موسوعة حديث الثقلين الجزء ١

موسوعة حديث الثقلين6%

موسوعة حديث الثقلين مؤلف:
الناشر: ستارة
تصنيف: مفاهيم عقائدية
ISBN: 978-600-5213-63-8
الصفحات: 619

الجزء ١ الجزء ٣ الجزء ٤
  • البداية
  • السابق
  • 619 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 161383 / تحميل: 4916
الحجم الحجم الحجم
موسوعة حديث الثقلين

موسوعة حديث الثقلين الجزء ١

مؤلف:
الناشر: ستارة
ISBN: ٩٧٨-٦٠٠-٥٢١٣-٦٣-٨
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

التنزيل(١) .

والظاهر من كتابه ومن الروايات التي نقلت عنه ، أنّه كان كثير الحديث ، ومن طبيعة ومضمون هذه الروايات وأنّ أغلبها مسندة إلى الإماميين الباقر والصادق ( عليهما السلام ) ، يظهر أنّه كان إماميّ المذهب.

فقد قال عنه العلاّمة المجلسي ( ت ١١١١ هـ ) : وتفسير فرات وإن لم يتعرّض الأصحاب لمؤلّفه بمدح ولا قدح ، لكن كون أخباره موافقة لما وصل إلينا من الأحاديث المعتبرة ، وحسن الضبط في نقلها ، ممّا يعطي الوثوق بمؤلّفه وحسن الظنّ به ، وقد روى الصدوق ( رحمه الله ) عنه أخباراً بتوسّط الحسن بن محمّد بن سعيد الهاشمي ، وروى عنه الحاكم أبو القاسم الحسكاني في شواهد التنزيل ، وغيره(٢) .

وقال الميرزا محمّد باقر الخوانساري الإصبهاني ( ت ١٣١٣ هـ ) : صاحب كتاب التفسير الكبير الذي هو بلسان الأخبار ، وأكثر أخباره في شأن الأئمّة الأطهار عليهم سلام الملك الغفّار ، وهو مذكور في عداد تفسيري العيّاشي وعلي بن إبراهيم القمّي ، ويروي عنه في الوسائل والبحار على سبيل الاعتماد والاعتبار ، ذكره المحدّث النيسابوري في رجاله بعد ما تركه سائر أصحاب الكتب في الرجال ، فقال : له كتاب تفسيره المعروف عن محمّد بن أحمد بن علي الهمداني ، ثمّ نقل كلام العلاّمة المجلسي السابق.

____________

، ٦٤ [ ٤٦ ] ، ٦٨ [ ٥٢ ] ، ٧٥ [ ٦١ ] ، ٧٧ [ ٦٥ ] ، ٧٨ [ ٦٧ ] ، ٨٣ [ ٧٣ ] ، ٩١ [ ٨٤ ] ، ٩٣ [ ٨٧ ].

١ ـ انظر : شواهد التنزيل ١ : ٥٦ [ ٥٧ ] ، ٧٨ [ ٩٢ ] ، ١٥١ [ ١٦٤ ] ، ١٨٣ [ ١٩٥ ] ، ٢٠٨ [ ٢١٥ ] و ٢٦٧ [ ٢٦٢ ] و ٣٣٦ [ ٣٤٥ ] ، وغيرها ، راجع فهرست شواهد التنزيل.

٢ ـ البحار : ١ : ٣٧ ، ونقل كلامه الميرزا عبد الله الأفندي ( ت ١١٣٠ هـ ) في رياض العلماء٤ : ٣٣٧.

١٦١

ثمّ قال : وقال بعض أفاضل محقّقينا في حواشيه على كتاب ( منهج المقال ) ـ بعد الترجمة له في الحاشية بما قدّمناه لك في العنوان ـ : له كتاب تفسير القرآن ، وهو يروي عن الحسين بن سعيد من مشايخ الشيخ أبي الحسن علي بن بابويه ، وقد روى عنه الصدوق بواسطة ، ونقل من تفسيره أحاديث كثيرة في كتبه ، وهذا التفسير يتضمّن ما يدلّ على حسن اعتقاده ، وجودة انتقاده ، ووفور علمه ، وحسن حاله ، ومضمونه موافق للكتب المعتمدة(١) .

وذكره المامقاني ( ت ١٣٥١ هـ ) بمضمون ما سبق ، ثمّ قال : أقول : إنّ أقلّ ما يفيده كونه من مشايخ علي بن بابويه ، وإكثار الصدوق ( رحمه الله ) الرواية عنه ، وكذا رواية الشيخ الحرّ ( رحمه الله ) والفاضل المجلسي ( رحمه الله ) عنه ، هو كون الرجل في أعلى درجات الحسن ، بعد استفادة كونه إماميّاً من الأخبار التي رواها ، والعلم عند الله تعالى(٢) .

وقال التستري ( ت ١٤١٥ هـ ) ـ بعد ما ذكر ملخّصاً ممّا سبق ـ : أقول : وقد طبع تفسيره في هذه الأعصار ، إلاّ أنّ الغريب عدم ذكر الكشّي والشيخ في الرجال والفهرست والنجاشي له أصلا(٣) .

وقال العلاّمة الطهراني ( ت ١٣٨٩ هـ ) ـ بعد أن ذكر أنّه أكثر الرواية عن الحسين بن سعيد الكوفي ـ : وكذلك أكثر فيه من الرواية عن جعفر بن محمّد بن مالك البزّاز الفزّاري الكوفي ( المتوفّى حدود ٣٠٠ ) ، وكان هو المربّي والمعلّم لأبي غالب الزرّاري ( المولود ٢٨٥ ) ، بعد إخراجه عن الكتب وجعله في البزّازين ، وكذلك أكثر من الرواية عن عبيد بن كثير

____________

١ ـ روضات الجنّات ٥ : ٣٥٣ [ ٥٤٢ ].

٢ ـ تنقيح المقال ٢ : ٣.

٣ ـ قاموس الرجال ٨ : ٣٧٦ [ ٥٨٧٥ ].

١٦٢

العامري الكوفي ( المتوفّى ٢٩٤ ) مؤلّف كتاب ( التخريج ) ، وكذلك يروي فيه عن سائر مشايخه البالغين إلى نيّف وماية ، كلّهم من رواة أحاديثنا بطرقهم المسندة إلى الأئمّة الأطهار ( عليهم السلام ) ، وليس لأكثرهم ذكر ولا ترجمة في أُصولنا الرجاليّة ، ولكن مع الأسف ، أنّه عمد بعض إلى إسقاط أكثر تلك الأسانيد ، واكتفى بقوله مثلا ( فرات عن حسين بن سعيد معنعناً عن فلان ) ، وهكذا في غالب الأسانيد ، فأشار بقوله معنعناً إلى أنّ الرواية التي ذكرها كانت مسندة معنعنة ، وإنّما تركها للاختصار.

ويروي التفسير عن فرات والد الشيخ الصدوق ، وهو أبو الحسن علي ابن الحسين بن بابويه ( ت ٣٢٩ هـ ) ، كما أنّه يروي والد الصدوق أيضاً عن علي بن إبراهيم المفسّر القمّي ( الذي توفّي بعد ٣٠٧ هـ ) ، ولعلّ فرات أيضاً بقي إلى حدود تلك السنة ، ثمّ قال : ونسخه كثيرة في تبريز والكاظميّة والنجف الأشرف.

ثمّ ذكر قريباً ممّا ذكرناه آنفاً من اعتماد الصدوقين والحسكاني وعلي ابن إبراهيم ، ونقل كلام العلاّمة المجلسي(١) .

كما ذكره السيّد حسن الصدر ( ت ١٣٥٤ هـ ) في تأسيس الشيعة ، وقال : وهو من علماء عصر الجواد ( عليه السلام )(٢) .

ويظهر من كلّ ما نقلناه من كلمات الأعلام ، ترجيح كونه إماميّ العقيدة ، وأمّا ما ذكره محقّق الكتاب الأخ محمّد كاظم في مقدّمته ، وتبعه آخرون ، من أنّه ربّما كان من الناحية الفكريّة والعقائديّة زيديّاً(٣) ، فإنّه

____________

١ ـ الذريعة ٤ : ٢٩٨ [ ١٣٠٩ ] ، كما ذكره أيضاً في طبقات أعلام الشيعة ( القرن الرابع ) : ٢١٦.

٢ ـ تأسيس الشيعة : ٣٣٢.

٣ ـ تفسير فرات الكوفي : ١١ ، مقدّمة المحقّق.

١٦٣

مجرّد فرض واحتمال لا أكثر ، فإنّ مجرّد نقل أكثر من رواية في كتابه عن زيد بن علي ( رضي الله عنه ) تنفي العصمة عن غير الخمسةِ ـ أصحاب الكساء ـ(١) ، لا يدلّ على زيديّته ، بعد ما عرفت أنّه ينقل في كتابه الروايات الواصلة إليه عن طريق شيوخه بخصوص الآيات النازلة في أهل البيت ( عليهم السلام ) من مختلف الرواة ، سواء كانوا إماميّة أو زيديّة أو واقفيّة ، وحتّى من العامّة ، مع كثرة رواياته المسندة إلى الإمامين الباقر والصادق ( عليهما السلام ) ، والتي في كثير منها دلالة على إمامتهما.

وأمّا القول في أسانيده ومشايخه ، وأنّ فيهم كثيراً من الزيديّة ، فقد عرفت أنّ كثيراً منهم لم يترجم لهم ، والآخرين صرّح أعلامنا بأنّهم من رواة أحاديثنا ، كما مرّ.

وأمّا رواياته في كتابه ، فهي أدلّ على ما نقول من إماميّته لا زيديّته ، كما عرفت ذلك سابقاً ، خاصّة بعد ضمّ ما رواه عنه الصدوق ( رحمه الله ) ووالده.

وعلى كلّ حال ، فرواية حديث الثقلين هنا معنعنة ، ولكنّها ذكرت في كتب أُخرى مسندة ، كما سيأتي.

تفسير فرات :

هو واحد من التفاسير الروائيّة القديمة ، إذ إنَّ مؤلّفه كان من أعلام أواخر القرن الثالث وأوائل الرابع ، جمع فيه الروايات الخاصّة بالآيات النازلة بحقّ أهل البيت ( عليهم السلام ) غالباً ، مع بعض الروايات الخارجة عن هذا الموضوع ، ومعظم الروايات مسندة إلى الإمامين الباقر والصادق ( عليهما السلام ) ، وهناك روايات أُخرى عن الصحابة والتابعين أو غيرهم من رواة أهل السنّة أو الزيديّة ، بعضها عن زيد بن علي ( رضي الله عنه ).

____________

١ ـ تفسير فرات الكوفي : ٣٣٩ ح ٤٦٤ ، و ٤٠٢ ح ٥٣٦.

١٦٤

وقد أورد عنه الحاكم أبو القاسم الحسكاني ( توفّي أواخر القرن الخامس ) في كتابه شواهد التنزيل(١) ، ومن الشيعة العلاّمة المجلسي ( ت ١١١١ هـ ) في البحار(٢) ، والحرّ العاملي ( ت ١١٠٤ هـ ) في إثبات الهداة(٣) .

وقال الحرّ في مقدّمة كتابه المذكور ، الفائدة التاسعة : إعلم أنّ لنا طرقاً إلى رواية الكتب التي نقلنا منها والأحاديث التي جمعناها ، إلى آخر ما نقلناه سابقاً عند الكلام عن كتاب سُليم(٤) ممّا قاله في الفائدة الرابعة من خاتمة الوسائل عند ذكره للكتب المعتمدة عنده ، وقد عدّ منها في رقم [ ٨٠ ] تفسير فرات بن إبراهيم ، وكذا ما ذكره من طرقه هناك(٥) .

وتوجد منه الآن عدّة نسخ ، إحداها نسخة يقع تاريخها بين أوائل القرن التاسع إلى أوائل القرن الحادي عشر ، ولكنّها نسخة ملخّصة غير كاملة ، قد تكون هي نسخة العلاّمة المجلسي ( رحمه الله ) ، وهناك نسخة هي نسخة المحدّث الشيخ حسين النوري ( رحمه الله ) ، استنسخت على نسخة تاريخها ١٠٨٣ هـ.

أمّا هذه النسخة المطبوعة ، فأصلها نسخة في مكتبة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في النجف الأشرف ، كتبت بداية القرن الرابع عشر ، وقد سقط عامّة أسانيدها ـ كما لاحظت ذلك في رواية حديث الثقلين ـ إلاّ بعضها ، ولا يعرف من أسقطها ، إلاّ أنّ نسخة الحاكم الحسكاني كانت

____________

١ ـ انظر شواهد التنزيل ١ : ٥٦ [ ٥٧ ] ، و ٧٨ [ ٩٢ ] ، و ١٥١ [ ١٦٤ ] ، و ١٨٣ [ ١٩٥ ] ، وغيرها ، راجع فهرست شواهد التنزيل.

٢ ـ انظر : البحار ١ : ١٩ ، ٣٧ ، ورمز له بـ ( فر ).

٣ ـ انظر : إثبات الهداة ٣ : ٨٩ ، فصل ( ٥٥ ).

٤ ـ راجع ما كتبناه عن كتاب سُليم بن قيس.

٥ ـ خاتمة الوسائل ٣٠ : ١٥٩ ، الفائدة الرابعة.

١٦٥

مسندة ، كما يلاحظ من الروايات التي نقلها عن تفسير فرات في شواهد التنزيل.

وراوي هذه النسخة المطبوعة ، هو أبو الخير مقداد بن علي الحجازي المدني ، عن أبي القاسم عبد الرحمن بن محمّد بن عبد الرحمن العلوي الحسني أو الحسيني ، عن فرات ، كما موجود في بداية الكتاب(١) .

وأمّا حديث الثقلين الوارد فيه ، فقد حذف إسناده كما رأيت ، فأصبح معنعناً ، ولكنّا حاولنا تخريج نفس الحديث بأسانيد أُخرى من كتب أُخرى ، فقد أخرجه العيّاشي في تفسيره كما مرّ آنفاً ، وسيأتي.

____________

١ ـ لخّصنا هذا العنوان من مقدّمة تفسير فرات ، تحقيق : محمّد كاظم.

١٦٦

(١٣) كتاب : تفسير القمّي

لأبي الحسن علي بن إبراهيم القمّي ( رحمه الله ) ( كان حيّاً سنة ٣٠٧ هـ )

الحديث :

الأوّل : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في حجّة الوداع في مسجد الخيف : « إنّي فرطكم وإنّكم واردون عليّ الحوض ، حوض عرضه ما بين بصرى وصنعاء ، فيه قدحان من فضّة عدد النجوم ، ألا وإنّي سائلكم عن الثقلين » ، قالوا : يا رسول الله ، وما الثقلان؟

قال : « كتاب الله الثقل الأكبر ، طرف بيد الله وطرف بأيديكم ، فتمسّكوا به لن تضلّوا ولن تزلّوا ، والثقل الأصغر عترتي وأهل بيتي ، فإنّه قد نبّأني اللطيف الخبير ، أنّهما لن يفترقا حتّى يردا علي الحوض ، كإصبعيّ هاتين ـ وجمع بين سبّابتيه ـ ، ولا أقول كهاتين ـ وجمع بين سبّابته والوسطى ـ فتفضل هذه على هذه »(١) .

تنبيه : قد يكون هذا الحديث الموجود في المقدّمة ، ليس من رواية علي بن إبراهيم ، وإنّما هو والمقدّمة كلّها من كلام راوي التفسير عن علي ابن إبراهيم ، وهو أبو الفضل العبّاس بن محمّد بن القاسم ، أو الراوي عنه ، الذي يقول حدّثني أبو الفضل في أوّل تفسير ( بسم الله الرحمن الرحيم ) ، وسيأتي مفصّلا.

____________

١ ـ تفسير القمّي ١ : ١٦ ، المقدّمة ، وعنه المجلسي ( ت ١١١١ هـ ) في البحار ٢٣ : ١٢٩ ح ٦١ ، باب فضائل أهل البيت ( عليهم السلام ).

١٦٧

الثاني : وقوله :( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) ، قال(١) : نزلت هذه الآية في علي ، ( وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) ، قال : نزلت هذه الآية في منصرف رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من حجّة الوداع ، وحجّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حجّة الوداع لتمام عشر حجج من مقدمه المدينة ، فكان من قوله بمنى ، أن حمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : « أيّها الناس ، اسمعوا قولي واعقلوه عنّي ، فإنّي لا أدري لعلّي لا ألقاكم بعد عامي هذا » ، ثمّ قال :

ثمّ قال : « أيّها الناس ، إحفظوا قولي تنتفعوا به بعدي ، وافهموه تنعشوا ، ألا لا ترجعوا بعدي كفّاراً يضرب بعضكم رقاب بعض بالسيف على الدنيا ، فإن فعلتم ذلك ولتفعلن لتجدوني في كتيبة بين جبرائيل وميكائيل أضرب وجوهكم بالسيف » ، ثمّ التفت عن يمينه ، فسكت ساعة ، ثمّ قال : « إن شاء الله أو علي بن أبي طالب ».

ثمّ قال : « ألا وإنّي قد تركت فيكم أمرين إن أخذتم بهما لن تضلّوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فإنّه قد نبّأني اللطيف الخبير ، أنّهما لن يفترقا حتّى يردا علي الحوض ، ألا فمن اعتصم بهما فقد نجا ، ومن خالفهما فقد هلك ، ألا هل بلّغت »؟ قالوا : نعم ، قال : « اللهم اشهد ».

ثمّ قال : « ألا وإنّه سيرد علي الحوض منكم رجال فيدفعون عنّي ، فأقول ربّ أصحابي ، فقال(٢) : يا محمّد ، إنّهم أحدثوا بعدك ، وغيّروا سنّتك ، فأقول : سحقاً سحقاً ».

____________

١ ـ القول : لعلي بن إبراهيم القمّي ، وهذا القول إمّا موقوف عليه وهو من تفسيره ، أو أخذه من شيوخه رواية عن الأئمّة ( عليهم السلام ) فهو مرسل ، أو مسند بأحد الطرق التي ذكرها علي بن إبراهيم عن شيوخه في هذا التفسير ، وهي كثيرة.

٢ ـ الظاهر أنّها ( فيقال ).

١٦٨

فلمّا كان آخر يوم من أيّام التشريق ، أنزل الله :( اِذَا جَاء نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ ) ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « نُعيت إليّ نفسي ».

ثمّ نادى الصلاة جامعة في مسجد الخيف ، فاجتمع الناس ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : « نصر الله امرءاً ، سمع مقالتي فوعاها وبلّغها من لم يسمعها ، فربّ حامل فقه غير فقيه ، وربّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه ، ثلاث لا يغل عليهن : قلب امرء مسلم أخلص العمل لله ، والنصيحة لأئمّة المسلمين ، ولزم جماعتهم ، فإنّ دعوتهم محيطة من ورائهم ، المؤمنون أخوة تتكافأ دماؤهم ، يسعى بذّمتهم أدناهم وهم يد على من سواهم.

أيّها الناس ، إنّي تارك فيكم الثقلين » ، قالوا : يا رسول الله ، وما الثقلان؟

قال : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فإنّه قد نبّأني اللطيف الخبير ، أنّهما لن يفترقا حتّى يردا علي الحوض ، كأصبعيّ هاتين ـ وجمع بين سبّابتيه ـ ، ولا أقول كهاتين ـ وجمع سبّابته والوسطى ـ ، فتفضل هذه علي هذه ».

فاجتمع قوم من أصحابه ، وقالوا : يريد محمّد أن يجعل الإمامة في أهل بيته ، فخرج أربعة نفر منهم إلى مكّة ، ودخلوا الكعبة ، وتعاهدوا وتعاقدوا وكتبوا في ما بينهم كتاباً ، إن مات محمّد أو قتل ، أن لا يردّوا هذا الأمر في أهل بيته أبداً(١) .

____________

١ ـ تفسير القمّي ١ : ١٧٩ ـ ١٨١ ، تفسير سورة المائدة ، الآية ( يا أَيّها الرّسولُ بَلّغْ مَا أُنزِلَ إليْكَ . ) ، وعنه الفيض الكاشاني ( ت ١٠٩١ هـ ) في تفسير الصافي ٢ : ٦٧ ، سورة المائدة ( ٦٧ ) إثبات الهداة ١ : ٦٣١ ح ٧٢٧ ، فصل (٤٠) ، و ١ : ٦٣٤ ح ٧٣٩ ، الفصل (٤٠) ، المورد الثاني ، والمجلسي ( ت ١١١١ هـ ) في البحار ٣٧ : ١١٣ ح ٦ ، والحويزي ( ت ١١١٢ ) في نور الثقلين ١ : ٦٥٥ ح ٢٩٩.

١٦٩

الثالث : جاء في تفسير سورة الرحمن ، في قوله تعالى :

( عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الإِنسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ) ، قال(١) : حدَّثني أبي ، عن الحسين بن خالد ، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، في قوله :( الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ ) ، قال ( عليه السلام ) : « الله علّم محمّداً القرآن ، » قوله :( سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلانِ ) ، قال(٢) : « نحن وكتاب الله ، والدليل على ذلك قول رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي »(٣) .

الرابع : جاء في تفسير سورة النصر ، في قوله تعالى :

( اِذَا جَاء نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ ) ، قال(٤) : نزلت بمنى في حجّة الوداع(٥) ( اِذَا جَاء نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ ) ، فلمّا نزلت ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله )(٦) : « نُعيت إليّ نفسي ، فجاء إلى مسجد الخيف فجمع الناس(٧) ، ثمّ قال : نصر الله امرءاً

____________

وقد جاءت بعض مقاطع هذا الحديث مسندة ، كما في الخصال : ١٤٩ ح ١٨٢ ، باب الثلاثة ، هكذا : حدَّثنا أبي ( رضي الله عنه ) ، قال : حدَّثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي ، عن حمّاد بن عثمان ، عن عبد الله بن أبي يعفور ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : خطب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الناس بمنى في حجّة الوداع في مسجد الخيف ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : « نضر الله عبداً سمع مقالتي فوعاها . » إلى قوله : « وهم يد على من سواهم ».

١ ـ القائل علي بن إبراهيم القمّي.

٢ ـ الظاهر أنّ القائل هو الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، بدليل ما تقدّم من السؤال له في أوّل الرواية ، وقوله هنا : نحن وكتاب الله.

٣ ـ تفسير القمّي ٢ : ٣٢٣ ، تفسير سورة الرحمن ، آية :( سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّها الَثّقَلانِ ) ، وعنه الكاشاني في الصافي ٥ : ١١٠ ، الرحمن : ٣١ ، والبحراني ( ت ١١٠٧ هـ ) في البرهان ٤ : ٢٦٧ ح ٤ ، والحويزي في نور الثقلين ٥ : ١٩٣ ح ٣٢.

٤ ـ القائل : علي بن إبراهيم القمّي.

٥ ـ في الرواية السابقة ( الحديث الثاني ) ، فلمّا كان آخر يوم من أيّام التشريق ، أنزل الله : ( إذا . ).

٦ ـ في الرواية السابقة : فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : .

٧ ـ في الرواية السابقة : ثمّ نادى الصلاة جامعة في مسجد الخيف ، فاجتمع الناس ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : « نصر الله . ».

١٧٠

سمع مقالتي فوعاها ، وبلّغها من لم يسمعها ، فربّ حامل فقه غير فقيه ، وربّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه.

ثلاث لا يغل عليه(١) : قلب امرىء مسلم أخلص العمل لله ، والنصيحة لأئمّة المسلمين ، واللزوم لجماعتهم(٢) ، فإنّ دعوتهم محيطة من ورائهم(٣) .

أيّها الناس ، إنّي تارك فيكم ثقلين(٤) ، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا ولن تزلّوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فإنّه قد نبّأني اللطيف الخبير ، أنّهما لن يتفرّقا(٥) حتّى يردا عليّ الحوض ، كإصبعيّ هاتين ـ وجمع بين سبّابتيه ـ ولا أقول كهاتين ـ وجمع بين سبّابته والوسطى ـ ، فيفضل(٦) هذه على هذه »(٧) .

علي بن إبراهيم القمّي :

قال النجاشي ( ت ٤٥٠ هـ ) : ثقة في الحديث ، ثبت ، معتمد ، صحيح

____________

١ ـ في الرواية السابقة : عليهن.

٢ ـ في الرواية السابقة : ولزم جماعتهم.

٣ ـ في الرواية السابقة ، زيادة بعدها : المؤمنون أخوة تتكافأ دماؤهم ، يسعى بذّمتهم أدناهم ، وهم يد على من سواهم.

٤ ـ في الرواية السابقة : « إنّي تارك فيكم الثقلين » ، قالوا : يا رسول الله ، وما الثقلان؟ قال : « كتاب الله . ».

٥ ـ في الرواية السابقة : يفترقا.

٦ ـ في الرواية السابقة : فتفضل.

٧ ـ تفسير القمّي ٢ : ٤٤٩ ، تفسير سورة النصر ، وعنه الحرّ العاملي ( ت ١١٠٤ هـ ) في إثبات الهداة ١ : ٦٢٤ ح ٧٢٩ ، فصل (٤٠) ، البرهان ٤ : ٥١٧ ح ٤ ، والمجلسي ( ت ١١١١ هـ ) في البحار ٢٧ : ٦٨ ح ٥ ، والحويزي ( ت ١١١٢ هـ ) في نور الثقلين ٥ : ٦٩٠ ح ١٠.

١٧١

المذهب ، سمع فأكثر ، وصنّف كتباً ، وأضرّ في وسط عمره(١) .

وبنفس العبارة ذكره العلاّمة ( ت ٧٢٦ هـ ) في الخلاصة(٢) ، وببعضها ابن داود ( ت ٧٠٧ هـ ) في رجاله(٣) .

وقال العلاّمة المجلسي ( ت ١١١١ هـ ) في الوجيزة : ثقة(٤) .

وقال الطهراني ( ت ١٣٨٩ هـ ) : كان في عصر أبي محمّد الحسن العسكري ( عليه السلام ) ، وبقي إلى ( ٣٠٧ ) ، فإنّه روى الصدوق ( ت ٣٨١ هـ ) في ( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ) عن حمزة بن محمّد بن أحمد بن جعفر ، قال : أخبرنا علي بن إبراهيم بن هاشم ( سنة ٣٠٧ ) ، وفي بعض أسانيد ( الأمالي ) و ( الإكمال ) ، هكذا : حدَّثنا حمزة بن محمّد ، بقم ( في رجب ٣٣٩ ) ، قال : أخبرنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، في ما كتبه إليّ في سنة سبع وثلاثمائة(٥) .

تفسير القمّي :

ذكر النجاشي ( ت ٤٥٠ هـ ) في ضمن كتبه كتاب التفسير ، وقال : وله كتاب التفسير.

ثمّ قال : أخبرنا : محمّد بن محمّد ، وغيره ، عن الحسن بن حمزة بن علي بن عبيد الله ، قال : كتب إليّ علي بن إبراهيم بإجازة سائر حديثه وكتبه(٦) .

____________

١ ـ رجال النجاشي : ٢٦٠ [ ٦٨٠ ].

٢ ـ خلاصة الأقوال : ١٨٧ [ ٥٥٦ ].

٣ ـ رجال ابن داود ١٣٥ [ ١٠١٨ ].

٤ ـ الوجيزة ( رجال المجلسي ) : ٢٥٥ [ ١١٩٣ ] ، انظر : منهج المقال : ٢٢٣ ، تنقيح المقال ٢ : ٢٦٠ ، قاموس الرجال ٧ : ٢٦٤ [ ٤٩٧٧ ] ، مجمع الرجال ٤ : ١٥٢ ، بلغة المحدّثين : ٣٧٩ [ ٣٢ ] ، جامع الرواة ١ : ٥٤٥ ، بهجة الآمال ٥ : ٣٥٤.

٥ ـ الذريعة ٤ : ٣٠٢ [ ١٣١٦ ] ، وانظر : عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ٢ : ٢٢٦ ح ١٣ ، والأمالي : ١١٦ ح ١٠١ ، و ٣٢٧ ح ٣٨٤ ، و ٧٠٨ ح ٩٧٦ ، ولم أجده في الإكمال.

٦ ـ رجال النجاشي : ٢٦٠ [ ٦٨٠ ].

١٧٢

وقال الشيخ الطوسي ( ت ٤٦٠ هـ ) في الفهرست : له كتب منها : كتاب التفسير ، أخبرنا بجميعها جماعة ، عن أبي محمّد الحسن بن حمزة العلوي الطبري ، عن علي بن إبراهيم.

وأخبرنا محمّد بن محمّد بن النعمان ، عن محمّد بن علي بن الحسين ، عن أبيه ، ومحمّد بن الحسن وحمزة بن محمّد العلوي ومحمّد بن علي ماجيلويه ، عن علي بن إبراهيم ، إلاّ حديثاً واحداً ، استثناه من كتاب الشرايع في تحريم لحم البعير ، وقال : لا أرويه(١) .

وكذا نسبه إليه كلّ من تعرّض له.

وذكره الحرّ العاملي ( ت ١١٠٤ هـ ) في الكتب التي اعتمد عليها في الوسائل(٢) ، والمجلسي ( ت ١١١١ هـ ) ضمن مصادر البحار(٣) ، وذكر الحرّ طرقه إليه(٤) .

والتفسير المتداول الآن والمطبوع باسم تفسير القمّي ، يتكوّن من قسمين :

أحدهما : ما رواه علي بن إبراهيم القمّي ، والذي يمثّل تفسير القمّي في الواقع.

ثانيهما : روايات في التفسير عن أبي الجارود ، أدخلها في ضمن تفسير القمّي ، راوي التفسير أبو الفضل العبّاس بن محمّد بن القاسم بن حمزة بن موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) ، أو الراوي عنه ، حيث قال في أوّل التفسير ، في تفسير( بِْسمِ الله الرّحْمنِ اَلْرَحيمِ ) : حدَّثني أبو الفضل العبّاس ابن محمّد بن القاسم بن حمزة بن موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) ، قال : حدَّثنا أبو

____________

١ ـ فهرست الطوسي : ٢٦٦ [ ٣٨٠ ].

٢ ـ خاتمة الوسائل ٣٠ : ١٥٧ [ ٤٦ ].

٣ ـ البحار ١ : ٨ و ٢٧.

٤ ـ خاتمة الوسائل ٣٠ : ١٧٩.

١٧٣

الحسن علي بن إبراهيم(١) ، فقوله : ( حدَّثني ) يدلّ على شخص آخر غير أبي الفضل العبّاس ، ولكن الروايات المسندة إلى أبي الجارود ، رويت عن شيوخ معاصرين لعلي بن إبراهيم أو بعده بقليل ، كما ذكر ذلك الطهراني في الذريعة ( ت ١٣٨٩ هـ )(٢) ، ورجّح بسببه هو وغيره(٣) ، أنّ الجامع للتفسيرين هو أبو الفضل العبّاس بن القاسم.

وقد جاء في مقدّمة التفسير : ونحن ذاكرون ومخبرون بما ينتهي إلينا ، ورواه مشايخنا وثقاتنا عن الذين فرض الله طاعتهم ، وأوجب ولايتهم ، ولا يقبل عمل إلاّ بهم ، وهم الذين وصفهم الله تبارك وتعالى ، وفرض سؤالهم والأخذ منهم ، فقال( فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ) (٤) ، حيث اعتمد هذه العبارة بعض أكابر الأعلام في توثيق كلّ رجال تفسير القمّي(٥) ، ولكن بعد أن حقّق آخرون أنّه يتضمّن تفسيرين لعلي بن إبراهيم وأبي الجارود ، قسّموا الرجال الواردين فيه ، إلى قسمين : الأوّل : رجال علي بن إبراهيم ، وهم المشمولون بالتوثيق ، والثاني : رجال أبي الجارود ، غير المشمولين بالتوثيق(٦) .

ولكن من أين يمكن إثبات أنّ المقدّمة هي لعلي بن إبراهيم ، بل بعد أن ثبت أنّ التفسير مجموع من تفسيرين بتوسّط شخص ثالث ; يترجّح أنّها ليست لعلي بن إبراهيم.

____________

١ ـ تفسير القمّي ١ : ٣٩.

٢ ـ الذريعة ٤ : ٣٠٤ ، في المتن والهامش.

٣ ـ أُصول علم الرجال : ١٦٤ ، كليّات في علم الرجال : ٣١٣.

٤ ـ تفسير القمّي ١ : ١٦ ، المقدّمة.

٥ ـ الحرّ العاملي ( ت ١١٠٤ هـ ) ، في خاتمة الوسائل ٣٠ : ٢٠٢ ، الفائدة السادسة ، ووافقه على ذلك السيّد الخوئي ( ت ١٤١٣ هـ ) ، في معجم رجال الحديث ١ : ٤٩.

٦ ـ أُصول علم الرجال : ١٦٥ ، كليّات في علم الرجال : ٣١٣.

١٧٤

فالمقدّمة تتكوّن من قسمين : القسم الأوّل صيغ بالأسلوب المعهود للمقدّمات ، من الحمد وذكر صفات الخالق جلّ وعلا ، والصلاة على النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وذكر معجزته القرآن الكريم ، ووصف أمير المؤمنين له ، وأنّ الأئمّة ( عليهم السلام ) هم العدل الثاني للقرآن ، ومن ضمنها العبارة التي نقلناها سابقاً في توثيق رواة التفسير ، وجاء في نهايته في بعض النسخ المطبوعة ( قال أبو الحسن علي بن إبراهيم الهاشمي القمّي ) ، كبداية للقسم الثاني.

والقسم الثاني : هو بعض الروايات في علوم القرآن ، مختصرة من روايات مبسوطة عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، أوردها النعماني بطولها في أوّل تفسيره ، وأخرجها منه المرتضى ، وجعل لها خطبة ، وتسمّى برسالة المحكم والمتشابه ، وأُدرجت بعينها في البحار(١) ، وذكر في بدايتها سندها ، وليس فيه علي بن إبراهيم ، وذكر في آخرها أنّه وجد رسالة قديمة مفتتحها ، هكذا : حدَّثنا جعفر بن محمّد بن قولويه القمّي ( رحمه الله ) ، قال : حدَّثني سعد الأشعري القمّي أبو القاسم ( رحمه الله ) ، وهو مصنّفه : الحمد لله ، روى مشايخنا ، عن أصحابنا ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : قال أمير المؤمنين ( صلوات الله عليه ) : أنزل القرآن على سبعة أحرف ، وساق الحديث إلى آخره ، لكنّه غيّر الترتيب ، وفرّقه على الأبواب ، وزاد في ما بين ذلك بعض الأخبار(٢) .

أقول : وقد راجعت ما نقله من هذه الرسالة(٣) فوجدت فيه بعض روايات مقدّمة تفسير القمّي.

وقد أدخل كاتب هذه المقدّمة المختصرة بعض الروايات عن علي بن

____________

١ ـ الذريعة ٤ : ٣٠٢ ، والبحار ٩٣ : ١ ، باب [ ١٢٨ ].

٢ ـ البحار ٩٣ : ٩٧.

٣ ـ البحار ٩٢ : ٦٠.

١٧٥

إبراهيم فيها بصيغة : قال أبو الحسن علي بن إبراهيم ، وهي لا توجد في ما أورده المجلسي في البحار.

ثمّ جاء بعد المقدّمة سند التفسير ، بعد أن قال : أقول : تفسير( بِْسمِ الله الرّحْمنِ اَلْرَحيمِ ) حدّثني أبو الفضل العبّاس بن محمّد

فبملاحظة تأخّر السند عن المقدّمة ، وقوله فيه : حدّثني أبو الفضل العبّاس ، ووجود بعض روايات علي بن إبراهيم الواردة في المقدّمة بصيغة ( قال ) ، في ضمن الروايات المختصرة من روايات الإمام الصادق ( عليه السلام ) التي أوردها النعماني ، يصبح هناك شبه اطمئنان ، أنّ المقدّمة ليست لعلي بن إبراهيم ، أو على الأقلّ أنّ القسم الأوّل منها ليس لعلي بن إبراهيم ، إذا أخذنا بالحسبان ما ذكره بعض المحقّقين(١) ، رواها الشيخ حسن بن سليمان ( القرن التاسع ) في مختصر البصائر من مقدّمة التفسير ، وقال : حدَّثني أبو عبد الله محمّد بن مكّي بإسناده عن علي بن إبراهيم بن هاشم من تفسير القرآن العزيز ، قال : وأمّا الردّ على من أنكر الرجعة ، فقوله عزّ وجلّ( وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّة فَوْجاً ) ، قال علي بن إبراهيم : ، ثمّ روى ثلاث روايات من المقدّمة(٢) كلّها مرويّة عن علي بن إبراهيم.

مع ما موجود في بعض النسخ المطبوعة في بداية القسم الثاني من المقدّمة ، قال : أبو الحسن علي بن إبراهيم الهاشمي القمّي.

____________

١ ـ أشار إلى ذلك الشيخ الداوري في أُصول علم الرجال : ١٦٣ هامش (١) ، بقوله : والصحيح أنّها ـ أيّ المقدّمة ـ له ، وذلك لوجود أجزاء من المقدّمة في كلمات القدماء منسوبة إلى علي بن إبراهيم ، فلا وجه للإشكال ، أقول : لم يصرّح هنا بأنّ مراده من القدماء هو الشيخ حسين بن سليمان ، ولكنّي سألته شخصيّاً عنه ، فأجاب : هو الشيخ حسن بن سليمان في مختصر البصائر. ثمّ أنّ جواب الإشكال يأتي في المتن.

٢ ـ مختصر البصائر : ١٤٩.

١٧٦

ولكن الشيخ حسن بن سليمان من رجال القرن التاسع ، وكذا أستاذه الشهيد الأوّل ، مع أنّ سند الشهيد إلى كتاب التفسير هو من الإجازات العامّة ، وقد روى التفسير كاملا ، ووصله بشكله الذي وصلنا ، ونحن ندّعي أنّ كاتب المقدّمة متقدّم عليه ، بحدود ثلاثة قرون على الأقلّ ، إذا لم يكن أكثر ، فكيف يثبُت ما قاله هذا المحقّق؟ ومن الواضح أنّ الشيخ حسن قد فهم أنّ المقدّمة لعلي بن إبراهيم ، مثل ما فهم الحرّ العاملي والسيّد الخوئي ، وغيرهم ، وليس هناك دلالة على أنّ الشهيد الأوّل فهم مثل فهمهم ، وإنّما ذكر سنده إلى التفسير الذي وصله مع المقدّمة.

هذا كلّه إضافة إلى أنّ قوله في القسم الثاني من المقدّمة : ( قال : علي ابن إبراهيم ) ، يدلّ على شخص آخر ، وإلاّ لو كان الراوي هو علي بن إبراهيم لقال : حدَّثني أبي ، كما هو سائد في سائر التفسير.

والشخص الكاتب للمقدّمة ، إمّا أن يكون راوي التفسير أبو الفضل العبّاس ، أو شخص ثالث ، فأمّا أبو الفضل العبّاس ، فلم يذكر في كتب الرجال ، وإن ذكر في كتب الأنساب ، كما نقل صاحب الذريعة(١) ، وأمّا إذا كان الكاتب غيره فهو غير معروف ، وبالتالي فلا يمكن الاعتماد على ما في المقدّمة ، على كلا الاحتمالين ، إلاّ إذا استطعنا اعتبار شهادة كاتب المقدّمة بتوثيق شيوخه أيضاً ، ويكون توثيقاً لكلّ الشيوخ الواردين في أسانيد روايات التفسير ، سواء كانوا شيوخ القمّي أو أبي الجارود ، ولكن هذا يحتاج إلى تحقيق في وثاقة أبي الفضل العبّاس ، أو معرفة الراوي عنه ووثاقته.

ثمّ نجد في هذا التفسير بعض الروايات مسندة ، كما في الرواية الثالثة

____________

١ ـ الذريعة ٤ : ٣٠٧.

١٧٧

من حديث الثقلين ، وبعضها مصدّر بـ ( قال : علي بن إبراهيم ) ، الظاهر منه أنّه نظر وقول لعلي بن إبراهيم نفسه ، كما في الرواية الثانية ، إلاّ أن نقول : إنّ كلّ ما قاله في هذا التفسير مأخوذ من الأئمّة ( عليهم السلام ).

وروايات حديث الثقلين في التفسير كلّها عن علي بن إبراهيم ، فتكون بسند موثّق ، على مبنى من يقول بتوثيق رجال علي بن إبراهيم.

وعلى كلّ ، فروايات حديث الثقلين هنا متوافقة مع الروايات المرويّة في المصادر الأُخرى ، ولم تخرج في مضمونها عمّا هو مشتهر من حديث الثقلين.

١٧٨

(١٤) كتاب : تفسير العيّاشي

عيّاش السلمي السمرقندي ( ت حدود ٣٢٠ هـ )

الحديث :

الأوّل : عن أبي جميلة المفضّل بن صالح ، عن بعض أصحابه ، قال : [ لمّا [ خطب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوم الجُحفة بعد صلاة الظهر ، انصرف على الناس ، فقال : « يا أيّها الناس ، إنّي قد نبّأني اللطيف الخبير ، أنّه لن يعمّر من نبيّ إلاّ نصف عمر الذي يليه من قبله ، وإنّي لأظنّني أُوشك أن أُدعى فأُجيب ، وإنّي مسؤول ، وإنّكم مسؤولون ، فهل بلّغتكم ، فماذا أنتم قائلون؟ »

قالوا : نشهد بأنّك قد بلّغت ونصحت وجاهدت ، فجزاك الله عنّا خيراً ، قال : « اللّهم اشهد ».

ثمّ قال : « يا أيّها الناس ، ألم تشهدوا أن لا إله إلاّ الله ، وأنّ محمّداً عبده ورسوله ، وأنّ الجنّة حقّ ، وأنّ النار حقّ ، وأنّ البعث حقّ من بعد الموت؟ »

قالوا : نعم ، قال : « اللّهم اشهد ».

ثمّ قال : « يا أيّها الناس ، إنّ الله مولاي ، وأنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، ألا من كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه ».

١٧٩

ثمّ قال : « أيّها الناس ، إنّي فرطكم ، وأنتم واردون عليّ الحوض ، وحوضي أعرض ما بين بصرى وصنعاء ، فيه عدد النجوم قدحان من فضّة ، ألا وإنّي سائلكم حين تردون عليّ عن الثقلين ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما حتّى تلقوني »

قالوا : وما الثقلان ، يا رسول الله؟

قال : « الثقل الأكبر كتاب الله ، سبب طرفه بيدي الله وطرف في أيديكم ، فاستمسكوا به ولا تضلّوا ولا تذلّوا ، ألا وعترتي أهل بيتي ، فإنّه قد نبّأني اللطيف الخبير أن لا يفترقا حتّى يلقياني ، وسألت الله لهما ذلك ، فأعطانيه ، فلا تسبقوهم فتضلّوا ، ولا تقصروا عنهم فتهلكوا ، ولا تعلّموهم فهم أعلم منكم »(١) .

الثاني : عن زرارة ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، قال : « خطب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بالمدينة ، فكان فيها : قال لهم : » الحديث(٢) . أي الحديث السابق.

الثالث : عن مسعدة بن صدقة ، قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : « إنّ الله جعل ولايتنا أهل البيت قطب القرآن ، وقطب جميع الكتب ، عليها يستدير محكم القرآن ، وبها نوّهت الكتب ، ويستبين الإيمان ، وقد أمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أن يقتدى بالقرآن وآل محمّد ، وذلك حيث قال في آخر خطبة خطبها : إنّي تارك فيكم الثقلين : الثقل الأكبر والثقل الأصغر ، فأمّا الأكبر فكتاب ربّي ، وأمّا الأصغر فعترتي أهل بيتي ، فاحفظوني فيهما ، فلن تضلّوا

____________

١ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٧٦ ح ٣ ، في فضل القرآن ، وعنه الحرّ العاملي ( ت ١١٠٤ هـ ) في إثبات الهداة ١ : ٦٢٥ ح ٦٨٣ ، فصل [ ٣٨ ] ، والسيّد هاشم البحراني ( ت ١١٠٧ هـ ) في البرهان ١ : ١٠ ح ٩ ، وغاية المرام ٢ : ٣٤١ ح ٢٥ ، باب [ ٢٩ ] ، والعلاّمة المجلسي ( ت ١١١١ هـ ) في البحار ٢٣ : ١٤١ ح ٩٢.

٢ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٧٧ ح ٥ ، في فضل القرآن ، وعنه المجلسي في البحار ٢٣ : ١٤٢ ح ٩٣.

١٨٠

ما تمسّكتم بهما »(١) .

الرابع : وفي رواية أبي بصير عنه ـ أي أبي جعفر ( عليه السلام )(٢) ـ قال : « نزلت في علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) » ، قلت له : إنّ الناس ، يقولون لنا فما منعه ، إلى آخر ما في تفسير فرات(٣) ، ثمّ قال بعده : « فلمّا حُضر علي لم يستطع ، ولم يكن ليفعل ، أن يدخل محمّد بن علي ولا العبّاس بن علي ولا أحداً من ولده ، إذاً لقال الحسن والحسين ( عليهما السلام ) : أنزل الله فينا كما أنزل فيك ، وأمر بطاعتنا كما أمر بطاعتك ، وبلّغ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فينا كما بلّغ فيك ، وأذهب عنّا الرجس كما أذهبه عنك ، فلمّا مضى عليّ ، كان الحسن أولى بها لكبره ، فلمّا حُضر الحسن بن عليّ ( عليهما السلام ) لم يستطع ، ولم يكن ليفعل ، أن يقول :( وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْض ) ، فيجعلها لولده ، إذاً لقال الحسين ( عليه السلام ) : أنزل الله فيّ كما أنزل فيك وفي أبيك ، وأمر بطاعتي كما أمر بطاعتك وطاعة أبيك ، وأذهب الرجس عنّي كما أذهب عنك وعن أبيك ، فلمّا أن صارت إلى الحسين ( عليه السلام ) ، لم يبق أحد يستطيع

____________

١ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٧٨ ح ٨ ، في فضل القرآن ، وعنه الفيض الكاشاني ( ت ١٠٩١ هـ ) في تفسير الصافي ١ : ٢١ ، المقدّمة الثانية ، والحرّ العاملي ( ت ١١٠٤ هـ ) في إثبات الهداة ١ : ٦٢٥ ح ٦٨٤ ، فصل (٣٨) ، ما رواه العيّاشي في تفسيره ، والسيّد هاشم البحراني ( ت ١١٠٧ هـ ) في تفسير البرهان ١ : ١٠ ح ٨ ، الباب الثالث : في معنى الثقلين ، وغاية المرام ٢ : ٣٤١ ح ٢٦ ، باب ٢٩ ، والمجلسي ( ت ١١١١ هـ ) في البحار ٩٢ : ٢٧ ح ٢٩ ، كتاب القرآن ، باب (١) : فضل القرآن وإعجازه.

٢ ـ ذكر قبل هذه الرواية رواية عن جابر الجعفي ، قال : سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) عن هذه الآية( أَطِيعُواْ اللهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ ) ، قال : « الأوصياء » ، ثمّ قال : وفي رواية أبي بصير عنه ، قال : « نزلت في علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) . » ، الحديث ( تفسير العيّاشي ١ : ٤٠٧ ح ١٠١١ ).

٣ ـ تفسير فرات : ١١٠ ح ١١٢ ، مع اختلاف يسير في الألفاظ ، انظر الحديث الذي أوردناه عن تفسير فرات.

١٨١

أن يدّعي كما يدّعي هو على أبيه وعلى أخيه ، جرى ، [ تأويل قوله تعالى ] :( وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْض فِي كِتَابِ اللهِ ) ، ثمّ صارت من بعد الحسين إلى علي بن الحسين ، ثمّ من بعد علي بن الحسين إلى محمّد ابن علي ( عليهم الصلاة والسلام ) » ، ثمّ قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : « الرجس هو الشكّ ، والله لا نشكّ في ديننا أبداً »(١) .

الراوون عنه :

روى عنه الحافظ الحاكم الحسكاني ( توفّي أواخر القرن الخامس ) في شواهد التنزيل ، وذكر سند العيّاشي إلى أبي جعفر ( عليه السلام ) ، هكذا : أبو النضر العيّاشي ، قال : حدَّثنا حمدان بن أحمد القلانسي ، قال : حدَّثنا محمّد بن خالد الطيالسي ، عن سيف بن عميرة ، عن إسحاق بن عمّار ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) : إنه سأله عن قول الله تعالى( أَطِيعُواْ اللهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ ) ، قال : « نزلت في علي بن أبي طالب » ، قلت : ، إلى قوله : فأعطاني ذلك(٢) .

الخامس : عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، عن قول الله تعالى أي( أَطِيعُواْ اللهَ ) الآية(٣) ، فذكر نحو هذا الحديث ـ أي السابق ـ ، وقال فيه زيادة :

____________

١ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٤٠٨ ح ١٠١٢ ، وعنه الفيض الكاشاني ( ت ١٠٩١ هـ ) في الصافي ١ : ٤٩٢ ، تحت آية ( ٥٩ ) من سورة النساء ، والحرّ العاملي ( ت ١١٠٤ هـ ) في إثبات الهداة ١ : ٦٢٧ ح ٧٠٠ ، والبحراني ( ت ١١٠٧ هـ ) في البرهان ١ : ٣٨٥ ح ٢٠ ، تحت آية [ ٥٩ ] من سورة النساء ، والمجلسي ( ت ١١١١ هـ ) في البحار ٣٥ : ٢١٠ ح ١٢ ، الباب الخامس : آية التطهير.

٢ ـ شواهد التنزيل ١ : ١٩١ ح ٢٠٣.

أقول : من الواضح ، أنّ تفسير العيّاشي كان مسنداً عند الحسكاني ، كما تلاحظ في ذكره لسند العيّاشي إلى أبي جعفر ( عليه السلام ) ، ثمّ حدث حذف أسانيده بعد عصره.

٣ ـ سورة النساء : ٥٩.

١٨٢

« فنزلت عليه الزكاة ، فلم يسمّ الله من كلّ أربعين درهما درهما ، حتّى كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) هو الذي فسّر ذلك لهم » ، وذكر في آخره ، « فلمّا أن صارت إلى الحسين ، لم يكن أحد من أهله يستطيع أن يدّعي عليه ، كما كان هو يدّعي على أخيه وعلى أبيه ( عليهما السلام ) ، لو أرادا أن يصرفا الأمر عنه ، ولم يكونا ليفعلا ، ثمّ صارت حين أفضت إلى الحسين بن عليّ ، فجرى تأويل هذه الآية( وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْض فِي كِتَابِ اللهِ ) ، ثمّ صارت من بعد الحسين لعليّ بن الحسين ، ثمّ صارت من بعد علي بن الحسين إلى محمّد بن علي ( عليه السلام ) »(١) .

وسيأتي هذا الحديث عن الكليني ( ت ٣٢٩ هـ ) في الكافي ، بسندين آخرين(٢) ، فراجع.

السادس : عن عمران الحلبي ، قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) ، يقول : « إنّكم أخذتم هذا الأمر من جذوه ـ يعني من أصله ـ ، عن قول الله تعالى :( أَطِيعُواْ اللهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ ) ، ومن قول رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا » ، لا من قول فلان ، ولا من قول فلان »(٣) .

____________

١ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٤١٠ ح ١٠١٣ ، سورة النساء ( ٥٩ ) ، وعنه البحراني ( ت ١١٠٧ هـ ) في البرهان ١ : ٣٨٥ ح ٢١ ، والمجلسي ( ت ١١١١ هـ ) في البحار ٣٥ : ٢١٢ ح ١٣. ( ٤٩٧ ) الكافي ١ : ٢٨٦ ح [ ١ ] ، باب : ما نصّ الله عزّ وجلّ ورسوله على الأئمّة ( عليهم السلام ) واحداً فواحداً ، وانظر : ما سنورده عن الكافي ، الحديث الأوّل والثاني.

٢ ـ الكافي ٢٨٦ : ١ ح ١ ، باب : ما نص الله عزوجل ورسوله على الائمة عليهم السلام واحدا فواحدا ، وانظر : ما سنورده عن الكافي ، الحديث الأول والثاني.

٣ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٤١٠ ح ١٠١٥ ، وعنه البحراني في البرهان ١ : ٣٨٥ ح ٢٣ ، والمجلسي في البحار ٢٣ : ٢٩٣ ح ٢٧ ، كتاب الإمامة ، باب : وجوب طاعتهم ( عليهم السلام ) ، والحويزي ( ت ١١١٢ هـ ) في تفسير نور الثقلين ١ : ٥٠٠ ، سورة النساء :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللهَ ) الآية ، والميرزا محمّد المشهدي ( ت ١١٢٥ هـ ) في كنز الدقائق ٢ : ٤٩٤.

١٨٣

تنبيه : ومن الواضح ، أنّ الشطر الثاني من الرواية ، هو إشارة إلى حديث الثقلين.

محمّد بن مسعود العيّاشي ( ت حدود ٣٢٠ هـ ) :

قال النجاشي ( ت ٤٥٠ هـ ) : محمّد بن مسعود بن محمّد بن عيّاش السلمي السمرقندي أبو النضر ، المعروف بـ ( العيّاشي ) ، ثقة ، صدوق ، عين من عيون هذه الطائفة ، وكان يروي عن الضعفاء كثيراً ، وكان في أوّل عمره عامّي المذهب ، وسمع حديث العامّة فأكثر منه ، ثمّ تبصّر وعاد إلينا ، وكان حديث السن(١) .

وذكره الطوسي ( ت ٤٦٠ هـ ) في من لم يرو عن واحد من الأئمّة ( عليهم السلام ) ، في رجاله ، وقال : أكثر أهل المشرق علماً وفضلا وأدباً وفهماً ونبلا في زمانه ، صنّف أكثر من مائتي مصنّف ، ذكرناها في الفهرست ، وكان له مجلس للخاصّ ومجلس للعامّ ( رحمه الله )(٢) .

وذكر في الفهرست كتبه وطريقه إليه(٣) .

ومثلهما العلاّمة ( ت ٧٢٦ هـ ) في خلاصة الأقوال(٤) ، وابن داود ( ت ٧٠٧ هـ ) في رجاله(٥) ، كما ونقل المامقاني ( ت ١٣٥١ هـ ) في التنقيح أقوال السابقين(٦) .

____________

١ ـ رجال النجاشي : ٣٥٠ [ ٩٤٤ ].

٢ ـ رجال الطوسي : ٤٤٠ [ ٦٢٨٢ ].

٣ ـ فهرست الطوسي : ٣٩٦ [ ٦٠٥ ] ، وانظر : فهرست ابن النديم : ٢٤٤ ، المقالة الخامسة ، الفنّ الخامس ، وهديّة العارفين ( المطبوع مع كشف الظنون ) ٦ : ٣٢ ، ومجمع الرجال ٦ : ٤٢.

٤ ـ خلاصة الأقوال : ٢٤٦ [ ٨٣٦ ].

٥ ـ رجال ابن داود : ١٨٤ [ ١٥٠٢ ] ، القسم الأوّل.

٦ ـ تنقيح المقال ٣ : ١٨٣ ، محمّد بن مسعود العيّاشي.

وانظر ترجمة العيّاشي في : طبقات أعلام الشيعة ١ : ٣٠٥ ، الذريعة ٤ : ٢٩٥ [ ١٢٩٩ ] ، روضات الجنّات ٦ : ١٢٩ [ ٥٧٣ ] ، جامع الرواة ٢ : ١٩٢ ، الكنى والألقاب ٢ : ٤٩٠ ، حاوي الأقوال ٢ : ٢٧٢ [ ٦٣٤ ] ، منتهى المقال ٦ : ١٩٥ [ ٢٨٧٢ ] ، خاتمة المستدرك ٥ : ٢٠١ [ ٢٩٧ ] ، قاموس الرجال ٩ : ٥٦٩ [ ٧٢٧٢ ] ، معجم رجال الحديث ١٨ : ٢٣٧ [ ١١٧٩٥ ] ، معجم المؤلّفين ٣ : ٧١٤ [ ١٦٠٠٥ ] ، معالم العلماء : ٩٩ [ ٦٦٨ ] ، مجالس المؤمنين ١ : ٤٣٧ ، الفوائد الرضويّة : ٦٤٢ ، تحفة الأحباب : ٤٨٧ [ ٦٤٥ ] ، ريحانة الأدب ٤ : ٢٢٠ ، منهج المقال : ٣١٩ ، محمّد ابن مسعود ، فرج المهموم : ١٢٤.

١٨٤

تفسير العيّاشي :

ذكره ضمن كتب العيّاشي ، النجاشي ( ت ٤٥٠ هـ )(١) والطوسي ( ت ٤٦٠ هـ )(٢) ، وذكرا طريقيهما إلى كتبه ، وكذا ذكره ابن النديم ( ت ٣٨٥ هـ )(٣) .

وقال المجلسي ( ت ١١١١ هـ ) في البحار : وكتاب العيّاشي ، روى عنه الطبرسي وغيره ، ورأينا منه نسختين قديمتين ، وعدّ في كتب الرجال من كتبه ، لكن بعض الناسخين حذف أسانيده للاختصار ، وذكر في أوّله عذراً هو أشنع من جرمه(٤) .

وذكره الشيخ الحرّ ( ت ١١٠٤ هـ ) في الكتب المعتمدة عنده ، وقال : كتاب تفسير القرآن ، لمحمّد بن مسعود العيّاشي ، وقد وصل إلينا نصفه الأوّل منه ، غير أنّ بعض النسّاخ حذف الأسانيد واقتصر على راو واحد(٥) .

____________

١ ـ رجال النجاشي : ٣٥١ [ ٩٤٤ ].

٢ ـ فهرست الطوسي : ٣٩٦ [ ٦٠٥ ].

٣ ـ فهرست ابن النديم : ٢٤٤.

٤ ـ البحار ١ : ٢٨ ، الفصل الثاني : في بيان الوثوق على الكتب المذكورة واختلافها في ذلك.

٥ ـ خاتمة الوسائل ٣٠ : ١٥٧ ، الفائدة الرابعة.

١٨٥

وقال العلاّمة الطهراني ( ت ١٣٨٩ هـ ) : ويروي كتبه عنه ، ولده جعفر ابن محمّد بن مسعود(١) ، ومنها هذا التفسير الموجود نصفه الأوّل إلى آخر سورة الكهف في الخزانة الرضويّة ، وفي تبريز عند الخياباني ، وفي زنجان بمكتبة شيخ الإسلام ، وفي الكاظميّة بمكتبة سيّدنا الحسن صدر الدين ، واستنسخ عن نسخته الشيخ شير محمّد الهمداني ، وغيره ، في النجف ، لكنّه ـ مع الأسف ـ محذوف الأسانيد ، ثمّ ذكر الطهراني قول العلاّمة المجلسي السابق(٢) .

وقال العلاّمة السيّد محمّد حسين الطباطبائي ( ت ١٤٠٢ هـ ) ، ـ صاحب الميزان ـ : فهو لعمري أحسن كتاب أُلّف قديماً في بابه ، وأوثق ما ورثناه من قدماء مشايخنا من كتب التفسير بالمأثور.

أمّا الكتاب ، فقد تلقّاه علماء هذا الشأن منذ أُلّف إلى يومنا هذا ـ ويقرب من أحد عشر قرناً ـ بالقبول ، من غير أن يذكر بقدح أو يغمض فيه بطرف(٣) .

أمّا المطبوع منه ، فقد طبع أوّلا على نسخة مخطوطة عتيقة في مكتبة جامعة طهران ، مهداة من قبل الأُستاذ العلاّمة الحاج السيّد محمّد المشتهر بـ ( مشكوة ) ، وعلى نسخة أُخرى مصحّحة ، استنسخت من نسخة العلاّمة المحدّث النوري ( رحمه الله ) ( ت ١٣٢٠ هـ ) ، ومقابلة على نسخة المكتبة الرضويّة ، وهي الجزء الأوّل من التفسير من سورة الفاتحة إلى سورة الكهف(٤) .

____________

١ ـ انظر : مشيخة الفقيه ٤ : ٩٢ ، رجال الطوسي : ٤١٨ [ ٦٠٤٣ ] ، و ٤٤٢ [ ٦٣٠٨ ] ، فهرست الطوسي : ٣٩٦ [ ٦٠٥ ] ، أمالي الطوسي : ٩٤ [ ١٤٤ ] ، رجال النجاشي : ٢١٩ [ ٥٧٢ ] وأمالي المفيد ( مصنّفات الشيخ المفيد ) : ٢٩ ، ٧٢ ، ٣٢٧.

٢ ـ الذريعة ٤ : ٢٩٥ [ ١٢٩٩ ].

٣ ـ مقدّمة تفسير العيّاشي ( الطبعة الأُولى ١٣٨٠ ، تحقيق السيّد هاشم المحلاّتي ) ، بقلم العلاّمة السيّد محمّد حسين الطباطبائي.

٤ ـ تفسير العيّاشي ( الطبعة الأُولى ١٣٨٠ ) : الجزء الأوّل ، مصادر التصحيح.

١٨٦

وطبع ثانياً على أربع نسخ مخطوطة ، أقدمها في مكتبة دستغيب بشيراز ، مكتوبة سنة ١٠٩١ هـ ، إضافة إلى الطبعة الأُولى ، بتحقيق قسم الدراسات الإسلاميّة لمؤسّسة البعثة في قم(١) ، وأضافوا إليه مستدرك بروايات تفسير العيّاشي الموجودة في المصادر الأُخرى(٢) ، وملحق بأسانيد العيّاشي(٣) .

وقال الناسخ للكتاب ، في أوّله : الحمد لله على أفضاله والصلاة على محمّد وآله ، قال العبد الفقير إلى رحمة الله : إنّي أمعنت النظر في التفسير الذي صنّفه أبو النضر محمّد بن مسعود بن محمّد بن عيّاش السلمي بإسناده ، ورغبت بانتساخه ، وطلبت من عنده سماع من المصنّف أو غيره ، فلم أجد في ديارنا من كان عنده سماع أو إجازة منه ، فحينئذ حذفت منه الإسناد ، وكتبت الباقي على وجهه ، ليكون أسهل على الكاتب والناظر فيه ، فإن وجدت بعد ذلك من عنده سماع أو إجازة من المصنّف ، اتبعت الأسانيد ، وكتبتها على ما ذكره المصنّف(٤) .

ويظهر من قول الناسخ : وطلبت من عنده سماع من المصنف ، أنّه كان قريباً من عهد المصنّف ، أو بعده بقليل.

ولكن هذا التفسير ، كان مسنداً عند الحافظ الحسكاني(٥) ( توفّي أواخر القرن الخامس ) ، كما عرفت من سند العيّاشي ، الذي ذكره الحسكاني ، وأوردناه آنفاً في الرواية الرابعة لحديث الثقلين عند العيّاشي ،

____________

١ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٥٠ ، النسخة المعتمدة.

٢ ـ تفسير العيّاشي ٣ : ١٢٩.

٣ ـ تفسير العيّاشي ٣ : ١٧٧.

٤ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٧٣.

٥ ـ انظر : شواهد التنزيل ١ : ٣٠ [ ١٣ ] ، و ٣٨ [ ٢٧ ] ، و ٤٧ [ ٤١ ] ، و ٧٩ [ ٩٣ ] ، و ١٣٤ [ ١٤٤ ] ، وغيرها ، راجع فهرست شواهد التنزيل.

١٨٧

والتي رواها فرات الكوفي ( أوائل القرن الرابع ) أيضاً(١) ، وكذا وردت أحاديثه مسندة في ( مجمع البيان ) للطبرسي ( ت ٥٤٨ هـ )(٢) ، أمّا بقيّة الروايات ، فأصبحت مقطوعة بعد حذف الأسانيد من قِبل الناسخ ، إلاّ في بعض الموارد(٣) . ولكن للعيّاشي أسانيد كثيرة مبثوثة في كتبنا الحديثيّة ، لا يبعد أن تكون نفسها أسانيد التفسير فلاحظ(٤) .

كما أنّه كان كاملا عند ابن شهرآشوب ( ت ٥٨٨ هـ ) والسيّد ابن طاووس ( ت ٦٦٤ هـ ) حيث ينقلان من الجزء المفقود منه. وربّما كانت عندهما نسخة كاملة ; لأنّهما ينقلان من الجزء المفقود في كتابيهما ( مناقب آل أبي طالب ) و ( سعد السعود )(٥) .

____________

١ ـ راجع ما أوردناه عن تفسير فرات الكوفي.

٢ ـ انظر : مجمع البيان ، فهو يذكر كثيراً : ذكره العيّاشي بإسناده . ( عن فلان وإلى فلان أو . ) وذكر في بعض الموارد بعض السند ، أو كلّه ; كما في ٥ ـ ٦ ، ٢١٢ ، سورة هود.

٣ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٢١٨ ح ٤١٥ ، ٤١٦ ، و ٢٦٣ ح ٥٧٢ ، و ٣ : ٦٤ ح ٢٥٦١.

٤ ـ انظر : تفسير العيّاشي ٣ : ١٧٧ ، الملحق الخاصّ بأسانيد العيّاشي ، وكذا تخريج الروايات من المصادر ، في الهوامش.

٥ ـ مناقب آل أبي طالب ٢ : ٢٩٩ ، و ٣ : ٣١٤ ، سعد السعود : ١٦٠ ، فصل [ ١١ ].

١٨٨

(١٥) كتاب : العلل

لمحمّد بن علي بن إبراهيم القمّي ( القرن الرابع )

الحديث :

العلّة في قوله ( صلى الله عليه وآله ) : « لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » ، أنّ القرآن معهم في قلوبهم في الدنيا ، فإذا صاروا إلى عند الله عزّ وجلّ ، كان معهم ، ويوم القيامة يردون الحوض وهو معهم(١) .

كتاب العلل لمحمّد بن علي بن إبراهيم :

وصلت نسخة من الكتاب إلى العلاّمة المجلسي ( ت ١١١١ هـ ) ، وفرّقه على أبواب البحار ، أو ذكر أجزاءً كبيرة منه فيه ، يبدأ أوّلها بـ : كتاب العلل لمحمّد بن علي بن إبراهيم.

وقد نسبه أوّلا لمحمّد بن علي بن إبراهيم بن هاشم القمّي ، قال ـ عند ذكره لمصادر بحاره ـ : وكتاب التفسير للشيخ الجليل الثقة علي بن إبراهيم بن هاشم القمّي ، وكتاب العلل لولده الجليل محمّد(٢) .

____________

١ ـ البحار ٩٢ : ١٠٦ ح ٨٤.

ملاحظة : كتاب العلل لمحمّد بن علي القمّي ، لا توجد له الآن نسخة معروفة ، ولكن وصلت منه نسخة إلى العلاّمة المجلسي « ( رحمه الله ) » أورد منها روايات في البحار.

٢ ـ البحار ١ : ٨ ، مصادر الكتاب.

١٨٩

ثمّ تردّد في ذلك ، وقال في فصل توثيق مصادره : وكتاب العلل وإن لم يكن مؤلّفه مذكوراً في كتب الرجال ، لكن أخباره مضبوطة موافقة لما رواه والده والصدوق وغيرهما ، ومؤلّفه مذكور في أسانيد بعض الروايات ، وروى الكليني في باب من رأى القائم ( عجّل الله فرجه ) ، عن محمّد والحسن ابني علي بن إبراهيم بتوسّط علي بن محمّد(١) ، وكذا في موضع آخر من الباب المذكور ، عنه فقط ، بتوسّطه(٢) .

وهذا ممّا يؤيّد الاعتماد ، وإن كان لا يخلو من غرابة ، لروايته عن علي بن إبراهيم كثيراً بلا واسطة ، بل الأظهر ، ـ كما سنح لي أخيراً ـ أنّه محمّد بن علي بن إبراهيم بن محمّد الهمداني ، وكان وكيل الناحية ، كما أوضحته في تعليقاتي على الكافي(٣) (٤) .

وقد رجّح صاحب الذريعة ـ على ما فهمه من كلام المجلسي ـ هذا الاستظهار الأخير ، وقال ـ بعد أن نقل كلامي المجلسي ـ : أقول : إنّ الهمداني هو المتعيّن ، وكان والده علي وجدّه إبراهيم بن محمّد أيضاً وكلاء ، ويروي إبراهيم بن هاشم القمّي عن إبراهيم بن محمّد الهمداني وكيل الناحية ، جدّ محمّد صاحب كتاب ( العلل ) هذا ، ولم يذكر ولد لعلي ابن إبراهيم القمّي ، إلاّ إبراهيم بن علي بن إبراهيم ، الذي يروي عنه كثيراً في ( مقصد الراغب ) الآتي ذكره(٥) ، وأحمد بن علي بن إبراهيم ، نعم ، روى الصدوق في المجلس [ ٧٠ ] من ( الأمالي ) عن محمّد بن علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه علي ، عن جدّه إبراهيم بن هاشم ، عن ابن أبي عمير(٦) ،

____________

١ ـ الكافي ١ : ٣٣٢ ح ١٤ ، باب : في تسمية من رآه ( عليه السلام ).

٢ ـ الكافي ١ : ٣٣١ ح ٧ ، باب : في تسمية من رآه ( عليه السلام ).

٣ ـ لم نجد هذه التعليقات حتّى نرى ما قال فيها.

٤ ـ البحار ١ : ٢٨ ، توثيق المصادر.

٥ ـ الذريعة ٢٢ : ١١١ [ ٦٣٠٧ ].

٦ ـ أمالي الصدوق : ٥٤١ ح ٧٢٥ ، المجلس السبعون.

١٩٠

لكنّه يمكن أن يخدش ذلك باحتمال كون محمّد تصحيف أحمد ، فلم يثبت لعلي بن إبراهيم القمّي ، ولد موسوم بمحمّد(١) .

وما فهمه الطهراني من أنّ المجلسي استظهره الهمداني لا القمّي ، جاء من ظنّه أنّ المجلسي اعتبر اتّحاد مؤلّف الكتاب ، مع ما ورد في أسانيد الكليني الآنفة الذكر ، ومحمّد بن علي بن إبراهيم مؤلّف الكتاب هو محمّد ابن علي بن إبراهيم الذي روى عنه الكليني بتوسّط علي بن محمّد ، لاتّحاد الاسم واسم الأب واسم الجدّ ، وأنّ ما في أسانيد الكافي هو الهمداني لا القمّي ، لأنّ الكليني يروي عن أبيه علي بن إبراهيم القمّي من دون واسطة كثيراً ، وهنا روى عن محمّد بن علي بن إبراهيم بواسطة علي بن محمّد ، أي أنّه يروي عن علي بن إبراهيم لو كان هو القمّي بواسطتين : ابنه محمّد ، وعلي بن محمّد ، وهذا غريب بعيد ، مع ما هو معروف عن الكليني بتقديمه ذكر السند العالي في كتابه.

ولكن أقول : في الأوّل : أنّ الاختلاف ، هو في اسم الجدّ الأعلى ، هل هو هاشم القمّي؟ فيكون المؤلّف هو محمّد بن علي بن إبراهيم بن هاشم القمّي ، أو هو محمّد الهمداني؟ فيكون المؤلّف هو محمّد بن علي بن إبراهيم بن محمّد الهمداني ، واسم الجدّ الأعلى ، غير مذكور في أسانيد الكافي ، ولا في اسم مؤلّف الكتاب ، على ظاهر كلام المجلسي ( ت ١١١١ هـ ) الآنف ، وسيأتي خلاف ذلك من المجلسي.

وأمّا الثاني : لو قلنا : إنّ الوارد في أسانيد الكافي هو محمّد بن علي ابن إبراهيم بن محمّد الهمداني ، لا محمّد بن علي بن إبراهيم بن هاشم القمّي ، وهو الأقرب ; لِما ذكره المجلسي وفصّلناه نحن ، ولِما جاء في الرواية عن محمّد والحسن ابني علي بن إبراهيم التي أشار إليها المجلسي ،

____________

١ ـ الذريعة ١٥ : ٣١٢ [ ١٩٩٧ ].

١٩١

من أنَّهما حدّثا علي بن محمّد سنة تسع وسبعين ومائتين ، فيكون تاريخ تحديثهما قبل وفاة والدهما ـ لو كان هو علي بن إبراهيم القمّي ـ بحوالي ثلاثين سنة ; لأنّه كان حيّاً سنة ٣٠٧ هـ ، حيث أخبر حمزة بن محمّد في هذه السنة ، كما في بعض أسانيد ( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ) و ( الأمالي ) للصدوق ( ت ٣٨١ هـ )(١) ، وهذا غريب.

وإنّما الأقرب كونهما ابني علي بن إبراهيم بن محمّد الهمداني ; لأنّ إبراهيم بن محمّد الهمداني الذي كان وكيل الناحية(٢) ، عدّه الشيخ ( ت ٤٦٠ هـ ) في أصحاب الرضا ( عليه السلام ) والجواد ( عليه السلام ) والهادي ( عليه السلام )(٣) ، فهو أنسب من ناحية الفترة الزمانيّة بين الجدّ وحفيديه.

ولكن لا دلالة لذلك على أنّ مؤلّف الكتاب هو الهمداني لا القمّي ، إلاّ ما جاء في الدليل الأوّل ، وهو كما ترى.

وعليه فقد تتبّعنا ما أورده المجلسي في كتابه عن كتاب العلل ، للتعرّف على شيوخ المؤلّف ، وبالتالي تعيين طبقته وتحديد شخصه ، بالاحتمال الأكبر.

فوجدناه في كلّ الموارد التي وردت في البحار ، يروي عن أبيه ، عن جدّه ، وبما أنّ الكلام في الأب والجدّ هو الكلام في المؤلّف ، فلذا انتقلنا لتحديد طبقة الجدّ ( إبراهيم ) ومحاولة تحديد شخصه بالاحتمال الأرجح ، هل هو إبراهيم بن محمّد الهمداني وكيل الناحية؟ أو هو إبراهيم بن هاشم القمّي والد صاحب التفسير المعروف؟.

____________

١ ـ عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ٢ : ٢٢٦ ح ١٣ ، الأمالي : ١١٦ ح ١٠١ ، و ٣٢٧ ح ٣٨٤ ، و ٧٠٨ ح ٩٧٦. وانظر : الذريعة ٤ : ٣٠٢ [ ١٣١٦ ].

٢ ـ رجال النجاشي : ٣٤٤ [ ٩٢٨ ].

٣ ـ فهرست الطوسي : ٣٥٢ [ ٥٢١٠ ] ، ٣٧٤ [ ٥٥١٥ ] ، ٣٨٣ [ ٥٦٣٧ ].

١٩٢

فوجدنا الجدّ يروي عن خمسة أشخاص ، هم :

١ ـ محمّد بن عيسى بن عبيد(١) .

٢ ـ عبد الله بن المغيرة(٢) .

٣ ـ علي بن معبد(٣) .

٤ ـ حمّاد ( في موردين ) ، وحمّاد بن عيسى ( في مورد ) ، والظاهر الاتّحاد(٤) .

٥ ـ عمر بن إبراهيم(٥) .

وهؤلاء كلّهم من شيوخ إبراهيم بن هاشم القمّي ، وبعضهم من شيوخ ابنه علي بن إبراهيم أيضاً ، وإليك التفصيل :

١ـ محمّد بن عيسى بن عبيد :

يروي عنه إبراهيم بن هاشم في التهذيب ( ج ٧ ، باب : تفصيل أحكام النكاح ، ح ٦٤ ) ، هكذا : محمّد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمّد بن عيسى(٦) .

ولكن رواها الكليني ( ت ٣٢٩ هـ ) في الكافي ، عن علي بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى(٧) .

____________

١ ـ البحار ٦٥ : ١٦٥.

٢ ـ البحار ٨٠ : ٣٢٠.

٣ ـ البحار ٨١ : ١٢٩.

٤ ـ البحار ٨٣ : ١٦٣ ، و ٨٤ : ١٨٦ ، و ٨٥ : ٥١.

٥ ـ البحار ٨٥ : ٥١.

٦ ـ التهذيب ٧ : ٢٦٣ ح ٦٤.

٧ ـ الكافي ٥ : ٤٥٧ ح ٥ ، باب : في أنّه يحتاج أن يعيد عليها الشرط بعد عقدة النكاح.

١٩٣

وأيضاً في ( ج ٣ ، باب : أحكام الجماعة ، ص ٥٤ ، ح ٩٩ ) ، هكذا : روى محمّد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمّد بن عيسى(١) .

ولكن في الكافي : علي بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، من دون توسّط أبيه(٢) .

وأيضاً في ( ج ٦ ، باب البيّنات ) ، مرّتين(٣) ، ولكن في الكافي من دون توسّط أبيه(٤) .

وأيضاً في ( ج ٤ ، باب : مستحقّ الفطرة )(٥) ، ولكن في الكافي(٦) والاستبصار(٧) من دون أبيه.

وأيضاً في الكافي ( ج ٧ ، كتاب الديّات ، باب : من لا ديّة له )(٨) ، ولكن في التهذيب(٩) والاستبصار(١٠) من دون أبيه.

وغيرها كثير(١١) .

والمراد منه علي بن إبراهيم القمّي ، عن أبيه ، كما هو واضح ، ولكن

____________

١ ـ التهذيب ٣ : ٥٤ ح ٩٩ ، أحكام الجماعة.

٢ ـ الكافي ٣ : ٣٥٨ ح ٥ ، باب : من شكّ في صلاته كلّها.

٣ ـ التهذيب ٦ : ٢٤٢ ح ٦ ، ٧ ، باب : البيّنات.

٤ ـ الكافي ٧ : ٣٩٥ ح ١ ، ٢ ، باب : ما يردّ من الشهود.

٥ ـ التهذيب ٤ : ٨٨ ح ٧ ، باب : مستحقّ الفطرة.

٦ ـ الكافي ٤ : ١٧٤ ح ١٩ ، باب : الفطرة.

٧ ـ الاستبصار ٢ : ٦٥ ح ١٧١ ، باب : مستحقّ الفطرة.

٨ ـ الكافي ٧ : ٢٩١ ح ٣ ، ٤ ، ٥ ، باب : من لا ديّة له.

٩ ـ التهذيب ١٠ : ٢٠٧ ح ٢٠ ، ٢٢ ، ٢٣ ، باب : القضاء في قتيل الزحام.

١٠ ـ الاستبصار ٤ : ٣٤٧ ح ٢ ، باب : من قتله الحدّ.

١١ ـ انظر : جامع الرواة ٢ : ١٦٩ ، والموارد الأُخرى في معجم رجال الحديث ١٨ : ١٠٣ وما بعدها ، و ١١٧ ، و ١١٨.

١٩٤

السيّد الخوئي ( ت ١٤١٣ هـ ) ( قدس سره ) رجّح في كلّها ( علي بن إبراهيم عن محمّد ابن عيسى ) من دون توسّط ( أبيه ) ، وقال : والظاهر هو الصحيح بقرينة سائر الروايات(١) ، فالأمر دائر بين احتمالين : أمّا أن يروي عن محمّد بن عيسى بتوسّط أبيه أو لا.

فإذا أخذنا باستظهار السيّد الخوئي ( قدس سره ) بأنّه لا يروي عن محمّد بن عيسى بتوسّط أبيه ، فما جاء في كتاب العلل على ما نقله في البحار ، من رواية ابنه محمّد ( أي محمّد بن علي بن إبراهيم ) ، عنه ، عن أبيه إبراهيم عن محمّد بن عيسى ، ليس هو علي بن إبراهيم القمّي ، ولا أنّ أباه هو إبراهيم بن هاشم القمّي ; لأنّه هنا يروي عن محمّد بن عيسى بتوسّط أبيه إبراهيم ، وقد قلنا : بأنّه لا يروي بتوسّط أبيه عن محمّد بن عيسى حسب الفرض ، فهو إذن علي بن إبراهيم بن محمّد الهمداني ، لدوران الأمر بينهما لا غير هنا ، فيكون محمّد بن عيسى شيخ إبراهيم بن محمّد الهمداني.

ولكن نجد أنّ محمّد بن عيسى يروي عن إبراهيم بن محمّد الهمداني مرّة بواسطة ، كما في التهذيب ( ج ٧ ، باب المزارعة ، ح ٥٦ ) بتوسّط الحسين(٢) ، ومرّة من دون واسطة ، كما في التهذيب أيضاً ( ج ٧ ، باب المزارعة ، ح ٥٨ )(٣) والاستبصار ( ج ٢ ، باب : ذكر جمل من الأخبار يتعلّق بها أصحاب العدد ، ح ١ ) ، وفيه : إبراهيم بن محمّد المدني ، واستُظهر أنّه الهمداني(٤) ، ومثله في التهذيب ( ج ٤ ، باب : علامة أوّل شهر رمضان ، ح ٦٨ ) ، إلاّ أنّ فيه المزني(٥) .

____________

١ ـ معجم رجال الحديث ١٨ : ٩٨ ، وكذا في : ١١٢ ، ١١٣ ، ١١٨.

٢ ـ التهذيب ٧ : ٢٠٧ ح ٥٦.

٣ ـ التهذيب ٧ : ٢٠٧ ح ٥٨.

٤ ـ الاستبصار ٢ : ٩٨ ح ١ باب : ذكر جمل من الأخبار يتعلّق بها أصحاب العدد.

٥ ـ التهذيب ٤ : ١٧٩ ح ٦٨ ، باب : علامة أوّل شهر رمضان.

١٩٥

وأيضاً التهذيب ( ج ٩ ، باب : ميراث الأعمام ، ح ١٧ )(١) ، و ( ج ٩ ، باب : الزيادات ، ح ٨ )(٢) .

وأيضاً الكافي ( ج ٥ ، باب : من يؤجّر أرضاً ثمّ يبيعها ، ح ٢ )(٣) .

فيكون إبراهيم بن محمّد الهمداني شيخ محمّد بن عيسى ، ولم يذكر أحد ممّن ترجم لهما أنّ أحدهما شيخ الآخر ، ومن هنا يترجّح الاحتمال الثاني ، وهو : إن كان ما استظهره السيّد الخوئي ( قدس سره ) ، غير صحيح ، وأنّ علي ابن إبراهيم القمّي يروي عن محمّد بن عيسى بتوسّط أبيه إبراهيم ، فيثبت أنّ محمّد بن عيسى من مشايخ إبراهيم بن هاشم القمّي.

٢ ـ عبد الله بن المغيرة :

روى عنه إبراهيم بن هاشم القمّي ، كما في مشيخة الفقيه ، في طريقه إلى عبد الله بن المغيرة ، قال :

ورويته عن أبي ( رضي الله عنه ) ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عبد الله بن المغيرة ، ورويته ، عن محمّد بن الحسن ( رضي الله عنه ) ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن إبراهيم بن هاشم وأيّوب بن نوح ، عن عبد الله بن المغيرة(٤) .

وأيضاً في الكافي ( ج ٢ ، باب : الرفق ، ح ٧ ) : علي ، عن أبيه ، عن عبد الله بن المغيرة(٥) ، و ( ج ٣ ، باب : وضع الجبهة على الأرض ، ح ٢ )(٦) ،

____________

١ ـ التهذيب ٩ : ٣٢٧ ح ١٧ باب : ميراث الأعمام.

٢ ـ التهذيب ٩ : ٣٩٢ ح ٨ باب : الزيادات.

٣ ـ الكافي ٥ : ٢٧٠ ح ٢ ، باب : من يؤجّر أرضاً ثمّ يبيعها ، وانظر : جامع الرواة ١ : ٣٣.

٤ ـ من لا يحضره الفقيه ( شرح مشيخة الفقيه ) ٤ : ٥٦.

٥ ـ الكافي ٢ : ١١٩ ، باب : الرفق.

٦ ـ الكافي ٣ : ٣٣٣ ، باب : وضع الجبهة على الأرض.

١٩٦

و ( ج ٣ ، باب : صدقه أهل الجزية ، ح ٣ )(١) ، و ( ج ٤ ، باب : فضل شهر رمضان ، ح ١ )(٢) ، وغيرها.

فعبد الله بن المغيرة شيخ إبراهيم بن هاشم القمّي.

٣ ـ علي بن معبد :

وقع إبراهيم بن هاشم في طريق الطوسي ( ت ٤٦٠ هـ ) إلى علي بن معبد ، كما في الفهرست ، قال : أخبرنا به عدّة من أصحابنا ، عن محمّد بن علي بن الحسين ، عن محمّد بن الحسين بن الوليد ، عن الصفّار ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن علي بن معبد(٣) .

وروى عنه في الكافي ( ج ٦ ، باب : العقيق ، ح ٦ ) : علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن علي بن معبد(٤) ، و ( ج ٦ ، باب : نقش الخواتيم ، ح ٦ )(٥) ، والتهذيب ( ج ٦ باب : الديون ، ح ٤٣ ) وفيه : أبي إسحاق ، وهو إبراهيم بن هاشم(٦) ، وغيرها(٧) .

فعلي بن معبد من شيوخ إبراهيم بن هاشم القمّي.

٤ ـ حمّاد بن عيسى :

روى عنه إبراهيم بن هاشم(٨) ، كما في التهذيب ( ج ٣ ، باب : صلاة

____________

١ ـ الكافي ٣ : ٥٦٧ ، باب : صدقة أهل الجزية.

٢ ـ الكافي ٤ : ٦٥ ، باب : فضل شهر رمضان ، وانظر : جامع الرواة ١ : ٥١١ ، معجم رجال الحديث ١ : ٢٩٣ ، ٤٣٩ ، ٤٥٩.

٣ ـ فهرست الطوسي : ٢٦٥ [ ٣٧٨ ].

٤ ـ الكافي ٦ : ٤٧١ ، باب : العقيق.

٥ ـ الكافي ٦ : ٤٧٣ ح ٦ ، باب : نقش الخواتيم.

٦ ـ التهذيب ٦ : ١٩٢ ح ٤٣ ، باب : الديون ، وانظر : جامع الرواة ١ : ٦٠٢.

٧ ـ معجم رجال الحديث ١ : ٢٩٣ ، ٤٦٣.

٨ ـ نقد الرجال ٢ : ١٥٦ [ ١٦٦٨ ].

١٩٧

السفينة ، ح ١ )(١) ، والكافي ( ج ٣ ، باب : من شكّ في صلاته كلّها ، ح ٢ )(٢) و ( ج ٣ ، باب : ما يقبل من صلاة الساهي ، ح ٤ )(٣) ، و ( ج ٣ ، باب : الرجل يخطو إلى الصف ، ح ٤ )(٤) ، والتهذيب أيضاً ( ج ٥ ، باب : الخروج إلى الصفا ، ح ٧١ )(٥) ، والاستبصار ( ج ١ ، باب : مقدار الماء الذي لا ينجّسه شيء ، ح ٣ )(٦) ، وغيرها(٧) .

فحمّاد بن عيسى من شيوخ إبراهيم بن هاشم القمّي.

٥ ـ عمر بن إبراهيم ( أو عمرو بن إبراهيم ) الراشدي :

روى عنه إبراهيم بن هاشم القمّي ، كما في تفسير القمّي في تفسير سورة الفاتحة ، قوله تعالى( بِْسمِ اللهِ الرّحْمنِ اَلْرَحيمِ ) (٨) .

فعمر ( أو عمرو ) بن إبراهيم من شيوخ إبراهيم بن هاشم.

فظهر من هذا أنّ الأرجح ، بل المطمأنّ به أنّ صاحب الكتاب هو محمّد بن علي بن إبراهيم بن هاشم القمّي ، لا ابن إبراهيم بن محمّد الهمداني.

وعند الرجوع إلى الموارد التي نقلها المجلسي ( ت ١١١١ هـ ) في

____________

١ ـ التهذيب ٣ : ١٧٠ ح ١ ، باب : صلاة السفينة.

٢ ـ الكافي ٣ : ٣٥٨ ح ٢ ، باب : من شكّ في صلاته كلّها.

٣ ـ الكافي ٣ : ٣٦٢ ح ٤ ، باب : ما يقبل من صلاة الساهي.

٤ ـ الكافي ٣ : ٣٨٥ ح ٤ ، باب : الرجل يخطو إلى الصف.

٥ ـ التهذيب ٥ : ١٦٣ ح ٧١ ، باب : الخروج إلى الصفا.

٦ ـ الاستبصار ١ : ٥ ح ٣ ، باب : ( مقدار الماء الذي لا ينجّسه شيء ) ، وانظر : جامع الرجال ١ : ٢٧٤.

٧ ـ انظر : معجم رجال الحديث ١ : ٢٩٣ ، ٢٤٨ ـ ٤٥٤.

٨ ـ تفسير القمّي ١ : ٣٩ ، وفيه : عمرو بن إبراهيم الراشدي ، انظر : معجم رجال الحديث ١ : ١٤ [ ٨٦٩٨ ] ، و ٧٩ [ ٨٨٥٧ ].

١٩٨

البحار ، نجد فيها خمسة موارد نقلها بعنوان العلل أو كتاب العلل لمحمّد بن علي بن إبراهيم بن هاشم.

وموردين فيه : لمحمّد بن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن جدّه إبراهيم بن هاشم.

فهو في ضمن كتابه ينسبه إلى القمّي لا الهمداني ، ممّا دعانا ذلك إلى الرجوع إلى عبارته في أوّل الكتاب ، للتأمّل فيها ، وفي ما فهمه العلاّمة الطهراني ( ت ١٣٨٩ هـ ) منها.

فظهر لنا أنّ الضمير في ( أنّه ) في العبارة ( بل الأظهر كما سنح لي أخيراً ، أنّه محمّد بن علي بن إبراهيم بن محمّد الهمداني ) ، راجع إلى من وقع في أسانيد الكليني ، في باب من رأى القائم ( عجل الله فرجه ) ، لا إلى مؤلّف الكتاب ، فهو ـ بعد أن قال : إنّ مؤلّف الكتاب مذكور في أسانيد بعض الروايات ، كما في الكافي للكليني ، واستغرب رواية الكليني عن ابن علي بن إبراهيم القمّي بواسطة علي بن محمّد ، مع أنّه يروي عن نفس الأب ـ أي علي بن إبراهيم القمّي ـ بدون واسطة ، ـ استظهر أنّ من في أسانيد الكليني هو محمّد بن علي بن إبراهيم بن محمّد الهمداني ، لا محمّد ابن علي بن إبراهيم بن هاشم القمّي مؤلّف الكتاب ، الذي لم يرد ذكره في كتب الرجال ، فإنّ محمّد بن علي بن إبراهيم الهمداني ، ورد في رجال النجاشي ( ت ٤٥٠ هـ ) ، وقال : إنّه وأباه وجدّه ، كانوا وكلاء الناحية المقدّسة(١) .

فإن اعترض : بأنّ المجلسي كثيراً ما يختصر الأسانيد ، ويبدّل حدَّثنا وأنبأنا بـ ( عن ) ، ويضيف أو يحذف اسم الأب أو الجدّ أو اللقب أو الكنية ، عمّا هي عليه في المصدر الأصلي ، وهو واضح لمن تصفّح البحار ، وقد

____________

١ ـ رجال النجاشي : ٣٤٤ [ ٩٢٨ ].

١٩٩

يكون هذا من ذاك ، فإنّه أضاف ( ابن هاشم القمّي ) لاعتقاده أنّ كتاب ( العلل ) له أوّلا ، ثمّ غيّر رأيه بعد ذلك.

أقول : نعم ، هذا هو دأب المجلسي في البحار ، ولكن لانستطيع الجزم بذلك هنا ، خاصّة مع تكراره كما عرفت ، ثمّ إنّ عدوله عنه ، واستظهاره أنّه الهمداني من دون قرينة واضحة ، سوى ما استظهرناه من كلامه ، بدواً ، وما أجبنا عليه من اتّحاد شيوخ الجدّ مع شيوخ إبراهيم بن هاشم القمّي ، وما فسّرناه من عبارة المجلسي أخيراً ، كاف في ردّ هذا الاعتراض ، ومرجّح قويّ لما اخترناه في تعيين مؤلّف الكتاب.

وبالتالي من خلال كلّ هذا ، ظهر ما في كلام صاحب الذريعة من عدم ثبوت ولد لعلي بن إبراهيم موسوم بمحمّد ، وتعلّقه بتصحيف محمّد عن أحمد ، لردّ ما ورد في أسانيد أمالي الصدوق ( ت ٣٨١ هـ ) عن محمّد بن علي بن إبراهيم ، وأضعف من ذلك ظنّه انحصار ذكر محمّد بن علي بن إبراهيم في الأمالي فقط ، حتّى يُحتمل التصحيف لردّه ، مع أنّه أورده في الذريعة في كلامه حول كتاب ( قضايا أمير المؤمنين ) لأبي إسحاق إبراهيم بن هاشم القمّي الكوفي والد علي بن إبراهيم ، بأنّه برواية محمّد بن علي بن إبراهيم ، عن أبيه علي ، عن أبيه إبراهيم بن هاشم(١) .

ولكنّه نسب الكتاب في موضع آخر إلى علي بن إبراهيم القمّي ، برواية ولده محمّد بن علي بن إبراهيم القمّي(٢) ، ولعلّه من سبق القلم.

وقد نسب الكتاب إلى إبراهيم بن هاشم ، الشيخ الطوسي ( ت ٤٦٠ هـ ) في الفهرست(٣) ، وذكر السيّد محسن الأمين ( ت ١٣٧١ هـ ) في معادن الجواهر ، أنّه وجد مخطوطاً قديماً في مدينة بعلبك ، كُتب في

____________

١ ـ الذريعة ١٧ : ١٥٢ [ ٧٩٤ ].

٢ ـ الذريعة ٥ : ٧٨ [ ٣٠٨ ].

٣ ـ فهرست الطوسي : ١٢ [ ٦ ].

٢٠٠

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619