موسوعة حديث الثقلين الجزء ١

موسوعة حديث الثقلين0%

موسوعة حديث الثقلين مؤلف:
الناشر: ستارة
تصنيف: مفاهيم عقائدية
ISBN: 978-600-5213-63-8
الصفحات: 619

موسوعة حديث الثقلين

مؤلف: مركز الأبحاث العقائديّة
الناشر: ستارة
تصنيف:

ISBN: 978-600-5213-63-8
الصفحات: 619
المشاهدات: 149508
تحميل: 3950


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 3 الجزء 4
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 619 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 149508 / تحميل: 3950
الحجم الحجم الحجم
موسوعة حديث الثقلين

موسوعة حديث الثقلين الجزء 1

مؤلف:
الناشر: ستارة
ISBN: 978-600-5213-63-8
العربية

عن أبيه ، عن حمّاد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عمر اليماني ، عن ابن أُذينة ، عن أبان بن أبي عيّاش ، عن سُليم بن قيس ، قال : سمعت عليّاً ( صلوات الله عليه ) يقول ـ وأتاه رجل فقال له : ما أدنى ما يكون به العبد مؤمناً ـ إلى قوله : « فتمسّكوا بهما لا تزلّوا ، ولا تضلّوا ، ولا تقدموهم فتضلّوا »(١) ، مع بعض الاختلاف.

الثاني : أبان ، عن سُليم ، قال : رأيت عليّاً ( عليه السلام ) في مسجد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في خلافة عثمان وجماعة يتحدّثون ويتذاكرون الفقه والعلم.

فذكروا قريشاً وفضلها ، وذكروا الأنصار وفضلها ، وفي الحلقة أكثر من مائتي رجل منهم مسانيد إلى القبلة ومنهم في الحلقة ، فكان ممّن حفظت من قريش : علي بن أبي طالب ( صلوات الله عليه ) ، وسعد بن أبي وقّاص ، وعبد الرحمن بن عوف ، والزبير ، وطلحة ، وعمّار ، والمقداد ، وأبو ذر ، وهاشم بن عتبة ، وعبد الله بن عمر ، والحسن والحسين ( عليهما السلام ) ، وابن عبّاس ، ومحمّد بن أبي بكر ، وعبد الله بن جعفر ، وعبيد الله بن العبّاس. ومن الأنصار : أُبي بن كعب ، وزيد بن ثابت ، وأبو أيّوب الأنصاري ، وأبو الهيثم بن التيهان ، ومحمّد بن مسلمة ، وقيس بن سعد بن عبادة ، وجابر بن عبد الله ، وأبو مريم ، وأنس بن مالك ، وزيد بن أرقم ، وعبد الله بن أبي أوفى ، وأبو ليلى ، ومعه ابنه عبد الرحمن ، وجاء أبو

____________

١ ـ أُصول الكافي ٢ : ٤١٤ ح ١ ، باب : « أدنى ما يكون به العبد مؤمناً أو كافراً أو ضالاًّ » ، وفيه : « وعترتي أهل بيتي » ، وأورده عن الكافي الحرّ العاملي ( ت ١١٠٤ هـ ) في إثبات الهداة ١ : ٤٦٢ ح ٩١ ، النصوص العامّة على إمامة الأئمّة ( عليهم السلام ) ، ما رواه الكليني.

ورواه أيضاً عن سُليم الصدوق ( ت ٣٨١ هـ ) في معاني الأخبار : ٣٩٤ ح ٤٥ ، مختصراً من دون ذكر حديث الثقلين ، وأورده عنه المجلسي ( ت ١١١١ هـ ) في البحار ٢٣ : ٨٢ ح ٢١ ، مختصراً كما في المعاني.

٢١

الحسن البصري ، ومعه ابنه الحسن ، فأكثر القوم ، وعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ساكت لا ينطق هو ولا أحد من أهل بيته.

فأقبل القوم عليه ، فقالوا : يا أبا الحسن ، ما يمنعك أن تتكلّم؟

قال ( عليه السلام ) : « ما من الحيين أحد إلاّ وقد ذكر فضلا وقال حقّاً ».

ثمّ قال : « يا معاشر قريش ، يا معاشر الأنصار

[ أ ] قال : أنشدكم بالله ، أفتقرّون أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال في آخر خطبة خطبكم : أيّها الناس ، إنّي قد تركت فيكم أمرين لن تضلّوا ما تمسّكتم بهما : كتاب الله وأهل بيتي »؟

قالوا : اللّهم نعم

[ ب ] فقال : « أنشدكم الله ، أتعلمون أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قام خطيباً ثمّ لم يخطب بعد ذلك ، فقال : يا أيّها الناس ، إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فتمسّكوا بهما لن تضلّوا ، فإنّ اللطيف الخبير أخبرني وعهد إليّ أنَّهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض.

فقام عمر بن الخطّاب ـ وهو شبه المغضب ـ فقال : يا رسول الله أكلّ أهل بيتك؟

قال : لا ، ولكن أوصيائي منهم ، أوّلهم أخي علي ووزيري ووارثي وخليفتي في أُمّتي ووليّ كلّ مؤمن بعدي ، هو أوّلهم ، ثمّ ابني الحسن ، ثمّ ابني الحسين ، ثمّ تسعة من ولد الحسين واحد بعد واحد حتى يردوا عليّ الحوض ، شهداء الله في أرضه ، وحججه على خلقه ، وخزّان علمه ، ومعادن حكمته ، من أطاعهم أطاع الله ، ومن عصاهم عصى الله »؟

فقالوا كلّهم : نشهد أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال ذلك.

ثمّ نقل سُليم كلاماً بين أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وطلحة ، فقام عند ذلك علي ( عليه السلام )

٢٢

[ جـ ] فقال : « يا طلحة ، وقوله ( صلى الله عليه وآله ) : إنّي تركت فيكم أمرين لن تضلّوا ما تمسّكتم بهما : كتاب الله وعترتي ، لا تتقدّموهم ، ولا تتخلّفوا عنهم ، ولا تعلّموهم ، فإنّهم أعلم منكم ، فينبغي أن لا يكون الخليفة على الأُمّة إلاّ أعلمهم بكتاب الله وسنّة نبيّه ».

[ د ] فقال علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : « إنّ الذي قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوم غدير خمّ ، ويوم عرفة في حجّة الوداع ، ويوم قُبض ، فانظر في آخر خطبة خطبها حين قال : إنّي قد تركت فيكم أمرين لن تضلّوا ما إن تمسّكتم بهما : كتاب الله وأهل بيتي ، فإنّ اللطيف الخبير قد عهد إليّ أنَّهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض كهاتين الإصبعين ـ وأشار بمسبحته والوسطى ـ فإنّ إحداهما قُدّام الأُخرى ، فتمسّكوا بهما لا تضلّوا ولا تزلّوا ، ولا تقدّموهم ولا تخلّفوا عنهم ، ولا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم »(١) .

الراوون عنه :

روى الصدوق ( ت ٣٨١ هـ ) عن سُليم المورد الثاني [ ب [ من حديث الثقلين ، وقول عمر : يا رسول الله ، أكلّ أهل بيتك؟ وجواب النبي ( صلى الله عليه وآله ) له ،

____________

١ ـ كتاب سُليم بن قيس الهلالي ٢ : ٦٣٦ ح ١١.

وهو حديث طويل أوردنا منه نصوص حديث الثقلين فقط ، وقد ذكره ( عليه السلام ) أربع مرّات ، يستدلّ به في كلّ مرّة غير ما استدلّ به في الأُخرى ، وقراءة الحديث وحدها تكفي لبيان المراد منه دون الكلام في الدلالة. وعنه في إثبات الهداة ١ : ٦٥٧ ح ٨٤٠ ، فصل ( ٧١ ) ، و ٢ : ١٨٤ ح ٨٩٩ ، فصل ( ٦٦ ) ، والبحار ٣١ : ٤١٤ ح ١ ، قال بعد أن أورد الحديث من الاحتجاج للطبرسي ووجدت في أصل كتاب سليم مثله ، وغاية المرام ٢ : ٩٨ ح ٤١ ، باب (٢١) ، و ١٠٤ ح ٤٢ ، باب (٢١) ، و ٣٤٣ ح ٢٩ ، ٣٠ ، ٣١ ، الباب (٢٩) ، وأورد ثلاثة موارد منه ، و ٦ : ١٠١ ح ١ باب ( ٧٤ ).

وهذه المناشدة تحوي على نفائس من عقائد الشيعة ، وما يؤمنون به في فضائل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وأحقيّته وبنيه ( عليهم السلام ) بالخلافة.

٢٣

بهذا السند : حدّثنا أبي ومحمّد بن الحسن ( رحمه الله ) ، قالا : حدّثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدّثنا يعقوب بن يزيد ، عن حمّاد بن عيسى ، عن عمر بن أُذينة ، عن أبان بن أبي عيّاش ، عن سُليم بن قيس الهلالي ، قال : رأيت علياً ، الحديث(١) .

ورواه عن كتاب سُليم ; الطبرسي ( من أعلام القرن السادس ) في الاحتجاج(٢) ، والحسن بن أبي طاهر الجاوابي ( من أعلام القرن السادس ) في نور الهدى والمنجي من الردى ، أورده عنه ابن طاووس الحلّي ( ت ٦٦٤ هـ ) في التحصين(٣) .

____________

١ ـ كمال الدين وتمام النعمة : ٣٠٦ ح ٢٥ ، باب : (٢٤) ، ما روي عن النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) في النصّ على القائم عجّل الله فرجه ، وأنّه الثاني عشر من الأئمّة ( عليهم السلام ) ، ورواه عن الصدوق ; الجويني ( ت ٧٣٠ هـ ) في فرائد السمطين ١ : ٣١٢ ، السمط الأوّل ، ح ٢٥٠ الباب الثامن والخمسون ، وسيأتي ، والحرّ العاملي ( ت ١١٠٤ هـ ) في إثبات الهداة ٢ : ٣٨٧ ، ح ٢٢٨ ، الفصل (٦) ، ما رواه الصدوق في كتاب إكمال الدين وإتمام النعمة ، والمجلسي ( ت ١١١١ هـ ) في البحار ٣١ : ٤١٤ ح ١ ، وقال ـ بعد أن أورد الحديث من الاحتجاج ـ : روى الصدوق ( رحمه الله ) في إكمال الدين مختصراً من هذا الاحتجاج عن أبيه وابن الوليد معاً عن سعد. إلى آخره.

٢ ـ الاحتجاج ١ : ٣٣٧ [ ٥٦ ] ، احتجاجه ( عليه السلام ) على جماعة كثيرة من المهاجرين والأنصار لمّا تذاكروا فضلهم بما قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من النصّ عليه وغيره من القول الجميل ، وأورده عن الاحتجاج مترجماً إلى الفارسيّة محمّد بن الحسين الرازي ( القرن السابع ) في نزهة الكرام ٢ : ٥٣٩ ، الباب (٣٩) ، وباختصار الحرّ العاملي في إثبات الهداة ٣ : ٧ ح ٥٩٦ ، فصل : (٢٨) ، ما رواه الطبرسي في كتاب الاحتجاج ، والمجلسي في البحار ٣١ : ٤٠٧ ، الباب : (٢٨) ، احتجاج أمير المؤمنين ( عليه السلام ) على جماعة من المهاجرين والأنصار.

٣ ـ التحصين لأسرار ما زاد من أخبار كتاب اليقين ( مطبوع مع كتاب اليقين باختصاص مولانا علي ( عليه السلام ) بإمرة المؤمنين ) : ٦٣٠ ، القسم الثاني ، باب : (٢٥).

قال السيّد رضيّ الدين علي بن طاووس ( ت ٦٦٤ هـ ) في التحصين : ٥٣٥ ، القسم الأوّل : الباب (١) : . كتاب نور الهدى والمنجي من الردى ، تأليف الحسن

٢٤

والجويني ( ت ٧٣٠ هـ ) في فرائد السمطين ، قال : أنبأني السيّد النسّابة جلال الدين عبد الحميد بن فخار بن معد بن فخار الموسوي ( رحمه الله ) ، إجازة بروايته عن شاذان بن جبرئيل القمّي ، عن جعفر بن محمّد الدوريستي ، عن أبيه ، عن أبي جعفر محمّد بن علي بن بابويه القمّي ، قال : حدّثنا أبي ومحمّد بن الحسن ( رضي الله عنه ) ، قالا : حدّثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدّثنا يعقوب بن يزيد ، عن حمّاد بن عيسى ، عن عمر بن أُذينة ، عن أبان ابن أبي عيّاش ، عن سُليم بن قيس الهلالي ، قال : رأيت علياً ( عليه السلام ) الحديث(١) .

____________

بن أبي طاهر أحمد بن محمّد بن الحسين الجاوابي ، وعليه خطّ الشيخ السعيد الحافظ محمّد بن محمّد المعروف بابن الكمال [ الكآل [ بن هارون ، وأنّهما قد اتّفقا على تحقيق ما فيه ، وتصديق معانيه.

وفي الصفحة ٥٩٥ ، القسم الثاني ، الباب (١) : . ، وعليه كما ذكرنا خطّ المقري الصالح محمّد بن هارون بن الكمال [ الكآل [ بأنّه قد اتّفق مع مصنّفه على تحقيق ما تضمّنه كتابه من تحقيق الأخبار والأحوال.

أقول : وابن الكآل هذا هو أحد رواة نسخة الشيخ الحرّ لكتاب سُليم عن الشيخ الطوسي ، فقد جاء في أوّل كتاب سُليم ( ٢ : ٥٥٥ ، مفتتح كتاب سُليم ) هكذا : وأخبرني الشيخ المقري أبو عبد الله محمّد بن الكآل ، عن الشريف الجليل نظام الشرف أبي الحسن العريضي ، عن ابن شهريار الخازن ، عن الشيخ أبي جعفر الطوسي . إلى آخر السند كما سيأتي ، فلا أقلّ إنّ حديث الثقلين هذا وصل إلينا في التحصين نقلا عن كتاب نور الهدى ، الذي بدوره نقله عن كتاب سُليم ، وكتاب نور الهدى قد صدّق وحقّق ما فيه ، ومن ضمنه ـ بالطبع ـ هذا النقل عن كتاب سُليم.

١ ـ فرائد السمطين ١ : ٣١٢ ، ح ٢٥٠ ، السمط الأوّل ، الباب الثامن والخمسون ، وأورده عن الجويني ، الأميني ( ت ١٣٩٠ ) في الغدير ١ : ٦٣ ، في رواة حديث الغدير من الصحابة : [ ٢٦ [ أبو ذر جندب بن جنادة الغفاري ، وأورد الحديث في أبي ذر ; لأنّه في الرواية يشهد بحديث الغدير ، و ١ : ٨٢ ، وفي رواة حديث الغدير من الصحابة : [ ٤٢ [ زيد بن أرقم الأنصاري ، كذلك ; لأ نّه شهد بحديث الغدير في

٢٥

ورواه عن سُليم ; محمّد بن إسحاق الحموي الأبهري في منهج الفاضلين ( تمّ تأليفه في ٩٣٧ هـ ) ، قال : روى الحسين بن أبي يعقوب ، عن إبراهيم بن عمر اليماني ، عن عبد الرزّاق بن همام ، عن أبان بن أبي عيّاش ، عن سُليم بن قيس الهلالي ، عن سلمان الفارسي ، وعمّار بن ياسر ، وأبي ذر الغفاري ، وغيرهم ، ثمّ نقل المورد الثاني(١) ، وسيأتي.

الثالث : أبان عن سُليم ، وزعم أبو هارون العبدي أنَّه سمعه من عمر ابن أبي سلمة : أنّ معاوية دعا أبا الدرداء ، ونحن مع أمير المؤمنين ، ودعا أبا هريرة ، فقال لهما : ، فلمّا قرأ علي ( عليه السلام ) كتاب معاوية ، ثمّ صعد ( عليه السلام )(٢) المنبر في عسكره وجمع الناس

قال علي ( عليه السلام ) : « أنشدكم الله ، أتعلمون أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قام خطيباً ولم يخطب بعدها ، وقال : يا أيّها الناس ، إنّي تركت فيكم أمرين لن تضلّوا ما تمسّكتم بهما : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فإنّه قد عهد إليّ اللطيف الخبير أنّهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض؟

____________

الرواية ( وقد جاء في متن الغدير ، الباب الثالث والخمسون ، وهو خطأ مطبعي كما في نسخة أخرى ، الباب الثامن والخمسون ) ، و ١ : ١٠٧ [ ٥٢ ] ، أبو عبد الله سلمان الفارسي ، كذلك ; لأنّه شهد بالحديث ، و ١ : ١٣٣ [ ٨٧ ] ، أبو اليقظان عمّار ابن ياسر العنسي كذلك ، و ١ : ٢٦٦ ، القرن الثامن [ ٢٥٧ ] ، شيخ الإسلام أبو إسحاق إبراهيم بن سعد الدين الجويني الخراساني.

وعنه أيضاً الشيخ سُليمان بن إبراهيم القندوزي الحنفي ( ت ١٢٩٤ هـ ) في ينابيع المودّة ١ : ٣٤٢ ، ح ٣ ، الباب الثامن والثلاثون.

وعنه أيضاً إسماعيل الطبرسي النوري ( ت ١٣٢١ هـ ) في كفاية الموحّدين ( فارسي ) ٢ : ٣٤٣ ، ٣٥٩ و ٣ : ٢٠٢.

١ ـ منهج الفاضلين ( فارسي ) ، الورقة ٢٢٨ من مصوّرة في المكتبة المرعشيّة بقم ، برقم ( ٧٧١١ ).

٢ ـ من هنا يوجد في بعض النسخ من كتاب سُليم ، راجع كتاب سُليم تحقيق الأنصاري ٢ : ٧٥٧ ح ٢٥ ، هامش ٩٢.

٢٦

فقالوا : اللهم نعم ، قد شهدنا ذلك كلّه من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ).

فقال ( عليه السلام ) : « حسبي الله ».

فقام الاثنا عشر من الجماعة البدريّين [ منهم : أبو الهيثم بن التيهان ، وأبو أيّوب الأنصاري ، وعمّار بن ياسر ، وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين(١) ، وأقرّهم على ذلك سبعون من البدريين جلّهم من الأنصار ، منهم : خالد بن زيد(٢) ، ومثلهم من الآخرين(٣) ، فقالوا : نشهد أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حين خطب في اليوم الذي قبض فيه ، قام عمر بن الخطاب ـ شبه المغضب ـ ، فقال : يا رسول الله ، أكلّ أهل بيتك؟

فقال : « لا ، ولكن أوصيائي ، أخي منهم ووزيري ووارثي وخليفتي في أمّتي ، ووليّ كلّ مؤمن بعدي ، وأحد عشر من ولده ، هذا أوّلهم وخيرهم ، ثمّ ابناي هذان ـ وأشار بيده إلى الحسن والحسين ( عليهما السلام ) ـ ثمّ وصي ابني يسمّى باسم أخي علي وهو ابن الحسين ، ثمّ وصي علي وهو وَلَده واسمه محمّد ، ثمّ جعفر بن محمّد ، ثمّ موسى بن جعفر ، ثمّ علي بن موسى ، ثمّ محمّد بن علي ، ثمّ علي بن محمّد ، ثمّ الحسن بن علي ، ثمّ محمّد بن الحسن مهدي الأمّة ، اسمه كاسمي وطينته كطينتي ، يأمر بأمري وينهى بنهيي ، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً ، يتلو بعضهم بعضاً واحداً بعد واحد حتى يردوا عليّ الحوض ، شهداء الله في أرضه ، وحججه على خلقه ، من أطاعهم أطاع الله ، ومن عصاهم عصى الله ».

فقام باقي السبعون البدريّون ومثلهم من الآخرين ، فقالوا : ذكّرتنا ما كنّا نسينا ، نشهد إنّا قد سمعنا ذلك من رسول الله ( صلى الله عليه وآله )(٤) .

____________

١ ـ كتاب سُليم ٢ : ٧٦٠ ح ٢٥.

٢ ـ كتاب سُليم ٢ : ٧٥٧ ح ٢٥.

٣ ـ كتاب سُليم ٢ : ٧٦٤ ح ٢٥.

٤ ـ كتاب سُليم ٢ : ٧٦٣ ح ٢٥ ، أوردنا موضع الحاجة وما بعده لما فيه من الفائدة. وعنه الحرّ العاملي ( ت ١١٠٤ هـ ) في إثبات الهداة ١ : ٦٦١ ح ٨٥٣ ، الباب (٩) ، الفصل ( ٧١ ) ، والمجلسي ( ت ١١١١ هـ ) في البحار ٣٣ : ١٤١ ح ٤٢١.

٢٧

الراوون عنه :

روى عنه النعماني ( كان حياً سنة ٣٤٢ هـ ) في كتاب الغيبة ، قال : ومن كتاب سُليم بن قيس الهلالي ، ما رواه أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة ، ومحمّد بن همام بن سهيل ، وعبد العزيز وعبد الواحد ابنا عبد الله بن يونس الموصلي ، عن رجالهم ، عن عبد الرزّاق بن همام ، عن معمّر بن راشد ، عن أبان بن أبي عيّاش ، عن سُليم بن قيس.

وأخبرنا به من غير هذه الطرق ، هارون بن محمّد ، قال : حدّثني أحمد بن عبيد الله بن جعفر بن المعلى الهمداني ، قال : حدّثني أبو الحسن عمرو بن جامع بن عمرو بن حرب الكندي ، قال : حدّثنا عبد الله بن المبارك شيخ لنا كوفي ثقة ، قال : حدّثنا عبد الرزّاق بن همام شيخنا ، عن معمّر ، عن أبان بن أبي عيّاش ، عن سُليم بن قيس الهلالي ، وذكر أبان أنّه سمعه أيضاً عن عمر بن أبي سلمة ، قال معمّر : وذكر أبو هارون العبدي أنّه سمعه أيضاً عن عمر بن أبي سلمة ، عن سُليم أنّ معاوية دعا أبا الدرداء وأبا هريرة ، ونحن مع أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) بصفّين

فقال علي ( عليه السلام ) : « أُنشدكم بالله أتعلمون أنَّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قام خطيباً ثمّ لم يخطب بعد ذلك ، فقال : أيّها الناس ، إنّي قد تركت فيكم أمرين » إلى آخر الحديث(١) .

الرابع : أبان عن سُليم وعمر بن أبي سلمة ـ حديثهما واحد هذا وذاك ـ قالا : قدم معاوية حاجّاً في خلافته المدينة بعدما قتل أمير المؤمنين

____________

١ ـ كتاب الغيبة للنعماني : ٦٨ ، ح ٨ الباب الرابع ( ما روي في أنّ الائمّة اثنا عشر إماماً وأنّهم من الله وباختياره ) ، من كتاب سُليم بن قيس الهلالي.

٢٨

( صلوات الله عليه ) ، فلمّا كان قبل موت معاوية بسنة ، حجّ الحسين بن علي ( صلوات الله عليه ) ، وعبد الله بن عبّاس ، وعبد الله بن جعفر معه ، فقام فيهم الحسين ( عليه السلام ) خطيباً ، قال سُليم : فكان فيما ناشدهم الحسين ( عليه السلام ) وذكّرهم ، قال : « أتعلمون أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال في آخر خطبة خطبها : أيّها الناس ، إنّي تركت فيكم الثقلين : كتاب الله وأهل بيتي ، فتمسّكوا بهما لن تضلّوا »؟.

قالوا : اللّهم نعم(١) .

الخامس : سُليم بن قيس قال : سمعت سلمان يقول : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لعلي ( عليه السلام ) :

قال أبان : فحدّثت الحسن بن أبي الحسن ـ وهو في بيت أبي خليفة ـ بهذا الحديث عن سُليم عن سلمان :

قال أبان : فلمّا حدّثنا بهذين الحديثين خلوت به ، فقال : يا أحمق ، لا تقولن « إن كان » ، هو والله لعلي دونهم ، وكيف لا يكون له دونهم بعد الخصال الأربع؟ ولقد حدّثني عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الثقات ما لا أُحصي.

قلت : وما هذه الخصال الأربع؟

قال : قول رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ونصبه إيّاه يوم غدير خمّ ، وقوله في غزوة تبوك : « أنت منّي بمنزلة هارون من موسى غير النبوّة » ، ولو كان غير النبوّة لاستثناه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وقد علمنا يقيناً أنّ الخلافة غير النبوّة ،

____________

١ ـ كتاب سُليم ٢ : ٧٩٢ ح ٢٦ ، والحديث طويل نقلنا منه موضع الحاجة ، وعنه المجلسي ( ت ١١١١ هـ ) في البحار ٣٣ : ١٧٣ ح ٤٥٦ ، والشيخ يوسف البحراني ( ت ١١٨٦ هـ ) في الدرر النجفيّة : ٢٧٨ ، ٢٨١ ، وأيضاً عنه باختصار الطبرسي ( القرن السادس ) في الاحتجاج ٢ : ٨٠ [ ١٦٢ ] ، ولم يورد فيه حديث الثقلين ، ونقله عن الاحتجاج مترجماً إلى الفارسية محمّد بن الحسين الرازي ( القرن السابع ) في نزهة الكرام ٢ : ٦٦١ ، ولم يورد فيه حديث الثقلين أيضاً.

٢٩

وخطب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) آخر خطبة خطبها للناس ، ثمّ دخل بيته فلم يخرج حتى قبضه الله إليه : « أيّها الناس ، إنّي قد تركت فيكم أمرين لن تضلّوا ما تمسّكتم بهما : كتاب الله وأهل بيتي ، فإنّ اللطيف الخبير قد عهد إليّ أنَّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض كهاتين ـ وجمع بين سبابتيه ـ لا كهاتين ـ وجمع بين سبابته والوسطى ـ لأنّ إحديهما قدّام الأُخرى ، فتمسّكوا بهما لا تضلّوا ولا تولّوا ، لا تقدموهم فتهلكوا ، ولا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم » ، ولقد أمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أبا بكر وعمر ـ وهما سابعا سبعة ـ أن يسلّموا على علي ( عليه السلام ) بإمرة المؤمنين(١) .

السادس : قال سُليم بن قيس(٢) : بينما أنا وحنش بن

____________

١ ـ كتاب سُليم ٢ : ٨٩١ ح ٥٨ ، وهذا الحديث يوجد في بعض نسخ كتاب سُليم دون بعضها الآخر ، كما ذكر ذلك محقّق الكتاب الشيخ الأنصاري ( ٢ : ٨٧٥ ، ما وجد من كتاب سُليم في نسخة أُخرى ) ، وقد ذكرنا الأحاديث الأربعة التي ذكرها الحسن البصري للفائدة ، وإلاّ فالحديث طويل.

وعنه المجلسي ( ت ١١١١ هـ ) في البحار ٤٠ : ٩٣ ح ١١٥ ، وأوله أقول : وجدتُ في كتاب سُليم . ، وقال الحرّ العاملي ( ت ١١٠٤ هـ ) في إثبات الهداة ١ : ٦٥٨ ح ٨٤٣ ، فصل ( ٧١ ) : وعن سلمان عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) في حديث ، قال : « إنّي تركت فيكم أمرين لن تضلّوا ما تمسّكتم بهما : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي » ، ولم نجده في كتاب سليم عن سلمان ، والظاهر أنّه عنى هذا المورد ، خاصّة وأنّ بداية الحديث عن سلمان فاشتبه عليه الحال ، فلاحظ.

٢ ـ هذا الحديث لا يوجد في نسخ كتاب سُليم الموجودة ، وإنّما نقله الطبرسي ( القرن السادس ) في الاحتجاج عنه ، وأورده محقّق كتاب سُليم الشيخ محمّد باقر الأنصاري في القسم الثالث من الكتاب ، وهو ( المستدرك من أحاديث سُليم ) ، وقال في أوّله : نذكر في هذا الفصل (٢١) حديثاً رويت في الموسوعات الحديثيّة نقلاً عن سُليم بن قيس ، وهي لم توجد في النسخ الموجودة في كتابه ، وقد بيّنا في الفصل الخامس من مقدّمتنا ( ١١٨ ـ ١٢٢ ) أنّ القرائن تعطي أنّها كانت جزءاً من كتابه وتفرّقت عنه ، وأنّ ما ينقله القدماء عن سُليم إنّما نقلوه عن كتابه ، وعلى هذا يكون ذكر هذه الأحاديث تكميلا لكتاب سُليم وعرض لنسخة كاملة تضمّ جميع ما وصل إلينا من

٣٠

المعتمر(١) بمكّة ، إذ قام أبو ذر وأخذ بحلقة الباب ، ثمّ نادى بأعلى صوته في الموسم : أيّها الناس ، من عرفني فقد عرفني ، ومن جهلني فأنا جندب بن جنادة ، أنا أبو ذر(٢) . أيّها الناس ، إنّي سمعت نبيّكم يقول : « مثل أهل بيتي في أمتي كمثل سفينة نوح في قومه ، من ركبها نجا ومن تركها غرق ، ومثل باب حطّة في بني إسرائيل ».

أيّها الناس ، إنّي سمعت نبيّكم يقول : « إنّي تركت فيكم أمرين ، لن تضلّوا ما إن تمسّكتم بهما : كتاب الله وأهل بيتي » إلى آخر الحديث.

فلمّا قدم المدينة بعث إليه عثمان فقال : ما حملك على ما قمت به في الموسم؟

قال : عهد عهده إليَّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وأمرني به.

فقال : من يشهد بذلك؟

فقام علي ( عليه السلام ) والمقداد فشهدا ، ثمّ انصرفوا يمشون ثلاثتهم ، فقال عثمان : إنّ هذا وصاحبيه يحسبون أنّهم في شيء(٣) .

____________

روايات المؤلّف الجليل ( رضي الله عنه ) ، وقد ذكر البحث في ذلك مفصّلاً في مقدّمة الكتاب ( ١ : ١١٨ ـ ١٢٢ ) ، وكذا ( ١ : ٥٣٧ ).

١ ـ في الصفحة السابقة ذكر محقّق كتاب سُليم في تخريج هذا الحديث : يوجد هذا الحديث في مفتتح كتاب سُليم ، رواه أبان بن أبي عيّاش ، عن الحنش بن المعتمر ، عن أبي ذر ( ٣ : ١٠١٧ ، تخريج الحديث الخامس والسبعين ).

٢ ـ أبو ذر الغفاري هو الذي قال فيه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « ما أقلّت الغبراء ولا أضلّت الخضراء أصدق لهجة من أبي ذر ».

٣ ـ كتاب سُليم ٢ : ٩٣٧ ح ٧٥ ، القسم الثالث من الكتاب ، المستدركات. أورده المحقّق عن الاحتجاج للطبرسي ( القرن السادس ) ( ١ : ٣٦١ [ ٥٨ [ خطبة أبي ذر ).

وقد ذكره الطبرسي بعد الحديث الذي ذكرناه من كتاب سُليم في احتجاج علي ( عليه السلام ) على المهاجرين والأنصار في مسجد النبي ( صلى الله عليه وآله ) [ رقم ٢ [ بحديث واحد. ( انظر الاحتجاج ١ : ٣٣٧ [ ٥٦ [ ) ، والذي هو موجود في نسخ كتاب سُليم الموجودة الآن ( ١ : ٦٣ ح ١١ ).

٣١

وقال أبان في مفتتح كتاب سُليم ـ بعد أن سأله الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) عن حديث السفينة ـ : سمعته من أكثر من مئة من الفقهاء ، منهم حنش بن المعتمر ، وذكر أنّه سمعه من أبي ذر ، وهو آخذ بحلقة باب الكعبة ينادي به نداءً ويرويه عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال ( عليه السلام ) : « وممّن »؟

فقلت : ومن الحسن بن الحسن البصري أنّه سمعه من أبي ذر ، ومن المقداد بن الأسود الكندي ، ومن علي بن أبي طالب ( صلوات الله عليه ) ، فقال ( عليه السلام ) : « وممّن »؟

فقلت : ومن سعيد بن المسيّب ، وعلقمة بن قيس ، ومن ابن ظبيان الجنبي ، ومن عبد الرحمن بن أبي ليلى ـ كل هؤلاء حاجّين ـ ، أخبروا أنّهم سمعوا من أبي ذر.

وقال أبو الطفيل وعمر بن أبي سلمة : ونحن والله سمعنا من أبي ذر ، وسمعناه من علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) والمقداد وسلمان ، ثمّ أقبل عمر بن أبي سلمة ، فقال : والله ، لقد سمعته ممّن هو خير من هؤلاء كلّهم ، سمعته من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، سمعته أُذناي ووعاه قلبي(١) .

____________

قال الطبرسي في أوّل حديث احتجاج علي ( عليه السلام ) : روي عن سُليم بن قيس الهلالي أنّه قال : . ، وأورد الحديث إلى نهايته ، ثمّ قال : وفي رواية أبي ذر الغفاري ، وأورد روايته ، ثمّ قال : وقال سُليم بن قيس : بينما أنا وحنش . ، الحديث ، فانظر إلى قوله روي عن سُليم في الأوّل ، وإلى حرف العطف ( الواو ) وكلمة ( قال ) في الثاني ، فهو يدلّ على أنّ الحديث المعنيّ ( رقم ٧٥ في كتاب سُليم ) أي حديث حنش عن أبي ذر كان موجوداً في نسخة كتاب سُليم التي كانت عند الطبرسي ونقل منها ، وسقط من النسخ الموجودة الآن.

وقد أوردنا الحديث كلّه لما فيه من فائدة. وعنه في البحار ٢٣ : ١١٩ ح ٣٨.

أقول : ألا تعجب من عثمان يعاتب ويحاسب على رواية أحاديث رسول الله ( صلى الله عليه وآله )! ويطلب الشهادة من أبي ذر عليها!! كأنّما فعل منكراً ، يا سبحان الله.

١ ـ كتاب سُليم ٢ : ٥٦٠ مفتتح كتاب سُليم ، وعنه البحراني في غاية المرام ٢ : ٣٤٥ ح ٦ ، الباب : ٢٩ ، وأوّله : سُليم بن قيس الهلالي ، قال : بينا أنا وحبيش بن

٣٢

أقول : من الواضح أنّ حديث السفينة الذي رواه أبو ذر والذي كان الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) يسأل أبان عمّن سمعه عن أبي ذر هو نفس حديث الثقلين الذي نحن بصدده ، وحديث السفينة جزء منه.

فعلى ما قدّمنا يكون أبان روى هذا الحديث عن سُليم في كتابه ، وعن الحنش ، والحسن البصري ، وسعيد بن المسيّب ، وعلقمة بن قيس ، وأبي الضبيان ، وابن أبي ليلى كلّهم عن أبي ذر ، وأقرّه على ذلك الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) ، وأبو الطفيل ، وعمر بن أبي سلمة ، وقال الأخيران : إنّهما سمعاه من أبي ذر(١) .

الراوون عنه :

رواه عن سُليم ; الطبرسي ( القرن السادس ) في الاحتجاج(٢) .

سُليم بن قيس الهلالي :

نقل الكشّي ( القرن الرابع ) حديثين في مدح سُليم موجودين في أصل كتاب سُليم ، الأوّل في مفتتح الكتاب ، وهو عن ابن أُذينة ، عن أبان في قوله أنّه قرأ كتاب سُليم على الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) ، وقول الإمام ( عليه السلام ) : « صدق سُليم ( رحمه الله ) هذا حديث نعرفه ».

والآخر في الحديث العاشر منه وعن أبان أيضاً ، عندما حدّث الإمام

____________

المعتمر . ، مع بعض الاختلاف ، و ٣ : ٢٤ ح ٧ باب : ٣٣ ، وحديث أبي ذر حديث مشهور ستأتي بقيّة طرقه.

١ ـ وروى هذا الحديث الشيخ الصدوق عن أبي إسحاق ، عن الحنش في كمال الدين وتمام النعمة : ٢٧٠ ح ٥٩ وسيأتي.

وعلى هذا فقد تابع أبان عن حنش ، أبو إسحاق عن حنش.

٢ ـ الاحتجاج ١ : ٣٦١ ( ٥٨ ) ، خطبة أبي ذر ، وعن الاحتجاج محمّد بن الحسن الرازي ( القرن السابع ) في نزهة الكرام ( فارسي ) ٢ : ٥٣٩ ، باب : سي ونهم ( أي : ٣٩ ) وسيأتي.

٣٣

الباقر ( عليه السلام ) بعد موت علي بن الحسين ( عليه السلام ) بحديث أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في سبب اختلاف حديث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، والموجود في كتاب سُليم ، فقال الباقر ( عليه السلام ) : « صدق سُليم » ( الحديث )(١) .

وهذان السندان من أسانيد كتاب سُليم نفسه ، والظاهر من الكشّي بنقله الروايتين من دون التعليق عليهما ، وكذا فعل الشيخ الطوسي ، قبول المدح في سُليم ، والقطع بنسبة الكتاب إليه.

وروي في كتاب الاختصاص المنسوب للشيخ المفيد ( ت ٤١٣ هـ ) والصحيح هو لأحد قدماء أصحابنا(٢) عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد ابن جعفر ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، قال : قال علي بن الحكم : أصحاب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) الذين قال لهم : « تشرّطوا فأنا أُشارطكم على الجنّة ، ولست أُشارطكم على ذهب ولا فضّة ، إنّ نبيّنا ( صلى الله عليه وآله ) فيما مضى ، قال لأصحابه : تشرّطوا فإنّي لست أُشارطكم إلاّ على الجنّة ، هم : سلمان الفارسي ، وكان من شرطة الخميس أبو الرضي عبد الله بن يحيى الحضرمي ، سُليم بن قيس الهلالي ،(٣) .

وذكره النجاشي ( ت ٤٥٠ هـ ) في الطبقة الأُولى من سلفنا الصالح ، وذكر سندَه إلى كتابه(٤) ، والشيخ الطوسي ( ت ٤٦٠ هـ ) في من روى عن أمير المؤمنين والحسن والحسين وعلي بن الحسين والباقر ( عليهم السلام ) ، وقال ـ عند ذكره في الرواة عن علي بن الحسين ( عليهما السلام ) ـ : سُليم بن قيس الهلالي ، ثمّ

____________

١ ـ رجال الكشّي : ١٠٤ ( ١٦٧ ).

٢ ـ انظر المقالات والرسالات ( المؤتمر العالمي بمناسبة الذكرى الألفيّة لوفاة الشيخ المفيد ) ، (٩) ، المقالة الرابعة.

٣ ـ الاختصاص : ٢.

٤ ـ رجال النجاشي : ٨ [ ٤ ] ، الطبقة الأُولى.

٣٤

العامري الكوفي صاحب أمير المؤمنين ( عليه السلام )(١) .

وذكر في الفهرست سنده إلى كتابه(٢) .

وعدّه البرقي ( ت ٢٧٤ أو ٢٨٠ هـ ) من أولياء أمير المؤمنين ( عليه السلام )(٣) .

وذكره العلاّمة الحلّي ( ت ٧٢٦ هـ ) فيمن يعتمد عليه ، وقال ـ بعد أن ذكر ما قاله النجاشي ، والعقيقي ، والغضائري ـ : والوجه عندي الحكم بتعديل المشار إليه ، والتوقّف في الفاسد من كتابه(٤) .

ونقل العلاّمة قول ابن الغضائري ( ت ٤١١ هـ ) ، قال : سُليم بن قيس الهلالي العامري ، روى عن أبي عبد الله(٥) والحسن والحسين وعلي بن الحسين ( عليهم السلام ) ، وينسب إليه هذا الكتاب المشهور ، وكان أصحابنا يقولون : إنّ سُليماً لا يعرف ولا ذكر في خبر ، وقد وجدت ذكره في مواضع من غير جهة كتابه ، ولا من رواية أبان بن أبي عيّاش عنه ، وقد ذكر له ابن عقدة في رجال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أحاديث عنه ، والكتاب موضوع لامرية فيه ، وعلى ذلك علامات تدلّ على ما ذكرنا(٦) : منها : ما ذكر أنّ محمّد بن أبي بكر وعظ أباه عند الموت(٧) ، ومنها : إنّ الأئمّة ثلاثة عشر ، وغير ذلك ،

____________

١ ـ رجال الطوسي : ٦٦ [ ٥٩٠ ] ، و ٩٤ [ ٩٣٤ ] ، و ١٠١ [ ٩٨٤ ] ، و ١١٤ [ ١١٣٦ ] ، و ١٣٦ [ ١٤٢٨ ].

٢ ـ فهرست الطوسي : ٢٣٠ [ ٣٤٦ ].

٣ ـ رجال البرقي : ٣٥ [ ٥٣ ].

٤ ـ خلاصة الأقوال : ١٦١ [ ٤٧٣ ] ، القسم الأوّل.

والظاهر أنّ قول العلاّمة ( الفاسد من كتابه ) مأخوذ ممّا قاله ابن الغضائري ، وقد عرفت أنّه قد ردّ عليه مدّعاه ـ وسنشير إليه في المتن ـ وانظر : تنقيح المقال للمامقاني ، ومعجم رجال الحديث للخوئي ، وكتاب سُليم تحقيق الأنصاري.

٥ ـ قال السيّد محمّد رضا الجلالي محقّق كتاب الرجال لابن الغضائري : الصواب ظاهراً ( عن أمير المؤمنين ) ، انظر الرجال لابن الغضائري : ٦٣ [ ٥٥ ] ، هامش (١).

٦ ـ في الأصل ( علامات فيه تدلّ على ما ذكرناه ).

٧ ـ في الأصل ( عند موته ).

٣٥

وأسانيد هذا الكتاب تختلف تارة برواية عمر بن أُذينة ، عن إبراهيم بن عمر الصنعاني ، عن أبان بن أبي عيّاش ، عن سُليم ، وتارة يروي(١) عن عمر ، عن أبان بلا واسطة(٢) .

وتبع ابن الغضائري ابن داود ( ت ٧٠٧ هـ ) على رأيه(٣) .

وقد رُدّ كلام ابن الغضائري :

أوّلا : بأنّ كتابه لم يثبت انتسابه إليه ، وأنّ تضعيفاته لا عبرة بها.

وثانياً : إنّ ما أورده من وعظ محمّد بن أبي بكر أباه غير بعيد ، وأنّ هناك روايات من طريق آخر تدلّ على أنّ محمّداً كان يدرك عند وفاة أبيه ، وأنّ عام ولادته في حجّة الوداع لم يقطع به.

وثالثاً : إنّ ما ذكره من أنَّ الأئمّة ثلاثة عشر غير موجود في كتاب سُليم ، وإن وجد في عبارة موهمة ، فهناك نصوص عديدة فيه على أنّهم اثنا عشر ، مع أنّ ما وقع فيه موجود مثله في غيره.

ورابعاً : اختلاف أسانيد الكتاب ، فهو أيضاً غير موجود ولا وجه له(٤) .

فقبول الروايات التي تذكر صدقه ، وعدّه في كتب الرجال من أصحاب وأولياء أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وشرطة الخميس ، وتعديله من قبل العلاّمة تدلّ على توثيقه ، فحتّى ابن الغضائري تكلّم في كتابه لا فيه.

كتاب سُليم :

يعتبر كتاب سُليم من أوائل الكتب التي وصلت إلينا من القرن الأوّل

____________

١ ـ في الأصل يُروى.

٢ ـ خلاصة الأقوال : ١٦٢.

٣ ـ رجال ابن داود : ٢٤٩ [ ٢٢٦ ] ، القسم الثاني ، و ١٠٦ [ ٧٣٢ ] ، القسم الأوّل.

٤ ـ انظر : تنقيح المقال ٢ : ٥٢ ، باب سُليم ، ومعجم رجال الحديث ٩ : ٢٢٦ ، وكتاب سُليم تحقيق الأنصاري ، الجزء الأوّل ، الفصل السابع : دراسة في المناقشات التي وجّهت إلى الكتاب.

٣٦

الهجري ، إذ إنّ وفاة مؤلّفه سُليم بن قيس الهلالي كانت بحدود سنة ( ٧٦ ـ ٨٠ هـ )(١) .

____________

١ ـ رجّحنا هذا التقريب لتاريخ وفاته على ما قاله محقّق كتاب سُليم الشيخ محمّد باقر الأنصاري من أنّها كانت سنة ٧٦ هـ ، مستظهراً ذلك من كلام أبان : لمّا قدم الحجّاج العراق سأل عن سُليم بن قيس فهرب منه ، فوقع إلينا بالنو بندجان متوارياً ، فنزل معنا في الدار . وأنا يومئذ ابن أربع عشرة سنة ، وقد قرأت القرآن ، وكنت أسأله فيحدّثني عن أهل بدر ، فسمعت منه أحاديث كثيرة عن عمر بن أبي سلمة ابن أمّ سلمة زوجة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وعن معاذ بن جبل ، وعن سلمان الفارسي ، وعن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وأبي ذر ، والمقداد ، وعمّار ، والبراء بن عازب ، ثمّ استكتمنيها ولم يأخذ علي فيها يميناً ، فلم ألبث أن حضرته الوفاة فدعاني وخلا بي ، وقال : . فإن جعلت لي عهد الله عزّ وجلّ وميثاقه أن لا تخبر بها أحداً مادمت حيّاً ولا تحدّث بشيء . فضمنت ذلك له ، فدفعها إلي ، وقرأها كلّها عليّ ، فلم يلبث سُليم أن هلك ( رحمه الله ) ، كتاب سُليم ٢ : ٥٥٧ مفتتح الكتاب.

وكان قدوم الحجّاج العراق سنة ٧٥ هـ ، فهرب منه سُليم ، وفهم المحقّق الشيخ الأنصاري من كلمة ( فلم ألبث ) في كلام أبان بمعنى : فلم ألبث بعد قدوم سُليم ، ثمّ قدّر هذا اللبث بسنة ( كتاب سُليم ١ : ٣٠٢ ).

ولكن الأظهر غير ذلك ، فإنّ أبان قال بعد أن ذكر قدوم سُليم : وكنت أسأله فيحدّثني . ، ثمّ استكتمنيها ولم يأخذ عليّ فيها يميناً ، فلم ألبث . ، فإنّ معنى ( فلم ألبث ) : فلم ألبث بعدما سمعت منه أحاديث . الخ ، أما مدّة السماع فغير مذكورة ، بل الأظهر : فلم ألبث بعدما استكتمنيها ، وجاء بكلمة ( فلم ألبث ) كمقدّمة ورابط لكلامه السابق بعدم أخذ اليمين عليه ، وبين حضور الوفاة سُليم وأخذه العهد من أبان

وعلى هذا فإنّ المدّة بين قدوم سُليم ووفاته لم يشر إليها ، ولا يمكن تحديدها من كلمة ( فلم ألبث ) إذ ربّما تكون أكثر من سنة ، فأبان يقول : سمعت منه أحاديث كثيرة عن عدد من الصحابة ، ولم يقل : إنّها كانت بطريق الإملاء حتى تكون الفترة قصيرة ، وإنّما كانت بالسؤال من أبان فيجيبه على ما يسأل.

وذكر المحقّق أيضاً أنّ أبان التقى بالحسن البصري في أوّل عمره بالبصرة ، وهو متوار عن الحجّاج في أوّل عمله كمؤيّد لما استظهره من تاريخ وفاة سُليم ( ١ : ٣٠٢ ) ، ولكن إذا عرفنا أنّ الحجّاج حكم ٢٠ سنة ، فيصدق على الخمس سنوات الأُولى من حكمه ( ٧٥ ـ ٨٠ هـ ) أنّه أوّل عمله ، وكذا الكلام في أوّل عمر الحسن

٣٧

ونقل سُليم كتابه قراءة ومناولة إلى أبان بن أبي عيّاش ، ومنه قراءة ومناولة إلى أحد كبار الشيعة في البصرة عمر بن أُذينة.

ثمّ تعدّدت طرقه عن أبان أو ابن أُذينة ، على الخلاف من أنّ أبان نقل كتاب سُليم بتمامه إلى غير ابن أُذينة أو روى للآخرين أحاديث منه فقط.

ثمّ وصل بعد هذين إلى عدّة أشخاص متعاصرين تقريباً ، هم : ابن أبي عمير ، وحمّاد بن عيسى ، وعثمان بن عيسى ، ومعمّر بن راشد البصري ، وإبراهيم بن عمر اليماني ، وهمام بن نافع الصنعاني ، وعبد الرزّاق بن همام الصنعاني ، أخذوه من ابن أُذينة ، أو منه ومن أبان على الخلاف السابق.

طرق الكتاب ونسخه :

وصل الكتاب أو رواياته إلينا بطرق كثيرة ، سواء ما موجود في أوّل نسخه الخطيّة(١) ، أو ما ذكره البعض من طرقه إلى كلّ الكتاب(٢) ، أو طرقه إلى روايات سُليم بتوسّط أبان أو غيره التي توحي بأنّها مأخوذة من أصل

____________

البصري فإنّه غير محدد.

ثمّ ذكر المحقّق أنّ أبان حجّ في السنة التي التقى فيها الحسن البصري ، والتقى هناك بالإمام زين العابدين ( عليه السلام ) ، وعمر بن أبي سلمة ، وأنّ وفاة ابن أبي سلمة كانت في ٨٣ هـ ( ١ : ٣٠٣ ) ، ولكن هذا لا ينافي ما ذكرناه من تقريب سنة وفاة سُليم.

وعلى ما قرّبنا سيكون عمر أبان عند تناوله لكتاب سُليم منه أكثر من أربع عشرة سنة.

١ ـ ستأتي الإشارة إليها.

٢ ـ راجع طرق الشيخ النعماني حديث رقم ٣ ، وطريق الشيخ النجاشي ـ وستأتي الإشارة إليه عند الحديث عن إجازات الحرّ العاملي قريباً ـ وطريق الشيخ الطوسي في الفهرست ، وغيرها.

٣٨

الكتاب(١) ، هذا إضافة إلى الإشارة إلى الكتاب أو الرواية عنه من قبل علماء الخاصّة وبعض العامّة وأنّه كان معروفاً مشهوراً لديهم(٢) .

وأمّا ما وصل إلينا من نسخه الخطيّة فتنتهي إلى ثلاثة أشخاص هم : ابن أبي عمير ، وحمّاد بن عيسى بطريق الشيخ الطوسي ( ت ٤٦٠ هـ ) ، ومعمّر بن راشد البصري بطريق محمّد بن صبيح ، أحدها صحيح على الأقلّ من الشيخ الطوسي إلى سُليم بهذا السند : وأخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الله الغضائري ، قال : أخبرنا أبو محمّد هارون بن موسى بن أحمد التلعكبري ( رحمه الله ) ، قال : أخبرنا أبو علي بن همام بن سهيل ، قال : أخبرنا عبد الله بن جعفر الحميري ، عن يعقوب بن يزيد ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطاب وأحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن عمر بن أُذينة ، عن أبان بن أبي عيّاش ، عن سُليم بن قيس الهلالي.

وطريق الشيخ الثاني إلى سُليم : حدّثنا ابن أبي جيّد ، عن محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ومحمّد بن أبي القاسم الملقّب بماجلويه ، عن محمّد بن علي الصيرفي ، عن حمّاد بن عيسى ، عن أبان بن أبي عيّاش ، عن سُليم بن قيس الهلالي(٣) .

وفيه محمّد بن علي الصيرفي اتّهم بالغلو والكذب ، ولكن لا يخلو من المناقشة ، خاصّة بالنسبة لتعريف الغلو ومصداقه(٤) .

____________

١ ـ راجع في ذلك الجزء الأوّل من كتاب سُليم ( دراسة مستوعبة وتحقيق شامل حول الكتاب والمؤلّف ) ، الفصل الثامن والخامس ، وكذا الجزء الثالث من الكتاب ، ( قسم التخريجات ).

٢ ـ راجع كتاب سُليم ، الجزء الأوّل ، الفصل الرابع والخامس والسادس.

٣ ـ كتاب سُليم ٢ : ٥٥٥ ، مفتتح كتاب سُليم ، إسناد الكتاب.

٤ ـ وقد ذكر الشيخ الطوسي طريقه الثاني في الفهرست أيضاً ( ٢٣٠ [ ٣٤٦ ] ، سُليم بن قيس ) مع طريق آخر من دون توسّط أبان.

وضعّف السيّد الخوئي في معجم رجال الحديث ( ٩ : ٢٢٦ ، رقم ٥٤٠١ ) طريقي الشيخ في الفهرست مرّة بأبان ومرّة بالصيرفي.

ويلاحظ : بأنّه يوجد خلاف على وجود طريق لكتاب سُليم ليس فيه أبان ، ثمّ إنّ الكلام على أبان سيأتي في المتن ، وأمّا الصيرفي ( أبا سمينة ) فقد ناقش في اتّهامه محقّق كتاب سُليم الشيخ محمّد باقر الأنصاري ( كتاب سُليم ١ : ٢٤٠ الفصل الثامن ، رقم ١٣ ، محمّد بن علي الصيرفي ).

٣٩

وأمّا الطريق الثالث ، فهو : حدّثني أبو طالب محمّد بن صبيح بن رجاء بدمشق سنة ٣٣٤ هـ ، قال : أخبرني أبو عمرو عصمة بن أبي عصمة البخاري ، قال : حدّثنا أبو بكر أحمد بن المنذر بن أحمد الصنعاني بصنعاء ـ شيخ صالح مأمون جار إسحاق بن إبراهيم الدبري ـ قال : حدّثنا أبو بكر عبد الرزّاق بن همام بن نافع الصنعاني الحميري ، قال : حدَّثنا أبو عروة معمّر بن راشد البصري ، قال : دعاني أبان(١) .

وهذا الطريق بعضه عامّي إلاّ أنّهم موثّقون عندهم ، وبعضه لم يترجم له في الرجال.

وقد وصلت النسخة المرويّة بطريق الشيخ الطوسي ( ت ٤٦٠ هـ ) ( وهي النسخة المعتمدة بتحقيق الكتاب ) ، وكذا المطبوعة عليها الطبعة الأُولى في النجف الأشرف ، وتوجد في مكتبة آية الله الحكيم العامّة بالنجف الأشرف ، المجموعة رقم ( ٣١٦ ) إلى الشيخ الحرّ العاملي ( ت ١١٠٤ هـ ) وتملّكها سنة ١٠٨٧ هـ(٢) ، ونقل منها في كتابه إثبات الهداة ، كما عرفت سابقاً في الحديث الثاني ، والثالث ، ومواضع أُخرى كثيرة في كتابه المذكور(٣) .

____________

١ ـ كتاب سُليم ١ : ٣١٨ ، الفئة الثانية من النسخ ، النوع ( ب ).

٢ ـ كتاب سُليم ١ : ٣١٦ الفئة الأُولى : النوع ( الف ) و ١ : ٣٢٩ ، توصيف مخطوطات النوع ( الف ) ، رقم (١) ، والذريعة ٢ : ١٥٦ ، و ٢٠ : ٢٠١.

٣ ـ انظر إثبات الهداة ١ : ٢٠٤ ، ٤٠٨ ، ٦٥٧ و ٢ : ١٨٤ و ٣ : ٥٧٥.

٤٠