موسوعة حديث الثقلين الجزء ١

موسوعة حديث الثقلين9%

موسوعة حديث الثقلين مؤلف:
الناشر: ستارة
تصنيف: مفاهيم عقائدية
ISBN: 978-600-5213-63-8
الصفحات: 619

الجزء ١ الجزء ٣ الجزء ٤
  • البداية
  • السابق
  • 619 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 161572 / تحميل: 4928
الحجم الحجم الحجم
موسوعة حديث الثقلين

موسوعة حديث الثقلين الجزء ١

مؤلف:
الناشر: ستارة
ISBN: ٩٧٨-٦٠٠-٥٢١٣-٦٣-٨
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

التنزيل(١) .

والظاهر من كتابه ومن الروايات التي نقلت عنه ، أنّه كان كثير الحديث ، ومن طبيعة ومضمون هذه الروايات وأنّ أغلبها مسندة إلى الإماميين الباقر والصادق ( عليهما السلام ) ، يظهر أنّه كان إماميّ المذهب.

فقد قال عنه العلاّمة المجلسي ( ت ١١١١ هـ ) : وتفسير فرات وإن لم يتعرّض الأصحاب لمؤلّفه بمدح ولا قدح ، لكن كون أخباره موافقة لما وصل إلينا من الأحاديث المعتبرة ، وحسن الضبط في نقلها ، ممّا يعطي الوثوق بمؤلّفه وحسن الظنّ به ، وقد روى الصدوق ( رحمه الله ) عنه أخباراً بتوسّط الحسن بن محمّد بن سعيد الهاشمي ، وروى عنه الحاكم أبو القاسم الحسكاني في شواهد التنزيل ، وغيره(٢) .

وقال الميرزا محمّد باقر الخوانساري الإصبهاني ( ت ١٣١٣ هـ ) : صاحب كتاب التفسير الكبير الذي هو بلسان الأخبار ، وأكثر أخباره في شأن الأئمّة الأطهار عليهم سلام الملك الغفّار ، وهو مذكور في عداد تفسيري العيّاشي وعلي بن إبراهيم القمّي ، ويروي عنه في الوسائل والبحار على سبيل الاعتماد والاعتبار ، ذكره المحدّث النيسابوري في رجاله بعد ما تركه سائر أصحاب الكتب في الرجال ، فقال : له كتاب تفسيره المعروف عن محمّد بن أحمد بن علي الهمداني ، ثمّ نقل كلام العلاّمة المجلسي السابق.

____________

، ٦٤ [ ٤٦ ] ، ٦٨ [ ٥٢ ] ، ٧٥ [ ٦١ ] ، ٧٧ [ ٦٥ ] ، ٧٨ [ ٦٧ ] ، ٨٣ [ ٧٣ ] ، ٩١ [ ٨٤ ] ، ٩٣ [ ٨٧ ].

١ ـ انظر : شواهد التنزيل ١ : ٥٦ [ ٥٧ ] ، ٧٨ [ ٩٢ ] ، ١٥١ [ ١٦٤ ] ، ١٨٣ [ ١٩٥ ] ، ٢٠٨ [ ٢١٥ ] و ٢٦٧ [ ٢٦٢ ] و ٣٣٦ [ ٣٤٥ ] ، وغيرها ، راجع فهرست شواهد التنزيل.

٢ ـ البحار : ١ : ٣٧ ، ونقل كلامه الميرزا عبد الله الأفندي ( ت ١١٣٠ هـ ) في رياض العلماء٤ : ٣٣٧.

١٦١

ثمّ قال : وقال بعض أفاضل محقّقينا في حواشيه على كتاب ( منهج المقال ) ـ بعد الترجمة له في الحاشية بما قدّمناه لك في العنوان ـ : له كتاب تفسير القرآن ، وهو يروي عن الحسين بن سعيد من مشايخ الشيخ أبي الحسن علي بن بابويه ، وقد روى عنه الصدوق بواسطة ، ونقل من تفسيره أحاديث كثيرة في كتبه ، وهذا التفسير يتضمّن ما يدلّ على حسن اعتقاده ، وجودة انتقاده ، ووفور علمه ، وحسن حاله ، ومضمونه موافق للكتب المعتمدة(١) .

وذكره المامقاني ( ت ١٣٥١ هـ ) بمضمون ما سبق ، ثمّ قال : أقول : إنّ أقلّ ما يفيده كونه من مشايخ علي بن بابويه ، وإكثار الصدوق ( رحمه الله ) الرواية عنه ، وكذا رواية الشيخ الحرّ ( رحمه الله ) والفاضل المجلسي ( رحمه الله ) عنه ، هو كون الرجل في أعلى درجات الحسن ، بعد استفادة كونه إماميّاً من الأخبار التي رواها ، والعلم عند الله تعالى(٢) .

وقال التستري ( ت ١٤١٥ هـ ) ـ بعد ما ذكر ملخّصاً ممّا سبق ـ : أقول : وقد طبع تفسيره في هذه الأعصار ، إلاّ أنّ الغريب عدم ذكر الكشّي والشيخ في الرجال والفهرست والنجاشي له أصلا(٣) .

وقال العلاّمة الطهراني ( ت ١٣٨٩ هـ ) ـ بعد أن ذكر أنّه أكثر الرواية عن الحسين بن سعيد الكوفي ـ : وكذلك أكثر فيه من الرواية عن جعفر بن محمّد بن مالك البزّاز الفزّاري الكوفي ( المتوفّى حدود ٣٠٠ ) ، وكان هو المربّي والمعلّم لأبي غالب الزرّاري ( المولود ٢٨٥ ) ، بعد إخراجه عن الكتب وجعله في البزّازين ، وكذلك أكثر من الرواية عن عبيد بن كثير

____________

١ ـ روضات الجنّات ٥ : ٣٥٣ [ ٥٤٢ ].

٢ ـ تنقيح المقال ٢ : ٣.

٣ ـ قاموس الرجال ٨ : ٣٧٦ [ ٥٨٧٥ ].

١٦٢

العامري الكوفي ( المتوفّى ٢٩٤ ) مؤلّف كتاب ( التخريج ) ، وكذلك يروي فيه عن سائر مشايخه البالغين إلى نيّف وماية ، كلّهم من رواة أحاديثنا بطرقهم المسندة إلى الأئمّة الأطهار ( عليهم السلام ) ، وليس لأكثرهم ذكر ولا ترجمة في أُصولنا الرجاليّة ، ولكن مع الأسف ، أنّه عمد بعض إلى إسقاط أكثر تلك الأسانيد ، واكتفى بقوله مثلا ( فرات عن حسين بن سعيد معنعناً عن فلان ) ، وهكذا في غالب الأسانيد ، فأشار بقوله معنعناً إلى أنّ الرواية التي ذكرها كانت مسندة معنعنة ، وإنّما تركها للاختصار.

ويروي التفسير عن فرات والد الشيخ الصدوق ، وهو أبو الحسن علي ابن الحسين بن بابويه ( ت ٣٢٩ هـ ) ، كما أنّه يروي والد الصدوق أيضاً عن علي بن إبراهيم المفسّر القمّي ( الذي توفّي بعد ٣٠٧ هـ ) ، ولعلّ فرات أيضاً بقي إلى حدود تلك السنة ، ثمّ قال : ونسخه كثيرة في تبريز والكاظميّة والنجف الأشرف.

ثمّ ذكر قريباً ممّا ذكرناه آنفاً من اعتماد الصدوقين والحسكاني وعلي ابن إبراهيم ، ونقل كلام العلاّمة المجلسي(١) .

كما ذكره السيّد حسن الصدر ( ت ١٣٥٤ هـ ) في تأسيس الشيعة ، وقال : وهو من علماء عصر الجواد ( عليه السلام )(٢) .

ويظهر من كلّ ما نقلناه من كلمات الأعلام ، ترجيح كونه إماميّ العقيدة ، وأمّا ما ذكره محقّق الكتاب الأخ محمّد كاظم في مقدّمته ، وتبعه آخرون ، من أنّه ربّما كان من الناحية الفكريّة والعقائديّة زيديّاً(٣) ، فإنّه

____________

١ ـ الذريعة ٤ : ٢٩٨ [ ١٣٠٩ ] ، كما ذكره أيضاً في طبقات أعلام الشيعة ( القرن الرابع ) : ٢١٦.

٢ ـ تأسيس الشيعة : ٣٣٢.

٣ ـ تفسير فرات الكوفي : ١١ ، مقدّمة المحقّق.

١٦٣

مجرّد فرض واحتمال لا أكثر ، فإنّ مجرّد نقل أكثر من رواية في كتابه عن زيد بن علي ( رضي الله عنه ) تنفي العصمة عن غير الخمسةِ ـ أصحاب الكساء ـ(١) ، لا يدلّ على زيديّته ، بعد ما عرفت أنّه ينقل في كتابه الروايات الواصلة إليه عن طريق شيوخه بخصوص الآيات النازلة في أهل البيت ( عليهم السلام ) من مختلف الرواة ، سواء كانوا إماميّة أو زيديّة أو واقفيّة ، وحتّى من العامّة ، مع كثرة رواياته المسندة إلى الإمامين الباقر والصادق ( عليهما السلام ) ، والتي في كثير منها دلالة على إمامتهما.

وأمّا القول في أسانيده ومشايخه ، وأنّ فيهم كثيراً من الزيديّة ، فقد عرفت أنّ كثيراً منهم لم يترجم لهم ، والآخرين صرّح أعلامنا بأنّهم من رواة أحاديثنا ، كما مرّ.

وأمّا رواياته في كتابه ، فهي أدلّ على ما نقول من إماميّته لا زيديّته ، كما عرفت ذلك سابقاً ، خاصّة بعد ضمّ ما رواه عنه الصدوق ( رحمه الله ) ووالده.

وعلى كلّ حال ، فرواية حديث الثقلين هنا معنعنة ، ولكنّها ذكرت في كتب أُخرى مسندة ، كما سيأتي.

تفسير فرات :

هو واحد من التفاسير الروائيّة القديمة ، إذ إنَّ مؤلّفه كان من أعلام أواخر القرن الثالث وأوائل الرابع ، جمع فيه الروايات الخاصّة بالآيات النازلة بحقّ أهل البيت ( عليهم السلام ) غالباً ، مع بعض الروايات الخارجة عن هذا الموضوع ، ومعظم الروايات مسندة إلى الإمامين الباقر والصادق ( عليهما السلام ) ، وهناك روايات أُخرى عن الصحابة والتابعين أو غيرهم من رواة أهل السنّة أو الزيديّة ، بعضها عن زيد بن علي ( رضي الله عنه ).

____________

١ ـ تفسير فرات الكوفي : ٣٣٩ ح ٤٦٤ ، و ٤٠٢ ح ٥٣٦.

١٦٤

وقد أورد عنه الحاكم أبو القاسم الحسكاني ( توفّي أواخر القرن الخامس ) في كتابه شواهد التنزيل(١) ، ومن الشيعة العلاّمة المجلسي ( ت ١١١١ هـ ) في البحار(٢) ، والحرّ العاملي ( ت ١١٠٤ هـ ) في إثبات الهداة(٣) .

وقال الحرّ في مقدّمة كتابه المذكور ، الفائدة التاسعة : إعلم أنّ لنا طرقاً إلى رواية الكتب التي نقلنا منها والأحاديث التي جمعناها ، إلى آخر ما نقلناه سابقاً عند الكلام عن كتاب سُليم(٤) ممّا قاله في الفائدة الرابعة من خاتمة الوسائل عند ذكره للكتب المعتمدة عنده ، وقد عدّ منها في رقم [ ٨٠ ] تفسير فرات بن إبراهيم ، وكذا ما ذكره من طرقه هناك(٥) .

وتوجد منه الآن عدّة نسخ ، إحداها نسخة يقع تاريخها بين أوائل القرن التاسع إلى أوائل القرن الحادي عشر ، ولكنّها نسخة ملخّصة غير كاملة ، قد تكون هي نسخة العلاّمة المجلسي ( رحمه الله ) ، وهناك نسخة هي نسخة المحدّث الشيخ حسين النوري ( رحمه الله ) ، استنسخت على نسخة تاريخها ١٠٨٣ هـ.

أمّا هذه النسخة المطبوعة ، فأصلها نسخة في مكتبة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في النجف الأشرف ، كتبت بداية القرن الرابع عشر ، وقد سقط عامّة أسانيدها ـ كما لاحظت ذلك في رواية حديث الثقلين ـ إلاّ بعضها ، ولا يعرف من أسقطها ، إلاّ أنّ نسخة الحاكم الحسكاني كانت

____________

١ ـ انظر شواهد التنزيل ١ : ٥٦ [ ٥٧ ] ، و ٧٨ [ ٩٢ ] ، و ١٥١ [ ١٦٤ ] ، و ١٨٣ [ ١٩٥ ] ، وغيرها ، راجع فهرست شواهد التنزيل.

٢ ـ انظر : البحار ١ : ١٩ ، ٣٧ ، ورمز له بـ ( فر ).

٣ ـ انظر : إثبات الهداة ٣ : ٨٩ ، فصل ( ٥٥ ).

٤ ـ راجع ما كتبناه عن كتاب سُليم بن قيس.

٥ ـ خاتمة الوسائل ٣٠ : ١٥٩ ، الفائدة الرابعة.

١٦٥

مسندة ، كما يلاحظ من الروايات التي نقلها عن تفسير فرات في شواهد التنزيل.

وراوي هذه النسخة المطبوعة ، هو أبو الخير مقداد بن علي الحجازي المدني ، عن أبي القاسم عبد الرحمن بن محمّد بن عبد الرحمن العلوي الحسني أو الحسيني ، عن فرات ، كما موجود في بداية الكتاب(١) .

وأمّا حديث الثقلين الوارد فيه ، فقد حذف إسناده كما رأيت ، فأصبح معنعناً ، ولكنّا حاولنا تخريج نفس الحديث بأسانيد أُخرى من كتب أُخرى ، فقد أخرجه العيّاشي في تفسيره كما مرّ آنفاً ، وسيأتي.

____________

١ ـ لخّصنا هذا العنوان من مقدّمة تفسير فرات ، تحقيق : محمّد كاظم.

١٦٦

(١٣) كتاب : تفسير القمّي

لأبي الحسن علي بن إبراهيم القمّي ( رحمه الله ) ( كان حيّاً سنة ٣٠٧ هـ )

الحديث :

الأوّل : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في حجّة الوداع في مسجد الخيف : « إنّي فرطكم وإنّكم واردون عليّ الحوض ، حوض عرضه ما بين بصرى وصنعاء ، فيه قدحان من فضّة عدد النجوم ، ألا وإنّي سائلكم عن الثقلين » ، قالوا : يا رسول الله ، وما الثقلان؟

قال : « كتاب الله الثقل الأكبر ، طرف بيد الله وطرف بأيديكم ، فتمسّكوا به لن تضلّوا ولن تزلّوا ، والثقل الأصغر عترتي وأهل بيتي ، فإنّه قد نبّأني اللطيف الخبير ، أنّهما لن يفترقا حتّى يردا علي الحوض ، كإصبعيّ هاتين ـ وجمع بين سبّابتيه ـ ، ولا أقول كهاتين ـ وجمع بين سبّابته والوسطى ـ فتفضل هذه على هذه »(١) .

تنبيه : قد يكون هذا الحديث الموجود في المقدّمة ، ليس من رواية علي بن إبراهيم ، وإنّما هو والمقدّمة كلّها من كلام راوي التفسير عن علي ابن إبراهيم ، وهو أبو الفضل العبّاس بن محمّد بن القاسم ، أو الراوي عنه ، الذي يقول حدّثني أبو الفضل في أوّل تفسير ( بسم الله الرحمن الرحيم ) ، وسيأتي مفصّلا.

____________

١ ـ تفسير القمّي ١ : ١٦ ، المقدّمة ، وعنه المجلسي ( ت ١١١١ هـ ) في البحار ٢٣ : ١٢٩ ح ٦١ ، باب فضائل أهل البيت ( عليهم السلام ).

١٦٧

الثاني : وقوله :( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) ، قال(١) : نزلت هذه الآية في علي ، ( وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) ، قال : نزلت هذه الآية في منصرف رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من حجّة الوداع ، وحجّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حجّة الوداع لتمام عشر حجج من مقدمه المدينة ، فكان من قوله بمنى ، أن حمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : « أيّها الناس ، اسمعوا قولي واعقلوه عنّي ، فإنّي لا أدري لعلّي لا ألقاكم بعد عامي هذا » ، ثمّ قال :

ثمّ قال : « أيّها الناس ، إحفظوا قولي تنتفعوا به بعدي ، وافهموه تنعشوا ، ألا لا ترجعوا بعدي كفّاراً يضرب بعضكم رقاب بعض بالسيف على الدنيا ، فإن فعلتم ذلك ولتفعلن لتجدوني في كتيبة بين جبرائيل وميكائيل أضرب وجوهكم بالسيف » ، ثمّ التفت عن يمينه ، فسكت ساعة ، ثمّ قال : « إن شاء الله أو علي بن أبي طالب ».

ثمّ قال : « ألا وإنّي قد تركت فيكم أمرين إن أخذتم بهما لن تضلّوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فإنّه قد نبّأني اللطيف الخبير ، أنّهما لن يفترقا حتّى يردا علي الحوض ، ألا فمن اعتصم بهما فقد نجا ، ومن خالفهما فقد هلك ، ألا هل بلّغت »؟ قالوا : نعم ، قال : « اللهم اشهد ».

ثمّ قال : « ألا وإنّه سيرد علي الحوض منكم رجال فيدفعون عنّي ، فأقول ربّ أصحابي ، فقال(٢) : يا محمّد ، إنّهم أحدثوا بعدك ، وغيّروا سنّتك ، فأقول : سحقاً سحقاً ».

____________

١ ـ القول : لعلي بن إبراهيم القمّي ، وهذا القول إمّا موقوف عليه وهو من تفسيره ، أو أخذه من شيوخه رواية عن الأئمّة ( عليهم السلام ) فهو مرسل ، أو مسند بأحد الطرق التي ذكرها علي بن إبراهيم عن شيوخه في هذا التفسير ، وهي كثيرة.

٢ ـ الظاهر أنّها ( فيقال ).

١٦٨

فلمّا كان آخر يوم من أيّام التشريق ، أنزل الله :( اِذَا جَاء نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ ) ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « نُعيت إليّ نفسي ».

ثمّ نادى الصلاة جامعة في مسجد الخيف ، فاجتمع الناس ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : « نصر الله امرءاً ، سمع مقالتي فوعاها وبلّغها من لم يسمعها ، فربّ حامل فقه غير فقيه ، وربّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه ، ثلاث لا يغل عليهن : قلب امرء مسلم أخلص العمل لله ، والنصيحة لأئمّة المسلمين ، ولزم جماعتهم ، فإنّ دعوتهم محيطة من ورائهم ، المؤمنون أخوة تتكافأ دماؤهم ، يسعى بذّمتهم أدناهم وهم يد على من سواهم.

أيّها الناس ، إنّي تارك فيكم الثقلين » ، قالوا : يا رسول الله ، وما الثقلان؟

قال : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فإنّه قد نبّأني اللطيف الخبير ، أنّهما لن يفترقا حتّى يردا علي الحوض ، كأصبعيّ هاتين ـ وجمع بين سبّابتيه ـ ، ولا أقول كهاتين ـ وجمع سبّابته والوسطى ـ ، فتفضل هذه علي هذه ».

فاجتمع قوم من أصحابه ، وقالوا : يريد محمّد أن يجعل الإمامة في أهل بيته ، فخرج أربعة نفر منهم إلى مكّة ، ودخلوا الكعبة ، وتعاهدوا وتعاقدوا وكتبوا في ما بينهم كتاباً ، إن مات محمّد أو قتل ، أن لا يردّوا هذا الأمر في أهل بيته أبداً(١) .

____________

١ ـ تفسير القمّي ١ : ١٧٩ ـ ١٨١ ، تفسير سورة المائدة ، الآية ( يا أَيّها الرّسولُ بَلّغْ مَا أُنزِلَ إليْكَ . ) ، وعنه الفيض الكاشاني ( ت ١٠٩١ هـ ) في تفسير الصافي ٢ : ٦٧ ، سورة المائدة ( ٦٧ ) إثبات الهداة ١ : ٦٣١ ح ٧٢٧ ، فصل (٤٠) ، و ١ : ٦٣٤ ح ٧٣٩ ، الفصل (٤٠) ، المورد الثاني ، والمجلسي ( ت ١١١١ هـ ) في البحار ٣٧ : ١١٣ ح ٦ ، والحويزي ( ت ١١١٢ ) في نور الثقلين ١ : ٦٥٥ ح ٢٩٩.

١٦٩

الثالث : جاء في تفسير سورة الرحمن ، في قوله تعالى :

( عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الإِنسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ) ، قال(١) : حدَّثني أبي ، عن الحسين بن خالد ، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، في قوله :( الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ ) ، قال ( عليه السلام ) : « الله علّم محمّداً القرآن ، » قوله :( سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلانِ ) ، قال(٢) : « نحن وكتاب الله ، والدليل على ذلك قول رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي »(٣) .

الرابع : جاء في تفسير سورة النصر ، في قوله تعالى :

( اِذَا جَاء نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ ) ، قال(٤) : نزلت بمنى في حجّة الوداع(٥) ( اِذَا جَاء نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ ) ، فلمّا نزلت ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله )(٦) : « نُعيت إليّ نفسي ، فجاء إلى مسجد الخيف فجمع الناس(٧) ، ثمّ قال : نصر الله امرءاً

____________

وقد جاءت بعض مقاطع هذا الحديث مسندة ، كما في الخصال : ١٤٩ ح ١٨٢ ، باب الثلاثة ، هكذا : حدَّثنا أبي ( رضي الله عنه ) ، قال : حدَّثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي ، عن حمّاد بن عثمان ، عن عبد الله بن أبي يعفور ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : خطب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الناس بمنى في حجّة الوداع في مسجد الخيف ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : « نضر الله عبداً سمع مقالتي فوعاها . » إلى قوله : « وهم يد على من سواهم ».

١ ـ القائل علي بن إبراهيم القمّي.

٢ ـ الظاهر أنّ القائل هو الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، بدليل ما تقدّم من السؤال له في أوّل الرواية ، وقوله هنا : نحن وكتاب الله.

٣ ـ تفسير القمّي ٢ : ٣٢٣ ، تفسير سورة الرحمن ، آية :( سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّها الَثّقَلانِ ) ، وعنه الكاشاني في الصافي ٥ : ١١٠ ، الرحمن : ٣١ ، والبحراني ( ت ١١٠٧ هـ ) في البرهان ٤ : ٢٦٧ ح ٤ ، والحويزي في نور الثقلين ٥ : ١٩٣ ح ٣٢.

٤ ـ القائل : علي بن إبراهيم القمّي.

٥ ـ في الرواية السابقة ( الحديث الثاني ) ، فلمّا كان آخر يوم من أيّام التشريق ، أنزل الله : ( إذا . ).

٦ ـ في الرواية السابقة : فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : .

٧ ـ في الرواية السابقة : ثمّ نادى الصلاة جامعة في مسجد الخيف ، فاجتمع الناس ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : « نصر الله . ».

١٧٠

سمع مقالتي فوعاها ، وبلّغها من لم يسمعها ، فربّ حامل فقه غير فقيه ، وربّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه.

ثلاث لا يغل عليه(١) : قلب امرىء مسلم أخلص العمل لله ، والنصيحة لأئمّة المسلمين ، واللزوم لجماعتهم(٢) ، فإنّ دعوتهم محيطة من ورائهم(٣) .

أيّها الناس ، إنّي تارك فيكم ثقلين(٤) ، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا ولن تزلّوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فإنّه قد نبّأني اللطيف الخبير ، أنّهما لن يتفرّقا(٥) حتّى يردا عليّ الحوض ، كإصبعيّ هاتين ـ وجمع بين سبّابتيه ـ ولا أقول كهاتين ـ وجمع بين سبّابته والوسطى ـ ، فيفضل(٦) هذه على هذه »(٧) .

علي بن إبراهيم القمّي :

قال النجاشي ( ت ٤٥٠ هـ ) : ثقة في الحديث ، ثبت ، معتمد ، صحيح

____________

١ ـ في الرواية السابقة : عليهن.

٢ ـ في الرواية السابقة : ولزم جماعتهم.

٣ ـ في الرواية السابقة ، زيادة بعدها : المؤمنون أخوة تتكافأ دماؤهم ، يسعى بذّمتهم أدناهم ، وهم يد على من سواهم.

٤ ـ في الرواية السابقة : « إنّي تارك فيكم الثقلين » ، قالوا : يا رسول الله ، وما الثقلان؟ قال : « كتاب الله . ».

٥ ـ في الرواية السابقة : يفترقا.

٦ ـ في الرواية السابقة : فتفضل.

٧ ـ تفسير القمّي ٢ : ٤٤٩ ، تفسير سورة النصر ، وعنه الحرّ العاملي ( ت ١١٠٤ هـ ) في إثبات الهداة ١ : ٦٢٤ ح ٧٢٩ ، فصل (٤٠) ، البرهان ٤ : ٥١٧ ح ٤ ، والمجلسي ( ت ١١١١ هـ ) في البحار ٢٧ : ٦٨ ح ٥ ، والحويزي ( ت ١١١٢ هـ ) في نور الثقلين ٥ : ٦٩٠ ح ١٠.

١٧١

المذهب ، سمع فأكثر ، وصنّف كتباً ، وأضرّ في وسط عمره(١) .

وبنفس العبارة ذكره العلاّمة ( ت ٧٢٦ هـ ) في الخلاصة(٢) ، وببعضها ابن داود ( ت ٧٠٧ هـ ) في رجاله(٣) .

وقال العلاّمة المجلسي ( ت ١١١١ هـ ) في الوجيزة : ثقة(٤) .

وقال الطهراني ( ت ١٣٨٩ هـ ) : كان في عصر أبي محمّد الحسن العسكري ( عليه السلام ) ، وبقي إلى ( ٣٠٧ ) ، فإنّه روى الصدوق ( ت ٣٨١ هـ ) في ( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ) عن حمزة بن محمّد بن أحمد بن جعفر ، قال : أخبرنا علي بن إبراهيم بن هاشم ( سنة ٣٠٧ ) ، وفي بعض أسانيد ( الأمالي ) و ( الإكمال ) ، هكذا : حدَّثنا حمزة بن محمّد ، بقم ( في رجب ٣٣٩ ) ، قال : أخبرنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، في ما كتبه إليّ في سنة سبع وثلاثمائة(٥) .

تفسير القمّي :

ذكر النجاشي ( ت ٤٥٠ هـ ) في ضمن كتبه كتاب التفسير ، وقال : وله كتاب التفسير.

ثمّ قال : أخبرنا : محمّد بن محمّد ، وغيره ، عن الحسن بن حمزة بن علي بن عبيد الله ، قال : كتب إليّ علي بن إبراهيم بإجازة سائر حديثه وكتبه(٦) .

____________

١ ـ رجال النجاشي : ٢٦٠ [ ٦٨٠ ].

٢ ـ خلاصة الأقوال : ١٨٧ [ ٥٥٦ ].

٣ ـ رجال ابن داود ١٣٥ [ ١٠١٨ ].

٤ ـ الوجيزة ( رجال المجلسي ) : ٢٥٥ [ ١١٩٣ ] ، انظر : منهج المقال : ٢٢٣ ، تنقيح المقال ٢ : ٢٦٠ ، قاموس الرجال ٧ : ٢٦٤ [ ٤٩٧٧ ] ، مجمع الرجال ٤ : ١٥٢ ، بلغة المحدّثين : ٣٧٩ [ ٣٢ ] ، جامع الرواة ١ : ٥٤٥ ، بهجة الآمال ٥ : ٣٥٤.

٥ ـ الذريعة ٤ : ٣٠٢ [ ١٣١٦ ] ، وانظر : عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ٢ : ٢٢٦ ح ١٣ ، والأمالي : ١١٦ ح ١٠١ ، و ٣٢٧ ح ٣٨٤ ، و ٧٠٨ ح ٩٧٦ ، ولم أجده في الإكمال.

٦ ـ رجال النجاشي : ٢٦٠ [ ٦٨٠ ].

١٧٢

وقال الشيخ الطوسي ( ت ٤٦٠ هـ ) في الفهرست : له كتب منها : كتاب التفسير ، أخبرنا بجميعها جماعة ، عن أبي محمّد الحسن بن حمزة العلوي الطبري ، عن علي بن إبراهيم.

وأخبرنا محمّد بن محمّد بن النعمان ، عن محمّد بن علي بن الحسين ، عن أبيه ، ومحمّد بن الحسن وحمزة بن محمّد العلوي ومحمّد بن علي ماجيلويه ، عن علي بن إبراهيم ، إلاّ حديثاً واحداً ، استثناه من كتاب الشرايع في تحريم لحم البعير ، وقال : لا أرويه(١) .

وكذا نسبه إليه كلّ من تعرّض له.

وذكره الحرّ العاملي ( ت ١١٠٤ هـ ) في الكتب التي اعتمد عليها في الوسائل(٢) ، والمجلسي ( ت ١١١١ هـ ) ضمن مصادر البحار(٣) ، وذكر الحرّ طرقه إليه(٤) .

والتفسير المتداول الآن والمطبوع باسم تفسير القمّي ، يتكوّن من قسمين :

أحدهما : ما رواه علي بن إبراهيم القمّي ، والذي يمثّل تفسير القمّي في الواقع.

ثانيهما : روايات في التفسير عن أبي الجارود ، أدخلها في ضمن تفسير القمّي ، راوي التفسير أبو الفضل العبّاس بن محمّد بن القاسم بن حمزة بن موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) ، أو الراوي عنه ، حيث قال في أوّل التفسير ، في تفسير( بِْسمِ الله الرّحْمنِ اَلْرَحيمِ ) : حدَّثني أبو الفضل العبّاس ابن محمّد بن القاسم بن حمزة بن موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) ، قال : حدَّثنا أبو

____________

١ ـ فهرست الطوسي : ٢٦٦ [ ٣٨٠ ].

٢ ـ خاتمة الوسائل ٣٠ : ١٥٧ [ ٤٦ ].

٣ ـ البحار ١ : ٨ و ٢٧.

٤ ـ خاتمة الوسائل ٣٠ : ١٧٩.

١٧٣

الحسن علي بن إبراهيم(١) ، فقوله : ( حدَّثني ) يدلّ على شخص آخر غير أبي الفضل العبّاس ، ولكن الروايات المسندة إلى أبي الجارود ، رويت عن شيوخ معاصرين لعلي بن إبراهيم أو بعده بقليل ، كما ذكر ذلك الطهراني في الذريعة ( ت ١٣٨٩ هـ )(٢) ، ورجّح بسببه هو وغيره(٣) ، أنّ الجامع للتفسيرين هو أبو الفضل العبّاس بن القاسم.

وقد جاء في مقدّمة التفسير : ونحن ذاكرون ومخبرون بما ينتهي إلينا ، ورواه مشايخنا وثقاتنا عن الذين فرض الله طاعتهم ، وأوجب ولايتهم ، ولا يقبل عمل إلاّ بهم ، وهم الذين وصفهم الله تبارك وتعالى ، وفرض سؤالهم والأخذ منهم ، فقال( فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ) (٤) ، حيث اعتمد هذه العبارة بعض أكابر الأعلام في توثيق كلّ رجال تفسير القمّي(٥) ، ولكن بعد أن حقّق آخرون أنّه يتضمّن تفسيرين لعلي بن إبراهيم وأبي الجارود ، قسّموا الرجال الواردين فيه ، إلى قسمين : الأوّل : رجال علي بن إبراهيم ، وهم المشمولون بالتوثيق ، والثاني : رجال أبي الجارود ، غير المشمولين بالتوثيق(٦) .

ولكن من أين يمكن إثبات أنّ المقدّمة هي لعلي بن إبراهيم ، بل بعد أن ثبت أنّ التفسير مجموع من تفسيرين بتوسّط شخص ثالث ; يترجّح أنّها ليست لعلي بن إبراهيم.

____________

١ ـ تفسير القمّي ١ : ٣٩.

٢ ـ الذريعة ٤ : ٣٠٤ ، في المتن والهامش.

٣ ـ أُصول علم الرجال : ١٦٤ ، كليّات في علم الرجال : ٣١٣.

٤ ـ تفسير القمّي ١ : ١٦ ، المقدّمة.

٥ ـ الحرّ العاملي ( ت ١١٠٤ هـ ) ، في خاتمة الوسائل ٣٠ : ٢٠٢ ، الفائدة السادسة ، ووافقه على ذلك السيّد الخوئي ( ت ١٤١٣ هـ ) ، في معجم رجال الحديث ١ : ٤٩.

٦ ـ أُصول علم الرجال : ١٦٥ ، كليّات في علم الرجال : ٣١٣.

١٧٤

فالمقدّمة تتكوّن من قسمين : القسم الأوّل صيغ بالأسلوب المعهود للمقدّمات ، من الحمد وذكر صفات الخالق جلّ وعلا ، والصلاة على النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وذكر معجزته القرآن الكريم ، ووصف أمير المؤمنين له ، وأنّ الأئمّة ( عليهم السلام ) هم العدل الثاني للقرآن ، ومن ضمنها العبارة التي نقلناها سابقاً في توثيق رواة التفسير ، وجاء في نهايته في بعض النسخ المطبوعة ( قال أبو الحسن علي بن إبراهيم الهاشمي القمّي ) ، كبداية للقسم الثاني.

والقسم الثاني : هو بعض الروايات في علوم القرآن ، مختصرة من روايات مبسوطة عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، أوردها النعماني بطولها في أوّل تفسيره ، وأخرجها منه المرتضى ، وجعل لها خطبة ، وتسمّى برسالة المحكم والمتشابه ، وأُدرجت بعينها في البحار(١) ، وذكر في بدايتها سندها ، وليس فيه علي بن إبراهيم ، وذكر في آخرها أنّه وجد رسالة قديمة مفتتحها ، هكذا : حدَّثنا جعفر بن محمّد بن قولويه القمّي ( رحمه الله ) ، قال : حدَّثني سعد الأشعري القمّي أبو القاسم ( رحمه الله ) ، وهو مصنّفه : الحمد لله ، روى مشايخنا ، عن أصحابنا ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : قال أمير المؤمنين ( صلوات الله عليه ) : أنزل القرآن على سبعة أحرف ، وساق الحديث إلى آخره ، لكنّه غيّر الترتيب ، وفرّقه على الأبواب ، وزاد في ما بين ذلك بعض الأخبار(٢) .

أقول : وقد راجعت ما نقله من هذه الرسالة(٣) فوجدت فيه بعض روايات مقدّمة تفسير القمّي.

وقد أدخل كاتب هذه المقدّمة المختصرة بعض الروايات عن علي بن

____________

١ ـ الذريعة ٤ : ٣٠٢ ، والبحار ٩٣ : ١ ، باب [ ١٢٨ ].

٢ ـ البحار ٩٣ : ٩٧.

٣ ـ البحار ٩٢ : ٦٠.

١٧٥

إبراهيم فيها بصيغة : قال أبو الحسن علي بن إبراهيم ، وهي لا توجد في ما أورده المجلسي في البحار.

ثمّ جاء بعد المقدّمة سند التفسير ، بعد أن قال : أقول : تفسير( بِْسمِ الله الرّحْمنِ اَلْرَحيمِ ) حدّثني أبو الفضل العبّاس بن محمّد

فبملاحظة تأخّر السند عن المقدّمة ، وقوله فيه : حدّثني أبو الفضل العبّاس ، ووجود بعض روايات علي بن إبراهيم الواردة في المقدّمة بصيغة ( قال ) ، في ضمن الروايات المختصرة من روايات الإمام الصادق ( عليه السلام ) التي أوردها النعماني ، يصبح هناك شبه اطمئنان ، أنّ المقدّمة ليست لعلي بن إبراهيم ، أو على الأقلّ أنّ القسم الأوّل منها ليس لعلي بن إبراهيم ، إذا أخذنا بالحسبان ما ذكره بعض المحقّقين(١) ، رواها الشيخ حسن بن سليمان ( القرن التاسع ) في مختصر البصائر من مقدّمة التفسير ، وقال : حدَّثني أبو عبد الله محمّد بن مكّي بإسناده عن علي بن إبراهيم بن هاشم من تفسير القرآن العزيز ، قال : وأمّا الردّ على من أنكر الرجعة ، فقوله عزّ وجلّ( وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّة فَوْجاً ) ، قال علي بن إبراهيم : ، ثمّ روى ثلاث روايات من المقدّمة(٢) كلّها مرويّة عن علي بن إبراهيم.

مع ما موجود في بعض النسخ المطبوعة في بداية القسم الثاني من المقدّمة ، قال : أبو الحسن علي بن إبراهيم الهاشمي القمّي.

____________

١ ـ أشار إلى ذلك الشيخ الداوري في أُصول علم الرجال : ١٦٣ هامش (١) ، بقوله : والصحيح أنّها ـ أيّ المقدّمة ـ له ، وذلك لوجود أجزاء من المقدّمة في كلمات القدماء منسوبة إلى علي بن إبراهيم ، فلا وجه للإشكال ، أقول : لم يصرّح هنا بأنّ مراده من القدماء هو الشيخ حسين بن سليمان ، ولكنّي سألته شخصيّاً عنه ، فأجاب : هو الشيخ حسن بن سليمان في مختصر البصائر. ثمّ أنّ جواب الإشكال يأتي في المتن.

٢ ـ مختصر البصائر : ١٤٩.

١٧٦

ولكن الشيخ حسن بن سليمان من رجال القرن التاسع ، وكذا أستاذه الشهيد الأوّل ، مع أنّ سند الشهيد إلى كتاب التفسير هو من الإجازات العامّة ، وقد روى التفسير كاملا ، ووصله بشكله الذي وصلنا ، ونحن ندّعي أنّ كاتب المقدّمة متقدّم عليه ، بحدود ثلاثة قرون على الأقلّ ، إذا لم يكن أكثر ، فكيف يثبُت ما قاله هذا المحقّق؟ ومن الواضح أنّ الشيخ حسن قد فهم أنّ المقدّمة لعلي بن إبراهيم ، مثل ما فهم الحرّ العاملي والسيّد الخوئي ، وغيرهم ، وليس هناك دلالة على أنّ الشهيد الأوّل فهم مثل فهمهم ، وإنّما ذكر سنده إلى التفسير الذي وصله مع المقدّمة.

هذا كلّه إضافة إلى أنّ قوله في القسم الثاني من المقدّمة : ( قال : علي ابن إبراهيم ) ، يدلّ على شخص آخر ، وإلاّ لو كان الراوي هو علي بن إبراهيم لقال : حدَّثني أبي ، كما هو سائد في سائر التفسير.

والشخص الكاتب للمقدّمة ، إمّا أن يكون راوي التفسير أبو الفضل العبّاس ، أو شخص ثالث ، فأمّا أبو الفضل العبّاس ، فلم يذكر في كتب الرجال ، وإن ذكر في كتب الأنساب ، كما نقل صاحب الذريعة(١) ، وأمّا إذا كان الكاتب غيره فهو غير معروف ، وبالتالي فلا يمكن الاعتماد على ما في المقدّمة ، على كلا الاحتمالين ، إلاّ إذا استطعنا اعتبار شهادة كاتب المقدّمة بتوثيق شيوخه أيضاً ، ويكون توثيقاً لكلّ الشيوخ الواردين في أسانيد روايات التفسير ، سواء كانوا شيوخ القمّي أو أبي الجارود ، ولكن هذا يحتاج إلى تحقيق في وثاقة أبي الفضل العبّاس ، أو معرفة الراوي عنه ووثاقته.

ثمّ نجد في هذا التفسير بعض الروايات مسندة ، كما في الرواية الثالثة

____________

١ ـ الذريعة ٤ : ٣٠٧.

١٧٧

من حديث الثقلين ، وبعضها مصدّر بـ ( قال : علي بن إبراهيم ) ، الظاهر منه أنّه نظر وقول لعلي بن إبراهيم نفسه ، كما في الرواية الثانية ، إلاّ أن نقول : إنّ كلّ ما قاله في هذا التفسير مأخوذ من الأئمّة ( عليهم السلام ).

وروايات حديث الثقلين في التفسير كلّها عن علي بن إبراهيم ، فتكون بسند موثّق ، على مبنى من يقول بتوثيق رجال علي بن إبراهيم.

وعلى كلّ ، فروايات حديث الثقلين هنا متوافقة مع الروايات المرويّة في المصادر الأُخرى ، ولم تخرج في مضمونها عمّا هو مشتهر من حديث الثقلين.

١٧٨

(١٤) كتاب : تفسير العيّاشي

عيّاش السلمي السمرقندي ( ت حدود ٣٢٠ هـ )

الحديث :

الأوّل : عن أبي جميلة المفضّل بن صالح ، عن بعض أصحابه ، قال : [ لمّا [ خطب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوم الجُحفة بعد صلاة الظهر ، انصرف على الناس ، فقال : « يا أيّها الناس ، إنّي قد نبّأني اللطيف الخبير ، أنّه لن يعمّر من نبيّ إلاّ نصف عمر الذي يليه من قبله ، وإنّي لأظنّني أُوشك أن أُدعى فأُجيب ، وإنّي مسؤول ، وإنّكم مسؤولون ، فهل بلّغتكم ، فماذا أنتم قائلون؟ »

قالوا : نشهد بأنّك قد بلّغت ونصحت وجاهدت ، فجزاك الله عنّا خيراً ، قال : « اللّهم اشهد ».

ثمّ قال : « يا أيّها الناس ، ألم تشهدوا أن لا إله إلاّ الله ، وأنّ محمّداً عبده ورسوله ، وأنّ الجنّة حقّ ، وأنّ النار حقّ ، وأنّ البعث حقّ من بعد الموت؟ »

قالوا : نعم ، قال : « اللّهم اشهد ».

ثمّ قال : « يا أيّها الناس ، إنّ الله مولاي ، وأنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، ألا من كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه ».

١٧٩

ثمّ قال : « أيّها الناس ، إنّي فرطكم ، وأنتم واردون عليّ الحوض ، وحوضي أعرض ما بين بصرى وصنعاء ، فيه عدد النجوم قدحان من فضّة ، ألا وإنّي سائلكم حين تردون عليّ عن الثقلين ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما حتّى تلقوني »

قالوا : وما الثقلان ، يا رسول الله؟

قال : « الثقل الأكبر كتاب الله ، سبب طرفه بيدي الله وطرف في أيديكم ، فاستمسكوا به ولا تضلّوا ولا تذلّوا ، ألا وعترتي أهل بيتي ، فإنّه قد نبّأني اللطيف الخبير أن لا يفترقا حتّى يلقياني ، وسألت الله لهما ذلك ، فأعطانيه ، فلا تسبقوهم فتضلّوا ، ولا تقصروا عنهم فتهلكوا ، ولا تعلّموهم فهم أعلم منكم »(١) .

الثاني : عن زرارة ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، قال : « خطب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بالمدينة ، فكان فيها : قال لهم : » الحديث(٢) . أي الحديث السابق.

الثالث : عن مسعدة بن صدقة ، قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : « إنّ الله جعل ولايتنا أهل البيت قطب القرآن ، وقطب جميع الكتب ، عليها يستدير محكم القرآن ، وبها نوّهت الكتب ، ويستبين الإيمان ، وقد أمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أن يقتدى بالقرآن وآل محمّد ، وذلك حيث قال في آخر خطبة خطبها : إنّي تارك فيكم الثقلين : الثقل الأكبر والثقل الأصغر ، فأمّا الأكبر فكتاب ربّي ، وأمّا الأصغر فعترتي أهل بيتي ، فاحفظوني فيهما ، فلن تضلّوا

____________

١ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٧٦ ح ٣ ، في فضل القرآن ، وعنه الحرّ العاملي ( ت ١١٠٤ هـ ) في إثبات الهداة ١ : ٦٢٥ ح ٦٨٣ ، فصل [ ٣٨ ] ، والسيّد هاشم البحراني ( ت ١١٠٧ هـ ) في البرهان ١ : ١٠ ح ٩ ، وغاية المرام ٢ : ٣٤١ ح ٢٥ ، باب [ ٢٩ ] ، والعلاّمة المجلسي ( ت ١١١١ هـ ) في البحار ٢٣ : ١٤١ ح ٩٢.

٢ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٧٧ ح ٥ ، في فضل القرآن ، وعنه المجلسي في البحار ٢٣ : ١٤٢ ح ٩٣.

١٨٠

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

وَعَلى جُنُوبِهِمْ ) ونحن أصحاب الأعراف أنا وعمى وأخي وابن عمى، و( اللهَ فالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوى ) لا يلج النار لنا محب، ولا يدخل الجنة لنا مبغض، يقول اللهعزوجل :( وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ ) وانا الصهر يقول اللهعزوجل ( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً ) وانا الاذن الواعية يقول اللهعزوجل :( وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ ) وانا السلم لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول اللهعزوجل ( وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ ) ومن ولدي مهدي هذه الامة ألآ وقد جعلت حجتكم(١) ، ببغضى يعرف المنافقون، وبمحبتي امتحن الله المؤمنين، هذا عهد النبي الأمّي إليَّ انّه لا يحبك إلّا مؤمن، ولا يبغضك إلّا منافق، وانا صاحب لواء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الدنيا والاخرة، ورسول الله فرطي وأنا فرط شيعتي(٢) والله لا عطش محبي ولا خاف وليي، انا وليّ المؤمنين والله وليي، حسب محبي أن يحبوا ما أحبَّ الله، وحسب مبغضي أنْ يبغضوا ما أحب الله، ألآ وانه بلغني انّ معاوية سبني ولعنني، أللّهم اشدد ووطأتك(٣) عليه وانزل اللعنة على المستحق آمين ربّ العالمين، بربِّ اسمعيل وباعث إبراهيم، انك حميد مجيد، ثمّ نزل عن أعوادها فما عاد إليها حتّى قتله ابن ملجم لعنه الله.

٣٥ ـ في أصول الكافي علي بن محمد عن صالح بن أبي حماد وعدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد وغيرهما بأسانيد مختلفة في احتجاج أمير المؤمنين على عاصم بن زياد حين لبس العباء وترك الملا وشكاه اخوه الربيع بن زياد إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام انه قد غم اهله وحزن ولده بذلك، فقال أمير المؤمنين: على بعاصم بن زياد فجيء به، فلما رآه عبس في وجهه فقال له: اما استحييت من أهلك؟ أما رحمت ولدك؟ أترى الله أحل لك الطيبات وهو يكره أخذك منها؟ أنت أهون على الله من ذلك، أو ليس الله يقول:( وَالْأَرْضَ وَضَعَها لِلْأَنامِ فِيها فاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ

__________________

(١) وفي المصدر «محنتكم» مكان «حجتكم».

(٢) الفرط: العلم المستقيم يهتدى به.

(٣) الوطأة: الاخذة الشديدة.

٦٠١

ذاتُ الْأَكْمامِ ) أو ليس يقول:( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ ) إلى قوله:( يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ ) فبالله لابتذال نعم الله بالفعال أحب إليه من ابتذاله لها بالمقال، فقد قالعزوجل :( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ) فقال عاصم: يا أمير المؤمنين فعلى ما اقتصرت في مطعمك على الجشوبة وفي ملبسك على الخشونة؟ فقال: ويحك ان اللهعزوجل فرض على أئمة العدل أن يقدروا أنفسهم بضعفة الناس كيلا يتبيغ بالفقير فقره(١) فألقى عاصم بن زياد العباء ولبس الملاء.

٣٦ ـ أحمد بن أبي عبد الله عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن داود بن الحصين عن فضل البقباق قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ) قال: الذي أنعم عليك بما فضلك وأعطاك، ثم قال: فحدث بدينه وما أعطاه الله وما أنعم به عليه.

٣٧ ـ في نهج البلاغة وله عليك اثر ما أنعم الله به عليك.

٣٨ ـ في مجمع البيان( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ) قال الصادقعليه‌السلام معناه فحدث بما أعطاك الله وفضلك ورزقك وأحسن إليك وهداك.

٣٩ ـ وفي الحديث: من لم يشكر الناس لم يشكر الله، ومن لم يشكر القليل لم يشكر الكثير.

٤٠ ـ في الكافي باسناده إلى أبي بصير قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : ان الله جميل يحب الجمال، ويحب ان يرى اثر النعمة على عبده.

٤١ ـ علي بن محمد رفعه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: إذا أنعم الله على عبده بنعمة فظهرت عليه سمى حبيب الله، محدث بنعمة الله، وإذا أنعم الله على عبده بنعمة فلم تظهر عليه سمى بغيض الله، مكذب بنعمة الله(٢) .

٤٢ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير رفعه قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : اننى لأكره للرجل ان يكون عليه من الله نعمة فلا يظهرها.

__________________

(١) التبيغ: الهيجان والغلبة.

(٢) وفي المصدر «محدثا بنعمة الله» في المصدر و «مكذبا بنعمة الله» في الذيل.

٦٠٢

٤٣ ـ وباسناده إلى بريد بن معاوية قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام لعبيد بن زياد: إظهار النعمة أحبّ إلى الله من صيانتها، فإياك ان تزين إلّا في أحسن زي قومك، فما رئي عبيد إلّا في أحسن زيّ قومه حتى قامت.

٤٤ ـ في محاسن البرقي عن الوشاء عن عاصم بن حميد عن عمرو بن أبي نصير قال: حدّثني رجل من أهل البصرة قال: رأيت الحسين بن عليعليهما‌السلام وعنده ابن عمر يطوفان بالبيت، فسألت ابن عمر فقلت: قول الله:( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ) قال: امره ان يحدث بما أنعم الله عليه، ثم انى قلت للحسين بن عليعليه‌السلام قول الله( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ) قال: امره ان يحدث بما أنعم الله عليه من دينه.

٤٥ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: حدّثني أبي عن جده عن آبائهعليهم‌السلام قال: إنّ أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: أحسنوا صحبة النعم قبل فراقها فانها تزول وتشهد على صاحبها بما عمل فيها.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من أكثر قراءة «والشمس، والليل إذا يغشى، والضحى، وألم نشرح» الحديث وقد تقدم في والشمس وضحيها.

٢ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من قرأها اعطى من الأجر كمن لقى محمدا مغتما ففرح عنه.

٣ ـ وروى أيضا أصحابنا ان الضحى وألم نشرح سورة واحدة لتعلق إحديهما بالأخرى.

أقول: وقد قدمنا في أول الضحى بعض الأحاديث في هذا المعنى فأطلبه.

٤ ـ في مجمع البيان روى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله

٦٠٣

صلى‌الله‌عليه‌وآله : لقد سألت ربي مسئلة وددت انى لم أسئله، قلت: أي رب انه قد كان أنبياء قبلي، منهم من سخرت له الريح، ومنهم من كان يحيى الموتى؟ قال: فقال: ألم أجدك يتيما فآويتك؟ قال: قلت: بلى، قال: ألم أجدك ضالا فهديتك؟ قال: قلت بلى أي رب، قال:( أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ ) ؟ قال: قلت: بلى أي رب.

٥ ـ وعن ابن عباس قال: سئل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فقيل: يا رسول الله أينشرح الصدر؟ قال: نعم، قالوا: يا رسول الله وهل لذلك علامة يعرف بها؟ قال نعم التجافي عن دار الغرور والانابة إلى دار الخلود والاعداد للموت قبل نزول الموت.

٦ ـ في بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن ابن أبي عمير عن جميل عن الحسن بن راشد عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله تبارك وتعالى:( أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ) قال: بولاية أمير المؤمنينعليه‌السلام .

٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم:( أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ) قال: بعلى فجعلناه وصيك. قال: حين فتح مكة ودخلت قريش في الإسلام شرح الله صدره وسره( وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ ) قال: بعلى الحرب( الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ ) أي أثقل ظهرك ورفعنا لك ذكرك قال: تذكر إذا ذكرت، وهو قول الناس أشهد أنْ لا إله إلّا الله، وأشهد أنّ محمّدا رسول الله.

٨ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي روى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن عليعليهم‌السلام قال: إنّ يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لعليٍّعليه‌السلام : هذا إدريسعليه‌السلام أعطاه اللهعزوجل مكانا عليا؟ قال له علىعليه‌السلام : لقد كان كذلك ومحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله أعطى ما هو أفضل من هذا، ان الله جل ثناؤه قال فيه:( وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ ) فكفى بهذا من الله رفعة قال له اليهودي: فقد القى الله على موسى محبة منه؟ قال له علىعليه‌السلام : لقد كان كذلك وقد أعطى الله محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما هو أفضل من هذا، لقد ألقى اللهعزوجل عليه محبة منه. فمن هذا الذي يشركه في هذا الاسم إذ تم من اللهعزوجل به الشهادة، فلا تتم الشهادة إلّا أن يقال أشهد أنْ لا إله إلّا الله وأشهد

٦٠٤

أنَّ محمّدا رسول الله، ينادى على المنار، فلا يرفع صوت بذكر اللهعزوجل إلّا رفع بذكر محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله معه، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٩ ـ في مجمع البيان: وفي الحديث عن أبي سعيد الخدري عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في هذه الآية قال: قال لي جبرئيل: قال اللهعزوجل : إذا ذكرت ذكرت معى( فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً ) روى عن عطاء عن ابن عباس قال: يقول الله تعالى: خلقت عسرا واحدا وخلقت يسرين، فلن يغلب عسر يسرين.

١٠ ـ وعن الحسن قال: خرج النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله مسرورا فرحا وهو يضحك ويقول لن يغلب عسر يسرين( فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً ) قال الفراء: ان العرب يقول إذا ذكرت نكرة ثم أعدتها نكرة مثلها صارتا اثنتين، كقولك إذا كسبت درهما فأنفق درهما فالثاني غير الاول، وإذا أعدتها معرفة فهي هي كقولك: إذا اكتسبت درهما فأنفق الدرهم، فالثاني هو الاول، ونحو هذا ما قاله الزجاج انه ذكر العسر مع الالف واللام، ثم ثنى ذكره فصار المعنى ان مع العسر يسرين.

١١ ـ في تهذيب الأحكام ابن قولويه عن أبيه عن سعد عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن السكوني عن جعفر عن أبيه عن عليٍّعليهم‌السلام ان امرأة استعدت على زوجها انه لا ينفق عليها وكان زوجها معسرا فأبى عليٌّعليه‌السلام أن يحبسه وقال:( إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً ) .

١٢ ـ في كتاب طب الائمةعليهم‌السلام باسناده إلى سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: انى لأعرف آيتين من كتاب الله المنزل يكتبان للمرأة إذا عسر عليها ولدها يكتبان في رق ظبي وتعلقه عليها في حقويها(١) «بسم الله وبالله( إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً ) سبع مرات( يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها وَتَرَى النَّاسَ سُكارى وَما هُمْ بِسُكارى وَلكِنَّ عَذابَ اللهِ شَدِيدٌ ) .

١٣ ـ في من لا يحضره الفقيه باسناده إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: واعلم ان مع

__________________

(١) الرق: جلد رقيق يكتب فيه. والحقو: الخصر.

٦٠٥

العسر يسرا وان مع الصبر النصر وان الفرج مع الكرب و( إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً ) .

١٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم ثم قال:( إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً ) قال: ما كنت فيه من العسر أتاك اليسر( فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ ) قال: إذا فرغت من حجة الوداع فانصب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.

١٥ ـ حدّثنا محمد بن جعفر عن يحيى بن زكريا عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله: «فاذا فرغت من نبوتك فانصب عليا( وَإِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ ) في ذلك».

١٦ ـ في أصول الكافي محمد بن الحسين وغيره عن سهل عن محمد بن عيسى ومحمد بن يحيى ومحمد بن الحسين جميعا عن محمد بن سنان عن اسمعيل بن جابر وعبد الكريم بن عمرو عن عبد الحميد بن أبي الديلم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام حاكيا عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فاحتج عليهم حين اعلم بموته ونعمت إليه نفسه فقال الله جل ذكره:( فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ وَإِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ ) يقول:( فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ ) علمك وأعلن وصيك، فأعلمهم فضله علانية، فقالعليه‌السلام : من كنت مولاه فعلى مولاه، أللّهم وال من والاه وعاد من عاداه ثلاث مرات، ثم قال: لأبعثن رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ليس بفرار، يعرض بمن رجع يجبن أصحابه ويجبنونه.

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : على سيد المؤمنين وقال: على عمود الدين وقال: هذا هو الذي يضرب الناس بالسيف على الحق بعدي. وقال: الحق مع على أينما مال.

وقال: انى تارك فيكم أمرين ان أخذتم بهما لن تضلوا كتاب اللهعزوجل وأهل بيتي عترتي ايها الناس اسمعوا وقد بلغت انكم ستردون على الحوض، فأسألكم عما فعلتم في الثقلين، والثقلان كتاب الله جل ذكره وأهل بيتي، فلا تسبقوهم فتهلكوا ولا تعلموهم انهم أعلم منكم.

١٧ ـ في مجمع البيان( فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ وَإِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ ) معناه

٦٠٦

فاذا فرغت من الصلوة المكتوبة فانصب إلى ربك في الدعاء وارغب إليه في المسئلة يعطك عن مجاهد وقتادة والضحاك ومقاتل والكلبي وهو المروي عن أبي جعفر وأبى عبد اللهعليهما‌السلام ، وقال الصادقعليه‌السلام : هو الدعاء في دبر الصلوة وأنت جالس.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قرأ والتين في فرائضه ونوافله اعطى من الجنة حيث يرضى.

٢ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من قرأها أعطاه الله خصلتين العافية ما دام في الدنيا، فان مات أعطاه الله من الأجر بعدد من قرأ هذه السورة صيام يوم.

٣ ـ وعن البراء بن عازب قال: سمعت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يقرأ في المغرب والتين والزيتون فما رأيت إنسانا أحسن قراءة منه رواه مسلم في الصحيح عن مقاتل قال عمر بن ميمون: سمعت عمر بن الخطاب يقرأ بمكة في المغرب والتين والزيتون وطور سينا قال: فظننت انما قرأها ليعلم حرمة البلد، وروى ذلك عن موسى بن جعفر أيضا.

٤ ـ في كتاب الخصال عن أبي الحسن الاولعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ان الله تبارك وتعالى اختار من كل شيء اربعة إلى ان قال: واختار من البلدان اربعة فقال تعالى:( وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ ) فالتين المدينة والزيتون بيت المقدس، وطور سينين الكوفة، وهذا البلد مكة.

٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ ) قال: «التين» رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ،( وَالزَّيْتُونِ ) أمير المؤمنينعليه‌السلام .( وَطُورِ سِينِينَ ) الحسن والحسين( وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ ) الائمةعليهم‌السلام .

٦٠٧

٦ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب بعد أن نقل قوله تعالى:( وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ ) وانها نزلت في أمير المؤمنينعليه‌السلام خاصة، وان الأزواج فاطمة وذرياتنا الحسن والحسين، قال: وقد روى ان «والتين والزيتون» نزلت فيهما.

٧ ـ مقاتل عن مرازم عن موسى بن جعفرعليهما‌السلام في قوله تعالى:( وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ ) قال: الحسن والحسين،( وَطُورِ سِينِينَ ) قال: عليّ بن أبي طالب،( وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ ) قال: محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقد روى أبو ذر ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال في التين: لو قلت ان فاكهة نزلت من الجنة لقلت هذه هي، لان فاكهة الجنة بلا عجم، فكلوها فانها تقطع البواسير وتنفع من النقرس، وأمّا الزيتون فانه يعتصر منه الزيت الذي يدور في أكثر الاطعمة وهو أدم ؛ والتين طعام وفيه منافع كثيرة.

٩ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب متصل بآخر ما نقلنا أعنى محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله ( لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ) قال: الاول( ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ ) ببغضه أمير المؤمنين.

١٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم:( لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ) قال: نزلت في الاول «( ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ ) .

١١ ـ في كتاب الخصال عن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: قوام الإنسان وبقاؤه بأربعة: بالنار والنور والريح والماء فبالنار يأكل ويشرب. وبالنور يبصر ويعقل، وبالريح يسمع ويشم، وبالماء يجد لذة الطعام، ولو لا ان النار في مقعدته لـما هضمت الطعام والشراب، ولو لا ان النور في بصره لـما أبصر ولا عقل، ولو لا الريح لـما التهب نار المعدة، ولو لا الماء لـما وجد لذة الطعام.

١٢ ـ عن أبي عبد اللهعليهم‌السلام قال: بني الجسد على أربعة أشياء على الروح والعقل والدم والنفس، فاذا خرجت الروح تبعها العقل، وإذا رأى الروح شيئا حفظه عليه العقل وتبقى الروح والنفس.

٦٠٨

١٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم:( إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ) قال: ذاك أمير المؤمنين( فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ) أي لا يمن عليهم به.

١٤ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب متصل بآخر ما نقلنا من قوله: ببغضه أمير المؤمنين( إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ) عليّ بن أبي طالب فما يكذبك بالدين ولاية علي بن أبي طالب.

١٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم ثم قال لنبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله ( فَما يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ ) قال: بأمير المؤمنين( أَلَيْسَ اللهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ ) .

١٦ ـ في مجمع البيان وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إذا ختم هذه قال: بلى وانا على ذلك من الشاهدين.

١٧ ـ في عيون الأخبار في باب ذكر أخلاق الرضاعليه‌السلام ووصف عبادته وإذا قرأ( وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ ) قال: عند الفراغ منها بلى وانا على ذلك من الشاهدين.

١٨ ـ في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين أصحابه من الاربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه، إذا قرأتم والتين فقولوا في آخرها: ونحن على ذلك من الشاهدين.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قرأ في يومه أو ليلته( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ ) ثم مات في يومه أو ليلته مات شهيدا، وبعثه الله شهيدا وأحياه شهيدا، وكان كمن ضرب بسيفه في سبيل اللهعزوجل مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٢ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من قرأها فكأنما قرأ المفصل كله.

٣ ـ وروى عبد الله بن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: العزائم: «الم تنزيل، وحم السجدة، والنجم إذا هوى، واقرأ باسم ربك» وما عداها في جميع القرآن

٦٠٩

مسنون ليس بمفروض.

٤ ـ في كتاب الخصال عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ان العزائم اربع: «( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ) ، والنجم، وتنزيل السجدة، وحم السجدة».

٥ ـ في عيون الأخبار باسناده إلى الحسين بن خالد قال: قال الرضاعليه‌السلام : سمعت أبي يحدّث عن أبيهعليه‌السلام إنّ أوّل سورة نزلت( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ ) وآخر سورة نزلت( إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ ) .

٦ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد وسهل بن زياد عن منصور بن العباس ومحمد بن الحسن بن السري عن عمه علي بن السري عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: أول ما نزل على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ ) وآخره( إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ ) .

٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام وانه كانت أول سورة نزلت( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ) الحديث وقد تقدم عند قوله تعالى:( ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى ) .

٨ ـ حدّثنا أحمد بن محمد الشيباني قال: حدّثنا محمد بن أحمد قال: حدّثنا محمد بن علي قال: حدّثنا عثمان بن يوسف عن عبد الله بن كيسان عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: نزل جبرئيل على محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال: يا محمد اقرأ قال: وما اقرء؟ قال:( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ) يعنى خلق نورك القديم قبل الأشياء( خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ ) يعنى خلقك علقة وشق منك عليا( اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ) يعنى علم علي بن أبي طالبعليه‌السلام ( عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ ) يعنى علم عليا من الكتاب ما لم يعلم قبل ذلك.

قال علي بن إبراهيم: في قوله:( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ ) قال: اقرأ باسم الله الرحمن الرحيم الذي خلق( خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ ) قال: من دم( اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ) قال: علم الإنسان بالكتابة التي بها تتم أمور الدنيا في مشارق الأرض ومغاربها ثم قال:( كَلَّا إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى ) قال: إنّ الإنسان إذا

٦١٠

استغنى يكفر ويطغى وينكر.

قولهعزوجل ( أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى عَبْداً إِذا صَلَّى ) .

٩ ـ في من لا يحضره الفقيه روى عبد الواحد بن المختار الأنصاري عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: سألته عن صلوة الضحى؟ فقال: أول من صلاها قومك، انهم كانوا من الغافلين فيصلونها ولم يصلها رسول الله.

١٠ ـ وقال: ان علياعليه‌السلام مر على رجل وهو يصليها، فقال علىعليه‌السلام ما هذه الصلوة؟ قال: ادعها يا أمير المؤمنين؟ فقال يا عليُّ: أكون انهى( عَبْداً إِذا صَلَّى ) ؟.

١١ ـ في مجمع البيان وجاء في الحديث ان أبا جهل قال: هل يغفر محمد وجهه بين أظهركم؟ قالوا: نعم قال: فبالذي يحلف به لئن رأيته يفعل ذلك لأطأن على رقبته، فقيل له: ها هو ذلك يصلى، فانطلق ليطأ على رقبته فما فجئهم إلّا وهو ينكص على عقبيه ويتقى بيديه(١) فقالوا: ما لك يا أبا الحكم؟ قال: إنّ بيني وبينه خندقا من نار وهو لا وأجنحة.

وقال نبي اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله والذي نفسي بيده لو دنا مني لاختطفته الملئكة عضوا عضوا فأنزل الله سبحانه( أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى ) إلى آخر السورة رواه مسلم في الصحيح.

١٢ ـ وقد روى عن عليٍّعليه‌السلام انه خرج في يوم عيد فرأى أناسا يصلون فقال: يا أيها الناس قد شهدنا نبي اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في مثل هذا اليوم فلم يكن أحد يصلّي قبل العيد ـ أو قال النبي ـ فقال رجل: يا أمير المؤمنين ألآ تنهى أنْ يصلوا قبل خروج الامام؟ فقال: لا أريد ان انهى( عَبْداً إِذا صَلَّى ) ، ولكنا نحدّثهم بما شهدنا من النبي أو كما قال.

١٣ ـ قال ابن عباس لـمّا أتى أبو جهل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله انتهره رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال أبو جهل: أتنتهرني يا محمّد فو الله لقد علمت ما بها أحد أكثر ناديا منى(٢)

__________________

(١)( نَكَصَ عَلى عَقِبَيْهِ ) : رجع عما كان عليه.

(٢) النادي: المجس. قال الطبرسي (ره): فليدع ناديه أي أهل ناديه يعنى عشيرته فحذف المضاف.

٦١١

فأنزل الله سبحانه فليدع ناديه.

١٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله:( فَلْيَدْعُ نادِيَهُ ) قال: لـمّا مات أبو طالب نادى أبو جهل والوليد عليهما لعائن الله: هلموا فاقتلوا محمّدا فقد مات الذي كان ناصره، فقال الله:( فَلْيَدْعُ نادِيَهُ سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ ) قال: كما دعا إلى قتل محمّد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نحن أيضا ندع الزبانية، ثم قال:( كَلَّا لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ ) أي لا يطيعون لـِما دعاهم إليه لانّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أجاره مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف ولم يجسر عليه أحد.

١٥ ـ في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضاعليه‌السلام حدّثنا أبي رضى الله عنه قال: حدّثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي الوشا قال: سمعت الرضاعليه‌السلام يقول: أقرب ما يكون العبد من اللهعزوجل وهو ساجد، وذلك قوله تبارك وتعالى:( وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ ) .

١٦ ـ في الكافي علي بن محمد عن سهل بن زياد عن الوشا قال: سمعت الرضاعليه‌السلام يقول: أقرب ما يكون العبد من اللهعزوجل وهو ساجد، وذلك قولهعزوجل :( وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ ) .

١٧ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن يعقوب عن ابن رئاب عن أبي عبيدة الحذاء عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إذا قرأ أحدكم السجدة من العزائم فليقل في سجوده وسجدت لك تعبدا ورقا لا مستكبرا عن عبادتك ولا مستنكفا ولا متعظما بل انا عبد ذليل خائف مستجير.

١٨ ـ فيمن لا يحضره الفقيه قال الصادقعليه‌السلام : أقرب ما يكون العبد إلى الله وهو ساجد قال اللهعزوجل ( وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ ) . وقد روى انه يقول في سجدة العزائم لا إله إلّا الله حقا حقا، لا إله إلّا الله ايمانا وتصديقا، لا إله إلّا الله عبودية ورقا سجدت لك يا رب تعبدا ورقا، لا مستنكفا ولا مستنكرا بل انا عبد ذليل خائف مستجير، ثم يرفع رأسه ثم يكبر.

١٩ ـ في مجمع البيان وفي الحديث عن عبد الله بن مسعود ان رسول الله

٦١٢

صلى‌الله‌عليه‌وآله قال: أقرب ما يكون العبد من الله إذا كان ساجدا.

٢٠ ـ في غوالي اللئالى وروى في الحديث انه لـمّا نزل قوله تعالى:( وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ ) سجد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال في سجوده: أعوذ بالله برضاك من سخطك وبما فاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك، لا أحصى ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن سيف بن عميرة عن رجل عن أبي جعفرعليه‌السلام من قرء( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) فجهر بها صوته كان كالشاهر سيفه في سبيل اللهعزوجل ، ومن قرأها سرا كان كالمتشحط بدمه في سبيل الله، ومن قرأها عشر مرات محى الله عنه ألف ذنب من ذنوبه.

٢ ـ وفي أصول الكافي مثله إلّا أنّ في آخره ومن قرأها عشر مرات مرت له(١) على [محو] ألف ذنب من ذنوبه.

٣ ـ وباسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قرأ( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) في فريضة من فرائض الله نادى مناد: يا عبد الله غفر الله لك ما مضى فاستأنف العمل.

٤ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله من قرأها اعطى من الأجر كمن صام رمضان وأحيى ليلة القدر.

٥ ـ في مهج الدعوات لابن طاوسرحمه‌الله انه قيل للصادقعليه‌السلام : بما احترست من المنصور عند دخولك عليه؟ فقال: بالله وبقراءة انا أنزلناه، ثم قلت: يا الله يا الله سبعا انى أتشفع إليك بمحمد وآلهصلى‌الله‌عليه‌وآله من أن تقلبه لي فمن ابتلى بذلك فليصنع مثل صنعي، ولو لا أننا نقرأها ونأمر بقرائتها شيعتنا لتخطفهم الناس ولكن هي والله لهم كهف.

__________________

(١) وفي المصدر «غفرت له اه».

٦١٣

٦ ـ في كتاب طب الائمة باسناده إلى أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: شكا رجل من همدان إلى أمير المؤمنين وجع الظهر وانه يسهر الليل، فقال: ضع يدك على الموضع الذي تشتكي منه واقرأ ثلثا( وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ كِتاباً مُؤَجَّلاً وَمَنْ يُرِدْ ثَوابَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها وَمَنْ يُرِدْ ثَوابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْها وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ ) واقرأ سبع مرات( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) إلى آخرها فانك تعافى من العلة إنْ شاء الله تعالى.

٧ ـ وباسناده إلى بكر بن محمد الأزدي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام وأوصى أصحابه وأولياءه من كانت به علة فليأخذ قلة جديدة(١) وليجعل فيه الماء، وليسقى الماء بنفسه، وليقرأ على الماء سورة انا أنزلناه على الترتيل ثلاثين مرة ثم يشرب من ذلك الماء وليتوض وليمسح به. وكلما انقص زاد فيه، فانه لا يظهر ذلك ثلاثة أيام إلّا ويعافيه الله من ذلك الداء.

٨ ـ في أصول الكافي باسناده إلى بكر بن محمد الأزدي عن رجل عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في العوذة قالت: تأخذ قلة جديدة فيجعل فيها ماء ثم تقرأ عليها( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) ثلاثين مرة، ثم تعلق ويشرب منها ويتوضأ ويزاد فيها ماء إنشاء الله تعالى.

٩ ـ في تهذيب الأحكام أبو الصباح الكناني عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إذا كان ليلة القدر وفيها يفرق كل أمر حكيم نادى مناد، تلك الليلة من بطنان العرش: ان الله تعالى قد غفر لمن أتى قبر الحسينعليه‌السلام في هذه الليلة.

١٠ ـ محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد بن يحيى قال: كنت بفيد(٢) فمشيت مع علي بن بلال إلى قبر محمد بن اسمعيل بن بزيع قال: فقال لي علي بن بلال: قال لي صاحب هذا القبر عن الرضاعليه‌السلام : من أتى قبر أخيه المؤمن من أي ناحية يضع يده وقرأ( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) سبع مرات

__________________

(١) القلة: الحبّ العظيم. وقيل: الكوز الصغير، ضد.

(٢) فيد: منزل بطريق مكة.

٦١٤

امن من الفزع الأكبر.

١١ ـ الحسن بن محبوب عن عمرو بن أبي المقدام عن أبيه قال: مررت مع أبي جعفرعليه‌السلام بالبقيع، فمررنا بقبر رجل من أهل الكوفة من الشيعة فقلت لأبي جعفرعليه‌السلام : جعلت فداك هذا قبر رجل من الشيعة؟ قال: فوقف عليه ثم قال أللّهم ارحم غربته، وصل وحدته، وآنس وحشته، واسكن إليه من رحمتك رحمة يستغنى بها عن رحمة من سواك، والحقه من كان يتولاه. ثم قرأ( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) سبع مرات.

١٢ ـ فيمن لا يحضره الفقيه وقال الرضاعليه‌السلام : ما من عبد زار قبر مؤمن فقرأ عنده( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) سبع مرات إلّا غفر الله له ولصاحب القبر.

١٣ ـ في كتاب جعفر بن محمد الدوريستي باسناده إلى ابن عباس عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حديث طويل وفيه فاذا كانت ليلة القدر يأمر الله تبارك وتعالى جبرئيلعليه‌السلام فيهبط في كبكبة من الملائكة ومعهم لواء أخضر، فيركن اللواء على ظهر الكعبة وله ستمائة جناح، منها جناحان لا ينشرهما إلّا في ليلة القدر فيجاوزان المشرق والمغرب ويثبت جبرئيل الملائكة في هذه الامة فيسلمون على كل قاعد وقائم ومصل وذاكر ويصافحونهم ويؤمنون على دعائهم حتى يطلع الفجر، فاذا طلع الفجر نادى جبرئيل: معشر الملئكة الرحيل الرحيل فيقولون: يا جبرئيل ما صنع الله تعالى في حوائج المؤمنين من امة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله فيقول: ان اللهعزوجل نظر إليهم هذه الليلة فعفا عنهم وغفر لهم إلّا أربعة، فقيل لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من هذه الاربعة؟ قال: رجل مات مدمن خمر، وعاق لوالديه، وقاطع رحم، وشاجن، قيل: يا رسول الله وما الشاجن؟ قال: الصارمة(١) .

١٤ ـ في مجمع البيان روى عن ابن عباس عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: إذا كانت ليلة القدر تنزل الملئكة الذين هم سكان سدرة المنتهى ومنهم جبرئيل، فينزل جبرئيل ومعه ألوية ينصب لواء منها على قبري، ولواء على بيت المقدس، ولواء في المسجد

__________________

(١) كذا في الأصل ومصدر الحديث مخطوط لم اظفر عليه.

٦١٥

الحرام، ولواء على طور سيناء، ولا يدع فيها مؤمنا ولا مؤمنة إلّا سلَّم عليه إلّا مدمن الخمر وآكل لحم الخنزير والمتضمخ بالزعفران.(١)

١٥ ـ وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: إنّ الشيطان لا يخرج في هذه الليلة حتى يضيء فجرها، ولا يستطيع فيها ان ينال أحدا بخبل(٢) أو داء أو ضرب من ضروب الفساد، ولا ينفذ فيه سحر ساحر.

١٦ ـ وذكر عطاء عن ابن عباس قال: ذكر لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله رجل من بني إسرائيل انه حمل السلاح على عاتقه في سبيل الله الف شهر، فعجب من ذلك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عجبا شديدا وتمنى ان يكون ذلك في أمته، فقال: يا رب جعلت أمتي اقصر الناس أعمارا وأقلها أعمالا، فأعطاه الله ليلة القدر وقال:( لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) الذي حمل الاسرائيلى السلاح في سبيل الله لك ولامتك من بعدك إلى يوم القيامة في كل رمضان.

١٧ ـ في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنينعليه‌السلام أصحابه من الاربعمائة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه، من قرء:( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) من قبل ان تطلع الشمس ومثلها «انا أنزلناه» ومثلها آية الكرسي منع ماله مما يخاف، من قرء «قل هو الله أحد» و «انا أنزلناه» قبل ان تطلع الشمس لم يصبه في ذلك اليوم ذنب وان جهد إبليس ؛ إذا أراد أحدكم حاجة فليبكر في طلبها يوم الخميس فان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: أللّهم بارك لامّتي في بكورها يوم الخميس، وليقرء إذا خرج من بيته الآيات الاخرة من آل عمران وآية الكرسي وانا أنزلناه وأم الكتاب، فان فيها قضاء الحوائج للدنيا والاخرة، إذا كسا الله مؤمنا ثوبا [جديدا] فليتوض وليصل ركعتين يقرأ فيهما أم الكتاب وآية الكرسي وقل هو الله أحد وانا أنزلناه في ليلة القدر، وليحمد الله الذي ستر عورته وزينه في الناس، وليكثر من قول: لا حول ولا قوة إلّا بالله العليِّ العظيم، فانه لا يعصى الله فيه، وله بكل سلك فيه ملك يقدس له و

__________________

(١) التضمخ: التلطخ بالطيب ونحو والإكثار منه.

(٢) الخبل ـ بالتحريك ـ: فساد الأعضاء. الجنون.

٦١٦

يستغفر له ويترحم عليه.

١٨ ـ في الكافي علي بن محمد عن صالح بن أبي حماد عن غير واحد عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قرأ انا أنزلناه ثنتين وثلثين مرة في إناء جديد ورش بثوبه الجديد إذا ألبسه لم يزل يأكل في سعة وما بقي.

١٩ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى حكيمة عمة أبي محمّد الحسنعليه‌السلام انها قالت أمرني أبو محمّدعليه‌السلام بالمبيت عنده ليلة ولد القائمعليه‌السلام ، فكنت مع نرجس أم القائمعليه‌السلام فلم أزل أرقبها إلى وقت طلوع الفجر وهي نائمة بين يدي لا تقلب جنبا عن جنب إلى جنب، حتى إذا كان آخر الليل وقت الفجر وثبت فزعة فضممتها إلى صدري وسميت عليها فصاح إلى أبو محمدعليه‌السلام وقال: اقرئي عليها( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) ، فأقبلت اقرأ عليها وقلت لها: ما حالك؟ قالت: ظهر بى الأمر الذي أخبرك به مولاي، فأقبلت اقرأ عليها كما أمرني فأجابنى الجنين من بطنها يقرأ مثل ما اقرأ وسلم عليَّ قالت حكيمة: ففزعت لـِما سمعت والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٠ ـ وباسناده إلى أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ان الله اختار من الليالي ليلة القدر، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢١ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل وفيه يقولعليه‌السلام حاكيا عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عن ربه جل جلاله انه قال: اقرأ «انا أنزلناه» فانها نسبتك ونسبة أهل بيتك إلى يوم القيامة.

٢٢ ـ وباسناده إلى الحسين بن يزيد النوفلي عن علي بن سالم عن أبي عبد الله قال: من نام(١) في الليلة التي يفرق فيها كل أمر حكيم لم يحج تلك السنة وهي ليلة ثلث وعشرين من شهر رمضان، لان فيها تكتب وفد الحاج، وفيها يكتب الأرزاق والآجال، وما يكون من السنة إلى السنة، قال: قلت: فمن لم يكتب في ليلة القدر

__________________

(١) كذا في الأصل وفي المصدر «من لم يكتب له اه» مكان «من نام اه».

٦١٧

لم يستطيع الحج؟ فقال: لا، قلت: كيف يكون هذا؟ قال: لست في خصومتكم من شيء هكذا الأمر.

٢٣ ـ في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى المفضل بن عمر قال: ذكر أبو عبد اللهعليه‌السلام انا أنزلناه في ليلة القدر قال: ما أبين فضلها على المشهود قال: قلت: وأى شيء فضلها؟ قال: نزلت ولاية أمير المؤمنينعليه‌السلام فيها، قلت: في ليلة القدر التي نرتجيها في شهر رمضان؟ قال: نعم هي ليلة قدرت فيها السموات والأرض، وقدرت ولاية أمير المؤمنينعليه‌السلام فيها.

٢٤ ـ في الكافي علي بن محمد عن سهل بن زياد عن أحمد بن عبدوس عن محمد بن زاوية عن أبي علي بن راشد قال: قلت لأبي الحسنعليه‌السلام : جعلت فداك انك كتبت إلى محمد بن الفرج تعلمه ان أفضل ما يقرء في الفرائض بانا أنزلناه وقل هو الله أحد، وان صدري ليضيق بقراءتهما في الفجر، فقالعليه‌السلام : لا يضيقن صدرك بهما فان الفضل والله فيهما.

٢٥ ـ سهل بن زياد عن منصور بن العباس عن اسمعيل بن سهل قال: كتبت إلى أبي جعفرعليه‌السلام انى قد لزمني دين فادح(١) فكتب إلى أكثر من الاستغفار ورطب لسانك بقراءة انا أنزلناه.

٢٦ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن علي بن سليمان عن أحمد بن الفضل أبي عمر الحذاء قال: سائت حالي فكتبت إلى أبي جعفرعليه‌السلام ، فكتب إلى أدم قراءة( إِنَّا أَرْسَلْنا نُوحاً إلى قَوْمِهِ ) قال: فقرأتها حولا فلم أر شيئا فكتبت إليه أخبره بسوء حالي وانى قد قرأت( إِنَّا أَرْسَلْنا نُوحاً إلى قَوْمِهِ ) حولا كما أمرتني ولم أر شيئا؟ قال: فكتب إلى قد وفى لك الحول فانتقل منها إلى قراءة انا أنزلناه قال: ففعلت فما كان إلّا يسيرا حتى بعث ابن أبي داود فقضى عنى ديني واجرى على وعلى عيالي، ووجهني إلى البصرة في وكالة بباب كلاء(٢) واجرى على

__________________

(١) فدحه الدين: أثقله.

(٢) الكلاء ـ ككتان ـ: موضع بالبصرة ويقال لكل ساحل نهر.

٦١٨

خمسمائة درهم، وكتبت من البصرة على يدي علي بن مهزيار إلى أبي الحسن صلوات الله عليه، انى كنت سألت أباك عن كذا وشكوت كذا وانى قد نلت الذي أحببت، فأحببت أن تخبرني يا مولاي كيف اصنع في قراءة «انا أنزلناه» أقتصر عليها وحدها في فرائضي وغيرها أم اقرء معها غيرها؟ أم لها حد أعمل به؟ فوقععليه‌السلام وقرأت التوقيع: لا تدع من القرآن قصيره وطويله ويجزيك من قراءة «انا أنزلناه» يومك وليلتك مأة مرة.

٢٧ ـ علي بن محمد رفعه قال: الختم على طين قبر الحسينعليه‌السلام ان يقرأ عليه( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) .

٢٨ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن عمر الشامي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال:( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ ) فغرة الشهور شهر الله عز ذكره، وهو شهر رمضان وقلب شهر رمضان ليلة القدر، ونزل القرآن في أول ليلة من شهر رمضان، فاستقبل الشهر بالقرآن.

٢٩ ـ وباسناده إلى المسمعي انه سمع أبا عبد اللهعليه‌السلام يوصى ولده: إذا دخل شهر رمضان فاجهدوا أنفسكم فان فيه تقسم الأرزاق وتكتب الآجال، وفيه يكتب وفد الله الذين يفدون اليه، وفيه ليلة، العمل فيها خير من العمل في الف شهر.

٣٠ ـ وباسناده إلى أبي الورد عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: خطب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في آخر جمعة من شعبان فحمد الله واثنى عليه ثم قال: ايها الناس انه قد أظلكم شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، وهو شهر رمضان الحديث.

٣١ ـ وباسناده إلى عبد الله بن عبد الله عن رجل عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لـمّا حضر شهر رمضان وذلك في ثلاث بقين من شعبان قال لبلال: ناد في الناس، فجمع الناس ثم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ايها الناس ان هذا الشهر قد خصكم الله به وحضركم وهو سيد الشهور ليلة فيه خير من الف شهر الحديث.

٦١٩