الغدير في الكتاب والسنة والأدب الجزء ١١

الغدير في الكتاب والسنة والأدب14%

الغدير في الكتاب والسنة والأدب مؤلف:
الناشر: دارالكتب الإسلامية
تصنيف: الإمامة
الصفحات: 402

الجزء ١ المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١
المقدمة
  • البداية
  • السابق
  • 402 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 154090 / تحميل: 3630
الحجم الحجم الحجم
الغدير في الكتاب والسنة والأدب

الغدير في الكتاب والسنة والأدب الجزء ١١

مؤلف:
الناشر: دارالكتب الإسلامية
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

سورة الأعراف الآية ٤٦

( وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ )

جاء في كتاب الغدير للشيخ الأميني رحمه الله ج ٢ ص ٣٧٦ ط الأعلمي بيروت قال:

ومن شعر العبديّ (هو أبو محمّد سفيان بن مصعب العبديّ الكوفي).

لأنتم على الأعراف عرف عارف

بسيما الذي يهواكمُ والَّذي يشنا

أئمَّتنا أنتم سنُدعى بكم غــداً

إذا ما إلى ربِّ العباد معاً قمنـا

بجدِّكم خير الورى وأبيكــمُ

هُدينا إلى سبل النجاة وأُنقذنـا

الخ

ألبيت الأوّل إشارةٌ إلى قوله تعالى في سورة الأعراف:( وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ ) . وما ورد فيه. أخرج الحاكم ابن الحداد الحسكاني، باسناده عن أصبغ بن نُباتة قال:

كنت جالساً عند عليّ فأتاه ابن الكوّاء فسأله عن قوله تعالى( وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ ) الآية. فقال: [ويحك يابن الكوّاء نحن نوقف يوم القيامة بين الجنّة والنار، فمن نصرنا عرفناه بسيماه فأدخلناه الجنّة، ومن أبغضنا عرفناه بسيماه فأدخلناه النّار ].

وأخرج أبو إسحاق الثعلبي في - الكشف والبيان - في الآية الشريفة عن ابن عبّاس أنّه قال: الأعراف موضعٌ عالٍ من الصِّراط عليه العبّاس وحمزة وعليُّ بن أبي طالب وجعفر ذو الجناحين يعرفون محبيّهم ببياض الوجوه ومبغضيهم بسواد الوجوه.

ورواه ابن طلحة الشافعي في (مطالب السؤول) ص ١٧، وابن حجر في [الصواعق] ص ١٠١ والشوكاني في (فتح الغدير) ج ٢ ص ١٩٨.

والبيت الثاني إشارةٌ إلى قوله تعالى:( يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ ) .

١٠١

وأئمّة الشيعة هم العترة الطاهرة يُدعون بهم ويُحشرون معهم إذ المرء كما قال النبيُّ الأقدس (ص): [المرء مع مَنْ أحبَّ (١) ،ومن أحبَّ قوماً حُشر معهم (٢) ومن أحبَّ قوماً حشره الله في زمرتهم ](٣) .

وأخرج الحافظ عبيد الله بن عبد الله الحسكاني في كتابه شواهد التنـزيل لقواعد التفضيل ج ١ ص ٣١١ في الحديث المرقم ٢٦٠ قال:

أخبرونا عن أبي بكر محمّد بن الحسين بن صالح السبيعي في تفسيره قال: أخبرنا عليّ بن أحمد بن عمرو، قال: حدّثنا محمّد بن منصور بن يزيد المرادي قال: حدّثنا محمّد بن جعفر بن راشد، قال: حدّثني أبي، عن حسين بن علوان، عن سعد بن طريف: عن الأصبغ بن نُباتة قال:

كنت جالساً عند عليّ، فأتاه عبد الله بن الكوّاء فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن قول الله:( وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ ) ، فقال: [ويحك يا ابن الكوّاء! نحن نوقف يوم القيامة بين الجنّة والنار، فمن ينصرنا عرفناه بسيماه فأدخلناه الجنّة، ومن أبغضنا عرفناه بسيماه فأدخلناه النار ].

وأورد الحديث المرقم ٢٦١ ص ٣١٢ من شواهده، وقال:

قال، وحدّثنا أحمد بن (محمّد بن) نصر أبو جعفر الضبعي قال: حدّثنا إبراهيم بن سالم بن رشيد البصري قال، حدّثنا عاصم بن سليمان أبو إسحاق قال: حدّثنا جويبر بن سعيد، عن الضحّاك، عن ابن عباس في قوله:( وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ ) قال: الأعراف موضع عالٍ من الصراط عليه العبّاس وحمزة وعليّ وجعفر يعرفون محبيّهم ببياض الوجوه ومبغضيهم بسواد الوجوه.

وأورد الحسكاني في شواهده في الحديث ٢٦٢ ص ٢١٣ ط ٣ قال:

____________________

(١) أخرجه البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي وأحمد عن أنس وابن مسعود.

(٢) أخرجه الحاكم في المستدرك وابن الدبيع في تمييز الطيب من الخبيث ص ١٥٣.

(٣) أخرجه الطبراني والضياء عن أبي قرصافة وصححه السيوطي في الجامع الصغير: ج ٢ ص ٤٨٨.

١٠٢

وأخبرنا عبد الرحمان بن عليّ بن محمّد البزّاز قال: أخبرنا محمّد بن أحمد بن أبي الفوارس - ببغداد - قال: حدّثنا عبد الرحمان بن أحمد المخزومي، حدّثنا محمّد بن أحمد الرقام، قال: حدّثنا إبراهيم بن رستم قال: حدّثنا عاصم بن سليمان قال: حدّثنا جويبر، عن الضحّاك:

عن ابن عبّاس في قوله تعالى:( وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ ) ، قال: (هو) موضع عالٍ من الصراط، يقال له الأعراف، عليه العبّاس وحمزة وعليّ وجعفر يعرفون محبيّهم بسيماء الوجوه ومبغضيهم بسواد الوجوه.

ومن المناسب جدّاً لهذا المقام هو قول الإمام علي عليه السلام الذي ورد في كتاب المختار (١٥٢) من باب الخطب من نهج البلاغة.

قال عليّه السلام: [وإنّما ألائمّة قوام الله على خلقه وعرفاؤه على عباده، ولا يدخل الجنّة إلاّ من عرفهم وعرفوه، ولا يدخل النار إلاّ من أنكرهم وأنكروه ].

وجاء في تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي، قوله: وروى أبو القاسم الحسكاني بإسناده رفع إلى الأصبغ بن نُباتة، قال: كنت جالساً عند عليّ فأتاه ابن الكوّاء فسأله. وأورد بقيّة الرواية

ورواه أيضاً ابن مردويه في كتابه مناقب عليّ عليه السلام، كما رواه عنه الإربلي في عنوان: (ما نزل من القرآن في الإمام عليّ عليه السلام) من كتاب كشف الغمّة: ج ١ ص ٣٢٤.

وللمراجعة: الباب ٥٥ من كتاب غاية المرام للسيد هاشم البحراني ص ٣٥٣، وتفسير البرهان: ج ٢ ص ١٩-٢١، يجد فيهما المتتبّع شواهد كثيرة لما وردناه.

وروى الحافظ شهاب الدين أحمد بن محمّد بن عليّ بن حجر الهيثمي الشافعي المتوفّى بمكّة ٩٧٤ في كتابه الصواعق المحرقة ص ١٠١ قال:

أخرج الثعلبي في تفسير هذه الآية عن ابن عباس أنّه قال: الأعراف موضع عالٍ من الصراط، عليه العبّاس وحمزة وعليّ بن أبي طالب عليه السلام وجعفر ذو الجناحين يعرفون محبيّهم ببياض الوجوه ومبغضيهم بسواد الوجوه.

وهكذا رواه السمهودي عن الثعلبي في أواسط الذكر (١١) من القسم ٢ من جواهر العقدين الورق ١٣٠/أ / من نسخة أياصوفيا، وفي طبعة بغداد: ج ١ من القسم الثاني ص ٢٥٤.

وكذلك رواه الطبرسي في مجمع البيان، نقلاً عن الثعلبي في تفسيره عن الضحّاك عن ابن عبّاس وكذلك رواه السيد هاشم البحراني عن الثعلبي في تفسيره البرهان: ج ٢ ص ٢١ ط ٢ عند تفسيره للآية الكريمة.

١٠٣

وأخرج محمّد بن سليمان الصنعاني

في كتابه مناقب عليّ عليه السلام، الوراق ٣٥/ب أو في ط ا، ج ١ ص ١٥٨ قال:

(حدّثنا) أبو أحمد (قال:) أخبرنا عبد الله بن المبارك، عن ابراهيم بن سليم بن رشدين قال: حدّثنا عاصم بن سليمان أبو إسحاق الكوفي قال: حدّثنا جويبر بن سعيد، عن الضحّاك بن مزاحم: (عن ابن عباس) في قوله (تعالى):( وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ ) قال: (هم) عليّ عليه السلام وجعفر وحمزة رضوان الله عليهم يعرفون محبّيهم ببياض الوجوه ومبغضيهم بسواد الوجوه.

ذكر الحافظ رضي الدين رجب بن محمّد بن رجب البرسي في كتابه (الدرّ الثمين: خمسمائة آية نزلت في أمير المؤمنين) في ص ١٠١ قال:

ثمّ جعله وذريّته رجال الأعراف يعني يعرفون الناس يوم القيامة ويقيمونهم فلا يجوز على الصراط إلاّ من عرفهم وعرفوه فقال:( وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ ) يعني عليّاً و الائمّة من ولده عليهم السلام.

وروى الشيخ الطبرسي في تفسيره مجمع البيان، المجلد الثاني ص ٤٢٣ ط دار إحياء التراث العربي، بيروت، قال:

وقال أبو جعفر الباقر (ع) [هم آل محمّد عليهم السّلام لا يدخل الجنّة إلاّ من عرفهم وعرفوه، ولا يدخل النار إلّا من أنكرهم وأنكروه ]. وقال أبو عبد الله جعفر بن محمّد عليه السلام: [الأعراف كثبان بين الجنّة والنار فيقف عليها كل نبيّ وكلّ خليفة نبيّ مع المذنبين من أهل زمانه كما يقف صاحب الجيش مع الضعفاء من جنده وقد سبق المحسنون إلى الجنّة فيقول ذلك الخليفة للمذنبين الواقفين معه انظروا إلى إخوانكم المحسنين قد سيقوا إلى الجنّة فيسلّم المذنبون عليهم وذلك قوله ونادوا أصحاب الجنّة أن سلام عليكم ثمَّ أخبر سبحانه أنّهم لم يدخلوها وهم يطمعون يعني هؤلاء المذنبين لم يدخلوا الجنّة وهم يطمعون أن يدخلهم الله إيّاها بشفاعة النبيّ والإمام وينظر هؤلاء المذنبون إلى أهل النار فيقولون ربّنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين ثمَّ ينادي أصحاب الأعراف وهم الأنبياء والخلفاء أهل النار مقرعين لهم ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون أهؤلاء الذين أقسمتم يعني أهؤلاء المستضعفين الذين كنتم تحقرونهم وتستطيلون بدنياكم عليهم ثمَّ يقولون لهؤلاء المستضعفين، عن أمرٍ من الله لهم بذلك: أدخلوا الجنّة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون ]. ويؤيّده ما رواه عمر بن شيبة وغيره أنَّ عليّاً (ع) قسيم النار والجنّة، ورواه أيضاً بإسناده عن النبيّ (ص) أنّه قال: [يا عليّ: كأنّي بك يوم القيامة وبيدك عصا عوسج، تسوق قوماً إلى الجنّة وآخرين إلى النّار ]

١٠٤

وروى أبو القاسم الحسكاني بإسناده رفعه إلى الأصبغ بن نُباتة قال كنت جالساً عند عليّ (ع) فأتاه ابن الكوّاء فسأله عن هذه الآية فقال: [ويحك يا ابن الكوّاء نحن نوقف يوم القيامة بين الجنّة والنار فمن ينصرنا عرفناه بسيماه فأدخلناه الجنّة، ومن أبغضنا عرفناه بسيماه فأدخلناه النار. ] وقوله( يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ ) يعني هؤلاء الرجال الّذين هم على الأعراف يعرفون جميع الخلق بسيماهم يعرفون أهل الجنّة بسيماء المطيعين وأهل النار بسيماء العصاة( وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ ) يعني هؤلاء الذين على الأعراف ينادون أصحاب الجنّة( أَن سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ) وهذا تسليم وتهنئة وسرور بما وهب الله لهم( لَمْ يَدْخُلُوهَا ) أي لم يدخلوا الجنّة بعدُ.

عن ابن عباس وابن مسعود والحسن وقتاده.

سورة الأعراف الآية ٤٨

( وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُم بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَىٰ عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ )

روى الحافظ الشيخ سليمان القندوزي الحنفي في كتابه (ينابيع المودّة) ص ٤٥٢ بإسناده المذكور عن سلمان الفارسي رضي الله عنه.

قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول لعليّ أكثر من عشر مرّات: [يا عليّ: إنَّك والأوصياء من وُلدك أعراف بين الجنّة والنار، لا يدخل الجنّة إلاّ من عرفكم وعرفتموه، ولا يدخل النار إلاّ من أنكركم وأنكرتموه ].

وورد في كتاب: المختار ١٥٢ من باب الخطب من نهج البلاغة قال أمير المؤمنين عليّ عليه السلام: [وإنَّما الائمّة قوام الله على خلقه و عرفاؤه على عباده، لا يدخل الجنّة إلاّ من عرفهم وعرفوه، ولا يدخل النار إلاّ من أنكرهم وأنكروه ].

سورة الأعراف الآية ٧٩

( وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَـٰكِن لَّا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ )

أخرج الفقيه أبو الحسن عليّ بن محمّد بن شاذان من كتاب المناقب المائة، المنقبة الحادية والعشرون ص ١٤-١٥ قال: بسنده عن عكرمة عن ابن عباس قال:

١٠٥

قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، بعد منصرفه من حجّة الوداع:

[يا أيّها الناس …..

حتّى قال: صلّى الله عليه وآله وسلّم: ألآ وإنّ ربيّ أمرني بوصيّكم ألآ وإنّ ربّي أمرني أن أدلّكم على سفينة نجاتكم وباب حطّتكم ..

فمن أراد منكم النجاة بعدي والسّلامة من الفتن المردية فليتمسَّك بولاية عليّ بن أبي طالب .

فإنّه الصدّيق الأكبر والفاروق الأعظم وهو إمام كلّ مسلم بعدي، من أحبّه واقتدى به في الدنيا ورد علَيَّ حوضي، ومن خالفه لم يرده، ولم يرني واختلج دوني، وأخذ به ذات الشمال إلى النار .

أيّها الناس إنّي :

قد نصحت لكم ولكن لا تحبّون الناصحين ].

وهنا استشهد النبيّ (ص) بهذه لإلقاء الحجّة، ولبيان لزوم إتبّاع الإمام عليه السلام.

وأخرج الخوارزمي في المناقب ص ٤٢ والحمّوئي (الحمويي) من فرائد السمطين في الباب الرابع والخمسين.

عن الحسن البصري عن عبد الله قال: قال رسول الله عليه وسلم:

[إذا كان يوم القيامة يقعد عليّ بن أبي طالب على الفردوس وهو جبل قد علا الجنّة وفوقه عرش ربِّ العالمين، ومن سفحه يتفجّر أنهار الجنّة وتتفرَّق في الجنان وهو جالسٌ على كرسيّ من نور يجري بين يديه التسنيم، لا يجوز أحدٌ الصراط إلاّ ومعه براءة بولايته وولاية أهل بيته يشرف على الجنّة فيدخل محبيّه الجنّة ومبغضيه النار ].

جاء في الرياض النضرة ج ٢ ص ١٧٧-٢٤٤، والصواعق المحرقة ص ٧٥، وإسعاف الراغبين ص ١٦١.

أخرج الحافظ ابن السمان في الموافقة عن قيس بن حازم قال:

إلتقى أبو بكر الصديق وعليّ بن أبي طالب فتبسَّم أبو بكر في وجه عليّ فقال له: مالك تبسَّمتَ؟ قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: [لا يجوز أحد على الصراط، إلاّ من كتب له عليٌّ الجواز ]

١٠٦

وجاء في مناقب الخطيب الخوارزمي ص ٦٥

عن جابر بن عبد الله عن رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: [يا عليّ، والّذي نفسي بيده إنَّك لذائدٌ عن حوضي يوم القيامة، تذود عنه رجالاً كما يذاد البعير الضّال عن الماء بعصاً لك من عوسج وكأنّي أنظر إلى مقامك من حوضي ].

وأخرج الخطيب الخوارزمي في المناقب ص ٢٥٣ عن مجاهد عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلّى الله عليه واله: [إذا كان يوم القيامة أقام الله عزَّ وجلّ جبريل ومحمّداً على الصراط فلا يجوز أحدٌ إلّا من كان معه براءة من عليّ بن أبي طالب ].

وأورد الفقيه ابن المغازلي في المناقب، بلفظ: [عليٌّ يوم القيامة على الحوض، لا يدخل الجنّة إلاّ من جاء بجوازٍ من عليّ بن أبي طالب ].

أخرج أبو الخير الحاكمي عن عليّ عليه السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [إذا جمع الله الأوّلين والآخرين يوم القيامة ونصب الصراط على جسر جهنَّم، ما جازها أحدٌ حتّى كانت معه براءة بولاية عليّ بن أبي طالب ].

وذُكر في (فرائد السمطين) للشيخ المحدّث الكبير إبراهيم بن محمد ابن المؤيّد الجويني الحمويني الخراساني الباب الرابع والخمسون، والرياض النضرة: ج ٢ ص ١٧٢.

وأورد الحافظ الحاكم الحسكاني في شواهد التنـزيل ج ١ ص ٢٠١ ط ٣ الحديث ١٧٩ قال:

حدّثني أبو الحسن محمّد بن القاسم الفارسي قال: حدّثنا أبو جعفر محمّد بن علي قال: حدّثنا حمزة بن محمّد العلوي، قال: أخبرنا عليّ بن إبراهيم، (عن أبيه)، عن عليّ بن مَعْبَدْ عن الحسين بن خالد عن عليّ بن موسى الرضا (عن أبيه) عن آبائه عن عليّ عليهم السلام قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: [من أحبَّ أن يركب سفينة النجاة ويستمسك بالعُروة الوُثقى ويعتصم بحبل الله المتين، فليوال عليّاً وليأتمَّ بالهداة من ولده ].

وروى الشيخ الطبرسي في تفسيره مجمع البيان المجلد الثاني ص ٤٤٣ ط دار إحياء التراث العربي بيروت، قال:

وروى الثعلبي بإسناده مرفوعاً عن النبيّ (ص) قال: [يا عليّ: أتدري من أشقى الأوَّلين قال: قلت الله ورسوله أعلم قال: عاقر الناقة، قال: أتدري من أشقى الآخرين قلت الله ورسوله أعلم، قال: قاتِلكَ، وفي رواية أخرى، قال: من أشقى الآخرين!؟ من يخضب هذه من هذه، وأشار إلى لحيته ورأسه ].

١٠٧

سورة الأعراف الآية ١٤٢

( وَقَالَ مُوسَىٰ لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ )

روى الحافظ محمّد بن يوسف الكنجي في كتابه كفاية الطالب ص ٢٨١ الباب السبعون في تخصيص عليٍّ (ع) بقوله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [أنت منّي بمنـزلة هارون من موسى ]. (وذكر طرقه)

روى بإسناده عن عامر بن سعد يقول: قال سعد (بن أبي وقاص):

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله لعليّ عليه السلام: [ألا ترضى أن تكون منِّي بمنـزلة هارون من موسى، إلاّ أنّه لا نبوّة بعدي ].

وبرواية أوردها الكنجي عن عدّة من الرواة والحفّاظ وبإسناده عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص، قال: خلف رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عليّ بن أبي طالب في غزوة تبوك فقال: [يا رسول الله تخلّفني في النساء والصبيان، فقال: أما ترضى أن تكون منّي بمنـزلة هارون من موسى غير أن لا نبيَّ بعدي ].

وجاء في كتاب كفاية الطالب، للحافظ الكنجي ص ٢٨٣ قال:

قلت: هذ حديث متّفق على صحته.

ورواه الائمّة الحفّاظ، كأبي عبد الله البخاري في صحيحة(١) ومسلم بن الحجّاج في صحيحه(٢) وأبي داود في سننه، وأبي عيسى الترمذي في جامعه(٣) ، وأبي عبد الرحمان النسائي في سننه(٤) وابن ماجة القزويني في سننه(٥) واتّفق الجميع علي صحته حتّى صار ذلك إجماعاً منهم.

قال الحاكم النيسابوري: هذا حديث دخل في حدِّ التواتر(٦) وقد نقل عن شعبة بن الحجّاج أنّه قال في قوله (ص) لعليٍّ (ع): [أنت منّي بمنـزلة هارون من موسى ].

____________________

(١) ج ٣ ص ٥٤ باب غزوة تبوك.

(٢) صحيح مسلم: ج ٤ ١٨٧١ ط ١٣٧٥ هـ.

(٣) صحيح الترمذي: ج ٢ ص ٣٠١.

(٤) خصائص النسائي: ص ٨٢.

(٥) صحيح ابن ماجة ١٢.

(٦) مستدرك الصحيحين: ج ٢ ص ٣٣٧.

١٠٨

وكان هارون أفضل أمّة موسى عليه السلام، فوجب أن يكون عليٌّ (ع) أفضل من كلّ أمّة محمّد (ص) صيانةً لهذا النص الصريح كما قال موسى لأخيه هارون: أُخلفني في قومي وأصلح.

وجاء في كتاب الدرّ الثمين للحافظ رضي الدين البرسي ص ١٠١ قال:

ثمّ جعل محمّداً وعليّاً عليهما السلام مستغاثاً لكل داعٍ وغياثاً لكل واعٍ و آيةً لكل ساعٍ فقال حكاية عن موسى( رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي ) .

ثم قال:( فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ ) نفى عن ذاته المقدّسة نظر العيون وخطرات الظنون.

ثم قال:( فَلَمَّا تَجَلَّىٰ ) والتجلّي إنّما يكون من ذي الهيئة وذو الهيئة والمثال يُرى فكيف نفى الرؤية عن ما تجوز (عليه) الرؤية.

وحلّ هذا الرمز أنّه جعل التجلّي للربِّ، والربُّ مقول على كثيرين فالمراد هنا بحذف المضاف، فالمراد منه: فلمّا تجلى نور ربِّه وعظمة ربِّه وجلال ربِّه، والعظمة والجلال محمّدٌ وعليٌّ عليهما السلام وكذلك قال أمير المؤمنين عليه السلام [أنا مكلِّم موسى من الشجرة. أنا ذلك النّور، وإنّما ظهر لموسى شقص من شقص الذر من المثقال ].

قال ابن عباس: كان ذلك النور نور محمّد صلّى الله عليه وآله وسلم.

ومن مجمع الزوائد: ج ٨ ص ٤٠٠ الحديث ١٣٨٣٠ كتاب علامات النبوّة.

والمستدرك: ج ٣ ص ٣٢٧ كتاب معرفة الصحابة، مناقب العباس.

قال العباس بن عبد المطّلب يمدح النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم:

من قبلها طبت في الظلال وفي

مستودع حيث يخصف الورق

ثمّ هبطت البــلاد لا بشـر

أنت ولا مضغة ولا علـــق

بل نطفة تركـب السفين وقد

ألجم نسراً وأهله الغــــرق

تنقل مــن صالب إلى رحم

إذا مضى عالم بدا طــــبق

حتى احتوى بيتك المهيمن من

خَندف علياء تحتها النطـــق

وأنت لما ولدت أشـرقت الأ

رض وضاءت بنورك الأفــق

فنحن في ذلك الضياء وفي النـ

ور وسبل الرشاد نختـــرق

١٠٩

وزاد ابن الجوزي هذا البيت:

وردت نــار الخليل مكتتما

تجــول فيها ولســت تحترق

وللمراجعة: الوفا بأحوال المصطفى: ص ٢٨ الباب الثاني الحديث ٩.

و ينابيع المودّة للشيخ سليمان القندوزي ص ١٣-١٤.

وقال الصفوري في نزهة المجالس: ج ٢ ص ٢٤٥

لما أُلقي إبراهيم في النّار كان نور محمّد صلّى الله عليه وآله وسلم، في جنبه وعند الذبح كان النور قد انتقل إلى إسماعيل.

وزاد القاضي عياض:

يا بَرْدَ نار الخليــــل يا سَبَباً

لعصمــة النار وهي تَحتَرقُ

الشفا بتعريف حقوق المصطفى: ج ١ ص ١٦٧-١٦٨ الباب الثالث.

١١٠

سورة الأعراف الآية ١٨١

( وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ )

روى الحافظ سليمان القُندوزي وهو من علماء السنّة، بسند متصل بالإمام علي (ع) أنّه قال: [تفترق الأمّة ثلاث وسبعون فرقة، اثنتان وسبعون في النار، وواحدة في الجنّة: وهم الذين قال الله تبارك وتعالى ( وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ) وهم أنا وشيعتي ].

ينابيع المودّة، ١٠٩ (عن أحمد بن موفّق الخوارزمي) (نقلاً من كتاب العقائد الجعفريّة ص ٤١).

في الدرّ المنثور: ج ٣ ص ١٤٩ قال السيوطي: وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع في قوله:( وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ ) قال: قال رسول الله (ص): [إنَّ من أمّتي قوماً على الحقّ حتّى ينـزل عيسى بن مريم، متى ما نزل ].

وقال: أخرج أبو الشيخ عن عليّ بن أبي طالب قال: [لتفترق هذه الأمّة على ثلاث وسبعين فرقه، كلّها في النار إلّا فرقة. يقول الله: ( وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ) ] فهذه هي التي تنجو من هذه الأمّة.

والطبرسي أيضاً أورد في تفسيره مجمع البيان: ج ٢ ص ١٢٣ ط مؤسسة التاريخ العربي، قال: وروى العيّاشي بإسناده عن أمير المؤمنين علي (ع) أنّه قال: [والّذي نفسي بيده لتفترقنّ هذه الأمّة على ثلاث وسبعين فرقة، كلّها في النار إلاّ فرقةٌ واحدة ( وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ) ] فهذه التي تنجو.

وفي ينابيع المودّة للقندوزي الحنفي في الباب الخامس والثلاثون ص ١٠٩ قال: وأخرج موفق بن أحمد الخوارزمي عن عمر بن أُذينة، عن جعفر الصادق عن آبائه عن عليّ عليهم السلام، قال: قال رسول الله (ص): [يا عليّ مثلك في أمّتي مثل عيسى بن مريم، إفترق قومه ثلاث فرق: فرقة مؤمنون وهم الحواريّون، وفرقة عادوه وهم اليهود، وفرقةٌ غلوا فيه فخرجوا عن دين الله وهم النصارى، وأنّ أمّتي ستفترق فيك ثلاث فرق: فرقة اتبعوك وأحبّوك وهم المؤمنون، وفرقة عادوك وهم الناكثون والمارقون والقاسطون، وفرقة غلوا فيك وهم الضالّون، يا عليّ: أنت وأتباعك في الجنّة، وعدوّك والغالي فيك في النار ].

١١١

وفي ينابيع المودّة أيضاً (في الباب الخامس والثلاثون أيضاً) قال: وأخرج موفق بن أحمد الخوارزمي المكّي، عن زاذان عن عليّ (ع) قال: [تفترق هذه الأمّة على ثلاث وسبعين فرقة: اثنتان وسبعون في النار، وواحدة في الجنّة، وهم الذين قال الله تعالى: ( وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ) وهم أنا وشيعتي ].

وللأستزادة مما ورد في كتب الرواة والتفاسير للآية ٧ من سورة البيّنة للعودة والرجوع للآية المذكورة( أُولَـٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) .

وجاء بكتاب فضائل الخمسة للسيد الحسيني الفيروز آبادي: ج ٣ ص ٩٨ ط. دار الكتب الإسلامية باب (أنّ علياً وشيعته يردون عليَّ الحوض).

عن الهيثمي في مجمع الزوائد: ج ٩ ص ١٣١، قال: بإسناد الطبراني أنّ رسول الله (ص) قال لعلي (ع): [أنت وشيعتك تردون عليَّ الحوض رواة مروييّن، مبيضّة وجوهكم، وأنّ أعداءك يردون عليَّ الحوض ظماء مقمحين ].

وفي كنوز الحقائق للمناوي ص ١٨٩ ولفظة: [يا عليّ أنت وشيعتك تردون عليّ الحوض وروداً ].

وفي كنز العمّال: ج ١٢ ص ١٠٤ مؤسسة الرسالة ولفظة: [يا عليّ إنَّ أول أربعةٍ يدخلون الجنّة: أنا وأنت والحسن والحسين وذرارينا خلف ظهورنا، وأزواجنا خلف ذرارينا، وشيعتنا عن أيماننا وعن شمائلنا ]. قال: أخرجه ابن عساكر عن عليّ (ع) وأخرجه الطبراني عن أبي رافع.

وفي حلية الأولياء لأبي نعيم: ج ٤ ص ٣٢٩ روى بسنده عن الشعبي عن عليّ (ع) قال: قال لي النبيّ (ص): [إنَّك وشيعتك في الجنّة ]، وهذا الحديث رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد: ج ١٢ ص ٢٨٩.

وفي تاريخ بغداد، للخطيب البغدادي: ج ١٢ ص ٣٥٨ روى بسنده عن أبي سعيد الخدري عن أمّ سلمة قالت: كانت ليلتي من رسول الله (ص) فأتته فاطمة (ع) ومعها عليٌّ (ع) فقال له النبيّ (ص): [أنت وأصحابك في الجنّة، أنت وشيعتك في الجنّة ].

١١٢

وفي المناقب لابن المغازلي الشافعي ص ٣٣٩ برقم ٢٩٦ قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفّر العطّار الفقيه الشافعي رحمه الله، أخبرنا عبد الله بن محمّد بن عثمان المزني الملقب بابن السقّاء الحافظ، حدّثنا عبد الله بن زيدان، حدّثنا عليّ بن يونس بن عليّ بن يونس العطّار، حدّثنا محمّد بن علي الكندي، حدّثني محمّد بن سالم، حدّثنا جعفر بن محمد، قال: حدّثني محمّد بن علي، حدّثني عليّ بن الحسين، حدّثني الحسين بن علي، حدّثني عليّ بن أبي طالب (ع)، عن رسول الله (ص): قال: [يا عليّ إنَّ شيعتنا يخرجون من قبورهم يوم القيامة على ما بهم من العيوب والذنوب، وجوههم كالقمر ليلة البدر. وقد فرجت عنهم الشدائد، وسُهِّلت لهم الموارد، وأُعطوا الأمن والأمان، وارتفعت عنهم الأحزان، يخاف الناس ولا يخافون، ويحزن الناس ولا يحزنون، شرك نعالهم تلألأ نوراً، على نوق بيض لها أجنحة، قد ذللت من غير مهانة، ونجبت من غير رياضة، أعناقها من ذهب أحمر، ألين من الحرير، لكرامتهم على الله عزّ وجلّ ].

وفي مجمع الزوائد للهيثمي: ج ٩ ص ١٧٣ قال: وعن أبي هريرة أنَّ عليّ بن أبي طالب قال: [يا رسول الله أيّما أحبّ إليك أنا أم فاطمة؟ قال (ص): فاطمة أحبّ إليَّ منك، وأنت أعزّ عليّ منها، وكأنّي بك وأنت على حوضي تذود عنه الناس، وإنّ عليه لأباريق مثل عدد نجوم السماء، وإنّي وأنت والحسن والحسين وفاطمة وعقيل وجعفر في الجنّة، إخواناً على سرر متقابلين، أنت معي وشيعتك في الجنّة، ثمَّ قرأ رسول الله (ص) ( إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ ) لاينظر أحد في قفا صاحبه ]سورة الحجر تسلسل ٤٩ الآية ٤٧ .. قال: رواه الطبراني.

وفي المناقب لابن المغازلي الشافعي: ص ٢٩٣ برقم ٣٣٥ قال:

أخبرنا القاضي أبو جعفر محمّد بن إسماعيل العلوي حدّثنا أبو محمّد عبد الله بن عثمان المزني الحافظ الملقب بابن السقّاء، حدّثنا أبو عبد الله أحمد بن علي الرازي، حدّثنا عليّ بن حسين بن عبيد الرازي، حدّثنا إسماعيل بن أبان الأزدي، عن عمرو بن حريث، عن داود بن سليك عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله (ص): [يدخل من أمَّتي الجنّة سبعون ألفاً لا حساب عليهم، ثمَّ التفت إلى عليّ (ع) فقال: هم من شيعتك وأنت إمامهم ].

١١٣

وأخرج الطبراني في ص ٩٦ عن الديلمي بلفظة: [يا علي إنّ الله غفر لك ولذريتّك ولولدك ولأهلك ولشيعتك ولمحبّي شيعتك، فأبشر فأنت الأنزع البطين ]. وفي ص ١٣٩ ط. الميمنيه قال: [وفي رواية:أنّ الله غفر لشيعتك ولمحبّي شيعتك ].

وكذلك رواه السيد مرتضى الحسيني الفيروز آبادي في كتابه فضائل الخمسة: ج ٢ ص ٩٥.

وأخرج الحافظ عبيد الله بن عبد الله بن أحمد المعروف بالحاكم الحسكاني في كتابه شواهد التنـزيل: ج ١ ص ٣٢٠ ط ٣، في الحديث الرقم ٢٧٠ قال:

أخبرنا عقيل بن الحسين، قال: أخبرنا عليّ بن الحسين، قال: حدّثنا محمّد بن عبيد الله، قال: حدّثنا أبو بكر بن سليمان بالبصرة قال: حدّثنا (أحمد بن عبد الجبّار أبو عمر) العطاردي قال: حدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد:

عن ابن عباس في قوله عزّ وجلّ:( وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ ) قال: يعني من أُمّة محمّد أمّة: يعني عليّ بن أبي طالب،( يَهْدُونَ بِالْحَقِّ ) يعني يدعون بعدك يا محمّد إلى الحقّ، ( وَبِهِ يَعْدِلُونَ ) في الخلافة بعدك.

ومعنى الأمّة: العلَم في الخير، نظيرها:( إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً ) يعني علماً في الخير، معلِّماً في الخير.

وأورد الحسكاني في الشواهد ص ٣٢١ الحديث ٢٧١ قال:

وفي كتاب فهم القرآن عن (الإمام) جعفر الصادق في معنى قوله:( وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ) قال: [هذه الآية لآل محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم ].

(وهكذا وجدت) بخطّ أبي سعد بن دوست في أصله.

وروى ابن مردويه في كتاب مناقب علي عليه السلام بسنده عن زاذان عن علي عليه السلام، قال: [تفترق هذه الأمّة على ثلاث وسبعين فرقة: اثنتان وسبعون في النار، وواحدة في الجنّة، وهم الذين قال الله تعالى: ( وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ) وهم أنا وشيعتي ].

وكذا رواه عنه الإربلي في عنوان: (ما نزل من القرآن في شأن عليٍّ عليه السلام) من كتاب كشف الغمّة: ج ١ ص ٣٢١.

١١٤

وللنظر في المختار (١١٣) من القسم الثاني من باب الخطب من نهج السعادة: ج ٣ ص ٤٢٧ ط ١ ثم إنّ في الباب (١٨٥) من غاية المرام ص ٤٢٧ للسيد هاشم البحراني ما يعزز الشواهد المذكورة هنا.

وأخرج الحديث فقيه الحنفيّة موفق بن أحمد الخوارزمي في المناقب ص ٢٣٧.

وأخرجه السيد هاشم البحراني في كتابه الصغير عن مناقب أحمد بن موسى بن مردويه فيص ١١٢.

وأخرج الحافظ رضي الدين رجب بن محمّد بن رجب البرسي، في كتابه (الدرّ الثمين، خـمسمائة آية نزلت في أمير المؤمنين) ص ٩٩ قال:

ثمَّ جعله وعترته عليهم السلام أولياءه على الحق فقال:( وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ) .

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: [إذا افترقت هذه الأمّة على ثلاث وسبعين فرقة، اثنتان وسبعون في النار وفرقة في الجنّة وهم أنت وشيعتك، لأنَّك لم تفارق الحقّ وهم لا يفارقونك فهم مع الحقّ ].

وروى الشيخ الطبرسي في تفسيره مجمع البيان - المجلد الثاني - ص ٥٠٣ ط. دار إحياء التراث العربي - بيروت، قال:

وقال الربيع بن أنس: قرأ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم هذه الآية فقال: [إنَّ من أمّتي قوماً على الحقّ، حتّى ينـزل عيسى بن مريم ]. وروى العيّاشي بإسناده عن أمير المؤمنين (ع) أنّه قال: [والذي نفسي بيده لتفترقنَّ هذه الأمّة على ثلاث وسبعين فرقة، كلّها في النار إلّا فرقةٌ واحدة ( وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ) فهذه التي تنجو ].

وروي عن أبي جعفر وأبي عبد الله (ع) أنَّهما قالا: [نحن هم ].

١١٥

سورة الأنفال

سورة الأنفال، الآية ٢٥

( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً )

أخرج السيد محمّد حسين الطباطبائي في تفسيره الميزان: ج ٩ ص ٦٢ قال: وفي المجمع البيان للشيخ الطبرسي، عن الحاكم بإسناده عن قتادة عن سعيد بن المسيّب عن ابن عباس قال: لماّ نزلت هذه الآية( وَاتَّقُوا فِتْنَةً ) قال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم [من ظلم عليّا مقعدي هذا بعد وفاتي، فكأنَّما جحد نبوّتي ونبوَّة الأنبياء من قبلي ].

وقال: ومن الدرّ المنثور أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد ونعيم بن حمّاد في الفتن وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن الزبير رضي الله عنه قال: لقد قرأنا زماناً ومانرى أنّا من أهلها فاذا نحن المعنيّون بها( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ) وفيه (الدرّ المنثور) أخرج أحمد والبزّاز وابن المنذر وابن مردويه وابن عساكر عن مطرف قال: قلنا للزبير: يا أبا عبد الله ضيَّعتم الخليفة حتّى قتل ثم جئتم تطلبون بدمه؟ فقال الزبير رضي الله عنه: إنَّا قرأنا على عهد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وأبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ) ولم نكن نحسب أنّا أهلها حتّى وقعت فينا حيث وقعت.

وأورد الحافظ عبيد الله بن عبد الله بن أحمد الحاكم الحسكاني في شواهد النتزيل: ج ١ ص ٣٢٣ ط ٣، من الرقم ٢٧٣ قال:

حدّثني محمّد بن القاسم بن أحمد قال: حدّثنا أبو سعيد محمّد بن الفضل بن محمد، قال حدّثنا محمّد بن صالح القزويني، قال: حدَّثنا عبد الرحمان بن أبي حاتم قال: حدّثنا أبو سعيد الأشج، عن أبي خالد الأحمر (سليمان بن حيّان)، عن إبراهيم بن طهمان، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب عن ابن عباس قال:

لما نزلت:( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ) قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: [من ظلم عليّاً مقعدي هذا بعد وفاتي، فكانَّما جحد نبوَّتي ونبوّة الأنبياء قبلي ].

١١٦

والسيد هاشم البحراني قد روى عنه في تفسير الآية الكريمة في تفسيره البرهان: ج ٢ ص ٧٢، وكذلك فقد رواه عنه في كتابه غاية المرام في الباب ١٣٥ ص ٤٠٧.

وكذلك فقد روى السيد هاشم البحراني في كتابه غاية المرام ص ٤٠٧ يروي عن أبي عبد الله محمّد بن علي السرّاج، يرفعه إلى عبد الله بن مسعود قال: قال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم:

[يا ابن مسعود قد أنزلت الآية ( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ) وأنا مستودعكها، ومسلم لك خاصّة الظلمة فكن لما أقول واعيا وعنّي له مؤدّيا: من ظلم عليّا مجلسي هذا كمن جحد نبوّتي ونبوّة من كان قبلي ].

وأخرج الحاكم الحسكاني من شواهد التنـزيل: ج ١ ص ٣٢٤ ط ٣، من الرقم ٢٧٤ قال:

أخبرنا منصور بن الحسين قال: حدّثنا محمّد بن جعفر قال: حدّثنا إبراهيم بن إسحاق قال: حدّثنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا عبد الرحمان بن مهدي قال حدّثنا جرير بن حازم قال: سمعت الحسن (البصري) يحدِّث عن الزبير بن العوّام قال:

لماّ نزلت هذه الآية:( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ) ونحن يومئذ متوافرون فجعلنا نعجب من هذه الآية، أيَّة فتنة تصيبنا؟ ماهذه الفتنة؟ حتّى رأيناها.

وفي الرقم ٢٧٥ من الشواهد للحسكاني قال:

وبه قال: حدّثنا يوسف، قال: حدّثنا قبيصة، قال: حدّثنا سفيان، عن أبي شعيب الصّلت بن دينار، عن عقبة بن صهبان قال: سمعت الزبير بن العوام يقول:

لقد قرأناها زماناً ومانرى أنّا من أهلها، وإذاً نحن المعنيّون بها:

( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ) .

وجاء في الرقم ٢٧٦ في شواهد التنـزيل للحسكاني قال:

وبه قال: حدّثنا محمّد بن يحيى، ومحمد بن سهل، قالا: حدّثنا محمّد بن يوسف، قال: حدّثنا سفيان عن جويبر:

عن الضحّاك بن مزاحم، من قوله تعالى( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ) قال: نزلت في أصحاب النبيّ صلّى الله عليه وآله خاصّة.

١١٧

وأورد الحسكاني في الحديث الرقم ٢٧٧ من شواهد التنزيل ص ٣٢٥ قال:

وبه حدّثنا الحسين بن علي قال: حدّثنا عمرو بن محمّد قال: حدّثنا أسباط: عن السدّي، عن أصحابه( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ) قال: أهل بدر خاصّةً، قال: فأصابتهم يوم الجمل فاقتتلوا، وكان من المفتونين فلان وفلان، وهم من أهل بدر، الحديث.

وللملاحظة: إنَّ مقصده من فلان وفلان، طلحة والزبير.

ومن مجمع البيان للطبرسي، عند تفسيره للآية الشريفة بمثل هذا المعنى، ينقل عن السدّي.

وكون الآية الكريمة خاصّة بأهل بدر، فقد أورد السيد الطباطبائي في تفسيره الميزان: ج ٩ ص ٣٢٥ قال:

وفيه (أي الدرّ المنثور) أخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن السدّي قال:

هذه نزلت في أهل بدر خاصّة فأصابتهم يوم الجمل فاقتتلوا فكان من المقتولين طلحة والزبير وهما من أهل بدر.

وأورد الحاكم الحسكاني من شواهد التنـزيل: ج ١ ص ٣٢٥ من الرقم ٢٧٨ قال:

أخبرنا عبد الرحمان بن الحسن بن عليّ قال: أخبرنا محمّد بن إبراهيم بن سلمة قال:

حدّثنا محمّد بن عبد الله بن سليمان، قال: حدّثنا عمر بن محمّد بن الحسن قال: حدّثنا أبي قال: الحسن بن دينار عن الحسن:

عن الزبير بن العوام أنَّه قرأ هذه الآية:( وَاتَّقُوا فِتْنَةً ) إلى آخرها فقال: ماشعرت (أنَّ) هذه الآية (نزلت فينا) إلّا اليوم - يعني يوم الجمل في محاربته عليًّا.

وممن أورد مقولة الزبير بن العوّام وأنّه كان من المعنيّين والخاصّة التي خصَّتهم الآية الكريمة، فقد روى أبو عمرو الداني عثمان بن سعيد من السنن الواردة في الفتن، في الحديث ١٢ من الباب ٣ ص ١٨ قال:

حدّثنا سلمون بن داود قال: حدّثنا محمّد بن عبد الله قال:

حدّثنا محمّد بن يونس قال: حدّثنا عمر بن حبيب، عن داوود بن أبي هند، عن الحسن قال: حدّثني عون بن قتادة قال: حدّثني الزبير بن العوّام قال:

١١٨

لقد حذَّرنا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فتنة لم نر أنّا نخلق لها؟ ثم قرأ:

( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ) فقرأناها زماناً، فاذا نحن المعنيّون بها.

قال (عون: فقلت له:) حيث كان هكذا فلِمَ خرجتم (عن عليّ)؟، قال: ويحك! نحن نعلم ولكن لانصبر.

وذكر محقق الكتاب في تحقيقه: والحديث أخرجه أحمد (في مسند الزبير):ج ١ ص ١٦٧ ط ١.

ورواه أيضاً ابن جرير في تفسيره: ج ٩ ص ٢١٨.

ورواه أيضاً البزّار كما في كشف الأستار: ج ٤ ص ٩١.

ورواه في مسند الزبير في الحديث الأخير ج ١ ص ١٦٧ قال: حدّثنا أسود بن عامر حدّثنا جرير، قال: سمعت الحسن قال: قال الزبير بن العّوام: نزلت هذه الآية ونحن متوافرون مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ) فجعلنا نقول: ماهذه الفتنة وما نشعر أنّها تقع حيث وقعت.

ورواه عنه الهيثمي في مجمع الزوائد: ج ٧ ص ٢٧ وقال: رواه أحمد باسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح.

وكذلك ورد في كتاب فضائل الخمسة: ج ٢ ص ٣٦٨ للسيد الفيرز آبادي.

وأورد الحسكاني في شواهد التنـزيل: ج ١ ص ٣٢٨ في الحديث ٢٨٣ (قال: و) حدّثنا الحمّاني قال: حدّثنا وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد، عن السدّي (في قوله تعالى)( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ) هم أهل الجمل.

وأورد الحسكاني في شواهد التنـزيل: ج ١ ص ٣٢٨، الرقم ٢٨٤ قال: (و) حدّثنا محمّد بن الفضل، عن هشام بن (عروة عن) بكير الطويل، عن أبي إسحاق، عن أبي عثمان النهدي قال: رأيت عليًّا يوم الجمل وتلا هذه الآية:( وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ ) فحلف عليّ بالله ماقوتل أهل هذه الآية منذ نزلت إلاّ اليوم.

وروى الشيخ الطبرسي في تفسيره مجمع البيان المجلد الثاني ص ٥٣٤ - ط دار إحياء التراث العربي بيروت، قال:

١١٩

وفي حديث أبي أيّوب الأنصاري أنَّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم قال لعمّار: [ياعمّار إنَّه سيكون بعدي هنات حتّى يختلف السيف فيما بينهم وحتى يقتل بعضهم بعضاً وحتى يبرأ بعضهم من بعض، فإذا رأيت ذلك فعليك بهذا الأصلع عن يميني عليّ بن أبي طالب (ع) فإن سلك الناس كلّهم واديا وسلك عليُّ واديا فاسلك وادي عليّ وخلّ عن الناس ياعمّار، إنَّ عليّاً لايردّك عن هدى ولا يدّلك على ردى، ياعمّار طاعة عليّ طاعتي وطاعتي طاعة الله ] ورواه السيد أبو طالب الهروي بإسناده عن علقمة والأسود قالا أتينا أبا أيّوب الأنصاري الخبر بطوله، وفي كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني: وحدّثنا عنه أبو الحمد مهدي بن نزار الحسيني، حدّثني محمّد بن القاسم بن أحمد قال حدّثنا أبو سعيد محمّد بن الفضيل بن محمّد قال: حدّثنا محمّد بن صالح العرزميّ قال حدّثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: حدّثنا أبو سعيد الأشج عن أبي خلف الأحمر عن إبراهيم بن طهمان عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن ابن عباس قال لما نزلت هذه الآية( وَاتَّقُوا فِتْنَةً ) قال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم: [من ظلم عليّاً مقعدي هذا بعد وفاتي فكأنَّما جحد بنبوّتي ونبوَّة الأنبياء قبلي ].

١٢٠

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

جرحت عيناه خدّي مهجتي

حيث لحظي خدّه قد خدشا

صادني في شرك من شعره

عجباً للاُسد هل صاد رشا؟

إلى أن قال:

حيدر الكرّار أزكى ناعل

من بني آدم أو حافٍ مشا

ما غشى اللّيل نهاراً نصحه

مذهبٌ شكّا على القلب غشا

نور عين الدّين قد ردّ وقد

ردَّ طرف الشّرك منه أعمشا

قتل الكفّار في صارمه

ولربع الاُنس منهم أوحشا

لم يدن للات يوماً قطُّ بل

عبد الله وبالتّقوى نشا

قد شفى الإسلام من داءٍ به

وجلا من أعين الدّين الغشا

ولقد أصبح في خمّ له

شاهدٌ عدلٌ أبى أن يرتشا

جاد بالقرص وصلّى العصر إذ

ردَّه لمـّا له غشّى العشا

وله قد كلّم الثعبان إذ

ظنّه النّاس أتى كي ينهشا(١)

( الشاعر )

الشيخ عبد الرّضا بن أحمد بن خليفة أبو الحسن المقري الكاظمي، من أفذاذ القرن الثاني عشر وعلمائه وأفاضله الجامعين لفضيلتي العلم والأدب، ترجمه سيّدنا أبو محمّد الحسن في [ تكملة الأمل ] وأطراه بالعلم والفضل، وقال: توفّي حدود سنة ألف ومائة و عشرين، وعزى إليه ديوانه المرتّب على الحروف في مدح الأئمة عليهم السّلام، وقد وقفنا عليه ونقلنا عنه ما أثبتناه وهو يربو على الثلاثة آلاف والخمسمائة بيتاً.

____________________

١ - نظم شاعرنا المقرى فى قصائده هذه جملة ضافية من مناقب امير المؤمنين ممّا صدع به النبي الأمين، يوجد تفصيلها فيما يأتي من مسند المناقب ومرسلها، وإن أسلفنا بعضها في طيات الاجزاء الماضية.

٣٦١

القرن الثاني عشر

٩٨

علم الهدى محمد

لك الحمد ذا المجد والكبرياءِ

لك الحمد في البدء والإنتهاءِ

لك الحمد يا من علا في الدنوّ

لك الحمد يا من دنى في العلوّ

إلى أن قال من قصيدة تبلغ ١٥١ بيتاً:

مننت على الخلق في كلّ حينْ

لإتمام نعماك نور اليقينْ

ببعث نبيّ بشير نذيرْ

إلى نهج جنّات عدن يشيرْ

ونصب وصيّ من الأصفياء

لتشييد ما اسّس الأنبياء

فها نحن جئنا نحنُّ اليكْ

بحقّ الهداة الكرام عليكْ

إلـ~ـهي بحقِّ الرَّسول الأمينْ

جسيم الأيادي على العالمينْ

بحقِّ الوصيِّ أخيه السريّ

بمجد سنيٍّ وعزٍّ عليّ

وصيِّ الرَّسول بأمر حكيمْ

أتى من لدنك بلطف عميمْ

سليل الخليل وليد الحرمْ

عديل النبي في معالي الشيمْ

ضياء الرّشاد بهاء الهدى

امام العباد رواء النّدى

وليُّ الأنام نبصِّ الغديرْ

أمير الكرام ونعم الأميرْ

القصيدة

( الشاعر )

علم الهدى محمّد بن المولى محمّد محسن بن مرتضى الكاشاني، نيقدٌ تبرّز علماً وأدبا وتقدّم فضلاً وحسبا، وجمع الفضايل موروثاً ومكتسباً، هو ابن المحقّق الفيض علم الفقه وراية الحديث، ومنار الفلسفة، ومعدن العرفان، وطود الأخلاق، وعباب العلوم والمعارف، هو ابن ذلك الفذّ الذي قلَّ ما أنتج شكل الدَّهر بمثيله، وعقمت الأيّام عن أن تأتي بمشبهه.

٣٦٢

والمترجم له مقتفٍ أثر والده المقدّس، وتشفُّ عن تضلّعه من العلوم آثار الباقية، منها كتاب المواعظ البالغ عشرين ألف بيت، وفهرس الوافي لوالده الفيض، وحواش على الوافي، وتعاليق على مفاتيح الشّرايع لوالده، كتاب تحفة الأبرار الفارسي في الاُصول الخمسة، والأعمال الحسنة والسيّئة ألّفه سنة ١١٠٠، كتاب العلماء في فضائلهم وانّهم خلفاء الأئمّة عليهم السّلام، مرآت الجنان في الأدعية، رموزٌ إلـ~ـهيّ فارسيّ في الأدعية والأعمال اليوميّة والأحراز والعوذات، كتاب سرور صدور الأولياء في كيفية الصّلاة على المصطفى وآله، وفيه قصيدته الّتي أخذنا منها ما ذكرناه، وقال صاحب الرّوضات ص ٥٤٣: انّ له كتابٌ لطيفٌ بالفارسيّة جمع فيه بين الاُصول والفروع والأخلاق، وينسب اليه ايضاً خطبٌ ورسائل منيفة اهـ. وترجمه سيّدنا صدر الدّين الكاظمي في [ تكملة الأمل ] وقال: عالمٌ فاضلٌ محدّثٌ فقيهٌ رجاليّ جيّد الطريقة حسن الخطّ فاضل في الأدب خبيرٌ بالحكمة، جامعٌ لفضائل رأيت من مصنّفاته نضد الايضاح، وكتاب معادن الحكم في مكاتيب الأئمة عليهم السَّلام ( إنتهى ملخصا ) وترجمه صاحب ( نجوم السّماء ) في ص ٢٢٥ وقال: تلمّذ على والده له كتاب نضد الايضاح، رتَّب كتاب ايضاح الإشتباه للعلّامة الحلّي على أحسن نمط وطبع مع فهرست الشّيخ(١) اهـ

لم نقف علي تاريخي ولادة المترجم له ووفاته غير انّه استنسخ نخبة والده سنة ١٠٥٥ وبطبع الحال انّه كان في ذلك التاريخ بالغاً مبالغ الرّجال ولا أقلّ من أن يكون مراهقاً وذكر ولده الشيخ جمال الدّين اسحاق على ظهر بعض كتبه ودعا له بدوام الظلّ في سنة ١١١٢، فكان حيّاً بين التّاريخين لكنّه يظهر ممّا كتبه ولده الآخر المولى نصير الدّين سليمان سنة ١١٢٣ على مفاتيح الشّرايع لجدّه وترحّمه على والده أنّه توفّي قبل السنة المذكورة، فتكون وفاته بين التاريخين الأخيرين، ويقدّر عمره بما يتراوح بين السّبعين والثمانين.

____________________

١ - فى ليدن سنة ١٢٧١.

٣٦٣

القرن الثّاني عشر

_ ٩٩ _

الشيخ علي العاملي

أجل حديث الصّبا والخرّد الغيد

لمستهام كئيب القلب معمودِ

واستمطر الدمع من جفني القريح على

شرخ الشّباب وعصر غير مردودِ

وامنح أبثّك حزناً عن رسيس هوى

وعن فؤادٍ بنار البين موقودِ

إلى أن يتخلّص إلى مدح أمير المؤمنينعليه‌السلام ويقول:

المنهل العذب للظامي أبا حسن

ومن لكلّ مُضام خير مورودِ

والطّاهر النسب السّامي من امتنعت

صفاته الغرّ عن حصرٍ وتحديدِ

مولى إذا عدَّ ذو مجد وذو شرف

يوم الفخار تجده خير معدودِ

وكلّ محمود أوصاف يُقاس به

يغدو لديه ذميماً غير محمودِ

يمّم إليه ونكّب كلّ مقتصد

من الأنام تجده خير مقصودِ

هو الجواد ومن ساواه ممتنع

الوجود في كلّ عصر غير موجودِ

مجيب كلّ مُضام عند نازلة

ملبّياً وكفى عوناً إذا نوديِ

مولى البريَّة والمعنيّ في سور

الذّكر الحكيم بمدح غير محدودِ

من قد أعاد الهدى من بعد ما درست

أعلامه أبداً من بعد تشييدِ

ومهّد الحقَّ والإسلام حين عفت

رسومه وتوارى أيّ تمهيدِ

ففي المكارم يُدعى بابن بجدتها

وفي الملاحم مقدام الصّناديدِ

لذاك ألقى رسول الله حيث طما

بحر الهياج إليه بالمقاليدِ

وقال في يوم « خمّ » حين قال له

جبريل: بلّغ مقالاً غير مردودِ

: من كنت مولاه حقّا فالوصيُّ له

مولى على شاهد منهم ومشهودِ

القائد الخيل في الهيجاء مقرنة

من النجائب بالمهريّة القودِ

[ القصيدة وهي كبيرة جدّاً ]

٣٦٤

( الشاعر )

الشيخ علي بن أحمد الفقيه العادلي العامليّ الغرويّ. من رجال عاملة القاطنين بالعراق، موصوف بالعلم والأدب والفضيلة، وقفت على ديوانه وقد كتب على ظهره هذا ديوان الشيخ الإمام العلّامة، فريد دهره، ووحيد عصره، وقدوة الاُدباء، وقبلة الشّعراء، الشّاعر الأديب الأريب النبيه علّي بن أحمد الفقيه العاملي نسباً والغرويّ مولداً ومسكناً.ه

قرأ على المدرّس الشّريف الأوحد السيّد نصر الله الحايري، وبأمره دوَّن شعره وقال في اوَّل ديوانه ما ملخّصه: اجتمعت مع السيّد نصر الله بن حسين بن إسماعيل الحسيني فأمرني بأن أجمع شمل ما نظمت من القوافي بعد الشّتات، واُؤلّف بينهنَّ مدوَّناً، ولعمري انَّ أمره لمطاع، ومخالفته لا تُستطاع، فامتثلت لما أشار إليه، وأجبت ملبّياً لما دعاني بالحثِّ عليه.

ولاستاذه السيّد المدرّس ثناه على ديوانه بقوله:

ديوان مولانا عليّ ذي النَّدى

كالرّوض إذ قد جاده سحابه

قد ضمّن اللؤلؤ إلّا أنّه

[ عذبٌ فراتٌ سائغٌ شرابه ](١)

رتَّب المترجم له ديوانه على مقدّمة وأبواب وخاتمة، كان رحمه الله رحّالة تجوّل في بلاد ايران ونزل بشيراز واصفهان، وغادرها إلى النجف الأشرف سنة ١١٢٠، وله في الباب الخامس من ديوانه قصيدة يمدح بها السيّد المدّرس الحائري سنة ١١٢٢ مجيباً قصيدة السيّد التي مدحه بها وهي تعرب عن مقامه الشّامخ في الفضائل، ونبوغه في الأدب، وتحلّيه بالنفسيّات الكريمة، ألا وهي:

قم فاجلُ شمس الرّاح للندماء

كي تنجلي فيها دُجى الغمّاءِ

فمجامر الأزهار فاح أريجها

عبقاً بنار البرق ذي الألاءِ

والطلّ فوق الورد أضحى حاكياً

صدغاً أحاط بوجنة حمراءِ

ولئالئ الأنداء قد لاحت ضحىً

بشقائق راقت لعين الرّائيِ

____________________

١ - يوجد فى ديوانه ص ٢٤٦.

٣٦٥

فكأنّها نطف الدّموع تدافعت

في حرف جفن المقلة الرّمداءِ

فانشط وأسرج لى كميتاً روّضت

بعد الشّماس بمزجها بالماءِ

تجري بمضمار اللّهى لكن غدا

عوض القتام لها دخان كباءِ

شمطاء ترقص في الزّجاج وإنّما

برد الوقار يرى على الشمطاءِ

يا حبّذا وقد اجتلاها أهيف

نشوان من غنج ومن صهباءِ

ما لاح لي ظبيٌ سواه مقرِّطاً

ومقلّداً بالنّجم والجوزاءِ

وسوى ( عليّ ) ذي المعالي ما انجلى

قمرٌ يمدُّ الشّمس بالأضواءِ

ربّ المفاخر من سما أوج السّما

بمكارم جلّت عن الإحصاءِ

ندبٌ يرى بدل الرّغائب واجباً

للمجتدي والدّهر ذو أكداءِ

ذو هيبة بالبشر شيبت مثلما

يبدي السّحاب النّار ضمن الماءِ

راحاته الرّاحات تولي والعنا

للأولياء له وللأعداءِ

الثاقب الآراء نجل الثّاقب الآ

راء نجل الثاقب الآراءِ

يهتزُّ عند الحمد إلّا إنّه

عند النّوائب ثابت الأرجاءِ

مولى إذا اسوَّد الزمان وأمّه

عافٌ حباه باليد البيضاءِ

وإذا عتا فرعون فقر مؤمّل

ألقاه من جدواه في دأماءِ

لم تسمع العوراء منه وطالما

أطفى توقّد فتنة عمياءِ

من معشر حازوا النُّهى بفخارهم

قد حبّرت ديباجة العلياءِ

لا ينصتون إلى الغنا ولطالما

نال الغنيُّ بهم ذوو استجداءِ

ما أشرعوا الأرماح إلا أشرقوهـ

ـا من دم الأقران في الهيجاءِ

تهديهمُ بدجى القتام غرائم

لهمُ غدت تحكي نجوم سماءِ

غارت رماح الخطّ من أقلامهم

فلذلك ارتعدت لدى الهيجاءِ

فلكم زها فوق الطّروس بطلّها

زهرٌ له كمٌّ من الأحشاءِ؟

زهرٌ يلوح الدّهرِ غضّاً ناضراً

والزّهر يذبل عند فقد الماءِ

ولكم سبت عقلاً بسحر بيانها

وبحكمة من شعرها غرّاءِ

يا صاحب الفضل الّذي من فضله

يُجنى جنيّ بلاغة البلغاءِ

٣٦٦

خذ روض مدح لم يجده القطر بل

قد جاد منبته وليّ ولاءِ

يبدي الشّذى منه قبول قبولكم

لو حبّ في أسحار حسن رجائي

فأعوذ بالرَّحمن من أن يغتدي

بهجير هجرك شاحب الأرجاء

لا زال قدرك كاسمك السّامي الذي

قد سار في الآفاق سير ذكاء

ما خاط أجفان الورى وسنٌ وما

شقَّ الصّباح غلاله الظلماء

ولشاعرنا العامليّ قصائد طوال في مدح الإمام أمير المؤمنين ورثاء ولده الإمام السبط الشّهيد سلام الله عليهما، ومن مديحه أمير المؤمنين قصيدة أوّلها:

الدّهر أصبح لي معاندْ

وسطى عليَّ وصال عامدْ

وأشارت الأيّام نحوي

بالمكاره و المكائدْ

إلى أن يقول:

يا سعد وقّيت النّوى

وكفيت منها ما أكابدْ

بالله إن جزت الغريَّ

فعج على خير المشاهدْ

وقف الرّكاب ونادها

هنّيت في نيل المقاصدْ

واخلع بها نعليك ملتثم

الثّرى لله ساجدْ

واعمد إلى تقبيل أعتاب

الإمام البرِّ عامدْ

مولى البريَّة ذي التّقى

علَم الهدى حاوي المحامدْ

نجل الغطارفة الكرام

الأريحيّين الأماجدْ

كالبحر إلّا إنَّه

عذب المصادر والمواردْ

وقل: السّلام عليك يا

كهف النجاة لكل وافدْ!

ومحطُّ رحل المستضام

المستجير و كلّ واردْ

يا آية الله الّتي

ظهرت فأعيت كلّ جاحدْ!

والحجّة الكبرى المناطة

بالأقارب والأباعدْ

لولاك ما اتّضح الرّشاد

ولا اهتدى فيه المعاندْ

كلّا ونيران الضّلالة لم

تكن أبداً خوامدْ

والدّين كان بناؤه

لولاك منهدّ القواعدْ

٣٦٧

حارت بك الأوهام و

اختلفت بمعناك العقايدْ

فمن اقتدى بك اهتدى

وهوى ضلالاً عنك حايدْ

يا من نعوذ باسمه

من كلّ شيطان وماردْ!

وبه نلوذ من الزَّمان

وحين نودع في الملاحدْ

أنت المرجّى في الفوادح

والمؤمّل في الشّدايدْ

مولاي معتقدي بإنّك

علّة الأشياء واحدْ

ومعاد أجسام الورى

يوم المعاد عليك عايدْ

فلذلك الله العليّ

براك في الكونين قائدْ

تدعو الأنام إلى الهدىّ

وعليهمُ في ذاك شاهدْ

خذها أبا حسن! إلى

علياك أبكاراً خرائدْ

٣٦٨

القرن الثاني عشر

١٠٠

المولى مسيحا الفسوى

المولود ١٠٣٧

المتوفى ١١٢٧

ما ارتحت مذ ركبت للبين جيراني

يا صاحبيَّ! باتلافي أجيراني

يقول فيها:

فضلي ومجدي وإتقاني ومعرفتي

عادت بأجمعها أسباب حرماني

لو قلّب الدّهر أوراقي لصادفها

آيات لقمان في أشعار حسّانِ

دنياي قد ثكلتني فهي باكيةٌ

نجومها الدَّمع والعينان عيناني

واسوء بسط يد غلّت إلى عنقي

حتّى بدى المزن بالأمطار باراني

وقوَّست ألفي كالنّون من نصب

فكاد ينقلب ايران نيراني

فيما ارتقابي سحباً غير ماطرة؟

إلى مَ أرضى بأرض ليس ترعاني؟!

من لي بعاصف شملال يبلّغني

إلى الغريِّ فيلقيني وينساني؟!

إلى الّذي فرض الرّحمان طاعته

على البريَّة من جنٍّ وإنسانِ

عليّ المرتضى الحاوي مدائحه

أسفار توراة بل آيات فرقانِ

ما أستعين بشملالٍ ولا قدم

من ترب ساحته طوبى لأجفاني

تنزَّه الربُّ عن مثل يخبّرنا

بأنَّه ورسول الله سيّانِ

كأنَّ رحمته في طيِّ سطوته

آرام وجرة في آساد خفّانِ

عمَّ الورى كرماً فاق الذرى شمماً

روَّى الثرى عنماً من نحر فرسانِ

فالدّين منتظمٌ والشَّمل ملتئمٌ

والكفر منهدمٌ من سيفه القانيِ

كالبرق في بَسم والنّار في ضرم

والماء في سجم من نهر افنانِ

فقاره وهي في غمد تجلّلها

آي الوعيد حواها جلد قرآنِ

٣٦٩

قد اقتدى برسول الله في ظُلم

والنّاس طرّاً عكوفٌ عند أوثان

تعساً لهم كيف ضلّوا بعد ما ظهرت

لهم بوارق آيات وبرهانِ؟

فهل اُريد سواه حيث قيل لهم

: هذا عليٌّ فمن والاه والاني؟

هل رُدَّت الشمس يوماً لابن حنتمة؟

أو هل هوى كوكبٌ في بيت عثمانِ؟

هل جاد يوماً أبو بكر بخاتمه

مناجياً بين تحريمٍ وأركانِ؟

وهل تظنُّ تعالوا ندع أنفسنا

في غيره نزلت؟ عن ذاك حاشاني

أخصّ بالسّطل والمنديل واحدهم؟

أم استحبّوا بتفّاح ورمّانِ؟

أم ريثما صال عمروٌ بين أظهرهم

سواه صبّغ منه السّيف بالقاني؟

أم خيبر كان وافى قبله بطلاً؟

سل المصاريع من مرصوص بنيانِ

أشالها لجميع الجند قنطرة؟

يجيزها الكلّ من رجل وركبانِ؟

أم ريثما انهزم الأصحاب في اُحد

وظلَّ خير الورى فرداً بلا ثانِ

من عصبة الشّرك صفّت حوله فئةٌ

ذات المخالب في أرياش عقبانِ

سواه حامى رسول الله يطعنهم

بسمهريّ يُحاكي لدغ ثعبانِ؟

بالسّيف والرّمح والانصال دافعهم

عن الرَّسول باخلاصٍ وايقانِ

حتّى تبدَّد أهل الشّرك وانهزموا

شبه الحنادس إذ تمحى بنيرانِ

والقوم بشَّرهم إبليس من كذب

بقتل « أحمد » مصروعاً بميدانِ

فارتاح أنفسهم سرّاً وقد ستروا

أسرارهم خوف أبصار وآذانِ

وهل تصدَّق للنجوى سواه فتىً

وقد مضى قبل نسخ الحكم يومانِ؟

هل في فراش رسول الله بات فتىً

سواه إذ حفَّ من نصل بنيرانِ؟

لولاه لم يجدوا كفواً لفاطمة

لولاه لم يفهموا أسرار فرقانِ

لولاه كان رسول الله ذا عقم

لولاه ما اتَّقدت مشكاة ايمانِ

لولاه لم يك سقف الدّين ذا عمد

لولاه لانهدمت أركانه الواني(١)

لولاه ما خلقت أرض ولا فلكٌ

لولاه لم يقترن بالأوّل الثاني

هو الّذي كان بيت الله مولده

فطهَّر البيت من أرجاس أوثانِ

____________________

١ - الواني: الضعيف البدن. يقال: نسيم وان: ضعيف الهبوب.

٣٧٠

هو الّذي من رسول الله كان له

مقام هارون من موسى بن عمرانِ

هو الّذي صار عرش الرَّب ذا شنفٍ

إذ صار قرطيه إبناه الكريمانِ

أقدامه مسحت ظهراً به مسحت

يد الإله لتبريدٍ وإحسانِ

يا واضعاً قدميه حيثما وضعت

يد الإله عليه عزَّ من شانِ

رحب الأكفِّ إذا فاضت أنامله

لو لم يقل حسب ثنّى يوم طوفانِ

لو ظلَّ تحت لواه في الوغا علم

تراه ترتجُّ حنواً نحو ميدانِ

ما تستقرُّ الرواسي تحت صارمه

كالطود تندكُّ من اُسّ وبنيانِ

لولا الوصيّة فالشيخان أربعةٌ

يوم السَّقيفة بل عثمان إثنانِ

فيا عجيباً من الدّنيا وعادتها

أن لا يساعد غير الوغد والدّاني

من كان نصُّ رسول الله عيَّنه

لإمرة الشَّرع تبليغاً باعلانِ

يوم الجماهير في بيداء قد ملأت

بكلّ من كان من أعقاب عدنانِ

وقال صحب رسول الله قاطبة

: بخٍ لذاك وكان الأوّل الثاني(١)

من بعد ما شدّد الرّحمان إمرته

على الرّسول بإحكام وإتقانِ

فقال: بلّغ وإلّا فادر اِنّك ما

بلّغت حقّ رسالاتي وتبياني

تقدّمته اُناس ليس عيَّنهم

نصّ الإ~له ولا منطوق برهانِ

لا أضحك الله سنَّ الدهر إنّ له

قواعد عدلت عن كلّ ميزانِ

بصفو حبّك قد أحييت مهتدياً

فدتك نفسي يا ديني و ايماني

ودرّ فيضك ما دار السّما وجرى

ودام ظلّك ما كّر الجديدانِ

( ما يتبع الشعر )

القصيدة توجد برمّتها ٩١ بيتاً في الجزء الثاني من كتاب ( الرّائق ) للعلّامة السيّد أحمد العطّار، وتذكر منها ٨٩ بيتاً في ( نجوم السّماء ) ص ١٩٧، وجملة منها مذكورةٌ في ( فارسنامهء ناصري ) ج ٢: ٢٣٠، وعدّةٌ منها توجد في هامش ( نهج البلاغة ) المطبوع في ايران سنة ١٣١٠، وخمّس العلّامة الأوحد السيّد محمّد حسين الشّهرستاني المتوفّى

____________________

١ - كان اول من خاطب الامام عليه‌ السلام يوم غدير خم مبخبخاً عمر بن الخطاب وهو ثاني من تقمّص الخلافة.

٣٧١

١٣١٥(١) من هذه القصيدة واحداً وأربعين بيتاً، وبدأ بالبيت الحادي عشر أوّله:

أمسيت والهمّ في ايران يطرقني

والكرب طول اللّيالي ما يفارقني

وذكر من حلَّ في كوفان يقلقني

من لي بعاصف شملال يبلّغني

إلى الغريّ فيلقيني وينساني؟

إلى الّذي طهّر الجبّار طينته

إلى الّذي بشّر المختار شيعته

إلى الّذي أوجب القربى مودَّته

إلى الّذي فرض الرّحمان طاعته

على البريَّة من جنّ وإنسان

( الشاعر )

المولى محمّد مسيح الشهير بمسيحا ابن المولى اسماعيل فدشكوئي الفسوي المتخلّص ( بمعنى ) في شعره الفارسي، وبمسيح في العربيّ منه، عالمٌ فيلسوف، وحكيمٌ بارع، و فقيهٌ متضلّع، وأديبٌ شاعر، وخطيبٌ كاتب، مذكور بالثَّناء الجميل في سوانح تلميذه الشيخ علي الحزين، ونجوم السَّماء ص ١٩٥، وفارسنامهء ناصري ٢: ٢٣٠، وغيرها أخذ العلم عن استاد الكلّ آقا حسين الخوانساري، وأخذ عنه كثيرون من العلماء، تقلّد شيخوخة الإسلام بشيراز على عهد السّلطان شاه سليمان، وشاه السّلطان حسين، وله يوم تسنَّما عرش الملك خطبٌ بليغة، توفّي سنة ١١٢٧ عن عمر يقدّر بالتسعين، وخلف آثاراً قيّمة لا يستهان بها منها: إثبات الواجب، ورسالة فارسيّة في القصر والإتمام، وحواشي على حاشية الخفري على شرح التجريه، ذكرها له شيخنا القمي في الفوائد الرّضويّة ١ ص ٦٤٣ وقال: رآها في كرمانشاه.

____________________

١ - أحد شعراء الغدير يأتى ذكره فى شعراء القرن الرابع عشر.

٣٧٢

القرن الثاني عشر

١٠١

ابن بشارة الغروى

المتوفى بعد ١١٣٨

تلك الديار تغيَّرت آثارها

وتغيّبت تحت الثّرى أقمارها

دارٌ لقد أخفى الِبلى أضوائها

ومن السّحائب جادها مدرارها

إلى أن قال:

أنا سيّد الشّعراء غير مدافع

وإذا نثرت فانّني نثّارها

وأقودهم نحو الجنان ورايتي

بيضاء تلمع فوقهم أنوارها

إذ كنت مادح حيدر ربّ التقى

فخر البريَّة حصنهم كرّارها

ليثٌ إذا حمي الوطيس وزمجرت

فرسانها والحرب طار شرارها(١)

يسطو بأعظم صولة روّاعة

منها الكمات تصرَّمت أعمارها(٢)

وإذا الخيول الصّافنات تسابقت

يوم البراز فسبقه نحّارها

صهر النبيّ أبو الأئمّة خيرهم

وبه الخلافة قد سما مقدارها

بغدير خمّ للولاية حازها

حقّاً وليس بممكن إنكارها

وإذا رقى للوعظ صهوة منبر

يصغي لزاجر وعظه جبّارها

وبراحتيه تفجّرت عين النّدى

فالواردون جميعهم يمتارها

وله العلوم الفايضات على الورى

فيض الغمايم إذ هما مهمارها

( نهج البلاغة ) من جواهر لفظه

فيه العلوم تبيَّنت أسرارها

لولاه ما عُبد الإلـ~ـه بأرضه

يوماً ولا بخعت له كفّارها(٣)

____________________

١ - زمجرت: اكثرت الصياح والصخب. تزمجر الاسد: ردّد الزئير.

٢ - الكمات ج الكمىّ: الشجاع أو لابس السلاح.

٣ - ذكرها في كتابه « نشوة السلافة » وهي تناهز الخمسين بيتاً.

٣٧٣

( الشاعر )

أبو الرّضا الشيخ محمّد علي بن بشارة من آل موحي الخيقاني النجفي، أوحديٌّ حقّت له العبقريّة والنبوغ، وفذُّ من أفذاذ الفضيلة، برع في فنون الشّعر والأدب، ورث فضله الكثار وأدبه الموصوف عن أبيه العلّامة الشّاعر المفلق الشيخ بشارة، وعاصر نوابغ العلم وأساتذة البيان وأخذ منهم، ونال من الفضل حظّه الوافر، ونصيبه المقدَّر، فأطروه و وأثنوا عليه، وعدَّ من رجال تلك الحلقة، وأبقى شعره وأدبه له ذكرى خالدة، وسجّلت آثاره القيّمة العلميّة والأدبيّة في صفحة التّاريخ له غرراً ودرراً تُذكر وتُشكر، منها [ نشوة السّلافة ومحلّ الإضافة ] قرّظها السيّد حسين بن الأمير رشيد الآتي ذكره، وقال الشّيخ أحمد النحويّ الحلّي مقرّظاً إيّاها:

يا أخا الفضل والمكارم والسؤ

دد والمجد والعلى والشّرافه

والأديب الأريب المصقع المد

ره ربّ الكمال ربّ الظرافه

أيّ درّ أودعت في صدف الطر

س غدا الدرُّ حاسداً أوصافه؟

لو رأى هذه الرّياض زهيرٌ

لتمنّى من زهرهنّ اقتطافه

لو درى عرفهنّ صاحب عرف الطيـ

ـب أبدى لطيبهنّ اعترافه

لو رأى جمعها عليٌّ(١) رأى الفضـ

ـل على جمعه لكم والانافه

قال: جمعي صبابة في إناء

من سلاف وذا حباب السّلافه

أيّ مستمتع لذي الفضل فيها

وبشتّى نكاتها واللّطافه؟

جئتها طاويَ الحشا فأضافتـ

ـني و قالت: هذا محلّ الإضافة

ومنها: نتائج الأفكار. قرَّظها المدرّس الأوحد السيّد نصر الله الحائري بقوله:

حيَّر عقلي ذا الكتاب الأنيق

فليس للوصف إليه طريقْ

رقيق لفظ جزل معنىً له

كلّ مجاميع البرايا رقيقْ

ما هو إلّا روضةٌ غضَّةٌ

شقيقها ليس له من شقيقْ

صاداتها الغدران همزاتها

حمايم تشدو بلحن أنيقْ

____________________

١ - يعنى السيد على خان المدنى صاحب « سلافة العصر » التى ألّف ابن بشارة نشوته تتميماً لها.

٣٧٤

كم نشق العشّاق من نفحها

نسيم أخبار اللّوي والعقيقْ؟

كم قد جلت أكؤس الفاظها

معانياً يخجل منها الرحيقْ؟

رصّعها صوب يراع الّذي

أصبح دوح الفضل فيه وريقْ

مولى جليل القدر في شانه

قد اغتدى صاحب فكر دقيقْ

لا زال ( نصر الله ) طول المدى

له رفيقاً فهو نعم الرّفيقْ

ومنها: شرح نهج البلاغة، وريحانة النحو. ذكرهما الشيخ أحمد النحويّ الحلّي في قصيدته الّتي مدحه بها أوّلها:

برزت فيا شمس النَّهار تستّري

خجلاً ويا زهر النّجوم تكدّري

فهي الّتي فاقت محاسن وجهها

حسن الغزالة والغزال الأحورِ

يقول فيها:

من آل موح شهب أفلاك العُلى

وبدور هالات النّدى والمفخرِ

وهم الغطارفة الّذين لبأسهم

ذهل الورى عن سطوة الإسكندرِ

وهم البرامكة الّذين بجودهم

نسي الورى فضل الرّبيع وجعفرِ

لم يخل عصرٌ منهمُ أبداً فهم

مثل الأهلّة في جباه الأعصرِ

لا سيّما العلَم الّذي دانت له الـ‍

ـأعلام ذو الفضل الّذي لم ينكرِ

ولقد كسا ( نهج البلاغة ) فكره

شرحاً فأظهر كلّ خافِ مضمرِ

وعجبت من [ ريحانة النحو ] الّتي

لم يذو ناصرها مرور الأعصرِ

فذروا [ السّلافة ](١) انّ في ديوانه

في كلِّ بيت منه حانة مسكرِ

ودعوا [ اليتيمة ](٢) انَّ بحر قريضه

قذفت سواحله صنوف الجوهرِ

ما [ دمية القصر ](٣) الّتي جمع الاولى

كخرائد برزت بأحسن منظرِ؟

يا صاحب الشَّرف الأثيل ومعدن الـ

ـكرم الجزيل وآية المستبصرِ

خذها إليك عروس فكرزفّها

صدق الوداد لكم وعذر مقصّرِ

____________________

١ - هى « سلافة القصر » للسيد على خان المدنى شارح الصحيفة الشريفة الآنف ذكره فى هذا الجزء ص ٣٤٤.

٢ - هى « يتيمة الدهر » للثعالبي كتاب أدبىّ ضخم فخم مطبوع فى اربع مجلدات.

٣ - « دمية القصر » تأليف الباخرزى مطبوع سائر دائر.

٣٧٥

فاسلك على رغم العدى سبل العُلى

واسحب على كيوان ذيل المفخرِ

ومنها: ديوان شعره الّذي وصفه السيّد المدرّس الحائري بقوله:

ديوان نجل المقتدى بشاره

لسائر الشّعر غدا إكليلا

ما هو إلّا جنّةٌ قد أزهرت

[ وذلّلت قطوفها تذليلا ]

وقوله فيه:

ألا قد غدا ديوان نجل بشارة

طراز دواوين الأنام بلا ريبِ

مهذَّبة أبياته كخلائقي

فليس به عيبٌ سوى عدم العيبِ

وللسيّد العلّامة المدّرس الحائري عدّة قواف في الثّناء على شاعرنا ابن بشارة منها:

سلامٌ يسحب الأذيال تيهاً

على هام الدّراري الثاقباتِ

أخصُّ به شقيق الصُّبح بشراً

سليل بشارة ذي المنقباتِ

فتىً أضحت بغيث نداه تزهو

أزاهير الأماني للعفاةِ

وراحت في صباح الرأي منه

تجابات دياجي المشكلاتِ

شأى قسّاً بلفظٍ راق رصفاً

ومعناً بالهبات الوافراتِ

له فكرٌ بأدنى الأرض لكن

له عزمٌ بأعلى النيّراتِ

ونظمٌ يشبه الأزهار لو لم

تعد بعد النّضارة ذابلاتِ

وبعدُ فإنَّ روض العيش أضحى

هشيماً ذا نواحٍ شاحباتِ

وقد كانت نواحيه قديماً

بطلّ البشر منكم زاهياتِ

وأمسى يا شهاب سما المعالي

مريد الوجد مخترقاً جهاتي

فعوّذني بكتبك من أذاه

فمالي غيرها من راقياتِ

ولا زالت جلابيب المعالي

بمجدكم المبجَّل معلماتِ

ومنها قوله:

سلامٌ كزهر الرّوض إذ جاده القطرُ

وكالدرِّ في اللألاء إذ حازه البحرُ

أخصّ به المولى سليل بشارة

أخي الفضل مَن في مدحه يزدهي الشّعرُ

سحاب النَّدى السهم الذي فاقت السّها

عزائمه وانقاد قنّاً له الدّهرُ

٣٧٦

فتىً فاز بالقدح المعلّى من العُلى

وحاز علوماً لا يُحيط بها الحصرُ

فما « القطب » ما « الرازي » وما جوهريّهم

إذا ما به قيسوا وما العضد ما الصّدرُ؟

مناقبه غرُّ مواهبه حيا

منازله خضرٌ مناصله حمرُ

طوى سبل العلياء في متن سابق

لهمّته القعساء عِثيره الفخرُ

وبعدُ: فإنَّ الحال من بعد بُعدكم

كحال رياض الحزن فارقها القطرُ

فللّه ليلات تقضّت بقربكم

ولم يندمن روضات وصلكم الزّهرُ

وإذ مورد اللّذات صاف وناظري

يزيل قذاه منظرٌ منكمُ نضرُ

فلا تقطعوا يوماً عن الصبِّ كتبكم

ففي نشرها للميت من بعدكم نشرُ

ولا برحت تبدو باُفق جبينكم

نجوم السّعود الزّهر ما نجم الزّهرُ

ومنها قوله مهنّئاً له بعيد النّحر:

نشر الرّبيع مطارف الأزهارِ

في طيّها نفحات مسك داريّ(١)

وخرائد الأغصان بالأكمام قد

رقصت بتشبيب النّسيم السّاري

وصوادح الأوراق في الأوراق قد

غنَّت بأعواد بلا أوتارِ

والظلٌّ ظلَّ محاكياً بدبيبه

خطَّ العذار بوجنة الأنهارِ

فبدار نجلو خمره تجلو العنا

عنّا ولا تركن إلى الأعذارِ

بكرٌ إذا ما قلّدت بحبابها

حلّت يمين مديرها بسوارِ

شمسٌ يطوف باُفق مجلسنا بها

قمرٌ تقلّد نحره بدراري

سلب السّلاف مذاقها وفعالها

برضابه وبطرفه السحّارِ

ساق تخال الثّغر منه لئالئاً

أو اُقحواناً لاح غبّ قطارِ

أو أحرفاً رقمت بكفِّ المجتبى

أعني سليل بشارة المغوارِ

ماء الطلاقة في أسرّة وجهه

يجري ونار سطاه ذلت شرار

مولى باُفق سما المناقب قد بدا

قمراً ولكن لم يرع بسرارِ

فبذاك يثمر قصد كلّ مؤمّل

وبهذه تُصلى مُنى الفخّارِ

شهمٌ لبيبٌ لم تلد امّ العُلى

ندّاً له في سائر الأعصارِ

____________________

١ - الدارى: العطار. نسبة إلى دارين بالبحرين كان يحمل إليها المسك من الهند.

٣٧٧

ندسٌ بديع بنانه قد راح عن

وجه المعاني كاشف الأستارِ

ولقد غدا صرف الزّمان يُصدُّ عن

مَن نحوه أضحى مريد جوارِ

نعمٌ تعمُّ عموم هطّال الحيا

لكنّها جلّت عن الاضرارِ

وشمائلٌ كالرّوض لولا انّه

يذوي لفقد العارض المدرارِ

أقلامه قد قلّمت ما طال للأخـ

ـطاب والأخطار من أظفارِ

ودواته أدوت وداوت كاشحاً

ومؤمّلاً جدواه ذا اعسارِ

من آل خاقان الّذين وجوههم

عند اسوداد النّقع كالأقمارِ

قومٌ إذا شاموا الصّوارم اغمدت

في جيد كلِّ مملّك كرّارِ

وإذا هم اعتقلوا الذوابل في الوغي

آبت نواضر بالنجيع الجاري

أخبارهم بسواد كلِّ دجنّة

حرّرن فوق بياض كلِّ نهارِ

يا من له بأسٌ يحاكي الصّخر في

خلق أرقّ من النّسيم السّاري

وعلاً تناسق كابراً عن كابر

يحكي أنابيب القنا الخطّار

وافاك عيد النّحر طلقاً وجهه

يحكي رقيق نسيمه أشعاري

عبدٌ يعود عليكمُ بمسرَّة

محمودة الايراد والإصدارِ

لا زالت الأيدي تشير إليكمُ

شبه الهلال عشيّة الإفطارِ

وبقيت ترفل من علاك بحلّة

فضفاضة قد طرّزت بفخارِ

وله مراسلاً إيّاه لازماً الجناس المذيّل قوله:

لعمرك إنَّ دمع العين جارٍ

لأنّي حنظل التفريق جارعْ

وما لي غير شهد الوصل شافٍ

فهل لي في اجتناء منه شافعْ؟

وقلبي للوصول إليك صادٍ

ونظمي بالثّناء عليك صادعْ

و همّي ليثه الفتّاك ضارٍ

ولولاه لما أمسيت ضارعْ

ولوني أصغرٌ والدَّ مع قانٍ

وطرفي منكم بالطّيف قانعْ

ومذ غبتم فصبحي شبه قارٍ

لديَّ وإصبعي للسنِّ قارعْ

وإنّي للتواصل منك راجٍ

فهل ذاك الزمان العذب راجعْ؟

وإنّي بالّذي تهواه راضٍ

أيا مولى لدرِّ الفضل راضعْ!

٣٧٨

فيالك من كريم الأصل سامٍ

لهمس المجتدين نداه سامعْ

هزبرٌ عنه سيف الضدِّ نابٍ

وينبوع الفضائل منه نابعْ

وطرف الخائف المذعور ساجٍ

بمغناه وطير المدح ساجعْ

وبحر علومه للنّاس طامٍ

فكلٌّ منهم بالريّ طامعْ

وغيث نداه طول الدَّهر هامٍ

وغيث الاُفق بعض العام هامعْ

ومعشره اُولو سَلَم وضالٍ(١)

لديهم سابق الكرماء ضالعْ

له سيفٌ غداة الحرب دامٍ

وطرفٌ خشية الجبّار دامعْ

ونسكٌ من رياء الخدع خالٍ

وطبعٌ للخلاعة راح خالعْ

وشعرٌ رائقٌ كشراب جامٍ

لحسن نفائس الأشعار جامعْ

وقلبٌ قلّب في الحرب ساطٍ

ووجهٌ في ظلام الخطب ساطعْ

واحسانٌ لحرِّ المدح شارٍ

ورمح عزيمة ما زال شارعْ

حليمٌ للعدى بالصّفح جازٍ

ومن هول الحوادث غير جازعْ

وزاكٍ علمه للجهل نافٍ

وطبٌّ إن يضرّك فهو نافعْ

وشهمٌ ماله في النّاس زارٍ

لِحبِّ هواه في الأحشاء زارعْ

لما لا يرتضيه الله قالٍ

ألَم تره لضرس هواه قالعْ؟

وقاه الله نظرة كلِّ راءٍ

فإنَّ جماله للعقل رائعْ

ومنها قوله حينما اهدى إليه ماء ورد:

يا أيّها المولى الّذي

هو من ( أياس ) اليوم أذكى

وجَّهت نحوك ماء ورَ

دٍ من أريج المسك أذكى

فاقبله من حبٍّ جوا

ه في حشاه النّار أذكى

ومنها قوله مراسلاً إيّاه:

سلامٌ لا لأوّله بدايه

ولا يلفى لآخره نهايه

عليّ ابن بشارة المولى الّذي قد

تجاوز في المعالي كلَّ غايه

فتىً برق البشاشة في المحيّا

على طيب الاُرومة منه آيه

____________________

١ - السلم والضال: نوعان من الشجر.

٣٧٩

جليل القدر محمود السَّجايا

على كلّ القلوب له الولايه

روى الإحسان عن جدٍّ فجدٍّ

وقد صحَّت له تلك الرّوايه

فلو وافاه يوم الجدب عافٍ

أباح له حمى روض الرّعايه

إذا ما جنَّ للأشكال ليلٌ

ترى مثل الصّباح الطلق رأيه

وإن حسرت لثاماً حرب بحث

فليس لها بكفِّ سواه رايه

له وجهٌ حكاه البدر حسناً

وما من ريبه في ذي الحكايه

وفيّ العهد زاكي الجدّ مولى

سلامة ذاته أقصى منايه

ولمـّا كان في ذا العصر فرداً

مدحناه بعنوان الكنايه

وأنّى يمكن التّصريح باسم

بأعلى العرش خطّته العنايه؟

فسدّد رأيه يا ربّ لطفاً

وجنّبه الضّلالة والغوايه

وألبسه من الإنعام برداً

موشّى بالكلائة والحمايه

إلى غيرها من قصائد توجد في ديوان الشّريف السيّد المدرّس في ثناء المترجم له، وهي تُعرب عن مكانته العالية في الفضائل والفواضل، وتحلّيه بنفسيّات كريمة و ملكات فاضلة.

ومن شعر شاعرنا ( ابن بشارة ) قوله في كتابه ( نشوة السّلافة ) يمدح به مولانا امير المؤمنينعليه‌السلام ، جارى به قصيدة السيّد علي خان المدني المذكورة ص ٣٥٠:

من ظلمة اللّيل لي المأنسُ

إذ فيه تبدو الشّهب الكنّسُ

والطّيف يأتيني به زائراً

وتارة صاحبه بغلسُ(١)

ولم نراقب من رقيب الهوى

خوفاً ولا تبصرنا الحرَّس

ومن رياض الوصل كم نجتني

زواهراً تحيى بها الأنفسُ

كم ليلة بتُّ بظلمائها

معانقاً للحبِّ لا أدنسُ(٢)

حتّى هوت للغرب شهب الدّجا

والنّجم في اسرائه ينعسُ(٣)

____________________

١ - الغلس: ظلمة آخر الليل أغلس: صار يغلس.

٢ - دنس: تلطّخ بمكروه أو قبيح

٣ - من تناعس البرق: فتر.

٣٨٠

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402