌ يزار قدّس الله سرّه ونوّر ضريحه.

ومن شعره قوله من قصيدة محبوكة الأطراف الأربعة:

فإن تخف في الوصف من إسرافِ

فلذ بمدح السّادة الأشرافِ

فخرٌ لهاشميّ أو منافي

فضلٌ سمى مراتب الآلافِ

فعلمهم للجهل شافٍ كافِ

وفضلهم على الأنام وافِ

فاقوا الورى منتعلاً وحافِ

فضلاً به العدوّ ذو اعترافِ

فهاكه محبوكة الأطراف

فمن غريب ما قفاه قافِ

وله:

كم حازم ليس له مطمعٌ

إلّا من الله كما قد يجبْ

____________________

١ - اجاز له سنة ١٠٥١ وهو اول من اجاز له كما فى اجازات البحار ص ١٦٠.

٢ - اجازته له توجد فى البحار ٢٥: ١٥٩، مؤرخة بسنة ١٠٨٥.

٣ - مؤرخة بـ‍ ١٠٨٥، توجد فى اجازات البحار ص ١٥٨.

٤ - إحدى قرى عاملة.

٣٣٨

لأجل هذا قد غدا رزقه

جميعه من حيث لا يحتسبْ

وله:

ذوات خالٍ خدُّها مشرقُ

نوراً كركن الحجر الأسودِ

كعبة حسن ولها برقعُ

من الحرير المحض والعسجدِ

قد أكسبت كلّ امرئ فتنة

حتّى إمام الحيِّ والمسجدِ

كم هام إذ شاهدها جاهلٌ

بل هام فيها عالم المشهدِ

وله:

لا تكن قانعاً من الدِّين بالدّون

وخذ في عبادة المعبودِ

واجتهد في جهاد نفسك وابذل

في رضى الله غاية المجهودِ

وله في مديح العترة الطاهرة:

قلّما فاخروا سواهم وحاشا

ذهباً أن يفاخر الفخّارا

وأرى قولنا: الأئمّة خيرٌ

من فلانٍ ومن فلانٍ عارا

إنّما سبقهم لبكر وعمرو

مثل ما يسبق الجواد الحمارا

إنّني ذو براعةٍ وإقتدارٍ

جاوز الحدَّ في الأنام اشتهارا

وإذا رمتُ وصف أدنى عُلاهم

لا أرى لي براعةً واقتدارا

وله من قصيدة ثمانين بيتاً خالية من الألف في مدح العترة عليهم السّلام:

وليّي عليٌّ حيث كنت وليّه

ومخلصه بل عبد عبد لعبدهِ

لعمرك قلبي مغرَمٌ بمحبّتي

له طول عمري ثمّ بعدُ لولدهِ

وهم مهجتي هم منيتي هم ذخيرتي

وقلبي بحبيّهم مصيبٌ لرشدهِ

وكلُّ كبير منهمُ شمس منبر

وكلُّ صغير منهمُ شمس مهدهِ

وكلُّ كميّ منهمُ ليث حربه

وكلُّ كريم منهمُ غيث وهدهِ

بذلت له جهدي بمدح مهذّب

بليغ ومثلي حسبه بذل جهدهِ

وكلّفت فكري حذف حرف مقدَّم

على كلِّ حرف عند مدحي لمجدهِ

وله من قصيدة:

____________________

١ - الفخّار: الخزف.

٣٣٩

أنا حرٌّ لكن كرقّ لخودٍ(١)

سلبتني سكينةً و وقارا

كلّ حسن من الحرائر لا

بل من إماء يستعبد الأحرارا

وهوى المجد والملاح وأهل الـ

ـبيت في القلب لم يدع لي قرارا

راجع أمل الآمل ٤٤٨، إجازات البحار ١٢٦، ١٥٨، ١٥٩، سلافة العصر ٣٦٧، لؤلؤة البحرين، روضات الجنّات ص ٥٤٤، مستدرك الوسائل ٣: ٣٩٠، سفينة البحار ١ ص ٢٤٢، الفوائد الرَّضويّة ٢: ٤٧٣، شهداء الفضيلة ٢١٠ وفيه تراجم جمع من رجالات هذه الاُسرة الكريمة وأعلام بيت الحرّ الفطاحل.

____________________

١ - الخود: المرأة الشابّة.

٣٤٠

القرن الثاني عشر

٩٤

الشيخ أحمد البلادى

ناد الأحبّة إن مررت بدورها

واشهد مطالع نيّرات بدورها

كم قد بدت وبها انجلت ظلم الدّجى

ولطالما بزغت بوازغ نورها؟

أنست بها أرض الطّفوف وأقفرت

منها الدّيار وليس غير يسيرها

غربت بعرصة كربلا فانهض لها

واقر السّلام على جناب مزورها

وانثر بتربتها الدّموع تفجّعاً

لقتيلها فوق الثّرى وعفيرها

أكرم بها من تربة قدسيّة

قد بالغ الجبّار في تطهيرها

يا تربةً من حولها الأملاك ما

زالت تشمُّ لمسكها وعبيرها؟

يا تربةً حفت بها القوم الاُولى

فازوا بلثمهم لترب قبورها؟

قد ضمّنت جسد الحسين ومن به

فتكت اُميّة بعد أمر أميرها

فأزالت الإسلام عن برحائها

وأطاعت الشّيطان في تدبيرها

وتسرَّجت خيل الضّلال فأخّرت

غير الأخير وقدّمت لأخيرها

ونست عهوداً بالحمى سلفت ولن

تعبأ بنص نبيّها ونذيرها

يا للرّجال لاُمّة ملعونة

لم يكفها ما كان يوم غديرها

بئس العصابة من بغت وتنكّبت

عن دينها وتسارعت لفجورها

القصيدة وهي ٦٨ بيتاً

( الشاعر )

الشّيخ أحمد بن حاجي البلادي، عالمٌ فاضلٌ أديب، من شعراء أهل البيت ومادحيهم، له مراثي كثيرة وقد يقال: إنَّ له ألف قصيدة في رثاء الإمام السّبط الشّهيد الحسينعليه‌السلام دوّنها في مجلّدين، قد ذكر الشّيخ لطف الله الجد حفصي عدَّة قصايد من

٣٤١

حسينيّاته في مجموعة له وقفنا على نسخ منها بخطّه، وأخذنا منها ما ذكرناه، وله في التاريخ يدٌ غير قصيرة وكان من أجداد صاحب [ أنوار البدرين ] وتوجد في الأنوار ترجمته ويظهر منه انّه توفّي في أوائل القرن الثاني عشر.

القرن الثاني عشر

٩٥

شمس الادب اليمني

المتوفى ١١١٩

سلا إن جزتما بالرَّكب طيّا

فؤاداً قد طواه الحبّ طيّا

وإلّا فاسألا أين استقلّت

حداة العيس إذ رحلوا عشيّا؟

فلولا تلكم الأهداب نَبل

لما كانت حواجبها قسيّا

لعمر أبيك ما شغفي بهند

ولا ما قلت من غزل بميّا

ولن اهدى قويم النّهد إلا

إذا ما كان نهداً أعوجيّا

وأسمر ذابل الأعطاف لدناً

وأسمو مشبهاً عزمي مضيّاً

ولن أصببو إلى أوقات لهو

وقد أصبحت عن لهوي نحيّا

وما زهر الرّياض أمال طرفي

وإن قد صار مطلوبا نديّا

إلى أن قال:

إذا ما الربق سلَّ عليه سيفاً

رأيت له الغدير السّابريّا

على ذاك الغدير غدير دمعي

جرا من أجلهم بحراً أذيّا

غديرٌ طاب لي ذكراه شوقاً

إلى من ذكره يروي الصديّا

غديرٌ قد قضى المختار فيه

ولايته وألبسها عليّاً

وقام على الأنام بذا خطيباً

وذاك اليوم سمّاه الوصيّا

وإنّي تاركٌ فيكم حديثاً

لقد تركوه ظهريّاً نسيّا

فمن أهل السقيفة ليس يلقى

فتىً عن قتل أبناه بريّا

٣٤٢

فهم سببٌ لسفك دماء زيد

ويحيى والّذي حلّ الغريّا

فلولا سلّ سيف البغي منهم

ونكث العهد لا تلقى عصيّا

أبا الحسنين أرجو منك نهلاً

من الحوض الّذي يروي الظميّا

إذا ما جئت يوم الحشر في من

غدا بالبعث بعد الموت حيّا(١)

( ألشاعر )

ألسيّد شمس الأدب أحمد بن أحمد بن محمّد الحسني الأنسي(٢) أحد أعيان اليمن و اُدبائها الأفاضل، ولم يبرح لها كذلك، إلى أن غضب عليه الإمام المهدي لدين الله وأمر بتسييره إلى ( زيلع ) وهي جزيرة في أوّل الحبشة، فحبس بها حتّى توفّي سنة ١١١٩.

____________________

١ - اخذناها من نسمة السّحر ج ١ يمدح بها المؤيد بالله محمد بن المتوكل اليمنى.

٢ - مرّ بيانها فى ترجمة والد المترجم له السيد احمد.

٣٤٣

القرن الثاني عشر

٩٦

السيد علي خان المدني

المولود ١٠٥٢

المتوفى ١١٢٠

سفرت اُميمة ليلة النّفر

كالبدر أو أبهى من البدرِ

نزلت منى ترمي الجمار وقد

رمت القلوب هناك بالجمرِ

وتنسّكت تبغي الثواب وهل

في قتل ضيف الله من أجرِ

إن حاولت أجراً فقد كسبت

بالحجّ أصنافاً من الوزرِ؟

نحرت لواحظها الحجيج كما

نحر الحجيج بهيمة النَّحرِ

ترمي وما تدري بما سفكت

منها اللّواحظ من دم هدرِ

الله لي من حبِّ غانية

ترمي الحشا من حيث لا تدري

بيضاء من كعب وكم منعت

كعب لها من كاعبٍ بكر؟

زعمت سلوّي وهي سالية

كلّا وربّ البيت والحجرِ

ما قلبها قلبي فأسلوها

يوماً ولا من أمرها أمرى

أبكي وتضحك إن شكوت لها

حرّ الصّدود ولوعة الهجرِ

وعلى وفور ثراي لي ولها

ذلّ الفقير وعزّة المثري

لم يبق منّي حبّها جلداً

إلّا الحنين ولاعج الذّكرِ

ويزيد غلي الماء ما ذكرت

والماء يثلج غلّة الصَّدرِ

قد ضلّ طالب غادة حميت

في قومها بالبيض والسّمرِ

ومؤنّبٌ في حبّها سفهاً

نهنهته عن منطق الهجرِ

يزداد وجدي عن سلامته

فكأنَّه بملامه يغري

لا يكذبنّ الحبّ أليق بي

وبشيمتي من سبّة الغدر

٣٤٤

هيهات يأبى الغدر لي نسبٌ

اُعزى به لعليِّ الطّهرِ

خير الورى بعد الرَّسول ومن

حاز العلا بمجامع الفخرِ

صنو النبيِّ وزوج بضعته

وأمينه في السرِّ والجهرِ

إن تنكر الأعداء رتبته

شهدت بها الآيات في الذِّكرِ

شكرت حُنين له مساعيه

فيها وفي اُحدٍ وفي بدرِ

سل عنه خيبر يوم نازلها

تنبيك عن خَبرِ وعن خُبرِ

من هدَّ منها بابها بيدِ

ورمى بها في مهمه قفرِ؟

واسئل برائة حين رتّلها

من ردّ حاملها أبا بكرِ؟

والطّير إذ يدعو النبيُّ له

من جائه يسعى بلا نذرِ؟

والشّمس إذا أفلت لمن رجعت

كيما يقيم فريضة العصرِ؟

وفراش أحمد حين همّ به

جمع الطغاة وعصبة الكفرِ

من بات فيه يقيه محتسباً

من غير ما خوفٍ ولا ذعرِ؟

والكعبة الغرّاء حين رمى

من فوقها الأصنام بالكسرِ

من راح يرفعه ليصدعها

خير الورى منه على الظّهرِ؟

والقوم من أروى غليلهمُ

إذ يجأرون بمهمهٍ قفرِ؟

والصَّخرة الصمّاء حوَّلها

عن نهر ماءٍ تحتها يجري

والناكثين غداة أمّهمِ

من ردّ اُمّهمُ بلا نكرِ

والقاسطين وقد أضلّهمُ

غيُّ ابن هند وخِدنه عمروِ

من فلَّ جيشهمُ علا مضض

حتّى نجوا بخدايع المكرِ؟

والمارقين مَن استباحهمُ

قتلاً فلم يفلت سوى عشرِ؟

و [ غدير خمّ ] وهو أعظمها

مَن نال فيه ولاية الأمرِ؟

واذكر مباهلة النبيِّ به

وبزوجه وابنيه للنفرَ

وقرأ( وَ أَنْفُسَنَا وَ أَنْفُسَکُمْ ) (١)

فكفى بها فخراً مدى الدّهرِ

هذي المفاخر والمكارم لا

قعبان من لبنٍ ولا خمرِ؟(٢)

____________________

١ - سورة آل عمران آية ٦١.

٢ - أخذناها من ديوانه المخطوط تناهز ٦١ بيتاً.

٣٤٥

وله في مدح الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام قوله في ديوانه المخطوط:

أمير المؤمنين فدتك نفسي

لنا من شأنك العجب العجابُ

تولّاك الاولى سعدوا ففازوا

وناواك الّذين شقوا فخابوا

ولو علم الورى ما أنت أضحوا

لوجهك ساجدين ولم يحابوا

يمين الله لو كُشف المغطّى

و وجه الله لو رُفع الحجابُ

خفيت عن العيون وأنت شمسٌ

سمت عن أن يجلّلها سحابُ

وليس على الصَّباح إذا تجلّى

ولم يبصره أعمى العين عابُ

لسرٍّ ما دعاك أبا تراب

محمّدن النبيُّ المستطابُ

فكان لكلِّ من هو من تراب

إليك وأنت علّته انتسابُ

فلولا أنت لم يُخلق سماءٌ

ولولا أنت لم يُخلق ترابُ

وفيك وفي ولائك يوم حشر

يُعاقب من يُعاقب أو يُثابُ

بفضلك أفصحت تورية موسى

وإنجيل بن مريم والكتابُ

فيا عجباً لمن ناواك قدماً

ومن قوم لدعوتهم أجابوا

أزاغوا عن صراط الحقَّ عمداً

فضلّوا عنك أم خفي الصّوابُ؟

أم ارتابوا بما لا ريب فيه

وهل في الحقِّ إذ صُدع ارتيابُ؟

وهل لسواك بعد ( غدير خمّ )

نصيبٌ في الخلافة أو نصابُ؟

ألم يجعلك مولاهم فذلّت

على رغم هناك لك الرّقابُ؟

فلم يطمح إليها هاشميٌّ

وإن أضحى له الحسب اللّبابُ؟

فمن تيم بن مرّة أو عديّ؟

وهم سيّان إن حضروا وغابوا

لئن جحدوك حقّك عن شقاءٍ؟

فبالأشقين ما حلّ العقابُ؟

فكم سفهت عليك حلوم قومٍ

فكنت البدر تنبحه الكلابُ؟

( الشاعر )

صدر الدّين السيّد علي خان المدني الشيرازي ابن نظام الدّين أحمد بن محمّد معصوم بن أحمد نظام الدّين ابن إبراهيم بن سلام بن مسعود عماد الدّين بن محمّد صدر الدّين بن

٣٤٦

منصور غياث الدّين بن محمّد صدر الدّين بن إبراهيم شرف الله بن محمّد صدر الدّين بن اسحاق عزّ الدّين بن علي ضياء الدّين بن عربشاه فخر الدّين ابن الأمير عزّ الدّين أبي المكارم ابن الأمير خطير الدّين بن الحسن شرف الدّين أبي علي ابن الحسين أبي جعفر العزيزي ابن علي أبي سعيد النصيبيني ابن زيد الأعشم(١) أبي إبراهيم بن علي بن الحسين [ أبي شجاع الزّاهد ] بن [ محمّد ] أبي جعفر ابن عليّ بن الحسين بن جعفر أبي عبد الله ابن احمد نصير الدّين السكين النقيب ابن جعفر أبي عبد الله الشّاعر ابن محمّد أبي جعفر ابن محمّد بن زيد الشّهيد ابن الإمام السجّاد زين العابدينعليه‌السلام (٢) .

من اُسرة كريمة طنّب سرادقها بالعلم والشَّرف والسّودد، ومن شجرة طيّبة أصلها ثابتٌ وفرعها في السَّماء تؤتي اُكلها كلّ حين، اعترقت شجونها في أقطار الدّنيا من الحجاز إلى العراق إلى إيران، وهي مثمرةٌ يانعةٌ حتّى اليوم، يستبهج النّاظر إليها بثمرها وينعه، وأوّل من انتقل من رجال هذه العائلة إلى شيراز علي أبو سعيد النصيبيني وأوّل من غادر شيراز إلى مكّة المعظّمة السيّد محمّد معصوم، وذلك بعد انتقال عمّه ختنه الأمير نصير الدّين حسين إليها كما في [ سلوة الغريب ] لصاحب الترجمة.

وشاعرنا صدر الدّين من ذخاير الدّهر، وحسنات العالم كلّه، ومن عباقرة الدّنيا، فنّيّ كلّ فنّ، والعلَم الهادي لكلِّ فضيلة، يحقُّ للاُمَّة جمعاء أن تتباهى بمثله ويخصّ الشيعة الابتهاج بفضله الباهر، وسودده الطّاهر، وشرفه المعلّى، ومجده الأثيل، والواقف على آيات براعته، وسور نبوغه - ألا وهو كلّ كتاب خطّه قلمه، أو قريض نطق به فمه - لا يجد مُلتحداً عن الإذعان بإمامته في كلّ تلكم المناحي، ضع يدك على أيِّ سفر قيّم من نفثات يراعه، تجده حافلاً ببرهان هذه الدَّعوى، كافلاً لإثباتها بالزبر والبيّنات وإليك أسمائها:

١ - رياض السّالكين في شرح الصَّحيفة الكاملة السجّاديّة، كتابٌ قيّم يطفح العلم من جوانبه، وتتدفّق الفضيلة بين دفّتيه، فإذا أسمت فيه سرح اللّحظ فلا يقف

____________________

١ - فى شرح الصحيفة ص ١٧: الاغشم. بالمعجمتين.

٢ - أخذنا النسب من كتاب ( سلوة الغريب ) للمترجم له وأضفنا إليه أخذاً من المصادر الوثيقة كلمتين جعلناهما بين القويسين. ففى حلقات السلسلة المذكورة في شرح الصحيفة للسيد سقط كما لا يخفى.

٣٤٧

إلّا على خزائن من العلم والأدب موصدة أبوابها، أو مخابئ من دقائق ورقائق لم يهتد إليها أيّ ألمعي غير مؤلّفه الشّريف المبجّل.

٢ - نغمة الاغان في عشرة الإخوان. اُرجوزةٌ ذكرت برمّتها في كشكول شيخنا صاحب « الحدايق » المطبوع بالهند.

٣ - رسالةٌ في المسلسلة بالآباء، شرح فيها الأحاديث الخمسة المسلسلة بآبائه فرغ منها سنة ١١٠٩.

٤ - سلوة الغريب واُسوة الأديب، في رحلته إلى حيدر آباد.

٥ - أنوار الرَّبيع في أنواع البديع في شرح قصيدته البديعيّة.

٦ - الكلم الطيّب والغيث الصيّب في الأدعية المأثورة.

٧ - الحدايق النديّة في شرح الصّمديّة لشيخنا البهائيّ.

٨ - ملحقات السّلافة مشحونةٌ بكلّ ادب وظرافة.

٩ - شرحان ايضاً على الصّمديّة: المتوسّط والصّغير.

١٠ - رسالةٌ في أغاليط الفيروز آبادي في القاموس.

١١ - موضع الرّشاد في شرح الإرشاد، في النّحو.

١٢ - سلافة العصر في محاسن أعيان عصره.

١٣ - الدّرجات الرفيعة في طبقات الشّيعة.

١٤ - التذكرة في الفوائد النّادرة.

١٥ - المخلاة في المحاضرات.

١٦ - الزّهرة في النحو.

١٧ - الطراز في اللّغة.

١٨ - ديوان شعره. وله شعرٌ كثيرٌ لا يوجد في ديوانه السّائر الدائر، منه تخميسه ميميّة شرف الدّين البوصيري(١) الشّهيرة بالبردة أوّلها مخمّساً:

يا ساهر اللّيل يرعى النّجم في الظلمِ

وناحل الجسم من وجدٍ ومن ألمِ

ما بال جفنك يذرو الدّمع كالغيمِ؟

أمِن تذكّر جيرانٍ بذي سلمِ

____________________

١ - ابو عبد الله محمد بن سعيد المولود سنة ٦٠٨ والمتوفى ٤ / ٦ / ٦٩٧.

٣٤٨

مزجت دمعاً جرى من مقلة بدمِ؟!

أخذ العلم عن لفيف من أعلام الدّين وأساطين الفضيلة، وتضلّعه من العلوم يومي إلى كثرة مشايخه في الأخذ والقرائة، يروي عن اُستاده الشّيخ جعفر بن كمال الدّين البحراني المتوفّى ١٠٩١(١) وعن السيّد والده المقدّس نظام الدّين أحمد، والعلامة المجلسي صاحب البحار بالإجازة، كما أنَّ العلّامة المجلسي روى عنه، ويروي عن الشّيخ علي بن فخر الدّين محمّد بن الشّيخ حسن صاحب ( المعالم ) ابن الشَّهيد الثاني المتوفّى ١١٠٤.

ويروي عنه السيّد الأمير محمّد حسين بن الأمير محمّد صالح الخاتون آبادي المتوفّى ١١٥١، والشّيخ باقر بن المولى محمّد حسين المكّي كما في الإجازة الكبيرة للسيّد الجزائري.

ولادته ونشأته:

ولد سيّدنا المدني بالمدينة المنوّرة ليلة السّبت ١٥ جمادى الاولى سنة ١٠٥٢، واشتغل بالعلم إلى أن هاجر إلى حيدر آباد الهند سنة ١٠٦٨، وشرع بها في تأليف [ سلافة العصر ] سنة ١٠٨١، وأقام بالهند ثمان وأربعين سنة كما ذكره معاصره في [ نسمة السّحر ] وكان في حضانة والده الطاهر إلى أن توفّي أبوه سنة ١٠٨٦(٢) فانتقل إلى [ برهان پور ] عند السّلطان اورنك زيب، وجعله رئيساً على ألف وثلاثمائة فارس، وأعطاه لقب ( خان ) ولمـّا ذهب السّلطان إلى بلد [ أحمد نكر ] جعله حارساً [ لأورنك آباد ] فأقام فيه مدَّة، ثمّ جعله والياً على « لاهور » وتوابعه، ثمَّ ولي ديوان [ برهانپور ] واشغل هناك منصّة الزّعامة مدَّة سنين، وكان بعسكر ملك الهند سنة ١١١٤، ثمَّ استعفى وحجَّ وزار مشهد الرّضاعليه‌السلام وورد إصفهان في عهد السّلطان حسين سنة ١١١٧، وأقام بها سنين ثمَّ عادها إلى شيراز، وحطَّ بها عصى السّير زعيماً مدرّساً مفيداً، وتوفّي بها في ذيقعدة الحرام سنة ١١٢٠، ودفن بحرم الشاه چراغ أحمد بن الإمام موسى بن جعفر سلام الله عليه عند جده غياث الدّين المنصور صاحب المدرسة المنصوريّة.

____________________

١ - ذكر شيخنا البحرانى صاحب « الحدائق » في تاريخ وفاته ( ١٠٨٨ ).

٢ - ذكر شيخنا النورى فى « المستدرك، ١٠٦٦ وفيه تصحيف.

٣٤٩

قال صاحب ( رياض العلماء ): انّه توفّي سنة ١١١٨، وفي [ سفينة البحار ] ١١١٩، وفي [ آداب اللّغة ] ١١٠٤، والّذي اختاره مشايخنا من سنة ١١٢٠ هو المعتضد بأنَّ المترجم له نفسه نصَّ على قدومه إلى اصبهان سنة ١١١٧، وقال الشّيخ علي الحزين في ( التذكرة ): إنّي أدركته بها سنين.

توجد ترجمته في أمل الآمل، رياض العلماء، نسمة السّحر ج ٢، تذكرة الشّيخ علي الحزين، السّوانح له ايضاً، نشوة السّلافة لابن بشارة، رياض الجنّة للزنوزي، تتميم أمل الآمل للسيّد ابن شبانة، نجوم السّماء ص ١٧٦، روضات الجنّات ص ٤١٢، المستدرك ٣: ٣٨٦، سفينة البحار ٢: ٢٤٥، معجم المطبوعات ص ٢٤٤، آداب اللّغة العربيّة ٣: ٢٨٥، مجلّة المرشد العراقي ١: ١٩٧، وفي غير واحد من أعداد ( المرشد ) نُشر شطرٌ من شعره.

ومن غرر شعر شاعرنا المدني قوله يمدح به أمير المؤمنينعليه‌السلام لمـّا ورد إلى النجف الأشرف مع جمع من حجّاج بيت الله:

يا صاح! هذا المشهد الأقدسُ

قرَّت به الأعين والأنفسُ

والنّجف الأشرف بانت لنا

أعلامه والمعهد الأنفسُ

والقبَّة البيضاء قد أشرقت

ينجاب عن لألائها الحندسُ

حضرة قدسٍ لم ينل فضلها

لا المسجد الأقصى ولا المقدسُ

حلّت بمن حلّ بها رتبة

يقصر عنها الفلك الأطلسُ

تودّ لو كانت حصا أرضها

شهب الدّجى والكنّس الخنسُ(١)

وتحسد الأقدام منّا على

السّعي إلى أعتابها الأرؤسُ

فقف بها والثم ثرى تربها

فهي المقام الأطهر الأقدس

وقل: صلاةٌ وسلامٌ على

من طاب منها الأصل والمغرسُ

خليفة الله العظيم الّذي

من ضوئه نور الهدى يقبسُ

نفس النّبي المصطفى أحمد

وصنوه والسيّد الأرؤسُ

العلَم العيلم بحر النّدا

وبرّه والعالم النّقرسُ(٢)

____________________

١ - النجوم كلها والسيارات منها.

٢ - النقرس: الطبيب الماهر المدقق.

٣٥٠

فليلنا من نوره مقمرٌ

ويومنا من ضوءه مشمسُ

اُقسم بالله وآياته

أليّة تنجي ولا تغمسُ

إنّ عليّ بن أبي طالب

منار دين الله لا يطمسُ

ومن حباه الله أنبآء ما

في كتبه فهو لها فهرسُ

أحاط بالعلم الّذي لم يحط

بمثله بليا ولا هرمسُ(١)

لولاه لم تخلق سماءٌ ولا

أرضٌ ولا نعمى ولا ابؤسُ

ولا عفى الرّحمن عن آدم

ولا نجا من حوته يونسُ

هذا أمير المؤمنين الّذي

شرايع الله به تحرسُ

وحجّة الله الّتي نورها

كالصُّبح لا يخفى ولا يبلسُ

تالله لا يجحدها جاحدٌ

إلّا امرءٌ في غيّه مركسُ

المعلن الحقّ بلا خشية

حيث خطيب القوم لا ينبسُ

والمقحم الخيل وطيس الوغى

إذا تناهى البطل الأحرسُ

جلبابه يوم الفخار التّقى

لا الطيلسان الخزّ والبرنسُ(٢)

يرفل من تقواه في حلّة

يحسدها الدّيباج والسّندسُ

يا خيرة الله الّذي خيره

يشكره النّاطق والأخرسُ

عبدك قد أمّك مستوحشاً

من ذنبه للعفو يستأنسُ

يطوي إليك البحر والبرّ لا

يوحشه شيءٌ ولا يونسُ

طوراً على فلك به سابح

وتارةً تسري به عِرمسُ(٣)

في كلّ هيماء يرى شوكها

كأنَّه الرّيحان والنرجسُ

حتى أتى بابك مستبشراً

ومن أتى بابك لا ييأسُ

أدعوك يا مولى الورى موقناً

انَّ دعائي عنك لا يحبسُ

____________________

١ - الهرامسة ثلاثة: هرمس الاول وهو عند العرب ادريس، وعند العبرانيين اخنوخ وهو اول من درس الكتب ونظر فى العلوم وانزل الله عليه صحائف. هرمس الثاني كان بعد الطوفان، كان بارعاً في علم الطب والفلسفة. هرمس الثالث. سكن مصر وكان بعد الطوفان، وكان طبيباً فيلسوفاً عالماً.

٢ - البرنس: قلنسوة طويلة كانت تلبس في صدر الاسلام.

٣ - العرمس: الناقة الصلبة الشديدة.

٣٥١

فنجِّني من خطب دهرٍ غدا

للجسم منّي أبداً ينهسُ(١)

هذا ولولا أملي فيك لم

يقرّ بي مثوىً ولا مجلسُ

صلّى عليك الله من سيِّد

مولاه في الدّارين لا يوكسُ(٢)

ما غرّدت ورقاء في روضة

وما زهت أغصانها الميّسُ

كلمة المترجم له حول نسبه

قال في ( سلوة الغريب ): فائدةٌ سنيّة تتعلّق بنسبنا أحببت التنبيه عليها بأنجز الكلام اليها، وهي انّي قرأت على ظهر كتاب من كتب الوالد بخطّ السيّد صدر الدّين محمّد الواعظ بن منصور غياث الدّين بن محمّد صدر الدّين بن منصور غياث الدّين جدّنا المذكور في عمود النسب: إنَّ أبا الحسن وأبا زيد عليّ بن محمّد الخطيب الحِمّاني(٣) ابن جعفر أبي عبد الله الشّاعر أحد أجدادنا قال: وهو جدِّي. وأدخله في النسب هكذا قال: فأنا صدر الدّين محمّد الواعظ بن ناصر الشّريعة منصور بن محمّد صدر الدّين بن منصور غياث الدّين بن محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن إسحاق بن علي بن عربشاه بن أمير أنبه بن أميرى بن الحسن بن الحسين العزيزي بن علي النصيبيني بن زيد الأعثم بن علي هذا المحكي عنه يعني الحِمّاني ابن محمّد بن جعفر بن محمّد بن محمّد بن زيد الشّهيد بن علي بن أبي طالب عليهم السّلام.

هذا كلامه وأقول: ليس عليّ بن محمّد الحمّاني هذا داخلاً في عمود نسبنا بل ينتهي نسبه إلى زيد الشَّهيد هكذا، هو عليّ بن محمّد الخطيب بن جعفر بن عبد الله الشّاعر الّذي هو أحد أجدادنا بن محمّد بن محمّد بن زيد الشّهيد.

وانّما أوقع السيّد صدر الدّين في هذا الغلط تشابه الأسماء فإنَّ جعفراً جدّ السيّد علي الحمّاني المذكور الّذي توهّم صدر الدّين انّه ابن أحمد السكّين هو أبو أحمد السكّين لكن اشتبه عليه بابنه فإنَّ ابنه ايضاً اسمه جعفر كما مرّ في النسب، ويتّضح ذلك بانّ محمّد بن زيد الشّهيد وهو أصغر بني أبيه له عدّة بنين منهم محمّد ابنه والعقب

____________________

١ - نهس: اخذ بمقدم اسنانه: نهست الحية. نهشت. نهس الكلب: قبض بالفم.

٢ - وكس: نقص. ووكس وأوكس: خسر.

٣ - اسلفنا ترجمته فى الجزء الثالث ص ٥٧ - ٦٩ ط ٢

٣٥٢

منه في أبي عبد الله جعفر الشّاعر وحده، فأعقب أبو عبد الله جعفر هذا من ثلاثة بنين: محمّد الخطيب الّذي هو أبو السيّد الحمّاني. وأحمد السكّين الّذي هو جدّنا. والقاسم، فيكون السيّد علي الحمّاني ابن أخي أحمد السكّين لا ابن إبنه، فأحمد السكّين عمّه لا جدّه. و ايضاً ما تمَّ للسيّد صدر الدين إدخال السيّد علي الحمّاني في النسب حتّى أسقط منه أبا الحسن عليّا الّذي هو بين أبي جعفر محمّد وبين جعفر بن أحمد السكّين، وهو غلطٌ فاحشٌ، ولقد مرَّ على ذلك برحةُ من الزّمن ولم ينبّه له أحدٌ من أجدادنا.

٣٥٣

القرن الثاني عشر

٩٧

الشيخ عبد الرضا المقرى الكاظمى

المتوفى حدود ١١٢٠

_ ١ _

وقفت دون سعيك الأنبياءُ

فلتطل مفخراً بك الأوصياءُ

وعن الأنبياء فضلاً عليك

الله أثنى فحبّذا الإثناءُ

وإذا لم يكن سوى آية التّط

ـ هير فيكم لكان فيها اكتفاءُ

كنت نوراً وليس كون ولا

آدم بل ليس كان طينٌ وماءُ

أنت عين اليقين سلطان موسى

والعصى منه واليد البيضاءُ

وسنا النّار حين آنسها من

جانب الطّور إذ بدا اللألاءُ

روح قدس به تأيّد عيسى

ولأمواته به إحياءُ

أنت لو لم تكن لما عُبد الله

ولا للأنام كان اهتداءُ

إلى أن يقول:

فأضاعوا وصيّةً « يوم خمّ »

بعليّ وصّى وهم شهداءٌ

عن لسان الرّوح الأمين عن الله

تعالى ألا له الآلاءُ

بعليّ بلّغ وإلّا فما بلّغـ

ـ ت والله من عداك وقاءُ

بعد ما بخبخوا وقالوا لقد أصبحـ

ـ ت مولاً لنا وصحَّ الولاءُ

وأتى النصّ فيه: اليوم اكملت

لكم دينكم وحقَّ الهناءُ

ثمَّ قالوا: بأنّ أحمد لم يو

ص وهذا منهم عليه افتراءُ

وروى من يمت ولم يوص قدما

ت موتة جاهليّة العلماءُ

ويلهم جهّلوا النبيّ وقالوا

عنه ما لم يقل وبالإفك جاؤا

ما نجيب اليهود يوماً إذا احتجّوا

علينا؟ أليس فيكم حياءُ؟

٣٥٤

إنَّ موسى في القوم وصّى وقد غا

ب وطاها يقضي ولا ايصاءُ

حيث قال اخلفني لهرون في القو

م و بالأهل تسعد الخلفاءُ

والنبيُّ الكريم قد ترك القو

م سُداً بعده وهذا هذاءُ

وهو بالمؤمنين كان رؤفاً

وعلى كلّهم له اسداءُ

ما عليه أن لو على واحد نصَّ

وفيما يختاره الإرتضاءُ؟

وهو أدرى بمن لها كان أهلاً

وله في نصح الأنام اعتناءُ

وإذا ما قد مات راعي غُنيما

ت فترك الايصاء عنه عياءُ(١)

هذه القصيدة توجد في ديوان شاعرنا وهي تبلغ ثلثمائة وأربعة وثمانين بيتاً، أخذنا منها ما ذكرناه، يمدح بها أمير المؤمنينعليه‌السلام ويستدلّ فيها على إمامته بحجج قويّة، و يتخلّص إلى رثاء الإمام السبّط الشَّهيد صلوات الله عليه، وله من قصيدة يمدح بها أمير المؤمنين سلام الله عليه.

_ ٢ _

درّ حقيقيّ حباب العقارْ

فلا تخاطر في المجازي البحارْ

فقم ففي مجلسنا قد سعى

ساقٍ صغير بكؤس كبارْ

تقول عيناه لعشّاقه:

من سيف اجفاني الحذار الحذارْ

واخفض جناح العيش في قهوة

للهمّ عمّن قد حساها نفارْ

للرّوح روحٌ فإذا قرّبت

من حجر حدّث صمّ الحجارْ

تطفئ نار الهمِّ منّا وفي

الكاسات منها مستطيراً شرارْ

إن قتلت منّا عقولاً فعن

والدها كان لها أخذ ثارْ

من كفّ ألمى(٢) ماجلا حسنه

إلّا وبان العقل واللبّ طارْ

حمراء أعدا لونها كأسها

تخالها من غير كأس تدارْ

قوامه يطعن طعن القنا

وفتك ماضي لحظه واقتدارْ

و ردفه يشرح لي ثقله

وخصره يسند لي الإختصارْ

____________________

١ - الى هذه البرهنة العقلية استند القوم فى استخلاف عمر كما فصلنا القول فيه فى الجزء السابع ص ١٣٢، ١٣٣.

٢ - الالمى: الذى بشفته لمى. غلام ألمى: بارد الريق.

٣٥٥

قد علّم الفتك اُسود الشّرى

وعلّم الغزلان كيف النّفارْ

عجبت من حمرة خدّيه إن

بدت لعينيّ علا في اصفرارْ

كأنَّما قد صيغ من فضّة

سالفة(١) والخدّ منّي نضارْ

لي روضة غنّاء من وجهه

ولحظه ساقٍ وفيه عقارْ

خدٌّ وثغرٌ مقلةٌ وجنةٌ

وردٌ اقاحٌ نرجسٌ جلّنارْ

له على عشّاقه نصرة

بفاتر منه أرى الإنكسارْ

في خدِّه ماءٌ ونارٌ وما

بالمآء للنّار عهدنا استعارْ

تثبت عيناي به لم تزل

فلم تحل عنه يميناً يسارْ

كأنّما تلك له قربة

قد عبدت ماء وهاتيك نارْ

يزري إذا ماس بغصن النّقا

وإن بدا فالبدر منه يغارْ

فلو ترى يا لائمي حسنه

أقمت فيه حجج الإعتذارْ

دعني بربِّ الفرط لي شاغلٌ

يشغلني عن حبِّ ذات الخمارْ

خلع عذاري واضح إذ على

شهد لماه دار نمل العذارْ

كم من فقار سيف ألحاظه

قدّ كسيف المرتضى ذي الفقارْ

من آية التطهير فيه أتت

نصّاً من الله له واختيارْ

إلى أن يقول:

آخاه طاها يوم « خمّ » وقد

اُنزل فيه فيه آيٌ جهارْ(٢)

اليوم أكملت لكم دينكم

ناهيك من منقبة لا تعارْ

يا راكباً كالقوس حرفاً حكى

الأوتار أو كالسّهم ترمي القفارْ

عج بالغريّين وأحرم وطف

في ذلك القدس وقف باحتقارْ

إلى الّذي من كلِّ أوب إلى

بيت عطاياه المطايا تثارْ

بيتُ به طال عماداً فلا

مقصّرٌ فيه ورامي جمارْ

____________________

١ - السالفة: صفحة العنق عند معلق القرط.

٢ - مرجع الضمير الاول في فيه هو يوم الغدير، وفى الثانى هو مولانا امير المؤمنين. يريد انه نزلت فيه عليه ‌السلام آيات يوم ذاك. راجع الجزء الاول من كتابنا هذا تجد هنالك تفصيل تلكم الآيات النازلة.

٣٥٦

وأذّن النّاس ونادي الوحا

لكعبة الله البدارْ البدارْ

وزمزم والحجر والرّكن ثمَّ

الحجر الأسود سامي المنارْ

ألا بها حجّوا فما في سوى

تلك الثرى حجّاً أرى واعتمارْ

واستأذن الله و منه و في

سكينة فادخل عليك الوقارْ

وقبّل الأرض له عزّةً

وكحِّل الجفن بذلك الغبارْ

وامش على الأجفان فضلاً عن

الأقدام إجلالاً بذاك المزارْ

والثم ضريحاً ضمَّ بدراً ومن

حلمٍ جبالاً وعطايا بحارْ

فثمَّ وجه الله والعين والـ

ـجنب وسيف الله ماضي الغرارْ

أمير كلّ المؤمنين الّذي

غدا له فيما يشاء الخيارْ

فمن يزره عارفاً حقّه

فهو كمن لِلّه في العرش زارْ

كان بعرش الله نوراً ولا

آدم أو حوّى به يُستنارْ

لو أجمع النّاس على حبّه

من قِدم لم يخلق الله نارْ

فالفضل فيه كله شيمة

ومنه كلٌّ فضله مستعارْ

[ القصيدة ٧١ بيتاً ]

_ ٣ _

وله من قصيدة اُخرى يمدح بها امير المؤمنينعليه‌السلام قوله:

يا إماماً علا على سائر الخلق

بخُلق مهذَّب وبخَلقِ

حزت كلًّا من العلوم إلى أن

قد جرى الكلُّ منك في كلّ عرقِ

بمقال يقيم عذر المـُغالي

إنَّك الله حيث للشكّ يُبقِ

أنت حلف الهدى وحلف نزال

درّه العذب ساغ في كلّ خلقِ

قد عبدت الإله طفلاً مع المختـ

ـال والكلّ مشركٌ بالحقِّ

وببدر بذلت نفسك في الله

وبادرتها ضحىً غير طرقِ

وبخمّ بويعت إذ ليس إلّا

أنت دون الورى لها من محقَّ

فأتى النصُّ فيك اليوم اكملت

لكم دينكم وأثبت حقّي

يا لها من إمامة قد تسامت

بإمام مؤيَّد بالصّدقِ

٣٥٧

صاحب النّص والدّلالة بالإجما

ع والإتّفاق من غير مذقِ(١)

نفس طاها النبيّ والصّهر وابن

العمّ والصّنو والأخ المشتقِّ

( القصيدة ٥٦ بيتا )

_ ٤ _

وله من قصيدة يمدح بها امير المؤمنينعليه‌السلام وهي تبلغ ستّين بيتاً قوله:

بالعتب طال لطيفك التّردادُ

لو زار جفن العاشقين رقادُ

بدرٌ بليل الشّعر متّسقٌ ولا

كالبدر نقصٌ شأنه وسوادُ

سلطان حسن والبهاء وزيره

جيش الجلال أمامه يقتادُ

إلى أن يقول:

والله أكمل دينه بولائه

أنّى يطاول مجده ويُسادُ؟

بالطائف المشهور كلّم ربّه

ناهيك فخراً ما عليه يزادُ

ولطال ما من جبرئيل لخدمة

قد طال في أعتابه التردادُ

وببابل رُدَّت له شمس الضّحى

واللّيل قد مُدّت له ابرادُ

وبيوم « خمّ » خبّر الغيّاب عن

تأميره في البيعة الأشهادُ

إذ قام يخطب أحمد مسترسلاً

عن ربّه والقول منه يعادُ

: من كنت مولاه فحيدرة له

مولى ومن كاد الوصيّ يُكادُ

فإذا هنالك بخبخوا قومٌ به

من رغبة في حكمه زهّادُ

لا تدرك الأفهام كنه صفاته

أنّى وهل يحصي الحصى التّعدادُ؟

_ ٥ _

وله من قصيدة ١١٨ بيتاً يمدح بها أمير المؤمنينعليه‌السلام قوله:

لك نصب عيني اين كنت اُمثّل

وطريقتي المثلى بحبّك أمثلُ

أرجو الحياة وأنت عنّي معرضٌ

والموت من إعراض وجهك أجملُ

إلى أن يقول:

والله أكمل دينه بولائه

هل فوق هذا في المفاخر منزلُ؟

____________________

١ - من غير مذق: أي من غير شوب.

٣٥٨

ولَقول جبريل الأمين بحقّه

علناً وتلك محلّة لا تُنزلُ

: لا سيف إلّا ذو الفقار ولا فتىً

إلّا عليّ الفاضل المتفضّلُ

وتعجّب الأملاك من حملاته

في الحرب وهو على الكتائب يحملُ

ولفتح أحمد بابه ولسدّه

باب الصحاب على الجميع يفضلُ

ولقول أحمد: أنت هاد للورى

وأنا النذير وذاك فخرٌ أطولُ

ولأنت منّي مثلما هارون من

موسى ولا بعدي نبيٌّ يرسلُ

وكفاه ممّن لم يصلّ عليه في

فرض الصّلاة صلاته لا تقبلُ

والله زوَّجه البتول وأشهد

الأملاك والرّوح الأمين موكّلُ

والشّمس من بعد الغروب ببابل

رُدَّت له واللّيل داج مسبلُ

والله خاطبه غداة الطائف

المشهور وهي فضيلة لا تُنحلُ

وبليلة القدر الملائك عزّة

والرّوح قد كانت عليه تنزلُ

وغداً موازين العباد بكفّه

طوعاً تخفُّ بمن تشاء وتثقلُ

والنّار والجنّات طايعة له

من شاء ناراً أو جناناً يدخلُ

وفدى النبيَّ على الفراش وانَّها

لهي المواساة التي لا تُعقلُ

والوحي يهبط عنده وببيته

للفصل آيات الكتاب تفصّلُ

وله وللأصنام كسّر عزّةٌ

وضعت على أكتاف أحمد أرجلُ

إلى أن يقول:

عج بالغريّ فثمَّ سرٌّ مودع

ليست تكيّف ذاته وتمثّلُ

واخلع نعالك غير ما متكبّر

فيه وأنت مكبّر ومهلّلُ

وقل: السّلام عليك يا من حبّه

للدّين فيه تتمّة وتكمّلُ

فهناك عين الله والسرّ الّذي

قد دقَّ معنى والأخير الأوّلُ

الحاكم العدل الّذي حقّا يرى

ما العبد من خير وشرّ يعملُ

والآخذ الترّاك أفضل مسلم

من بعد أحمد يحتفي أو ينعلُ

ويل امرءٍ قد حاد عنه ضلّة

وعلى النبيِّ بجهله يتقوّلُ

جعل الإمامة غير موضعها عمّى

والله أعلم حيث كانت تُجعلُ

٣٥٩

وكفى عليّا في ( الغدير ) فضيلة

يأتي اليها غيره يتوصّلُ

حيث الأمين أتى الأمين مبلّغاً

يقرى السّلام من السّلام ويعجلُ

بلّغ وإلا لم تبلّغ ما أتى

في حقِّ حيدر ايّها المزمّلُ

فهناك بين الصّحب قام لربِّه

يثني بعالي صوته ويفضِّلُ

ويسار حيدرة بيمناه وقد

نادى ومنه فيه يفصح مقولُ

: من كنت مولاه فحيدرةٌ له

مولاً فإيّاكم به أن تُبدلوا

والطائر المشويّ هل مع أحمد

أحدٌ سواه كان منه يأكلُ؟

والنّجم لمـّا أن هوى في داره

جهراً وأشرق منه ليل أليل

في العرش قِدماً كان نوراً محدقاً

طوراً يكبّر ربّه ويهلّلُ

متقلّب في السّاجدين وكان من

صلب إلى صلب طهور ينقلُ

( القصيدة )

_ ٦ _

وله من قصيدة ٤٢ بيتاً يمدح بها أمير المؤمنينعليه‌السلام قوله:

هلّ بي حرٌّ إلى رشف رشا

حبّذا لو يقبل الرّوح رشا

بابليّ الطرف لكن ما رأى

سحره هاروت إلّا اندهشا

جائرٌ في الحكم لكن عادل الـ

ـقدِّ عبيل الردف مهضوم الحشا(١)

لم أزل أخفي هواه في الحشا

غير منّي الدَّمع بالسرِّ فشا

خلته لمـّا تجلّى سلطه

تحت ليل الشّعر صبحاً أبرشا

فضح الشّهد بريق ريّق

غيره لم يرو منّي العطشا

أحمد النّعمان في وجنته

وعلى الخدّين آسٌ عرّشا

عاذلي أصبح فيه عاذري

وانثنى يحمده واشٍ وشا

فإذا ماس دلالاً قدّه

يغتدي غصن النَّقا مرتعشا

كوكب المرّيخ في وجنته

ساطعٌ والبدر منه قد عشا

مطلق اللّحظ فؤادي قد غدا

منه في اسر الهوى مندهشا

____________________

١ - العبيل: الضخم. الردف: العجز.

٣٦٠

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402