موسوعة حديث الثقلين الجزء ١

موسوعة حديث الثقلين0%

موسوعة حديث الثقلين مؤلف:
الناشر: ستارة
تصنيف: مفاهيم عقائدية
ISBN: 978-600-5213-63-8
الصفحات: 619

موسوعة حديث الثقلين

مؤلف: مركز الأبحاث العقائديّة
الناشر: ستارة
تصنيف:

ISBN: 978-600-5213-63-8
الصفحات: 619
المشاهدات: 149436
تحميل: 3936


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 3 الجزء 4
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 619 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 149436 / تحميل: 3936
الحجم الحجم الحجم
موسوعة حديث الثقلين

موسوعة حديث الثقلين الجزء 1

مؤلف:
الناشر: ستارة
ISBN: 978-600-5213-63-8
العربية

ثمّ قال في الحديث الأوّل :

قال الشيخ الكامل العادل العابد الزاهد المتكلّم الخبير الفقيه النحرير النبيل الجليل أبو محمّد الفضل بن شاذان بن الخليل ـ برّد الله مضجعه ، وجعل في الفردوس إلى الأئمّة الطاهرين مرجعه ـ في كتابه الموسوم بإثبات الرجعة :(١) .

ثمّ أرجع إلى الفضل بن شاذان إلى آخر كتابه ، وصرّح في بعض الموارد باسم كتاب إثبات الرجعة.

وقال في الحديث الثاني : وابن شاذان ـ عليه الرحمة والغفران ـ في كتاب إثبات الرجعة عنون باباً مشتملا على مثل هذه الأحاديث ، سمّاه ( شدّة النهي عن التوقيت )(٢) ، ثمّ ذكر حديثاً من هذا الباب.

أقول : ومن هذا يعلم أنّه قد رأى كتاب إثبات الرجعة وكان عنده ، فإنّ نفس هذا الحديث موجود في منتخب إثبات الرجعة(٣) الذي كان عند الحرّ العاملي من دون ذكر عنوان للباب قبله ، بل إنّ كلّ المنتخب ليس فيه أبواب.

ثمّ قال : قال الشيخ أبو جعفر الطوسي في كتاب الغيبة : أمّا وقت خروجه فليس بمعلوم لنا على التفصيل ، بل هو مغيّب عنّا إلى أن يأذن الله بالفرج ، ثمّ نقل عدّة أحاديث في هذا الباب ، ذكر ابن شاذان ـ رحمة الله عليه ـ في سندها ، وهذه الأحاديث مع أحاديث أُخرى في هذا المعنى رأيتها في كتاب إثبات الرجعة ، منها ما قاله الشيخ أبو جعفر : ـ وروى حديثين عن الغيبة للطوسي ـ ، ثمّ قال ـ بعد الحديث الثاني ـ : وهذا الحديث رواه ابن شاذان بعدّة أسانيد صحيحة(٤) .

____________

١ ـ گزيده ( أي خلاصة ) كفاية المهتدي : ١٣ ، الحديث الأوّل.

٢ ـ كزيدة ( أي خلاصة ) كفاية المهتدي : ٢٧ ، الحديث الثاني.

٣ ـ الحديث رقم (٢) في مختصر إثبات الرجعة.

٤ ـ گزيده ( أي خلاصة ) كفاية المهتدي : ٢٩ ـ ٣٠ ، و ٢٦٥.

١٢١

ومن قوله هذا يظهر أنّ ما رواه الشيخ الطوسي ( ت ٤٦٠ هـ ) في الغيبة عن طريق ابن شاذان هو من كتابه إثبات الرجعة ، ولا أقلّ أغلبها ، وقد ذكر الطوسي في الفهرست طريقه إلى الفضل ، هكذا :

أخبرنا ( برواياته وكتبه ) أبو عبد الله ، عن محمّد بن علي بن الحسين ، عن محمّد بن الحسن ، عن أحمد بن إدريس ، عن علي بن محمّد بن قتيبة ، عن الفضل.

ورواها محمّد بن علي بن الحسين ، عن حمزة بن محمّد العلوي ، عن أبي نصر قنبر بن علي بن شاذان ، عن أبيه ، عن الفضل(١) .

وذكر طريقه في التهذيب ، هكذا : ومن جملة ما ذكرته عن الفضل بن شاذان ، ما رويته بهذه الأسانيد ، عن محمّد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ومحمّد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان(٢) .

وقال العلاّمة ( ت ٧٢٦ هـ ) في الخلاصة : إنّ طريق الشيخ إلى الفضل ابن شاذان صحيح(٣) .

وقال النوري ( ت ١٣٢٠ هـ ) في خاتمة المستدرك : وإلى الفضل بن شاذان ، صحيح في المشيخة ، وإليه طريقان : أحدهما حسن ، والآخر مجهول ، في الفهرست(٤) .

وقال السيّد الخوئي ( ت١٤١٣ هـ ) ( قدس سره ) : كما أنّ كلا طريقي الشيخ ضعيف ، الأوّل : بعلي بن محمّد ، والثاني : بحمزة بن محمّد ومن بعده.

نعم ، إنّ طريق الشيخ إليه في المشيخة صحيح(٥) .

____________

١ ـ فهرست الطوسي : ٣٦٣ [ ٥٦٤ ].

٢ ـ تهذيب الأحكام ١٠ : ٣٨٥ ، المشيخة.

٣ ـ خلاصة الأقوال : ٤٣٦ ، الفائدة الثامنة.

٤ ـ خاتمة المستدرك ٦ : ٢٥٠ [ ٥٤٢ ].

٥ ـ معجم رجال الحديث ١٤ : ٣١٨.

١٢٢

وقد ذكر المير لوحي عبارات كثيرة في كتابه غير ما ذكرنا ، يعلم منها بأنّه قد رأى كتاب إثبات الرجعة للفضل بن شاذان(١) .

ثمّ إنّ العلاّمة النوري قال في مقدّمة النجم الثاقب : إنّ الكتب المرتبطة ببيان أحواله ( صلوات الله عليه ) ، والتي تعرف بكتب الغيبة كثيرة ، والذي يحضرني حالياً من أسمائها : ، ثمّ عدّ منها : كتاب إثبات الرجعة المعروف بالغيبة لأبي محمّد الفضل بن شاذان النيسابوري(٢) .

ثمّ قال : كتاب كفاية المهتدي في أحوال المهدي للسيّد محمّد بن محمّد لوحي الحسيني الموسوي السبزواري الملقّب بالمطهّر ، المتلخّص بالنقيبي تلميذ المحقّق الداماد ، وأكثر ما في هذا الكتاب نقله من كتاب الفضل بن شاذان ، فهو ينقل الخبر سنداً ومتناً أوّلا ، ومن ثمّ يترجمه.

وكان عنده ( غيبة ) الشيخ الطرابلسي ، و ( غيبة ) الحسن بن حمزة المرعشي أيضاً ، ما ننقله عن هذه الكتب الثلاثة ، فإنّما ننقله عن هذا الكتاب(٣) .

ثمّ روى عنه في سائر كتابه بعنوان الغيبة إلاّ في موضع واحد ، قال :

الخامس : روى الشيخ الثقة الجليل القدر العظيم الشأن أبو محمّد الفضل بن شاذان النيشابوري ، وقد ألّف مائة وثمانين كتاباً ، وروى عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) والإمام الجواد ( عليه السلام ) ، وقد توفّي في آخر حياة الإمام العسكري ، وقد ترحّم عليه ( عليه السلام ) ، في كتاب غيبته المسمّى بـ ( إثبات الرجعة )(٤) .

____________

١ ـ منها : ما صرّح فيه باسم كتاب إثبات الرجعة في الصفحات ٢٦٠ ، ٢٦٥ ، ٢٩٦ ، ٢٩٧ ، ٣٠٦ من گزيده ( أي خلاصة ) كفاية المهتدي.

٢ ـ النجم الثاقب ( المعرّب ) ١ : ١١٨ ، المقدّمة.

٣ ـ النجم الثاقب ( المعرّب ) ١ : ١٢٠ ، المقدّمة.

٤ ـ النجم الثاقب ( المعرّب ) ١ : ٤٩٦ ، الباب الخامس.

١٢٣

وسمّاه في كشف الأستار : ( الغيبة ) أيضاً(١) ، وروى عنه بهذا العنوان فيه(٢) ، وفي مستدرك الوسائل(٣) .

وقال في ما استدركه على المجلسي من كتب لم يذكرها في بحاره :

كا : الأربعين لمير محمّد لوحي الملقّب بالمطهّر ، المعاصر للعلاّمة المجلسي ، يتضمّن أخباراً كثيرة من كتاب الغيبة للفضل بن شاذان النيسابوري صاحب الرضا ( عليه السلام ) ، وكان عنده(٤) .

ومن كلامه يظهر أنّ كتاب ابن شاذان اسمه ( إثبات الرجعة ) ويصنَّف في الكتب المعروفة بالغيبة ، وأنّ ما نقله في كتبه كثيراً عن غيبة ابن شاذان هو هذا الكتاب نفسه ، وأنّه نقل ما فيه عن كتاب كفاية المهتدي للمير لوحي ، وقد عرفت أنّ المير لوحي قد صرّح بأنّ اسم كتاب الفضل بن شاذان هو ( إثبات الرجعة ) ، ولم يذكر اسم الغيبة أصلا ، والنوري ( ت ١٣٢٠ هـ ) يصرّح بأنّ اسمه هو هذا في موضعين ، وما ذكره من أنّه معروف بالغيبة ، لم أجد له ذكراً من أحد قبله ، بل لم ينقل أحد عن كتاب للفضل اسمه الغيبة ، إلاّ ما احتمله ضعيفاً جدّاً من وروده بهذا الاسم في كتاب الغيبة لبهاء الدين علي بن عبد الكريم بن عبد الحميد الحسيني النيلي النجفي ، الذي ذكره المجلسي ( ت ١١١١ هـ ) في البحار(٥) ، والنوري نفسه في مقدّمة النجم الثاقب(٦) ، والخوانساري ( ت ١٣١٣ هـ ) في الروضات(٧) ،

____________

١ ـ كشف الأستار : ٢١٢.

٢ ـ كشف الأستار : ٢٢١.

٣ ـ مستدرك الوسائل ١١ : ٣٧٢ ح ١١ ، و ١٢ : ٢٧٩ ـ ٢٨١ ح ١ ، ٢ ، ٣ ، ٤.

٤ ـ البحار ١٠٥ : ٦٨ ، الفيض القدسي في ترجمة العلاّمة المجلسي ، وانظر الذريعة ١ : ٤٢٧ [ ٢١٨٣ ].

٥ ـ البحار ٢ : ٣٨٥ ـ ٣٩١.

٦ ـ النجم الثاقب ( المعرّب ) ١ : ١١٩.

٧ ـ روضات الجنّات ٤ : ٣٤٨ [ ٤١٠ ].

١٢٤

وهو يروي فيه عن الفضل بن شاذان ، ولكن لا أعرف للكتاب نسخة معروفة حتّى أُراجعها.

ويبعد ذلك ما ذكره العلاّمة الطهراني ( ت ١٣٨٩ هـ ) في الذريعة ، قال : ( مختصر الغيبة ) لفضل بن شاذان ، للسيّد بهاء الدين علي بن غياث الدين عبد الكريم بن عبد الحميد النيلي النجفي ، قال في آخره : [ هذا آخر ما اخترناه من كتاب الفضل بن شاذان ] ، وقال كاتبه السيّد عبد المطّلب بن محمّد العلواني الحسيني الموسوي : إنّه نقل عن خطّ من نقل عن خطّ السيّد السعيد السيّد علي بن عبد الحميد ، والفراغ من كتابة السيّد عبد المطّلب ١٢٢٢(١) .

فإنّ السيّد علي بن عبد الحميد لم يذكر اسم الكتاب ، وإنّما قال : من كتاب الفضل بن شاذان.

وتسميته بـ ( مختصر الغيبة ) ـ وسيأتي الكلام عن هذا المختصر قريباً ـ جاء من العلاّمة الطهراني نفسه ، لمّا اشتبه عليه الحال حسبما فهمه من عبارات العلاّمة النوري ، فقد عنون في الذريعة لـ ( كتاب الغيبة ) للفضل بن شاذان ، وقال : كتاب الغيبة للحجّة ، للشيخ المتقدّم أبي محمّد ، فضل بن شاذان الأزدي النيسابوري ، الراوي عن الجواد ( عليه السلام ) ، وقيل عن الرضا ( عليه السلام ) ، والمتوفّى ٢٦٠ ، وهوغير كتاب ( إثبات الرجعة ) له ، كما صرّح بتعدّدهما النجاشي ( ت ٤٥٠ هـ ) ، بل هذا الذي عبّر عنه النجاشي بعد ذكره ( إثبات الرجعة ) بكتاب ( الرجعة ) حديث(٢) ، فهذا مقصور على أحاديث الرجعة وظهور الحجّة وأحواله ، ولذا اشتهر بكتاب الغيبة ، وكان موجوداً عند السيّد محمّد بن محمّد مير لوحي الحسيني الموسوي السبزواري ، المعاصر

____________

١ ـ الذريعة ٢ : ٢٠١ [ ٢٥٧٤ ].

٢ ـ رجال النجاشي : ٣٠٦ [ ٨٤٠ ].

١٢٥

للمولى محمّد باقر المجلسي على ما يظهر من نقله عنه في كتابه الموسوم ( كفاية المهتدي في أحوال المهدي ) ، وينقل شيخنا النوري في ( النجم الثاقب في أحوال الإمام الغائب ) عن كتاب ( الغيبة ) هذا بتوسّط المير لوحي المذكور ، وقال الحاج ميرزا إبراهيم أمين الواعظين الإصفهاني : [ إنّ نسخة منه موجودة عندي بإصفهان ] ، ولعلّه مختصر غيبته الآتي في الميم فراجعه(١) .

وقال أيضاً : الرجعة وأحاديثها ، للفضل بن شاذان بن الخليل ، أبي محمّد الأزدي النيشابوري المتوفّى ، وهو غير ( إثبات الرجعة ) له أيضاً ، وهذا هو الذي يعبّر عنه بكتاب الغيبة كما يأتي بتصريح النجاشي ، وكان عند المير لوحي الإصفهاني على ما ينقل عنه في كتابه الأربعين الموسوم ( كفاية المهتدي ) ، وقد ظنّ في إعطائه للعلاّمة المجلسي ، على ما ذكره شيخنا في ( خاتمة المستدرك ) و ( النجم الثاقب ) وغيرهما(٢) .

فقد عرفت أنّ ما كان موجوداً عند المير لوحى وصرّح به في كتابه ( كفاية المهتدي ) هو ( إثبات الرجعة ) لا غير ، وإن عبّر عنه الشيخ النوري بـ ( الغيبة ) في أغلب المواضع ، فكأنّ الطهراني لم يدقّق في تصفّحه لكفاية المهتدي ، ولا في كتب أُستاذه النوري ، والله أعلم.

كما أنّ النجاشي ( ت ٤٥٠ هـ ) لم يذكر أنّ للفضل بن شاذان كتاب اسمه الغيبة ، وإن ذكرله كتاب باسم ( الرجعة ) حديث ، فأين التصريح منه بأنّه الغيبة ، كما هو قول الطهراني!

ثمّ إنّه نقل في موضع آخر من الذريعة عن الشيخ النوري ( ت ١٣٢٠ هـ ) ، أنّه قال في أوّل ( جنّة المأوى ) : إنّي كلّما أنقل في هذا

____________

١ ـ الذريعة ١٦ : ٧٨ [ ٣٩٥ ].

٢ ـ الذريعة ١٠ : ١٦٢ [ ٢٩٤ ] ، وانظر : ١ : ٩٣ [ ٤٥٠ ] ، و ١ : ٤٢٧ [ ٢١٨٣ ].

١٢٦

الكتاب عن غيبة فضل بن شاذان ، وعن غيبة الحسن بن حمزة المرعشي ، وعن كتاب ( الفرج الكبير ) لمحمّد بن هبة الله بن جعفر الطرابلسي ، فإنّما أنقلها عن كتاب المير لوحي هذا ـ يعني به كفاية المهتدي ـ ، لأنّها كانت موجودة عنده ، وينقل عنها في كتابه هذا(١) .

ولكنّي لم أجد هذه العبارة في جنّة المأوى المطبوع مع البحار في الجزء ٥٣ ، ومثل هذه العبارة نقلناها عن أوّل ( النجم الثاقب ) للشيخ النوري آنفاً ، عند ذكره لكتاب ( كفاية المهتدي ) للمير لوحي ، ولكن جاء فيها : ( كتاب الفضل بن شاذان ) إشارة إلى ما ذكره عند عدّه كتب الغيبة ، بقوله : كتاب إثبات الرجعة المعروف ( بالغيبة ) لأبي محمّد الفضل بن شاذان النيسابوري(٢) ، وأيضاً ليس فيها ( الفرج الكبير ) ، بل ( غيبة الشيخ الطرابلسي ) ، فراجع.

مختصر إثبات الرجعة :

كانت نسخة من هذا المختصر عند الشيخ الحرّ العاملي ( ت ١١٠٤ هـ ) ذكر أغلب أحاديثها ( ١٤ حديثا ) في كتابه إثبات الهداة ، وإن كان قد ذكر في أوّل إثبات الهداة في الفائدة العاشرة ، ـ عند ذكره لكتب الشيعة التي نقل منها ـ كتاب إثبات الرجعة للفضل بن شاذان(٣) ، والذي يوحي بأنّه نقل من أصل الكتاب لا مختصره ، وذلك ما قاله العلاّمة الطهراني ( ت ١٣٨٩ هـ ) في الذريعة تحت عنوان إثبات الرجعة : للشيخ أبي محمّد الفضل بن شاذان بن الخليل الأزدي النيشابوري ، المتوفّى سنة ٢٦٠ ،

____________

١ ـ الذريعة ١٨ : ١٠٢.

٢ ـ النجم الثاقب ( المعرّب ) : ١١٨ ، ١٢٠.

٣ ـ إثبات الهداة ١ : ٢٨ ، الفائدة العاشرة.

١٢٧

صرّح به النجاشي ، وحكى عن الكنجي أنّه ذكر أنّ الفضل بن شاذان صنّف مئة وثمانين كتاباً ، أقول : الموجود منه مختصره الآتي بعنوان منتخب إثبات الرجعة(١) .

وقال تحت عنوان منتخب إثبات الرجعة : للفضل بن شاذان ، انتخبه بعض فضلاء المحدّثين ، كما كتب عليه الشيخ الحرّ بخطّه ، صورة الخطّ في آخر النسخة الموجودة عند الشيخ محمّد السماوي : [ هذا ما وجدناه منقولاً من رسالة ( إثبات الرجعة ) للفضل بن شاذان بخطّ بعض فضلاء المحدّثين ](٢) .

وهذه النسخة محفوظة في مكتبة آية الله الحكيم في النجف الأشرف ، ذكرت في فهرست المكتبة ( ١ / ٥٦ ، رقم ٣١٦ )(٣) ، وقد نسخت عليها نسخة بخطّ ابن زين العابدين محمّد حسين الأرموي ، في ٨ ذي القعدة سنة ١٣٥٠ هـ ، موجودة في المكتبة الرضويّة بمشهد ، ضمن مجموعة برقم ٧٤٤٢ ، تحتوي أيضاً على كتابي الأمالي والإفصاح للشيخ المفيد ، وتحتوي على (٢٠) حديثاً(٤) ، وهي التي طبع عليها الكتاب بعنوان ( مختصر إثبات الرجعة ) ، تحقيق السيّد باسم الموسوي ، وقد تبع في مقدّمته العلاّمة الطهراني في توهّمه بأنّ ( إثبات الرجعة ) غير ما ذكره العلاّمة النوري بـ ( الغيبة ) للفضل.

وعلى كلّ فقد طابقنا أحاديث ( المختصر ) العشرين على ما منقول

____________

١ ـ الذريعة : ٩٣ [ ٤٥٠ ].

٢ ـ الذريعة ٢٢ : ٣٦٧ [ ٧٤٧٢ ] ، و ٢٠ : ٢٠١ [ ٢٥٧٤ ].

٣ ـ انظر : مختصر إثبات الرجعة المطبوع : ١١ ، فهرست التراث ١ : ٢٨١ ، بعنوان ( إثبات الرجعة ) ذكر الحديث الأوّل منها ، والعبارة في آخرها ، وهو عين ما موجود في المطبوع ، وما ذكره العلاّمة الطهراني ( ت ١٣٨٩ هـ ).

٤ ـ مختصر إثبات الرجعة ( المطبوع ) : ٩.

١٢٨

عن كتاب ( إثبات الرجعة ) للفضل في كتاب ( كفاية المهتدي ) للمير لوحي ، فوجدنا كلّ الأحاديث العشرين موجودة فيه وبنفس تعاقبها هناك ، فحصل لنا ظنّ ، وظنّ الألمعي يقين ، أنّ المختصر منقول من كفاية المهتدي ، وأنّ ما ذكره الحرّ العاملي ( ت ١١٠٤ هـ ) بقوله [ هذا ما وجدناه منقولا من رسالة ( إثبات الرجعة ) للفضل بن شاذان بخطّ بعض فضلاء المحدّثين ] ، هو ما نقله المير لوحي عن إثبات الرجعة في كفاية المهتدي ، قد تحاشى الحرّ العاملي التصريح باسمه لمّا كان معروفاً في ذلك الزمان من منافرة ومشاحنة بين المير لوحي والعلاّمة المجلسي المتعاصرين في إصفهان.

أمّا ما مذكور في كفاية المهتدي من أحاديث عن ( إثبات الرجعة ) فهي بحدود ( ٦٠ ) حديثاً أو أكثر ، أيّ حوالي ضعفي ما مذكور في المختصر.

ولعلّ الله يوفّقنا أو أحداً غيرنا لإفرادها ، وضمّ ما موجود من روايات الفضل في غيبة الطوسي ، وما رواه الصدوق عنه ، وغيرهما ، وطبعها في كتاب واحد.

ثمّ إنّه يبقى ما ذكره العلاّمة الطهراني ( ت ١٣٨٩ هـ ) تحت عنوان ( مختصر الغيبة ) لفضل بن شاذان ، للسيّد بهاء الدين علي بن غياث الدين عبد الكريم بن عبد الحميد النيلي النجفي ، قال في آخره [ هذا ما اخترناه من كتاب الفضل بن شاذان ] ، وقال كاتبه السيّد عبد المطّلب بن محمّد العلواني الحسيني الموسوي : إنّه نقل عن خطّ من نقل عن خطّ السيّد السعيد السيّد علي بن عبدالحميد ، والفراغ من كتابة السيّد عبد المطّلب ١٢٢٢ ، ونسخة أُخرى كانت عند الشيخ محمّد السماوي كتابتها ١٠٨٥ ، ملكها الشيخ الحرّ ، ثمّ ابنه الشيخ محمّد رضا ، ثمّ جمع آخر من العلماء ، أوّل رواياته عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، عن حمّاد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عمر اليماني ، عن أبان بن أبي عيّاش ، عن سُليم بن قيس

١٢٩

الهلالي ، وكتب الشيخ الحرّ في آخره [ هذا ما وجدناه منقولا من رسالة ( إثبات الرجعة ) للفضل بن شاذان بخطّ بعض فضلاء المحدّثين ] ، وذكرت هذه النسخة بعنوان ( منتخب إثبات الرجعة ) لاحتمال تعدّدهما ، فراجع(١) .

أقول : إنّ ما ذكره من مختصر الغيبة للسيّد بهاء الدين علي بن عبد الحميد النيلي ، قد يكون هو غير مختصر إثبات الرجعة الذي كان موجوداً عند الحرّ العاملي ، وملك نسخته الشيخ محمّد السماوي ، خاصّة وقد أشرنا إلى احتمال أخذ هذا المختصر من كتاب كفاية المهتدي للمير لوحي ، وهو معاصر للعلاّمة المجلسي والحرّ العاملي ، بينما النيلي من شيوخ ابن فهد الحلّي ، وكان حيّاً سنة ٨٠٣ هـ ، وقد ذكرنا أنّه أورد روايات عن الفضل بن شاذان في كتابه الغيبة ، كما نقلها عنه المجلسي(٢) ، وبعضها لم ينقلها المير لوحي في كفاية المهتدي ، فلعلّ ما اختصره علي بن عبد الحميد النيلي كان من أصل كتاب الفضل ، كما هو ظاهر العبارة في آخره والتي نقلها الطهراني.

وقد أشار الطهراني ( ت ١٣٨٩ هـ ) إلى هذا الاحتمال في كلامه الأخير ، فلاحظ.

____________

١ ـ الذريعة ٢٠ : ٢٠١ [ ٢٥٧٤ ].

٢ ـ البحار ٥٣ : ٣٨٥.

١٣٠

(٩) كتاب : بصائر الدرجات الكبرى

لأبي جعفر محمّد بن الحسن بن فروخ الصفّار ( ت ٢٩٠ هـ )

الحديث :

الأوّل : حدَّثنا علي بن محمّد ، عن القاسم بن محمّد ، عن سليمان بن داود ، عن يحيى بن أديم(١) ، عن شريك ، عن جابر ، قال : قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : « دعا رسول الله أصحابه بمنى ، فقال : يا أيّها الناس ، إنّي تارك فيكم الثقلين ، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فإنّهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، ثمّ قال : يا أيّها الناس ، إنّي تارك فيكم حرمات الله : كتاب الله ، وعترتي ، والكعبة البيت الحرام » ، ثمّ قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : « أمّا كتاب الله فحرّفوا ، وأمّا الكعبة فهدّموا ، وأمّا العترة فقتلوا ، وكلّ ودايع الله قد تبرّوا »(٢) .

الثاني : حدَّثنا محمّد بن الحسين ، عن جعفر بن بشير ، عن ذريح بن

____________

١ ـ الظاهر أنّه يحيى بن آدم ، فهو الذي يروي ، عن شريك ، عن جابر ، كما في الكافي ٢ : ٩٣ ح ٢٢ ، كتاب الإيمان والكفر ، باب : الصبر ، وما في مختصر البصائر عن سعد بن عبد الله ، الحديث الأوّل ، وسيأتي.

٢ ـ بصائر الدرجات : ٤١٣ ح ٣ ، باب (١٧) ، في قول رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وأهل بيتي » وعنه الحرّ العاملي ( ت ١١٠٤ هـ ) في إثبات الهداة ١ : ٥٦٤ ح ٤٣٠ ، ما رواه الصفّار في بصائر الدرجات ، والمجلسي ( ت ١١١١ هـ ) في البحار ٢٣ : ١٤٠ ح ٩١ ، وهو موجود في مختصر البصائر عن سعد القمّي ، كما سيأتي.

١٣١

يزيد ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إنّي قد تركت فيكم الثقلين : كتاب الله وأهل بيتي ، فنحن أهل بيته »(١) .

الثالث : حدَّثنا محمّد بن الحسين ، عن النضر بن شعيب ، عن خالد ابن ماد القلانسي ، عن رجل ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين ، الثقل الأكبر والثقل الأصغر ، إن تمسّكتم بهما لا تضلّوا ولا تبدّلوا ، وإنّي سألت اللطيف الخبير أن لا يتفرّقا حتى يردا علي الحوض ، فأعطيت ذلك » ، قالوا : وما الثقل الأكبر وما الثقل الأصغر؟

قال : « الثقل الأكبر كتاب الله ، سبب طرفه بيد الله وسبب طرفه بأيدكم ، والثقل الأصغر عترتي وأهل بيتي »(٢) .

الرابع : حدَّثنا إبراهيم بن هاشم ، عن يحيى بن أبي عمران ، عن يونس ، عن هشام بن الحكم ، عن سعد الإسكاف ، قال : سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) عن قول النبي ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين ، فتمسّكوا بهما فإنّهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض » ، قال : فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : « لا يزال كتاب الله ، والدليل منّا يدلّ عليه ، حتى يردا على الحوض »(٣) .

____________

١ ـ بصائر الدرجات : ٤١٤ ح ٤ ، باب (١٧) ، في قول رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وأهل بيتي . » وعنه الحرّ العاملي ( ت ١١٠٤ هـ ) في إثبات الهداة ١ : ٥٦٨ ح ٤٥٢ ، ما رواه الصفّار في البصائر ، والمجلسي ( ت ١١١١ هـ ) في البحار ٢٣ : ١٤٠ ح ٨٨.

٢ ـ بصائر الدرجات : ٤١٤ ح ٥ ، باب (١٧). عنه الحرّ العاملي في إثبات الهداة ١ : ٥٦٨ ح ٤٥٣ ، وفيه : عن رجل عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، بدون ذكر أبي جعفر ( عليه السلام ) في السند ، والمجلسي في البحار ٢٣ : ١٤٠ ح ٩٠.

٣ ـ بصائر الدرجات : ٤١٤ ح ٦ ، باب (١٧). وعنه الحرّ العاملي في إثبات الهداة ١ : ٥٦٩ ح ٤٥٤ ، وفيه : يحيى بن عمران ، والمجلسي في البحار ٢٣ : ١٣٨ ح ٨٣ ، و ١٤٠ ح ٩٠.

١٣٢

تنبيه : قد روى هذه الروايات الأربع سعد بن عبد الله القمّي ( ت ٢٩٩ أو ٣٠٠ هـ ) في مختصر بصائره ، كما عن مختصر البصائر للشيخ عزّ الدين الحسن بن سليمان الحلّي ( من أعلام القرن التاسع ) ، وسيأتي(١) .

محمّد بن الحسن بن فروخ الصفّار ( ت ٢٩٠ هـ ) :

قال النجاشي ( ت ٤٥٠ هـ ) : كان وجها في أصحابنا القمّيين ، ثقة ، عظيم القدر ، راجحاً ، قليل السقط في الرواية(٢) . وأورده عنه العلاّمة ( ت ٧٢٦ هـ ) في الخلاصة(٣) ، وابن داود في رجاله(٤) .

وعدّه الشيخ ( ت ٤٦٠ هـ ) في رجاله في أصحاب الإمام الحسن العسكري ( عليه السلام )(٥) ، وقال في الفهرست : له مسائل كتب بها إلى أبي محمّد الحسن بن علي العسكري ( عليه السلام )(٦) .

وذكر النجاشي أنّه توفّي بقم سنة تسعين ومائتين(٧) .

____________

١ ـ انظر : مختصر بصائر سعد بن عبد الله القمّي ، الآتي.

٢ ـ رجال النجاشي : ٣٥٤ [ ٩٤٨ ].

٣ ـ خلاصة الأقوال : ٢٦٠ [ ٩١٠ ].

٤ ـ رجال ابن داود : ١٧٠ [ ١٣٥٩ ] ، القسم الأوّل.

٥ ـ رجال الطوسي : ٤٠٢ [ ٥٨٩٨ ] ، من أصحاب الإمام العسكري ( عليه السلام ).

٦ ـ فهرست الطوسي : ٤٠٨ [ ٦٢٢ ].

وانظر : منهج المقال : ٢٩١ ، ٢٩٣ ( الطبعة الحجريّة ) ، تنقيح المقال ٣ : ١٠٣ ، باب الميم ( الطبعة الحجريّة ) ، جامع الرواة ٢ : ٩٣ ، نقد الرجال ٤ : ١٨١ [ ٤٦٠٣ ] ، قاموس الرجال ٩ : ٢٠٢ [ ٦٥٨٨ ] ، بلغة المحدّثين : ٤٠٦ ( مطبوع مع معراج أهل الكمال ) ، مجمع الرجال ٥ : ١٨٩ ، ١٩٤ ، منتهى المقال ٦ : ١٧ ، ٢٣ ، حاوي الأقوال ٢ : ٢١١ [ ٥٦٢ ] ، عدّة الرجال ١ : ٤٦٨ ، الكنى والألقاب ٢ : ٤١٨ ، الذريعة ٣ : ١٢٤ ، هديّة العارفين ٦ : ٢٤ ، معجم المؤلّفين٣ : ٢٢٩ ، معجم رجال الحديث ١٦ : ٢٦٣ [ ١٠٥٣٢ ] ، و ٢٧٢ [ ١٠٥٥٥ ].

٧ ـ رجال النجاشي : ٣٥٤ [ ٩٤٨ ].

١٣٣

كتاب بصائر الدرجات :

قال النجاشي ( ت ٤٥٠ هـ ) ـ بعد أن ذكر كتبه ـ : أخبرنا بكتبه كلّها ما خلا بصائر الدرجات : أبو الحسين علي بن أحمد بن محمّد بن طاهر الأشعري القمّي ، قال : حدَّثنا محمّد بن الحسن بن الوليد ، عنه بها.

وأخبرنا : أبو عبد الله بن شاذان ، قال : حدَّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى ، عن أبيه ، عنه بجميع كتبه ، وببصائر الدرجات(١) .

وقال الطوسي ( ت ٤٦٠ هـ ) : أخبرنا بجميع كتبه ورواياته ابن أبي جيّد ، عن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، وأخبرنا جماعة ، عن محمّد بن علي بن الحسين ، عن محمّد بن الحسن [ بن الوليد ] ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن رجاله ، إلاّ كتاب بصائر الدرجات ، فإنّه لم يروه عنه [ محمّد بن الحسن ] ابن الوليد.

وأخبرنا به الحسين بن عبيد الله ، عن أحمد بن محمّد بن يحيى ، عن أبيه ، عن محمّد بن الحسن الصفّار(٢) .

وطريقَي النجاشي والشيخ صحيحين(٣) ، وإن كان فيهما أحمد بن محمّد بن يحيى العطار ، فهو ثقة ، إمّا لكونه من شيوخ الإجازة ، أو لرواية الثقات عنه كالتلعكبري ، أو لتصحيح العلاّمة لبعض طرق الشيخ التي يقع فيها ولا طريق سواه ، إضافة إلى توثيق الشهيد الثاني وغيره له ، فيخرج بذلك عن الجهالة ، مع ما قالوا : من أنّ الأصحاب لم يذكروا شيوخ الإجازة

____________

١ ـ رجال النجاشي : ٣٥٤ [ ٩٤٨ ].

٢ ـ فهرست الطوسي : ٤٠٨ [ ٦٢٢ ].

٣ ـ فمحمّد بن يحيى ، نصّ النجاشي على توثيقه ، والحسين بن عبيد الله الغضائري وأبو عبد الله بن شاذان من شيوخ النجاشي ، وشيوخ النجاشي كلّهم ثقات.

١٣٤

لعدم وجود مصنّفات وكتب لديهم ، إذ إنَّ أكثر التوثيقات جاءت بالنظر إلى ذلك(١) ، وهو قد وقع في إجازات كتب مشتهرة معروفة النسبة إلى أصحابها كما هاهنا(٢) ، أمّا قول السيّد الخوئي ( ت ١٤١٣ هـ ) ( قدس سره ) ، بأنّه مجهول ، فهو قائم على مبناه من أنّ شيخوخة الإجازة لا تفيد التوثيق ، وأنّ تصحيح العلاّمة لا يثبت العدالة(٣) ، ولكنّه عاد ، وقال في طريق الطوسي إلى الصفّار : إنّه صحيح على الأظهر(٤) .

ثمّ إنّ المولى محمّد تقي المجلسي ( ت ١٠٧٠ هـ ) ، قد استظهر أنّ عدم رواية ابن الوليد لكتاب بصائر الدرجات لتوهّمه أنّه يقرب من الغلو فيهم ( عليهم السلام ) ، وأجاب عنه : بأنّ ما ذكره فيه ، دون رتبتهم ( عليهم السلام ) ، ويمكن أن يكون لعدم الاتّفاق ، فالطريق صحيح(٥) .

وهذا الاستظهار ، وإن كان لا يستحقّ الجواب ، فهو احتمال ليس إلاّ منبعه عدم رواية ابن الوليد للكتاب لا غير ، لكن لابأس بالقول : إنّه لم ينسب توهّم الغلو إلى الصفّار نفسه ، فإنّ ابن الوليد روى كتبه الأُخرى ،

____________

١ ـ انظر : رجال النجاشي والفهرست للطوسي.

٢ ـ انظر : الوجيزة : ١٥٤ [ ١٣٣ ] ، بهجة المقال ٢٥ : ١٥٦ ، خلاصة الأقوال : ٤٣٦ و ٤٣٩ ، الفائدة الثامنة ، رجال الطوسي : ٦١٠ [ ٥٩٥٥ ] ، معجم الثقات : ٢٤٨ [ ٧٢ ] ، حاوي الأقوال ٣ : ١٥ [ ٧٦٥ ] ، منهج المقال : ٤٧ و ٤٨ ، في الحاشية و ٤١٢ ، رجال ابن داود ٤٥ [ ١٣٦ [ القسم الأوّل ، بلغة المحدّثين : ٣٢٠ ، الجامع في الرجال ١ : ١٨٦ ، مجمع الرجال ١ : ١٦٧ ، قاموس الرجال ١ : ٦٥٥ [ ٥٩٦ ] و ٥٨٤ [ ٥٢٤ ] ، تنقيح المقال ١ : ٩٥ ، نقد الرجال ١ : ١٧٢ ، منتهى المقال ١ : ٣٤٨ ، رجال السيّد بحر العلوم ( الفوائد الرجاليّة ) ٢ : ٢٠ ، منتقى الجمان ١ : ٤١ ، خاتمة المستدرك ٤ : ٣٨٩ ، خاتمة الوسائل ٣٠ : ٣١٣.

٣ ـ معجم رجال الحديث ٣ : ١٢٠ [ ٩٣٢ ].

٤ ـ معجم رجال الحديث ١٦ : ٢٦٥.

٥ ـ روضة المتّقين ١٤ : ٢٦٠.

١٣٥

وأمّا توهّم وجود غلو في كتابه ، فهذا البصائر أمامنا ، أغلب رواياته مبثوثة بمعانيها ومضامينها في كتبنا المعتمدة التي لم يقل أحد : بأنّ فيها غلوّاً ، كما أشار إلى ذلك المولى المجلسي ( قدس سره ) نفسه ، فلا يبقى إلاّ احتمال عدم الرواية لعدم الاتفاق ، ليس إلاّ ، كما ذكره آخراً.

ومع ذلك فقد أغنانا طريقا النجاشي والشيخ عن رواية ابن الوليد ، وهما صحيحان كما قد عرفت ، ولذا قد اعتمد على الكتاب المجلسي ( ت ١١١١ هـ ) في البحار ، والحرّ العاملي ( ت ١١٠٤ هـ ) في الوسائل(١) .

وقد ذكر الشيخ الحرّ العاملي والعلاّمة الطهراني ( ت ١٣٨٩ هـ ) ، أنّ لكتاب بصائر الدرجات عدّة نسخ كبرى وصغرى(٢) ، وقد ذكر الشيخ الحرّ طرقه إليه في خاتمة الوسائل(٣) ، وفي إجازته إلى الفاضل المشهدي(٤) .

ثمّ إنّ المطبوع هو النسخة الكبرى منه ، وتوجد لها نسخة مخطوطة قديمة ، كتبها أبو النصر علي بن محمّد ، في غرّة صفر سنة ٥٩١ هـ ، فيها أحاديث غير موجودة في المطبوع ، وهذه النسخة محفوظة في المكتبة العامّة لآية الله المرعشي النجفي ( قدس سره ) في قم المقدّسة ، تحت رقم ١٥٧٤ ، وذكرت في فهرست المكتبة برقم ( ٤ / ٣٨٢ ) ، قد حقّقها الشيخ فارس الحسّون وهي ماثلة للطبع.

وسيأتي تفصيل أكثر عند الكلام على مختصر البصائر لسعد بن عبد الله الأشعري ، فراجع.

____________

١ ـ البحار ١ : ٧ ، ٢٧ ، خاتمة الوسائل ٣٠ : ١٥٥ [ ٢١ ].

٢ ـ خاتمة الوسائل ٣٠ : ١٥٥ [ ٢١ ] ، الذريعة ٣ : ١٢٤.

٣ ـ خاتمة الوسائل ٣٠ : ١٧٩ ، الفائدة الخامسة ، الطريق العشرون.

٤ ـ البحار ١١٠ : ١١٩ ، إجازة الشيخ الحرّ العاملي للفاضل المشهدي.

١٣٦

(١٠) كتاب : تاريخ اليعقوبي

لأحمد بن أبي يعقوب المعروف ( بابن واضح ) ( ت بعد ٢٩٢ هـ )

الحديث :

الأوّل : ووقف(١) عند زمزم وامر ربيعة بن أمية بن خلف فوقف تحت صدر راحلته وكان صبياً فقال : يا ربيعة ، قل يا أيها الناس أن رسول الله يقول : ثمّ قال : « لا ترجعوا بعدي كفّاراً مضلّين يملك بعضكم رقاب بعض ، إنّي قد خلّفت فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ألا هل بلّغت »؟

قالوا : نعم ، قال : « اللّهم اشهد » ، ثمّ قال : « إنّكم مسؤولون ، فليبلّغ الشاهد منكم الغائب »(٢) .

الثاني : فصار إلى موضع بالقرب من الجحُفة ، يقال له : غدير خمّ ، لثماني عشرة ليلة خلت من ذي الحجّة ، وقام خطيباً ، وأخذ بيد علي بن أبي طالب ، فقال : « ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم »؟

قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : « فمن كنت مولاه ، فعليّ مولاه ، اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه ».

ثمّ قال : « أيّها الناس ، إنّي فرطكم وأنتم واردي عليّ الحوض ، وإنّي

____________

١ ـ أي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ).

٢ ـ تاريخ اليعقوبي ٢ : ٧٤ ، حجّة الوداع.

١٣٧

سائلكم حين تردون عليّ عن الثقلين ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما » ، وقالوا : وما الثقلان يا رسول الله »؟

قال : « الثقل الأكبر كتاب الله ، سبب طرفه بيد الله وطرف بأيديكم ، فاستمسكوا به ولا تظلّوا ، ولا تبدّلوا ، وعترتي أهل بيتي »(١) .

الثالث : وقضى ـ أي علي ( عليه السلام ) ـ على رجل بقضيّة ، فقال : يا أمير المؤمنين ، قضيت علي بقضيّة هلك فيها مالي ، وضاع فيها عيالي ، فغضب حتى استبان الغضب في وجهه ، ثمّ قال : « يا قنبر ، ناد في الناس الصلاة الجامعة » ، فاجتمع الناس ورقي المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : فأين يتاه بكم؟ بل أين تذهبون عن أهل بيت نبيّكم؟ إنّا من سنخ أصلاب أصحاب السفينة ، وكما نجا في هاتيك من نجا ، ينجو في هذه من ينجو ، ويل رهين لمن تخلّف عنهم ، إنّي فيكم كالكهف لأهل الكهف ، وإنّي فيكم باب حطّة من دخل منه نجا ، ومن تخلّف عنه هلك ، حجّة من ذي الحجّة في حجّة الوداع ، إنّي قد تركت بين أظهركم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي أبداً : كتاب الله وعترتي أهل بيتي »(٢) .

وسيأتي عن إرشاد المفيد ( ت ٤١٣ هـ ) أيضاً(٣) .

أحمد بن أبي يعقوب :

قال الشيخ عبّاس القمّي ( ت ١٣٥٩ هـ ) في الكنى والألقاب : أحمد ابن أبي يعقوب بن جعفر بن وهب بن واضح ، الكاتب العباسي الشيعي ، كان جدّه من موالي المنصور ، وكان رحّالة يحب الأسفار ، ساح في بلاد

____________

١ ـ تاريخ اليعقوبي ٢ : ٧٦ ، حجّة الوداع.

٢ ـ تاريخ اليعقوبي ٢ : ١٤٧ ، خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ).

٣ ـ راجع ما سنذكره في إرشاد المفيد ، الحديث الثالث.

١٣٨

الإسلام شرقاً وغرباً ، ودخل أرمينية سنة ٢٦٠ ، ثمّ رحل إلى الهند ، وعاد إلى مصر وبلاد المغرب(١) .

قال السيّد محسن الأمين ( ت ١٣٧١ هـ ) في أعيان الشيعة : أحمد بن أبي يعقوب إسحاق بن جعفر بن وهب بن واضح ، الكاتب الإصفهاني الأخباري ، مولى بني العبّاس المعروف باليعقوبي ، وبابن اليعقوبي ، وبابن واضح.

كان حيّاً سنة ٢٩٢ ، ثمّ قال السيّد الأمين : كان من المؤرّخين والجغرافيين المشهورين ، وكان شاعراً ، وهو معاصر لأبي حنيفة الدينوري.

ثمّ قال : ويظهر تشيّعه من كتابه في التاريخ ، وقد ذكر فيه حديث الغدير ، بل ومن كتاب البلدان أيضاً ، ثمّ قال : وفي تاريخ آداب اللغة العربيّة : ومن مزايا تاريخه فضلاً عن قدمه أنّ مؤلّفه شيعي ، فيأتي بأشياء عن العبّاسيين يتحاشا سواه ذكرها(٢) .

وقال الطهراني في الذريعة إلى تصانيف الشيعة : المؤرّخ الرحّالة أحمد بن أبي يعقوب إسحاق بن جعفر بن وهب بن واضح الكاتب العبّاسي ، المكنّى بابن واضح ، والمعروف باليعقوبي(٣) .

وكذا نصّ على تشيّعه يوسف إليان سركيس في معجم المطبوعات العربيّة(٤) .

والشيخ السبحاني في كتابه أضواء على عقائد الشيعة الإماميّة(٥) .

____________

١ ـ الكنى والألقاب ٣ : ٢٩٦.

٢ ـ أعيان الشيعة ٣ : ٢٠١.

٣ ـ الذريعة ٣ : ٢٩٦.

٤ ـ معجم المطبوعات العربيّة ٢ : ١٩٤٨.

٥ ـ أضواء على عقائد الشيعة الإماميّة : ٣١٠.

١٣٩

والسيّد حسن الصدر في كتابه الشيعة وفنون الإسلام(١) .

وقد ذكر غير واحد من المستشرقين وغيرهم أنّ المؤلّف شيعي(٢) .

تاريخ اليعقوبي :

نسبه إليه كلّ من ترجم له ، قال الشيخ القمّي في الكنى والألقاب : وله التاريخ المعروف بالتاريخ اليعقوبي(٣) .

وقال إليان سركيس في معجم المطبوعات العربية : وله التاريخ المعروف بتاريخ اليعقوبي(٤) .

قال السيّد الأمين في الأعيان : قال ياقوت : له تصانيف كثيرة (١) كتاب التاريخ.

أقول : وهو كتاب في التاريخ العامّ ، مطبوع بليدن ، ثمّ قال : وهو جزءان : الأوّل : في التاريخ العامّ قبل الإسلام وفيه ستّة أبواب (١) التاريخ القديم حسب الكتب الموسويّة (٢) تاريخ أهل الهند (٣) تاريخ اليونان والرومان مع ذكر كتب بقراط وجالينوس وارسطاطاليس ونيقوماخس وبطليموس مع بعض المعلومات عن المؤلّفات الشهيرة (٤) تاريخ الساسانيين من ملوك الفرس (٥) تاريخ الصينيين والمصريين وقبائل النوبة والبجة ، (٦) تاريخ قدماء العرب وأديانهم ولعب الميسر.

الجزء الثاني : في تاريخ الإسلام إلى خلافة المعتمد العبّاسي الذي تولّى الخلافة من ٢٥٦ إلى ٢٧٩ ، طبع في ليدن(٥) .

____________

١ ـ الشيعة وفنون الإسلام : ٩٩.

٢ ـ انظر مقدّمة الترجمة الفارسيّة لتاريخ اليعقوبي ( ترجمة : محمّد إبراهيم آيتي ).

٣ ـ الكنى والألقاب ٣ : ٢٩٦.

٤ ـ معجم المطبوعات العربيّة ٢ : ١٩٤٨.

٥ ـ أعيان الشيعة ٣ : ٢٠٢.

١٤٠