موسوعة حديث الثقلين الجزء ١

موسوعة حديث الثقلين6%

موسوعة حديث الثقلين مؤلف:
الناشر: ستارة
تصنيف: مفاهيم عقائدية
ISBN: 978-600-5213-63-8
الصفحات: 619

الجزء ١ الجزء ٣ الجزء ٤
  • البداية
  • السابق
  • 619 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 161540 / تحميل: 4927
الحجم الحجم الحجم
موسوعة حديث الثقلين

موسوعة حديث الثقلين الجزء ١

مؤلف:
الناشر: ستارة
ISBN: ٩٧٨-٦٠٠-٥٢١٣-٦٣-٨
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

(٢٤) كتاب : الاستغاثة

لأبي القاسم علي بن أحمد الكوفي ( ت ٣٥٢ هـ )

الحديث :

قال : وقد أجمعوا جميعاً(١) ، على الرواية في تزكية أهل البيت ( عليهم السلام ) ،

____________

١ ـ قال المصنّف ـ بعد أن روى مجموعة من روايات العامّة في فضائل أبي بكر وعمر ـ : فأوّل ما نبدأ به من القول في ذلك : أنّه قد علم ذو الفهم أنّ الآثار المنقولة عن الرسول ( صلى الله عليه وآله ) في أيّامه وأيّام من كان بعده من وجهين في الإمامة لا ثالث لهما ، أحدهما : طرق أهل البيت ( عليهم السلام ) وشيعتهم ، الثاني : طرق الحشوية من أصحاب الحديث ، فمن ادعى من جميع الأمّة ممّن تقدّم في الأعصار السالفة غير هذين الوجهين ، فهو متخرّص كذّاب ضالّ مضلّ فاسد المعرفة داحض الحجّة ، وإذا كان ذلك كذلك ، فليعلم ذو الفهم أنّ ما كان يرويه الحشوية من طريق أهل البيت ( عليهم السلام ) وشيعتهم ، ولم يرو ذلك أهل البيت وشيعتهم ، فلا حجّة للحشوية ومن تابعهم في ذلك على مخالفيهم ، وكذلك إذا رووا ( كذا ) أهل البيت ( عليه السلام ) وشيعتهم آثاراً من طرقهم ، وعن رجالهم المتّصلين عن رجل من الحشوية ، ولم يروا ( كذا ) ذلك الحشويّة ، فلا حجّة لشيعة أهل البيت في ذلك على الحشويّة ، وإن كانت الرواية في نفسها كثيرة صحيحة محقّة ، وهذا هو وجه النصفة والنصيحة ، فإذا أجمعوا على رواية من طريقيهم المتضادّين المختلفين ، فتكون تلك الرواية ممّا لا يشكّ في صحّتها ، وعليها الفقهاء من الفريقين ، المعوّل في الاحتجاج والنظر عليهم ، وإذا اختلفوا في رواية ، فروى كلّ فريق منهم من طريقه ضدّ ما رواه الفريق الآخر ، كان المعوّل في ذلك عند أهل النظر على الفحص عن الأسباب المتضادّة بشواهد الكتاب ودلالات الأخبار المجمع عليها ، فأيّهما ثبت وجوبه من المتضادّين ، لزمت حجّته ، وأيّهما وجدت شواهده باطلة بطلت حجّته ، ومهما ( كذا ) لم توجد شواهد تحقّقه

٢٦١

وإشارة الرسول ( صلى الله عليه وآله ) إليهم بالهدى ، والبعد من الضلالة ، والأمر منه باتباعهم والكينونة معهم ، فقال ( عليه السلام ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين ، كتاب الله وعترتي ، أهل بيتي لن تضلّوا ما إن تمسّكتم بهما ، فإنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض »(١) .

أبو القاسم علي بن أحمد الكوفي :

قال النجاشي ( ت ٤٥٠ هـ ) : علي بن أحمد أبو القاسم ، رجل من أهل الكوفة ، كان يقول : إنّه من آل أبي طالب ، وغلا في آخر عمره ، وفسد مذهبه ، وصنّف كتباً كثيرة ، أكثرها على الفساد.

ثمّ قال ـ بعد أن ذكر كتبه ـ : توفّي أبو القاسم بموضع يقال له كرمي من ناحية فسا ، وبين هذه الناحية وبين فسا خمسة فراسخ ، وبينها وبين شيراز نيّف وعشرون فرسخاً ، توفّي في جمادى الأُولى سنة اثنين وخمسين وثلاث مائة ، وقبره بكرمي بقرب الخان والحمّام ، أوّل ما يدخل كرمي من ناحية شيراز ، وهذا الرجل تدّعي له الغلاة منازل عظيمة(٢) .

وقال الشيخ ( ت ٤٦٠ هـ ) في الفهرست : علي بن أحمد الكوفي ، يكنّى أبا القاسم ، كان إماميّاً مستقيم الطريقة ، وصنّف كتباً كثيرة سديدة ،

____________

ولا علامات تبطله ، كان سبيله الوقوف فيها ، فلا يلزم الخصم فيها حجّة يطالب فيها بواجب ، ثمّ يجب النظر بعد ذلك في معرفة الفريقين من نقلة الأخبار من أهل البيت ( عليه السلام ) والحشويّة ، أيّهما أولى بالاتباع عند وقوع التنازع والاختلافات ، فأيّهما ثبت صدقه وصحّة تزكيته من الرسول ( صلى الله عليه وآله ) والأمر منه باتباعه منهما ، وجب قبول آثاره ، واطراح ما خالفها أو ضادّها ، وقد أجمعوا جميعاً . ، إلى آخر ما في المتن.

١ ـ الاستغاثة : ١٤٤ ، وقد أوردنا الرواية هنا عنه بكونه راوياً ، أمّا قوله بالإجماع عليها ، فسيأتي.

٢ ـ رجال النجاشي : ٢٦٥ [ ٦٩١ ].

٢٦٢

منها كتاب الأوصياء ، وكتاب في الفقه على ترتيب كتاب المزني ، ثمّ خلط وأظهر مذهب المخمّسة(١) ، وصنّف كتباً في الغلوّ والتخليط ، وله مقالة تنسب إليه(٢) .

وقال في رجاله : علي بن أحمد الكوفي أبو القاسم ، مخمّس(٣) .

وذكر العلاّمة ( ت ٧٢٦ هـ ) ما قاله النجاشي والشيخ ، ثمّ ذكر كلام ابن الغضائري : هو مدّع العلويّة ، كذّاب غال ، صاحب بدعة ، رأيت له كتباً كثيرة ، لا يلتفت إليه(٤) .

ومثله فعل ابن داود الحلّي ( ت ٧٠٧ هـ )(٥) .

وقال ابن النديم ( ت ٣٨٥ هـ ) : من الإماميّة من أفاضلهم ، وله من الكتب كتاب الأوصياء(٦) .

وقد اختلف في نسب هذا الرجل وادّعائه العلويّة ، فقد نسبه صاحب الرياض إلى الإمام الجواد ( عليه السلام ) ، اعتماداً على ما ذكره الشيخ حسين بن عبد الوهّاب ( القرن الخامس ) في عيون المعجزات ، وقال : هو علي بن أحمد بن موسى بن محمّد الجواد ( عليه السلام )(٧) ، ولم نجده في العيون

____________

١ ـ المخمّسة : هم الذين يقولون : إنّ سلمان والمقداد وأباذر وعمّار وعمر بن أُميّة الضمري ، موكّلون بمصالح العالم من قبل الله.

٢ ـ فهرست الطوسي : ٢٧١ [ ٣٩٠ ].

٣ ـ رجال الطوسي : ٤٣٤ [ ٦٢١١ ].

٤ ـ خلاصة الأقوال : ٣٦٥ [ ١٤٣٥ ] ، وانظر : رجال ابن الغضائري : ٨٢ [ ١٠٤ ].

٥ ـ رجال ابن داود : ٢٥٩ [ ٣٣٠ ] ، القسم الثاني.

وانظر : نقد الرجال ٣ : ٢٢٦ [ ٣٤٩٦ ] ، بهجة الآمال ٥ : ٣٦٥ ، مجمع الرجال ٤ : ١٦٢ ، منتهى المقال ٤ : ٣٣٦ [ ١٩٤٣ [ معجم رجال الحديث ١٢ : ٢٦٩ [ ٧٨٩٠ ] ، رياض العلماء ٣ : ٣٥٥.

٦ ـ فهرست ابن النديم : ٢٤٣ ، الفنّ الخامس من المقالة الخامسة.

٧ ـ رياض العلماء ٣ : ٣٥٧ و ٢ : ١٢٥.

٢٦٣

المطبوع(١) ، ونسبه العلاّمة ( ت ٧٢٦ هـ ) إلى الإمام موسى الكاظم ( عليه السلام ) ، وقال : علي بن أحمد بن هارون بن موسى الكاظم ( عليه السلام )(٢) وذكر الآخرون ادّعاء العلويّة ، كما عرفت من النجاشي(٣) ، وأنكر ابن الغضائري علويّته(٤) .

ونقل التستري ( ت ١٤١٥ هـ ) في القاموس عن عمدة الطالب : قال أبو الحسن العمري : فكتبت من الموصل إلى أبي عبد الله الحسين بن محمّد ابن قاسم بن طباطبا النسّابة المقيم ببغداد ، أسأله عن أشياء في النسب ، من جملتها نسب ( علي بن أحمد الكوفي ) ، فجاء الجواب بخطّه الذي لا أشكّ فيه : أنّ هذا الرجل كذّاب مبطل ، وأنّه ادّعى إلى بيوت عدّة ، لم يثبت له نسب في جميعها ، وأنّ قبره بالريّ يزار على غير أصل(٥) .

ومن هذا يظهر أنّ هذا الرجل كان إماميّاً مستقيم الطريقة ، ثمّ غلا في آخر عمره ، حيث يمكن حمل كلام ابن الغضائري المتقدّم على آخر عمره ، جمعاً بينه وبين كلام النجاشي والطوسي ، ولكن ادّعاؤه العلويّة ، يشكّك في حال الرجل حتّى في بداية عمره ، وإن أوصل نسبه العلاّمة والشيخ حسين بن عبد الوهّاب ، فهو لا يخلو من نظر ، مع اختلافهما في النسبة وتأخّرهما عن عصره ، فقد أوصله العلاّمة إلى الإمام الكاظم ( عليه السلام ) بأبوين ، وأوصله الحسين بن عبد الوهّاب إلى الإمام الجواد ( عليه السلام ) بأبوين وبالتالي إلى الإمام الكاظم ( عليه السلام ) بإربعة آباء ، والمفروض الأقرب للإحتمال أنّه لو كان هناك خطأ في اسم أحد الآباء ، أن يوصله العلاّمة إلى

____________

١ ـ انظر عيون المعجزات ( نشر مؤسّسة الأعلمي ، الطبعة الثالثة ، سنة ١٤٠٣ هـ ) ، وقد ذكر البعض أنّه موجود في المخطوط.

٢ ـ خلاصة الأقوال : ٣٦٥ [ ١٤٣٥ ].

٣ ـ رجال النجاشي : ٢٦٥ [ ٦٩١ ].

٤ ـ خلاصة الأقوال : ٣٦٥ [ ١٤٣٥ ] ، ورجال ابن الغضائري : ٨٢ [ ١٠٤ ].

٥ ـ قاموس الرجال ٧ : ٣٥٢ [ ٥٠٠٨ ].

٢٦٤

الكاظم ( عليه السلام ) بأربعة آباء حتّى يوصله ابن عبد الوهّاب إلى الجواد ( عليه السلام ) بأبوين.

وما ذكره العلاّمة غير صحيح ، حيث ذكر مؤلّف كتاب الاستغاثة ; أنّ أكثر ما بينه وبين علي الأكبر أو الأصغر ابن الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، ستّة أو سبعة آباء(١) وهو ينسجم مع ما ذكره ابن عبد الوهّاب ، من أنّه يصل إلى الإمام الجواد ( عليه السلام ) بأبوين ، إذ إنّ الآباء من السجاد ( عليه السلام ) إلى الجواد ( عليه السلام ) خمسة.

وهذا الاختلاف يفسّره ما قاله ابن طباطبا من أنّه ادّعى إلى بيوت عدّة ، لم يثبت له نسب في جميعها ، ويتّفق بذلك مع النجاشي وابن الغضائري ، أمّا ما ذكره ابن طباطبا من أنّ قبره بالريّ ، فهو مخالف لما نقله النجاشي من أنّه قرب شيراز ، ويحتاج الأمر إلى تحقيق.

ثمّ إنّ ما ذكره صاحب الرياض من اعتماد الشيخ حسين بن عبد الوهّاب ، الذي هو أبصر بحاله عليه وعلى كتابه ، وتأليف كتاب تتميماً له(٢) لا يخلو من شيء.

فإنّ كلام الشيخ ابن عبد الوهّاب في عيون المعجزات ، والذي نقله صاحب الرياض ، ولم نجده نحن في المطبوع : ليس فيه إلاّ أنّه اكتفى بكتاب علي بن محمّد الكوفي ، المسمّى ( تثبيت المعجزات ) ، والذي ذكر به الدلائل على معجزات الأنبياء والمشهور من معجزات الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، عن أن يورد معجزات سيّد المرسلين ( صلى الله عليه وآله ) في كتابه ( عيون المعجزات ) ، وأنّه اكتفى بذكر معجزات الأئمّة ( عليهم السلام ) ; لأنّه لم يجد لها ذكراً في كتاب أبي القاسم الكوفي(٣) .

____________

١ ـ الاستغاثة : ١١٧.

٢ ـ رياض العلماء ٣ : ٣٥٧.

٣ ـ رياض العلماء ٣ : ٣٥٧.

٢٦٥

فأين هذا من الاعتماد على كتابه ، بل أين هو من توثيق الرجل الذي رامه صاحب الرياض.

وأمّا ما ذكره من اعتماد علمائنا المتقدّمين على كتبه ، فسيأتي في الكلام على كتابه الاستغاثة.

وقد ذكر الشيخ مسلم الداوري أنّه يمكن استظهار وثاقة المصنّف بناء على كون الترضّي الذي نقله النوري(١) ، عن صاحب الرياض(٢) ، عن الشيخ حسين بن عبد الوهّاب ( القرن الخامس ) في كتابه عيون المعجزات(٣) دالّ على الحسن أو الوثاقة.

ولكنّا لم نجد كلام صاحب الرياض في المطبوع ، ولا كلام ابن عبد الوهّاب في عيون المعجزات المطبوع ، مع أنّ صاحب الرياض نفسه ذكر كثرة وقوع الخرم والسقط في نسخ كتاب عيون المعجزات ، إضافة إلى أنّ الأمر كلّه مبنيّ على أنّ الترضّي يفيد الحسن أو الوثاقة ، مع أنّ هذا الترضّي ، وإيصال نسبه إلى الإمام الجواد ( عليه السلام ) ، وادّعاء الاعتماد على كتابه ، صدر من الشيخ حسين بن عبد الوهّاب ، وهو معارض بكلام النجاشي والطوسي وابن الغضائري.

كتاب الاستغاثة في بدع الثلاثة :

ذكره النجاشي ( ت ٤٥٠ هـ ) في ضمن كتبه ، وسمّاه كتاب البدع المحدثة(٤) ، وابن شهرآشوب ( ت ٥٨٨ هـ ) في المعالم ، وقال : من كتبه :

____________

١ ـ أُصول علم الرجال : ٣٥٤ ، وانظر : خاتمة المستدرك ١٠ : ١٦٨.

٢ ـ لم نجده في الرياض المطبوع.

٣ ـ لم نجده في عيون المعجزات المطبوع.

٤ ـ رجال النجاشي : ٢٦٥ [ ٦٩١ ].

٢٦٦

أصل الأوصياء ، كتاب في الفقه على ترتيب كتاب المزني ، ثمّ خلّط وأظهر مذهب المخمّسة ، وصنّف في الغلوّ والتخليط ، وله مقالة تنسب إليه ، ومن كتبه : كتاب البدع المحدثة في الإسلام بعد النبيّ ( عليه السلام )(١) ، والشيخ علي ابن يونس البيّاضي ( ت ٨٧٧ هـ ) في فهرست كتابه الصراط المستقيم ، وسمّاه البدع(٢) .

ولكن العلاّمة المجلسي ( ت ١١١١ هـ )(٣) ، والشيخ سليمان البحراني ( ت ١١٢١ هـ ) ، والشيخ عبد النبي الكاظمي ( ت ١٢٥٦ هـ )(٤) ، نسبوا ( الاستغاثة(٥) في بدع الثلاثة ) إلى المحقّق الشيخ ميثم البحراني ، وهو خطأ واضح ، بعد ملاحظة شيوخ صاحب الكتاب ، وما ذكره في تحقيق أنّ المقتول في يوم الطفّ علي بن الحسين الأكبر ، والأصغر من أنّ أكثر ما بين عصره وبينهم من آلاباء ستّة أو سبعة(٦) ، وما صرّح به العلماء من نسبة الكتاب إليه(٧) .

وقد ادّعى الميرزا الأفندي ( ت حدود ١١٣٠ هـ ) أنّ هذا الكتاب قد صنّفه مؤلّفه حال استقامته(٨) ، واستوحينا من مجمل كلامه أنّ دليله : اعتماد

____________

١ ـ معالم العلماء : ٦٤ [ ٤٣٦ ].

٢ ـ الصراط المستقيم : ٩ ، المقدّمة ، في ذكر الكتب التي لم يتصفّحها ولا عثر عليها .

٣ ـ البحار ١ : ١٩ ، و ١ : ٣٧.

٤ ـ لؤلؤة البحرين : ٢٥٩ ، في ترجمة الشيخ ميثم البحراني ، عن ( السلافة البهيّة ) للشيخ سليمان البحراني ، وفي : ٢٦٠ ، قال صاحب اللؤلؤة : إنّ الشيخ سليمان رجع عن هذا القول.

٥ ـ خاتمة المستدرك ١ : ١٧٠ ، حيث نقل كلام الكاظمي عن كتابه التكملة ، وسمّاه الكاظمي ( الاستغاثة لبدع الثلاثة ).

٦ ـ الاستغاثة : ١١٧.

٧ ـ انظر : خاتمة المستدرك ١ : ١٦٩ ، والذريعة ٢ : ٢٨ [ ١١٢ ].

٨ ـ رياض العلماء ٣ : ٣٥٥.

٢٦٧

العلماء على هذا الكتاب ، وقوله في سبب إيراد ترجمته في القسم الأوّل من كتابه : ولكن دعاني إلى ذلك أمران : الأوّل. اعتماد مثل الشيخ حسين بن عبد الوهّاب ، الذي هو أبصر بحاله عليه ، وعلى كتابه ، وتأليف كتاب تتميماً لكتابه ، الثاني : إنّ كتبه جلّها بل كلّها معتبرة عند أصحابنا ، حيث كان في أوّل أمره مستقيماً محمود الطريقة ، وقد صنّف كتبه في تلك الأوقات ، ولذلك اعتمد علماؤنا المتقدّمون على كتبه ، إذ كان معدوداً من جملة قدماء علماء الشيعة برهة من الزمان(١) .

وتبعه على هذا الادّعاء العلاّمة الخوانساري ( ت ١٣١٣ هـ ) في روضات الجنّات(٢) .

ولكنّه ادّعاء لم يثبت ، فقد ذكر الطوسي ( ت ٤٦٠ هـ ) كتابين من كتبه التي ألّفها حال الاستقامة ، وهذا الكتاب ليس أحدهما ، وقال :

كان إماميّاً مستقيم الطريقة ، وصنّف كتباً كثيرة سديدة ، منها كتاب الأوصياء ، وكتاب في الفقه على ترتيب كتاب المزني(٣) ، ومثله ما قاله ابن شهرآشوب(٤) .

واعتماد العلماء عليه إن كان صحيحاً ، لم يصل إلى تلك الدرجة التي يمكن توثيق الكتاب بها ، وإنّما أوردوا منه بعض الروايات ، واكتفاء الشيخ حسين بن عبد الوهّاب بكتاب الكوفي ( تثبيت المعجزات ) عن أن يورد معجزات النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) في كتابه ( عيون المعجزات ) ، لا يدلّ على اعتماده ، كما أشرنا سابقاً ، ولو سلّمنا الاعتماد ، فهو على كتاب ( تثبيت المعجزات ) ، لا

____________

١ ـ رياض العلماء ٣ : ٣٥٧ ، والقسم الأوّل من الرياض خاصّ برجال الخاصّة.

٢ ـ روضات الجنّات ٤ : ١٩١ [ ٣٩٩ ].

٣ ـ فهرست الطوسي : ٢٧١ [ ٣٩٠ ].

٤ ـ معالم العلماء : ٦٤ [ ٤٣٦ ].

٢٦٨

على كتاب الاستغاثة ، وأمّا أنّ كتبه جلّها ، بل كلّها معتبرة عند أصحابنا ، فهي دعوى بلا دليل ، يتّضح بطلانها من كلمات العلماء الذين ترجموا له.

وأمّا ما ادّعاه أخيراً : من أنّه صنّف كتبه أبان استقامته ، فيردّه تصريح النجاشي بأنّه صنّف كتباً كثيرة أكثرها على الفساد(١) ، وقول الشيخ : إنّه صنّف كتباً في الغلوّ والتخليط(٢) ، نعم ، ذكر الشيخ ـ أيضاً ـ أنّه صنّف كتباً كثيرة سديدة ، ولكنّه لم يذكر منها سوى كتابين(٣) ، فلا يعلم أنّ كتاب الاستغاثة منها أولا؟ فيجب التوقّف فيه ، وفي غيره ممّا لم ينصّ على تأليفه وقت الاستقامة ، كما ذكر ذلك التستري ( رحمه الله ) ( ت ١٤١٥ هـ )(٤) .

وقد حاول المحدّث النوري ( ت ١٣٢٠ هـ ) الاستدلال على ذلك أيضاً ، بذكره لأسماء عدد من العلماء الذين اعتمدوا عليه ، وإيراد ابن شهرآشوب له ، واستظهار شهرت الكتاب من كلام العلاّمة ، إضافة لقوله : فلو كان الكتاب المذكور في حال الاستقامة ما كان في تخليطه بعده وهن في الكتاب ، وهذا ظاهر لمن نظر فيه ، وليس فيه ممّا يتعلّق بالغلوّ والتخليط شيء ، بل وممّا يخالف الإماميّة ، إلاّ في مسألة تحديد حدّ شارب الخمر بالثمانين ، وكم له نظائر من أصحابنا ، بل هو في أُسلوبه ووضعه ومطالبه من الكتب المتقنة البديعة الكاشفة عن علوّ مقام فضل مؤلّفه(٥) .

ولكنّك عرفت أنّ نقل العلماء من الكتاب ، لا يدلّ على الاعتماد عليه بدرجة توثيقه ، وذكر ابن شهرآشوب ( ت ٥٨٨ هـ ) له ، وشهرة الكتاب لو

____________

١ ـ رجال النجاشي : ٢٦٥ [ ٦٩١ ].

٢ ـ فهرست الطوسي : ٢٧١ [ ٣٩٠ ].

٣ ـ فهرست الطوسي : ٢٧١ [ ٣٩٠ ].

٤ ـ قاموس الرجال ٧ : ٣٥٣ [ ٥٠٠٨ ].

٥ ـ خاتمة المستدرك ١ : ١٦٥.

٢٦٩

صحّ استظهارها من كلام العلاّمة ، لا تدلّ على وثاقة الكتاب أيضاً ، وخلوّه من الغلوّ والتخليط لا يدلّ على تأليفه في حال الاستقامة ، فهو فرض ليس إلاّ ، والكتاب وإن كان خالياً من الغلوّ ، ولكن المحقّق التستري ( ت ١٤١٥ هـ ) ذكر فيه تخليطاً كثيراً ، غير حدّ شارب الخمر(١) ، وأُسلوبه ووضعه ومطالبه لا تصل به إلى درجة الاعتماد ، نعم ، يمكن بملاحظتها ، وبالأخصّ مطالب الكتاب من تخمين مذهب المصنّف ، ومن خلوّه من الغلوّ أنّه يمكن أن يكون تأليفه في حال الاستقامة ، ولكن مع وجود التخليط فيه ، لا يمكن الاعتماد عليه أو توثيقه ، بل ليس أكثر من نقل مطالبه كشواهد ، كما فعله العلماء الذين نقلوا منه ، وهذا ما فعلناه نحن بخصوص حديث الثقلين.

ثمّ إنّ الطريق إليه غير ثابت ، بل شكّك البعض حتّى في شهرته(٢) .

____________

١ ـ قاموس الرجال ٧ : ٣٥٢ [ ٨٠٠٥ ].

٢ ـ أُصول علم الرجال : ٣٥٤.

٢٧٠

(٢٥) كتاب : الآل (١)

للحسين بن أحمد بن خالويه ( ت ٣٧٠ هـ )

الحديث :

الأوّل : قال الأربلي ( ت ٦٩٣ هـ ) في كشف الغمّة : قال أبو عبد الله الحسين بن خالويه : الآل ينقسم في اللغة خمسة وعشرين قسماً ،

وقد بيّن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حيث سئل ، فقال : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيها ».

قلنا : فمن أهل بيتك؟

قال : « آل علي وآل جعفر وآل عقيل وآل العبّاس »(٢) .

تنبيه : هذا مختصر ملفّق من حديث الثقلين بمتنه المشهور ، ونهاية حديث الثقلين ، الذي رواه مسلم في صحيحه عن زيد بن أرقم ، وفيه سؤال الحصين لزيد بن أرقم : أنساؤه من أهل بيته؟ فقال زيد في ضمن جوابه : آل علي وآل جعفر وآل عقيل وآل العبّاس ، فالجواب هو لزيد بن أرقم لا لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ـ وسيأتي الكلام عليه في محلّه(٣) ـ ، بل في بعض

____________

١ ـ نقل عن هذا الكتاب أبو الحسن علي بن عيسى الأربلي في كشف الغمّة ، وما نقلناه منه.

٢ ـ كشف الغمّة ١ : ٥٢ ـ ٥٥ في معنى الآل.

٣ ـ راجع ما سنذكره في طرق أهل السنّة لحديث الثقلين عن صحيح مسلم ، والبحث الخاصّ بحديث الثقلين بصيغة ( أُذكّركم الله في أهل بيتي ).

٢٧١

الروايات ردّ لذلك ، كما في ما أوردناه عن تفسير فرات ، وتفسير العيّاشي ، والكافي(١) .

وأمّا جواب النبي ( صلى الله عليه وآله ) عند سؤاله عن من هم أهل بيته؟ فقد مرّ في عدّة روايات سابقة ، منها جوابه لسلمان عندما سأله عنهم : بأنّهم علي ( عليه السلام ) والأحد عشر من ولده(٢) ، وكذا ما أجاب به عمر بن الخطّاب عند سؤاله بمثله(٣) ، وما أجاب به جابر بن عبد الله الأنصاري أيضاً(٤) ، وإلاّ فلا توجد رواية من طريق أهل البيت ( عليهم السلام ) ، ولا من طريق أهل السنّة بالمضمون الذي أورده المصنّف ، والناقل من كتاب الآل هو الأربلي في كشف الغمّة ، كما سيأتي(٥) .

الثاني : وأيضاً في كشف الغمّة عن ابن خالويه : وسئل ثعلب لِم سمّيا الثقلين؟

قال : لأنّ الأخذ بهما ثقيل ، قيل : ولم سمّيت العترة؟

قال : العترة القطعة من المسك ، والعترة أصل الشجرة(٦) ، ونقله عنه ـ أيضاً ـ في كشف الغمّة ، كما سيأتي.(٧)

____________

١ ـ راجع ما أوردناه عن تفسير فرات ، وتفسير العيّاشي ، الحديث الرابع ، والكافي ، الحديث الأوّل والثاني ، أمّا الروايات التي تحدّد من هم آل الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، فكثيرة جدّاً ، ليس هنا موضع إيرادها ، ولكن نكتفي بذكر بعضها في المتن.

٢ ـ راجع ما ذكرناه عن كفاية الأثر ، الحديث الثالث.

٣ ـ راجع ما ذكرناه في الحديث الثاني والثالث من كتاب سُليم بن قيس ، والحديث الثاني من كفاية الأثر.

٤ ـ راجع ما ذكرناه عن إكمال الدين للصدوق ، الحديث الخامس والعشرون.

٥ ـ راجع الحديث الثالث في ما نورده عن كشف الغمّة.

٦ ـ كشف الغمّة ١ : ٥٥ ، في معنى الآل.

٧ ـ راجع الحديث الرابع في ما نورده عن كشف الغمّة.

٢٧٢

الحسين بن أحمد بن خالويه :

ذكره النجاشي ( ت ٤٥٠ هـ ) ، وقال : الحسين بن خالويه أبو عبد الله النحوي ، سكن حلب ، ومات بها ، وكان عارفاً بمذهبنا ، مع علمه بعلوم العربيّة واللغة والشعر(١) .

ولم يذكره الطوسي ( ت ٤٦٠ هـ ) في الرجال والفهرست ، ولكن استدركه عليه ابن شهرآشوب ( ت ٥٨٨ هـ ) في معالمه(٢) .

وفي فهرست ابن النديم ( ت ٣٨٥ هـ ) : ابن خالويه أبو عبد الله الحسين بن محمّد بن خالويه ، أخذ عن جماعة مثل : أبي بكر بن الأنباري وأبي عمر الزاهد ، وقرأ على أبي سعيد السيرافي وخلط المذهبين ، وتوفّي بحلب في خدمة بني حمدان في سنة سبعين وثلثمائة(٣) .

وأورده في الخلاصة في القسم الأوّل(٤) ، وفي الوجيزة(٥) ، والبلغة(٦) من الممدوح ، وعدّه في الحاوي في الضعاف(٧) .

وقال أبو علي الحائري ( ت ١٢١٦ هـ ) : وفي تعليقة البهبهاني : وكان عالماً بالروايات أيضاً ، ومن رواتها ، بل ومن مشايخها ومن مشايخ

____________

١ ـ رجال النجاشي : ٦٧ [ ١٦١ ].

وانظر : جامع الرواة ١ : ٢٣٩ ، مجمع الرجال ٢ : ١٧٤ ، نقد الرجال ٢ : ٨٨ [ ١٤٣٩ ] ، معجم رجال الحديث ٦ : ٢٥٢ [ ٣٣٩١ ] ، خاتمة المستدرك ٧ : ٢٧١ [ ٥٨٣ ].

٢ ـ معالم العلماء : ٤١ [ ٢٦٦ ].

٣ ـ فهرست ابن النديم : ٩٢.

٤ ـ خلاصة الأقوال : ١٢٠ [ ٣٠١ ] ، وانظر : إيضاح الاشتباه : ١٦١ [ ٢١٩ ].

٥ ـ الوجيزة ( رجال المجلسي ) : ١٩٤ [ ٥٥٠ ].

٦ ـ بلغة المحدّثين : ٣٥١.

٧ ـ حاوي الأقوال ٣ : ٣٩٥ [ ٢٠٤٥ ].

٢٧٣

النجاشي ، ويقال له : أبو عبد الله النحوي الأديب كما في عبّاس بن هشام.

وبالجملة : الظاهر أنّه من المشائخ الفضلاء ، أقول : ولذا ذكره في الخلاصة في القسم الأوّل ، وفي الوجيزة ممدوح ، إلاّ أنّ في الحاوي ذكره في القسم الرابع ، فتأمّل(١) .

أقول : ذكر غير واحد ان الحسين بن خالويه ابا عبد الله النحوي من مشايخ النجاشي ، ولكن هذا لا يمكن قبوله لأن كتب التراجم اتفقت على ان وفاته كانت سنة ٣٧٠ هـ(٢) ، إلاّ في لسان الميزان قال انه توفي سنة ٣٧١ أو ٣٧٠ ، مع ان النجاشي ولد سنة ٣٧٣ ، فيكون مولده بعد وفات الحسين ابن خالويه ولا يمكن ان يكون الحسين بن خالويه شيخاً للنجاشي.

وفي بهجة الآمال للعلياري ( ت ١٣٢٧ هـ ) : وقال شيخنا البهائي ( رحمه الله ) في حاشية النجاشي : عندي له كتاب في القراءآت ، اسمه بديع ، بخطّ قديم كوفي ، ويظهر من ذلك الكتاب وغيره أيضاً ، أنّ الرجل إماميّ المذهب ، إنتهى(٣) .

وفي الرياض : الشيخ أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن خالويه النحوي ، الإماميّ الشيعيّ الهمدانيّ ، ثمّ الحلبيّ(٤) ).

وعدّه الشيخ عبّاس القمّي ( ت ١٣٥٩ هـ ) في الكنى من فضلاء الإماميّة(٥) .

____________

١ ـ منتهى المقال ٣ : ٣٧ [ ٨٦٧ ].

٢ ـ انظر : ما تقدم عن ابن النديم ، ووفات الأعيان ٢ : ١٧٩ ، ولسان الميزان ٢ : ٢٦٧ ، معجم المؤلفين ٣ : ٣١٠ ، الذريعة ٢ : ٢٣٥ ، كشف الظنون ٢ : ١٣٤٣ ، الكنى والألقاب ٣ : ١٩٧ ، وغيرها.

٣ ـ بهجة الآمال ٣ : ٢٦٦.

٤ ـ رياض العلماء ٢ : ٢٣.

٥ ـ الكنى والألقاب ١ : ٢٧٤.

٢٧٤

وفي روضات الجنّات : وقال صاحب ( مجالس المؤمنين ) ـ بعدما ذكر أنّ النجاشي عدّه من جملة فضلاء الإماميّة العارفين بالعربيّة ـ : ولذا كان صدراً في أبواب ملوك آل حمدان(١) .

وقال المامقاني ( ت ١٣٥١ هـ ) ـ بعد أن نقل كلام النجاشي والعلاّمة ـ : ويستفاد منهما كونه إماميّاً ، ولازم عدّ العلاّمة ( رحمه الله ) إيّاه في القسم الأوّل كونه معتمداً عليه عنده ، وعدّه في الوجيزة والبلغة ممدوحاً ، فهو في أعلى مراتب الحسن ، وعدّه في الحاوي على أصله في الضعفاء.

ثمّ قال : وعن الجزء الثالث من التحصيل أنّ الحسين بن خالويه كان إماماً ، أحد أفراد الدهر في كلّ قسم من أقسام العلوم والأدب ، وكان إليه الرحلة من الآفاق ، وسكن حلب(٢) ، فكان آل حمدان يكرّمونه ، ومات بها ، انتهى(٣) .

وعلّق عليه التستري ( ت ١٤١٥ هـ ) في القاموس : وأمّا ما قاله المصنّف من التحصيل فخلط ، وإنّما قال في الإقبال ـ بعد أنّ قال : إن مناجاة شعبان مروي عن ابن خالويه ، ثمّ نقل ترجمة ابن خالويه عن النجاشي ـ : وذكر محمّد بن النجار في التذييل ، وقد ذكرناه في الجزء الثالث من التحصيل ، فقال عن الحسين بن خالويه : كان إماماً أوحد أفراد الدهر ، إلى قوله : ومات بها ، قال : إنّها مناجاة أمير المؤمنين ( عليه السلام )(٤) .

وحينئذ فالمعنى : أنّ ابن طاووس ذكر في كتاب تحصيله ترجمة ابن النجّار ، الذي روى في تذييله عن ابن خالويه ، لكن الظاهر وهم الإقبال

____________

١ ـ روضات الجنّات ٣ : ١٥٠ [ ٢٦٢ ].

٢ ـ في التنقيح المطبوع على الحجر ( جبل ) وهو تصحيف.

٣ ـ تنقيح المقال ١ : ٣٢٧.

٤ ـ الإقبال لابن طاووس ٣ : ٢٩٥ ، فصل (١٠).

٢٧٥

وابن النجّار في نسبة مناجاة شعبان إلى ابن خالويه ـ هذا ـ ، فيأتي عن النجاشي أيضاً : علي بن أحمد بن يوسف بن مهجور أبو الحسن الفارسي ، المعروف بابن خالويه ، له كتاب عمل رجب وكتاب عمل شعبان(١) .

وأورده الطهراني ( ت ١٣٨٩ هـ ) في طبقاته(٢) ، وقال في الذريعة : الجمل في النحو ، لابن خالويه النحوي الشيعي(٣) ، وقال السيّد الأمين ( ت ١٣٧١ هـ ) في أعيانه ـ بعد أن نقل ما ذكره ياقوت عن أبي عمرو الداني من طبقات القراء ـ : وزاد السيوطي في البغية وكان شافعيّاً ، والصواب أنّه كان شيعيّاً ، ولعلّ شافعيّاً تصحيف شيعيّاً.

ثمّ قال : وفي لسان الميزان : الحسن بن أحمد بن خالويه النحوي الهمذاني الأصل ، نزيل حلب ، قال ابن أبي طي : كان إماميّاً عالماً بالمذهب ، قال : وقد ذكر في كتاب ليس ما يدلّ على ذلك ، وقال الذهبي في تاريخه : كان صاحب سنّة ، قال ابن حجر : قلت يظهر ذلك تقرّباً لسيف الدولة ، صاحب حلب ، فإنّه كان يعتقد ذلك ، وقد قرأ عليه أبو الحسين النصيبي ـ وهو من الإماميّة ـ كتابه في الإمامة ، وله تصنيف في اللغة والفراسة ، وغيرها(٤) .

ولكنّ آخرين عدّوه من العامّة ، فقد أورد الحرّ العاملي ( ت ١١٠٤ هـ ) في إثبات الهداة الروايات التي رواها الأربلي في كشف الغمّة عن كتاب الآل في قسم الأخبار الواردة من طرق العامّة(٥) ، وعدّ السيّد عبد العزيز الطباطبائي كتابه الآل ضمن كتب العامّة المؤلّفة في أهل البيت ( عليهم السلام )(٦) .

____________

١ ـ قاموس الرجال ٣ : ٤٤٧ [ ٢١٤٧ ].

٢ ـ طبقات أعلام الشيعة ( القرن الرابع ) : ١٠٥.

٣ ـ الذريعة ٥ : ١٤٢ [ ٦٠٤ ] ، و ١٣ : ٢٦٤ [ ٩٧٨ ].

٤ ـ أعيان الشيعة ٥ : ٤٢٠.

٥ ـ إثباة الهداة ١ : ٦٨٦ ح ٤٢.

٦ ـ مجلّة تراثنا ، العدد (١) : ١٠.

٢٧٦

وقال الأفندي ( ت حدود ١١٣٠ هـ ) في الرياض : أقول : ومن مؤلّفات ابن خالويه هذا كتاب الطارقية في إعراب سورة والطارق إلى آخر القرآن ، ولكن النسخة التي منه عندنا فيها إعراب الاستعاذة والبسملة وسورة الحمد ، وبعدها من سورة الطارق إلى آخر القرآن ، ويظهر منه أنّه كان من علماء الشافعيّة ، فتأمّل ولاحظ.

ويروى فيه عن أبي سعيد الحافظ ، عن أبي بكر النيسابوري ، عن الشافعي ، وهذا دليل على أنّ ابن خالويه صاحب الطارقية غير ابن خالويه الذي نحن فيه ، لأنّه يبعد رواية ابن خالويه هذا ، عن الشافعي بواسطتين ; إذ لابدّ أن يروي بوسائط عديدة عنه ، فلاحظ ، وأظهر الأدلّة على المغايرة أنّ في هذا الطارقية ، صرّح بوجوب قول ( آمين ) آخر الحمد(١) .

ولنفس ما ذكر نسب الطهراني ( ت ١٣٨٩ هـ ) هذا الكتاب إلى أبي عبد الله الحسن الشافعي ، وقال : وليس هو من تصانيف الشيخ ابن خالويه الشيعي ، كما نسبه إليه السيوطي في ( البغية ) ، لأنّ فيه القول بوجوب ( آمين ) في آخر الحمد ، ولم يقل بذلك أحد من الشيعة(٢) .

ولكن يظهر من كلام الأفندي والطهراني ـ بعد أن رجّحا نسبة الطارقيّة إلى غير ابن خالويه ـ أنّهم يقطعون بإماميّته.

وقال التستري ( ت ١٤١٥ هـ ) : هذا ، وقال النجاشي : ( كان عارفاً بمذهبنا ) ، وفي طبقات نحاة السيوطي ( قال الداني في طبقاته : عالم بالعربيّة ، حافظ للغة ، بصير بالقراءة ، ثقة مشهور ، روى عنه غير واحد من شيوخنا ـ عبد المنعم بن عبيد الله والحسن بن سليمان وغيرهما ـ وكان شافعيّاً ) ، وسكت عن مذهبه الحموي ، وهو ظاهر أيضاً في عاميّته ، وهو

____________

١ ـ رياض العلماء ٢ : ٢٥.

٢ ـ الذريعة ١٥ : ١٣١.

٢٧٧

لازم عدم ذكر الشيخ في الرجال والفهرست له ، إن لم يحمل على غفلته فيهما(١) .

وذكره السُّبكي ( ت ٧٧١ هـ ) في طبقات الشافعيّة الكبرى ، وقال : ومن الفوائد عنه ، قال ابن الصلاح : حكى في كتابه ( إعراب ثلاثين سورة ) مذهب الشافعي في البسملة ، وكونها آية من أوّل كلّ سورة ، قال : والذي صحّ عندي وإليه أذهب ، مذهب الشافعي(٢) .

ومنه يظهر ما في كلام الأفندي والطهراني السابقين من نفي نسبة الكتاب له.

وقال ابن خلكان ( ت ٦٨١ هـ ) : وله كتاب لطيف سمّاه ( الآل ) ، وذكر فيه الأئمّة الاثنى عشر ، وتواريخ مواليدهم ووفياتهم وأُمّهاتهم ، والذي دعاه إلى ذكرهم ، أنّه قال في جملة أقسام الآل : ( وآل محمّد بنو هاشم )(٣) .

ومن كلامه الأخير يفهم أنّه يعتقد بعامّيته أيضاً.

كتاب الآل :

سمّاه النجاشي ( ت ٤٥٠ هـ ) ( كتاب الأوّل ) ، وقال : ومقتضاه ذكر إمامة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، حدّثنا بذلك القاضي أبو الحسن النصيبي ، قال : قرأته عليه بحلب(٤) .

وفي معالم ابن شهر آشوب ( ت ٥٨٨ هـ ) : له كتاب الآل(٥) . والظاهر أنّه مراد العلاّمة ( ت ٧٢٦ هـ ) من قوله : وله كتب ، منها كتاب إمامة أمير

____________

١ ـ قاموس الرجال ٣ : ٤٤٧.

٢ ـ طبقات الشافعيّة الكبرى ٢ : ١٩٩ [ ١٧٤ ].

٣ ـ وفيات الأعيان ٢ : ١٥٣ [ ١٩٤ [

٤ ـ رجال النجاشي : ٦٧ [ ١٦١ ].

٥ ـ معالم العلماء : ٤١ [ ٢٦٦ ].

٢٧٨

المؤمنين(١) . وكأنّه مأخوذ من قول النجاشي.

وقد نقل منه الأربلي ( ت ٦٩٣ هـ ) في كشف الغمّة ، كما أوردنا عنه ما نقله بخصوص حديث الثقلين.

وقال الطهراني ( ت ١٣٨٩ هـ ) في الذريعة : وينقل عن كتاب الآل هذا ، مير محمّد أشرف في فضائل السادات ، الذي ألّفه سنة ١١٠٣ ، فيظهر وجوده عنده(٢) .

وقد نسبه إليه ـ أيضاً ـ الأفندي ( ت حدود ١١٣٠ هـ ) في الرياض ، والخوانساري ( ت ١٣١٣ هـ ) في الروضات ، والسيوطي ( ت ٩١١ هـ ) في البغية ، وغيرهم ، وقد مرّ كلام ابن خلكان آنفاً ، فلا خلاف في نسبة الكتاب إليه عند الكلّ.

____________

١ ـ خلاصة الأقوال : ١٢٠ [ ٣٠١ ] ، وانظر : كشف الأستار ١ : ٣٥٦ [ ٤٦٢ ] ، مجلّة تراثنا العدد (١) : ١٠.

٢ ـ الذريعة ١ : ٣٨ [ ١٠٨ ].

٢٧٩
٢٨٠

(٢٦) كتاب : تحف العقول عن آل الرسول

للشيخ أبي محمّد الحسن بن علي بن شعبة الحرّاني

( من أعلام النصف الثاني من القرن الرابع )

الحديث :

الأوّل : خطبته ( صلى الله عليه وآله ) في حجّة الوادع : « ، أيّها الناس ، إنّما المؤمنون أُخوة ، ولا يحلّ لمؤمن مال أخيه إلاّ عن طيب نفس منه ، ألا هل بلّغت؟ اللّهم اشهد! فلا ترجعن كفّاراً يضرب بعضكم رقاب بعض ، فإنّي قد تركت فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ألا هل بلّغت؟ اللّهم اشهد »(١) .

الثاني : لمّا حضر علي بن موسى ( عليهما السلام ) مجلس المأمون ، وقد اجتمع فيه جماعة علماء أهل العراق وخراسان ، فقال المأمون : أخبروني عن معنى هذه الآية :( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ) (٢)

ثمّ قال الرضا ( عليه السلام ) : « هم الذين وصفهم الله في كتابه ، فقال :( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) (٣) ، وهم

____________

١ ـ تحف العقول : ٣٠ ، مواعظ النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) وحكمه ، ( خطبته ( صلى الله عليه وآله ) في حجّة الوادع ) ، وعنه المجلسي ( ت ١١١١ هـ ) في البحار ٧٩ : ٣٤٨ ح ١٣ ، كتاب الآداب والسنن.

٢ ـ فاطر : ٢٩.

٣ ـ الأحزاب : ٣٣.

٢٨١

الذين قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إنّي مخلّف فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، أُنظروا كيف تخلفوني فيهما ، يا أيّها الناس ، لا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم(١) .

وسيأتي هذا الحديث مسنداً عن الصدوق ( ت ٣٨١ هـ ) في الأمالي ، وعيون أخبار الرضا ( عليه السلام )(٢) .

الثالث : في رسالة الإمام الهادي ( عليه السلام ) ، في الردّ على أهل الجبر والتفويض ، وإثبات العدل والمنزلة بين المنزلتين :

من علي بن محمّد ، سلام عليكم ، وعلى من اتّبع الهدى ، ورحمة الله وبركاته ، فإنّه ورد عليّ كتابكم

وقد اجتمعت الأمّة قاطبة لا اختلاف بينهم ، أنّ القرآن حقّ لا ريب فيه عند جميع أهل الفرق ، وفي حال اجتماعهم مقرون بتصديق الكتاب وتحقيقه ، مصيبون مهتدون ، وذلك بقول رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « لا تجتمع أُمّتي على ضلالة » ، فأخبر أنّ جميع ما اجتمعت عليه الأمّة كلّها حقّ ، هذا إذا لم يخالف بعضها بعضاً ، والقرآن حقّ لا اختلاف بينهم في تنزيله وتصديقه ، فإذا شهد القرآن بتصديق خبر وتحقيقه ، وأنكر الخبر طائفة من الأمّة لزمهم الإقرار به ، ضرورة حين اجتمعت في الأصل على تصديق الكتاب ، فإن هي جحدت وأنكرت لزمها الخروج من الملّة.

فأوّل خبر يعرف تحقيقه من الكتاب وتصديقه والتماس شهادته عليه ، خبر ورد عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ووجد بموافقة الكتاب وتصديقه

____________

١ ـ تحف العقول : ٣١٣ ، ما روي عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، ( من كلامه ( عليه السلام ) في الاصطفاء ) ، وعنه الحرّ العاملي ( ت ١١٠٤ هـ ) في إثبات الهداة ١ : ٥٦٢ ح ٤١٨ ، باختصار.

٢ ـ انظر ما سنذكره عن الصدوق في الأمالي الحديث الخامس ، وعيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) الحديث الثالث.

٢٨٢

بحيث لا تخالفه أقاويلهم ، حيث قال : « إنّي مخلّف فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، لن تضلّوا ما تمسّكتم بهما ، وأنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » ، فلمّا وجدنا شواهد هذا الحديث في كتاب الله نصّاً ، مثل قوله جلّ وعزّ :( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَن يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ) ، وروت العامّة في ذلك أخباراً لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنّه تصدّق بخاتمه ، وهو راكع فشكر الله ذلك له ، وأنزل الآية فيه ، فوجدنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قد أتى بقوله : « من كنت مولاه فعليّ مولاه » ، وبقوله : « أنت منّي بمنزلة هارون من موسى ، إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي » ، ووجدناه يقول : « علي يقضي ديني ، وينجز موعدي ، وهو خليفتي عليكم من بعدي ».

فالخبر الأوّل الذي استنبطت منه هذه الأخبار خبر صحيح ، مجمع عليه ، لا اختلاف فيه عندهم ، وهو أيضاً موافق للكتاب ، فلمّا شهد الكتاب بتصديق الخبر ، وهذه الشواهد الأُخر ، لزم على الأمّة الإقرار بها ضرورة ، إذ كانت هذهِ الأخبار شواهدها من القرآن ناطقة ، ووافقت القرآن والقرآن وافقها(١) .

سيأتي عن الطبرسي ( القرن السادس ) في الاحتجاج باختلاف في الكلمات(٢) .

____________

١ ـ تحف العقول : ٣٣٨ ، ما روي عن الإمام أبي الحسن علي بن محمّد الهادي ( عليه السلام ) ، رسالته ( عليه السلام ) في الردّ على أهل الجبر والتفويض ، وعنه الحرّ العاملي ( ت ١١٠٤ هـ ) في إثبات الهداة ١ : ٥٦٢ ح ٤١٩ ، بالاقتصار على حديث الثقلين فقط ، والمجلسي ( ت ١١١١ هـ ) في البحار ٥ : ٦٨ ح ١ ، باب ٢.

٢ ـ الاحتجاج ٢ : ٤٨٧ [ ٣٢٨ ] ، وانظر ما سنذكره عن الاحتجاج ، الحديث التاسع.

٢٨٣

الحسن بن علي بن شعبة الحرّاني :

قال الحرّ العاملي ( ت ١١٠٤ هـ ) في أمل الآمل : الشيخ أبو محمّد الحسن بن علي بن شعبة ، فاضل محدّث جليل ، له كتاب تحف العقول عن آل الرسول ، حسن ، كثير الفوائد ، مشهور ، وكتاب التمحيص ، ذكره صاحب كتاب مجالس المؤمنين(١) .

كان معاصراً للشيخ الصدوق ( ت ٣٨١ هـ ) ، ومن مشايخ المفيد ، ( ت ٤١٣ هـ ) حيث ينقل عنه ، وقد روى عن الشيخ أبي علي محمّد بن همام ( ت ٣٣٦ هـ ) ، كما في أوّل كتابه التمحيص(٢) .

كتاب تحف العقول عن آل الرسول :

نسبه إليه كلّ من ترجمه ، وقال المجلسي ( ت ١١١١ هـ ) في مصادر البحار : وكتاب تحف العقول عن آل الرسول تأليف الشيخ أبي محمّد الحسن بن علي بن شعبة(٣) ، وقال في توثيقه : وكتاب تحف العقول عثرنا منه على كتاب عتيق ، ونظمه يدلّ على رفعة شأن مؤلّفه ، وأكثره في المواعظ والأُصول المعلومة ، التي لا نحتاج فيها إلى سند(٤) .

وعدّه الحرّ العاملي ( ت ١١٠٤ هـ ) من الكتب التي اعتمدها في

____________

١ ـ أمل الآمل ٢ : ٧٤ [ ١٩٨ ] ، وأورده المامقاني ( ت ١٣٥١ هـ ) في تنقيح المقال ١ : ٢٩٦ عن تكملة أمل الآمل ، ولا يوجد فيها ، والظاهر أنّ كلمة تكملة زائدة.

٢ ـ التمحيص ( المطبوع في نهاية تحف العقول ) : ٣٩٧ ح ١ ، الباب الأوّل ، وانظر : الذريعة ٣ : ٤٠٠ [ ١٤٣٥ ] ، مقدّمة تحف العقول ، روضات الجنّات ٢ : ٢٨٩ [ ٢٠٠ ] ، رياض العلماء ١ : ٢٤٤ ، طبقات أعلام الشيعة ١ : ٩٣ ، تأسيس الشيعة : ٤١٣ ، أعيان الشيعة ٥ : ١٨٥.

٣ ـ البحار ١ : ١٠.

٤ ـ البحار ١ : ٢٩.

٢٨٤

الوسائل ، ووصف مؤلّفه بالشيخ الصدوق(١) .

وقال الشيخ علي بن الحسين البحراني ( القرن الثاني عشر ) في رسالته في الأخلاق : وكتابه ممّا لم يسمح الدهر بمثله(٢) .

وقال الخوانساري ( ت ١٣١٣ هـ ) في روضات الجنّات : له كتاب « تحف العقول عن آل الرسول » ، مبسوط ، كثير الفوائد ، معتمد عليه عند الأصحاب ، أورد فيه جملة وافية من النبويّات وأخبار الأئمّة ( عليهم السلام ) ومواعظهم الشافية على الترتيب ، وفي آخره أيضاً القدسيّان المبسوطان المعروفان الموحى بهما إلى موسى ( عليه السلام ) وعيسى بن مريم ( عليه السلام ) في الحكم والنصايح البالغة الإلهيّة ، وباب في بعض مواعظ المسيح الواقعة في الإنجيل ، وآخر وصيّة المفضّل بن عمر للشيعة.

كما قال في خطبة كتابه الموصوف : وأتيت على ترتيب مقامات الحجج ( عليهم السلام ) ، واتبعتها بأربع وصايا شاكلت الكتاب ووافقت معناه ، وأسقطت الأسانيد تخفيفاً وإيجازاً ، وإن كان أكثره لي سماعاً ، ولأنّ أكثره آداب وحكم تشهد لأنفسها ، ولم أجمع ذلك للمنكر المخالف ، بل ألّفته للمسلّم للأئمّة ، العارف بحقّهم ، الراضي بقولهم ، الرادّ إليهم ، وهذهِ المعاني أكثر من أن يحيط بها حصر ، وأوسع من أن يقع عليها حظر ، وفيما ذكرناه مقنع لمن كان له قلب ، وكاف لمن كان له لبّ(٣) .

وفي هذه الجملة ـ أيضاً ـ من الدلالة على غاية اعتبار الكتاب ، ما لا يخفى ، مضافاً إلى أنّ غالب مرسلاته بطريق إسقاط السند ، والإسناد إلى قول الحجّة ، دون إبهام الراوي ، وهو ظاهر في الإخبار الجازم ، ويجعل الخبر مظنون الصدق ، فيلحقه بأقسام الصحيح(٤) .

____________

١ ـ خاتمة الوسائل ٣٠ : ١٥٦ [ ٣٧ ] ، الفائدة الرابعة.

٢ ـ الذريعة ٣ : ٤٠٠ [ ١٤٣٥ ] ، وتأسيس الشيعة : ٤١٤.

٣ ـ تحف العقول : ١١ ، مقدّمة المؤلّف.

٤ ـ روضات الجنّات ٢ : ٢٨٩ [ ٢٠٠ ].

٢٨٥

وقد قال المصنّف في مقدّمته أيضاً : « ووقفت ممّا انتهى إليّ من علوم السادة ( عليهم السلام ) ، على حكم بالغة ومواعظ شافية » ، وقال : « ووجدت بعضهم ( عليهم السلام ) ، قد ذكروا جملا من ذلك فيما طال من وصاياهم وخطبهم ورسائلهم وعهودهم ، وروي عنهم في مثل هذه المعاني ألفاظ » ، ثمّ قال : « فجمعت ما كانت هذه سبيله ».

وقال : « فتأمّلوا معاشر الشيعة المؤمنين ما قالته أئمّتكم ( عليهم السلام ) » ، وقال : « بل خذوا ما ورد إليكم عمّن فرض الله طاعته عليكم ، وتلّقوا ما نقله الثقات عن السادات بالسمع والطاعة »(١) .

وقد أسقط المؤلّف الأسانيد ، كما ذكر ذلك في أوّل الكتاب ، وأوردناه عنه نحن آنفاً.

وللكتاب عدّة نسخ مخطوطة ، منها. في مكتبة الشيخ محمّد الحسين الأعلمي الخاصّة في كربلاء ، وفي مكتبة العلاّمة السيّد جلال الدين الأرموي في إيران ، وفي المكتبة العامّة في طهران(٢) .

____________

١ ـ تحف العقول : ١٠ ، ١١ ، مقدّمة المؤلّف ، وانظر : أُصول علم الرجال : ٢٧٤ ، كتاب تحف العقول.

٢ ـ انظر تحف العقول : ٧ ، الكتاب : مخطوطاته ومطبوعاته.

٢٨٦

(٢٧) كتاب : البرهان في النصّ الجليّ على علي ( عليه السلام ) (١)

للشيخ علي بن محمّد العدوي الشمشاطي

( كان حيّاً في ٣٧٧ هـ )

الحديث :

قال الشيخ الحرّ العاملي ( ت ١١٠٤ هـ ) في إثبات الهداة : وروى الشيخ الصدوق علي بن محمّد العدوي الشمشاطي في كتاب البرهان في النصّ على علي ( عليه السلام ) ، بإسناده إلى أبي ذرّ ، عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في حديث الشورى ، أنّه قال لهم : « هل تعلمون أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، لن تضلّوا ما استمسكتم بهما ، لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض »؟ قالوا : نعم(٢) .

وسيأتي هذا الحديث مسنداً عن أمالي الطوسي ( ت ٤٦٠ هـ ) فراجع(٣) .

الشيخ علي بن محمّد العدوي الشمشاطي :

قال النجاشي ( ت ٤٥٠ هـ ) : علي بن محمّد العدوي الشمشاطي أبو

____________

١ ـ هذا الكتاب مفقود في الوقت الحاضر ، ولكن وصلت منه نسخة إلى الحرّ العاملي ، وأورد بعض الروايات منه في إثبات الهداة ، وما نقلناه منه.

٢ ـ إثبات الهداة ١ : ٦٤٩ ح ٨٠٢ ، فصل ( ٥٦ ).

٣ ـ انظر ما سنذكره عن أمالي الطوسي ، الحديث الخامس.

٢٨٧

الحسن ، من عدِي بني تغلب ، عدي بن عمرو بن عثمان بن تغلب ، كان شيخاً بالجزيرة ، وفاضل أهل زمانه وأديبهم ، ثمّ قال نقلا عن سلامة بن ذكا أبو الخير الموصلي ـ بعد أن عدّد كتبه ورسائله ـ : وكان يذكره بالفضل والعلم والدين والتحقّق بهذا الأمر ( رحمه الله )(١) .

وذكر العلاّمة ( ت ٧٢٦ هـ ) وابن داود ( ت ٧٠٧ هـ ) في القسم الأوّل من كتابيهما مثله(٢) ، ورمز له ابن داود بـ ( لم ) ، أشار إلى رجال الشيخ في من لم يرو عنهم ( عليهم السلام ) ، وهو غير مذكور في رجال الشيخ ( رحمه الله ).

ووثّقه الماحوزي ( ت ١١٢١ هـ ) في البلغة(٣) ، وعدّه المجلسي ( ت ١١١١ هـ ) في الوجيزة(٤) ، والكاظمي ( القرن الحادي عشر ) في هداية المحدّثين من الممدوح(٥) .

وعدّه في الحاوي من الضعاف ، ونقل ما قاله العلاّمة فيه ، عن القسم الثاني للخلاصة(٦) ، وهو اشتباه ، فهو في القسم الأوّل ، المخصّص لمن يعتمد عليه العلاّمة فيها ، ولعلّ هذا هو الذي جعله يعدّه في الضعاف.

وقال المامقاني ( ت ١٣٥١ هـ ) ـ بعد أن ذكر ما في الخلاصة ورجال ابن داود ـ : ولم أجد في رجال الشيخ ( رحمه الله ) ما نسبه إليه ، وكيفما كان ، فعدّهما له في القسم والباب الأوّل يكشف عن اعتمادهما عليه ، ونقل

____________

١ ـ رجال النجاشي : ٢٦٣ [ ٦٨٩ ] ، وانظر : جامع الرواة ١ : ٢٦٠٠ ، مجمع الرجال ٤ : ٢١٩.

٢ ـ خلاصة الأقوال : ١٨٧ [ ٥٦٠ ] ، رجال ابن داود : ١٤١ [ ١٠٨١ ] ، وانظر : نقد الرجال ٣ : ٢٩٧ [ ٣٦٨٨ ].

٣ ـ بلغة المحدّثين : ٣٨٥.

٤ ـ الوجيزة ( رجال المجلسي ) : ٣٦٥ [ ١٢٨٧ ].

٥ ـ هداية المحدّثين : ٢١٨ ، وانظر : بهجة الآمال ٥ : ٥٢٤ ، منتهى المقال ٥ : ٦٢ [ ٢١٠٠ ].

٦ ـ حاوي الأقوال ٤ : ٥٩ [ ١٧٢٥ ].

٢٨٨

النجاشي عن سلامة ذكره بالفضل والعلم والدين والتحقّق بهذا الأمر ، ورضاه بذلك ، وترحّمه عليه لا يقصر عن التوثيق ، ولذا وثّقه في البلغة ، وجمد المجلسي على عدم ورود لفظ ثقة فيه ، فعدّه ممدوحاً ، وأفرط الجزائري فعدّه في الضعفاء ، والأظهر وثاقته ; لما عرفت(١) .

وقال التستري ( ت ١٤١٥ هـ ) : أقول : وعنونه الحموي في أدبائه ، وقال : شاعر مجيد ، ومصنّف مفيد ، استدرك على ثعلب في الفصيح عدّة مواضع ، كان رافضيّاً دجّالا ، يأتي في كتبه بالأعاجيب من أحاديثهم.

وفي توقيعات الإكمال : عن أبيه ، عن سعد ، عن علي بن محمّد الشمشاطي رسول جعفر بن إبراهيم اليماني ، قال : كنت مقيماً ببغداد ، وتهيّأت في قافلة اليمانيّين للخروج ، فكتبت أستأذن ، فخرج : « لا تخرج معها ، فمالك في الخروج خيرة » ، فخرجت القافلة ، وخرجت عليها بنو حنظلة فاجتاحوها ، وكتبت أستأذن في ركوب الماء ، فخرج : « لا تفعل » فما خرجت سفينة في تلك السنة إلاّ خرجت عليها البوارج ، وخرجت زائراً إلى العسكر ، فأنا في المسجد مع المغرب ، إذ دخل عليّ غلام ، فقال لي : قم ، فقلت : من أنا؟

قال : « عليّ بن محمّد ، رسول جعفر بن إبراهيم اليماني » ، وما كان علم أحد من أصحابنا بموافاتي ، فقمت إلى منزله ، واستأذنت في أن أزور من داخل ، فأذن لي(٢) .

والظاهر أنّه الذي عدّه الإكمال في ( من وقف على معجزة الحجّة ( عليه السلام ) ، ورآه ) بلفظ ( الشمشاطي )(٣) ) وشمشاط : من ثغور الجزيرة ، كما

____________

١ ـ تنقيح المقال ٢ : ٣٠٦.

٢ ـ إكمال الدين : ٥١٨ ح ١٤ باب : ١٣.

٣ ـ إكمال الدين : ٤٧١ ح ١٦ ، الباب : ١١ ، وانظر : مجمع الرجال ٧ : ١٩٢ ، الفائدة الثالثة.

٢٨٩

أنّ الظاهر أنّ مراد الحموي ، بقوله : « يأتي في كتبه بالأعاجيب من أحاديثهم » ، ما مرّ في تلك التوقيعات(١) .

وقال الطهراني ( ت ١٣٨٩ هـ ) : وقال ابن النديم : إنّه من سمساط من بلاد أرمينية ، إلى قوله : شاعر ، مصنّف ، مؤلّف ، مليح الحفظ ، كثير الرواية ، ويحيا في عصرنا هذا(٢) ، يعني وقت تأليف ( الفهرست ) في ٣٧٧(٣) ، وعدّه ابن طاووس ( ت ٦٦٤ هـ ) في ( فرج المهموم ) من علماء النجوم من أصحابنا(٤) (٥) .

كتاب البرهان

ذكره النجاشي ( ت ٤٥٠ هـ ) ضمن كتبه ، بعنوان : رسالة البرهان في النصّ الجليّ على أمير المؤمنين ( عليه السلام ).

ثمّ قال : أخبرنا سلامة بن ذكار أبو الخير الموصلي ( رحمه الله ) ، بجميع كتبه(٦) .

وذكره الحرّ ( ت ١١٠٤ هـ ) في الكتب التي نقل منها في كتاب إثبات الهداة ، بعنوان : كتاب البرهان في النصّ على عليّ ( عليه السلام ) ، لعلي بن محمّد العدوي الشمشاطي(٧) .

____________

١ ـ قاموس الرجال ٧ : ٥٦٤ [ ٥٣٠٩ ].

٢ ـ فهرست ابن النديم : ١٧١ ، المقالة الثالثة ، وانظر أيضاً : ٢٩١ ، الفن السابع : من المقالة السادسة.

٣ ـ فهرست ابن النديم : ٤١ ، المقالة الأُولى.

٤ ـ فرج المهموم : ١٢٣ ، الباب الخامس.

٥ ـ طبقات أعلام الشيعة ( القرن الرابع ) : ٢٠٣ ، وانظر أيضاً : أعلام الزركلي ٤ : ٣٢٥.

٦ ـ رجال النجاشي : ٢٦٤ [ ٦٨٩ ].

٧ ـ إثبات الهداة ١ : ٢٨ ، الفائدة العاشرة.

٢٩٠

وعدّه المجلسي ( ت ١١١١ هـ ) في مصادر بحاره(١) ، وقال في توثيق المصادر : وكتاب البرهان كتاب متين ، فيه أخبار غريبة ، ومؤلّفه من مشاهير الفضلاء ، ثمّ أورد قول النجاشي(٢) .

____________

١ ـ البحار ١ : ٢٠.

٢ ـ البحار ١ : ٣٩ ، وانظر : رياض العلماء ٤ : ٢١٢ ، الذريعة ٣ : ٩٠ [ ٢٨٥ ].

٢٩١
٢٩٢

مؤلّفات الشيخ الصدوق أبي جعفر محمّد بن علي بن

الحسين بن بابويه القمّي ( ت ٣٨١ هـ )

(٢٨) كتاب : كمال الدين وتمام النعمة :

الحديث :

الأوّل : قال : وأشهد أنّ محمّداً ( صلى الله عليه وآله ) عبده ورسوله وأمينه ، وأنّه بلّغ عن ربّه ، ودعا إلى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة ، وعمل بالكتاب وأمر باتّباعه ، وأوصى بالتمسّك به وبعترته الأئمّة بعده ( صلى الله عليه وآله ) ، وأنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليه حوضه ، وأنّ اعتصام المسلمين بهما على المحجّة الواضحة(١) .

تنبيه : من الواضح أنّه يشير إلى حديث الثقلين.

الثاني : وقال غيره(٢) من متكلّمي مشايخ الإماميّة :

ونقول : إنّ جميع طبقات الزيديّة والإماميّة ، قد اتفقوا على أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وهما الخليفتان من بعدي ، وأنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ».

وتلقّوا هذا الحديث بالقبول(٣) .

____________

١ ـ كمال الدين وتمام النعمة : ٣٢ ، المقدّمة.

٢ ـ أي غير أبي جعفر بن قبة ( رحمه الله ) ، الذي نقل الصدوق كلامه قبل كلام هذا الشيخ.

٣ ـ كمال الدين وتمام النعمة : ٩٣ ، كلام لأحد المشايخ في الردّ على الزيديّة.

٢٩٣

الثالث : وقال أبو جعفر محمّد بن عبد الرحمن بن قبة الرازي ( القرن الرابع ) في نقض كتاب الإشهاد لأبي زيد العلوي : قال صاحب الكتاب ـ بعد أشياء كثيرة ذكرها لا منازعة فيها ـ : وقالت الزيديّة والمؤتمّة(١) : الحجّة من ولد فاطمة ، بقول الرسول المجمع عليه في حجّة الوداع ، ويوم خرج إلى الصلاة في مرضه الذي توفّي فيه : « أيّها الناس ، قد خلّفت فيكم كتاب الله وعترتي ، ألا إنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، ألا وإنّكم لن تضلّوا ما استمسكتم بهما ».

ثمّ أكّد صاحب الكتاب هذا الخبر ، وقال فيه قولاً لا مخالفة فيه(٢) .

فأقول(٣) ـ وبالله الثقة ـ : إنّ في قول النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) على ما يقول الإماميّة دلالة واضحة ، وذلك أنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي »(٤) .

الرابع : حدَّثنا أحمد بن الحسن القطّان ، قال : حدَّثنا العبّاس بن الفضل المقري ، قال : حدَّثنا محمّد بن علي بن منصور ، قال : حدَّثنا عمرو ابن عون ، قال : حدَّثنا خالد ، عن الحسن بن عبيد الله ، عن أبي الضحى ، عن زيد بن أرقم ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض »(٥) .

____________

١ ـ يعني الإماميّة.

٢ ـ ذكر هنا قولاً في دلالة الحديث ، سيأتي الكلام عليه في بحث الدلالة.

٣ ـ هذا الكلام من أبي جعفر بن قبة ( رحمه الله ).

٤ ـ كمال الدين وتمام النعمة : ١٢٤ ، أجوبة ابن قبة على أبي زيد العلوي.

ثمّ ذكر كلاماً في الدلالة ردّاً على ما قاله أبو زيد العلوي ، سيأتي نقله في بحث الدلالة إن شاء الله.

٥ ـ كمال الدين وتمام النعمة : ٢٦٥ ح ٤٤ ، باب (٢٢) : اتصال الوصيّة ، وعنه الحرّ

٢٩٤

ورواه الجويني ( ت ٧٣٠ هـ ) بطريقه عن الصدوق في فرائد السمطين(١) .

الخامس : حدَّثنا محمّد بن إبراهيم بن أحمد بن يونس ، قال : حدَّثنا العبّاس بن الفضل ، عن أبي زرعة ، عن كثير بن يحيى أبي مالك ، عن أبي عوانة ، عن الأعمش ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن عامر بن واثلة ، عن زيد بن أرقم ، قال : لما رجع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من حجّة الوداع ، نزل بغدير خمّ ، ثمّ أمر بدوحات فقمّ ما تحتهن ، ثمّ قال : « كأنّي قد دعيت فأجبت ، إنّي تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » ، ثمّ قال : « إنّ الله مولاي وأنا مولى كلّ مؤمن » ، ثمّ أخذ بيد عليّ ابن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فقال : « من كنت وليّه فهذا وليّه ، اللّهم وال من والاه ،

____________

العاملي ( ت ١١٠٤ هـ ) في إثبات الهداة ١ : ٤٩٦ ح ١٩٥ ، والبحراني ( ت ١١٠٧ هـ ) في البرهان ١ : ١١ ح ١٢ ، باب [ ٣ ] : في الثقلين ، ولكنّه سمّى كمال الدين بكتاب الغيبة ، وغاية المرام ٢ : ٣٦٠ ح ٥٩ ، باب : ٢٩ ، ونسبه هنا إلى كتاب من لا يحضره الفقيه ، ولا يوجد فيه ، والمجلسي ( ت ١١١١ هـ ) في البحار ٢٣ : ١٣٣ ح ٦٩.

١ ـ فرائد السمطين ٢ : ١٤٢ ح ٤٣٦ ، الباب الثالث والثلاثون من السمط الثاني. وطريقه إلى الصدوق ، هكذا : أنبأني الإمام مفيد الدين أبو جعفر محمّد بن علي بن أبي الغنائم ، والإمام سديد الدين يوسف بن علي بن المطهّر الحليان ، في ما كتبا إليّ رحمة الله عليهما ، قالا : أنبأنا الشيخ مهذّب الدين الحسين بن أبي الفرج بن ردّة النيلي ( رحمه الله ) ، بروايته عن محمّد بن الحسين بن علي بن محمّد بن عبد الصمد ، عن والده ، عن جدّه محمّد ، عن أبيه ، عن جماعة ، منهم : السيّد أبو البركات علي بن الحسين الجوري العلوي ، وأبو بكر محمّد بن أحمد بن علي المعمّري ، والفقيه أبو جعفر محمّد بن إبراهيم القائني ، قالوا : أخبرنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمّد بن علي بن بابويه ( رحمه الله ) ، قال : . ( الحديث ) ، وفيه : ( وعترتي ) فقط ، و ( لن يتفرّقا ) بدل ( لن يفترقا ) ، وسيأتي في ما سنذكره عن فرائد السمطين للجويني في مصادر أهل السنّة لحديث الثقلين.

٢٩٥

وعاد من عاداه » ، قال : فقلت لزيد بن أرقم : أنت سمعت من رسول الله ( صلى الله عليه وآله )؟

فقال : ما كان في الدوحات أحد إلاّ وقد رآه بعينه وسمعه بأُذنيه(١) .

السادس : حدَّثنا محمّد بن جعفر بن الحسين البغدادي ، قال : حدَّثنا عبد الله بن محمّد بن عبد العزيز إملاءً ، قال : حدَّثنا بشر بن الوليد ، قال : حدَّثنا محمّد بن طلحة ، عن الأعمش ، عن عطيّة بن سعيد(٢) ، عن أبي سعيد الخدري ، أنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : « إنّي أوشك أن أُدعى فأجيب ، وإنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله عزّ وجلّ وعترتي ، كتاب الله حبل ممدود بين السماء والأرض ، وعترتي أهل بيتي ، وإنّ اللطيف الخبير أخبرني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، فانظروا بماذا تخلفوني فيهما »(٣) .

السابع : حدّثنا محمّد بن عمر البغدادي ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسين بن حفص الخثعمي ، قال : حدّثنا محمّد بن عبيد ، قال : حدّثنا صالح بن موسى ، قال : حدّثنا عبد العزيز بن رفيع ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي قد خلّفت فيكم شيئين ، لن تضلّوا بعدي أبداً ما أخذتم بهما ، وعملتم بما فيهما : كتاب الله وسنّتي »(٤) ، وإنّهما

____________

١ ـ كمال الدين وتمام النعمة : ٢٦٦ ح ٤٥ ، باب (٢٢) : اتصال الوصيّة ، وعنه الكاشاني ( ت ١٠٩١ هـ ) في نوادر الأخبار : ١٤١ ح ١٤ ، وقال : وزاد في رواية أُخرى : . ، والحرّ العاملي ( ت ١١٠٤ هـ ) في إثبات الهداة ١ : ٤٩٦ ح ٩٦ ، والبحراني ( ت ١١٠٧ هـ ) في البرهان ١ : ١١ ح ١٣ باب ٣ ، وسمّى كمال الدين بكتاب الغيبة ، وغاية المرام ٢ : ٣٦٠ ح ٦٠ ، الباب : ٢٩ ، والمجلسي ( ت ١١١١ هـ ) في البحار ٢٧ : ١٣٧ ح ٢٥.

٢ ـ الظاهر أنّه عطيّة بن سعد ، كما سيأتي في أسانيد أُخر.

٣ ـ كمال الدين وتمام النعمة : ٢٦٦ ح ٤٦ ، باب (٢٢) : اتصال الوصيّة ، وعنه في إثبات الهداة ١ : ٤٩٧ ح ١٩٧ ، والبرهان ١ : ١١ ح ١٤ ، وغاية المرام ٢ : ٣٦١ ح ٦١ ، الباب : ٢٩ ، والبحار ٢٣ : ١٤٧ ح ١٠٩.

٤ ـ تصحيف من ( ونسبي ) ، كما سيأتي توضيحه في المتن.

٢٩٦

لن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض »(١) .

تنبيه : لقد توقّفت كثيراً في هذا الحديث ، وإدراجه في ضمن حديث الثقلين ، إلى أن نبّهني يوماً العلاّمة المحقّق السيّد محمّد رضا الجلالي إلى ما كتبه توضيحاً عن هذا الحديث في كتابه ( تدوين السنّة الشريفة ) ، أثناء تعليقه على حديث ( كتاب الله وسنّتي ) ، قال :

ورواه الحاكم في المستدرك ( ١ / ٩٣ ) عن أبي هريرة(٢) ، شاهداً على الحديث الأوّل ، وكذا الذهبي ولم يصرّحا بصحّته ، ولفظه : « إنّي قد تركتُ فيكم شيئين لن تضلّوا بعدهما أبداً : كتاب الله وسنّتي » ، وعزاه السيوطي في الجامع الكبير رقم ( ٨٢٤٦ ) ج ١ ص (٢٤) إلى البيهقي في السنن الكبرى(٣) ، بلفظ « إنّي قد خلّفتُ » ، ونقله في ( حجّيّة السنّة ) ( ص ٣١٤ ) عن البيهقي في المدخل ، باللفظ الأوّل.

أقول : لكنّ الذي رواه البزّار عن أبي هريرة ، وبنفس السند الذي أورده الحاكم ، كما جاء في ( كشف الأستار عن زوائد البزّار ) ، كتاب علامات النبوّة ، باب مناقب أهل البيت ، ما نصّه : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « إنّي قد خلّفتُ فيكم اثنين لن تضلّوا بعدهما أبداً : كتاب الله ونَسبي ، ولن

____________

١ ـ كمال الدين وتمام النعمة : ٢٦٧ ح ٤٧ ، باب (٢٢) : اتصال الوصيّة ، وعنه البحراني ( ت ١١٠٧ هـ ) في البرهان ١ : ١٢ ح ١٥ ، وفيه : وعترتي بدل وسنّتي ، وغاية المرام ٢ : ٣٦١ ح ٦٢ ، الباب (٢٩) ، وفيه : وسنّتي ، والبحار ٢٣ : ١٣٢ ، وفيه : وسنّتي.

٢ ـ رواه الحاكم في مستدركه ( ١ ح ١ : ١٩٤ ح ٣٢٢ ) ، بهذا السند : أخبرنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه ، أنبأ محمّد بن عيسى بن مسكن الواسطي ، ثنا داوود بن عمرو الضبّي ، ثنا صالح بن موسى الطلحي ، عن عبد العزيز بن رفيع ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، قال : . ، ( الحديث ).

٣ ـ السنن الكبرى ١٠ : ١٩٥ ح ٢٠٣٣٧ ، بهذا السند : أخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد ، أنبأ أبو أحمد حمزة بن محمّد بن العبّاس ، ثنا عبد الكريم بن الهيثم ، أنبأ ابن العبّاس بن الهيثم ، ثنا صالح بن موسى الطلحي . ، الخ.

٢٩٧

يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » ، قال البزّار : لا نعلمه يُروى عن أبي هريرة إلاّ بهذا الإسناد ، وصالح ليّن الحديث ، كشف الأستار ( ج ٣ ص ٢٢٣ ) رقم ( ٢٦١٧ )(١) .

وبما أنّ البزّار أورد الحديث في باب مناقب أهل البيت ( عليهم السلام ) ، فلا بدّ أنْ يكون لفظ الحديث مناسباً لذلك الباب ، فلا بدّ أن يكون الصحيح لفظ « ونسبي » ، وبما أنّ الحديث الذي أورده الحاكم عن أبي هريرة متّحد مع ما أورده البزّار سنداً ، فلابدّ أن يكون مثله لفظاً أيضاً ، وهذا يقتضي أن يكون « وسنّتي » مصحّفاً عن « ونسبي ».

وقد وقع مثل هذا التصحيف ، في ما أورده السيوطي في كتاب ( إحياء الميت بفضائل أهل البيت ) ، الحديث رقم (٢٢) ، نقلا عن البزّار ، فجاء بلفظ : « كتاب الله ونسبتي » ، في الطبعة المصريّة بهامش إتحاف الأشراف ( ص ٢٤٧ ) ، وطبعة مؤسّسة الوفاء ( ص ٢٤ ) ، وطبعة محمّد سعيد الطريحي ( ص ٤٤ ) ، لكن في طبعة دار الجيل التي حقّقها مصطفى عبد الرحمان عطا ( ص ٢٩ ) ، بلفظ : « وسُنّتي » ، من دون تعليق ، ولا إشارة إلى اختلافه مع سائر الطبعات ومع المصدر ، ولا إلى أنّ الحديث بهذا اللفظ « وسُنّتي » لا يرتبط بأهل البيت ( عليهم السلام ) ، فكيف يورده السيوطي ، ومصدره البزّار ، في باب فضائل أهل البيت ( عليهم السلام )!؟(٢)

أقول : وكذلك ، كيف يورده الصدوق تحت باب ( اتّصال الوصيّة من لدن آدم ( عليه السلام ) ، وأنّ الأرض لا تخلو من حجّة لله عزّ وجلّ على خلقه إلى يوم القيامة ) ، وفي ضمن إيراده لأحاديث الثقلين(٣) .

____________

١ ـ وانظر أيضاً : مختصر زوائد البزار ٢ : ٣٣٢ ح ١٩٦٣.

٢ ـ تدوين السنّة الشريفة : ١٢٢ ، القسم الأوّل ، الفصل الثالث ، الهامش (١).

٣ ـ قال محقّق كتاب كمال الدين وتمام النعمة ، الشيخ علي أكبر الغفاري في هامش

٢٩٨

الثامن : حدَّثنا محمّد بن عمر الحافظ ، قال : حدَّثنا القاسم بن عبّاد ، قال : حدَّثنا سويد ، قال : حدَّثنا عمرو بن صالح ، عن زكريا ، عن عطيّة ، عن أبي سعيد ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا : كتاب الله جلّ وعزّ حبل ممدود ، وعترتي أهل بيتي ، ولن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض »(١) .

التاسع : حدَّثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد ، قال : أخبرنا محمّد بن أحمد بن حمدان القشيري ، قال : حدَّثنا الحسين بن حميد ، قال : حدَّثني أخي الحسن بن حميد ، قال : حدَّثني علي بن ثابت الدهّان ، قال : حدَّثني سعاد وهو ابن سليمان ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث ، عن علي ( عليه السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إنّي امرؤ مقبوض ، وأُوشك أن أُدعى فأُجيب ، وقد تركت فيكم الثقلين ، أحدهما أفضل من الآخر : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض »(٢) .

العاشر : حدَّثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد ، قال : أخبرنا القشيري ، عن المغيرة بن محمّد بن المهلّب ، قال : حدَّثني أبي ، عن عبد الله بن داود ، عن فضيل بن مرزوق ، عن عطيّة العوفي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال :

____________

هذا الحديث : ذكر هذه الرواية عن أبي هريرة بهذا اللفظ هنا لا يناسب المقام ، اللّهم إلاّ أن يكون المراد ذكره لبيان تحريف أبي هريرة لفظ الحديث ، أو إيراد جميع ما سمعه.

١ ـ كمال الدين وتمام النعمة : ٢٦٧ ح ٤٨ ، باب (٢٢) : اتصال الوصيّة ، وعنه في إثبات الهداة ١ : ٤٩٧ ح ١٩٨ ، والبرهان ١ : ١٢ ح ١٦ ، وغاية المرام ٢ : ٣٦١ ح ٦٣ ، باب (٢٩) ، والبحار ٢٣ : ١٣٢ ح ٦٧.

٢ ـ كمال الدين وتمام النعمة : ٢٦٧ ح ٤٩ ، وفي بعض الطبعات كرّره بعد صفحة ، وعنه في نوادر الأخبار : ١٤٠ ح ١٣ ، وإثبات الهداة ١ : ٤٩٧ ح ١٩٩ ، والبرهان ١ : ١٢ ح ١٧ ، غاية المرام ٢ : ٣٦١ ح ٦٤ ، باب ٢٩ ، والبحار ٢٣ : ١٣٢ ح ٦٨.

٢٩٩

قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم أمرين أحدهما أطول من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء(١) طرف بيد الله ، وعترتي ، ألا إنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » ، فقلت : لأبي سعيد : من عترته؟

قال : أهل بيته ( عليهم السلام )(٢) .

ورواه الجويني ( ٧٣٠ هـ ) بطريقه إلى الصدوق في فرائد السمطين(٣) .

الحادي عشر : حدّثنا علي بن الفضل البغدادي ، قال : سمعت أبا عمر صاحب أبي العبّاس ثعلب ، يقول : سمعت أبا العبّاس ثعلب سئل عن معنى قوله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين » ، لم سمّيا الثقلين؟

قال : لأنّ التمسّك بهما ثقيل(٤) .

ورواه الجويني بطريقه عن الصدوق في فرائد السمطين(٥) .

الثاني عشر : حدَّثنا الحسن بن علي بن شعيب أبو محمّد الجوهري ،

____________

١ ـ لعلّه يوجد هنا سقط : ( إلى الأرض ) ، كما في معاني الأخبار ، وفرائد السمطين ، والبحار ، والبرهان ، وغاية المرام.

٢ ـ كمال الدين وتمام النعمة : ٢٦٧ ح ٥٠ ، وأورده في معاني الأخبار ، وسيأتي ، وفي بعض الطبعات كرّره بعد صفحة ، وعنه في إثبات الهداة ١ : ٤٩٧ ح ٢٠٠ ، والبرهان ١ : ١٢ ح ١٨ ، وغاية المرام ٢ : ٣٦٢ ح ٦٥ ، الباب ٢٩ ، والبحار ٢٣ : ١٣١ ح ٦٤.

٣ ـ فرائد السمطين ٢ : ١٤٤ ح ٤٣٨ ، الباب (٣٣) من السمط الثاني ، وفيه : أنبأنا القشيري ، قال : حدَّثنا المغيرة بن محمّد بن المهلّب ، قال : حدَّثني أبي ، قال : حدَّثني عبد الله بن داود ، وقد ذكرنا طريقه إلى الصدوق في الحديث الرابع ، المارّ الذكر ، وفيه : « حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، طرف بيد الله ».

٤ ـ كمال الدين وتمام النعمة : ٢٦٨ ح ٥١ ، وعنه في البرهان ١ : ١٢ ح ١٩ ، وفيه ( أبا عمرو ) و ( تغلب ) ، وغاية المرام ٢ : ٣٦٢ ح ٦٦ ، الباب ٢٩ ، والبحار ٢٣ : ١٣١ ح ٦٥ ، وفيه ( تغلب ).

٥ ـ فرائد السمطين ٢ : ١٤٥ ح ٤٢٩ ، الباب (٣٣) من السمط الثاني ، وفيه : سمعت أبا عمرو صاحب أبي العبّاس غلام ثعلب ـ والظاهر أنّ غلام زائدة ـ ، وفيه : ( يُسْئل ) بدل ( سئل ) ، وفيه : لم سمّيا بثقلين؟

٣٠٠

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619